‫(‪)1‬‬ ‫÷الرسالة املعمولة يف احلمل×‬

‫املؤلف‪" :‬جمهول"‬

‫احلمد هلل وسالم عىل عباده الذين اصطفى‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فاعلم أ ّن >احلمل<‪:‬‬

‫‪ -‬قد يطلق ويراد به‪ :‬احلكم باالحتاد مطل ًقا‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يطلق ويراد به‪ :‬احتاد املتغايرين ذهنًا يف اخلارج‪ ،‬حمق ًقا أو موهو ًما‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫باملغاير اآلخر‬ ‫‪ -‬وقد يطلق ويراد به‪ :‬احلكم عىل أحد املتغايرين ذهنًا بـاحتاده‬

‫خارجا‪ ،‬حمق ًقا أو موهو ًما‪.‬‬

‫ً‬

‫إذ ال بد يف احلمل من تغاير الطرفني ذهنًا‪ ،‬وإال مل يتصور بينهام محل أصالً‪ ،‬وال بد –‬

‫أيضا‪ -‬من أن يتحدا يف الوجود بحسب اخلارج سوا اان حمق ًقا أو موهو ًما؛ ألن‬
‫ً‬

‫املتغايرين يف الوجود اخلارجي املحقق أو املوهوم يستحيل أن حيكم(‪ )3‬بأن أحدمها‬

‫هو اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يطلق ويراد به‪ :‬احتاد غري املتأصل يف الوجود(‪ )4‬بام هو متأصل فيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصدر الرسالة‪" :‬جمموعة القواعد" املطبوعة برتايا ً‬

‫قديام‪.‬‬

‫(‪ )2‬يف األصل‪ :‬باحتاد‪.‬‬

‫(‪ )3‬يف األصل‪ :‬حيمل‪.‬‬

‫(‪ )4‬يف األصل‪ :‬املوجود‪.‬‬

 ‫فإذا عرفت ما ذارنا‪ ،‬فاعلم ّ‬
‫أن قول السيد السند‪ :‬إن اجلزئي احلقيقي يمتنع محله عىل اليش ‪،‬‬

‫إنام يصح إذا أريد من احلمل املعنى األخري‪ ،‬فتدبر‪.‬‬

‫ومن الناس من ذهب إىل استحالة احلمل يف نحو‪" :‬ال إنسان حيوان"‪ ،‬حيث قالوا‪" :‬إن‬

‫اان مفهوم اإلنسان عني مفهوم احليوان يكون احلمل املفيد ً‬

‫حماال‪ ،‬وإن اان غريه يكون احلمل‬

‫ً‬
‫حماال"‪.‬‬

‫ثم إذا أريد من اإلنسان‪ :‬الذات‪ ،‬ومن احليوان‪ :‬العنوان؛ يذهب هذا املستحيل إىل‬

‫أيضا‪ -‬ويقول‪" :‬إن اان ذات املوضوع عني عنوان املحمول يكون احلمل املفيد‬
‫استحالته ‪ً -‬‬

‫حماال‪ ،‬وإن اان غريه يكون احلمل ً‬

‫حماال"‪.‬‬ ‫ً‬

‫ومنشأ هذه االستحالة‪ :‬إرادة املعنى األول من احلمل‪ ،‬وأجيب عن اإلشكالني‪ :‬باختيار‬

‫الشق الثاين ومنع االستحالة املذاورة بـ‪ :‬أن يراد من >احلمل< املعنى الثاين‪ ،‬لكن محل‬

‫>احلمل< عىل املعنى الثاين(‪)1‬؛ يوجب عدم التمييز بني املحمول واملوضوع‪ ،‬وعدم صحة‬

‫اشتقاق املحمول من هذا احلمل‪ ،‬وعدم متييز الصادق عام صدق عليه!‬

‫واحلق يف اجلواب‪ :‬أن حيمل >احلمل< عىل املعنى الثالث‪.‬‬

‫تم النسخ والتصحيح(‪ :)2‬يوم اخلميس‬

‫‪ 7‬ربيع األول لعام ‪1440‬هـ‬

‫فارس العجمي‬

‫(‪ )1‬يف األصل‪ :‬لو محل احلمل باملعنى الثاين‪.‬‬

‫نرشا علم ًيا‪.‬‬

‫هذا العمل هو جمرد نسخ بحرف حديث مع تصحيح يسري‪ ،‬وليس ً‬ ‫(‪)2‬‬