Professional Documents
Culture Documents
Article 2
Article 2
اإلجتماعية واإلنسانية
ملخص
تتناول هذه الدراسة العوامل المؤثرة على استقالل مراجع الحسابات ،على اعتبار أنه معيار من المعايير
الشخصية التي يجب أن تتوفر في الشخص القائم بمهمة المراجعة حتى يبدي رأيه الفني المحايد حول
مصداقية القوائم المالية في شكل تقرير يحمل عنوان تقرير مراجع الحسابات المستقل .والهدف من ذلك
هو تطوير مهنة المراجعة واالرتقاء بها لما لهذه المهنة من دور في التأثير على زيادة الثقة في المعلومات
المحاسبية التي تتضمنها القوائم المالية التخاذ القرارات المفيدة بالنسبة لمتخذي القرارات .وقد جاءت هذه
الورقة بهدف معرفة العوامل المؤثرة على استقالل مراجع الحسابات وكيفية التقليل من تأثيرها لتحسين
أداء المراجعة المالية بشكل عام.
من خالل الدراسة ،تبين أن هناك عوامل تؤثر على استقاللية مراجع الحسابات تتمثل في مستوى التأهيل
العلمي والخبرة المهنية الالزمة لمزاولة المهنة ،مقدار األتعاب التي يحصل عليها المراجع لقاء أدائه لمهمة
المراجعة ،الخدمات االستشارية ،فترة ارتباط مراجع الحسابات بالمؤسسة محل المراجعة ،مستوى المنافسة
بين مكاتب المراجعة في الحصول على الزبائن.
الكلمات الدالة :مراجع الحسابات ،االستقالل ،التأهيل العلمي ،الخبرة المهنية ،الخدمات االستشارية،
األتعاب ،مستوى المنافسة.
Abstract
This research paper sought to determine the factors that impact the independence of the accounts checking, as a standard
of personal criteria that must be available in the auditor to enable him express his neutral opinion about the credibility
of financial lists in the form of a report entitled future accounts checking report. The aim is to develop and improve the
audit profession and know the factors that affect its independence and try to minimize their impacts to improve the
financial checking in general.
Through this study we could conclude that there are factors that affect the independence of the accounts’ checking.
They include: the scientific qualification and professional experience necessary to practice the profession, the amount
of the fees earned by the auditor for auditing, consulting services, relationship period between accounts checking and
institution, competition level between checking offices in getting customers.
Keywords: Accounts checking, Independence, Scientific Qualification, Professional Experience, Consulting Services, Fees,
Competition Level.
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 16
العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
جمتمع ألجل اختاذ القرارات الالزمة ،فاملستثمر يتخذ قرارات مقدمة
الشراء والبيع الستثماراته ،واملؤسسات املالية تتخذ قرارات منح
تعترب جودة اخلدمات اليت تؤديها مكاتب مراجعة احلسابات القروض ،واملصاحل الضريبية تتخذ قرارات فرض الضرائب
ذات أهمية كبرية يف احملافظة على املتعاملني معها .ومبقدار على الدخل أو الربح.
ما حتققه املراجعة من مستوى يف األداء بقدر ما يتم احملافظة
على املتعاملني وخاصة اجليدين منهم ،فالشركات اليت يتم إعداد املعلومات املالية من طرف املؤسسة عن طريق اإلدارة،
تتعامل مع مكاتب املراجعة تسعى دوما إىل مراجعة حساباتها هذه األخرية اليت قد تتضارب مصاحلها مع مصاحل األطراف
لدى مكاتب تضمن وحتدد مسبقا بعض املوصفات للمراجعة اليت تستخدم هذه املعلومات ،لذلك ظهرت احلاجة إىل خدمات
اليت سوف تقوم بها واليت من شأنها أيضا بنفس الوقت زيادة املراجع املستقل احملايد الذي يقوم بإعالم مستخدمي املعلومات
الثقة بالقوائم املالية ،فاملراجعة اجليدة هي اليت متكن من املالية عن ما إذا كانت متثل بعدالة املركز املالي ونتائج أعمال
احلد من األخطاء يف القوائم املالية إىل أقل ما ميكن يف ظل املؤسسة.
-1تعريف املراجعة األتعاب املتفق عليها.
عرف احتاد احملاسبني األمريكيني مراجعة احلسابات " أنها وقياسا على معايري األداء يف القطاع الصناعي واخلدمي،
ّ
إجراءات منظمة ألجل احلصول وتقييم وبصورة موضوعية صارت بعض الشركات تطالب مبثل هذه املعايري لرفع
األدلة املتعلقة باإلقرارات االقتصادية واألحداث لتحديد درجة كفاءة املراجع،ة من خالل التثبت من أن اخلطوات واألدوات
العالقة بني هذه اإلقرارات و مقياس معني وإيصال النتائج إىل دائما وحتقق الشروط القانونية
اليت يستخدمها املراجع توفر ّ
()1
املستفيدين". والتعاقدية ،كما حتقق معايري املراجعة الوطنية ومعايري
املراجعة الدولية.
وتعرف مراجعة احلسابات على أنها " فحص أنظمة الرقابة
الداخلية والبيانات واملستندات واحلسـابات والدفـاتر اخلاصة تعترب االستقاللية أحد املعايري العامة أو الشخصية الواجب
باملؤسسة حتت املراجعة فحصا انتقاديا منظما بقصد اخلروج توفرها يف الشخص املراجع للقيام مبهمة املراجعة ،وبذلك فهي
برأي فين حمايد عن مدى داللة القوائم املالية عن الوضع املالي أحد اجلوانب احملددة ملستوى أدائها .وعلى الرغم من سعي املراجع
لتلك املؤسسة يف نهاية فرتة زمنية معلومة ،ومدى تصويرها يف الغالب لتحقيق أقصى درجات االستقاللية يف عمله ،إال أنه
()2
لنتائج أعماله من ربح أو خسارة عن تلك الفرتة". يصعب حتقيق ذلك نظرا الرتباط االستقاللية بعوامل متعددة.
لذا ،فإن االستقاللية يف املراجعة ال ميكن حتقيقها إال من خالل
كما تعرف أيضا مراجعة احلسابات على أنها " :الفحص الذي
إدراك ودراسة العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات.
يقوم به شخص مهين كفء ومستقل من أجل تقديم رأي
()3
من خالل ما سبق ،كان ال بد من دراسة العوامل املؤثرة على مربر حول شرعية ومصداقية حسابات مؤسسة معينة ".
أحد اجلوانب احملددة ملستوى أداء مراجع احلسابات لرفع
بناء على مجلة التعاريف سابقة الذكر ميكن ضبط تعريف
مستوياته ،من خالل التقليل من التأثري السليب للعوامل املؤثرة
املراجعة على النحو اآلتي:
وتشجيع ودعم العوامل اإلجيابية لدعم السوق مبراجعني على
مراجعة احلسابات هي عملية يقوم بها شخص مهين خمتص، مستوى متميز من العلم واملعرفة واخلربة املهنية الالزمة.
حمايد ومستقل بفحص املستندات والسجالت احملاسبية
وعليه ميكن صياغة السؤال اجلوهري الذي تأتي هذه الورقة
وكذا أنظمة الرقابة الداخلية للمؤسسة ،وإبداء يف النهاية
لإلجابة عليه كما يلي:
رأي يف شكل تقرير حول مصداقية املعلومات املتضمنة يف
القوائم املالية اخلتامية. ما هي العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات ؟
لإلجابة على السؤال أعاله يتم تقسيم هذا البحث إىل احملاور -2أهمية املراجعة
الرئيسية اآلتية:
ميكن تلخيص أهمية املراجعة من خالل أهميتها بالنسبة
()4
للجهات املستفيدة منها فيما يلي: -مدخل إىل مراجعة احلسابات
1-2أهمية املراجعة بالنسبة إلدارة املؤسسة -االستقاللية يف مراجعة احلسابات
تعتمد إدارة املؤسسة على املعلومات املالية بشكل أساسي يف -العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
عمليات الرقابة والتخطيط ،وإذا مل تستند اإلدارة على أساس أوال :مدخل إىل مراجعة احلسابات
سليم ،فإن التخطيط لن يكون دقيقا ،وبالتالي ال ميكن االعتماد
تؤدي املراجعة دورا مهما يف األوساط املالية واالقتصادية ،عليه لذلك ،فإن اإلدارة حتتاج إىل معلومات حماسبية بدرجة
فاملعلومات املالية اليت تنتجها احملاسبة املالية ضرورية ألي عالية من الثقة ،وهذا ما ميكن أن توفره عملية املراجعة.
17 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16
براق محمد | ديلمي عمر
ومتابعة تنفيذها. 2-2أهمية املراجعة بالنسبة ألصحاب املؤسسة
يلجأ مالك املؤسسة إىل تفويض جملس اإلدارة لتسيري املوارد -تقييم نتائج أعمال املؤسسة بالنسبة لألهداف املرسومة.
ورأس املال بطريقة جيدة ،وعادة ما يكون هلؤالء املالك عدم -حتقيق أكرب قدر من اإلنتاجية عن طريق جتنب هدر املوارد
الدراية الكافية باجلوانب املالية واحملاسبية ،إضافة إىل أنه من يف مجيع نواحي نشاط املؤسسة.
الصعب أن تقوم املؤسسة بإطالع كل مساهم على املعلومات
-حتقيق أكرب قدر ممكن من الرفاهية ألفراد اجملتمع
املالية املتضمنة يف القوائم املالية والتأكد من صحتها يف مجيع
العاملني يف املؤسسة.
أوقات السنة .لذلك ،فإن أصحاب املؤسسة أو املالك حباجة إىل
جهة مستقلة وحمايدة متمثلة يف مراجع احلسابات لتؤكد -إبداء رأي فين حمايد حول مطابقة القوائم املالية ملا هو مقيد
هلم مدى كفاءة اإلدارة يف استغالل املوارد املتاحة بشكل جيد .بالدفاتر وما حدث بالفعل يف املؤسسة.
-4مقومات مهنة املراجعة 3-2أهمية املراجعة بالنسبة للهيئات احلكومية
تعتمد الكثري من أجهزة ومؤسسات الدولة على املعلومات املالية ميكن حصر أهم املقومات األساسية ملهنة مراجعة احلسابات
()6
اليت تنتجها أنظمة احملاسبة للمؤسسات ،فعلى سبيل املثال فيما يلي:
مركز اإلحصاء حيتاج هذه املعلومات من أجل عمل اإلحصاءات -توفر القدر الكايف من التأهيل العلمي والعملي يف الشخص
الالزمة وحتديد الدخل الوطين ومتوسط الدخل الفردي ،القائم باملهنة مبا يتناسب مع حجم وأهمية اخلدمة اليت
وكذلك مصاحل الضرائب حتتاج املعلومات من أجل احتساب سيؤديها.
الضرائب بشكل حقيقي ثم حتصيلها ،كما أن هيئات التخطيط
-االعرتاف الصريح من اجملتمع بأهمية مهنة املراجعة ،وأن
حتتاج أيضا املعلومات من أجل وضع اخلطط االقتصادية
يكون هناك شعور باملسؤولية من طرف املراجع امللقاة على
املستقبلية .وبالتالي ،إذا مل تتوفر القناعة التامة بصدق هذه
عاتقه ،وقدرته على حتمل املسؤولية.
املعلومات ،فإنه ال ميكن االعتماد عليها يف اختاذ القرارات.
-االعتماد يف القيام مبهنة املراجعة غلى اجملهود الذهين بصفة
4-2أهمية املراجعة بالنسبة لنقابات العمال
أساسية.
تسعى نقابات العمال دائما إىل حتسني أوضاع العمال ،بينما
-متارس قدرا من الرقابة الذاتية.
تعمل املؤسسات على التقليل من مصاريفها قدر اإلمكان من
أجل حتقيق أرباح أعلى .لذلك ،هناك تضارب يف املصاحل بني -وجود جمموعة من القواعد والتقاليد حتكم السلوك املهين
النقابات العمالية وإدارة املؤسسة ،وحتى تتمكن النقابة من ألعضاء املهنة بهدف االرتقاء باملهنة واحملافظة على كرامة
املطالبة مبكتسبات أكثر للعمال ،جيب أن حتقق هذه املؤسسات أعضائها.
عائدا أعلى باالستناد إىل القوائم املالية ،وبالتالي فهي حباجة -ضرورة وجود جمموعة من معايري األداء املتعارف عليها
إىل أن تطمئن إىل أن القوائم املالية تعرب بصدق عن املركز حتكم أداء العمل املهين للمراجع.
املالي ونتائج أعمال املؤسسة.
-5معايري املراجعة
-3أهداف املراجعة
قبل عرض االستقاللية يف املراجعة اليت متثل أحد معايري
األداء يف مراجعة احلسابات ،ال بد من معرفة معايري املراجعة
()5
ميكن تلخيص أهداف املراجعة يف األتي:
اليت تقيس مدى ارتقاء أداء مراجع احلسابات إىل مستوى األداء 1-3األهداف التقليدية للمراجعة
املهين املطلوب.
تتمثل أهم األهداف التقليدية للمراجعة فيما يلي:
1-5تعريف املعيار لغة
-التأكد من صحة ودقة البيانات املالية املثبتة يف دفاتر
املعيار لغة "هو منوذج متصور ملا ينبغي أن يكون عليه الشيء، وسجالت املؤسسة.
فيقال عاير بني املكيالني أي امتحنهما ملعرفة مدى تساويهما،
-اكتشاف ما قد يكون بالدفاتر والسجالت من أخطاء أو غش.
()7
وعاير املكيال أي امتحنه ملعرفة صحته".
-تقليل فرص األخطاء والغش عن طريق زيارات املراجع
2-5تعريف معايري أداء مهنة مراجعة احلسابات
للمؤسسة.
تعرف معايري أداء مهنة املراجعة على أنها " منوذج يوضح القواعد
2-3األهداف احلديثة للمراجعة
العامة ألداء عملية مراجعة احلسابات ،موضوع بواسطة املنظمات
املهنية ،أو نتيجة العرف املهين أو التشريع أو االتفاق العام بني تتمثل أهم األهداف احلديثة للمراجعة فيما يلي:
-مراقبة اخلطط املوضوعة من طرف أصحاب املؤسسة أعضاء املهنة ،كأساس ملا جيب إتباعه وكمقياس ومرشد ملدى
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 18
العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
3-3-5معايري إعداد التقرير كفاية األداء ،حبيث حيدد األهداف ويوضح أساليب حتقيقها،
()8
وهي متثل ما جيب على املراجع إتباعه".
متثل هذه املعايري التوجيهات لتحضري تقرير املراجع وتشمل
ميكن القول أن املعيار يف املراجعة هو املقياس الذي ينبغي أن على:
تؤدى على أساسه عملية املراجعة لضمان األداء اجليد واجلودة
-جيب أن يشري التقرير إىل أن القوائم املالية قد مت إعدادها مع
املطلوبة.
احرتام كل املبادئ احملاسبية حسب النظام احملاسيب.
3-5تقسيمات معايري املراجعة
-جيب أن يوضح التقرير مدى ثبات املؤسسة يف إتباع القواعد
املعايري هي قوانني وأنظمة وإجراءات تضعها الدولة أو واملبادئ احملاسبية ،وما إذا كانت هذه املبادئ اليت طبقت
اجلمعيات املهنية أو هيئة أخرى خمول هلا ذلك لقياس جودة يف الفرتة احلالية مطابقة لتلك اليت كانت مستخدمة يف
العمل املنجز من قبل املراجع ،وكذلك احلفاظ على قياس الفرتات السابقة.
موحد لعمل املراجع املستقل احملايد ،هذه املعايري توفر ملهنة
-جيب أن تفصح القوائم املالية عن املركز املالي للمؤسسة
املراجعة الثقة من قبل اجلمهور.
ونتيجة النشاط بطريقة مالئمة ،وإال جيب أن يتضمن
وحسب املعايري الصادرة عن املعهد األمريكي للمحاسبني التقرير اإليضاحات الالزمة.
القانونيني ،فإن معايري املراجعة تنقسم إىل ثالثة جمموعات
-جيب أن حيتوي التقرير على إعطاء الرأي حول القوائم املالية ()9
كما يأتي:
ككل ،أو إعطاء رأي متحفظ ،رأي سالب أو عدم إبداء الرأي،
ويف حالة عدم إبداء الرأي النظيف جيب إعطاء األسباب وشرح 1-3-5املعايري العامة
ختص هذه املعايري شخص املراجع واملتعلقة بتأهيله ونوعية ذلك بفقرة قبل فقرة الرأي.
ثانيا :االستقاللية يف مراجعة احلسابات عمله وتتمثل فيما يلي:
-جيب أن تتم املراجعة من طرف شخص أو أشخاص لديهم يعترب االستقالل من املفاهيم اليت متيز مهنة املراجعة عن
التأهيل والتدريب املهين املطلوب والكفاءة الالزمة يف مراجعة غريها من املهن احلرة األخرى ،فاحملامي مثال يكون دائما يف
موقع املدافع عن عملية ما ،وال خيفي اجملهود الذي يبذله يف احلسابات.
-على املراجع أن حيافظ على استقالليته الذهنية الظاهرية سبيل الدفاع عنه وإثبات صحة قضيته .أما املراجع ،فإنه مطالب
والفعلية ،حيث إن رأي املراجع حول مصداقية القوائم املالية بتقديم تقرير يعرب فيه عن رأيه يف مدى ما تعطيه حسابات
ليس له قيمة إذا مل يكن مستقال ظاهريا وفعليا ،فاالستقاللية املؤسسة من صدق عن حقيقة نتائج أعماهلا .وعند تقديم املراجع
هلذا التقرير يقوم بذلك ليس بغرض إرضاء زبونه ،ولكن بهدف تعترب مبثابة العمود الفقري ملهنة املراجعة.
تقديم معلومات ميكن االعتماد عليها بواسطة أطراف أخرى
هذا املعيار من املعايري العامة يف املراجعة يعترب موضوع اهتمام
مثل املستثمرين ،اجلهات احلكومية ،املؤسسات املالية ،احملللني
هذه الورقة من خالل دراسة العوامل املؤثرة يف استقالل
املاليني واليت قد تتعارض مصاحلها مع مصلحة املؤسسة ،ومن
الشخص القائم مبهمة املراجعة.
ثم جيب على املراجع أن يكون مستقال حتى ال يفقد ثقة هذه
-على املراجع أن يبذل العناية املهنية الالزمة خالل كل األطراف ودرجة اعتمادها على الرأي الذي يقدمه.
مراحل وإجراءات املراجعة وعند حتضري التقرير النهائي.
-1مفهوم االستقاللية
2-3-5معايري العمل امليداني
اختلفت املصطلحات املستخدمة لالستقالل ،فيوجد من
يستخدم مصطلح االستقالل ،والبعض األخر يستخدم مصطلح تتعلق هذه اجملموعة من املعايري بتنفيذ عملية املراجعة من
احلياد ،ويعود سبب االختالف إىل مدى التأثر باملدرستني خالل اخلطوات واإلجراءات الواجب إجنازها وهي:
املفسرة ملصطلح االستقالل .فاملدرسة األمريكية تغلب النظرة -جيب التخطيط الكايف لعملية املراجعة واإلشراف على
الشخصية ( الذاتية ) وتعتربه استقالال يف التفكري ،يف حني ترى املساعدين.
املدرسة االنكليزية أنه ميثل جمموعة من الضمانات القانونية
أو ما يسمى بالنظرة املوضوعية ،وحاليا يؤخذ بكال املدرستني -جيب فهم ودراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلية ليكون
يف حتديد مفهوم االستقالل. أساسا لتخطيط عملية املراجعة وتقدير طبيعة وقت ومدى
الفحص الواجب القيام به.
.2االستقاللية يف املراجعة
-احلصول على أدلة كافية ومالئمة من خالل الفحص،
املالحظة ،االستفسار ،التأييدات واإلجراءات األخرى لتوفري ميكن التمييز بني مفهومني لالستقالل يف املراجعة قامت
()10
بوضعهما هيئة األوراق املالية األمريكية: أساس معقول لرأي املراجع حول القوائم املالية.
19 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16
براق محمد | ديلمي عمر
أداؤه ،مبعنى عدم تدخل إدارة املؤسسة يف استبعاد أو حتديد أو 1-2االستقالل الذهين ( احلقيقي )
تعديل أي جزء من برنامج املراجعة ،وعدم تدخلها يف تعديل
يعين االستقالل الذهين ،أن يتجرد املراجع من أي دوافع أو
اإلجراءات اليت حددها املراجع أو التأثري عليه لفحص جماالت
ضغوط أو مصاحل خاصة عند إبداء رأيه الفين احملايد ،حيث
مل ترد يف الربنامج الذي وضعه.
إن ذلك ،ينسجم مع النظرية الذاتية الشخصية اليت ترى أن
االستقالل حالة ذهنية ال ميكن وضع معايري واضحة هلا أو 2-3االستقاللية يف جمال الفحص
مقاييس حمددة ،ألن هذه املعايري قد تتغري ،ولكن االستقالل يعين ذلك أن يكون املراجع بعيد كل البعد عن أي ضغوطات
الذهين ال يتغري مفهومه حيث إنه جيب على املراجع أن يكون أو تدخل يف عملية اختيار اجملاالت واألنشطة والسياسات
أمينا ونزيها يلتزم الصدق يف شهادته ويكشف عن احلقيقة واملفردات اليت سوف ختضع لعملية الفحص ويتضمن ذلك
عدة جوانب أهمها: يف تقريره.
-حق املراجع الكامل يف الفحص واالطالع على مجيع سجالت 2-2االستقالل الظاهري
معنى االستقالل الظاهري أن تكون هناك أعراف وقواعد مهنية ودفاتر مكاتب وفروع املؤسسة ،وكذلك احلق يف مجع املعلومات
تضمن عدم السيطرة من قبل إدارة املؤسسة على املراجع وعدم من أي مصادر.
وجود أي ارتباط ملصاحله مع إدارة املؤسسة ،وهذا ما تنظر -التعاون الفاعل بني املراجع والعاملني يف املؤسسة خالل عملية
إليه النظرية املوضوعية على أنه مسألة موضوعية بعيدة
الفحص وأداء االختبارات.
عن شخصية املراجع وتفكريه وال جيب أن تنظر إىل استقالل
املراجع نفسه على أنها مسألة ذهنية يرتك احلكم فيها للمراجع -عدم تدخل اإلدارة يف حماولة حتديد اجملاالت و املفردات
نفسه ،وإمنا جيب النظر هلا على أنها مسألة موضوعية حتكمها واملستندات اليت ختضع للفحص أو حماولة إلزام املراجع
بقبول بعض املستندات دون مراجعة وفحص. قواعد ومعايري حمددة.
-البعد عن العالقات الشخصية وإحداث املصاحل املتبادلة مما مما سبق ،ميكن اعتبار مفهوم االستقالل أنه يتكون من شقني:
يؤثر على عمليات الفحص وإبداء الرأي.
-أن االلتزام باتباع معايري وقواعد موضوعية متنع املراجع من
اجلمع بني عمله واالشرتاك يف تأسيس املؤسسة أو عضوية
3-3االستقاللية يف جمال إعداد التقرير
جملس اإلدارة أو أن يكون موظفا فيها ،أو أن يكون له أو ألحد يعين ذلك عدم وجود تدخل أو ضغوط للتأثري على إظهار
أقربائه مصلحة مباشرة أو غري مباشرة يف املؤسسة اليت يقوم احلقائق اليت مت اكتشافها أثناء عملية املراجعة ،أو التأثري
على طبيعة الرأي النهائي عن القوائم املالية اخلتامية حمل مبراجعة حساباتها.
-أن االستقالل مسألة ذهنية مرتبطة بشخصية املراجع املراجعة ،ومن املمكن أن يتضمن ذلك عدة جوانب أهمها:
واستقالله وأمانته وأن يكون نزيها وموضوعيا ،مبعنى القدرة -عدم وجود أي تدخل أو وصاية من اآلخرين لتعديل أية
على اختاذ القرارات األخالقية الصعبة حول اخلطأ أو الصواب
حقائق يف التقرير
عن طريق تطبيق قواعد السلوك املهين وأخالقيات املهنة على
احلاالت املختلفة ،كذلك القدرة على وزن األمور بدون حتيز -جتنب استبعاد بعض العناصر ذات األهمية يف التقرير
-جتنب استخدام العبارات واأللفاظ الغامضة اليت حتمل أكثر من وجهة نظر مجيع األطراف اليت تتأثر بهذه القرارات.
من معنى وذلك عند إبداء الرأي أو ذكر التحفظات والتوصيات -3أبعاد استقاللية املراجع
يف التقرير.
قد تتأثر عالقة املراجع باملؤسسة حمل املراجعة بكثري من
العوامل أهمها الضغوط املادية ،االلتزامات االجتماعية - ،عدم وجود تدخل من أي طرف لكي حيدد املراجع حمتويات
العالقات الشخصية .وقد تؤثر مثل هذه العوامل كلها دفعة التقرير سواء بصدد عرض احلقائق أو عند إبداء الرأي الفين
واحدة أو بصفة مستقلة على استقالل املراجع ،ولكي حتافظ عن القوائم املالية حمل املراجعة
املهنة على دورها وثقتها بالنسبة لألطراف ذات املصلحة يف -4احلاالت املمكنة املهددة إلستقاللية مراجع احلسابات
نتائج أعماهلا ،جيب أن يتحقق االستقالل الكامل للمراجع
خالل كل مراحل عملية املراجعة ،ونتيجة لذلك ميكن هناك حاالت ميكن أن تهدد استقالل مراجع احلسابات ميكن
()12
ذكر أهمها يف اآلتي: ()11
حتديد ثالثة أبعاد الستقالل املراجع وهي:
-املشاركة املالية مع الزبون الذي يقوم مبراجعته. 1-3االستقاللية يف إعداد برنامج املراجعة
يعين ذلك أن يكون للمراجع كامل احلرية عند إعداد برنامج -عمل عالقات شخصية مع زبون املراجعة.
املراجعة املتمثل يف حتديد خطوات العمل وحجم العمل الواجب -االعتماد املفرط على زبون املراجعة يف احلصول على الدخل.
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 20
العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
التسيري، -اهلدايا والضيافة من زبون املراجعة.
-قبول مهام التنظيم يف حماسبة املؤسسة أو اهليئة املراقبة أو -العالقة طويلة األمد مع زبون املراجعة.
اإلشراف عليها، -تقديم خدمات غري املراجعة لزبون املراجعة
-5التنظيم التشريعي واملهين الستقالل مراجع احلسابات يف -ممارسة وظيفة مستشار جبائي أو مهمة خبري قضائي لدى
شركة أو هيئة يراقب حساباتها، اجلزائر
أصدر املشرع اجلزائري جمموعة قواعد قانونية للمحافظة -شغل منصب مأجور يف الشركة أو اهليئة اليت راقبها بعد اقل
()15
على استقاللية املراجع ،وعليه يشرتط يف حمافظ حسابات من ثالث ( )3سنـوات من انتـهاء عهدته".
كما نصت املادة 66على ما يأتي " :زيادة على حاالت التنايف ()13
شركة ما أن:
واملوانع املنصوص عليها خصوصا يف املادة 715مكرر 6من -ال تربطه صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة باملسؤولني يف
القانون التجاري ،ال ميكن تعيني األشخاص الطبيعيني أو املؤسسة وأزواجهم،
املعنويني الذين حتصلوا على أجور أو أتعاب أو امتيازات أخرى،
ال سيما يف شكل قروض أو تسبيقات أو ضمانات من الشركة -ال يتقاضى أية تعويضات ،أتعاب ،أجر أو عالوات يدفعها له
أو اهليئة خالل الثالث ( )3سنوات األخرية كمحافظي حسابات املسئولون أو أزواجهم ،أو من طرف مؤسسة أخرى متلك عشر
لدى نفس الشركة أو اهليئة. األموال اجلماعية يف املؤسسة اليت يراجعها ،ما عدا أتعابه،
بصفته كمحافظ حسابات ،احملددة قانونا.
توسع حاالت التنايف واملوانع وتلك املذكورة يف املادتني 64و 65
()16
وحسب القانون رقم 01-10املؤرخ يف 2010/06/29واملتعلق مبهن أعاله إىل أعضاء شركات حمافظة احلسابات"
اخلبري احملاسب وحمافظ احلسابات واحملاسب املعتمد ،فقد جاء
كذلك بعدد من القواعد القانونية الداعمة للمحافظة على ونصت املادة 67على أنه " :مينع اخلبري احملاسب وحمافظ
احلسابات واحملاسب املعتمد ،القيام بأية مهمة يف املؤسسات استقالل مراجع احلسابات وذلك كما يأتي:
()17
اليت تكون هلم فيها مصاحل مباشرة أو غري مباشرة".
حسب املادة 64فإنه " :لتحقيق ممارسة مهنة اخلبري احملاسب
وحمافظ احلسابات واحملاسب املعتمد بكل استقاللية فكرية وقد جاء يف املادة 68ما يأتي " :إذا استقدمت شركة أو هيئة
وأخالقية ،يعترب متنافيا مع هذه املهن يف مفهوم هذا القانون :حمافظني ( )2للحسابات أو أكثر ،فإن هؤالء جيب أن يكونوا
تابعني لنفس السلطة وأال تربطهم أية مصلحة وأال يكونوا
()18
-كل نشاط جتاري ،ال سيما يف شكل وسيط أو وكيل مكلف منتمني إىل نفس شركة حمافظة احلسابات".
باملعامالت التجارية واملهنية،
أما املادة 70فقد نصت على ما يأتي " :مينع اخلبري احملاسب
وحمافظ احلسابات واحملاسب املعتمد السعي بصفة مباشرة أو -كل عمل مأجور يقتضي قيام صلة خضوع قانوني،
-كل عهدة إدارية أو العضوية يف جملس مراقبة املؤسسات غري مباشرة لدى الزبون لطلب مهمة أو وظيفة تدخل ضمن
التجارية املنصوص عليها يف القانون التجاري ،غري تلك اختصاصاتهم القانونية.
كما مينعون من البحث عن الزبائن بتخفيض األتعاب أو منح املنصوص عليها يف املادة 46من نفس القانون،
-اجلمع بني ممارسة مهنة اخلبري احملاسب وحمافظ احلسابات تعويضات أو امتيازات أخرى وكذا استعمال أي شكل من أشكال
اإلشهار لدى اجلمهور. واحملاسب املعتمد لدى نفس الشركة أو اهليئة،
تطبق هذه املوانع أيضا على الشركات والتجمعات املمارسة -كل عهدة برملانية،
()19
-كل عهدة انتخابية يف اهليئة التنفيذية للمجالس احمللية للمهنة ".
من خالل ما سبق ،يتضح أن املشرع اجلزائري وكذا املنظمات ()14
املنتخبة ".
املهنية احمللية والدولية اهتمت مبوضوع استقالل مراجع كما ورد يف املادة 65ما يأتي " :مينع حمافظ احلسابات من:
احلسابات ،حيث مينع القانون املراجع أن يشرتك يف تأسيس
-القيام مهنيا مبراقبة حسابات الشركات اليت ميتلك فيها الشركة اليت يقوم مبراجعتها ،أو أن يعمل بصفة دائمة يف
عمل إداري أو استشاري ،باإلضافة إىل جمموعة من القواعد مساهمات بصفة مباشرة أو غري مباشرة
-القيام بأعمال تسيري سواء بصفة مباشرة أو باملساهمة أو والقوانني و التعليمات اهلدف منها احملافظة على استقالل
مراجع احلسابات ،إال أن هناك عوامال ميكن أن تؤثر على هذه النيابة عن املسريين،
االستقاللية أو على جزء منها ،وميكن عرض أهم هذه العوامل
-قبول ولو بصفة مؤقتة ،مهام املراقبة القبلية على أعمال
من خالل احملور املوالي من هذا البحث.
21 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16
براق محمد | ديلمي عمر
بشكل جيد واحملافظة على االستقاللية. ثالثا :العوامل املؤثرة يف استقالل املراجع
حدد املشرع اجلزائري ألجل ضمان حتقيق استقاللية مراجع ميثل استقالل املراجع حجر الزاوية بالنسبة ملهنة املراجعة،
احلسابات مستوى التأهيل العلمي واخلربة العملية الالزمني وبالنسبة ملصداقية تقرير املراجع ودرجة الثقة اليت يوليها
ملزاولة املهنة من خالل املادة 08من القانون ،01-10وكذلك مستخدمو القوائم املالية هلذا التقرير ،إال أن الواقع العملي
املواد 2،3 ،1من املرسوم التنفيذي رقم 72-11املؤرخ يف 16 أظهر عدم كفاية استقالل مراجع احلسابات ،ويتضح ذلك
فيفري 2011الذي حيدد الشهادات اجلامعية اليت متنح حق من خالل النتائج اليت أظهرتها العديد من الدراسات امليدانية،
املشاركة يف مسابقة االلتحاق مبعهد التعليم املتخصص ملهنة والنشرات والتقارير اليت أصدرتها العديد من اهليئات واملنظمات
احملاسب. املهنية كهيئة تداول األوراق املالية األمريكية واملعهد
األمريكي للمحاسبني القانونيني ،حيث تقر هذه الدراسات -2مستوى املنافسة بني مكاتب املراجعة يف احلصول على
والتقارير بضعف استقالل املراجع وتعدد العوامل اليت قد تؤثر الزبائن
سلبيا على هذا االستقالل.
تعين املنافسة بشكل عام " التقاء العارضني والطالبني يف
ومع تزايد االعتماد على املعلومات احملاسبية وتعدد األطراف سوق معني ،مما ينتج عنه التنافس الذي يؤدي بالضرورة إىل
()21
املهتمة بها ،وضعت مهنة املراجعة خطوات إجيابية للتقليل من ختفيض السعر حتى يتساوى مع التكلفة املتوسطة ".
أي احتمال متوقع لعدم االستقالل ،واختاذ مثل هذه اخلطوات
و تعين املنافسة أيضا " تعدد املسوقني وتنافسهم لكسب الزبون،
يتطلب دراسة أهم العوامل اليت قد تؤثر على استقالل مراجع
باالعتماد على أساليب خمتلفة كاألسعار ،اجلودة ،املواصفات،
احلسابات.
توقيت البيع ،أسلوب التوزيع ،اخلدمة بعد البيع وكسب الوالء
()22
السلعي وغريها ". تتمثل أهم العوامل املؤثرة على استقالل املراجع فيما يأتي:
عندما يدخل مراجع احلسابات يف جمال املنافسة من أجل -1املؤهالت العلمية واخلربة العملية للمراجع
جلب الزبائن ،فإن ذلك يرتكز عادة على املنافسة على األتعاب، يتضمن املعيار األول من املعايري العامة يف املراجعة ضرورة توفر
وهو ما يؤثر على جودة عملية مراجعة احلسابات ،كما أن يف الشخص املراجع املعرفة الفنية واخلربة العملية والكفاءة
زيادة املنافسة جللب زبائن جدد من قبل مكاتب املراجعة ميكن املهنية اليت تؤهله للعمل كمراجع ،من خالل ضرورة تدريبه
أن حيدث الدافع لدى الزبائن لتغيري مراجع احلسابات ،سواء قبل ممارسة املهنة تدريبا كافيا ميكنه من معرفة أكرب قدر
بقصد ختفيض أتعاب عملية املراجعة ،أو تعيني مراجع يكون من مشاكل ومتطلبات ممارسة املهنة ،باإلضافة إىل تأهيله
أكثر والء لإلدارة الزبون وحتقيق ما تصبو إليه ،حيث ينعكس العلمي الذي يتمثل يف حصول مراجع احلسابات على الدرجة
ذلك على جودة عملية املراجعة ويعرض املراجع إىل فقدان العلمية املناسبة اليت توفر له قدرا من املعرفة ،اليت حيصل عليها
استقالليته. من خالل املعاهد والكليات اليت تقدم تكوينا يف جمالي احملاسبة
املنافسة أيضا اليت ميكن أن تؤثر على استقاللية مراجع واملراجعة ،باإلضافة إىل املعرفة جبوانب أخرى كالنواحي
احلسابات ،هي تلك املنافسة غري الشريفة أو غري املهنية ،كأن السلوكية واإلدارية وطرق االتصال والقوانني املتصلة بعمله
يعمل املراجع على تقديم عروض ملؤسسات يوجد بها مراجع واالقتصاد ،و كذلك األساليب اإلحصائية وكيفية التعامل مع
أصال ،مقابل أتعاب أقل من اليت قدمها املراجع السابق ،وهذا من احلاسوب ،حتى أن البعض يرى أن إملام املراجع باملعارف األخرى
أجل استيعاب أكرب قدر ممكن من املؤسسات ملراجعة حساباتهم له أهمية كبرية يف إيضاح األرقام املدرجة يف القوائم املالية للغري
على حساب زمالء املهنة دون االلتزام بأخالقيات املهنة ومعايري ليتمكنوا من فهمها .غري أن هناك هدفا آخر هو ضمان استقالل
العمل املتعارف عليها. مراجع احلسابات وما لذلك من عالقة مبستوى التأهيل العلمي
والعملي ،فإذا كان مراجع احلسابات على قدر كبري من التأهيل
ما ميكن استخالصه ،هو أنه يف حالة املنافسة بني مكاتب
العلمي واخلربة العملية الالزمة ،فإنه أحرص على مسعته
املراجعة ،جيب االلتزام بقواعد السلوك املهين وأخالقيات املهنة، ()20
واستقالله ،وكذا أداء عمله بأمانة وموضوعية.
كما أن تلك املنافسة ال جيب أن تكون على حساب األتعاب اليت
ميكن القول أن مستوى التأهيل العلمي واخلربة العملية يؤثر سيحصل عليها املراجع من الزبون ،وهذا من أجل احملافظة
على درجة استقاللية مراجع احلسابات ،حيث كلما كان على استقاللية مراجع احلسابات.
التأهيل العلمي والعملي للمراجع بالشكل الالزم كلما أثر
-3األتعاب
إجيابا على االستقاللية والعكس ،ولذلك ،جيب على املنظمات
واهليآت املشرفة على تنظيم املهنة حتديد الشروط واملعايري يعترب حتديد األتعاب من أخطر العوامل اليت ميكن أن تؤثر يف
الكافية ملستوى التأهيل العلمي واخلربة العملية الالزمني استقالل مراجع احلسابات ،هذا األخري الذي لن يقبل يف األصل
ملمارسة مهنة مراجعة احلسابات ،وهذا من أجل أداء املهمة القيام بعملية املراجعة إذا مل تكن أتعابه تتناسب مع ما سوف
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 22
العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
يبذله من جهد ووقت وتكاليف من أجل إنهاء مهمته وتقديم النتائج املالية احملققة من الشركة أو اهليئة املعنية".
()24
التقرير النهائي وبالتالي ،فإن خالف ذلك سوف يفقد املراجع وحسب املادة 37من القانون ،01-10فإنه " :حتدد اجلمعية
العامة أو اهليئة املؤهلة املكلفة باملداوالت ،أتعاب حمافظ جزءا من استقالليته.
احلسابات يف بداية مهمته. ميكن أن تأخذ األتعاب أحد األشكال اآلتية:
-األتعاب الثابتة ،و حتدد مثل هذه األتعاب قبل أن يباشر املراجع ال ميكن حمافظ احلسابات أن يتلقى أي أجرة أو امتياز مهما
يكن شكله ،باستثناء األتعاب و التعويضات املنفقة يف إطار مهمته ،فهي حمددة مسبقا وغري قابلة للزيادة أو النقصان.
-األتعاب املتغرية ،و حتدد هذه األتعاب حسب الوقت املستغرق مهمته.
وال ميكن احتساب هذه األتعاب ،بأي حال من األحوال ،على أساس لعملية املراجعة ،وبالتالي فهي مرتبطة بذلك.
()25
-األتعاب الشرطية ،هذا النوع من األتعاب هي اليت تكون حمسوبة النتائج املالية احملققة من الشركة أو اهليئة املعنية ".
على أساس حمدد مسبقا باالرتباط حبدوث نتيجة معينة أو -4اخلدمات االستشارية اليت يقدمها املراجع للمؤسسة
بعد إجناز عمل معني ،حيث لن يتم استحقاق أي أتعاب إال ميكن ملكاتب املراجعة أن تقدم نوعني من اخلدمات لزبائنها،
إذا حتققت نتيجة معينة أو كانت معتمدة على نتائج تلك األوىل تسمى باملراجعة اإللزامية ،وهي اليت تلتزم بها املؤسسة
نسبة مئوية وفقا للقانون ،أما الثانية فتسمى باملراجعة االختيارية ،وهي اخلدمات .فاألتعاب الشرطية حتسب على أساس
اليت ال حيتم القانون املؤسسة القيام بها ،أو ما يسمى باخلدمات
()23
أو أي أساس مماثل يتم اعتباره أتعابا شرطية أيضا.
وعلى أساس ما سبق ،على مراجع احلسابات و من أجل احملافظة االستشارية يف جماالت غري املراجعة ،وتلجأ املؤسسة أحيانا
على استقالليته أن ال يقبل أتعابا شرطية عند القيام بعملية إىل املراجع يف طلب اخلدمات االستشارية يف جماالت احملاسبة
واملالية والضرائب ملا يتمتع به املراجع من خربات ومؤهالت املراجعة أو أي خدمات أخرى يقدم تقريرا بشأنها.
بصورة عامة ،فإن اجلهة اليت قامت بتعيني املراجع تعترب هي متكنه من القيام مبثل تلك اخلدمات بكفاءة وسرعة.
املسؤولة عن حتديد أتعابه ،فإذا ترك أمر حتديد األتعاب بيد 1-4تعريف اخلدمات االستشارية يف املراجعة
إدارة املؤسسة حمل املراجعة مثال ،فإن ذلك سوف يؤثر على عرف جممع احملاسبني القانونيني األمريكيني اخلدمات
االستشارية على أنها " االستشارات املهنية اليت تهدف أساسا وجود نطاق حلياد املراجع بالكامل.
فاإلدارات هلا وسائل ملمارسة الضغوط غري املشروعة على إىل حتسني كفاءة وفعالية استخدام العميل للطاقات واملوارد
()26
مراجع احلسابات إذا كان لديها صالحيات حتديد ودفع املتاحة له ،ومما حيقق أهداف التنظيم"
يؤدي تقديم املراجعني خلدمات استشارية إىل الزبائن إىل األتعاب ويؤثر ذلك على املراجع ظاهريا وباطنيا .
إحداث مصاحل مشرتكة بني املراجع والزبون ،وهذا ما يثري فعلى مراجع احلسابات أن حيدد األتعاب باالعتماد على أساس
الشك يف استقالليته ،وهناك بعض مكاتب املراجعة تقوم بأعمال مدروس ،ألن املبالغة تؤدي إىل فقدان العميل ،وحتديد األتعاب
احملاسبة لزبائنها وهذا قد يكون مثريا للشك يف استقاللية دون احلد املعقول تؤدي باملراجع إىل خسارة تدفعه لصرف
املراجع ،حيث من غري املعقول أن يقوم املراجع مبراجعة القوائم وقت أقل مما جيب يف إجناز عملية املراجعة ،وأن اتفاق املراجع
املالية اليت قام بإعدادها ،ولكن إذا كان عمل املراجع فيما خيص واملؤسسة حمل املراجعة على أسس وضوابط يف حتديد ودفع
األعمال احملاسبية حمصورا يف عملية التسجيل والرتحيل األتعاب يشكل ركيزة من ركائز استقرار مهنة املراجعة
وحتضري القوائم املالية ،أما مستندات القيد فتكون معدة من وارتقاء خدماتها .
قبل اإلدارة ،فإن املراجع ال تتأثر استقالليته ،على اعتبار أنه ال
كما جيب أن تذكر أتعاب املراجعة بعقد مكتوب موقع من
ميكن له تغيري البيانات الواردة يف املستندات.
قبل املراجع والعميل ،حبيث حيدد فيه اخلدمات واملدة الزمنية
وهناك من يرى أن اخلدمات االستشارية تضيق املسافة بني اليت يغطيها العقد لتجنب أي خالفات ممكن أن حتصل.
وملساعدة املراجعني يف احملافظة على االستقاللية خالل أداء املراجع واإلدارة ،وبالتالي تصبح االستقاللية ،إذا مل تكن
مهامهم بني املشرع اجلزائري كيفية حتديد أتعاب مراجع احلقيقية فعندئذ الظاهرية قضية حمرية ،كما أن بعض
احلسابات ،ومنع حتديدها وفقا للنتائج املالية اليت حيققها القواعد اجلديدة اليت ظهرت بعد انهيار شركة إنرون متنع
الزبون ،ففي املادة 21من القانون 01-10جاء ما يأتي " :حتدد أنواعا معينة خبالف املراجعة وتلزم الشركات املسجلة يف هيئة
أتعاب اخلبري احملاسب مع بداية مهامه يف إطار عقد تأدية تداول األوراق املالية يف الواليات املتحدة األمريكية بضرورة
خدمات حيدد جمال التدخل والوسائل اليت توضع حتت تصرفه اإلفصاح عن أتعاب املراجعة وأتعاب اخلدمات االستشارية
املدفوعة ملراجعيهم ،وتطورت هذه القواعد مبا مت سنه يف قانون وشروط تقديم التقارير.
ساربانس اكسلي اكت ( )SARBANES-OXLEY ACTالذي
وال ميكن احتساب هذه األتعاب ،بأي حال من األحوال ،على أساس
23 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16
براق محمد | ديلمي عمر
صدر عام ، 2002والذي يلزم جلان املراجعة بالتصديق مسبقا حمافظ احلسابات من:
على مجيع أتعاب اخلدمات االستشارية اليت تزيد عن مخسة -القيام بأعمال تسيري بصفة مباشرة أو باملساهمة أو نيابة عن
باملائة من إمجالي األتعاب املدفوعة للمراجع املستمر يف السنة املسريين.
السابقة ،كما أنه يف الواليات املتحدة بعد موجة الفضائح
احملاسبية ملؤسسيت إنرون و وورلد كوم ( - ENRON ANDقبول ولو بصفة مؤقتة مهام املراقبة القبلية على أعمال
،) WORLD COMواليت أدت إىل انهيار مكتب املراجعة آرثر التسيري.
أندرسون ( )ARTHUR ANDERSONفرض قانون ساربانس -قبول مهام التنظيم يف حماسبة املؤسسة أو اهليئة املراقبة أو
اكسلي اكت لعام 2002قيودا صارمة على خدمات غري اإلشراف عليها.
املراجعة اليت ميكن أن تقدمها مكاتب املراجعة إىل عمالئها،
-ممارسة وظيفة مستشار جبائي أو مهمة خبري قضائي لدى
وعمل العديد من مكاتب املراجعة واحملاسبة الكبرية على إنشاء
شركة أو هيئة يراقب حساباتها.
أقسام خاصة للخدمات االستشارية استجابة لطلب هيئة
تداول األوراق املالية واليت من شانها إنهاك استقاللية مكاتب ما يستخلص هو أن هناك إمجاعا عاما على أن تقديم اخلدمات
املراجعة اليت حتاول احلصول على اخلدمات االستشارية اليت االستشارية ميكن أن تؤثر على عنصر االستقاللية بالنسبة
تتميز بارتفاع رحبيتها ،كما مينع تقديم مثل هذه اخلدمات للمراجع .وعليه ،يف حالة تقديم مراجع احلسابات خدمات
خبالف املراجعة إىل زبائن املراجعة يف كل من فرنسا وايطاليا استشارية خبالف خدمات املراجعة ،فإنه جيب أن يبتعد عن أي
مؤثر من داخل أو خارج املؤسسة وكذا عن العالقات اخلاصة ()27
والعديد من دول االحتاد األوروبي.
بالشخصية اليت ميكن أن تفقده استقالليته وموضوعيته.
2-4شروط تقديم اخلدمات االستشارية
-5حجم مكتب املراجعة
هناك جمموعة من الشروط اليت جيب مراعاتها من طرف
تتميز مكاتب املراجعة كبرية احلجم عادة يف أن ملكيتها تعود خدمات مكاتب مراجعة احلسابات عند قيامهم بتقديم اخلدمات
لعدد من املراجعني الشركاء مثل الشراكة اليت مت عقدها عام ()28
االستشارية وهي:
1979بني مكتب (إرنست وإرنست) واملكتب الربيطـاني املعروف
بـ( ويين ،ماري وشركائه) وأسسوا بذلك املكتب املعروف عاملياً -أن يتم تقديم اخلدمات االستشارية وف ًقا حلاجات ورغبات
اإلدارة يف إحداث التغري املنشود على صعيد الشركة اليت تقدم
بـ (إرنست و ويين) ،وهو التحالف األول من نوعه على مستوى
هلا اخلدمات االستشارية.
العامل ،يف حني أن املكاتب صغرية احلجم هي ملك ملراجع واحد،
وتعترب املكاتب الصغرية أكثر عرضة لفقدان االستقاللية -أن متارس اخلدمات االستشارية من قبل األشخاص األكفاء
من املكاتب كبرية احلجم ،على اعتبار أن هذه األخرية تكون مهن ًيا واملؤهلني علم ًيا.
دائما على استعداد للتنازل عن أحد زبائنها اليت ترى بأنه يهدد -االبتعاد عن املؤثرات الداخلية واخلارجية ،وعن نطاق
استقالليتها ،حيث إن األتعاب اليت حتصل عليها املكاتب الكبرية العالقات اخلاصة بالشخصية عند تقدميها لصاحل زبائنها،
من أحد زبائنها متثل نسبة ضئيلة من إمجالي مداخيل املكتب. وذلك بهدف ضمان استقالليتهم وحيادهم وموضوعيتهم.
لذلك ،ميكن القول أن مكاتب املراجعة كبرية احلجم تكون
أكثر قدرة يف احملافظة على استقالليتها من املكاتب صغرية -جيب احلفاظ على سرية البيانات واملعلومات املتعلقة باخلدمة
ً
حفاظا على تدعيم االستشارية املقدمة إىل الشركات ،وذلك
احلجم.
اإلدارة التنافسية .
باإلضافة إىل أن هناك خصائص معينة ملكاتب املراجعة
-تقديم اخلدمات االستشارية يوجب على مكاتب املراجعة أن الصغرية مع زبائنها ،حيث تكون العالقة الشخصية بني املراجع
تكون هذا اخلدمات على سبيل املشورة واالقرتاح ،وهلذا حيظر و الزبون متثل العنصر األساسي يف عملية االرتباط ،مما يزيد
ً
عليها إطالقا عدم اختاذ أي قرار أو ممارسة أية وظيفة يف من نسبة احتمال فقدان عنصر االستقاللية.
الشركات املقدم هلا اخلدمة االستشارية .
كما أنه ويف حالة ارتباط مكاتب مراجعة احلسابات بتقديم
الدولية تقديم اخلدمات خدمات استشارية للزبائن ،فإن خطر فقدان االستقالل يف وقد أجازت معايري املراجعة
املكاتب الصغرية يكون أعلى منه بالنسبة للمكاتب الكبرية ،نظرا
()29
االستشارية من طرف املراجع بشرط:
ألنه بإمكان هذه األخرية ختصيص قسم مستقل لتقديم مثل -ال يؤثر تقديم تلك اخلدمات على استقالل املراجع
()30
-ال يكون هناك تدخل يف القرارات التسيريية ،وتتحمل إدارة هذه اخلدمات ،مما يقلل من احتمالية فقدان االستقالل.
ما ميكن استنتاجه هو أن حجم مكتب املراجعة جيب أن يتناسب املؤسسة حمل املراجعة مسؤولية تلك القرارات.
القانون اجلزائري و ألجل احملافظة على استقاللية مراجع مع حجم املؤسسة حمل املراجعة أو حجم العمل الذي سوف
احلسابات وحسب املادة 65من القانون 01-10فإنه مينع يؤديه مراجع احلسابات حتى ال يفقد استقالليته أو جزء منها.
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 24
العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات
-طول فرتة ارتباط مراجع احلسابات باملؤسسة حمل املراجعة -6طول فرتة ارتباط املراجع مع املؤسسة حمل املراجعة
حيدث روتينا ،مما يؤدي إىل توطيد عالقته الشخصية مع إدارة
املؤسسة ،مما يؤثر أيضا على جدية عمليات و إجراءات املراجعة هناك رأيان خبصوص تأثري فرتة ارتباط املراجع مع زبونه على
اليت يقوم بها املراجع ،وبالتالي الرتدد يف ذكر حتفظاته يف استقاللية املراجع .الرأي األول ينظر إىل أن طول العالقة مع
حمتوى التقرير ،مما يعين كذلك فقدان الستقاللية مراجع العميل يؤدي إىل جودة عملية املراجعة اليت متكن املراجع من
احلسابات. معرفة دقيقة وعميقة بطبيعة نشاط الزبون واملتغريات املؤثرة
عليه وطول الفرتة حيقق ذلك ،وهذا ينعكس على كفاءة
-جيب حتديد فرتة زمنية معقولة الرتباط العميل باملؤسسة عملية املراجعة واختصار وقت تنفيذ املراجعة وقلة تكاليفها،
حمل املراجعة حتى ال يفقد املراجع استقالليته. ألن الزبون يعترب املراجع القديم أكثر قيمة بالنسبة له،
-مكاتب املراجعة صغرية احلجم أكثر عرضة خلطر فقدان وعليه سيكون مكتب املراجعة أقل اعتمادا على الزبون وأفضل
استقالهلا من مكاتب املراجعة الكبرية ،على اعتبار أن األخرية قدرة على مقاومة ضغوطه وأن عمل املراجع لسنوات لدى زبون
تكون أكثر استعدادا للتنازل عن الزبون الذي يهدد استقالهلا واحد يدعم استقالليته حبيث يشعر باالستقرار واالستقالل
من املكاتب صغرية احلجم. يف مواجهة الزبون ويف مقارنة نتائج السنوات املالية ،وهذا
ما يؤثر على رأيه املوضوعي املستقل يف حسابات املؤسسة .أما
-جيب أن يكون حجم مكتب املراجعة مناسبا من جهة حلجم
الرأي الثاني ،فريى أن طول فرتة االرتباط مع الزبون يؤدي
املؤسسة املراد مراجعة حساباتها ،ومناسبا حلجم العمل الذي
إىل تأثري سليب على استقاللية املراجع حيث إن طول الفرتة
سوف يقوم به مراجع احلسابات من جهة أخرى ،حتى ال يفقد
يؤدي إىل توطيد العالقة الشخصية مع الزبون األمر الذي
املراجع استقالليته.
جيعل املراجع يتغاضى عن بعض األمور اليت تؤثر على نوعية
-تؤثر األتعاب الشرطية على استقاللية مراجع احلسابات، املراجعة وتهديد استقالل املراجع ونزاهته .وعليه ،لكي يكون
وعلى املراجع أن ال يقبل مثل هذا النوع من األتعاب. مكتب مراجعة احلسابات مستقال ال جيب أن يكون معتمدا أو
-املنافسة الشديدة وغري املهنية بني مكاتب املراجعة تؤثر على
()31
مرتبطا بأحد أو بعض الزبائن الذين يراجع حساباتهم.
حمتوى وجودة خدمات املراجعة واليت يعترب االستقالل أحد حدد املشرع اجلزائري فرتة بقاء وارتباط مراجع احلسابات
مقاييسها ،حيث تدفع املنافسة الشديدة وغري املهنية مكاتب باملؤسسة حمل املراجعة من خالل املادة 27من القانون
املراجعة للتضحية جبودة اخلدمة املقدمة بهدف االحتفاظ ،01-10حيث إنه حتدد عهدة حمافظ احلسابات بثالث ()3
بالزبائن مقابل أتعاب منخفضة . سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ،وإنه ال ميكن تعيني نفس
حمافظ احلسابات بعد عهدتني متتاليتني إال بعد مضي ثالث -قيام مراجع احلسابات بتقديم اخلدمات االستشارية
للمؤسسة حمل املراجعة إىل جانب خدمات املراجعة ميكن أن ( )3سنوات.
يؤثر سلبا على استقالله ،حيث بإمكانه أن يصبح بذلك مدافعا خامتة
عن إدارة املؤسسة ،وبالتالي يصعب احلفاظ على االستقاللية،
تناولت هذه الورقة أهم العوامل املؤثرة على استقالل مراجع
كما ميكن أن يقيم عالقات شخصية مع اإلدارة أثناء تقديم
احلسابات ،على اعتبار أن ذلك معيار من املعايري الشخصية اليت
اخلدمات االستشارية.
جيب أن تتوفر يف الشخص القائم مبهمة املراجعة حتى يلقى
رأيه املتضمن يف تقريره النهائي القبول من طرف مستخدمي قائمة املراجع والتهميش
ذلك التقرير ،وميكن تلخيص أهم نتائج هذه الورقة من خالل -1إيهاب نظمي و هاني العزب ،تدقيق احلسابات اإلطار النظري ،دار وائل ،عمان،
،2012ص.12 : اآلتي:
-2خالد أمني عبد اهلل ،علم تدقيق احلسابات ،دار وائل ،عمان ،2012 ،ص.13 :
-3ناصر دادي عدون و رابح تاالهوبري " ،نظرة حول التدقيق املالي يف اجلزائر يف
-االستقالل من اخلصائص األساسية اليت جيب أن يتميز
ظل التغريات االقتصادية الداخلية واخلارجية" ،جملة اإلصالحات االقتصادية و بها مراجع احلسابات حتى يتمكن من مزاولة عمله بنزاهة
التكامل االقتصادي العاملي ،خمرب اإلصالحات االقتصادية ،التنمية واسرتاتيجيات وموضوعية ،ويكون لرأيه قيمة بالنسبة لألطراف اليت
التكامل يف االقتصاد العاملي ،املدرسة العليا للتجارة ،اجلزائر ،العدد ،2008 ،04 تستخدم تقريره النهائي .
ص.59 :
-4إيهاب نظمي و هاني العزب ،مرجع سابق ،ص ص.16 - 15 : -هناك اهتمام من قبل املنظمات واهليئات احمللية والدولية
-5املرجع نفسه ،ص ص.18 - 17 : مبوضوع استقالل مراجع احلسابات
-6سامي حممد الوقاد و لؤي حممد وديان ،تدقيق احلسابات( ،)1مكتبة اجملتمع -يتعزز استقالل مراجع احلسابات مبجموعة من املقومات
العربي للنشر والتوزيع ،عمان ،2010 ،ص.134 : الشخصية اليت البد من توفرها يف الشخص القائم باملهمة
-7املرجع نفسه ،ص.135 : كالنزاهة واألمانة والشرف ،باإلضافة إىل الكفاءة العلمية
-8املرجع نفسه ،ص.136 : واخلربة العملية يف جمال املراجعة.
25 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية أ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16
براق محمد | ديلمي عمر
21-H. Bourachot , Dictionnaire des sciences économiques -9هادي التميمي ،مدخل إىل التدقيق ،دار وائل ،عمان ،2006 ،ص.30 :
et sociales, edition Bordas, Paris, 1992, p : 39. -10غسان فالح املطارنة ،تدقيق احلسابات املعاصر الناحية النظرية ،دار املسرية،
-22فريد النجار ،املنافسة والرتويج التطبيقي ،مؤسسة شهاب اجلامعية للنشر، األردن ،2006 ،ص.86 :
اإلسكندرية ،1999 ،ص.20 : -11أمحد حممد غنيم الرشيدي ،مدى توافر شروط االستقاللية ملدققي
-23أمني السيد أمحد لطفي ،التطورات احلديثة يف املراجعة ،الدار اجلامعية، احلسابات اخلارجيني يف دولة الكويت ،رسالة ماجستري ،قسم احملاسبة ،كلية
اإلسكندرية ،2007 ،ص.109 : األعمال ،جامعة الشرق األوسط ،عمان ،2012 ،ص.13 :
-24املادة 21من القانون .01-10 12-Brenda Porte, Jon Simon et David Hatherly, principles of
external auditing, ,TJ international padstow Cornwall, Great
-25املادة 37من القانون نفسه.
Britain, fourth edition, 2014,pp: 111, 112.
-26عصام قريط " ،اخلدمات االستشارية وأثرها على حياد املدقق يف األردن "،
جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،دمشق ،اجمللد ،24العدد -13حممد بوتني ،املراجعة ومراقبة احلسابات من النظرية إىل التطبيق ،ديوان
األول ،2008 ،ص.15 : املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2003 ،ص.25 :
27-Christian PRAL et Dit HAURET, L'indépendance perçue de -14املادة 64من القانون رقم 01-10املؤرخ يف 16رجب 1431املوافق ل 29
L'auditeur, Revue française de gestion, 2003/6 no 147, pp : 105-117. يونيو ،2010العدد ،42املتعلق مبهن اخلبري احملاسب وحمافظ احلسابات
واحملاسب املعتمد ( .اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية).
-28صاحل حامد حممد علي " ،تقويم انعكاسات اخلدمات االستشارية على
استقاللية املراجع اخلارجي ببيئة األعمال السودانية " ،جملة كلية االقتصاد -15املادة 65من القانون نفسه.
العلمية ،كلية التجارة ،جامعة النيلني ،اخلرطوم ،2014 ،ص.174 : -16املادة 66من القانون نفسه.
-29أمحد حممد غنيم الرشيدي ،مرجع سابق ،2012 ،ص.20 : -17املادة 67من القانون نفسه.
-30يوسف حممود جربوع " ،العوامل املؤثرة على استقالل املراجعني اخلارجيني -18املادة 68من القانون نفسه.
وحيادهم يف قطاع غزة من دولة فلسطني " ،جملة تنمية الرافدين ) 26 ( 76 -19املادة 70من القانون نفسه.
،2004كلية اإلدارة واالقتصاد ،جامعة املوصل ،بغداد ،2004 ،ص.10 : -20عمر إقبال املشهداني و كرمية علي اجلوهر " ،استقاللية مدقق احلسابات يف
31-Benoit PIGE, Audit et contrôle interne, édition EMS, Paris, التشريعات العربية " ،دورية اإلدارة العامة ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،قسم
2009, p : 119. احملاسبة ،جامعة جرش ،اجمللد ،52العدد ،03األردن ،2012 ،ص.489 :
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانيةأ /قسم العلوم اإلقتصادية و القانةونية العدد - 17جانفي . 2017ص 26 - 16 26