‫مداخلة‪ :‬طنجة و كوبي – مدينتان توأمتان‬

‫* كلمة ترحيبية بالحضور الكريم وعرض ألبرز نقاط المداخلة‬

‫* تعريف التوأمة‪ :‬التوأمة هو اتفاق بين مدينتين من أجل التعاون في مختلف المجاالت التي تهم ساكنة‬
‫المدن‪ .‬وتتم هذه العملية عن طريق إعداد بنود االتفاقية من طرف فريق خاص بكل مدينة ثم التوقيع‬
‫على معاهدة التوأمة من لدن أعلى سلطة بالمدينة (غالبا العمدة أو رئيس البلدة)‪ .‬والتوأمة ليست فقط‬
‫عبارة عن عالقات رمزية وشكلية بين المدن‪ ،‬ولكنها طرق فعالة للتعاون بين المدن في مختلف‬
‫المجاالت وخلق جسور للتواصل اإلنساني واإلنفتاح الثقافي‪.‬‬

‫* نبذة تاريخية عن بدايات التوأمة بين المدن‪ :‬ارتباط هذا المفهوم بالحرب العالمية األولى‪.‬‬

‫ترجع بدايات التوأمة إلى سنة ‪ 1918‬حيث نشأت عالقات مهمة بين جماعات من الجنوب الفرنسي‬
‫والشمال البريطاني وكذا بين عدة مدن في السويد وفنلندا‪ .‬وكان الغرض األساسي من هذه العالقات هو‬
‫توطيد السالم في أوروبا عن طريق تجاوز الحدود الجغرافية للدول‪.‬‬

‫هذه الحركية أدّت إلى بروز عدة منظمات دوليّة كالفدرالية الدولية للمدن المتوأمة ‪ ،‬والفدرالية الدولية‬
‫لألحياء المتحدة‪ ،‬والجمعية الدولية للمدن الجديدة ‪ ،‬وتعمل هذه المنظمات على تحقيق نوع من سياسة‬
‫التضامن الدولي للجماعات الترابية‪ ،‬وتتحمل مهام تسهيل التضامن والتعاون بين الراغبين فيه‪ ،‬ومن‬
‫أجل ذلك فهي تقدم مثال االستشارات والمعلومات والمساعدة التقنية‪ ،‬خاصة للشركاء في دول الجنوب‪.‬‬

‫مع بداية الستينيات بدأت عمليات التوأمة تأخذ طابعا تضامنيا من طرف المدن المتقدمة تجاه المدن‬
‫النامية‪ ،‬حيث تعتبر توأمة فاس مع مدينة فلورنسا اإليطالية سنة ‪ 1963‬أول تطبيق مغربي لهذا الشكل‬
‫التعاوني‪ ،‬ثم تطورت بعد ذلك بشكل كبير‪.‬‬

‫ثم تطورت التوأمة بعد ذلك إلى ما يعرف بالتوأمة المعقلنة الهادفة إلى تسخير كل الجهود والطاقات من‬
‫أجل حل مشاكل المدن والعمل على تبادل الخبرات وتوسيع نطاقات الشراكة والتعاون مع احترام‬
‫خصوصية كل مدينة على حدة‪ .‬وتعتبر توأمة مدينة الدار البيضاء مع مدينة بوردو الفرنسية نموذجا‬
‫رائدا للتوأمة المعقلنة والمتجاوزة لإلطار الرمزي إذ أنها منذ إبرامها في ‪ 3‬نونبر ‪ 1988‬فتحت الباب‬
‫لمجموعة من االتفاقيات والشركات بين مختلف المكونات المجتمعية للمدينتين‪ ،‬مستفيدة في ذلك من‬
‫الخصائص المتشابهة للمدينتين‪ ،‬إذ أنهما تعتبران ميتروبوالن متشابهان في عدة أوجه منها الجغرافية‬
‫والطبيعة والبيئة‪.‬‬

‫فيما يخص مدينة طنجة‪ ،‬فهي تعد واحدة من أوائل المدن التي انضمت لحركة التوأمة في منتصف القرن‬
‫العشرين حيث وقعت معاهدة للتوأمة مع مدينة فارو البرتغالية سنة ‪ .1954‬والعدد اإلجمالي للمدن‬
‫المتوأمة مع المدينة هو ‪ 12‬منها مدينتين إسبانيتين هما الجزيرة الخضراء ومالقا‪ ،‬ومدينة فرنسية هي‬
‫سان دوني‪ ،‬ومدينة بلجيكية هي لييج‪ ،‬ومدينة تونسية هي بنزرت‪ ،‬ومدينة موريتانية هي العاصمة‬
‫نواكشوط‪ ،‬ومدينة فلسطينية هي البيرة‪ ،‬ومدينة إماراتية هي الشارقة‪ ،‬ومدينة تشيلية هي فالبارايسو‪،‬‬
‫ومدينة تايالندية هي جزيرة بوكيت‪ ،‬وأخيرا مدينة الدرار البيضاء المغربية‪.‬‬
 ‫أما فيما يخص مدينة كوبي‪ ،‬فعي متوأمة مع سبعة مدن هي سياتل األمريكية وري ودي جانيرو‬
‫البرازيلية ومارسيليا الفرنسية وبرشلونة اإلسبانية وبريسبان األسترالية وتينشين الصينية وريغا‬
‫اللتوانية‪.‬‬

‫والمالحظ أن كلتا المدينتين تركزان في معاهداتهما المتعلقة بالتوأمة على التشابه الجغرافي واإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي حيث أن غالبية هذه المدن هي مدن ساحلية ومرفئية كما أنها مدن ذات أهمية صناعية‬
‫واقتصادية كبرى‪ .‬وهنا من المهم أن نذكر أن مدينتا طنجة وكوبي تتوفران على مينائين ضخمين بسعة‬
‫‪ 3‬مالبيين حاوية في السنة مما يخولهما تبوأ مراتب متقدمة ضمن الئحة أكبر ‪ 50‬ميناء في العالم من‬
‫حيث النشاط المالحي المتعلقة بحركية حاويات السلع‪ .‬كما أن المدينتان مشتهرتان بطابعهما الدولي‬
‫وانفتاحهما الكبير‪ .‬فمدينة طنجة سبق لها وأن كانت مدينة دولية تضم رعايا ‪ 23‬دولة أجنبية وكذا عددا‬
‫من المصالح الديبلوماسية كالمفوضية األمريكية (أول مؤسسة أصبحت في ملكية الواليات المتحدة‬
‫خارج أمريكا بعد أن أهداها لها السلطان موالي سليمان األول سنة ‪1821‬م) والقنصلية اإلسبانية‬
‫والفرنسية واأللمانية واإلنجليزية سابقا‪ .‬ناهيك عن العدد الكبير من الكنائس المسيحية والبيع اليهودية‬
‫إضافة إلى المتاحف الفرنسية واإلسبانية واإليطالية وكذا مسرح سيرفانتس الشهير والمدارس الفرنسية‬
‫واإلسبانية واألمريكية واإليطالية‪ .‬وفي الجانب اآلخر‪ ،‬نجد أيضا أن مدينة كوبي اليابانية‪ ،‬كانت من‬
‫اوائل المدن التي انفتحت على الدول المجاورة خصوصا الصين في بدايات القرن السابع الميالدي كما‬
‫أنها كانت من المدن القليلة التي سمح فيها لألجانب باإلقامة فيها خصوصا التجار والبحارة خالل مرحلة‬
‫العزلة الممتدة من ‪ 1641‬إلى ‪ 1853‬م‪ .‬وتتوفر مدينة كوبي على عدد من المتاحف األجنبية والمدارس‬
‫الغربية وكذا المدينة الصينية نانكين ماتشي وحي كيتانو ذو الطراز الغربي في العمارة‪ .‬ومن أهم المعالم‬
‫التي ينصح بزيارتها في المدينة حديقة نونوبيكي التي تعد أكبر حديقة زهور في اليابان حيث تحتوي‬
‫على أزيد من ‪ 75000‬نبتة وزهرة‪ .‬إضافة إلى برج كوبي الذي شيد سنة ‪ 1963‬ويبلغ ارتفاعه ‪108‬‬
‫أمتار‪ .‬دون أن ننسى لحم كوبي الشهير أو لحم طاجيما‪.‬‬

‫كما أن كوبي هي مسقط رأس المانغاكا الشهير ميتسوتيرو يوكوياما صاحب رعد العمالق‪.‬‬

‫ومن اهم النقط التي تسعى جمعية تنين طنجة القتراحها في بنود اتفاقية التوأمة إطالق برامج للتبادل‬
‫الجامعي بين الطالب وعمل برامج للعمل التطوعي والكشفية بين التالميذ وكذا إطالق خط جوي مباشر‬
‫بين المدينتين وتسهيل حركية المسافرين وتنظيم رحالت جماعية بالمدينتين‪ .‬عالوة على إطالق برامج‬
‫لتعليم اللغتين العربية واليابانية ودعوة المشاركين من اليابان والمغرب لتمثيل بلدانهم في مختلف‬
‫األنشطة الثقافية والرياضية بالمدينتين‪ .‬وختاما جذب المستثمرين المغاربة واليابانيين نحو المدينتين‬
‫من أجل تمتين عالقات التعاون االقتصادي‪.‬‬

‫وستعمل الجمعية على تزويدكم بكل المستجدات أوال بأول إن شاء هللا‪ ،‬ونحن نرحب بكل من له اقتراح‬
‫أو من يريد ان يمد لنا يد العون من أجل إتمام عملية التوأمة بين المدينتين في القريب العاجل إن شاء‬
‫هللا وشكرا‪.‬‬

‫واآلن أترك لكم الكلمة لمن له تعقيب أو استفسار أو تساؤل معين‪.‬‬