You are on page 1of 69

‫ً‬

‫شكرا شباب اإلمارات‬

‫السنة الرابعـة ‪ -‬مارس ‪ - 2018‬العدد ‪48‬‬


‫القمة العالمية للحكومات‬
‫ورشة لصناعة المستقبل‬
‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫عالم متصل‪ ..‬التأثير الوجودي لإلنترنت‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫تَ ْه ِكير الدماغ‬


‫في العصر الرقمي‬

‫الرقمنـة‬
‫ّ‬
‫مضخـة أمـل فـي‬
‫أريـاف الهنـد وأفريقيـا‬

‫أدمغتنـا فـي عصــر االبتكـار‬


‫ملتقى العرب لالبتكار‬
‫متحف نوبل ‪ 2018‬في دبي‬ ‫بوتـقـة تجمـع العقـول‬
‫عناصر الكيمياء تتفاعل في بيئة ابتكارية‬ ‫لرفـاه المجتمعـات‬
‫الكتابة اإلبداعية‬
‫تعلـن مؤسسة محمد بن راشـد آل مكتـوم للمعرفــة عن‬
‫فتح باب التسجيل في دورات برنامج دبي الدولي للكتابة‬

‫الترجمــة‬
‫المقـــــال‬
‫القصة القصيرة‬
‫الكتابة لليافعين‬
‫الروايـــــــــة‬
‫الكتابة للطفل‬
‫أدب الـرحــالت‬

‫يهدف البرنامج إلى‬


‫دعم وتمكين المواهب الشابة‪ ،‬وتوفير البيئة المناسبة لهم‪،‬‬
‫ورعايتهم بشكل علمي مدروس وتعزيز قيمة الكتابة باللغة العربية‪،‬‬
‫واالرتقاء بها إلى مصاف العالمية‬

‫على الراغبين في االنتساب إلى الورش التدريبية إرسال نماذج كتابية‬


‫فـي المجـال المطلوب ال تقـل عن ‪ 100‬كلمة وال تزيد على ‪ 300‬كلمـة‬
‫إلى البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪dipw@mbrf.ae‬‬
‫دولــة اإلمــارات اليــوم هــي الدولــة العربيــة‬
‫األولـــى التـــي تمتلـــك تقنيـــات بنـــاء أقمـــار‬
‫صناعيـــة بشـــكل كامـــل ومســـتقل عـــن‬
‫أي دعـــم خارجـــي‪ ،‬ولدينـــا اليـــوم علمـــاء‬
‫وخبـــراء ومهندســـون يشـــكلون نـــواة‬
‫لمســـتقبل علمـــي راســـخ للدولـــة‬

‫محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫خالل تدشين القمر الصناعي «خليفة سات»‬

‫شكرًا شباب اإلمارات‬


‫يحــق ألي عربــي أن يشــعر بالفــرح وبالفخــر‪ ،‬فباألمــس‬
‫القري ــب دش ــنت اإلم ــارات أول قم ــر صناع ــي محل ــي يت ــم‬
‫تطويــره بأيــدي فريــق مــن المهندســين اإلماراتييــن بنســبة‬
‫‪ .%100‬هـــي قفـــزة عمالقـــة فـــي طريـــق اإلمـــارات‬
‫رئيس المؤسسة‬
‫الس ــريع نح ــو المس ــتقبل‪ ،‬طري ــق ال يع ــرف إال النج ــاح‪ ،‬وال‬
‫يع ــرف إال الخط ــوات الت ــي ي ــؤدي كل منه ــا إل ــى األخ ــرى‪،‬‬
‫وف ــق رؤي ــة وخط ــط وبرام ــج اس ــتراتيجية تس ــتهدف دائم ـاً‬
‫التق ــدم إل ــى األم ــام‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪4‬‬
‫لتحصــد غــداً‪ ،‬وهــي ال تــزرع فــي حقــل واحــد‪ ،‬بــل تلقــي ببــذور المعرفــة‬ ‫ألول م ــرة ف ــي العال ــم العرب ــي تس ــتطيع إح ــدى دول ــه العزي ــزة‬
‫فــي مختلــف أرجــاء الحقــول المحليــة والعربيــة‪ ،‬والتــي كانــت تبــدو منــذ‬ ‫تطويــر تكنولوجيــا الفضــاء بنــاء علــى جهــود وخبــرات ذاتيــة‪ ،‬ولكــن هــا‬
‫عقــود قليلــة بمثابــة األرض القاحلــة‪ ،‬والعمــل يســير فــي كل القطاعــات‬ ‫ه ــي اإلم ــارات تفعله ــا بس ــواعد ش ــبابها‪ ،‬وعب ــر عزمه ــم وتصميمه ــم‪،‬‬
‫فــي الوقــت نفســه علــى قــدم وســاق‪ ،‬فبعــد تدشــين القمــر الصناعــي‬ ‫ونتيجـــة لدأبهـــم وتطبيقـــاً لمـــا درســـوه وتعلمـــوه‪ ،‬يحدوهـــم األمـــل‬
‫اإلماراتــي األول بأيــام قليلــة وخــال القمــة العالميــة للحكومــات‪ ،‬افتتــح‬ ‫بتقدي ــم خدم ــة لوطنه ــم الغال ــي‪ ،‬ورف ــع اس ــم بلده ــم العزي ــز خفاقــاً‬
‫صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم متحف المســتقبل‪،‬‬ ‫ف ــي المنطق ــة والعال ــم‪ .‬ه ــو الش ــباب عندم ــا يبش ــر باألم ــل‪ ،‬عندم ــا‬
‫الــذي يســتثمر فــي الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬وبالطمــوح نفســه‪ ،‬قــال ســموه‬ ‫يُدخ ــل ف ــي قلوبن ــا الفرح ــة‪ ،‬ويم ــأ وجدانن ــا بالس ــعادة‪ ،‬ولذل ــك ق ــال‬
‫خــال افتتــاح المتحــف‪« :‬نســعى ألن تكــون اإلمــارات المركــز الرئيــس‬ ‫صاح ــب الس ــمو الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم نائ ــب رئي ــس‬
‫لتقنيــات الــذكاء االصطناعــي فــي المنطقــة»‪.‬‬ ‫الدول ــة رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء حاك ــم دب ــي‪ ،‬رع ــاه اهلل‪« :‬المهندس ــون‬
‫اإلمـــارات تســـتعد لحجـــز مقعـــد أمامـــي بيـــن بلـــدان العالـــم‬ ‫اإلماراتيـــون هـــم أول فريـــق عربـــي يســـتطيع بنـــاء قمـــر صناعـــي‬
‫المتقـــدم‪ ،‬فالمشـــروعات العلميـــة أصبحـــت الخبـــر اليومـــي الـــذي‬ ‫بنس ــبة ‪ %100‬دون أي مس ــاعدة أجنبي ــة‪ ،‬وش ــباب اإلم ــارات أثبت ــوا‬
‫يلف ــت نظ ــر المتاب ــع وه ــو يق ــرأ ع ــن اإلم ــارات‪ ،‬يراف ــق ذل ــك تحفي ــز‬ ‫كف ــاءة‪ ،‬وق ــدرة فائق ــة ف ــي مي ــدان التصني ــع الفضائ ــي»‪ ،‬ه ــي الكف ــاءة‬
‫القي ــادة الرش ــيدة الدائ ــم للجمي ــع عل ــى النه ــل م ــن العل ــم والتف ــوق‬ ‫مصحوب ــة بالق ــدرة‪ ،‬التعلي ــم والخب ــرة يرافقهم ــا التصمي ــم والعزيم ــة‪،‬‬
‫ف ــي مختل ــف القطاع ــات‪ ،‬وإعط ــاء الش ــباب أولوي ــة قص ــوى ف ــي كل‬ ‫مه ــارات االبت ــكار ممتزج ــة بالثق ــة ف ــي ال ــذات‪.‬‬
‫خطـــط وبرامـــج المؤسســـات الحكوميـــة‪ ،‬والهـــدف تأســـيس بنيـــة‬ ‫هـــا هـــو الشـــباب اإلماراتـــي يفعلهـــا‪ ،‬جيـــل جديـــد مفعـــم‬
‫علمي ــة أساس ــية تتس ــع كل ي ــوم‪ ،‬ب ــل واأله ــم ذل ــك األف ــق المفت ــوح‬ ‫بالحيوي ــة‪ ،‬يمتل ــك أدوات العص ــر‪ ،‬ينخ ــرط كلي ــة ف ــي م ــا ي ــدور ف ــي‬
‫دائمـ ـاً عل ــى كل فك ــرة جدي ــدة وخالق ــة مهم ــا كان ــت تب ــدو للوهل ــة‬ ‫العال ــم م ــن حول ــه‪ ،‬يتاب ــع بش ــغف أح ــدث م ــا توص ــل إلي ــه العل ــم‪،‬‬
‫األول ــى حلمـ ـاً عس ــير التحق ــق أو أمني ــة صعب ــة المن ــال‪.‬‬ ‫يؤم ــن ب ــأن الحل ــم ال يع ــرف كلم ــة مس ــتحيل‪ ،‬وب ــأن العق ــل والق ــدرة‬
‫لقــد قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‬ ‫عل ــى اإلب ــداع أع ــدل األش ــياء قس ــمة بي ــن الن ــاس ل ــو فكرن ــا به ــدوء‪،‬‬
‫أيضــا فــي افتتــاح «متحــف المســتقبل»‪« :‬الحيــاة فــي اإلمــارات ســتتغير‬ ‫وامتلكن ــا الرغب ــة ف ــي النج ــاح‪ ،‬وش ــمرنا ع ــن س ــواعدنا م ــن أج ــل‬
‫والخدمــات ســتتطور خــال العقــد القــادم بســبب تقنيــات الــذكاء‬ ‫اإلنج ــاز‪ ،‬وامت ــأت نفوس ــنا باإليم ــان بم ــا يمك ــن أن نحقق ــه‪.‬‬
‫االصطناعــي»‪ ،‬ونحــن نشــعر بريــاح هــذا التغييــر منــذ اآلن‪ ،‬فالحيــاة‬ ‫إن تدشــين أول قمــر صناعــي عربــي بأيـ ٍـد إماراتيــة لــه أكثــر مــن‬
‫فــي اإلمــارات تســير كل يــوم نحــو األفضــل واألجمــل‪ ،‬بفضــل رؤيــة‬ ‫مغــزى‪ ،‬وأكثــر مــن داللــة‪ ،‬يثبــت أن الــروح المتطلعــة للنجــاح وثابــة‪،‬‬
‫قيادتنــا وســواعد شــبابنا‪ ،‬وال نملــك إال أن نقــول‪ :‬شــكراً صاحــب‬ ‫إذا وجــدت مــن يدعمهــا ويشــجعها ويرشــدها ويرعاهــا‪ ،‬وهــو مــا‬
‫الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد‪ ،‬شــكراً شــباب اإلمــارات‪.‬‬ ‫تفعلــه اإلمــارات عبــر خططهــا وبرامجهــا كافــة‪ .‬اإلمــارات تــزرع اليــوم‬

‫‪5‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫شكراً شباب اإلمارات‬

‫السنة الرابعـة ‪ -‬مارس ‪ - 2018‬العدد ‪48‬‬


‫القمة العالمية للحكومات‬
‫إحدى شركات إم بي آر إف القابضة‬
‫ورشة لصناعة المستقبل‬
‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫عالم متصل‪ ..‬التأثير الوجودي لإلنترنت‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫تَ ْه ِكير الدماغ‬


‫في العصر الرقمي‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬مارس ‪ - 2018‬العدد ‪48‬‬


‫الرقمنـة‬
‫ّ‬
‫مضخـة أمـل فـي‬
‫أريـاف الهنـد وأفريقيـا‬
‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫أدمغتنـا فـي عصــر االبتكـار‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫ملتقى العرب لالبتكار‬
‫متحف نوبل ‪ 2018‬في دبي‬ ‫بوتـقـة تجمـع العقـول‬
‫عناصر الكيمياء تتفاعل في بيئة ابتكارية‬ ‫لرفـاه المجتمعـات‬ ‫مجلة شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬


‫رئيس التحرير‬
‫جمال بن حويرب‬

‫هيئـة التحريـر‬
‫سيف المنصوري‬
‫حســين درويــش‬
‫د‪.‬خالــد الوزنــي‬
‫ليـنــا العنـانــــي‬

‫‪08‬‬
‫أحمـــد شوقــي‬
‫إيـــاد الجــــردي‬

‫اإلعالنات‬
‫القمة العالمية للحكومات‬ ‫‪+97143385885‬‬
‫ورشة لصناعة المستقبل‬ ‫‪info@qindeel.ae‬‬

‫التوزيع واالشتراكات‬
‫محمـد الجعيـد‬
‫ناطحات السحاب‬
‫تغ ّير وجه المدن‬ ‫‪28‬‬ ‫‪+97143385885‬‬
‫‪mohamad.eljayd@qindeel.ae‬‬

‫التصميم واإلخراج‬
‫أيمن رمسيس‬
‫الرقمنة‬
‫ّ‬
‫مضخة أمل في أرياف الهند وأفريقيا‬ ‫‪32‬‬ ‫قنديـل للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫عناوين المؤسسة‬

‫‪36‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة ‪ -‬دبـي‬
‫عالم متصل‬ ‫صندوق بريد‪214444 :‬‬
‫التأثير الوجودي لإلنترنت‬ ‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪www.mbrf.ae‬‬

‫‪52‬‬
‫مستخلصات األغذية العشبية‬ ‫للتواصل‬
‫‪mbrf_news‬‬
‫دورها العالجي بين المغالطات والحقائق‬
‫‪mbrf.ae‬‬

‫الهاتف العــــام‪+97144233444 :‬‬


‫سعر النسخة‬
‫الهاتف المباشر ‪+97144233435 :‬‬
‫اإلمارات ‪ 10‬دراهم ‪ -‬األردن ‪ 4‬دنانير ‪ -‬البحرين ديناران ‪ -‬السعودية ‪ 15‬ريا ًال ‪ -‬سلطنة عمان رياالن ‪ -‬قطر ‪ 15‬ريا ًال ‪ -‬الكويت دينار ونصف‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪6‬‬
‫نستقبل آراءكم على‪wamadat@qindeel.ae :‬‬

‫متحف نوبل ‪ 2018‬في دبي‬


‫عناصر الكيمياء تتفاعل‬ ‫‪24‬‬
‫في بيئة ابتكارية‬

‫د‪ .‬رياض حمزة‬


‫‪60‬‬
‫‪44‬‬ ‫الجامعات الحديثة‬
‫هي الجامعات المرنة‬
‫والديناميكية‬
‫كير الدماغ‬ ‫َت ْ‬
‫ه ِ‬
‫في العصر‬
‫الرقمي‬
‫البشري وكيفية التعامل مع الحداثة‬
‫ّ‬ ‫يكشف الكتاب س ّر اإلبداع‬
‫أدمغتنـا فـي عصــر االبتكـار‬ ‫‪42‬‬

‫‪48‬‬
‫أدب الطفل في العالم‬
‫العربي‪ ..‬الواقع والطموحات‬
‫‪41‬‬

‫‪7‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫محمد بن راشد ومحمد بن زايد يشهدان الكلمة الرئيسة للقمة العالمية للحكومات‬

‫‪ 4‬آالف مشارك و‪ 130‬خبيرًا عالميًا و‪120‬متحدثًا‬

‫القمة العالمية للحكومات‬


‫ورشة لصناعة المستقبل‬
‫ه ــذه الم ــرة اخت ــارت ال ــدورة السادس ــة للقم ــة الت ــي‬ ‫ومضات ‪ -‬هاني أحمد‪:‬‬
‫عقــدت فــي الفتــرة مــن ‪ 11‬إلــى ‪ 13‬فبرايــر ‪ ،2018‬شــعار‬ ‫تعتب ــر القم ــة العالمي ــة للحكوم ــات من ــذ انعق ــاد‬
‫«استشـــراف حكومـــات المســـتقبل»‪ ،‬ذلـــك أن الشـــعار‬ ‫دورته ــا األول ــى ع ــام ‪ 2013‬أكب ــر تجم ــع حكوم ــي عل ــى‬
‫يترجــم الفلســفة التــي تقــوم عليهــا القمــة فــي اســتحضار‬ ‫مســتوى العالــم‪ ،‬يعقــد ســنوي ًا فــي إمــارة دبــي‪ ،‬ويهــدف إلــى‬
‫واق ــع عم ــل الحكوم ــات وس ــبل النه ــوض ب ــه‪ ،‬واإلض ــاءة‬ ‫تس ــليط الض ــوء عل ــى موضوع ــات تنموي ــة لالرتق ــاء بواق ــع‬
‫علـــى المشـــروعات التنمويـــة التـــي تخـــدم حركـــة تطـــور‬ ‫ومس ــتقبل الحكوم ــات‪.‬‬
‫المجتمع ــات ح ــول العال ــم‪.‬‬

‫القم ــة اس ــتقطبت ف ــي دورته ــا السادس ــة‬


‫ه ــذا الع ــام نخب ــة م ــن كب ــار الق ــادة وصنّ ــاع‬
‫القـــرار واألكاديمييـــن والمتخصصيـــن فـــي‬
‫مجـــاالت وموضوعـــات متنوعـــة‪ ،‬إذ تنوعـــت‬
‫المشــاركة مــن القطاعيــن الحكومــي والخــاص‬
‫عل ــى مس ــتوى اإلم ــارات‪ ،‬وعل ــى مس ــتوى دول‬
‫كثي ــرة كان له ــا حض ــور الف ــت ف ــي القم ــة‪.‬‬
‫وتكم ــن أهمي ــة القم ــة ف ــي كونه ــا تتع ــرض‬
‫إلــى قضايــا ملحّ ــة تتعلــق بالــذكاء االصطناعــي‬
‫وتوطي ــن االبت ــكار والمعرف ــة‪ ،‬وإيج ــاد حل ــول‬
‫ناجع ــة للتحدي ــات الت ــي تقل ــق البش ــرية‪ ،‬ذل ــك‬ ‫محمد بن راشد وحمدان بن محمد وسيف بن زايد‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪8‬‬
‫أن هــذا النــوع مــن الحــوار العالمــي الجــاد والمُع ّمــق؛ إنمــا‬
‫ي ُشـــكّل إضافـــ ًة وبوصلـــة اهتـــداء الستشـــراف مســـتقبل‬
‫الحكوم ــات وإدارة المخاط ــر والتحدي ــات الت ــي تواجهه ــا‬
‫خلق ــة‪.‬‬
‫بأس ــاليب ابتكاري ــة ّ‬

‫أكث ــر م ــن ‪ 4‬آالف ش ــخصية م ــن ‪ 140‬دول ــة ش ــاركت‬


‫فــي القمــة العالميــة للحكومــات‪ ،‬إلــى جانــب مشــاركة ‪16‬‬
‫منظم ــة دولي ــة‪ ،‬ف ــي حي ــن تح ــدث ‪ 130‬خبي ــرا ً عالميـ ـاً‬
‫ف ــي ‪ 120‬جلس ــة رئيس ــة وتفاعلي ــة وحواري ــة ر ّك ــزت ف ــي‬
‫عناويـــن ضروريـــة تتعلـــق بالتكنولوجيـــا وطـــرق التفاعـــل‬
‫معهـــا وحكومـــة الـــذكاء االصطناعـــي‪ ،‬وتحقيـــق التنميـــة‬
‫المســتدامة التــي تؤثــر باإليجــاب علــى حيــاة المجتمعــات‬
‫محمد بن راشد وهيا بنت الحسين يشهدان توقيع «رسالة النوايا الحسنة»‬
‫وتبع ــث ف ــي نفوس ــهم الس ــعادة والطمأنين ــة‪.‬‬

‫الهند ضيف القمة‬


‫شـــاركت دولـــة الهنـــد ضيـــف شـــرف القمـــة ممثلـــ ًة‬
‫برئيــس وزرائهــا معالــي نارينــدرا مــودي الــذي تحــدث فــي‬
‫الجلس ــة الرئيس ــة وعب ــر منب ــر القم ــة ع ــن تجرب ــة ب ــاده‬
‫ف ــي تحقي ــق التنمي ــة‪ ،‬كم ــا ش ــارك رئي ــس وزراء فرنس ــا‬
‫إدوار فيليـــب‪ ،‬ورئيـــس البنـــك الدولـــي جيـــم يونـــغ كيـــم‪،‬‬
‫والمؤســـس ورئيـــس مجلـــس اإلدارة التنفيـــذي للمنتـــدى‬
‫االقتصــادي العالمــي كالوس شــواب‪ ،‬إضافــة إلــى المديــر‬
‫العــام لصنــدوق النقــد الدولــي كريســتين الغــارد واألميــن‬
‫العـــام لمنظمـــة اليونيســـكو أودري آزولـــي والكثيـــر مـــن‬
‫محمد بن راشد مع فريق عمل القمة العالمية للحكومات‬ ‫المس ــؤولين والخب ــراء‪.‬‬

‫صاح ــب الس ــمو الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم‬
‫م ــن جانب ــه أك ــد رئي ــس ال ــوزراء الهن ــدي ف ــي كلمت ــه‬ ‫نائ ــب رئي ــس الدول ــة رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء حاك ــم دب ــي‪،‬‬
‫بعـــد افتتـــاح القمـــة‪ ،‬أن اإلمـــارات ترجمـــت رؤيتهـــا‬ ‫رع ــاه اهلل‪ ،‬ال ــذي رع ــا وحض ــر القم ــة أك ــد أن «اجتم ــاع‬
‫التنمويـــة بإنشـــاء مشـــروعات مبتكـــرة تحقـــق تطلعـــات‬ ‫‪ 140‬حكوم ــة وأه ــم ‪ 16‬منظم ــة دولي ــة وأكب ــر الش ــركات‬
‫ش ــعبها ف ــي اس ــتدامة التنمي ــة‪ ،‬ول ــم تت ــرك التكنولوجي ــا‬ ‫العالميــة فــي اإلمــارات هــو اجتمــاع لخيــر البشــرية»‪ .‬ولفت‬
‫حبيس ــة المعام ــل والمختب ــرات‪ ،‬كم ــا أنه ــا مض ــت‬ ‫ســموه إلــى أن القمــة ت ُش ـكّل مصــدرا ً معرفي ـاً للمســؤولين‬
‫محمد بن راشد‪:‬‬ ‫ف ــي ترس ــيخ مش ــروعات حيوي ــة مث ــل مس ــرعات‬ ‫الحكوميي ــن ومحط ــة بحثي ــة للخب ــراء والمفكري ــن‪ ،‬فض ــاً‬
‫القمة اجتماع‬ ‫المســتقبل‪ ،‬األمــر الــذي يؤكــد جــدارة اســتضافتها‬ ‫عـــن أنهـــا منصـــة الستشـــراف مســـتقبل البشـــرية فـــي‬
‫لخير البشرية‬ ‫هــذه القمــة التــي تنظــر بأهميــة بالغــة إلــى قضايــا‬ ‫قطاع ــات كثي ــرة‪.‬‬
‫التنميـــة والتقنيـــة‪ .‬وأشـــاد بجهـــود الدولـــة فـــي‬
‫تنظي ــم واس ــتضافة ه ــذا الح ــدث العالم ــي ال ــذي يجم ــع‬ ‫وحض ــر س ــموه إل ــى جان ــب صاح ــب الس ــمو الش ــيخ‬
‫آالف الش ــخصيات الحكومي ــة وغي ــر الحكومي ــة للتح ــاور‬ ‫محمـــد بـــن زايـــد آل نهيـــان‪ ،‬ولـــي عهـــد أبوظبـــي نائـــب‬
‫البنّــاء ف ــي موضوع ــات تص ــبّ ف ــي تطوي ــر عجل ــة التنمي ــة‬ ‫القائــد األعلــى للقــوات المســلحة‪ ،‬الجلســة الرئيســة التــي‬
‫الش ــاملة‪.‬‬ ‫تح ــدث فيه ــا معال ــي نارين ــدرا رئي ــس ال ــوزراء الهن ــدي‪،‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن‬
‫جلسات وحوارات‬ ‫راش ــد آل مكت ــوم‪ :‬إن «التجرب ــة الهندي ــة ملهم ــة‪ ،‬ورئي ــس‬
‫ي ــوم العاش ــر م ــن فبراي ــر ‪ 2018‬ال ــذي س ــبق افتت ــاح‬ ‫الــوزراء الهنــدي قائــد أحــدث تغييــرا ً‪ ،‬واألمــة الهنديــة لهــا‬
‫القم ــة العالمي ــة للحكوم ــات بي ــوم‪ ،‬ش ــهد ورش ــات عم ــل‬ ‫بصمته ــا عل ــى العال ــم»‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫كثيـــرة تنوعـــت بيـــن «ورشـــة عمـــل‬
‫حكومـــة الـــذكاء االصطناعـــي»‪،‬‬
‫و«اكتشــــــــ ــف هــــــــ ــرم السعـــــــــــــ ــادة‬
‫اإلندونيســي»‪ ،‬و«نحــو تحقيــق أهــداف‬
‫التنميـــة المستدامـــــــــة»‪ ،‬وجلســـــــات‬
‫عصـــف ذهنـــي تتصـــل بالســـعادة‬
‫وتحقيـــق التنميـــة المنشـــودة‪ ،‬فـــي‬
‫حي ــن ش ــاركت معال ــي عه ــود الروم ــي‬
‫وزيـــرة الدولـــة للســـعادة وجـــودة‬
‫الحي ــاة ونائ ــب رئي ــس القم ــة العالمي ــة‬
‫للحكومـــات فـــي «الحـــوار العالمـــي‬
‫للســـعادة‪ :‬النتائـــج والتطلعـــات»‪.‬‬

‫محمد بن راشد يك ّرم الفائزين في جوائز القمة‬


‫أمــا اليــوم األول فقــد شــهد عــددا ً‬
‫مــن الكلمــات الرئيســة التــي تزامنــت‬
‫ف ــي جلس ــة رئيس ــة س ــبقت افتت ــاح القم ــة العالمي ــة‬ ‫م ــع افتت ــاح القم ــة‪ ،‬حي ــث ألق ــت ح ــرم صاح ــب الس ــمو‬
‫للحكومـــات‪ ،‬حملـــت عنـــوان «تحديـــات العالـــم فـــي‬ ‫الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‪ ،‬ســمو األميــرة هيــا‬
‫‪ ،»2018‬تحـــدث فيهـــا معالـــي محمـــد القرقـــاوي وزيـــر‬ ‫بن ــت الحس ــين‪ ،‬س ــفيرة األم ــم المتح ــدة للس ــام رئيس ــة‬
‫شـــؤون مجلـــس الـــوزراء والمســـتقبل رئيـــس القمـــة‬ ‫مجل ــس إدارة المدين ــة العالمي ــة للخدم ــات اإلنس ــانية‪،‬‬
‫العالمي ــة للحكوم ــات ع ــن أهمي ــة القم ــة ف ــي استش ــراف‬ ‫كلمـــة رئيســـة أطلقـــت خاللهـــا «بنـــك البيانـــات‬
‫المســـتقبل‪ ،‬منوهـــاً بـــأن حوالـــي ‪ %47‬مـــن الوظائـــف‬ ‫اللوجس ــتية للخدم ــات اإلنس ــانية»‪ ،‬ال ــذي ي ُش ـكّل منص ــة‬
‫س ــتختفي م ــع تط ـوّر ال ــذكاء االصطناع ــي‪ ،‬فض ــاً ع ــن أن‬ ‫متقدم ــة جدي ــدة س ــتعمل عل ــى تحقي ــق نقل ــة نوعي ــة ف ــي‬
‫نف ــط العال ــم ف ــي المس ــتقبل ه ــو البيان ــات‪ ،‬ف ــي حي ــن أ ّن‬ ‫مج ــال الدع ــم اإلغاث ــي والمس ــاعدات اإلنس ــانية عل ــى‬
‫أكب ــر خم ــس ش ــركات ف ــي العال ــم تق ــوم عل ــى البرمج ــة‪،‬‬ ‫المس ــتوى العالم ــي‪.‬‬
‫ومنقّب ــو المس ــتقبل ه ــم المبرمج ــون‪ .‬كم ــا تح ــدث كالوس‬
‫ش ــواب مؤس ــس ورئي ــس المنت ــدى االقتص ــادي العالم ــي‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ق ــال معال ــي إدوارد فيلي ــب رئي ــس وزراء‬
‫فــي ذات الجلســة عــن األخطــار التــي نواجههــا واألزمــات‬ ‫جمهوري ــة فرنس ــا ف ــي كلم ــة رئيس ــة‪ :‬إن القم ــة أضح ــت‬
‫المتداخلـــة بيـــن األجيـــال‪ ،‬وألمـــح إلـــى أن عالـــم الغـــد‬ ‫اجتماع ـاً عالمي ـاً مهم ـاً يج ــري النق ــاش ف ــي ضوئ ــه عل ــى‬
‫ســـيكون أكثـــر هشاشـــة وتحيـــط بـــه نزاعـــات إضافيـــة‪،‬‬ ‫س ــبل الدع ــم ال ــذي تقدم ــه الحكوم ــات لش ــعوبها‪ ،‬مش ــيرا ً‬
‫ونتحص ــن للمس ــتقبل عب ــر االهت ــداء إل ــى‬
‫ّ‬ ‫إذا ل ــم نس ــتعد‬ ‫إل ــى أنن ــا نم ــر بتح ــوالت كب ــرى‪ ،‬ونس ــعى إل ــى أن نح ــدث‬
‫خارطــة طريــق تتضمــن التعلــم ومواجهــة التحديــات بعقــل‬ ‫تغييـــرا ً فـــي العالـــم‪ ،‬وذلـــك لـــن يتأتـــى إال عبـــر العمـــل‬
‫ابت ــكاري ذك ــي‪.‬‬ ‫الجماعـــي متعـــدد األطـــراف لترســـيخ التنميـــة وتجنـــب‬
‫التحدي ــات العالمي ــة‪.‬‬
‫أرض اإللهام‬
‫جلس ــات متنوع ــة وأخ ــرى موازي ــة عق ــدت ف ــي ي ــوم‬
‫افتتـــاح القمـــة‪ ،‬حيـــث تعـــددت مـــا بيـــن كلمـــة رئيســـة‬
‫تس ــاءلت ع ــن اس ــتعداد الحكوم ــات للمس ــتقبل‪ ،‬وجلس ــة‬
‫موازيـــة تســـاؤلية حـــول تأثيـــر التغيـــر المناخـــي علـــى‬
‫الســـام العالمـــي‪ ،‬وأخـــرى عـــن التكنولوجيـــا الحيويـــة‬
‫والثــورة الصحيــة‪ ،‬وجلســة عــن دور العقــول الشــابة فــي‬
‫تغييــر العالــم‪ ،‬باإلضافــة إلــى جلســات المســت القضايــا‬
‫االقتصادي ــة والمتغي ــرات المقبل ــة ف ــي قط ــاع التعلي ــم‪،‬‬
‫والتع ــاون الدول ــي ف ــي الفض ــاء الداخل ــي وع ــن أس ــباب‬
‫االس ــتثمار ف ــي الفض ــاء‪.‬‬ ‫سيف بن زايد يتحدث عن اإلمارات أرض اإللهام والفرص‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪10‬‬
‫مــن أهــم الجلســات التــي عقــدت فــي القمــة العالميــة‬
‫للحكومــات‪ ،‬جلســة «أرض اإللهــام والفــرص» التــي ألقاهــا‬
‫الفري ــق س ــمو الش ــيخ س ــيف ب ــن زاي ــد آل نهي ــان‪ ،‬نائ ــب‬
‫رئيــس مجلــس الــوزراء وزيــر الداخليــة‪ ،‬حيــث لفــت إلــى‬
‫أن اإلمـــارات بفضـــل رؤيـــة قيادتهـــا الرشـــيدة أضحـــت‬
‫أرض اإلله ــام والف ــرص الفري ــدة‪ .‬وق ــال س ــموه‪ :‬إن دوالً‬
‫كثي ــرة ت ُوص ــف بأس ــماء متنوع ــة مث ــل «أرض العجائ ــب»‬
‫و«أرض األحــام» و«مدينــة النــور»‪ ،‬لكــن اإلمــارات بحكــم‬
‫تجربتهـــا التنمويـــة ومســـيرتها المشـــرّفة تســـتحق أن‬
‫ت ُل ّقــب بـــ«أرض اإللهــام»‪ ،‬مشــيرا ً فــي عنــوان «اإللهــام فــي‬
‫فك ــر زاي ــد» ب ــأن س ــيرة المغف ــور ل ــه ب ــإذن اهلل تعال ــى‪،‬‬
‫الش ــيخ زاي ــد‪ ،‬طي ــب اهلل ث ــراه‪ ،‬وإنجازات ــه الكثي ــرة الت ــي‬
‫محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات‬
‫ال ت ُع ــد وال ت ُحص ــى‪ ،‬ألهم ــت الطامحي ــن ف ــي اإلم ــارات‬
‫للمض ــي ف ــي تعزي ــز التنمي ــة الحضاري ــة للدول ــة‪.‬‬

‫أيضـــاً كانـــت هنـــاك جلســـات مهمـــة فـــي اليـــوم‬


‫الثانــي للقمــة حملــت عناويــن متنوعــة بيــن «بنــاء المــدن‬
‫المبتكـــرة»‪ ،‬والمنظمـــات الدوليـــة فـــي عالـــم متغيـــر»‪،‬‬
‫و«التكنولوجي ــا ومس ــتقبل الحي ــاة الذكي ــة»‪ ،‬و«م ــا يج ــب‬
‫أن نعرفـــه عـــن الـــذكاء االصطناعـــي»‪ ،‬فضـــاً عـــن‬
‫«تحـــدي الجامعـــات العالمـــي الستشـــراف حكومـــات‬
‫المســـتقبل»‪.‬‬
‫واحـــدة مـــن الجلســـات الرئيســـة التـــي حظيـــت‬
‫باهتمـــام المشـــاركين والحضـــور فـــي القمـــة العالميـــة‬
‫سيف بن زايد يك ّرم الفائزين في جوائز القمة‬ ‫للحكومـــات فـــي يومهـــا الثانـــي كانـــت بعنـــوان «إعـــادة‬
‫كتاب ــة التاري ــخ‪ :‬ال ــدول االفتراضي ــة الجدي ــدة»‪ ،‬تح ــدث‬
‫ثورة المعلومات‬ ‫فيه ــا الدكت ــور فرانس ــيس فوكويام ــا العال ــم السياس ــي‬
‫الي ــوم الثان ــي للقم ــة ش ــهد جلس ــة ح ــول‬ ‫والخبيـــر االقتصـــادي مـــن جامعـــة ســـتانفورد‪ ،‬حيـــث‬
‫«بنــاء المــدن المبتكــرة» تحــدث فيهــا ســعادة‬ ‫ح ــاوره معال ــي الدكت ــور أن ــور ب ــن محم ــد قرق ــاش عض ــو‬
‫سيف بن زايد‪:‬‬ ‫المهنـــدس حســـين لوتـــاه المديـــر العـــام‬ ‫مجلـــس الـــوزراء وزيـــر الدولـــة للشـــؤون الخارجيـــة‪.‬‬
‫اإلمارات بفضل‬ ‫لبلدي ــة دب ــي‪ ،‬ال ــذي أك ــد أن التمي ــز طري ــق‬ ‫وأشـــاد المفكّـــر فوكويامـــا بجهـــود اإلمـــارات فـــي‬
‫وســـباق ال نهايـــة لـــه‪ ،‬وأننـــا فـــي اإلمـــارات قيادتها أرض اإللهام‬ ‫تطوي ــر التكنولوجي ــا‪ ،‬ودع ــا دوالً كثي ــرة إل ــى االسترش ــاد‬
‫حريصـــون علـــى «االســـتعانة بمســـيرة‬ ‫بالنمـــوذج اإلماراتـــي‪ ،‬موضحـــاً أن بعـــض الـــدول التـــي‬
‫والفرص‬
‫صاح ــب الس ــمو الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم»‪،‬‬ ‫تتعـــدد فيهـــا األحـــزاب واآلراء «ترفـــض التغييـــر‬
‫الفتــاً إل ــى أن المرحل ــة المقبل ــة س ــتتركز بش ــكل مكث ــف‬ ‫واس ــتخدام التكنولوجي ــا ألنه ــا تعتبره ــا تهدي ــدا ً له ــا»‪.‬‬
‫علــى المعلومــات كونهــا المحــور األساســي التخــاذ القــرار‬
‫الصحيـــح‪.‬‬ ‫وتطــرق إلــى الحوكمــة ومــدى أهميتهــا فــي مجــاالت‬
‫«مس ــتقبل العال ــم ف ــي عال ــم متغيّ ــر» مودي‪ :‬اإلمارات ترجمت‬ ‫االقتصـــاد واألمـــن واالجتمـــاع‪ ،‬خصوصـــاً مـــع تقـــدم‬
‫كان عنـــوان جلســـة تحـــدث فيهـــا‬ ‫العولم ــة‪ ،‬فيم ــا تن ــاول الموض ــوع األمن ــي كون ــه الح ــدث‬
‫رؤيتها التنموية بإنشاء‬
‫ســـعادة آخيـــم شـــتاينر مديـــر برنامـــج‬ ‫األب ــرز عل ــى مس ــتوى العال ــم ف ــي ظ ــل تنام ــي قضاي ــا‬
‫مشروعات مبتكرة‬ ‫األمـــم المتحـــدة اإلنمائـــي‪ ،‬حيـــث‬ ‫اإلره ــاب والنزاع ــات والعن ــف الت ــي تحت ــاج إل ــى تع ــاون‬
‫اتفـــق علـــى الطـــرح الـــذي يقـــول إن‬ ‫دولـــي‪ ،‬قائـــاً فـــي هـــذا الســـياق‪ :‬إن األفـــراد يجـــدون‬
‫تطبي ــق التكنولوجي ــا يج ــب أن يك ــون مبنيـ ـاً عل ــى أس ــاس‬ ‫أنفســـهم عرضـــ ًة للتنـــازع فـــي مجـــاالت كثيـــرة ضمـــن‬
‫مواءم ــة حاج ــات الحكوم ــات والش ــعوب‪ ،‬معتب ــرا ً االبت ــكار‬ ‫عال ــم متع ــدد األنظم ــة واألط ــراف‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫والتكنولوجي ــا ركيزتي ــن ضروريتي ــن لمس ــتقبل مجتمعاتن ــا‬
‫واقتصادنـــا‪.‬‬
‫ول ــم يختل ــف الي ــوم الثال ــث ع ــن األي ــام الت ــي س ــبقته‪،‬‬
‫إذ كان حاف ــاً بالجلس ــات المتمي ــزة واألنش ــطة الموازي ــة‪،‬‬
‫حي ــث افتت ــح برنام ــج الي ــوم الثال ــث بجلس ــة تح ــت عن ــوان‬
‫«حياتـــي مـــع مانديـــا»‪ ،‬تحدثـــت فيهـــا غراســـا ماشـــيل‬
‫رئيســـة مؤسســـة غراســـا ماشـــيل‪ ،‬تبعهـــا كلمـــة رئيســـية‬
‫عنوانه ــا «االبت ــكار‪ ..‬أس ــاس صناع ــة المس ــتقبل» ألقاه ــا‬
‫ســـعادة ســـعيد الطايـــر العضـــو المنتـــدب والرئيـــس‬
‫التنفي ــذي لهيئ ــة كهرب ــاء ومي ــاه دب ــي‪.‬‬
‫رئيس الوزراء الهندي يلقي كلمة رئيسة في القمة‬
‫الطايـــر كشـــف بـــأن اإلمـــارات ممثلـــ ًة بهيئـــة ميـــاه‬
‫ماساتشوســتس للتكنولوجيــا‪ .‬وســبق لســموه أن كـرّم معالــي‬ ‫صنفـــت األولـــى عالميـــاً فـــي‬ ‫وكهربـــاء دبـــي «ديـــوا»‪ُ ،‬‬
‫ســـيري موليانياندراواتـــي وزيـــرة الماليـــة اإلندونيســـية‬ ‫اس ــتخدام الكهرب ــاء بفعالي ــة ترش ــد م ــن اس ــتهالك الوق ــود‬
‫بجائــزة «أفضــل وزيــر فــي العالــم»‪ ،‬وذلــك ضمــن فعاليــات‬ ‫بنســـبة ‪ ،%90‬األمـــر الـــذي وفّـــر علـــى ميزانيـــة الدولـــة‬
‫الي ــوم األول م ــن القم ــة العالمي ــة للحكوم ــات‪.‬‬ ‫مبل ــغ ملي ــار ونص ــف ملي ــار دره ــم‪ ،‬ف ــي حي ــن ج ــرى تعزي ــز‬
‫أيضاً كرّم الفريق ســمو الشــيخ ســيف بن زايد آل نهيان‬ ‫المحطـــات الكهربائيـــة بقـــدرة ‪ 861‬مليـــون واط‪.‬‬
‫نائــب رئيــس مجلــس الــوزراء وزيــر الداخليــة‪ ،‬وســمو الشــيخ‬ ‫وم ــن بي ــن الجلس ــات عق ــدت واح ــدة رئيس ــة س ــبقت‬
‫منصــور بــن زايــد آل نهيــان نائــب رئيــس مجلــس الــوزراء‬ ‫حف ــل الخت ــام وتوزي ــع جوائ ــز القم ــة العالمي ــة للحكوم ــات‪،‬‬
‫وزيــر شــؤون الرئاســة‪ ،‬الفائزيــن فــي جائــزة تكنولوجيــا‬ ‫حيـــث تحدثـــت أودري آزولـــي األميـــن العـــام لمنظمـــة‬
‫الحكومــات التــي تتضمــن ‪ 3‬جوائــز‪ ،‬األولــى جائــزة أفضــل‬ ‫اليونيســـكو عـــن مســـتقبل العالـــم فـــي ظـــل المعرفـــة‬
‫خدمــة حكوميــة عبــر الهاتــف المحمــول‪ ،‬والثانيــة الهاكاثــون‬ ‫الجماعي ــة‪ ،‬وف ــي ه ــذا اإلط ــار نوّه ــت إل ــى أن التحدي ــات‬
‫االفتراضــي العالمــي للحكومــات‪ ،‬والثالثــة التقنيــات‬ ‫التــي تواجههــا المجتمعــات اليــوم تســتلزم مــن الحكومــات‬
‫الناشــئة فــي الحكومــات‪ .‬وكل فئــة مــن هــذه الفئــات تشــمل‬ ‫التح ــاور بش ــكل حض ــاري لمواجه ــة التحدي ــات العالمي ــة‬
‫ُفصلــة تغطــي بمجملهــا كافــة الخدمــات‬ ‫محــاور متنوعــة م ّ‬ ‫بحلـــول منطقيـــة‪ .‬ونبّهـــت إلـــى أن التحديـــات العالميـــة‬
‫الحيويــة التــي تقدمهــا الحكومــات‪.‬‬ ‫الملحـــة جـــدا ً متعلقـــة بالتغيـــرات التـــي طـــرأت علـــى‬
‫الحديــث عــن القمــة العالميــة للحكومــات بتنــوع وغنــى‬ ‫المنـــاخ والديمغرافيـــا والتكنولوجيـــا‪ ،‬فـــي حيـــن أكـــدت‬
‫جلســاتها يحتــاج إلــى مجلــدات كثيــرة‪ ،‬نظــرا ً لكبــر وتوســع‬ ‫علـــى أهميـــة التركيـــز لجهـــة تحســـين جـــودة التعليـــم‬
‫هــذا النشــاط العالمــي الــذي انعقــد علــى مــدار ثالثــة أيــام‪،‬‬ ‫وحريـــة التعبيـــر وتبـــادل األفـــكار‪.‬‬
‫س ــبقه بي ــوم ورش ــات وجلس ــات فكري ــة نقاش ــية‪ ،‬وحي ــث‬
‫ي ُشـكّل فــي ديمومــة انعقــاده مرجعـاً مهمـاً وخارطــة طريــق‬ ‫جوائز القمة‬
‫تهت ــدي به ــا مؤسس ــات محلي ــة ودولي ــة حكومي ــة وخاص ــة‪.‬‬ ‫وفـــي ختـــام أعمـــال القمـــة عـــن دورتهـــا السادســـة‪،‬‬
‫والالفــت للنظــر أن القمــة اســتقطبت حوالــي ‪ 400‬متطــوع‬ ‫ك ـرّم صاح ــب الس ــمو الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم‬
‫بينه ــم ع ــدد م ــن أصح ــاب الهم ــم‪ ،‬جميعه ــم عمل ــوا ف ــي‬ ‫نائ ــب رئي ــس الدول ــة رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء حاك ــم دب ــي‪،‬‬
‫ورش ــة عم ــل كب ــرى إلنج ــاح ه ــذه الفعالي ــة الضخم ــة الت ــي‬ ‫رعـــاه اهلل‪ ،‬الفائزيـــن بجائـــزة «ابتـــكارات الحكومـــات‬
‫الق ــت استحس ــان المش ــاركين والحض ــور‪.‬‬ ‫الخالقـــة»‪ ،‬و«تحـــدي الجامعـــات العالمـــي الستشـــراف‬
‫الجديــر بالذكــر أن الــدورة الســابعة للقمــة العالميــة‬ ‫حكومــات المســتقبل»‪ ،‬حيــث فــازت حكومــة كينيــا بجائــزة‬
‫للحكومــات ســتنعقد فــي الفتــرة مــن ‪ 10‬إلــى ‪ 12‬فبرايــر‬ ‫االبتـــكارات الحكوميـــة عـــن مشـــروع أجهـــزة ذكيـــة فـــي‬
‫‪ ،2019‬وهــي بذلــك تنســجم ورؤيــة القيادة الرشــيدة لمفاهيم‬ ‫المركبـــات لصيانـــة الطـــرق‪.‬‬
‫التطــور المبنيــة علــى المعرفــة وتوظيــف التكنولوجيــا والــذكاء‬ ‫وك ـرّم ســموه فريــق طلبــة كليــة لنــدن لألعمــال الفائــز‬
‫االصطناعــي فــي خدمــة البشــرية‪ .‬كمــا أن عناويــن القمــة‬ ‫فـــي تحـــدي الجامعـــات العالمـــي الستشـــراف حكومـــات‬
‫المتنوعــة فــي كل دورة ت ُكمّــل مشــوار االنطالقــة األولــى‬ ‫المس ــتقبل‪ ،‬ذل ــك أن ــه حق ــق نتائ ــج متقدم ــة عب ــر تقدي ــم‬
‫للقمــة عــام ‪ ،2013‬التــي طرحــت تبــادل المعرفــة والريــادة‬ ‫أفضـــل الخطـــط لتحقيـــق محـــاور ومســـتهدفات «مئويـــة‬
‫فــي الخدمــات الحكوميــة واستشــراف المســتقبل مــن منظــور‬ ‫اإلم ــارات ‪ ،»2071‬وه ــذه النتائ ــج أوصلت ــه إل ــى المرحل ــة‬
‫علمــي قابــل للتطــور األوتوماتيكــي‪.‬‬ ‫النهائيــة إلــى جانــب فريــق معهــد «إنســياد»‪ ،‬وفريــق معهــد‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫«سبيس إكس»‬
‫ّ‬
‫توفر خدمات النطاق العريض عبر األقمار الصناعية‬
‫العال ــم‪ ،‬ف ــي أول اختب ــار إلطالق ــه لتض ــع بذل ــك الش ــركة الخاص ــة‬ ‫حصل ــت ش ــركة «س ــبيس إك ــس» المملوك ــة لرج ــل األعم ــال إيل ــون‬
‫حج ــر زاوي ــة جدي ــداً ف ــي مس ــيرتها‪ .‬وحم ــل الص ــاروخ ال ــذي يع ــادل‬ ‫ماس ــك عل ــى تأيي ــد أكب ــر هيئ ــة أميركي ــة لتنظي ــم االتص ــاالت‪ ،‬لبن ــاء‬
‫طول ــه مبن ــى مكونـ ـاً م ــن ‪ 23‬طابقـ ـاً س ــيارة تس ــا رودس ــتار حم ــراء‬ ‫ش ــبكة لخدم ــات النط ــاق العري ــض باس ــتخدام األقم ــار الصناعي ــة‪.‬‬
‫الل ــون إل ــى الفض ــاء كحمول ــة تجريبي ــة‪ .‬والص ــاروخ فالك ــون هيف ــي‬ ‫وأوص ــى رئي ــس لجن ــة االتص ــاالت االتحادي ــة أجي ــت ب ــاي بالموافق ــة‬
‫مصم ــم لوض ــع حمول ــة يص ــل وزنه ــا إل ــى ‪ 70‬طنــاً ف ــي م ــدار قري ــب‬ ‫علـــى طلـــب «ســـبيس إكـــس» تقديـــم خدمـــات النطـــاق العريـــض‪،‬‬
‫مـــن األرض بتكلفـــة ‪ 90‬مليـــون دوالر لـــكل عمليـــة إطـــاق‪ .‬ويعـــادل‬ ‫باس ــتخدام األقم ــار الصناعي ــة ف ــي الوالي ــات المتح ــدة وف ــي أنح ــاء‬
‫ه ــذا ضعف ــي ق ــدرة الحمول ــة ألكب ــر الصواري ــخ ف ــي أس ــطول الفض ــاء‬ ‫العال ــم‪ .‬وق ــال ب ــاي ف ــي بي ــان تكنولوجي ــا األقم ــار الصناعي ــة يمك ــن‬
‫األميركـــي‪ ،‬وهـــو الصـــاروخ دلتـــا ‪ 4‬هيفـــي‪.‬‬ ‫أن تس ــاعد ف ــي الوص ــول لألميركيي ــن الذي ــن يعيش ــون ف ــي مناط ــق‬
‫ريفي ــة أو مناط ــق يصع ــب توصي ــل الخدم ــات له ــا ال تصله ــا كاب ــات‬
‫األليـــاف البصريـــة أو أبـــراج االتصـــاالت‪ .‬وقالـــت الشـــركة للهيئـــة‬
‫فـــي رســـالة‪ :‬إنهـــا «تخطـــط إلطـــاق قمريـــن صناعييـــن تجريبييـــن‬
‫عل ــى أح ــد صواريخه ــا فالك ــون‪ .»9‬وكان ــت «س ــبيس إك ــس» أطلق ــت‬
‫بنج ــاح إل ــى الفض ــاء صاروخه ــا فالك ــون هيف ــي‪ ،‬أق ــوى ص ــاروخ ف ــي‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪14‬‬
‫العالج بالصدمات الكهربائية‬
‫الخفيفة ربما يخفف القلق واالكتئاب‬
‫قـــال باحثـــون إن األشـــخاص الذيـــن يعانـــون مـــن القلـــق‬
‫واالكتئ ــاب ربم ــا يش ــعرون ببع ــض التحس ــن ع ــن طري ــق الع ــاج‬
‫بالصدم ــات الكهربائي ــة الخفيف ــة‪ ،‬لك ــن ل ــم يتض ــح إل ــى أي م ــدى‬
‫ســـيفيد هـــذا العـــاج‪ ،‬ومـــا إذا كان يصلـــح لحـــاالت أخـــرى‪.‬‬
‫وينق ــل ه ــذا الع ــاج‪ ،‬المع ــروف باس ــم التحفي ــز الكهربائ ــي عب ــر‬
‫الجمجمــة‪ ،‬تيــاراً كهربائي ـاً يماثــل قــوة بطاريــة تســعة فولــت عبــر‬
‫قطــب كهربائــي مــن الجلــد إلــى المــخ‪ .‬وفحــص الباحثــون بيانــات‬
‫‪ 26‬تجرب ــة س ــريرية للع ــاج بصدم ــات كهربائي ــة أجري ــت عل ــى‬
‫عينــة عشــوائية مــن مرضــى بحــاالت ألــم مزمنــة مختلفــة‪ ،‬لبحــث‬
‫واالكتئـــاب‪ .‬وأشـــار الباحثـــون فـــي دوريـــة (أنالـــز أوف إنترنـــال‬ ‫م ــا إذا كان باإلم ــكان حصوله ــم عل ــى ع ــاج بدي ــل أو االس ــتمرار‬
‫مديســين) إلــى أنــه فــي أكبــر التجــارب وأحدثهــا أبــدى المرضــى‬ ‫فـــي االلتـــزام بالرعايـــة المعتـــادة‪ .‬وكشـــف التحليـــل أن معظـــم‬
‫تحس ــناً بدرج ــة أفض ــل فيم ــا يتعل ــق بأع ــراض االكتئ ــاب والقل ــق‬ ‫هــذه التجــارب كانــت صغيــرة أو أجريــت فــي مــدى زمنــي قصيــر‬
‫عنـــد عالجهـــم بالصدمـــات‪ ،‬مقارنـــة بالرعايـــة المعتـــادة التـــي‬ ‫للغاي ــة‪ ،‬مم ــا يصع ــب مع ــه التوص ــل إل ــى دلي ــل قاط ــع ب ــأن الع ــاج‬
‫تتضم ــن العقاقي ــر المض ــادة لالكتئ ــاب‪ .‬وش ــملت الدراس ــة ‪115‬‬ ‫بالتحفيــز الكهربائــي عبــر الجمجمــة وحــده مفيــد لعــاج حــاالت‬
‫مريضــاً واس ــتمرت لم ــدة خمس ــة أس ــابيع‪.‬‬ ‫م ــن بينه ــا‪ :‬الص ــداع وأل ــم المفاص ــل والعض ــات والعظ ــام واألرق‬

‫تراجع حاد في أعداد السعالة في بورنيو اإلندونيسية‬


‫بحلــول ‪ ،2050‬ليرســموا صــورة قاتمــة لمســتقبل الحيــوان الــذي‬ ‫تراجع ــت أع ــداد حي ــوان إنس ــان الغ ــاب «الس ــعالة»‪ ،‬بحس ــب‬
‫يتنقـــل بيـــن األشـــجار‪ ،‬ويصنـــف ضمـــن القـــردة العليـــا األكثـــر‬ ‫باحثيـــن‪ ،‬بنحـــو ‪ 50‬فـــي المئـــة فـــي جزيـــرة بورنيـــو‪ ،‬مـــن عـــام‬
‫عرض ــة للخط ــر عل ــى مس ــتوى العال ــم‪ .‬ويس ــكن إنس ــان الغ ــاب‬ ‫‪ 1999‬إل ــى ع ــام ‪ ،2015‬وذل ــك بس ــبب عوام ــل عدي ــدة أبرزه ــا‬
‫الغابـــات فـــي جزيـــرة بورنيـــو التـــي تشـــترك فيهـــا إندونيســـيا‬ ‫الصيــد وتدميــر المواطــن الطبيعيــة‪ ،‬بهــدف زراعــة نخيــل الزيــت‬
‫وماليزيـــا وبرونـــاي وجزيـــرة ســـومطرة اإلندونيســـية‪ ،‬ويتغـــذى‬ ‫وصناعـــات مثـــل الـــورق وقطـــع األشـــجار والتعديـــن‪ .‬وســـجل‬
‫عل ــى الفواك ــه البري ــة والحش ــرات وال ــورود وأوراق الش ــجر‪.‬‬ ‫الباحث ــون تناق ــص أع ــداد ه ــذه الفصيل ــة بنح ــو ‪ 148500‬ف ــي‬
‫وق ــال الباحث ــون‪ :‬تمث ــل إزال ــة الغاب ــات جانبـ ـاً م ــن الخط ــر‪،‬‬ ‫تل ــك الفت ــرة الت ــي بلغ ــت ‪ 16‬عام ـاً‪ ،‬وتوقع ــوا فق ــد ‪ 45‬ألف ـاً منه ــا‬
‫وأشـــاروا إلـــى أن فقـــد ‪ 70‬فـــي المئـــة‬
‫تقريبـــاً مـــن هـــذه الفصيلـــة فـــي بورنيـــو‪،‬‬
‫ربمـــا يرجـــع إلـــى صيـــد البشـــر لهـــا فـــي‬
‫مناط ــق الغاب ــات‪ .‬وقال ــت عالم ــة األحي ــاء‬
‫ماريــا فوكــت مــن المركــز األلمانــي ألبحــاث‬
‫التنـــوع الحيـــوي «اصطـــاد البشـــر إنســـان‬
‫الغ ــاب للحص ــول عل ــى لحم ــه ف ــي بورني ــو‪،‬‬
‫رغ ــم أن ــه لي ــس الفريس ــة المفضل ــة له ــم‪،‬‬
‫لكنه ــم حي ــن يصادفون ــه يقتلون ــه‪ .‬يح ــدث‬
‫القتـــل أيضـــاً فـــي مواقـــف يشـــعر فيهـــا‬
‫البشـــر بالخـــوف أو الفـــزع مـــن إنســـان‬
‫الغـــاب»‪ .‬وبحســـب الباحثيـــن‪ ،‬فقـــد كان‬
‫هنـــاك مـــا بيـــن ‪ 200‬و‪ 300‬ألـــف مـــن‬
‫إنســان الغــاب فــي بورنيــو عــام ‪ 1999‬ومــا‬
‫بيـــن ‪ 70‬ألفـــاً و‪ 100‬ألـــف فـــي ‪.2015‬‬

‫‪15‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫زيادة حموضة المحيطات‬
‫تهدد الشعاب المرجانية بالتحلل‬
‫ّ‬
‫بالحيوانـــات المرجانيـــة الصغيـــرة التـــي تمتـــص أيضـــاً المـــواد‬ ‫ق ــال علم ــاء إن الش ــعاب المرجاني ــة ق ــد تب ــدأ ف ــي التحل ــل قب ــل‬
‫الكيميائيـــة مباشـــرة مـــن المـــاء لتبنـــي الهيـــاكل الحجريـــة التـــي‬ ‫ع ــام ‪ ،2100‬م ــع م ــا يس ــببه تغي ــر المن ــاخ بفع ــل النش ــاط البش ــري‬
‫تش ــكل الش ــعاب‪ .‬وأضاف ــت الدراس ــة أن ــه "لي ــس معروفـ ـاً م ــا إذا‬ ‫م ــن حموض ــة بالمحيط ــات‪.‬‬
‫كان ــت الش ــعب المرجاني ــة بأكمله ــا س ــتتآكل ف ــور وص ــول الرواس ــب‬ ‫وتهــدد الحموضــة الترســبات التــي تمثــل المقومــات األساســية‬
‫لحالـــة التحلـــل الصافـــي"‪ ،‬وال مـــا إذا كانـــت الشـــعاب ســـتتعرض‬ ‫للش ــعاب‪ .‬وتواج ــه الش ــعاب مخاط ــر أخ ــرى تتمث ــل ف ــي درج ــات‬
‫"لدمـــار كارثـــي" أم مجـــرد تـــآكل بطـــيء‪ .‬وبـــدأت الرواســـب فـــي‬ ‫الح ــرارة والتل ــوث واإلف ــراط ف ــي صي ــد األس ــماك‪ .‬وكت ــب فري ــق‬
‫بعــض الشــعاب بالتحلــل فعــاً ‪ ،‬مثــل رواســب شــعاب كان أوهــي فــي‬ ‫العلم ــاء ال ــذي يق ــوده علم ــاء م ــن اس ــتراليا ف ــي دوري ــة "س ــاينس"‬
‫ه ــاواي‪ ،‬متأث ــرة أيضـ ـاً بمص ــادر تل ــوث أخ ــرى‪.‬‬ ‫األميركي ــة‪" :‬س ــتنتقل الش ــعاب المرجاني ــة إل ــى مرحل ــة التحل ــل‬
‫الصافـــي قبـــل نهايـــة القـــرن"‪ .‬ويعنـــي مصطلـــح "التحلـــل‬
‫الصاف ــي" أن يزي ــد م ــا تفق ــده الش ــعاب عل ــى م ــا تكتس ــبه‬
‫مـــن نمـــو المرجـــان‪ .‬وأفـــاد الباحثـــون أن ثانـــي أكســـيد‬
‫الكربــون‪ ،‬الغــاز األساســي المســبب لالحتبــاس الحــراري‪،‬‬
‫يشـــكل حمضـــاً ضعيفـــاً فـــي الميـــاه يهـــدد بتحلـــل‬
‫رواس ــب الش ــعاب المكون ــة م ــن جزيئ ــات مكس ــورة م ــن‬
‫المرجــان وهيــاكل كربونيــة أخــرى تتشــكل مــن بقايــا‬
‫كائنـــات حيـــة تراكمـــت علـــى مـــر آالف الســـنين‪.‬‬
‫وقالـــت الدراســـة‪ :‬إن الرواســـب أكثـــر عرضـــة‬
‫للتأث ــر بحموض ــة المي ــاه‪ ،‬بعش ــر م ــرات مقارن ــة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪16‬‬
‫ابتكار روبوتات نانوية تدمر الخاليا السرطانية‬
‫الروبـــوت الخليـــة الســـرطانية‪ ،‬تنفتـــح‬ ‫مـــن جزيئـــات الحمـــض النـــووي التـــي‬ ‫تمك ــن علم ــاء ف ــي حق ــل الكيمي ــاء‬
‫نهايـــة األنبـــوب‪ ،‬وتخـــرج جزيئـــات‬ ‫يمكنهـــا الوصـــول إلـــى نقطـــة معينـــة‬ ‫الحيويـــة مـــن ابتـــكار روبوتـــات نانويـــة‬
‫البروتي ــن م ــن داخل ــه‪ ،‬وتب ــدأ بالتفاع ــل‬ ‫وإيصـــال الـــدواء إلـــى داخـــل الـــورم‬ ‫م ــن خي ــط الحم ــض الن ــووي‪ ،‬بإمكانه ــا‬
‫مـــع الوســـط المحيـــط‪ ،‬لتمنـــع دخـــول‬ ‫الســـرطاني»‪ .‬وابتكـــر هـــؤالء العلمـــاء‬ ‫التعـــرف علـــى الخاليـــا الســـرطانية‬
‫المـــواد الغذائيـــة واألوكســـيجين إلـــى‬ ‫مـــن الواليـــات المتحـــدة والصيـــن‬ ‫وقطـــع التغذيـــة عنهـــا‪.‬‬
‫الـــورم‪ .‬ولـــم تنشـــط الروبوتـــات عنـــد‬ ‫روبوتــات علــى شــكل شــريحة مســطحة‬ ‫وجـــاء فـــي مقـــال نشـــرته مجلـــة‬
‫اختبارهـــا علـــى الفئـــران المخبريـــة‬ ‫منس ــوجة م ــن خي ــوط الحم ــض الن ــووي‬ ‫«نيتشـــر بايوتيكنولوجـــي»‪ ،‬أن هـــذه‬
‫الس ــليمة‪ ،‬والحيوان ــات الكبي ــرة‪ ،‬وه ــذا‬ ‫تنفتــح وتنغلــق‪ .‬ويمكنهــا أن تتحــول إلــى‬ ‫الروبوتـــات تمنـــع وصـــول الغـــذاء إلـــى‬
‫يعن ــي أنه ــا ال تش ــكل أي خط ــورة عل ــى‬ ‫أنابيـــب بنهايـــات «مغلقـــة» بمســـاعدة‬ ‫الخالي ــا الس ــرطانية ع ــن طري ــق غل ــق‬
‫الخاليـــا الســـليمة‪ ،‬لذلـــك يـــدرس‬ ‫جزيئـــات مختلفـــة مـــن الحمـــض‬ ‫األوعيـــة الدمويـــة المؤديـــة إليهـــا‪.‬‬
‫المبتكـــرون حاليـــاً مســـألة إجـــراء‬ ‫النـــووي التـــي تتعـــرف علـــى الخاليـــا‬ ‫وقــال هــاو يــان مــن جامعــة أريزونــا‪:‬‬
‫االختبـــارات الســـريرية علـــى البشـــر‪.‬‬ ‫الســـرطانية‪ .‬وعندمـــا يالمـــس هـــذا‬ ‫«لقـــد ابتكرنـــا الروبوتـــات الذاتيـــة‬

‫صفة وراثية في الخفافيش تكشف أسرار طول العمر‬


‫الخُ ل ــد الع ــاري‪ .‬وح ــدد الباحث ــون اثني ــن م ــن الجين ــات ف ــي‬ ‫الخفــاش هــو أطــول الثدييــات عمــراً نســبة إلــى حجمــه‪،‬‬
‫الخفــاش ذي األذنيــن الكبيرتيــن اللتيــن تشــبهان أذنــي الفــأر‬ ‫وإحـــدى فصائلـــه هـــي تحديـــداً األطـــول عمـــراً مـــن بيـــن‬
‫ربمـــا يكونـــان المســـؤولين عـــن تكيفهـــا النـــادر مـــع مـــرور‬ ‫الخفافي ــش‪ .‬ونج ــح باحث ــون ف ــي كش ــف بع ــض أس ــرار ط ــول‬
‫العم ــر‪ .‬وقال ــوا إن تل ــك اآللي ــات ربم ــا تك ــون مح ــور دراس ــات‬ ‫عمــر هــذا النــوع مــن الخفافيــش‪ ،‬وهــو الخفــاش ذو األذنيــن‬
‫مســتقبلية عــن تقــدم العمــر مــع التركيــز علــى حيــاة صحيــة‬ ‫الكبيرتي ــن الش ــبيهتين بأذن ــي الف ــأر‪ ،‬وه ــو م ــا ق ــد يس ــاعد‬
‫أطــول لإلنســان‪ .‬وقالــت إيمــا تيلنــج عالمــة البيولوجيــا فــي‬ ‫عل ــى مكافح ــة آث ــار كب ــر الس ــن عل ــى اإلنس ــان‪.‬‬
‫كلي ــة دبل ــن الجامعي ــة‪ ،‬وه ــي إح ــدى قائ ــدات فري ــق البح ــث‬ ‫وقـــال علمـــاء‪ :‬إن التسلســـل النـــووي المتكـــرر عنـــد‬
‫«دراس ــة الثديي ــات األط ــول عم ــراً بوض ــوح‪،‬‬ ‫ط ــرف الكروموس ــومات ف ــي ه ــذه الفصيل ــة‬
‫والتـــي تمتلـــك آليـــات تطـــورت بشـــكل‬ ‫ال يقـــل طولـــه بمـــرور العمـــر‪ ،‬خالفـــاً لمـــا‬
‫طبيعـــي لمحاربـــة تقـــدم العمـــر‪ ،‬وســـيلة‬ ‫يكـــون عليـــه األمـــر فـــي اإلنســـان ومعظـــم‬
‫بديلـــة لتحديـــد األســـاس الجزيئـــي لطـــول‬ ‫الحيوانـــات األخـــرى‪ .‬وال توجـــد ســـوى ‪19‬‬
‫العمـــر مـــع التمتـــع بالصحـــة»‪ .‬وشـــملت‬ ‫فصيلـــة ثدييـــة أطـــول عمـــراً مـــن اإلنســـان‬
‫الدراســة التــي نشــرت فــي دوريــة «ســاينس‬ ‫نس ــبة إل ــى الحج ــم‪ 18 ،‬فصيل ــة منه ــا م ــن‬
‫أدفانس ــز» ‪ 493‬خفاش ـاً م ــن أرب ــع فصائ ــل‪،‬‬ ‫الخفافي ــش الت ــي يتج ــاوز عم ــر بعضه ــا ‪40‬‬
‫كان الخفـــاش ذو األذنيـــن الكبيرتيـــن هـــو‬ ‫عامـــاً‪ .‬والفصيلـــة األخيـــرة هـــي نـــوع مـــن‬
‫أطوله ــا عم ــراً‪.‬‬ ‫الق ــوارض األفريقي ــة الغريب ــة ويس ــمى ف ــأر‬

‫‪17‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫منسوب مياه البحار يرتفع‬
‫رغم تخيفض االنبعاثات الغازية‬
‫حتـى لنـدن والمناطـق المنخفضـة بواليـة فلوريـدا أو بنغالديـش ولدول‬ ‫‪ 0.7‬و‪1.2‬‬ ‫قـال علمـاء‪ :‬إن منسـوب ميـاه البحـر سـيرتفع مـا بيـن‬
‫بأكملهـا مثـل المالديـف فـي المحيط الهنـدي أو كيريباتي في المحيط‬ ‫متـر خلال القرنيـن المقبليـن‪ ،‬حتـى إذا أنهت الحكومـات عصر الوقود‬
‫الهـادي‪ .‬وتوقـع التقريـر أن يرتفـع منسـوب ميـاه البحـر بما يتـراوح بين‬ ‫األحفـوري‪ ،‬مثلمـا تعهـدت بموجـب اتفاقيـة باريـس للمنـاخ‪ .‬وقـال فريق‬
‫‪ 0.7‬و ‪ 1.2‬متـر بحلـول العـام ‪ ،2300‬حتـى إذا لبـت نحـو ‪ 200‬دولـة‬ ‫يقـوده ألمـان فـي دوريـة «نيتشـر كوميونيكيشـن»‪ :‬إن القيـام بعمـل مبكر‬
‫األهـداف بموجـب اتفاقيـة باريـس المبرمـة عـام ‪ ،2015‬والتي تتضمن‬ ‫لخفـض انبعـاث غـازات االحتبـاس الحـراري سـيحد مـن االرتفـاع علـى‬
‫خفـض انبعـاث غـازات االحتبـاس الحـراري إلـى الصفـر فعليـاً فـي‬ ‫المـدى الطويـل‪ ،‬والـذي يعـززه ذوبـان للجليـد مـن جرينالنـد إلـى القارة‬
‫النصف الثاني من القرن الحالي‪ .‬وقال إن مسـتويات مياه المحيطات‬ ‫القطبيـة الجنوبيـة‪ ،‬سـيعيد رسـم السـواحل فـي العالـم‪.‬‬
‫سـترتفع حتماً‪ ،‬ألن غازات االحتباس الحراري الصناعية التي انبعثت‬ ‫ويمثل ارتفاع منسوب مياه البحر تهديداً لمدن ابتداء من شنغهاي‬
‫بالفعـل سـتظل موجـودة فـي الغلاف الجـوي‪،‬‬
‫لتسـبب ذوبـان المزيـد مـن الجليـد‪ .‬وباإلضافـة‬
‫إلـى ذلـك تتمـدد الميـاه بشـكل طبيعـي عنـد تجـاوز‬
‫درجـة حرارتهـا أربـع درجات مئويـة‪ .‬ووجد التقرير‬
‫أيضـاً أن التأخيـر كل خمـس سـنوات بعـد ‪2020‬‬
‫فـي الحـد مـن االنبعاثـات العالميـة يعنـي ارتفاعـاً‬
‫إضافيـاً فـي منسـوب ميـاه البحـر ‪ 20‬سـنتيمتراً‬
‫بحلـول ‪.2300‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪18‬‬
‫رواد الفضاء ورصد حالتهم الصحية‬
‫بدلة فضائية ذكية لتحسين مزاج ّ‬
‫تقــرأ ضغــط الــدم‪ ،‬ومعــدل النبــض‪ ،‬والحــركات فــي المفاصــل‪،‬‬ ‫طوّر علماء أميركيون بدلة فضائية ذكية لمراقبة مستويات‬
‫وتجــري تعديــات تلقائيــة لبيئــة البدلــة‪ .‬وســتكون هــذه التقنيــة‬ ‫الســعادة واإلجهــاد عنــد رواد الفضــاء‪ .‬وتحتــوي البدلة الجديدة‬
‫الجديــدة نشــطة فــي البــدالت الذكيــة بعــد دمجهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫علــى شــبكة مــن أجهــزة االستشــعار الالســلكية التــي تكشــف عن‬
‫ا عــن تغييــر‬ ‫شــأنها توفيــر بــث المعلومــات باســتمرار‪ ،‬فضــ ً‬ ‫تغييــرات طفيفــة فــي الحالــة الجســدية لــرواد الفضــاء وضبــط‬
‫بيئتهــا علــى أســاس هــذه القــراءات‪ ،‬وستســمح لألطبــاء علــى‬ ‫البيئــة المحيطــة بهــم وفقــاً لذلــك‪ .‬ويمكــن إجــراء تعديــات‬
‫األرض برصــد الحالــة الجســدية لــرواد الفضــاء الذيــن يرتــدون‬ ‫صغيــرة علــى مســتويات الحــرارة والضــوء واألكســجين لتحســين‬
‫البدالت‪.‬وتأتــي أهميــة هــذه البدلــة أمــام البيئــة الفضائيــة‬ ‫حالتهــم المزاجيــة بحســب موقــع «ديلــي ميــل» البريطانــي‪.‬‬
‫الصعبــة للغايــة‪ ،‬التــي تلحــق أضــراراً بليغــة بالجســم البشــري‪،‬‬ ‫وأشــار الباحثــون الذيــن طــوروا البدلــة فــي جامعــة «فلوريــدا‬
‫فــي ظــل انعــدام الجائبيــة‪ ،‬وخــوف رواد الفضــاء مــن األماكــن‬ ‫بوليتكنيــك»‪ ،‬إلــى أنــه يمكــن اســتخدامها فــي الجيــل القــادم‬
‫المغلقــة التــي يبقــون فيهــا لفتــرة طويلــة‪ ،‬والحرمــان مــن النــوم‪،‬‬ ‫مــن رواد الفضــاء‪ .‬وأضافــوا أن هــذه التقنيــة‪ ،‬والمعروفــة باســم‬
‫وعــدم ممارســة الرياضــة‪.‬‬ ‫الجلــد الحســي الذكــي واختصارهــا باإلنجليزيــة هــو (‪،)S3‬‬

‫ابتكار مصدر ضوء صغير قادر على الطيران‬


‫مثــل الســيارات أو أجهــزة تكييــف الهــواء‬ ‫وقــال ماكوتــو تاكاميــا‪ ،‬خبيــر تصميــم‬ ‫ابتكــر باحثــون يابانيــون فــي مجــال‬
‫بشــبكات إلرســال واســتقبال البيانــات‪.‬‬ ‫الدوائــر اإللكترونيــة والعضــو فــي مشــروع‬ ‫الهندســة مصــدر ضــوء إلكترونيــاً بحجــم‬
‫ومــع اشــتماله علــى وســائل استشــعار‬ ‫شــبكة معلومــات جامعــة كاواهــارا الــذي‬ ‫الخنفســاء المضيئــة‪ ،‬يمكنــه ركــوب‬
‫للحركــة والحــرارة‪ ،‬يقــدر «لوشــيوال» علــى‬ ‫طــور الجهــاز‪ ،‬إن األمــر اســتغرق عاميــن‬ ‫موجــات فــوق صوتيــة‪ ،‬ويمكــن فــي النهايــة‬
‫التحليــق إلــى هــذه األشــياء لتوصيــل‬ ‫ليصــل «لوشــيوال» لهــذا التطــور‪ .‬وأضــاف‬ ‫أن يدخــل فــي اســتخدامات متنوعــة مــن‬
‫رســالة أو أن يســاعد فــي صنــع عــروض‬ ‫تاكاميــا‪ ،‬وهــو أســتاذ بجامعــة طوكيــو أملــي‬ ‫صنــع عــروض متحركــة إلــى العــروض‬
‫متحركــة بأضــواء متعــددة أو يشــارك فــي‬ ‫أن تمتلــك مثــل هــذه األدوات الضئيلــة فــي‬ ‫المجســمة التــي ال تحتــاج لشاشــات‪.‬‬
‫عــروض مجســمة فــي المســتقبل‪.‬‬ ‫النهايــة إمكانيــات الهواتــف الذكيــة‪ ،‬وأن‬ ‫وأطلــق علــى مصــدر الضــوء الجديــد‬
‫تســاعدنا فــي حياتنــا اليوميــة‬ ‫اســم «لوشــيوال»‪ ،‬وهــو جســم خفيــف‬
‫بطريقــة أذكــى»‪ .‬ويأمــل تاكاميــا‬ ‫كالريشــة يــزن ‪ 16.2‬ملليجــرام‪ ،‬وبقطــر‬
‫أن يتــاح «لوشــيوال» للبيــع خــال‬ ‫‪ 3.5‬ملليمتــر‪ ،‬وينبعــث منــه وميــض أحمــر‬
‫خمســة إلــى عشــرة أعــوام‪.‬‬ ‫يلقــي ضــوءاً يكفــي إلنــارة نــص مكتــوب‪.‬‬
‫ويتوقــع مطــورو «لوشــيوال» أن‬ ‫لكــن حجمــه الضئيــل يخفــي وراءه قــوة‬
‫يصبــح قــادراً علــى الوصــول‬ ‫‪ 285‬مكبــر صــوت صغيــر الحجــم‪ ،‬قــادرة‬
‫إلــى تطبيقــات فيمــا يعــرف‬ ‫علــى بــث موجــات فــوق صوتيــة بتــردد‬
‫«بإنترنــت األشــياء»‪ ،‬والــذي‬ ‫غيــر مســموع لــأذن البشــرية لرفعــه‪ ،‬ممــا‬
‫تتصــل فيــه أشــياء عاديــة‬ ‫يجعــل «لوشــيوال» يعمــل دون صــوت يذكــر‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫نظمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملتقى العرب لالبتكار‬


‫بوتقة تجمع العقول لرفاه المجتمعات‬
‫والخطط التنموية كافة‪ ،‬إضافة إلى طرح ومناقشة المواضيع‬ ‫ومضات ‪ -‬أحمد علي‪:‬‬
‫والقضايا ذات الصلة‪ ،‬وبناء عالقات أعمال تثري القطاع‬ ‫تحــت رعايــة ســمو الشــيخ أحمــد بــن محمــد بــن راشــد‬
‫االقتصادي‪ ،‬وإقامة روابط وعالقات استراتيجية لتعزيز التنمية‬ ‫آل مكت ــوم رئي ــس مؤسس ــة محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم‬
‫بمختلف مجاالتها‪ ،‬حيث شملت تغطية الملتقى في طروحاته‪،‬‬ ‫للمعرفــة‪ُ ،‬عقــدت فــي الســادس والعشــرين مــن شــهر فبرايــر‬
‫ستة من أهم قطاعات االبتكار‪ ،‬التي تشمل الحكومات الذكية‪،‬‬ ‫الماض ــي‪ ،‬فعالي ــات ال ــدورة األول ــى ل ـ «ملتق ــى الع ــرب‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬والطاقة‬ ‫لالبت ــكار ‪ ،»2018‬ال ــذي نظمت ــه المؤسس ــة ف ــي مرك ــز دب ــي‬
‫المستدامة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والخدمات المالية‪ .‬انقسم الحدث إلى‬ ‫التج ــاري العالم ــي‪ ،‬عل ــى م ــدى ثالث ــة أي ــام‪ ،‬بمش ــاركة ‪37‬‬
‫قسم رئيس تمثل في القمة‪ ،‬التي شارك فيها رواد ومفكرون‬ ‫متحدثـ ـ ًا رئيسـ ـ ًا‪ ،‬موزعي ــن عل ــى ‪ 6‬جلس ــات‪ ،‬إضاف ــة إل ــى‬
‫غير تقليديين وخبراء عالميون ومبتكرون من جميع أنحاء العالم‪،‬‬ ‫الجلســة االفتتاحيــة‪ ،‬وذلــك بهــدف تعزيــز مفهــوم االبتــكار‪،‬‬
‫تحدثوا في كلماتهم عن االبتكار في مختلف القطاعات‪ ،‬وقسم‬ ‫م ــن خ ــال توفي ــر منص ــة ش ــاملة للخب ــراء والمؤسس ــات‬
‫ثان تمثل في المعرض‪ ،‬الذي استقطب مشاركة نحو ‪ 120‬شركة‬ ‫ورواد األعم ـ ـ ـ ـ ــال‪ ،‬الستع ـ ــراض ابتكـ ــاراتهـ ـ ـ ـ ــم وتجاربهـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ناشئة‪ ،‬استعرضت ابتكاراتها واختراعاتها المختلفة للزوار‪ ،‬بينها‬ ‫الملهم ــة‪ ،‬وط ــرح ال ــرؤى والتج ــارب ف ــي مج ــاالت االبت ــكار‬
‫ابتكارات لكل من جمارك دبي‪ ،‬ومؤسسة دبي لخدمات اإلسعاف‪،‬‬ ‫المختلف ــة‪ ،‬بالتزام ــن م ــع «ش ــهر اإلم ــارات لالبت ــكار»‪.‬‬
‫وغرفة دبي‪ ،‬وكليات التقنية العليا‪ ،‬وبنك اإلمارات دبي الوطني‪.‬‬

‫فعاليات اليوم األول‬ ‫سعت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬من‬
‫حضر الجلسة االفتتاحية للملتقى‪ ،‬معالي الفريق ضاحي‬ ‫خالل الملتقى‪ ،‬إلى مواكبة تطلعات حكومة اإلمارات‪ ،‬وسعيها‬
‫خلفان تميم‪ ،‬نائب رئيس الشرطة واألمن العام في دبي‪ ،‬وسعادة‬ ‫الحثيث لترسيخ مفهوم االبتكار‪ ،‬وبناء مجتمعات قائمة على‬
‫عبد اهلل البسطي أمين عام المجلس التنفيذي إلمارة دبي‪،‬‬ ‫المعرفة‪ ،‬ومحفزة لمفاهيم االبتكار واإلبداع في المجاالت كافة‪،‬‬
‫وسعادة جمال بن حويرب الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن‬ ‫تجسيداً لرؤية ونهج الحكومة الرشيدة‪ ،‬من خالل منصة مثالية‬
‫راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬وسعادة أحمد محبوب مصبح مدير‬ ‫لعرض االبتكـــــــارات‪ ،‬وجعلــه عنوانــاً رئيســاً لـالستراتيجيــــات‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪20‬‬
‫جمارك دبي‪ ،‬وسعادة خليفة بن دراي المدير التنفيذي لمؤسسة‬
‫دبي لخدمات اإلسعاف‪ ،‬والدكتور أحمد النصيرات منسق عام‬
‫برنامج دبي لألداء الحكومي المتميز‪ ،‬وسعادة أحمد المطروشي‬
‫العضو المنتدب لمجموعة إعمار‪ ،‬إلى جانب عدد من المسؤولين‬
‫وجمع غفير من المهتمين‪ .‬وقال سعادة جمال بن حويرب‪ ،‬في‬
‫كلمة له خالل جلسة االفتتاح‪ :‬إن «ملتقى العرب لالبتكار» ينطلق‬
‫بالتزامن مع «شهر اإلمارات لالبتكار»‪ ،‬ليواكب توجهات وخطط‬
‫دولتنا في مسيرتها نحو التنمية المستدامة وأهداف مئويتها‬
‫‪ ،2071‬بتعزيز مفهوم االبتكار وتوظيفه‪ ،‬في تقديم حلول ومشاريع‬
‫مبتكرة‪ ،‬تدعم بناء مجتمع متكامل ومزدهر‪ ،‬من الجوانب كافة‪،‬‬
‫مشيراً إلى أن الملتقى يسعى إلى توفير قنوات متخصصة‪ ،‬تسلط‬
‫روح التنافسية بين الجهات الحكومية‪ .‬من جهتها‪ ،‬سلطت غرفة‬ ‫الضوء على مفهوم االبتكار‪ ،‬من منظور شامل وتناقش متطلباته‬
‫تجارة وصناعة دبي‪ ،‬الضوء على «مؤشر دبي لالبتكار»‪ ،‬حيث‬ ‫وقضاياه‪ ،‬بحضور نخبة من المبتكرين والمتخصصين من جميع‬
‫قالت أميرة حداد محلل أول استراتيجية األعمال بالغرفة‪ :‬إن‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬وأوضح أن الملتقى يغطي أهم قطاعات االبتكار‬
‫فكرة المؤشر جاءت بهدف دعم النمو االقتصادي إلمارة دبي‪،‬‬ ‫التي تشمل‪ :‬الحكومة الذكية والتكنولوجيا واالتصاالت والرعاية‬
‫واالنتقال باالقتصاد من تقديم الخدمات إلى بناء اقتصاد‬ ‫الصحية والطاقة المستدامة والنقل والخدمات المالية‪ ،‬حيث‬
‫المعرفة‪ ،‬وخلق أداة لقياس مستوى االبتكار‪ ،‬ومعرفة نتائجه‬ ‫يقدم فرصة مناسبة لتقديم نقاشات مستفيضة‪ ،‬تستعرض‬
‫وانعكاساته على اقتصاد دبي‪ ،‬إلى جانب دعم تحولها لمركز‬ ‫أفضل الممارسات والمبادرات التي أطلقها مبتكرون من جميع‬
‫لإلبداع واالبتكار في المنطقة والعالم‪.‬‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬إلى جانب ابتكارات الجهات الحكومية والخاصة‬
‫في الدولة‪ .‬من جانبه‪ ،‬قال سعادة أحمد محبوب مصبح في كلمته‬
‫مستقبل االبتكار‬ ‫الترحيبية بالجلسة االفتتاحية‪ :‬إن الملتقى يمثل فرصة ذهبية‬
‫وتحدث غابور جورج بورت الخبير في‬ ‫لتفاعل أفكار المبدعين والمبتكرين‪ ،‬من القطاعين الحكومي‬
‫استراتيجية المحيط األزرق والمسؤول األعلى في‬ ‫والخاص‪ ،‬وأوضح أنه منذ انطالق األنظمة المؤسسية لتلقي‬
‫جمال بن حويرب‪:‬‬ ‫التحول اإلبداعي في مجموعة سلينغ شوت العالمية‬ ‫األفكار في جمارك دبي عام ‪ 2004‬وحتى ‪ ،2017‬بلغ عدد‬
‫«الملتقى» يواكب‬ ‫في كلمته‪ ،‬عن جوهر وكيفية تكوين مستقبل االبتكار‪،‬‬ ‫األفكار نحو ‪ 26‬ألف فكرة‪ ،‬في الوقت الذي بلغ فيه مجموع‬
‫توجهات وخطط‬ ‫وسبل االستفادة من الطرق المختصرة نحو االبتكار‪،‬‬ ‫اإليرادات‪ ،‬من تطبيق األفكار واالبتكارات نحو مليار وسبعمئة‬
‫واالبتكار في الحكومة الذكية‪ ،‬واستراتيجية النمو‬ ‫مليون درهم‪ ،‬وأضاف أن جمارك دبي حصلت على أكثر من‬
‫دولتنا في‬
‫المرتفع وإعادة تصور حدود السوق‪ ،‬مشيراً إلى أنه‬ ‫‪ 120‬جائزة في مجال اإلبداع واالبتكار‪ ،‬و‪ 35‬جائزة في التميز‬
‫مسيرتها نحو‬ ‫يمكن لألفراد والمؤسسات تخطي القيود المتوقعة‪،‬‬ ‫المؤسسي‪ .‬بدوره‪ ،‬استعرض سعادة الدكتور أحمد النصيرات‪،‬‬
‫خالل سعيهم نحو تحقيق نمو مرتفع ومالءمة مستدامة‪ ،‬التنمية المستدامة‬ ‫في كلمته بالجلسة االفتتاحية‪ ،‬مسيرة اإلبداع الحكومي في إمارة‬
‫وأهداف مئويتها‬ ‫مشيراً إلى أن االبتكار ال حدود له وهو الذي يشكل‬ ‫دبي منذ عام ‪ ،1997‬عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد‬
‫‪2071‬‬ ‫مستقبلنا‪ ،‬طارحاً العديد من التجارب في بدايتها وما‬ ‫بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم‬
‫أصبحت عليه اليوم مثل الهاتف النقال‪ .‬وتحدثت في المحور‬ ‫دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬أول برنامج للتميز الحكومي‪ ،‬والذي شكل رؤية‬
‫األول من هذه الجلسة داريا تاتاج الرئيس التنفيذي لشركة تاتاج‬ ‫ونهجاً‪ ،‬لتطوير العمل الحكومي بشكل مستمر‪ ،‬وأسهم في رفع‬
‫لالبتكار‪ ،‬حول العبر والدروس السياسية لنموذج النمو الحديث‪،‬‬
‫مؤكدة أهمية دمج مكونات المثلت المعرفي في السياسة‪،‬‬
‫والمتمثلة بالتعليم والبحث واالبتكار‪ .‬وفي المحور الثاني‪ ،‬تحدث‬
‫غانم الفالسي نائب الرئيس األول لالبتكار في سلطة واحة دبي‬
‫للسيليكون‪ ،‬عن أهمية الملتقى كونه يمثل لحظة التغيير في‬
‫دبي‪ ،‬وفرصة من أجل االستفادة واإلفادة ألطفالنا فيما حدث‬
‫خالل هذه الحقبة الزمنية‪ ،‬وقال إن واحة السيليكون تعمل على‬
‫إعداد البنية األساسية لالبتكار في هذا المكان‪ ،‬الذي تتوافر فيه‬
‫كل مواصفات المدينة الذكية‪ ،‬والتي استقطبنا لها األشخاص‬
‫األذكياء للعمل فيها وكذلك اإلقامة‪ ،‬مشيراً إلى أن المكان فريد‬

‫‪21‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫من نوعه وموقعه استراتيجي ومازلنا نعمل على‬
‫تطويره واستكمال كافة المنشآت والمراكز التابعة من‬
‫مستشفى ذكي ومراكز تجارية ومراكز تسوق ذكية على‬
‫مساحة كيلو متر مربع‪ ،‬توجد هذه المدينة التي ال‬
‫تزال في طور اإلنشاء حتى تصبح متكاملة‪ ،‬فنحن نعد‬
‫أول مدينة ذكية فيها أفضل التقنيات الحديثة وتتوافر‬
‫فيها الفنادق والشقق السكنية والمكاتب‪ ،‬وتبلغ تكلفتها‬
‫مليار ونصف المليار درهم‪ ،‬وتشبه المدن الذكية في‬
‫العالم ونقوم ونعمل على تقديم االختيارات للدوائر‬
‫الحكومية كي تحصل على األفضل من خالل الحلول‬
‫المبتكرة حول المدن الذكية‪ ،‬ودعا إلى حقن االبتكار‬
‫تحدث في األول جويل روبرتسون‪ ،‬رائد التحليالت التنبؤية‬ ‫في الحمض النووي لكل منظمة‪ ،‬لتحقيق االبتكار‬
‫واستخبارات األعمال والمدير التنفيذي لشركة «روبرتسون‬ ‫المؤسسي وتحقيق الرفاهية والسعادة للمواطنين بطرق مبتكرة‪.‬‬
‫هيلث»‪ ،‬عن «كيف يمكن للذكاء االصطناعي إحداث ثورة في‬ ‫وفي المحور الثالث من الجلسة‪ ،‬تحدث حسام جمعة مدير إدارة‬
‫الرعاية الصحية؟»‪ ،‬وقال إن هناك تحديات كبيرة تواجه البشرية‬ ‫اإلجراءات والتصميم المؤسسي وقائد فريق االبتكار في جمارك‬
‫فيما يخص االستفادة من الذكاء االصطناعي‪ ،‬وآلية التعامل‬ ‫دبي‪ ،‬عن إطالق جمارك دبي ألول نظام ذكي متكامل من نوعه‬
‫في البيانات الضخمة لخدمة المرضى‪ .‬وفي المحور الثاني من‬ ‫على مستوى المطارات في العالم وغيرها من خدمات مبتكرة‪،‬‬
‫الجلسة‪ ،‬تحدث موهيت ساغار المدير العام لـ «سي آي أو نتورك»‪،‬‬ ‫وطرح عدة تساؤالت منها ماهية الحاجة إلى االبتكار‪ ،‬وقال إن‬
‫عن مستقبل التحوالت في مجال الرعاية الصحية‪ ،‬وعن تجربة‬ ‫جمارك دبي هي أول دائرة حكومية طبقت نظام إسعاد العمالء‬
‫العالم في مجال الرعاية الصحية وتحويل الخدمات إلى ذكية‬ ‫بنسبة أكثر من ‪ ،% 97‬كما أنها أول دائرة حققت رؤية صاحب‬
‫واستخدام الذكاء االصطناعي في المؤسسات الصحية‪ ،‬وعرض‬ ‫السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس‬
‫فيلماً يوضح استخدام التكنولوجيا في العالج والتشخيص‪،‬‬ ‫مجلس الوزراء حاكم دبي‪ ،‬رعاه اهلل‪ ،‬كحكومة إلكترونية وكما كنا‬
‫ال عن أدوات الفحص وإجراء العمليات بمشاركة الطبيب‬ ‫فض ً‬ ‫أول متخصصين في االبتكار‪ ،‬كما أنه لدينا دعم وتأييد من معهد‬
‫االفتراضي‪.‬‬ ‫االبتكار العالمي وحصلنا على مئات الجوائز في مجال إنجاز‬
‫االبتكارات‪.‬‬
‫فعاليات اليوم الثاني‬
‫ناقشت الجلسة األولى من فعاليات اليوم الثاني من الملتقى‪،‬‬ ‫الطاقة والمرافق‬
‫محور االبتكار في وسائل النقل‪« :‬النقل عام ‪ ،»2028‬حيث سلط‬ ‫شارك في الجلسة الثانية في فعاليات اليوم األول من ملتقى‬
‫الضوء على مستقبل وسائل النقل واالبتكار‪ ،‬من خالل علم‬ ‫العرب لالبتكار‪ ،‬جايمي أندرسون‪ ،‬أحد أبرز ‪ 25‬مفكراً عالمياً‬
‫الصواريخ‪ ،‬ونظرة جديدة في مجال صناعة السيارات بإعادة‬ ‫في مجال إدارة األعمال في العالم‪ ،‬والذي تحدث عن «االبتكار‬
‫االبتكار فيها‪ ،‬بمشاركة عمر حتاملة المدير التنفيذي لالبتكار في‬ ‫في القيادة ومستقبل الطاقة»‪ ،‬مشيراً إلى أن اإلبداع يتأثر إلى‬
‫ناسا العالمية‪ ،‬وفيث بوبكورن رائدة االستشراف العالمية وخبيرة‬ ‫حد كبير بثالثة عوامل رئيسة هي التعليم والخبرة والبيئة‪ ،‬مسلطاً‬
‫التوجهات المستقبلية في برين ريزيرف‪ ،‬وكريستال ورثوم مديرة‬ ‫الضوء على حلول الطاقة الالمركزية للدول‪ ،‬ودعا إلى ضرورة‬
‫التسويق في شركة فورد بالشرق األوسط وإفريقيا‪.‬‬ ‫تثقيف أفراد المجتمع بشأنها‪ .‬وفي الجلسة ذاتها‪ ،‬طرح الري‬
‫واستعرض حتاملة‪ ،‬أثر الروبوتات في قطاع النقل والتأثيرات‬ ‫سيبيرت رئيس ومؤسس مختبر «كيلووات» العالمي‪ ،‬في محوره‬
‫اإليجابية والسلبية لسيارات القيادة الذاتية‪ ،‬وأوضح أن اإلنسان‬ ‫الذي جاء تحت عنوان «حلول االبتكارات المزعزعة الحتياجات‬
‫يقضي ما معدله ‪ 40‬ألف ساعة قيادة خالل السنة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الطاقة العالمية»‪ ،‬حلوالً نموذجية ومثالية الحتياجات الطاقة‬
‫ستوفر القيادة الذاتية هذا العدد الكبير من الساعات على‬ ‫العالمية‪ ،‬وقال نحن بحاجة إلى التركيز على الحلول المبتكرة‬
‫اإلنسان‪ ،‬كما ستنخفض نسبة حوادث السيارات إلى صفر في‬ ‫ال للطلب المتزايد على الطاقة‪،‬‬ ‫للطاقة‪ ،‬التي يمكن أن تجد ح ً‬
‫المئة‪ ،‬وستقلل عدد السيارات المملوكة لكل عائلة‪ ،‬ما يخفف‬ ‫وخاصة في الدول التي تعاني من شح مصادرها‪.‬‬
‫االزدحام ونسبة التلوث‪ ،‬منوهاً إلى أن اآلثار اإليجابية للتقنيات‬
‫الحديثة‪ ،‬ستحتاج إلى سنوات واستثمارات كبيرة لتطبيقها على‬ ‫الرعاية الصحية‬
‫أرض الواقع‪ .‬بدورها‪ ،‬قدمت كريستال ورثوم النظرة الجديدة‬ ‫انقسمت الجلسة الثالثة في فعاليات اليوم األول من الملتقى‪،‬‬
‫لشركة فورد في مجال صناعة السيارات‪ ،‬موضحة أن شركات‬ ‫والتي تناولت مجال االبتكار في الرعاية الصحية‪ ،‬إلى محورين‪،‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪22‬‬
‫«مستقبل األعمال‪ -‬تع َرّف على المصانع الصغيرة جداً»‪ ،‬الضوء‬ ‫السيارات‪ ،‬بدأت منذ سنوات بخطط تطوير وتحسين منتجاتها‬
‫على االبتكار في التكنولوجيا‪ ،‬وكيف سيكون مستقبل العمل؟‬ ‫لتواكب التأثيرات الكبيرة المتوقعة للقيادة الذاتية في الحياة‬
‫واستعرض مارك ديشامب الشريك اإلداري في دريك ستارز‬ ‫واألعمال‪ .‬من جهتها‪ ،‬سلطت فيث بوبكورن‪ ،‬الضوء على تأثير‬
‫بارتنرز في المحور الثاني من الجلسة‪ ،‬االتجاهات التكنولوجية‬ ‫االبتكار في وسائل النقل‪ ،‬حيث ستسهم التقنيات المتطورة في‬
‫التي ستعيد تشكيل العالم وتكوين رواد األعمال‪ ،‬وتحدث عن‬ ‫توجه الناس الستخدام الذكاء االصطناعي في مجال خدمات‬
‫أبرز االتجاهات التكنولوجية في القطاعات المالية‪ ،‬التي تشهد‬ ‫النقل‪ ،‬موضحة أن تطور مجال النقل سيؤثر في قطاعات فرعية‬
‫تزايداً ملحوظاً في حجم استثماراتها‪ ،‬وأوضح أنها تتركز في ‪7‬‬ ‫مثل القطاع الفندقي‪ ،‬حيث لن يحتاج الناس في ظل وجود وسائل‬
‫اتجاهات محددة‪ ،‬تتضمن اتجاه «الفينيتك» أو التكنولوجيا المالية‬ ‫النقل المتطورة إلى المبيت في الفنادق‪ ،‬من خالل تأدية أعمالهم‬
‫في المرتبة السابعة‪ ،‬من حيث األهمية والذي شهد استثمارات‬ ‫والعودة بشكل مباشر إلى وجهاتهم عبر السيارات ذاتية القيادة‪،‬‬
‫بقيمة ‪ 72‬مليار دوالر خالل العام الماضي على مستوى العالم‪،‬‬ ‫كما ستنتقل المحالت التجارية‪ ،‬من مفهوم المتاجر التقليدية إلى‬
‫فيما جاءت تقنية «البلوك تشين» في المرتبة السادسة‪ ،‬منوهاً‬ ‫الواقع االفتراضي‪.‬‬
‫بأن العالم يفتقر إلى الشركات المتخصصة بهذا المجال‪.‬‬
‫وشاركت شركة اتصاالت‪ ،‬وستيفن كوكس نائب رئيس قسم‬ ‫الخدمات المالية‬
‫الخدمات السحابية في شركة «أوراكل»العالمية المتخصصة في‬ ‫شملت جلسة «االبتكار في الخدمات المالية» ثالثة محاور‬
‫تطوير وتسويق منتجات المشاريع والبرامج‪ ،‬بمحور حول االبتكار‬ ‫أساسية‪ ،‬ناقش في المحور األول برادلي هول رئيس مجلس‬
‫في التكنولوجيا‪ ،‬في حين قدمت ماريتا متسشين نائب الرئيس‬ ‫اإلدارة والمدير التنفيذي لـ «آيكون كابيتال» تطور العملة‬
‫األول لالستثمارات االستراتيجية والمدير التنفيذي لمعهد «ساب‬ ‫المتداولة عبر العصور واألزمنة‪ ،‬من العملة البابلية مروراً‬
‫للتدريب والتطوير»‪ ،‬جلسة عنوانها «التفكير بال حدود من خالل‬ ‫بالسبائك الذهبية وصوالً إلى العملة االفتراضية‪ ،‬مشيراً إلى‬
‫منهجيات االبتكار»‪.‬‬ ‫أن الذهب كان مصدراً موثوقاً بين الناس لمدة ستة آالف سنة‬
‫وأنه الشكل الوحيد من المال الذي نجا حتى اآلن‪ ،‬في حين‬
‫فعاليات اليوم الثالث‬ ‫تناول المحور الثاني خدمات التكنولوجيا المالية‪ ،‬أشار المتحدث‬
‫شهد الملتقى في يومه الثالث واألخير‪ ،‬تكريم‬ ‫الثاني في الجلسة ثيري ساندرز الرئيس التنفيذي في شركة‬
‫االبتكارات المتميزة من القطاعات الستة‪ ،‬التي‬ ‫«سامبورنا ورساها» اإلندونيسية‪ ،‬إلى انخفاض نسبة الخطأ إلى‬
‫يغطيها الحدث‪ ،‬من خالل جوائز الملتقى‪ ،‬إلى‬ ‫الصفر في مجال الخدمات المالية‪ ،‬بعد اعتمادها على برمجيات‬
‫جانب تقديم جوائز للشركات الناشئة وأفضل‬ ‫مبتكرة وتكنولوجيا متطورة‪ ،‬لها القدرة على تحديد مكامن الفشل‬
‫استضاف‬ ‫مبتكر‪ .‬وحصد جائزة الملتقى عن فئة االبتكار في قطاع‬ ‫والخلل في األجهزة المستخدمة في الخدمات المالية‪ ،‬وذلك من‬
‫«الملتقى» على‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬حسام جمعة من جمارك دبي‪ ،‬فيما ذهبت‬ ‫أهم مكونات االبتكار‪ ،‬مؤكداً ضرورة االستفادة من تجربة دبي‬
‫هامش جلساته‬ ‫جائزة االبتكار في قطاع الطاقة المستدامة للدكتور‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬ونقلها إلى الدول األخرى‪ ،‬وال سيما إندونيسيا‪.‬‬
‫محمود الحادر من شركة العين للتوزيع‪ ،‬بينما حاز‬ ‫وتحدثت في المحور الثالث من الجلسة‪ ،‬إيفانز منيوكي من بنك‬
‫معرضًا متخصصًا‬
‫الدكتور أنكيت أغروال من بنك اإلمارات دبي الوطني‪،‬‬ ‫اإلمارات دبي الوطني‪ ،‬عن «االبتكار في الخدمات المالية»‪ ،‬ودور‬
‫جائزة االبتكار في قطاع الخدمات المالية‪ ،‬في حين بمشاركة نحو ‪200‬‬ ‫ذلك في تخفيف األعباء عن رجال األعمال والشركات‪.‬‬
‫شركة إماراتية‬ ‫حصد جائزة االبتكار في الرعاية الصحية الدكتور‬
‫وعربية وعالمية‬ ‫جويل روبرتسون من معهد روبرتسون للبحوث‪ ،‬فيما‬ ‫االبتكار في التكنولوجيا‬
‫حصلت كل من ندى أحمد وحمدة السويدي من وزارة‬ ‫سلطت المتحدثة رانيا رستم الرئيس التنفيذي لالبتكار‬
‫الموارد البشرية والتوطين‪ ،‬على جائزة االبتكار في قطاع‬ ‫في شركة جنرال إلكتريك‪ ،‬خالل افتتاح الجلسة الثالثة بعنوان‬
‫الحكومة الذكية‪ ،‬وحازت الطالبة فاطمة أحمد الشعالي جائزة‬
‫الشباب المبتكر‪ ،‬بينما حصلت شركة «تي بي إيه تيك» على‬
‫جائزة أفضل شركة ناشئة‪ ،‬كما حازت «سكاي ريفي سيستم»‬
‫جائزة أفضل مبتكر‪ .‬واستضاف «ملتقى العرب لالبتكار»‪،‬‬
‫على هامش جلساته‪ ،‬معرضاً متخصصاً‪ ،‬بمشاركة نحو ‪120‬‬
‫شركة ناشئة‪ ،‬استعرضت ابتكاراتها في شتى القطاعات‪ ،‬إلى‬
‫جانب طرح مواضيع تهم الشركات الناشئة‪ ،‬من حيث جذب‬
‫االستثمارات والنمو المطرد والتوسع عالمياً‪ ،‬عبر سلسلة من‬
‫ورش العمل المتخصصة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫وزير التربية والتعليم يزور متحف نوبل‬

‫متحف نوبل ‪ 2018‬في دبي‬


‫عناصر الكيمياء تتفاعل في بيئة ابتكارية‬
‫تنويريــة تثقيفيــة توعويــة لمختلــف األجيــال بأهميــة‬ ‫ومضات ‪ -‬هاني أحمد‪:‬‬
‫التحصــن العلمــي والحــض علــى طلــب المعرفــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يس ــتحق متح ــف نوب ــل ف ــي دب ــي أن تُخص ــص ل ــه أكث ــر‬
‫مــن زيــارة ميدانيــة للتعــرف إلــى أهــم االكتشــافات العلميــة‬
‫متحـــف نوبـــل الـــذي أقيـــم تحـــت رعايـــة ســـمو‬ ‫ف ــي حق ــل الكيمي ــاء تحدي ــداً‪ ،‬حي ــث أقامت ــه مؤسس ــة‬
‫الش ــيخ أحم ــد ب ــن محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم رئي ــس‬ ‫محمــد بــن راشــد آل مكتــوم للمعرفــة تحــت شــعار «جائــزة‬
‫مؤسســـة محمـــد بـــن راشـــد آل مكتـــوم للمعرفـــة‪ ،‬شـــكّل‬ ‫نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء ‪ -‬ارتب ــاط العناص ــر» بالتع ــاون م ــع‬
‫فرص ــة مهم ــة لالقت ــراب كثي ــراً م ــن نتاج ــات العلم ــاء ف ــي‬ ‫مؤسس ــة نوب ــل العالمي ــة‪.‬‬
‫الكيميـــاء‪ ،‬ومحاولـــة فهـــم واســـتدراك أهميـــة التســـلح‬
‫ـول حيوي ـ ٍـة مث ــل حق ــل الكيمي ــاء‪ .‬كم ــا أن‬‫بالعل ــم ف ــي حُ ق ـ ٍ‬
‫المتحــف شـكّل عنوانـاً ومدخــاً للتعــرف أكثــر إلــى العالــم‬ ‫فــي شــارع «ســيتي ووك» العصــري النابــض بالحيويــة‬
‫المص ــري الراح ــل الدكت ــور أحم ــد زوي ــل‪ ،‬ال ــذي احتف ــى‬ ‫حيــث أقيــم المتحــف‪ ،‬يحصــل الزائــر هنــاك علــى وجبــة‬
‫ب ــه المتح ــف‪ ،‬وع ــرض لل ــزوار أه ــم نتاجات ــه البحثي ــة ف ــي‬ ‫دســمة مــن المعلومــات العامــة فــي حقــل الكيميــاء‪،‬‬
‫الكيمي ــاء وحصول ــه عل ــى جائ ــزة نوب ــل العالمي ــة‪.‬‬ ‫وأخــرى متعلقــة بهــذا المــزج بيــن المعلومــة والتكنولوجيــا‬
‫فــي قوالــب تُشــكّل إبهــاراً لحــواس اإلنســان وانشــداداً‬
‫حضور الفت‬ ‫للمعلومــة‪ .‬هــذا الحــدث المهــم الــذي يتكــرر فــي دورتــه‬
‫شــهد المتحــف حضــوراً الفتــاً وواســعاً مــن مختلــف‬ ‫الرابعــة علــى التوالــي‪ ،‬افتتــح فــي الفتــرة مــن ‪ 4‬فبرايــر‬
‫الشــرائح العمريــة وتحديــداً مــن قبــل الطلبــة الذيــن تعرفــوا‬ ‫واســتمر حتــى ‪ 3‬مــارس ‪ ،2018‬اســتثنائي بامتيــاز‪،‬‬
‫عــن قــرب إلــى أقســامه التــي تضــع الزائــر فــي مختبر يعرض‬ ‫خصوصــاً وأن للمتحــف رســائل كثيــرة تحمــل مضاميــن‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪24‬‬
‫الكيميــاء‪ ،‬وتطــور البحــوث الكيميائيــة منــذ القــدم إلــى يومنــا‬
‫هــذا بطريقــة ممتعــة وشــيقة وتعليميــة تفاعليــة فــي الوقــت‬
‫ذاتــه‪ .‬كمــا لــم تقتصــر الزيــارات الميدانيــة علــى الطلبــة‬
‫وجمهــور الباحثيــن والمتخصصيــن فــي الكيميــاء والعلــوم‬
‫الدقيقــة‪ ،‬وإنمــا جــذب المتحــف العائــات التــي وجــدت فــي‬
‫زيارتــه برفقــة أبنائهــا أجــوا ًء تثقيفيــة تق ـدّم توعيــة بأهميــة‬
‫توطيــن المعرفــة‪ ،‬وتُشــجع علــى االســتثمار فــي رأس المــال‬
‫البشــري كونــه الهــدف المنشــود للتنميــة المُســتدامة‪.‬‬

‫المتحــف غنــيٌّ بالمعلومــات التــي يُقدمهــا ويشــرحها‬


‫ا وجــود شاشــة‬ ‫بطريقــة ابتكاريـ ٍـة لــزواره‪ ،‬إذ يســتوقفهم مثـ ً‬
‫كبيــرة تحاكــي أهــم إســهامات الكيميائييــن العــرب فــي علــم‬
‫‪2018‬‬ ‫جمال بن حويرب يفتتح الدورة الرابعة لمتحف نوبل‬ ‫الكيميــاء‪ ،‬فــي حيــن توجــد منصــة تكنولوجيــة ابتكاريــة‬
‫تســتحضر العلمــاء الذيــن حــازوا علــى جائــزة نوبــل العالمية‬
‫فــي حقــل الكيميــاء‪ ،‬ومــن بينهــم الراحــل أحمــد زويــل‪.‬‬

‫هــذا الركــن االبتــكاري الــذي يُجسّ ــد الــذكاء‬


‫االصطناعــي‪ ،‬يعطيــك المعلومــات الشــاملة والوافيــة‬
‫عــن العالــم‪ ،‬وتاريــخ حصولــه علــى جائــزة نوبــل‪ ،‬وأهــم‬
‫اختراعاتــه‪ .‬وفلســفة اســتحضار البيانــات بطريقــة ذكيــة‪،‬‬
‫إذ تقــوم عبــر تحريــك مكعــب يحمــل صــورة العالــم‪ ،‬وتوضــع‬
‫فــي حجــرة مربعــة الشــكل‪ .‬وبمجــرد أن تضــع المكعــب فــي‬
‫الحجــرة تلحــظ وفــرة فــي البيانــات عبــر شاشــة لوحيــة‬
‫تتحــدث عــن إنجــازات العالــم‪ ،‬وحقلــه اإلبداعــي‪ ،‬وغيــر ذلــك‬
‫مــن المعلومــات القيّمــة‪ .‬علــى ســبيل المثــال ثمــة مكعــب‬
‫طلبة ير ّكبون جزيئات في المتحف‬ ‫باســم العالــم البريطانــي جــون كنــدرو‪ ،‬ومــا إن يُنقــل إلــى‬
‫الحجــرة المخصصــة لنقــل البيانــات‪ ،‬حتــى يتفاجــأ الزائــر‬
‫قســم «كيميــاء الحيــاة» يُجسّ ــد التفاعــات الكيميائيــة‬ ‫بمعلومــات تفيــد أن العالــم المذكــور وُلــد عــام ‪ ،1917‬وحــاز‬
‫والعمليــات الحيويــة داخــل الجســم البشــري والكائنــات‬ ‫علــى جائــزة نوبــل ‪ 1962‬حــول تركيــب البروتينــات الخلويــة‪.‬‬
‫الحيــة‪ ،‬إذ إنــه يضــع الزائــر فــي نطــاق االكتشــافات الكبيــرة‬ ‫هنــاك أيضـاً مكعــبٌ معلوماتــي خــاص بالراحــل أحمــد زويــل‪،‬‬
‫التــي خلُــص إليهــا علمــاء الكيميــاء‪ ،‬وحــازوا فيهــا علــى‬ ‫يحكــي عــن والدتــه‪ ،‬وتاريــخ حصولــه علــى جائــزة نوبــل فــي‬
‫جائــزة نوبــل‪ .‬وفــي قســم «التفاعــات‬ ‫الكيميــاء عــام ‪ ،1999‬علــى أبحاثــه الكثيــرة فــي كيميــاء‬
‫الكيميائيــة» يســتمتع فيــه الزائــر‬ ‫الفيمتــو‪ ،‬وهنــا يلحــظ الزائــر أن منصــات متنوعــة تأتــي‬
‫‪ 5‬أقسام تأخذ الزائر‬ ‫بمشــاهدة العديــد مــن التفاعــات‬ ‫بالذكــر علــى العالــم زويــل‪ ،‬ذلــك أن المتحــف خصــص هــذا‬
‫الكيميائيــة التــي اكتشــفها رواد علــم في رحلة علمية تأملية‬ ‫العــام للتركيــز علــى الكيميــاء ولالحتفــاء بزويــل الــذي غــادر‬
‫الكيميــاء‪ .‬كمــا يســتوقف الزائــر قســم تربط بين ماضي وحاضر‬ ‫عالمنــا فــي شــهر أغســطس مــن العــام ‪.2016‬‬
‫الكيمياء‬ ‫خــاص بالراحــل أحمــد زويــل‪ ،‬حيــث‬
‫تعــرض معلومــات وافــرة عنــه بالصــوت‬ ‫خمسة عناصر‬
‫والصــورة‪ ،‬كمــا يأخــذ تصــوراً عام ـاً عــن أهــم اختراعاتــه‪.‬‬ ‫مــا يُم ّيـ ُز متحــف نوبــل عــن غيــره مــن المتاحــف األخرى‬
‫أيضـاً يســتوقف المشــاهدين حــوض مائــي كبيــر تعرض‬ ‫حــول العالــم‪ ،‬أنــه تفاعلــي يثيــر حــواس الزائــر المختلفــة‪،‬‬
‫فيــه نباتــات حيــة تعيــش تحــت الميــاه وأخــرى ميتــة‪ ،‬فأمــا‬ ‫حيــث توجــد خمســة أقســام تتضمــن العناصــر األساســية‬
‫تلــك الحيــة فإنهــا تتعــرض إلــى مــا يســمى بالبنــاء الضوئــي‬ ‫فــي علــم الكيميــاء‪ ،‬بأســلوب ابتــكاري ذكــي شــيّق يأخــذ‬
‫أو التمثيــل الضوئــي‪ ،‬بــأن يُســلط عليهــا كميــات مــن الضــوء‬ ‫الشــخص فــي رحلــة علميــة تأمليــة تربــط الماضــي بالواقــع‬
‫تــؤدي إلــى تفاعــات كيميائيــة مختلفــة عنــد النباتــات‬ ‫المُعاصــر والمُعــاش‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫وجــود جهــاز يتســاءل بشــكل علمــي «كيــف يمكــن للكيميــاء‬ ‫والطحالــب والبكتيريــا الخضــراء المزرقــة‪ ،‬ممــا يــؤدي‬
‫أن تؤثــر فــي المســتقبل؟ هــل تســتطيع أن تســهم فــي هــذا‬ ‫إلــى إنتــاج مــواد غذائيــة يســتخدمها النبــات فــي نمــوه‪ .‬فــي‬
‫األمــر؟»‪ .‬وتكمــن أهميــة هــذا القســم ومختلــف األقســام‬ ‫حيــن أن النبــات الميــت ال يصلــه الضــوء‪ ،‬وبالتالــي ال يمكنــه‬
‫األخــرى‪ ،‬فــي أنهــا عــدا عــن كونهــا تقــدم محتــوىً علمي ـاً‬ ‫ترميــم نفســه بنفســه عبــر هــذه التقنيــة‪.‬‬
‫ومخزون ـاً موســوعياً مــن المعرفــة بالكيميــاء‪ ،‬فإنهــا تُح ّفــز‬
‫التبصــر أكثــر فــي أمــور حياتهــم‬‫ّ‬ ‫الطلبــة والزائريــن علــى‬ ‫أمــا قســم «العناصــر» فيتضمـ ُن جــدوالً دوريـاً للعناصــر‬
‫الدراســية‪ ،‬وتحثهــم علــى االســتزادة المعرفيــة واالبتــكار‬ ‫شــرح‬
‫ٍ‬ ‫وخواصهــا المختلفــة‪ ،‬وتقــوم فكرتــه علــى تقديــم‬
‫والتفكيــر خــارج الصنــدوق والتركيــز علــى حقــول علميــة‬ ‫واف عــن كل عنصــر علــى حــدة‪ ،‬فــإذا نقــرت علــى معــدن‬ ‫ٍ‬
‫إبداعيــة دقيقــة مثــل الكيميــاء‪.‬‬ ‫الحديــد مث ـاً‪ ،‬فــإن الشاشــة ســتضيءُ علــى هــذا العنصــر‬
‫بــأن تقــدم معلومــات مفصلــة عنــه‪ .‬ويســتحضر هــذا القســم‬
‫مخزون معرفي‬ ‫ســيرة العالمــة مــاري كــوري التــي اكتشــفت عنصرين مهمين‬
‫ســعادة جمــال بــن حويــرب المديــر التنفيــذي لمؤسســة‬ ‫لــم يكونــا معروفيــن بالنســبة للبشــرية همــا‪ :‬الراديــوم‬
‫محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم للمعرف ــة‪ ،‬ق ــال عل ــى هام ــش‬ ‫والبولونيــوم‪ .‬هــذان العنصــران إلــى جانــب أبحــاث عمليــة‬
‫انطـــاق المتحـــف أوائـــل فبرايـــر ‪ ،2018‬إنـــه جـــاء فـــي‬ ‫أخــرى‪ ،‬قــادت العالمــة كــوري للفــوز بجائزتــي نوبــل فــي‬
‫ذك ــرى العال ــم الراح ــل أحم ــد زوي ــل‪ ،‬وإن المتح ــف يُشــكّل‬ ‫حقلــي الكيميــاء والفيزيــاء‪.‬‬
‫فرص ـ ًة لتحفي ــز الش ــباب عل ــى العل ــم وفت ــح أب ــواب واس ــعة‬
‫له ــم ف ــي مج ــاالت العل ــوم‪ ،‬مش ــيراً إل ــى أنه ــم يس ــتثقلون‬ ‫بعــد ذلــك يلحــظ الزائــز فــي قســم «الجزيئــات»‬
‫الكيميـــاء والفيزيـــاء‪ ،‬لكنهـــم حيـــن يأتـــون إلـــى المتحـــف‬ ‫عروضـاً تفاعليــة تنقــل الحاضريــن إلــى مســتوى التفكــر في‬
‫فإنه ــم ال يس ــتصعبون ه ــذه العل ــوم‪ ،‬ويتقبلونه ــا بطريق ــة‬ ‫المعــادالت الكيميائيــة التــي قــادت البشــرية نحــو التطــور‪،‬‬
‫ابتكاري ــة شــيّقة‪.‬‬ ‫وهــذا القســم يتيــح للــزوار خاصيــة بنــاء الجزيئــات‪ ،‬كمــا‬
‫يتيــح لهــم التعــرف إلــى جزيئــات بســيطة ومرك ّبــة جعلــت‬
‫ولفــت إلــى أهميــة علــم الكيميــاء كونــه يحيــط بنــا‬ ‫روادهــا يفــوزون بجائــزة نوبــل‪ .‬وحتمــاً تكــون المشــاهدة‬
‫ويصــب فــي تفاصيــل حياتنــا‪ ،‬لكــن العــرب بنظــره ال‬ ‫ممتعــة حيــن يأخــذك القســم فــي رحلــة تحكــي عــن أهــم‬
‫يســهمون فــي هــذا العلــم عكــس مــا كانــوا فــي ســابق‬ ‫إنجــازات العالمــة دوروثــي هودجكيــن فــي بنــاء الجزيئــات‬
‫الزمــان‪ ،‬حيــث حققــوا قفــزات كبيــرة فــي حقــل الكيميــاء‪،‬‬ ‫المعقــدة‪ ،‬ومشــوارها البحثــي والعلمــي فــي موضــوع‬
‫إنمــا اليــوم تســتأثر الــدول الغربيــة بالعلــم والنتاجــات‬ ‫ا عــن التعــرف إلــى‬ ‫الجزيئــات وحصولهــا علــى نوبــل‪ ،‬فضـ ً‬
‫العلميــة‪ ،‬وأشــار إلــى أن الطمــوح أن تُم ّثــل هــذه المتاحــف‬ ‫دراســات لفائزيــن درســوا البنيــة الجزيئيــة‪.‬‬
‫نافــذة للشــباب لطلــب العلــم والفــوز بجوائــز عالميــة مثــل‬ ‫وأخيــراً قســم «كيميــاء غ ّيــرت العالــم» يأتــي علــى كثيــر‬
‫جائــزة نوبــل‪ .‬كمــا أكــد ســعادته أن مؤسســة نوبــل العالميــة‬ ‫مــن البحــوث واالكتشــافات العلميــة لعباقــرة الكيميــاء الذين‬
‫مهتمــة جــداً بتحفيــز الشــباب العربــي علــى التمســك بالعلــم‬ ‫تحــدوا الزمــن فــي إنجازاتهــم العظيمــة‪ ،‬غيــر أن هــذا‬
‫والمعرفــة واالبتــكار مــن أجــل الفــوز بجائــزة نوبــل‪ ،‬غيــر أنــه‬ ‫القســم يضــع أمــام الطلبــة تســاؤالت وإجابــات تفيدهــم‬
‫قــال إن ذلــك يمكــن أن يتحقــق إذا تداعــى هــذا الشــباب‬ ‫فــي أبحاثهــم الكيميائيــة المســتقبلية‪ ،‬حيــث لفــت االنتبــاه‬
‫لالبتــكار كمــا حصــل مــع العالــم المصــري أحمــد‬
‫زويــل‪ ،‬رحمــه اهلل‪ ،‬الــذي كان مبتكــراً ومكتشــفاً فــي‬
‫آن واحــد وغيّــر علــم الكيميــاء‪.‬‬

‫مــا يم ّيــز متحــف نوبــل طيلــة فتــرة انعقــاده‪ ،‬أنــه‬


‫بمثابــة قاعــدة بيانــات لكميــة هائلــة مــن المعلومــات‬
‫تتصــل بالمعرفــة والكيميــاء تحديــداً‪ ،‬يشــمل ذلــك‬
‫تنــوع الورشــات المصاحبــة للمتحــف‪ ،‬هــذه التــي‬
‫قدّمهــا نخبــة مــن العلمــاء والمختصيــن من مؤسســة‬
‫نوبــل العالميــة وعديــد الجامعــات حــول العالــم‪،‬‬
‫الذيــن شــرحوا للــزوار والمهتميــن موضوعــات‬
‫ا‬
‫تتعلــق بمدينــة زويــل للعلــوم والتكنولوجيــا‪ ،‬فض ـ ً‬ ‫إحدى الورشات العلمية المصاحبة للمتحف‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪26‬‬
‫أحد أقسام‬
‫متحف نوبل‬ ‫وجلســات نقاشــية عبــارة عــن حلقــات تشــاركية جــرى فيهــا‬ ‫عــن إســهامات العالــم أحمــد زويــل البحثيــة والعلميــة‪،‬‬
‫عــرض كتــب متخصصــة فــي الكيميــاء‪.‬‬ ‫ُفصلــة عــن جائــزة نوبــل وشــروط اســتحقاقها‬
‫ومعلومــات م ّ‬
‫ومعاييــر اختيــار الفائزيــن فــي حقولهــا المختلفــة‪.‬‬
‫وتحــرص مؤسســة محمــد بــن راشــد آل مكتــوم للمعرفة‬
‫علــى اســتعراض إنجــازات الحائزيــن علــى جائــزة نوبــل فــي‬ ‫ورشات مصاحبة‬
‫مختلــف مجاالتهــا‪ ،‬ســواء فــي حقــل الطــب أو العلــوم أو‬ ‫مــن الصعــب فــي هــذا المقــام تعــداد وحصــر مجمــوع‬
‫الفيزيــاء‪ ،‬الكيميــاء‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وفــي العــام المقبــل ‪2019‬‬ ‫الورشــات التــي نظمتهــا مؤسســة محمــد بــن راشــد آل‬
‫ســتقيم المؤسســة الــدورة الخامســة مــن متحــف نوبــل تركــز‬ ‫مكتــوم للمعرفــة علــى هامــش متحــف نوبــل ‪ ،2018‬لكــن‬
‫فيهــا علــى اآلداب‪ ،‬يتبعهــا فــي العــام‬ ‫يمكــن التعــرض إلــى أبــرز الورشــات التــي القــت حضــوراً‬
‫الــذي يليــه التركيــز علــى االقتصــاد‪.‬‬ ‫الفتــاً مــن جانــب الطلبــة والمختصيــن واألكاديمييــن‬
‫أقسام المتحف غنية‬ ‫الحديــث عــن متحــف نوبــل بتفاصيلــه‬ ‫المعنييــن فــي مجــال الكيميــاء‪.‬‬
‫بمحتواها العلمي‬ ‫ليــس بتلــك الســهولة‪ ،‬خصوصــاً وأنــه‬
‫مكتنــز بمعلومــات متميــزة وكثيــرة‪ ،‬فمــن وموسوعيتها في حقل‬ ‫ورشــة عمــل «العالــم أحمــد زويــل وجائــزة نوبــل فــي‬
‫الكيمياء‬ ‫شاشــة المنتجــات الدوائيــة إلــى أخــرى‬ ‫الكيميــاء» التــي حاضــر فيهــا البروفســوران إبراهيــم‬
‫عــن المــواد البالســتيكية وثالثــة عــن‬ ‫الشــربيني ومحمــد الكــردي‪ ،‬ركّــزت علــى مدينــة زويــل‬
‫طبقــة األوزون‪ ،‬وزاويــة المحــول أو الحفّــاز‪ ،‬واســتعراض‬ ‫للعلــوم والتكنولوجيــا فــي مصــر التــي أسســها الراحــل‬
‫الكيميــاء الســطحية ومجتمــع الســيارات وانبعاثــات‬ ‫أحمــد زويــل‪ ،‬وكان ينظــر إليهــا باعتبارهــا مشــروعاً تعليميـاً‬
‫ا عــن شاشــات متنوعــة تتعــرض إلــى‬ ‫العــوادم‪ ،‬فضــ ً‬ ‫تنموي ـاً يســعى إلــى دعــم األبحــاث العلميــة‪ ،‬والتركيــز علــى‬
‫التجــارب الكيميائيــة‪ ،‬ومعلومــات مفيــدة للــزوار‪ ،‬كل ذلــك‬ ‫التخصصــات الدقيقــة‪ .‬أمــا ورشــة «المجهــر اإللكترونــي‬
‫يســتحق بالفعــل زيــارة المتحــف‪.‬‬ ‫يســهل عمليــة تصويــر األجســام المتناهيــة فــي الصغــر‬
‫الموجــودة فــي المحاليــل»‪ ،‬فقــد ناقشــت تقنيــة المجهــر‬
‫ّ‬
‫يحث‬ ‫جمال بن حويرب‬ ‫ثمــة معــرض لصــور المشــاركين‬ ‫اإللكترونــي وآليــة عملــه‪ ،‬فــي حيــن تطرقــت الورشــة التــي‬
‫الذيــن زاروا متحــف نوبــل ‪ ،2018‬إذ‬ ‫قدمتهــا الدكتــورة فيفيــكا ألفريدســون أســتاذة الكيميــاء‬
‫الطلبة على المعرفة‬
‫تتيــح هــذه الخاصيــة لمــن حضــر إليــه‬ ‫الفيزيائيــة فــي جامعــة لونــد‪ ،‬إلــى اكتشــافات العلمــاء‬
‫واستلهام نموذج زويل‬ ‫أخــذ صــورة وإرســالها مباشــر ًة إلــى‬ ‫االســكتنلدي ريتشــارد هندرســون واأللمانــي يوخايــم فرانك‬
‫في االبتكار‬ ‫بريــده اإللكترونــي‪ .‬فــي الحقيقــة‪ ،‬ألمــر‬ ‫والسويســري جــاك دوبوشــيه الفائزيــن بجائــزة نوبــل عــام‬
‫ا فــي رحابــه‬‫حســن أن ينعقــد متحــف نوبــل كل عــام‪ ،‬حامـ ً‬ ‫‪ 2017‬عــن أبحاثهــم فــي مجــال تطويــر المجهــر اإللكترونــي‬
‫عنوانــاً يفيــد تطــور البشــرية‪ ،‬ويمضــي بهــا إلــى آفــاق‬ ‫فائــق البــرودة‪ ،‬لتحديــد بنيــة الجزيئــات الحيويــة بدقــة‬
‫المســتقبل المنشــود‪ ،‬حيــث ســعي القيــادة الرشــيدة إلــى‬ ‫عاليــة‪ .‬و«كيــف تحصــل علــى جائــزة نوبــل» كانــت عنــوان‬
‫ترســيخ الــذكاء االصطناعــي والثــورة الصناعيــة الرابعــة‪،‬‬ ‫ورشــة حاضــر فيهــا كل مــن غوســتاف غولســتراند المــؤرخ‬
‫وفــي مقدمــة ذلــك التركيــز علــى العنصــر البشــري وامتالك‬ ‫لجائــزة نوبــل العالميــة‪ ،‬إلــى جانــب آنــا دوغــي رئيســة‬
‫المعرفــة وتوطينهــا ومــن ثــم تصديرهــا إلــى الخــارج‪.‬‬ ‫البرامــج فــي مركــز نوبــل‪ ،‬تبعتهــا ورشــات أخــرى متنوعــة‬

‫‪27‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫ناطحات السحاب‬
‫تغ ّير وجه المدن‬
‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫ش ــهد ‪ 2017‬بن ــاء المزي ــد م ــن ناطح ــات الس ــحاب‪ ،‬أكث ــر م ــن أي ع ــام‬
‫آخــر فــي التاريــخ‪ ،‬وهــي تصــل إلــى أعلــى مــا يمكــن فــي عمــوم العالــم‪ .‬هــذه‬
‫الناطحــات بأشــكالها المتعــددة والهائلــة تغ ّيــر وجــه المــدن والوظائــف‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪28‬‬
‫‪13‬‬ ‫مختلف ـاً»‪ .‬وهــذا الرقــم أعلــى مــن رقــم ‪ 2016‬بنســبة‬ ‫تشــهد ناطحــات الســحاب فــي المــدن عبــر أنحــاء‬
‫فــي المائــة‪.‬‬ ‫العالــم صعــوداً ملموســاً‪ ،‬حيــث ســرعان مــا تتحــول‬
‫وفــي هــذا الســياق يقــول أنتونــي وود‪ ،‬المديــر التنفيــذي‬ ‫الرســوم البيانيــة إلــى ناطحــات للســحاب‪ .‬وإذا مــا تشــكل‬
‫للمجلــس‪« :‬تظهــر بيانــات ‪ 2017‬اســتمراراً فــي المضــي‬ ‫المــدن عــادة محــركات العالــم االقتصاديــة‪ ،‬فــإن ناطحــات‬
‫نحــو انتشــار عالمــي أكبــر لبنــاء ناطحــات الســحاب‪ .‬لــم‬ ‫الســحاب هــي دوّاســة التســارع‪ .‬خاصــة أننــا فــي عصــر‪،‬‬
‫تعــد تقتصــر األبنيــة الشــاهقة علــى عــدد قليــل مــن المراكــز‬ ‫تتكاثــر فيــه ناطحــات الســحاب باســتمرار‪ ،‬وتتجــاوز حــدود‬
‫الماليــة والتجاريــة‪ ،‬بــل تصبــح النمــوذج العالمــي المقبــول‬ ‫المعتــاد‪.‬‬
‫فــي ظــل زيــادة الكثافــة الســكانية‪ ،‬إذ إن أكثــر مــن مليــون‬ ‫فــي ‪ ،2017‬بنيــت المزيــد مــن ناطحــات الســحاب‬
‫شــخص يتوجهــون نحــو المــدن فــي كل أســبوع»‪.‬‬ ‫أكثــر مــن أي ســنة أخــرى فــي التاريــخ‪ .‬كمــا كان العــام‬
‫الماضــي هــو الرابــع علــى التوالــي كعــام قياســي فــي بنــاء‬
‫تحديات جسيمة‬ ‫األبنيــة الطويلــة‪ .‬ورغــم أن الواليــات المتحــدة اعتــادت‬
‫غالبـاً مــا يواجــه المطــورون في المدن فــي جميع أنحاء‬ ‫أن تقــود العالــم فــي اإلنجــازات المعماريــة‪ ،‬إال أن أبــرز‬
‫العالــم تحدي ـاً كبيــراً فــي تأميــن تصاريــح وأذونــات لبنــاء‬ ‫ـان‬
‫المبانــي ليســت فيهــا حاليـاً‪ .‬فخمســة مــن أطــول ‪ 10‬مبـ ٍ‬
‫ناطحــات ســحاب عمالقــة‪ ،‬ولكــن مــع هــذا التدفــق البشــري‬ ‫منتصبــة فــي مدينــة نيويــورك فــي عــام ‪ ،2009‬مــن بينهــا‬
‫الهائــل مــن المناطــق الريفيــة إلــى المناطــق الحضريــة‪،‬‬ ‫مبنــى امبايــر ســتيت‪ ،‬تــم االنتهــاء منهــا بيــن عامــي ‪1930‬‬
‫باتــت قضيــة بنــاء المزيــد مــن ناطحــات الســحاب تشــهد‬ ‫و‪ .1933‬أمــا هيمنــة بنــاء األبنيــة الشــاهقة (‪ 200‬متــر‬
‫زخم ـاً علــى نحــو متزايــد‪ .‬فــي وقتنــا الحاضــر‪ ،‬ناطحــات‬ ‫حتــى ‪ 600‬متــر)‪ ،‬وناطحــات الســحاب العمالقــة (‪600‬‬
‫الســحاب ترمــز بشــكل علنــي إلــى المكانــة‬ ‫متــر فمــا فــوق) فقــد هاجــرت إلــى آســيا والشــرق األوســط‪.‬‬
‫والقــوة ‪« -‬تبــاهٍ فــي الزجــاج والصلــب» علــى إذا كانت المدن تشكل‬ ‫فــي عــام ‪ ،1969‬تأســس مجلــس المبانــي الشــاهقة‬
‫عادة محركات العالم‬ ‫حــد تعبيــر األكاديمــي األميركــي ميســن‬ ‫والمراكــز الحضريــة فــي شــيكاغو‪ ،‬الواليــات المتحــدة‬
‫األميركيــة‪ ،‬وهــو منظمــة غيــر هادفــة للربــح‪ ،‬وهــو مــورد‬
‫كولــي ‪ -‬ولكــن هــذه الصــورة قــد تتغيــر‪ ،‬إذ االقتصادية‪ ،‬فإن ناطحات‬
‫إن المزيــد مــن ناطحــات الســحاب تســتفيد‬ ‫بــارز فــي العالــم لمحترفيــن ركــزوا علــى إنشــاء‪ ،‬وتصميــم‪،‬‬
‫دواسة‬
‫السحاب هي ّ‬ ‫واع مــن البيئــة‪ ،‬وتجمــع كميــة‬‫علــى نحــو ٍ‬ ‫وبنــاء‪ ،‬وتشــغيل المبانــي العاليــة والمــدن المســتقبلية‪ ،‬أشــار‬
‫التسارع‬ ‫كبيــرة مــن المرافــق والنــاس فــي رقعــة‬ ‫فــي تقريــره الســنوي لعــام ‪ 2017‬إلــى أنــه «تــم االنتهــاء‬
‫صغيــرة نســبياً مــن األرض»‪.‬‬ ‫مــن ‪ 144‬ناطحــة ســحاب فــي عــام ‪ 2017‬فــي ‪ 23‬بلــداً‬
‫مــن الناحيــة االقتصاديــة‪ ،‬ســوف تضــع ناطحــات‬
‫الســحاب أيض ـاً علــى نحــو متزايــد عالمــة علــى صناديــق‬
‫الميزانيــة المناســبة‪ ،‬إذ إن التقــدم فــي التكنولوجيــا والمواد‬
‫يحســن عنصــر تقليــل الكلفــة الــذي يعــد األكثــر أهميــة فــي‬
‫بنــاء ناطحــة ســحاب‪ ،‬مــن خــال الهيــكل الحديــدي الصلــب‬
‫الحامــل‪ ،‬ممــا يســمح بتوفيــر كميــات أكبــر مــن‬
‫لم تعد تقتصر‬ ‫مســاحة األرضيــة باســتخدام نفــس الكميــة مــن‬
‫الناطحات على المراكز‬ ‫المنطقــة‪.‬‬
‫ويتوقــع تقريــر المجلــس أن يســتمر بنــاء‬
‫المالية بل تتحول إلى‬
‫ناطحــات ســحاب فــي الصعــود‪ ،‬ويتوقــع تســجيل‬
‫رقــم قياســي فــي عــام ‪ .2018‬وفــي حالــة دولــة نموذج عالمي مقبول‬
‫في ظل الكثافة‬ ‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬حيــث يوجــد فيهــا‬
‫السكانية المتزايدة‬ ‫بــرج خليفــة ‪ -‬أطــول مبنــى فــي العالــم بــدأت‬
‫‪ 2018‬برقــم قياســي جديــد أعلــى‪ .‬فــي ليلــة‬
‫رأس الســنة الجديــدة‪ ،‬نــال حــدث عــرض األضــواء فــي بــرج‬
‫خليفــة رقم ـاً قياســياً فــي موســوعة غينيــس كأكبــر عــرض‬
‫ضوئــي وصوتــي علــى مبنــى واحــد‪ .‬كمــا تعــد دبــي موطن ـاً‬
‫لثالثــة مــن أصــل خمســة أطــول أبنيــة فــي عــام ‪،2017‬‬
‫لتحتــل المرتبــة الرابعــة عالميــاً فــي العالــم مــن حيــث‬

‫‪29‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫علــى ‪ 200‬متــر‪ ،‬يقــول التقريــر إن «المنطقــة قــد تبــدأ فــي‬ ‫احتضــان أطــول ناطحــات ســحاب‪.‬‬
‫فقــدان قيادتهــا أمــام مناطــق أخــرى‪ ،‬مثــل أفريقيــا والهند»‪.‬‬ ‫وكان أطــول ناطحــة ســحاب أنجــزت فــي المدينــة‬
‫العــام الماضــي مارينــا ‪ ،101‬وهــو فنــدق مكــون مــن ‪101‬‬
‫آراء في الهندسة‬ ‫طابقــاً بطــول ‪ 425‬متــراً‪ .‬تــم تطويــره مــن قبــل إعمــار‬
‫هنــاك حاجــة ماســة إلــى تحــول متضافــر نحــو بنــاء‬ ‫العقاريــة‪ ،‬وهــو اآلن ثانــي أطــول مبنــى فــي دبــي بعــد بــرج‬
‫المزيــد مــن ناطحــات الســحاب فــي البلــدان الناميــة مثــل‬ ‫خليفــة ‪ 830‬متــر‪.‬‬
‫الهنــد‪ ،‬وفقـاً لمــا ذكــره إدوارد غاليزر‪ ،‬أســتاذ االقتصاد في‬ ‫وتجــاوزت المبانــي الـــ ‪ 144‬التــي أنجــزت فــي عــام‬
‫جامعــة هارفــارد منــذ عــام ‪ .1992‬ففــي مقــال لــه لمجلــة‬ ‫‪ 2017‬كل عــام قبلــه‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الرقم القياســي الســابق‬
‫«ذا أتالنتيــك» بعنــوان «كيــف يمكــن لناطحــات الســحاب‬ ‫البالــغ ‪ 127‬فــي عــام ‪ .2016‬وبذلــك يصــل إجمالــي عــدد‬
‫أن تنقــذ المدينــة» يكتــب غاليــزر‪« ،‬األخاديــد الخرســانية‪،‬‬ ‫المبانــي التــي يبلــغ طولهــا ‪ 200‬متــر فــي العالــم إلــى ‪1319‬‬
‫مثــل تلــك التــي تقــع علــى طــول الجــادة الخامســة فــي‬ ‫مبنــى‪ .‬ويمثــل هــذا زيــادة بنســبة ‪ 12.3‬فــي المائــة عــن‬
‫نيويــورك‪ ،‬ليســت مشــكلة حضريــة ‪ -‬فهــي طريقــة معقولــة‬ ‫عــام ‪ ،2016‬وارتفعــت بنســبة مذهلــة تقــدر بـــ ‪ 402‬فــي‬
‫تمام ـاً لتناســب عــدداً كبيــراً مــن النــاس والشــركات علــى‬ ‫المائــة عــن عــام ‪ ،2000‬حيــث لــم يكــن هنــاك ســوى ‪263‬‬
‫مســاحة صغيــرة مــن األرض‪ .‬السياســة الســيئة فقــط هــي‬ ‫مبنــى‪ .‬تهيمــن الصيــن علــى القائمــة التــي تمثــل أكثــر مــن‬
‫التــي تمنــع مــن بنــاء صــف طويــل مــن المبانــي المكونــة‬ ‫نصــف المجمــوع العالمــي‪ ،‬حيــث يوجــد ‪ 77‬مبنــى فــي ‪36‬‬
‫مــن ‪ 50‬طابقـاً علــى الواجهــة البحريــة فــي مومبــاي‪ ،‬مثلمــا‬ ‫مدينــة مختلفــة‪.‬‬
‫ـان شــاهقة علــى شــاطئ شــيكاغو»‪.‬‬ ‫ترتفــع مبـ ٍ‬ ‫فــي عــام ‪ ،2017‬تــم إنجــاز مــا مجموعــه ‪ 15‬ناطحــة‬
‫إن تلــك الهيئــات التــي تفــرض قيــوداً علــى ارتفــاع‬ ‫ســحاب عمالقــة‪ ،‬ليصــل المجمــوع العالمــي إلــى ‪.126‬‬
‫المبانــي‪ ،‬بدعــم مــن المخططيــن الحضرييــن والمحافظيــن‬ ‫ويكشــف تقريــر المجلــس أن عــدد المبانــي التــي تزيــد عــن‬
‫عليهــا‪ ،‬يجــب أن تتصــدى للحجــة الســائدة التــي تدعــم‬ ‫‪ 600‬متــر فــي العالــم مــن المتوقــع أن ترتفــع مــن ثالثــة إلــى‬
‫ازدهــار ناطحــات الســحاب‪ ،‬وهــو أنــه إضافــة إلــى تشــجيع‬ ‫ســبعة فــي الســنوات الخمــس المقبلــة‪ .‬وهــذا يتضمــن إتمام‬
‫بنــاء ناطحــات الســحاب‪ ،‬وتعزيــز رأس المــال االجتماعــي‬ ‫بــرج جــدة‪ ،‬المعــروف ســابقاً باســم بــرج المملكــة‪ ،‬ويقــع فــي‬
‫واإلبــداع‪ ،‬فإنهــا قــد تجعــل المــدن فــي نهايــة المطــاف أكثــر‬ ‫جــدة‪ ،‬المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وهــو أطــول مبنــى مقبــل‬
‫كلفــة‪ ،‬ولكــن يمكــن للمبانــي العاليــة أن تكــون أيض ـاً أكثــر‬ ‫فــي العالــم بارتفــاع يبلــغ ألــف متــر‪ .‬المبنــى الــذي وضــع‬
‫فائــدة مــن الناحيــة البيئيــة‪.‬‬ ‫حجــر األســاس فــي ‪ ،203‬ســيقع فــي قلــب مدينــة جــدة‬
‫يقــول غاليــزر‪ :‬إن «مدينــة تضــم ‪ 20‬مليــون نســمة‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬وهــو مشــروع تجــاري وســكني بمســاحة تبلــغ‬
‫تحتــل مســاحة صغيــرة مــن األرض يمكــن أن تقطــن‬ ‫‪ 5.3‬مالييــن متــر مربــع‪ ،‬يضــم منــازل وفنــادق ومكاتــب‪،‬‬
‫ممــرات ناطحــات الســحاب‪ .‬ومــن شــأن وفــرة العقــارات‬ ‫ا عــن مناطــق جــذب ســياحي‪ .‬وتؤكــد شــركة جــدة‬ ‫فضــ ً‬
‫العموديــة القريبــة والمتصلــة أن تقلــل مــن الضغــط علــى‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬المطــور الــذي يقــف وراء بنــاء هــذه الناطحــة‬
‫الطــرق‪ ،‬وتســهل االتصــاالت التــي هــي شــريان الحيــاة‬ ‫أن تاريــخ االنتهــاء منهــا ســيكون فــي ‪.2020‬‬
‫فــي مدينــة القــرن الحــادي والعشــرين‪ ،‬وتقلــل مــن تكلفــة‬ ‫فــي الوقــت الــذي تقــود فيــه آســيا والصيــن علــى وجــه‬
‫مومبــاي الفائقــة مــن حيــث المســاحة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬بــدالً‬ ‫الخصــوص والشــرق األوســط الطريــق فــي بنــاء أبنيــة تزيــد‬
‫مــن تشــجيع التنميــة المدمجــة‪ ،‬مومبــاي تدفــع النــاس‬
‫إلــى الخــروج‪ .‬فقــط ســتة مبــان فــى مومبــاي تتجــاوز‬
‫ارتفــاع (‪ 149‬متــراً)‪ ،‬وتــم بنــاء ثالثــة مبــان منهــا‬
‫فــي العــام الماضــي‪ ،‬مــع التقليــل مــن القيــود علــى‬
‫االرتفــاع‪ ،‬خاصــة خــارج وســط المدينــة التقليــدي»‪.‬‬
‫ويضيــف غاليــزر‪« :‬إذا أرادت مومبــاي تعزيــز‬
‫القــدرة علــى تحمــل التكاليــف وتخفيــف االزدحــام‪،‬‬
‫يجــب أن تجعــل المطوريــن يســتخدمون أراضيهم على‬
‫أكمــل وجــه‪ ،‬ممــا يتطلــب أال يقــل أي مبنــى جديــد فــي‬
‫وســط المدينــة عــن ‪ 40‬طابق ـاً‪ .‬مــن خــال مطالبــة‬
‫المطوريــن بخلــق المزيــد‪ ،‬فــإن الحكومــة تشــجع علــى‬
‫توفيــر المزيــد مــن المســاكن‪ ،‬وتوســع أقــل‪ ،‬وانخفــاض‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪30‬‬
‫يجــب أن «تضــيء مبــادئ التصميــم‪ ،‬والتنفيــذ المفيــد‬ ‫فــي األســعار‪ .‬ســحر المــدن يأتــي مــن شــعبها‪ ،‬ولكــن هــؤالء‬
‫والضــروري للــروح الجماعيــة التــي نســميها المجتمــع‪.‬‬ ‫النــاس يجــب أن تتــم خدمتهــم بشــكل جيــد مــن الخرســانات‬
‫وألمثلــة ال يمكــن االســتغناء عنهــا مــن تلــك الــروح ســأخوض‬ ‫التــي تحيــط بهــم‪ .‬تحتــاج المــدن إلــى الطــرق والمبانــي التي‬
‫معركــة حقيقيــة»‪.‬‬ ‫تمكــن النــاس مــن العيــش بشــكل جيــد‪ ،‬والتواصــل بســهولة‬
‫اعترفــت هاكســتابل كيــف يمكــن أن تكــون ناطحــات‬ ‫مــع بعضهــا البعــض ‪ ...‬فــي المــدن المرغوبــة أكثــر‪ ،‬أينمــا‬
‫الســحاب مثيــرة للخــاف‪ ،‬وكانــت إمــا الذعــة وإذا مــا‬ ‫كانــت‪ ،‬االرتفــاع هــو أفضــل وســيلة للحفــاظ علــى األســعار‬
‫تشــكل المــدن عــادة محــركات العالــم االقتصاديــة‪ ،‬فــإن‬ ‫فــي مســتوى معقــول ومســتويات معيشــة متوســطة»‪.‬‬
‫ناطحــات الســحاب هــي دوّاســة التســارع‪ .‬أو مادحــة فــي‬ ‫وفــي حيــن أن ناطحــات الســحاب لــم تســتخدم‬
‫تقييماتهــا لناطحــات الســحاب فــي العالــم‪ .‬كانــت تركــز‬ ‫تاريخي ـاً ألغــراض ســكنية‪ ،‬وهــذا يتغيــر بســرعة‪ .‬تشــیر‬
‫وتبحــث دائمـاً فــي ناطحات ســحاب علــى جوانب االتصال‬ ‫التوقعــات الحالیــة إلــی أن أكثــر مــن ثلــث ناطحــات‬
‫اإلنســاني المهــم فــي أي مبنــى‪ .‬ناطحــات الســحاب هــي‬ ‫مبــان ســكنیة بنهایــة‬
‫ٍ‬ ‫الســحاب العمالقــة ســتتكون مــن‬
‫بــا شــك تشــهد صعــوداً فــي بنائهــا‪ ،‬ولكــن دعونــا نأمــل‬ ‫اذا العــام‪ .‬ومــن الممكــن أن يمثــل البنــاء الســكني بأكملــه‪،‬‬
‫أن يضــع المطــورون النــاس فــي اعتبارهــم‬ ‫الــذي تأثــر بشــكل كبيــر بالهبــوط المالــي لعــام ‪،2008‬‬
‫أكثــر مــن تحقيــق الربــح‪.‬‬ ‫أكبــر نســبة مــن المبانــي التــي تــم إكمالهــا فــي عــام ‪2018‬‬
‫يوجد في الصين ‪77‬‬
‫وقالــت الكاتبــة‪« :‬اليــوم‪ ،‬عندمــا يبــدو‬ ‫والبالــغ عددهــا ‪ 200‬مبنــى‪.‬‬
‫أن هنــاك الكثيــر الــذي يتآمــر للحــد مــن ناطحة سحاب عمالقة‬ ‫إنــه ألمــر مدهــش أن تتبــع النمــو المتزايــد لناطحــات‬
‫الحيــاة والشــعور بالنــاس األكثــر حرمانــاً متوزعة على ‪ 36‬مدينة‬ ‫الســحاب العمالقــة التــي تزيــد علــى ‪ 600‬متــر‪ .‬فقبل عشــر‬
‫مختلفة‬ ‫ومهانــة‪ ،‬مــن المهــم أكثــر مــن أي وقــت‬ ‫ســنوات‪ ،‬كانــت ‪ 20‬مدينــة فقــط فــي جميــع أنحــاء العالــم‬
‫مضــى أن نعــزز فــي أنفســنا بعــداً إضافي ـاً‬ ‫قــد أكملــت المبانــي العمالقــة مــن هــذا النــوع‪ .‬اآلن هــذا‬
‫للكرامــة أو البهجــة واإلحســاس بــأن فــن البنــاء يمكــن أن‬ ‫العــدد قــد تجــاوز الـــ ‪ .60‬ولكــن فــي الوقــت الــذي تكــون‬
‫يوفــر لنــا الكثيــر مــن خــال طبيعــة األماكــن التــي نعيــش‬ ‫فيــه ناطحــات الســحاب فــي نهايــة المطــاف هــي عــرض‬
‫ونعمــل فيهــا»‪ ،‬وأضافــت هوكســتابل» ختام ـاً مــا يهــم أكثــر‬ ‫واضــح للثــروة والرخــاء‪ ،‬تكــون مــن دون قيمــة إذا أحبطــت‬
‫مــن النمــط هــو مــا إذا كانــت الهندســة المعماريــة تحســن‬ ‫الســكان الذيــن يقطنونهــا‪.‬‬
‫تجربتنــا فــي العالــم المبنــي مــن حولنــا‪ ،‬أو مــا إذ كانــت‬ ‫الكاتبــة القديــرة الراحلــة ادا لويــز هاكســتابل‪ ،‬التــي‬
‫تجعلنــا نتســاءل لمــاذا لــم نلحــظ األماكــن بهــذه الطريقــة‬ ‫كتبــت ‪ 11‬كتابــاً فــي الهندســة المعماريــة وحصلــت علــى‬
‫تمام ـاً مــن قبــل»‪.‬‬ ‫جائــزة بوليتــزر للنقــد‪ ،‬أصــرت علــى أن ناطحــات الســحاب‬

‫‪31‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫وصول اإلنترنت إلى األرياف البعيدة‬
‫حسن التعليم والزراعة والصحة‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫مضخة أمل في أرياف الهند وأفريقيا‬
‫الرقمنة‬
‫فـــي محاربـــة الفســـاد؛ مـــن خـــال رفـــع الحراســـة عـــن‬ ‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫الس ــوق الس ــوداء ف ــي الب ــاد‪ .‬وبغي ــة تحقي ــق ه ــذا اله ــدف‪،‬‬ ‫الي ــزال اخت ــراق ش ــبكة اإلنترن ــت والهوات ــف المحمول ــة يش ــكّ ل تحديـ ـ ًا كبي ــر ًا‬
‫ألغ ــت الحكوم ــة جمي ــع العم ــات الورقي ــة م ــن فئت ــي ‪500‬‬ ‫تعان ــي من ــه دول العال ــم الت ــي تتذي ــل قائم ــة ال ــدول المتقدم ــة‪.‬‬
‫و‪ 1,000‬روبيــة‪ ،‬وطرحــت بدائــل آمنــة مــن األوراق النقديــة‬
‫فئتـــي ‪ 500‬و‪ 2,000‬روبيـــة تـــم تصميمهـــا حديثـــاً‪ .‬وفـــي‬
‫الحــال أصبحــت الخطــوة نهجـاً عندمــا كشــف عنهــا النقــاب‬
‫رئي ــس ال ــوزراء عب ــر خط ــاب متلف ــز فاج ــأ ب ــه الش ــعب ف ــي‬
‫العاش ــرة والرب ــع م ــن مس ــاء الثام ــن م ــن نوفمب ــر ‪.2016‬‬
‫كان النق ــد قب ــل ص ــدور الق ــرار يمث ــل ‪ 95‬ف ــي المئ ــة‬
‫م ــن جمي ــع التعام ــات التجاري ــة‪ ،‬ول ــم يك ــن ل ــدى ‪ 90‬ف ــي‬
‫المئ ــة م ــن الباع ــة ق ــارئ بطاق ــات أو أي ــة وس ــيلة للدف ــع‬
‫اإللكترونــي‪ ،‬كمــا كان ‪ 85‬فــي المئــة مــن العمــال يتســلمون‬
‫أجورهـــم نقـــداً‪ ،‬ولـــم يكـــن لـــدى نصـــف عـــدد الســـكان‬
‫تقريبـ ـاً حس ــابات بنكي ــة‪.‬‬

‫تغيير شامل‬ ‫بحســب بيانــات صنــدوق النقــد الدولــي‪ ،‬يعــد اقتصــاد‬


‫وهدف ــت الحكوم ــة بقراره ــا إل ــى دف ــع الهن ــد لمواكب ــة‬ ‫الهن ــد االقتص ــاد النق ــدي األول عالميـ ـاً‪ ،‬ولن ــا أن نتخي ــل‬
‫باقــي دول العالــم‪ .‬ففــي حيــن أن األســواق المتقدمــة دأبــت‬ ‫الوضـــع الراهـــن‪ ،‬عندمـــا قـــرر رئيـــس الـــوزراء نارينـــدرا‬
‫عل ــى اس ــتخدام األم ــوال البالس ــتيكية لفت ــرة م ــن الوق ــت‪،‬‬ ‫مـــودي وكبـــار رجـــاالت الدولـــة‪ ،‬ومـــن دون ســـابق إنـــذار‪،‬‬
‫كانــت الهنــد تقبــع خلــف دول العالــم الثالــث فــي مــا يتعلــق‬ ‫إلغــاء ‪ 86‬فــي المئــة مــن العملــة المتداولــة مــن دون تأميــن‬
‫بحج ــم المعام ــات اإللكتروني ــة‪.‬‬ ‫كاف مــن األوراق الماليــة‪ .‬ترتــب علــى ذلــك بيــن‬ ‫احتياطــي ٍ‬
‫ليلـــة وضحاهـــا معانـــاة مئـــات المالييـــن‪ ،‬حيـــث حرمـــوا‬
‫وف ــي الوق ــت ال ــذي كان في ــه الهن ــود حريصي ــن بق ــدر‬ ‫ممـــا يمكـــن أن يعينهـــم اقتصاديـــاً البتيـــاع احتياجاتهـــم‬
‫كبيـــر علـــى اكتنـــاز األمـــوال‪ ،‬كان الكينيـــون يســـتخدمون‬ ‫ومســـتلزماتهم‪ ،‬كمـــا جـــرد القـــرار الكثيـــر مـــن األنشـــطة‬
‫الهوات ــف النقال ــة للدف ــع لمش ــترياتهم‪ ،‬ألكث ــر م ــن خم ــس‬ ‫التجاريـــة آليـــات كانـــت مـــن قبـــل متاحـــة لهـــا لتلقـــي‬
‫ســنوات‪ ،‬كمــا منحــت صحيفــة «‪»Situation Stockholm‬‬ ‫الدع ــم المال ــي وش ــراء المس ــتلزمات‪ ،‬أو حت ــى دف ــع قيم ــة‬
‫الســـويدية المشـــردين قـــارئ بطاقـــات لبيـــع الصحـــف‬ ‫مشـــترياتها‪.‬‬
‫مجانيـــة التوزيـــع‪ ،‬ولتلقـــي أمـــوال المســـاعدات بعدمـــا‬ ‫وعندمــا أقــدم رئيــس الــوزراء ومســاندوه علــى تقليــص‬
‫توقـــف المتبرعـــون عـــن دفـــع األمـــوال‪.‬‬ ‫تــداول العملــة‪ ،‬كان يراودهــم األمــل فــي أن تجــدي الخطــوة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪32‬‬
‫اإلنترن ــت بأس ــعار ف ــي المتن ــاول بحل ــول الع ــام ‪.2020‬‬ ‫ولـــم تطـــل هـــذه الطفـــرة الرقميـــة األســـواق‬
‫المتطـــورة فقـــط‪ ،‬فطبقـــاً لتقاريـــر االتحـــاد الدولـــي‬
‫وعل ــى الرغ ــم م ــن التق ــدم الحاص ــل ف ــي ه ــذا المج ــال‬ ‫لالتصـــاالت (‪ )ITU‬التابـــع لألمـــم المتحـــدة‪ ،‬تتمتـــع فـــي‬
‫ف ــي فت ــرة قصي ــرة‪ ،‬تش ــير التقدي ــرات إل ــى أن م ــا يق ــارب‬ ‫الوقـــت الحالـــي أكثـــر دول العالـــم فقـــراً باســـتخدام‬
‫‪ 800‬مليــون مســتخدم فــي هــذه الــدول‪ ،‬أي ‪ 12‬فــي المئــة‬ ‫اإلنترنــت واألجهــزة المحمولــة‪ .‬وكان هــذا التقريــر مصــدر‬
‫م ــن س ــكان العال ــم‪ ،‬ل ــن يتمكن ــوا م ــن اس ــتخدام اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫راح ــة التح ــاد االتص ــاالت‪ ،‬إذ اعتق ــد كثي ــرون من ــذ عامي ــن‬
‫إضافــة إلــى أن هــذه الزيــادة المتوقعــة لــن تؤثــر إيجابـاً فــي‬ ‫فق ــط أن ــه س ــوف يفش ــل ف ــي تمكي ــن كل دول العال ــم م ــن‬
‫مح ــاوالت إتاح ــة اإلنترن ــت ف ــي دول العال ــم األق ــل تط ــوراً‬ ‫اإلنترنـــت بحلـــول العـــام ‪.2020‬‬
‫بحلـــول العـــام ‪ .2020‬ويذكـــر التقريـــر أيضـــاً أن القـــدرة‬
‫عل ــى اس ــتخدام اإلنترن ــت ل ــن تتواف ــق م ــع مج ــال التغطي ــة‬ ‫وقــد ذكــر «تحالــف مــن أجــل إنترنــت بأســعار معقولــة»‬
‫المتـــاح‪ ،‬بســـبب المهـــارات البشـــرية المتواضعـــة للنـــاس‪،‬‬ ‫فـــي تقريـــر لـــه أن االتحـــاد الدولـــي لالتصـــاالت ســـوف‬
‫والتـــي ال ترقـــى إلـــى المســـتوى المطلـــوب‪ .‬وكانـــت مـــن‬ ‫يخط ــئ ف ــي تقديرات ــه بق ــدر يج ــاوز عقدي ــن م ــن الزم ــان‪.‬‬
‫أهــم التوصيــات التــي قدمهــا االتحــاد الدولــي لالتصــاالت‬
‫إل ــى الحكوم ــات رب ــط قطاع ــي المعلوم ــات‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن ذل ــك‪ ،‬فق ــد زع ــم االتح ــاد الدول ــي‬
‫أربعة أشخاص من‬ ‫االســـتراتيجية وخطـــط تقنيـــات االتصـــال‬ ‫لالتص ــاالت ف ــي تقري ــره ف ــي يناي ــر‪ ،‬أن ‪ 47‬ف ــي المئ ــة م ــن‬
‫بين خمسة في الدول‬ ‫بسياس ــات التعلي ــم‪.‬‬ ‫دول العالــم األقــل تطــوراً؛ قــد خطــت خطــوات واســعة فــي‬
‫األقل تطورًا يمكنهم‬ ‫مجــال اســتخدام اإلنترنــت‪ ،‬بزيــادة قــدرت بـــ ‪ 60‬فــي المئــة‬
‫استخدام الهواتف‬ ‫وقـــد أحـــرز عـــدد قليـــل مـــن الـــدول‬ ‫عــن الــدول المســتخدمة لشــبكات الجيــل الثالــث الجديــدة‬
‫األق ــل تط ــوراً ‪ 33 -‬ف ــي المئ ــة منه ــا دول‬ ‫أو تقنيــة االتصــال الالســلكي المتنقــل مــن الجيــل الثالــث‪.‬‬
‫النقالة‬ ‫أفريقي ــة ‪ -‬تقدمــاً ي ــكاد يش ــبه م ــا وصل ــت‬ ‫كم ــا ذك ــر التقري ــر ال ــذي حم ــل عن ــوان «إتاح ــة اإلنترن ــت‬
‫إلي ــه ال ــدول المتقدم ــة‪ .‬وص ــرح كوزم ــاس زافازاف ــا رئي ــس‬ ‫بأس ــعار معقول ــة ف ــي دول العال ــم األق ــل تط ــوراً»‪ ،‬أن أربع ــة‬
‫قســم المشــاريع والمعرفــة فــي االتحــاد الدولــي لالتصــاالت‬ ‫أشـــخاص مـــن بيـــن خمســـة فـــي الـــدول األقـــل تطـــوراً؛‬
‫قائــاً ‪« :‬هنــاك عالقــة وثيقــة بيــن تطــور هــذه الــدول وبيــن‬ ‫يمكنه ــم اس ــتخدام الهوات ــف الخلوي ــة‪.‬‬
‫اس ــتخدام اإلنترن ــت‪ .‬ف ــا ب ــد م ــن إتاح ــة الخدم ــة بش ــكل‬
‫أكب ــر ف ــي الوق ــت الحال ــي‪ .‬وألن أس ــعار التكنولوجي ــا ف ــي‬ ‫إيجابيات كبيرة‬
‫تراج ــع‪ ،‬والطل ــب ف ــي تزاي ــد‪ ،‬يرك ــز االتح ــاد حاليـ ـاً عل ــى‬ ‫والس ــتخدام اإلنترن ــت إيجابي ــات كبي ــرة ف ــي مج ــاالت‬
‫إيجـــاد طـــرق لمســـاعدة الـــدول فـــي تحقيـــق أهـــداف‬ ‫كثي ــرة‪ ،‬بم ــا فيه ــا االش ــتمال المال ــي‪ ،‬والح ــد م ــن الفق ــر‪،‬‬
‫تطويريـــة مســـتدامة»‪.‬‬ ‫وخدمــات تحســين جــودة الصحــة العامــة‪ .‬وطبقـاً للتقريــر‪،‬‬
‫فـــي نهايـــة العـــام المنصـــرم‪ ،‬ارتفـــع عـــدد مســـتخدمي‬
‫أهمية الرقمنة‬ ‫الهواتـــف الخلويـــة فـــي هـــذه الـــدول ليبلـــغ ‪ 700‬مليـــون‬
‫وتـــدرك حكومـــة الهنـــد جيـــداً أهميـــة التكنولوجيـــا‬ ‫مســتخدم بزيــادة قدرهــا ‪ 70‬فــي المئــة‪ .‬وأضــاف التقريــر‬
‫بخاص ــة ف ــي مج ــال الزراع ــة‪ ،‬فم ــن خ ــال برام ــج الهن ــد‬ ‫أن ال ــدول األق ــل تط ــوراً ف ــي طريقه ــا الس ــتخدام ‪ 97‬ف ــي‬
‫الرقميـــة تعكـــف الحكومـــة علـــى تحويـــل اقتصادهـــا‬ ‫المئـــة مـــن تغطيـــة النطـــاق العريـــض المتنقـــل‪ ،‬ولتوفيـــر‬

‫‪33‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫المتحرك ــة‪ ،‬واالنتق ــال إل ــى نظ ــام اقتص ــادي يوف ــر خدم ــات‬ ‫الريفـــي‪ ،‬وتوفيـــر فـــرص عمـــل تتطلـــب مهـــارات فـــي‬
‫خاص ــة بالج ــرارات الزراعي ــة يق ــوم م ــن خالله ــا ال ــوكالء‬ ‫المناطـــق الريفيـــة‪ .‬فأغلـــب األســـر الريفيـــة البالـــغ‬
‫بتبــادل القــدرات غيــر المســتغلة اســتغالالً كامــاً لألصــول‬ ‫عددهـــا ‪ 156‬مليـــون أســـرة‪ ،‬يعيشـــون فـــي حالـــة مـــن‬
‫الموج ــودة أو الم ــوارد البش ــرية ف ــي الوق ــت ال ــذي يتكب ــد‬ ‫الفق ــر‪ .‬بحس ــب المنظم ــة الوطني ــة الس ــتقصاء العين ــات‬
‫فيــه تكاليــف معامــات منخفضــة‪ ،‬كلهــا عوامــل تســهم فــي‬ ‫(‪ ،)NSSO‬هنـــاك احتيـــاج إلـــى االســـتثمار فـــي النقـــل‪،‬‬
‫تحقيـــق إدارة زراعيـــة أفضـــل‪ .‬ويقـــوم البرنامـــج الرقمـــي‬ ‫والطاقـــة‪ ،‬واإلنترنـــت‪ ،‬لتوفيـــر فـــرص عمـــل للنســـاء‬
‫لتحديــث ســجالت األراضــي الهنديــة (‪ )DILRMP‬بتحديــث‬ ‫والشـــباب فـــي المناطـــق الريفيـــة‪.‬‬
‫مالييــن مــن ســجالت األراضــي الزراعيــة‪ ،‬ودمــج األراضــي‬
‫الزراعيـــة‪ ،‬بهـــدف توفيـــر ضمانـــات لســـندات الملكيـــة‪،‬‬ ‫وفـــي أبريـــل ‪ ،2016‬أطلـــق رئيـــس الـــوزراء مـــودي‬
‫وتأميــن حيــازة المزارعيــن ألراضيهــم‪ ،‬وفــي الوقــت نفســه‬ ‫منص ــة الس ــوق الزراع ــي الوطن ــي ‪ ،eNAM‬عل ــى اإلنترن ــت‬
‫تش ــجيع تأجي ــر األراض ــي لصغ ــار المزارعي ــن المتعثري ــن‪.‬‬ ‫التـــي تســـتهدف المزارعيـــن للدمـــج مـــا بيـــن األســـواق‬
‫الزراعيـــة علـــى اإلنترنـــت‪ ،‬مايتيـــح الفرصـــة للمزارعيـــن‬
‫كم ــا كان لقط ــاع الصح ــة نصيبه ــا م ــن فوائ ــد انتش ــار‬ ‫والتج ــار لالط ــاع عل ــى المعلوم ــات والخدم ــات الخاص ــة‬
‫التكنولوجيـــا‪ .‬فقـــد أدخلـــت روانـــدا‪ ،‬مؤخـــراً‪ ،‬اســـتخدام‬ ‫بلجن ــة س ــوق اإلنت ــاج الزراع ــي‪ ،‬وتوقيت ــات وص ــول الس ــلع‬
‫الطائــرات بــدون طيــار لنقــل الــدم عبــر البــاد‪ .‬وتســتخدم‬ ‫وأســـعارها‪ ،‬وأيضـــاً عـــروض الشـــراء والبيـــع التجاريـــة‪،‬‬
‫هـــذه الطائـــرات بيانـــات نظـــام تحديـــد المواقـــع (‪)GPS‬‬ ‫ليس ــاعد المزارعي ــن عل ــى تقدي ــم العط ــاءات ح ــول أفض ــل‬
‫والش ــبكات الخلوي ــة لنق ــل المعلوم ــات إل ــى مرك ــز التحك ــم‬ ‫أســـعار الســـوق‪ .‬كمـــا أطلقـــت الحكومـــة الهنديـــة خطـــة‬
‫ف ــي حرك ــة المالح ــة الجوي ــة وللمحط ــة األرضي ــة‪ ،‬وأيضــاً‬ ‫لتأميـــن المحاصيـــل الزراعيـــة (‪ )PMFBY‬فـــي ‪،2016‬‬
‫للعاملي ــن ف ــي المج ــال الصح ــي إلرس ــال رس ــائل نصي ــة؛‬ ‫والتـــي تشـــمل اآلن ‪ 37‬مليـــون مـــزارع‪.‬‬
‫عندم ــا يك ــون هن ــاك احتي ــاج إل ــى ال ــدم‪ .‬وعل ــى الرغ ــم م ــن‬
‫أن تكلفــة رحلــة مثــل هــذه ال تقــل كثيــراً عــن تكلفــة النقــل‬ ‫وتســـهم رقمنـــة تســـجيل األراضـــي‪ ،‬والهواتـــف‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪34‬‬
‫حي ــن أن تكلف ــة اس ــتخدام خدم ــات الهوات ــف النقال ــة ف ــي‬
‫تراجـــع علـــى المســـتوى العالمـــي‪ ،‬إال أن تكلفـــة النطـــاق‬
‫العري ــض الثاب ــت‪ ،‬األكث ــر مصداقي ــة وس ــرعة م ــن الهوات ــف‬
‫الخلوي ــة ف ــي ارتف ــاع ف ــي ال ــدول األكث ــر فق ــراً‪ ،‬ومم ــا ال‬
‫ش ــك في ــه‪ ،‬ف ــإن ذل ــك مدع ــاة لألس ــف‪ ،‬فتش ــير تقدي ــرات‬
‫ماكينـــزي وكامبانـــي العاملـــة فـــي مجـــال االستشـــارات‬
‫اإلداريـــة عالميـــاً‪ ،‬إلـــى أنـــه إذا تســـاوى مســـتوى القـــدرة‬
‫علـــى اســـتعمال اإلنترنـــت مـــع مســـتوى‬ ‫المســتخدم حاليـاً بواســطة الدراجــات البخاريــة وســيارات‬
‫اختراقـــه فـــي أفريقيـــا‪ ،‬فســـوف يصـــل‬ ‫اإلس ــعاف‪ ،‬بي ــد أنه ــا تتمي ــز بس ــرعتها‪ ،‬كم ــا تؤش ــر إل ــى‬
‫تدرك حكومة‬
‫الناتـــج المحلـــي اإلجمالـــي للقـــارة إلـــى‬ ‫المكان ــة الت ــي تبوأته ــا ال ــدول األق ــل تط ــوراً ف ــي المج ــال‬
‫الهند جيدًا أهمية‬ ‫التكنولوج ــي‪.‬‬
‫‪ 300‬مليـــار دوالر‪.‬‬
‫التكنولوجيا في‬ ‫يمك ــن للتكنولوجي ــا أيضــاً أن تس ــرع م ــن عملي ــة تعل ــم‬
‫تحسين حياة ماليين‬ ‫وألقـــى تقريـــر االتحـــاد الدولـــي‬ ‫المه ــارات األساس ــية المتط ــورة‪ .‬فالمش ــروع االجتماع ــي‬
‫لالتص ــاالت الض ــوء عل ــى اله ــوة الواس ــعة العائالت في الريف عبر‬ ‫الترب ــوي ف ــي نيروب ــي ف ــي كيني ــا (‪ )Eneza‬يقــدّم محت ــوى‬
‫بيـــن الجنســـين الذكـــر واألنثـــى فـــي مـــا‬ ‫تعليميـ ـاً مرنـ ـاً ومتط ــوراً ‪ -‬م ــن ابت ــكار معلم ــي المدرس ــة‬
‫الزراعة‬
‫يتعلـــق باســـتخدامهما لإلنترنـــت‪ .‬ففـــي‬ ‫الكينيـــة ‪ -‬للطـــاب عبـــر ثـــاث منصـــات‪ :‬الشـــبكة‬
‫ال ــدول األق ــل تط ــوراً‪ ،‬تمك ــن ‪ 8‬ف ــي المئ ــة‬ ‫التقليديـــة‪ ،‬وشـــبكة الهاتـــف النقـــال عبـــر‬
‫فقــط مــن اإلنــاث مــن اســتخدام اإلنترنــت‬ ‫نظـــام أندرويـــد‪ ،‬أو مـــن خـــال رســـائل‬
‫مقارنـــة بنســـبة ‪ 11‬مـــن الذكـــور‪ .‬وقـــد‬ ‫نصيـــة بســـيطة عبـــر الهاتـــف الخلـــوي‬
‫انعكـــس صـــدى هـــذه اإلحصـــاءات علـــى‬ ‫العـــادي‪ .‬وقـــد تجـــاوز عـــدد مســـتخدمي‬
‫تقري ــر منفص ــل لألم ــم المتح ــدة ذك ــر أن‬ ‫الخدمـــة مليـــون مســـتخدم وامتـــدت إلـــى‬
‫‪ 21‬فـــي المئـــة مـــن النســـاء فـــي الـــدول‬ ‫غانـــا وتنزانيـــا‪.‬‬
‫منخفض ــة أو متوس ــطة الدخ ــل ال يمتلك ــن‬
‫هاتفـ ـاً محم ــوالً‪ ،‬م ــا يك ــرس لحال ــة ع ــدم‬ ‫وكمـــا هـــو مســـلم بـــه‪ ،‬يصعـــب‬
‫المســـاواة بيـــن الرجـــل والمـــرأة‪ .‬إال أن‬ ‫استشـــراف المســـتقبل‪ ،‬بيـــد أن عـــدد‬
‫االتحــاد الدولــي لالتصــاالت يــراوده األمــل‬ ‫مســـتخدمي اإلنترنـــت الـــذي ســـيبلغ‬
‫ف ــي تحقي ــق المس ــاواة بي ــن الجنس ــين ف ــي‬ ‫عددهـــم مليـــار شـــخص ســـوف تتوافـــر‬
‫مــا يتعلــق باســتخدام اإلنترنــت فــي ‪.2020‬‬ ‫له ــم هوات ــف خلوي ــة زهي ــدة الثم ــن‪ .‬وف ــي‬

‫‪35‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫فيلم وثائقي يتناول أسئلة عن‬
‫الحياة الرقمية والمستقبل‬

‫عالم متصل‬
‫التأثير الوجودي لإلنترنت‬
‫يقسم المخرج األلماني ويرنر هيرزوغ الفيلم على‬ ‫ومضات‪ :‬خاص‬
‫شكل فصول وهي‪ :‬األيام األولى‪ ،‬مجد الشبكة‪ ،‬الجانب‬ ‫فيل ــم «واعجب ــاه‪ :‬فك ــرة عال ــم متص ــل» وثائق ــي أميرك ــي م ــن إخ ــراج األلمان ــي‬
‫المظلم‪ ،‬الحياة بدون الشبكة‪ ،‬نهاية الشبكة‪ ،‬الغزاة‬ ‫ويرن ــر هي ــرزوغ‪ ،‬يتن ــاول في ــه التأثي ــر الوج ــودي لإلنترن ــت‪ ،‬الروبوت ــات‪ ،‬ال ــذكاء‬
‫األرضيون‪ ،‬اإلنترنت على المريخ‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪،‬‬ ‫االصطناع ــي‪ ،‬إنترن ــت األش ــياء‪ ،‬وأس ــئلة تتعل ــق بمس ــار ش ــكل الحي ــاة اإلنس ــانية‬
‫إنترنيتي‪ ،‬المستقبل‪.‬‬ ‫ف ــي المس ــتقبل الرقم ــي‪.‬‬

‫األيام األولى‬ ‫عرض الفيلم ألول مرة في مهرجان صندانس‬


‫يبدأ الفيلم من قسم «األيام األولى» مع دخول ليونارد‬ ‫السينمائي لعام ‪ ،2016‬وبرعاية شركة نيتسكوت‪ .‬يضم‬
‫كالينروك رائد اإلنترنت في جامعة لوس أنجلوس إلى‬ ‫مقابالت مع عدد من الشخصيات المؤثرة في عالم‬
‫المقر الذي نشأ فيه اإلنترنت‪ ،‬ويقول‪« :‬إنه الموقع الذي‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬ومن أبرزهم بوب خان‪ ،‬إيلون ماسك‪،‬‬
‫بدأ فيه اإلنترنت‪ .‬إنه موقع مقدس‪ .‬وعدنا للتو إلى سنة‬ ‫سيباستيان ثرون‪ ،‬تيد نيلسون‪ ،‬شون كاربنتر‪ ،‬سام كاري‪،‬‬
‫‪ 1969‬عندما بدأت أحداث المنشأ المهمة»‪ .‬ويشير إلى‬ ‫داني هيليس‪ ،‬توم ميتشل‪ ،‬كيفن ميتنيك‪ ،‬أدريان تريويل‪،‬‬
‫أول قطعة إنترنت قائالً‪« :‬هذه اآللة هي أول قطعة من‬ ‫لوسيان وكويتز‪ ،‬جنيفر وود‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪36‬‬
‫الذين سيكونون على المريخ»‪.‬‬ ‫المعدات التي ركّبت الستخدام‬
‫اإلنترنت‪ .‬إنها كمبيوتر مصغر‪،‬‬
‫البحث عن العزلة‬ ‫ونسميها اآلن مبدّل حزم‬
‫يستعرض المخرج القبة‬ ‫معلومات‪ .‬إنها آلة عسكرية‬
‫السماوية التي تعد النقطة‬ ‫صلبة اليمكن تحطيمها‪ .‬وكان‬
‫الوحيدة لالتصال‪ ،‬إذ يوجد‬ ‫القصد حينها أن تعمل وحدها‬
‫داخلها نصب تذكاري ألولئك‬ ‫وقتذاك»‪ .‬ويأتي ذلك في‬
‫الذين حلقوا في الفضاء‪،‬‬ ‫سياق توضيح للبدايات تمهيداً‬
‫إيلون ماسك وغادروا عالمنا‪ ،‬إال أنه يتوقف‬ ‫للوصول إلى الواقع اإلنترنيتي ويرنر هيرزوغ‬
‫كاليفورنيا‬ ‫في‬ ‫الراهن‪.‬‬
‫ماسك‪ :‬للمرة األولى‬ ‫عند بعض النسّ اك المعزولين الذين ظلوا‬ ‫وعن طموحات كبار التكنولوجيا‪ ،‬يلتقي المخرج مع‬
‫يستخدمون هواتفهم الذكية متسائالً‪« :‬هل في تاريخ األرض‪ ،‬نافذة‬ ‫رجل األعمال إيلون ماسك الذي يقول‪« :‬للمرة األولى في‬
‫توقّف هؤالء النساك عن التأمل؟ هل توقفوا‬ ‫تاريخ األرض‪ ،‬في أربعة مليارات ونصف مليار سنة‪ ،‬نافذة‬
‫اإلمكانية مفتوحة‬ ‫عن الصالة؟ يبدو أنهم يغرّدون جميعاً على‬ ‫اإلمكانية مفتوحة لنا‪ ،‬لتمديد الحياة إلى كوكب آخر‪.‬‬
‫تويتر»‪ .‬في إشارة إلى كيفية تشكل شكل أمامنا لتمديد الحياة‬ ‫أفضل ما نعرفه أن الحياة موجودة على األرض فقط‪.‬‬
‫إلى كوكب آخر‬ ‫النسك والعبادة في ظل عالم يكون فيه‬ ‫هناك حجة جيدة أنها موجودة في مكان آخر‪ ،‬لكننا لم‬
‫التواصل سريعاً للغاية‪.‬‬ ‫نشاهد عالمة على ذلك‪ .‬أعتقد أنه من المهم لنا االستفادة‬
‫كما يلتقي المخرج عدداً من المنعزلين‬ ‫من تلك النافذة بينما هي مفتوحة‪ ،‬وإقامة الحياة على‬
‫الذين يبتعدون عن اإلِشعاعات الصادرة عن الهواتف‬ ‫كوكب آخر في النظام الشمسي في حال حصول خطأ ما‬
‫الذكية‪ ،‬إذ إن هذه اإلشعاعات تهدد حياتهم‪ ،‬وال‬ ‫على األرض‪ ،‬ويمكن أن تكون كارثة طبيعية أو من صنع‬
‫يمكنهم العيش خارج المنطقة التي ال توجد فيها‬ ‫اإلنسان‪ ،‬تدفع مستوى التكنولوجيا إلى احتمال السفر‬
‫إشارات وإشعاعات‪ ،‬موضحاً كيف أن التكنولوجيا‬ ‫إلى كوكب آخر»‪ .‬ويضيف ماسك‪« :‬المفتاح إلنشاء حضارة‬
‫يمكن أن تهدد وجودنا بأكمله عبر عينة من البشر‬ ‫مكتفية ذاتياً‪ ،‬هو جعل كلفة كتلة الوحدة منخفضة بما‬
‫الذين ترفض أجسامهم تقبل هذه اإلشارات‪ ،‬ولكل‬ ‫يكفي‪ ،‬بحيث يوجد تقاطع لمجموعات‪ ،‬مجموعة أشخاص‬
‫منهم قصة معاناة‪.‬‬ ‫تتمنى االنتقال إلى المريخ‪ ،‬ومجموعة أشخاص تنتقل إلى‬
‫ويتوقف المخرج أيضاً عند احتمالية تغير شكل‬ ‫المريخ‪ ،‬بما ذلك المساعدات الحكومية‪ .‬حالياً‪ ،‬ال يمكننا‬
‫البشرية مع ظهور الروبوتات‪ ،‬التي ستصبح تتعامل‬ ‫إيصال شخص واحد إلى المريخ»‪.‬‬
‫مع اإلنترنت كالبشر‪ ،‬وحينها ربما يكون من الصعب‬ ‫ويشير ماسك إلى أنه يريد تأسيس رحالت إلى المريخ‬
‫معرفة إذا ما كان الشخص الذي يرد علينا إنساناً أو‬ ‫بتذكرة ذهاب وإياب‪ ،‬بحيث يكون لديهم خيار العودة إن‬
‫روبوتاً أو حتى كلباً‪ ،‬كما يوضح أن تحدي المستقبل هو أن‬ ‫لم يعجبهم المكان‪ ،‬كما يتحدث عن توفير اإلنترنت‬
‫يكون الشخص «الفلتر» الخاص لنفسه‪ ،‬ألن‬ ‫هناك قائالً‪« :‬إن توصيل اإلنترنت إلى المريخ أمر سهل‪.‬‬
‫الضوابط الموجودة‬ ‫الضوابط الموجودة حالياً على اإلنترنت لن‬ ‫اإلنترنت المحلي على األقل‪ .‬ألنك ستعيش على مكان في‬
‫تبقى موجودة‪ ،‬مهما فعلت الحكومات ومهما حاليًا على اإلنترنت لن‬ ‫المريخ‪ .‬لذا ربما تحتاج إلى أربعة أقمار صناعية فقط‪،‬‬
‫فعلت الصناعات‪ ،‬إذ سينتشر اإلنترنت على‬ ‫لتحظى بتغطية إنترنت شاملة‪ ،‬بسبب ضآلة عدد السكان‬
‫نحو أكثر بطريقة خارج السيطرة‪ ،‬وسيكون تبقى موجودة مهما‬
‫فعلت الحكومات‬ ‫على الناس أن يضبطوا أنفسهم بأنفسهم‪،‬‬
‫والصناعات‬ ‫كما أن األمر األخطر هو االستشعار عن بعد‪،‬‬
‫وقراءة أو تصوير الدماغ عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫وفي نهاية الفيلم تظهر تساؤالت‪« :‬هل‬
‫أحفاد أحفادنا سيحتاجون إلى رفقة البشر؟ أم سيتطورون‬
‫إلى عالم لن يكون كل ذلك مهماً فيه؟ يبدو ذلك مروعاً‪.‬‬
‫لكنه ربما سيكون أمراً جيداً‪ .‬ربما رفقة روبوتات أو رفقة‬
‫إنترنت ذكية ستكون كافية»‪ .‬المستقبل مفتوح على كل‬
‫هذه االحتماالت‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫الصوتيات‬
‫أفضل طريقة لتعليم القراءة‬
‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫تظه ــر البح ــوث الجدي ــدة أن تعلي ــم األطف ــال للق ــراءة عب ــر التركي ــز عل ــى اس ــتخدام الصوتي ــات تق ـ ّـدم‬
‫نتائ ــج أفض ــل ف ــي إتق ــان األطف ــال لق ــراءة الكلم ــات‪ ،‬وإث ــراء عقوله ــم برصي ــد كبي ــر م ــن المف ــردات‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪38‬‬
‫ناقش باحثون منذ سنوات األسلوب الصحيح لتعليم األطفال‬
‫كيفية القراءة‪ ،‬إال أن باحثين من كلية رويال هولواي في جامعة‬
‫لندن ووحدة العلوم المعرفية والدماغية التابع لمجلس البحوث‬
‫الطبية في كامبريدج وضعوا حداً لهذا الجدال‪ ،‬بعد أن أوضحوا‬
‫في بحث جديد أن الصوتيات ‪ -‬أو تعلم القراءة من خالل نطق‬
‫الكلمات ‪ -‬هو أكثر فعالية من التركيز على الكلمة الكاملة‪ .‬فقد‬
‫أثبتت التجربة أن الصوتيات لها تأثير كبير على دقة القراءة‬
‫بصوت عال والفهم‪ .‬وشمل البحث تدريب البالغين على القراءة‬
‫بلغة جديدة‪ ،‬وطباعتها في رموز غير مألوفة‪ ،‬بطريقتين‪ :‬من‬
‫خالل الصوتيات ومن خالل فهم معنى الكلمات‪ .‬ثم قام الباحثون‬
‫بقياس تعلمهم باستخدام اختبارات القراءة وإجراء مسح للدماغ‪.‬‬
‫وكان المشاركون الذين ركزوا على معاني الكلمات الجديدة‬
‫أقل دقة في الصوتيات التي استخدمها نظراؤهم‪ .‬وكشفت‬
‫التصوير بالرنين المغناطيسي أن أدمغتهم اضطرت إلى العمل‬
‫بجهد أكبر لفك ما كانوا يقرؤون‪ .‬وأظهر البحث‪ ،‬الذي يموله‬
‫أجراه مركز األداء االقتصادي في كلية لندن لالقتصاد في العام‬ ‫مجلس البحوث االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أيضاً أن المشاركين‬
‫الماضي‪ ،‬أن أكثر من ‪ 270‬الف طفل ممن كانوا يتعلمون صوتياً‬ ‫الذين درسوا معاني الكلمات كلها لم يكن لديهم مهارات فهم‬
‫تطوروا بشكل أفضل بكثير في سن السابعة من‬ ‫أفضل للقراءة من أولئك الذين تم تدريسهم بشكل أساسي عن‬
‫طريقة الصوتيات‬ ‫أولئك الذين يستخدمون األساليب التقليدية‪.‬‬ ‫طريق استخدام الصوتيات‪ .‬في الواقع‪ ،‬أولئك الذين استخدموا‬
‫تعمل بشكل أفضل‬ ‫وفي أستراليا‪ ،‬أوصى االستقصاء الوطني في‬ ‫الصوتيات كانوا أفضل في الفهم وفي القراءة بصوت عال‪.‬‬
‫تعليم القراءة في عام ‪ 2005‬بأن «يقدم المعلمون‬ ‫ساعدت نتائج المختبر الباحثين على فهم أن الصوتيات تعمل‬
‫ألنها تمكن الطفل‬ ‫تعليماً صوتياً منهجياً ومباشراً وصريحاً‪ ،‬بحيث‬ ‫بشكل أفضل ألنها تمكن من فهم القراءة من خالل ربط الرموز‬
‫من فهم القراءة عبر‬ ‫يتقن األطفال المهارات األساسية لتحرير فك‬ ‫البصرية باللغة المنطوقة‪.‬‬
‫ربط الرموز البصرية‬ ‫الشيفرة األبجدية المطلوبة لتحقيق الكفاءة‬
‫باللغة المنطوقة‬ ‫األساسية في القراءة»‪ .‬كما تستفيد الحكومة‬ ‫نتائج الحياة الحقيقية‬
‫البريطانية من أبحاث كلية هولواي‪ ،‬وحول‬ ‫قبل فترة طويلة من إجراء البحث‪ ،‬كانت الصوتيات قد‬
‫ذلك قال وزير التربية البريطانية نيك جيب‪:‬‬ ‫أثبتت نجاحها في تعزيز القدرة على القراءة‪ .‬إلى درجة أنه‪،‬‬
‫«هذا البحث يسلط الضوء على الفوائد المحتملة لتعلم فك‬ ‫في عام ‪ ،2010‬فرض برلمان المملكة المتحدة شرطاً قانونياً‬
‫شيفرة األبجدية باستخدام الصوتيات‪ .‬وبفضل العمل الدؤوب‬ ‫على المدارس التي تمولها الدولة الستخدام الصوتيات‪ .‬وقد‬
‫للمعلمين‪ ،‬واستمرار تركيزنا على رفع المعايير‪ ،‬وزيادة تركيزنا‬ ‫أظهر االستخدام المنهجي لتعليم الصوتيات مكاسب سنوية‬
‫على الصوتيات‪ ،‬أصبح هناك اآلن أكثر من ‪ 147‬ألف من عمر‬ ‫على أساس النسبة المئوية لألطفال الذين يصلون إلى مستوى‬
‫ست سنوات يسيرون على المسار الصحيح ليصبحوا قراء‬ ‫متوقع‪ ،‬من ‪ 58‬في المائة في عام ‪ 2012‬إلى ‪ 81‬في المائة في‬
‫متقنين مقارنة بعام ‪ .»2012‬على الرغم من‬ ‫عام ‪ .2016‬وقد كشف التركيز على الصوتيات على أن معايير‬
‫أطفال بريطانيون لم‬ ‫أن الصوتيات قد أظهرت تقليدياً نتائج قرائية‬ ‫القراءة ألطفال المدارس البريطانية ترتفع نحو األفضل في جيل‬
‫تكن لغتهم األولى‬ ‫أفضل‪ ،‬إال أن لها بعض العيوب‪ .‬يشير بعض‬ ‫واحد‪ .‬واختبرت «دراسة التقدم الدولي في مجال محو األمية»‬
‫الممارسين إلى أنه في الوقت الذي قد تساعد اإلنجليزية تقدموا على‬ ‫في عام ‪ 2016‬مهارات القراءة لدى األطفال الذين تتراوح‬
‫فيه الصوتيات على القراءة بصوت عال‪ ،‬لكنها‬ ‫أعمارهم بين ‪ 9‬و‪ 10‬سنوات من ‪ 50‬بلداً مختلفاً‪ .‬وجاء األطفال‬
‫نحو أسرع في القراءة‬
‫ال تعزز فهم القراءة‪ .‬ويوصون بمزيج من‬ ‫في المملكة المتحدة في المركز الثامن لقدرتهم على القراءة‪،‬‬
‫باستخدام الصوتيات‬ ‫المهارات القائمة على الصوتيات والمعنى‪ .‬إال‬ ‫وهو أعلى تصنيف في البالد منذ عام ‪.2001‬‬
‫التركيبية‬ ‫أن فريق البحث ال يتفق معهم‪ .‬وقال البروفسور كاثي راستل‪،‬‬ ‫كما وجد الباحثون في كلية لندن لالقتصاد أن تعليم القراءة‬
‫من قسم علم النفس في كلية رويال هولواي‪« :‬يستمر بعض‬ ‫باستخدام األصوات أكثر فعالية من تعليم القراءة من خالل‬
‫الناس في الدعوة إلى استخدام مجموعة متنوعة من اإلشارات‬ ‫الحروف المنفردة‪ .‬وأظهرت أبحاثهم أن األطفال من الخلفيات‬
‫القائمة على المعنى‪ ،‬مثل الصور وسياق الجملة‪ ،‬لتخمين معاني‬ ‫الفقيرة والذين لم تكن لغتهم األولى اإلنجليزية‪ ،‬تقدموا على نحو‬
‫الكلمات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن بحثنا واضح في أن تعليم القراءة الذي‬ ‫أسرع في القراءة باستخدام الصوتيات التركيبية‪ .‬وكشف تقييم‬

‫‪39‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫تم تعلمها عن طريق الكلمة الكاملة أثارت النشاط نحو الجانب‬ ‫يركز على تعليم العالقة بين اإلمالء والصوت هو األكثر فعالية‪.‬‬
‫األيمن من الدماغ‪ .‬وقد أظهرت الدراسات السابقة أن القراء‬ ‫مجد»‪.‬‬
‫الصوتيات تقوم بعمل ٍ‬
‫المهرة أظهروا مشاركة قوية للجانب األيسر خالل التعرف‬
‫على الكلمة‪ .‬األطفال والكبار الذين يحاولون تعلم القراءة يظهر‬ ‫أفضل استخدام للصوتيات‬
‫لديهم عدم وجود هذا االرتباط‪ .‬وعلى الرغم من أن العديد‬ ‫قدمت دراسة لجامعة ستانفورد ‪ -‬شارك في إعدادها‬
‫من المدارس والمعلمين يؤكد على استخدام الصوتيات‪ ،‬إال أن‬ ‫البروفسور ستانفورد بروس مكندليس من كلية الدراسات العليا‬
‫هناك تفاوت في النتائج‪ .‬الباحثون في ستانفورد يعزون هذا‬ ‫للتعليم ومعهد ستانفورد علم األعصاب ‪ -‬الجواب بشأن مدى‬
‫إلى األسلوب الذي يتم فيه تدريس الصوتيات‪ .‬وقال البروفسور‬ ‫فعالية عمل الصوتيات‪ .‬وسجل البحث كيفية استجابة الدماغ‬
‫بروس ماكاندليس‪« :‬إذا كان األطفال يعانون من ذلك‪ ،‬حتى لو‬ ‫ألنواع مختلفة من تعليم القراءة‪ .‬بداي ًة القراء الذين ركزوا‬
‫كانوا يتلقون تعليم الصوتيات‪ ،‬ربما يكون ذلك بسبب الطريقة‬ ‫على الصوتيات‪ ،‬بدالً من محاولة تعلم كلمات كاملة‪ ،‬ظهر‬
‫التي يطلب منهم تركيز اهتمامهم على األصوات داخل الكلمات‬ ‫لديهم زيادة النشاط في مناطق بعقولهم كانت مبرمجة بشكل‬
‫المنطوقة والروابط بين تلك األصوات والحروف داخل الكلمات‬ ‫أفضل للقراءة‪ .‬وتسببت تهجئة الكلمات باستخدام الصوتيات‬
‫المرئية»‪ .‬وقال إن النتائج تؤكد فكرة أن الطريقة التي يركز بها‬ ‫في إثارة الدوائر المثلى للدماغ أكثر من حفظها‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫المتعلم اهتمامه أثناء التعلم له تأثير عميق على ما تم تعلمه‪ .‬كما‬ ‫هذه االختالفات التي يسببها التعليم تظهر في كل مرة يستخدم‬
‫يسلط الضوء على أهمية المعلمين المهرة في مساعدة األطفال‬ ‫المشارك كلمة‪ ،‬حتى بعد التجربة‪ .‬وأظهرت الدراسة أيضاً أن‬
‫على تركيز اهتمامهم على المعلومات األكثر فائدة‪.‬‬ ‫الصوتيات تساعد القرّاء على فك شفرة كلمات بشكل لم يسبق‬
‫تقدم تجربة ستانفورد بعض األدلة األولى على أن‬ ‫له مثيل‪ ،‬شريطة اتباعها نفس أنماط صوت الحروف التي تم‬
‫استراتيجية التدريس المحددة للقراءة لها تأثير عصبي مباشر‬ ‫تعليمهم للتركيز عليها‪ .‬أثارت تقنية الصوتيات لتعلم الكلمات‬
‫وطويل األمد‪ .‬ويعتقد الباحثون أن النتائج ستساعد المعلمين‬ ‫النشاط العصبي نحو الجانب األيسر من الدماغ‪ ،‬والذي يشمل‬
‫على تصميم تقنيات أفضل للقراء المتعثرين‪.‬‬ ‫المناطق البصرية والمهارات اللغوية‪ ،‬في حين أن الكلمات التي‬

‫إلى حد كبير‪ .‬في الفصول الدراسية‪،‬‬ ‫شخصيتا ديك وجين‬


‫تم استبدال تمارين أصوات الحروف‬
‫بالبطاقات التعليمية التي تحتوي على‬ ‫‪1934‬‬ ‫معينة مع تعريفها‪ .‬في عام‬ ‫إذا كان هناك ملصق إعالني شهير‬
‫قائمة من الكلمات‪ .‬وبحلول عام ‪،1950‬‬ ‫صدر الكتاب األول في سلسلة «ديك‬ ‫في السياق التعليمي لطريقة الكلمة‬
‫كان ما يقدر بـ ‪ 80‬في المائة من طالب‬ ‫وجين»‪ .‬احتوت الطبعات التي كانت‬ ‫الكاملة أو «انظر وقل»‪ ،‬فهو لشخصية‬
‫الصف األول األميركي يقرأون نصوص‬ ‫مخصصة لطالب الصف األول على‬ ‫الطفلين ديك وجين في المناهج‬
‫ديك وجين‪ .‬عندما بدأت استراتيجية‬ ‫حوالي ‪ 300‬كلمة‪ .‬وتم إعطاء طالب‬ ‫األميركية‪ .‬كان التدريس عبر هاتين‬
‫«انظر وقل» تتنحى جانباً‪ ،‬تم تشويه‬ ‫الصف الثالث ألف كلمة‪ ،‬وفي الصف‬ ‫الشخصييتن أداة ناحجة وممتعة‪،‬‬
‫صورة شخصيات األطفال الموجودة‪.‬‬ ‫السادس وصل األطفال إلى مستوى‬ ‫إال أنه فيما بعد ظهرت آراء تقول‬
‫في عام ‪ ،1955‬أعلن البيان التعليمي‬ ‫‪ 4‬آالف كلمة‪ .‬وظهرت كتيبات «ديك‬ ‫أنها أداة مملة‪ ،‬وتعطي نتائج عكسية‪،‬‬
‫«لماذا جوني ال يمكن أن يقرأ؟» العودة‬ ‫وجين» مع مرشدين دافعوا عن طريقة‬ ‫وسلوك الشخصيتين غير مناسب‪.‬‬
‫إلى التعليم القائم على الصوتيات‪ .‬على‬ ‫«انظر وقل»‪ .‬هذه الطريقة ‪ -‬التي‬ ‫بدأت قصة ظهور ديك وجين عندما‬
‫مدى العقد المقبل‪ ،‬نمت ردود الفعل‪.‬‬ ‫أصبحت شعبية خالل ثالثينات القرن‬ ‫زار الكاتب زيرنا شارب‪ ،‬وهو مدرس‬
‫في عام ‪ ،1961‬أصدر البروفسور‬ ‫الماضي ‪ -‬تدعو إلى تجاهل الصوتيات‬ ‫سابق في المدرسة االبتدائية‪ ،‬منظّ ر‬
‫اإلنجليزي آرثر س‪ .‬تريس كتاب‬ ‫التعليم ويليام إس‪.‬غراي‪ ،‬وقدّم له‬
‫«ما يعرفه إيفان وما اليعرفه جوني»‪،‬‬ ‫فكرة مجموعة من القصص القصيرة‬
‫الذي ادعى أن متوسط ​​طالب الصف‬ ‫التي من شأنها أن تقدم مجموعة من‬
‫الرابع في روسيا أتقنوا مفردات تقرب‬ ‫الكلمات الجديدة عبر شخصيات‬
‫من ‪ 10‬آالف كلمة قوية‪ .‬أما نظرائهم‬ ‫أطفال‪ ،‬بحيث يمكن ألي طالب ابتدائي​‬
‫األميركيون يتقنون أقل من ‪ 1800‬كلمة‬ ‫أن يتعرّف عليها‪ .‬وهذه الشخصيات‬
‫في هذا المستوى‪ .‬في عام ‪،1965‬‬ ‫ستظهر في رسوم توضيحية بسيطة‬
‫تقاعدت الشخصيتان ديك وجين‪.‬‬ ‫مصممة للمساعدة في ربط كلمة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪40‬‬
‫أحدث إصدارات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫يمكنك اإلبداع في كل المجاالت‬


‫الفرص االستثنائية لدارسي العلوم اإلنسانية‬
‫يناقـش المؤلـف جـورج أنديرز الكاتـب في مجلة «فوربز»‪ ،‬كيفية اإلبداع‬
‫ال ما‬‫في كافة المجاالت‪ ،‬ويشير إلى أن هناك حقيقة إنسانية أساسية قلي ً‬
‫التخصصات‬ ‫ُّ‬ ‫ننتبـه إليهـا بسـبب القلـق حـول قيمـة التعليـم العالي ومسـتقبل‬
‫الجامعية‪ ،‬إذ يرى غالبية الناس أنَّ الفضول واإلبداع والتعاطف واإلحساس‬
‫المرهـف ليـس صفـات ضروريـة لضمـان النجاح في عالم اليـوم‪ ،‬والواقع أنَّ‬
‫هـذه الفكـرة خاطئـة تمامـاً‪ ،‬فسـوق العمـل يقدّم آالف الفرص لـكل القادرين‬
‫علـى إضفـاء لمسـة إنسـانية علـى مسـتقبلنا المتقـدّم تكنولوجيـاً وسـريع‬
‫التغيُّـر والتطـوُّر‪ ،‬ومـن المهـم أن نسـتعرض كل الطـرق والوسـائل المتاحـة‬
‫قاعدة الثواني الخمس‬ ‫للربـط بيـن دراسـة «العلـوم اإلنسـانية» واحتياجـات المجتمـع‪ ،‬والفوائـد‬
‫غير حياتك وعملك‬ ‫التخصصات‬
‫ُّ‬ ‫التـي يمكـن أن نجنيهـا مـن‬
‫بشجاعة وثقة‬ ‫الناعمـة والجميلـة‪ .‬ويضيـف‪« :‬الفكـرة‬
‫المحوريـة التـي نحـاول توضيحهـا هنـا‬
‫تشير الكاتبة ميل روبينز في عملها هذا إلى‬ ‫هـي أنَّنا كلَّمـا حوَّلنا العمليَّات واألعمال‬
‫أنه طوال حياتك‪ ،‬كان لديك آباء ومدربون ومعلمون‬ ‫الروتينيـة إلـى برمجيَّـات إلكترونيـة‪،‬‬
‫وأصدقاء وموجهون‪ ،‬دفعوك لتتجاوز مخاوفك‪،‬‬ ‫وكلَّمـا زادت وتكثَّفـت أعمالنـا الرقميـة‪،‬‬
‫وتبتعد عن خلق األعذار لتقف في طريق تطورك‬ ‫ازدادت مشـكالتنا وغرقنـا أكثـر فـي‬
‫المهني والحياتي‪ .‬تركز الكاتبة على سر إيجاد‬ ‫خضـم البيانـات الكبـرى‪ ،‬وزادت أهميـة‬
‫الثقة والشجاعة إلثراء حياتنا‪ ،‬وتجد أن األمر‬ ‫اسـتثمار الحكمة اإلنسـانية لمعالجة نقاط‬
‫ببساطة يكمن في معرفة تقنيات التحفيز الذاتي‬ ‫االلتقـاء والتفاعـل بيـن حياتنـا الحقيقيـة‬
‫ألجل تحقيق أفضل تغيير ممكن‪ .‬تلجأ الكاتبة في‬ ‫وحياتنـا الرقميـة»‪.‬‬
‫عملها إلى القصص والحقائق المدهشة من بعض‬
‫اللحظات األكثر شهرة في التاريخ والفن واألعمال‪،‬‬ ‫الحياة في طبعتها الثالثة‬
‫لتكشف سر «لحظة دفع الذات» وكيف أن بعض‬
‫الشخصيات صنع معجزات بفضل الثقة والشجاعة‬ ‫اإلنسان في عصر الذكاء االصطناعي‬
‫الذاتية‪ .‬وترى أن األمر يستغرق فقط خمس ثوان‬ ‫يشير الكاتب ماكس تيجمارك‪ ،‬األستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كتابه‬
‫الستخدام هذا األسلوب‪ ،‬وتحاول أن توضح‬ ‫هذا إلى أنه على الرغم من صعوبة تعريف الحياة‪ ،‬لكن دعونا نضع تعريفاً عاماً ومبسطاً‪،‬‬
‫كيفية تعزيز الثقة بالنفس‪ ،‬وكسر عادة التسويف‬ ‫فنقول‪« :‬هي عملية قادرة على االحتفاظ بتعقيدها‪ ،‬وتكرارها‪ ،‬وما يتكرر ليس المادة‬
‫والشك الذاتي‪ ،‬والتغلب على الخوف وعدم‬ ‫(المصنوعة من الذرات)‪ ،‬بل المعلومات (المصنوعة من الجزيئات) التي تحدّد الكيفية التي‬
‫اليقين‪ ،‬والتوقف عن القلق والشعور بالسعادة‪،‬‬ ‫تنظم بها الذرات‪ ،‬ومثلها مثل الكون نفسه‪ ،‬أصبحت الحياة تدريجياً أكثر تعقيداً وتشويقاً‪.‬‬
‫وتبادل األفكار مع اآلخرين بشجاعة‪ .‬وتقول حول‬ ‫ويقسّ م تيجمارك الحياة إلى ثالث مراحل طبقاً لمستوى تعقيدها‪ :‬المرحلة األولى‬
‫ذلك‪« :‬الشجاعة هي القدرة على اقتحام الصعاب‬ ‫(البيولوجية)‪ :‬تطور أجهزتها (أي المادة) وبرمجياتها (أي المعلومات)‪ ،‬أما المرحلة‬
‫ومواجهة التحديات وحل المشكالت التي تبدو‬ ‫الثانية (الثقافية)‪ :‬فتطور أجهزتها وتعيد تصميم الكثير من برمجياتها‪ ،‬والمرحلة‬
‫صعبة أو مخيفة أو غير مألوفة‪ ،‬وهي ليست حكراً‬ ‫الثالثة (التكنولوجية) هي التي تصمم ك ًال من أجهزتها وبرمجياتها‪ .‬يتساءل‬
‫على فئة مختارة من الناس‪ ،‬بل هي فطرة إنسانية‬ ‫الكاتب عن كيفية تأثير الذكاء االصطناعي على الجريمة‪ ،‬والحرب‪ ،‬والعدالة‪،‬‬
‫تكمن في قلب كل منا‪ ،‬لكنها تتطلب استشعارها‬ ‫والوظائف‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬وشعورنا بأننا بشر؟ وكيف يمكننا أن نطوّر رخاءنا من‬
‫واستدعاءها في األوقات الحرجة‪ ،‬والكشف عنها‬ ‫خالل األتمتة دون ترك الناس الذين يفتقرون إلى الدخل أو الهدف؟ وما‬
‫كمورد ثري قابل للتفعيل والتشغيل‪ ،‬يمكن للحظة‬ ‫المشورة المهنية التي يجب أن نقدمها ألطفال اليوم؟ كيف يمكننا جعل‬
‫واحدة من الشجاعة أن تغير يومك وحياتك‪ ،‬بينما‬ ‫أنظمة المستقبل أكثر قوة‪ ،‬بحيث تفعل ما نريد دون أن تتحطم‪ ،‬أو تعطل‬
‫يمكن لمن يعيش حياته كلها بشجاعة أن يغير‬ ‫أو تتعرض الختراق؟ هل ينبغي لنا أن نخشى سباق التسلح في األسلحة‬
‫العالم‪ ،‬وهنا تكمن القوة الحقيقية للشجاعة»‪.‬‬ ‫الفتاكة المستقلة؟ وهل ستح ّل اآلالت محل البشر في سوق العمل؟‬

‫‪41‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫البشري وكيفية التعامل مع الحداثة‬
‫ّ‬ ‫سر اإلبداع‬
‫يكشف الكتاب ّ‬

‫أدمغتنا في عصر االبتكار‬


‫‪11‬‬ ‫يناق ــش غولدبي ــرغ ف ــي كتاب ــه ال ــذي يتك ــون م ــن‬ ‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫فص ــاً م ــع المقدم ــة والخاتم ــة‪ ،‬أص ــول اللغ ــة‪ ،‬وطبيع ــة‬ ‫مــا هــي طبيعــة اإلبــداع البشــري؟ مــا هــي عمليــات الدمــاغ‬
‫العديــد مــن االضطرابــات العصبيــة‪ ،‬واإلدراك الحيوانــي‪،‬‬ ‫الكامن ــة خل ــف س ــحره؟ م ــا ه ــي الج ــذور التطوري ــة لإلب ــداع؟‬
‫والواقــع االفتراضــي‪ ،‬وحتــى الــذكاء االصطناعــي وكيفيــة‬ ‫كي ــف تس ــاعد الثقاف ــة عل ــى تش ــكيل اإلب ــداع الف ــردي؟ ه ــذه‬
‫تنمي ــة جوان ــب اإلب ــداع واالبت ــكار ف ــي الدم ــاغ البش ــري‬ ‫األســئلة وغيرهــا يجيــب عنهــا كتــاب «اإلبــداع‪ :‬الدمــاغ البشــري‬
‫بعــد كشــف جذورهــا‪ .‬مــن خــال معاينتــه الدقيقــة لهــذه‬ ‫فــي عصــر االبتــكار» بقلــم إيلخونــون غولدبــرغ‪ ،‬محــاو ًال كشــف‬
‫الجوان ــب ف ــي ه ــذه العملي ــة‪ ،‬يأخ ــذ الق ــارئ إل ــى أزمن ــة‬ ‫مس ــألة غم ــوض اإلب ــداع البش ــري لعام ــة الق ــراء‪ ،‬وذل ــك‬
‫وأماكــن مختلفــة‪ ،‬مــن العصــور القديمــة إلــى المســتقبل‪،‬‬
‫م ــع توليف ــة فري ــدة وجدي ــدة بي ــن عل ــم األعص ــاب والعل ــوم‬
‫ومــن أوروبــا الغربيــة إلــى جنــوب شــرق آســيا‪ .‬وهــو يضــع‬
‫اإلنس ــانية‪.‬‬
‫توقع ــات جريئ ــة ح ــول مس ــتقبل اإلب ــداع واالبت ــكار ف ــي‬
‫المجتم ــع‪ ،‬ويرج ــع إل ــى جذوره ــا البيولوجي ــة والثقافي ــة‬
‫المتعـــددة‪ ،‬وكيـــف أنهـــا ستشـــكل المجتمـــع لألجيـــال‬
‫القادم ــة‪ ،‬وحت ــى كي ــف أنه ــا س ــوف تغي ــر الط ــرق الت ــي‬
‫يتط ــور به ــا الدم ــاغ البش ــري واألعم ــار‪.‬‬

‫ويق ــول ف ــي ه ــذا الس ــياق‪« :‬ف ــي مص ــر القديم ــة‪،‬‬
‫ل ــم تتغي ــر الحي ــاة كثي ــراً م ــن عص ــر اله ــرم األكب ــر أو‬
‫ه ــرم خوف ــو إل ــى عص ــر رمس ــيس األكب ــر‪ -‬وه ــي فت ــرة‬
‫تبل ــغ تقريبـ ـاً ‪ 1300‬س ــنة‪ .‬ه ــذه تع ــادل تقريبـ ـاً نف ــس‬
‫الفتـــرة بيـــن ســـقوط اإلمبراطوريـــة اليونانيـــة‬
‫إلـــى انحـــدار أوروبـــا نحـــو عصـــور الظـــام‬
‫الوســـطى وإلـــى بـــزوغ الثـــورة الصناعيـــة‬
‫األولــى‪ ،‬وهــي فتــرة االنتقــال الوشــيك‪ .‬وفــي وقتنــا‬
‫الحاضـــر‪ ،‬أصبحـــت المعـــارف التـــي اكتســـبناها‬
‫عنـــد التخـــرج مـــن الجامعـــة مـــن الماضـــي أمـــام‬
‫التطـــورات اليوميـــة»‪.‬‬
‫ويضي ــف‪« :‬إذا م ــا ص ــدق قان ــون العال ــم والمخت ــرع‬
‫األميركــي ريمونــد كورزويــل فــي العائــدات المتســارعة‪،‬‬
‫فــإن نســبة نمــو تقنيــة المعلومــات والتراكــم المعرفــي‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬اســتثنائية‪ .‬وبطريقــة مماثلــة‪ ،‬يتوقــع‬
‫«قان ــون م ــورو» وتقدي ــرات أخ ــرى أن‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪42‬‬
‫للتنفيــذ هــو فكــرة وضــع هــذه المكونــات فــي‬ ‫نس ــبة مس ــتوى العملي ــة التكنولوجي ــة والعلمي ــة‬
‫ج ــزء مح ــدد م ــن الدم ــاغ»‪.‬‬ ‫ســوف تتقــدّ م كثيــراً‪ .‬إذ إننــا فــي مواجهــة مــع‬
‫حداث ــة ل ــم يس ــبق وأن تقدم ــت به ــذه النس ــبة‬
‫يتط ــرق الكات ــب إل ــى ع ــدد م ــن األج ــزاء‬ ‫المتســارعة‪ ،‬علــى صعيــد األفــراد والمجتمــع‪.‬‬
‫المتحرك ــة الت ــي تتك ــون كل منه ــا م ــن ش ــبكات‬ ‫التقــدم النوعــي يقــود إلــى تغ ّيــر نوعــي عميــق‪.‬‬
‫حياديـــة‪ ،‬وفـــي أوقـــات تصبـــح مختلفـــة فـــي‬ ‫قب ــل جيلي ــن‪ ،‬المه ــارات اإلدراكي ــة الت ــي كان‬
‫وج ــه بعضه ــا‪ .‬ونورده ــا بش ــكل مختص ــر‪:‬‬ ‫اإلنســـان يحصـــل عليهـــا فـــي فتـــرة شـــبابه‬
‫أوالً‪ :‬البـــروز وهـــي القـــدرة علـــى طـــرح‬ ‫يمكــن أن يالحظه ــا الم ــرء طيل ــة حيات ــه‪ .‬لكــن‬
‫مشـــكالت أساســـية‪ ،‬وأســـئلة‬ ‫اليـــوم‪ ،‬الشـــخص الثمانينـــي يشـــغّل برشـــاقة غولدبرغ‬
‫التحلي بالقدرة على‬ ‫مهمـــة‪ .‬فاإلبـــداع يتطلـــب‬ ‫الهات ــف اللوح ــي آليف ــون أو سامس ــونغ‪ ،‬وه ــذا‬
‫إنتاج مناهج وحلول‬ ‫اختالفـــاً ذهنيـــاً‪.‬‬ ‫بشـــكل واضـــح ال عالقـــة لـــه بشـــيء تعلمـــه فـــي فتـــرة‬
‫ش ــبابه أو ش ــبابها‪ .‬ه ــذا التغي ــر ف ــي النم ــوذج المجتمع ــي‬
‫متعددة لمشكلة‬
‫الجـــدة أو الحداثـــة‪ :‬وهـــو‬ ‫ثانيـ ـاً‪ِ :‬‬ ‫منتش ــر ج ــداً‪ ،‬وغالبـ ـاً م ــا نفش ــل ف ــي مالحظت ــه‪ ،‬لكن ــه‬
‫يعد أمرًا ضروريًا‬ ‫االهتم ــام بالبح ــث ع ــن الحل ــول والق ــدرة‬ ‫يتمث ــل هن ــا»‪.‬‬
‫للعملية اإلبداعية‬ ‫عل ــى إيجاده ــا ألج ــل مش ــكالت ل ــم تح ــل‬
‫بعـــد‪.‬‬ ‫ويـــرى أنـــه فـــي هـــذا الســـياق‪ ،‬كيفيـــة فهـــم تعامـــل‬
‫الدمــاغ البشــري مــع الحداثــة تصبــح قضيــة ذات أهميــة‬
‫ثالثـ ـاً‪ :‬القـــدرة علـــى ربـــط المعرفـــة‬ ‫قص ــوى‪« .‬وم ــن المع ــروف أن أغلبن ــا ال يش ــارك اهتمام ـاً‬
‫القديمـــة مـــع المشـــكالت الجديـــدة‪.‬‬ ‫فعليـــاً بالعلـــم أو التكنولوجيـــا‪ ،‬لكننـــا حتـــى كزبائـــن‬
‫للتكنولوجي ــا‪ ،‬فإنن ــا س ــنقطن عالم ـاً‪ ،‬يك ــون الغ ــد مختلف ـاً‬
‫رابعـ ـاً‪ :‬اإلنتاجيـــة والمرونـــة الذهنيـــة‪:‬‬ ‫بشـــكل ال يمكـــن إدراكـــه عـــن عالـــم اليـــوم‪ ،‬وأدمغتنـــا‬
‫التحل ــي بالق ــدرة عل ــى إنت ــاج مناه ــج متع ــددة‬ ‫س ــتكون بش ــكل كبي ــر ف ــي مواجه ــة م ــع الحداث ــة س ــواء‬
‫وحلـــول متعـــدة لمشـــكلة يعـــد أمـــراً ضروريـــاً‬ ‫أحببنـــا أو ال»‪.‬‬
‫للعمليـــة اإلبداعيـــة فـــي العلـــم‪.‬‬
‫يشـــير الكاتـــب إلـــى أن االبتـــكار واإلبـــداع أمـــران‬
‫خامسـاً‪ :‬الحافــز واإلصــرار والقــدرة علــى‬ ‫معقـــدان ومتعـــددا األوجـــه مـــع مكونـــات اجتماعيـــة‬
‫بــذل الجهــد نحــو معالجــة المشــكلة‪.‬‬ ‫وبيولوجيـــة وإدراكيـــة‪ ،‬تمتنـــع عـــن تقديـــم تعريفـــات‬
‫ال لبـــس فيهـــا‪ .‬وأي محاولـــة لفهـــم اإلبـــداع وأسســـه‬
‫سادسـ ـاً‪ :‬التجـــوّل العقلـــي أي التحلـــي‬ ‫المحاديـــة ال بـــد مـــن االســـتفادة مـــن تعريـــف مكوناتـــه‬
‫بتلــك القــدرة الغامضــة ألجــل مســعى األفــكار‬ ‫المتع ــددة ومعاين ــة كل منه ــا أوالً‪ .‬فكلم ــا احت ــوت العملي ــة‬
‫كيفية فهم تعامل‬ ‫المســـتمر واإلنتاجـــي ألخـــذك إلـــى أي‬ ‫الذهنيــة علــى مكونــات متعــددة‪ ،‬كلمــا زاد تعــاون المزيــد‬
‫الدماغ البشري مع‬ ‫مـــكان تريـــده‪.‬‬ ‫مــن األجــزاء المتحركــة فــي دعمهــا‪ ،‬ولكــن األقــل قابليــة‬
‫الحداثة تصبح قضية‬
‫ســابعاً‪ :‬التركيــز الذهنــي‬ ‫نبذة عن الكاتب‬
‫ذات أهمية قصوى‬ ‫وهـــذا عكـــس التجـــوّل‬
‫لدى العلماء‬ ‫الذهنـــي‪ ،‬وهـــو امتـــاك‬ ‫ـرب‪ ،‬وطبيــب مشــهور‬ ‫غولدبــرغ‪ ،‬مواليــد ‪ ،1946‬مؤلــف‪ ،‬وعالــم‪ ،‬ومـ ٍّ‬
‫الق ــدرة عل ــى الس ــعي بش ــكل‬ ‫عالمي ـاً بعملــه الســريري‪ ،‬وأبحاثــه‪ .‬يحاضــر فــي علــم النفــس العصبــي‬
‫منتظ ــم نح ــو خ ــط منطق ــي م ــن األف ــكار‪.‬‬ ‫وعلــم األعصــاب اإلدراكــي فــي كليــة الطــب بجامعــة نيويــورك‪ ،‬ويشــغل‬
‫موقــع مديــر معهــد لوريــا لعلــم األعصــاب‪ .‬درس غولدبــرغ فــي جامعــة‬
‫ثامن ـاً‪ :‬اإلط ــار المتمــرّد م ــن العق ــل‪:‬‬ ‫موســكو الحكوميــة مــع عالــم النفــس العصبــي الشــهير الكســندر لوريــا‬
‫ألجــل دفــع المجتمــع نحــو األفضــل‪ ،‬علــى‬ ‫وانتقــل إلــى الواليــات المتحــدة فــي عــام ‪ .1974‬لــه العديد مــن المؤلفات‬
‫الفـــرد المبـــدع أن يمضـــي بدافـــع عـــدم‬ ‫والمنشــورات التــي تبحــث فــي جوانــب اإلبــداع واالبتــكار فــي الدمــاغ‬
‫الرضـــى عـــن الواقـــع الفنـــي والثقافـــي‬ ‫البشــري‪ ،‬وتحليلهــا مــن الناحيــة العلميــة الطبيــة‪.‬‬
‫والعلمـــي وغيـــره الـــذي يعيشـــه‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫تتحول تكنولوجيا التخاطر الذهني إلى خطر محتمل؟‬
‫ّ‬ ‫هل‬

‫كير الدماغ‬ ‫َت ْ‬


‫ه ِ‬
‫في العصر الرقمي‬
‫قب ــل آالف الس ــنوات ب ــدأ التواص ــل البش ــري عب ــر اللغ ــة المحك ّي ــة ف ــي م ــكان م ــا‬
‫بكه ــوف أفريقي ــا‪ ،‬ث ــم ج ــرى التواص ــل ع ــن طري ــق اللغ ــة المكتوب ــة برم ــوز مصـ ـ ّورة ف ــي‬
‫مص ــر الفرعوني ــة وبرم ــوز مس ــمارية ف ــي ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن‪ ،‬وبعده ــا ظه ــر التواص ــل‬
‫ع ــن طري ــق اللغ ــة المكتوب ــة بح ــروف أبجد ّي ــة ف ــي فينقي ــا‪ ..‬وقب ــل عق ــود قليل ــة‪ ،‬تطـ ـ ّور‬
‫التواص ــل بي ــن البش ــر والكمبيوت ــر‪ّ ..‬أم ــا خ ــال الس ــنوات القليل ــة القادم ــة‪ ،‬فس ــيبدأ‬
‫التواص ــل بي ــن بن ــي البش ــر وبن ــي الكمبيوت ــر م ــن دون حاج ــة إل ــى الضغ ــط عل ــى أي زر‪،‬‬
‫بــل ســيحدث التواصــل بيــن البشــر مــن دون كتابــة حــرف أوالنطــق بكلمــة‪ .‬ســنتمكّ ن‬
‫مــن التواصــل عبــر تكنولوجيــات التخاطــر الذهنــي وقــراء العقــل‪ ..‬لكــن‪ ،‬هــذا‬
‫النم ــط المحتم ــل م ــن أنم ــاط االتص ــال‪ ،‬ق ــادم ه ــذه المـ ـ ّرة م ــن م ــكان‬
‫مختل ــف‪ ،‬م ــن وادي الس ــيليكون بكاليفورني ــا‪.‬‬

‫رامي عبود‬
‫أكاديمي وباحث في فلسفة التكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت ‪ -‬كندا‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪44‬‬
‫االقتصادي بين رواد وادي السيليكون إلى ساحة عالمية‬
‫مفتوحة أمام الممارسات العبثية لألنظمة الراديكالية‬
‫وأنشطة التخريب لجماعات اإلرهاب؟ كيف يتسنّى لنا‬
‫التوافق مع هكذا تحوّل جذري في نظام االتصال ضمن‬
‫االجتماع البشري القادم؟ ما طبيعة العالم الذي سنحيا‬
‫فيه إذن؟ وأي نوع بشري سنكون؟ وهل سنحيا حينذاك‬
‫في عالم الطبيعيات أم في عالم السَ يْبَرِ يَات؟‬

‫فكرة الدمج‬
‫على كلٍّ ‪ ،‬لم تظهر فكرة الدمج بين الدماغ والكمبيوتر‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬كما قد يظن البعض‪ ،‬وإنما هي‬
‫فكرة متداولة للنقاش منذ ظهور الكمبيوتر‪.‬‬
‫لكنها‪ ،‬تحوّلت من مجرّد طرح من أطروحات إننا أمام تكنولوجيات‬
‫متجاوزة لخصائص‬
‫ِ‬ ‫الفلسفة النظرية‪ ،‬أو حتى الخيال العلمي‪،‬‬
‫االتصال ضمن أفق‬ ‫إلى مجال للبحث المخبري ‪ -‬التطبيقي‪،‬‬
‫الطبيعة الفيزيائية‬ ‫خالل السنوات القليلة الماضية‪ .‬إننا اآلن‬
‫على مقربة من اختبار تطبيقات تسمح والكينونة البيولوجية‬
‫بانتقال األفكار من نقطة إلى أخرى من‬
‫والتنظيم االجتماعي‬ ‫الحواس‬
‫ّ‬ ‫دون اللجوء إلى التفاعل المادي أو‬
‫الخمس‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬لن تكوني‬
‫بصرك‬
‫ِ‬ ‫بحاجة إلى استخدام حاسّ ة‬
‫هاتفك؛‬
‫ِ‬ ‫لمشاهدة صور الموضة بشاشة‬
‫ولن تكو َن بحاجة إلى استخدام أزرار‬
‫لوحة المفاتيح لساعات طويلة من أجل‬
‫كتابة ردود على ك ّم كبير من اإليميالت‬
‫الواردة أثناء عطلة نهاية األسبوع‪ .‬وبدالً‬
‫يمكنك عبر هذه التكنولوجيا‬‫ِ‬ ‫من ذلك‪،‬‬
‫الجديدة الحصول على خالصة األفكار‬ ‫اآلن‪ ،‬آن لنا أ ْن نحظى بالتعبير عن أنفسنا من دون‬
‫المتجسّ دة في صورة الموضة‪ ،‬مثل‬ ‫ضجيج‪ ،‬وتطوير أفكارنا في صمت‪ ،‬ومخاطبة اآلخر من‬
‫ومضة تخطر فجأة في ذهنك‪ ،‬ودونما‬ ‫دون كالم‪ ،‬واختزان معارفنا من دون كتابة‪ ،‬وتحقيق وجودنا‬
‫النظر في شاشة هاتفك؛ ويمكنكَ نقل‬ ‫االجتماعي من دون المرور فوق معبر اللغة‪ ،‬والتواصل مع‬
‫فكرة الدمج بين الدماغ‬ ‫الردود وإرسالها مباشرة من ذهنك إلى‬ ‫الكمبيوتر من دون أكواد برمجية‪ ،‬والتعايش مع اآلالت‬
‫والكمبيوتر لم تظهر‬ ‫الكمبيوتر من دون االستعانة بالكيبورد‬ ‫الذكيّة من دون كبسات‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬سيجري تمثيل‬
‫في السنوات األخيرة‬ ‫ومن دون حتى االضطرار إلى معرفة‬ ‫مضامين االتصال في صورة نبضات كهربيّة تنتقل عبر‬
‫اإلنترنت من البشري إلى الكمبيوتر‪ ،‬ومن الكمبيوتر إلى‬
‫مسبقة باللغة األجنبية للمرسَ ل إليه‪ .‬وإنما هي فكرة متداولة‬
‫لكن‪ ،‬لماذا نحتاج‪ ،‬أصالً‪ ،‬هذا النوع غير‬ ‫البشري‪ ،‬ومن البشري إلى البشري‪ ،‬ومن الكمبيوتر إلى‬
‫للنقاش منذ ظهور‬ ‫المألوف من التكنولوجيا؟ لماذا تنتوي‬ ‫الكمبيوتر‪ .‬هي حالة من التجانس االتصالي التام‪ ،‬مثل‬
‫الكمبيوتر‬ ‫مختبرات البحث بتكنولوجيا المعلومات‬ ‫كتلة واحدة متماسكة‪ ،‬بين موجودات الذكاءين البيولوجي‬
‫واالتصاالت‪ ،‬حقاً‪ ،‬اختراق أدمغتنا؟ وهل تنجح في ذلك؟‬ ‫واالصطناعي‪.‬‬
‫بالعودة إلى جذور المسألة‪ ،‬نجد أن ميكروسوفت‬ ‫األمر يدعو إلى إثارة حفنة من التساؤالت االفتتاحية‪،‬‬
‫كانت قد أعلنت‪ ،‬في ‪2007‬م‪ ،‬عن عزمها ابتكار تكنولوجيا‬ ‫والتي قد ال نعثر لها على إجابات كافية في اللحظة‬
‫بإمكانها استقطاب المعلومات مباشرة من الدماغ عن‬ ‫الراهنة‪ .‬فهل تصبح أدمغتنا يوماً ما مستباحة من قبل‬
‫طريق تسجيل إشاراته الكهربية على نحو منظوم‪ ،‬أي فرز‬ ‫شركات التكنولوجيا؟ هل تتحوّل أدمغتنا من مجال للتنافس‬
‫معلوماته ذات القيمة المعرفية وعزلها عن المعلومات التي‬

‫‪45‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫يتمثل في النجاح في تطوير مستشعرات بإمكانها قراءة‬ ‫ال تحمل قيمة معرفية‪ .‬وتصف براءة االختراع المسجّ لة‬
‫الموجات الدماغية‪ ،‬وترجمتها إلى أفكار‪ .‬كما‪ ،‬أكّدت على‬ ‫باسم ميكروسوفت هذه التكنولوجيا‪ ،‬قيد التطوير‪ ،‬بأنها‬
‫طبيعة هذه التكنولوجيا بقولها «نحن نريد أن نخلق منتَجاً‬ ‫ترتكز على جهاز مثبّت حول الجمجمة‪ ،‬يمنح الدماغ القدرة‬
‫بإمكانه إدراك أننا نتكوّن من جسد وعقل على السواء»‪.‬‬ ‫على إعطاء أوامر مباشرة لألجهزة الكمبيوترية وتشغيل‬
‫والمثير في األمر أن دوغان‪ ،‬التي أعلنت فجأة في أكتوبر‬ ‫ألعاب الفيديو والتطبيقات المختلفة من دون الضغط على‬
‫‪2017‬م عن عزمها مغادرة فيسبوك نهائياً‪ ،‬كانت تعمل‬ ‫أي زر‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬يعمل الدماغ البيولوجي مثل جهاز‬
‫كمدير سابق لوكالة أبحاث الدفاع المتقدّمة ‪ -‬داربا‬ ‫ريموت كنترول بإمكانه التحكّم في كل شيء حولنا‪ ،‬طالما‬
‫(‪ - )DARPA‬التابعة للبنتاغون‪ ،‬التي يرجع إليها الفضل‬ ‫هذا الشيء متصل شبك ّياً معه‪.‬‬
‫في ابتكار اإلنترنت في ستينات القرن العشرين‪ .‬بالتالي‪،‬‬ ‫بعد مرور عدّة سنوات‪ ،‬ظهرت إشارة عابرة لمارك‬
‫إذا كانت أفكارنا هي المادّة الخام لصناعة السوشيال‬ ‫زوكربيرج‪ ،‬مؤسّ س فيسبوك‪ ،‬تفيد بإمكانية إنتاج تطبيقات‬
‫ميديا لحظة نقرّر مشاركتها مع اآلخرين شبك ّياً؛ فإن‬ ‫تكنولوجية من شأنها تيسير التخاطر الذهني مع اآلخرين‬
‫أدمغتنا ذاتها‪ ،‬بوصفها المصدر األساسي لتلك األفكار‪،‬‬ ‫ضمن شبكاتنا االجتماعية‪ .‬ففي يوليو ‪2015‬م‪ ،‬قال‬
‫ستصبح بدورها هي المادة الخام القادمة لصناعة‬ ‫زوكربيرج «يوماً ما‪ ،‬أعتقد بأننا سنكون قادرين على‬
‫السوشيال ميديا‪ .‬وهكذا‪ ،‬تكون المنافسة ضمن سوق‬ ‫إرسال األفكار مباشرة لبعضنا البعض عن طريق‬
‫التطبيقات االجتماعية‪ ،‬قد انتقلت من حيّز المعلومات‬ ‫تكنولوجيات مخصوصة‪ .‬كل ما عليك هو أن تفكر في‬
‫إلى حيّز البيولوجيا المسؤولة عن إنتاج المعلومات‪،‬‬ ‫أمر ما‪ ،‬فيصل إلى أصدقائك ت ّواً في حال أردت ذلك»‪.‬‬
‫ومن االرتكاز على تحريض الذكاء البشري باتجاه‬ ‫لكن‪ ،‬عادت فيسبوك لتعلن رسمياً بمؤتمرها السنوي‬
‫تمثيل األفكار المجرّدة في صورة محتوى لغوي وبصري‬ ‫الثامن (‪ ،)F8‬في أبريل ‪2017‬م‪ ،‬عن اضطالعها بالفعل‬
‫في الفضاء الشبكي إلى االرتكاز على تطوير الذكاء‬ ‫بمشروع سرّي لتطوير تلك التكنولوجيا‪ ،‬داخل مختبرات‬
‫االصطناعي كأداته األساسية لترجمة أنشطة الدماغ‬ ‫المبنى ‪ )8 Building( 8‬الشهير ‪ -‬التابع لها‪ .‬وقد‬
‫مباشرة إلى محتوى قابل للتداول‪ .‬وستصبح أدمغتنا‪ ،‬في‬ ‫أعلنت ريجينا دوغان‪ ،‬المسؤولة عن المبنى ‪ ،8‬بأن هذه‬
‫ظل تكنولوجيا التخاطر الذهني‪ ،‬جزءاً ال يتجزأ من البنية‬ ‫التكنولوجيا ستسمح لمستخدميها بكتابة الكلمات مباشرة‬
‫الشبكيّة لإلنترنت‪ ،‬بما هي متصلة به عبر مستشعرات‬ ‫من عقولهم بواقع ‪ 100‬كلمة في الدقيقة‪ ،‬أي خمسة‬
‫ورُقاقات ذكيّة‪ ،‬وبما أن محتواها سيصبح مرتكزاً‬ ‫أضعاف سرعة الكتابة باستخدام الهواتف الذكية‪ .‬مما‬
‫أساسياً في تشكيل إجمالي محتوى اإلنترنت‪ .‬القصد‪،‬‬ ‫يسمح لهم بإرسال الرسائل النصيّة واإليميالت بسرعة‬
‫إذا كنّا ال نزال نمتلك قدراً‪ ،‬ولو ضئيالً‪ ،‬من االختيار في‬ ‫وسهولة غير مسبوقة‪ .‬وتلك خطوة أولى في سبيل تمكين‬
‫أثناء إقدامنا على مشاركة أفكارنا شبكياً‪ ،‬فهل منصات‬ ‫الناس من االتصال الذهني المباشر عبر أفكار نبثها‬
‫السوشيال ميديا في طريقها إلى مشاركة أفكارنا مباشرة‬ ‫بلغاتنا الخاصة ويفهمها غيرنا بلغته المحلية‪ ،‬بحسب‬
‫مع من تقرّره خوارزمياتها سلفاً؟ وإذا كانت «الخصوصية»‬ ‫دوغان‪ .‬ويعمل حوالي ‪ 60‬عالماً ومهندساً على تطوير‬
‫هي القضية األساسية للمدافعين عن حقوقنا الديجيتالية‬ ‫هذه التكنولوجيا التي تسمى بـ«الصوت الصامت أوالً»‪ .‬إال‬
‫في فضاء اإلنترنت‪ ،‬فهل نكون قد بلغنا حينذاك مستوىً‬ ‫أن التحدي األكبر لهذا المشروع الطموح‪ ،‬بحسب دوغان‪،‬‬
‫غير مسبوق من التعقيد‪ ،‬يصبح معه‬
‫الدفاع عن تلك الحقوق ضرباً من‬
‫المستحيل؟ هل منصات اإلنترنت‬
‫وتطبيقات السوشيال ميديا في سبيلها‬
‫إلى تَهْكِ ير أدمغتنا بغرض انتهاك‬
‫حقوق ملكية محتواها اإلبداعي دون‬
‫سند قانوني؟‬

‫سباق تكنولوجي‬
‫في سياق السباق التكنولوجي‬
‫ذاته‪ ،‬وفي مارس ‪2017‬م‪ ،‬أعلن‬
‫إيلون ماسك‪ ،‬المخترع ورائد األعمال‬
‫الشهير والمدير التنفيذي لشركة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪46‬‬
‫اجتماعي ‪ -‬إنسبوتِيّ خالص (أي إنساني ‪ -‬روبوتي)‪ .‬ما‬ ‫السيارات الكهربائية تِسال (‪ )Tesla‬وشركة الصواريخ‬
‫يستدعي التفكّر في التبعات المترتّبة عليه‪ .‬فثمّة مخاطر‬ ‫الفضائية سبايس إكس (‪ ،)SpaceX‬عن إنشاء شركة‬
‫محتملة عديدة‪ ،‬ومنها االستباحة المطلقة لخصوصياتنا‪،‬‬ ‫جديدة تدعى نيورولينك (‪ .)Neuralink‬ونيورولينك تهدف‬
‫السطو على حقوق ملكية األفكار األصيلة‪ ،‬التوجيه القسريّ‬ ‫إلى دمج الدماغ البشري بالكمبيوتر باستخدام عتاد دقيق‬
‫أو الالواعي للمجموع العالمي نحو أهداف خاصة‪ ،‬مراوغة‬ ‫جداً بحجم الميكرون (= ‪ 1‬مليون من المتر)‪ .‬فعن طريق‬
‫ديناميكيات التفكير الطبيعي التي تسمح بتطوّر نظام العقل‬ ‫استزراع تلك األجهزة الدقيقة جداً في أدمغتنا‪ ،‬يمكن‬
‫على نحو تلقائي دون تدخّ ل خارجي عمدي‪ ،‬االستقطاب‬ ‫خدمة أغراض طبيّة مختلفة كمعالجة األعراض الناتجة‬
‫اإليديولوجي المباشر‪ ،‬غسيل الدماغ عن بعد‪ ،‬إنتاج أسلحة‬ ‫عن أمراض الدماغ‪ ،‬كما يمكن تعزيز قدراتنا العقالنية‬
‫متقدّمة للتأثير الالمتكافئ في موازين الصراع العسكري‪،‬‬ ‫في مواجهة احتمال تفوق الذكاء االصطناعي‪ ،‬بحسب‬
‫وهل ّم جراً‪ .‬أمّا األهم من كل ذلك فهو فتح المجال على‬ ‫ماسك‪ ،‬والذي أكّد أيضاً على دعمها ألنشطة التخاطر‬
‫مصراعيه أمام الذكاء االصطناعي للتعلّم من خبراتنا‬ ‫الذهني مع أقراننا البشريين أو األجهزة الكمبيوترية على‬
‫البشرية‪ ،‬وبصورة مستقلة‪ ،‬في ظل‬ ‫السواء‪ .‬وأكّد كذلك على أن تلك الواجهات الدماغية‬
‫االنفتاح المطلق بين الذكاءين البيولوجي‬ ‫‪ -‬الكمبيوترية ستمكّننا من التخاطر الذهني‪ ،‬ليس مع‬
‫واالصطناعي‪ ،‬أي إزاحة عوائق تعلّم اآللة‬ ‫شخص واحد فقط في المرّة الواحدة‪ ،‬بل مع أكثر من‬
‫من اإلنسان عن طريق تشفير الخبرات أو‬ ‫شخص وفي أكثر من اتجاه في الوقت ذاته‪.‬‬
‫التلقيم عن طريق لغات برمجية خاصة‪.‬‬ ‫والظاهر‪ ،‬شركة نيورولينك تحمل نوايا مختلفة عنها‬
‫ومن ثم‪ ،‬ربما نكون قد منحنا آالت الذكاء‬ ‫في حالتي ميكروسوفت وفيسبوك‪ ،‬بما أن نموذجها‬
‫االصطناعي فرصة مضمونة للتحكّم في‬ ‫االقتصادي يرتكز على توفير نوع من العالج التكنولوجي‬
‫مصير المجموع البشري‪ ،‬مثل تلميذ يقرّر‬ ‫ألمراض الدماغ‪ ،‬ودعمنا في السباق المحتمل مع الذكاء‬
‫التمرّد على أستاذه‪.‬‬ ‫االصطناعي‪ ،‬وخلق نقلة طفريّة في آليات االتصال بين‬
‫نحن‪ ،‬بوصفنا المجموع البشري‬ ‫البشر واآلالت‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬إيلون ماسك ليس مجرّد‬
‫المعاصر‪ ،‬بصدد اختبار التبعات المترتبة‬ ‫رائد أعمال عادي‪ ،‬وإنما هو عبقري وصاحب رؤية‬
‫على تلك المنافسة السوقيّة الحامية‪ ،‬بما‬ ‫تكنولوجية جادة‪ ،‬وال يوجد من هو أفضل منه في مجال‬
‫يعمل حوالي ‪60‬‬ ‫أن جوالتها تدور اآلن بالفعل داخل أروقة وادي‬ ‫االقتصاد الجديد سوى الراحل ستيف جوبز‪ ،‬على األقل‬
‫السيليكون‪ .‬هذا السباق المصيري بين كيانات عالمًا ومهندسًا على‬ ‫حتى اآلن‪ .‬بيد أن تلك الرؤى والنوايا ال تحمل في طياتها‬
‫تطوير تكنولوجيا‬ ‫االقتصاد المعرفي الجديد‪ ،‬ليس من أجل‬ ‫نزعة إنسانية خالصة‪ .‬فال شك وأن نيورولينك تسعى‪،‬‬
‫االستحواذ على أرض أو مواد خام أو مصادر االتصال الذهني التي‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬إلى االستحواذ على نصيب من سوق‬
‫طاقة‪ ،‬وإنما على المصادر الفيسيولوجيّة‬ ‫تكنولوجيات الدماغ الواعد‪.‬‬
‫تسمى بـ«الصوت‬ ‫للمعرفة‪ ،‬أو فسيولوجيا المعرفة‪ ،‬أو باألوضح‬ ‫إننا أمام تكنولوجيات مجاوِ زة لخصائص االتصال‬
‫الصامت أو ًال»‬ ‫أدمغتنا ذاتها‪ .‬وال أحد يدري ما سينتهي إليه‬ ‫ضمن أفق الطبيعة الفيزيائية والكينونة البيولوجية‬
‫األمر‪ ،‬سوى يقين واضح بضرورة العمل بشتى السبل‬ ‫والتنظيم االجتماعي ‪ -‬البشري‪ .‬نحن بصدد مشروع‬
‫على منع استدراجنا إلى هوّة سحيقة من صنع األطماع‬ ‫تكنولوجي غير مسبوق في التاريخ‪ ،‬بما هو يعمد إلى‬
‫االقتصادية المحضة أو إلى صفقة من تلك الصفقات‬ ‫تقليص حضور العنصر البشري والعامل اللغوي في عملية‬
‫المعقودة سلفاً مع شيطان التكنولوجيا األخرق‪.‬‬ ‫االتصال ضمن نظام االجتماع القادم‪ ،‬بما هو تنظيم‬

‫‪11.‬‬ ‫‪Justin Mullins «Invention: Microsoft mind reader» newscientist.com.‬‬


‫‪22.‬‬ ‫‪Aatif Sullleyman «Mind-Reading Headset Allowing people to Control Computers with their Thoughts Described in Microsoft Patent» ndependent.‬‬
‫‪co.uk.‬‬
‫‪33.‬‬ ‫‪Stuart Dredge «Facebook boss Mark Zuckerberg thinks telepathy tech is on its way» heguardian.com.‬‬
‫‪44.‬‬ ‫‪James Titcomb «Mark Zuckerberg confirms Facebook is working on mind-reading technology» telegraph.co.uk.‬‬
‫‪55.‬‬ ‫‪«The Revolutionary Voice First Technology Being Developed in Facebook›s Building 8» forbes.com.‬‬
‫‪66.‬‬ ‫‪Phoebe Weston «Battle for control of your brain: Microsoft takes on Facebook with plans for a mind-reading HEADBAND that will let you use devices‬‬
‫‪with the power of thought» dailymail.co.uk.‬‬
‫‪77.‬‬ ‫‪Alex Cranz «What Happens to Facebook’s Mind Reading Project Now That Its Leader Is Gone?» gizmodo.com.‬‬
‫‪88.‬‬ ‫‪Reuters «Elon Musk on mission to link human brains with computers in four years: report» reuters.com.‬‬

‫‪47‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫ما معايير هذا الصنف‬
‫األدبي وجوانب الخلل فيه؟‬
‫ّ‬

‫أدب الطفل في العالم العربي‬


‫الواقع والطموحات‬
‫ومضات ‪ -‬رامي زين الدين‪:‬‬
‫تعتب ــر الكتاب ــة للطف ــل أح ــد أكث ــر أن ــواع‬
‫األدب إث ــارة لالهتم ــام والبح ــث‪ ،‬وذل ــك لم ــا‬
‫تفرض ــه م ــن ضواب ــط صارم ــة وحساس ــية‬
‫عالي ــة ف ــي مخاطب ــة الفئ ــات العمري ــة‬
‫الصغي ــرة‪ ،‬وف ــي العال ــم العرب ــي يعي ــش أدب‬
‫الطف ــل واقعـ ـ ًا غي ــر مس ـ ٍ‬
‫ـتقر وف ــق م ــا ي ــرى‬
‫العامل ــون ف ــي حق ــل الثقاف ــة‪ ،‬إذ ال ي ــزال‬
‫االهتم ــام بالمنتج ــات األدبي ــة الخاص ــة‬
‫بصغ ــار الس ــن مح ــدود ًا مقارن ـ ًـة بالعال ــم‬
‫الغرب ــي الرائ ــد ف ــي ه ــذا المي ــدان‪ ،‬م ــع وج ــود‬
‫اس ــتثناءات قليل ــة بي ــن ع ــدد م ــن ال ــدول‬
‫العربي ــة‪ ..‬فكي ــف يب ــدو واق ــع أدب الطف ــل ف ــي‬
‫العالــم العربــي؟ ومــا شــروطه وجوانــب الخلــل‬
‫ف ــي الكتاب ــة للطف ــل؟‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪48‬‬
‫عبدالرزاق بوكبّة‬ ‫نجاة عبد الصمد‬ ‫حسن مبارك الربيح‬

‫تُجمـع آراء الكتّـاب والمتخصصيـن المشـاركين فـي‬


‫التحقيـق علـى الواقـع الضعيـف الـذي يعيشـه أدب الطفـل‬
‫فـي العالـم العربـي‪ ،‬معيزيـن ذلـك إلـى قلّـة االهتمـام مـن‬
‫المؤسسـات الثقافيـة وعجزهـا عـن مواكبـة التطـور الـذي‬
‫يشـهده العصـر وانعكاسـه علـى عقليـة األطفـال‪ ،‬ومـا‬
‫يفرضـه ذلـك مـن خصوصيـة فـي طريقـة‬
‫كتابـة هـذا الصنـف الخـاص مـن األدب‪.‬‬
‫الربيح‪ :‬أدب الطفل‬ ‫كمـا أكّـدوا علـى ضـرورة اقتـراب الكاتـب‬
‫ينبغي أن يميل إلى‬ ‫مـن أوسـاط األطفـال والتعـرّف علـى‬
‫البساطة‪ ،‬ويتكئ‬ ‫هواجسـهم وخياالتهـم حتـى يتمكّـن مـن‬
‫إنتـاج أدب يناسـب احتياجـات الطفـل على المتعة والفائدة‪،‬‬
‫وينمّـي مداركـه وعوالمـه اإلبداعيـة‪،‬‬
‫وحضور الخيال‬
‫فلنطلـع أكثـر علـى مـا قالـوه‪:‬‬

‫االتكاء على المتعة والفائدة ‬


‫يقـول الكاتـب السـعودي حسـن مبـارك‬
‫بسـيط فـي أدب الطفـل‬
‫ٍ‬ ‫«بمسـح‬
‫ٍ‬ ‫الربيـح ‪ :‬إنـه‬
‫العربـي بيـن واقـع الكتابـة والحضـور فـي‬
‫الميـدان‪ ،‬سـنجد أنَّ الكفَّـة ترجـح للكتابـة‪،‬‬
‫فهنـاك العديـد مـن اإلصـدارات ظهـر بمختلـف‬
‫األشـكال الكتابيـة للطفـل؛ سـواء عـن جهـات‬
‫معينـة كـدور النشـر الخاصـة‪ ،‬أو مؤسسـات وجوائـز‬
‫موجَّ هـة‪ ،‬أمَّـا حضـور هـذا األدب فـي‬
‫عبدالصمد‪ :‬أدب‬ ‫اإلعلام أو فـي المناهـج الدراسـية فيكاد‬
‫األطفال قد ينجو؛‬ ‫يكـون معدومـاً‪ ،‬وال أدري هـل يرجـع‬
‫السـبب إلـى أنَّ المؤسسـات اإلعالميـة حين تتبناه مؤسسات‬
‫لديها ما يكفي من‬ ‫فاقـدة للعمـل المهنـي الحقيقـي فـي هـذا‬
‫المجـال‪ ،‬أم يكمـن فـي التقصيـر مـن‬
‫سعة األفق‪ ،‬والتمويل‪،‬‬
‫األطـراف األخـرى (دور نشـر‪ ،‬أفـراد‪..‬‬
‫والمواهب‬ ‫إلـخ) فـي التواصـل‪ ،‬والتعـاون مـع اإلعلام؟»‪.‬‬
‫واعتبـر الربيـح أنّ مـا يعـرض علـى قنـوات األطفال إمَّا‬
‫مـادة هزيلـة فـي الغالـب أو أعمـال مترجمـة جاهـزة مـن‬
‫لغـات أخـرى‪ ،‬وأضـاف «ال أدري مـا سـبب غيـاب كتابـات‬
‫أدبائنـا المعروفيـن تمثيلاً وإنشـاداً فـي هـذه القنـوات؟‬

‫‪49‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫تراجعـاً فـي أدب األطفـال كتابـ ًة وقـراءة قائلة‪« :‬من جهة ال‬ ‫فمثلاً علـى المسـتوى القصصـي أيـن زكريـا تامـر؟! وعلـى‬
‫تقـوم المناهـج المدرسـية باختيـار زبدتـه لجـذب األطفـال‬ ‫المسـتوى الشـعري اإلنشـادي أيـن سـليمان العيسـى؟»‪.‬‬
‫وتعوديهـم علـى عـادة القـراءة شـبه المندثرة بسـبب وسـائل‬ ‫أما بالنسـبة لشـروط الكتابة للطفل‪ ،‬فقال الربيح إنها‬
‫التواصـل االجتماعـي واإلعلام المعاصـر‪ ،‬ومـن جهـة‬ ‫«تتطلـب يقظـةً‪ ،‬وإحساسـاً بعالـم الطفولـة‪ ،‬فأكبـر خلـل أن‬
‫أخـرى ال تلعـب األسـرة دوراً مهمـاً فـي هـذا المجـال‪ ،‬إذ‬ ‫يخاطـب كاتـب مـا األطفـال‪ ،‬وهـو ال يستشـعر احتياجاتهم‪،‬‬
‫وأمهـات يقـرؤون‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يفتقـر كثيـر مـن أطفـال اليـوم إلـى آبـاء‬ ‫وال يتقمَّـص أخيلتهم ومشـاعرهم»‪.‬‬
‫بينمـا نشـأ الجيـل السـابق ضمـن أسـرة عمادهـا القـراءة»‪.‬‬ ‫وتابـع «ابتعـدَت بعض الكتابات عن المسـتوى المنشـود‬
‫وتضيـف «يبـدو الخلـل العميـق والخطـر فـي ازدحـام‬ ‫ولـم تلتفـت لطفـل الواقـع‪ ،‬وبعضهـا نـزل إلـى منطـق‬
‫نصـوص الكثيـر مـن أدب األطفـال باألخطـاء الشـنيعة فـي‬ ‫التسـطيح والسـذاجة ظنّـاً بـأنَّ عقليَّـة األطفـال هكـذا‪.‬‬
‫إملاء اللغـة العربيـة وقواعدهـا وتركيـب جملهـا‪ ،‬وكأنّ‬ ‫فمـن األمـور المهمَّـة قبـل الكتابـة قـراءة عيِّنـة مـن األطفال‬
‫السـاحة تخلـو مـن مختصيـن ومـن محرريـن‪ ..‬لتكابـد اللغة‬ ‫أقلهـا فـي المحيـط‪ ،‬والتقـاط مـا يصـدر منهـم مـن طرائف‬
‫العربيـة كل هـذا الهـوان وهـم يتفرجـون!»‪.‬‬ ‫وخيـاالت ومفاجـآت وردود أفعـال»‪.‬‬
‫وتتابـع عبـد الصمـد «اإلصـدارات الجديـدة قليلـ ٌة‬ ‫واعتبـر الربيـح أنّ مـن الصعوبـة وضع مواصفات ألدب‬
‫عمومـاً‪ ،‬ولـم تسـتم ّر الدوريـات القديمـة التـي صاحبـت‬ ‫الطفـل «فالزمـن والظـرف بشـتى أشـكاله يتغيـر‪ ،‬واألمكنـة‬
‫طفولـة الجيـل الماضـي كهديـة يترقبهـا الطفـل آخـر كل‬ ‫تختلف‪ ،‬إال أنَّ أبرز المواصفات هو الميل إلى المعالجات‬
‫شـهر‪ ،‬وكانـت جـزءاً أساسـياً مـن تربيـة ذلـك الجيـل ومـن‬ ‫البسـيطة‪ ،‬واالتـكاء علـى عنصري المتعـة والفائدة‪ ،‬وكذلك‬
‫ذاكرتـه الجمعيـة‪ ،‬واشـتغلت علـى بنـاء لسـانه بلغـة عربيـة‬ ‫حضـور الخيال»‪.‬‬
‫سـليمة وفصيحـة ومبسـطة‪ ،‬فـي حيـن طفـت علـى السـطح‬
‫مجموعـات مـن قصـص األطفـال الفاخـرة اإلخـراج‪ ،‬بينمـا‬ ‫آباء وأمهات ال يقرؤون‬
‫تخلو صفحاتها من المغزى أو من ترسيخ القيم اإلنسانية‬ ‫بدورهـا تقـول الكاتبـة والروائيـة السـورية نجـاة عبـد‬
‫التـي يجـب زرعهـا فـي الطفـل يـداً بيـد مـع متعـة القـراءة»‪.‬‬ ‫الصمـد «تطفـو شـجو ٌن كثيـرةٌ‪ ،‬وقليـ ٌل مـن الوعـود عنـد‬
‫واعتبـرت الروائيـة عبـد الصمـد أن «أدب األطفـال قد‬ ‫الحديـث عـن أدب الطفـل فـي العالـم العربـي‪ .‬فلا تـزال‬
‫ينجـو؛ حيـن تتبنـاه مؤسسـات لديهـا مـا يكفـي مـن سـعة‬ ‫إصـدارات جديـدة تظهـر فـي هـذا الصنـف العسـير‬
‫األفـق‪ ،‬والتمويـل‪ ،‬والمواهـب إلنتـاج أدب رفيـع لألطفـال‬ ‫والممتنـع مـن بيـن أشـكال الكتابـة‪ ،‬لكـن القليـل منهـا يتسـم‬
‫وللناشـئة»‪.‬‬ ‫بالتميّـز! وقـد بـدأ األدب المكتـوب لجيـل الناشـئة يفسـح‬
‫لنفسـه مكانـاً بيـن جمهـور القـراء كبـاراً وصغـاراً‪ ،‬فليـس‬
‫ّ‬
‫يدق‬ ‫ناقوس الخطر‬ ‫الصغـار وحدهـم مـن يقـرأ أدب األطفـال‪ ،‬بـل حتـى كبـار‬
‫الكاتـب الجزائـري عبـد الـرزاق بوكبّـة يتبنّـى موقفـاً‬ ‫السـنّ مـن عشـاق القـراءة يحنّـون دائمـاً لإلبحـار المتجـدد‬
‫متفائلاً حيـال واقـع أدب الطفـل‪ ،‬فيقـول‪« :‬يُدهشـني‬ ‫فـي القصـص التـي أطلقـتْ خيالهـم وربّتهـم علـى متعـة‬
‫المخصصـة ألدب الطّ فـل‬
‫ّ‬ ‫المتباكـون علـى ضيـق المسـاحة‬ ‫القـراءة منـذ الصغـر»‪.‬‬
‫فـي الفضـاء العربـي‪ ،‬بالمقارنـة مـع اآلداب األخـرى‪ ،‬ألنـه‬ ‫وتـرى عبـد الصمـد أنّ واقـع القـراءة رديء فـي‬
‫تبـاك يقفـز بسـذاجة على المعطيـات الموضوعية الكثيرة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مجتمعاتنـا عمومـاً‪ ،‬وتعلـق علـى ما يبدو أنه أكثر ما يسـبب‬
‫التـي تشـكّل خلفيـة لهـذا الضيـق»‪.‬‬
‫ويتابـع بوكبّـة موضحـاً وجهـة نظـره‬
‫«هنـا تطـرح هـذه األسـئلة نفسـها‪ :‬كـم حزبـاً‬
‫سياسـياً عربيـاً يملـك رؤيـة اسـتراتيجية‬
‫للتكفّـل باحتياجـات الطفولـة المختلفـة؟ كـم‬
‫مترشـحاً للرئاسـة فـي الجمهوريـات العربيـة‬
‫ُخصـص للطفولـة‬ ‫أو لعضويـة البرلمـان ي ّ‬
‫حيّـزاً منسـجماً مـع أهمّيتهـا؟ هـل هنـاك مـن‬
‫المنظومـات المعنيـة بالطفولـة فـي الفضـاء‬
‫العربـي مـن يُخطّ ـط لما يمكن أن نسـمّيه «فنّ‬
‫العطلـة»؟ أال ترتـاح المدرسـة العربيـة مـن‬
‫تالميذهـا خلال العطلـة؟ فيمـا ترتاح األسـرة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪50‬‬
‫التطـورات الحاصلـة فـي‬ ‫بانتهـاء العطلـة؟ كـم فضـا ًء‬
‫المجتمـع‪ ،‬ومسـايرة عقليـة‬ ‫مخصصـاً للطفولـة‬ ‫ّ‬ ‫ترفيهيـاً‬
‫الطفـل المعاصـرة حتـى نتمكـن‬ ‫فـي الـدول العربيـة؟ علـى سـبيل‬
‫مـن إنتـاج أدب ذي مهـارات‬ ‫المثـال ال الحصـر‪ :‬كـم أرجوحة‪،‬‬
‫متطـورة تناسـب عمـر الطفـل‬ ‫وهـي ال تكلّـف كثيـراً‪ ،‬فـي الـدول‬
‫وعقليتـه‪ ،‬فالتطـورات الحاصلـة‬ ‫االثنتيـن والعشـرين؟ لمـاذا‬
‫فـي المجتمـع‪ ،‬إضافـة إلـى‬ ‫يتفـوّق عـدد الفضائيـات العربية‬
‫الثـورة المعلوماتية‪ ،‬أسـهمت في‬ ‫المتخصصـة فـي إعـداد الكبـار‬
‫ّ‬
‫تنميـة هـذا األدب»‪.‬‬ ‫يوسف بعلوج‬ ‫رحمة اهلل أوريسي‬
‫لآلخـرة‪ ،‬مئـات المـرّات‪ ،‬علـى‬
‫المتخصصـة‬
‫ّ‬ ‫عـدد الفضائيـات‬
‫يتعرض للتشويه‬
‫ّ‬ ‫أدب‬ ‫إلعـداد الصغـار للحيـاة؟»‬
‫الكاتـب يوسـف بعلـوج الحاصـل علـى جائـزة الشـارقة‬ ‫ويـرى بوكبّـة «إن ازدهـار أدب الطفـل ومـا يرافقـه‬
‫لإلبـداع فـي أدب الطفـل يـرى أنـه مـن الصعـب إعطـاء‬ ‫مـن فنـون هـو ثمـرة طبيعيـة الحتفـاء مجتمـع مـا بالطفـل‬
‫حكـم شـامل وجـازم بوضـع أدب الطفـل في العالـم العربي‪،‬‬ ‫باعتبـاره رجـل المسـتقبل‪ ،‬وإن أمـة معنيـة بالماضـي ال‬
‫ويقـول «مـن منظوري الشـخصي كقـارئ أوالً وككاتب ثانياً‪،‬‬ ‫بالمسـتقبل سـينتعش فيها أدب األسالف ال أدب األطفال‪،‬‬
‫ربمـا هنـاك إنتـاج أدبـي‪ ،‬ولكـن اإلشـكالية بنوعيـة هـذا‬ ‫ألنهـا مشـغولة باإلنتـاج للزمـن الـذي يعنيهـا»‪.‬‬
‫اإلنتاج في المحتوى والشـكل والطباعة‪ ،‬ألن إخراج العمل‬ ‫ويشـيد بوكبّـة بمـا يقدّمـه المهرجـان القرائـي للطفـل‬
‫الموجـه للطفـل أحيانـاً أهـم مـن المحتـوى ذاتـه‪ ،‬فالفئـات‬ ‫الـذي تسـتضيفه إمـارة الشـارقة فـي شـهر أبريـل مـن كل‬
‫العمريـة الصغيـرة ال يسـمح رصيدهـا اللغـوي بالمطالعـة‪،‬‬ ‫عـام باقتراحاتـه فـي مجـال أدب الطفـل‪ ،‬لكنـه يـرى أنـه‬
‫فتتفاعـل أكثـر مـع األشـكال والصـور والرسـومات‪ ،‬حيـث‬ ‫فيمـا عـدا المهرجـان‪ ،‬يبقى الرصيد العربي من المشـاريع‬
‫يعتبـر شـكل الكتـاب العنصـر الجـاذب‬ ‫الحقيقيـة والمواكبـة للجديـد الخـاص بالطفولـة يدعـو‬
‫األول لهـذه الفئـة»‪.‬‬ ‫إلـى دقّ ناقـوس الخطـر‪ .‬وفـق تعبيـره‪ ،‬وختـم رأيـه بالقـول‬
‫واعتبـر بعلـوج أنّ هنـاك أسـماء‬ ‫«هنـاك طفولـة عربيـة تذهـب إلـى المسـتقبل مـن رحـم‬
‫كثيـرة ظهـرت مـن خلال الجوائـز‬ ‫الفـراغ والحرمـان»‪.‬‬
‫العربيـة المتخصصـة فـي أدب الطفـل‬
‫التـي كشـفت عـن نضـج ووعـي كبيريـن‬ ‫تقدم خليجي في أدب الطفل‬
‫ّ‬
‫بخصوصيـة الكتابـة للطفـل‪ ،‬مسـتدركاً‬ ‫الناقـدة والباحثـة رحمـة اهلل أوريسـي اعتبـرت أنّ‬
‫«يبقـى هنـاك اهتمـام أقـل بالمقارنـة‬ ‫إشـكالية حضـور أدب الطفـل فـي العالـم العربـي تكمـن في‬
‫بوك ّبة‪ :‬ازدهار أدب‬ ‫مـع أنمـاط كتابيـة أخـرى مثـل الروايـة أو‬ ‫التفـاوت بيـن البلـدان العربيـة؛ وتقـول «لو حاولنـا المقارنة‬
‫الطفل ثمرة طبيعية‬ ‫الشـعر‪ ،‬ففـي معـارض الكتـاب بالجزائـر‬ ‫بيـن دول الخليـج والـدول العربيـة شـمال أفريقيـا لوجدنـا‬
‫الحتفاء مجتمع ما‬ ‫مثلاً ال تخصـص عـن أدب الطفـل أي‬ ‫أنـه فـي الخليـج حاضـر وبقـوة‪ ،‬بـل إنهـم يهتمـون بـكل مـا‬
‫بالطفل باعتباره رجل‬ ‫نـدوات»‪.‬‬ ‫يخـص الطفـل باعتبـاره نصـف الحاضـر والمسـتقبل‪ .‬فـي‬
‫بالنسـبة لجوانـب الخلـل فـي أدب‬ ‫حيـن نجـد أن هـذا األدب باهـت فـي الشـق اآلخـر مـن‬
‫المستقبل‬
‫الطفـل‪ ،‬حصرهـا بلعـوج فـي الرقابـة‪،‬‬ ‫الـدول العربيـة األخـرى‪ ،‬ولعـل األمـر يعـود إلـى عـدم توفـر‬
‫ال «سواء الرقيب الذاتي أو الرقيب األدبي والمجتمعي‪،‬‬ ‫قائ ً‬ ‫المقومـات التسـويقية»‪.‬‬
‫فـي أدب الطفـل الرقيـب غائـب وحاضـر‪ ،‬حيـث يغيـب عـن‬ ‫ولفتـت أوريسـي إلـى ضـرورة االعتـراف بـأن ألدب‬
‫الكتـب التـي ال تتناسـب مـع الفئـة العمريـة‪ ،‬لكنـه حاضـر‬ ‫األطفـال خصوصيـة سـواء أكان علـى مسـتوى الفهـم أو‬
‫ليحـد مـن اإلبـداع ويشـوه المنتـج األدبي بأعـراف أو أفكار‬ ‫على مسـتوى اللغة‪ ،‬ألنه من أخطر اآلداب وأصعبها ما لم‬
‫مجتمعيـة»‪.‬‬ ‫يتّخـذ الوجهـة الصحيحـة‪ ،‬بحسـب قولهـا‪ ،‬وتابعـت «تكمـن‬
‫وحـول تطويـر أدب الطفـل‪ ،‬انطلـق بعلـوج مـن تجربتـه‬ ‫جوانـب الخلـل فـي طريقـة تقمـص األديـب أدواراً تناسـب‬
‫الذاتيـة «أعتمـد شـخصياً علـى ربـط قراءاتـي ومراجعاتـي‬ ‫الفئـة العمريـة التـي يكتـب إليهـا؛ أي ال بـد أن ينـزل األديب‬
‫بالمتفوقيـن‪ ،‬والمتفوقـون هـم الغـرب شـئنا أم أبينـا‪ ،‬فهـم‬ ‫إلـى المسـتوى الفكـري والعقلـي واإلدراكـي للطفـل حتـى‬
‫يُنتجـون أدبـاً جيـداً‪ ،‬فأضبـط نفسـي علـى هـذا المسـتوى‬ ‫يتمكـن مـن إيصـال فكرتـه‪ ،‬ورسـالته»‪.‬‬
‫ألنـه يغرينـي ويضعنـي أمـام تحـ ّد كـي أتقـدم»‪.‬‬ ‫جانـب آخـر رأت أوريسـي أنـه «ال بـد مـن مسـايرة‬‫ٍ‬ ‫مـن‬

‫‪51‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬
‫‪52‬‬
‫المغالطات والحقائق في العالج‬
‫بمستخلصات األغذية العشبية‬
‫ومضات ‪ -‬جورج فهمي‪:‬‬
‫أظه ــرت التحلي ــات المعملي ــة أن الخالص ــات العش ــبية الت ــي تب ــاع ف ــي األس ــواق تحت ــوي عل ــى نس ــبة‬
‫عاليــة مــن مــواد ســامة خطــرة مثــل الزرنيــخ والزئبــق والرصــاص وفق ـ ًا لدراســة أجراهــا باحثــون فــي «لنــدن‬
‫يونفرس ــتي كولي ــدج»‪ .‬وتأت ــي نتائ ــج التحلي ــات ف ــي أعق ــاب سلس ــلة م ــن الح ــاالت الت ــي اضط ــر أصحابه ــا‬
‫للدخ ــول إل ــى المستش ــفى للع ــاج م ــن ح ــاالت تس ــمم ح ــادة؛ بع ــد تن ــاول ه ــذه المس ــتخلصات‪ .‬وكش ــفت‬
‫الدراس ــة الت ــي ش ــملت ‪ 70‬مس ــتخلص ًا عش ــبي ًا أن الكثي ــر م ــن مس ــتخلصات األغذي ــة العش ــبية ال تحت ــوي‬
‫عل ــى الفوائ ــد الت ــي تزعمه ــا البيان ــات المدون ــة عليه ــا‪.‬‬

‫بحســب الدراســة التــي اســتخدمت تقنيــة الفحــص‬


‫المجهــري بالرنيــن المغناطيســي النــووي والترشــيح‬
‫الكروموتوغرافــي‪ ،‬فــإن ثمانيــة مــن بينهــا ال تحتــوي مــادة‬
‫فعالــة أو تقــل فيهــا نســبة المــادة الفعالــة عــن المســتوى‬
‫الــذي يجعلهــا مؤثــرة‪ .‬وفــي العــادة فــإن المنتجــات العشــبية‬
‫تبــاع فــي األســواق علــى أنهــا خالصات غذائيــة أو وصفات‬
‫عالجيــة تقليديــة مســجلة‪.‬‬

‫ويقــول رئيــس فريــق البحــث البروفســور مايــكل‬


‫هنيرتــش‪« :‬إن الكثيــر مــن مصنعــي الخالصــات الغذائيــة‬
‫العشــبية يكذبــون فيمــا يتعلــق بفوائــد منتجاتهــم»‪ .‬ويشــير‬
‫البروفســور إلــى أن تقســيم الرقابــة فــي األســواق علــى‬
‫المنتجــات العشــبية مــا بيــن أدويــة عشــبية خاضعــة‬
‫لســلطات الرقابــة الدوائيــة ومســتخلصات غذائيــة علــى‬
‫األغذيــة يخلــق فجــوة فــي الرقابــة علــى األســواق‪.‬‬

‫ويوضــح مايــكل أن المصنعيــن فــي‬


‫من بين ‪ 251‬خالصة‬
‫بعــض األحيــان يدعــون إلــى اســتخدام‬
‫عشبية كان الزرنيخ‬ ‫أنــواع مــن النباتــات التــي انقرضــت ولــم‬
‫موجودًا في ‪ 36‬والزئبق‬ ‫تعــد موجــودة فــي األصــل أو أصبحــت‬
‫في ‪ 35‬والرصاص في ‪24‬‬ ‫نــادرة‪ ،‬بصــورة تجعــل ســعرها أغلــى كثيــراً‬
‫مــن الســعر الــذي يبــاع بــه المنتــج‪.‬‬

‫معلومات مغلوطة‬
‫تدفــع المعلومــات المغلوطــة المدونــة علــى عبــوات‬
‫المســتخلصات العشــبية بعــض المرضــى إلــى التوقــف عــن‬
‫اســتخدام األدويــة؛ مــا يــؤدي إلــى إصابتهــم بمضاعفــات‬
‫خطيــرة‪ ،‬ويؤثــر فــي منظومــة العــاج بأكملهــا‪ .‬وتلعــب‬
‫المعلومــات المضللــة التــي تنتشــر فــي وســائل التواصــل‬

‫‪53‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫بشـــدة فـــي الـــدول الغربيـــة فـــي الســـنوات األخيـــرة‪،‬‬ ‫االجتماعــي دوراً خطيــراً يهــدد بفقــدان ثقــة المجتمــع‬
‫وبحســب اإلحصــاءات فــإن ‪ 30‬فــي المئــة مــن األميركييــن‬ ‫بالعالجــات اإلكلينيكيــة المعتمــدة مــن الهيئــات الصحيــة‬
‫يتناولونهــا بــدون علــم األطبــاء‪ ،‬مشــيراً إلــى أن الكثيــر مــن‬ ‫العالميــة وشــركات األدويــة الكبــرى التــي صرفــت ســنوات‬
‫المرض ــى ال يبلّغ ــون أطباءه ــم بأنه ــم يتناول ــون خالص ــة‬ ‫مــن الجهــود فــي األبحــاث‪ ،‬ومليــارات مــن الــدوالرات‪.‬‬
‫عش ــبية خوفــاً م ــن التوبي ــخ‪.‬‬
‫ويلفــت البروفســور مايــكل إلــى أن بعــض المســتهلكين‬
‫وبحســب الدراســة‪ ،‬فإنــه مــن بيــن ‪ 251‬خالصــة‬ ‫يعتقــدون خطــأ أنــه كلمــا ارتفــع ســعر المنتــج‪ ،‬كان علــى‬
‫عشــبية خضعــت للدراســة كان الزرنيــخ موجــوداً فــي ‪36‬‬ ‫درجــة عاليــة مــن الجــودة‪ .‬ويشــير إلــى أن خطــورة‬
‫مســتخلصاً عشــبياً‪ ،‬فيمــا كان الزئبــق بنســب عاليــة فــي‬ ‫المســتخلصات العشــبية ســواء كانــت غذائيــة أو دوائيــة‬
‫‪ 35‬منتجــاً آخــر والرصــاص فــي ‪ 24‬مســتخلصاً‪.‬‬ ‫تتزايــد عنــد تناولهــا عــن طريــق الحقــن أو إلــى جانــب‬
‫األدويــة التقليديــة التــي يصفهــا الطبيــب‪.‬‬
‫ويؤكــد البروفســور روجــر أن الخالصــات العشــبية‬
‫يمكــن أن تتســبب فــي األزمــات القلبيــة والفشــل الكلــوي‬ ‫وبحســب دراســة نشــرها البروفســور روجــر بايــارد‬
‫والذبحــات الصدريــة واضطــراب العضــات وفقــدان‬ ‫‪Forensic‬‬ ‫فــي دوريــة علــوم الطــب الشــرعي األميركيــة‬
‫الوعــي‪ .‬ويلفــت إلــى أن نتائــج التحليــات أظهــرت أن‬ ‫‪ ،Science‬فــإن الكثيــر مــن المســتخلصات العشــبية‬
‫تنــاول المســتخلصات العشــبية يمكــن أن يــؤدي إلــى إصابــة‬ ‫تحتــوي علــى نســب عاليــة مــن المــواد الســامة‪ .‬ويضيــف‬
‫النســاء اللواتــي يســتخدمن حبــوب منــع الحمــل بنزيــف‬ ‫روجــر أن هنــاك اعتقــاداً خاطئ ـاً لــدى المســتهلكين بــأن‬
‫داخلــي‪ .‬ويوضــح أن الكثيــر مــن المستشــفيات تطلــب اآلن‬ ‫الخالصــات العشــبية الدوائيــة أكثــر أمانــاً مــن األدويــة‬
‫مــن المرضــى التوقــف عــن تنــاول أي مســتخلصات عشــبية‬ ‫المصنعــة‪ ،‬رغــم أن البعــض منهــا يحتــوي علــى نســب‬
‫علــى األقــل قبــل أســبوعين مــن خضوعهــم للعمليــات‬ ‫تركيــز عاليــة مــن الزرنيــخ والرصــاص والزئبــق‪ .‬ويشــير‬
‫الجراحيــة؛ خوفـاً مــن إصابتهــم بالنزيــف خــال الجراحــة‪.‬‬ ‫البروفســور إلــى أن هــذه المــواد الســامة ال تجلــب‬
‫المشــكالت الصحيــة فقــط‪ ،‬ولكنهــا يمكــن أن تســرع وتثيــر‬
‫قائمة االدعاءات‬ ‫ظهــور األمــراض الكامنــة فــي الجســم‪ ،‬وربمــا تــؤدي إلــى‬
‫توفــر مواقــع التواصــل االجتماعــي بيئــة خصبــة‬ ‫الوفــاة‪ ،‬وبصفــة خاصــة إذا مــا تــم تناولهــا بكميــات كبيــرة‬
‫للشــائعات الطبيــة للترويــج لهــذه الوصفــات‪ ،‬ويلهــث‬ ‫أو عــن طريــق الحقــن‪.‬‬
‫أصحــاب هــذه الحســابات وراء زيــادة عــدد المتابعيــن‬
‫بــأي طريقــة ويســتغلون مــا يجــذب النــاس مــن عالــم‬ ‫ويح ــذر البروفس ــور روج ــر م ــن أن بع ــض الخالص ــات‬
‫الموضــة وتخفيــض الــوزن وجمــال البشــرة واألعشــاب‬ ‫العشـــبية تتفاعـــل مـــع مكونـــات األدويـــة التـــي يتناولهـــا‬
‫الطبيــة وغيرهــا‪ .‬وتشــمل قائمــة االدعــاءات الطبيــة‬ ‫المرضـــى‪ .‬ويـــرى أن المســـتخلصات العشـــبية انتشـــرت‬
‫لمروجــي الخالصــات العشــبية‬
‫القــدرة علــى تقويــة الجســم‪ ،‬وعــاج‬
‫ضغــط الــدم‪ ،‬وتحســين مســتوى ســكر‬
‫الــدم‪ ،‬وعــاج أمــراض الكبــد والكلــى‬
‫والقلــب المختلفــة‪ ،‬وعــاج األمــراض‬
‫المســتعصية مثــل الروماتيــزم‪ ،‬أمراض‬
‫الســرطان‪ ،‬والعقــم عنــد الجنســين‬
‫وغيرهــا‪ ،‬مــا يحفــز المرضــى علــى‬
‫شــرائها بثمــن مرتفــع قــد يزيــد علــى‬
‫قيمــة المســتحضرات الصيدالنيــة‬
‫والمركبــات الطبيــة الكيميائيــة‬
‫المصنعــة عشــرات األضعــاف‪.‬‬
‫وفــي المقابــل تشــمل قائمــة‬
‫األعــراض التــي يعانــي منهــا العــدد‬
‫المتزايــد مــن المرضــى الذيــن‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪54‬‬
‫يدخلــون المستشــفيات بعــد تنــاول هــذه الخالصــات‬
‫ال مــن اإلجهــاض‪ ،‬والتســمم‪ ،‬وتضــرر الكلــى‬ ‫العشــبية ك ً‬
‫والكبــد‪ ،‬والهلوســة‪ ،‬واضطــراب فــي ضغــط الــدم والــدورة‬
‫الدمويــة‪ .‬وال تخلــو بعــض الخالصــات العشــبية فقــط مــن‬
‫أي بيانــات تــدل علــى مكوناتهــا أو مصدرهــا أو تاريــخ‬
‫صالحيتهــا أو الجرعــة وطريقــة االســتخدام‪ ،‬بــل إنهــا‬
‫تصنّــع بطــرق بدائيــة وفــي أماكــن غيــر مراقبــة وغيــر‬
‫مرخصــة مــن الســلطات المختصــة‪ .‬وال توجــد دراســات‬
‫مؤكــدة للمنتــج للتأكــد مــن جودتــه وصالحيتــه لالســتخدام‪،‬‬
‫كمــا أن المــواد المســتخدمة فــي التصنيــع غيــر معلــوم‬
‫جودتهــا أو مطابقتهــا للمواصفــات القياســية أو صالحيتهــا‬
‫لالســتخدام البشــري‪ ،‬ويســبب تنــاول هــذه المســتحضرات‬
‫أضــراراً جســيمة لمســتخدميها‪.‬‬
‫وتســبب بعــض األعشــاب التســمم الغذائــي مثــل‬
‫المغــص أو اإلســهال وخــروج الــدم والتقلصــات المعويــة‬ ‫تداخل األعشاب‬
‫والمعديــة عنــد تلوث خلطات األعشــاب الســائلة بالبكتيريا‬ ‫تتداخــل األعشــاب الطبيــة باعتبارهــا أدويــة مــع بعــض‬
‫المرضيــة؛ خاصــة عنــد تحضيرهــا بطــرق بدائيــة منزليــة‪.‬‬ ‫األدويــة األخــرى التــي يســتعملها المريــض؛ مــا يســبب‬
‫مشــاكل إضافيــة للمريــض نتيجــة فقــدان أو انخفــاض‬
‫سوق عالمي‬ ‫فاعليــة الــدواء أو ظهــور اآلثــار الســيئة؛ نتيجــة زيــادة‬
‫يبلــغ حجــم الســوق العالميــة للعالجــات العشــبية نحــو‬ ‫المــادة الفعالــة فــي األعشــاب التــي قــد تتأثــر بظــروف‬
‫‪ 100‬مليــار دوالر أميركــي ســنوياً‪ ،‬كمــا تبلــغ نســبة النباتــات‬ ‫التخزيــن والحــرارة والرطوبــة؛ بالتالــي قــد تصبــح ســامة‪.‬‬
‫الطبيــة ‪ 20‬فــي المئــة مــن مجمــل النباتــات‬ ‫ويلفــت األطبــاء إلــى أن منطقــة زراعــة األعشــاب ملوثة‬
‫المســتخدمة لعــاج مختلــف األمــراض‪ .‬تكمن خطورة الخلطات‬ ‫بالمعــادن الســامة مثــل الرصــاص والزرنيــخ والزنبــق أو‬
‫العشبية في مصدر‬ ‫تكــون الميــاه المســتخدمة فــي الــري ملوثــة‪ ،‬وربمــا تحــوي‬
‫وتعتبــر نحــو ‪ 70‬فــي المئــة مــن األدويــة‬ ‫نســباً عاليــة مــن متبقيــات المبيــدات الحشــرية لكونهــا‬
‫هذه األعشاب ونظافة‬
‫الحديثــة مســتحدثة مــن أصــل عضــوي‪.‬‬ ‫مســرطنة أو مض ـرّة بالكبــد والكلــى‪.‬‬
‫المياه التي ترويها‬ ‫واســتخدم نحــو ‪ 5‬فــي المئــة مــن مجمــل‬
‫وطريقة تخزينها‬ ‫النباتــات فــي نطــاق العالجــات المختلفــة‬ ‫وباإلضافــة إلــى كل مــا ســبق‪ ،‬فــإن األعشــاب ربمــا‬
‫ومقاومــة العديــد مــن األمــراض‪ .‬وتحتــوي‬ ‫تخــزن بطــرق غيــر صحيحــة‪ ،‬حيــث تكــون مناطــق التخزيــن‬
‫بعــض المنتجــات علــى مــواد كيميائيــة‪ ،‬وتســوق علــى أنهــا‬ ‫ذات رطوبــة أو حــرارة عاليــة؛ مــا يســمح بتكاثــر البكتيريــا‬
‫منتجــات طبيعيــة ‪ 100‬فــي المئــة‪ ،‬وتســتخدم فــي عــاج‬ ‫والفطريــات والخمائــر وأفالتوكســين‪ ،‬وهــذا قــد يفســد‬
‫األمــراض المزمنــة‪.‬‬ ‫هــذه األعشــاب التــي تصبــح مصــدراً لألمــراض‪.‬‬

‫وتشــير الدراســات التــي أجرتهــا‬ ‫وتكمــن خطــورة الخلطــات العشــبية فــي عــدة أشــياء‬
‫يبلغ حجم السوق‬ ‫جمعيــة الســكري األميركيــة إلــى أن ‪%22‬‬ ‫منهــا مصــدر هــذه األعشــاب‪ ،‬حيــث إن منطقــة زراعتهــا‬
‫العالمية للعالجات‬ ‫مــن المصابيــن بالســكري يعتمــدون علــى‬ ‫ربمــا تكــون ملوثــة بالمعــادن الســامة مثــل الرصــاص‬
‫األعشــاب لعــاج الســكري‪ ،‬ولكــن أكــدت‬ ‫والزرنيــخ والكادميــوم والزئبــق أو تكــون الميــاه المســتعملة‬
‫العشبية نحو ‪ 100‬مليار‬
‫هــذه الدراســات أنــه ال يجــب االعتمــاد على‬ ‫فــي الــري ملوثــة بالمعــادن الســامة أو أن هــذه األعشــاب‬
‫دوالر أميركي سنويًا‬ ‫األعشــاب وحدهــا فــي عــاج الســكري‪ ،‬بــل‬ ‫تــم تخزينهــا بطــرق غيــر صحيحــة‪ .‬وفــي كثيــر مــن‬
‫تســتخدم كعوامــل مســاعدة علــى خفــض‬ ‫األحيــان تكــون مناطــق التخزيــن ذات رطوبــة أو حــرارة‬
‫ســكر الــدم‪ ،‬ويجــب استشــارة الطبيــب لــدى‬ ‫عاليــة؛ مــا يســمح بتكاثــر البكتيريــا والفطريــات والخمائــر‪،‬‬
‫اســتخدامها إلــى جانــب األدويــة حتــى ال تــؤدي إلــى نقــص‬ ‫وهــذا يفســد هــذا النباتــات الطبيــة وينتــزع الفائــدة منهــا‬
‫حــاد فــي ســكر الــدم‪ ،‬وحتــى ال تؤثــر فــي أمــراض أخــرى‬ ‫أو تكــون مصــدراً لألمــراض المختلفــة‪ ،‬وخاص ـ ًة األطفــال‬
‫بشــكل ســلبي‪.‬‬ ‫والمــرأة الحامــل أو كبــار الســن‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫دراسة كندية وجدت أنها قد تحدث إرباكًا‬
‫في عملية التمثيل الغذائي‬

‫السكريات الصناعية‬
‫ّ‬
‫تخل بوظائف‬ ‫بدائل‬
‫الجسم الحيوية‬

‫ومضات ‪ -‬جورج فهمي‪:‬‬


‫كش ــفت دراس ــة حديث ــة أجراه ــا باحث ــون ف ــي مرك ــز‬
‫«ج ــورج آن ــد ف ــاي ي ــي» لالبت ــكار ف ــي مج ــال الرعاي ــة‬
‫الصحيــة بجامعــة مانيتوبــا الكنديــة‪ ،‬أن بدائــل الســكر ال‬
‫تســاعد علــى إنقــاص الــوزن‪ ،‬بــل علــى العكــس‪ ،‬تــؤدي إلــى‬
‫زيادتــه باإلضافــة إلــى احتمــاالت اإلصابــة بارتفــاع ضغــط‬
‫ال ــدم والس ــكري وأم ــراض القل ــب‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪56‬‬
‫المشــاركين فــي الدراســة‪ ،‬أن المالييــن حــول العالــم يتناولــون‬ ‫يعتمــد الكثيــر مــن المصابيــن بالســكري أو الذيــن‬
‫ا منهــم‬‫المُحلِّيــات الصناعيــة بشــكل روتينــي‪ ،‬إال أن قليــ ً‬ ‫يتبعــون حميــات غذائيــة قليلــة الســعرات الحراريــة‪ ،‬علــى‬
‫شــاركوا فــي تجــارب إكلينيكيــة حــول هــذه المنتجــات‪.‬‬ ‫المحلّيــات الصناعيــة إلضافــة المــذاق الحلــو علــى األطعمــة‬
‫ومــن جانبهــا‪ ،‬أكــدت ميجــان آزاد المشــرفة علــى‬ ‫والمشــروبات‪ .‬وتوجــد المُحلِّيــات الصناعيــة فــي المشــروبات‬
‫الدراســة أنــه لــم تُثبــت أثــراً واضحـاً فــي تخفيــض الــوزن‪ ،‬فــي‬ ‫الخاليــة مــن الســكر‪ ،‬وعشــرات المنتجــات الغذائيــة التــي‬
‫حيــن أنهــا تُظهــر وجــود داللــة إحصائيــة ملموســة بيــن تنــاول‬ ‫يلجــأ إليهــا الكثيــرون إلنقــاص أوزانهــم‪ ،‬الحتوائهــا علــى‬
‫المُحلِّيــات الصناعيــة وخطــر اإلصابــة بالســكري وأمــراض‬ ‫ســعرات حراريــة أقــل بكثيــر مــن الســكر‪.‬‬
‫القلــب‪ ،‬إضافــة إلــى زيــادة الــوزن‪ .‬وأوضحــت ميغــان أن‬ ‫ووفقــاً للدراســة التــي نُشــرت فــي المجلــة الطبيــة‬
‫معظــم األشــخاص يظنــون أن اســتهالك بدائــل الســكر علــى‬ ‫الكنديــة (‪،)Canadian Medical Association Journal‬‬
‫نحــو منتظــم ســوف يســاعدهم علــى تجنُّــب زيــادة الــوزن‪،‬‬ ‫فــإن الســكريات الصناعيــة ال تنقــص الــوزن‪ ،‬بــل تزيــد مــن‬
‫باعتبارهــا خيــاراً صحيّــاً‪ ،‬لكــن الدراســات أثبتــت عكــس‬ ‫معــدالت اإلصابــة بأمــراض القلــب واألوعيــة الدمويــة‬
‫ذلــك‪ ،‬لــذا ال بــد مــن توخــي الحــذر حتــى‬ ‫ومتالزمــة التمثيــل الغذائــي‪ ،‬وأمــراض الســمنة والســكري‪،‬‬
‫يتــم اســتجالء حقيقــة اآلثــار الصحيــة‬ ‫وارتفــاع ضغــط الــدم علــى المــدى الطويــل‪.‬‬
‫االستخدام المطول‬ ‫طويلــة األمــد للمُحلِّيــات الصناعيــة‪.‬‬ ‫وبحســب الدراســة‪ ،‬فــإن األبحــاث التــي أجريــت علــى‬
‫وأضافــت أن الدراســة اســتعرضت للسكريات الصناعية يزيد‬ ‫الحيوانــات المخبريــة‪ ،‬أثبتــت أن اســتهالك تلــك المــواد‬
‫الوزن ويرفع احتماالت‬ ‫اآلليــة الكامنــة حــول وقــوف المُحلِّيــات‬ ‫لفتــرات طويلــة يــؤدي إلــى فقــدان الجهــاز العصبــي‬
‫الصناعيــة وراء أمــراض القلــب اإلصابة بالسكري والقلب‬ ‫الستشــعار المــذاق الحلــو وتحديــد حاجــة الجســم للســكر‪،‬‬
‫واألوعيــة الدمويــة ومتالزمــة التمثيــل‬ ‫األمــر الــذي يدفــع الجســم إلــى الشــعور الدائــم بالحاجــة إلــى‬
‫الغذائــي كالســمنة والســكري وارتفــاع‬ ‫الســكر والكربوهيــدرات‪ ،‬والتــي يــؤدي اإلفــراط فــي تناولهــا‬
‫ضغــط الــدم‪ ،‬وتوصلــت إلــى ثالثــة أســباب‪ ،‬أولهــا‬ ‫إلــى اإلصابــة بالســمنة ومشــكالت فــي القلــب‪ ،‬وعــدد مــن‬
‫بكتيريــا األمعــاء الدقيقــة التــي تعــرف باســم‬ ‫األعضــاء الحيويــة المهمــة فــي الجســم‪.‬‬
‫(‪ ،)Microbiome‬والتــي تحــدد جزئيّــاً مقــدار‬
‫الطاقــة التــي نســتوعبها مــن الطعــام‪.‬‬ ‫وهم فقدان الوزن‬
‫وأوضحــت أن نتائــج الدراســات التــي‬ ‫اســتندت الدراســة إلــى نتائــج ‪ 37‬دراســة أ ُجريــت فــي‬
‫أجريــت علــى الفئــران والبشــر أظهــرت أن تنــاول‬ ‫هــذا الشــأن‪ ،‬شــملت أكثــر مــن ‪ 400‬ألــف شــخص‪ ،‬واســتمرت‬
‫المُحلِّيــات الصناعيــة بشــكل روتينــي‪ ،‬يمكــن أن يعطــل‬ ‫حوالــي عشــر ســنوات فــي المتوســط‪ ،‬بينهــا ســبع دراســات‬
‫«ميكروبيــوم» األمعــاء‪ ،‬التــي تتحكــم جزئ ّيـاً فــي مقــدار‬ ‫كانــت تحــت التحكــم لمتابعــة ‪ 1003‬حــاالت‪ ،‬اختيــرت‬
‫الطعــام الــذي نتناولــه‪ ،‬مــا ينتــج عنــه زيــادة فــي الوزن‪.‬‬ ‫عشــوائ ّياً وفقـاً للمعيــار الذهبــي فــي البحــوث الســريرية‪ ،‬علــى‬
‫ووفقــاً لميغــان‪ ،‬يتمثّــل التأثيــر الثانــي فــي تلــك‬ ‫مــدى ســت شــهور فــي المتوســط‪ ،‬لدراســة اآلثــار الجانبيــة‬
‫ا فــي التمثيــل الغذائــي‪،‬‬ ‫المُحلِّيــات‪ ،‬حيــث تُحــدث خلــ ً‬ ‫لبدائــل الســكر‪.‬‬
‫إذ إن أجســامنا مبرمجــة علــى االســتجابة للســكر بطريقــة‬ ‫ودرس الباحثــون فــي المركــز تأثيــر عــدد مــن بدائــل‬
‫معينــة‪ ،‬ومنهــا الشــعور بالطعــم الحلــو‪ ،‬ومــع‬ ‫الســكر مثــل «أســبرتام»‪ ،‬وهــو مــن الحوامــض األمينيــة‬
‫اإلفراط في بدائل‬ ‫المُحلِّيــات الصناعيــة نحصــل علــى مــذاق‬ ‫المصنّعــة مــن حامــض «األســبارتيك» ومــادة «الفينيالالنايــن»‪،‬‬
‫السكر يفقد الجهاز‬ ‫حلــو‪ ،‬لكــن دون وجــود ســكر فعلي لالســتقالب‬ ‫باإلضافــة إلــى «الســكرالوز»‪ ،‬وهــو مُح ـ ٍّل صناعــي منخفــض‬
‫أو حــرق الســكر إلنتــاج الطاقــة كمــا يحــدث‬ ‫الســعرات‪ ،‬كمــا درســوا أحــد المُحلِّيــات الصناعيــة التــي‬
‫العصبي االستشعار‬ ‫فــي عمليــة التمثيــل الغذائــي التقليديــة‪.‬‬ ‫تنتــج مــن نبــات «ســتيفيا»‪ ،‬وهــي نبتــة خاليــة مــن الســعرات‬
‫بالمذاق الحلو‬ ‫وأشــارت إلــى أن هنــاك بعــض اإلشــارات‬ ‫الحراريــة‪ ،‬ومذاقهــا أكثــر حــاو ًة مــن الســكر بـــ‪ 300‬مــرة‪.‬‬
‫علــى أن االســتهالك الروتينــي للمُحلِّيــات الصناعيــة قــد‬ ‫ووجــد الباحثــون أن المُحلِّيــات الصناعيــة لــم يكــن لهــا‬
‫يربــك عمليــة التمثيــل الغذائــي‪ ،‬ويعيــد برمجتهــا بطريقــة‬ ‫أثــر يُذ َكــر علــى فقــدان الــوزن‪ ،‬وهــو الغــرض األساســي الــذي‬
‫تعــزز زيــادة الــوزن‪ ،‬وزيــادة نســبة الســكر فــي الــدم ومقاومــة‬ ‫تؤخــذ مــن أجلــه تلــك المُحلِّيــات‪ ،‬كمــا اكتشــف الباحثــون‬
‫الجســم لإلنســولين‪ ،‬مــا يعــزز فــرص اإلصابــة بالســكري مــن‬ ‫أيضــاً وجــود صلــة بيــن طــول فتــرة تنــاوُل المُحلِّيــات‬
‫النــوع الثانــي‪.‬‬ ‫الصناعيــة ومخاطــر زيــادة الــوزن والســمنة‪ ،‬وارتفــاع ضغــط‬
‫وكشــفت أن التأثيــر الثالــث يقــع على األنمــاط الغذائية أو‬ ‫الــدم والســكري وأمــراض القلــب‪.‬‬
‫تفضيــل الشــخص لنوعيــة األطعمــة التــي يتناولهــا‪ ،‬وقــد يــؤدي‬ ‫ويقــول الدكتــور ريــان زاريشانســكي‪ ،‬أحــد الباحثيــن‬

‫‪57‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫اســتهالك المُحلِّيــات الصناعيــة إلــى دفــع األشــخاص لتنــاوُل‬
‫األطعمــة الغنيــة بالســكر‪ ،‬مــا يــؤدي إلــى تنــاول كميــات كبيــرة‬
‫مــن األطعمــة ذات الســعرات الحراريــة العاليــة‪ ،‬لتعويــض فــرق‬
‫نقــص الســعرات الحراريــة الناجــم عــن تنــاول تلــك المُحلِّيــات‪.‬‬

‫لماذا بدائل السكر؟‬


‫تضــاف بدائــل الســكر لألغذيــة لتعطــي نفــس تأثيــر‬
‫الســكر علــى حاســة التــذوق‪ ،‬وعــادة مــا يكــون أقــل مــن‬
‫الســكر مــن ناحيــة الســعرات الحراريــة‪ .‬وتعتبــر بعــض بدائــل‬
‫الســكر طبيعيــة وبعضهــا مصنعــة‪ ،‬وتســمى البدائــل غيــر‬
‫العناصــر الغذائيــة المهمــة مثــل الزنــك ‪ ،‬الكالســيوم‪،‬‬ ‫الطبيعيــة بالمحليــات الصناعيــة‪ .‬وهنــاك فئــة مــن بدائــل‬
‫المغنزيــوم‪ ،‬مــا يدفــع الجســم الســتخدام مخزونــه مــن تلــك‬ ‫الســكر بالمحليــات عاليــة الكثافــة‪ ،‬وهــي مركبــات تملــك عــدة‬
‫العناصــر لتحليــل الســكر للحصــول علــى الطاقــة الالزمــة‬ ‫أضعــاف مــن حــاوة الســكروز‪ ،‬ولذلــك تحتــاج كميــة أقــل مــن‬
‫لــه للقيــام بالوظائــف الحيويــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى األثــر الضــار‬ ‫الســكر العــادي‪ ،‬وبالتالــي فــإن الطاقــة الداخلــة فــي الجســم‬
‫للمحليــات الصناعيــة فــي إضعــاف حاســتي الشــم والتــذوق‬ ‫مــع الغــذاء أو الشــاي المحلــى ببديــل الســكر تكــون ضئيلــة‪.‬‬
‫وهشاشــة العظــام‪.‬‬ ‫ويعتبــر اإلحســاس بالحــاوة الــذي ينتــج مــن المركبــات‬
‫ويعــد الســكر مــن أهــم أســباب زيــادة الــوزن‪ ،‬إذ عنــد‬ ‫فــي بعــض األحيــان مختلــف مقارنــة بالســكروز‪ ،‬لذلــك‬
‫زيــادة كميــة الســكر فــي الــدم ال يســتطيع الجســم حرقهــا‬ ‫يســتعمل فــي الكثيــر مــن األحيــان ضمــن خليــط معقــد يحقــق‬
‫للحصــول علــى الطاقــة مــا يــؤدي لتخزيــن الفائــض منــه فــي‬ ‫اإلحســاس بالحــاوة بشــكل طبيعــي أكثــر‪ .‬ويســتخدم بديــل‬
‫صــورة دهــون‪ .‬ويعمــل الســكر علــى تغذيــة البكتيريــا الموجــودة‬ ‫الســكر لعــدد مــن األســباب فــي مقدمتهــا المســاعدة فــي‬
‫داخــل الفــم‪ ،‬والــذي يــؤدي لخلــق وســط حمضــي وتكويــن‬ ‫تخفيــف الــوزن والعنايــة باألســنان‪ ،‬كمــا يلجــأ إليهــا المصابــون‬
‫تجاويــف فــي األســنان وتسوســها‪ .‬ويبطــئ الســكر القــدرة‬ ‫بــداء الســكري الذيــن يعانــون مــن صعوبــة فــي تنظيــم مســتوى‬
‫علــى التعلــم‪ ،‬وتقليــل التركيــز بســبب خلــل تــوازن الجلوكــوز‬ ‫الســكر فــي الــدم‪.‬‬
‫فــي الــدم‪ ،‬والــذي يمثــل المصــدر األساســي لتغذيــة المــخ‪.‬‬ ‫وأخيــرأ وليــس آخــراً‪ ،‬فــإن العديــد مــن بدائــل الســكر‬
‫ويصيــب خلــل مســتويات الســكر فــي الــدم األطفــال بفرط‬ ‫أرخــص مــن الســكر‪ ،‬المحليــات الصناعيــة عــادة مــا تكــون أقل‬
‫النشــاط وتقلــب المــزاج والعدوانيــة‪ ،‬واألخطــر مــن ذلــك أن‬ ‫تكلفــة‪ ،‬ألن لهــا مــدة صالحيــة طويلــة األمــد مــع كثافــة عاليــة‬
‫هــذه األصنــاف تــؤدي إلــى ضعــف المناعــة الناتــج عــن إعاقــة‬ ‫مــن التحليــة‪ ،‬وهــذا يســمح لبدائــل المحليــات أن تســتعمل فــي‬
‫قــدرة الجســم علــى االســتفادة مــن الفيتامينــات الضروريــة‪،‬‬ ‫المنتجــات التــي لــن تنتهــي صالحيتهــا بعــد فتــرة قصيــرة مــن‬
‫وتثبيــط اآلليــات الطبيعيــة لمقاومــة األمــراض التــي تهــدد‬ ‫الزمــن‪.‬‬
‫الجســم‪ ،‬حيــث وجــد أن مناعــة الجســم تضعــف لمــدة تصــل‬
‫لخمــس ســاعات بعــد تنــاول الســكر‪.‬‬ ‫إخطار المحليات الصناعية‬
‫وباإلضافــة إلــى مــا ســبق يقلــل الســكر مســتويات‬ ‫تعــد الحلــوى والســكريات الوجبــة الخفيفــة األكثــر عشــقاً‬
‫الطاقــة‪ ،‬حيــث إنــه يســلب العناصــر الغذائيــة الضروريــة‬ ‫لألطفــال‪ ،‬والتــي تتمثــل فــي الكيــك‪ ،‬البســكويت‪ ،‬العصائــر‬
‫مــن الجســم‪ ،‬ويزيــد فــرص اإلصابــة باألمــراض الجلديــة‬ ‫والســكاكر والشــكوالته‪ ،‬وتمثــل هــذه األصنــاف الســكر بوضوح‬
‫مثــل حــب الشــباب‪ ،‬الــذي يعمــل علــى ســد مســام الجلــد‪.‬‬ ‫علــى عكــس بعــض األغذيــة األخــرى الغنيــة بالســكريات‬
‫ا فــي‬‫ويعــزز الســكر تكاثــر خميــرة الكانديــا‪ ،‬مــا يســبب خل ـ ً‬ ‫الخفيــة مثــل الشــطائر‪ ،‬الصلصــات‪ ،‬واللبــن الرائــب‪.‬‬
‫التــوازن الداخلــي واإلصابــة بالتهــاب الحلــق‪ ،‬واالضطرابــات‬ ‫وتعــد هــذه األصنــاف مــن األغذيــة التــي يفضلهــا األطفال‬
‫الهضميــة‪ ،‬والتوحــد وصعوبــة التعلــم‪.‬‬ ‫علــى الوجبــات الصحيــة الغنيــة بالفيتامينــات والبروتينــات‬
‫وفــي كثيــر الحــاالت يســبب الســكر اإلصابة في مشــكالت‬ ‫الالزمــة لنمــو األطفــال نمــواً صحي ـاً‪ ،‬بــل علــى العكــس تعــد‬
‫العيــون واإلبصــار‪ ،‬والناتجــة عــن ارتفــاع مســتوى الجلكــوز فــي‬ ‫هــذه األصنــاف مــن أخطــر األغذيــة علــى صحــة الطفــل‪،‬‬
‫الــدم‪ ،‬والــذي يعــد ســاماً لخاليــا العيــن والشــبكية‪ .‬كمــا يزيــد‬ ‫والتــي قــد تــؤدي لإلصابــة بالســمنة‪ ،‬مــرض الســكري‪،‬‬
‫الســكر مــن حمضيــة الــدم‪ ،‬مــا يســرب الكالســيوم مــن العظــام‬ ‫االكتئــاب‪ ،‬وضعــف المناعــة‪.‬‬
‫لمعادلــة الحمضيــة‪ ،‬والتــي تســبب ضعــف تركيــب العظــام‪،‬‬ ‫وتلعــب هــذه األصنــاف دوراً كبيــراً فــي نقــص شــهية‬
‫واإلصابــة بهشاشــة العظــام والتهــاب المفاصــل‪.‬‬ ‫الطفــل‪ ،‬باإلضافــة لعمــل الســكر فــي تقليــل امتصــاص‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪58‬‬
‫أقـوال في‬

‫الحكمة‬
‫ق ــد نتعل ــم الحكم ــة عب ــر ث ــاث ط ــرق‪ :‬أوالً‪ ،‬م ــن خ ــال التفكي ــر والتأ ّم ــل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وه ــي الطريق ــة األنب ــل؛ ثانيـ ـاً‪ ،‬م ــن خ ــال التقلي ــد‪ ،‬وه ــي األس ــهل؛ وثالثـ ـاً م ــن‬
‫خبراتن ــا الحياتي ــة‪ ،‬وه ــي األكث ــر م ــرارة‪.‬‬
‫كونفوشيوس ‪ -‬حكيم وفيلسوف صيني‬

‫الصدق هو الفصل األول في كتاب الحكمة‪.‬‬


‫توماس جيفرسون ‪ -‬ثالث رئيس أميركي‬
‫‪-‬‬

‫يجـب أن يكـون الرجـل كبيـراً بمـا فيـه الكفايـة لالعتـراف‬ ‫‪-‬‬


‫بأخطائـه‪ ،‬وذكيـاً بمـا يكفـي لالسـتفادة منهـا‪ ،‬وقويـاً بمـا فيـه الكفايـة‬
‫لتصحيحهـا ‪.‬‬
‫جون سي‪ .‬ماكسويل ‪ -‬مؤلف أميركي‬

‫ال تكسـب العالـم وتفقـد روحـك‪ .‬الحكمـة أفضـل مـن الفضـة أو‬ ‫‪-‬‬
‫الذهب‪.‬‬
‫بوب مارلي ‪ -‬فنان جامايكي‬

‫كل ما يزعجنا في اآلخرين يمكن أن يقودنا إلى فهم أنفسنا‪.‬‬


‫كارل يونغ ‪ -‬كاتب وطبيب نفسي سويسري‬
‫‪-‬‬

‫ال نصبح حكماء بتذكر ماضينا‪ ،‬بل من الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبلنا‪.‬‬
‫جورج برنارد شو ‪ -‬كاتب إيرلندي‬
‫‪-‬‬

‫‪59‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫د‪ .‬رياض حمزة‬
‫الجامعات الحديثة هي الجامعات‬
‫المرنة والديناميكية‬
‫مملـــوء بالتحديـــات وتســـارع المتغيـــرات‪ ،‬الســـيما‬ ‫حوار‪ :‬رنا إبراهيم‬
‫المتغي ــرات المتعلق ــة بالبيئ ــة والمن ــاخ وأس ــعار النف ــط‬ ‫ف ــي ظ ــل النهض ــة االجتماعي ــة واالقتصادي ــة والصناعي ــة‬
‫واالقتصادي ــات كل ه ــذه األم ــور تض ــع جامع ــات ال ــدول‬ ‫الت ــي تعيش ــها مملك ــة البحري ــن‪ ،‬تأت ــي جامع ــة البحري ــن وه ــي‬
‫العربيــة ضمــن تحديــات‪ ،‬كونهــا تركــز علــى المدخــات‬ ‫م ــن أكب ــر وأق ــوى الجامع ــات الحكومي ــة ف ــي المملك ــة البحري ــن‬
‫متجاهلـــة أهميـــة المخرجـــات التعليميـــة‪ ،‬إذن ال‬ ‫تأسس ــت ع ــام ف ــي ‪ ،1986‬لتعم ــل بش ــكل دقي ــق ومتكام ــل ف ــي‬
‫بـــد أن نركـــز علـــى القيمـــة المضافـــة التـــي تقدمهـــا‬ ‫إطــار الصلــة الوثيقــة بيــن الحاضــر والمســتقبل وربــط برامجهــا‬
‫الجامعـــات للمجتمـــع‪ ،‬وتنبهـــت جامعـــة البحريـــن إلـــى‬ ‫باحتياج ــات المجتم ــع‪ ،‬ح ــاورت مجل ــة «ومض ــات» رئي ــس جامع ــة‬
‫هــذه اإلشــكالية ووضعــت معاييــر خاصــة فــي االعتمــاد‬ ‫البحري ــن األس ــتاذ الدكت ــور ري ــاض يوس ــف حم ــزة‪ ،‬ال ــذي تح ــدث‬
‫األكاديمـــي‪ ،‬تســـاعد الطلبـــة علـــى أن يكونـــوا أفـــراداً‬ ‫ع ــن عالق ــة ري ــادة األعم ــال باالبت ــكار‪ ،‬وتحدي ــات المخرج ــات‬
‫داعميـــن للجتمـــع‪.‬‬ ‫التعليمي ــة ف ــي ظ ــل المتغي ــرات المتس ــارعة الت ــي يش ــهدها‬
‫العالــم‪ ،‬مشــير ًا إلــى أن أهــم شــروط نجــاح الجامعــات فــي العالــم‬
‫* إلــى أي مــدى مخرجــات التخصصــات األكاديميــة‬ ‫الحدي ــث ه ــو أن تك ــون الجامع ــات مرن ــة وديناميكي ــة ومتط ــورة‪.‬‬
‫متوائمــة مــع ســوق العمــل؟‬
‫‪ -‬نـــرى أن ســـوق العمـــل يحتـــاج إلـــى خريجيـــن‬
‫يخلقـــون فـــرص عمـــل‪ ،‬وال بـــد مـــن توفيـــر مهـــارات‬ ‫* كي ــف تص ــف التعلي ــم العال ــي ف ــي الجامع ــات‬
‫للطالــب‪ ،‬وكذلــك تهيئــة بيئــة داخــل المحيــط الجامعــي‬ ‫العربي ــة وم ــدى مواءمته ــا للمتغي ــرات المتس ــارعة‬
‫تق ــدم للطال ــب مفاتي ــح النج ــاح إذا كان الطال ــب لدي ــه‬ ‫والث ــورة الصناعي ــة الرابع ــة؟‬
‫القـــدرة علـــى النجـــاح‪ ،‬لذلـــك عملنـــا فـــي جامعـــة‬ ‫‪ -‬الوطـــن العربـــي والمنطقـــة والعالـــم أجمـــع‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪60‬‬
‫البحري ــن عل ــى خل ــق حاضن ــة أعم ــال للخريجي ــن م ــن‬
‫ط ــاب الهندس ــة وإدارة األعم ــال ونظ ــم المعلوم ــات‪،‬‬
‫وكذلـــك خلقنـــا عيـــادة قانونيـــة لطالـــب القانـــون‬
‫بحيـــث توفـــر لـــه البحـــث العلمـــي حـــول المواضيـــع‬
‫المتصلـــة بتأســـيس الشـــركات وبـــراءات االختـــراع‪،‬‬
‫وكل م ــا يحت ــاج م ــن أج ــل عملي ــة البح ــث الت ــي توف ــر‬
‫نجاحـاً للمنتــج الــذي يقدمــه‪ .‬وعندمــا يعــرض الطلبــة‬
‫مش ــاريع التخ ــرج نأت ــي بالمس ــتثمرين الذي ــن يتبن ــون‬
‫مش ــاريعهم ويقدم ــون له ــم الدع ــم‪ ،‬ونح ــن ف ــي النهايــة‬
‫نس ــعى أن نوف ــر لس ــوق العم ــل ف ــرص عم ــل جدي ــدة‪.‬‬

‫* برأيك‪ ،‬من المسؤول عن هذه التحديات؟‬


‫‪ -‬التعلي ــم العال ــي أو البح ــث العلم ــي ه ــي قضاي ــا‬
‫الخريجيـــن مـــن جميـــع القطاعـــات‪ ،‬وهـــذا إنجـــاز‬ ‫وطنيـــة وهـــي شـــراكة مجتمعيـــة بيـــن الجامعـــات‬
‫كبي ــر‪ ،‬وأش ــير إل ــى أن الكثي ــر م ــن الش ــركات الخاص ــة‬ ‫وال ــوزارات والقط ــاع الخ ــاص‪ ،‬وال ب ــد أن تك ــون قوي ــة‬
‫بالمملكـــة تفضـــل خريـــج جامعـــة البحريـــن‪.‬‬ ‫حت ــى ندف ــع مخرج ــات التعلي ــم العال ــي لألم ــام‪ ،‬وال ب ــد‬
‫م ــن التركي ــز عل ــى مس ــتوى أعض ــاء هيئ ــة التدري ــس‪،‬‬
‫* م ــا ه ــي معايي ــر ومواصف ــات الجامع ــات‬ ‫ومـــدى قدرتهـــم علـــى تزويـــد الطلبـــة بالمهـــارات‬
‫سوق العمل‬ ‫الحديث ــة؟‬ ‫المهنيـــة المنســـجمة مـــع ســـوق العمـــل‪.‬‬
‫‪ -‬الجامعـــات الحديثـــة هـــي الجامعـــات يحتاج إلى خريجين‬
‫المرنــة والديناميكيــة والمتطــورة‪ ،‬بحيــث تعكــس‬ ‫* م ــا ه ــو ال ــدور ال ــذي م ــن المفت ــرض أن تؤدي ــه‬
‫يخلقون فرصًا له‬
‫مخرجاتهــا فــي دعــم االقتصــاد الوطنــي للبــاد‪،‬‬ ‫الجامع ــات الخاص ــة؟‬
‫وبالتال ــي ال ب ــد م ــن التركي ــز عل ــى رأس الم ــال‬ ‫‪ -‬الجامع ــات الخاص ــة ال ب ــد م ــن أن ترك ــز عل ــى‬
‫البشـــري لطلبـــة الجامعـــات‪ ،‬وتقديـــم التمكيـــن‬ ‫قضايـــا البكالوريـــس لســـبب وهـــو أن الماجســـتير‬
‫المهن ــي ألعض ــاء الهيئ ــة التدريس ــية وتزويده ــم‬ ‫والدكتــوراه هــي عبــارة عــن قضايــا بحثيــة وتحتــاج إلــى‬
‫بالمهـــارات والتكنولوجيـــا الالزمـــة لتقديـــم تعليـــم‬ ‫إنف ــاق أم ــوال كثي ــرة‪ ،‬لذل ــك عل ــى الجامع ــات الخاص ــة‬
‫عالم ــي المس ــتوى للطلب ــة‪.‬‬ ‫أن تك ــون متخصص ــة ف ــي تخصص ــات معين ــة‪ ،‬وترك ــز‬
‫عليهــا‪ ،‬وبعدهــا تنتقــل إلــى التوســع وتبنــي المزيــد مــن‬
‫* ما هي خطة جامعة البحرين المستقبلية؟‬ ‫التخصصـــات العلميـــة‪.‬‬
‫‪ -‬نه ــدف إل ــى ج ــودة التعلي ــم‪ ،‬ووضعن ــا اس ــتراتيجية‬
‫لتجوي ــد البح ــث العلم ــي‪ ،‬واالبت ــكار وتطوي ــر المناه ــج‬ ‫* م ــاذا ع ــن ف ــرص العم ــل المتاح ــة لخريج ــي‬
‫ومواءمتهــا بســوق العمــل‪ ،‬وهــذه األمــور مهمــة لالرتقــاء‬ ‫جامع ــة البحري ــن‪ ،‬وم ــدى تع ــاون القط ــاع الخ ــاص ف ــي‬
‫بالمخرجـــات التعليميـــة فـــي جامعـــة‬ ‫ه ــذا الش ــأن؟‬
‫نهدف إلى جودة‬ ‫البحريــن‪ ،‬وتحتــل جامعــة البحريــن اليــوم‬ ‫‪ -‬أطلقنــا منتــدى يجمــع بيــن التعليــم العالــي وجميــع‬
‫التعليم‪ ،‬ووضعنا‬ ‫موقعـــاً مميـــزاً‪ ،‬ونســـعى نحـــو العالميـــة‪،‬‬ ‫القطاع ــات الصناعي ــة منه ــا قط ــاع البت ــرول والصناع ــة‬
‫الســـيما وأن جميـــع برامـــج جامعـــة‬ ‫وجمعنـــا كبـــار الشـــركات والمســـؤولين‪ ،‬والجمعيـــات‬
‫استراتيجية لتجويد‬
‫البحريــن تعتمــد علــى الضمــان فــي‬ ‫المهنيـــة‪ ،‬وطرحنـــا هـــذا التحـــدي المتمثـــل فـــي‬
‫الجــودة‪ ،‬وتالئــم مــا هــو موجــود البحث العلمي‪ ،‬واالبتكار‬
‫عــدم وجــود المهــارات العلميــة وأن الشــركات‬
‫مـــن شـــروط ومعاييـــر‪ ،‬وتطوير المناهج لتكون‬ ‫غيـــر متعاونـــة فـــي توظيـــف الخريجيـــن‪،‬‬
‫متوائمة مع العمل‬ ‫والكثيـــر مـــن البرامـــج‬ ‫وحقيقـــة كانـــت هنـــاك عـــدة ملتقيـــات‬
‫التـــي تقدمهـــا بمـــا فيهـــا‬ ‫وكان آخـــر ملتقـــى شـــكلنا مـــن خاللـــه‬
‫الهندســـة وإدارة األعمـــال معتمـــدة‬ ‫لجانـــاً لتحديـــد المهـــارات المطلوبـــة‬
‫دوليــاً‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى تخصص ــات مث ــل‬ ‫فـــي كل تخصـــص وأصدرنـــا دليـــاً‬
‫الكيميــاء التــي تحظــى باالعتمــاد الكنــدي‪.‬‬ ‫حـــول المهـــارات المطلوبـــة فـــي توظيـــف‬

‫‪61‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫جاكي يي رو يينغ‪:‬‬
‫بحوث اإلمارات مهمة في تقنية النانو‬
‫ومضات ‪ -‬ماتوفو عبداهلل‪:‬‬
‫جاك ــي ي ــي رو يين ــغ‪ )Jackie Yi-Ru Ying( ،‬باحث ــة ف ــي‬
‫مجــال تكنولوجيــا النانــو والمديــر التنفيــذي لمعهــد الهندســة‬
‫الحيوي ــة وتقني ــة النان ــو ف ــي س ــنغافورة‪ .‬وتش ــغل أيضـ ـ ًا منص ــب‬
‫رئيــس تحريــر مجلــة «نانــو تــودي» المحكّ مــة الصــادرة عــن معهــد‬
‫الهندس ــة الحيوي ــة والتكنولوجي ــا النانوي ــة ف ــي س ــنغافورة‪.‬‬
‫حقق ــت إنج ــازات كبي ــرة ف ــي مج ــاالت الهندس ــة البيوكيميائي ــة‬
‫وتقني ــة النان ــو‪.‬‬

‫ول ــدت العالم ــة جاك ــي ي ــي رو يين ــغ ف ــي مدين ــة‬
‫تايبيـــه‪ ،‬وترعرعـــت فـــي ســـنغافورة ونيويـــورك‪،‬‬
‫وتخرجـــت مـــن جامعـــة كاليفورنيـــا‪ .‬حصلـــت علـــى‬
‫ش ــهادة البكالوري ــوس ف ــي الهندس ــة الكيميائي ــة م ــن‬
‫كليـــة «كوبـــر يونيـــون» األميركيـــة فـــي عـــام ‪.1987‬‬
‫وكعالمـــة فـــي مختبـــرات آت آنـــد تـــي بيـــل بجامعـــة‬
‫برينســـتون‪ ،‬بـــدأت أبحاثهـــا فـــي كيميـــاء المـــواد‪،‬‬
‫وربطــت أهميــة تجهيــز المــواد والبنيــة المجهريــة مــع‬
‫تكييـــف مـــواد الكيميـــاء الســـطحية مـــع الطاقـــة‪.‬‬

‫أصبحـــت جاكـــي يـــي رو يينـــغ يينـــغ أســـتاذة فـــي‬


‫قســم الهندســة الكيميائيــة فــي معهــد ماساتشوســتس‬
‫للتكنولوجيـــا فـــي عـــام ‪ ،1992‬وأصبحـــت أســـتاذة‬
‫ووســـائل جديـــدة تقـــاس أبعادهـــا بالنانومتـــر‪ ،‬وهـــو‬ ‫كرســي فــي عــام ‪ ،2001‬كانــت فــي عمــر الـــ ‪ 35‬عامـاً‬
‫جـــزء مـــن األلـــف مـــن الميكرومتـــر؛ أي جـــزء مـــن‬ ‫حينه ــا‪ ،‬وكان ــت أصغ ــر أس ــاتذة معه ــد ماساتشوس ــتس‬
‫الملي ــون م ــن الميليمت ــر‪ .‬وع ــادة تتعام ــل تقني ــة النان ــو‬ ‫للتكنولوجي ــا‪ .‬انتخب ــت لتك ــون ضم ــن قاع ــة مش ــاهير‬
‫مــع قياســات بيــن ‪ 0.1‬إلــى ‪ 100‬نانومتــر‪ ،‬أي تتعامــل‬ ‫النســـاء الســـنغافوريات فـــي عـــام ‪ ،2014‬نظـــراً‬
‫مـــع تجمعـــات ذريـــة تتـــراوح بيـــن خمـــس ذرات إلـــى‬ ‫لســـيرتها الذاتيـــة الدســـمة فـــي مجـــاالت الهندســـة‬
‫ألــف ذرة‪ .‬وهــي أبعــاد أقــل كثيــراً مــن أبعــاد البكتيريــا‬ ‫البيوكيميائيـــة وتكنولوجيـــا النانـــو‪.‬‬
‫والخليـــة الحيـــة‪.‬‬
‫حاليـــاً تشـــغل موقـــع المديـــر التنفيـــذي لمعهـــد‬
‫حت ــى اآلن ال تخت ــص ه ــذه التقني ــة بعل ــم األحي ــاء‬ ‫الهندســـة الحيويـــة والتكنولوجيـــا النانويـــة فـــي‬
‫ب ــل تهت ــم بخ ــواص الم ــواد‪ ،‬وتتن ــوع مجاالته ــا بش ــكل‬ ‫ســنغافورة‪ ،‬وأســتاذ مســاعد فــي الهندســة الكيميائيــة‬
‫واســـع مـــن أشـــباه الموصـــات إلـــى طـــرق حديثـــة‬ ‫فـــي معهـــد ماساتشوســـتس للتكنولوجيـــا‪ .‬ولتوضيـــح‬
‫تمام ـاً معتمــدة علــى التجميــع الذاتــي الجزيئــي‪ .‬هــذا‬ ‫تخص ــص العالم ــة الس ــنغافورية‪ ،‬نتط ــرق قلي ــاً إل ــى‬
‫التحدي ــد بالقي ــاس يقابل ــه اتس ــاع ف ــي طبيع ــة الم ــواد‬ ‫ه ــذه التقني ــة الت ــي تع ــد علم ـاً يهت ــم بدراس ــة معالج ــة‬
‫المس ــتخدمة‪ ،‬فتقني ــة النان ــو تتعام ــل م ــع أي ظواه ــر‬ ‫المـــادة علـــى المقيـــاس الـــذري والجزيئـــي وفـــق‬
‫أو بناي ــات عل ــى مس ــتوى النان ــو الصغي ــر‪ .‬مث ــل ه ــذه‬ ‫«ويكبيديـــا»‪ .‬وتهتـــم تقنيـــة النانـــو بابتـــكار تقنيـــات‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪62‬‬
‫الظواهـــر النانويـــة يمكـــن أن تتضمـــن تقييـــد كميـــاً‬
‫يــؤدي إلــى ظواهــر كهرومغناطيســية وبصريــة جديــدة‬
‫للمــادة التــي يبلــغ حجمهــا بيــن حجــم الجــزيء‪ ،‬وحجــم‬
‫الم ــادة الصلب ــة المرئ ــي‪ .‬تتضم ــن الظواه ــر النانوي ــة‬
‫أيضـاً تأثيــر جيبس‪-‬تومســون ‪ -‬وهــو انخفــاض درجــة‬
‫انصه ــار م ــادة م ــا عندم ــا يصب ــح قياس ــها نانوي ـاً‪ ،‬أم ــا‬
‫ع ــن بناي ــات النان ــو فأهمه ــا أنابي ــب النان ــو الكربوني ــة‪.‬‬

‫وعلـــوم النانـــو وتقنيـــة النانـــو إحـــدى مجـــاالت‬


‫عل ــوم الم ــواد واتص ــاالت ه ــذه العل ــوم م ــع الفيزي ــاء‪،‬‬
‫الهندس ــة الميكانيكي ــة والهندس ــة الحيوي ــة والهندس ــة‬
‫الكيميائيـــة تشـــكل تفرعـــات واختصاصـــات فرعيـــة‬
‫متع ــددة ضم ــن ه ــذه العل ــوم وجميعه ــا يتعل ــق ببح ــث‬
‫* مــا هــي التحديــات التــي تؤثــر علــى انتشــار هــذا‬ ‫خـــواص المـــادة علـــى هـــذا المســـتوى الصغيـــر‪.‬‬
‫الن ــوع م ــن التكنولوجي ــا ف ــي المنطق ــة؟ كي ــف يمك ــن‬
‫التغل ــب عل ــى تل ــك التحدي ــات؟‬ ‫حلـــت البروفســـورة القديـــرة جاكـــي يـــي رو يينـــغ‬
‫ضيفـــة علـــى دبـــي‪ ،‬خـــال مشـــاركتها فـــي قمـــة‬
‫‪ -‬مـــن المهـــم عـــدم إجـــراء بحـــوث‬ ‫المعرفــة التــي نظمتهــا مؤسســة محمــد بــن راشــد آل‬
‫تأثير تقنية النانو‬ ‫جدي ــدة فحس ــب‪ ،‬ب ــل التأك ــد أيضــاً م ــن‬ ‫مكت ــوم للمعرف ــة ف ــي ‪ ،2017‬وق ــد التقته ــا «ومض ــات»‬
‫كبير في تحسين‬ ‫تطوي ــر الم ــواد والنم ــاذج العملي ــة ودفعه ــا‬ ‫ف ــي لق ــاء خاط ــف لتط ــرح عليه ــا بض ــع أس ــئلة ح ــول‬
‫نوعية الحياة من خالل‬ ‫نحـــو التســـويق التجـــاري‪ .‬وســـتكون‬ ‫اختصاصهـــا وأهميتـــه فـــي عالمنـــا العربـــي‪ ،‬فـــكان‬
‫الش ــركات العرضي ــة أو الفرعي ــة مثالي ــة‬ ‫التالـــي‪:‬‬
‫تطبيقاتها في الطب‬
‫لدفـــع المـــواد النانويـــة وأدوات النانـــو‬
‫الحيوي‪ ،‬والطاقة‪،‬‬ ‫نحـــو التســـويق‪ .‬وســـيكون مـــن المهـــم‬ ‫* كي ــف تس ــهم تكنولوجي ــا النان ــو ف ــي تقدي ــم‬
‫والصناعات الكيماوية‬ ‫للمنطق ــة العربي ــة أن تع ــزز وتدع ــم بيئ ــة‬ ‫الخدم ــات ضم ــن الحكوم ــات والمؤسس ــات؟‬
‫ه ــذه الش ــركات النتع ــاش تقني ــة النان ــو‪.‬‬
‫‪ -‬تقنيـــة النانـــو لهـــا تأثيـــر كبيـــر فـــي تحســـين‬
‫* أي ــن تري ــن العال ــم العرب ــي ف ــي اس ــتخدام تقني ــة‬ ‫نوعيـــة الحيـــاة مـــن خـــال تطبيقاتهـــا المفيـــدة فـــي‬
‫النان ــو ف ــي الس ــنوات الخم ــس إل ــى العش ــر القادم ــة؟‬ ‫الطـــب الحيـــوي‪ ،‬والطاقـــة‪ ،‬والصناعـــات الكيماويـــة‬
‫واإللكترونيـــة والغذائيـــة والعديـــد مـــن الحقـــول‬
‫‪ -‬أرى أن العالـــم العربـــي سيســـتخدم تكنولوجيـــا‬ ‫األخـــرى‪ .‬وهـــي علـــى العمـــوم مفيـــدة للحكومـــات‬
‫النانـــو علـــى نحـــو جيـــد خـــال الســـنوات المقبلـــة‪،‬‬ ‫والمؤسســـات‪.‬‬
‫وخاصـــة فـــي تطبيقـــات االمتـــزاز‬
‫العالم العربي‬ ‫الحفـــاز‪ ،‬وامتصـــاص الغـــاز‪ ،‬وتنقيـــة‬ ‫* كيــف رأيــت العمــل الــذي تقــوم بــه دولــة اإلمــارات‬
‫المي ــاه‪ ،‬والتطبيق ــات الطبي ــة الحيوي ــة‪ .‬سيستخدم تكنولوجيا‬ ‫العربي ــة المتح ــدة والعال ــم العرب ــي ف ــي تطبي ــق تقني ــة‬
‫النانو على نحو جيد‬ ‫وســتكون بحوث ـاً مهمــة علــى مــا أعتقــد‪.‬‬ ‫النانــو؟‬
‫خالل السنوات المقبلة‬
‫* م ــا ه ــو تعليق ــك الع ــام عل ــى قم ــة‬ ‫‪ -‬هنـــاك بحـــوث مهمـــة أجريـــت فـــي تقنيـــة‬
‫المعرف ــة الت ــي اختتم ــت؟‬ ‫النانـــو فـــي دولـــة اإلمـــارات العربيـــة المتحـــدة‪،‬‬
‫وأيضــاً دول عربي ــة أخ ــرى ف ــي مج ــال تكنولوجي ــا‬
‫‪ -‬شـــملت قمـــة المعرفـــة مجموعـــة كبيـــرة مـــن‬ ‫النانـــو أجـــرت أبحاثهـــا‪ ،‬وال تـــزال تعمـــل عليهـــا‪.‬‬
‫المواضيـــع الحديثـــة والمثيـــرة لالهتمـــام‪ .‬وقـــد‬ ‫وأبــرز البحــوث التــي أجريــت‪ ،‬كانــت فــي مجــاالت‬
‫اس ــتمتعت كثي ــراً بالمش ــاركة ف ــي ه ــذا التجم ــع الكبي ــر‬ ‫تحفي ــز الغ ــاز الع ــادم‪ ،‬وامتص ــاص الغ ــاز‪ ،‬وتنقي ــة‬
‫ال ــذي ض ــم علم ــاء وخب ــراء م ــن كاف ــة أنح ــاء العال ــم‪.‬‬ ‫الميـــاه‪ ،‬والطـــب الحيـــوي‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫تنظم ورشة لكتابة الرواية في الكويت‬
‫وذلـك لضمـان انتشـار الروايـات المتميـزة‪ ،‬ومـن ثم الخروج‬ ‫بهدف توسيع نطاق مبادراتها على صعيد المنطقة‬
‫بالكتّـاب المبدعيـن إلـى بيئـات إبداعيـة وثقافيـة عالميـة‪.‬‬ ‫مؤسسة‬ ‫العربية‪ ،‬وتعزيز دورها المعرفي الرائد‪ ،‬نظَّ مت َّ‬
‫وأشار إلى أن ورشة الكتابة اإلبداعية للرواية في‬ ‫محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬بالتعاون مع «الملتقى‬
‫الكويت‪ ،‬هي محترف كتابة يستهدف كتّاباً شباباً أصدروا‬ ‫الثقافي في الكويت» ورشة عمل لكتابة الرواية‪ ،‬وذلك‬
‫كتاباً أو أكثر‪ ،‬ولديهم الرغبة في كتابة أعمال إبداعية‬ ‫ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة‪ ،‬الذي يأتي مواكب ًة‬
‫الفتة في مجال الرواية تكون مستوفية لشروطها الفنية‪،‬‬ ‫ألهدافها الرامية إلى تشجيع ورعاية وتبني المواهب‬
‫المؤسسة بطباعتها ونشرها والمساعدة‬ ‫َّ‬ ‫حيث تبادر‬ ‫العربية الشابة الواعدة‪ ،‬خارج دولة اإلمارات‪ ،‬وفي مختلف‬
‫على تسويقها عربياً وعالمياً‪.‬‬ ‫أقطار الوطن العربي‪ ،‬وتحديداً ما يخص جيل المبدعين‬
‫بدوره أعرب الروائي طالب الرفاعي‪ ،‬مؤسِّ س ومدير‬ ‫في مجال كتابة القصة القصيرة والرواية‪ ،‬وشمل تعاون‬
‫«الملتقى الثقافي في الكويت» عن سعادته بالتعاون مع‬ ‫المؤسسة مع الملتقى‪ ،‬تنظيم ورشة الكتابة اإلبداعية‬ ‫َّ‬
‫المؤسسة في مجال الكتابة اإلبداعية‪ ،‬موضحاً أنَّ مدة‬ ‫َّ‬ ‫للرواية‪ ،‬وذلك بدعم من رابطة األدباء الكويتيين‪.‬‬
‫الورشة ستكون أربعة أشهر‪ ،‬تسبقها دورة مدتها أسبوع‬ ‫وحضر افتتاح الورشة في مقر رابطة األدباء‬
‫تتناول أساسيات الكتابة اإلبداعية وفق منهج علمي‪.‬‬ ‫الكويتيين كلٌّ من سعادة جمال بن حويرب‪ ،‬المدير‬
‫وأوضح الرفاعي أنَّ الشباب الكويتي المشارك في‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬ومعالي رحمة حسين الزعابي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫التنفيذي‬
‫الورشة متحمسون لخوض التجربة‪ ،‬حيث سيقوم كل‬ ‫سفير الدولة لدى دولة الكويت‪ ،‬موضحاً للشباب‬
‫مشارك بكتابة روايته تحت إشرافنا‪ ،‬وسيُ ْعقَد اجتماع‬ ‫المشاركين في الورشة أهمية الكتابة اإلبداعية على‬
‫شهري لجميع أعضاء الورشة لتبادل الرأي ومناقشة‬ ‫مستوى الوطن العربي‪ ،‬في زمن ثورة المعلومات وانتشار‬
‫طبيعة كل عمل روائي على حدة‪.‬‬ ‫قنوات التواصل االجتماعي‪ ،‬الذي جعل من الرواية وجهاً‬
‫‏ ورحَّ ب األمين العام لرابطة األدباء الكويتيين‪،‬‬ ‫عابراً للقارات‪.‬‬
‫المؤسسة والتعاون المشترك‬ ‫َّ‬ ‫طالل الرميضي‪ ،‬بمبادرة‬ ‫كمـا أكَّـد سـعادة جمـال بـن حويـرب خلال الورشـة‬
‫الحتضان رابطة األدباء الكويتيين ألعمال الورشة‪،‬‬ ‫حـرص المؤسَّ سـة علـى تبنّـي جيـل مـن الكتّـاب الشـباب‬
‫متمنياً النجاح والتوفيق لجميع المشاركين‪ .‬كما قام‬ ‫العـرب المبدعيـن‪ ،‬وطباعـة ونشـر نتاجهـم اإلبداعـي‬
‫بتقديم درع شكر وتقدير لسعادة جمال بن حويرب‬ ‫بمجـال الروايـة‪ ،‬فـي أرقـى دور النشـر العربيـة‪ ،‬وبالتعـاون‬
‫والمؤسسة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تعبيراً عن عمق العالقة بين الرابطة‬ ‫مـع «قنديـل» للطباعـة والنشـر والتوزيـع التابعـة للمؤسَّ سـة‪،‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪64‬‬
‫انطالق ورشة «القصة القصيرة» ضمن برنامج دبي الدولي للكتاب‬
‫أعلنت مؤسَّ سة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬عن إطالق‬
‫ورشة «القصة القصيرة»‪ ،‬ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة‪ ،‬حيث تض ُّم‬
‫الورشة‪ ،‬التي تستمر لمدة أربعة أشهر‪ ،‬أكثر من عشرة مبدعين شباب‬
‫في حقل القصة القصيرة‪ .‬وتأتي هذه الورشة ضمن أهداف برنامج‬
‫دبي الدولي للكتابة‪ ،‬الرامية إلى تدريب الكتَّاب الشباب الموهوبين‬
‫بشكل علمي على أساليب الكتابة األدبية بطريقة منهجية مدروسة‪ ،‬عبر‬
‫توفير مدربين أكفاء في ميادين األدب المختلفة‪ .‬وسيتم خالل الورشة‬
‫إنجاز مجوعة قصص قصيرة لكل منهم‪ ،‬وسوف تعمل المؤسسة على‬
‫طباعتها ونشرها أمام القرَّاء ضمن مشاركاتها في المعارض المحلية‬
‫والعربية والدولية‪ .‬وحول الموضوع صرَّح سعادة جمال بن حويرب‪،‬‬
‫المدير التنفيذي للمؤسَّ سة‪ ،‬بأنَّ ورشة «القصة القصيرة» تهدف إلى‬
‫تعزيز موقع الكتابة العربية الجديدة‪ ،‬حيث هيأنا الظروف المناسبة‬
‫عشر مجموعات قصصية يتم العمل عليها بشكل منهجي مدروس‪،‬‬ ‫لرعاية الموهوبين‪ ،‬من خالل التعاون مع خيرة المدربين في حقول‬
‫وبذلك نقدِّم خدمة مزدوجة للقارئ العربي؛ وبالمقابل نضع ال ُكتَّاب على‬ ‫الكتابة اإلبداعية والترجمة‪ ،‬وقد أثمرت تلك الجهود منذ العام ‪2014‬‬
‫الطريق الصحيح لكتابة قصص مكتملة العناصر الفنية»‪.‬‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬عن إصدار عشرات الكتب التي جاءت تحت مظلة برنامج‬
‫يذكر أنَّ مؤسَّ سة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬أطلقت‬ ‫دبي الدولي للكتابة‪ .‬وأضاف أنَّ فنَّ القصة القصيرة‪ ،‬يع ُّد أحد الفنون‬
‫مجموعة من الورش التدريبية في حقول الرواية والترجمة وأدب‬ ‫األدبية الجميلة التي تخزن طاقة وجدانية في كلماتها‪ ،‬لكن هذا الفن‬
‫اليافعين وغيرها من حقول الكتابة اإلبداعية في اإلمارات‪ ،‬ضمن‬ ‫ال في المرحلة الحالية‪ ،‬لذا عملنا على إعادة إحياء هذا الفن‪،‬‬ ‫بات قلي ً‬
‫برنامج دبي الدولي للكتابة‪ ،‬كما أبرمت المؤسَّ سة مجموعة من العقود‬ ‫عبر التشجيع على كتابته‪ ،‬وتدريب الشباب المبدعين على إنتاج أعمال‬
‫مع مدربين أكفاء‪ ،‬لتقديم هذه الورش التي انطلقت منذ العام ‪،2014‬‬ ‫ممميزة‪ ،‬حتى نضعهم على الطريق الصحيح‪ ،‬ولن نكتفيَ فقط بتدريبهم‪،‬‬
‫ورفدت الساحة الثقافية والعربية بمجموعة كتب تجاوزت أربعين كتاباً‬ ‫بل نسعى للوصول بهم إلى العالمية‪ ،‬من خالل ترجمة كتبهم إلى لغات‬
‫في حقول الرواية والترجمة وأدب الطفل والكتابة لليافعين‪ ،‬وتخرج في‬ ‫عالمية»‪ .‬واختتم بن حويرب قائالً‪« :‬لقد وقع اختيار البرنامج على‬
‫صفوفها أكثر من أربعين كاتباً يتقنون فنون الكتابة االحترافية حسب‬ ‫المدرب‪ ،‬األستاذ إسالم أبوشكير‪ ،‬القاص والناقد المعروف‪ ،‬لتدريب‬
‫منهج علمي ولغوي وتقنية صحيحة‪.‬‬ ‫منتسبي الورشة‪ ،‬ونأمل أن نقدِّم للمكتبة العربية‪ ،‬خالل هذه المدة‪،‬‬

‫المسـتدامة»‪ .‬واسـتعرضت قنديـل التعليميـة‪،‬‬


‫خلال مشـاركتها فـي المعـرض‪ ،‬خدماتهـا‬ ‫«قنديل التعليمية» تختتم مشاركتها في‬
‫الرياديـة فـي مجـاالت تطويـر مناهـج التعليـم‬ ‫معرض عجمان الدولي للتعليم والتدريب‬
‫والبيئـة التعليميـة‪ ،‬كمـا سـلّطت الضـوء علـى‬
‫أحـدث الحلـول المبتكـرة للمكتبـات الرقميـة‬ ‫القابضـة)‪« :‬تأتـي مشـاركتنا فـي معـرض‬ ‫اختتمـت «قنديـل التعليميـة» الـذراع‬
‫والمعرفيـة وفـق مواصفـات التطبيقـات‬ ‫عجمـان الدولـي للتعليـم والتدريـب‪ ،‬فـي‬ ‫التعليميـة التابعـة لمؤسَّ سـة محمـد بـن راشـد‬
‫العالميـة فـي ذات اإلطـار‪ .‬كما ناقشـت قنديل‬ ‫إطـار جهودنـا المتواصلـة لتقديـم أحـدث‬ ‫آل مكتـوم للمعرفـة ‪ -‬مشـاركتها األولـى فـي‬
‫أحـدث الدراسـات في مجـاالت تطوير مناهج‬ ‫الخدمـات والحلـول التعليميـة المبتكـرة‪ ،‬مـن‬ ‫«معـرض عجمـان الدولـي للتعليـم والتدريـب‬
‫التعليـم‪ ،‬وأنظمـة البيئـة التعليميـة‪ ،‬وتحديـث‬ ‫خلال توفيـر برامـج تقنيـة متطـورة وفـق‬ ‫(ايتكـــس ‪ )2018‬الذي تنظمه غرفـــة تجـــارة‬
‫أنظمـة التعليـم مـن خلال تقديـم حلـول‬ ‫أفضـل المعاييـر العالميـة‪ ،‬بهـدف االرتقـاء‬ ‫وصناعـــة عجمـان للعـام السـادس علـى‬
‫تقنيـة حديثـة‪ ،‬وإدخـال األنظمـة الرقميـة‬ ‫بقطـاع التعليـم فـي الدولـة‪ ،‬وسـعياً منَّـا إلـى‬ ‫التوالـي‪ ،‬وأقيـم فـي مركـز اإلمـارات للضيافـة‬
‫علـى المكتبـات المسـتخدمة فـي المـدارس‬ ‫مواكبـة أهـداف مؤسَّ سـة محمـد بـن راشـد‬ ‫خلال الفتـرة مـن ‪ 6‬وحتـى ‪ 8‬فبرايـر ‪.2018‬‬
‫والجامعات والمؤسَّ سات التعليمية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫آل مكتـوم للمعرفـة‪ ،‬الراميـة‬ ‫حيـث اسـتعرضت خاللهـا‬
‫تطويـر المناهـج الرقميـة واالسـتخدامات‬ ‫إلـى تحقيـق أفضل مسـتويات‬ ‫أحـدث الخدمـات والحلـول‬
‫الذكية‪.‬وشـملت أجنـدة مشـاركة «قنديـل‬ ‫المعرفـة والتنميـة فـي‬ ‫التعليميـة الذكيـة التـي‬
‫التعليميـة» فـي المعـرض‪ ،‬الترويـج لمجـاالت‬ ‫مجـاالت التعليـم والتطبيقـات‬ ‫تقدمها في شتى المجاالت‪.‬‬
‫أعمالهـا‪ ،‬وبحـث سـبل التعـاون المشـترك مـع‬ ‫الذكيـة المرتبطـة بهـذا‬ ‫وحـول المشـاركة قـال‬
‫الهيئـات والمؤسَّ سـات التعليميـة؛ تجسـيداً‬ ‫القطـاع‪ ،‬وبالتالـي المسـاهمة‬ ‫السـيد‪ /‬سـيف المنصـوري‪،‬‬
‫لرؤيتهـا فـي البحـث والتطوير وبنـاء القدرات‪.‬‬ ‫بفاعليـة فـي مسـيرة التنميـة‬ ‫مديـر عـام (إم بـي آر إف‬

‫‪65‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫المعرفة واالبتكار والسعادة‪..‬‬
‫إشارات المستقبل‬
‫«وظيف ــة الحكوم ــات ه ــي خل ــق البيئ ــة الت ــي يس ــتطيع الن ــاس أن يحقق ــوا فيه ــا س ــعادتهم‪،‬‬
‫نع ــم وظيف ــة الحكوم ــات ه ــي تحقي ــق الس ــعادة»‪.‬‬
‫صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫نائب رئيس الدولة‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬حاكم دبي‪.‬‬

‫يظــن كثيــر مــن النــاس خطــأ أن الســعادة ال تتحقــق فقــط إال بجمــع المــال الوفيــر‪ ،‬أو اعتــاء‬
‫المناصــب المرموقــة أو تحقيــق الشــهرة المدويــة‪ ،‬ناســين أن جوهــر الســعادة يكمــن فــي القــدرة‬
‫علــى التفاعــل مــع البيئــة المحيطــة واســتيعاب تغيراتهــا المتســارعة‪ ،‬ثــم اإلســهام فــي تطويرهــا مــن‬
‫خــال ابتــكار أفــكار أو أدوات أو آالت تعمــل علــى توفيــر منــاخ بيئــي أكثــر مالءمــة لتيســير حيــاة‬
‫الفــرد وجعلهــا أكثــر ســعادة وفرحـاً‪.‬‬
‫لكــن االبتــكار‪ ،‬ســواء لألفــكار أو األدوات واألجهــزة‪ ،‬ال يتأتــى مــن فــراغ‪ ،‬وإنمــا ينهــض‬
‫أي ابتــكار علــى المعرفــة بــكل تنوعاتهــا‪ ،‬فاالبتــكار فــي العلــوم‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬يســتوجب‬
‫اإللمــام الجيــد بأحــدث مــا توصلــت إليــه علــوم الفيزيــاء والكيميــاء والرياضيــات إلــى آخــره‪،‬‬
‫واالبتــكار فــي االقتصــاد يتكــئ علــى معرفــة جيــدة بشــؤون االقتصــاد والصناعــة واألســواق‬
‫الماليــة وأســاليب التجــارة إلــى آخــره أيضـاً‪ .‬أمــا االبتــكار فــي اآلداب والفنــون‪ ،‬فيســتلزم االطالع‬
‫الدائــم علــى أبــرز نتاجــات اإلنســانية فــي مجــاالت األدب والفــن واالنفعــال بهــا‬
‫جمال بن حويرب والتعلــم منهــا حتــى يمكــن للمــرء أن يضيــف جديــداً عندمــا يتصــدى للكتابــة‬
‫اإلبداعيــة أو إلنجــاز عمــل فنــي معيــن‪.‬‬
‫المدير التنفيذي‬
‫فــي الــدورة السادســة مــن القمــة العالميــة للحكومــات التــي عقــدت أخيــراً‬
‫فــي دبــي فــي الفتــرة مــن ‪ 11‬فبرايــر إلــى ‪ 13‬فبرايــر ‪ ،2018‬اجتمــع ‪ 140‬حكومــة يمثلهــم أربــع‬
‫ا عــن ‪ 16‬منظمــة دوليــة تضــم كوكبــة مــن الباحثيــن والمفكريــن‪...‬‬ ‫آالف مســؤول حكومــي‪ ،‬فضـ ً‬
‫اجتمــع كل هــؤالء لمناقشــة عــدة قضايــا تشــغل بــال حكومــات المســتقبل‪ ،‬حيــث طــرح نحــو‬
‫‪ 130‬متحدث ـاً أفكارهــم ورؤاهــم عــن تحديــات المســتقبل‪ ،‬وكيــف ســتواجه الحكومــات العالميــة‬
‫تلــك التحديــات‪ ،‬بحيــث تتحقــق فــي النهايــة األهــداف المنشــودة‪ ،‬والتــي تتمثــل فــي توفيــر ســبل‬
‫الســعادة والرفاهيــة لإلنســان‪.‬‬
‫لقــد قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم نائــب رئيــس الدولــة‪ ،‬رئيــس‬
‫مجلــس الــوزراء‪ ،‬حاكــم دبــي رعــاه اهلل‪ ،‬قــال بحــق‪( :‬وظيفــة الحكومــات هــي خلــق البيئــة التــي‬
‫يســتطيع النــاس فيهــا أن يحققــوا ســعادتهم‪ ،‬نعــم وظيفــة الحكومــات هــي تحقيــق الســعادة)‪ .‬ذلــك‬
‫أن الــدور األســاس ألي حكومــة يتمثــل فــي توفيــر البيئــة المناســبة التــي تيســر على النــاس الحصول‬
‫علــى المعرفــة‪ ،‬مــن أجــل تفجيــر طاقــات اإلنســان ليعمــل ويفكــر ويبتكــر دون توتــر أو قلــق أو خــوف‪.‬‬
‫مــن هنــا بالضبــط تتحقــق أعلــى درجــات الســعادة‪ ...‬مــن العمل‪ ...‬مــن المعرفة‪ ...‬مــن االبتكار‪،‬‬
‫فــإذا علمنــا أن أهــم خصــال الزمــن الــذي نعيــش فيــه هــو الســرعة الفائقــة‪ ،‬حيــث التغيــرات تطــال‬
‫أي مجتمــع بصــورة غيــر مســبوفة‪ ،‬ألدركنــا األهميــة القصــوى للمعرفــة واالبتــكار حتــى نســتطيع‬
‫مالحقــة هــذه التغيــرات المتســارعة‪ ،‬كمــا يجــب أن نتن َّبــه جيــداً إلــى أننــا لســنا وحدنــا فــي هــذا‬
‫العالــم‪ ،‬وإنمــا هنــاك دول كبــرى أنجــزت قفــزات مدهشــة فــي عالــم االبتــكار‪ ،‬األمــر الــذي يحتــم‬
‫علينــا أن نبــذل الكثيــر مــن الجهــد فــي البحــث عــن المعرفــة والحصــول عليهــا‪ ،‬مــن أجــل خلــق بيئــة‬
‫مناســبة لالبتــكار‪ ،‬لتصبــح اإلمــارات ضمــن الــدول المتقدمــة فــي عالــم األفــكار الخالقــة والمعــارف‬
‫المتنوعــة واالبتــكارات المدهشــة بفضــل قيادتنــا الرشــيدة ورؤيتهــا الصائبــة‪ .‬وهــو مــا يــؤدي حتمـاً‬
‫إلــى تحقيــق الســعادة التــي ننشــدها جميعـاً‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد الثامن واألربعون‬


‫‪66‬‬
‫شركة تأمين تعتمد عليها‬
‫أســــــاس لـحـيــــاة أكــثــر‬
‫مـن سعيدة‬

‫مقدمة للمستهلك من بانكر ميدل إيست لعام ‪2017‬‬ ‫ّ‬ ‫جائزة اليف واير لألعمال ‪ | 2017‬جائزة أفضل شركة تأمين‬
‫مقدم للمستهلك من بانكر ميدل إيست لعام ‪ 2015‬و‪2016‬‬ ‫ّ‬ ‫التميز لعام ‪ | 2016‬جائزة أفضل منتج تأمين‬
‫ّ‬ ‫جائزة الشرق األوسط للتأمين والمخاطر ‪ -‬جائزة‬
‫والتميز لعام ‪2015‬‬
‫ّ‬ ‫جائزة أفضل تجربة تطبيق على الهاتف المحمول من مهرجان الجوائز الخاص باإلهتمام بخدمة العمالء لعام ‪ | 2015‬جائزة اإلبتكار‬
‫قبل ستاندرد آند بورز‬
‫قبل آيزو ‪ 9001‬لعام ‪ | 2015‬تصنيف بدرجة (‪ )A-‬من َ‬ ‫معتمدة من َ‬‫َ‬
‫‪Wamadat • 4th Year • Issue 48 - March 2018‬‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫ومضات • السنة الرابعة • العدد ‪ • 48‬مارس ‪2018‬‬

You might also like