You are on page 1of 11

‫خطبة أكثم بن صيفي عند كسرى‬

‫التعريف بالخطيب‬
‫‪-‬هو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث من قبيلة تميم‪.‬‬
‫وضرب مثل وإصابة حكمة‬
‫ْ‬ ‫‪-‬وهو حكيم العرب ألنه األعرف باألنساب واألكثر حكمة‪،‬‬
‫وقوة ُحجة‪.‬‬
‫‪-‬عمر طويال (مائة وتسعين سنة)‪ ،‬وأدرك اإلسالم‪ ،‬توفي سنة (‪9‬ه‪630 ،‬م)‬
‫‪-‬األكثم‪ :‬مشتق من الكثمة وهي عظم البطن‪.‬‬

‫نـــــص الخطبــــــة‬
‫صيْفي‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بن َ‬ ‫قام أكث ُم ُ‬
‫ض َل ْال ُملُوك أ َع ُّمها نَ ْفعًا‪ ،‬و َخ ْي َر‬‫عاليها‪ ،‬وأ َ ْعلَى الرجال ُملو ُكها‪ ،‬وأ َ ْف َ‬ ‫"إ َّن أفض َل األشياء أ َ َ‬
‫ش ُّر‬‫ب َم ْه َواةٌ‪ ،‬وال َّ‬ ‫دق َم ْن َجاةٌ‪ ،‬وال َكذ ُ‬ ‫صدَقُها‪ ،‬الص ُ‬ ‫طباء أ َ ْ‬ ‫ض َل ال ُخ َ‬ ‫صبُها‪ ،‬وأ َ ْف َ‬ ‫األزمنة أ َ ْخ َ‬
‫الرأْي ْال َه َوى‪ ،‬والعَ ْج ُز‬ ‫ب َوطي ٌء‪ ،‬آفَةُ َّ‬ ‫ب‪ ،‬والعَ ْج ُز َم ْر َك ٌ‬ ‫ص ْع ٌ‬
‫ب َ‬ ‫لَ َجا َجةٌ‪ ،‬وال َح ْز ُم َم ْر َك ٌ‬
‫ح‬‫ص َمةٌ‪ ،‬إصال ُ‬ ‫الظن ع ْ‬ ‫سو ُء َّ‬ ‫طةٌ‪ ،‬و ُ‬ ‫الظن َو ْر َ‬ ‫بر‪ُ ،‬ح ْس ُن َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫وخير األمور ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫م ْفتا ُح الفَ ْقر‪،‬‬
‫طانَتُه كان كالغاص بالماء‪ ،‬ش َُّر‬ ‫تب َ‬ ‫الراعي‪َ ،‬من فَ َ‬
‫سد َ ْ‬ ‫ساد َّ‬ ‫خير من إصالح فَ َ‬ ‫الرعيَّة ٌ‬ ‫ساد َّ‬ ‫فَ َ‬
‫أمير بها‪ ،‬ش َُّر الملوك َمن َخافَهُ ال َبري ُء‪ ،‬ال َم ْر ُء َي ْعج ُز ال َم َحالَةَ‪ ،‬أفض ُل‬ ‫َ‬ ‫البالد بالد ٌ ال‬
‫َت‬ ‫سن ْ‬ ‫خير األعوان َمن لم يُ َراء بالنَّصيحة‪ ،‬أ َ َح ُّق الجنود بالنَّصر َمن َح ُ‬ ‫األوالد ال َب َر َرةُ‪ُ ،‬‬
‫ص ْمتُ ُح ْك ٌم وقلي ٌل‬ ‫س َما َعهُ‪ ،‬ال َّ‬‫الزادَ ما بَلَّغَك ْال َم َح َّل‪َ ،‬ح ْسبُك من شَر َ‬ ‫سريرتُهُ‪ ،‬يكفي َك من َّ‬ ‫َ‬
‫ف"‪.‬‬ ‫شدَّدَ نَفَّ َر‪ ،‬و َم ْن ت َ َراخَى تَأَلَّ َ‬ ‫اإليجاز‪َ ،‬من َ‬‫ُ‬ ‫فاعلُهُ‪ ،‬البالغةُ‬
‫غ ْي ُرك‬ ‫ب به كسرى‪ ،‬وقال له‪" :‬لو لم يكن للعرب َ‬ ‫طبَته أ َ ْع َج َ‬ ‫يقال‪ :‬إنه لَ َّما ا ْنت َ َهى م ْن ُخ ْ‬
‫لَ َكفَى"‪.‬‬

‫مناسبة الخطبة‬
‫صدَ إلى بَالط كسرى فوجد عنده ُوفُودا ً من الروم والهند‬ ‫أن النُّ ْع َمان بن ْال ُم ْنذر قَ َ‬
‫يُ ْر َوى َّ‬
‫والصين‪ ،‬وقد افتخر كل وفد بمآثر أمته‪ ،‬ولما افتخر النُّ ْع َمان بمفاخر العرب أ َ ْن َك َر ك ْس َرى‬
‫وش ت ُقيم في ْالقَ ْفر‪ ،‬وحينئذ ا ْقت َ َرح‬ ‫صفَ ُهم بأ َنَّهم ُو ُح ٌ‬ ‫على العرب أن يكونَ لَ ُهم َم ْجدٌ‪َ ،‬‬
‫وو َ‬
‫ي َو ْفدًا من العرب ويسمع منهم‪ ،‬فَ َوافَقَ ك ْس َرى على ذلك وقَد َم‬ ‫النعمان ْ‬
‫أن َي ْست َ ْدع َ‬ ‫ُ‬ ‫عليه‬
‫ي كسرى‪.‬‬ ‫صيفي‪ ،‬الذي أ َ ْلقَى هذه ْال ُخ ْ‬
‫ط َبةَ َب ْينَ َيدَ ْ‬ ‫َو ْفدُ العرب وعلى رأسه أكثم بن َ‬
‫الكلمة معناها مضادها مفردها أو جمعها‬
‫أفضل ج (أفاضل)‪ :‬أحسن‪ ،‬مؤنثها فضلى‪.‬‬
‫أعاليها‪ :‬أسماها وذروتها‪ ،‬عكسها أسافلها‪ ،‬مفرد (أعلى)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أعلى‪ :‬أشرف‪ ،‬وأسمى‪ ،‬ضده أحقر وأدنى ج (أعلون‪ ،‬أعالي)‬
‫أعمها‪ :‬أشملها وأكثرها أخصها‪.‬‬
‫األزمنة‪ :‬األعصر واألوقات‪ ،‬مفرد (الزمان)‬
‫أخصبها‪ :‬أنماها وأكثرها بركة × أجدبها‬
‫منجاة‪ :‬نجاة ج (مناج)‬
‫مهواة‪ :‬هالك وسقوط‬
‫الشر‪ :‬السوء والفساد × الخير ج (الشرور)‬
‫لجاجة‪ :‬عناد وإلحاح واستمرار فى الخصومة‬
‫الحزم‪ :‬الثقة والعقل‪ ،‬الحسم والضبط × التهاون‬
‫مركب‪ :‬مكان للركوب كالسفينة ج (مراكب)‬
‫صعب‪ :‬شديد‪ ،‬عسير‪ ،‬وعر × سهل‪ ،‬مذلَّل ج (صعاب)‬
‫العجز‪ :‬الضعف × القدرة‬
‫وطيء‪ :‬سهل ناعم لين × صعب‬
‫آفة‪ :‬مرض‪ ،‬فساد ج (آفات)‬
‫الرأي‪ :‬االعتقاد والقرار‪ ،‬وجهة النظر ج (آراء)‬
‫الهوى‪ :‬ميل النفس إلى الشيء (االستبداد بالرأى) ج (أهواء)‬
‫مفتاح‪ :‬بداية‬
‫الفقر‪ :‬الحاجة‪ ،‬العوز ج (مفاقر)‬
‫الصبر‪ :‬التجلد والتحمل × الجزع‬
‫حسن الظن‪ :‬توقع الخير "الثقة" المراد منه هنا "االطمئنان بدون دليل‪.‬‬
‫(الظن)‪ :‬الحذر والحيطة ج (محاسن) ج (الظنون‪ ،‬أظانين)‬
‫ورطة‪ :‬هلكة‪ ،‬مشكلة‪ ،‬وأمر عسير ج (وراط‪ ،‬ورطات)‬
‫سوء الظن‪ :‬توقع الشر "الشك" والمراد الحذر والحيطة " ج (أسواء)‬
‫عصمة‪ :‬منعة وحماية ج (عـصـَم‪ ،‬عصمات)‬
‫إصالح‪ :‬تقويم وتحسين وعالج ×إفساد‬
‫فساد‪ :‬إضرار‪ ،‬تلف‬
‫(الرعـَايا)‬
‫الرعية‪ :‬الناس والشعب‪ ،‬المحكومين × الراعي ج َّ‬
‫الراعي‪ :‬الحاكم‪ ،‬المسؤول‪ ،‬ولي األمر ج (الرعاة‪ ،‬رعاء‪ ،‬رعيان)‬
‫بطانته‪ :‬خاصته وأهله وحاشيته ج (بطائن)‬
‫فسدت‪ :‬ساءت × صلحت وحسنت‬
‫شرق" من وقف الماء في حلقه‪ ،‬فأحزنه وأتعبه معجم (غ ص ص)‬ ‫الغاص‪" :‬ال َّ‬
‫‪2‬‬
‫شر البالد‪ :‬أسوأ‬
‫أمير‪ :‬حاكم ومستشار ج (أمراء)‬
‫البرئ‪ :‬البعيد عن كل تهمة المتهم ج بُرآء‪ ،‬أبرياء‬
‫المرء‪ :‬الرجل ج ( الرجال ) ‪ ،‬مؤنثه ( امرأة )‬
‫ال محالة‪ :‬ال ريب‪ ،‬ال شك‪ ،‬ال بد ج (محال‪َ ،‬م َحاول)‬
‫األوالد للمذكر والمؤنث م (الولد)‬
‫البررة‪ :‬الصالحون‪ ،‬المحسنون‪ ،‬الصادقون ×العاقين م (البار)‬
‫األعوان‪ :‬المعينون‪ ،‬المساعدون م ( العون )‬
‫يراء‪ :‬ينافق × يصدق‬
‫النصيحة‪ :‬النصح واإلصالح ج (النصائح)‬
‫النصر‪ :‬التأييد والنصرة‬
‫حسنت سريرته‪ :‬طابت دخيلته ونفسه وهي "النية الحسنة" ج (سرائر)‬
‫يكفيك × يعوزك‬
‫الزاد‪ :‬طعام السفر ج (أزواد‪ ،‬أزودة)‬
‫بلغك‪ :‬أوصلك‬
‫المحل‪ :‬المنزل والمكان‬
‫حكم‪ :‬الحكمة ج (أحكام)‬
‫البالغة‪ :‬الفصاحة‬
‫اإليجاز‪ :‬االختصار‬
‫شدد‪ :‬قسا وضيق ×خفف‬
‫نفر‪ :‬أبعد ×حبب ورغب‬
‫تراخى‪ :‬تساهل‬

‫التعليق على الخطبة‬


‫‪-‬ينتمي هذا النص إلى فن من الفنون النثرية وهو "الخطبة" وهو من النثر الجاهلي‪.‬‬
‫الخطبة‪ :‬فن مخاطبة الجماهير وتعتمد على اإلقناع‪.‬‬
‫عوامل ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي‪:‬‬
‫‪-‬تعدد األسواق األدبية وحرية القول‪.‬‬
‫‪-‬الفصاحة والقدرة على التعبير‪.‬‬
‫‪-‬السفارة بين القبائل والوفادة‪.‬‬
‫‪-‬الصلح بين القبائل‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أجزاء الخطبة‬
‫للخطبة ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫‪-1‬المقدمة‪ :‬ال توجد في هذه الخطبة مقدمة‪.‬‬
‫‪-2‬الموضوع‪ :‬مجموعة األحكام والوصايا التي قدمها الخطيب‪.‬‬
‫‪-3‬الخاتمة‪ :‬ال توجد في هذه الخطبة خاتمة‪.‬‬

‫سمات أسلوب الخطيب‪:‬‬


‫‪-‬سهولة األلفاظ ووضوح الفكرة والمعاني‪.‬‬
‫‪-‬روعة التصوير‪.‬‬
‫‪-‬وغلبة التكرار للتأكيد‪.‬‬
‫‪-‬قصر الجمل‪.‬‬

‫مالمح شخصية الخطيب‪:‬‬


‫‪ -‬البالغة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والخبرة الواسعة‪.‬‬
‫‪-‬الصدق‪ ،‬والحكمة وسداد الرأي‪.‬‬
‫‪ -‬له منزلة عظيمة في قومه‪.‬‬

‫أثر البيئة في النص‬


‫‪-‬وجود عالقات بين العرب والفرس‪.‬‬
‫‪ -‬وجود األبناء البررة‪.‬‬
‫‪-‬وجود بطانة السوء‪.‬‬
‫‪-‬معرفة العرب بشؤون ْال ُح ْكم والسياسة‪.‬‬
‫‪-‬استخفاف الفُرس بالعرب‪.‬‬
‫‪-‬اجتماع ْال ُوفُود في بَالط الملوك‪.‬‬
‫‪ْ -‬ال ُمفَا َخ َرة بالمكارم واألمجاد‪.‬‬

‫الفقرة األولى‬
‫‪4‬‬
‫صيْفي‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بن َ‬ ‫قام أكث ُم ُ‬
‫وخير‬
‫َ‬ ‫"إ َّن أفض َل األشياء أعاليها‪ ،‬وأعلى الرجال ُملو ُكها‪ ،‬وأفض َل الملوك أ َع ُّمها نفعًا‪،‬‬
‫صبُها‪،‬‬‫األزمنة أ َ ْخ َ‬
‫دق َم ْن َجاة ٌ‪"...‬‬ ‫طباء أ َ ْ‬
‫صدَقُها ‪ ،‬الص ُ‬ ‫وأفض َل ال ُخ َ‬
‫‪-‬إن أفضل األشياء وأسمى األماكن ذراها وقممها العالية لما تتمتع به من شموخ ورحابة‬
‫وحرية‪.‬‬
‫ف‬ ‫‪-‬وفي الناس أعالهم منزلة وأسماهم مكانة هم الملوك‪ ،‬ولكن الملوك ص ْنفَان‪ :‬ص ْن ٌ‬
‫ف نَ ْفعُه عام شامل لكل رعيته وهؤالء‬ ‫ظالم ال ينفع من حوله أو نَ ْفعُه محدود‪ ،‬وص ْن ٌ‬
‫الملوك هم األفاضل‪.‬‬
‫‪-‬ثم يقدم حكمة عظيمة لكسرى أن الناس يذكرون األوقات بخيرها؛ فخير العصور‬
‫اج َع ْل َع ْ‬
‫ص َر َك َوزَ َمنَ َك‬ ‫واألوقات التي تكون خصيبة نفعها عميم‪ ،‬وكأنه يقول لكسرى‪ْ " :‬‬
‫الناس به‪".‬‬
‫ُ‬ ‫صبًا يَ ْذ ُك ُر َك‬
‫َخ ْ‬
‫‪-‬يجب على الخطيب أن يكون صادقا في قوله وفعله ال يجامل أحدا‪ ،‬وال يخدع‬
‫الناس‪ ،‬وهنا يظهر لنا فخر أكثم بنفسه فهو خطيب صادق ليس ألنه بين يدي الملك‬
‫ولكنه يصدق في قوله ونصحه دائما‪.‬‬

‫الفقرةالثانية‬
‫ب‪ ،‬والعَ ْج ُز َم ْر َك ٌ‬
‫ب‬ ‫ص ْع ٌ‬
‫ب َ‬ ‫ش ُّر لَ َجا َجةٌ‪ ،‬وال َح ْز ُم َم ْر َك ٌ‬
‫ب َم ْه َواةٌ‪ ،‬وال َّ‬‫دق َم ْن َجاةٌ‪ ،‬وال َكذ ُ‬
‫"الص ُ‬
‫بر‪ُ ،‬ح ْس ُن َّ‬
‫الظن‬ ‫ص ُ‬‫وخير األمور ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫الرأي الهوى‪ ،‬والعَ ْج ُز م ْفتا ُح الفَ ْقر‪،‬‬ ‫ئ‪ ،‬آفَةُ َّ‬ ‫َوطي ٌ‬
‫الراعي ‪َ ،‬من‬ ‫ساد َّ‬ ‫خير من إصالح فَ َ‬ ‫الرعيَّة ٌ‬ ‫ساد َّ‬ ‫ص َمةٌ‪ ،‬إصال ُح فَ َ‬ ‫الظن ع ْ‬ ‫سو ُء َّ‬ ‫طةٌ‪ ،‬و ُ‬ ‫َو ْر َ‬
‫طانَتُه كان كالغاص بالماء‪"...‬‬ ‫تب َ‬ ‫فَ َ‬
‫سد َ ْ‬
‫‪-‬في هذه الفقرة يعرض من واقع ت َ َجاربه وح ْك َمته البالغة َم ْج ُمو َعةً من النصائح الغالية‬
‫والوصايا العظيمة النفع التي من شأنها بناء المجتمع بنا ًء سليما ُم ْح َكما يتسم باإليجابية‬
‫في التصرف والسلوك بعيدا عن السلبيات‪ ،‬وقد ساق نصائحه في اتجاهين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الصفات اإليجابية‬
‫الثاني‪ :‬الصقات السلبية‬
‫‪-‬وقد قدم في اتجاهه األول ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬فالصدق ينجي صاحبه دائما وهو من شيم األخالق‪.‬‬
‫ف‬‫عر َ‬ ‫‪-‬والحزم أمر بالغ الصعوبة يحتاج من صاحبه عزيمة و َح ْس ًما في الرأي‪ ،‬ومن ُ‬
‫ب قياده أو السيطرة عليه‪.‬‬ ‫صعُ ُ‬ ‫ب ْال َح ْزم والقوة يَ ْ‬
‫‪-‬والصبر هو خير األمور جميعا وهو طريق الفَ َرج من الشدائد‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬وسوء الظن وهو الحذر في األمور كلها‪ ،‬واالستعداد لها هو الحماية والوقاية من‬
‫الوقوع في مكائد الكائدين أو الوقوع في الخطأ‪.‬‬
‫‪-‬ثم إصالح الرعية أوال ورعاية شئونهم ومناقشة أحوالهم أ َ َه ُّم كثيرا من محاولة إصالح‬
‫حال الراعي‪ ،‬ويريد هنا بالصالح مستوى المعيشة واإلنفاق؛ وذلك ألن في صالح‬
‫الرعية صالح الراعي‪.‬‬
‫‪-‬وقدم في اتجاهه الثاني ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الكذب يهوي بصاحبه إلى دركات الهالك ونهايته دائما وخيمة وعاقبته سيئة‪.‬‬
‫‪-‬والشر كله قبيح فهو عناد في باطل وإلحاح على فعل السوء وهو تمادي في الخصومة‬
‫والعداوة‪.‬‬
‫ض ْعف ا ْست َ َهان به‬‫ف بال َّ‬ ‫‪-‬والعجز طريق يسلكه الضعفاء الذين يبغون الراحة‪ ،‬و َم ْن ُ‬
‫عر َ‬
‫الناس وسيطروا عليه‪.‬‬
‫‪-‬و َم ْي ُل النفس إلى الشهوة‪ ،‬وحب االستبداد بالرأي هو آفة تقتل صاحبها‪ ،‬فمن سيطرت‬
‫مريض‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫ش ْه َوت ُه‬
‫َ‬ ‫عليه‬
‫‪-‬والعجز طريق يؤدي بصاحبه إلى الفقر والعدم‪.‬‬
‫‪-‬وحسن الظن واالطمئنان إلى الناس جميعا دون دليل هلكة لصاحبه‪ ،‬فالبد لإلنسان من‬
‫والحذر‪.‬‬ ‫التيقظ‬
‫سدُ َم ْن َحولَه من األصحاب واألقارب يعيش حيات َه َحزينا ُمت َأ َلما ال‬ ‫‪-‬والرجل الذي َي ْف ُ‬
‫ينجو من الوقوع في الزلل‪.‬‬

‫الفقرة األخيرة‬
‫أمير بها‪ ،‬ش َُّر الملوك َمن َخافَهُ ال َبري ُء‪ ،‬ال َم ْر ُء يَ ْعج ُز ال َم َحالَةَ‪ ،‬أفض ُل‬
‫"ش َُّر البالد بالد ٌ ال َ‬
‫َت‬ ‫خير األعوان َمن لم يُ َراء بالنَّصيحة‪ ،‬أ َ َح ُّق الجنود بالنَّصر َمن َح ُ‬
‫سن ْ‬ ‫األوالد ال َب َر َرةُ‪ُ ،‬‬
‫ص ْمتُ ُح ْك ٌم وقلي ٌل‬
‫س َما َعهُ‪ ،‬ال َّ‬ ‫الزادَ ما َبلَّغَك ال َم َح َّل‪َ ،‬ح ْسبُك من شَر َ‬
‫يكفيك من َّ‬
‫َ‬ ‫سريرتُهُ‪،‬‬‫َ‬
‫شدَّدَ نَفَّ ًر‪ ،‬و َمن ت َ َراخَى تَأَلَّف"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َمن‬ ‫ُ‬
‫اإليجاز‪،‬‬ ‫فاعلُهُ‪ ،‬البالغةُ‬
‫يقال‪ :‬إنه لما انتهى من خطبته أعجب به كسرى‪ ،‬وقال له‪ :‬لو لم يكن للعرب غيرك‬
‫لكفى‪.‬‬

‫‪-‬إ َّن أ َ ْس َوأ َ ْالبالد التي ال يوجد فيها َحاك ٌم وال قانون البالد التي تحكمها الفوضى وال يوجد‬
‫فيها من يستشار لحكمته وسداد رأيه‪.‬‬
‫‪-‬وأسوأ الملوك الظالمون الذين ال يَأ ْ َم ُن في ُح ْكمهم األ َ ْبريَاء‪.‬‬
‫ضعُف ال شك في ذلك‪.‬‬ ‫وإن اإلنسان مهما بلغت قوته وجبروته فإنه يَ ْ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫‪6‬‬
‫إن أفضل األوالد بنين وبنات هم البررة الصالحون‪ْ ،‬ال ُم ْحسنُون إلى الوالدين‪.‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫‪-‬وأفضل ْال ُمساعدين لك من صدقوك النصح ولم ينافقوك ويقصد هنا كل صاحب أو‬
‫وزير‪.‬‬
‫‪-‬وإن أولى الجنود بنصرك وتأييدك هم الذين يعرفون بطيب أنفسهم ونواياهم الحسنة‬
‫البعيدون عن اللؤم والمكر‪.‬‬
‫‪-‬أما هذه النصيحة فهي نصيحة تنهى عن الطمع والجشع يقول فيها‪ُ " :‬خ ْذ م ْن طعام‬
‫السفر ما يكفيك لتصل إلى مقصدك وال تأخذ أكثر من حاجتك فهو على حساب غيرك"‪.‬‬
‫‪-‬ابتعد عن سماع الشر فسماع الشر كاف للشر‪.‬‬
‫سل َم وغنم‪.‬‬
‫‪-‬إن السكوت والصمت حكمة بالغة ال يدركه إال القليل من الناس فمن سكت َ‬
‫‪-‬وإن الفصاحة أن تصلك إلى غايتك من كالمك في إيجاز واختصار حتى ال يمل الناس‬
‫كالمك‪.‬‬
‫‪-‬القسوة تولد النفور والكراهية‪ ،‬والتودد والتقرب يحقق الحب واأللفة‪.‬‬

‫التحليل البالغـي‬
‫أسلوب الفقرة األولى‪:‬‬
‫‪-‬األسلوب الخبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة ال تحتمل الكذب‪.‬‬
‫‪(-‬إن أفضل األشياء أعاليها)‪ :‬أسلوب ُم َؤ َّكد بـ(إن)‪ ،‬وقد جاء األسلوب مؤكدا لدفع الشك‬
‫من نفس السامعين‪.‬‬
‫‪(-‬أفضل‪ ،‬أعالي‪ ،‬أعلى‪ ،‬أعمهم‪ ،‬خير‪ ،‬أخصبها‪ ،‬أصدق)‪ :‬استخدام اسم التفضيل يفيد‬
‫العلو‪ ،‬والرفعة‪ ،‬وبلوغ منتهى الصفة‪.‬‬
‫‪(-‬األشياء‪ ،‬الملوك‪ ،‬األزمنة‪ ،‬الخطباء)‪ :‬التعريف إلفادة العموم والشمول‪.‬‬
‫سا‬
‫‪(-‬خير األزمنة أخصبها‪ ،‬أفضل الخطباء أصدقها)‪ :‬بينهما ازدواج‪ ،‬وسجع يعطي َج َر ً‬
‫ُموسيقيا ويُثير االنتباه‪.‬‬
‫‪(-‬أفضل األشياء أعاليها‪ ،‬أعلى الرجال ملوكها)‪ :‬بينهما ازدواج‪ ،‬وسجع يعطي جرسا‬
‫موسيقيا ويثير االنتباه‪.‬‬
‫‪(-‬أفضل الملوك أعمهم نفعا)‪ :‬توحي بضرورة االهتمام بالرعية‪.‬‬
‫‪(-‬خير األزمنة أخصبها)‪ :‬استعارة مكنية؛ شبه األزمنة باألرض الخصبة‪ ،‬وسر جمالها‬
‫تجسيم الفكرة برسم صورة لها‪.‬‬
‫‪-‬الجمل االسمية‪ :‬استخدم الخطيب ُج َمال اسمية ألنها تفيد الثبات واالستمرار‪.‬‬
‫‪-‬الجمل قصيرة موجزة تحمل معاني كثيرة مما جعلها حكما تجري على األلسنة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-‬الرابط بين الجمل‪ :‬ربط الخطيب بين جمله بالواو التي تفيد المشاركة والمصاحبة‪.‬‬

‫التحليل البالغي‬
‫أسلوب الفقرة الثانية‪:‬‬
‫األسلوب الخبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة ال تحتمل الكذب‪.‬‬
‫األلفاظ واألساليب‪:‬‬
‫‪(-‬العجز مفتاح الفقر)‪ :‬أسلوب قصر بتعريف طرفي الجملة االسمية للتخصيص‬
‫والتوكيد‪.‬‬
‫‪(-‬من فسدت‪ :)...‬أسلوب شرط غرضه النصح والتحذير‪.‬‬
‫المحسنات البديعية‪:‬‬
‫‪(-‬الصدق منجاة‪ ،‬الكذب مهواة)‪ :‬طباق يُ ْبرز المعنى ويقويه بالتضاد يمد الصدق ويذم‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪( -‬الصدق منجاة‪ ،‬والكذب مهواة‪ ،‬والشر لجاجة)‪ :‬بينها ازدواج‪ ،‬وسجع يعطي جرسا‬
‫موسيقيا يثير االنتباه وتطرب له األذن‪.‬‬
‫‪(-‬الحزم مركب صعب‪ ،‬العجز مركب وطيء)‪ :‬مقابلة تبرز المعنى وتقويه بالتضاد‪.‬‬
‫وبينهما ازدواج يعطي جرسا موسيقيا‪.‬‬
‫‪(-‬العجز مفتاح الفقر‪ ،‬خير األمور الصبر)‪ :‬سجع يعطي جرسا موسيقيا يثير االنتباه‪.‬‬
‫‪( -‬حسن الظن ورطة‪ ،‬سوء الظن عصمة)‪ :‬بينهما مقابلة تبرز المعنى وتقويه تحث‬
‫على الحذر والحيطة‪ ،‬وبينهما سجع وازدواج يعطي جرسا موسيقيا ويثير االنتباه‪.‬‬
‫‪(-‬الرعية‪ ،‬الراعي ‪ -‬إصالح فساد)‪ :‬بينهما طباق يبرز المعنى ويقويه‪ ،‬وبينهما جناس‬
‫ناقص يعطي جرسا موسيقيا‪.‬‬

‫الصورواألخيلة‪:‬‬
‫‪(-‬آفة الرأي الهوى)‪ :‬تشبيه للهوى بالمرض وهو تشبيه بليغ‪.‬‬
‫‪(-‬الحزم مركب صعب)‪ :‬تشبيه بليغ يشبه الحزم بالدابة الشديدة‪ ،‬وسر جماله توضيح‬
‫الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم ويوحي بصعوبة األمر وحاجته إلى القوة‪.‬‬
‫‪(-‬العجز مركب وطيئ)‪ :‬تشبيه بليغ يشبه العجز بالدابة الوطيئة‪ ،‬وسر جماله توضيح‬
‫الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم‪ ،‬ويوحي بالضعف وسهولة االنقياد‪.‬‬
‫‪(-‬العجز مفتاح الفقر)‪ :‬تشبيه بليغ يشبه العجز بالمفتاح‪ ،‬وسر جماله توضيح الفكرة‬
‫برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم‪ ،‬ويوحي بقبح العجز والتنفير منه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫(كان كالغاص بالماء)‪ :‬تشبيه تمثيلي حيث شبه الملك عندما تفسد بطانته بمن يتألم في‬
‫شرب الماء‪ ،‬سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم ويوحي‬
‫بالتشديد على سلبية بطانة السوء‪.‬‬

‫التحليل البالغي‬
‫أسلوب الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫األسلوب الخبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة ال تحتمل الكذب‪.‬‬
‫األلفاظ واألساليب‪:‬‬
‫‪(-‬بالد)‪ :‬التنكير هنا للتحقير‪.‬‬
‫‪(-‬ال أمير لها)‪ :‬النفي بال النافية للجنس يفيد التوكيد‪.‬‬
‫‪(-‬المرء يعجز ال محالة)‪ :‬أسلوب مؤكد بجملة (ال محالة)‪.‬‬
‫‪(-‬من حسنت سريرته)‪ :‬توحي بحسن النية وحسن الطبع استخدام "من" الموصولة يفيد‬
‫العموم والشمول‪.‬‬
‫‪(-‬يكفيك من الزاد ما)‪ :‬توحي بالقناعة وعدم الطمع استخدام "ما" الموصولة يفيد العموم‬
‫والشمول‬
‫‪(-‬حسبك من الشر سماعه)‪ :‬تفيد التحذير والنصح‬
‫‪(-‬البالغة اإليجاز)‪ :‬أسلوب قصر غرضه التخصيص والتوكيد‬
‫‪(-‬من شدد نفر)‪ :‬أسلوب شرط للترهيب والتحذير و"نفر" نتيجة لما قبلها توحي بقبح‬
‫الصفات‬
‫‪(-‬من تراخى تألف)‪ :‬أسلوب شرط للترغيب والتحبيب‪ ،‬و"تألف" نتيجة لما قبلها توحي‬
‫بحب الناس واجتماعهم حوله‪.‬‬

‫جمل هذه الفقرة‪:‬‬


‫يالحظ أن الخطيب لم يربط بين الجمل ألن كل جملة منها تؤدي معنى مستقال عن‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪-‬مال الكاتب إلى استخدام الجمع وذلك لعموم نصائحه فهي نصائح للجميع وليس‬
‫لجماعة معينة‪.‬‬
‫‪(-‬شدد نفر‪ -‬تراخى تألف) بينهما مقابلة تبرز المعنى وتوضحه‪.‬‬

‫الصور واألخيلة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫(شر الملوك من‪ )...‬كناية عن ابتعاد الناس عنه‪ ،‬سر جمال الكناية اإلتيان بالمعنى‬
‫مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‪.‬‬
‫‪(-‬أفضل األوالد البررة)‪ :‬كناية عن حسن الخلق‪ ،‬سر جمال الكناية اإلتيان بالمعنى‬
‫مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‪.‬‬
‫‪(-‬من لم يراء‪ :)..‬كناية عن الصدق وعدم النفاق وسر جمال الكناية اإلتيان بالمعنى‬
‫مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‪.‬‬
‫‪(-‬ما بلغك المحل)‪ :‬استعارة مكنية يشبه الزاد بالدابة التي يصل بها اإلنسان إلى موطنه‬
‫سر جمالها التوضيح‪.‬‬

‫الصور التشبيهية‬
‫أ)"من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء"‪.‬‬
‫المشبه‪ :‬اإلنسان‪/‬الملك الذي لديه بطانة فاسدة‪.‬‬
‫المشبه به‪ :‬الغاص بالماء (الذي "يتشردق" بالماء)‪.‬‬
‫أداة التشبيه‪:‬الكاف‪ :‬كالغاص‪.‬‬
‫وجه الشبه‪ :‬الوقوع في المشاكل والمآزق بعد اعتبار الشيء بالمر اإليجابي‪ ،‬فالماء‬
‫نعمة ولكن ما ان نغص به فيتحول إلى نقمة‪ .‬وكذلك البطانة فهي نعمة أما إذا كانت‬
‫فاسدة فستصبح نقمة على مالكها‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬للتشديد على سلبية البطانة الفاسدة‪ ،‬وتأكيد ذلك عن طريق التشبيه‪.‬‬

‫ب)العجز مركب وطيء‪.‬‬


‫المشبه‪ :‬العجز‪.‬‬
‫المشبه به‪ :‬مركب وطيء‪.‬‬
‫أداة التشبيه‪ :‬محذوفة‪.‬‬
‫وجه الشبه‪ :‬تسيير البقية له‪ ،‬أي أن اإلنسان العاجز يسيره البقية كما يشاؤون‪ ،‬والمركب‬
‫الوطيء الضعيف الذي ال يقاوم تتالعب به أصابع العواصف كما تشاء وتكتنفه األمواج‬
‫بين جناحيها وتسيره كما تشاء دون تحسبها‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬التشديد على سلبية العجز وكيف يكون صاحبه‪ ،‬أي ال تكن لينا فتعصر‪ ،‬وكذلك‬
‫التأكيد المراد عن طريق التشبيه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ج)الحزم مركب صعب‪.‬‬
‫المشبه‪ :‬الحزم‪.‬‬
‫المشبه به‪ :‬مركب صعب‪.‬‬
‫أداة التشبيه‪ :‬محذوفة‪.‬‬
‫وجه الشبه‪ :‬صعوبة األمر والتحدي‪ ،‬فالحزم صعب بحاجة إلى عزيمة ونفاذ رأي‪،‬‬
‫كذلك المركب الذي يصعب قيادته بسبب الرياح‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬التشديد على صعوبة الحزم‪ ،‬وتأكيد ذلك بواسطة التشبيه‪.‬‬

‫األسلوب‪:‬‬
‫‪-‬التزم أكثم بن صيفي الجمل القصيرة ذات المعاني البعيدة فقد كان كالمه موجزا لكن‬
‫أفكاره كانت غنية‪.‬‬
‫‪-‬اللغة كانت واضحة ال لبس فيها‪.‬‬
‫‪-‬استعمل الخطيب السجع مثل‪:‬‬
‫إن أفضل األشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها‪.‬‬
‫‪-‬استعمل الطباق‪ ،‬مثل‪ :‬الصدق والكذب‪ ،‬حسن الظن وسوء الظن‪.‬‬
‫‪-‬استعمل الخطيب التشبيه‪ ،‬فقد شبه ( َم ْن كانت بطانته فاسدة بالغاص بالماء)‪ ،‬وشبه‬
‫(العجز بمفتاح الفقر)‪.‬‬
‫‪-‬استعمل الخطيب المقابلة‪ ،‬فقد قَابَ َل (حسن الظن وسوء الظن)‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like