Professional Documents
Culture Documents
Academic List 3
Academic List 3
مقدمة:
2
-تبع األتباع.
-المصنفون.
الباب الثالث :أركان الترجمة الحديثية للراوي:
-اسمه ونسبه وكنيته ولقبه:
وفيه ثالثة عشر نو ًعا(:معرفة من له أسماء متعددة ،معرفة األسماء
المفردة ،معرفة األسماء والكنى ،معرفة من اشتهر باالسم دون
الكنية ،معرفة األلقاب ،معرفة المؤتلف والمختلف ،معرفة المتفق
والمفترق من األسماء واألنساب ،معرفة المشتبه ،معرفة المنسوبين
إلى غير آبائهم ،معرفة النسب التي على خالف الظاهر ،معرفة
المبهمات من أسماء الرجال والنساء ،معرفة الموالي من الرواة
والعلماء ،معرفو أوطان الرواة وبلدانهم).
-الشيوخ ،والتالميذ:
وفيه عدة سبعة أنواع( :رواية األكابر عن األصاغر ،معرفة
المدبج ،رواية اآلباء عن األبناء ،واألبناء عن اآلباء ،معرفة اإلخوة
واألخوات من الراواة ،معرفة السابق والالحق ،معرفة الوحدان
وهو من لم يرو عنه إال واحد)
-حكمه.
وفيه ستة أنواع( :معرفة الثقات ،معرفة الضعفاء ،معرفة المختلف
فيهم ،معرفة المختلطين ،معرفة المدلسين ،معرفة المرس ِلين)
-مولده ووفاته:
وفيه أربعة أنواع ( :معرفة الوفيات من الرواة ،معرفة المواليد،
معرفة مقدار أعمارهم ،معرفة الطبقات)
4
تمهيد:
تعريف علم الرجال:
العلم :صفة تنكشف بها األشياء على حقيقتها باليقين أو بغلبة الظن،
بحسب دليلها ،وداللته على المراد.
الرجال :مجموعة األفراد الذين يقوم عليهم اإلسناد ،رجاال كانوا أو
نساء.
علم الرجال :هو قواعد وأصول يعرف بها علوم اإلسناد ،وأفراده،
وقبوله ،أو رده.
هذا العلم هو لحمك ودمك ،وعنه تسأل يوم القيامة ،فانظر عمن
تأخذه"(.)1
وعن ابن عباس – رضي هللا عنه -قال" :إن هذا العلم دين ،فانظروا
عمن تأخذون دينكم"(.)2
وهذا القول مروي عن غير واحد من علماء المسلمين وسلفهم
المتقدمين في العلم والدين ،كأبي هريرة( – )3رضي هللا عنه،-
ومحمد بن سيرين ،وزيد بن أسلم ،والحسن البصري ،والضحاك بن
مزاحم ،وإبراهيم النخعي ،وغيرهم(..)4
ولذلك ينبغي أال يلتفت إلى القول المنبت عن اإلسناد ،والكالم الذي
ال يعرف مخرجه ،وال قائله .قال العالم الجليل عبد هللا بن مبارك:
اإلسناد من الدين ،ولوال اإلسناد لقال من شاء ما شاء(.)5
فلعلك بذلك أدركت -أخي القارئ -أهمية اإلسناد في ديننا ،فلتلتزم
ذلك في قولك ،فال تتفوه إال بكالم مسند يعلم مخرجه ،وال تسمع إال
لحديث الذي عرفت أرضه التي نبت فيها ،وبيئته التي خرج منها.
وإليك كالم أحد علماء هذا الفن الكبار في هذا الباب ،فهو يزيده لك
وضو ًحا وبيانًا ،وهو أبو عبد هللا الحاكم النيسابوري ،حيث قال:
فلوال اإلسناد ،وطلب هذه الطائفة له ،وكثرة مواظبتهم على حفظه
لدرس منار اإلسالم ،ولتمكن أهل اإللحاد والبدع فيه بوضع
تعرت عن وجود األسانيد األحاديث ،وقلب األسانيد ،فإن األخبار إذا َّ
فيها كانت بُتْ ًرا .ثم أسند عن الزهري ،أنه قال إلسحاق بن أبي فروة،
وهو يحدث من غير إسناد :قاتلك هللا يابن أبي فروة ،ما أجرأك على
ط ٌم ،وال أز َّمةٌ؟ أهـ
هللا ،أال تسند حديثك؟ تُحدثنا بأحاديث ليس لها ُخ ُ
(.)6
وقال شعبة :كل علم ليس فيه أخبرنا وحدثنا فهو خل وبقل.
وقال الشافعي:
إال الحديث ،وإال الفقه في كل العلوم سوى القرآن مشغلة
الدين.
سوى ذلك وسواس الشياطين. وخير العلم ما قال حدثنا وما
-2به يعرف المقبول من المردود:
إن قيمة اإلسناد تبرز بتمييز األخبار المردودة من المقبولة ،ثم تمييز
درجات المقبول ,وتفصيل دركات المردود ،وذلك من خالل الوقوف
ً
وتعديال ،ولذا قال عبد هللا بن المبارك: على طبقات الرواة جرحا
بيننا وبين القوم القوائم -يعني :اإلسناد(.)7
اإلسناد فبه
أوال أن مدار الحديث على ٍ قال القاضي عياض :فاعلم ً
تبيين صحته ،ويظهر اتصاله .وقال ابن األثير :واعلم أن اإلسناد في
الحديث هو األصل ،وعليه االعتماد وبه تعرف صحة الحديث
وسقمه.
نعم فبه يُعرف مقبول الحديث من مردوده ،وتعظيم أهمية هذا األمر
في كل فن وعصر ،ال سيما في األعصار المتأخرة هذه ،فإن
السابقين من أهل الحديث كانوا يعرفون األسانيد ،ويحفظون ذلك،
وال يحدثون بحديث إال مسندًا ،فتبرأ ُ بذلك ذمتهم من عهدته ،أما اآلن
فال يصح إيراد الحديث إال مع بيان مخرجه ،وعزوه إليه ،وبيان
درجته ،والحكم عليه ،إما بالنقل عن أهل هذا الفن ،كالبخاري،
والترمذي ،والدارقطني ،وغيرهم ،فينقل الباحث أحكامهم على
الحديث .وإن لم يجد ألحد من المتقدمين حك ًما على الحديث ،وتقدم
فدرس إسناده ،ليقدم للقارئ حك ًما على الحديث فيه بيان قبوله أو
رده ،وبذلك يبرأ من عهدته ،ويكون كالمه محل ثقة وقبول.
وقال أحمد :إذا روينا عن النبي – صلى هللا عليه وسلم -في الحالل
والحرام ،والسنة واألحكام ،تشددنا في األسانيد ،وإذا روينا عنه في
الفضائل ،وما ال يضع حك ًما وال يرفعه ،تساهلنا في األسانيد ،ولوال
األسانيد لقال من شاء ما شاء(.)8
وقال شعبة :إنما يعلم صحة الحديث بصحة اإلسناد.
وقال ابن عون :ذكر أيوب لمحمد بن سيرين حديث أبي قالبة :فقال:
أبو قالبة ثقة إن شاء هللا رجل صالح ،ولكن عمن ذكره أبو قالبة.
وقال أبو ٍإسحاق الطالقاني :سألت ابن المبارك عن الحديث
المروي ":من صلى على أبويه" فقال :من رواه؟ ،قلت :شهاب بن
خراش ،فقال :ثقة ،عمن؟ ،قلت :عن الحجاج بن دينار ،فقال :ثقة،
عمن؟ ،قلت :عن النبي – صلى هللا عليه وسلم ،-فقال :إن بين النبي
– صلى هللا عليه وسلم -وبين الحجاج مفاوز تنقطع فيها أعناق
اإلبل.
وقال الشافعي :مثل الذي يطلب الحديث بال إسناد كحاطب ليل.
وقال ابن المبارك :مثل الذي يطلب أمر دينه بال إسناد كمثل الذي
يرتقي السطح بال سلم.
وقال بقية :ذاكرت حماد بن زيد بأحاديث ،فقال :ما أجودها لو كان
لها أجنحة يعني األسانيد.
وقال مطر الوراق :في قوله تعالى ":أو أثارة من علم" ،قال :إسناد
الحديث(.)9
-3اإلسناد هو سالح العلماء في الدفاع عن الشريعة:
إذا ثبت لديك أن اإلسناد هو الوسيلة القوية لمعرفة منبت الكالم
يذب
ومخرجه ،وتمييز المقبول من المردود ،فاعلم أنه الدرع الذي ُّ
به المحدث الكذب عن هذا الدين العظيم ،والسالح الذي يدافع به
المتكلم عن كالمه .قال سفيان الثوري – رضي هللا عنه" :-اإلسناد
سالح المؤمن ،إذا لم يكن معه سال ٌح ،فبأي شيء يقاتل؟"(.)10
وقال يزيد بن زريع :لكل دين فرسان ،وفرسان هذا الدين أصحاب
اإلسناد.
-4تتعلق به أنواع كثيرة من علوم الحديث:
أنواع علوم الحديث المتعلقة بالسند كثيرة :مثل المتصل ،والمنقطع،
والمعلق ،والمعضل ،والمرسل ،واإلسناد العالي والنازل ،والبدل،
والمساواة ،والمصافحة ،والمتواتر ،واآلحاد ،والمزيد في متصل
األسانيد ،وغير ذلك مما ستأتي دراسته إن شاء هللا تعالى.
-5اإلسناد خاصية ألمتنا:
))9فتح المغيث.346-345/3 :
))10أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث.42/
11
أال فاعلموا أن اإلسناد من ميزات هذه األمة التي ميزها هللا تعالى به
عن السابقين( ،)11أال فال تضيعوه أيها العلماء ،والخطباء ،والكتاب،
واستمسكوا بعراه ،تنجوا من مغبة الكذب على نبي هللا – صلى هللا
عليه وسلم ،-وتحفظوا رسالة نبيكم -صلى هللا عليه وسلم -صافية
نقية كما نزلت ،وتوثقوا كالمكم وحديثكم وأمر دينكم ،وتستبقوا به ما
ميز هللا به -سبحانه -أمتنا اإلسالمية على اليهود ،والنصارى،
وغيرهم ممن حرفوا دينهم ونقلوا علومه مبتورة بال سند ،ورووه
بال ِخطام وال زمام.
وعندي أنهم فعلوا ذلك كيال يفتضح أمرهم ،وينكشف سرهم ،في
مخالفتهم أنبياءهم ،وتحري ِفهم دينهم ،لكن هللا تعالى دافع عن أنبيائه
ورسله صلوات هللا عليهم وسالمه ،فأخبر أنهم بلغوا أقوامهم الرسالة
يسود سماءها صافية نقية ،طاهرة زكية ،ال يعكر معينها شيء ،وال ِ
غيوم ،وال يغبش أجواءها ضباب وال سحاب ،فهي صفحة بيضاء،
واضحة المعالم ،ظاهرة الدروب ،ليس فيها لبس وال غموض ،فقال
اب َو ْال ُح ْك َم َوالنُّبُ َّوة َ ث ُ َّم َّللاُ ْال ِكتَ َ
تبارك وتعالىَ ﴿:ما َكانَ ِلبَش ٍَر أَ ْن يُؤْ تِيَهُ َّ
َّللاِ َولَ ِك ْن ُكونُوا َربَّا ِن ِيينَ ِب َما ُون َّاس ُكونُوا ِع َبادًا ِلي ِم ْن د ِ َيقُو َل ِللنَّ ِ
سونَ َ .و َال يَأ ْ ُم َر ُك ْم أَ ْن تَتَّ ِخذُوا اب َو ِب َما ُك ْنت ُ ْم تَدْ ُر ُُك ْنت ُ ْم تُ َع ِل ُمونَ ْال ِكت َ َ
ْال َم َالئِ َكةَ َوالنَّ ِب ِيينَ أَ ْربَابًا أَيَأ ْ ُم ُر ُك ْم ِب ْال ُك ْف ِر بَ ْعدَ ِإذْ أَ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ ﴾ (،)12
َّللاُ النَّ ِبيِينَ ُمبَش ِِرينَ ث َّ احدَةً فَبَعَ َ اس أ ُ َّمةً َو ِ وقال جل وعالَ ﴿ :كانَ النَّ ُ
اختَلَفُوا اس ِفي َما ْ ق ِل َي ْح ُك َم َبيْنَ النَّ ِ اب ِب ْال َح َِو ُم ْنذ ِِرينَ َوأَنز َل َم َع ُه ُم ْال ِكتَ َ
َات بَ ْغيًا ف فِي ِه ِإال الَّذِينَ أُوتُوهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِين ُ اختَلَ َ فِي ِه َو َما ْ
َّللاُ يَ ْهدِي ق ِبإِذْنِ ِه َو َّ اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ ْال َح ِ َّللاُ الَّذِينَ آ َمنُوا ِل َما ْ بَ ْي َن ُه ْم فَ َهدَى َّ
سلَنَا س ْلنَا ُر ُ ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم ﴾ ( ،)13وقال تعالى ﴿ :لَقَدْ أَ ْر َ شا ُء إِلَى ِ َم ْن يَ َ
اس ِب ْال ِق ْس ِط َوأ َ ْ
نزلنَا وم النَّ ُ اب َو ْال ِميزَ انَ ِل َيقُ َ نزلنَا َم َع ُه ُم ْال ِكت َ َ ت َوأ َ ْ ِب ْال َب ِينَا ِ
سلَهُص ُرهُ َو ُر ُ َّللاُ َم ْن يَ ْن ُاس َو ِليَ ْعلَ َم َّ شدِيد ٌ َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ س َ ْال َحدِيدَ فِي ِه بَأ ْ ٌ
))11هكذا قال غير واحد من علماء المسلمين .فانظر :مقدمة ابن الصالح ،153/وفتح
المغيث .331/3
))12آل عمران..80-79:
))13البقرة.213 :
12
ب ﴾ ( .)14فجزى هللا تعالى عنا رسله خير الجزاء وأوفاه ،وأنعم ِب ْالغَ ْي ِ
عليهم بالزيادة من فضله ونعمته.
ثم أخبرنا سبحانه أن أقوام الرسل هم الذين قاموا بتحريف الرسالة،
وتغيير الشريعة ،وذلك واضح في نصوص القرآن المجيد ،منها
ط َمعُونَ أ َ ْن يُؤْ ِمنُوا لَ ُك ْم َوقَدْ َكانَ فَ ِر ٌ
يق ِم ْن ُه ْم قوله سبحانه ﴿ :أَفَت َ ْ
َّللاِ ث ُ َّم يُ َح ِرفُونَهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َعقَلُوهُ َو ُه ْم َي ْعلَ ُمونَ َ .و ِإذَا الم َّ يَ ْس َمعُونَ َك َ
ض قَالُوا ض ُه ْم إِلَى بَ ْع ٍ لَقُوا الَّذِينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنَّا َوإِذَا خَال بَ ْع ُ
َّللاُ َعلَ ْي ُك ْم ِليُ َحا ُّجو ُك ْم ِب ِه ِع ْندَ َر ِب ُك ْم أَفَال ت َ ْع ِقلُونَ . أَت ُ َح ِدثُونَ ُه ْم ِب َما فَت َ َح َّ
َّللاَ يَ ْعلَ ُم َما يُس ُِّرونَ َو َما يُ ْع ِلنُونَ َ .و ِم ْن ُه ْم أ ُ ِميُّونَ َال أ َ َوال يَ ْعلَ ُمونَ أَ َّن َّ
ظنُّونَ .فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ي َو ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال يَ ُ اب ِإ َّال أَ َمانِ َّ يَ ْعلَ ُمونَ ْال ِكت َ َ
يال فَ َو ْي ٌل َّللاِ ِليَ ْشت َ ُروا بِ ِه ث َ َمنًا قَ ِل ً اب بِأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم َيقُولُونَ َهذَا ِم ْن ِع ْن ِد َّ ْال ِكت َ َ
ت أ َ ْيدِي ِه ْم َو َو ْي ٌل لَ ُه ْم ِم َّما َي ْك ِسبُونَ ﴾ ( ،)15وقوله جل لَ ُه ْم ِم َّما َكتَ َب ْ
ب ِلتَ ْح َسبُوهُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ
ب جاللهَ ﴿:وإِ َّن ِم ْن ُه ْم لَفَ ِريقًا يَ ْل ُوونَ أ َ ْل ِسنَت َ ُه ْم ِب ْال ِكتَا ِ
َّللاِ َو َما ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد َّ
َّللاِ ب َويَقُولُونَ ُه َو ِم ْن ِع ْن ِد َّ َو َما ُه َو ِمنَ ْال ِكتَا ِ
ِب َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ ( ،)16وقوله عز وجل ﴿ :أَلَ ْم َّللاِ ْال َكذ َ َويَقُولُونَ َعلَى َّ
ضاللَةَ َويُ ِريدُونَ أ َ ْن ب َي ْشتَ ُرونَ ال َّ َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ ت َ َر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ
يرا َص ً اَّللِ ن ِ اَّللِ َو ِليًّا َو َكفَى ِب ََّّللاُ أ َ ْعلَ ُم ِبأ َ ْعدَائِ ُك ْم َو َكفَى ِب َّ س ِبي َلَ .و َّ ضلُّوا ال َّ تَ ِ
س ِم ْعنَا اض ِع ِه َويَقُولُونَ َ ع ْن َم َو ِ ِ .منَ الَّذِينَ هَاد ُوا يُ َح ِرفُونَ ْال َك ِل َم َ
ِين َولَ ْو ط ْعنًا فِي الد ِ ص ْينَا َوا ْس َم ْع َغي َْر ُم ْس َمعٍ َو َرا ِعنَا لَيًّا بِأ َ ْل ِسنَ ِت ِه ْم َو َ َو َع َ
ظ ْرنَا لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأ َ ْق َو َم َولَ ِك ْن ط ْعنَا َوا ْس َم ْع َوا ْن ُ س ِم ْعنَا َوأ َ َ أَنَّ ُه ْم قَالُوا َ
َّللاُ ِب ُك ْف ِر ِه ْم فَال يُؤْ ِمنُونَ ِإال َق ِليال ﴾ ( ،)17وقوله تبارك شأنه﴿ : لَ َعنَ ُه ُم َّ
َّللاُ ِميثَاقَ َبنِي ِإ ْس َرائِي َل َوبَ َعثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْنَ ْي َعش ََر نَ ِقيبًا َوقَا َل َّ
َّللاُ َولَقَدْ أ َ َخذَ َّ
س ِلي َو َع َّز ْرت ُ ُمو ُه ْم الز َكاة َ َوآ َم ْنت ُ ْم بِ ُر ُ ص َالةَ َوآت َ ْيت ُ ُم َّ إِنِي َمعَ ُك ْم لَئِ ْن أَقَ ْمت ُ ُم ال َّ
س ِيئَا ِت ُك ْم َو َألُدْ ِخلَ َّن ُك ْم َجنَّا ٍ
ت سنًا َأل ُ َك ِف َر َّن َع ْن ُك ْم َ ضا َح َ َّللاَ قَ ْر ً ضت ُ ُم َّ َوأ َ ْق َر ْ
س َوا َء ض َّل َ ار فَ َم ْن َكفَ َر بَ ْعدَ ذَ ِل َك ِم ْن ُك ْم فَقَدْ َ ت َ ْج ِري ِم ْن ت َ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ
ض ِه ْم ِميثَاقَ ُه ْم لَ َعنَّا ُه ْم َو َج َع ْلنَا قُلُوبَ ُه ْم قَا ِسيَةً يُ َح ِرفُونَ س ِبي ِل .فَ ِب َما نَ ْق ِ
ال َّ
))14الحديد.25 :
))15البقرة.79-75 :
))16آال عمران. 78:
))17النساء.46-44 :
13
ط ِل ُع َعلَى ظا ِم َّما ذ ُ ِك ُروا ِب ِه َو َال تَزَ ا ُل تَ َّ سوا َح ًّ اض ِع ِه َونَ ُ ع ْن َم َو ِ ْال َك ِل َم َ
ب ْال ُم ْح ِسنِينَ صفَ ْح ِإ َّن َّ
َّللاَ يُ ِح ُّ ْف َع ْن ُه ْم َوا ْ يال ِم ْن ُه ْم فَاع ُ خَائِنَ ٍة ِم ْن ُه ْم ِإ َّال قَ ِل ً
ارعُونَ س ِ سو ُل َال يَ ْح ُز ْن َك الَّذِينَ يُ َ ﴾ ( ، )18وقوله تعالى ﴿ :يَا أَيُّ َها َّ
الر ُ
ِفي ْال ُك ْف ِر ِمنَ الَّذِينَ قَالُوا آ َمنَّا ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َولَ ْم تُؤْ ِم ْن قُلُوبُ ُه ْم َو ِمنَ الَّذِينَ
وك يُ َح ِرفُونَ ْال َك ِل َم س َّماعُونَ ِلقَ ْو ٍم آخ َِرينَ لَ ْم يَأْت ُ َ ب َ س َّماعُونَ ِل ْل َك ِذ ِ هَاد ُوا َ
احذَ ُروا اض ِع ِه يَقُولُونَ ِإ ْن أُوتِيت ُ ْم َهذَا فَ ُخذُوهُ َو ِإ ْن لَ ْم تُؤْ ت َ ْوهُ فَ ْ ِم ْن بَ ْع ِد َم َو ِ
َّللاُ أ َ ْن ش ْيئًا أُولَئِ َك الَّذِينَ لَ ْم يُ ِر ِد َّ َّللاِ ََّللاُ فِتْ َنتَهُ فَلَ ْن ت َ ْم ِل َك لَهُ ِمنَ َّ َو َم ْن يُ ِر ِد َّ
اب َع ِظي ٌم. ي َولَ ُه ْم ِفي ْاآل ِخ َر ِة َعذَ ٌ ط ِه َر قُلُو َب ُه ْم لَ ُه ْم ِفي الدُّ ْن َيا ِخ ْز ٌ يُ َ
ضاح ُك ْم بَ ْي َن ُه ْم أَ ْو أَع ِْر ْ وك فَ ْ
ت فَإ ِ ْن َجا ُء َ س ْح ِ ب أ َ َّكالُونَ ِلل ُّ س َّماعُونَ ِل ْل َك ِذ ِ َ
اح ُك ْم َب ْينَ ُه ْم ت فَ ْ ش ْيئًا َو ِإ ْن َح َك ْم َ وك َ ض ُّر َ ض َع ْن ُه ْم فَلَ ْن يَ ُ َع ْن ُه ْم َو ِإ ْن ت ُ ْع ِر ْ
ْف يُ َح ِك ُمون ََك َو ِع ْندَ ُه ُم التَّ ْو َراة ُ فِي َها ِطينَ َ .و َكي َ ب ْال ُم ْقس ِ بِ ْال ِق ْس ِط إِ َّن َّ
َّللاَ يُ ِح ُّ
َّللاِ ث ُ َّم َيتَ َولَّ ْونَ ِم ْن َب ْع ِد ذَ ِل َك َو َما أُولَ ِئ َك ِب ْال ُمؤْ ِم ِنينَ ِ .إنَّا أَ ْنزَ ْلنَا ُح ْك ُم َّ
ور يَ ْح ُك ُم ِب َها النَّ ِبيُّونَ الَّذِينَ أ َ ْسلَ ُموا ِللَّذِينَ هَاد ُوا الت َّ ْو َراة َ فِي َها ُهدًى َونُ ٌ
ش َهدَا َء َّللاِ َو َكانُوا َعلَ ْي ِه ُ ب َّ ظوا ِم ْن ِكتَا ِ ار ِب َما ا ْست ُ ْح ِف ُ الربَّانِيُّونَ َو ْاأل َ ْحبَ ُ َو َّ
يال َو َم ْن لَ ْم يَ ْح ُك ْم اخش َْو ِن َو َال تَ ْشت َ ُروا بِآيَاتِي ثَ َمنًا قَ ِل ً اس َو ْ فَ َال ت َ ْخش َُوا النَّ َ
َّللاُ فَأُولَ ِئ َك ُه ُم ْال َكا ِف ُرونَ ﴾ (.)19 ِب َما أ َ ْنزَ َل َّ
وبالنظر فإن األسباب كثيرة تلك التي ساعدت أؤلئك األقوام على
تحريف رسالتهم الصافية ،وتغيير شريعتهم الوافية ،من أهمها أنهم
لم يلتزموا اإلسناد في النقل والرواية ،بينما وفقنا هللا عز وجل
لاللتزام به والحرص عليه ،فحفظ به تعالى رسالتنا ،وصان به ديننا،
ولهذا قطع علماء المسلمين بأن اإلسناد من خصائص أمة اإلسالم،
قال ابن حزم :واإلسناد بنقل الثقة إلى النبي – صلى هللا عليه وسلم-
خصوصية لهذه األمة المحمدية امتازت بها عن سائر األمم ،فإن
اليهود ليس لهم إلى نبيهم إال اإلسناد المرسل أو المعضل ،وال
يقربون به إلى موسى – عليه السالم -قربنا لنبينا – صلى هللا عليه
سا ،فيبلغون به إلى وسلم -بل يقفون وبينهم وبينه أكثر من ثالثين نف ً
شمعون وحده ،وليس عند النصارى في نقلهم من االتصال إال ما
قيل في تحريم الطالق ،وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو
))18المائدة.13-12 :
))19المائدة.44-41 :
14
هل ال تزال قيمة اإلسناد على ما كانت عليه من األهمية ،أم أن
األمر اختلف بعد تصنيف الكتب ،وإيداع الحديث بطونها؟
قال الشيخ محمد مخلوف :كان المعتبر في الرواية السند المتصل
بعدالة الناقلين وضبطهم ،وذلك حتى يجوز الحديث درجة الصحة،
فلما صنفت كتب الصحاح المشهورة ،وذاعت في األقطار ،قامت
شهرتها مقام تواترها ،فلم تبق حاجة التصال السند ِمنَّا إلى
مصنفيها ،وأصبح االعتماد على عزو الحديث إلى واح ٍد من هذه
الكتب المعتبرة ،يقوم مقام السند في الرواية .ومن ث َّم فقد وجب
التثبت من ثالثة:
( )1كون الكتاب الذي يؤخذ الحديث منه ،أو يعزي إليه ،صحت
نسبته إلى مصنفه.
( )2بحث سند المصنف الذي روى الحديث في كتابه بإسناده،
إذا كان ممن لم يشترط الصحة.
( )3ضبط الكتاب ،وتحقيقه من التحريف والتصحيف.أهـ.
(شجرة النور الزكية.).14/
قال بعضهم :ينبغي المحافظة على تسلسل السند بحدثنا وأخبرنا
لتبقى هذه الكرامة التي خصت بها األمة شرفًا لنبيها – صلى هللا
عليه وسلم -يعني الذي لم يقع التبديل في األمم الماضية إال
بانقطاعه(.)25
وعليه فأقول :إن حافظ الناس على اإلسناد فللبركة ،وليس لالعتماد
عليه ,ألن االعتماد تحول إلى أسانيد كتب الحديث المصنفة فيه
باألسانيد المتصلة من مصنفيها إلى رسول هللا -صلى هللا عليه
وسلم .-هللا أعلم.
أصول األسانيد:
في أصول األسانيد ،أن ابن المديني رجل خبير بالحديث وعلله،
وأنه أحد رجاله المبرزين فيه ،وبهذا تعرف سببًا قويًا من أسباب
تفوق البخاري على غيره في هذا العلم ،لكونه أخذه عن شيخه
ابن المديني.
قال ابن المديني:
1نظرت فإذا اإلسناد يدور على ستة
فألهل المدينة
1ابن شهاب وهو محمد بن مسلم بن عبدهللا بن شهاب ويكنى أبا
بكر مات سنة أربع وعشرين ومائة
وألهل مكة
2عمرو بن دينار مولى جمح ويكنى أبا محمد مات سنة ست
وعشرين ومائة
وألهل البصرة
3قتادة بن دعامة السدوسي وكنيته أبو الخطاب مات سنة سبع
عشرة ومائة
4ويحيى بن أبي كثير ويكنى أبا نصر مات سنة اثنتين وثالثين
ومائة باليمامة
وألهل الكوفة
5أبو إسحاق واسمه عمرو بن عبدهللا بن عبيد ومات سنة تسع
وعشرين ومائة
6وسليمان بن مهران مولى بني كاهل من بني أسد ويكنى ابا محمد
مات سنة ثمان وأربعين ومائة كان جميال
2ثم صار علم هؤالء الست إلى أصحاب األصناف ممن صنف
فألهل المدينة
1مالك بن أنس بن أبي عامر األصبحي عداده في بني تيم هللا
ومات سنة تسع وسبعين ومائة وسمع من ابن شهاب
2ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني مخرمة ويكنى أبا بكر
مات سنة اثنتين وخمسين وسمع من ابن شهاب واألعمش
20
ثم قال ابن المديني :ثم انتهى علم هؤالء الثالثة من أهل البصرة
وعلم اإلثني عشر إلى ستة إلى
1يحيى بن سعيد القطان ويكنى أبا سعيد وهو مولى لبني تيم ومات
سنة ثمان وتسعين ومائة في صفر
2ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة و يكنى ابا سعيد مولى لهمدان
مات سنة اثنتين و ثمانية ومائة
3ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس ويكنى أبا سفيان
مات سنة تسع وتسعين ومائة
4إلى عبدهللا بن المبارك وهو حنظلي ويكنى أبا عبدالرحمن ومات
سنة إحدى وثمانين ومائة بهيت
5وعبدالرحمن بن مهدي األسدي ويكنى أبا سعيد مات سنة ثمان
وتسعين ومائة
6ويحيى بن آدم ويكنى ابا زكريا وهو مولى خالد بن عبدهللا ابن
اسيد بالظن مني مات سنة ثالث و مائتين .علل ابن المديني.40-36/
بداية البحث عن األسانيد:
-اإلسناد في الدين يعني ثبوت الرسالة:
اعلم أنهم لم يكونوا يسألون النبي – صلى هللا عليه وسلم -عن إسناده
فيما يقول ،بل كانوا يسألونه عن ثبوت نبوته فإذا ثبتت النبوة لديهم
آمنوا به فإذا آمنوا به صدقوه فيما يقول وهذا من لوازم اإليمان به –
َس بْنَ َما ِلكٍ قَال :بَ ْينَ َما صلى هللا عليه وسلم ،-ففي الحديث عن أَن َ
سلَّ َم فِي ْال َم ْس ِج ِد دَ َخ َل َر ُج ٌل َّللاُ َعلَ ْي ِه َو َصلَّى َّ وس َم َع النَّ ِبي ِ َ ن َْح ُن ُجلُ ٌ
ي- َعلَى َج َم ٍل فَأَنَا َخهُ ِفي ْال َم ْس ِج ِد ث ُ َّم َعقَلَهُ ث ُ َّم قَا َل لَ ُه ْم أَ ُّي ُك ْم ُم َح َّمد ٌ َوالنَّ ِب ُّ
ئ فَقَا َل لَهُ ض ْال ُمتَّ ِك ُ الر ُج ُل ْاأل َ ْب َي ُ ظ ْه َرا َن ْي ِه ْم فَقُ ْلنَا َهذَا َّ ئ َبيْنَ َ ﷺُ -متَّ ِك ٌ
الر ُج ُل ي-ﷺ -قَدْ أ َ َج ْبتُ َك فَقَا َل َّ ب فَقَا َل لَهُ النَّ ِب ُّ ط ِل ِالر ُج ُل ابْنَ َع ْب ِد ْال ُم َّ َّ
ي فِي نَ ْفس َ
ِك سائِلُ َك فَ ُمش َِددٌ َعلَي َْك فِي ْال َم ْسأَلَ ِة فَ َال تَ ِجدْ َعلَ َّ ِللنَّ ِبي ِ-ﷺِ -إنِي َ
سلَ َك ِإلَى آَّللُ أَ ْر َ ب َم ْن قَ ْبلَ َك َّ س ْل َع َّما َبدَا لَ َك فَقَا َل أ َ ْسأَلُ َك بِ َر ِب َك َو َر ِ فَقَا َل َ
ي
ص ِل َ آَّللُ أَ َم َر َك أَ ْن نُ َ اَّللِ َّشد َُك ِب َّ اس ُك ِل ِه ْم فَقَا َل اللَّ ُه َّم نَ َع ْم قَا َل أ َ ْن ُ النَّ ِ
آَّللُاَّللِ َّ شد َُك ِب َّ س فِي ْاليَ ْو ِم َواللَّ ْيلَ ِة قَا َل اللَّ ُه َّم نَ َع ْم قَا َل أ َ ْن ُ ت ْالخ َْم َ صلَ َوا ِ ال َّ
اَّللِشد َُك ِب َّ سنَ ِة قَا َل اللَّ ُه َّم نَعَ ْم قَا َل أَ ْن ُ ش ْه َر ِم ْن ال َّ وم َهذَا ال َّ ص َ أ َ َم َر َك أَ ْن نَ ُ
22
صدَقَةَ ِم ْن أَ ْغنِيَائِنَا فَتَ ْق ِس َم َها َعلَى فُقَ َرائِنَا فَقَا َل آَّللُ أ َ َم َر َك أ َ ْن تَأ ْ ُخذَ َه ِذ ِه ال َّ َّ
سو ُل َم ْن ت ِب ِه َوأَنَا َر ُ ت ِب َما ِجئْ َ الر ُج ُل آ َم ْن ُ ي-ﷺ -اللَّ ُه َّم نَ َع ْم فَقَا َل َّ النَّ ِب ُّ
س ْع ِد ب ِْن َب ْك ٍر َ"(.)26 ض َما ُم ب ُْن ثَ ْعلَبَةَ أَ ُخو بَنِي َ َو َرائِي ِم ْن قَ ْو ِمي َوأَنَا ِ
ع ْن اس َ صد ُُر النَّ ُ ْت َر ُج ًال َي ْ سلَي ٍْم ،قَا َلَ :رأَي ُ و َع ْن أ َ ِبي ُج َري ٍ َجا ِب ِر ب ِْن ُ
سو ُل تَ :م ْن َهذَا؟ قَالُواَ :هذَا َر ُ صدَ ُروا َع ْنهُ ،قُ ْل ُ ش ْيئًا ِإ َّال َ َرأْ ِي ِهَ ،ال يَقُو ُل َ
َّللاَِ ،م َّرتَي ِْن ،قَا َلَ " :ال تَقُ ْل: سو َل َّ س َال ُم يَا َر ُ تَ :علَي َْك ال َّ َّللاِ-ﷺ ،-قُ ْل ُ َّ
س َال ُم َعلَي َْك " قَا َل: س َال ُم ت َ ِحيَّةُ ْال َميِتِ ،قُ ْل :ال َّ س َال ُم ،فَإ ِ َّن َعلَي َْك ال َّ َعلَي َْك ال َّ
ض ٌّرصا َب َك ُ َّللاِ الَّذِي ِإذَا أ َ َ سو ُل َّ َّللاِ؟ قَا َل« :أَنَا َر ُ سو ُل َّ ت َر ُ ت :أ َ ْن َ قُ ْل ُ
سنَ ٍة فَدَ َع ْوتَهُ ،أ َ ْنبَتَ َها لَ َكَ ،و ِإذَا صابَ َك َعا ُم َ شفَهُ َع ْن َكَ ،و ِإ ْن أ َ َ فَدَ َع ْوتَهُ َك َ
احلَت ُ َك فَدَ َع ْوتَهَُ ،ردَّهَا ت َر ِ ضلَّ ْض قَ ْف َرا َء -أ َ ْو فَ َالةٍ -فَ َ ت ِبأ َ ْر ٍ ُك ْن َ
سبَب ُ
ْت سب ََّّن أَ َحدًا» قَا َل :فَ َما َ ي ،قَا َلَ « :ال تَ ُ ت :ا ْع َهدْ إِلَ َّ َعلَي َْك» ،قَا َل :قُ ْل ُ
ش ْيئًا ِمنَ يراَ ،و َال شَاةً ،قَا َلَ « :و َال ت َ ْح ِق َر َّن َ َب ْعدَهُ ُح ًّراَ ،و َال َع ْبدًاَ ،و َال َب ِع ً
ِط ِإلَ ْي ِه َو ْج ُه َك ِإ َّن ذَ ِل َك ِمنَ ت ُم ْنبَس ٌ َاك َوأ َ ْن َ وفَ ،وأَ ْن ت ُ َك ِل َم أَخ َ ْال َم ْع ُر ِ
ْت فَإِلَى ْال َك ْعبَي ِْن، ق ،فَإ ِ ْن أَبَي َ سا ِ ف ال َّ ص ِ ار َك إِلَى نِ ْ ارفَ ْع ِإزَ َ وفَ ،و ْ ْال َم ْع ُر ِ
ب ْال َم ِخيلَةَ، اإلزَ ِار ،فَإِنَّ َها ِمنَ ال َم ِخيلَ ِةَ ،وإِ َّن َّ
َّللاَ َال يُ ِح ُّ َّاك َوإِ ْسبَا َل ْ ِ َوإِي َ
يك ،فَ َال ت ُ َع ِي ْرهُ ِب َما تَ ْعلَ ُم ِفي ِه ،فَإِنَّ َما شت َ َم َك َو َعي ََّر َك ِب َما َي ْعلَ ُم ِف َ َو ِإ ِن ْام ُرؤٌ َ
َوبَا ُل ذَ ِل َك َعلَ ْي ِه»(.)27
-اإلسناد في عصر الصحابة:
وأما الصحابة رضي هللا عنهم فهم عدول لم يكونوا يكذبون على
رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -وال يستطيعون ذلك ،ولم يكونوا
ضا ،وظل األمر كذلك في جيلهم رضي هللا عنهم يكذب بعضهم بع ً
حتى ابتدأت الفتن بقتل عمر رضي هللا عنه ،وكان ال يزال أمر
الرواية على ما كان عليه قبل ذلك ،فلما قتل عثمان انقسم الناس،
وتوسعت الفتوحات ،فاختلط بالصحابة قوم من التابعين كان فيهم
أخالط من الزنادقة ،والمرتزقة ،وقليل الدين ،وأعداء اإلسالم ،الذين
))26أخرجه البخاري ،كتاب :العلم ،باب :ما جاء في العلم ،رقم (.)63
))27أخرجه أبو داود ،كتاب :اللباس ،باب :ما جاء في إسبال اإلزار ،رقم (،)4084
والبيهقي في الكبرى ،كتاب :الشهادات ،باب :شهادة أهل المعصية 236/10رقم
(.)21623
23