You are on page 1of 55

‫‬

‫ِّ‬
‫املقدمة‬
‫بقلم العالمة احلبيب‬
‫عمر بن حممد بن سامل بن حفيظ‬
‫(عميد دار املصطفى للدراسات اإلسالمية)‬

‫ِ‬
‫بتوجيهات‬ ‫ِ‬
‫حقائـق الدِّ ين‪،‬‬ ‫احلمدُ للـه ُمـحي�ي‬
‫بتعليامت ِ‬
‫عبده‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قل�وب املؤمنني‪،‬‬ ‫ومنو ِر‬
‫خا َتم النب ِّيني‪ِّ ،‬‬
‫ىل‬ ‫َ‬
‫وبارك عليه وع ٰ‬ ‫س�ي ِدنا حممد ﷺ‬
‫ومصطفا ُه األمني‪ّ ،‬‬
‫الـمياميـن وتابِعيهم‬
‫ـر َ‬ ‫الطـاهـريـن‪ ،‬وصحبِه ُ‬
‫الغ ِّ‬ ‫آلِـه َّ‬
‫ٍ‬
‫بإحسان إ ٰىل يو ِم الدِّ ين‪.‬‬
‫‬

‫وبعد‪،‬‬
‫ِ‬
‫الـحادية‬ ‫ِ‬
‫األحـادي�ث‬ ‫ىل هـذه‬ ‫فقـد َّ‬
‫لع�ت ع ٰ‬
‫اط ُ‬
‫بيه األخ َع ْو ٌن‬ ‫املن�و ُر املو َّف ُق ال َّن ُ‬
‫جعها َّ‬‫واألربعين‪ ،‬التي مَ َ‬
‫ال َقدُّ وم�ي‪ ،‬زا َده اهلل توفيق ًا وتس�ديد ًا وتنوي�ر ًا؛ تتع َّل ُق‬
‫رش ِ‬
‫دينه‬ ‫وجل ون ِ‬ ‫َّ‬ ‫ع�ز‬ ‫ِ‬
‫الدعوة إ ٰىل اهلل َّ‬ ‫مهم ٍة يف‬ ‫ٍ‬
‫بش�ؤون ّ‬
‫َ‬
‫القائمون‬ ‫حيت�اج إليها‬
‫ُ‬ ‫حتمل معا َ‬
‫ين‬ ‫ومنهج�ه يف َخ ْل ِقه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫عوة إ ٰىل اهلل‪ ،‬بل هي رضور ّي ٌـة لسلامة َم ِ‬
‫س�ارهم‬ ‫بالدّ ِ‬
‫املهم ِة العظيمة‪ ،‬فجزى ُ‬
‫اهلل‬ ‫و َن ِ‬
‫جاحه�م يف القيا ِم بتلك ّ‬
‫ٰ‬
‫وأحس�ن َم ُثوبتَه‪ ،‬ون َف َع هبا قار َئها‬
‫َ‬ ‫ري اجلزاء‪،‬‬
‫جامعها خ َ‬
‫َ‬
‫َب للجميع التوفيقَ وال َقبول‪.‬‬ ‫وسامعها‪ ،‬وكت َ‬
‫َ‬
‫عمر بن حممد بن سامل بن حفيظ‬
‫‪ 26‬رمضان ‪1430‬هـ‬
‫‬

‫األربعونَ الدَّ َعوية‬

‫والسالم‬
‫ُ‬ ‫الـم ِجيد‪ ،‬والصـال ُة‬
‫ـك َ‬ ‫احلمدُ للـه ِ‬
‫املل ِ‬
‫ىل آلِـه‬ ‫ِ‬
‫احلمـد يف اليـوم الشديـد‪ ،‬وع ٰ‬ ‫ِ‬
‫لـواء‬ ‫ىل حاملِ‬
‫ع ٰ‬
‫َ‬
‫األرض‬ ‫اللـه‬ ‫صلنيَ بدعوتِـه إ ٰىل ْ‬
‫أن َي ِر َث ُ‬ ‫وصحبِه وامل ّت ِ‬
‫ْ‬
‫من اخل ْل ِق والعبِيد‪.‬‬
‫و َمن عليها َ‬
‫وبعد‪،‬‬
‫صـاحب‬
‫ُ‬ ‫والسلام هو‬
‫ُ‬ ‫النبي عليه الصال ُة‬ ‫ّ‬
‫فـإن َّ‬
‫اإل ْذ ِن بالـدعـ�وة إ ٰىل احلقِّ من احلقِّ س�بحانـه وتعا ٰىل‪:‬‬
‫[األح�زاب‪]46 :‬‬ ‫﴿ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ﴾‬
‫‪10‬‬

‫فصول سريتِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حتى كانت‬‫ونيـ ًة وجهاد ًا‪ٰ ،‬‬ ‫ال وفع ً‬
‫ال َّ‬ ‫قو ً‬
‫ِ‬
‫ومراحل‬ ‫املصطف�ى ّ‬
‫املزك ٰى ولياليه‬ ‫ٰ‬ ‫بما احت ََوتْه من أيام‬
‫ِ‬
‫وجهاده ومغازيه‪ ،‬جما ً‬
‫ال َت َ‬
‫رس ُح فيه‬ ‫دعوتِه ومعاين رمحتِه‬
‫ىل‬ ‫ِ‬
‫املباركة يف أج ٰ‬ ‫ِ‬
‫للدعوة‬ ‫ُ�دو ُن فيه ال ُّنقول‪،‬‬ ‫العقول‪ ،‬وت َّ‬
‫السقيا للخليقة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫جداول ُّ‬ ‫َس�واقيها؛ لتمتدَّ منها وعنها‬
‫مجع هذا‬
‫واخلالصة منها ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزمان وامل�كان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاقب‬ ‫م�ع‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ىل مقصـد وجـوده من العبود َّيـة للـرب‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنس�ان ع ٰ‬
‫ِ‬
‫وإقامة اخلالفة‬ ‫ِ‬
‫ومحل األمانة‬ ‫بالق َرب‪،‬‬ ‫امرة األرض ُ‬ ‫وع ِ‬ ‫ِ‬
‫وأكمل سبب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ري ٍ‬
‫وجه‬ ‫عىل خ ِ‬‫ٰ‬
‫ضـرورة صياغـةِ‬
‫ِ‬ ‫اليـوم عـن‬
‫َ‬ ‫الكالم‬
‫ُ‬ ‫وقـد َك ُث َ‬
‫ـر‬
‫متكاملة لفقـ�ه الـدَّ عوة إ ٰىل اللـه يف معانيهـا‬ ‫ٍ‬ ‫منهجي ٍ‬
‫ـة‬ ‫َّ‬
‫س�واء يف‬
‫ٌ‬ ‫أفرادها الذين يحَ ِم هَ‬
‫لونا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومبانيه�ا‪ ،‬وأعي�ان‬
‫ووسائلهم‪ ،‬أو يف ِ‬
‫بناء‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬
‫أدواتم‬ ‫هِ‬
‫وغاياتم‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫مقاصدهم‬
‫ِ‬
‫واملقصود منها‬ ‫ِ‬
‫وصياغ�ة خطابهِ م‪ ،‬أو يف حم ِّلها‬ ‫هِ‬
‫ذواتم‬
‫‪11‬‬

‫وتع�دد هِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬


‫بيئاتم؛‬ ‫أحوالم ُّ‬ ‫اختلاف مراتبِهم ُّ‬
‫وتن�وع‬ ‫على‬
‫ٰ‬
‫حتمل الدعوة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ش�ؤون ُوجهت�ه يف ُّ‬ ‫ِ‬
‫لتنتظ�م للصادق املقبل‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ليس�تفرغ فيها‬ ‫أخص معاين العبودية‪،‬‬
‫وه�ي من ِّ‬ ‫إ ٰىل اهلل‪ِ ،‬‬
‫ىل احلق‪.‬‬‫جمع اخللقَ ع ٰ‬ ‫َ‬
‫ويبذل ك َّله‪ ،‬ل َي َ‬ ‫سعه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان ُو َ‬
‫ـة هو إما وقو ُفها‬‫الكتابات الدَّ َعو ّي ِ‬
‫ِ‬ ‫نشهدُ ه َ‬
‫اليوم يف‬ ‫والذي َ‬
‫ُ‬
‫والتباحث فيهـا يف‬ ‫ـة األول ّي ِ‬
‫ـ�ة‬ ‫التأصيلات الرشع ّي ِ‬
‫ِ‬ ‫ىل‬
‫ع ٰ‬
‫ُ‬
‫جتاوزها‬ ‫األكـاديميـ�ة‪ ،‬أو‬ ‫يـات الرشعي ِ‬
‫ـ�ة‬ ‫ْأر ِ‬
‫وقـ�ة الك ّل ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ووسـائـل‬ ‫ٍ‬
‫بأدوات‬ ‫ِ‬
‫وتوشيحها‬ ‫ملزجها‬ ‫ِ‬
‫التأصيالت ِ‬ ‫لتلك‬
‫تأطيـ�رات تنظيم َّي ٍ‬
‫ـ�ة‬ ‫ٍ‬ ‫ضم�ن‬
‫َ‬ ‫وتـخص ُصه�ا‬
‫ِّ‬ ‫تضبِ ُطهـ�ا‬
‫ُ‬
‫والتفصي�ل‬ ‫الرشع�ي‬‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫التأصي�ل‬ ‫حركيـ�ة‪ ،‬وكالمه�ا ـ‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫احلركيـ�ة والتجار ُب‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫األكاديم�ي من جه�ة‪ ،‬والصياغ�ة‬
‫ُّ‬
‫للمقبِ�ل املمت ِ‬
‫َزج‬ ‫إثراء ُ‬ ‫أخ�رى ـ فيهام ٌ‬ ‫ٍ‬
‫العمليـ� ُة م�ن جهة‬
‫ٰ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملهمة الس�عادة يف‬ ‫اهلم�ة َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الـهم والصاعـ�د بـهذه َّ‬
‫بـه�ذا ِّ‬
‫الظلامت إ ٰىل النور‪.‬‬‫ِ‬ ‫ين بإخراج الناس من‬ ‫الدَّ َار ِ‬
‫‪12‬‬

‫ُ‬
‫نك�ون يف ه�ذه املرحل�ة إ ٰىل‬ ‫أح�و ُج م�ا‬
‫َ‬ ‫ونح�ن‬
‫ً‬
‫مهس�ا يف‬ ‫الس�طور‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فتكون هذه‬ ‫حتمل الدعوة‪،‬‬ ‫صدور ُ‬ ‫ٍ‬
‫بالصياغتَني‪ :‬التأصيلي ِ‬
‫ـة‬ ‫تنتفع ِّ‬
‫عزمها‪ُ ،‬‬ ‫ُأ ُذهنا وشدّ ًا من ِ‬
‫َّ‬
‫س فقه ًا للدعوة‬ ‫ـة والتنظري َّي ِ‬
‫الرشعي ِ‬
‫لتؤس َ‬
‫احلركيـة؛ ِّ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫َّ‬
‫على‬ ‫املح�ررة؛ ٰ‬
‫َّ‬ ‫العلميـ�ة‬
‫ّ‬ ‫إ ٰىل اهلل يس�تندُ إ ٰىل األص�ول‬
‫بعقيدة صادق�ة‪ٍ ،‬‬
‫وفقه ناضج‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ص�اف ُزالل‪،‬‬ ‫َ‬
‫مشر ٍ‬
‫ب‬
‫ِ‬
‫الدع�وة يف‬ ‫ُ‬
‫أص�ول‬ ‫ٍ‬
‫وس�لوك تكتم�ل في�ه‬ ‫ٍ‬
‫وجماه�دة‬
‫ِ‬
‫مراحله�ا وأركانهِ�ا وآدابهِ ا‪ ،‬حيم ُل�ه ُّ‬
‫كل راغب‪ ،‬وجيدُّ‬
‫ري فيه ُّ‬
‫كل طالب‪.‬‬ ‫الس َ‬
‫الدعوية» من ِ‬
‫باب‬ ‫من هنا تأيت ه�ذه «األربعونَ َ‬
‫مج ْع ُت فيها َ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫الدعوة إ ٰىل اهلل‪َ ،‬‬ ‫األصل اجلامعِ ِ‬
‫لفقه‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الواردة فيام ي َّتصل بالدعوة إ ٰىل اهلل‪،‬‬ ‫األحاديث النبو ّي ِ‬
‫ـة‬ ‫ِ‬
‫ومنوح‪،‬‬
‫رشوح ُ‬
‫ٌ‬ ‫لتك�ون ِمن بعدُ‬
‫َ‬ ‫وهي باكور ُة العمل‪،‬‬
‫الوقت ِ‬
‫والف ْكر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بارك يف‬ ‫ال َ‬
‫اهلل أن ُي َ‬ ‫سائ ً‬
‫‪13‬‬

‫والشكر ألخي احلبيب الدكتور حممد عبد امل ّنان‬


‫ُ‬
‫وجزى ُ‬
‫اهلل ع ّنا س�يدَ نا‬ ‫ٰ‬ ‫على خترجيه للروايات‪،‬‬
‫النجار ٰ‬
‫ّ‬
‫حممد ًا صلىَّ ٰ ُ‬
‫اهلل عليه وسلم ما هو أه ُله‪.‬‬
‫وكت َبـ َه األ َق ّ‬
‫ـل‬
‫عَ ْون ُمعني ال َقدّ ومي‬
‫يف ‪ 5‬ربيع األول ‪1429‬هـ‬
14
‫‪15‬‬

‫األربعونَ الدَّ َعوية‬


‫(‪)1‬‬
‫مفتاح ِّ‬
‫كل عمل‬ ‫ُ‬ ‫النيـ ُة‬
‫ّ‬
‫س�معت‬
‫ُ‬ ‫اص ال َّل ْيثي‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ع�ن َع ْل َق َمـ َة ب�ن و َّق ٍ‬
‫عت‬ ‫رب قال‪ِ :‬‬
‫سم ُ‬ ‫اهلل عنه عىل ِ‬
‫الـمن ِ‬ ‫ريض ُ‬
‫اب َ‬ ‫اخلط ِ‬ ‫بن َّ‬ ‫عمر َ‬
‫ٰ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ يقول‪« :‬إنَّام األعامل بالن َِّّيـات‪ ،‬وإنَّام ِّ‬
‫لكل‬ ‫َ‬
‫فم�ن كانت ِه ْجر ُته إ ٰىل اللـه ورس�ولِه؛‬ ‫وى‪َ ،‬‬ ‫امْ� ِر ٍئ ما َن ٰ‬
‫ف ِه ْجر ُت�ه إ ٰىل اهلل ورس�ولِـه‪ ،‬ومن كان�ت هجر ُته إ ٰىل ُدنيا‬
‫امرأة ِ‬
‫ينك ُحها؛ ف ِهجر ُته إ ٰىل ما َ‬
‫هاج َر إليه»‪.‬‬ ‫ُيصي ُبها أو ٍ‬
‫البخاري (برقم ‪.)1‬‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬
‫‪16‬‬

‫(‪)2‬‬
‫نِ ّـي ٌـة ِ‬
‫وجهاد‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنهام‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫اس َ‬
‫عب ٍ‬ ‫عن ِ‬
‫ابن َّ‬ ‫ِ‬
‫ونيـة؛ وإذا‬ ‫ولكن ِج ٌ‬
‫هاد َّ‬ ‫ْ‬ ‫الفتح‬
‫ِ‬ ‫هج َر َة بعدَ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬ال ْ‬
‫فانفروا»‪.‬‬‫اس ُت ْن ِفر ُتم ِ‬
‫البخاري (برقم ‪ ،)2575‬ومس�لم (برقم‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬
‫‪.)3468‬‬

‫(‪)3‬‬
‫النيـ ُة َم ِط َّيـة‬
‫َّ‬
‫حمم ٍد‬
‫أن أبا َّ‬ ‫ب�ن ُع َب ْي ِد ِ‬
‫ب�ن ِر َفاع�ة‪َّ ،‬‬ ‫إبراهيم ِ‬
‫َ‬ ‫ع�ن‬
‫ابن مس�عود‪ ،‬حدَّ ثه عن‬ ‫ِ‬
‫أصح�اب ِ‬ ‫أخبره‪ ،‬وكان من‬
‫َ‬
‫‪17‬‬

‫ِ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪ ،‬أن�ه َذ َك َر عندَ ه الش�هداء‪ ،‬فق�ال‪« :‬إنَّ‬
‫ور َّب ٍ‬
‫قتيل بنيَ‬ ‫�رش‪ُ ،‬‬ ‫أصحاب ُ‬
‫الف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ش�هداء أ ّمتي‬ ‫أكثر‬
‫َ‬
‫بنيتِه»‪.‬‬
‫أعلم َّ‬ ‫الص َّفينْ ِ ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫َّ‬
‫اإلمام أمحدُ يف «مسن َِده» (برقم ‪.)3584‬‬
‫ُ‬ ‫أخرجه‬

‫(‪)4‬‬
‫ات يف ِ‬
‫بناء املسلم‬ ‫واملتغي ُ‬
‫رّ‬ ‫الثوابت‬
‫ُ‬
‫�اب ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬بينَام‬ ‫بن َّ‬
‫اخلط ِ‬ ‫مر ِ‬
‫ع�ن ُع َ‬
‫�ع علينا‬‫ذات ي�وم‪ ،‬إذ َط َل َ‬ ‫ِ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ َ‬ ‫�ن عن�دَ‬
‫نح ُ‬
‫ْ‬
‫بياض ال ِّثياب‪ ،‬ش�ديدُ َس ِ‬
‫�واد َّ‬
‫الشعر‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫رجل ش�ديدُ‬ ‫ٌ‬
‫حتى َج َلس‬ ‫رى عليه أ َث ُر َّ‬
‫الس َ�فر‪ ،‬وال َيع ِر ُفه م َّنا أحد! ٰ‬ ‫ُي ٰ‬
‫ووض َع َك َّف ْيه‬ ‫إ ٰىل ال َّن ِّب�ي ﷺ فأس�نَ دَ ُركبت ِ‬
‫َيه إ ٰىل ُركبتَي�ه‪َ ،‬‬
‫حممد‪ ،‬أخبرِ ْ ين عن اإلسالم‪.‬‬ ‫ىل َف ِخ َذيه‪ ،‬وقال‪ :‬يا َّ‬ ‫ع ٰ‬
‫‪18‬‬

‫تشهدَ أنْ‬
‫«اإلسالم‪ :‬أنْ َ‬
‫ُ‬ ‫فقال رس�ول اللـه ﷺ‪:‬‬
‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪ ،‬و ُت َ‬
‫قيم‬ ‫مـحمد ًا‬
‫َّ‬ ‫إلـ�ه إلاّ اللـه‪ ،‬وأنَّ‬
‫ال َ‬
‫الصالة‪ ،‬و ُتؤ َتـ�ي الزكـاة‪ ،‬و َتصو َم رمض�ان‪ ،‬و َت ُ‬
‫ـح َّج‬ ‫َّ‬
‫صدقت! قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َطع َت إليه سبي ً‬
‫ال»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫إن اس�ت ْ‬ ‫البيت ِ‬
‫َ‬
‫فع ِج ْبنا له‪ :‬يسأ ُله و ُيصدِّ ُقه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ؤمن باهلل‬ ‫قال‪ :‬فأخبرِ ْ ين ع�ن اإليامن‪ .‬قال‪« :‬أنْ ُت َ‬
‫وتؤمن بال َقدَ ِر‬
‫َ‬ ‫اآلخر‪،‬‬‫ورس ِ�له واليو ِم ِ‬‫ومالئكتِه وك ُتبِه ُ‬
‫صدقت!‬
‫َ‬ ‫ورشه»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ري ِه ِّ‬‫خ ِ‬
‫عن اإلحسان‪ .‬قال‪« :‬أنْ َتع ُبدَ َ‬
‫اهلل‬ ‫قال‪َ :‬فأخبرِ ْ ين ِ‬
‫كأنك َتراه‪ ،‬فإنْ مل ْ‬
‫تكن ترا ُه فإنَّه َيراك»‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫املس�ؤول‬ ‫الس�اعة‪ .‬قال‪« :‬ما‬ ‫قـال‪ :‬فأخبرِ ْ ين عن َّ‬
‫ار هِتا‪.‬‬‫الس�ائل»‪ ،‬قال‪ :‬فأخِب�رِ ْ ين عن أ َم َ‬ ‫بأعلم من َّ‬ ‫َ‬ ‫عنها‬
‫الع َرا َة‬
‫الـحف�ا َة ُ‬
‫ترى ُ‬ ‫األ َم� ُة ر َّبـتَها‪ ،‬وأن ٰ‬‫ق�ال‪« :‬أنْ َت ِلدَ َ‬
‫يتطاولونَ يف ال ُب ْنيان»‪.‬‬
‫َ‬ ‫الش ِ‬
‫اء‬ ‫العال َة ِرعاءَ َّ‬ ‫َ‬
‫‪19‬‬

‫ملي ًا‪َّ ،‬‬


‫ثم قال يل‪« :‬يا عمر‪،‬‬ ‫ثم انطلقَ فلبِث ُْت ّ‬‫قال‪َّ :‬‬
‫اهلل ورس�و ُله أعلم‪ ،‬قال‪:‬‬‫قلت‪ُ :‬‬
‫من الس�ائل؟» ُ‬ ‫أتدري ِ‬
‫عل ُم ُكم ِدين ُ‬
‫َـكم»‪.‬‬ ‫جربيل أتاكم ُي ِّ‬
‫ُ‬ ‫«فإنّه‬
‫أخرج�ه مس�لم (برق�م ‪ ،)9‬وأب�و داود (برق�م‬

‫‪.)4075‬‬

‫(‪)5‬‬
‫مهم ُة البالغِ ِّ‬
‫لكل ُم ْسلم‬ ‫َّ‬
‫النبي‬
‫أن َّ‬ ‫ريض اهلل عنه‪َّ ،‬‬ ‫عبد اهلل بن َع ْم�رو َ‬ ‫ع�ن ِ‬
‫ﷺ ق�ال‪َ « :‬ب ِّلغ�وا عنِّ�ي ول�و آي�ة‪ ،‬وحدِّ ث�وا ع�ن بني‬
‫َعم�د ًا ف ْل َّ‬
‫يتبوأ‬ ‫إرسائي�ل وال َح َرج‪ ،‬و َم�ن َك َذ َب يَ َّ‬
‫عل ُمت ِّ‬ ‫َ‬
‫َم ْق َعدَ ه ِم َن ال َّنار»‪.‬‬
‫البخاري (برقم ‪.)3202‬‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬
‫‪20‬‬

‫(‪)6‬‬
‫ُأ َّمـة الدَّ عوة‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫اخلدْ ِر ِّي َ‬ ‫ٍ‬
‫س�عيد ُ‬ ‫عن يِأب‬
‫وح يو َم القيامة‪ ،‬فيقول‪َّ :‬لب َ‬
‫يك‬ ‫دع ٰى ُن ٌ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ي َ‬
‫غت؟ فيقول‪َ :‬نعم‪.‬‬ ‫رب! فيقول‪ :‬ه�ل ب َّل َ‬‫�عد ْي َك يا ِّ‬ ‫وس ْ‬
‫َ‬
‫فيقال ُأل َّمتِه‪ :‬هل ب َّل َغـكم؟ فيقولون‪ :‬ما أتانا ِم ْن نذير‪.‬‬
‫ُ‬
‫فتشهدونَ‬
‫وأ َّمتُه‪َ .‬‬‫يشهدُ لك؟ فيقول‪ :‬حممدٌ ُ‬ ‫فيقول‪َ :‬من َ‬
‫أن�ه ق�د ب َّل�غ‪﴿ ،‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾‪.‬‬
‫ذكره‪﴿ :‬ﭪﭫﭬﭭ‬ ‫فذلك قو ُله َّ‬
‫جل ُ‬
‫ﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‬
‫ﭵ﴾ والوسط‪ :‬العدل»‪.‬‬
‫أخرج�ه البخ�اري (برق�م ‪ ،)4127‬والرتم�ذي‬
‫(برقم ‪.)2887‬‬
‫‪21‬‬

‫(‪)7‬‬
‫التمكنيُ ِّ‬
‫للدين‬
‫عت‬
‫س�م ُ‬‫اري ريض اهلل عنه‪ ،‬قال‪ِ :‬‬ ‫عن َت ِ‬
‫ـميمٍ الدَّ ِّ‬
‫األمر ما َبل َغ ُ‬
‫الليل‬ ‫غن هذا ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ يقول‪َ :‬‬
‫«ل َي ْـب ُل َّ‬ ‫َ‬
‫أدخ َله ُ‬
‫اهلل‬ ‫بيت م ََد ٍر وال وَ َب ٍر إلاّ َ‬
‫اهلل َ‬‫رت ُك ُ‬ ‫وال َّنه�ار‪ ،‬وال َي ُ‬
‫ه�ذا الـدِّ ين‪ ،‬بعزِّ عزيـ ٍز أو بِ ُذ ِّل ذليـل؛ ّ‬
‫ع�ز ًا ُي ِع ُّز اللـ ُه‬
‫فر»‪.‬‬ ‫اهلل به ُ‬
‫الك َ‬ ‫بـه اإلسالم‪ ،‬وذ ًال ُي ِذ ُّل ُ‬

‫فت ذلك يف أهل بيتي‪،‬‬‫عر ُ‬ ‫يم الدَّ ِ‬


‫ار ُّي يقول‪ :‬قد َ‬ ‫وكان مَت ٌ‬
‫والشـرف ِ‬
‫والع ُّز‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخليـر‬
‫ُ‬ ‫منهم‬
‫لم ُ‬ ‫أس َ‬
‫لقـد أصـاب َمن ْ‬
‫غار‬
‫والص ُ‬ ‫ُّ‬
‫ال�ذل َّ‬ ‫�را‬ ‫كان منه�م ِ‬
‫كاف ً‬ ‫�ن َ‬‫أص�اب َم ْ‬
‫َ‬ ‫ولق�د‬
‫ِ‬
‫واجلزْ ية‪.‬‬
‫أخرج�ه أمح�د يف «املس�ند» (برق�م ‪،)16344‬‬
‫«املستدرك» (برقم ‪.)8444‬‬
‫َ‬ ‫واحلاكم يف‬
‫‪22‬‬

‫(‪)8‬‬
‫ِ‬
‫اخلالف ُة َّ‬
‫الراشدة‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬ق�ال‪ :‬ك َّنا‬ ‫ٍ‬
‫بشير َ‬ ‫بن‬ ‫ع�ن ال ُّن ِ‬
‫عمان ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وكان َب ِش ٌري رج ً‬ ‫ُقعود ًا يف املسجد َ‬
‫مع‬
‫بشير‬
‫َ‬ ‫اخل َش ِ�ن ُّي فقال‪ :‬يا‬
‫َي ُك ُّف حدي َثه‪ ،‬فجاء أبو َثعلب َة ُ‬
‫األ َمراء؟‬‫رس�ول اهلل ﷺ يف ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫حديث‬ ‫ب�ن س�عد‪ ،‬أ ْحت َف ُظ‬
‫َ‬
‫فجلس أب�و َثعل َبة‪.‬‬
‫َ‬ ‫�ظ ُخطبتَه‪،‬‬ ‫أح َف ُ‬
‫فق�ال حذيفة‪ :‬أن�ا ْ‬
‫فيكم‬‫بوة ُ‬ ‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪« :‬تكونُ ال ُّن َّ‬ ‫ق�ال ُحذيفة‪ :‬قال‬
‫ش�اء أنْ ير َف َع َها‪،‬‬ ‫ش�اء ُ‬
‫اهلل أنْ تكون‪ ،‬ث�م َير َف ُعها إذا َ‬ ‫ما َ‬
‫ش�اء ُ‬
‫اهلل‬ ‫بوة‪ ،‬فتكونُ ما َ‬ ‫ىل ِمنهاج ال ُّن َّ‬ ‫ثم تكونُ ِخ ٌ‬
‫الفة ع ٰ‬
‫ش�اء ُ‬
‫اهلل أنْ ير َف َعها‪ ،‬ثم تكونُ‬ ‫أنْ تكون‪ ،‬ثم َير َف ُعها إذا َ‬
‫ش�اء ُ‬
‫اهلل أنْ يكون‪ ،‬ثم َير َف ُعها‬ ‫عاض ًا‪ ،‬فيكونُ ما َ‬‫ُم ْل�ك ًا ّ‬
‫ش�اء أنْ َير َف َعها‪ ،‬ثم تكونُ ُم ْلك ًا َجبرْ ِي ً‬
‫َّـة‪ ،‬فتكونُ ما‬ ‫إذا َ‬
‫‪23‬‬

‫ش�اء أنْ ير َف َعها‪ ،‬ثم‬ ‫ش�اء ُ‬


‫اهلل أنْ تك�ون‪ ،‬ثم َير َف ُعها إذا َ‬
‫سك َت‪.‬‬‫ثم َ‬ ‫ىل ِمنهاج ال ُّن ّ‬
‫بوة» َّ‬ ‫تكونُ ِخ ً‬
‫الفة ع ٰ‬
‫أخرجه أمحد يف «املسند» (برقم ‪.)17680‬‬

‫(‪)9‬‬
‫الدعو ُة العا َّمة‬
‫زوج‬
‫اللـه عنها ـ َ‬ ‫ريض ُ‬‫أن عائش�ـ َة َ‬‫عن ُعـروة‪َّ ،‬‬
‫أتى‬
‫للنب�ي ﷺ‪ :‬هل ٰ‬ ‫ِّ‬ ‫النب�ي ﷺ ـ حدَّ ث ْتـ�ه‪ ،‬أنـها قالت‬
‫ِّ‬
‫يت‬‫أحد؟ ق�ال‪« :‬لقد َل ِق ُ‬
‫يوم كان أش�دَّ من يوم ُ‬ ‫َ‬
‫عليك ٌ‬
‫يت‪ ،‬وكان أش�دُّ ما َل ِق ُ‬
‫ي�ت منهم يو َم‬ ‫�ك ما َل ِق ُ‬ ‫م�ن ِ‬
‫قوم ِ‬
‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫عب�د َيالِ َ‬
‫يل ِ‬ ‫ابن ِ‬ ‫ىل ِ‬ ‫�ت ن ْفيس ع ٰ‬
‫رض ُ‬ ‫الع َقب�ة‪ ،‬إذ َع ْ‬
‫َ‬
‫مهموم‬
‫ٌ‬ ‫فانطلقت وأنا‬
‫ُ‬ ‫أردت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُك ٍ‬
‫الل فل�م جُي ْبني إ ٰىل م�ا‬
‫فل�م أس�ت َِفقْ إلاّ وأن�ا بِ َق ِ‬
‫�رن الثَّعال�ب‪،‬‬ ‫على وجه�ي‪ْ ،‬‬ ‫ٰ‬
‫‪24‬‬

‫ٍ‬
‫بس�حابة ق�د أظ َّل ْتني‪ ،‬فنظرت‪،‬‬ ‫فرفعت رأيس‪ ،‬فإذا أنا‬
‫ُ‬
‫س�مع َ‬
‫قول‬ ‫َ‬ ‫اهلل قد‬ ‫ف�إذا فيها ِجربي�ل‪ ،‬فناداين فقال‪ :‬إنّ َ‬
‫قوم�ك لك وم�ا َر ُّدوا علي�ك‪ ،‬وقد َبع َث إلي�ك َم َل َك‬ ‫ِ‬
‫�ك اجلبال‪،‬‬ ‫ش�ئت فيه�م‪ .‬فنا َداين َم َل ُ‬
‫َ‬ ‫�ر ُه بام‬
‫لتأم َ‬ ‫ِ‬
‫اجلب�ال ُ‬
‫ثم قال‪ :‬ي�ا حممد‪ ،‬فقال‪ :‬ذلك فيام ش�ئت‪،‬‬ ‫فس� َّل َم ع َّ‬
‫يل َّ‬
‫األخ َش� َبـينْ »‪ .‬فق�ال ُّ‬
‫النبي‬ ‫عليهم ْ‬
‫ُ‬ ‫�ق‬ ‫ش�ئت أنْ ْ‬
‫أطبِ َ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫أصالبم من َيع ُبدُ َ‬
‫اهلل‬ ‫هِ‬ ‫ﷺ‪« :‬بل أرجو أن خُي ِر َج ُ‬
‫اهلل من‬
‫وحدَ ه ال ُيرش ُِك به شيئ ًا»‪.‬‬
‫البخاري (برقم ‪ ،)2992‬ومسلم (برقم ‪.)3352‬‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬

‫(‪)10‬‬
‫أجر الدَّ اعي‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‬ ‫عد ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫بن َس ٍ‬
‫هل ِ‬
‫عن َس ِ‬
‫‪25‬‬

‫ال يفت َُح ُ‬


‫اهلل ع ٰ‬
‫ىل َيد ْيه»‪،‬‬ ‫رج ً‬
‫عطينَ َّ الرا َي َة غد ًا ُ‬ ‫ﷺ قال‪ُ :‬‬
‫«أل ِ‬
‫ـه ْم ُيعطاها‪ ،‬فلام‬ ‫وك َ‬
‫ون ليلتَهم‪ :‬أ ُّي ُ‬ ‫الناس يدُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فبات‬
‫قال‪َ :‬‬
‫رس�ول اهلل ﷺ ك ُّلهم يرجو‬ ‫ِ‬ ‫الناس َغ�دَ وا ع ٰ‬
‫ىل‬ ‫ُ‬ ‫أصب�ح‬
‫َ‬
‫يل ُب�ن أيب طالب؟» فقالوا‪:‬‬ ‫أن ُيعطاه�ا‪ ،‬فقال‪« :‬أين ع ُّ‬
‫«فأرسلوا إليه ْفأ ُتوين‬
‫ِ‬ ‫رسول اهلل‪ .‬قال‪:‬‬‫َ‬ ‫عين َْيه يا‬
‫يشتكي ْ‬
‫ودعا له فبرَ َ أ ح َّت ٰى ْ‬
‫كأن‬ ‫عين ِ‬
‫َيه َ‬ ‫فلمـا جا َء َب َص�قَ يف ْ‬ ‫ب�ه»‪ّ ،‬‬
‫َ‬
‫رس�ول‬ ‫عيل‪ :‬يا‬
‫الراية‪ ،‬فقال ٌّ‬ ‫يك�ن ب�ه َو َجع‪ ،‬فأعطاه َّ‬ ‫مل ْ‬
‫حت�ى يكون�وا م ْث َلن�ا؟ فق�ال‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫«انف ْذ ع ٰ‬
‫ىل‬ ‫اهلل‪ ،‬أقات ُل ُه�م ٰ‬
‫�ل َك ح َّت ٰى تن ِز َل بِساحتِهم‪ ،‬ثم ا ْد ُعهم إ ٰىل اإلسالم‪،‬‬
‫ِر ْس ِ‬
‫حق اهلل فيه‪ .‬فواهلل‪ ،‬لأَ نْ‬
‫جيب عليهم من ِّ‬ ‫وأخبرِ ْ هم بما ُ‬
‫خري لك ِمن أن يكونَ لك‬ ‫رج ً‬
‫ال واحد ًا ٌ‬ ‫هي�دي ُ‬
‫اهلل َ‬
‫بك ُ‬ ‫َ‬
‫ـر ال َّنعم»‪.‬‬
‫ـم ُ‬
‫ُح ُ‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪ ،)3425‬ومس�لم (برقم‬
‫‪.)4423‬‬
‫‪26‬‬

‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪،‬‬ ‫رافع َ‬
‫ين عن أيب ٍ‬ ‫ويف رواية الطبرا ِّ‬
‫ىل يدَ ْي َك‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ع ٰ‬ ‫قال‪ :‬قال النبي ﷺ‪« :‬ألنْ يهَ ِد َي ُ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ُّ‬
‫بت»‪.‬‬
‫وغر ْ‬
‫الشمس َ‬
‫ُ‬ ‫خري لك ممَّا َط َل ْ‬
‫عت عليه‬ ‫ال ٌ‬‫رج ً‬
‫ُ‬
‫«املعجم الكبري» (برقم ‪.)925‬‬
‫َ‬ ‫أخرجه الطربا ُّين يف‬

‫(‪)11‬‬
‫دم َّ‬
‫الشهيد‬ ‫ُ‬
‫رس ُ‬
‫�ول‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال ُ‬ ‫ع�ن أيب هرير َة ريض ُ‬
‫ِ‬
‫س�بيله‪ ،‬ال خَي ُر ُجه‬ ‫ـمن َخ َر َج يف‬ ‫«تضم َ�ن ُ‬
‫اهلل لِ َ‬ ‫َّ‬ ‫اهلل ﷺ‪:‬‬
‫فهو‬
‫برسلي‪ُ ،‬‬ ‫وتصديق ًا ُ‬ ‫ً‬
‫وإيامن�ا يب ْ‬ ‫إلاّ جهاد ًا يف س�بييل‬
‫دخ َلـه اجل َّنـة‪ ،‬أو ُأ ِ‬
‫رج َعه إ ٰىل َمسكنِـه‬ ‫ـن أنْ ُأ ِ‬ ‫ـي ِ‬
‫ضام ٌ‬ ‫َ‬
‫عل َّ‬
‫نال من أج ٍر أو غنيمة‪.‬‬ ‫ال ما َ‬‫خر َج منه نائ ً‬
‫الذي َ‬
‫حمم ٍد بِ َي�ده‪ ،‬مـا من َك ْل ٍم ُي َ‬
‫كل ُم يف‬ ‫س َّ‬ ‫وا ّلـ�ذي ن ْف ُ‬
‫كهيئَتِه حنيَ ُك ِلم‪ ،‬لو ُنه‬ ‫ِ‬
‫س�بيلِ اهلل إلاّ جاء يو َم القيام�ة ْ‬
‫‪27‬‬

‫حمم ٍد بِ َيده‪ ،‬لوال‬


‫�س َّ‬‫لونُ َدم‪ ،‬ور ُحيه ِم ْس�ك‪ .‬والذي ن ْف ُ‬
‫ـة َتغزو‬ ‫ىل املسلمني‪ ،‬ما َقعدْ ُت ِخ َ‬
‫الف سرَ ِ َّي ٍ‬ ‫أنْ َي ُش�قَّ ع ٰ‬
‫ولك�ن ال أجدُ َس َ�ع ًة ِ‬
‫فأمح َلهم‪ ،‬وال‬ ‫يف س�بيلِ اهلل أب�د ًا‪ْ ،‬‬
‫�ق عليهم أن يتخ َّلف�وا ع ّني‪ .‬وا ّلذي‬‫ويش ُّ‬‫جيدونَ َس َ�ع ًة ُ‬
‫دت أنيِّ أغزو يف سبيل اهلل ُفأقتَل‪،‬‬
‫حمم ٍد بِ َيده‪َ ،‬ل َو ِد ُ‬
‫نفس َّ‬
‫ُ‬
‫ثم أغزو ُفأقتَل‪ ،‬ثم أغزو ف ُأقتَل»‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)3484‬‬

‫(‪)12‬‬
‫ري َ‬
‫املنكر‬ ‫تغي ُ‬
‫اهلل عن�ه‪ ،‬وهذا‬‫ريض ُ‬
‫ش�هاب َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ط�ارق ِ‬
‫ب�ن‬ ‫ع�ن‬
‫�ن بـدَ َأ‬ ‫ريض اهلل عن�ه‪ ،‬ق�ال‪ُ :‬‬
‫أول َم ْ‬ ‫حدي�ث أيب بك� ٍر َ‬
‫ُ‬
‫الصالة م�روان‪ ،‬فقام إليه‬ ‫قب�ل َّ‬ ‫ِ‬
‫العيد َ‬ ‫ي�وم‬
‫�ة َ‬ ‫بالـخط َب ِ‬
‫ُ‬
‫اخلطبة‪ .‬فقال‪ :‬ق�د ُت ِر َك ما‬
‫قب�ل ُ‬
‫ج�ل فق�ال‪ :‬الصال ُة َ‬
‫َر ٌ‬
‫‪28‬‬

‫قض ما عليه‪،‬‬‫ُهنالِ�ك‪ .‬فقال أبو س�عيد‪َّ :‬أما هذا فق�د ىَ ٰ‬


‫رأى منكم ُم َ‬
‫نكر ًا‬ ‫�ول اهلل ﷺ يقول‪َ « :‬من ٰ‬‫رس َ‬‫عت ُ‬‫َس ِم ُ‬
‫س�تط ْع فبلس�انِه‪ ،‬فإن مل َي ِ‬
‫س�تط ْع‬ ‫ـر ُه بِ َي ِده‪ ،‬فإنْ مل َي ِ‬
‫ف ْل ُيغ ِّي ْ‬
‫ُ‬
‫أضعف اإليامن»‪.‬‬ ‫فبقلبِه‪ ،‬وذلك‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)70‬‬

‫(‪)13‬‬
‫الصور الزائفة‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنهام‪،‬‬ ‫وائ�ل َ‬ ‫وع�ن األعمش‪ ،‬عن أيب ٍ‬ ‫ِ‬
‫إنكم‬ ‫قيل ُألس�امة‪ :‬لو َ‬
‫أتيت فالن ًا فك َّلمتَه‪ .‬قال‪ْ :‬‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫لَت�رَ َ ْو َن أين ال ُأك ِّل ُم�ه إلاّ ُأ ِ‬
‫س�م ُع ُكم إنيّ أك ِّل ُمه يف ِّ‬
‫الرس‬
‫أقول‬ ‫فتحه‪ ،‬وال ُ‬ ‫أكون َّأو َل َم�ن َ‬
‫أفت�ح باب� ًا ال ُ‬ ‫َ‬ ‫دون ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫يشء‬ ‫ري ال َّن ِ‬
‫�اس بعدَ‬ ‫علي أمري ًا‪ :‬إنَّ�ه خ ُ‬
‫أن كان َّ‬ ‫لرج�لٍ ْ‬ ‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪ .‬قالوا‪ :‬وما ِ‬
‫سم ْعت َُه يقول؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سمعتُه ِم ْن‬
‫‪29‬‬

‫ي�و َم القيام َِة ف ُي ْل َق ٰى‬


‫بالر ُج ِل ْ‬ ‫قال‪َ :‬س ِ‬
‫�م ْعت ُُه يقول‪ :‬جُ َ‬
‫«ياءُ َّ‬
‫تندلِ ُق أقتا ُب ُه يف النار‪ ،‬فيدورُ كام يدورُ احلامرُ‬‫يف ال َّن�ار‪َ ،‬ف َ‬
‫أي فالن‪،‬‬ ‫أهل النا ِر علي�ه فيقولون‪ْ :‬‬ ‫بِ َر َح�اه‪ ،‬فيج َتم�عُ ُ‬
‫عن‬‫باملع�روف وتنهانا ِ‬ ‫ِ‬ ‫تأمرنا‬ ‫َ‬
‫كن�ت ُ‬ ‫ما ش�أ ُنك؟ أليس‬
‫باملع�روف وال آتِي�ه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫آمر ُك�م‬
‫كن�ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫املنك�ر؟! ق�ال‪:‬‬
‫وأهناكم عن املنك ِر وآتِيه»‪.‬‬
‫ُ‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪.)3027‬‬

‫(‪)14‬‬
‫الدالل ُة ع ٰ‬
‫ىل اخلري‬ ‫ِّ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ريض ُ‬ ‫األنصاري َ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫مس�عود‬ ‫عن أيب‬
‫رس�ول اهلل‪ ،‬إين ُأ ْب ِدعَ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ فقال‪ :‬يا‬ ‫جاء ٌ‬
‫رجل إ ٰىل ِّ‬
‫ت‬ ‫أمح ُل َك عليه‪ ،‬ولكن ا ْئ ِ‬ ‫أجد ما ِ‬ ‫يب‪ِ ،‬‬
‫فامح ْلني‪ ،‬قال‪« :‬ال ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫َ‬ ‫حيم َلك»‪ ،‬فأتاه َ‬
‫فحم َله‪ ،‬فأ َت ٰى‬ ‫أن ِ‬
‫فلعله ْ‬ ‫ً‬
‫فالنا َّ‬
‫‪30‬‬

‫دل ٰ‬
‫عىل خ ٍ‬
‫ري‬ ‫رس�ول اهلل ﷺ‪« :‬م�ن َّ‬
‫ُ‬ ‫رب ُه‪ ،‬فقال‬
‫ﷺ فأخ َ‬
‫فاع ِله»‪.‬‬ ‫َف َل ُه ِم ْث ُل ْ‬
‫أج ِر ِ‬
‫* ُأ ِ‬
‫بدعَ يب‪ُ :‬ق ِط َع يب‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (برقم ‪.)4464‬‬

‫(‪)15‬‬
‫اهلدى‬
‫ٰ‬ ‫الدعو ُة إ ٰىل‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‬ ‫ريض اهلل عنه‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫عن أيب هرير َة َ‬
‫األج ِر مث ُْل أجو ِر‬
‫دى كان ل�ه من ْ‬ ‫دعا إ ٰىل هُ ً‬
‫ق�ال‪َ « :‬من َ‬
‫ص ذلك من أجو ِر ِهم ش�يئ ًا‪ ،‬ومن دعا‬ ‫م�ن َتبِ َعه ال َي ْن ُق ُ‬
‫اإلثم ُ‬
‫مث�ل آثا ِم م�ن َت َبعه ال‬ ‫ضالل�ة كان علي�ه م�ن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إ ٰىل‬
‫ينقص ذلك من ِ‬
‫آثامهم شيئ ًا»‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)4831‬‬
‫‪31‬‬

‫(‪)16‬‬
‫الس َّنـ ُة َ‬
‫احلسنة‬ ‫ُّ‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬جاء‬ ‫ب�د اهلل َ‬‫بن َع ِ‬ ‫ع�ن َجري ِر ِ‬
‫الصوف‪،‬‬‫عليهم ُّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫األعراب إ ٰىل‬ ‫من‬
‫ناس َ‬
‫ٌ‬
‫الناس‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫فحث‬ ‫ٌ‬
‫حاجة‪،‬‬ ‫هم‬
‫حالم‪ ،‬قد أصاب ْت ْ‬ ‫فرأى س�و َء هِ‬
‫ٰ‬
‫ئي ذلك يف وج ِهه‪.‬‬ ‫حتى ُر َ‬
‫الصدق�ة‪ ،‬فأبطؤوا عنه ٰ‬ ‫ىل َّ‬
‫ع ٰ‬
‫ُص� ٍة ِم ْن َو ِرق‪،‬‬ ‫ال من األنصا ِر رُ‬
‫جاء بِ َّ‬ ‫إن رج ً‬ ‫ق�ال‪ :‬ث�م َّ‬
‫وج ِهه‪،‬‬
‫ور يف ْ‬ ‫ثم جاء آخر‪ ،‬ثم َتتا َبعوا ح َّت ٰى ُع ِر َف السرُّ ُ ُ‬
‫حسن ًة‬
‫سن يف اإلسال ِم ُس َّنـ ًة َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َّ‬ ‫ُ‬ ‫فقال‬
‫�ل هب�ا بعدَ ه ُكتِ َب ل�ه مث ُ‬
‫ْـل أج ِر َم�ن َع ِم َل هبا وال‬ ‫فع ِم َ‬‫ُ‬
‫ص من أجو ِر ِهم يشء‪ ،‬ومن َس َّ�ن يف اإلسالم ُس َّنـ ًة‬ ‫َي ْن ُق ُ‬
‫فع ِم َل هبا بعدَ ه ُكتِ َب عليه ِم ُ‬
‫ثل ِو ْز ِر َمن َع ِم َل هبا‪،‬‬ ‫س ِّيئ ًة ُ‬
‫ص من أوزا ِر ِهم شيَ ء»‪.‬‬ ‫وال ي ْن ُق ُ‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)4830‬‬
‫‪32‬‬

‫(‪)17‬‬
‫ِ‬
‫اجلهاد كلم ُة حقّ‬ ‫ُ‬
‫أفضل‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ري َ‬ ‫اخلدْ ِّ‬ ‫عن أيب َس ٍ‬
‫�عيد ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫سلطان‬ ‫ِ‬
‫اجلهاد كلم ُة َعدْ ٍل عندَ‬ ‫ُ‬
‫«أفضل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫جائر‪ ،‬أو أم ٍ‬
‫ري جائر»‪.‬‬
‫أخرج�ه أب�و داود (برق�م ‪ ،)3781‬والرتم�ذي‬
‫(برقم ‪.)2174‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪33‬‬

‫(‪)18‬‬
‫الـمرابِط‬
‫أجر ُ‬‫ُ‬
‫عن�ه أن�ه ق�ال‪ :‬ق�ال‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل ُ‬ ‫َ‬ ‫ع�ن أيب هري�ر َة‬
‫س�بيل اهلل إيامن ًا باهلل‬ ‫ِ‬ ‫س فرس� ًا يف‬ ‫احت َب َ‬ ‫النب�ي ﷺ‪ِ :‬‬
‫«من ْ‬ ‫ُّ‬
‫ور ْو َثـ ُه و َب ْو َلـ ُه يف‬ ‫بوعده‪ ،‬فإن ِش َ‬
‫�بع ُه و ِر َّيـ� ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫وتصديق ًا‬
‫ميزانِـه يو َم ِ‬
‫القيامة»‪.‬‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪.)2641‬‬

‫(‪)19‬‬
‫فضل العالِـم‬
‫ُ‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ُ :‬ذ ِك َر‬ ‫ِّ‬
‫الباهلي َ‬ ‫ع�ن أيب ُأمام َة‬
‫لرس�ول اهلل ﷺ رجلان‪ ،‬أحدُ مه�ا‪ :‬عابِ�د‪ ،‬واآلخر‪:‬‬ ‫ِ‬

‫«فض�ل العالِـ�مِ ٰ‬
‫على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫عالِـ�م‪ ،‬فق�ال‬
‫‪34‬‬

‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ثم قال‬ ‫ىل ُ‬
‫أدناكم»‪َّ ،‬‬ ‫�د ْ‬
‫كفض يِل ع ٰ‬ ‫العابِ ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫«إنَّ َ‬
‫واألر ِضني‪ٰ ،‬‬
‫حتى‬ ‫َ‬ ‫الس�موات‬ ‫وأهل‬ ‫اهلل ومالئكتَ�ه‬
‫معل ِم‬ ‫وحت�ى احلوت َل ُي َص ُّلونَ ع ٰ‬
‫ىل ِّ‬ ‫ٰ‬ ‫ال َّنمل َة يف ُج ْح ِرها‪،‬‬
‫اس َ‬
‫اخل رْي»‪.‬‬ ‫ال َّن ِ‬
‫أخرجه الرتمذي (برقم ‪.)2609‬‬

‫داء َ‬
‫ريض‬ ‫ماجه‪ ،‬عن أيب الدَّ ْر ِ‬
‫ويف رواية عند ابن َ‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ يق�ول‪« :‬إنه‬ ‫�م ْع ُت‬ ‫ُ‬
‫اهلل عن�ه‪ ،‬ق�ال‪َ :‬س ِ‬
‫ِ‬
‫�موات و َمن يف األرض‪،‬‬‫الس‬ ‫َل َي ْس� َتغْ ِف ُر للعالِ ِ‬
‫ـ�م َمن يف َّ‬
‫احل ُ‬
‫يتان يف ال َب ْحر»‪.‬‬ ‫ح َّتى ِ‬
‫ٰ‬
‫ماج ْه (برقم ‪.)235‬‬
‫أخرجه ابن َ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪35‬‬

‫(‪)20‬‬
‫ُ‬
‫إرث ال َّنبِ ِّي َ‬
‫ـني‬
‫كنت‬ ‫قي�س َ‬
‫ريض اهلل عنه‪ ،‬ق�ال‪ُ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ري ِ‬
‫ب�ن‬ ‫ع�ن كث ِ‬
‫رجل‬ ‫ِ‬
‫مسجد د َمشْ ق‪ ،‬فجاءه ٌ‬ ‫الد ْر ِ‬
‫داء يف‬ ‫جالس� ًا َ‬
‫مع أيب َّ‬
‫ِ‬
‫الرس�ول‬ ‫ِ‬
‫مدينة‬ ‫فق�ال‪ :‬يا أب�ا ال�دَّ ْرداء‪ ،‬إنيّ جئت َ‬
‫ُك من‬
‫رس ِ‬
‫�ول اهلل ﷺ‪،‬‬ ‫ديث ب َل َغني أنَّك تحُ دِّ ُثه عن ُ‬
‫ـح ٍ‬‫ﷺ؛ لِ َ‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‬ ‫عت‬‫جئت حلاج�ة‪ .‬قال‪ :‬فإنيِّ َس ِ�م ُ‬ ‫م�ا ُ‬
‫يقول‪َ « :‬من َس َ�ل َك طريق ًا َيط ُل ُب فيه ِع ْل ًام َس َ�ل َك ُ‬
‫اهلل به‬
‫أجنِحتَها‬‫املالئك�ة َلـت ََض ُع ْ‬
‫َ‬ ‫طريق� ًا من ُط ُر ِق اجل َّنة‪ ،‬وإنَّ‬
‫ِ‬
‫س�تغف ُر ل ُه َمن يف‬ ‫ـم َل َي‬
‫لطال�ب العل�م‪ ،‬وإنَّ العالِ َ‬ ‫ِ‬ ‫رض� ًا‬
‫ف املاء‪.‬‬ ‫الس�موات و َمن يف األرض‪ِ ،‬‬
‫واحليت�انُ يف َج ْو ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫القم�ر ليل َة ال َبدْ ِر‬ ‫على العابِ ِد كفضلِ‬ ‫َ‬
‫فض�ل العالمِ ٰ‬ ‫وإنَّ‬
‫العلامء َو َر ُ‬
‫ث�ة األنبياء‪ ،‬وإنَّ‬ ‫َ‬ ‫ىل س�ائ ِر الكواكب‪ .‬وإنّ‬
‫ع ٰ‬
‫‪36‬‬

‫فم ْن‬ ‫ورثوا ِ‬


‫العلم‪َ ،‬‬ ‫ور ُثوا دينار ًا وال ِد ْرمه ًا‪َّ ،‬‬
‫األنبي�اء مل ُي ِّ‬
‫َ‬
‫بحظ وافر»‪.‬‬ ‫أخ َذ ٍّ‬ ‫َ‬
‫أخذ ُه َ‬
‫أخرج�ه أب�و داو َد (برق�م ‪ ،)3157‬والرتم�ذي‬
‫(برقم ‪.)2606‬‬

‫(‪)21‬‬
‫الـدَّ عو ُة ال َّتا َّمة‬
‫عمه‬
‫اهلل عن�ه‪ ،‬عن ِّ‬ ‫ريض ُ‬
‫�ى َ‬ ‫ع�ن َطلح َة ِ‬
‫ب�ن حي َي ٰ‬ ‫ْ‬
‫كنت عندَ معاوي َة ِ‬
‫بن أيب ُس ْ�فيان‪،‬‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫الـم�ؤ ِّذ ُن َيدع�و ُه إ ٰىل الصلاة‪ ،‬فق�ال معاوية‪:‬‬
‫فج�اءه ُ‬
‫ُ‬
‫أطول ال َّن ِ‬
‫اس‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬املؤ ِّذنونَ‬ ‫َس ِم ُ‬
‫عت‬
‫أعناق ًا يو َم ِ‬
‫الق َيامة»‪.‬‬
‫ماجه (برقم‬
‫واب�ن َ‬
‫ُ‬ ‫أخرجه مس�لم (برقم ‪،)580‬‬
‫‪.)717‬‬
‫‪37‬‬

‫(‪)22‬‬
‫ِص ُ‬
‫فات الدُّ عاة‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫اهلل عنه قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫ريض ُ‬
‫عن أيب هرير َة َ‬
‫أرش ِد‬
‫هم ِ‬ ‫والـمؤ ِّذنُ ُمؤْ َت َ‬
‫ـم ٌن‪ ،‬ال َّل َّ‬ ‫ُ‬ ‫«اإلمام ِ‬
‫ضامن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ﷺ‪:‬‬
‫للمؤَ ِّذنِني»‪.‬‬ ‫األئم َة ِ‬
‫واغف ْر ُ‬ ‫َّ‬
‫أخرجه أبو داود (برقم ‪ ،)434‬والرتمذي (برقم‬
‫‪.)191‬‬

‫(‪)23‬‬
‫َد ْعو ُة األنْبياء‬
‫ريض ُ‬
‫اهلل عن�ه ق�ال‪ :‬أك َث ْرن�ا‬ ‫ٍ‬
‫مس�عود َ‬ ‫ع�ن ِ‬
‫اب�ن‬ ‫ِ‬
‫ثم َغدَ ْونا ِ‬
‫إليه‬ ‫ذات ليلة‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ َ‬ ‫َ‬
‫احلديث عندَ‬
‫‪38‬‬

‫النبي‬
‫فجعل ُّ‬‫َ‬ ‫األنبياء الليل َة ُبأممَ ِها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫«ع ِر َض ْت ع َّ‬
‫يل‬ ‫فق�ال‪ُ :‬‬
‫ومع ُه‬
‫والنبي َ‬
‫ُّ‬ ‫الع َصابة‪،‬‬ ‫ومع ُه ِ‬‫ومع ُه الثَّالثة‪ ،‬وال َّن ُّب�ي َ‬
‫ُيم ُّر َ‬
‫مع ُه‬ ‫موسى َ‬
‫ٰ‬ ‫ـي‬ ‫مر َ‬
‫عل َّ‬ ‫حتى َّ‬ ‫معه أحد! ٰ‬ ‫ليس َ‬ ‫والنبي َ‬
‫ُّ‬ ‫ال َّنـ َفر‪،‬‬
‫فأعجبوين‪ ،‬فقلت‪َ :‬م ْن هؤالء؟‬ ‫َك ْب َك ٌبة ِم ْن بني إسرْ َ ائيل‪َ ،‬‬
‫معه بنو إرسائيل»‪.‬‬ ‫موسى َ‬
‫ٰ‬ ‫َ‬
‫أخوك‬ ‫فقيل يل‪ :‬هذا‬
‫انظ ْر عن‬ ‫«قلـت‪ :‬فأي�ن أ َّمتي؟ فقيـل يل‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫قـال‪:‬‬
‫الرجال‪.‬‬ ‫بوجوه ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اب قدْ ُسدَّ‬ ‫يمينِك‪ ،‬فن ََظرت‪ ،‬فإذا ِّ‬
‫الظ َر ُ‬
‫فق قدْ ُسدَّ‬ ‫رت فإذا ُ‬
‫األ ُ‬ ‫انظ ْر عن َيسا ِرك‪َ ،‬‬
‫فنظ ُ‬ ‫ثم قيل يل‪ُ :‬‬
‫يت يا‬ ‫فقلت‪َ :‬ر ِض ُ‬ ‫يت؟ ُ‬ ‫الرجال‪ .‬فقيل يل‪َ :‬أر ِض َ‬ ‫ِ‬
‫بوجوه ِّ‬
‫يت يا رب»‪.‬‬ ‫رب‪َ ،‬ر ِض ُ‬
‫ني ألف� ًا‬ ‫ه�ؤالء َس ْ�بع َ‬ ‫ِ‬ ‫م�ع‬
‫ق�ال‪« :‬فقي�ل يل‪ :‬إنَّ َ‬
‫«فدى‬ ‫يدْ ُخلونَ اجل َّنـ َة ِ ِ‬
‫ً‬ ‫النبي ﷺ‪:‬‬ ‫بغي حساب»‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫رْ‬ ‫َ‬
‫بعيـن‬‫الس َ‬ ‫من َّ‬ ‫إن اس�تطعتُم أنْ تكونـوا َ‬ ‫لكم أيب وأ ِّمي! ِ‬
‫الظ َراب‪،‬‬ ‫قص ُت ْم فكونوا ِم ْن أهلِ ِّ‬ ‫فافعلوا‪ ،‬فإن رَّ‬ ‫األلـف َ‬ ‫ِ‬
‫‪39‬‬

‫تم فكون�وا ِم ْن أهلِ ا ُألفق‪ ،‬فإنيّ قد ُ‬


‫رأيت َث َّم‬ ‫قص ْ‬ ‫فإن رَّ‬
‫تهاو ُشون»‪.‬‬‫ناس ًا َي َ‬
‫ـح َصن‪ ،‬فقـ�ال‪ :‬ا ْد ُع اللـ َه‬‫ب�ن ِم ْ‬ ‫فقام ُع َّك ُ‬
‫ـاش�ة ُ‬
‫الس�بعني‪ .‬فدَ عا لـه‪،‬‬ ‫َ‬
‫رس�ول اهلل أن يجَ َع َلن�ي من َّ‬ ‫َيل ي�ا‬
‫رسول اهلل أن جيع َلني‬‫َ‬ ‫ادع َ‬
‫اهلل يا‬ ‫آخر فقال‪ُ :‬‬ ‫رجل ُ‬ ‫فقام ٌ‬
‫منهم‪ .‬فقال‪« :‬قد َس َب َق َك هبا ُع َّكاشة»‪.‬‬
‫ون‬ ‫الس ْب ُع َ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء َّ‬ ‫قال‪ُ :‬ث َّم حتدَّ ْثنا فقلنا‪ :‬من َت َر ْو َن‬
‫قوم ُولِدوا يف اإلسلام مل ُي ِ‬
‫رشكوا باهلل ش�يئ ًا‬ ‫األل�ف؟ ٌ‬
‫الذين‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ فق�ال‪« :‬هُ ْم‬ ‫حت�ى ماتوا؟ ف َب َل�غَ ذلك َّ‬ ‫ٰ‬
‫ربم‬‫ـيون‪ ،‬وعىل هِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س ْ قون‪ ،‬وال َيتط رَّ ُ‬
‫يكتَوون‪ ،‬وال َي ْ َت�رَ‬‫ال ْ‬
‫يتوكلون»‪.‬‬‫َّ‬
‫الصغري‪.‬‬ ‫مجع َظ ِرب‪ ،‬وهو‪ُ :‬‬
‫اجلبل َّ‬ ‫الظراب‪ُ :‬‬ ‫أهل ِّ‬
‫* ُ‬
‫أخرجه أمحد يف «املسند» (برقم ‪.)3615‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪40‬‬

‫(‪)24‬‬
‫اخلصائص ال َّنبو َّيـة‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل‬ ‫ريض اهلل عنه‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫�اس َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع�ن ِ‬
‫اب�ن َّ‬ ‫ِ‬
‫نب�ي َقبلي‪ ،‬وال‬
‫�ن ٌّ‬ ‫مخس� ًا مل ُي ْع َط ُه َّ‬
‫ي�ت ْ‬
‫عط ُ‬ ‫ﷺ ق�ال‪ُ :‬‬
‫«أ ِ‬
‫واألس َود‪،‬‬
‫ْ‬ ‫مح ِر‬‫ثت إ ٰىل ال َّناس كا َّف ًة‪ :‬األ َ‬‫أقولهُ َّن َفخر ًا‪ُ :‬ب ِع ُ‬
‫الغنائم و ْمل‬ ‫وأ ِح َّل ْت َيل‬‫ب َمسري َة َش ْهر‪ُ ،‬‬ ‫بالر ْع ِ‬ ‫و ُن رِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ص ُت ُّ‬
‫وطهور ًا‪،‬‬ ‫مس ِجد ًا َ‬ ‫ُ‬ ‫وج ِع َل ْت َيل‬
‫ألحد َق ْبيل‪ُ ،‬‬‫ٍ‬ ‫ت َّل‬ ‫حَ ِ‬
‫األرض ْ‬
‫رشك‬ ‫ملن ال ُي ُ‬
‫فهي ْ‬ ‫ُ‬ ‫الش�فاع َة َّ‬ ‫يت َّ‬ ‫وأ ِ‬ ‫ُ‬
‫فأخ ْرتهُ�ا أل َّمتي‪َ ،‬‬ ‫عط ُ‬
‫باهلل شيئ ًا»‪.‬‬
‫أخرجه أمحد يف «املسند» (برقم ‪.)26069‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪41‬‬

‫(‪)25‬‬
‫ِّ‬
‫املجد ُدون‬
‫ِ‬
‫رس�ول اهلل‬ ‫اهلل عن�ه‪ ،‬عن‬ ‫ريض ُ‬
‫ع�ن أيب هري�ر َة َ‬
‫كل ِ‬
‫مائة‬ ‫رأس ِّ‬
‫ِ‬ ‫يبع ُث هلذه ُ‬
‫األ َّم ِة عىل‬ ‫ﷺ‪ ،‬قال‪« :‬إنَّ َ‬
‫اهلل َ‬
‫ٍ‬
‫سنة َمن جُيدِّ ُد هلا دينَها»‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (برقم ‪.)3740‬‬

‫(‪)26‬‬
‫ُ‬
‫الغ َرباء‬
‫اللـه عنـه‪ ،‬قـال‪ :‬قـال‬
‫ريض ُ‬ ‫ـر ْيـ�ر َة َ‬
‫عـن أيب ُه َ‬
‫وسيعود كام َب َ‬
‫دأ‬ ‫ُ‬ ‫اإلسلام غريب ًا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬بدَ َأ‬
‫ُ‬
‫غريب ًا‪ُ ،‬‬
‫فطو َب ٰى ُ‬
‫للغ َرباء»‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪ ،)208‬والرتمذي (برقم ‪.)2553‬‬
‫‪42‬‬

‫(‪)27‬‬
‫الطائف ُة ُ‬
‫املنصورة‬
‫ريض اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رس�ولُ اهلل‬‫بان َ‬ ‫ع�ن َث ْو َ‬
‫ىل احلق‪ ،‬ال‬ ‫طائفة من ُأ َّمت�ي ظاه ِر َ‬
‫ين ع ٰ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ت�زال‬ ‫ﷺ‪« :‬ال‬
‫وهم كذلك»‪.‬‬ ‫ضهم َمن َخ َذلهَ م‪ ،‬ح َّت ٰى يأ َ‬
‫يت أ ْم ُر اهلل ْ‬ ‫َي رُ ُّ‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)354‬‬

‫(‪)28‬‬
‫املدعوين‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫أحوال‬
‫بي ﷺ قال‪:‬‬ ‫عن ال َّن ِّ‬ ‫موسى َ‬
‫ريض اهلل عنه‪ِ ،‬‬ ‫ٰ‬ ‫عن أيب‬
‫ث‬‫اهل�دى والعلم‪ ،‬كمَ َث ِل الغ ْي ِ‬
‫ٰ‬ ‫�ل ما بع َثني ُ‬
‫اهلل به ِم َن‬ ‫« َم َث ُ‬
‫‪43‬‬

‫ت‬‫املاء فأنب َت ِ‬
‫لت َ‬ ‫نقي ٌـة قبِ ِ‬
‫أصاب ْأرض ًا‪ :‬فكان منها َّ‬
‫َ‬ ‫الكث ِ‬
‫ري‬
‫أمس ِ‬
‫كت‬ ‫اد ُب َ‬ ‫أج ِ‬
‫وكانت منها َ‬‫ْ‬ ‫ش�ب الكثري‪،‬‬ ‫والع َ‬ ‫أَ َ‬
‫الكل ُ‬
‫الن�اس فرشب�وا وس� َق ْوا وزرع�وا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فنف�ع ُ‬
‫اهلل هب�ا‬ ‫َ‬ ‫امل�اء‬
‫َ‬
‫ماء‬
‫سك ً‬ ‫أخرى إنام هي ِقيعانٌ ال مُت ُ‬ ‫ٰ‬ ‫وأصابت منها طائف ًة‬
‫ْ‬
‫ونفعه ما‬
‫ين اهلل َ‬‫كل‪ ،‬فذل�ك َم َث ُل َم ْن َف ِق َه يف ِد ِ‬ ‫وال ُت ْنبِ ُ�ت أَ ً‬
‫ومثل َم ْن مل ير َف ْع َ‬
‫بذلك رأس ًا‬ ‫عل َم وع َّلم‪ُ ،‬‬ ‫بع َثني اهلل به‪َ ،‬ف ِ‬
‫هـدى اهلل الذي ُأ ْر ِس ْل ُت به»‪.‬‬
‫ٰ‬ ‫ومل يق َب ْل‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪ ،)77‬ومسلم (برقم ‪.)4232‬‬

‫(‪)29‬‬
‫بالر ُجلِ الفاجر‬
‫ين َّ‬‫الد ِ‬
‫تأييدُ ِّ‬
‫مع‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪َ :‬ش ِ�هدْ َنا َ‬ ‫ع�ن أيب ُهر ْي�ر َة َ‬
‫�ل مم َّْ�ن يدَّ عي اإلسلام‪:‬‬‫لرج ٍ‬ ‫ِ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪ ،‬فق�ال ُ‬
‫‪44‬‬

‫الرج ُل‬
‫قاتل ُ‬ ‫ُ‬
‫القت�ال َ‬ ‫«ه�ذا ِم ْن أه�لِ ال ّنار»‪ .‬فلماَّ رَ َ‬
‫حض‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل‪،‬‬ ‫ال ش�ديد ًا‪ ،‬فأصاب ْته ِج َر ٌ‬
‫احة‪ ،‬فقيل‪ :‬يا‬ ‫ِقتا ً‬
‫اليوم‬
‫قاتل َ‬ ‫قل�ت له إنَّه ِم ْن أه�لِ ال ّنار‪ ،‬فإنَّه ق�دْ َ‬
‫ال�ذي َ‬
‫ال ش�ديد ًا وقد مات‪ .‬فقال ُّ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬إ ٰىل ال ّنار!»‪،‬‬ ‫قتا ً‬
‫ِ‬
‫الن�اس أن َي ْرتاب‪ ،‬فبينَما هم عىل‬ ‫بع�ض‬
‫ُ‬ ‫ق�ال‪ :‬ف�كا َد‬
‫ولكن به ِج َراح ًا ش�ديد ًا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ذل�ك إ ْذ قي�ل‪ :‬إنه مل ُ‬
‫يم�ت‪،‬‬
‫نفس�ه‪.‬‬ ‫اجلراح ف َقت ََل َ‬
‫ِ‬ ‫م�ن ال َّليلِ مل َيصِب�رِ ْ ع ٰ‬
‫ىل‬ ‫فلَّم�اَّ كان َ‬
‫أش�هدُ أنيِّ‬
‫«اهلل أكرب‪َ ،‬‬‫ُفأخِب�رِ َ النبي ﷺ بذل�ك‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بالناس أنَّه‬ ‫فن�ادى‬
‫ٰ‬ ‫عب�دُ اهلل ورس�و ُله»‪ ،‬ثم أ َم َر بِلا ً‬
‫ال‬
‫مس�لمة‪ ،‬وإن َ‬
‫اهلل َل ُيؤ ِّيدُ هذا‬ ‫دخ ُ�ل اجل َّنـ َة إلاّ ن ْف ٌس ِ‬ ‫ال َي ُ‬
‫بالر ِ‬
‫جل الفاجر‪.‬‬ ‫الدِّ َ‬
‫ين َّ‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪ ،)2834‬ومسلم (برقم ‪.)162‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪45‬‬

‫(‪)30‬‬
‫تعسا‬
‫َي رِّسا وال رِّ‬
‫ـر َدة‪ ،‬عن أبِيـه‪ ،‬عن جـدِّ ه‬ ‫ِ‬
‫س�عيـد ِ‬
‫بن أيب ُب ْ‬ ‫عـن‬
‫موس�ى‬ ‫عث ُمعاذ ًا وأبا‬
‫النبي ﷺ َب َ‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنهم‪َّ ،‬‬
‫ٰ‬ ‫أن َّ‬
‫عسا‪ ،‬و َبشرِّ َ ا وال ُتن ِّف َرا‪،‬‬
‫«يسـ َرا وال ُت رِّ َ‬
‫اليمن‪ ،‬فقال‪ِّ :‬‬ ‫إ ٰىل َ‬
‫و َت َط َ‬
‫اوعا وال ْختتَلفا»‪.‬‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪ ،)2811‬ومس�لم (برقم‬
‫‪.)1733‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪46‬‬

‫(‪)31‬‬
‫ـصيح ُة‬
‫َ‬ ‫ين ال َّن‬ ‫ِّ‬
‫الد ُ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫اهلل عن�ه‪ّ ،‬‬‫ريض ُ‬‫ي�م ال�دَّ ا ِر ِّي َ‬‫عن مَت ٍ‬
‫أن َّ‬
‫�ن؟ ق�ال‪« :‬هلل‪،‬‬ ‫ي�ن ال َّنصيح� ُة»‪ ،‬قلن�ا‪ :‬لِ َ‬
‫ـم ْ‬ ‫ق�ال‪« :‬الدِّ ُ‬
‫ولكتابِه‪ ،‬ولِ َرسولِه‪ ،‬وألئِ َّم ِة املسلمنيَ وعا َّمتِهم»‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)82‬‬

‫(‪)32‬‬
‫ِ‬
‫املواسم‬ ‫إحياء‬
‫ُ‬
‫اللـه عنـه‪ ،‬قـال‪:‬‬
‫ريض ُ‬ ‫ٍ‬
‫مالـ�ك َ‬ ‫أنـس ِ‬
‫بـن‬ ‫ع�ن ِ‬
‫ري َد ْه َركم‪ ،‬و َت َّ‬
‫عرضوا‬ ‫«افعلوا اخل َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬ ‫قـال‬
‫‪47‬‬

‫ات ِم�ن َرمحتِه ُي ُ‬


‫صيب‬ ‫ِ‬
‫رمح�ة اهلل‪ ،‬فإنَّ هلل ن َف َح ٍ‬ ‫ِ‬
‫ح�ات‬ ‫لن َف‬
‫هلل أنْ َيسترُ َ َع ْوراتِكم‪،‬‬
‫وس ُلوا ا َ‬
‫باده‪َ ،‬‬ ‫ش�اء ِم ْن ِع ِ‬
‫هبا من َي ُ‬
‫روعاتِكم»‪.‬‬ ‫وأن ُيؤ ِّم َن ْ‬
‫الطرباين يف «املعجم الكبري» (برقم ‪،)719‬‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬
‫ب اإليامن» (برقم ‪.)1131‬‬ ‫«ش َع ِ‬ ‫والبيهقي يف ُ‬
‫ُّ‬

‫(‪)33‬‬
‫بجاهليـة»‬ ‫ك حديثو ٍ‬
‫عهد‬ ‫«لوال أنَّ قو َم ِ‬
‫ّ‬
‫النبي‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنها‪ّ ،‬‬ ‫عن ُعروة‪ ،‬عن عائش� َة َ‬
‫أن َّ‬
‫ـك حديثـو‬ ‫ﷺ ق�ال لـها‪« :‬يـا عائش�ة‪ ،‬ل�وال أنّ قو َم ِ‬
‫فأدخ ْل ُت فيه‬
‫�دم‪َ ،‬‬ ‫فه ِ‬ ‫ِ‬
‫بالبيت ُ‬ ‫م�ر ُت‬ ‫عهـ�د بجاهلي ٍ لأَ‬
‫ٍ‬
‫ـة ْ‬ ‫َّ‬
‫لت له با َبينْ ؛ باب ًا‬ ‫ما ُأخ ِر َج منه وأ ْلزَ ْقتُه باألرض‪َ ،‬‬
‫وجع ُ‬
‫أساس إبراهيم»‪.‬‬‫َ‬ ‫شرَ ْ ّقي ًا وباب ًا َغ ْر ّبي ًا‪ ،‬ف َب َلغْ ُت به‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪.)1483‬‬
‫‪48‬‬

‫ك حديثو‬ ‫ويف رواية عند مس�لم‪« :‬ل�وال أنَّ قو َم ِ‬


‫ِ‬
‫الكعبة‬ ‫�ت َكنْزَ‬‫بجاهليـة‪ ،‬أو ق�ال‪ :‬بك ْفر‪ ،‬ألن َف ْق ُ‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫عه�د‬
‫وألدخ ْل ُت فيها‬
‫َ‬ ‫بابا باألرض‪،‬‬ ‫يف سبيلِ اهلل‪ ،‬ولجَ ع ْل ُت هَ‬
‫من ِ‬
‫احل ْجر»‪.‬‬ ‫َ‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)400‬‬

‫(‪)34‬‬
‫جسدُ ُ‬
‫األ ّمة‬ ‫َ‬
‫اهلل عن�ه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ريض ُ‬‫شير َ‬ ‫عامن ِ‬
‫بن َب ٍ‬ ‫ع�ن ال ُّن ِ‬
‫ِ‬
‫ه�م وتراحمُ ِ ْ‬
‫هم‬ ‫املؤمنِ َ‬
‫ني يف َتوا ِّد ْ‬ ‫رس�ول اهلل ﷺ‪َ « :‬م َث ُ�ل ِ‬
‫ُ‬
‫ضو تدَ َاع ٰى‬
‫َـكى منه ُع ٌ‬
‫اجلس�د‪ ،‬إذا اشت ٰ‬ ‫وتعاط ِف ْ‬
‫هم م َث ُل َ‬ ‫ُ‬
‫بالس َه ِر ُ‬
‫واحل َّم ٰى»‪.‬‬ ‫اجلس ِد َّ‬
‫سائـر َ‬‫ُ‬ ‫له‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)4685‬‬
‫‪49‬‬

‫(‪)35‬‬

‫السفينة‬
‫أصحاب َّ‬
‫ُ‬
‫النبي‬
‫عن ِّ‬ ‫شير ريض اهلل عنهام‪ِ ،‬‬ ‫عامن ِ‬
‫بن َب ٍ‬ ‫عن ال ُّن ِ‬
‫والواقع فيها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح�دود اهلل‬ ‫على‬
‫القائم ٰ‬
‫ِ‬ ‫ﷺ ق�ال‪« :‬م َث ُ‬
‫�ل‬
‫بعضهم‬‫فأص�اب ُ‬
‫َ‬ ‫كم َث�لِ ق�و ٍم اس�ت ََه ُموا عىل َس�فينة‪،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أس�فلها إذا‬ ‫ذين يف‬ ‫َ‬
‫أس�فلها‪ ،‬فكانَ ا َّل َ‬ ‫وبعضهم‬‫ُ‬ ‫أعالها‬
‫على َمن فو َقهم‪ .‬فقال�وا‪ :‬لو أنّا‬‫املاء َم ُّروا ٰ‬ ‫م�ن ِ‬‫اس� َت َق ْوا َ‬
‫ْ‬
‫رتكوهم‬ ‫َخ َر ْقنا يف نصيبِنا َخ ْرق ًا ومل ُن ِ‬
‫ؤذ َمن فو َقنا! فإن َي ُ‬
‫ـ�ذوا عىل ِ‬
‫أيدهيم‬ ‫أخ ُ‬ ‫وم�ا أرادوا َ‬
‫هل ُك�وا جـميع ًا‪ ،‬وإن َ‬
‫ونجوا مجيع ًا»‪.‬‬
‫نج ْوا َ‬
‫َ‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪.)2313‬‬
‫‪50‬‬

‫(‪)36‬‬
‫االخ ِ‬
‫تالف‬ ‫من ْ‬
‫املخر ُج َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الس� َل ّ‬
‫مي‪،‬‬ ‫ب�ن َع ْم� ٍرو ُّ‬
‫مح�ن ِ‬
‫الر ِ‬
‫عب�د َّ‬ ‫ع�ن‬
‫َ‬
‫ريض اهلل عنهما‪ ،‬ق�اال‪« :‬أ َت ْين�ا‬ ‫ب�ن ُح ْج� ٍر‬
‫وح ْج� ِر ِ‬
‫ُ‬
‫مـمن ن�زل فيه‪﴿ :‬ﮭ‬ ‫وه�و َّ‬
‫ب�ن س�ارية‪ُ ،‬‬ ‫ب�اض َ‬
‫الع ْر َ‬ ‫ِ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ‬
‫ﯘﯙﯚ﴾ [التــوب�ة‪ ،]92 :‬فس� َّل ْمنا وقلن�ا‪:‬‬
‫قتبسْي�نْ ‪ ،‬فقال ِ‬
‫العر َباض‪:‬‬ ‫وم َ‬ ‫زائر ْي ِن وعائدَ ْي ِن ُ‬
‫ناك َ‬ ‫أ َت ْي َ‬
‫ثم َ‬
‫أقب�ل علينا‪،‬‬ ‫ذات ي�وم‪َّ ،‬‬
‫رس�ول اهلل ﷺ َ‬ ‫ُ‬ ‫صَّل�ىَّ ٰ بنا‬
‫وو ِج َل ْت‬ ‫ُ‬
‫العيون َ‬ ‫َ‬
‫موعظ� ًة بليغ ًة َذ َر َف ْت منه�ا‬ ‫فوع َظنا‬
‫َ‬
‫كأن هذه‬ ‫َ‬
‫رس�ول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫منه�ا القل�وب‪ ،‬فقال قائ�ل‪ :‬يا‬
‫ُ‬
‫«أوصيكم‬ ‫تعه ُ�د إلينا؟ فق�ال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫موعظة ُم�و ِّدع‪ ،‬فامذا َ‬
‫شي ًا‪ ،‬فإنه‬
‫عبد ًا َح َب ّ‬ ‫والس�مع َّ‬
‫والطاعة‪ ،‬وإنْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫بتقوى اهلل‪،‬‬
‫ٰ‬
‫‪51‬‬

‫فس رَي ٰى اختالف ًا كثري ًا‪ ،‬فعليكم‬ ‫َمن ِ‬


‫يع ْ‬
‫ش منكم بعدي َ‬
‫متسكوا هبا‬ ‫ِ‬
‫اخللفاء املهد ِّينيَ الراشدين‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وس�نة‬ ‫بس َّنتي‬
‫ُ‬
‫األمور‪،‬‬
‫ثات ُ‬‫واجذ‪ ،‬وإ َّياك�م ومحُ ْدَ ِ‬
‫وع ُّض�وا عليها بال َّن ِ‬ ‫َ‬
‫عة َضاللة»‪.‬‬ ‫وك َّل بِ ْد ٍ‬
‫فإنَّ ُك َّل محُ ْدَ َث ٍة بِ ْدعة‪ُ ،‬‬
‫أخرجه أبو داود (برقم ‪.)3991‬‬

‫(‪)37‬‬
‫املسؤوليـة‬
‫ّ‬ ‫رعاي ُة‬
‫سم َع‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنهام‪ ،‬أنَّه ِ‬ ‫عن ِ‬
‫عبد اللـه ِ‬
‫بن ُع َم َر َ‬
‫رعيتِه‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ومسؤول عن َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬ك ُّلكم ٍ‬
‫راع‬
‫والرج ُل يف ِ‬
‫أهله‬ ‫ُ‬ ‫رعيتِه‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫مس�ؤول عن َّ‬ ‫راع وهُ و‬
‫فاإلمام ٍ‬
‫ُ‬
‫بيت ِ‬
‫زوجها‬ ‫رعيتِه‪ ،‬وامل�رأ ُة يف ِ‬ ‫ٌ‬
‫مس�ؤول ع�ن َّ‬ ‫راع وهُ و‬
‫ٍ‬
‫مال س ِّي ِد ِه‬
‫واخلادم يف ِ‬
‫ُ‬ ‫رعيتِها‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫مسؤولة عن َّ‬ ‫راعية ِ‬
‫وهي‬ ‫ٌ‬
‫‪52‬‬

‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫عت‬
‫�م ُ‬ ‫رعيتِ ِه»‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫فس ِ‬ ‫ٌ‬
‫مس�ؤول عن َّ‬ ‫راعٍ وهُ و‬
‫ُ‬
‫«والرجل‬ ‫النبي ﷺ قال‪:‬‬
‫وأحس ُب َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪،‬‬ ‫من‬
‫رعيته‪ ،‬فك ُّل ْ‬
‫كم راعٍ‬ ‫ٌ‬
‫مس�ؤول عن َّ‬ ‫يف ِ‬
‫مال أبيه راعٍ وهُ و‬
‫رعيته»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫مسـؤول عن َّ‬ ‫وك ُّل ْ‬
‫كم‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪ ،)2232‬ومس�لم (برقم‬
‫‪.)3408‬‬

‫(‪)38‬‬
‫الص َدقة‬
‫أبواب َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنهام‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫عن أيب َذ ٍّر َ‬
‫ِ‬
‫باملعروف‬ ‫وج ِه أخيك َ‬
‫لك َصدَ قة‪ ،‬وأ ْم ُر َك‬ ‫«ت َب ُّس ُم َك يف ْ‬
‫الرج َل يف أرض‬‫وإرش�ادك ُ‬
‫ُ‬ ‫و ْهن ُي َ�ك ِ‬
‫عن املنكر َصدَ قة‪،‬‬
‫الر ِ‬
‫ديء ال َب رَص‬ ‫للرج ِ�ل َّ‬ ‫الضالل َل�ك َصدَ قة‪ ،‬رَ ُ‬
‫وبصك ُ‬ ‫َّ‬
‫‪53‬‬

‫ْ‬
‫والعظ َم ِ‬
‫عن‬ ‫والش�وك َة‬ ‫جر َّ‬‫احل َ‬‫ُك َ‬
‫لك َصدَ ق�ة‪ ،‬وإماطت َ‬ ‫َ‬
‫وإفراغ َك ِمن َد ْل ِو َك يف َد ْل ِو أخيك‬
‫ُ‬ ‫الطريق َ‬
‫لك َصدَ قة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫لك َصدَ قة»‪.‬‬
‫أخرجه الرتمذي (برقم ‪.)1879‬‬

‫(‪)39‬‬
‫الساعة‬
‫دي َّ‬ ‫َ‬
‫بني َي ِ‬
‫اللـه عنهمـا‪ ،‬قـال‪ :‬قـال‬ ‫ريض ُ‬ ‫ـر َ‬ ‫ع�ن ِ‬
‫ابـن ُع َم َ‬ ‫ِ‬
‫ش�امنا ويف يَمَ نِنا»‪،‬‬
‫ِ‬ ‫«اللهم با ِر ْك لنا يف‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫الزل ِ‬
‫والف َتن‪،‬‬ ‫نج ِدنا؟ قال‪« :‬هناك َّ‬
‫الز ُ‬ ‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬ويف ْ‬
‫الشيطان»‪.‬‬ ‫قرن َّ‬ ‫وهبا ُ‬
‫يطلعُ ُ‬
‫أخرجه البخاري (برقم ‪.)979‬‬
‫‪54‬‬

‫ع�ن نافع‪َ ،‬ع ِن ِ‬


‫اب�ن ُع َم َر‬ ‫ويف رواي�ة عند أمحد‪ْ :‬‬
‫«اللهم با ِر ْك‬
‫َّ‬ ‫رس�ول اهلل ﷺ قال‪:‬‬‫َ‬ ‫اهلل عنهما‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫ريض ُ‬
‫رش ِقنا يا‬ ‫مر َتني‪ ،‬فقال َر ُجل‪ :‬ويف م ِ‬ ‫امنا و َي َمنِنَا» َّ‬
‫لنا يف َش ِ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‪« :‬من هُ نالِ َك َي ْط ُل ُع‬ ‫ُ‬ ‫رس�ول اهلل؟ فقال‬ ‫َ‬
‫أعشا ِر الشرَّ »‪.‬‬
‫الش ْيطان‪ ،‬وهلا تسع ُة َ‬ ‫َق ْرنُ َّ‬
‫أخرجه أمحد يف «املسند» (برقم ‪.)5384‬‬

‫ريض ُ‬
‫اهلل عن�ه‪ ،‬ق�ال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫مع�اذ ِ‬
‫ب�ن َج َب�لٍ‬ ‫ِ‬ ‫وع�ن‬
‫س َخ ُ‬
‫راب‬ ‫ِ‬
‫املق�د ِ‬ ‫ِ‬
‫بي�ت‬ ‫«عم�رانُ‬ ‫رس�ول اهلل ﷺ‪ِ :‬‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق�ال‬
‫وفتح‬
‫نطينيـة‪ُ ،‬‬
‫�ط ّ‬ ‫الق ْس َ‬
‫�ح ُ‬ ‫وخ�روج امل ْل َح ِ‬
‫مة َف ْت ُ‬ ‫ُ‬ ‫َيثْ� ِرب‪،‬‬
‫القس َطنطيني ِ‬
‫خروج الدَّ ّجال»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـة‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ‬
‫الذهبي‪:‬‬ ‫أخرج�ه احلاك�م (برقم ‪ ،)8297‬وق�ال َّ‬
‫اب�ن أيب ش�يب َة يف‬
‫صحي�ح موق�وف‪ ،‬وأخرج�ه ُ‬
‫«مصنفه» (برقم ‪.)101‬‬
‫‪55‬‬

‫(‪)40‬‬
‫الساع ُة ِ‬
‫املوعد‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫رس�ول اهلل ﷺ‬ ‫أن‬‫اهلل عنه‪ّ ،‬‬‫ريض ُ‬
‫عن أيب ُهر ْي َر َة َ‬
‫عبد ا ُمل َّط ِلب‪ ،‬ي�ا َّ‬
‫صفيـ ُة‬ ‫هاش�م‪ ،‬يا َبنِ�ي ِ‬
‫ق�ال‪« :‬يا َبنِي ِ‬
‫حمم�د‪ ،‬ال أع ِر َّ‬
‫فن ما‬ ‫بن�ت َّ‬ ‫ِ‬
‫رس�ول اهلل‪ ،‬يا فاطم ُة ُ‬ ‫عم ُ�ة‬
‫َّ‬
‫اس غ�د ًا حي ِمل�ونَ ِ‬
‫اآلخ�رة‪ ،‬وجئتُ�م حت ِملونَ‬ ‫ج�اء ال َّن ُ‬
‫الدُّ نيا‪ ،‬إنَّما أوليائي منكم يو َم القيامة امل َّتقون‪ ،‬إنَّام َم َثيل‬
‫قومه‪ ،‬أتاهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫رج ٍل ُيس� َت ْن َص ُح يف ِ‬
‫كم َث ِل ُ‬
‫فيكم َ‬
‫وت‬
‫والـم ُ‬‫َ‬ ‫قو ِم ُأتيتُم‪ ،‬غُ ِشي ُتم‪َ ،‬‬
‫واصباحـاه! أنـا ال َّنذير‪،‬‬
‫والساع ُة ْ‬
‫املوعد»‪.‬‬ ‫الـمغري‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫أخرج�ه الطبراينُّ يف «املعج�م الكبير» (برق�م‬
‫والبيهق�ي يف‬
‫ُّ‬ ‫‪ ،)229‬و«األوس�ط» (برق�م ‪،)86‬‬
‫ب اإليامن» (برقم ‪.)10182‬‬ ‫«ش َع ِ‬
‫ُ‬
‫‪56‬‬

‫(‪)41‬‬
‫ُ‬
‫رابط ُة األ َّ‬
‫خوة‬
‫ُ‬
‫رس�ـول‬ ‫اهلل عنه قال‪ :‬قال‬‫ريض ُ‬ ‫ع�ن أيب ُهر ْير َة َ‬
‫ُ‬
‫يق�ول ي�و َم القيام�ة‪ :‬أي�ن ا ُملتَحا ُّب�ونَ‬ ‫اهلل ﷺ‪« :‬إنّ َ‬
‫اهلل‬
‫بجاليل؟ اليو َم ُأ ِظ ُّلهم يف يِّ‬
‫ظل يو َم ال ِظ َّل إلاّ ِظ يِّل»‪.‬‬ ‫َ‬
‫أخرجه مسلم (برقم ‪.)4655‬‬

‫س�لم‬
‫ويف رواي�ة عن�د الرتم�ذي‪ :‬ع�ن أيب ُم ٍ‬
‫َ‬
‫ريض‬ ‫بن َج َبلٍ‬ ‫ُ‬
‫مع�اذ ُ‬ ‫ريض ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬حدَّ َثني‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫اخل ْ�ولاَ ِّ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬قال ُ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫عت‬‫س�م ُ‬ ‫ُ‬
‫اهلل عنه‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫الـمتَحا ُّبونَ يف َجَل�اَ يل هلم منابِ ُ�ر ِمن نو ٍر‬
‫ع�ز وج�ل‪ُ :‬‬ ‫َّ‬
‫والشهداء»‪.‬‬ ‫َيغْ بِ ُط ُه ُم ال َّنبِ ُّيونَ ُّ‬
‫أخرجه الرتمذي (برقم ‪.)13-12‬‬

You might also like