Professional Documents
Culture Documents
التسامح العرقي
التسامح العرقي
التسامح العرقي يتمثل في تقبّل اآلخر بالرغم من وجود اختالف في العرق أو اللون من شتى المنابت
التسامح مصطلح يُستخدم في المجاالت االجتماعية والثقافيّة والدينيّة ،والهدف منه وصف اتجاهات أو سلوكيّات
تتصف بالتسامح واالحترام ،إذ يعبّر هذا المصطلح عن التسامح الديني في المقام األول الذي يتمثّل بين الطوائف
واألقليات الدينية .وهناك ارتباط وثيق بين التسامح والحوار الصحيح والسليم ،فبالحوار يتحقق اإلثراء الفكري،
سخ القيمة األخالقية بالتسامح بين الناس ،وحب التعاون ،إذ ال تقتصر الفائدة والحاجة للحوار على فك
وتتر ّ
الخالفات والنزاعات ،كما ال تقتصر على مستوى المجتمعات بل تتعدّى المنفعة لتصل لمستوى األمم والشعوب.
ما زال التسامح من المفاهيم المثيرة للجدل حتى وقتنا الحالي ،ويعود السبب في ذلك إلى عدم العمل واالجتهاد في
االرتقاء بمستوى المبادئ واألخالقيات الفعلية في مجتمعاتنا كما هو الحال في سلوكيات أخرى مثل الحب
واالحترام.
الدين اإلسالمي ٌ
دين عالمي يركز على األخالق الفاضلة والمعاملة الحسنة بين البشر ،إذ يعتبر أول دين يهتم
ويوجه البشرية لتطبيق العدل وينهى عن الظلم والبغضاء والتعصب ،ويدعو إلى احترام حرية اآلخرين واحترام
الرأي اآلخر ،ويرسم المنهج لتحقيق هذه األخالق والسلوكيات.
في وقتنا الحالي أشد ما تحتاجه مجتمعاتنا وشعوبنا التعايش اإليجابي والتسامح بين جميع األديان والثقافات
واألعراق ،ليسود التعاون والمحبة.
اإلسالم يعتبر التسامح شرطا ً أساسيّا ً لتحقيق السالم في المجتمعات اإلنسانية ،لذا نجد أن هللا سبحانه وتعالى يوجه
خطابه في القرآن الكريم للعقل اإلنساني لتربية النفس اإلنسانية وتحقيق الذات ،كما يأمر باستخدام أسلوب التنبيه
ِّين َولَ ْم
والتوجيه بالتسامح واالحترام والحياديّة ،لقوله تعالى( :الَ يَ ْن َها ُك ُم هللاُ ع َِن الَّ ِذينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي ال ِد ِ
ب ا ْل ُم ْقس ِِطينَ ) [الممتحنة.]8 : يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ِم ْن ِديَ ِار ُك ْم أ َ ْن تَبَ ُّرو ُه ْم َوت ُ ْق ِ
س ُ
طوا إِلَي ِْه ْم إِنَّ هللاَ يُ ِح ُّ
وخير قدوة لنا في تطبيق التسامح الفعال والتعايش اإليجابي بين الناس رسولنا الكريم سيدنا محمد صلّى هللا عليه
وسلم ،والصحابة رضوان هللا عليهم الذين اقتدوا بسيد البشرية ،ونحن نكمل المسيرة ونقتدي بهم ونسير على
خطاهم مع مراعاة التطور والتغير والفرق الزمني بين الشعوب والحضارات.