You are on page 1of 6

‫غي مثال سابق يقال‪ :‬جئت بأمر بديع أي محدث عجيب لم يعرف قبل ذلك‪ .

‬وف ر‬
‫الشع‬ ‫اعلم أن البدعة لغة ما أحدث عىل ر‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫مذمومي للفظ بدعة‬
‫ر‬ ‫العرب‪" :‬ليست البدعة والمحدث‬
‫ي‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫السنة‪،‬‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫جاء‬ ‫وال‬ ‫القرءان‬ ‫المحدث الذي لم ينص عليه‬
‫‪.‬ومحدث وال معنييهما‪ ،‬وإنما يذم من البدعة ما يخالف السنة‪ ،‬ويذم من المحدثات ما دعا إىل الضاللة" ا‪.‬هـ‬

‫‪:‬أقسام البدعة‬

‫قسمي‬
‫ر‬ ‫‪:‬والبدعة تنقسم إىل‬
‫َ‬
‫‪.‬بدعة ضاللة‪ :‬ي‬
‫وه المحدثة المخالفة للقرءان والسنة‬
‫َ‬
‫‪.‬وبدعة هدى‪ :‬ي‬
‫وه المحدثة الموافقة للقرءان والسنة‬

‫رض هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫التقسيم مفهوم من حديث البخاري(‪)1‬ومسلم(‪ )2‬عن عائشة ي‬ ‫وهذا‬
‫"من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"‪ .‬ورواه مسلم(‪ )3‬بلفظ ءاخر وهو‪" :‬من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو‬ ‫وسلم‪َ :‬‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫رد"‪ .‬فأفهم رسول هللا صىل هللا عليه وسلم بقوله‪":‬ما ليس منه" أن المحدث إنما يكون ردا أي مردودا إذا كان عىل خالف‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫المحدث الموافق ر‬ ‫ر‬
‫للشيعة ليس مردودا‬ ‫‪.‬الشيعة‪ ،‬وأن‬
‫ً‬
‫رض هللا عنه أنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫البجىل ي‬
‫ي‬ ‫وهو مفهوم أيضا مما رواه مسلم(‪ )4‬يف صحيحه من حديث جرير بن عبد هللا‬
‫غي أن ينقص من أجورهم‬ ‫صىل هللا عليه وسلم ‪" :‬من سن يف اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من ر‬
‫ر‬
‫غي أن ينقص من أوزارهم شء‬ ‫ر‬
‫‪".‬شء‪ ،‬ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من ر‬

‫فتوف رسول هللا صىل هللا عليه وسلم والناس‬ ‫وف صحيح البخاري(‪ )5‬ف كتاب صالة ر‬
‫الياوي ــح ما نصه‪" :‬قال ابن شهاب‪:‬‬
‫ي‬ ‫عىل ذلك"‪ ،‬قال الحافظ يابن حجر(‪" :)6‬أي عىل ترك الجماعة ف ر‬
‫ي‬
‫الياوي ــح"‪ .‬ثم قال ابن شهاب يف تتمة كالمه‪" :‬ثم كان األمر‬ ‫ي‬
‫رض هللا عنه‬ ‫ً‬
‫أب بكر وصدرا من خالفة عمر ي‬‫‪".‬عىل ذلك يف خالفة ي‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عبد القاري أنه قال‪:‬خرجت مع عمر بن الخطاب ي‬
‫رض هللا عنه ليلة‬ ‫وفيه أيض(‪ )7‬تتميما لهذه الحادثة عن عبد الرحمن بن ٍ‬
‫فيصىل بصالته الرهط‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ي‬
‫إب‬ ‫ي‬ ‫ويصىل الرجل‬
‫يصىل الرجل لنفسه ُ ي‬
‫ي‬ ‫يف رمضان إىل المسجد‪ ،‬فإذا الناس أوزاع متفرقون‬
‫ّ‬
‫أرى لو جمعت هؤالء عىل قارىء واحد لكان أمثل‪ ،‬ثم عزم فجمعهم عىل أ يب بن كعب‪ ،‬ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس‬
‫وف الموطأ(‪ )8‬بلفظ‪ِ :‬‬
‫"نعمت البدعة هذه‬ ‫‪".‬يصلون بصالة قارئهم قال عمر‪" :‬نعم البدعة هذه"‪.‬ا‪.‬ـه‪ .‬ي‬

‫قال الحافظ ابن حجر(‪" : )9‬قوله قال عمر‪" :‬نعم البدعة" يف بعض الروايات "نعمت البدعة" بزيادة التاء‪ ،‬والبدعة أصلها ما‬
‫الشع يف مقابل السنة فتكون مذمومة‪ ،‬والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت‬ ‫غي مثال سابق‪ ،‬وتطلق ف ر‬ ‫أحدث عىل ر‬
‫ي‬
‫فه من قسم المباح‪،‬‬ ‫وإال‬ ‫مستقبحة‪،‬‬ ‫فه‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫الش‬ ‫ف‬ ‫مستقبح‬ ‫تحت‬ ‫تندرج‬ ‫مما‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ‫حسنة‪،‬‬ ‫فه‬ ‫ع‬ ‫مستحسن ف ر‬
‫الش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪.‬وقد تنقسم إىل األحكام الخمسة"ا‪.‬ـه‪ .‬ومراده باألحكام الخمسة‪ :‬الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام‬
‫رف قال‪ :‬كنا ً‬ ‫ر‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما رفع‬‫نصىل وراء ً ي‬
‫ي‬ ‫يوما‬ ‫وأخرج البخاري(‪ )10‬يف صحيحه عن ِرفاعة بن رافع الز ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كثيا ً‬
‫طيبا مباركا فيه‪ ،‬فلما انرصف قال‪:‬‬ ‫رجل وراءه‪ :‬ربنا ولك الحمد حمدا ر‬ ‫رأسه من الركعة قال‪" :‬سمع هللا لمن حمده"‪ ،‬قال‬
‫ً‬
‫وثالثي ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول‬
‫ر‬ ‫‪"".‬من المتكلم"قال‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪" :‬رأيت بضعة‬

‫قال الحافظ ابن حجر(‪ )11‬يف الفتح يف رشح هذا الحديث‪" :‬واستدل به عىل جواز إحداث ذكر يف الصالة ر‬
‫غي مأثور إذا كان‬
‫‪.‬غي مخالف للمأثور" ا‪.‬هـ‬
‫ر‬
‫‪.‬وروى أبو داود(‪ )12‬عن عبد هللا بن عمر أنه كان يزيد يف التشهد‪" :‬وحده ال رشيك له"‪ ،‬ويقول‪" :‬أنا زدتها" ا‪.‬هـ‬

‫ه‪ :‬إحداث ما لم يكن يف عهد‬ ‫ر‬


‫وقال النووي ى يف كتاب تهذيب األسماء واللغات(‪ )13‬ما نصه‪" :‬البدعة بكش الباء يف الشع ي‬
‫وه منقسمة إىل حسنة وقبيحة‪ .‬قال اإلمام الشيخ المجمع عىل إمامته وجاللته‬ ‫رسول هللا صىل هللا عليه وءاله وسلم‪ ،‬ي‬
‫ورض عنه يف ءاخر كتاب القواعد‪ :‬البدعة‬‫ي‬ ‫وتمكنه يف أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السالم رحمه هللا‬
‫ر‬
‫منقسمة إىل‪ :‬واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة‪ .‬قال‪ :‬والطريق يف ذلك أن تعرض البدعة عىل قواعد الشيعة‪ ،‬فإن‬
‫فه واجبة أو يف قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح‬‫دخلت يف قواعد اإليجاب ي‬
‫‪.‬فمباحة" ا‪.‬ـه‪ .‬كالم النووي‬

‫وقال ابن عابدين يف رد المحتار(‪ )14‬ما نصه‪" :‬فقد تكون البدعة واجبة‪ ،‬كنصب األدلة للرد عىل أهل الفرق الضالة‪ ،‬وتعلم‬
‫النحو المفهم للكتاب والسنة‪ ،‬ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة‪ ،‬وكل إحسان لم يكن يف الصدر األول‪ ،‬ومكروهة كزخرفة‬
‫‪.‬المساجد‪ ،‬ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب" ا‪.‬هـ‬

‫الطالبي(‪ )15‬يف دعاء القنوت ما نصه‪" :‬هذا هو المروي عن ي‬


‫النب صىل هللا عليه وسلم وزاد العلماء‬ ‫ر‬ ‫وقال النووي يف روضة‬
‫فيه‪" :‬وال َي ِع ُّز من عاديت" قبل‪" :‬تباركت وتعاليت" وبعده‪" :‬فلك الحمد عىل ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك"‪ .‬قلت‪ :‬قال‬
‫والب ْن َد ِن ُّ‬
‫يج وءاخرون‪ :‬مستحبة" ا‪.‬ـه‪ .‬كالم النووي‬ ‫‪.‬أصحابنا‪" :‬ال بأس بهذه الزيادة"‪ .‬وقال أبو حامد َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫"المحدثات من األمور ضبان‪:‬‬ ‫رض هللا عنه قال‪:‬‬
‫الشافع ي‬
‫ي‬ ‫الشافع عن‬
‫ي‬ ‫البيهق(‪ )16‬بإسناده يف مناقب‬
‫ي‬ ‫وروى الحافظ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الخي ال خالف‬ ‫‪:‬‬
‫أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا‪ ،‬فهذه البدعة الضاللة‪ ،‬والثانية ما أحدث من ر‬
‫غي مذمومة" اهـ‬ ‫‪.‬فيه لواحد من هذا‪ ،‬وهذه محدثة ر‬

‫من البدع المستحبة‬

‫ر‬
‫الب ابتدعها أتباع المسيح عليه السالم *‬
‫‪:‬الرهبانية ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قال هللا تبارك وتعاىل يف كتابه العزيز‪﴿ :‬وجعلنا يف قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إال‬
‫ابتغاء رضوان هللا﴾ [سورة الحديد] فهذه اآلية يستدل بها عىل البدعة الحسنة‪ ،‬ألن معناها مدح الذين كانوا من أمة عيىس‬
‫المتبعي له عليه السالم باإليمان والتوحيد‪ ،‬فاهلل تعاىل مدحهم ألنهم كانوا أهل رأفة ورحمة وألنهم‬
‫ر‬ ‫المؤمني‬
‫ر‬ ‫المسلمي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫ه االنقطاع عن الشهوات حب إنهم انقطعوا عن الزواج رغبة يف تجردهم للعبادة‪ .‬فمعب قوله‬ ‫ابتدعوا رهبانية‪ ،‬والرهبانية ي‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ما كتبناها عليهم﴾ أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إىل هللا‪ ،‬فاهلل تعاىل مدحهم عىل ما ابتدعوا مما‬
‫لم ينص لهم عليه يف اإلنجيل وال قال لهم المسيح بنص منه‪ ،‬إنما هم أرادوا المبالغة يف طاعة هللا تعاىل والتجرد ربيك‬
‫ً‬
‫غي ذلك عىل المواضع‬ ‫طي أو من ر‬ ‫االنشغال بالزواج ونفقة الزوجة واألهل‪ ،‬فكانوا يبنون الصوامع أي بيوتا خفيفة من ر‬
‫‪.‬المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة‬

‫كعتي عند القتل *‬


‫‪:‬سن خبيب ر ر‬
‫ُ‬
‫"حدثب‬
‫ي‬ ‫كعتي عندما ق ِّدم للقتل‪ ،‬كما روى ذلك البخاري يف صحيحه(‪ )17‬قال ما نصه‪:‬‬ ‫ومنها‪ :‬إحداث خبيب بن عدي ر ر‬
‫رض هللا عنه‬ ‫ي‬ ‫رة‬ ‫هري‬ ‫أب‬
‫ي‬ ‫عن‬ ‫الثقق‬
‫ي‬ ‫سفيان‬ ‫أب‬
‫ي‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫عن‬ ‫الزهري‬ ‫عن‬ ‫معمر‬ ‫عن‬ ‫يوسف‬ ‫إبراهيم بن موش أخينا هشام بن‬
‫ً‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم شية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا‬ ‫قال‪ :‬بعث‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫ر‬
‫لج من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا ءاثارهم حب‬ ‫حب إذا كانوا ربي عسفان ومكة ذكروا ّ ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫أتوا ميال نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر ييب‪ ،‬فتبعوا ءاثارهم حب لحقوهم‪ ،‬فلما انته‬
‫َْ‬
‫عاصم وأصحابه لجئوا إىل فدف(‪ ،)18‬وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا‪ :‬لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن ال نقتل منكم‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫رجال‪ .‬فقال عاصم‪ :‬أما أنا فال أنزل يف ذمة كافر اللهم أخي عنا نبيك‪ ،‬فقاتلوهم حب قتلوا عاصما يف سبعة نفر بالنبل ى ي‬
‫وبق‬
‫خبيب وزيد ورجل ءاخر فأعطوهم العهد والميثاق‪ ،‬فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم‪ ،‬فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار‬
‫قسيهم فربطوهم بها‪ ،‬فقال الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأب أن يصحبهم فجرروه وعالجوه عىل أن يصحبهم‬ ‫ّ‬
‫خبيبا بنو الحرث بن عامر ابن نوفل‪ ،‬وكان خبيب هو‬‫ً‬ ‫ر‬
‫فاشيى‬ ‫حب باعوهما بمكة‪،‬‬‫فلم يفعل‪ ،‬فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد ر‬
‫حب إذا أجمعوا قتله استعار موش من بعض بنات الحرث ليستحد بها‬ ‫أسيا ر‬‫قتل الحرث يوم بدر‪ ،‬فمكث عندهم ر ً‬
‫ر‬
‫وف يده‬
‫مب ي‬ ‫صب يىل فدرج إليه حب أتاه فوضعه عىل فخذه فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك ي‬ ‫فأعارته‪،‬قالت‪ :‬فغفلت عن ي‬
‫ً‬
‫خيا من خبيب‪ ،‬لقد رأيته‬ ‫ً‬ ‫أتخشي أن أقتله؟ ما كنت ألفعل ذاك إن شاء هللا‪ ،‬وكانت تقول‪ ً :‬ما رأيت ر‬
‫أسيا قط ر‬ ‫ر‬ ‫الموش فقال‪:‬‬
‫يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق يف الحديد‪ ،‬وما كان إال رزقا رزقه هللا‪ ،‬فخرجوا به من الحرم ليقتلوه‪،‬‬
‫كعتي‪ ،‬ثم انرصف إليهم فقال‪ :‬لوال أن تروا أن ما يب جزع من الموت لزدت‪ ،‬فكان أول من سن الر ر‬
‫كعتي‬
‫ر َّ‬
‫أصىل ر‬
‫ي‬ ‫دعوب‬
‫ي‬ ‫فقال‪:‬‬
‫ً‬
‫‪:‬عند القتل هو‪ ،‬ثم قال‪:‬اللهم احصهم عددا ثم قال‬
‫ّ َ َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫ُ َُ‬
‫مرصع‬
‫ي‬
‫ً‬
‫مسلما *** عىل أي شق كان هلل‬ ‫حي أقت ُل‬‫اىل ر‬
‫فلست أب ِ ي‬
‫وذلك ف ذات اإلله وإن يش *** ُيبارك عىل أوصال شلو ّ‬
‫ممزع‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫عظيما من‬ ‫بىسء من جسده يعرفونه‪ ،‬وكان عاصم قتل‬ ‫ثم قام إليه عقبة بن الحرث فقتله وبعثت قريش إىل عاصم ليؤتوا ر‬
‫ر‬ ‫َّ‬
‫‪.‬عظمائهم يوم بدر‪ ،‬فبعث هللا عليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم‪ ،‬فلم يقدروا منه عىل شء" ا‪.‬هـ‬

‫يحب بن يعمر المصاحف *‬


‫‪:‬نقط ر‬

‫الوح الذي أماله عليهم الرسول يكتبون الباء والتاء ونحوهما بال نقط‪،‬‬‫ي‬ ‫ومنها‪ :‬نقط المصاحف وقد كان الصحابة الذين كتبوا‬
‫ر‬
‫وغيهما واستبق عنده نسخة كان‬ ‫وكذا عثمان بن عفان لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إىل اآلفاق إىل البرصة ومكة ر‬
‫يحب بن يعمر‪ .‬روى‬ ‫التابعي من أهل العلم والفضل والتقوى يقال له ر‬‫ر‬ ‫غي منقوط‪ .‬وإنما أول من نقط المصاحف رجل من‬ ‫ر‬
‫ُّ‬
‫المخزوم‪ ،‬حدثنا أحمد‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫حدثنا‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫"حدثنا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫المصاحف‬ ‫كتابه‬ ‫ف‬ ‫)‬ ‫‪19‬‬ ‫(‬‫السجستاب‬ ‫داود‬ ‫أب‬ ‫ابن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يحب بن يعمر" ا‪.‬ـه‪ .‬وكان‬ ‫ر‬ ‫المصاحف‬ ‫نقط‬ ‫من‬ ‫"أول‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫موش‬ ‫بن‬ ‫هارون‬ ‫عن‬ ‫الوليد‪،‬‬ ‫بن‬ ‫الحسي‬
‫ر‬ ‫حدثنا‬ ‫مالك‪،‬‬ ‫بن‬ ‫نرص‬ ‫بن‬
‫‪.‬قبل ذلك يكتب بال نقط‪ .‬فلما فعل هذا لم ينكر العلماء عليه ذلك‪ ،‬مع أن الرسول ما أمر بنقط المصحف‬
‫ً‬
‫أذانا ً‬
‫ثانيا يوم الجمعة *‬ ‫رض هللا عنه‬
‫‪:‬زيادة عثمان ي‬

‫أب ذئب عن‬ ‫فق صحيح البخاري(‪ )20‬ما نصه‪" :‬حدثنا ءادم قال‪ :‬حدثنا ابن ي‬ ‫رض هللا عنه ي‬‫وهذه بدعة أحدثها عثمان ي‬
‫النب صىل هللا عليه‬
‫عهد ي‬ ‫الزهري عن السائب بن يزيد قال‪":‬كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس اإلمام عىل المني عىل‬
‫َ‬
‫النداء الثالث عىل الزوراء‬ ‫‪"(21).‬وسلم وأب بكر وعمر رض هللا عنهما‪ ،‬فلما كان عثمان رض هللا عنه ر‬
‫وكي الناس زاد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫أب ذئب‪ :‬كان األذان عىل عهد رسول هللا صىل هللا عليه‬‫قال الحافظ يف الفتح ما نصه(‪" :)22‬وله يف رواية وكيع عن ابن ي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫يعب تغليبا‪ ،‬أو الشياكهما يف‬ ‫أذاني يوم الجمعة‪ ،‬قال ابن خزيمة‪ :‬قوله‪:‬‬
‫"أذاني" يريد األذان واإلقامة‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫وأب بكر وعمر ر‬ ‫وسلم ي‬
‫‪.‬اإلعالم كما تقدم يف أبواب األذان" ا‪.‬هـ‬
‫ُ‬
‫للشافع من هذا‬
‫ي‬ ‫أب ذئب فأمر عثمان باألذان األول‪ ،‬ونحوه‬ ‫ابن ي‬ ‫ثم يقول‪" :‬قوله "زاد النداء الثالث" يف رواية وكيع عن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الوجه‪ ،‬وال منافاة بينهما ألنه باعتبار كونه مزيدا يسىم ثالثا وباعتبار كونه جعل مقدما عىل األذان واإلقامة يسىم أوال‪ ،‬ولفظ‬
‫ر‬ ‫ً ً‬
‫الحقيق ال‬
‫ي‬ ‫ثانيا أيضا متوجه بالنظر إىل األذان‬ ‫بالثاب أمر به عثمان"‪ .‬وتسميته‬
‫ي‬ ‫بابي‪" :‬أن التأذين‬
‫رواية عقيل اآلتية بعد ر‬
‫‪.‬اإلقامة‪.‬ا‪.‬هـ‬

‫النب صىل هللا عليه وسلم *‬


‫االحتفال بمولد ي‬

‫‪.‬وسيأ ر يب الكالم عليه إن شاء هللا تعاىل يف فصل خاص‬


‫النب بعد األذان *‬
‫‪:‬الجهر بالصالة عىل ي‬

‫ومنها‪ :‬الجهر بالصالة عىل ي‬


‫النب صىل هللا عليه وسلم بعد األذان‪ ،‬وحدث هذا بعد سنة سبعمائة‪ ،‬وكانوا قبل ذلك ال يجهرون‬
‫‪.‬بها‬

‫النب *‬
‫‪:‬كتابة (صىل هللا عليه وسلم) عند كتابة اسم ي‬
‫ر‬
‫الب أرسل بها إىل الملوك والرؤساء وإنما‬ ‫ومنها‪ :‬كتابة صىل هللا عليه وسلم عند كتابة اسمه‪ ،‬ولم يكتب ي‬
‫النب ذلك يف رسائله ي‬
‫‪.‬كان يكتب من محمد رسول هللا إىل فالن‬

‫الصالحي *‬ ‫ر‬
‫الب أحدثها بعض‬
‫ر‬ ‫‪:‬الطرق ي‬
‫ر‬
‫أربعي طريقة‪ ،‬فهذه الطرق أصلها بدع‬
‫وه نحو ر‬
‫وغيهما ي‬ ‫ومنها‪ :‬الطرق ي‬
‫الب أحدثها بعض أهل هللا كالرفاعية والقادرية ر‬
‫المنتسبي إليها وهذا ال يقدح يف أصلها‬
‫ر‬ ‫‪.‬حسنة‪ ،‬ولكن شذ بعض‬

‫بدعة الضاللة‬

‫نوعي‪ :‬بدعة تتعلق بأصول الدين‪ ،‬وبدعة تتعلق بفروعه‬


‫ر‬ ‫‪.‬وه عىل‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وه مخالفة لما كان عليه الصحابة يف المعتقد‪ ،‬وأمثلتها‬
‫الب حدثت يف العقائد ي‬
‫فه ي‬‫الب تتعلق بأصول الدين‪ :‬ي‬
‫فأما البدعة ي‬
‫‪:‬كثية منها‬
‫ر‬

‫يحب بن يعمر ويسىم *‬ ‫الجهب(‪ )23‬بالبرصة‪ ،‬كما يف صحيح مسلم(‪ )24‬عن ر‬ ‫بدعة إنكار القدر‪ :‬وأول من أظهرها معبد ّ ي‬
‫ه بخلق العباد بزعمهم‪ ،‬ومنهم من‬ ‫هؤالء القدرية(‪ ،)25‬رفيعمون ّأن هللا لم يقدر أفعال العباد االختيارية ولم يخلقها وإنما ي‬
‫لتي‪،‬‬
‫للكبية ليس بمؤمن وال كافر بل هو يف ميلة ربي المي ر‬
‫ر‬ ‫الش‪ ،‬ويزعمون أن المرتكب‬ ‫الخي ولم يقدر ر‬
‫يزعم أن هللا قدر ر‬
‫‪.‬وينكرون الشفاعة يف العصاة‪ ،‬ورؤية هللا تعاىل يف الجنة‬

‫بدعة الجهمية‪ :‬ويسمون الجيية أتباع جهم بن صفوان(‪ )26‬يقولون‪ :‬إن العبد مجبور يف أفعاله ال اختيار له وإنما هو *‬
‫‪.‬كالريشة المعلقة يف الهواء يأخذها الهواء يمنة ويشة‬
‫ّ‬
‫الكبية *‬
‫ر‬ ‫رض هللا عنه‪ ،‬ويكفرون مرتكب‬ ‫‪.‬بدعة الخوارج(‪ :)27‬الذين خرجوا عىل سيدنا ي‬
‫عىل ي‬

‫وه مخالفة لرصي ــح العقل والنقل *‬


‫‪.‬بدعة القول بحوادث ال أول لها‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫فه المنقسمة التقسيم المذكور ءانفا‬
‫الب تتعلق بالفروع ي‬
‫‪.‬وأما البدعة ي‬

‫‪:‬ومن البدع السيئة العملية‬

‫النب صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬وأسوأ منه وأقبح (صلعم) *‬


‫‪.‬كتابة (ص) عند كتابة اسم ي‬
‫الب ليس عليها غبار ر‬
‫الياب *‬ ‫ر‬
‫‪.‬ومنها تيمم بعض الناس عىل السجاد والوسائد ي‬
‫منتسبي إىل الطرق‪ ،‬فإن بعضهم يبدءون بـ "هللا" ثم إما أن يحذفوا *‬
‫ر‬ ‫كثي من ال‬
‫ومنها تحريف اسم هللا كما يحصل من ر‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫الب ربي الالم والهاء فينطقون بها بال مد‪ ،‬وإما أن يحذفوا الهاء نفسها فيقولون "الال"‪ ،‬ومنهم من يقول "ءاه" وهو‬
‫األلف ي‬
‫‪.‬لفظ موضوع للتوجع والشكاية بإجماع أهل اللغة‪ ،‬قال الخليل بن أحمد‪ :‬ال يجوز حذف ألف المد من كلمة هللا‬

‫فإن قيل‪ :‬أليس قال رسول هللا صىل هللا عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن العرباض بن سارية(‪" :)28‬وإياكم ومحدثات‬
‫‪".‬األمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضاللة‬

‫فالجواب‪ :‬أن هذا الحديث لفظه عام ومعناه مخصوص بدليل األحاديث السابق ذكرها فيقال‪ :‬إن مراد ي‬
‫النب صىل هللا عليه‬
‫‪.‬وسلم ما أحدث عىل خالف الكتاب أو السنة أو اإلجماع أو األثر‬

‫قال النووي يف رشح صحيح مسلم(‪ )29‬ما نصه‪" :‬قوله صىل هللا عليه وسلم‪" :‬وكل بدعة ضاللة" هذا عام مخصوص‬
‫والمراد به غالب البدع"‪.‬ا‪.‬ـه‪ .‬ثم قسم البدعة إىل خمسة أقسام‪ :‬واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة‪ .‬وقال‪" :‬فإذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ع ِرف ما ذكرته علم أن الحديث من العام المخصوص‪ ،‬وكذا ما أشبهه من األحاديث الواردة‪ ،‬ويؤيد ما قلناه قول عمر بن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الخطاب رض هللا عنه ف ر‬
‫مخصوصا قوله‪" :‬كل بدعة" مؤكدا‬ ‫الياوي ــح‪" :‬نعمت البدعة"‪ ،‬وال يمنع من كون الحديث عاما‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪.‬بكل‪ ،‬بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعاىل‪﴿ :‬تدمر كل رشء﴾ [سورة األحقاف]" ا‪.‬هـ‬

‫وهذا التقسيم ذكره الشيخ عبد العزيز بن عبد السالم يف ءاخر كتاب القواعد مع رشء من التفصيل‪ ،‬ونقله عنه الحافظ يف‬
‫ى‬
‫‪.‬الفتح وسلمه‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫‪.‬صحيح البخاري ‪ :‬كتاب الصلح‪ :‬باب إذا اصطلحوا عىل صلح جور فالصلح مردود ‪1.‬‬

‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب األقضية‪ :‬باب نقض األحكام الباطلة ورد محدثات األمور ‪2.‬‬

‫‪.‬صحيح مسلم‪ ،‬التخري ــج السابق ‪3.‬‬

‫صحيح مسلم‪ :‬كتاب الزكاة‪ :‬باب الحث عىل الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار‪.‬وكتاب العلم‪4. :‬‬
‫‪.‬باب من سن يف اإلسالم سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إىل هدى أو ضاللة‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب صالة ر‬
‫الياوي ــح‪ :‬باب فضل من قام رمضان ‪5.‬‬

‫‪ (4/ 252).‬فتح الباري ‪6.‬‬


‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب صالة ر‬
‫الياوي ــح‪:‬باب فضل من قام رمضان ‪7.‬‬

‫‪.‬الموطأ‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب بدء قيام ي‬


‫لياىل رمضان ‪8.‬‬

‫‪ (253/4).‬فتح الباري ‪9.‬‬


‫َّ‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب األذان‪ :‬باب فضل اللهم ربنا لك الحمد ‪10.‬‬

‫‪ (287/2).‬فتح الباري ‪11.‬‬


‫أب داود‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب التشهد ‪12.‬‬
‫‪.‬سي ي‬

‫‪(22/3).‬تهذيب األسماء واللغات‪ ،‬مادة (ب د ع)‪13. ،‬‬

‫‪ (376/1).‬رد المحتار عىل الدر المختار ‪14.‬‬

‫الطالبي ‪15.‬‬
‫ر‬ ‫‪ (253/1 - 254).‬روضة‬

‫الشافع ‪16.‬‬
‫ي‬ ‫‪ (469/1).‬مناقب‬
‫صحيح البخاري‪ :‬كتاب المغازي‪ :‬باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان ر‬
‫وبي معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت ‪17.‬‬
‫‪.‬وخبيب وأصحابه‬

‫‪.‬وه الرابية ر‬
‫المشفة ‪18.‬‬ ‫ي‬

‫‪.‬كتاب المصاحف‪( ،‬ص‪19. )141/‬‬

‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الجمعة‪ :‬باب األذان يوم الجمعة ‪20.‬‬

‫‪ (156/3).‬الز ْوراء‪ :‬مكان بالمدينة‪ ،‬معجم البلدان ‪21.‬‬

‫‪ (393/2).‬فتح الباري ‪22.‬‬


‫ُ‬
‫التبصي يف الدين (ص‪ ،)21/‬تهذيب التهذيب ‪23.‬‬
‫ر‬ ‫‪ (225/01).‬راجع ما تكلم فيه‪:‬‬

‫‪.‬صحيح مسلم‪ ،‬أول كتاب اإليمان ‪24.‬‬

‫التبصي يف الدين (ص‪63/‬و‪25. )95‬‬


‫ر‬ ‫وفرقهم‪:‬‬
‫‪.‬راجع يف مقاالتهم ِ‬
‫ّ‬
‫التبصي يف الدين (ص‪ ،)107/‬الفرق ربي الفرق (ص‪ِ ،)211/‬‬
‫الملل والنحل ‪26.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ (86/1).‬راجع يف شأنه وفرقته‪:‬‬

‫التبصي يف الدين (ص‪ 45/‬و‪27. )62‬‬


‫ر‬ ‫وفرقهم‪:‬‬
‫‪.‬راجع يف مقاالتهم ِ‬

‫‪.‬رواه أبو داود يف سننه‪ :‬كتاب السنة‪ :‬باب لزوم السنة ‪28.‬‬

‫)‪ (154/6‬رشح صحيح مسلم ‪29.‬‬

You might also like