Professional Documents
Culture Documents
قسم LMD
الفوج.02 :
بحث حول:
شعيب نذير
-املقدمة.
-املبحث األول :نظرة عامة حول النظام املصريف اجلزائري قبل االستقالل إىل إصالحات .1988
-املطلب األول :حملة تارخيية على النظام املصريف اجلزائري قبل االستقالل.
-املطلب ا لثاين :النظام املصريف اجلزائري منذ االستقالل حىت إصالحات .1986
-املطلب الثالث :هيكل النظام املصريف اجلزائري على ضوء قانون النقد والقرض.
-املبحث الثالث :أهم التعديالت اليت جرت على قانون النقد والقرض.
-اخلامتة.
-قائمة املراجع.
املقدمة:
لقد احتل النظام املصريف منذ فرتات طويلة أمهية بالغة يف خمتلف املنظومات االقتصادية وتزداد أمهيته من يوم آلخر مع التطورات اهلامة
اليت تطرأ على االقتصاديات الوطنية من جهة ومع التحوالت العميقة اليت يشهدها احمليط املايل الدويل من جهة ثانية ويف هذه الظروف
ما فتئت البنوك تطور من إمكانياهتا ووسائل عملها من أجل مجع األموال من مصادرها املختلفة وتوجيهها حنو أفضل االستعماالت
املمكنة وعليه فإن اجلهاز املصريف اجلزائري هو أحد العناصر االقتصادية اهلامة فهو مرآة عاكسة للتنمية االقتصادية من خالل استعماله
لتقنيات أكثر فعالية لعرض النقود والتحكم يف عناصر االقتصاد هبدف املسامهة يف اجناز برامج القطاعات االقتصادية املختلفة وبالتايل
فالبنوك هي املعرب فعال عن تقدم النظام االقتصادي أو تقهقره ،وعليه فإن كل خطوة ختطوها اجلزائر يف ميدان االصالحات البد أن
ينعكس ذلك على النظام البنكي من حيث التنظيم واألداء .ولتسهيل الدراسة قمنا بطرح اإلشكالية التالية v :ما هي املراحل
واإلصالحات اليت عرفها النظام املصريف اجلزائري .؟
المبحث األول :نظرة عامة حول النظام المصرفي الجزائري قبل االستقالل إلى إصالحات .1988
المطلب األول :لمحة تاريخية على النظام المصرفي الجزائري قبل االستقالل
أنشأت أول مؤسسة مصرفية يف اجلزائر يف 19جويلية 1843بعنابة فرع لبنك فرنسا ،وقامت بعملية إصدار النقود ،ولكنها سرعان
ما توقفت وألغي املشروع.
ثاين مؤسسة كانت للصندوق الوطين للمناقصات تقتصر وظيفتها على االئتمان وال تتمتع حبق إصدار النقود ومل تنجح هذه املؤسسة
بسبب قلة الودائع.
ثالث مؤسسة هي بنك اجلزائر سنة 1851وقد اهتمت به السلطات الفرنسية ومنحته حق إصدار األوراق املالية ( النقدية ).
ويف الفرتة 1880إىل 1900مر بنك اجلزائر بأزمة شديدة نتيجة إسرافه يف منح القروض للمعمرين مما دفع السلطات الفرنسية إىل
نقله إىل باريس وتغري امسه بنك اجلزائر وتونس.
19سبتمرب 1958فقد البنك حق اإلصدار بالنسبة لتونس بعد استقالهلا وعاد امسه جمددا بنك اجلزائر ،وقد ظل يعمل إىل تاريخ
31ديسمرب 1962حيث ورثته اجلزائر واطلق عليه البنك املركزي ،مث تلى هذا التأسيس شبكة هامة من البنوك واملؤسسات
املتخصصة موجهة كلها خلدمة االقتصاد اجلزائري.
المطلب الثاني :النظام المصرفي الجزائري منذ االستقالل حتى إصالحات 1986
ميكن تقسيم هذه الفرتة إىل ثالث مراحل وهي:
-املرحلة األوىل :من 1962إىل 1970
إن أهم ما ميز االقتصاد اجلزائري غداة االستقالل هو التبعية شبه املطلقة لالقتصاد الفرنسي ،فضال عن هشاشة هياكله األساسية
وانعدام البعض منها وختلفها بشكل عام ،فقد كان االقتصاد اجلزائر يفتقد إىل أدىن شروط التنمية ،حيث كانت جل املعامالت تتم مع
املتعاملني الفرنسيني ،كما أن املؤسسات املوروثة عن األجنيب مل تتمكن من مواصلة نشاطها بسهولة ويسر ،ولعل من أحد األسباب
األساسية اليت عرقلت استمرار نشاطها هو عدم توفرها على مصادر متويل احتياجاهتا وسريورة عملياهتا اإلنـتاجية؛ كل تلك األمـور
دفعت بالسلطات اجلزائرية منذ حصوهلا على االستقالل بتاريخ
05جويلية 1962إىل العمل على كسر أواصر التبعية لالقتصاد الفرنسي يف كل اجملاالت والنواحي وذلك تبعا ملا جاء به ميثاق
برنامج طرابلس.
فمن اإلجراءات األوىل اليت اختذهتا احلكومة اجلزائرية يف جمال النقد واملال هو إنشاء اخلزينة اجلزائرية مث إنشاء البنك املركزي اجلزائري
مبقتضى القانون رقم 441-62الصادر بتاريخ 13ديسمرب ، 196321األمر الذي مكن املؤسسات اجلزائرية من جتاوز العقبات
1حممود محيدات ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثالثة ،اجلزائر ،2005 ،ص .126
املالية اليت واجهتها بعد االستقالل مباشرة ،ومن أجل التخلص من تقاعس البنوك األجنبية القائمة يف اجلزائر يف جمال مد املؤسسات
االقتصادية اجلزائرية مبا حتتاجه من متويالت ألنشطتها املختلفة ،فقد عملت السلطة اجلزائرية على خلق مؤسسة مؤهلة لذلك وهي
الصندوق اجلزائري للتنمية وذلك عام ،1963ويتلخص نشاط هذا الصندوق يف حشد املوارد املالية وتوجيهها إىل متويل االستثمارات
طويلة املدى بشكل خاص.
كما بادرت السلطات اجلزائرية إىل اختاذ إجراء هام ،أال وهو حصر عملية االسترياد والعمل على مراقبة الصـرف األجنيب ،وكل ذلك
هبدف التحكم يف املوارد املـالية للدولة والعمل على تعبئة
وختصيص تلك املوارد بشكل رشيد ،مما دفعها إىل إنشاء مؤسسة تعمل يف هذا االجتاه وهو الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط الذي
دعم نشاط شركة التأمني وإعادة التأمني وكذا الشركة اجلزائرية للتأمني وذلك مند سنة . 1963
ولقد استطاعت السلطة اجلزائرية من استكمال سيادهتا الوطنية بإصدارها للعملة الوطنية ممثلة يف الدينار اجلزائري الذي ظهر إىل الوجود
منذ سنة 1964حيث حددت قيمته ب 18غرام من الذهب وهي قيمة مساوية للفرنك الفرنسي آنذاك ،وقد توىل البنك املركزي
اجلزائري إدارة وإصدار النقود الوطنية منذ إنشائها.
وأمام استمرار تعنت وتشدد البنوك األجنبية يف جمال متويل املؤسسات االقتصادية الوطنية ،جلأت السلطات اجلزائرية إىل اختاذ إجراءات
تنسجم وطبيعة املرحلة اليت مير هبا االقتصاد اجلزائري الناشئ وكذا طبيعة التوجه االقتصادي والسياسي املنتهج يف فرتة الستينيات ،متثلت
هذه اإلجراءات بشكل خاص يف مصادرة وتأميم الكثري من املؤسسات املالية واملصرفية ومن مت إنشاء نظام مصريف وطين ،ولعل أوىل
تلك اإلجراءات تأسيس البنك الوطين اجلزائري سنة 1966من جراء تأميم جمموعة من البنوك األجنبية منها القرض العقاري اجلزائري،
وكذا تأسيس القرض الشعيب اجلزائري ،ويف سنة 1967مت إنشاء البنك اخلارجي اجلزائري على نفس املنوال.
-املرحلة الثانية :من 1971إىل 1977
لقد كانت املنهجية اليت يقوم عليها النظام املصريف الوطين يف هذه الفرتة هي نفس املنهجية اليت يقوم عليها النظام االقتصادي الوطين،
وقد ارتكز تنظيم االقتصادي الوطين على التخطيط املركزي املستند إىل مبادئ وقواعد االقتصاد االشرتاكي ، 3حيث ظهر ذلك يف
عملية متويل االستثمارات وخاصة منها القطاع اخلاص إىل البنك املركزي واخلزينة العامة أي ما يسمى التخطيط املصريف نظرا لتعميق
املنهج االشرتاكي من خالل تأميم احملروقات 1971وقانون الثورة الزراعية ،مما أدى إىل ظهور وضعية اقتصادية حيوية ضخمة جعلت
الدولة تغري سياسة التمويل من خالل تدخل اخلزينة مباشرة يف هذه املشاريع وقد متثل ذلك يف اإلصالح املايل لسنة 1971الذي
ارتكز على املبادئ التالية:
-إلغاء التمويل الذايت حىت تتمكن الدولة من تطبيق التخطيط املركزي.
-فتح كل مؤسسة حسابا ماليا لدى بنك معني أي التوطني البنكي.
-املراقبة حيث يتم توجيه تعامل املؤسسة من طرف وزارة املالية يف إطار متوازن حسب البنوك.
3الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة السادسة ،اجلزائر ،2007 ،ص177
-منع التعامل مع املؤسسات يف جمال منح القروض باستثناء القروض اخلارجية مما استدعى إجبارية التعامل مباشرة مع البنك.
-إجبار املؤسسات على املشاركة يف ميزانية الدولة.
4حمدادي نور الدين ،اجلهاز املصريف اجلزائري وإصالحات نظام التمويل ،رسالة ماجستري ،2002/2001جامعة اجلزائر ،ص .49
للقرض ( )1الذي يكون منسجم مع أهداف املخطط الوطين للتنمية ويراعي خطر العمل املصريف مبتابعة استخدام القرض (.)2
-مييز القانون 12-86بني نوعني من املؤسسات :مؤسسات القرض البنكي ،ومؤسسات القرض املتخصصة (.)3
-أصبح بإمكان مؤسسات القرض إصدار سندات قروض متوسطة وطويلة األجل على املستوى الوطين لالكتتاب فيها لدى األفراد،
وذلك لتمويل استغالهلا واستثمارها وصادراهتا.
-املشاركة يف متويل االقتصاد الوطين باملسامهة يف شركات مالية حملية وأجنبية حسب أهداف املخطط الوطين للتنمية.
-اختاذ اإلجراءات الالزمة للتقليل من خطر عدم اسرتداد القرض الذي كان سائد كتحليل للوضعية املالية للمؤسسة قبل احلصول على
القروض مع متابعة القروض املمنوحة.
-مجع املوارد من الغري عرب الرتاب الوطين أو من مصادر خارجية مهما كان شكلها أو مدهتا وبالتايل إعطاء فرصة ملؤسسات القرض
لتنويع أشكال القرض.
-من أجل محاية املودعني مت إنشاء هيئات رقابة على النظام املصريف ( ممثلة يف جلنة مراقبة عمليات البنوك ) وهيئات إستشارية ( ممثلة
يف اجمللس الوطـين للقـرض ) باعتبار ودائعهم ديون البد أن ترجع ألصحاهبا ،فأهتم القانون بتأمني وضمان الودائع واحملافظة على
األسرار البنكية للزبائن.
* إصالح عام ( 1988قانون )06/88 ،01/88
كانت الصـدمة النـفطية يف 1986كافية إلبـراز كل صفات الضـعف يف نظام التخـطيط املركزي ,وكانت سنة 1988بداية إلصالح
االقتصاد اجلزائري املتعثر ,وكان مضمون هذا اإلصالح يتمحور أساسا حول تطوير املؤسسة وجعلها تعمل برشاده اقتصادية وهذا
بتوفري جمموعة من القوانني وحتديث القوانني السارية حىت ال تتعارض مع توجهات اإلصالح اجلديد للمؤس
5أمحد هين ،العملة والنقود ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر ،2006 ،ص139
-وموجودة يف الدائرة النقدية لكي يضمن التحكم يف تسيري النقد ويتفادى التعارض بني األهداف النقدية .
هـ -وضع نظام مصريف على مستويني:
كمـا أن قانون النقد والقرض قد كـرس مبدأ وضع نظـام بنكي على مسـتويني ،ويعين ذلـك
التمييز بني نشاط البنك املركزي كسلطة نقدية ونشاط البنوك التجارية كموزعة للقرض ،ومبوجب هذا الفصل أصبح البنك املركزي ميثل
فعال بنكا للبنوك ،يراقب نشاطها ويتابع عملياهتا ،كما أصبح بإمكانه أن يوظف مركزه كملجأ أخري لإلقراض يف التأثري على
السياسات اإلقراضية للبنوك وفقا ملا يقتضيه الوضع النقدي ،ومبوجب ترأسه للنظام النقدي وتواجده فوق كل البنوك بإمكانه أن حيدد
القواعد العامة للنشاط البنكي ومعايري تقييم هذا النشاط يف اجتاه خدمة أهدافه النقدية وحتكمه يف السياسة النقدية.
وقد ألغى قانون النقد والقرض كل القوانني واألحكام اليت تتعارض مع األحكام الواردة فيه ،وألغى صراحة األحكام الواردة يف قانوين
أوت 1986وجانفي ، 1988اللذان كانا ميثالن قانونا ملرحلة معينة ،وباعتباره القانون الوحيد الذي ينظم الوظيفة املصرفية ويضبط
قواعد العمل املصريف منذ صدوره يف أفريل 1990لذلك فإن دراسة هيكل النظام املصريف وآليات عمله سوف تتم يف إطار أحكامه.
* المبحث الثالث :أهم التعديالت التي جرت على قانون النقد والقرض
لقد تلت قانون النقد والقرض جمموعة من النصوص التنظيمية تعد له وتتمه وهلذا فلقد قمنا بتقسيم هذا املبحث إىل :
-املطلب األول :إصالحات ( 2001األمر .) 01-01
-املطلب الثاين :إصالحات ( 2003األمر . ) 11-03
-املطلب الثالث :آليات اإلصالح يف النظام املصريف اجلزائري.
* المطلب األول :إصالحات ( 2001األمر ) 01-01
لقد سبقت إصالحات 2001عدة إصالحات واليت نذكر منها:
· أمر رقم 04-95املؤرخ يف 20أفريل 1995الذي يكمل ويعدل النص التنظيمي رقم 09-91املؤرخ يف 14أوت 1991
حمددا قواعد احلذر يف تسيري البنوك واملؤسسات املالية كما يعرف مصطلح رأس املال اخلاص واملخاطر احملتملة.
· أمر رقم 07-96املؤرخ يف 03جويلية 1996الذي حيمل تنظيم وسري مركزية احلسابات ( CENTRALE DES
) BELANSاملنشأة لدى بنك اجلزائر ،إن البنوك واملؤسسات املالية وكذا مؤسسات القرض اإلجياري تعترب منخرطة يف هذه املركزية
وهي ملزمة باحرتام قوانني العمل وتبليغ بنك اجلزائر باملعلومات احملاسبية واملالية للسنوات 03األخرية اخلاصة باملؤسسات العملية
لديها.
· األمر 01/01املعدل واملتمم ألحكام القانون 10-90الصادر يف 2
األمر 01/01املعدل واملتمم ألحكام القانون 10-90الصادر يف :2001/02/27بالرغم من اعتبار قانون النقد والقرض معلما
هاما يف اإلصالح اهليكلي للقطاع البنكي ويف دعم السوق النقدية إال أنه على املدى القصري بدى من الضروري التشجيع على توحيد
سيادة الدولة ودعم االنضمام يف السعي املؤسسايت ،كذلك ضرورة تعزيز استقاللية السلطة النقدية ،لذا مت سن األمر الذي ميكن
اهلدف الوحيد منه خيص اجلانب التنظيمي وذلك لبلوغ هدفني:
-التمكن من خلق االنسجام بني السلطة التنفيذية وحمافظ بنك اجلزائر.
-الفصل بني جملس إدارة بنك اجلزائر والسلطة النقدية قصد إرساء االستقاللية النقدية وحتقيق الرابط األمثل بني خمتلف مكونات
الصرح املؤسسايت ،حيث قام هذا األخري بالفصل بني جملس إدارة البنك املركزي وجملس النقد والقرض :فتسيري البنك املركزي وإدارته
يتواله على التوايل حمافظ يساعده ثالثـة نواب حمافظ وجملس اإلدارة ( بدال من جملس النقد والقرض ) ومراقبان ( " ، )1جملس اإلدارة
هو الذي يتكون من احملافظ رئيسا ونواب احملافظ كأعضاء وثالثة موظفني سامني يعينهم رئيس اجلمهورية ( ," )2أما جملس النقد
والقرض فيتكون من أعضاء جملس إدارة بنك اجلزائر وثالث شخصيات خيتارون حبكم كفاءهتم يف املسائل االقتصادية والنقدية وهكذا
صار عدد أعضائه عشرة بعدما كان سبعة.
واملالحظ أن رغم التعديالت اليت جاء هبا األمر 01-01إال أنه مل ينقص من صالحيات احملافظ حيث يبقى حمافظا للبنك املركزي
ورئيس جملس اإلدارة وجملس النقد والقرض واللجنة املصرفية.
· األمر رقم 03-02املؤرخ يف 28أكتوبر 2002املتعلق باملراقبة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية والصادر عن جملس النقد
وا لقرض ،هذا القانون ليس جمرد تقليد متبع لضمان الفعالية بل يعطي تعريف لدور خمتلف األعوان وخمتلف املستويات حيث يرتك هلم
حرية غري مطلقة يف ممارسة مسؤولياهتم كما يهدف إىل حتديد مستوى الرقابة الداخلية اليت جيب على البنوك واملؤسسات املالية تطبيقها
خصوصا حتليل املخاطر وأنظمة مراقبتها وذلك من خالل مواده:
-مراقبة العمليات واإلجراءات الداخلية.
-التنظيم احملاسيب ومعاجلة املعلومات.
-نظام قياس خماطر الصرف ،نظام قياس خماطر أسعار الفائدة وكذا نظام املراقبة ونظام مراقبة املعلومات والوثائق.
* المطلب الثاني :إصالحات ( 2003األمر ) 11-03
إن األمر 11-03الصادر يف أوت 2003واملتعلق بالنقد والقرض ,يعترب نصا تشريعيا يعكس بصدق أمهية املكانة اليت جيب أن
يكون عليها النظام املصريف اجلزائري ,إذ أنه جاء مدعما ألهم األفكار واملبادئ اليت جتسدت يف القانون ,10-90مع التأكيد على
بعض التعديالت اجلزئية اليت جاء هبا األمر , 01-01واليت تتمثل أساسا يف الفصل بني جملس اإلدارة وجملس النقد والقرض فيما
خيص اهليكل التنظيمي ,حيث أنه يف الفصل الثاين من األمر الرئاسي 11-03املتعلق بإدارة بنك اجلزائر ,أشارت املادة ( )18بكيفية
تشكيل جملس إدارة بنك اجلزائر.
ومت كذلك توسيع مهام جملس النقد والقرض كسلطة نقدية حيث نصت املادة ( )62الفقرة "ج" بتحديده للسياسة النقدية واإلشراف
عليها ,ومتابعتها وتقييمها ,وهلذا حيدد اجمللس األهداف النقدية السيما فيما يتصل بتطور اجملاميع النقدية والقرضية ,وحيدد استخدام
النقد وكذا وضع قواعد الوقاية يف السوق النقدية ,ويتأكد من نشر معلومات يف السوق ترمي إىل خماطر االختالل.
ولقد أوكلت للمجلس مهمة محاية زبائن البنوك واملؤسسات املالية يف جمال املعامالت املصرفية وتدعيم التشاور والتنسيق مابني بنك
اجلزائر واحلكومة فيما خيص اجلانب املايل ,وذلك من خالل:
_ إثراء مضمون وشروط التقارير االقتصادية واملالية.
_ إنشاء جلنة مشرتكة بني بنك اجلزائر ووزارة املالية لتسيري احلقوق والدين اخلارجي.
_ متويل إعادة البناء النامجة عن الكوارث الطبيعية اليت تقع يف البلد.
* اخلامتة:
لقد عملت اجلزائر منذ االستقالل النهوض مبختلف القطاعات خاصة منها االقتصادية من اجل بناء اقتصاد قادر على تلبية مجيع
االحتياجات لذلك أدركت سريعا احتياجها إىل نظام مصريف فعال قادر على دفع وترية التطور االقتصادي وعليه أقدمت احلكومة على
تأميم البنوك االستعمارية وإنشاء بنوك وطنية جديدة يف ظل نظام التخطيط املركزي لكل القرارات االقتصادية ،وحتت ضغط التحوالت
احلاصلة آ نذاك عملت اجلزائر على تغيري منط تسيري اقتصادها وذلك باالجتاه حنو التفتح االقتصادي وإصالح نظامها املصريف مبا
يتماشى مع التطورات احلاصلة خارجيا وداخليا وذلك عن طريق تطبيق برنامج اإلصالحات اهليكلية وإعادة هيكلة املنظومة البنكية
متاشيا مع اقتصاد السوق.
وبالرغم من اجلهود املبذولة من الدولة اجلزائرية ميكننا القول أن القطاع املصريف مازال حيتاج إىل إصالحات وجمهودات أخرى حىت يتوفر
اجلو املناسب لتنمية قدرات البنوك الوطنية من اجل مواجهة املصارف العاملية الكربى خاصة يف ظل التطورات احلاصلة.
* قائمة املراجع:
-1حممود محيدات ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثالثة ،اجلزائر.2005 ،
-2الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة السادسة ،اجلزائر. 2007 ،
-3أمحد هين ،العملة والنقود ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اجلزائر.2006 ،
-4حمدادي نور الدين ،اجلهاز املصريف اجلزائري وإصالحات نظام التمويل ،رسالة ماجستري ،2002/2001جامعة اجلزائر.