Professional Documents
Culture Documents
مفهوم
مفهوم
الـخ ـطـة
املقدمة
املبحث األول :تعريف القانون الدستوري أهميته وهدفه.
املطلب األول :تعريف القانون الدستوري.
املطلب الثاني :أهمية القانون الدستوري.
املطلب الثالث :هدف القانون الدستوري.
املبحث الثاني :عالقة القانون الدستوري بالقوانين األخرى وطبيعته وقواعد مصادره.
املطلب األول :عالقة القانون الدستوري بالقوانين األخرى.
املطلب الثاني :طبيعة قواعد القانون الدستوري.
املطلب الثالث :مصادر القانون الدستوري.
الخــاتـمة.
املقدمة :
اإلنسان اجتماعي بطبيعته ال يستطيع أن يعايش ظروف الحياة بمفرده ،وإنما يجب أن
ينخرط ضمن جماعة من الناس ،وهذا ما يستتبع بالضرورة دخول اإلنسان الفرد مع الجماعة التي
يعيش فيها ومعها في عالقات ومعامالت عديدة يستطيع من خاللها إشباع حاجاته .
إال أن قيام مثل هذه العالقات بين اإلنسان الفرد مع الجماعة وأفرادها ،يؤدي إلى قيام التعارض
بين مصلحته كفرد ،ومصلحة اآلخرين هذا التعارض من شأنه أن يخلق الفوض ى واإلضطراب في
املجتمع.ومن ثم كان من الواجب وضع تنظيم للعالقات التي يجريها اإلنسان الفرد مع غيره ،وذلك
رغبة في إيجاد نوع من التوازن بين املصالح املعارضة ،وتنظيم هذه العالقات ال يكون إال من خالل
وضع القواعد القانونية امللزمة لتحديد حقوق األفراد قبل الجماعة التي يعيشون فيها وقبل بعضهم
البعض ،وكذا تحديد الواجبات التي تلقى على كاهل كل واحد منهم لصالح الجماعة أو لصالح
األفراد اآلخرين ،ولتحديد ضوابط سلوك كل فرد في عالقته مع الجماعة أو أفرادها ،مع فرض
الصفة اإللزامية للقواعد حتى يتعين على األفراد احترامها والخضوع لها .
ومن هذا تبدو الحاجة املاسة للقانون فهو الذي يقيم التوازن بين مصالح األفراد املعارضة أو
التوفيق بينها ،مما يؤدي إلى اإلستقرار في املجتمع وعدم اإلضطراب في السلوك االجتماعي لإلنسان
كل ذلك يؤدي إلى صدق هذا القول ،أن ال إنسان اجتماعي بدون جماعة ،وال جماعة مستقرة
ومنظمة بدون قانون .
تعـريف القانـون :
للقانون مدلوالت عديدة ومتنوعة فقد يقصد بالقانون كل قاعدة مطردة مستقرة ،يفهم منها نتائج
معينة وهذا هو املقصود العام للقانون ،وهو لفظ يستعمل في املجاالت املختلفة ،العلمية
والرياضية ،واالقتصادية ،واالجتماعية كأن يقال قانون (الطفو) أو قانون (الجاذبية) أو قانون
(العرض والطلب) …إلخ.
وقد يقصد بالقانون بمجموعة القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التشريعية ،يقصد
تنظيم مسألة معينة مثالها ،قانون الوظيفة العامة ،الذي يبين كيفية تعيين املوظف وترقيته ،
وعزله وإحالته إلى التقاعد ،أو قانون تنظيم الجامعات أو املحاماة .
وقد يقصد بالقانون كذلك لتدليل على فرع معين من فروع القانون ،فيقال على سبيل
املثال القانون املدني ،أو القانون التجاري ،أو قانون تنظيم الجامعات ،أو املحاماة.
و قد يقصد بالقانون أخيرا ،بأنه مجموعة القواعد القانونية التي تحكم سلوك األفراد في املجتمع ،
و التي يتعين عليهم الخضوع لها و لو جبرا اذا اقتض ى األمر ذلك .
في الواقع أننا ال يمكن إعتماد املدلول األول للقانون ،على أساس أن هذا املدلول ال ينطبق
إال على الظواهر الطبيعية كما رأينا عند وضعه ،و األمر كذلك ،بالنسبة للمدلول الثاني على
أساس أن التشريع الذي تضعه السلطة التشريعية لتنظيم مسألة معينة ليس إال مصدر من
مصادر القانون ،مع أن للقانون مصادر عديدة كما و أن ال يعرف بمصادره التي يستقي منها
قواعده .
املطلب األول :تعريف القانون الدستوري :
و هو مجموعة القواعد التي تحدد طبيعة نظام الحكم في الدولة ،و تبين السلطات العامة فيها و
اختصاص كل منها و عالقاتها مع بعضها البعض ،كما تبين حقوق األفراد السياسية و ما يجب
لحرياتهم من ضمانات .
و يعتبر القانون الدستوري في طليعة فروع القانون العام الداخلي فهو أساس كل تنظيم في
الدولة ،حيث يضع األسس التي تقوم عليها الدولة ،وعلى هذا فإنه ال يجوز مخالفة هذا القانون
بقانون آخر يصدر داخل الدولة ،ألن كل القوانين األخرى أقل منه في املرتبة .
هو تلك املجموعة من األحكام التي أصدرتها املحاكم بشأن تطبيق القانون على ما يعرض عليها من
منازعات .
وتنقسم أحكام القضاء إلى قسمين :
القسم األول :وهو الذي ال يخرج عن كونه تطبقا للقانون ويسمى باألحكام العادية.
القسم الثاني :وهو الذي يتضمن مبادئ لم يتعرض لها القانون أو تضع حدا لخالف في القانون
وتسمى األحكام األساسية .
وإذا قلنا بأن القضاء مصدر من مصادر القانون الدستوري ،فان علينا أن نميز بين الدول ذات
الدساتير العرفية كإنجلترا ،والدول ذات الدساتير املكتوبة كالجزائر وفرنسا ،ففي إنجلترا يعتبر
القضاء مصدرا رسما ملا ينشئه من سوابق قضائية بشأن القضايا املطروحة أمامه أو التي تطبق
فيما بعد على القضايا املشابهة لها من طرف املحاكم ذات الدرجة الواحدة أو األدنى منها .ومن
الدول التي تأخذ بالسوابق القضائية ،الواليات املتحدة األمريكية واستراليا ونيوزلندا ،أما في فرنسا
فإن القضاء كمصدر ضعيف جدا في املجال الدستوري ،نظرا ألن املحاكم غير مقيدة باحكامها
السابقة وال باألحكام التي تصدرها تلك األعلى منها في الدرجة .
-3العــرف :
يقصد بالعرف " اتباع الناس سلوكا معينا في موضوع معين بصفة مطردة وملدة طويلة يجعل الناس
يشعرون بقوته االلزامية كالقانون املكتوب"
ويتضح مما سبق أن هناك ركنان للعرف :مادي ومعنوي .
فالركن املادي يفيد اتباع األفراد سلوكا معينا في تصرفاتهم بصفة مطردة أما الركن املعنوي فيعني
استقرار اإلحساس في ضمير الجماعة بأن ذلك السلوك أصبح ملزما لهم ،فبغير االعتقاد بالزاميته
ال نكون بصدد عرف بمعناه القانوني ويشترط في العرف ان يكون عاما وقديما وثابتا ،وأن ال يكون
مخالفا للقوانين واآلداب العامة ،وإذا كان العرف هو ما سبق ذكره باختصار ،فإن الفقه اختلف
بشأن مدى الزاميته فقد ذهب انصار املذهب الشكلي املتطرفين ومن بينهم الفقيهان اإلنجليزي
والفرنس ي كارى دمالبرغ إلى أن العرف ال قيمة له إال أقره التشريع او القضاء ،أما املعتدلون من هذا
املذهب فيعترفون له بالصفة اإللزامية ،وبالنسبة للمذهب املوضوعي فيرى أنصاره وعلى رأسهم
ديجي Duguitوجوي Guetبأن القانون ما هو إال تعبيرا عن ضمير الجماعة الذي يمثل العرف،
ولذلك يقولون بأنه مصدر رسمي للقانون وبعد أن عرفنا قيمة العرف كمصدر للقانون نبحث اآلن
دوره في العرف الدستوري ،لقد تأثر فقهاء القانون الدستوري بفقه القانون الخاص بشأن أركان
العرف ،فالركن املادي يتمثل في وجود قاعدة مستقرة ومطردة التطبيق من قبل السلطات العامة في
الدولة ،وهذا يعني الثبات وتوافر مدة معقولة غير أن الحقائق تثبت أن املدة ال يمكن تحديدها
نظرا لظهور أعراف دستورية في مدة قصيرة مثل بعض سلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء في
فرنسا التي نظمت بمقتض ى عرف نشأ بعد الحرب العاملية األولى في حين أن مسؤولية الوزارة في
إنجلترا تقررت بعرف يعود إلى القرن الثامن عشر .أما الركن املعنوي فيشترط فيه صفة االلزام التي
يردها البعض إلى اإلرادة املفروضة للمشرع بينما يردها البعض اآلخر إلى إرادة الجماعة املتمثلة في
السلطات واألفراد .والعرف إما يكون مفسرا أو مكمال أو معدال .
أ-العرف املفسر :هو الذي يهدف إلى تفسير نص من نصوص الدستور ،فدوره هنا ليس انشاء أو
تعديل قاعدة دستورية ،وإنما يبين كيفية تطبيق قاعدة معينة غامضة إال أن هذا التفسير يصبح
جزءا من الدستور فيكتسب صفة اإللزام ،ومن األمثلة على ذلك جريان العرف أن لرئيس
الجمهورية الفرنسية طبقا لدستور 1875أن يصدر اللوائح استناد إلى املادة التي تنص على أن
رئيس الجمهورية يكفل تنفيذ القوانين .
ب-العرف املكمل :هو الذي ينظم موضوعات لم يتناولها الدستور حيث يسد الفراغ املوجود في
الدستور ،ونظرا لكونه كذلك فانه يختلف عن العرف املفسر في كونه ال يستند على نص دستوري
في ظهوره ،ومثل ذلك نشوء قاعدة في فرنسا تمنع من ابرام عقد قرض عمومي إال إذا صدر قانون
يأذن بذلك ،إذا كان القانون والدستور الصادران في 1815ينصان على تلك القاعدة فإن الدساتير
التي تلتها لم تنص عليها غطالقا ومع ذلك استمر تطبيقها إلستقرارها عرفيا فغدت بذلك عرفا
دستوريا مكمال ونص دستور 1875على أن اإلنتخاب يتم على أساس اإلقتراع العام دون أوضاع
هذا االنتخاب فكمله العرف بأن جعله على درجة واحدة
ج-العرف املعدل :يراد به تلك القواعد العرفية التي تغير بأحكام الدستور إضافة أو حذفا ومن
امثلة العرف املعدل في شكل إضافة ما جرى به العمل في االتحادات الفيديرالية من زيادة في
سلطات الحكومات املركزية على حساب السلطات املحلية وأن يتولى رئاسة في لبنان ماروني والوزارة
سني والبرملان شيعي رغم ان الدستور ال ينص على طائفية في لبنان فجاء العرف بها مكمال
الدستور.أما العرف املعدل في صورة حذف فمثله إمتناع رئيس الجمهورية من حل مجلس النواب
في ظل دستور 1875الذي يمنح له ذلك الحق ولم يستعمل إال من طرف الرئيس ماكماهون سنة
1877ثم لم يمارس ذلك الحق حتى سنة 1940عندما أحتلت أملانيا فرنسا فنتج عنه أن نشأة
قاعدة عرفية ألغت أو حذفت نصا دستوريا والسبب في ذلك يعود إلى أن ماكماهون عندما لجأ إلى
حل مجلس النواب كان هدفه الحصول على تغيير في األغلبية إال أن االنتخابات أدت إلى عودت
األغلبية السابقة وهي الجمهوريون فصرح بعد ذلك خلفه Grevyألنه سينصاع إلى إدارة األمة وانه
لن يلجأ إلى حل البرملان بعد ذلك وتبعه في ذلك سلفه مما أدى إلى نشوء ذلك العرف املعدل حذفا في
النص الدستوري وكذلك حدث في سنة 1969– 1962في نفس البلد أين قدم رئيس الجمهورية
مباشرة مشروعين لتعديل الدستور دون عرضهما على املجلسين لتصويت املسبق مع أن هناك
نصوص صريحة خاصة بكيفية تعديل الدستور .
والحقيقة أن هذا النوع من العرف موجود ومطبق وان إنكار الصفة الدستورية عنه من جهة
واالعتراف به من جهة ثانية ليس له ما يبرره وهو يتناقض واملنطق والواقع .
-4الفـقـه :يقصد بالفقه الدراسات والبحوث التي قام او جاء بها فقهاء القانون والفقه ال
يعتبر مصدرا رسميا للدستور وإنما مصدر تفسيرا يستأنس به في تفسير دستور وبيان كيفيات سنه
فضال عن قيام رجال الفقه بشرح وتبيان محاسن وعيوب هذه الدساتير كما أنه يهتم بدراسة
وتحليل األحكام القضائية ملا لها من تأثير على مسار قواعد دستورية والذي ال شك فيه انه وغن
كانت اآلراء الفقهية غير ملزمة إال أنها تلعب دورا هاما في تفسير النصوص القانونية وكثيرا ما يتأثر
به القضاء في إصدار أحكامه أو املشرع أثناء سن القوانين والقواعد الدستورية وهو ما يكسب تلك
اآلراء سمعه أدبية كثيرا ما تلقى احترام من قبل املشرع الدستوري ومن ذلك روح القوانين والعقد
االجتماعي أو السياس ي لكل من مونتسكيو وجان جاك وروسو وجون لوك .
أساليب نشأة الدساتير ونهايتها :
تنشأ الدساتير وتنتهي بأساليب مختلفة ومتعددة وقبل تعرض ألساليب نشأتها ونهايتها يتوجب علينا
بحث أسباب نشأة الدساتير والتطور الذي عرفته بفعل تزايد مهام الدولة .
أسباب والدوافع األساسية لوضع الدستور :
إن انهيار الحكم امللكي املطلق بعد ثورات األوربية وسيطرت البورجوازية على السلطة إلى جانب
ظهور فكرة القومية وانحصار االستعمار كانت من األسباب والدوافع الرئيسية في دسترة أنظمة
الحكم وكان غرض شعوب األنظمة إثبات سيادتها داخلية واستغال ليتها وذلك بواسطة تنظيم
الحياة السياسية بوضع دستور يبن السلطات وعالقاتها في دولة الجديدة وعالقاتها باملحكومين
والدول األخرى وأن هذه الدول بوضع دستور تؤهل نفسها إلقامة حوار بين السلطة والحرية فكأنها
تعلن للغير بأنها وصلت إلى مرحلة النضج السياس ي ولها الحق في االنضمام للمجتمع الدولي ألنها إن
طالبت بذلك .
الخاتمة :
يسري القانون القديم على كل اآلثار التي تترتب على املراكز القانونية التي نشأت في ظله ،و ال يسري
القانون الجديد و لو صدر معدال من هذه اآلثار ،و إال أعتبر ذلك سريانا على املاض ي فلو كان
القانون القديم يجعل انتقال ملكية العقار بمجرد انعقاد العقد ثم صدر بعد أن أبرم عقد البيع
قانون جديد يجعل انتقال ملكية العقار مرهونا بإجراءات تسجيل ،ففي هذه الحالة يضل القانون
القديم هو الذي يسري على العقد و انتقال العقار دون القانون الجديد .
أما إذا تحقق اآلثار القانونية التي يرتبها أحد املراكز القانونية يحتاج إلى وقت طويل ،فنفرق بين أثار
ترتبت في ظل القانون القديم وهي تظل خاضعة ألحكامه وبين أثار لم تترتب بعد إال بعد صدور
القانون الجديد فتخضع له ،فمثال لو وقع طالق في ظل القانون القديم ،ثم صدر قانون جديد
يعدل من النفقة أو الحضانة فإن ما تم في ظل القانون القديم يظل يخضع له ،وما تم في نطاق
القانون الجديد يخضع له .
ويستثني أصحاب النظرية الحديثة من مبدأ عدم رجعية القوانين االستثنائيين اآلتيين بحث يسمح
فيهما تطبيق القوانين الجديدة بأثر فورى على الوقائع واملراكز القانونية التي تمت في ظل القانون
القديم وهما :إذا نص القانون الجديد على رجعيته بصراحة النص ،وفي حالة صدور قوانين
تفسيرية ملا صدر من قوانين في ظل القانون القديم ،وبهذا تكون النظرية الحديثة ،قد تشابهت
بهذين االستثنائيين على مبدأ عدم رجعية القوانين ،بينما ال تأخذ النظرية الحديثة باالستثنائيين
اآلخرين التي قالت بهما النظرية التقليدية واملتعلقين ،بالقوانين الجنائية األصلح للمتهم ألن
تطبيقهم على املاض ي ال يكون وفقا ملبدأ عدم رجعية القوانين ،وإنما وفقا لألثر املباشر للقانون
الجديد ،أما القوانين املتعلقة بالنظام العام فال يكفي لكونها كذلك ،أن تنطبق بأثر رجعي ،ألن
ذلك من شأنه أن يهدر الحريات ويبعث في املعامالت االضطراب .
املراجع :
.1سعيد بوشعير ،القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة ،الجزء األول،ديوان
املطبوعات الجامعية،الجزائر.1999 ،
.2خليل احمد حسن قدادة ،شرح النظرية العامة للقانون في القانون الجزائري ،ديوان
املطبوعات الجامعية،الجزائر.2002 ،