Professional Documents
Culture Documents
تاريخ األدب
بعنوان :
"مقدمة في النثر"
تحت اإلشراف :د .عبد الله شباك محمد
-النثر لغة:
-النثر اصطالحاً:
هو الکالم الذي ليس فيه الوزن ويعتمد علی الحقائق .بتعبير آخر :النثر هو کالم المقفي
باألسجاع.
النثر أدب إنساني« ،وهو علی ضربين :أما الضرب األول فهو النثر العادي الذي يقال
في لغة التخاطب ،وليست لهذا الضرب قيمة أدبية إال ما يجري فيه أحيانا من أمثال وحکم،
وأما الضرب الثاني فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلی لغة فيها فن ومهارة وبالغة ،وهذا
الضرب هو الذي يعنی النقاد في اللغات المختلفة ببحثه ودرسه وبيان ما مر به من أحداث
وأطوار ،ومايمتاز به في کل طور من صفات وخصائص ،وهو يتفرع إلی جدولين کبيرين،
هما الخطابة والکتابة الفنية ـ ويسميها بعض الباحثين باسم النثر الفني ـ وهي تشمل القصص
2
المکتوب کما تشمل الرسائل األدبية المحبرة ،وقد تتسع فتشمل الکتابة التاريخية المنمقة».
يجد الباحث عنتا کبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة العربية.
إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة األدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود األدبي
لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر ،ولم يستطيعوا علی الرغم من جهودهم ودراساتهم
1
األدب العربي بين الجاهلية واإلسالم :محمد عبدالمنعم خفاجي .دارالتأليف ،القاهرة ،ط 1592 ،1م.
2
األدب العربي المعاصر في مصر :شوفي ضيف .دارالمعارف ،القاهرة ،ط ،7التا.
1
أن يصلوا في ذلك الموضوع إلی نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمکن االطمئنان إليه.أما هذه
اآلثار النثرية المختلفة التي تنسب إلی الجاهليين ،فيکاد مؤرخو األدب يتفقون علی عدم صحة
شيء منها ،والسبب في عدم الثقة بهذه النصوص هو أن وسائل التدوين لم تکن ميسرة في
العصر الجاهلي.
يجد الباحث عنتا کبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة
العربية .إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة األدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود
األدبي لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر ،ولم يستطيعوا علی الرغم من جهودهم
ودراساتهم أن يصلوا في ذلك الموضوع إلی نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمکن االطمئنان
إليه.أما هذه اآلثار النثرية المختلفة التي تنسب إلی الجاهليين ،فيکاد مؤرخو األدب يتفقون
علی عدم صحة شيء منها ،والسبب في عدم الثقة بهذه النصوص هو أن وسائل التدوين لم
تکن ميسرة في العصر الجاهلي.
يؤکد الدکتور زکي مبارك أنه قد کان للعرب في الجاهلية نثر فني له خصائصه وقيمته
األدبية ،وأن الجاهليين البد وأن يکونوا قد بلغوا في ذلك المضمار شأوا بعيدا اليقل عما
وصل إليه الفرس واليونان في ذلك الوقت ،بل أنهم في إنتاجهم األدبي في النثر لم يکونوا
متأثرين تأثرا ً کبيرا بدولة أخری مجاورة أو غير مجاورة ،وإنما کانت لهم في کثير من
األحيان أصالتهم وذاتيتهم واستقاللهم األدبي الذي تقتضيه بيئتهم المستقلة ،وحياتهم التي کانت
أقرب إلی االنعزال .وإذا کانت الظروف المختلفة لم تساعد علی بقاء هذا التراث من النثر
الجاهلي ،فليس معنی ذلك أن نهدره ونحکم بعدم وجوده ،وإنما يجب أن نلتمسه في مصادر
أخری .ونحن إن فعلنا هذا فسوف نجد بين أيدينا حجة التنکر ،ودليال ال يجحد علی أن ثمة
نثرا جاهليا ،أال وهو القرآن الکريم .فإذا کنا نؤمن بأن هذا القرآن قد نزل لهداية هؤالء
الجاهليين ،وإرشادهم ،وتنظيم حياتهم في نواحيها المختلفة من دينية ،وأخالقية ،وسياسية،
واجتماعية ،واقتصادية ،وأنه کان يخاطبهم وهم بطبيعة الحال اليخاطبون إال بأسلوب الذي
2
يفهمونه ويتذوقونه ،وأنه کان يتحداهم في محاکاته ،واإلتيان بسورة من مثله وال يسو في
العقل أن يکون هذا التحدي إال لقوم قد بلغوا درجة ما من بالغة القول ،وفصاحة اللسان
تجعلهم أهال لهذا التحدي حتی يصدق معناه ،إذا کان هذا کله ،وأن القرآن الکريم قد نزل بلغة
العرب وعلی لسان واحد منهم ﴿وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ليبين لهم﴾ تأکد لنا أن
العرب الجاهليين قد عرفوا النثر الفني ،وأن القرآن يمکن أن يعطينا صورة ـ ولو تقريبية ـ
3
عن شکل هذا النثر ،ومنهجه ،وحالته التي کان عليها.
النثر الفني في عهد النبوة ،لم يکد يختلف اختالفا جوهريا عن النثر الجاهلي« .دخل النثر
العربي في طور جديد بظهور اإلسالم ،بعد أن تعرضت الحياة األدبية النقالب شامل وتطور
بعيد المدی .ولم يکن ثمة بد من أن يتأثر األدب بالحياة الجديدة وأن يکون صدی ألحداثها
واتجاهاتها .وکانت مظاهر التطور في النثر أوضح منها في الشعر ،ألن الشعر فن تقليدي
يترسم فيه الشاعر خطا سابقيه ،ويلتزم أصوال محددة ،ولذلك يکون أبطأ من النثر استجابة
4
لدواعي التطور».
کانت الکتابة ضرورة إدارية ملحة ال غنی عنها في إدارة شؤون الدولة والمجتمع ،في
المکاتبات والدواوين المختلفة .کما کانت ضرورة اجتماعية ال غنی عنها في المعامالت.
وکانت کذلك ضرورة علمية ال غنی عنها في الحرکة العلمية التي ازدهرت في العصر
األموي وتعاظمت في أواخره .ونتيجة لذلك کله توسع انتشار الخط واستعمال الکتابة ،إبان
ذلك العصر ،توسعا عظيما ،نظرا ً إلقبال الناس علی طلبه.
3
النثر الفني في القرن الرابع الهجري :د .زکي مبارك ،المکتبة العصرية ،بيروت ،الط ،التا ،ج ،1 :ص 95 :و مابعدها
4
مواکب األدب العربي عبرالعصور :د .عمر الدقاق ،طالس ،دمشق ،ط ،1511 ،1ص77 :
3
يقول الدکتور شوقي ضيف« :أن الکتابة نمت في العصر األموي نموا واسعا ،فقد عرف
العرب فکرة الکتاب وأنه صحف يجمع بعضها إلی بعض في موضوع من الموضوعات،
9
وقد ألفوا فعال کتبا کثيرة».
زخر العصر العباسي باألحداث التاريخية ،والتقلبات السياسية ،کما زخر بالتطورات
االجتماعية التي نقلت العرب من حال إلی حال ،وقد کان لکل هذا ،فضال عن نضج العقول
بالثقافة ،أثر واضح في تطوير األدب بعامة ،والکتابة بصفة خاصة .لقد تقدمت الکتابة الفنية
في هذا العصر تقدما محسوسا؛ وسارت شوطا بعيدا في سبيل القوة والعمق واالتساع.
و«أصبح النثر العربي في العصر العباسي متعدد الفروع ،فهناك النثر العلمي والنثر
الفلسفي والنثر التاريخي ،والنثر األدبي الخالص ،وکان في بعض صوره امتدادا للقديم؛ وکان
6
في بعضها اآلخر مبتکرا ال عهد للعرب به».
-النثر الحديث:
« في النصف األول من القرن التاسع عشر ،کان النثر في هذه الفترة رکيك األسلوب
يعتمد علی المحسنات البديعية ،مسيطرا عليه طريقة القاضي الفاضل علی أساليب کتاب
عصره و نهج نهجه ،فبدت علی أساليب هؤالء مظاهر التکلف فأسرفوا في المحاکاة وأوغلوا
7
في الصنعة ،وتعمد تصيد األلفاظ واألساليب ذات البريق واللمعان».
في بدايات النثر األدبي الحديث «کانت القرائح حبيسة األغراض الضيقة والمعاني التافهة،
وقلما کانت تتجاوز الرسائل االخوانية ،من تهنئة بمولود ،أو تعزية بفقيد ،أو معاتبة لصديق،
وقلما تعدی موضوع النثر هذه الحدود الضيقة ليالمس اهتمام الناس ويعالج شؤون
1
المجتمع».
4
: المراجع
http://www.diwanalarab.com