You are on page 1of 15

‫جامعة قاصـدي مرباح – ورقلـــة‬

‫كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‬

‫قسم ‪LMD‬‬

‫التخصص‪ :‬ماستر مالية وبنوك‬

‫المستوى‪ :‬األولى ماستر مالية وبنوك‪.‬‬

‫الفوج‪.02 :‬‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫اإلصحاحات المصريية ي الجزارر‬


‫منذ اإلستقالل إلى يومنا هذا‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين‪:‬‬

‫بن عثمان مفيدة‬ ‫حمزة عنتير‬

‫شعيب نذير‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2018:‬‬


‫خطة البحث‪:‬‬

‫‪ -‬املقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬نظرة عامة حول النظام املصريف اجلزائري قبل االستقالل إىل إصالحات ‪.1988‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬حملة تارخيية على النظام املصريف اجلزائري قبل االستقالل‪.‬‬

‫‪ -‬املطلب ا لثاين ‪ :‬النظام املصريف اجلزائري منذ االستقالل حىت إصالحات ‪.1986‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬إصالحات ‪ 1986‬و إصالح عام ‪ ( 1988‬قانون ‪.)06/88 ،01/88‬‬

‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬قانون النقد والقرض ( إصالحات ‪ :1990‬القانون ‪.) 10-90‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬أسباب صدور قانون النقد والقرض ‪.‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬مبادئ قانون النقد والقرض ‪.‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬هيكل النظام املصريف اجلزائري على ضوء قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬أهم التعديالت اليت جرت على قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬إصالحات ‪ ( 2001‬األمر ‪. ) 01-01‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬إصالحات ‪ ( 2003‬األمر ‪.) 11-03‬‬

‫‪ -‬اخلامتة‪.‬‬

‫‪ -‬قائمة املراجع‪.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬

‫لقد احتل النظام املصريف منذ فرتات طويلة أمهية بالغة يف خمتلف املنظومات االقتصادية وتزداد أمهيته من يوم آلخر مع التطورات اهلامة‬
‫اليت تطرأ على االقتصاديات الوطنية من جهة ومع التحوالت العميقة اليت يشهدها احمليط املايل الدويل من جهة ثانية ويف هذه الظروف‬
‫ما فتئت البنوك تطور من إمكانياهتا ووسائل عملها من أجل مجع األموال من مصادرها املختلفة وتوجيهها حنو أفضل االستعماالت‬
‫املمكنة وعليه فإن اجلهاز املصريف اجلزائري هو أحد العناصر االقتصادية اهلامة فهو مرآة عاكسة للتنمية االقتصادية من خالل استعماله‬
‫لتقنيات أكثر فعالية لعرض النقود والتحكم يف عناصر االقتصاد هبدف املسامهة يف اجناز برامج القطاعات االقتصادية املختلفة وبالتايل‬
‫فالبنوك هي املعرب فعال عن تقدم النظام االقتصادي أو تقهقره‪ ،‬وعليه فإن كل خطوة ختطوها اجلزائر يف ميدان االصالحات البد أن‬
‫ينعكس ذلك على النظام البنكي من حيث التنظيم واألداء‪ .‬ولتسهيل الدراسة قمنا بطرح اإلشكالية التالية‪ v :‬ما هي املراحل‬
‫واإلصالحات اليت عرفها النظام املصريف اجلزائري‪ .‬؟‬
‫المبحث األول ‪ :‬نظرة عامة حول النظام المصرفي الجزائري قبل االستقالل إلى إصالحات ‪.1988‬‬

‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخية على النظام المصرفي الجزائري قبل االستقالل‬
‫أنشأت أول مؤسسة مصرفية يف اجلزائر يف ‪ 19‬جويلية ‪ 1843‬بعنابة فرع لبنك فرنسا‪ ،‬وقامت بعملية إصدار النقود‪ ،‬ولكنها سرعان‬
‫ما توقفت وألغي املشروع‪.‬‬
‫ثاين مؤسسة كانت للصندوق الوطين للمناقصات تقتصر وظيفتها على االئتمان وال تتمتع حبق إصدار النقود ومل تنجح هذه املؤسسة‬
‫بسبب قلة الودائع‪.‬‬
‫ثالث مؤسسة هي بنك اجلزائر سنة ‪ 1851‬وقد اهتمت به السلطات الفرنسية ومنحته حق إصدار األوراق املالية ( النقدية )‪.‬‬
‫ويف الفرتة ‪ 1880‬إىل ‪ 1900‬مر بنك اجلزائر بأزمة شديدة نتيجة إسرافه يف منح القروض للمعمرين مما دفع السلطات الفرنسية إىل‬
‫نقله إىل باريس وتغري امسه بنك اجلزائر وتونس‪.‬‬
‫‪ 19‬سبتمرب ‪ 1958‬فقد البنك حق اإلصدار بالنسبة لتونس بعد استقالهلا وعاد امسه جمددا بنك اجلزائر‪ ،‬وقد ظل يعمل إىل تاريخ‬
‫‪ 31‬ديسمرب ‪ 1962‬حيث ورثته اجلزائر واطلق عليه البنك املركزي‪ ،‬مث تلى هذا التأسيس شبكة هامة من البنوك واملؤسسات‬
‫املتخصصة موجهة كلها خلدمة االقتصاد اجلزائري‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام المصرفي الجزائري منذ االستقالل حتى إصالحات ‪1986‬‬
‫ميكن تقسيم هذه الفرتة إىل ثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة األوىل‪ :‬من ‪ 1962‬إىل ‪1970‬‬
‫إن أهم ما ميز االقتصاد اجلزائري غداة االستقالل هو التبعية شبه املطلقة لالقتصاد الفرنسي‪ ،‬فضال عن هشاشة هياكله األساسية‬
‫وانعدام البعض منها وختلفها بشكل عام‪ ،‬فقد كان االقتصاد اجلزائر يفتقد إىل أدىن شروط التنمية‪ ،‬حيث كانت جل املعامالت تتم مع‬
‫املتعاملني الفرنسيني‪ ،‬كما أن املؤسسات املوروثة عن األجنيب مل تتمكن من مواصلة نشاطها بسهولة ويسر‪ ،‬ولعل من أحد األسباب‬
‫األساسية اليت عرقلت استمرار نشاطها هو عدم توفرها على مصادر متويل احتياجاهتا وسريورة عملياهتا اإلنـتاجية؛ كل تلك األمـور‬
‫دفعت بالسلطات اجلزائرية منذ حصوهلا على االستقالل بتاريخ‬
‫‪05‬جويلية ‪ 1962‬إىل العمل على كسر أواصر التبعية لالقتصاد الفرنسي يف كل اجملاالت والنواحي وذلك تبعا ملا جاء به ميثاق‬
‫برنامج طرابلس‪.‬‬
‫فمن اإلجراءات األوىل اليت اختذهتا احلكومة اجلزائرية يف جمال النقد واملال هو إنشاء اخلزينة اجلزائرية مث إنشاء البنك املركزي اجلزائري‬
‫مبقتضى القانون رقم ‪ 441-62‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬ديسمرب ‪ ، 196321‬األمر الذي مكن املؤسسات اجلزائرية من جتاوز العقبات‬

‫‪ 1‬حممود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.126‬‬
‫املالية اليت واجهتها بعد االستقالل مباشرة‪ ،‬ومن أجل التخلص من تقاعس البنوك األجنبية القائمة يف اجلزائر يف جمال مد املؤسسات‬
‫االقتصادية اجلزائرية مبا حتتاجه من متويالت ألنشطتها املختلفة‪ ،‬فقد عملت السلطة اجلزائرية على خلق مؤسسة مؤهلة لذلك وهي‬
‫الصندوق اجلزائري للتنمية وذلك عام ‪ ،1963‬ويتلخص نشاط هذا الصندوق يف حشد املوارد املالية وتوجيهها إىل متويل االستثمارات‬
‫طويلة املدى بشكل خاص‪.‬‬
‫كما بادرت السلطات اجلزائرية إىل اختاذ إجراء هام‪ ،‬أال وهو حصر عملية االسترياد والعمل على مراقبة الصـرف األجنيب‪ ،‬وكل ذلك‬
‫هبدف التحكم يف املوارد املـالية للدولة والعمل على تعبئة‬
‫وختصيص تلك املوارد بشكل رشيد‪ ،‬مما دفعها إىل إنشاء مؤسسة تعمل يف هذا االجتاه وهو الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط الذي‬
‫دعم نشاط شركة التأمني وإعادة التأمني وكذا الشركة اجلزائرية للتأمني وذلك مند سنة ‪. 1963‬‬
‫ولقد استطاعت السلطة اجلزائرية من استكمال سيادهتا الوطنية بإصدارها للعملة الوطنية ممثلة يف الدينار اجلزائري الذي ظهر إىل الوجود‬
‫منذ سنة ‪ 1964‬حيث حددت قيمته ب ‪ 18‬غرام من الذهب وهي قيمة مساوية للفرنك الفرنسي آنذاك‪ ،‬وقد توىل البنك املركزي‬
‫اجلزائري إدارة وإصدار النقود الوطنية منذ إنشائها‪.‬‬
‫وأمام استمرار تعنت وتشدد البنوك األجنبية يف جمال متويل املؤسسات االقتصادية الوطنية‪ ،‬جلأت السلطات اجلزائرية إىل اختاذ إجراءات‬
‫تنسجم وطبيعة املرحلة اليت مير هبا االقتصاد اجلزائري الناشئ وكذا طبيعة التوجه االقتصادي والسياسي املنتهج يف فرتة الستينيات‪ ،‬متثلت‬
‫هذه اإلجراءات بشكل خاص يف مصادرة وتأميم الكثري من املؤسسات املالية واملصرفية ومن مت إنشاء نظام مصريف وطين‪ ،‬ولعل أوىل‬
‫تلك اإلجراءات تأسيس البنك الوطين اجلزائري سنة ‪ 1966‬من جراء تأميم جمموعة من البنوك األجنبية منها القرض العقاري اجلزائري‪،‬‬
‫وكذا تأسيس القرض الشعيب اجلزائري‪ ،‬ويف سنة ‪ 1967‬مت إنشاء البنك اخلارجي اجلزائري على نفس املنوال‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الثانية‪ :‬من ‪ 1971‬إىل ‪1977‬‬
‫لقد كانت املنهجية اليت يقوم عليها النظام املصريف الوطين يف هذه الفرتة هي نفس املنهجية اليت يقوم عليها النظام االقتصادي الوطين‪،‬‬
‫وقد ارتكز تنظيم االقتصادي الوطين على التخطيط املركزي املستند إىل مبادئ وقواعد االقتصاد االشرتاكي ‪ ، 3‬حيث ظهر ذلك يف‬
‫عملية متويل االستثمارات وخاصة منها القطاع اخلاص إىل البنك املركزي واخلزينة العامة أي ما يسمى التخطيط املصريف نظرا لتعميق‬
‫املنهج االشرتاكي من خالل تأميم احملروقات ‪ 1971‬وقانون الثورة الزراعية‪ ،‬مما أدى إىل ظهور وضعية اقتصادية حيوية ضخمة جعلت‬
‫الدولة تغري سياسة التمويل من خالل تدخل اخلزينة مباشرة يف هذه املشاريع وقد متثل ذلك يف اإلصالح املايل لسنة ‪ 1971‬الذي‬
‫ارتكز على املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء التمويل الذايت حىت تتمكن الدولة من تطبيق التخطيط املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬فتح كل مؤسسة حسابا ماليا لدى بنك معني أي التوطني البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬املراقبة حيث يتم توجيه تعامل املؤسسة من طرف وزارة املالية يف إطار متوازن حسب البنوك‪.‬‬

‫‪ 3‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪177‬‬
‫‪ -‬منع التعامل مع املؤسسات يف جمال منح القروض باستثناء القروض اخلارجية مما استدعى إجبارية التعامل مباشرة مع البنك‪.‬‬
‫‪ -‬إجبار املؤسسات على املشاركة يف ميزانية الدولة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إصالحات ‪ 1986‬و إصالح عام ‪ ( 1988‬قانون ‪)06/88 ،01/88‬‬


‫بعد اإلصالحات اليت شهدها النظام املصريف خاصة بعد إصالح ‪ 1971‬مل تعرف السياسة النقدية أي إنعاش اقتصادي يف ظل‬
‫الوظيفة احملدودة للبنوك التجارية واليت كانت عبارة عن صناديق تسجيل عمليات فقط‪ ،‬وهاته الوضعية جعلت السلطات اجلزائرية ختـمن‬
‫أكثر إىل تعميق اإلصالحات‪ ،‬ولقد تبلور هذا اإلصالح اجلديد بصدور قانون ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬املتعلق‬
‫بنظام البنوك والقروض حيث صدر هذا القانون لتحديد وجتديد كيفية سري النظام املصريف وهذا من خالل املخطط الوطين للقرض‬
‫الذي هو عبارة عن لوحة قيادية يتم إعداده من أجل القيام بالتسويات املالية االقتصادية الكلية فهو جزء من اخلطة الوطنية للتنمية‪.‬‬
‫ولقد جاء قانون ‪ 12-86‬إلرساء املبادئ العامة والقواعد الكالسيكية للنشاط املصريف وهو من الناحية العلمية جاء ليوحد اإلطار‬
‫القانوين الذي يسري النشاط اخلاص بكل املؤسسات املالية مهما كانت طبيعتها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ومن بني أهداف هذا القانون ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق القانون البنكي املكمل لسنة ‪ 1980‬وهذا بوضع أجهزة استشارية ورقابية مثل اجمللس الوطين للقرض وجلنة مراقبة البنوك‬
‫املتعلقة جبهاز املخطط الوطين للقرض‪.‬‬
‫‪ -‬التفرقة بني البنك املركزي ونشاط القرض من قبل األجهزة البنكية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتطوير األسواق املالية والنقدية باعتبارها أجهزة هامة لتوزيع املوارد وذلك من خالل العالقة مع املخطط الوطين للقرض‬
‫‪ -‬مراقـبة عمليات الصرف والعالقات مع اخلارج‪.‬‬
‫ومما جاء يف هذا القانون أيضا حتديد مهام البنوك املكونة للنظام املصريف اجلزائري كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬مهام البنك المركزي في إطار قانون ‪:12-86‬‬
‫‪ -‬ممارسة حق اإلصدار ومراقبة توزيع القروض على االقتصاد الوطين ملساعدة اخلزينة العمومية وتنظيم التداول النقدي‪.‬‬
‫‪-‬مجع وتسيري احتياطات الصرف املركزي ‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف إعداد وتطبيق القوانني وتنظيم الصرف والتجارة اخلارجية مما يؤثر على استقرار العملة الصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬تسيري أدوات السياسة النقدية بواسطة حتديد سقف إعادة اخلصم ومعدل إعادة اخلصم للبنوك التجارية هبدف احلد من االعتماد‬
‫على اإلصدار النقدي يف التمويل االقتصادي‪.‬‬
‫تسيري املديونية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مهام البنوك التجارية في إطار ‪: 12-86‬‬
‫‪ -‬شجع القانون ‪ 12-86‬البنوك التجارية بالقيام بالنشاطات التقليدية كتعبئة املوارد االدخارية ومنح االئتمان يف إطار املخطط الوطين‬

‫‪ 4‬حمدادي نور الدين‪ ،‬اجلهاز املصريف اجلزائري وإصالحات نظام التمويل‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،2002/2001‬جامعة اجلزائر‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫للقرض (‪ )1‬الذي يكون منسجم مع أهداف املخطط الوطين للتنمية ويراعي خطر العمل املصريف مبتابعة استخدام القرض (‪.)2‬‬
‫‪ -‬مييز القانون ‪ 12-86‬بني نوعني من املؤسسات‪ :‬مؤسسات القرض البنكي‪ ،‬ومؤسسات القرض املتخصصة (‪.)3‬‬
‫‪ -‬أصبح بإمكان مؤسسات القرض إصدار سندات قروض متوسطة وطويلة األجل على املستوى الوطين لالكتتاب فيها لدى األفراد‪،‬‬
‫وذلك لتمويل استغالهلا واستثمارها وصادراهتا‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف متويل االقتصاد الوطين باملسامهة يف شركات مالية حملية وأجنبية حسب أهداف املخطط الوطين للتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ اإلجراءات الالزمة للتقليل من خطر عدم اسرتداد القرض الذي كان سائد كتحليل للوضعية املالية للمؤسسة قبل احلصول على‬
‫القروض مع متابعة القروض املمنوحة‪.‬‬
‫‪ -‬مجع املوارد من الغري عرب الرتاب الوطين أو من مصادر خارجية مهما كان شكلها أو مدهتا وبالتايل إعطاء فرصة ملؤسسات القرض‬
‫لتنويع أشكال القرض‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل محاية املودعني مت إنشاء هيئات رقابة على النظام املصريف ( ممثلة يف جلنة مراقبة عمليات البنوك ) وهيئات إستشارية ( ممثلة‬
‫يف اجمللس الوطـين للقـرض ) باعتبار ودائعهم ديون البد أن ترجع ألصحاهبا‪ ،‬فأهتم القانون بتأمني وضمان الودائع واحملافظة على‬
‫األسرار البنكية للزبائن‪.‬‬
‫* إصالح عام ‪( 1988‬قانون ‪)06/88 ،01/88‬‬
‫كانت الصـدمة النـفطية يف ‪ 1986‬كافية إلبـراز كل صفات الضـعف يف نظام التخـطيط املركزي ‪ ,‬وكانت سنة ‪ 1988‬بداية إلصالح‬
‫االقتصاد اجلزائري املتعثر‪ ,‬وكان مضمون هذا اإلصالح يتمحور أساسا حول تطوير املؤسسة وجعلها تعمل برشاده اقتصادية وهذا‬
‫بتوفري جمموعة من القوانني وحتديث القوانني السارية حىت ال تتعارض مع توجهات اإلصالح اجلديد للمؤس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قانون النقد والقرض ( إصالحات ‪ :1990‬القانون ‪) 10-90‬‬


‫على الرغم من إصدار القانون ‪ 12-86‬والقانون ‪ 06-88‬املعدل واملتمم له‪ ،‬والقانون ‪ 01-88‬إال أهنا مل تأيت بنتائج مرضية حيث‬
‫أهنا مل تسمح للمؤسسات بتحسني وزيادة إنتاجها وال للبنوك بالقيام مبهامها كوسيط مايل‪ ،‬مما استدعى السلطات النقدية إىل تعزيز‬
‫وتقوية النظام املايل قصد حتقيق أكرب فعالية وهذا من خالل إصدار قانون النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬املؤرخ يف ‪ 14‬أفريل ‪1990‬‬
‫وسنحاول التطرق إىل مجيع جوانبه من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬أسباب صدور قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬مبادئ قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫* المطلب األول‪ :‬أسباب صدور قانون النقد والقرض‬
‫إن من أهم األسباب اليت جعلت السلطات النقدية يف اجلزائر تصدر قانون النقد والقرض هي جمموعة من السلبيات واليت أثرت على‬
‫اجلهاز املصريف من حيث أداء وظيفته وقد متثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬فقدان البنوك لوظيفتها األساسية‪:‬‬
‫كان متويل االستثمارات واملشاريع يف هذه الفرتة يتم على أساس تقدمي ملف إىل وزارة التخطيط‪ ،‬حيث يأخذ الوقت الكبري وممكن أن‬
‫يتعرض للرفض مما جعل البنوك التجارية تفقد وظيفتها التقليدية املتمثلة يف احلسابات املصرفية‪ ،‬االئتمان‪ ،‬إصدار السهم والسندات‬
‫للشركات وعمليات الصرف األجنيب فأصبحت البنوك ال ختشى ضياع األموال ما دامت ملك للدولة اليت هلا احلرية الكاملة يف منحها‬
‫وغدت البنوك التجارية غرف لتسجيل وحماسبة التدفقات املالية لتمويل االستثمارات العمومية‪.‬‬
‫‪ /2‬زيادة اإلصدار النقدي‪:‬‬
‫أصبح البنك املركزي جهاز لطبع النقود عوض تسيري السياسة النقدية وهذا راجع بالدرجة األوىل إىل مشكل اكتناز اخلواص لألموال‬
‫حيث وضع النظام املصريف يف حالة عجز لتحصيل النقود اليت كانت تتداول خارج البنوك وهكذا أصبح البنك املركزي يصدر نقود‬
‫جديدة لتمويل االستثمارات املخططة ألن‪:‬‬
‫‪ -‬املؤسسات ملك للدولة النصوص حتميها من اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -‬تغطية البنك التجاري لعجز املؤسسات العمومية عن طريق إعادة التمويل من البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد اخلزينة العمومية مبنحها قروض طويلة األجل من أجل القيام مبختلف النفقات العمومية مثل املشاريع ذات الطابع العمومي‪.‬‬
‫‪ /3‬إمهال تعبئة االدخار اخلاص‪:‬‬
‫أصبح االستثمار العمومي منذ السبعينيات ميثل االستثمار الرئيسي يف اجلزائر وهذا ناتج عن زيادة املوارد البرتولية وميزانية الدولة‬
‫واللجوء إىل القروض اخلارجية باإلضافة إىل إصدار النقود كل هذه العوامل أدت إىل هتميش وإمهال االدخار اخلاص وكانت النتائج‬
‫السلبية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة معدل االكتناز مما جعل البنك املركزي غري قادر على التحكم يف جمال الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬بروز سوق سوداء للصرف مما استدعى إىل ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬بروز عادات لدى األفراد يف تداول النقود إذ يفضلون الدفع نقدا الذي يضطرون حلجز أمواهلم على شكل سيولة نقدية باإلضافة‬
‫إىل العوامل الدينية احملرمة للفائدة وعدم فتح اجملال للبنوك اإلسالمية حيث كانت كل البنوك ملك للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬كلفة احلصول على النقود تؤدي إىل ضياع وقت كبري أمام شبابيك الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬عادات الفرد يف االحتفاظ بالنقود على شكل ذهب أو حلي‪.‬‬
‫ونشري يف األخري إىل أن الطريق الوحيد لالدخار كان يتمثل يف الصندوق الوطين لتوفري واالحتفاظ الذي أسس مبرسوم رقم ‪227/04‬‬
‫بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪.1964‬‬
‫‪ /4‬سوء تسيري اجلهاز املصريف‪:‬‬
‫يف ظل املخططات التـنموية كان اجلهاز املصريف يفتقر إىل املعايري املتـعلقة بالفعالية واملردودية‬
‫املالية ويتجلى سوء تسيري اجلهاز املصريف من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار املوظفني وتعيينهم يف مناصب حساسة لتسيري شؤون اجلهاز املصريف وهتميش اإلطارات العليا نتيجة ضعف تسيري املوارد‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب أدىن تنسيق بني اجلهاز املصريف‪ ،‬ومراكز التكوين والبحث‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود الرقابة الفعالة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود اجلودة اخلدمية مقارنة مع البنوك األجنبية وهذا لوجود البريوقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬جهاز مصريف حيتوي على هياكل إدارية تفتقر لروح اإلبداع والرشادة االقتصادية واملقاييس العلمية‪.‬‬
‫* المطلب الثاني‪ :‬مبادئ قانون النقد والقرض‬
‫يقوم قانون النقد والقرض على عدة مبادئ‪ ،‬تصب يف معظمها إىل إعطاء املنظومة املصرفية مكانتها احلقيقية كمحرك رئيسي‬
‫لالقتصاد‪ ،‬كما ترتجم هذه املبادئ إىل حد كبري الصورة اليت سوف يكون عليها النظام يف املستقبل‪ ،‬وسوف حناول التطرق إىل أهداف‬
‫كل مبدأ من هذه املبادئ وهي كالتايل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الفصل بني الدائرة النقدية والدائرة احلقيقية ‪:‬‬
‫يف النظام السابق‪ ,‬الذي كان يتبىن التخطيط املركزي لالقتصاد‪ ,‬كانت القرارات النقدية تتخذ تبعا للقرارات احلقيقة أي تلك القرارات‬
‫اليت تتخذ على أساس كمي حقيقي يف هيئة التخطيط‪ ,‬وتبعا لذلك مل تكن هناك أهداف نقدية حبتة‪ ,‬بل أن اهلدف األساسي هو‬
‫تعبئة املوارد الالزمة لتمويل الربامج املخططة‪.‬‬
‫وهلذا فقد تبىن قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بني الدائرتني احلقيقية والنقدية‪ ،‬ويعين ذلك أن القرارات النقدية مل تعد تتخذ تبعا‬
‫للقرارات املتخذة على أساس كمي من طرف هيئة التخطيط‪ ،‬ولكن تتخذ بناءا على الوضع النقدي السائد والذي يتم تقديره من‬
‫طرف السلطة النقدية؛ إن تبىن مثل هذا املبدأ يف قانون النقد والقرض يسمح بتحقيق جمموعة من األهداف نلخص أمهها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬استعادة البنك املركزي لدوره يف قمة النظام النقدي واملسئول األول عن تسيري السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬استعادة الدينار لوظائفه التقليدية وتوحيد استعماالته داخليا بني املؤسسات العمومية والعائالت واملؤسسات اخلاصة؛‬
‫‪ -‬حتريك السوق النقدية وتنشيطها واحتالل السياسة النقدية ملكانتها كوسيلة من وسائل الضبط االقتصادي؛‬
‫‪ -‬خلق وضع ملنح القروض يقوم على شروط غري متييزية على حسب املؤسسات العامة واملؤسسات اخلاصة؛‬
‫مهما يف اختاذ القرارات املرتبطة بالقرض‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫‪ -‬إجياد مرونة نسبية يف حتديد سعر الفائدة من طرف البنوك‪ ,‬وجعله يلعب ً‬
‫ب ‪ -‬الفصل بني دائرة ميزانية الدولة والدائرة النقدية‬
‫كانت اخلزينة تلجأ غالبا إىل النظام املصريف لتمويل نفقاهتا عن طريق ما يسمى بعملة القرض مما كان يتسبب يف إحداث عملة‬
‫جـديدة‪ ,‬هذا األمر أدى إىل التداخل بني صالحيات اخلزينة وصالحيات السلطة النقدية‪ ,‬وخلق أيضا تداخال بني أهدافهما اليت ال‬
‫تكون دوما متجانسة‪ ،‬ويف إطار القانون اجلديد وعلى ضوء هذا املبدأ مل تعد اخلزينة حرة يف اللجوء إىل عملية االقرتاض من البنك‬
‫املركزي كما كان يف السابق ليتم بذلك الفصل بني الدائرتني النقدية واملالية‪ ,‬وأصبح متويل عجز اخلزينة قائم على بعض القواعد‬
‫والشروط‪ ،‬وقد مسح هذا املبدأ بتحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬استقالل البنك املركزي عن الدور املتعاظم للخزينة العمومية؛‬
‫‪ -‬إرجاع ديون اخلزينة العمومية اجتاه البنك املركزي املرتاكمة إىل غاية ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬وفق جدول ميتد على ‪ 15‬سنة‬
‫( التخلص من املديونية والتضخم ) ؛‬
‫‪ -‬هتيئة الظروف املالئمة كي تلعب السياسة النقدية دورها بشكل فعال؛‬
‫‪ -‬احلد من اآلثار السلبية للمالية العامة على التوازنات النقدية؛‬
‫‪ -‬حتديد حجم التسبيقات اليت يقدمها البنك املركزي للخزينة العمومية إىل ‪ % 10‬من اإليرادات العادية للسنة املالية السابقة‪ ،‬مع‬
‫حتديد مدهتا مبا ال يتعدى ‪ 240‬يوما‪ ,‬مع تسديد هذه التسبيقات قبل هناية كل سنة مالية ؛‬
‫‪ -‬حتديد قيمة السندات العمومية اليت ميكن أن يقبلها البنك املركزي يف حمفظته‪ ,‬واليت ال تتعدى نسبة ‪ % 20‬من قيمة اإليرادات‬
‫العادية للسنة املالية السابقة ؛‬
‫‪ -‬إلغاء االكتتاب اإلجباري لسندات اخلزينة من قبل البنوك التجارية ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الفصل بني دائرة ميزانية الدولة ودائرة القرض ‪:5‬‬
‫ظلت اخلزينة العمومية ولغاية هناية الثمانينات‪ ,‬تشكل أهم مؤسسة لتجميع املوارد وتوزيع القروض‪ ,‬وخباصة يف ما يتعلق بتمويل‬
‫االستثمارات العمومية الطويلة الـمدى‪ ،‬ويف نفس الوقت هي مالكة القرار الفعلي لنظام التمويل‪ ،‬ومت ذلك عرب قناة البنك اجلزائري‬
‫للتنمية الذي يتكفل بتحضري خطة التمويل ‪ ،‬مما جعل البنوك يف تبعية مطلقة لقرارات السلطة العمومية‪ ،‬حيث مهش النظام البنكي‬
‫وكان دوره يقتصر على تسجيل عبور األموال من دائرة اخلزينة إىل املؤسسات‪.‬‬
‫فخلق هذا األمر كما رأينا غموضا كبريا على مستوى نظام التمويل‪ ،‬فتفطن قانون النقد والقرض هلذه املشكلة حيث أبعد اخلزينة‬
‫العمومية عن النشاط االئتماين وذلك بتعريف االئتمان بأنه عملية من عمليات البنك‪ ,‬من جهة ومنع كل شخص معنوي أو طبيعي‬
‫غري البنوك واملؤسسات املالية من أداء هذه العمليات من جهة أخرى‪ ،‬ويسمح الفصل بني هاتني الدائرتني ببلوغ األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تناقص التزامات اخلزينة يف متويل االقتصاد؛‬
‫‪ -‬استعادة البنوك واملؤسسات املالية لوظائفها التقليدية وخاصة تلك املتمثلة يف مـنح القروض؛‬
‫‪ -‬أصبح توزيع القرض ال خيضع إىل قواعد إدارية‪ ,‬وإمنا يرتكز أساسا على مفهوم اجلدوى االقتصادية للمشاريع‪.‬‬
‫د ‪ -‬إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة‪:‬‬
‫كانت السلطة النقدية سابقا مشتتة يف مستويات عديدة‪ ,‬فوزارة املالية كانت تتحرك على أساس أهنا السلطة النقدية‪ ,‬واخلزينة كانت‬
‫تلجا يف أي وقت إىل البنك املركزي لتمويل عجزها‪ ,‬وكانت تتصرف كما لو كانت هي السلطـة النقدية‪ ,‬والبنك املركزي كان ميثل‬
‫بطبيعة احلـال سلطـة نقدية الحتكاره امتياز إصدار النقود؛ ولذلك جاء قانون النقد والقرض ليلغي هذا التعدد يف مراكز السلطة النقدية‬
‫وكان ذلك بأنه أنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة عن أي جهة كانت‪ ،‬وقد وضع هذه السلطة النقدية يف الدائرة النقدية‪ ,‬وبالذات يف‬
‫هيئة جديدة أمساها جملس النقد والقرض ‪ ,‬وجعل قانون النقد هذه السلطة النقدية‪:‬‬
‫‪ -‬وحيدة‪ ,‬ليضمن انسجام السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬مستقلة‪ ,‬ليضمن تنفيذ هذه السياسة من أجل حتقيق األهداف النقدية؛‬

‫‪ 5‬أمحد هين‪ ،‬العملة والنقود‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪139‬‬
‫‪ -‬وموجودة يف الدائرة النقدية لكي يضمن التحكم يف تسيري النقد ويتفادى التعارض بني األهداف النقدية ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬وضع نظام مصريف على مستويني‪:‬‬
‫كمـا أن قانون النقد والقرض قد كـرس مبدأ وضع نظـام بنكي على مسـتويني‪ ،‬ويعين ذلـك‬
‫التمييز بني نشاط البنك املركزي كسلطة نقدية ونشاط البنوك التجارية كموزعة للقرض‪ ،‬ومبوجب هذا الفصل أصبح البنك املركزي ميثل‬
‫فعال بنكا للبنوك‪ ،‬يراقب نشاطها ويتابع عملياهتا‪ ،‬كما أصبح بإمكانه أن يوظف مركزه كملجأ أخري لإلقراض يف التأثري على‬
‫السياسات اإلقراضية للبنوك وفقا ملا يقتضيه الوضع النقدي‪ ،‬ومبوجب ترأسه للنظام النقدي وتواجده فوق كل البنوك بإمكانه أن حيدد‬
‫القواعد العامة للنشاط البنكي ومعايري تقييم هذا النشاط يف اجتاه خدمة أهدافه النقدية وحتكمه يف السياسة النقدية‪.‬‬
‫وقد ألغى قانون النقد والقرض كل القوانني واألحكام اليت تتعارض مع األحكام الواردة فيه‪ ،‬وألغى صراحة األحكام الواردة يف قانوين‬
‫أوت ‪ 1986‬وجانفي ‪ ، 1988‬اللذان كانا ميثالن قانونا ملرحلة معينة‪ ،‬وباعتباره القانون الوحيد الذي ينظم الوظيفة املصرفية ويضبط‬
‫قواعد العمل املصريف منذ صدوره يف أفريل ‪ 1990‬لذلك فإن دراسة هيكل النظام املصريف وآليات عمله سوف تتم يف إطار أحكامه‪.‬‬

‫* المبحث الثالث‪ :‬أهم التعديالت التي جرت على قانون النقد والقرض‬
‫لقد تلت قانون النقد والقرض جمموعة من النصوص التنظيمية تعد له وتتمه وهلذا فلقد قمنا بتقسيم هذا املبحث إىل ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬إصالحات ‪ ( 2001‬األمر ‪.) 01-01‬‬
‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬إصالحات ‪ ( 2003‬األمر ‪. ) 11-03‬‬
‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬آليات اإلصالح يف النظام املصريف اجلزائري‪.‬‬
‫* المطلب األول‪ :‬إصالحات ‪ ( 2001‬األمر ‪) 01-01‬‬
‫لقد سبقت إصالحات‪ 2001‬عدة إصالحات واليت نذكر منها‪:‬‬
‫· أمر رقم ‪ 04-95‬املؤرخ يف ‪ 20‬أفريل ‪ 1995‬الذي يكمل ويعدل النص التنظيمي رقم ‪ 09-91‬املؤرخ يف ‪ 14‬أوت ‪1991‬‬
‫حمددا قواعد احلذر يف تسيري البنوك واملؤسسات املالية كما يعرف مصطلح رأس املال اخلاص واملخاطر احملتملة‪.‬‬
‫· أمر رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪ 03‬جويلية ‪ 1996‬الذي حيمل تنظيم وسري مركزية احلسابات ( ‪CENTRALE DES‬‬
‫‪ ) BELANS‬املنشأة لدى بنك اجلزائر‪ ،‬إن البنوك واملؤسسات املالية وكذا مؤسسات القرض اإلجياري تعترب منخرطة يف هذه املركزية‬
‫وهي ملزمة باحرتام قوانني العمل وتبليغ بنك اجلزائر باملعلومات احملاسبية واملالية للسنوات ‪ 03‬األخرية اخلاصة باملؤسسات العملية‬
‫لديها‪.‬‬
‫· األمر ‪ 01/01‬املعدل واملتمم ألحكام القانون ‪ 10-90‬الصادر يف ‪2‬‬

‫األمر ‪ 01/01‬املعدل واملتمم ألحكام القانون ‪ 10-90‬الصادر يف ‪ :2001/02/27‬بالرغم من اعتبار قانون النقد والقرض معلما‬
‫هاما يف اإلصالح اهليكلي للقطاع البنكي ويف دعم السوق النقدية إال أنه على املدى القصري بدى من الضروري التشجيع على توحيد‬
‫سيادة الدولة ودعم االنضمام يف السعي املؤسسايت‪ ،‬كذلك ضرورة تعزيز استقاللية السلطة النقدية‪ ،‬لذا مت سن األمر الذي ميكن‬
‫اهلدف الوحيد منه خيص اجلانب التنظيمي وذلك لبلوغ هدفني‪:‬‬
‫‪ -‬التمكن من خلق االنسجام بني السلطة التنفيذية وحمافظ بنك اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بني جملس إدارة بنك اجلزائر والسلطة النقدية قصد إرساء االستقاللية النقدية وحتقيق الرابط األمثل بني خمتلف مكونات‬
‫الصرح املؤسسايت‪ ،‬حيث قام هذا األخري بالفصل بني جملس إدارة البنك املركزي وجملس النقد والقرض‪ :‬فتسيري البنك املركزي وإدارته‬
‫يتواله على التوايل حمافظ يساعده ثالثـة نواب حمافظ وجملس اإلدارة ( بدال من جملس النقد والقرض ) ومراقبان (‪ " ، )1‬جملس اإلدارة‬
‫هو الذي يتكون من احملافظ رئيسا ونواب احملافظ كأعضاء وثالثة موظفني سامني يعينهم رئيس اجلمهورية (‪ ," )2‬أما جملس النقد‬
‫والقرض فيتكون من أعضاء جملس إدارة بنك اجلزائر وثالث شخصيات خيتارون حبكم كفاءهتم يف املسائل االقتصادية والنقدية وهكذا‬
‫صار عدد أعضائه عشرة بعدما كان سبعة‪.‬‬
‫واملالحظ أن رغم التعديالت اليت جاء هبا األمر ‪ 01-01‬إال أنه مل ينقص من صالحيات احملافظ حيث يبقى حمافظا للبنك املركزي‬
‫ورئيس جملس اإلدارة وجملس النقد والقرض واللجنة املصرفية‪.‬‬
‫· األمر رقم ‪ 03-02‬املؤرخ يف ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2002‬املتعلق باملراقبة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية والصادر عن جملس النقد‬
‫وا لقرض‪ ،‬هذا القانون ليس جمرد تقليد متبع لضمان الفعالية بل يعطي تعريف لدور خمتلف األعوان وخمتلف املستويات حيث يرتك هلم‬
‫حرية غري مطلقة يف ممارسة مسؤولياهتم كما يهدف إىل حتديد مستوى الرقابة الداخلية اليت جيب على البنوك واملؤسسات املالية تطبيقها‬
‫خصوصا حتليل املخاطر وأنظمة مراقبتها وذلك من خالل مواده‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة العمليات واإلجراءات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم احملاسيب ومعاجلة املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬نظام قياس خماطر الصرف‪ ،‬نظام قياس خماطر أسعار الفائدة وكذا نظام املراقبة ونظام مراقبة املعلومات والوثائق‪.‬‬
‫* المطلب الثاني‪ :‬إصالحات ‪ ( 2003‬األمر ‪) 11-03‬‬
‫إن األمر ‪ 11-03‬الصادر يف أوت ‪ 2003‬واملتعلق بالنقد والقرض‪ ,‬يعترب نصا تشريعيا يعكس بصدق أمهية املكانة اليت جيب أن‬
‫يكون عليها النظام املصريف اجلزائري‪ ,‬إذ أنه جاء مدعما ألهم األفكار واملبادئ اليت جتسدت يف القانون ‪ ,10-90‬مع التأكيد على‬
‫بعض التعديالت اجلزئية اليت جاء هبا األمر ‪ , 01-01‬واليت تتمثل أساسا يف الفصل بني جملس اإلدارة وجملس النقد والقرض فيما‬
‫خيص اهليكل التنظيمي‪ ,‬حيث أنه يف الفصل الثاين من األمر الرئاسي ‪ 11-03‬املتعلق بإدارة بنك اجلزائر‪ ,‬أشارت املادة (‪ )18‬بكيفية‬
‫تشكيل جملس إدارة بنك اجلزائر‪.‬‬
‫ومت كذلك توسيع مهام جملس النقد والقرض كسلطة نقدية حيث نصت املادة (‪ )62‬الفقرة "ج" بتحديده للسياسة النقدية واإلشراف‬
‫عليها‪ ,‬ومتابعتها وتقييمها‪ ,‬وهلذا حيدد اجمللس األهداف النقدية السيما فيما يتصل بتطور اجملاميع النقدية والقرضية‪ ,‬وحيدد استخدام‬
‫النقد وكذا وضع قواعد الوقاية يف السوق النقدية‪ ,‬ويتأكد من نشر معلومات يف السوق ترمي إىل خماطر االختالل‪.‬‬
‫ولقد أوكلت للمجلس مهمة محاية زبائن البنوك واملؤسسات املالية يف جمال املعامالت املصرفية وتدعيم التشاور والتنسيق مابني بنك‬
‫اجلزائر واحلكومة فيما خيص اجلانب املايل‪ ,‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫_ إثراء مضمون وشروط التقارير االقتصادية واملالية‪.‬‬
‫_ إنشاء جلنة مشرتكة بني بنك اجلزائر ووزارة املالية لتسيري احلقوق والدين اخلارجي‪.‬‬
‫_ متويل إعادة البناء النامجة عن الكوارث الطبيعية اليت تقع يف البلد‪.‬‬
‫* اخلامتة‪:‬‬
‫لقد عملت اجلزائر منذ االستقالل النهوض مبختلف القطاعات خاصة منها االقتصادية من اجل بناء اقتصاد قادر على تلبية مجيع‬
‫االحتياجات لذلك أدركت سريعا احتياجها إىل نظام مصريف فعال قادر على دفع وترية التطور االقتصادي وعليه أقدمت احلكومة على‬
‫تأميم البنوك االستعمارية وإنشاء بنوك وطنية جديدة يف ظل نظام التخطيط املركزي لكل القرارات االقتصادية‪ ،‬وحتت ضغط التحوالت‬
‫احلاصلة آ نذاك عملت اجلزائر على تغيري منط تسيري اقتصادها وذلك باالجتاه حنو التفتح االقتصادي وإصالح نظامها املصريف مبا‬
‫يتماشى مع التطورات احلاصلة خارجيا وداخليا وذلك عن طريق تطبيق برنامج اإلصالحات اهليكلية وإعادة هيكلة املنظومة البنكية‬
‫متاشيا مع اقتصاد السوق‪.‬‬
‫وبالرغم من اجلهود املبذولة من الدولة اجلزائرية ميكننا القول أن القطاع املصريف مازال حيتاج إىل إصالحات وجمهودات أخرى حىت يتوفر‬
‫اجلو املناسب لتنمية قدرات البنوك الوطنية من اجل مواجهة املصارف العاملية الكربى خاصة يف ظل التطورات احلاصلة‪.‬‬
‫* قائمة املراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬حممود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -2‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬اجلزائر‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -3‬أمحد هين‪ ،‬العملة والنقود‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -4‬حمدادي نور الدين‪ ،‬اجلهاز املصريف اجلزائري وإصالحات نظام التمويل‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،2002/2001‬جامعة اجلزائر‪.‬‬

You might also like