You are on page 1of 6

‫البحث العلمي‬

‫تاريخ األدب‬
‫بعنوان ‪:‬‬
‫"مقدمة في النثر"‬
‫تحت اإلشراف ‪ :‬د‪ .‬عبد الله شباك محمد‬

‫إعداد الطالب ‪:‬‬


‫ميدال ادي كساتريا‬
‫نور محمد اسكندر‬
‫هاري بورناما رمضان‬
‫ولدان عبدالله‬
‫يحي عبدالله‬
‫يوغي فتح الرحمان‬
‫امير الحق‬

‫معهد العلوم اإلسالمية والعربية في إندونيسيا‬


‫مقدمة‬

‫تطور النثر العربي‬

‫‪ -‬النثر لغة‪:‬‬

‫َثر َك الشي َء بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الجوز واللوز‬


‫يقول صاحب اللسان‪« :‬النثر ن ُ‬
‫والسکر وکذلك نثر الحب إذا بُذر»‪ 1.‬فالمعنی اللغوي يعني الشيء المبعثر (المتفرق) الذي‬
‫اليقوم علی أساس في تفرقه وبعثرته‪ ،‬أي‪ :‬ال يقوم علی أساس من حيث الکيف والکم‬
‫واالتساع‪.‬‬

‫‪ -‬النثر اصطالحاً‪:‬‬

‫هو الکالم الذي ليس فيه الوزن ويعتمد علی الحقائق‪ .‬بتعبير آخر‪ :‬النثر هو کالم المقفي‬
‫باألسجاع‪.‬‬

‫النثر أدب إنساني‪« ،‬وهو علی ضربين‪ :‬أما الضرب األول فهو النثر العادي الذي يقال‬
‫في لغة التخاطب‪ ،‬وليست لهذا الضرب قيمة أدبية إال ما يجري فيه أحيانا من أمثال وحکم‪،‬‬
‫وأما الضرب الثاني فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلی لغة فيها فن ومهارة وبالغة‪ ،‬وهذا‬
‫الضرب هو الذي يعنی النقاد في اللغات المختلفة ببحثه ودرسه وبيان ما مر به من أحداث‬
‫وأطوار‪ ،‬ومايمتاز به في کل طور من صفات وخصائص‪ ،‬وهو يتفرع إلی جدولين کبيرين‪،‬‬
‫هما الخطابة والکتابة الفنية ـ ويسميها بعض الباحثين باسم النثر الفني ـ وهي تشمل القصص‬
‫‪2‬‬
‫المکتوب کما تشمل الرسائل األدبية المحبرة‪ ،‬وقد تتسع فتشمل الکتابة التاريخية المنمقة»‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة النثر الفني‪:‬‬

‫يجد الباحث عنتا کبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة العربية‪.‬‬
‫إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة األدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود األدبي‬
‫لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر‪ ،‬ولم يستطيعوا علی الرغم من جهودهم ودراساتهم‬

‫‪1‬‬
‫األدب العربي بين الجاهلية واإلسالم‪ :‬محمد عبدالمنعم خفاجي‪ .‬دارالتأليف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1592 ،1‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األدب العربي المعاصر في مصر‪ :‬شوفي ضيف‪ .‬دارالمعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،7‬التا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أن يصلوا في ذلك الموضوع إلی نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمکن االطمئنان إليه‪.‬أما هذه‬
‫اآلثار النثرية المختلفة التي تنسب إلی الجاهليين‪ ،‬فيکاد مؤرخو األدب يتفقون علی عدم صحة‬
‫شيء منها‪ ،‬والسبب في عدم الثقة بهذه النصوص هو أن وسائل التدوين لم تکن ميسرة في‬
‫العصر الجاهلي‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة النثر الفني‪:‬‬

‫يجد الباحث عنتا کبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة‬
‫العربية‪ .‬إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة األدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود‬
‫األدبي لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر‪ ،‬ولم يستطيعوا علی الرغم من جهودهم‬
‫ودراساتهم أن يصلوا في ذلك الموضوع إلی نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمکن االطمئنان‬
‫إليه‪.‬أما هذه اآلثار النثرية المختلفة التي تنسب إلی الجاهليين‪ ،‬فيکاد مؤرخو األدب يتفقون‬
‫علی عدم صحة شيء منها‪ ،‬والسبب في عدم الثقة بهذه النصوص هو أن وسائل التدوين لم‬
‫تکن ميسرة في العصر الجاهلي‪.‬‬

‫‪ -‬آلراء حول نشأة النثر الفني في العصر الجاهلي‪:‬‬

‫يؤکد الدکتور زکي مبارك أنه قد کان للعرب في الجاهلية نثر فني له خصائصه وقيمته‬
‫األدبية‪ ،‬وأن الجاهليين البد وأن يکونوا قد بلغوا في ذلك المضمار شأوا بعيدا اليقل عما‬
‫وصل إليه الفرس واليونان في ذلك الوقت‪ ،‬بل أنهم في إنتاجهم األدبي في النثر لم يکونوا‬
‫متأثرين تأثرا ً کبيرا بدولة أخری مجاورة أو غير مجاورة‪ ،‬وإنما کانت لهم في کثير من‬
‫األحيان أصالتهم وذاتيتهم واستقاللهم األدبي الذي تقتضيه بيئتهم المستقلة‪ ،‬وحياتهم التي کانت‬
‫أقرب إلی االنعزال‪ .‬وإذا کانت الظروف المختلفة لم تساعد علی بقاء هذا التراث من النثر‬
‫الجاهلي‪ ،‬فليس معنی ذلك أن نهدره ونحکم بعدم وجوده‪ ،‬وإنما يجب أن نلتمسه في مصادر‬
‫أخری‪ .‬ونحن إن فعلنا هذا فسوف نجد بين أيدينا حجة التنکر‪ ،‬ودليال ال يجحد علی أن ثمة‬
‫نثرا جاهليا‪ ،‬أال وهو القرآن الکريم‪ .‬فإذا کنا نؤمن بأن هذا القرآن قد نزل لهداية هؤالء‬
‫الجاهليين‪ ،‬وإرشادهم‪ ،‬وتنظيم حياتهم في نواحيها المختلفة من دينية‪ ،‬وأخالقية‪ ،‬وسياسية‪،‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وأنه کان يخاطبهم وهم بطبيعة الحال اليخاطبون إال بأسلوب الذي‬

‫‪2‬‬
‫يفهمونه ويتذوقونه‪ ،‬وأنه کان يتحداهم في محاکاته‪ ،‬واإلتيان بسورة من مثله وال يسو في‬
‫العقل أن يکون هذا التحدي إال لقوم قد بلغوا درجة ما من بالغة القول‪ ،‬وفصاحة اللسان‬
‫تجعلهم أهال لهذا التحدي حتی يصدق معناه‪ ،‬إذا کان هذا کله‪ ،‬وأن القرآن الکريم قد نزل بلغة‬
‫العرب وعلی لسان واحد منهم ﴿وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ليبين لهم﴾ تأکد لنا أن‬
‫العرب الجاهليين قد عرفوا النثر الفني‪ ،‬وأن القرآن يمکن أن يعطينا صورة ـ ولو تقريبية ـ‬
‫‪3‬‬
‫عن شکل هذا النثر‪ ،‬ومنهجه‪ ،‬وحالته التي کان عليها‪.‬‬

‫‪ -‬النثر في العصر اإلسالمي‪:‬‬

‫النثر الفني في عهد النبوة‪ ،‬لم يکد يختلف اختالفا جوهريا عن النثر الجاهلي‪« .‬دخل النثر‬
‫العربي في طور جديد بظهور اإلسالم‪ ،‬بعد أن تعرضت الحياة األدبية النقالب شامل وتطور‬
‫بعيد المدی ‪ .‬ولم يکن ثمة بد من أن يتأثر األدب بالحياة الجديدة وأن يکون صدی ألحداثها‬
‫واتجاهاتها‪ .‬وکانت مظاهر التطور في النثر أوضح منها في الشعر‪ ،‬ألن الشعر فن تقليدي‬
‫يترسم فيه الشاعر خطا سابقيه‪ ،‬ويلتزم أصوال محددة‪ ،‬ولذلك يکون أبطأ من النثر استجابة‬
‫‪4‬‬
‫لدواعي التطور»‪.‬‬

‫‪ -‬النثر في العصر األموي‪:‬‬

‫کانت الکتابة ضرورة إدارية ملحة ال غنی عنها في إدارة شؤون الدولة والمجتمع‪ ،‬في‬
‫المکاتبات والدواوين المختلفة‪ .‬کما کانت ضرورة اجتماعية ال غنی عنها في المعامالت‪.‬‬
‫وکانت کذلك ضرورة علمية ال غنی عنها في الحرکة العلمية التي ازدهرت في العصر‬
‫األموي وتعاظمت في أواخره‪ .‬ونتيجة لذلك کله توسع انتشار الخط واستعمال الکتابة‪ ،‬إبان‬
‫ذلك العصر‪ ،‬توسعا عظيما‪ ،‬نظرا ً إلقبال الناس علی طلبه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫النثر الفني في القرن الرابع الهجري‪ :‬د‪ .‬زکي مبارك‪ ،‬المکتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الط‪ ،‬التا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ 95 :‬و مابعدها‬
‫‪4‬‬
‫مواکب األدب العربي عبرالعصور‪ :‬د‪ .‬عمر الدقاق‪ ،‬طالس‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪ ،1511 ،1‬ص‪77 :‬‬

‫‪3‬‬
‫يقول الدکتور شوقي ضيف‪« :‬أن الکتابة نمت في العصر األموي نموا واسعا‪ ،‬فقد عرف‬
‫العرب فکرة الکتاب وأنه صحف يجمع بعضها إلی بعض في موضوع من الموضوعات‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫وقد ألفوا فعال کتبا کثيرة»‪.‬‬

‫‪ -‬النثر في العصر العباسي‪:‬‬

‫زخر العصر العباسي باألحداث التاريخية‪ ،‬والتقلبات السياسية‪ ،‬کما زخر بالتطورات‬
‫االجتماعية التي نقلت العرب من حال إلی حال‪ ،‬وقد کان لکل هذا‪ ،‬فضال عن نضج العقول‬
‫بالثقافة‪ ،‬أثر واضح في تطوير األدب بعامة‪ ،‬والکتابة بصفة خاصة‪ .‬لقد تقدمت الکتابة الفنية‬
‫في هذا العصر تقدما محسوسا؛ وسارت شوطا بعيدا في سبيل القوة والعمق واالتساع‪.‬‬

‫و«أصبح النثر العربي في العصر العباسي متعدد الفروع‪ ،‬فهناك النثر العلمي والنثر‬
‫الفلسفي والنثر التاريخي‪ ،‬والنثر األدبي الخالص‪ ،‬وکان في بعض صوره امتدادا للقديم؛ وکان‬
‫‪6‬‬
‫في بعضها اآلخر مبتکرا ال عهد للعرب به»‪.‬‬

‫‪ -‬النثر الحديث‪:‬‬

‫« في النصف األول من القرن التاسع عشر‪ ،‬کان النثر في هذه الفترة رکيك األسلوب‬
‫يعتمد علی المحسنات البديعية‪ ،‬مسيطرا عليه طريقة القاضي الفاضل علی أساليب کتاب‬
‫عصره و نهج نهجه‪ ،‬فبدت علی أساليب هؤالء مظاهر التکلف فأسرفوا في المحاکاة وأوغلوا‬
‫‪7‬‬
‫في الصنعة‪ ،‬وتعمد تصيد األلفاظ واألساليب ذات البريق واللمعان»‪.‬‬

‫في بدايات النثر األدبي الحديث «کانت القرائح حبيسة األغراض الضيقة والمعاني التافهة‪،‬‬
‫وقلما کانت تتجاوز الرسائل االخوانية‪ ،‬من تهنئة بمولود‪ ،‬أو تعزية بفقيد‪ ،‬أو معاتبة لصديق‪،‬‬
‫وقلما تعدی موضوع النثر هذه الحدود الضيقة ليالمس اهتمام الناس ويعالج شؤون‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع»‪.‬‬

‫‪ 9‬الفن ومذاهبه في النثر العربي‪ ،‬ص‪155 :‬‬


‫‪6‬الفن ومذاهبه في النثر العربي‪ ،‬ص‪129 :‬‬
‫‪ 7‬ا لمقال وفنونه عند الشيخ علی يوسف‪ :‬طاهر عبداللطيف عوض‪ ،‬مکتبة الکليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الط‪1515 ،‬م‪ ،‬ص‪46 :‬‬
‫‪ 1‬مواکب األدب العربي عبرالعصور‪ ،‬ص‪245 :‬‬

‫‪4‬‬
: ‫المراجع‬

http://www.diwanalarab.com

You might also like