Professional Documents
Culture Documents
8
8
م
يعتبر مفهوم الواجب قاطب رحى الفلسفة الخألقاية ،إذ يشكل إحدى المقولتا الساسية التي انبنى عليها التفكير الفلسفي فششي الشششق
الخألقاي إلى جانب قايم أخأرى كالسعادة و الحرية ...والحديث عن الواجب باعتباره أحد هذه القيم يدفعنا للتساؤل:ما هو الواجب ؟ومششا هششو
الساس الذي يقوم عليه؟هل يقوم على اللتزام الداخألي المؤسس على الوازع الخألقاي؟أم أنه يقوم على سلطة الكراه واللششزام الخششارجي
بغض النظر عن مصدره وطبيعته؟وإذا كان الواجب يقوم على اللتزام الداخألي أل يقتضي ذلك ضرورة وجود وعششي أخألقاششي مششن شششأنه أن
يشكل الساس الذي يقوم عليه الواجب ش إلى جانب أسس أخأرى كالقوانين الوضعية؟وعنششدما نتحششدث عششن الششواجب ،أل يحششق لنششا أيضششا أن
نتساءل :هل الواجب هو واجب تجاه الذاتا أم تجاه الخأرين؟
المحور الول :الواجب و الكراه
الحديث عن مفهوم الواجب يجرنا للتساؤل عما إذا كان إلزاما أم التزاما ؟بمعنى آخأر هل ما نقشدمه مشن واجشب هشو صشادر عشن رضشى
وطيب خأاطر؟أم لننا أرغمنا عليه؟
يذهب كانط إلى اعتبار الواجب هو القيام بالفعل احتراما للقانون شالقانون الذاتي الخألقاي القائم على الخير السمى ،والمؤسس علششى
العقل والرادة ش وعلى هذا النحو يكون المرجع الساسي الذي يجب أن ينطلق منه الجميع هو العقل لنششه كششوني بالنسششبة للجميششع .والحكششم
الخألقاي إذ يصدر عن الرادة الخيرة الحرة ش التي مصدرها العقل هي الخأرى ش فهو أيضا يمكن توصيفه بالكوني.
اهتجس كانط بهاجس الكونية وهو يبني فلسفته النقدية بشكل عام .لششذلك وضششع قاششوانين تتسششع رقاعتهششا لتشششمل النسششان كمفهششوم ،أي
النسان في صيغته المطلقة ،مركزا على العقل والرادة لطابعهما الكوني والمشترك .فالعقششل العملششي إلششى جششانب الرادة همششا المشششرعين
لمفهوم الواجب ،الذي هو إكراه ،من حيث هو فعل خأاضع للعقل ،وللحرية ،لن مصدره الرادة.
في حين يرى هيجل أن الطروحة الكانطية مجرد نزعة صورية تفتقر إلى التجلي والتجسد في الواقاششع .فششالواجب مششع هيجششل ذو طششابع
مؤسساتي وغايته هي إقاامة الدولة القوية التي يبتدئ بناء صرحها من الفرد الذي ينصهر في الكل ،بلغة صاحب الفينومنولوجيا " يجششب
على الفرد الذي يؤدي واجبه أن يحقق مصلحته الشخصية أو إشباعه وأن يتحول الشأن العام إلى شأن خأاص بفعل وضعيته داخأل الدولة.
فان دل هذا فإنما يدل على أن المصلحة الخاصة تنصهر ضمن المصلحة العامششة بحيششث يضششمن الفششرد حمايتهششا" .فششالفرد ششش يقششول هيجششل ششش
الخاضع للواجباتا سيجد في تحقيقها حمايته لشخصه ولملكيته باعتباره مواطنا ،وتقديرا لمنفعته وإشباعا لمششاهيته الجوهريششة ،واعششتزازا
بكونه عضوا في هذا الكل؛ وبذلك يغدو الواجب مرتبطا بالدولة ل بالذاتا في وجودها الخالص.
وعلى النقيض من ذلك يرى غويو أن الفعل الخألقاي ل يجب أن يصدر عن إلزام و ل عن خأوف من أي جزاء أو عقاب .إنمششا يكششون
هو فعل تأسيسيا لمسار الحياة الششذي ل ينتهششي ،و لغايشاتا حششددتها الطبيعششة النسشانية بوصشفها فاعليشة مطلقشة نحشو الحيشاة .لكشن الشواجب
الخألقاي من وجهة النظر الطبيعية هاته التي ليس فيها شيء غيبي ،يرتد إلى القانون الطششبيعي الشششامل ،فمصششدره هششو الشششعور الفيششاض
"بأننا عشنا و أننا أدينا مهمتنا ...و سوف تستمر الحياة بعدنا ،من دوننا ،و لكن لعل لنا بعض الفضل في هذا الستمرار" .و المنحششى
نفسه يتخذه نيتشه حين يؤسس الخألقا على مبدأ الحياة بوصفها اندفاع خألقا محض .إذ الفعل الخألقاي عند نيتشه ما يخدم الحياة ويزيد
من قاوتها و ليس ما يضعف الحياة و يزيد من محدوديتها .هكذا هو الخير و الشر عند نيتشه.