You are on page 1of 4

‫مفهوم الدولة‬

‫تقديـم إشكالـــي ‪:‬‬


‫أن السياسة هي السـعي إلــى امتلكا الســلطة و فــرض الطاعــة و تــدبير الشــأن العــام و تنظيــم العلقاـات بيــن‬
‫فراد بواسطة هيئات و مؤسسات تستخرها لذلكا و بما أن السياسة ترتبط بالدولــة باعتبترهــا أعلــى ســلطة فمــن‬
‫ن تســتمد الدولــة إذن مشــروعيتها؟ هــل مــن الحــق أم مــن القــوة؟ وهــل تنحصــر الســلطة السياســية فــي أجهــزة‬
‫ولة أم تشـمل المجتمـع ككـل؟و كيـف تمـارس سـلطتها ؟ هـل باعتمـاد العنـف و البطـش أم باعتمـاد القـانون و‬
‫ق؟ و ماهي طبيعة العلقاة بين القانون و العدالة ؟ هل ترتبط العدالة بالحق الطبقي أم بالحق الوضعي؟ هــل‬
‫دالة أساس الحق أم الحق أساس العدالـة؟ هـل تســتطيع العدالــة تحقيــق المسـاواة و النصــاف لجميـع أفــراد‬
‫جتمع ؟‬
‫مشروعية الدولة و غاياتها‪:‬‬
‫أين تستمد الدولة مشروعيتها و ماهي غاياتها؟‬
‫ص ‪ :‬ماكس ڦيبر‪:‬‬
‫كال النص‪ :‬ماهي السس التي تستمد منها الدولة مشروعيتها ؟‬
‫روحــة النــص ‪ :‬يحــدد مــاكس ڦيبر ثال ثاــة أســس تســتمد منهــا الدولــة مشــروعيتها ‪ :‬مشــروعية مســتمدة مــن‬
‫طة الماضي أي السلف ‪.‬‬
‫ية الحجاجية ‪ :‬يوظف النص أسلوبا حجاجيا يعتمد آلية العرض والتفســير و التميــز بالضــافة إلــى التأكيــد و‬
‫ثابــات حيــث يؤكــد أن الدولــة تســتمد مشــروعيتها مــن ثال ثاــة أســس (الماضــي‪ ،‬كاريزميــة الحــاكم‪ ،‬و الشــرعية‬
‫انونية )‪.‬‬
‫ص ‪ :‬طوماس هوبس ‪:‬‬
‫شكال ‪ :‬كيف نشأت الدولة و ما هي غاياتها ؟‬
‫روحة النص‪ :‬يؤكد طوماس هوبس أن نشأة الدولة نتيجة لميثااق و تعاقاد إداري حـر بيـن الفـراد تـم بمقتضـاه‬
‫زلهم عن بعض حقوقاهم الطبيعية و حريتهم المطلقة مقابل تحقيق المــن و اســتقرارهم و ضــمان حريتهــم مــن‬
‫رف شــخص أو مجلــس يجســد إرادات الجميــع ينظــم شــؤونهم و يضــمن الســلم و المــن و يحـافظ علــى حقــوق‬
‫ميع و يشترط فيه أن يكو ن قاويا مستبدا كالتنين حتى ليجرؤ أي أحـد علـى خـرق الميثاـاق المتعاقاـد عليـه و‬
‫صيان أوامره خشية منه ‪ ،‬وبذلكا نشأت الدولة بهدف ضمان المن والستقرار و السلم‪.‬‬
‫يــة الحجاجيــة‪ :‬يوظــف النــص أســلوبا حجاجيــا يعتمــد آليــة التأكيــد و الثابــات و المقارنــة بيــن حالــة الطبيعــة‬
‫توحشة حيث سيادة الخوف و العنف و حالة التمدن حيث سيادة القانون و المن و الستمرار‪.‬‬
‫ص‪ :‬باروخ سبينوزا‪:‬ماهي غاية الدولة و مقاصدها؟‬
‫روحة النص‪ :‬يؤكد سبينو از أن غاية الدولة القصوى هــي تحريــر الفـراد و الحفـاظ علــى أمنهـم و تمكنهـم مــن‬
‫ارســة حقــوقاهم الطبيعيــة و حمــايتهم مــن كــل أشــكال العنــف و التســلط و تنميــة قاــدراتهم الجســدية و الذهنيــة‬
‫ريطة عدم إلحاق الضرر بالخرين و المتثاال لسلطة الدولة و عدم الخروج عــن التعاقاــد و المواثايــق المتفــق‬
‫يها و يشترط في هذه الدولة أن تكون ديموقاراطية تضمن العدل و المساواة و الحرية للجميــع و تحــافظ علــى‬
‫من و السلم‪.‬‬
‫ية الحجاجية‪ :‬يوظف النص أسلوبا حجاجيا يعتمد آليــة العــرض و التفســير و التوضــيح و التأكيــد و الثابــات‬
‫و يؤكد على أن الهدف الساسي للدولة و الغاية من نشأتها هو تحرير الناس من خــوفهم و ضــمان أمنهــم و‬
‫يتهم و الحفاظ على حقوقاهم و تحقيق الع دل و المسـاواة فمـا هـي إدن طبيعـة السـلطة و مرتكزاتهـا و مـا هـي‬
‫يعة السلطة السياسية؟‬
‫طبيعة السلطة السياسية‪:‬‬
‫هي طبيعة السلطة السياسية ؟ و ماهي أسسها و مرتكزاتها؟‬
‫ص‪ :‬مونتسكيو‪:‬‬
‫شكال‪ :‬ما هي أنواع السلط ذاخل الدولة و ما هي طبيعة العلقاة بينهما؟‬
‫روحة النص‪ :‬يبين مونتسكيو أن الدولة الحديثاة تتوزع فيها السلط إلى ثالثاة أنواع‪:‬‬
‫طة تشريعية‪ :‬تشرع القوانبن أو تعدلها أو تبطلها‪.‬‬
‫طة قاضائية‪ :‬تنظر في الخلفات بين الناس و تسهر على ضمان حقوقاهم‪.‬‬
‫طة تنفيديــة‪ :‬تقــوم بتنفيــد القــوانين و تطبيقهــا ‪ ،‬ويشــترط مونتســكيو لضــمان أســس الدولــة و اســتمراريتها و‬
‫حفاظ على حقوق المواطنين الفصل بين هذه السلط و استقللية كل منهما عن الخر لن احتكارها مــن طــرف‬
‫خص أو مؤسسة يهدد استمرار الدولة و أمنها كما يهدد حقوق المواطن ‪.‬‬
‫ية الحجاجية ‪ :‬يوظف النص أسلوبا حجاجيا يعتمد آلية العرض و التفسير و التوضيح ‪.‬‬
‫شكال‪ :‬هل تنحصر السلطة في مؤسسات و بنيات أم أنها تتخلل جميع مجالت المجتمع ؟‬
‫روحــة النــص‪ :‬ينتقــد فوكــو التصــور الــذي يحصــر الســلطة فــي مؤسســات و بنيــات ليؤكــد أن الســلطة ملزمــة‬
‫لقاات القوى المتعددة ذاخل المجتمع فهي تعم جميع مجالته و بذلكا فهــي مجمــوع اسـتراتيجيات معقـدة داخــل‬
‫جتمع‪.‬‬
‫تنتاج تركيبي‪ :‬إدا كان مونتسكيو قاد انطلق من تحديد أنواع السلط التي تتوزع داخل المجتمع و حددها في‬
‫ثاة أنواع‪ :‬السلطة التشريعية‪ ،‬التنفيديــة و القضــائية و أكــد علــى أن العلقاــة بيــن هــذه الســلط يجــب أن تكــون‬
‫لقاة انفصال و استقلل ضمانا لمن الدولة و حقــوق المــواطن لن احتكــار هــذه الســلط يــؤدي إلــى الطغيــان و‬
‫مير الدولة و تهديد أم ن المـواطن ل ذلكا فالسـلطة فـي رأيـه تتجسـد فـي مجموعـة مـن المؤسسـات و الهيئـات (‬
‫حاكم ‪ ،‬الشرطة‪ ،‬الجيش‪).......‬أما بالنسبة لفوكو فهو ينطلق مــن منظــور سياســي اجتمــاعي ليفنــد و ينتقــد‬
‫ا التصور و ليؤكد خلفا لذلكا أن السلطة ل تنحصر في مؤسســات و هيئــات و بنيــات بــل تتجســد فــي مجمــوع‬
‫لقاات بين القوى المتصارعة داخل المجتمع و في جميــع مجــالته فهــي وضــعية اســتراتيجية معقــدة فمــن أيــن‬
‫تمد الدولة سلطتها إدن و تمارسها هل اعتمادا على القوة و العنف أم على الحق و القانون؟‬
‫لدولة بين الحق و العنف‪:‬‬
‫ف تمارس الدولة سلطتها ؟ هل استنادا إلى القوة و العنف أم الحق و القانون؟‬
‫شكال‪ :‬ما هي الوسائل التي يمكن أن تلجأ إليها الدولة لتمارس لسطتها و تحافظ عليها؟‬
‫روحــة ‪:‬يؤكــد ماكياڦيل أن السياســة هــي مجــال الصــراع بيــن الفــراد و الجماعــات ممــا يــؤدي إلــى اللجــوء إلــى‬
‫يع الوسـائل المشـروعة و غيـر المشــروعة فالحـاكم أو الميـر يجــب أن يكــون علــى أهبــة الســتعداد لتوظيـف‬
‫يع الساليب‪ ،‬فعليه أن يكون قاويا كالســد و مــاك ار كــالثاعلب حســب مقتضــيات الظــروف و مجريــات الحــداث‪،‬‬
‫ا يمكنه أن يلجأ إلى القوانين و الخلق إدا كان ضــمان السـلطة يتطلــب ذلـكا‪ ،‬و هكـذا تصـبح جميـع الوســائل‬
‫حة لضمان السلطة و ممارستها فالغاية تبرر الوسيلة‪.‬‬
‫ص‪ :‬فريديريكا انجلس‪:‬‬
‫شكال‪ :‬هل يمكن اعتبار الدولة نتاج للصراع الطبيعي و هل تمثال الطبقة المسيطرة؟‬
‫روحة‪ :‬ينطلــق أنجلــس مــن منظــور مــادي تــاريخي ليــبين أن الدولــة ليســت مفروضــة مــن طــرف ســلطة خـارج‬
‫جتمع‪ ،‬بـل هـي نتيجـة للصـراع الطبقـي داخلـه فهـي تعـبير ع ن تضـار ب المصـالح بيـن الطبقـات الجتماعيـة‬
‫جود الدولة ضرورة للتخفيف من حدة هذا الصراع و الحفاظ على النظـام إل أن الدولــة تجسـد مصـالح الطبقـة‬
‫سائدة المهيمنــة القويــة اقاتصـاديا و سياسـيا‪ ،‬ممـا يجعلهـا تلجـأ إلـى أسـاليب القمـع و الضـطهاد و السـتغلل‬
‫حفاظ على داتها و استمراريتها‬
‫تنتاج‪ :‬إذا كان ماكياڦيل قاد اعتبر أن السياسة مجال للصراع من أجل السلطة و بالتــالي فالحفــاظ علــى هــذه‬
‫سلطة و ممارسـتها يحتــم علـى الميـر أو الحـاكم أن يلجـا إلــى جميـع الســاليب و الوسـائل المشـروعة أو غيـر‬
‫شروعة فعليه أن يختار السلوب المناسب لكل ظرف ك القوة و العنـف و الحكـم و الخـداع و الحـق و الق انون‬
‫ن الغاية تبرر الوسيلة‪.‬‬
‫أما أنجلس فإنه قاد انطلق من تصور تــاريخي مــادي ليــبين كيــف أن الدولــة هــي وليــدة الصــراع الطبقــي و أن‬
‫ودها يحتمه الحفاظ على النظام و التخفيف من حدة هذا الصراع إل أن الدولة تظل مجســدة لمصــالح الطبقــة‬
‫سائدة المهيمنة التي تملكا وسائل النتاج و أن زوالها مشروط بزوال الطبقات الجتماعيــة و تحقيــق المســاواة‬
‫لعدل و الملكية المشتركة لوسائل النتاج‪.‬‬

You might also like