Professional Documents
Culture Documents
الموسيقي العرقية PDF
الموسيقي العرقية PDF
استاذ مساعد
قسم املوسيقى والعلوم املوسيقية
كلية اآلداب والعلوم االجتماعية
جامعة السلطان قابوس
malharth@squ.edu.om
5
Sultan Qaboos University جامعة السلطان قابوس
Journal of Arts & Social Sciences مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية
استاذ مساعد
قسم املوسيقى والعلوم املوسيقية
كلية اآلداب والعلوم االجتماعية
جامعة السلطان قابوس
malharth@squ.edu.om
5
قضايا وإمكانات:علم املوسيقى اإلثنية
:مستخلص
،توضح هذه الدراسة مدى ارتباط حقل املوسيقى اإلثنية اليت كانت بداياته يف الواليات املتحدة األمريكية يف مخسينيات القرن العشرين
ومن خالل تتبع التطور الفكري يف علم. والذي نشأ خالل العقدين األخريين من القرن التاسع عشر،بعلم املوسيقى املقارن يف أملانيا
تظهر القضايا املركزية اليت أدت يف النهاية إىل حتول باحثي موسيقى الشعوب عن أيديولوجيات،Comparative Musicology املوسيقى املقارن
ومن خالل تفحص بعض عناصر علم. Ethnomusicology األمر الذي أدى إىل والدة ما يعرف اليوم حبقل أو علم املوسيقى اإلثنية،هذا العلم
ً
يظهر جليا دور املنشورات،وخصوصا تلك اليت كان هلا الفضل يف ترسيخ أسس هذين العلمني ،املوسيقى املقارن والحقا املوسيقى اإلثنية
ً
فإن علم املوسيقى اإلثنية احلديث يدعو إىل،أساسيا له ً وخالفا لعلم املوسيقى املقارن الذي اختذ من املقارنة.العلمية يف هذا اجلانب
نهجا
وخباصة تلك األحكام الناشئة،احتضان موسيقى اآلخر والبحث يف خصوصيات تلك املوسيقى قبل إصدار أية أحكام مبنية على املقارنة
، فعامل املوسيقى اإلثين احلديث يسعى دائما لالرتباط مبوسيقى الطرف املقابل.من تطبيق املنظور الغربي على موسيقى الشعوب األخرى
ولكن للجوانب االجتماعية والثقافية للمجتمعات الصانعة لتلك، ليس فقط لعناصر وتراكيب املوسيقى،وذلك بهدف اكتساب فهم أعمق
.املوسيقى أيضا
Abstract:
This study investigates and analyzes the relationship between the development of the field of Ethnomusicology
in United States, since the 1950s, and its predecessor known as Comparative Musicology, which emerged during
the last two decades of 19th century Germany. Tracing the theoretical bases for Comparative Musicology, it
becomes clear that certain fundamental issues caused researchers to distance themselves from the ideologies of
traditional musics that, eventually, led to the emergence of Ethnomusicology. Furthermore, by exploring certain
aspects of Comparative Musicology and Ethnomusicology, one cannot but notice the central role publications
played in the establishment of both fields. However, unlike Comparative Musicology, which adopted a comparative
approach to analysis; modern ethnomusicology called for the embracement of the musics of the «other» and the
recognition of their contextual uniqueness before comparing them to other musical systems. Thus, the modern
ethnomusicologist always seeks to associate him/herself to the musics of the «other» not only for the sake of
understanding musical elements and structures, but also in order to gain a deeper understanding of the social
and cultural aspects of the communities producing the music.
6
ماجد احلارثي
7
علم املوسيقى اإلثنية :قضايا وإمكانات
واألساليب اليت استخدمها علماء علم املوسيقى املقارن) واملناقشة اإلثنية اليوم باسم «التحليل النظري» .Armchair analysisوخري
الواردة أعاله حول بعض هذه األساليب والنظريات ،يتضح لنا أن مثال على هذه املمارسة هو انضمام Erich von Hornbostelو Otto
اهلدف األساسي كان حتليل بنية األصوات املوسيقية من الثقافات Abrahamاىل فريق Carl Meinhofو - Dietrich Westermannكلهم
األخرى غري الغربية لتحقيق غايات حمددة بعيدة عن املوسيقى علماء لغويون -يف حبثهم حول الصلة بني «...نغمة الكلمة واللحن
نفسهاَ .ع نّي - Stumpfوهو مدير معهد علم النفس يف جامعة برلني- يف جمموعة من أغاني قبائل الـ ، Eweاليت مت مجعها يف Togoاليت
كل من - )1926 -1872( Abrahamالذي تدرب كطبيب ،ويف عام 1901اًّ
كانت يف ذلك احلني مستعمرة أملانية» (.)Waterman, 1991: 169
َ
كمساعدين - Hornbostelالذي تلقى تعليمه يف الفلسفة والكيمياء - وميكن اعتبار تعاون Carl Stumpfو مساعده Abrahamيف عام 1900
ملشروعه « ...لتشكيل جمموعة من تسجيالت الفونوغراف (يف هو أقرب ما يكون إىل النشاط امليداني (أي أن يكون اجلامع هو ذاته
معهده)...ألغراض البحوث النفسية» ()Christensen, 1991: 204 احمللل) ،وذلك عندما سجال ثم درسا موسيقى فرقة مسرحية من
وألنه جرى الرتكيز على الثقافات غري الغربية ،أصبح عنصر مملكة تايالند خالل جوالتها يف برلني (.)Christensen, 1991: 204
املكان -املنطقة اجلغرافية املعنية بالدراسة -أصبح أهم من هذا النوع من العمل امليداني باإلضافة إىل أساليب «التحليل
السؤالني املرتبطني بصناعة املوسيقى :كيف وملاذا ،كما ذكر ً
خاصة عندما نطبق عليها النظري» ليست بالضرورة مثالية،
.Merriamفعندما تصبح املنطقة اجلغرافية بؤرة الدراسة ،تنشأ معايري اليوم ،ألنها تتجاهل السياق الثقايف واالجتماعي لألداء
تعرف «علم املوسيقى اإلثين أو باألحرى
ّ إشكالية حينئذ ألنها املوسيقي والذي ال ميكن احلصول عليه إال من خالل منهجية
علم املوسيقى املقارن ليس بوصفها عملية دراسية صريورية، البحث امليداني الذي يعتمد على «املشاركة الذاتية واملراقبة
ولكن كنظام يستمد أهميته من التفرد الضمين للمنطقة اليت التحليلية القائمة على املوضوعية» والذي يعرف بالـ Participant
ً
وعالوة على ذلك، تكون حمور الدراسة» (.)Merriam, 1964: 5 observationوهو نهج يسمح للباحث اإلثين أن يكون على ارتباط
يدعم الرتكيز على منطقة جغرافية حمددة فكرة البحث «... وثيق باألحداث اليومية ملستشاريه ،وذلك بهدف استيعاب القضايا
عن األصول النهائية للموسيقى »...الذي تأثر بنظرية التطور واملشاغل األساسية واملهمة يف صناعة املوسيقى .ومع ذلك ينبغي
ً
وبناء على ذلك« ،اعتقد علماء االجتماعي (.)Merriam, 1964: 5 أال نفاجأ من هذه األساليب ألن اهلدف منها كان الصوت املوسيقي
علم املوسيقى املقارن أن أهمية دراسة املوسيقى غري الغربية أو نفسه.
الفلكلورية تكمن يف التأثريات احملتملة هلذه املوسيقى على فنونهم
املوسيقية (الغربية)» ( .)Bohlman, 1992: 120وتقود هذه النقطة املدرسة الفكرية لعلم املوسيقى املقارن واألطر النظرية
األخرية إىل االعتقاد بأن الغرض احلقيقي من وراء الرتكيز على املرتبطة بها
البقعة اجلغرافية كنواة حبث كان إثبات وجود الثقافات «البدائية» تأسست «ملدرسة» األملانية املتمثلة بإنشاء مدرسة برلني لعلم
(غري الغربية) وتلك «األكثر تقدما» (الغربية) من خالل الصوت املوسيقى املقارن على يد )1877 -1935( Hornbostelو -1936( Stumpf
املوسيقي .واألمر الذي يدعم هذا املوقف بشكل أفضل هو الطريقة ،)Christensen, 1991: 201( )1841وركزت هذه املدرسة على دراسة
اليت ّ
قسم فيها علم املوسيقى املقارن موسيقى العامل إىل معسكرين: ً
وفقا لقوانينه الذاتية اخلاصة» الصوت املوسيقي «كنظام يعمل
الذاتية « ...املوسيقى الغربية اليت تتغري بسرعة (اِعتربت أكثر ( .)Merriam, 1964: 3ولذلك ،كان ُينظر إىل علم املوسيقى املقارن
جدا (اعتربت بسيطةتعقيداً) ،واألخرى » ...املوسيقى املستقرة ًّ على أنه امتداد لتقاليد علم املوسيقى املعروف بالـ ،Musicology
وراكدة وغري مطورة)» (.)Nettl, 1983: 359 عادة على تاريخ ونظريات املوسيقى يفً وهو جمال دراسي يركز
باإلضافة إىل ذلك ،كان هنالك نهج أو نظرية الدوائر الثقافية الثقافات الغربية .وعلى النقيض من ذلك ،فإن املدرسة األمريكية
املعروفة بال Kulturkreisاليت طورها علماء االنتشارية diffusionists ركزت على عنصر األنثروبولوجيا يف صناعة املوسيقى :أي «...
األملان والنمساويون والذين كانوا يؤمنون بأهمية عامل االنتشار دراسة املوسيقى يف سياقها االجتماعي)Merriam, 1964: 4( »...
مع افرتاض وجود بعض السمات املشرتكة يف اجملتمعات املختلفة والذي يفسره Merriamيف كتابه الرائد البارز The Anthropology of
اليت قد ال تكون مشرتكة بالضرورة يف املنطقة اجلغرافية ،وإمكان )1964( Musicعلى أنه دراسة الدور الذي تلعبه املوسيقى يف ثقافة
االتصال التارخيي الذي يعتمد على عدد من الصفات املشرتكة معينة وكيف وملاذا يتحقق هذا الدور.
( .)Nettl, 1983: 217-218وقد استخدم Curt Sachsهذه النظرية يف ويف حماولته لتقييم إجنازات ومكانة علم املوسيقى املقارن ،يعرض
دراسته « )1929( Geist und Werden der Musikinstrumenteاليت Dieter Christensenما يسميه «الشروط» الالزمة إلنشاء فرع معريف
وضعت نظرية عاملية عن تاريخ كل اآلالت املوسيقية وساهمت كما حيلو له تسمية علم املوسيقى املقارن .وتشمل هذه الشروط:
يف إنشاء 23فئة» ( .)Merriam, 1964: 287هناك عامل آخر يف علم ...األساس النظري لنظام فكري؛ واألساليب والتقنيات اليت
املوسيقى املقارن استخدم نظرية الـ Kulturkreisوتأثر بدراسة تسمح بالتعامل مع مسائل حمددة بطريقة منهجية؛ واحلاجة
Sachsوهو Hornbostelالذي افرتض يف دراسته The Ethnology of االجتماعية ملعارف ورؤى حمددة ،واألفراد واملؤسسات املطلوبة
« )1933( African Sound-Instrumentsأن اآلالت األكثر انتشاراً هي ملواصلة البحث وتوفري االستمرارية ( .)Christensen , 1991: 204
بالضرورة األقدم وجوداً» (.)Merriam, 1964: 287-288 وبالنظر يف النقطتني األوليني يف االقتباس أعاله (النظريات
8
ماجد احلارثي
هذه احملفوظات جذب العلماء والطالب من خمتلف املؤسسات خارج أما يف الواليات املتحدة األمريكية فقد تطورت فكرة مشابهة لنظرية
البالد لتعزيزالصورة «اجلديدة» لسلطنة عمان. الـ ُ Kulturkreis
وعرفت بنهج منطقة املوسيقى .وقد تأثرهذا
املفهوم بنظرية اجملال الثقايف اليت طورها علماء األنثروبولوجيا
احلفاظ على الرتاث :بني امليزة واإلشكالية األمرييكيون يف أواخر التسعينيات من القرن التاسع عشر ،وذلك
يف الواقع ،ال ميكن استبعاد املعضالت النامجة عن رغبتنا يف احلفاظ يف حماولة لتصنيف قبائل سكان أمريكا الشمالية األصليني (ملزيد
على الرتاث ،سواء كانت هذه املعضالت تقنية -مثل القيود املرتبطة من املعلومات حول املناهج املختلفة ،راجع (Nettl, 1983: 216-
بالتدوين التقليدي والطبيعة املعقدة لبعض أجهزة حتويل النوتة ً
وفقا لـ )1983: 222(Nettlفإن )1901-1984(George Herzog .)33
املوسيقية اىل نسخة كتابية -أو أيديولوجية كاإلشكاليات املتعلقة « ...رمبا كان أول من اقرتح وجود مناطق (موسيقية) وفائدتها
بالعالقة بني الباحث ومستشاريه مادة البحث .يصارع Nettlيف يف خلق بعض النظم يف جمموعة البيانات الواسعة .»...وتشرح
مقالته املنشورة عام 1985الطبيعة اإلشكالية املرتبطة بفكرة مقالته ( The Yuman Musical Style (Herzog, 1928هذا املنهج البحثي
«احلفاظ على الرتاث» ،وعلى الرغم من توضيحه لبعض القضايا القبلي
ّ وتعترب هذه املقالة «...أول وصف شامل للمخزون املوسيقيُ .
ً
حلوال واضحة. الشائكة املختلفة ضمن هذه الفكرة ،إال أنه مل يقدم ً
وعالوة على ذلك، الذي يركز على األسلوب» (.)Nettl, 1991: 272
ومع ذلك ،جند حججه ّ
بناءة ،ألنها: مجع ،Herzogالذي عمل يف برلني حتت إدارة Hornbostelيف وقت
-1تشرح كيف نأخذ مثال يف بعض األحيان هذه الفكرة (فكرة ً
الحقا إىل جامعة مبكرمن عشرينيات القرن العشرين ثم انتقل
احلفاظ على الرتاث) بشكل كأنه مسلم به. كولومبيا يف مدينة نيويورك ،بني مناهج خمتلفة منبثقة من علم
-2جتعلنا على علم بوجود مثل هذه املشكالت ضمن هذه الفكرة ً
وصوال إىل علم اإلنسان الوصفي -Anthropology- املوسيقى املقارن
وهو ما يستوجب الدقة عند التعامل مع أو استخدامها. وخباصة تلك املتعلقة بالعمل امليداني ( . )Nettl, 1991: 270وكما
ٍ
ذكرنا سابقا ،جعلت تكنولوجيا تسجيل الصوت عملية ختزينً
وإحدى املشكالت املرتبطة بفكرة احلفاظ على الرتاث املوسيقي جمموعات متنوعة من املوسيقى ممكنة .ويف املقابلّ ،
مكنت هذه
اليت ناقشها Nettlعلى سبيل املثال ،النزاعات بني األشخاص الذين التكنولوجيا من خلق أرشيفات صوتية ،تأسس أحدها يف 1901
ّ
«املتدخلة». هم من ضمن موضوع الدراسة والباحث وأساليبه من قبل مؤسسي علم املوسيقى املقارن Stumpf :و ،Hornbostel
ً
مثاال لعدم رغبة سكان أسرتاليا ويقدم لنا ()Nettl, 1985: 12 وكان امسه أرشيف برلني للتسجيل الصوتي ،لكنه مل يكن األول
األصليني بتسجيل موسيقاهم ،ألن التسجيل بالنسبة هلم ُ
«يبطل -فيينا أسست أول أرشيف -ولكنه كان أبرزها (.)Nettl, 1983: 271
اجلوانب غري املوسيقيةُ ...
ويفسد مفهومهم لقدرات املوسيقى ومن الواضح أننا ال ميكن أن نغفل حمفوظات الفنون التقليدية يف
وقوتها وأدوارها الدينية واالحتفالية ».وتذكرني هذه القضية جامعة إنديانا واليت أسسها Herzogيف عام )Nettl, 1983: 271( 1948
حبادثة مماثلة وقعت يف عام 1985يف ُعمان ،إذ وصفت لي احدى والذي ،كما ذكرنا سابقا ،كان يعمل حتت إدارة Hornbostelيف برلني
املشاركات يف الندوة الدولية للموسيقى التقليدية يف عمان -عرب ً
وفقا لـ « ،Nettlأساليب علم املوسيقى املقارن إذ «...استوعب»،
اتصال شخصي -سخط املؤدين ألحد فنون «النعيش» يف مدينة املتعارف عليها يف عشرينيات القرن املاضي ،مبا يف ذلك اإلقبال على
صور -مدينة ساحلية جنوبي شرق مسقط العاصمة -عندما َ
املقارن» ( ،:Nettl, 1991 270تأكيد شخصي). األرشفة واملنظور
أُجربوا على إحضار آلة «الطمبورة» اخلاصة بهم -وهي آلة تعترب امتد إرث املوسيقى اإلثنية القديم (أوعلم املوسيقى املقارن) يف
مقدسة عند الفئة اليت متارس فنون وطقوس الطمبورة -من جمال «الـ »preservationاملتجسد يف إنشاء األرشيفات إىل ما وراء
مدينتهم إىل العاصمة مسقط بغرض عرضها وتسجيل صوتها على ً
دوال من قارات أخرى أوروبا والواليات املتحدة األمريكية ليشمل
ً
تدخال من جانب األرجح .وكان من الواضح أن هذا األمر ُ
اعترب بغرض «احلفاظ» على تراثها الوطين .أحد أمثلة ذلك أرشيف
بعض املسؤولني العمانيني الذين جتاهلوا رغبة هؤالء «الفنانني» املوسيقى التقليدية يف مركزعمان للموسيقى التقليدية يف مدينة
بعدم خروج هذه اآللة من صور؛ وبذلك تغاضوا عن جزء هام من مسقط .وقد تأسست هذه املؤسسة عام 1983بقرارسياسي من
معتقدات هؤالء الفنانني الثقافية .وإصرار املسؤولني على خروج ًّ
شخصيا بإنشاء مركز أعلى سلطة يف ُعمان« :أمر السلطان قابوس
آلة الطمبورة من صور ،يف رأيي ،كان لعدم إميانهم بقدسية اآللة جلمع وحفظ وتنمية الرتاث املوسيقي العماني التقليدي» (EL-
واعتبار طقوسها بدعة دخيلة على الدين اإلسالمي الرمسي. .)Mallah, 1998: 9وجاءت هذه اخلطوة إلنشاء األرشيف ُ
العماني،
ً
وعالوة على ذلك ،وضمن فكرة احلفاظ على الرتاث ،يأتي موضوع والذي اشتمل على تسجيالت صوتية ومرئية باإلضافة إىل الصور
التدوين ،ومعه تنشأ مسألة ما إذا كان التدوين وصفيا للصوت أو الفوتوغرافية واملدونات امليدانية ،يف وقت كانت متر فيه البالد
ً
ووفقا لـ ،)1985:15( Nettlفإن :الفكرة لعملية صناعة املوسيقى. بعملية انتقالية حنو ما يشري إليه الكثري من العمانيني بالنهضة
ً ً
الرئيسية ...هي أن وصف املوسيقى يتطلب تدوينا خمتلفا ،رمبا العمانية .ويف تقديري ،أن عملية «احلفاظ» على الرتاث الوطين
من النوع الذي جيب أن ُيدرس بقدر كبري من التفصيل قبل أن للبالد كانت من بني األولويات احملورية للقيادة اجلديدة ،ألن القرار
ُيفهم .وعلى نفس املنوال ،فإن الشخص اجلاهل بالنمط املوسيقي جاء بعد أقل من عقد من الزمن من التوحيد اجلغرايف -السياسي-
لن يفعل أي شيء ُيذكر مع تدوين غري مفصل بشكل كامل لعملية الثقايف الفعلي لسلطنة عمان .ورمبا كان إحد األهداف املرجوة من
9
علم املوسيقى اإلثنية :قضايا وإمكانات
ً
أوال تأسيس علم املوسيقى املقارن يف أواخر القرن التاسع عشر صناعة املوسيقى.
باملطبوعات .وال ختتلف بداية علم املوسيقى اإلثنية احلديث عن وباإلضافة إىل هذه القضايا املتعلقة بالتدوين ،يقول :Nettlعند
بدايات سابقتها إذا اعتربنا فرتة اخلمسينيات من القرن املاضي فرتة استخدام التدوين املوسيقي كوسيلة من وسائل احلفاظ (على
حامسة .ويف حني بدأ علم املوسيقى املقارن من خالل املنشورات األداء املوسيقي) واجه علماء املوسيقى اإلثنية معضلة االختيار
اليت دعت إىل املقارنة -وهي األسلوب الذي أدى إىل خلق تراتبية بني بني ما أمسيه يف بعض األحيان تدوينا لفظيا للوحدات الصوتية
أنواع املوسيقى يف العامل والتمييز بني الذات واآلخر -إال أن علم ًّ
(مبنيا على وجهة نظر ُمنتج هذه الظاهرة ،مبعنى ()phonemic
املوسيقى اإلثنية احلديث بدأ مع املنشورات اليت دعت إىل الوحدة ًّ
(مبنيا على وجهة ًّ
«صوتيا» ()phonetic ًّ
منتم إىل بيئتها) أو تدوينا
ٍ
بني الناس .استخدم )1891-1960( Jaap Kunstيف مقالته املنشورة نظر باحث ينتمي اىل خارج الظاهرة الصوتية اجلاري عليها
عام 1950بعنوان ،)Bohlman, 1992: 116( Ethnomusicologyما يلي ًّ
وصفيا (( )descriptiveمبعنى البحث) .فيمكن لكليهما أن يكون
من :Goethe حماولة الباحث إعطاء وصف شامل عن الظاهرة املوسيقية من
من يعرف نفسه واآلخرين منظوره النظري والتحليلي) أو معياريا (( )prescriptiveمبعنى أن
ً
أيضا أن سوف يدرك املنتمي لثقافة الظاهرة املوسيقية حتت الدراسة مينح الباحث
الشرق والغرب املبادئ األساسية اليت حيتاجها هو (أي املنتمي) يف األداء املوسيقي).
مل يعد من املمكن الفصل بينهما... التدوين الصوتي ُيظهر كل ما حيدث يف الصوت ،أما التدوين
ً
ووفقا لـ ، )116 :1992 ( Philip V. Bohlmanفإن هذه األسطر «...تقف اللفظي فهو بنية أساسية جمردة .وبعبارة أخرى ،تستخدم فقط
على عتبة عصر العلم احلديث (أي حقل الـ .»)ethnomusicology تلك امليزات املهمة للثقافة اليت ُتصدر املوسيقى فقط (.)1985:15
وعالوة على ذلك ،يؤكد Bohlmanأن هذا العصر (مخسينيات بالنسبة لـ ،Nettlفإن التدوين املوسيقي مل يعد ضروريا كوسيلة
ً
فرصا غري مسبوقة لعلماء ًّ
هاما ألنه أتاح القرن املاضي) كان للحفاظ على الرتاث املوسيقي ألنه يعجزعن تقريب سياقات ثقافية
املوسيقى اإلثنية لالخنراط مع «عوامل الشرق والغرب» (Bohlman, أخرى يف عملية صناعة املوسيقى ،فالتسجيل الصوتي والبصري
.)1992: 117وأود أن أشري ،مع ذلك ،إىل حدث مهم يف تاريخ علم هو حل أفضل.
املوسيقى اإلثنية ،قبل فرتة اخلمسينيات من القرن املاضي ،اندمج وعلى اجلانب اإلجيابي ،فإن جمموعة التسجيالت الصوتية واملرئية
خالله الشرق م والغرب يف حوار حول املوسيقى .وكان هذا احلدث والصور الفوتوغرافية والوثائق املكتوبة اليت تشكل حمفوظات
هو مؤمتر عام 1932للموسيقى العربية الذي انعقد يف القاهرة .ويف احلتمي،
ّ املوسيقى التقليدية يف عمان جعلت من املمكن ،بل من
توصيف هلذا اللقاء ،أكد Ali Jihad Racyأن هذه الندوة «أصبحت من تنظيم الندوة الدولية للموسيقى التقليدية يف سلطنة عمان ،اليت
املعامل اهلامة يف تاريخ املوسيقى العاملية» ()Racy, 1991: 68؛ إذ وفر جرت يف عام .1985ويف تقديري ،قدم هذا املؤمتر الذي جرى يف
هذا اللقاء ،الذي حضره خنبة من علماء املوسيقى املقارن مبن فيهم مسقط ،حبضور علماء من خمتلف أحناء العامل مبن فيهم علماء
Hornbostelو ،Sachsعلى سبيل املثال ال احلصر ،فرصة نادرة املوسيقى اإلثنية املعروفون مثل(Ruth Stone :من جامعة إنديانا)
ملراقبة «تأثري» القواعد الفكرية لعلم املوسيقى املقارن األول على و (Dieter Christensenمن جامعة كولومبيا) و ( John Blackingمن
بعض العقول «الشرقية» .وجيدر االنتباه بشكل خاص هنا ،إىل وجهة جامعة كوينز ،أيرلندا الشمالية) و ( Mantle Hoodمن جامعة
نظر «بعض» املثقفني وعلماء املوسيقى العرب جتاه نوع املوسيقى ماريالند) فرصة لسلطنة عمان لتعزيز صورتها كأمة يف أوساط
العربية اليت كانوا يتطلعون إليها ،األمر الذي عزز ،برأيي ،مفاهيم ً
فضال عن مكانتها األساسية يف العامل العربي اجملتمع الدولي،
تفوق املوسيقى الغربية السائدة يف املراحل األوىل لعلم املوسيقى ً
ممكنا من دون املوسيقي .وهذا اإلجناز ،يف اعتقادي ،مل يكن
املقارن .ولسخرية األقدار ،عبرّ «اآلخر» (اجلانب العربي) عن هذه األرشيفات.
الفرضية ومل يعرب عنها أصحابها (اجلانب األوروبي) ،وجند هنا أن وكما نرى ،فإن فكرة األرشفة اليت ظهرت ألول مرة يف عهد
أهل «الشرق» تواصلوا مع الغرب ليس بهدف تقديم موسيقاهم علم املوسيقى املقارن مل تتوقف .وقد انتشر مفهوم احملفوظات
والدفاع عن «التعايش» بالتساوي ،لكن بهدف «مناقشة كل ما هو واألرشيف من فيينا وبرلني -يف أواخر القرن التاسع عشر وأوائل
مطلوب جلعل موسيقا(هم) متحضرة» ( ، Racy, 1991: 69تأكيد القرن العشرين -إىل نيويورك وإنديانا -بواسطة جهود Herzogيف
شخصي) ،وكذلك بهدف تعزيز فكرة «ارتقاء» املوسيقى العربية... النصف األول من القرن العشرين -وأخريا إىل مسقط -النصف الثاني
ووضع مقام موسيقي ثابت ( .)Racy, 1991: 70أحد التفسريات من القرن العشرين -على الرغم من بقاء الطبيعة اإلشكالية هلدفها
احملتملة لرغبة «العرب» أنفسهم يف «تهذيب» موسيقاهم قد يكون األساسي أال وهي عملية احلفاظ على الرتاث الفين املوسيقي.
هاما ًّ
جدا ً
وخصوصا عندما نعلم أن مؤمتر عام « 1932كان ًّ ًّ
سياسيا،
للحكومة املصرية ،مبا يف ذلك امللك فؤاد نفسه» (.)Racy, 1991: 68 عتبة التغيري و االنشقاق األيديولوجي
وتؤكد Lois Ibsen al-Faruqiيف حديثها عن «املوسيقى الكالسيكية ُتعترب فرتة اخلمسينيات من القرن العشرين العقد الذي شهد
املعربة» أن «احلكومات القومية (مبا فيها مصر ،لبنان،
ّ الغربية ً
تشتتا يف جمال علم املوسيقى املقارن ،األمر الذي أدى يف النهاية إىل
تونس ،إخل) ،يف حماولتهم تقليد األنظمة يف أوروبا مع وجود درجة ظهور علم املوسيقى اإلثنية «احلديث» .وكما رأينا أعاله ،متيز
10
ماجد احلارثي
ً
وفقا لـ « Bohlmanثورة ضد علم املوسيقى التارخيي القرن املاضي) كبرية من عقدة النقص احمللية ،كانت سخية يف دعم هذا املسعى (أي
( »)Musicologyبسبب إحجام األخري عن دراسة موسيقى اآلخرين، تهذيب املوسيقى) ،على أمل خلق هيبة وطنية تدعم االستقرار
ً
بدال من ذلك ،كانت بسبب علم ( .)Bohlman, 1992: 118لكن السياسي والسلطة واأليديولوجية» ( .)Al-Faruqi, 1980: 75وعلى
املوسيقى املقارن وعلى عالقة مباشرة به ،وبكلماته (Bohlman, ً
خمتلفا جتاه موقف علم املوسيقى ً
نهجا العكس من ذلك ،جند
ً
ووفقا لـ ( Merriamمنقول عن « :)1992: 118جاءت من الداخل». املقارن يف أوىل مراحله من خالل تصرحيات علمائه أنفسهم .فعلى
،)Nettl, 1983: 7فإن ظهور علم املوسيقى اإلثنية احلديث ناجم سبيل املثال ،أعرب Hornbostelعن تقديره للموسيقى العربية يف
ً
مقارنة من (الفروع املعرفية) عن حقيقة أن سابقها مل يكن «أكثر سياقها وتعقيدها وكذلك التحدي الذي مثلته هذه املوسيقى لألذن
األخرى» .واألهم من ذلك ،أن «املقارنة» يف حد ذاتها جاءت بعد األوروبية:
صياغة الفرضيات واالفرتاضات حول موسيقى اآلخر وعالقتها ً ً
بالتأكيد أنه كان شرفا كبريا للضيوف األوروبيني مساع املوسيقى
مع املوسيقى الغربية ( .)Bohlman, 1992: 120هلذا السبب ،يؤكد العربية بكامل حيويتها يف بيئتها الطبيعية ،على الرغم من أن
( Merriamمنقول عن )Nettl, 1983: 7أن النهج املقارن ال ميكن مدى فهمنا ملوسيقى أجنبية (أي املوسيقى العربية) مشكوك
تطبيقه إال عندما يتم فهم موسيقى اآلخر على حدة ،واالعرتاف فيه ....من الصعب ،بل من املستحيل ،التعبري عن اإلحساس
ً
حامسا يف هذا احلقل اجلديد :من بطابعها الفريد .وأجد هنا تغيرياً مبوسيقى أجنبية ( Hornbostelكما اقتبسه .)Racy, 1991: 90
الطابع الفريد جملال الدراسة -البقعة اجلغرافية -إىل الطابع الفريد وباإلضافة إىل ذلك ،كتب « :Sachsعدا االنطباعات العميقةعن
للموسيقى نفسها يف سياقها .ويؤكد Bohlmanأن «علماء املوسيقى البلد ،تعلمنا حنن املستشارين األوروبيني الكثري ،وعدنا إىل بلداننا
اإلثنية اجلدد أصروا على أن التفسري احملتمل للموسيقى جيب أن بوفرة من املدركات املوسيقية ،اليت كان من الصعب احلصول عليها
يكمن يف تفرد هذه املوسيقى ،ويف خلو أية صلة هلا على اإلطالق بغري ذلك» ( Sachsكما اقتبسه.) Racy, 1991: 91
بأية موسيقى أخرى ،وباألخص املوسيقى الغربية» (Bohlman, وبرأيي تعطي التصرحيات املذكورة أعاله أمثلة مبكرة عن االجتاه
.)1992: 121 الذي كان يسري فيه علم املوسيقى املقارن .واجلدير بالذكر يف هذه
التصرحيات ،هو ما ميكن وصفه باملراحل املبكرة من نهج «املشاركة
ُ
النص اإلثين :األطر النظرية بني الوظيفة واالستخدام الذاتية واملراقبة التحليلية القائمة على املوضوعية» Participant-
ميثل علم املوسيقى اإلثنية احلديث ،بالنسبة لي ،دراسة نصوص -observationوالذي يعترب «السبيل الوحيد للمراقب األوروبي
ً
وصفا ملوسيقى ومؤلفات علماء املوسيقى اإلثنية .فالنص ال يشمل ملعرفة وفهم املبادئ اليت تقوم عليها املوسيقى احمللية (اإلثنية)»
اجملتمعات املعينة قيد الدراسة فقط ،بل يشمل أمورا أخرى ( Percival Kirbyكما اقتبسه .)Waterman, 1991: 187
كذلك .وعندما كنت طالبا يف الدراسات اإلثنية العليا ،تدربت على باحلديث عن التغيريات يف فرتة اخلمسينيات من القرن العشرين،
ُ
استخدمت أساليب وتقنيات ونظريات «املؤلفني» والطرق اليت يؤكد Bohlmanأن «علماء املوسيقى اإلثنية اجلدد ،بعكس (علماء
فيها ُ
وطبقت يف تلك النصوص .ومن خالل هذه النصوص ،يتمكن علم املوسيقى املقارن )،سعوا إىل االرتباط مبوسيقى اآلخر»...
طالب املوسيقى اإلثنية من فهم ما مت إجنازه .ويعترب Merriam ( . )Bohlman, 1992: 121أليس هذا ما حدث يف القاهرة؟ قدم مؤمتر
( )1923-1980واحدا من أهم علماء املوسيقى اإلثنية األكثر تأثرياً القاهرة فرصة مباشرة لتجربة موسيقى «اآلخر»؛ األمر الذي كان
منذ البدء باستخدام مصطلح الـ Ethnomusicologyيف عام .1950 ًّ
مهما ،حسب ما توضح روايات Hornbostelو ،Sachsلكسب فهم
وبالنسبة لي ،تتضح أهميته يف عمله The Anthropology of Music أعمق وإقامة عالقة أوثق مع تلك املوسيقى.
الذي ُنشر يف عام .1964توضح مناقشات Merriamملختلف القضايا باختصار ،هل ميكن أن يكون هذا املؤمتر نقطة حتول يف تاريخ
املتعلقة بعلم املوسيقى اإلثنية يف هذا الكتاب طبيعة إشكالية هذا علم املوسيقى املقارن؟ هل ميكن أن يكون اجلسر الذي يربط بني
احلقل عندما يتعلق األمر بتعريف وحتديد حدود هذا العلم. علم املوسيقى املقارن -أملانيا -وعلم املوسيقى اإلثنية احلديث
ًّ
سطحيا على األقل ،أن املشكلة األوىل اليت يتناوهلا وبالتالي ،يبدو لي، -الواليات املتحدة األمريكية -واقعا يف القاهرة؟ هل من املمكن أن
قادر على التعبري
ٍ Merriamلغوية ومتعلقة مبشكلة إجياد مصطلح تكون بعض القضايا األساسية املتعلقة بعلم املوسيقى اإلثنية يف
عن كل ما هو مرتبط بعلم املوسيقى اإلثنية. أمريكا الشمالية قد بدأت يف مكان آخر؟ يؤهل Racyمؤمتر القاهرة
إن أحد اجلوانب الفريدة يف حتليالت Merriamيف هذا العمل ،عمق يف عام 1932كمحرك أساسي للتغيريات املبكرة يف أيديولوجية علم
األمثلة اليت يقدمها مبا فيها تلك املتعلقة بأحباثه مع قبائل الـ املوسيقى املقارن عندما يشري إىل أنه:
من وسط أفريقيا .وميكن اختبار األطر النظرية Basongye من املتصور أن االتصال مع وجهات نظر متطرفة عن التفوق
لعمله من خالل جمموعة متنوعة من القضايا وتطبيقها على الغربي والتحديث يف مؤمتر القاهرة واللقاءات املقارنة بني الشرق
أمثلة متعددة .بطريقة ما أجد جمال علم املوسيقى اإلثنية والغرب قد تسببت على املدى الطويل بابتعاد هؤالء العلماء (علماء
شبيها بواحدة من نظرياته أال وهي نظرية الظاهراتيةً علم املوسيقى املقارن) بشكل أكربعن متضمنات فكرة «التطور»
( .)Phenomenologyإن اهتمام عامل املوسيقى اإلثين حيدد كيفية و«التقدم» (.) Racy, 1991: 90
ً
ثابتا ويربط مجيع املضي قدما ،وأن املوروث الثقايف أو ما يبقى ومل تكن والدة علم املوسيقى اإلثنية احلديث (من مخسينيات
11
علم املوسيقى اإلثنية :قضايا وإمكانات
«أداة التنظيم» اليت تهدف من خالله احلكومة إىل بناء جسر بني الفئات والفروع املختلفة من علم املوسيقى اإلثنية ببعضها،
خمتلف فئات اجملتمع وجتاوز التناقضات والصراعات ،لكن دون نفي حقيقة أنه ال يوجد اتفاق على املصطلحات الدقيقة اليت تشمل
التنوع الثقايف ( .)al-Harthy, 2000باختصار« ،املوسيقى ...تساهم يف مجيع االحتماالت .وهذا ،على األقل ،هو االنطباع الذي أحصل
جتديد التضامن العشائري (وكذلك التكافل االجتماعي)» (Nketia عليه عندما أقرأ .The Anthropology of Musicإحدى أهم القضايا
مقتبس يف .)Merriam, 1964: 226 الرئيسية يف اجملال اجلديد كانت مسألة الوظيفة (الداللة) Function
يف جمال املوسيقى .وأود الرتكيز هنا على نظرة Merriamالبنيوية
الذات واحتضان االخر ،Structuralismأو بشكل أكثر حتديداً ،نهج البنيوية الوظيفية
يشري )1992: 121( Bohlmanإىل أن االجتاه السائد يف علم املوسيقى Structural-Functionalistألن هذا النهج يناقش ويفسرأيضا
اإلثنية احلديث كان يهدف منذ البداية إىل تقصري املسافة بني هذه الوظيفة .قبل قراءة وفهم الفصل احلادي عشر من The
Anthropology of Musicكنت قد ّ
سلمت بأن االستخدام -Use-
موسيقى «اآلخر» وتلك املتعلقة بعلماء املوسيقى اإلثنية .ويذهب
هذا االجتاه أبعد من ذلك إىل النقطة اليت حيتضن فيها علماء املوسيقى والوظيفة شيء واحد .لكن اتضح فيما بعد أنهما ليسا الشيء نفسه،
اإلثنية موسيقى «اآلخر» كأنها ختصهم .يف هذه احلالة ،أشدد على لكنهما يعتمد بعضهما على بعض .وكتب Merriamعن الفرق بني
أن موسيقى اآلخر تلعب دوراً ًّ
هاما يف حياة علماء املوسيقى اإلثنية االثنني« :عند مراقبة استخدامات املوسيقى ،حياول الطالب زيادة
ً
أيضا وظيفة أخرى .من خالل دراسة موسيقى اآلخر ،بدأ وتكشف معرفته الواقعية مباشرة ،ومن خالل تقييم الوظائف حياول
بعض علماء املوسيقى اإلثنية فهم تأثري موسيقى االخر يف حياتهم زيادة معرفته الواقعية بشكل غري مباشر وذلك عرب فهم أعمق
ً
نتيجة اخلاصة .ويؤكد )ix-x; 35 :1973( John Blackingمثال أنه ألهمية هذه الظاهرة اليت يدرسها» ( .) Merriam, 1964: 209ويقدم
لبحثه امليداني يف أحناء خمتلفة من أفريقيا ،مبا يف ذلك منطقة )1964: 217- 218( Merriamفئات خمتلفة الستخدامات املوسيقى يف
Vendaيف جنوب أفريقيا ،توصل إىل فهم أفضل جملتمعه األوروبي و الثقافات املختلفة .وتشمل هذه الفئات مثال أغاني العمل وأغاني
«تعلم تقدير موسيقا(ها) بشكل أفضل» ( .)1973: 35يف هذه احلالة، ً
أيضا فئات دورة احلياة وأغاني البيئة الدينية وما إىل ذلك .وحيلل
َت ّ
شكل فهم Blackingللثقافة اليت أتى منها ،مبا يف ذلك موسيقاه خمتلفة من وظائف املوسيقى واليت تشمل التعبري العاطفي واملتعة
(الغربية) ،بعد اكتشافه وتعرفه ألنواع خمتلفة من املوسيقى يف اجلمالية واالتصاالت وغريها) Merriam, 1964: 219-227( .
ً
وخباصة من Venda؛ إذ كانت موسيقى Vendaالقوة اليت أفريقيا، يبدو لي ،إذن ،أن الوظيفة تنتمي إىل جمال الباحث الذي يتبع نهج
غريت مفهوم Blackingاخلاص ،وهذا هو ما أمسيه «فهم موسيقى «املشاركة الذاتية واملراقبة التحليلية القائمة على املوضوعية»،
الذات من خالل اآلخر»َ . ً
وعالوة يف حني أن االستخدام يتعلق بكيفية توظيف املوسيقى.
ويظهر تأثري املوسيقى بشكل أعمق مع
John Miller Chernoffالذي يقول إنه عندما «تعمق اندماجه مع على ذلك ،يبدو لي أن االستخدامات كما ناقشها Merriamتنتمي
األشكال املوسيقية األفريقية» تعمق كذلك اندماجه االجتماعي إىل البنية السطحية ،بينما تنتمي الوظائف إىل البنية الباطنية
إىل مرحلة رأى فيها «حياة ثقافة أخرى كبديل» (Chernoff, 1979: للموسيقى ،والوظائف جيب أن يتم اكتشافها وتقييمها من قبل
.)9بهذه الطريقة ،كانت املوسيقى حافزاً يعمل كوسيط للوصول الباحث ،فهي ال ُتظهر نفسها أثناء األداء املوسيقي .وميكن شرح
ً
فضال عن جمتمع إىل فهم أعمق للمجتمع الذي كان يعيش فيه، هذا التحليل باستخدام املثال التالي من سلطنة عمان :عند أداء
بالده .وعلى هذا ،فإن جتارب Blackingو Chernoffيف اجملتمعات املوسيقى التقليدية يف العيد الوطين يف عمان ( 18نوفمرب) يف
اليت درساها ،وتعلمهما العزف على اآلالت (الطبول) يتجاوز مفهوم امليدان الرئيسي ،ميكن عندها أن يدل السياق على االستخدام.
الـ Bi-Musicalityلـ Hood Mantleالذي دعا من خالله طالب علم ولكن إذا أردت حتديد وظيفة هذه املوسيقى ،فأنا إذن حباجة إىل
املوسيقى اإلثنية لتعلم أداء املوسيقى من الثقافات املختلفة واليت فهم الدور والسبب اللذين تلعبهما هذه املوسيقى يف هذه احلالة.
كانوا يدرسونها (.)Hood, 1960 ولتحديد هذه الوظيفة ،أنا حباجة للعودة إىل قراءة وفهم تاريخ
فضال عن فهم تنوع «اجملتمع العماني» .وعلى فرض أنينً ُعمان،
قضية الشتات وعالقتها بعلم املوسيقى اإلثنية على دراية بكليهما (التاريخ واجملتمع) ،ميكنين حينئذ استخالص
أجد أن مسألة «الشتات» -Diaspora-بصفة عامة والشتات اإلفريقي تفسريات خمتلفة .ويكفي هنا أن أقول ما يلي :ألن خمتلف فرق
بصفة خاصة مسألة مهمة يف جمال علم املوسيقى اإلثنية اليوم .إن املوسيقى التقليدية تأتي من خمتلف القبائل والطبقات يف اجملتمع،
ندرة البحوث حول حمفوظات األداء املوسيقي اإلفريقي خارج تلك وبسبب تاريخ النزاعات القبلية يف البالد ،فإن األداء املوسيقي يف
القارة ،على سبيل املثال ،أمر واضح يف كتابات خمتلفة .تذكر Irene هذا اليوم بالذات يقدم السياق الذي يعرب من خالله العمانيون عن
V. Jacksonيف عام 1985أن: وطنيتهم .ويؤدي هذا بدوره إىل حتقيق اهلدف النهائي :الوحدة
ً
وعالوة على ذلك ،ميكن تفسري وظيفة املوسيقى يف الوطنية.
اجملتمع العلمي مل حيصل حتى اآلن على جمموعة من املقاالت
اليت تتناول املوسيقى واملوسيقيني من إفريقيا والشتات اإلفريقي هذا السياق بالذات من وجهة نظر احلكومة ،حيث ميكن اعتبار
من وجهة نظر علماء املوسيقى اإلثنية .وعلى الرغم من ازدياد ً
نيابة عن احلكومة العمانية .وميكن أن املوسيقى تقوم بدور ما
املنشورات حول املوسيقى اإلفريقية واإلفريقية – األمريكية ويف تفسري هذا الدور أو أداء املوسيقى التقليدية يف هذا السياق بأنه
12
ماجد احلارثي
اإلفريقية يف اجملتمع. جمال علم املوسيقى اإلثنية ،إال أنه حتى وقت كتابة هذه السطور،
مل يصدر كتاب يدرس املوسيقى اإلفريقية أو املشتقة منها من
البحث امليداني من واقع تـجربة شخصية وجهة نظر علماء املوسيقى اإلثنية (.) Jackson, 1985: 5
ال شك بأن حبثي عن موسيقى منطقة صور العمانية ما بني عامي ويتضح جتنب استخدام مصطلح «الشتات» يف جمال عملنا يف
2008-2007استخدم واستفاد من خمتلف األساليب والنظريات من تصريح Mark Slobinأن...« :علم املوسيقى اإلثنية مل يستفد كثرياً
علم املوسيقى اإلثنية احلديث .وأعتقد أنه من خالل استخدام نهج من كلمة الشتات حتى فرتة التسعينيات من القرن العشرين»...
«املشاركة الذاتية واملراقبة التحليلية القائمة على املوضوعية” يف عندما حتول الرتكيز من قضايا «التثاقف» لقضية «اهلوية»
ً
وضوحا حول حبثي ،متكنت من احلصول على استنتاجات أكثر ( ،Slobin, 2003: 285تأكيده) .وتظهر ضمن مصطلح الشتات قضايا
املشكالت االجتماعية والثقافية املرتبطة بصناعة املوسيقى أخرى .وقد لفت )2003:285(Slobinانتباهنا إىل أهمية تعريف هذه
وخاصة تلك املتعلقة مبفهوم «ثنائية اهلوية» املوسيقية -العربية الكلمة على وجه التحديد ،وذلك ألنها «سياقية بشكل كبري».
واإلفريقية -ومسألة «الوجود» اإلفريقي يف مقابل «التأثري» ويبني ،Slobinعلى سبيل املثال ،إىل أي مدى استخدم بعض العلماء
اإلفريقي يف ثقافة اجملتمع الصوري (ملزيد من املعلومات والتحليل هذا املصطلح لإلشارة إىل سياقات موسيقية حمددة كما يف الفقرة
حول «ثنائية اهلوية» يف موسيقى مدينة صور ،راجع )al-Harthy, التالية:
.)2012 ...تصف Anne Ellingsenيف Diaspora in Turkish Arabesqueالعمل
بالنسبة لي ،ضعف البحوث املوسيقية يف سلطنة عمان -منذ امليداني يف ساحل البحر األسود ،حيث تعبرّ ربات بيوت يف منتصف
مثانينيات القرن العشرين وحتى اليوم -ليس مرتبطا بقلتها العمر عن مشاعرهن باعتبارهن يعشن يف «منفى داخلي» وذلك
فحسب ،بل أيضا بسبب افتقارها أيضا لعنصر التحليل املبين من خالل تفاعلهن مع موسيقيي وفناني األرابسك ،ال سيما الفنان
على نهج «املشاركة الذاتية واملراقبة التحليلية القائمة على املتشبه بالنساء ،Zeki Murenالذي يسيطر على نفسه -كما حتاول
املوضوعية» .أجرى مركز ُعمان للموسيقى التقليدية يف فرتة النساء أنفسهن -عندما يكون «يف املنفى» (.)Slobin, 2003: 287
ًّ
ميدانيا بغرض تسجيل املادة ً
عمال الثمانينيات من القرن املاضي وعالوة على ذلك ،ويف إشارة إىل عمل Lipsitz Georgeبعنوانً
ً
املوسيقية يف مجيع أحناء البالد ملدة عامني تقريبا (ملزيد من ،Dangerous Crossroadsيناقش Slobinإضافة ما يسميها «الشحنة
املعلومات حول عملية مجع وتسجيل املوسيقى التقليدية يف عمان، معنى آخر له.
ً العاطفية» إىل مصطلح الشتات ،وهو ما يضيف
راجع ( .)Moustafa, 1994ومن غري املتوقع أنه مت يف تلك السنوات ً
ووفقا لـ )2003:287-288( Slobinيستخدم ،Lipsitzعلى سبيل املثال،
القليلة مجع ما يكفي من املعلومات .وكما أشرنا يف مقالتنا املنشورة عبارة «وعي الشتات» لوصف عملية التغيري يف موسيقى ،Fela Kuti
حديثا ( ،)al-Harthy and Rasmussen, 2012: 12فإن املطبوعات املوسيقي النيجريي ،نتيجة للفرتة اليت قضاها يف أمريكا .التأثري
املتعلقة باملوسيقى التقليدية يف عمان -واليت معظمها أجنزت موسيقاه عرب تغذيته بوعي الذي تلقاه Kutiيف أمريكا «غيرّ
بتكليف ودعم من وزارة اإلعالم العمانية يف فرتة الثمانينيات ً
نقال عن .)Slobin, 2003: 287 الشتات»Kuti( ،
والتسعينيات من القرن املاضي -كانت وصفية وثائقية للمادة ُ
استخدم مع ما حياول Slobinشرحه هو أن مصطلح «الشتات»
املوسيقية يف املقام األول ومل تتطرق إىل القضايا اجلوهرية حلقل كلمات أخرى ال ليشري فقط إىل «أمة تشعر أنها بعيدة عن وطنها»
املوسيقى اإلثنية احلديث كمسألة «اهلويات» و «الشتات اإلفريقي» ً
أيضا إىل وعي وحالة ذهنية ،أي ( ،)Slobin, 2003: 287ولكن ُ
ليشري
يف البالد. مثل «االغرتاب االجتماعي» الذي شعرت به هؤالء النساء يف بلدهن
ً
إن أفضل وسيلة للمضي قدما هي الرتكيز على نهج «املشاركة يف االقتباس أعاله ،أو شعور Kutiالذي تولد نتيجة رحالته بأن
الذاتية واملراقبة التحليلية القائمة على املوضوعية» وهو ما ما كان «مستورداً (يف جمتمعه) لرمبا بدأ يف الواقع يف إفريقيا»
يستوجب قضاء فرتة ليست بقليلة يف منطقة حمدودة وتسليط ( ،)Slobin, 2003: 288وبالتالي يشعر بأنه «منفصل» عن جذوره.
الضوء على ثقافة تلك املنطقة واجلوانب االجتماعية املرتبطة وهناُ ،يستخدم مصطلح الشتات لإلشارة إىل الفجوة والعزلة اليت
بصناعة املوسيقى .وعلى الرغم من أن أرشيف مركز عمان يعيشها أو يتخيلها شخص أو جمموعة من الناس ،سواء أكانت هذه
للموسيقى التقليدية يف مسقط قد خيدم الباحث من ناحية املادة الفجوة اجتماعية أم اقتصادية أم غريها .وعند مناقشة قضية
الصوتية بفضل وجود عدد كبري من التسجيالت الصوتية واملرئية الشتات اإلفريقي يف العامل العربي بشكل عام ،ويف ُعمان بشكل
إال أنه لن يوفر للباحث يف املوسيقى اإلثنية السياق االجتماعي خاص ،يظهر جليا مدى النقص يف البحوث اليت تهتم بالتأثريات
والثقايف لصناعة املوسيقى. اإلفريقية والوجود اإلفريقي يف عمان وخارجها ،وهذا النقص يف
ً
ارتباطا مباشراً بقضايا أخرى من الشتات ،مبا يف ذلك، رأيي يرتبط
املراجع ً
قدما يف األحباث عن قضية العبودية األكثر إشكالية .وميكن املضي
�1. Al-Faruqi, Lois Ibsen. 1980. “The Status of Mu الشتات اإلفريقي يف ُعمان من خالل الرتكيز على املواد الثقافية -أي
sic in Muslim Nations: Evidence from The Arab املوسيقى -كما اقرتحه ا )1997( Edward A. Alpersو �Joseph E. Har
World.” Asian Music 12, no 1, pp. 56-85.
)2003(risوذلك حتى نستوعب ويتكون لنا فهما أعمق عن اهلوية
13
قضايا وإمكانات:علم املوسيقى اإلثنية
2. Al-Harthy, Majid. 2000. “The Patronage of His Symposium on the Traditional Music in Oman,
Majesty: The Musical Renaissance in Oman.” M.A. October 6–16, 1985, part 2, edited by Issam El-
thesis, University of Arizona. Mallah, pp. 9–35. Wilhelmshaven: Florian Noetzel
3. Al-Harthy, Majid. 2012. “African Identities, Afro- Verlag.
Omani Music, and the Official 17. Nettl, Bruno.1983. The Study of Ethnomusicol�
4. Construction of a Musical Past.” The World of Mu� ogy: Twenty-nine Issues and Concepts. Urbana:
sic (New Series) 1(2), pp. 97- 129. University of Illinois Press
5. Al-Harthy, Majid and Anne Rasmussen. 2012. 18. Nettl, Bruno.1985. “The concept of Preservation
“Music in Oman: An Overture.” The World of Mu� in Ethnomusicology.” In More than Drumming:
sic (New Series) 1(2), pp. 9-41. Essays on African and Afro-Latin American Mu�
6. Alpers, Edward A. 1997. “The African Diaspora in sic and Musicians, ed. Irene V. Jackson, pp. 9-19.
the North-western Indian Ocean: Reconsideration Westport, Connecticut: Greenwood Press.
of an Old Problem, New Directions for Research.” 19. Nettl, Bruno.1991. “The Dual Nature of Ethnomu�
Comparative Studies of South Asia, Africa, and sicology in North America: The Contributions of
the Middle East 17 (2), pp. 62-80. Charles Seeger and George Herzog.” In Compara�
7. Blacking, John. 1973. How Musical is Man? Seat� tive Musicology and Anthropology of Music: Es�
tle: University of Washington Press. says on the History of Ethnomusicology, ed. Bruno
8. Bohlman, Philip V. 1992. “Ethnomusicology’s Nettl and Philip V. Bohlman, pp. 266-74. Chicago:
Challenge to the Canon; the Canon’s Challenge to University of Chicago Press.
Ethnomusicology.” In Disciplining Music: Musicol� 20. Racy, Ali Jihad. 1991. “Historical Worldviews of
ogy and It’s Canons, ed. Katherine Bergeron and Early Ethnomusicologists: An East-West Encoun�
Philip V. Bohlman, pp. 116-36. Chicago: Univer� ter in Cairo, 1932.” In Ethnomusicology and Mod�
sity of Chicago Press. ern Music History, ed. Steven Blum, Philip V. Bohl�
9. Chernoff, John Miller. 1979. African Rhythm and man, and Daniel M. Neuman, pp. 68-91. Urbana:
African Sensibility: Aesthetics and Social Action University of Illinois Press.
in African Musical Idioms. Chicago: University of 21. Slobin, Mark. 2003. “The Destiny of “Diaspora”
Chicago Press. in Ethnomusicology.” In The Cultural Study of Mu�
10. Christensen, Dieter. 1991. “Erich M. von Horn� sic: A Critical Introduction, ed. Martin Clayton,
bostel, Carl Stumpf, and the Institutionalization of Trevor Herbert, and Richard Middleton, pp. 284-
Comparative Musicology.” In Comparative Musi� 96. New York: Routledge.
cology And Anthropology of Music: Essays on the 22. Waterman, Christopher A. 1991. “The Uneven
History of Ethnomusicology, ed. Bruno Nettl and Development of Africanist Ethnomusicology:
Philip V. Bohlman, pp. 201-09. Chicago: University Three Issues and a Critique.” In Comparative Mu�
of Chicago Press. sicology and Anthropology of Music: Essays on
11. El-Mallah, Issam. 1998. Omani Traditional Music. the History of Ethnomusicology, ed. Bruno Nettl
Vol 5, part 1 and 2. Tutzing: Hans Schneider Ver� and Philip V. Bohlman, pp. 169-86 Chicago: Uni�
lag. versity of Chicago Press.
12. Harris, Joseph E. 2003. “Expanding the Scope of
African Diaspora Studies: the Middle East and In�
dia, a Research Agenda.” Radical History Review
(Fall), pp. 157-68.
13. Hood, Mantle. 1960. “The Challenge of ‘Bi-musi�
cality.’” Ethnomusicology. 4 (2), pp. 55-59.
14. Jackson, Irene V, ed. 1985. More than Drumming:
Essays on African and Afro-American Music and
Musicians. Westport, Conn: Greenwood Press.
15. Merriam, Alan P. 1964. The Anthropology of Mu�
sic. Evanston IL: North-western University Press.
16. Moustafa, Yousef Shawki. 1994. “Collecting and
Documenting the Traditional Music in Oman.” In
The Complete Documents of the International
14