Professional Documents
Culture Documents
توصيات حول واقع حق العمل للأشخاص ذوي الإعاقة
توصيات حول واقع حق العمل للأشخاص ذوي الإعاقة
إعداد:
YMCA
مراجعة التقرير:
األستاذ اديب نعمة ،المستشار االقليمي في االسكوا ((ESCWA
التدقيق اللغوي :االعالمية عبير جابر
تصميم الغالف :علي مزنر
بيروت 3102
1
حول المنظمين
2
.1جمعية الشبان المسيحية القدس -برنامج التأهيل (: )YMCA
3
مساندة حقوق األشخاص ذوي اإلعاقات.
كما ير ّكز المشروع على توعية المجتمع المحلي من أجل تغيير المفاهيم
واإلتجاهات السائدة ،باإلضافة إلى التعاون مع القطاع العام ممثال بالدوائر
الحكومية والجهات الرسمية من بلديات ،وزارات ،ومديريات بهدف تحفيز
وحث هذه الجهات للعمل ضمن إطار التنوع ،كما توعية منظمات المجتمع ّ
المدني على قضايا اإلعاقة والعمل على دمج اإلعاقة في سياساتها وخططها.
4
– برنامج التأهيل في جميع محافظات الضفة الغربية ،ويعمل المشروع
بالتعاون مع كل من القطاع الخاص ،األشخاص ذوي اإلعاقة وذويهم،
المجتمع المحلي ،المعاهد والجامعات ،منظمات المجتمع المدني ،وكذلك
مؤسسات القطاع العام على المستوى المحلي.
5
المحتوى :
حول المنظمين2........................................................................................
حق العمل لألشخاص ذوي اإلعاقة بين التشريع ومعوقات التطبيق 19 ...........................
أوالا :حق األشخاص اللبنانيين ذوي اإلعاقة بالعمل بين التشريع والواقع 18 ...................
ثانيا ا :حق األشخاص ذوي اإلعاقة الفلسطينيين في العمل بين التشريع والواقع31 ............
مقارنة التشريعين اللبناني والفلسطيني مع اإلتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة 41 ...........
نماذج ناجحة رغم المعوقات (أشخاص ذوي إعاقة وشركات دامجة) 45 ........................
6
أوالا :نماذج ناجحة ألشخاص ذوي اإلعاقة47 .....................................................
القسم الخامس81…..................................................................................:
المصادر والمراجع92……..........................................................................:
7
ملخص تنفيذي:
مع ارتفاع عدد األشخاص ذوي اإلعاقة في العالم إلى أكثر من مليار
شخص ،أي ما نسبته %15من سكان العالم تقريبا ،حسب التقرير العالمي
لإلعاقة الصادر عام ،)1(2211وفي خضم تطور مسيرة حقوق اإلنسان
على المستوى الدولي ،ورغم صدور االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص
ذوي اإلعاقة عام ،2226إال أن واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في العالم ال
يزال مريرا ،بل قد أصبح هناك ارتباط وثيق بين الفقر واإلعاقة( ،)2سيما
في العالم النامي حيث يعيش معظم األشخاص ذوي اإلعاقة ،بما فيها المنطقة
العربية ،وما ينتج عن ذلك من تفاقم لمشكالتهم االجتماعية واالقتصادية .من
هنا كان ال بد من تقرير يسلط الضوء على واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في
المنطقة العربية بعد صدور قوانين تتعلق بحقوقهم ،والنظر في هذه القوانين
ومدى تطبيقها على أرض الواقع ومن ثم صياغة التوصيات المناسبة لتعديلها
ولمعالجة التحديات التي تحول دون المشاركة الكاملة والفعالة لألشخاص
ذوي اإلعاقة في الحياة العامة.
( )1إن عدد المصابين باإلعاقة آخذ في االزدياد ،ويعود السبب في هذا إلى تشيخ الشعوب حيث يتعرض
المسنون ل مخاطر أعلى لإلعاقة ،عالوة على االرتفاع العالمي في معدالت الحاالت الصحية المزمنة
المترافقة مع شكل من أشكال اإلعاقة مثل السكري ،واألمراض القلبية الوعائية ،واإلعتالالت النفسية.
موجز التقرير العالمي حول اإلعاقة ،منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ،PDF file ،طبع في
مالطا ،1122 ،صفحة.8 :
)2( Disability and poverty are inextricably linked. Bank information center:
http://www.bicusa.org/issues/safeguards/disability/
9
وحيث أننا ال نهدف فقط إلى االطالع على هذا الواقع ،إنما أيضا
صياغة التوصيات المناسبة لالرتقاء بهذه القوانين لمستوى تحقيق العمل
الالئق ،وحيث أن االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة هي آخر
ما صدر عن المجتمع الدولي في مجال اإلعاقة ،فقد عمدنا بداية إلى مقاربة
القانون المكتوب في البلدين المشمولين بالدراسة بالواقع التطبيقي له ،ثم إلى
( )3الدكتور عدنان الحاج ،مقالة بعنوان :توظيف األشخاص المعوقين من أهم طرق القضاء
على الفقر ،دليل التنوع في مكان العمل العدد السادس ،شباط ،2229صفحة.2 :
8
مواطنيهما بدمجهم في مجتمعهم واالستفادة من طاقاتهم المهدورة بتأمين
العمل الالئق لهم.
12
مقدمة
مع تطور دور الدولة من الدولة الحارسة إلى دولة الرعاية ،أضحت
جل دول العالم تعمل جاهدة على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية
الرأي والمعتقد ،وعلى توفير العدالة االجتماعية والمساواة في الحقوق
والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل .وقد صدرت على
المستوى الدولي العديد من اإلعالنات والمبادئ التي تنادي بحقوق اإلنسان،
وكان أشهرها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ،1849الذي شكل
عالمة على بداية ترسخ الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ضمن
حقوق اإلنسان الدولية( ،)1وتاله ما عرف بالعهد الدولي الخاص للحقوق
السياسية والمدنية والعهد الدولي الخاص للحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية الصادرين عام .1866
( )1بيترررر موسررركيني وحررراتم قطرررران ،مسررراءلة السياسرررات ،دليرررل مرجعررري لتعزيرررز الحقررروق اإلقتصرررادية
واإلجتماعيررة والثقافيررة ،شرربكة المنظمررات العربيررة غيررر الحكوميررة للتنميررة ،تررم إنترراج ونشررر هررذا التقريررر
برردعم مررن مؤسسررة دياكونيررا والوكالررة السررويدية للتنميررة الدوليررة فرري إطررار برنررام "الرردور الرردفاعي لمنظمررات
المجتمررع المرردني فرري مجررال صررناعة السياسررات االقتصررادية واالجتماعيررة فرري المنطقررة العربيررة" .نُشرررت
الطبعرررة األولرررى فررري آذار /مرررارس ،2213ملرررف ،PDFصرررفحة ،17 :علرررى الموقرررع اإللكترونررري للشررربكة:
http://www.annd.org/arabic/data/publications/pdf/45.pdf
11
األشخاص ذوي اإلعاقة إلى ،)2(% 52وبلغت نسبة البطالة بين الحاصلين
على بطاقة إعاقة منهم والقادرين على العمل ( % 68أعمارهم بين 19
و 64سنة)( ،)3مع اإلشارة إلى أن نسبة الحاصلين على هذه البطاقة ال يتعدى
الـ % 21من األشخاص ذوي اإلعاقة ،على اعتبار أن عددهم في لبنان
تجاوز األربعمئة ألف ( )422.222شخص( ،)4بينما بلغ عدد الحاصلين
على بطاقة إعاقة 72.375شخصا في نهاية العام ،)5(2228
( )2األهداف اإلنمائية لأللفية ،تقرير لبنان ،1118 ،الجمهورية اللبنانية واألمم المتحدة ،المؤلف الرئيسي زياد عبد
الصمد ،شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ،المنسقة :زينة علي أحمد ،برنام األمم المتحدة اإلنمائي،
طباعة مطبعة دار الكتب ،صفحة.21 :
( )3الجمهورية اللبنانية ،وزارة الشؤون اإلجتماعية ،وحدة األبحاث والدراسات ،برنام تأمين حقوق
المعوقين . 2228/12/31 ،كما تجدر اإلشارة إلى أن هذه األرقام ليست نتيجة إحصاء شامل ،إنما
تجمع بمناسبة تسليم بطاقة المعوق الشخصية لكل شخص يتقدم بطلبها وتكون إعاقته مدرجة في
التصنيفات التي اعتمدتها وزارة الشؤون اإلجتماعية.
( )4عماد الدين ،رائف ،مقال بعنوان 13 :عاما من التهميش األشخاص المعوقون أمام "جدار القطاع
العام" ،جريدة السفير ،العدد ،12486تاريخ.2213/6/5 :
( )5الجمهورية اللبنانية ،وزارة الشؤون اإلجتماعية ،وحدة األبحاث والدراسات ،مرجع أعاله.
( )6التقرير الوطني لمؤتمر األمم المتحدة للتنمية المستدامة (مؤتمر ريو ،)22+التنمية المستدامة في
لبنان :الوضع الراهن والرؤيا ،إعداد كريم الجسر وكابريسيا شبارخ ،الترجمة من اللغة اإلنكليزية
إلى اللغة العربية :نيكول الحاج وفريقها ،الطبع في لبنان،PDF file ،Wide expertise group :
صفحة ك .12على الموقع اإللكتروني التالي:
http://www.moe.gov.lb/getattachment/9c5d9e51-3f70-41b4-adfa-
c8763339e0c3/NATIONAL-REPORT-TO-THE-UNITED-NATIONS-CONFERENCE-O.aspx
( )7حوار مع المدير العام لوزارة العمل عبد هللا رزوق ،جريدة السفير ،مقالة بعنوان % 88من
األشخاص المعوقين في لبنان بال
12
المنطقة العربي ،فقد بلغت نسبة البطالة عند األشخاص ذوي اإلعاقة 97
،%ونسبة األمية ،% 53في حين أن % 39منهم لم يلتحقوا أبدا بالتعليم(.)1
كما يهدف هذا التقرير إضافة إلى النظر إلى واقع حق العمل لألشخاص
ذوي اإلعاقة في لبنان وفلسطين ،واالطالع على األسباب التي ساهمت في
( )1الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية .)2211( .مسح األفراد ذوي
اإلعاقة .رام هللا :الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني.
( )2خوان سومافيا ،المدير العام السابق لمنظمة العمل الدولية .عدالة اجتماعية لحقبة عربية
جديدة تعزيز الوظائف والحماية والحوار في منطقة متغيرة ،منظمة العمل الدولية ،المكتب
اإلقليمي للدول العربية ،النتائ اإلنمائية ،Pdf file .2211 – 2212هامش في رأس
للمنظمة: اإللكتروني العنوان .12 رقم الصفحة
http://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@arabstates/@ro-
beirut/documents/publication/wcms_215019.pdf
( http://ar.wikipedia.org/wiki/ )8منظمة العمل الدولية
13
وضعهم المؤسف من اإلقصاء والتهميش -حيث تخطت نسبة البطالة بينهم
حث المسؤولين على تحمل ّ في كلي البلدين كما أسلفنا -% 52إلى
مسؤولياتهم تجاههم ،وإظهار أهمية استثمار طاقات هذه الفئة المهمشة ليس
فقط بالنسبة لذواتهم بل لالقتصاد ككل ،والعمل بالتالي على تأمين العمل
الالئق لهم وتصديق االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لتقديم
أفضل الممكن بشأن تأمين الحقوق ألصحابها ،سيما وأن كل من الدولة
اللبنانية والسلطة الفلسطينية أكدتا على أهمية تأمين الحقوق لألشخاص ذوي
اإلعاقة أسوة ومساواة بالمواطنين من غير ذوي اإلعاقة .فقد أكدت الدولة
اللبنانية في األسباب الموجبة للقانون " ،2222/222أن أي عمل تشريعي
في مجال تأمين حقوق المعوقين ال يمكن أن يكون عرضيا أو ظرفيا ،بل
هو مستمر ودائم ويجب أن يكون من صلب اهتمامات الدولة والشعب،
بهدف التطوير المستمر والتحسين والتفعيل" .وأكدت المادة الثانية من
القانون الفلسطيني رقم ،1888/4على أنـه "للمعوق حق التمتع بالحياة
الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من
المواطنين ،"...خصوصا بعد أن أضحت فلسطين أواخر العام 2212دولة
مراقبة غير عضو في األمم المتحدة ،حيث أصبح بإمكانها االنضمام
والتوقيع والتصديق على اتفاقيات حقوق اإلنسان كافة.
وفي سبيل ذلك سندرس هذا التقرير في خمسة أقسام بعد أن
نتكلم بإيجاز عن منهجية إعداده ،وذلك كما يلي:
14
وبما أننا نسعى للنقد البناء وأن نضع المسؤولين عن هذا الواقع أمام
مسؤولياتهم ،فإننا عمدنا إلى أسلوب المقابلة والمقارنة( ،)1مقابلة التشريع مع
الواقع التطبيقي ومقارنة التشريع مع أحدث ما أق ّر في نفس المجال على
الصعيد الدولي ،فقابلنا بداية حق العمل في التشريعين اللبناني والفلسطيني
مع الواقع العملي المعاش في البلدين ،لنتعرف على الفجوات بين التشريع
والتطبيق وسبب عدم تطبيق القوانين ،ثم عمدنا إلى مقارنة هذين التشريعين
مع آخر ما توصل إليه القانون الدولي في هذا المجال المتمثل باالتفاقية
الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة.
()2
يقصد بالمقابلة إيجاد اإلختالفات ويقصد بالمقارنة إيجاد التشابهات ،ونقصد هنا بالمقارنة إيجاد
التشابهات واإلختالفات في آن.
15
وقد اعتمدنا في دراسة هذا التقرير بالنسبة للبنان وفلسطين ،بشكل
أساسي على تقريرين أساسيين ،األول سبق أن أعده إتحاد المقعدين اللبنانيين
( )LPHUبعنوان "المقارنة بين القانون 2222/222واالتفاقية الدولية
لألشخاص ذوي اإلعاقة" ،والثاني بعنوان "حق األشخاص ذوي اإلعاقة في
العمل الالئق" والذي سبق أن أعدته جمعية الشبان المسيحية القدس -برنامج
التأهيل ( ،)YMCAكما اعتمدنا على تقارير رصدية ومقابالت مع
متخصصين بتفعيل حق العمل لألشخاص ذوي اإلعاقة في كلي البلدين
المشمولين بالدراسة ،وذلك لدراسة حق العمل لألشخاص ذوي اإلعاقة كما
ورد في القانونين اللبناني والفلسطيني وإلظهار الفجوات بين هذين القانونين
والواقع الفعلي لحق العمل لألشخاص ذوي اإلعاقة من جهة وبينهما وبين
االتفاقية الدولية لألشخاص ذوي اإلعاقة من جهة أخرى.
ومن ثم اعتمدنا من أجل صياغة توصياتنا إضافة لما سبق ذكره ،على
دراسة حاالت ( )Case studiesومجموعات مركزة ()Focus Group
تتناول قصص نجاح لبعض األشخاص ذوي اإلعاقة (لبنانيين وفلسطينيين)
وأخرى تتناول آراء بعض الشركات والمؤسسات التي اتخذت خطوات مهمة
في سبيل تكوين بيئة دامجة فيها ،من إعداد فريق عمل إتحاد المقعدين
اللبنانيين ،وأخرى من إعداد فريق جمعية الشبان المسيحية القدس -برنامج
التأهيل.
القسم األول:
أهمية حق العمل
16
دساتير العالم على تبني ضمان الحقوق اإلجتماعية واإلقتصادية( )1تماما كما
تبنت الحقوق السياسية ،كونها تهدف إلى تعزيز قيمة اإلنسان واحترام ذاته.
وكون اهتمام الدولة بحق العمل لكل مواطنيها دون أي تمييز ،سيعزز من
ديمقراطيتها " إذ أنه من المؤكد أن اإلرادة السياسية للفرد سوف تكون أكثر
حرية عندما يتحرر من مخاوف البطالة والجهل والمرض"(.)2
وتعود أهمية تحقيق وضمان حق العمل كون الدولة التي تسعى لتحقيقه
تسعى لتطوير ذاتها وزيادة إنتاجيتها ،وبكفالة هذا الحق من قبلها لألفراد
الذين يسكنون في إقليمها دون تفرقة بين أبيض وأسود ،وبين رجل وامرأة،
وبين شخص ذي إعاقة وشخص غير ذي إعاقة ،إنما هي تعمل أيضا على
تعزيز جميع الحقوق األخرى المعترف بها في اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان الذي "شكل عالمة على بداية ترسخ الحقوق اإلقتصادية
واإلجتماعية والثقافية ضمن حقوق اإلنسان الدولية"( ،)3وهذا ما سيؤمن لها
(" )2بات من المؤكد أن بناء اإلطار الدسررتوري ألي نظام سررياسري -إقتصررادي -إجتماعي بصررورة
تنت صر للحقوق اإلقت صادية واإلجتماعية للمواطنين ،وتعلي من شأن عالقات اإلنتاج العادلة ،وتستند
لمبدأ توازن المصررالح والعدالة اإلجتماعية بين أطراف العملية اإلنتاجية ،يمكن أن تسرراعد على بناء
ا ستقرار مجتمعي حقيقي وقابل لإلستمرار ومبني على التراضي وليس على السيطرة األمنية التي ال
يمكن ألي استقرار مبني عليها أن يدوم" ،أحمد السيد النجار ،مقال بعنوان :مشروع لصياغة الحقوق
اإلقتصادية -اإلجتماعية في الدستور ،1121/1/2 ،متوفرة على ال موقع اإللكتروني لمركز األهرام
لررررررلرررررردراسرررررررررات السررررررررريرررررراسررررررررريررررررة واإلسرررررررررتررررررراترررررريررررررجرررررريررررررة:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1030538&eid=46
( )1الحقوق االجتماعية واالقتصادية في أقطار المغرب العربي ،ورقة مقدمة إلى المنتدى االقليمي
حول الحقوق االقتصادية واالجتماعية في ظل االزمات العالمية؛ هل هناك حاجة الى رؤية تنموية
بديلة في المنطقة العربية؟ 6و 1يناير ،1122فندق الكراون بالزا ،بيروت ،لبنان ،من تنظيم شبكة
المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ،إعداد ،د .عمار جفال ،ملف ،Pdfصفحة .8 :على الموقع
اإللكتروني التاليhttp://csr-dar.org/sites/default/files/15.pdf :
( )3بيترررر موسررركيني ،وحررراتم قطرررران ،مسررراءلة السياسرررات ،دليرررل مرجعررري لتعزيرررز الحقررروق
اإلقتصررادية واإلجتماعيررة والثقافيررة ،شرربكة المنظمررات العربيررة غيررر الحكوميررة للتنميررة ،تررم انترراج
ونشررر هررذا التقريررر برردعم مررن مؤسسررة دياكونيررا والوكالررة السررويدية للتنميررة الدوليررة فرري إطررار
برنرررام «الررردور الررردفاعي لمنظمرررات المجتمرررع المررردني فررري مجرررال صرررناعة السياسرررات
االقتصرررادية واالجتماعيرررة فررري المنطقرررة العربيرررة» .نُشررررت الطبعرررة األولرررى فررري آذار /مرررارس
17
األمن واإلستقرار وتاليا التقدم واإلزدهار ،إذ أنـه حينما يتأمن للفرد العمل
المالئم له سيسهل عليه تاليا تأمين المسكن والمأكل والمشرب والصحة
والتعليم ،كما أن ذلك سيؤهله ليكون مبدعا ومبتكرا وسيحفزه ليطلق العنان
لطاقاته وقدراته .ولطالما ارتبط الحق بالعمل بالعدالة اإلجتماعية وبتحقيق
السالم العادل والدائم ،لما في هدر هذا الحق والتسبب في البطالة من آثار
سلبية كبيرة ،بدءا من هجرة الشباب المتعلمين للعمل في الخارج ،وما يمكن
أن يترتب على ذلك من أزمة ،إذ أن معظم المهاجرين هم من الشباب الذين
يغادرون إلى غير رجعة( ،)4إضافة إلى اآلثار الخطيرة التي قد تهدد الحياة
اإلجتماعية لمعظم المواطنين وليس للعاطلين عن العمل وذويهم فحسب،
وما قد ينجم عنها من تعرض وجود األنظمة السياسية للخطر والزوال.
القسم الثاني:
إنطالقا مما سبق أن ذكرناه حول أهمية حق العمل ،كيف تعاملت كل
من الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية مع تأمين هذا الحق لألشخاص ذوي
اإلعاقة؟
( )4مقررال ب ع نوان وا قع ا ل بطررالررة في لبنرران ،ملف ،PDFعلى موقع الوسررررطيررة اإللكتروني:
http://www.wasatia.org/storage/Book3/11.pdf
19
أوالً :حق األشخاص اللبنانيين ذوي اإلعاقة بالعمل بين التشريع والواقع
( )2التوصية العربية رقم ،1بشأن تشغيل وتأهيل المعوقين -2118 ،مادة .4على الموقع اإللكتروني
التالي:
http://www.alolabor.org/final/images/stories/ALO/Arab_Convention_A
nd_Recommendations/Arab_Recommendation/Recommendation_7.
pdf
( )1محاضر مجلس النواب اللبناني ،الجمهورية اللبنانية ،مجلس النواب ،الدور التشريعي التاسع عشر،
العقد العادي ،محضر الجلسة الثالثة المنعقدة في الساعة العاشرة والنصف من قبل الظهر وبعده أيام
الثالثاء واإلربعاء والخميس في 1و 21و22أيار ،1111األسباب الموجبة وشرح الحكومة لمشروع
القانون الوارد بالمرسوم ،2884والمتعلق باألشخاص المعوقين ،صفحة.818:
( )8روبرت ،هيرون؛ وباربرا ،موري؛ المرشد العملي حول المساعدة في تشغيل األشخاص المعوقين،
دليل تطبيقي ،ترجمة :عزيز داوود ،إشراف ومراجعة يوشف القريوتي .مكتب العمل الدولي ،المكتب
اإلقليمي للدول العربية ،رياض الصلح بيروت لبنان ،1112 ،صفحة.8 :
18
وحيث أن المجتمع هو مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن
اإلعاقة( )4كما ورد في األسباب الموجبة للقانون ،2222/222وفي سبيل
إعادة التوازن ومساواة األشخاص ذوي اإلعاقة باألشخاص غير ذوي
اإلعاقة ،فقد كفل هذا القانون لألشخاص ذوي اإلعاقة الحق في العمل وفي
التوظيف (من المادة 69إلى المادة 77ضمنا) ،وألزم الدولة (ممثلة
بالمؤسسة الوطنية لإلستخدام ،بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم المهني
والتقني بشكل خاص) بالعمل على مساعدتهم ،بتأهيلهم وتوجيههم للدخول
في سوق العمل ضمن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ،وأسماها سوق العمل
العادية ،أما األشخاص الذين ال يمكن تلبية حاجاتهم هذه السوق ،فيمكن
توجيههم إلى مشاغل محمية أو إلى مراكز المساعدة بالعمل أو إلى مؤسسات
طبية اجتماعية تشغيلية ،وتتولى عملية المتابعة الدائمة لعملهم ،بهدف
توجيههم إذا أمكن إلى سوق العمل العادية .كما عمل القانون على توفير
معاش بطالة للشخص ذي اإلعاقة لحين حصوله على عمل.
ونص القانون على تشكيل لجنة تسمى "لجنة تفعيل حقوق المعوقين
بالعمل" ،تتولى تقديم اإلقتراحات كافة الكفيلة بتفعيل الحق بالعمل
المنصوص عليه في هذا القانون ،والتنسيق في ما بين جميع المعنيين من
إدارات وهيئات عامة وخاصة ،وتقديم المشورة إليهم عند الحاجة ،كما تعمل
على وضع آليات تشجع كل شخص ذي إعاقة يرغب بتأسيس مهنة حرة.
كما ألزم القانون الدولة بتخصيص نسبة % 3من وظائف القطاع العام
وألزم القطاع الخاص بهذه النسبة إذا فاق عدد األجراء في المؤسسة أو
الشركة الستين شخصا ،وبتوظيف شخص معوق واحد في حال كان عدد
األجراء يتراوح ما بين 32و 62شخصا ،وأعطاهم مهلة سنة لتنفيذ القانون
()4جهل لنتائ بعض التقاليد ،حروب ،حوادث...أنظر األسباب الموجبة للقانون ،1111/111مرجع
أعاله.
22
تحت طائلة تغريمهم – باستثناء من توفر فيه شرط اإلعفاء( - )1بغرامة
سنوية تساوي ضعفي الحد األدنى لألجور عن كل شخص معوق غير
مستخدم إلى أن يسووا أوضاعهم ،على أن يتولى الصندوق الوطني للضمان
اإلجتماعي التحقق من حسن تطبيق موجب أرباب العمل بتوظيف
األشخاص ذوي اإلعاقة ،وأوجب عليه عدم إصدار براءة ذمة لرب العمل
المخالف .في المقابل وللتحفيز على تنفيذ القانون ،2222/222نص المشرع
على حوافز ألرباب العمل بتخفيض ضريبة دخل كل منهم بمقدار الحد
األدنى لألجور عن كل شخص معوق يوظفه وهو غير ملزم باستخدامه
وفقا ا إلفادة من وزارة الشؤون اإلجتماعية .كما عمل المشرع أخيرا على
تعديل بعض القوانين لتواكب التطبيق السليم لهذا الحق ،وتعديل بعض مواد
طوارئ العمل.
(" )2يعفى رب العمل من تسديد الغرامة إذا تقدم من وزارة الشؤون اإلجتماعية بما يثبت أنه تقدم من
المؤسسة الوطنية لإلستخدام بطلب خاص لتوظيف شخص معوق ولم يكن لدى اإلدارة المختصة في
الوزارة أي شخص تتوافر فيه المواصفات المطلوبة بعد مرور ثالثة أشهر على تقديم الطلب" .الفقرة
(د) من المادة 14من القانون .1111/111
( )2المادة 87من القانون .2222/222
21
التطبيق العملي لحق العمل:
()8
أنظر الفقرة " "1من القاعدة السرررابعة:التوظيف ،من القواعد المحددة بشرررأن تكافؤ الفرص .التي
تنص أنررررره":ينبغي أن يتمثل الهدف دائما في ح صول المعوقين على عمل في سوق العمل المفتوح.
وفيما يتعلق باألشررخاص المعوقين الذين ال يمكن تلبية احتياجاتهم في سرروق العمل المفتوح ،يمكن أن
يتم ثل البديل لذلك في توفير وحدات صررررغيرة من العمالة المحمية أو المدعومة .ومن األهمية بمكان
تقييم نوع ية هذه البرام من ح يث جدوا ها وك فايت ها في إ تا حة الفرص لألشرررر خاص المعوقين كي
يحصلوا على عمل في سوق العمالة" ،على الموقع اإللكتروني التالي:
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N93/708/17/PDF/N9370817.pdf?OpenElement
()4إعتماد الجمعية العامة في 11كانون األول/ديسمبر ( 2118القرار ،16/48المرفق) ،للقواعد
الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين ،كان من بين النتائ الرئيسية لعقد المعوقين الذي أشرنا
المتحدة: لألمم اإللكتروني الموقع تقريرنا، من التمهيدية ا للمحة في إليه
http://www.un.org/arabic/disabilities/default.asp?navid=6&pid=647
22
قد نصت على أنـه "من األهمية بمكان تقييم نوعية هذه البرامج من حيث
جدواها وكفايتها في إتاحة الفرص لألشخاص ذوي اإلعاقة كي يحصلوا
على عمل في سوق العمالة" .فأين المشرع من هذا التقييم لهذه البرامج؟
في المجال ذاته ،وعند الحديث عن المسؤول عن تأمين هذا الحق ،فلقد
حدد المشرع أن "المؤسسة الوطنية لإلستخدام بالتعاون والتنسيق مع وزارة
التعليم المهني والتقني بشكل خاص هما المسؤوالن عن تأهيل وتوجيه
األشخاص المعوقين إلى سوق العمل"( )1إال أن غياب األجهزة المختصة في
هذه الوزارات( ،)2وغياب آليات التنفيذ وعدم تطبيق القانون إال ما نذر سواء
في القطاع العام أو القطاع الخاص( )3يطرح استفهاما واستغرابا كبيرين،
سيما وأنـه قد مر على إقرار القانون 222أكثر من ثالث عشرة سنة.
( )1المادة 72من القانون " :2222/222تتولى المؤسسة الوطنية لالستخدام ،بالتعاون والتنسيق مع
وزارة التعليم المهني والتقني بشكل خاص ،تأهيل المعوقين البالغين الثامنة عشرة من العمر ،وتوجيههم
إلى سوق العمل العادية ،أو إلى مشاغل محمية أو إلى مراكز المساعدة بالعمل أو إلى مؤسسات طبية
اجتماعية تشغيلية ،ومتابعة عملهم ،كما تتولى عملية المتابعة الدائمة لعملهم ،بهدف توجيههم إذا أمكن
إلى سوق العمل العادية".
( )1قراءة نقدية لقانون حقوق المعوقين " ،"111اتحاد المقعدين اللبنانيين -اتحاد جمعيات المكفوفين
في لبنان ،تاريخ .1112-8-21 :ملف وورد متوفر على موقع إتحاد المقعدين اللبنانيين اإللكتروني:
،www.lphu.comصفحة .21
( )8حميدي صقر ،كلمة ألقاها في ندوة "تطبيق وتطوير التشريعات لعمل المعوقين" :الرعاية الشاملة
واستكمال مراسيم القانون ،111جريدة المستقبل ،العدد ،8811تاريخ/11 :تموز ،1111/صفحة:
.8
23
كل وظيفة من الوظائف العامة( .)4لكن في العام ،2212غ ّير مجلس الخدمة
المدنية رأيه( )5فلم يعد يشير إلى ضرورة إصدار مرسوم لتحديد الوظائف
التي يمكن لألشخاص ذوي اإلعاقة إشغالها ،كما لم يعد غياب هذا المرسوم
يحول دون إفادة هؤالء من الكوتا الممنوحة لهم( ،)6لكن رغم هذا التطور
الملحوظ فإن غياب النص القانوني الملزم يؤدي إلى حرمان األشخاص ذوي
اإلعاقة من حقوقهم من دون إمكانية استثارة المسؤولية عن هذا اإلنتهاك،
وهذا ما يثبته الواقع ،فبعض األشخاص ذوي اإلعاقة ال يزالون يشكون من
عدم سماح مجلس الخدمة المدنية لهم بإجراء إمتحانه.
( )4دراسة بعنوان "مراجعة تقييمية للقانون ،1111/111إعداد المحامي نزار صاغيه ،ومكتب
المفكرة القانونية ،إتحاد المقعدين اللبنانيين ،1121 ،صفحة .22 :عن الكتاب رقم 1111/8211
الصادر عن مجلس الخدمة المدنية في 1118/8/28والموجه الى وزارة الشؤون االجتماعية؛ الكتاب
رقم /86ص الصادر عن مجلس الخدمة المدنية في 1114/1/6والموجه الى وزارة الشؤون
االجتماعية؛ الكتاب رقم 811الصادر عن مجلس الخدمة المدنية في 1114/8/11والموجه الى
اتحاد المقعدين اللبنانيين؛ الكتاب رقم 1126الصادر عن مجلس الخدمة المدنية في 1111/1/2
والموجه الى وزارة الصاحة العامة ،منشور في "االراء المبدية في العام ،"1111متوفر على العنوان
التاليhttp://www.csb.gov.lb/Sayings/default.aspx :
( )1أعلن المجلس مؤخرا -ووزارة الشؤون اإلجتماعية– عن وضع آلية لتطبيق كوتا الر %8في القطاع
العام لكونه " قطاع الدولة ومسؤوليتها ،والدولة صاحبة اليد العليا فيه التي يجب أن تكون هي القدوة
للمؤسسات الخاصة في تطبيق القانون" ،وذلك من خالل حجز نسب من الوظائف ألصحاب االعاقات
الذين ينجحون في االمتحانات دون الخضوع ألي تراتبية أو أي تسلسل نجاح .دراسة بعنوان "مراجعة
تقييمية للقانون ،1111/111إعداد المحامي نزار صاغيه ،ومكتب المفكرة القانونية ،إتحاد المقعدين
اللبنانيين ،مرجع أعاله ،صفحة .22 :نقال عن الوكالة الوطنية لإلعالم ،أبو فاعور أعلن آلية تطبيق
قانون توظيف المعوقين" ،1122/8/1 ،متوفر على العنوان التالي:
http://www.nna-leb.gov.lb/print.aspx?id=339626&lang=JOU
( )6دراسة بعنوان "مراجعة تقييمية للقانون ،1111/111إعداد المحامي نزار صاغيه ،ومكتب
المفكرة القانونية ،إتحاد المقعدين اللبنانيين ،مرجع أعاله ،صفحة.22 :
24
"قدمت طلب امتحان في مجلس الخدمة المدنية لوظيفة عامل مهني في
مؤسسة (م.ب) ،وقدمت بطاقة اإلعاقة وبعد عدة أيام قام المجلس
باالتصال بي للسؤال عن نوع اإلعاقة وتبين الحقا أن اسمي محذوف من
بين األسماء التي يحق لها إجراء االمتحان".
تقرير الرصد األول ،مرصد حقوق المعوقين ،2212 ،إعداد :سمية بو
حسن ،إشراف سيلفانا اللقيس ،مراجعة قانونية :المفكرة القانونية ،صفحة
.21
25
قانونا( )1وبرر الصندوق الوطني عمله هذا بأن تنفيذ "القانون َيلز ُم ُه وضع
مراسيم تطبيقية لتداخل عمل وزارة العمل ووزارة الشؤون اإلجتماعية
والهيئة الوطنية لإلستخدام ،ونظرا لعدم صدور هذه المراسيم(.)2
لكن تجدر اإلشارة إلى أنـه بالنسبة لما نص عليه المشرع في المادة
57حول المنافع في حال التوظيف اإلضافي ،من "حسم على ضريبة الدخل
بقيمة الحد األدنى لألجور لكل رب عمل في القطاع الخاص الذي يستخدم
أشخاصا ا معوقين بعدد أكبر مما هو ملزم باستخدامهم" ،فلم يتم اختباره
بعد لعدم تقدم أي رب عمل بهكذا إفادة ،وإن كان من الناحية المبدئية ال
يوجد أي مانع قانوني من تطبيق أحكام هذه المادة ،وتعتبر وزارة المالية
أنها ملزمة بتنفيذ هذا البند في حال ورود أي طلب بشأنه(.)2
( )2بول مرقص ،الخطة الوطنية لحقوق اإلنسان في لبنان ،حقوق المعوقين والسبيل إلى تنظيم حقوقهم،
مجلس النواب ،لجنة حقوق اإلنسان النيابية ،بالتعاون مع برنام األمم المتحدة اإلنمائي،UNDP ،
مسودة محصورة التوزيع بالمجموعة القطاعية :حقوق المعوقين ،صفحة.16 :
( )1أشار رئيس مصلحة براءة الذمة إلى أن عدم صدور المراسيم التطبيقية يعني أنه "ال يمكن للصندوق
الشروع بالتنفيذ وإلزام صاحب العمل بتطبيق أحكام المادة 14من القانون 1111/111لتعذر قيام
وزارة العمل بقبض الغرامة المحددة في الفقرة "ج" من المادة 14وكذلك عدم إمكانية التنفيذ من قبل
وزارة الشؤون اإلجتماعية لتطبيق الفقرة "د" من المادة عينها ،لذلك رأت اإلدارة أنره من الضروري
تعديل المذكرة اإلعالمية رقم )8(1112/184بموجب المذكرة اإلعالمية رقم 811تاريخ
،1112/21/8والتي تتضمن ما يلي":الموافقة بصورة استثنائية ولمدة ستة أشهر أو لحين صدور
المراسيم التطبيقية والنصوص التي تسمح لوزارة العمل بتطبيق أحكام القانون 1112/111لجهة
استيفاء الغرامة في حال اختيار صاحب العمل تسديدها وعلى إعطاء أصحاب العمل براءة ذمة
محصورة شرط إثباتهم أنهم تقدموا من وزارة العمل بطلب دفع الغرامة المنصوص عليها في المادة
14فقرة "ج" وأن الوزارة تعذر عليها قبضها )...وذلك تأمينا لحسن سير عمل المؤسسات المنتسبة
إلى الصندوق وعدم التسبب بعرقلة أدائهم وإنتاجهم" ،علي شقير ،رئيس مصلحة براءة الذمة بالوكالة
في الصندوق .محاورة معه ،مجلة الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي ،العدد ،61 :أيلول ،1111
صفحة.11 :
( )8نزار صاغيه ومكتب المفكرة القانونية ،إتحاد المقعدين اللبنانيين ،مرجع سابق ،الجدول رقم "."2
26
بتأمين الوظائف لألشخاص ذوي اإلعاقة تحت طائلة تحملها لهذا التعويض،
إال أن هذا األمر قد أفسد بدوره وذلك لسببين على األقل ،األول هو صدور
مرسوم تعويض البطالة رقم 7794بتاريخ ،2222/4/25دون مراعاة واقع
األشخاص ذوي اإلعاقة فعليا ،فهو ينص على أنـه "يحق لكل شخص معوق
سبق له أن مارس عمال دون انقطاع لمدة ستة أشهر على األقل ،اإلستفادة
من هذا المرسوم وعلى أن يكون قد تسجل في المؤسسة الوطنية لإلستخدام
بحثا عن عمل لمدة ثالثة أشهر ولم تجد له عمال مناسبا وأن يكون قد تقدم
من وزارة العمل بطلب الحصول على تعويض البطالة".
فهذا المرسوم شبه تعجيزي لمعظم األشخاص ذوي اإلعاقة ،فماذا لو
لم يتح للشخص ذي اإلعاقة العمل لفترة ستة أشهر ،مع أنـه تسجل في
المؤسسة الوطنية لإلستخدام لمدة ثالث سنوات وليس ثالثة أشهر ،بحثا عن
عمل ،والواقع المر خير دليل على ذلك ،حيث أنـه منذ العام 2223لم تقم
المؤسسة الوطنية لإلستخدام -التي تعتبر الجهة الرسمية المسؤولة عن
توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة حسب قانون -2222/222بتوظيف أي
شخص ذي إعاقة( ، )4وما يزيد األمر سوءا أنه حسب آخر إحصاء لوحدة
الدراسات في وزارة الشؤون اإلجتماعية فإن % 18من عدد األشخاص
ذوي اإلعاقة المسجلين في وزارة الشؤون والحاصلين على بطاقة إعاقة هم
غير قادرين على العمل( ،)2من هنا فإنه على الدولة أن تأخذ بعين اإلعتبار
أوال المعيار الذي تم على أساسه اعتماد القدرة على العمل من عدمه ،ومن
ناحية ثانية توفير إعانة إجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة الذين ال تتوفر
فيهم شروط نظام الحماية من البطالة وفقا ألحكام المادة 16من اإلتفاقية
( )4سمية ،بو حسن ،دراسة بعنوان :الحق في العمل والتعليم لألشخاص المعوقين في لبنان ،إتحاد
التالي: اإللكتروني العنوان على متوفرة اللبنانيين، المقعدين
http://www.disabilitymonitor.org/node/37
( )1الجمهورية اللبنانية ،وزارة الشؤون اإلجتماعية ،وحدة األبحاث والدراسات ،برنام تأمين حقوق
المعوقين ،مرجع سابق.
27
الدولية بشأن النهوض بالعمالة والحماية من البطالة ،الصادرة عام
.)1(2188
واألمر الثاني وهو ما عطل تعويض البطالة ،هو الخالف بين وزارتي
العمل والمال ،فاألولى تربط قانون الغرامة بمرسوم تعويض البطالة،
ووزارة المالية ترفض فتح اعتماد في موازنة وزارة العمل لتتمكن من قبض
الغرامات المنصوص عنها (بخصوص المؤسسات المخالفة لشرط تشغيل
األشخاص ذوي اإلعاقة) بحجة "األوضاع اإلقتصادية" .فجمد بذلك تعويض
البطالة ولم تحل هذه المشكلة حتى تاريخه ،إال أن هناك بعض التقدم قد
تحقق في هذا الموضوع على صعيد التعاون بين الوزارتين ،حيث كلف
وزير العمل ،بالتنسيق مع وزارة المال ووزارة الشؤون اإلجتماعية
والصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي ،مديرة العرفيات ،بوضع مشروع
مرسوم تطبيقي بشأن آلية عمل صندوق البطالة(.)3
أما بالنسبة "للجنة تفعيل حقوق المعوقين بالعمل" ،فقد صدر مرسوم
تشكيلها في العام ،2223لكن هذه اللجنة كاللجان األخرى التي نص على
إنشائها القانون ،2222/222تتكون من ممثلين عن وزرات عدة وترتبط
بوزارات عدة من دون وضع أية آلية للتنسيق بين أعمالها هذا من ناحية،
ومن ناحية أخرى ال يوجد أي تنسيق بينها وبين الهيئة الوطنية باستثناء
وجود "مندوب معوق" من الهيئة ضمن أعضائها .وإذا كان ثمة فارق بين
( )2تنص المادة 26من اإلتفاقية الدولية بشأن النهوض بالعمالة والحماية من البطالة على أنه" :تضع
الدول األعضاء في اعتبارها أنه توجد فئات عديدة من األشخاص الباحثين عن عمل الذين لم يتعرف
بهم أبدا من قبل كعاطلين أو توقف اعتبارهم كذلك ،أو الذين لم ينتموا أبدا إلى نظم الحماية من البطالة
أو لم يعودوا ينتمون إليها .ومن ثم يجب أن تتلقى إعانات اجتماعية ،بالشروط والطرائق المقررة.
( )3مقابلة مع الرئيس سليم جريصاتي ،وزير العمل في حكومة تصريف األعمال التي يرأسها الرئيس
نجيب ميقاتي ،أجراها السيدة ضحى يحفوفي منسقة مشروع الدم اإلجتماعي واإلقتصادي في إتحاد
المقعدين اللبنانيين ،ود .محمد بارود باحث قانوني في اإلتحاد ،في وزارة العمل في المشرفية ،تاريخ:
/22أيار.2213/
29
هذه اللجنة واللجان األخرى ،فهي أنـها اجتمعت عدة مرات وتقدمت بتقارير
سنوية وتوصيات إلى اإلدارات المعنية كما رفعت دراستين إلى مجلس
الوزراء دون أن يتم تنفيذهما ،لكن ما لبث أن تم تعطيلها بسبب عدم إمكانيتها
حل الخالف بين وزارة العمل ووزارة المالية حول تطبيق المادة 74من
القانون وبسبب إصرار مجلس الخدمة المدنية على إلقاء المسؤولية على
وزارة الشؤون اإلجتماعية في ما يتعلق بالتوظيف في القطاع العام(.)4
وما يعيق تطبيق القانون أيضا هو البيئة غير الدامجة (لناحية البيئة
المادية ولناحية األفكار المسبقة لدى المجتمع عن الشخص ذي اإلعاقة)
وهذا ما يحد من المساهمة الفعالة لألشخاص ذوي اإلعاقة في مجتمعهم
لصعوبة تنقلهم باستقاللية تامة داخل منازلهم التي يعيشون فيها وكذلك في
البيئة خارجه ،فهناك صعوبة في وصولهم إلى وسائل النقل العام غير الدامج
أصال ،وإلى المدارس والمهنيات والجامعات ومرافق العمل ،وإلى أنظمة
المعلومات واإلتصال ...والحقيقة أن السبب في ذلك يعود في بعض األحيان
إلى نقص أو فجوات في القانون والبعض اآلخر يعود إلى عدم تطبيق القانون
رغم تفصيله الواسع في بعض الحقوق ،فعلى الرغم من مرور أكثر من
ثالثة عشر سنة على إقرار القانون ،2222/222والذي أقر وبشكل مفصل
لـ"حق النقل" الدامج في القسم الخامس منه في عشرة مواد (من المادة 44
إلى المادة ،)54بدءا من "تأمين الدولة للباصات المجهزة" ،إلى "لصق
الشعار العالمي للمعوقين على الجوانب كافة لوسيلة النقل وتجهيزها بمنبه
(زمور) خاص يطلقه السائق إجباريا عند التوقف واإلقالع لتنبيه األشخاص
المعوقين بصريا وحظر استعمال هذا الزمور لغير وسائل النقل
المخصصة" ،إلى محطات النقل ،إلى "تخصيص مقاعد لألشخاص
المعوقين في وسائل النقل غير المجهزة أيضا" ،إلى "منافع وحسومات مالية
يستفيد منها األشخاص المعوقون في وسائل النقل العامة البرية منها
( )4نزار صاغية ،دراسة تقييمية للقانون ،2222/222مرجع سابق ،ملحق رقم ( ،)3الئحة باللجان
المتخصصة المنصوص عليها في القانون.
28
والجوية" ،إلى "عقوبات تطال من يرفض أن يقلهم" ،إلى "تخصيص مواقف
لهم في المواقف العامة والخاصة وحسب المعايير الدولية" ،إلى "فرض
غرامات لمن يخالف ويحتل هذه المواقف الخاصة باألشخاص المعوقين"،
إلى "تدريب األشخاص المعوقين على القيادة وتأمين رخص سوق لهم
وتأمين سياراتهم".
32
البيئة المؤهلة بشكل عام والتي اقتصرت باإلجمال على التجهيز الهندسي،
وهو ما يؤثر على نفسية األشخاص ذوي اإلعاقة وأبسط حقوقهم اإلجتماعية
من جهة ويحد من قدرتهم على استعمال البيئة المحيطة سيما المواصالت
العامة وما ينعكس بالتالي على مستواهم الصحي والعلمي واإلنتاجي من
جهة أخرى.
تجدر اإلشارة إلى أنه ال يوجد في لبنان ومنذ العام 2181أي تعداد
رسمي للسكان وإن كانت اإلحصاءات غير الرسمية تقدر عدد سكان لبنان
بأربعة ماليين نسمة بالتساوي تقريبا بين النساء والرجال ،وينطبق هذا الحال
على اإلشخاص ذوي اإلعاقة ،والقانون اللبناني قد أطلق لفظ "شخص
معوق" ولم يفرق بين ذكر وأنثى ،والمعوقات التي تصادف األشخاص ذوي
اإلعاقة تصادف كال الجنسين ،وإن كانت النساء ذوات اإلعاقة قد تتأثر أكثر
من الذكور ذوي اإلعاقة في بعض الحقوق مثل التعليم والعمل ،ويعود ذلك
إلى الثقافة والقيم والمعايير اإلجتماعية السائدة لدى بعض فئات المجتمع
اللبناني ،لكن هذا ال يعني استبعاد النساء ذوات اإلعاقة عن الدمج في
المجتمع اللبناني وسنعرض في القسم الرابع بعض نماذج عمالة المرأة
ونجاحها في عملها.
31
فلسطين الناتجة عن اإلنتفاضة األولى والتي خلفت وراءها اآلالف من
األشخاص ذوي اإلعاقة ومئات الشهداء ،حيث تشير األبحاث واإلحصاءات
أن نسبة اإلعاقة وخاصة الحركية من أعلى النسب في العالم( .)1هذا الوضع
قد خلق حاجة ماسة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية الناشئة حديثا إلى إقرار
هذا القانون من أجل تعويض مصابي وجرحى اإلنتفاضة.
وعند النظر للوهلة األولى إلى القانون الفلسطيني للمعوقين رقم 4لعام
1888واللوائح التنفيذية الصادرة عنه وخصوصا الالئحة التنفيذية رقم 42
لعام ،2224فإنه يبدو لنا جودة هذا القانون من حيث شمولية الحقوق ،حيث
يالحظ بأن الحقوق كافة المذكورة فيه تطابق الحقوق المذكورة في اإلتفاقية
الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة خصوصا ما يتعلق بالتأهيل
والتدريب ،والعمل ،والمواءمة ،إال أن النتائج على أرض الواقع تشير إلى
عكس ذلك تماما .فمن الناحية النظرية ،وعلى سبيل المثال فقد نص هذا
القانون في المادة 12على " إلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية
باستيعاب عدد من المعوقين ال يقل عن % 5من عدد العاملين بما يتناسب
مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات مع جعل أماكن العمل مناسبة لهم"،
وأيضا نص على "تشجيع تشغيل المعوقين في المؤسسات الخاصة من خالل
خصم نسبة من مرتباتهم من ضريبة الدخل لتلك المؤسسات" .ونصت
الالئحة التنفيذية الصادرة عنه أيضا على أن " كل شركة أو مؤسسة ال
توظف أشخاصا معوقين عليها دفع بدل راتب المعوق حسب الحد األدنى
إلى صندوق خاص للمعوقين ينشأ بقرار من وزير الشؤون اإلجتماعية في
الوزارة يخصص لصرف المساعدات منه لصالح األشخاص المعوقين غير
العاملين" ،لكن وعلى الرغم من تلك النصوص فإن واقع عمالة األشخاص
()1
الهيئة المستقلة لحقوق األنسان ،فصلية حقوق اإلنسان الفلسطيني ،عدد خاص حول األشخاص
ذوي اإلعاقة ،تشرين الثاني .2211
32
ذوي اإلعاقة مرير وشبه معدم ،وهذا عائد إلى العديد من األسباب اإلجرائية
والتشريعية والرقابية والتي سنقوم بتوضيحها بشكل أكبر أدناه.
يشير آخر مسح لألفراد ذوي اإلعاقة أجراه الجهاز المركزي لإلحصاء
الفلسطيني ووزارة الشؤون اإلجتماعية عام 2011إلى أن % 97من
األشخاص ذوي اإلعاقة ال يعملون ،وأن % 37منهم لم يلتحقوا أبدا بالتعليم،
وأن % 53أميون ،و % 76منهم غير قادرين على استخدام المواصالت
العامة.
كما أن هناك تناقضا في عبارات النص الواحد ،فلدى النظر إلى المادة
الثانية من هذا القانون نجد إقرارا بأن اإلعاقة ليست سببا لعدم تمتع الشخص
ذي اإلعاقة بالحقوق شأن غيره من المواطنين ،وفي الوقت عينه ،تربط هذه
المادة حقوق وواجبات األشخاص ذوي اإلعاقة بالحد الذي تسمح به قدراتهم
وإمكاناتهم .إضافة إلى ذلك ،فقد جعل هذا القانون من وزارة الشؤون
اإلجتماعية الجهة التي تقع عليها مسؤولية متابعة تطبيق القانون بالتنسيق
مع الجهات األخرى ،وذلك دون احتوائه على مواد وضوابط وآليات إلدارة
33
عمليات التنسيق والمتابعة والرقابة مع الوزرات التنفيذية األخرى ذات
العالقة.
كما أننا نجد العديد من المواد األخرى التي تقر مجموعة من الحقوق
والتي في الغالب تعالج الحقوق اإلجتماعية فقط ،وإنما تفعل ذلك في إطار
مبتور إلى حد كبير وضمن بُعد أُحادي في كثير من األحيان.
ومن ناحية أخرى ،فإن عدم التطبيق السليم لحق العمل لألشخاص ذوي
اإلعاقة يعود إلى وجود العديد من المشاكل التي لها عالقة بالجانب السياسي
والرقابي وبالجانب التنظيمي واإلجرائي للقانون رقم 4لعام 1888واللوائح
التنفيذية الصادرة عنه.
وما زاد األمر تعقيدا أن وزارة الشؤون اإلجتماعية لم تقم بصياغة تلك
الضوابط والمعايير إلى وقت إعداد هذا التقرير .وتتمثل الصعوبة الثانية بأن
القسم الخاص بتلقي التظلمات وشكاوى األشخاص ذوي اإلعاقة هو غير
فاعل ،والدليل هو عدم وجود تقرير سنوي يبين حجم تلك الشكاوى
وموضوعها ،كما أنه ال يوجد هنالك أية مواد موثقة تثبت قيام الوزارة "بلفت
نظر كل صاحب عمل أو مسؤول في مؤسسة حكومية يقوم باستغالل
( )1معن إدعيس ،تقرير حول اللوائح التنفيذية للقوانين ،الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن.
(.)2222
34
الشخص المعوق ويتم اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة بحقه إذا تكرر منه
نفس العمل" وذلك حسب المادة ( )12من الالئحة التنفيذية.
كما تعود هذه الصعوبات في التطبيق لعدم تحديد هذه الالئحة التنفيذية
للجهات المسؤولة عن تنفيذها ولتوزيع الصالحيات في ما بينها ،مما أحدث
حالة من الغموض حول المسؤوليات والصالحيات ما بين الوزارات
المختلفة وخلق العديد من الفرص لدى الوزارات المختلفة للتهرب من
مسؤولياتها تجاه تطبيق الحقوق المنصوص عليها في قانون المعوقين رقم
.4
باإلضافة إلى ذلك ،فإن هناك رسائل مزدوجة تتضمنها القوانين ذات
العالقة والتي تعزز في الغالب النموذج الفردي وتحديدا انعكاسات وأبعاد
التوجه الطبي ،ونستعين في تبيان ذلك بقانون العمل الفلسطيني رقم 7للعام
2222م المادة ( ، )22( )1إذ يركز في تعريفه للشخص ذي اإلعاقة على
األثر السلبي لإلعاقة /اإلصابة ،على قدرة الشخص على العمل والقيام بأحد
الوظائف الحياتية األساسية ،كما يشير إلى حاجة هذا الشخص للرعاية
والتأهيل في سبيل دمجه أو إعادة دمجه في المجتمع ،األمر الذي يتنافى مع
كون األشخاص ذوي اإلعاقة هم جزء ال يتجزأ ُ من التنوع الطبيعي
والمنظومة اإلجتماعية على اختالف شرائحها ،كما يتنافى مع كون اإلعاقة
هي قضية حقوقية تنموية تتطلب تدخالت متكاملة ومتشابكة لضمان وصول
( )2معن إدعيس ،تقرير حول اللوائح التنفيذية للقوانين ،مرجع أعاله.
35
األشخاص ذوي اإلعاقة إلى الحقوق كافة على قدم المساواة مع اآلخرين،
وال تمثل الرعاية والتأهيل اآلليات الوحيدة لضمان ذلك.
-التمييز السلبي على أساس نوع اإلعاقة والذي برز واضحا في
تخصيص األشخاص ذوي اإلعاقة البصرية واألشخاص ذوي اإلعاقة
الحركية/الجسدية.
36
-إرجاع األمر في إقرار الكفاءة للجنة الطبية كجهة اختصاص في هذا
السياق ،علما بأن اللجنة الطبية هي عادة ال تتشكل من أعضاء متعددي
التخصصات.
وما يعيق تطبيق القانون أيضا في فلسطين هو المشكلة ذاتها التي سبق
أن ذكرناها في لبنان وهي البيئة الدامجة (لناحية البيئة المادية ولناحية
األفكار المسبقة لدى المجتمع عن الشخص ذي اإلعاقة) ،وبالتالي فإنه سينتج
عنها ذات المشكلة.
فلناحية البيئة المؤهلة هناك مشكلة تواجه األشخاص ذوي اإلعاقة وهي
تتمثل بعدم مواءمة منازلهم وهذا ما يحد بشكل كبير من قدرتهم على التنقل
باستقاللية ،ولناحية النقل والمواصالت فلم يتم مواءمتها على نحو يمكن
لألشخاص ذوي اإلعاقة الحركية استخدامها باستقاللية ودون الحاجة
لمساعدة اآلخرين فالعديد من الطرق المستخدمة في تقديم مثل هذا النوع من
المساعدة ال يأخذ بعين اإلعتبار خصوصية األشخاص ذوي اإلعاقة بشكل
عام والنساء والفتيات ذوات اإلعاقة بشكل خاص ،والذي يتمثل في الغالب
بحملهم من الكرسي إلى ال َمر َكبة ،وبالعموم فإن مفهوم الجهات الحكومية
للمواءمة هو فهم مجتزأ يقتصر في كثير من األحيان على مداخل المباني
وطوابقها األرضية ،وهذا يعني تقليص فرص تنقل الطلبة ذوي اإلعاقة
الحركية بشكل مستقل وكامل داخل البيئات التعليمية ،كما يؤدي بهم للشعور
بالتمييز السلبي وعدم المساواة ،باإلضافة إلى عدم تمكنهم من الوصول
لبعض المرافق الحيوية مثل دورات المياه والمختبرات ومكتبة المدرسة
وغيرها ،فالدراسات تشير إلى أن %11من األفراد ذوي اإلعاقة قد تركوا
37
التعليم بسبب المعوقات البيئية والمادية( ،)2كما أنه لناحية حق التعليم ،فإن
فلسفة وسياسة التعليم الجامع التي تتبناها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية
هي فلسفة قاصرة ،فهناك غياب للكوادر التعليمية المؤهلة لتوصيل
المعلومات لجميع الطلبة على السواء ودون تمييز على أساس اإلعاقة أو
على أساس نوع اإلعاقة.
ولناحية نظرة األهل ألوالدهم ذوي اإلعاقة سيما اإلناث منهم ،فقد
أظهرت دراسة جامعة بيرزيت ،والتي اشتملت عينتها على 1211
( )1الجهاز المركزي لألحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية ،2211 ،صفحة .25
( )2الجهاز المركزي لألحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية ،2211 ،صفحة .13
( )3الجهاز المركزي لألحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية ،2211 ،صفحة .29
39
فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ،أن % 81من األسر الفلسطينية
يعتقدون بأن األولوية في التعليم هي للذكور ذوي اإلعاقة مقابل %28
لإلناث ذوي اإلعاقة ،باإلضافة إلى أن % 84من األسر الفلسطينية تعتقد
بأن األولوية للتعليم هي لألبناء بدون إعاقة مقابل % 26يرون أن األولوية
لألبناء من ذوي اإلعاقة(.)2
( )1توجهات ومؤشرات حول اإلعاقة في األراضي الفلسطينية ،جامعة بيرزيت -مركز دراسات
التنمية ،صفحة .41
38
الخصوصية التي تفرضها الفروق الفردية وتحترم كما تلتزم بتأمين
احتياجات الموظفين التي تمكنهم من ممارسة عملهم كما اآلخرين.
أما اآلن فإنه من المهم جدا على جميع األطراف وخصوصا المؤسسات
ذات العالقة بقضايا األشخاص ذوي اإلعاقة القيام بالضغط على الجهات
( )2الجهاز المركزي لألحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية ،2211 ،صفحة .29
42
المختصة من السياسيين ووزير الخارجية والمجلس التشريعي وجهاز
الرئاسة الفلسطينية ،وممثلي دولة فلسطين في األمم المتحدة وعلى جميع
األطراف ذوي العالقة من أجل التوقيع والمصادقة على اإلتفاقية الدولية
لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لتدخل حيز التنفيذ في األراضي الفلسطينية.
القسم الثالث:
41
أوالً :على صعيد تعريف الشخص ذي اإلعاقة
( )1المادة الثانية من القانون " :2222/222المعوق هو الشخص الذي تدنت أو إنعدمت قدرته على:
ممارسة نشاط حياتي هام واحد أو أكثر ،أو تأمين مستلزمات حياته الشخصية بمفرده .أو المشاركة
في النشاطات االجتماعية على قدم المساواة مع اآلخرين ،أو ضمان حياة شخصية أو اجتماعية طبيعية
بحسب معايير مجتمعه السائدة ،وذلك بسبب فقدان أو تقصير وظيفي بدني أو حسي أو ذهني ،كلي أو
جزئي ،دائم أو مؤقت نات عن اعتالل بالوالدة أو مكتسب أو عن حالة مرضية دامت أكثر مما ينبغي
لها طبيا أن تدوم.
( )2الفقرة الثالثة من المادة األولى من القانون الفلسطيني رقم .1888/4
( )3ان المقابل لتعبير عاهة في النص العربي هو تعبير impairmentsفي النص االنكليزي و
incapacitésفي النص الفرنسي ،وكالهما تعبيران اكثر موضوعية من تعبير عاهة الذي يوحي
بوجود تشوه او خروج عن الحالة الطبيعية ،في حين ان معنى المصطلحين الفرنسي واالنكليزي هو
وجود قصور او نقص في القدرات لدى الشخص المعني ،وهو تعبير اكثر موضوعية وال يتضمن اي
اشارة قيمية من أي نوع.
أديرب نرعرمره ،مستشار سياسات مكافحة الفقر ،وحدة الدعم الفني للدول العربية ،برنام االمم
المتحدة اإلنمائي ،مداخلة/ورقة بعنوان االعاقة :مقاربة تنموية انطالقا من االتفاقية الدولية .صفحة:
التالي: اإللكتروني الموقع على منشور .5
42
والبيئات المحيطة" ،فهي إذن "تفاعل بين أشخاص يملكون قدرات وظيفية
مختلفة وبيئة ال تأخذ هذا اإلختالف بالحسبان" ،من هنا فإنه ال يمكننا أن
نتكلم عن أي حق من حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة دون أن نروض هذه
البيئة المعيقة ونجعل منها بيئة مؤهلة تتناسب مع كل القدرات مهما تدنت،
وهذا ما دأبت على فعله اإلتفاقية الدولية.
إنطالقا مما سبق فإن اإلتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة
وبخالف القانونين اللبناني والفلسطيني لم تبدأ بتعداد الحقوق وتفصيل
تأمينها ،إنما عملت بداية على إزالة العوائق البيئية ،فقبل نصها على مختلف
الحقوق ومن ضمنها حق العمل ،بدأت بوضع مبادئ عامة لتحقيق الحقوق،
والتزامات عامة تتعهد الدول باإللتزام بها ،وحرصت على التأكيد على
المساواة وعدم التمييز ضد األشخاص ذوي اإلعاقة ،ال سيما منهم النساء
واألطفال ،وعملت على تعزيز أو إذكاء الوعي بحقوق األشخاص ذوي
اإلعاقة وإمكانية الوصول إليها ،ثم فصّلت كل حق من الحقوق ،التي تضمن
لهم الحياة الكريمة دون أي تمييز عن األشخاص غير ذوي اإلعاقة ،سياسيا
كان هذا الحق أم مدنيا أم اجتماعيا أم اقتصاديا أم ثقافيا.
فعلى صعيد حق العمل الذي هو محور دراستنا ،لم تكتف اإلتفاقية الدولية
بالنص على ضرورة كفالة الحق فقط ،إنما تبدأ من اإلعتراف بأهميته في
ديباجتها ،إلى تعزيز وإذكاء الوعي بشأنه ،إلى إلزام الدول بتأمين إمكانية
الوصول إليه ،إلى ضرورة كفالته بدون أي تمييز بين األشخاص ذوي
اإلعاقة واألشخاص غير ذوي اإلعاقة ،ثم حرصت على تأمينه في السوق
http://204.200.211.31/contents/UN_Conventions_on_Disability%3B_A%20
Developmental%20approach.doc
43
المفتوحة ولم تتطرق إلى البيئات المنعزلة والمشاغل المحمية شأن القانونين
اللبناني والفلسطيني ألنها ال تؤدي النتيجة المرجوة من تحقيق المساواة إلى
أقصى حد ممكن ،فحرصت على تأمين هذا الحق بضرورة مراعاة "التصميم
العام" وإن اضطر األمر إلى ترتيبات تيسيرية معقولة( ،)1كما حرصت على
حرية األشخاص ذوي اإلعاقة في اختيارهم لعملهم.
( )1مفهوم "الترتيبات التيسيرية المعقولة" يتمثل في تكييف قاعدة أو ممارسة أو ظرف أو شرط من
أجل مراعاة اإلحتياجات الخاصة لشخص ذي إعاقة ،بغية تمكينه من المشاركة بشكل كامل وبالمساواة
مع غيره ،ومفهوم "التصميم العام" يعني تصميم المنتجات والبيئات والبرام والخدمات لكي يستعملها
جميع الناس ،بأكبر قدر ممكن ،دون حاجة إلى تكييف أو تصميم متخصص.
44
المساواة مع اآلخرين ،من العمل الجبري أو القسري .فحثتهم على ضرورة
إتاحة الفرصة لهم الختيار عملهم بحرية في القطاع العام أو في القطاع
الخاص -من خالل انتهاج سياسات واتخاذ تدابير مناسبة ،قد تشمل البرامج
التصحيحية ،والحوافز ،وغير ذلك من التدابير -أو حتى تعزيز فرص العمل
الحر ،ومباشرة األعمال الحرة ،وتكوين التعاونيات ،والشروع في األعمال
التجارية الخاصة.
القسم الرابع:
كما سبق وأشرنا إن تقريرنا هذا ال يهدف إلى تسليط الضوء على
الفجوات بين القانونين اللبناني والفلسطيني من جهة ،واإلتفاقية الدولية
لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة من جهة أخرى ،فحسب ،إنما يهدف أيضا
-ولحسن تأمين حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة -إلى حمل الدولة اللبنانية
والسلطة الفلسطينية التي نالت صفة دولة مراقب في األمم المتحدة أواخر
العام ،2212على تصديق وتطبيق اإلتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي
اإلعاقة وبروتوكولها اإلختياري.
( )2يعتبر ا لدين العام اللبناني وخدمته من أكثر األمور تأثيرا على عجوزات الموازنات العامة ،إذ أن
كلفة خدمة الدين العام تسررررتحوذ على معظم واردات الدولة ،فقد بلد معدل خدمة الدين العام في فترة
(بداية عام – 2118بداية عام )2118ما نسرربته % 6191 ،من الواردات العامة ،وفي فترة (بداية
ال عام – 2118ن هاية العام ،)1111ما نسرررربته % 1194من مجموع الواردات العامة ،وفي فترة
( ،)1116 – 1112قد بلغت ما نسبته % 66من مجموع الواردات العامة .وبلغت هذه النسبة 41
%من قي مة اإليرادات عام . 1121مح مد ج مال بارود ،أز مة ا لدين ال عام اللب ناني ومؤتمر باريس
45
تحقيق الحقوق المفروض عليهما تأمينها لألشخاص ذوي اإلعاقة في إقليم
كل منهما ،وحرصا منا على ضرورة أن يتحمل كل منهما القيام بواجبه،
فإننا سنعمل على إظهار أهمية التنوع في الشركات والمؤسسات العامة
والخاصة ،واستخدام أو توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة ومدى بساطة تهيئة
بيئة عمل دامجة ،والكلفة البسيطة التي سيتكلفها كل منهما (القطاع العام
والقطاع الخاص) ،مقارنة مع الفائدة الكبرى التي سيجنياها من استثمار
كامل طاقات المجتمع بتوظيفهم.
ومن ثم سنعرض آراء بعض أرباب العمل الذين سعوا لجعل شركاتهم
ومؤسساتهم دامجة ،وكيف ّأثر ذلك عليهم من الناحيتين المادية واإلنتاجية،
ع ّل ذلك يكون أيضا محفزا ألرباب العمل اآلخرين وللدولة اللبنانية وللسلطة
ثالثة ،رسررالة دكتوراه ،إشررراف أ.د عادل أحمد حشرريش وأ.د .سرروزي عدلي ناشررد ،جامعة بيروت
العربية . 1121 ،متوفر في مكتبة جامعة بيروت العربية ،كلية الحقوق ،بيروت.
46
الفلسطينية تاليا لإلستفادة القصوى من الطاقات اإلنتاجية المهدورة مع هدر
حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة.
إن عدم تأهيل البيئة المحيطة في لبنان وفلسطين ،هو سبب مهم لعدم
اإلستفادة التامة من كامل قدرات المجتمع ،كونه يح ّد من قدرة األشخاص
ذوي اإلعاقة على التنقل باستقاللية والتمتع بالحقوق كافة التي يمارسها كل
المواطنين غير ذوي اإلعاقة ،من حق الصحة والتأهيل وإعادة التأهيل
والتعليم والعمل ،وغيرها من الحقوق اإلنسانية ،وبالتأكيد كانت لتكون الحياة
أفضل وأسهل لو كانت البيئة في لبنان وفلسطين مؤهلة الستعمالها من قبل
جميع المواطنين.
لكن هذا الواقع األليم لم يحل دون تسجيل تجارب ناجحة لألشخاص
ذوي اإلعاقة في كلي البلدين المشمولين بالدراسة ،وسنتناول في هذه الفقرة
بعضا من هذه التجارب الناجحة ،تجارب ألشخاص تغلبوا على المعوقات
المحيطة بهم بجهود بسيطة ،معظمها جهود فردية وبإمكاناتهم المادية
المتواضعة ،كما سنعرض جهود بعض جمعيات اإلعاقة المطلبية الحقوقية
(جمعية اتحاد المقعدين اللبنانيين وجمعية الشبان المسيحية القدس – برنامج
التأهيل) ،ودورها في توفير العمل الالئق لألشخاص ذوي اإلعاقة ،لنبعث
رسالة مزدوجة إلى األشخاص ذوي اإلعاقة بأن ال عوائق تحدهم إن وجدت
47
اإلرادة ،وإلى المسؤولين السياسيين ليساهموا في تذليل المعوقات من أمام
تأهيل األشخاص ذوي اإلعاقة لتولي العمل الالئق واإلستفادة من قدراتهم
وتحويلهم من أشخاص مستهلكين إلى أشخاص فاعلين ومنتجين.
خالد (شاب لبناني لديه إعاقة حركية) ،يعمل في شركة كهرباء لبنان،
وظيفته الرد هاتفيا على شكاوى المشتركين الذين لديهم أعطال .لم تمنعه
البيئة غير المؤهلة (سيما لجهة المواصالت الدامجة) ،من اإللتزام بدوام
عمله في شركة الكهرباء التي كان يذهب إليها على كرسيه المتحرك
قاطعا مسافة تتجاوز الكيلو متر ،وكذلك لم تقف أمطار الشتاء حائال بينه
وبين محافظته على دوام عمله.
يقول خالد" :في أيام الشتاء كنت صباحا أضع غطاء على رأسي
وأتنقل على الكرسي ،أما بعد الدوام وفي طريق العودة إلى المنزل فكنت
أنتظر حتى يخف المطر قليال وأذهب إلى البيت" .وظل الوضع على هذا
الحال إلى أن استطاع بعد أربع سنوات من المجاهدة أن يشتري سيارة
خاصة به وعمل على تجهيزها لتسهل عليه تنقله إلى عمله.
49
عن دوام عمله "إذ غالبا ما يساعدني أحد المارة أو زمالئي الموظفين
الذين تربطني بهم عالقة جيدة جدا" كما يقول.
خالد مرتاح جدا في عمله و يضيف" :قدرتي على التكيف دائما مع
الضغوط والصعوبات التي تواجهنا أحيانا في العمل 9أثبت لمديري في
العمل كفاءتي ومدى تمسكي بعملي مما يؤكد له مدى اهتمامي بعملي
وجديتي"(.)1
حالة :المعلم نعمة وتذليل معوقات الفقر والتعليم المهني غير الدامج
المعلم نعمه (لبناني لديه إعاقة حركية) لم يمنعه فقر أهله وعدم
استطاعتهم شراء كرسي متحرك له من أن يصنع وسيلة تنقله الخاصة،
فصنع "كراجة" من الخشب والدواليب الصغيرة ،وتعلم مهنة الحدادة
والبويا للسيارات ،إضافة إلى تصليح األعطال الصغيرة بما فيها كهرباء
السيارات.
وعن الصعوبات التي يواجهها في عمله يقول" :لم أجد يوما صعوبة
في إنجاز مهمة ما .فأنا أجلس على األرض عندما أريد التلحيم ،أما عندما
أريد أن أصلح شيئا ما في محرك السيارة فإني أتكئ عليها وأقوم بكل
التصليحات الالزمة".
( )1دليل التنوع في مكان العمل ،توجيهي يصدر عن إتحاد المقعدين اللبنانيين ويوزع مع "النهار"،
العدد األول ،أيار/مايو ،2225صفحة.12 :
48
أما عن كيفية تعلمه هذه المهنة فيقول المعلم نعمة" :سيارة أخي كانت
مسرحا لتجاربي ،إشترى لي أخي عدة التصليح ،ومنها كانت اإلنطالقة،
وبعدها بدأ الجيران يطلبون مني تصليح أمور صغيرة في سياراتهم ،ما
جعلهم يشهدون على إتقاني للمهنة وعلى نظافة شغلي واألمانة"(.)1
ريما (لبنانية لديها إعاقة بصرية منذ الوالدة) تمكنت من إتمام تعليمها
رغم أن المدرسة التي تعلمت فيها والجامعة أيضا غير مجهزتين
لألشخاص المكفوفين.
( )1دليل التنوع في مكان العمل ،توجيهي يصدر عن إتحاد المقعدين اللبنانيين ويوزع مع "النهار"،
العدد الثاني ،تشرين األول ،2225صفحة.8 :
52
تخرجت ريما من الجامعة اللبنانية في تخصص العلوم اإلجتماعية،
وهي تعمل عاملة هاتف في مستشفى حكومي منذ العام ،2227وعلى
الرغم من أن عملها مختلف عن اختصاصها إال أنها مرتاحة جدا.
( )2دليل التنوع في مكان العمل ،توجيهي يصدر عن إتحاد المقعدين اللبنانيين ويوزع مع "النهار"،
العدد التاسع ،تشرين الثاني ،2228صفحة.5 :
51
والتحق ببرنامج التأهيل بالجمعية في الجانب اإلجتماعي والنفسي
ما عزز ثقة محمد بنفسه وزاد تقبله إلعاقته.
52
المسيحية القدس -برنامج التأهيل كمناصر وداعم لحقوق األشخاص
ذوي اإلعاقة(.)2
()1
مقابلة مع شخص ذي إعاقة محمد زيد ،مجري المقابلة مهران الطويل ،جمعية الشبيبة المسيحية
القدس ،تاريخ .2213/3/7
53
هو جمعية حقوقية مطلبية لبنانية تأسست أواخر عام 1891ومنذ نشأته
دأب اإلتحاد على تبني قضايا وحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة اللبنانيين،
للنهوض بهذه الفئة نحو الوصول إلى الحقوق المشروعة المنصوص
عليها في المواثيق الدولية ،وضمان اندماجهم على نحو يكفل تكافؤ
الفرص لهم في مجتمعهم ،وللقضاء على التهميش والتمييز بين الجنسين
لدى األشخاص ذوي اإلعاقة ،ولتعبئتهم للتحدث عن أنفسهم ،ولتعزيز
انتشار ثقافة تقوم على الشمول والحق في المشاركة.
ويعمل االتحاد ،على تنفيذ خطته من خالل تجزئة المطالب وبلورتها في
مشاريع وحمالت تغطي العناوين كافة التي يتضمنها القانون ،2222/222
كونه يقدم إطارا قانونيا للحقوق األساسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في لبنان
ومن أهم هذه المشاريع والحمالت:
54
جمعية الشبان المسيحية القدس -برنامج التأهيل (:)YMCA
تأسس برنامج التأهيل سنة 1898بهدف تقديم الدعم النفسي لضحايا العنف
السياسي خالل اإلنتفاضة الفلسطينية األولى .ومنذ ذلك التاريخ ،تطورت
خدمات البرنامج لتخدم أولئك الذين تعرضوا للتعذيب والصدمات النفسية
نتيجة العنف السياسي (ذكورا وإناثا) ،وكذلك األشخاص ذوي اإلعاقات
الحركية.
يوفر البرنامج خدمات تأهيلية متكاملة ومتميزة لمساعدة المنتفعين للوصول
الى أقصى درجات االستقاللية الذاتية ،وكذلك لتقبل إعاقتهم والتركيز على
قدراتهم بحيث يصبحون أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم وبالتالي المشاركة
في تضافر الجهود لبناء مجتمع فلسطيني فاعل وليعيشوا بمستقبل أفضل
وحياة كريمة .يتم تقديم خدمات البرنامج من خالل طاقم ذو خبرة وكفاءة،
يعمل في مركز الجمعية في بيت ساحور وكذلك في الميدان في محافظات
الضفة الغربية كافة بمدنها وقراها ومخيماتها.
55
إقامة حمالت توعية لرفع مستوى الوعي في المجتمع تجاه
األشخاص ذوي اإلعاقات ،وحقوقهم واحتياجاتهم.
تقديم خدمة التدريب في مجاالت االرشاد والتدخل النفسي
االجتماعي.
إقامة نشاطات ثقافية -رياضية -للمساعدة في دمج األشخاص ذوي
اإلعاقات في الحياة العامة.
مساندة حقوق األشخاص ذوي اإلعاقات.
56
والمجتمع المحلي ،والمعاهد والجامعات ،ومنظمات المجتمع المدني ،وكذلك
مؤسسات القطاع العام على المستوى المحلي.
57
حالة :يوسف شاب لبناني لديه إعاقة حركية
59
أثبتت يوسف أنه عامل بحق وهو يؤدي عمله بكل إتقان .وفي ذلك
يقول يوسف" :بسبب الدورات التدريبية والدعم الذي تلقيته من المشروع
أصبحت مستقال ّ ،وشخصا منتاجا يعتمد على نفسه ويمكنه تأمين مستقبله"
(.)2
إلتحق زياد بالشركة منذ العام ،1122عبر طلب توظيف قدمه من
خالل "إتحاد المقعدين اللبنانيين" وذلك بعد ما أنجز تدريبا لمدة سنة
ونصف السنة تقريبا في مستشفى الجامعة األميركية ،AUHعلى
الكمبيوتر ونظام إدخال البيانات (.)Data Entry
( )1دراسة حالة ،أجراها إتحاد المقعدين اللبنانيين ،حول تأثير مشروع الدم اإلقتصادي واإلجتماعي
المتبنى من قبله .أرشيف اتحاد المقعدين اللبنانيين ،المركز الرئيسي ،بيروت ،مار الياس ،مقابل السفارة
الروسية.
58
وعن تقييمه للتجربة يقول زياد" :مضى على عملي في هذه الشركة
سنتان ،قبل أن أعمل كنت إنسانا آخر ،تغيرت نفسيتي تماما والراحة
النفسية هي أهم شيء في الحياة".
يقول زياد أن "هذه الشركة بيتي الثاني ولم أشعر يوما بتمييز ضدي.
أتمتع بنفس فرص الترقية المتاحة لكل زمالئي .والفرص متاحة للجميع
بحسب كفاءته وخبراته" ويتمنى زياد لو أن كل الشركات في لبنان كانت
دامجة ،لكانت لدى األشخاص ذوي اإلعاقة عندها خيارات أوسع"(.)2
( )1دليل التنوع في مكان العمل ،توجيهي يصدر عن إتحاد المقعدين اللبنانيين ،العدد الحادي عشر،
شتاء ،2213دراسة حالة مع زياد ،صفحة.9 :
62
ورود شابة لبنانية تبلغ من العمر 18سنة ،شاركت في تدريب الباحثين
عن عمل وحضرت دورات اللغة اإلنجليزية والكمبيوتر التي يؤمنها
المشروع.
( )2دراسة حالة ،أ جراها إتحاد المقعدين اللبنانيين ،حول تأثير مشروع الدم اإلقتصادي واإلجتماعي
المتبنى من قبله .أرشيف اتحاد المقعدين اللبنانيين ،المركز الرئيسي ،بيروت ،مار الياس ،مقابل السفارة
الروسية.
61
حالة :رائد شاب فلسطيني لديه إعاقة حركية
وزيادة على تلك الظروف ،عانى رائد من صدمة أخرى وهي فقدان
زوجته التي توفيت بعد معاناة مع مرض السرطان ،ورغم تلك الظروف
اإلقتصادية والنفسية واإلجتماعية السيئة انتسب رائد لجمعية الشبان
المسيحية -برنامج التأهيل ،ليتلقى خدمات التدخل النفسي لتخفيف آثار
المشاكل النفسية التي يعاني منها ،سواء كان ذلك من آثار االصابة
المتسببة باإلعاقة أو من اآلثار المتعلقة بحادثة فقدان زوجه ،باإلضافة
إلى الجانب المهني ،حيث تم تعزيز نقاط القوة لدى رائد وتوفير الخيارات
المهنية لديه حسب رغبته ،وبما يتناسب مع إعاقته لكي يستطيع النجاح
62
بها مستقبال ،وبعد تشخيص قدراته المهنية ،تم اعتماد خيار (الخياطة)
له ،وبعدها بدأ بالتدرب على تلك المهنة ،وخالل فترة التدريب أصبح
رائد يعبر عن رضاه في العمل ،وأيضا عن أنه يستفيد بقدر كبير في
هذه المهنة ،وعبر رائد عن أن العزلة اإلجتماعية التي كان يعيش بها
تتالشى.
وير رائد أن من أهم العوامل التي تساعد األشخاص ذوي اإلعاقة هي
أهمية توفر برامج التدريب المهني ،وأيضا وجود بيئة موائمة في تلك
البرامج وأماكن التدريب وبيئات العمل ،ويرى بأن المواصالت لها أهمية
قصوى في دمج األشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع ،وهي كلها اآلن
متوفرة لدى رائد.
63
وبتكاليف ال تقارن مع اإلنتاجية التي أصبحوا عليها اآلن ،تغيرت حياتهم
وأصبحوا من أركان مجتمعاتهم يعتمد عليهم بعد أن كانوا يعتمدون على
غيرهم .وإنما ذكرنا هذه النماذج لحث الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية
ألن تتحمال مسؤولياتهما تجاه األشخاص ذوي اإلعاقة في إقليميهما من باب
حقهم في المساواة مع المواطنين غير ذوي اإلعاقة ،وما يمكن أن يجلبه هذا
اإلهتمام من استثمار لطاقات وإبداعات مهمشة ،وزيادة في نمو اإلقتصاد
وضخ إيرادات ضخمة في الخزينة العامة مع فتح سوق العمل أمام
األشخاص ذوي اإلعاقة ،هذا عدا عن ما سيخففه هذا األمر من النفقات
المترتبة على الدولة من النفقات الصحية ،ونفقات برامج الفقر ،ونفقات
معاشات البطالة فيما لو أقرت...
وسنعرض فيما يلي بعض الشركات التي تواصل معها فرقاء مشروع
الدمج اإلقتصادي واإلجتماعي واعتمدت الدمج ،في لبنان وفلسطين،
مسلطين الضوء على آراء أرباب العمل فيها حول الدمج وآثاره على
شركاتهم من الناحية المادية واإلنتاجية ،بل وآثار ذلك على المجتمع ككل
وتاليا على الدولة والهدف من ذلك طبعا هو أن نعرض لنماذج ناجحة
ومشجعة علها تكون حافزا ألرباب العمل اآلخرين وللدولة اللبنانية وللسلطة
الفلسطينية تاليا لإلستفادة القصوى من الطاقات اإلنتاجية المهدورة مع هدر
حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة.
64
حالة :شركة "فونيسك ماشينري"
"كان لورش التدريب أهمية كبيرة على صعيد التوعية حول قضايا
اإلعاقة حيث تغيرت طريقة التعامل مع األشخاص ذوي اإلعاقة ،كما
أثرت على آراء ومواقف الموظفين حول اإلعاقة وحاجات األشخاص
ذوي اإلعاقة األمر الذي انعكس مرونة في التعاطي في مكان العمل ،ما
65
دفعنا إلى البحث عن أشخاص جدد وتوظيفهم" ،هكذا علق مدير الشركة
ربيع األسطا بعد سلسلة الدورات التدريبية وندوات التوعية داخل شركة
"فونيكس ماشينري".
66
الشفقة ،والتنوع حافز أساسي لقبول اآلخر والتعاون بين أفراد الشركة
كافة".
أما مدير المبيعات شربل مهنا فقد تغيرت نظرته إلى قدرات
األشخاص ذوي اإلعاقة حيث علق قائال":يستطيع األشخاص ذوو اإلعاقة
العمل في المجاالت كافة إذا توفرت التعديالت المطلوبة" .من جهتها
علقت مديرة شؤون الموظفين ،مايا حرب ،بالقول" :من مسؤوليتنا
المتابعة في نشر مفهوم التنوع والدمج في مكان العمل"(.)1
( )1التنوع في مكان العمل ،توجيهي يصدر عن إتحاد المقعدين اللبنانيين ،العدد الثامن ،أيار ،2228
صفحة.6 :
67
بادرت الشركة إلى توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة في عداد
العاملين لديها .وال تزال تسعى إلى توظيف المزيد والترويج للتنوع في
مكان العمل في محيطها ولدى غيرها من الشركات الجديدة في تبني
سياسات دامجة .ففي آذار من العام ،2228وإيمانا منها بأهمية التنوع
في مكان العمل قامت بتوظيف شخص لديه إعاقة بوظيفة حارس .جاءت
هذه الخطوة بعد تدخل فريق مشروع الدمج اإلجتماعي اإلقتصادي
لألشخاص ذوي اإلعاقة في البقاع الذي زار الشركة وعرفها بالمشروع
وأهدافه وأهمية التنوع في مكان العمل وكان أن تم اإلتفاق على بعض
نقاط التعاون ومنها التوظيف.
عن تجربة توظيف شخص لديه إعاقة يقول مدير الشركة العقيد
جورج الدبس":ال فرق بالنسبة لنا في توظيف أشخاص لديهم إعاقة أو
ليس لديهم إعاقة ،فكل شخص يستطيع أن يعطي وينتج إذا كان في مكانه
المناسب" ويقول الدبس أيضا":الحوار الذي دار بيننا وبين المشروع
حول منافع التوظيف شجعنا على التواصل مع المشروع في اليوم التالي
لعرض وظيفة حارس في الشركة ،حيث كانت التجربة األولى في
التوظيف ،ونحن حاليا في إطار التحضير الستقبال شخصين آخرين
لوظيفة مسؤول للعمال وسائق" .ويشير الدبس إلى منافع توظيف
األشخاص ذوي اإلعاقة فيقول" :لتوظيفهم وفقا لخبرتنا الصغيرة منافع
عديدة تجاه عمال الشركة ،فهي تترك انطباعا جيدا من حيث نظرتهم
تجاه رب عمل ليس لديه مشكلة في توظيف أشخاص ليس لديهم إعاقة.
69
ومن ناحية أخرى تعزز العالقات فيما بينهم وتترك أثرا إيجابيا في
المحيط خارج الشركة .وهنا نقوم بشكل غير مباشر بتوعية المجتمع
وتغيير المفاهيم".
وعن صورة الشركة يقول":يؤثر ذلك بشكل إيجابي ألن األمر ينتقل
من العمال إلى المحيط إلى المجتمع وهنا تحصل الشركة على صورة
ونظرة إيجابية اتجاهها ،المجتمع والزبائن بشكل عام يتشجعون للشراء
من الشركة وليس من شركة أخرى وهذا ما يؤثر أيضا على الخطة
التسويقية وعلى األرباح".
( )1دليل التنوع في مكان العمل ،العدد التاسع ،تشرين الثاني ،2228صفحة.6 :
68
حالة :شركة القزي لتصنيع وتوزيع المكسرات (لبنان)
72
أما لورين بو خليل مسؤولة قسم الموارد البشرية فتعلق على
الموضوع بالقول" :نحن كشركة لدينا خبرة طويلة في هذا المجال ونحبذ
وجود شخص ذي إعاقة في الشركة ،آخذين بعين اإلعتبار طبعا بأن
الشخص المناسب في المكان المناسب" .وعن إنتاجية الموظف ذي
اإلعاقة تقول" :اإلنتاجية ممتازة فال نالحظ أي فرق بين األشخاص ذوي
اإلعاقة وغير ذوي اإلعاقة ،بل في بعض األحيان هم األفضل" ،وتتابع:
"الموظف ذو اإلعاقة قيمة إضافية للشركة كما يساهم في تكريس سياسة
تقبل اآلخر ويخلق نوعا من المنافسة في مكان العمل األمر الذي ينعكس
بدوره على مكانة الشركة على الصعيد العالمي".
71
دراسة حالة :فندق "فور بونتس"
وعن تجربة الفندق عن التنوع تقول شليطا" :إن ثقافة التنوع هي من
ثقافة الفندق ،ولدينا تجارب في توظيف بعض األشخاص الذين لديهم
إعاقة سمعية" .يتعاون الفندق بشكل كبير مع مشروع الدمج اإلجتماعي
واإلقتصادي ،وسيتم إخضاع بعض األفراد من ذوي اإلعاقة الذين
سيرشحهم المشروع إلى فترة تدريبية في الفندق ومن ثم تحدد إدارة
72
الفندق فرص توظيفهم .من جهة أخرى يتعاون الفندق مع المشروع في
تأمين قاعات لإلجتماعات وإقامة نشاطات المشروع.
عن منافع توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة ترى شليطا أنه" :يدر
علينا منافع مادية ومنافع معنوية .المعنوية عبر التسويق ،فالفندق يأخذ
بثقافة التنوع ولديه موظفان من ذوي اإلعاقة ،ما يعكس الصورة الحسنة،
ويزيد ذلك من ثقة الموظفين في العمل" .أما عن المنافع المادية فتتقول
"يستقبل الفندق العديد من المغتربين والسياح وهو مجهز الستقبال كل
األشخاص ويأخذ باإلعتبار حاالت األشخاص ذوي اإلعاقة وحاالت
األشخاص الذين يأتون إلى لبنان للعالج حيث أن لبنان تزدهر فيه السياحة
الطبية".
حول تأثير التنوع على السياحة في لبنان تشير إلى أن "هناك الكثير
من السياح لديهم إعاقة ،هذا الشيء يغفل من قبل العديد من الفنادق التي
قد ال تعرف كيف تستفيد منه .ولكن عندما أتعامل مع هؤالء األشخاص
على أنهم من الزبائن أو الموظفين أستفيد وأشجع السياحة" .وتعتبر شليطا
أنه "ال أحد يرغب بالعمل في أو مع المؤسسات التي لديها تمييز على
مستوى عنصري أو حسب اإلعاقة أو حسب الجندر" .وتضيف" :األمر
األهم هو المعرفة والوعوي .ويخاف الناس مما ال يعرفونه ،وأنا أشجع
المعرفة .عندما نعرف أن الشخص ذي اإلعاقة ليس مختلفا عنا ،نستطيع
أن نعطيه فرصة للمشاركة".
73
أما بالنسبة لفلسطين فقبل عرض حالة إحدى الشركات التي اعتمدت
سياسة الدمج ،ال بد من اإلشارة إلى أن عدم وجود نماذج وتجارب ناجحة
سابقة حول عمل األشخاص ذوي اإلعاقة قد أدى إلى خلق وعي مفاده أن
إنتاجية عمل األشخاص ذوي اإلعاقة ترتبط باإلعاقة نفسها ،وليس
بالمعوقات الخارجية التي تسهم في خلق بيئة سلبية إلنتاجية العامل ذي
اإلعاقة ،حيث أنه خالل المقابالت التي أجرتها جمعية الشبان المسيحية
القدس -برنامج التأهيل مع الشركات ،قد تمت مالحظة حجم الفرق الهائل
في وجهة نظر تشغيل وإنتاجية األشخاص ذوي اإلعاقة بين شركة توظف
أشخاص ذوي إعاقة وأخرى لم توظف.
74
الضرورية إلنتاجية عمله ،فكما أننا جميعا بحاجة إلى كراسي مريحة
ونظارات مناسبة لزيادة إنتاجيتنا ،فإن األشخاص ذوي اإلعاقة أيضا هم
بحاجة إلى أمور أخرى توفر لهم بيئة إنتاجية مريحة وميسرة" ،ويقول
رامي بأنه من المهم جدا تقنين موضوع التنوع وتوظيف األشخاص ذوي
اإلعاقة في األنظمة الداخلية للشركات ،حيث أن شركة اإلتصاالت ريتش
قامت وعملت على تقنين هذا الموضوع في نظام الموارد البشرية لديها
الذي ينص على التزام الشركة بتوظيف ما مقداره %12من عدد عامليها
من األشخاص ذوي اإلعاقة .ويؤكد على أن العاملين من األشخاص ذوي
اإلعاقة يتلقون الحقوق والواجبات نفسها ضمن بيئات العمل ،وفي العديد
من األشهر يفوز موظف من ذوي اإلعاقة بأفضل موظف وذلك بناءا
على تقييم موضوعي من دائرة الموارد البشرية.
( )1محاورة مع رامي خلف ،مدير دائة الموارد البشرية في شركة ريتش لألتصاالت (.)2213 ,2 25
(مهران الطويل ،المحاور).
75
يسمحون باستثمار الطاقات المهمشة في المجتمع وحسب ،إنما هم أيضا
يساهمون في زيادة إنتاجهم الخاص .فاإلهتمام الواعي بالقضايا المرتبطة
بالتنوع يمكن أن يوفر مكاسب ،بدءا من المساعدة على اإلحتفاظ بالموظفين
ورفع درجة إنتاجيتهم ،إلى تحسين القدرة على الوصول إلى أسواق
جديدة( ،)1وذلك كون معظم األشخاص ذوي اإلعاقة يحرصون على بذل
كل جهدهم ومهاراتهم ليثبتوا جدارتهم وتفوقهم على الموظفين اآلخرين.
يقول بشير العجم مدير مؤسسة البشير وهي مؤسسة تجارية (في لبنان) تبيع
األدوات المنزلية" :تجد العامل (ذي اإلعاقة) همه وعقله في العمل ،يفكر
كيف يبني لنفسه مستقبال وكيانا ،كيف يجعلك ال تستغني أبدا عنه"( ،)2وذلك
بدوره ينعكس إيجابا بزيادة أداء عمل الموظفين اآلخرين بإحداثه نوعا من
المنافسة بين الموظفين .ويقول مدير شركة "بايونير لتصنيع البسكويت"
(في لبنان) سهيل ضاهر "توظيف يوسف (شاب لبناني لديه إعاقة حركية)
انعكس إيجابا على الموظفين في الشركة" وذلك كون يوسف من أكثر
الموظفين التزاما بالدوام ،بالمهام التي تطلب منه ،وجدي في عمله"(،)3
إضافة إلى أن اعتماد سياسة التنوع والدمج يفتح أبواب الشركة أو المؤسسة
أمام مستهلكين جدد ،سيما المطاعم والفنادق والمحال التجارية .بينما يقول
مدير "مطعم شواطينا" وهو أحد المطاعم المجهزة (في لبنان) والتي تعامل
معها مشروع الدمج اإلجتماعي واإلقتصادي ،أنه "جهز المطعم لزيادة
أرباحه ،ألن التجهيز الهندسي يؤدي إلى استهداف (جذب) شريحة جديدة
من الناس إضافة إلى تحسين المظهر العام للمطعم ،فالتجهيز يعكس اهتمام
( )1استبيان تم عن طريق مجلة .Fortuneوجمعية إدارة الموارد البشرية .2221نقال عن دليل موجز
الحلول :التنوع والشمولية في العطاء اإلجتماعي ،الموسوعة العربية للعطاء اإلجتماعي ،ملتقى
المؤسسات العربية الداعمة .مجلس المؤسسات ،2212الناشرPdf ،Council on Foundations :
التالي: اإللكتروني الموقع على .3 صفحة: ،file
http://www.humanitarianforum.org/data/files/resources/811/ar/Diversity
_in_Corporate_PhilanthropyUUOO-OUOUUU-OUOUUO-U-OUOUUUUSO-
UUS-OUOOOO-OUOOOUOOUS.pdf
( )2دليل التنوع في مكان العمل ،العدد الخامس ،أيلول/سبتمبر ،2227صفحة.9 :
( )3دليل التنوع في مكان العمل ،العدد الرابع ،شباط ،2227صفحة.11 :
76
اإلدارة بالزبائن كافة وعدم التمييز"( ،)4كما "أن توظيف األشخاص ذوي
اإلعاقة يساهم في إعطاء الشركة صورة حسنة أمام الزبائن ،فالشركات
الدامجة والمتنوعة غالبا ما تكون األكثر طلبا وجذبا ،كما يشكل اعتماد
التنوع في مكان العمل أحد أبرز السياسات التسويقية التي تساهم في إبراز
اسم الشركة"(.)5
أما على مستوى التكلفة المادية إلجراء التكييفات المناسبة فهي كما
ذكر أصحاب الشركات والمؤسسات الدامجة زهيدة وال تقارن مع مدى
الفائدة التي سيجنونها من توظيف شخص ذي إعاقة .يقول مدير شركة
"فونيسك ماشينري" لتصنيع وصيانة الماكينات (في لبنان) ،ربيع األسطا،
-وهي من الشركات التي شملها مشروع الدمج( -)6عن التجهيزات التي
اعتمدتها الشركة الستقبال موظف عنده إعاقة حركية":ببعض التعديالت
البسيطة وبأقل كلفة ممكنة تم تجهيز مكان عمله ليصبح شخصا مستقال"،
ويضيف سمير أيوب وهو مستشار إداري في شركة القزي لتصنيع وتوزيع
المكسرات (في لبنان)( ،)7عن التكاليف التي ترتبت على الشركة لتوظيف
ثالثة أشخاص ذوي إعاقة" :بالنسبة للموظفين في المعمل (اإلعاقة سمعية)
لم نكن بحاجة إلى أية تعديالت أو تكييفات ،أما موظفة اإلستقبال (اإلعاقة
حركية) فالتعديالت والتكييفات المطلوبة ال توازي شيئا للشركة مقارنة مع
ما تقدمه من انتاجية عالية ،فاستثمار طاقاتها أمر مفيد جدا لشركتنا"(.)9
( )4دليل التنوع في مكان العمل ،العدد التاسع ،تشرين الثاني ،2228صفحة.7 :
( )5باربارا موراي ،األخصائية األولى لشؤون اإلعاقة في منظمة العمل الدولية ،منافع التوظيف ،دليل
التنوع في مكان العمل ،العدد السادس ،شباط ،2229صفحة.2 :
( )6أنظر دراسة الحالة شركة "فونيسك ماشينري" لتصنيع وصيانة الماكينات في لبنان ،أعاله.
( )7أنظر دراسة الحالة لشركة القزي أعاله.
( )9دليل التنوع في مكان العمل ،العدد السابع ،آب ،2229صفحة.7 :
77
يمنحهم خصم نسبة من مرتبات من يوظفون من األشخاص ذوي إعاقة من
ضريبة الدخل لتلك المؤسسات(.)1
من هنا فإنه على المسؤولين في لبنان وفلسطين أن يعملوا بداية على
تنفيذ سياسة الدمج في اإلدارات والمؤسسات العامة لتكون قدوة لغيرها من
المؤسسات والشركات الخاصة ،سيما وأن الدمج ال يتطلب تكلفة عالية ،وأن
ما يمكن أن يجنى من هذه السياسة أكثر بكثير مما يمكن أن ينفق عليها ،هذا
من ناحية ،ومن ناحية أخرى فإنه وعلى فرض الكلفة العالية للتجهيز ،فإن
واجب الدولة أن ترعى مصالح مواطنيها ،كل مواطنيها دون النظر إلى
الجنس أو اللون أو إلى كون الشخص ذي إعاقة أو غير ذي إعاقة ،وعلى
الدولة كما الشركات والمؤسسات الخاصة أن تدرك أن سياسة التجهيز أو
الدمج ليست حسنة أو منة إنما هي واجب حقوقي قبل أن يكون واجب
اجتماعي تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه ،فاإلدارات العامة والشركات
والمؤسسات الخاصة كلها مسخرة لخدمة المجتمع كل المجتمع.
( )1الفقرة الثالثة من المادة 12من القانون الفلسطيني رقم 4لعام .1888
( )2المادة 75من القانون .2222/222
79
ومثلما ال يوجد فارق عند انتفاعها من المواطنين بين مواطن ذي إعاقة
وآخر غير ذي إعاقة يجب أن يكون هناك أيضا عند حاجتها لموظفين عدم
تمييز بين مواطن ذي إعاقة وآخر غير ذي إعاقة.
كما أن اتباع سياسة الدمج سيكون ذا آثار مهمة على مالية الدولة،
فحسب إحصائيات وزارة الشؤون اإلجتماعية اللبنانية تبلغ نسبة البطالة في
صفوف األشخاص ذوي اإلعاقة الحاملي لبطاقة اإلعاقة والقادرين على
العمل ،)3(% 68وحسب مسح األفراد ذوي اإلعاقة لعام 2211الصادر
من الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية بأن
% 97من األشخاص ذوي اإلعاقة ال يعملون أو قاموا بترك أعمالهم(،)4
وبالتالي تنعكس هذه النسب سلبا على الناتج المحلي وعلى النمو بشكل عام
في كلي البلدين ،في حين أن توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة البالغة نسبتهم
% 12تقريبا في كلي البلدين ،وبحسب أحد الخبراء اإلقتصاديين يساهم في
زيادة الناتج المحلي بنسبة الثلث فينعكس ذلك إيجابيا على النمو اإلقصادي
بشكل عام(.)5
( )3أنظر ما سبق وذكرناه في نسبة البطالة عند األشخاص المعوقين ،في هدف هذا التقرير.
( )4الجهاز المركزي لألحصاء الفلسطيني ووزارة الشؤون االجتماعية.2211 ،
( )5الدكتور عدنان الحاج ،مقالة بعنوان :توظيف األشخاص المعوقين من أهم طرق القضاء على الفقر،
مرجع سابق.
78
القسم الخامس:
من خالل دراسة التطبيق الواقعي لحق العمل في لبنان وفلسطين ،وبناء
على المالحظات التي جمعناها من دراسات الحالة والمجموعات المركزة
التي قام بها فريق متخصص من إتحاد المقعدين اللبنانيين ،وآخر من جمعية
الشبان المسيحية في القدس – برنامج التأهيل ،واستنادا لخبرات هاتين
الجمعيتين في مجال توظيف األشخاص ذوي إعاقة ،فإننا سنعرض بعض
التوصيات بشأن القانونين اللبناني والفلسطيني تتمحور حول أبرز العوائق
التي تحول دون انخراط األشخاص ذوي إعاقة في سوق العمل ،مركزين
على المبادئ األساسية التي يجب أن تتوفر بحق العمل الالئق والمستقاة من
اإلعالن العالمي للحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية ،ومعايير العمل الدولية،
واإلتفاقية الدولية لحقوق اإلنسان ،والتي تتمحور حول أربع مبادئ أساسية:
الوصول إلى العمل الالئق والمنتج ،وتوفير شروط عمل عادلة وآمنة،
وتأمين التدريب وتنمية المهارات والقدرات المهنية ،وضمان الحماية من
العمل اإللزامي ومن البطالة(.)1
إضافة إلى حماية هذه المبادئ بضمان الحق في تشكيل النقابات العمالية
المستقلة .كما أننا سنتوجه بتوصيات للقطاع الخاص ولمؤسسات المجتمع
المدني ال سيما الجمعيات التي تعنى باإلعاقة لما لها من دور بالغ األهمية
في المساعدة بتأمين العمل الالئق لألشخاص ذوي إعاقة ،ولما سيرتبه ذلك
من منفعة مادية ومعنوية لهم.
( )1راصد الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية في البلدان العربية ،الحق في التعليم ،الحق في العمل ،شبكة
المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ،الطبعة األولى أيلول/سبتمبر ،2212بدعم من مؤسسة
دياكونيا والوكالة السويدية للتنمية الدولية .صفحة.17 :
92
وحيث أننا سنتوجه بتوصياتنا إلى لبنان وفلسطين ،فإننا سنقسم هذه
التوصيات إلى قسمين األول يتكلم عن التوصيات المشتركة أو العامة
والثاني توصيات منفصلة لكل من البلدين ،وفي كل قسم سنتوجه بتوصيات
للقطاع العام وللقطاع الخاص وأخيرة لمؤسسات المجتمع المدني.
( )1التقرير الدوري الشامل ،تقديم لإللتزامات المتعلقة بحقوق األشخاص المعوقين ،تقديم مشترك من
قبل جمعيات اإلعاقة التالية :إتحاد المقعدين اللبنانيين ،جمعية الشبيبة للمكفوفين ،الجمعية اللبنانية
91
إزالة الحواجز القانونية والتنظيمية ليتمكن األشخاص ذوي اإلعاقة من .4
اإللتحاق بالتعليم العام واإلستفادة من نظم التعلم مدى الحياة.
العمل على توفير بيئة قانونية وتنظيمية مؤاتية يستفيد منها العمال ذوي .1
اإلعاقة ،النساء والرجال على قدم المساواة.
تمكين األشخاص ذوي اإلعاقة من ممارسة حقوقهم العمالية والنقابية. .6
تعزيز التصديق على معايير العمل الدولية وتنفيذها(.)8 .7
تشجيع اختصاص "طب العمل" ،مما يسمح بانجاز تقدم ملحوظ في .8
الوسائل اإلحترازية والوقائية من جهة ،والعالجية المالئمة من جهة
أخرى"( ،)1فضال عن تعزيز اإلنتاجية ،فمخططات الحماية االجتماعية
(توفير التأمين ألصحاب العمل والعمال على حد سواء من المرض
والبطالة وألصحاب المشاريع من الفيضانات أو الحرائق) تشكل
عوامل داعمة مهمة بالنسبة إلى المشاريع والعمل.
للمناصرة الذاتية؛ جمعية أولياء الصم في لبنان ،هيئة اإلعاقة الفلسطينية ،والشبكة المسكونية لمناصرة
األشخاص المعوقين ،وبدعم من ،Handicap internationalإلى مكتب المفوض السامي لحقوق
اإلنسان بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة من "المراجعة الدورية الشاملة "1121لبنان ،1121 ،صفحة:
.22
( )3تشرركل معررايير العمررل الدوليررة أسرراس الحقرروق فرري العمررل والرردعم المقرردم إليهررا ،وهرري تسرراهم
فرري بنرراء ثقافررة الحرروار اإلجتمرراعي الترري تكررون مفيرردة ،علررى وجرره الخصرروص ،فرري أوقررات
األزمررات .مررؤتمر العمررل الرردولي ،الرردورة الثامنررة والتسررعون ،جنيررف ،حزيررران /يونيرره ،2228
اللجنرررة الجامعرررة المعنيرررة باالسرررتجابات لألزمرررة .C.Pl./A.3(Rev) ،االنتعرررا مرررن األزمرررة:
ميثررراق عرررالمي لفررررص العمرررل ،Pdf file ،صرررفحة . 4 :علرررى موقرررع منظمرررة العمرررل الدوليرررة
اإللكترونررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررري:
http://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@ed_norm/@relconf/
documents/meetingdocument/wcms_186028.pdf
( )2غسان مخيبر ،دراسة تقييمية أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة بحقوق األشخاص
المعوقين .ال سنة نشر ،صفحة ،11 :متوفر على الموقع اإللكتروني التالي:
http://www.ghassanmoukheiber.com/uploads/0000000013.DOC
92
.1تعزيز وإذكاء الوعي بشأن حق العمل لألشخاص ذوي اإلعاقة من قبل
المسؤولين المعنيين فيها ،سيما وزارة العمل ووزارة الشؤون
اإلجتماعية.
( )2وليد أبو سليمان ,مقال بعنوان :البطالة في لبنان ...أسباب وتحديات ،جريدة البلد ،العدد ،2986
الخميس 9آذار/مارس .2212
( )3مكتب العمل الدولي ،تقرير المدير العام ،اإلجتماع اإلقليمي اإلفريقي الثاني عشر جوهانسبرغ،
24 – 22تشرين األول/أكتوبر ، 1122تقرير المدير العام ،بعنوان :تمكين شعوب افريقيا بتوفير
93
العمل على بناء قاعدة بيانات شاملة لألشخاص ذوي اإلعاقة من خالل .6
إجراء مسح شامل لعدد األشخاص ذوي اإلعاقة وتصنيف إعاقتهم ،مما
يساهم في إنجاح وضع الخطة اإلستراتيجية الوطنية بناء على دراسات
وأرقام دقيقة كما أن هذا األمر يسهل على جميع األطراف تقديم
الخدمات التأهيلية واإلجتماعية والطبية بطريقة شمولية بعيدا عن
العشوائية واإلنتقائية.
تبني وزارة العمل إنشاء مرصد عام لرصد الشكاوى ومتابعة .1
اإلنتهاكات التي يتعرض لها األشخاص ذوي اإلعاقة في بيئات العمل
أو لدى البحث عن عمل.
تتولى وزارة التربية والتعليم العالي وضع خطة وطنية لتطوير قدرات .8
األشخاص ذوي اإلعاقة وتحديد ميولهم المهنية وتدريبهم على المهن
المختلفة التي تناسبهم من خالل ورش عمل مجهزة بوسائل السالمة
العامة ،وتوفر الدعم المناسب للتعليم الدامج والتدريب والتعليم
المتخصص ،والتعرف المبكر على اإلحتياجات الخاصة ،وتوفير
التدريب الكافي والدعم للمهنيين العاملين في جميع مستويات التعليم
وتقديم تقرير عن نسب المشاركة والنتائج(.)2
وضع برامج خاصة تعزز إمكانات إضافية للعمالة وتعين على إيجاد .8
عمل وتيسر العمالة المنتجة والمختارة بحرية لفئات محددة من
األشخاص المتضررين الذين يواجهون أو يمكن أن يواجهوا صعوبات
العمل الالئق ،Pdf file ،صفحة .81 :على عنوان منظمة العمل الدولية اإللكتروني:
http://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---ed_norm/---
relconf/documents/meetingdocument/wcms_161668.pdf
)1( Inclusive Vocational Training, Needs Assessment: Reality of
94
في العثور على عمل دائم ،مثل النساء والشباب واألشخاص ذوي
اإلعاقة والمسنين من العمال.)2(...
على مؤسسات المجتمع المدني سيما جمعيات األشخاص ذوي اإلعاقة .2
حث الحكومة من أجل إقامة شبكة الملتزمة سياسة الدمج ،العمل على ّ
تعاون وتنسيق بينها وبين الوزارات المعنية لتبادل المعلومات
واإلستشارات والمهارات.
إقامة حمالت إعالمية مناصرة لعمالة األشخاص ذوي اإلعاقة ،لما .1
يوفره هذا األمر من ثقافة دامجة لدى المجتمع بتطلعه إلى األشخاص
ذوي اإلعاقة كنوع من أنواع اإلختالفات الكثيرة فيه ،ولدى أرباب
العمل أيضا بتغيير النظرة السلبية من قبلهم تجاههم ،بأنهم غير قادرين
على العمل واإلنتاج ،أو أنهم سيحتاجون إلى مصاريف أكبر من المبالغ
التي سينتجونها.
تنفيذ مشاريع تنموية مبنية على المجتمع تشمل التأهيل المهني والدمج .8
في مكان العمل لخلق تجارب نموذجية وإستخدامها كادوات عمل في
الحمالت المطلبية للضغط على الحكومات.
على مؤسسات المجتمع المدني واألهلي بأطيافه كافة اعتماد الثقافة .4
الحقوقية في التعامل مع قضايا وحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ،ونشر
الوعي بتلك القضايا على أساس أنها تنتمي لحقوق اإلنسان المتأصلة
وليست قضايا اجتماعية يتم التعامل معها على أسس طبية /خيرية .وأن
تضغط على صناع القرار ذوي االختصاص من أجل التوقيع
والمصادقة على االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لما
( )2مؤتمر العمل الدولي ،اإلتفاقية رقم 169بشأن النهوض بالعمالة والحماية من البطالة .1898الفقرة
التالي: اإللكتروني الموقع على 9 المادة من 1
.http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/ilo-c168.pdf
95
فيه من فائدة كبيرة تتعلق بتنفيذ آليات دولية للمراقبة والمحاسبة على
أوضاع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة.
.1على مؤسسات المجتمع المدني استخدام نهج المسار المزدوج ،ودعم
تعميم مراعاة المنظور الجندري في األنشطة وبموازات ضمان
نشاطات خاصة كفيلة بتمكين النساء ذوات اإلعاقة(.)8
.6على الجمعيات التي تعنى بالمرأة ذات اإلعاقة العمل على تمكينها من
مهارات القيادة والمطالبة بالحقوق لتصبح ناشطة في الدفاع عن
حقوقها.
)8( MPDL Gender & disability Study, Draft of Final Report, Submitted
96
.8اعتماد برامج تدريبية لتوعية العاملين في الشركة حول موضوع التنوع
والدمج وكيفية التعامل مع األشخاص ذوي اإلعاقة (موظفون كانوا أم
زبائن -نساء ورجاال) دون أي تمييز.
.4ادخال ثقافة ومعايير الدمج على السياسات وأنظمة العمل المعتمدة في
المؤسسات بشكل يحاكي التنوع وتعديل االتجاهات السائدة واألحكام
المسبقة لدى أصحاب العمل وفريق العمل.
.1عدم التمييز بين االشخاص ذوي اإلعاقة واالشخاص غير ذوي اإلعاقة
في توزيع الدخل.
97
من التمييز المزدوج في الحصول على فرص العمل ،فضال عن
المشاركة في صنع القرار.
.22بالتوازي مع ضرورة اعتماد البرلمان تمكين األشخاص ذوي اإلعاقة
من ممارسة حقوقهم العمالية والنقابية ،على النقابات العمالية اإلهتمام
بقضاياهم والدفاع عن مصالحهم.
.21على المؤسسات والشركات المالية العمل على توفير الدعم المعنوي
والمادي والتدريب الالزم لألشخاص ذوي اإلعاقة ،لضمان فرص
العمل الحر لهم ليتمكنوا من إنشاء وإدارة وتطوير مشاريع خاصة بهم،
فالمنشآت الصغيرة تصبح أكثر اجتذابا للمقرضين إذا تلقى أصحابها
أو مديروها تدريبا على شتى المهارات األساسية إلقامة المشاريع،
ويمكن تأمين هذا الدعم والتدريب من قبل الدولة أو من قبل المؤسسات
المالية الكبيرة إلى عمالئها من المنشآت الصغيرة في مجال اإلدارة
لمكافأتهم على وفائهم وتعزيز قدراتهم اإلدارية ومن ثم تدعيم معدالت
السداد ،األمر الذي يساعد على استمرار منشآتهم وتدعيم قدرتها على
المنافسة(.)2
.28ضرورة أن يكون كل من يعمل في التوجيه المهني والتدريب المهني
وتوظيف العمال عموما على دراية كافية بأشكال العجز (بأنواع
اإلعاقات) وبآثاره المقيدة ،إلى جانب معرفة بخدمات الدعم المتاحة
لتسهيل إدماج المعوق (الشخص ذي اإلعاقة) في حياة نشطة اجتماعيا
( )1من خالل الدراسات المركزة مع األشخاص المعوقين كان هناك شبه إجماع على أهمية تأمين فرص
العمل الحر بتقديم دعم معنوي ومادي وبعض التدريب لهم .دراسات مركزة قام بها إتحاد المقعدين
اللبنانيين مع أشخاص معوقين من كل المناطق اللبنانية .أرشيف إتحاد المقعدين اللبنانيين،2212 ،
المركز الرئيسي بيروت شارع كورنيش المزرعة مقابل السفارة الروسية.
99
واقتصاديا .وينبغي أن تتاح فرص لمثل هؤالء األشخاص لتحديث
معارفهم وتوسيع خبرتهم في هذه المجاالت(.)1
( )2توصية رقم 169الصادرة عن منظمة العمل الدولية ،بشأن التأهيل المهني والعمالة (المعوقين).
الفقرة رقم .23مرجع أعاله.
98
وتوجيههم إلى سوق العمل ،وتحديد وتوضيح آلية التنفيذ والتعاون
والتنسيق بينهما.
.4وضع الحكومة آللية دائمة وواضحة لتطبيق كوتا الـ % 8في القطاع
العام بداية على أن تكون حافزا لتطبيقها تاليا في القطاع الخاص،
ووضع خطة حكومية لمراقبة تطبيقها في القطاعين العام والخاص،
ومعاقبة أو تغريم غير الملتزمين بها.
.2على السلطة التشريعية العمل على تعديل جميع القوانين التي تتعامل
مع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة بناء على المنظور الخيري والطبي،
82
والتي تتضمن تمييزا ضدهم وخصوصا قانون األشخاص ذوي اإلعاقة
وقانوني الخدمة المدنية والعمل.
.1على الحكومة العمل على الئحة تنفيذية تكون من إحدى أهم أهدافها
إيجاد اآلليات الواضحة للمسائلة والمحاسبة والتي تكون مبنية على
تحديد واضح ألدوار وصالحيات الجهات الرسمية والوزارات
المختصة بتطبيق قانون حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة الفلسطيني رقم
4لعام .2111
81
.1تقييم برامج اإلقراض والمشاريع الصغيرة المدرة للدخل التي تقدمها
وزارة الشؤون االجتماعية وإجراء ما يلزم من تعديالت من شأنها
الكفاءة واالستدامة المنشودة للبرنامج من جهة ،واالستقاللية المادية
لألشخاص ذوي اإلعاقة من جهة أخرى.
المصادر والمراجع:
82
التوصية العربية رقم ،1بشأن تشغيل وتأهيل المعوقين-2118 ،
قانون حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة الفلسطيني قانون رقم .2111/4
القواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرص للمعوقين ،الجمعية العامة
في 11كانون األول/ديسمبر ( 2118القرار ،16/48المرفق).
مؤتمر العمل الدولي ،الدورة الثامنة والتسعون ،جنيف ،حزيران /يونيه
،1111اللجنة الجامعة المعنية باالستجابات لألزمة،
) .C.Pl./A.3(Revاالنتعا من األزمة :ميثاق عالمي لفرص
العمل.
83
Reports & studies:
84
مقاالت ،ومجالت:
أحمد السيد النجار ،مقال بعنوان :مشروع لصياغة الحقوق اإلقتصادية
-اإلجتماعية في الدستور ،1121/1/2 ،متوفرة على الموقع
اإللكتروني لمركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1030
538&eid=46
حميدي صقر ،كلمة ألقاها في ندوة "تطبيق وتطوير التشريعات لعمل
المعوقين" :الرعاية الشاملة واستكمال مراسيم القانون ،111جريدة
المستقبل ،العدد ،8811تاريخ/11 :تموز.1111/
مقال بعنوان واقع البطالة في لبنان ،ملف ،PDFعلى موقع الوسطية
اإللكتروني:
http://www.wasatia.org/storage/Book3/11.pdf
وليد أبو سليمان ,مقال بعنوان :البطالة في لبنان ...أسباب وتحديات،
جريدة البلد ،العدد ،1816الخميس 8آذار/مارس .1121
85
بيتر موسكيني ،وحاتم قطران ،مساءلة السياسات ،دليل مرجعي لتعزيز
الحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ،شبكة المنظمات العربية غير
الحكومية للتنمية ،تم انتاج ونشر هذا التقرير بدعم من مؤسسة دياكونيا
والوكالة السويدية للتنمية الدولية في إطار برنام «الدور الدفاعي
لمنظمات المجتمع المدني في مجال صناعة السياسات االقتصادية
واالجتماعية في المنطقة العربية» .نشرت الطبعة األولى في آذار/
مارس ،1128ملف ،PDFعلى الموقع اإللكتروني للشبكة:
http://www.annd.org/arabic/data/publications/pdf/45.
pdf
دراسة حالة ،من قبل اتحاد المقعدين اللبنانيين ،حول تأثير مشروع
الدم اإلقتصادي واإلجتماعي المتبنى من قبله .أرشيف اتحاد المقعدين
اللبنانيين ،1121 ،المركز الرئيسي ،بيروت ،مار الياس ،مقابل
السفارة الروسية.
الدكتور عدنان الحاج ،دليل التنوع في مكان العمل العدد السادس ،شباط
،1118مقالة بعنوان :توظيف األشخاص المعوقين من أهم طرق
القضاء على الفقر.
دليل التنوع في مكان العمل ،العدد الثاني ،تشرين األول .،1111
دليل التنوع في مكان العمل ،العدد التاسع ،تشرين الثاني .1111
86
دليل التنوع في مكان العمل ،العدد الحادي عشر ،شتاء .1128
روبرت ،هيرون؛ وباربرا ،موري؛ المرشد العملي حول المساعدة في
تشغيل األشخاص المعوقين ،دليل تطبيقي ،ترجمة :عزيز داوود،
إشراف ومراجعة يوشف القريوتي .مكتب العمل الدولي ،المكتب
اإلقليمي للدول العربية ،رياض الصلح بيروت لبنان.1112 ،
محاورة مع المدير العام لوزارة العمل عبد هللا رزوق ،جريدة السفير،
مقالة بعنوان %88" :من األشخاص المعوقين في لبنان بال عمل برغم
االتفاقية الدولية ،"211العدد الصادر بتاريخ.1111/21/21 :
محاورة معرامي خلف ،مدير دائرة الموارد البشرية في شركة ريتش
لإلتصاالت ،فلسطين.YMCA )1128/1/11( ،
الهيئة المستقلة لحقوق اإلنسان ،فصلية حقوق اإلنسان الفلسطيني ،عدد
خاص حول األشخاص ذوي اإلعاقة ،تشرين الثاني .1122
87
مراكز دراسات ومواقع إلكترونية:
89