You are on page 1of 18

‫اجللسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة‬

‫ⴱⵉⵔⵖⵎⵍ ⵏ ⵜⵉⴷⵍⴳⴰⵜ‬

‫(املادة ‪ 011‬من الدستور)‬ ‫جملس النواب ‪-‬‬

‫ⵜⴹⴰⴱⵏⵜ ⵏ ⴼⵅⵉⵙⵙⵏⴰ‬

‫جواب السيد سعد الدين العثماني‬

‫رئيس احلكومة‬

‫السؤال احملوري‬ ‫‪2‬‬

‫العدالة املجالية والتنمية‬


‫‪8341‬‬ ‫‪25‬‬

‫باقي األسئلة‬ ‫‪7182‬‬ ‫‪20‬‬

‫السياسة املنتهجة من قبل‬


‫الحكومة في مجال إدماح‬
‫الشباب‬ ‫‪www.cg.gov.ma‬‬
‫جدول األعمال‬
‫‪7‬‬
‫‪7182‬‬ ‫‪71 8341‬‬ ‫‪72‬‬

‫فرق ومجموعة ألاغلبية‬ ‫العدالة املجالية والتنمية‬ ‫‪1‬‬ ‫األسئلة‬


‫الفريق الاستقاللي‬
‫للوحدة والتعادلية‬
‫العدالة املجالية والتنمية‬ ‫‪2‬‬ ‫احملورية‬

‫فريق ألاصالة واملعاصرة‬


‫السياسة املنتهجة من قبل الحكومة في‬
‫‪4‬‬ ‫باقي األسئلة‬
‫مجال إدماح الشباب‬

‫‪2‬‬
‫مسب لا ه لحمن ا لحمنيم‪ ،‬لحل د ا ه ولحصالة ولحسالم عىل رسول لا ه وعىل آحه وصحبه وما ولاله‬

‫جواب رئيس احلكومة الدكتور سعد الدين العثماني عن السؤال املتعلق ب‪:‬‬
‫األسئلة احملورية‬
‫العدالة اجملالية والتنمية‬
‫جملس النواب ‪ -‬الثالثاء ‪ 22‬رمضان ‪ 22( 1441‬يونيو ‪)2212‬‬

‫السيد رئيس مجلس النواب املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة النواب املحترمون‪،‬‬
‫بداية‪ ،‬أود أن أشكركم على طرح موضوع العدالة املجالية والتنمية الذي يعتبر من بين‬
‫التحديات الحقيقية التي يتعين على بالدنا الانتباه إليها وإيالؤها ما تستحق من اهتمام خالل السنوات‬
‫القادمة في أفق تمكين مختلف جهات اململكة من الاستفادة من نييهها من املجهود التنموي حت‬
‫تتمكن من النهوض باقتيادها وتحقيق حد أدنى من التنمية والرفاه لساكنتها‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫طبيعتها الجغرافية وظروفها املناخية وخيوصياتها الاقتيادية والاجتماعية‪.‬‬
‫فكما تعلمون‪ ،‬وبالرغم من توالي املقاربات وتواتر املخططات واملشاريع التنموية منذ عقود‪،‬‬
‫والتي مكنت من تحسين البن التحتية عامة‪ ،‬فإن بالدنا لم تطور نموذجا للحكامة الترابية يمكن من‬
‫انخراط مختلف الجهات‪ ،‬بنفس الوتيرة‪ ،‬في الدينامية التنموية التي تعرفها البالد عموما‪ .‬بل إن هناك‬
‫انطباعا في بعض ألاحيان بأن بعض الجهات يتكرس تخلفها عن الركب التنموي في الوقت الذي تتسارع‬
‫وتيرة تنمية جهات أخرى بشكل ملموس‪.‬‬
‫ولقد شكل النموذج الجديد للجهوية املتقدمة‪ ،‬الذي وضع دستور ‪ 2211‬إطاره العام‪،‬‬
‫فرصة غير مسبوقة للتأسيس لتجربة متجددة للتنمية املجالية‪ ،‬تنبني على تقوية املؤسسات الجهوية‬
‫وتمكين الجهات من بناء نموذجها الخاص‪ ،‬بناء على مؤهالتها‪ ،‬مع إرساء آليات للتضامن بين الجهات‬
‫وتأهيل تلك ألاقل تطورا‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن تيور الحكومة لتحقيق العدالة املجالية ينبني من جهة على تسريع وتيرة إرساء‬
‫نموذج الجهوية املتقدمة‪ ،‬ومن جهة أخرى على توجيه السياسات العمومية من أجل إبراز نماذج‬
‫تنموية جهوية واعدة‪ ،‬وفق خيوصيات كل جهة‪ ،‬وكفيلة بتحقيق آمال الساكنة في التشغيل والتنمية‬

‫‪3‬‬
‫البشرية املستدامة واملتوازنة‪ ،‬مع جعل الجماعات الترابية إطارا مالئما لتدبير محكم للسياسات‬
‫العمومية‪ ،‬وأداة للممارسة الديموقراطية‪.‬‬

‫‪ .1‬استكمال بناء اإلطار القانوني واملؤسساتي للجهوية املتقدمة‬


‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫التأهيل القانوني‬
‫تعتبر القوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات الترابية ترسانة متكاملة منظمة لالمركزية‪،‬‬
‫تهدف في عمقها وفلسفتها إلى تمكين الجماعات الترابية‪ ،‬ومن بينها الجهات‪ ،‬من آلاليات القانونية‬
‫واملادية التي تسمح لها باالضطالع باملهام املخولة لها على مستوى التنمية املحلية وتتمثل باألساس في‬
‫التياميم الجهوية إلعداد التراب‪ ،‬وكذا برامج التنمية للجهات والعماالت وألاقاليم وبرامج عمل‬
‫الجماعات‪ ،‬والتي يستوجب إعدادها نهج مقاربة تشاركية بين مختلف الفاعلين‪ ،‬وكذا احترامها‬
‫لتوجهات وسياسة الدولة‪.‬‬
‫ولقد نظم القانون التنظيمي رقم ‪ 14-111‬املتعلق بالجهات العالقات بين الدولة والجهة عن‬
‫طريق التعاقد‪ ،‬بهدف تفعيل دور الجهات في مجال التنمية وتأهيلها لتدارك الخياص على مستوى‬
‫البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية والعمل على ضمان الانسجام الضروري بين السياسات‬
‫العمومية والقطاعية والاستراتيجيات التنموية الجهوية وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫ومشاركة مختلف الفاعلين املحليين والقطاع الخاص في تطوير وإنجاز املشاريع املهيكلة الكبرى وتقوية‬
‫جاذبية الجهات‪.‬‬
‫وتماشيا مع تعهدات البرنامج الحكومي‪ ،‬تعمل الحكومة على تسريع وتيرة استكمال اليرح‬
‫القانوني للجهوية‪ ،‬حيث صادق املجلس الحكومي في جلسته بتاريخ ‪ 1‬يونيو ‪ 2212‬على ‪ 21‬مشروع‬
‫مرسوم تتعلق بتحديد كيفيات منح التسبيقات املالية من طرف الدولة لفائدة الجهة أو العمالة أو‬
‫إلاقليم أو الجماعة وتسديدها و بتحديد كيفيات إيداع أموالها لدى الخزينة العامة للمملكة وبشروط‬
‫حير النتيجة العامة مليزانياتها وبتحديد طبيعة وكيفيات إعداد ونشر املعلومات واملعطيات املضمنة في‬
‫القوائم املحاسبية واملالية لها وتحديد كيفيات إدراج توازنات ميزانياتها وتحديد القواعد التي تخضع لها‬
‫عمليات الاقتراض التي تقوم بها وكيفيات تطبيق ألاحكام املتعلقة بالوضع رهن إلاشارة للتفرغ التام‬
‫ملزاولة مهام الرئيس لديها‪ .‬كما نؤكد على عزمنا في إلاسراع بتقديم مشاريع املراسيم املتبقية‪ ،‬مع‬
‫مواكبة هذه الدينامية بإخراج ميثاق الالتمركز إلاداري الذي يهدف إلى إعادة تنظيم الهياكل إلادارية‬
‫على املستويين املركزي والترابي وإلى البحث عن فعالية أفضل للسياسات العمومية املتخذة واملعتمدة‬
‫في إطار القانون التنظيمي للجهة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الدعم املالي للجهات‬
‫باإلضافة إلى تسطير تفعيل صندوق التضامن بين الجهات في برنامجها الحكومي‪ ،‬فقد عمدت‬
‫الحكومة في أول قانون للمالية في هذه الوالية إلى رفع حييلة الضريبة على الشركات والضريبة على‬
‫الدخل املرصدة للجهات من ‪ % 2‬إلى ‪ %4‬في أفق بلوغ ‪ %2‬وكذا الضريبة على عقود التأمين من ‪ %14‬إلى‬
‫‪ ،%22‬إضافة إلى اعتمادات من امليزانية العامة تقدر ب ‪ 2‬مليار درهم‪ ،‬أي ما مجموعه ‪ 2,2‬مليار درهم‪،‬‬
‫مما سيمكن من تعزيز البنيات التحتية الجهوية في أفق تحقيق تنمية مجالية عادلة ومتوازنة‪.‬‬
‫منحى إيجابي لتقليل التفاوت‬
‫ومما يبعث على التفاؤل‪ ،‬أن تحليل وتيرة النمو على اليعيد املجالي‪ ،‬يبين أن الجهات ألاقل‬
‫مساهمة في الناتج الداخلي الوطني الخام هي التي تحقق اليوم مسارات نمو أكثر دينامية‪ ،‬حيث تسجل‬
‫معدالت تتجاوز معدل النمو الوطني (‪ ،)%2,1‬وهي جهة العيون‪-‬الساقية الحمراء بمعدل ‪،%11,2‬‬
‫متبوعة بجهة الداخلة‪-‬وادي الذهب (‪ )%12,2‬ودرعة‪-‬تافياللت (‪ .)%6‬كما أن كال من كلميم‪-‬واد نون‬
‫(‪ )%2,5‬وسوس‪-‬ماسة (‪ )%2,1‬ثم الشرق وبني مالل‪-‬خنيفرة (‪ %2,2‬لكل منهما) سجلت معدالت نمو‬
‫مهمة‪ ،‬وهو ما يساعد على تطور الجهات نحو منحى يقلل التفاوت فيما بينها‪ ،‬في إطار مسلسل‬
‫الاستدراك الذي انخرطت فيه الجهات ألاكثر دينامية‪.‬‬

‫‪ .2‬توجيه السياسات العمومية مبا ميكن من بروز مناذج تنموية جهوية‬


‫واعدة‬
‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫إذا كان إرساء آلاليات القانونية واملؤسساتية للجهوية يعتبر أولوية مطلقة‪ ،‬فإن تحقيق‬
‫عدالة مجالية حقيقية يمر عبر توجيه السياسات العمومية إلرساء نماذج تنموية جهوية واعدة وفق‬
‫تيور استراتيجي شمولي ومنسجم تؤطره سياسة إعداد التراب‪.‬‬
‫التصاميم الجهوية‬
‫وفي هذا الاتجاه تعمل الحكومة على مواكبة مختلف املجاالت الترابية (الجهات والاقاليم) في‬
‫بلورة وثائق التخطيط ودعم املشاريع الترابية‪ ،‬وذلك من خالل مواكبة الجهات في إعداد التياميم‬
‫الجهوية إلعداد التراب التي تعد إطارا مرجعيا يهدف إلى الوقوف على الاختالالت املجالية واقتراح‬
‫التدابير وإلاجراءات الكفيلة بتحقيق تنمية مجالية متوازنة‪ .‬وتساهم الحكومة في تمويل ومواكبة إعداد‬

‫‪5‬‬
‫هذه التياميم لتمكين الجهات من بلورة تيور شمولي لتنمية ترابية متوازنة‪ ،‬تأخذ بعين الاعتبار‬
‫التوجهات والاختيارات الوطنية في ميدان إعداد التراب‪.‬‬
‫تنمية املراكز القروية الصاعدة وتأهيل املدن الصغيرة واملتوسطة‬
‫كما سيتم‪ ،‬تفعيال ملضامين التيريح الحكومي‪ ،‬إطالق مبادرة جديدة تروم تنمية املراكز‬
‫القروية الياعدة ملا لها من دور بنيوي في هيكلة العالقة بين املجالين الحضري والقروي‪ ،‬عبر تأطير‬
‫املجاالت القروية وتحسين املشهد العمراني وتنظيم وتقريب ألانشطة والخدمات العمومية وتقوية‬
‫جاذبية النطاقات القروية املجاورة‪ .‬ويتم العمل حاليا على إعداد البرنامج الوطني للمراكز القروية‬
‫الياعدة (‪ )2221-2212‬الذي يروم تقليص ثقل وآثار الهجرة القروية وتنظيم التنمية الحضرية‬
‫والترابية وتثمين الاستثمارات واملوارد املتاحة مع العمل على تعزيز الاستثمار الخاص‪.‬‬
‫وفي إطار دعم وتحسين إلاطار املبني وتأهيل العمارة بالعالم القروي‪ ،‬سيتم‪ ،‬كما أعلن عن‬
‫ذلك في البرنامج الحكومي‪ ،‬إطالق برنامج املساعدة املعمارية لفائدة العالم القروي بتزويد الساكنة‬
‫بالتياميم املعمارية مجانا وإنجاز تياميم إعادة هيكلة الدواوير‪.‬‬
‫وباإلضافة الى املجهود العمومي املبذول على مستوى تأهيل املدن الكبرى كخيار استراتيجي‬
‫للتنمية الاقتيادية والاجتماعية باعتبارها أقطاب حاضنة ملقومات التنمية وجلب الاستثمار جهويا‬
‫ووطنيا وتقوية تنافسيتها دوليا‪ ،‬ينيب مجهود الحكومة كذلك على تنمية وتأهيل املدن اليغيرة‬
‫واملتوسطة باعتبار دورها املحوري والتكاملي بين املراكز اليغيرة واملدن الكبرى‪.‬‬
‫عقد اتفاقيات بين الدولة والجهات لتأهيل مراكز الجماعات الترابية‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تم الشروع منذ بضعة شهور في بلورة وتنزيل مقاربة جهوية لتأهيل مراكز‬
‫الجماعات الترابية عبر عقد اتفاقيات بين الدولة والجهات ويتعلق ألامر بما يلي‪:‬‬
‫تأهيل ‪ 56‬جماعة قروية بجهة درعة‪-‬تافياللت بغالف مالي قدره ‪ 622‬مليون درهم‪.‬‬
‫تأهيل مجموعة من الجماعات القروية التابعة للجهة الشرقية‪ ،‬بغالف مالي قدره ‪ 1.2‬مليار‬
‫درهم‪.‬‬
‫تأهيل ‪ 115‬جماعة ترابية قروية بجهة بني مالل‪-‬خنيفرة بغالف مالي قدره ‪ 622‬مليون درهم‪.‬‬
‫وسيتم إبرام اتفاقيات مماثلة مع الجهات املتبقية‪.‬‬
‫إرساء البنيات التحتية‬
‫وفي إطار إرساء البنية التحتية الالزمة للرفع من جاذبية وتنافسية الجهات‪ ،‬تتوفر بالدنا على‬
‫مخططات مديرية في أفق ‪ 2242-2242‬تهم مختلف البنيات التحتية للنقل‪ ،‬تمت ترجمتها إلى برامج على‬
‫املدى املتوسط والبعيد في قطاعات الطرق والطرق السيارة والسكك الحديدية واملوانئ واملطارات‬

‫‪6‬‬
‫واللوجستيك والبناء وألاشغال العمومية والخدمات‪ ،‬تهم جميع جهات اململكة وتأخذ بعين الاعتبار مبدأ‬
‫العدالة املجالية والتنمية‪.‬‬
‫في قطاع املوانئ واملطارات‬
‫فبالنسبة لقطاع املوانئ مثال‪ ،‬اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للموانئ ‪ 2030‬مقاربة جديدة‬
‫تعتمد على مفهوم القطب املينائي الذي يساعد على توزيع جهوي استراتيجي للموانئ الرئيسية ذات الدور‬
‫الهيكلي من حيث تهيئة املجال وتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية‪ ،‬وتنتظم وفق ذلك أدوار املوانئ ألاخرى‬
‫املنتمية للقطب ذاته‪ ،‬وذلك في إطار تحقيق التكامل أو التخيص‪ ،‬مما سيمكن كل جهة من جهات‬
‫اململكة من تعزيز مزاياها النسبية ومواردها وبنياتها التحتية‪ ،‬ويدفعها إلى الاستفادة من الحركية‬
‫الاقتيادية التي تحدثها املوانئ‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬تم تحديد ستة أقطاب مينائية كبرى‪:‬‬
‫‪ ‬قطب الجهة الشرقية املوجه نحو أوروبا والبحر املتوسط وخيوصا املغرب العربي‪ ،‬قطب‬
‫الشمال الغربي‪ ،‬بوابة املضيق مع طنجة؛‬
‫‪ ‬قطب القنيطرة‪-‬الدار البيضاء الذي يشمل مينائي‪ :‬املحمدية والدار البيضاء‪ ،‬في إطار نفس‬
‫املجال الحضري؛‬
‫‪ ‬قطب دكالة‪-‬عبدة‪ ،‬مركز اليناعة الثقيلة مع الجرف وأسفي؛‬
‫‪ ‬قطب سوس‪-‬تانسيفت‪ ،‬مع املركب املينائي ألكادير؛‬
‫‪ ‬وقطب موانئ الجنوب الذي يضم ثالثة موانئ رئيسية‪ :‬طانطان والعيون والداخلة‪.‬‬
‫هذا وقد شرعت الحكومة في تنزيل هذه الاستراتيجية منذ سنة ‪ ،2212‬عبر إطالق عدة‬
‫دراسات والشروع في بناء مشاريع مينائية جديدة مهمة‪ ،‬تقدر تكلفتها إلاجمالية بحوالي ‪ 60‬مليار درهم‪.‬‬
‫وفي مجال النقل الجوي‪ ،‬تعمل الحكومي على تأهيل املطارات الجهوية لتكون قادرة على‬
‫استيعاب النقل الدولي خدمة للسياحة وألانشطة الاقتيادية ألاخرى‪ .‬ويندرج في هذا إلاطار مثال توسيع‬
‫مطار فاس ومطار بوعرفة‪.‬‬
‫في القطاع الصناعي‬
‫وباملوازاة مع ذلك‪ ،‬ومن أجل تمكين كل جهة بنية تحتية مؤهلة الستقبال ألانشطة‬
‫اليناعية‪ ،‬تعمل الحكومة على إحداث منطقة حرة على ألاقل في كل جهة‪.‬‬
‫كما يتم إنجاز العديد من املشاريع املتعلقة بإحداث وإعادة تأهيل فضاءات الاستقبال‬
‫اليناعية‪ ،‬وفق توزيع جهوي يأخذ بعين الاعتبار مؤهالت واحتياجات كل جهة‪ ،‬وذلك للنهوض بمختلف‬
‫املناطق‪ .‬وهكذا تم توفير بنيات تحتية تستجيب ملتطلبات املستثمرين‪ ،‬منها املناطق الحرة لليناعات‬
‫التيديرية‪ ،‬والحضائر اليناعية املندمجة التي أحدثت في إطار امليثاق الوطني لإلقالع اليناعي لتطوير‬

‫‪7‬‬
‫املهن العاملية للمغرب‪ .‬وقد تعزز في سياق مخطط التسريع اليناعي ‪ 2222-2214‬العرض املغربي في‬
‫مجال بنيات استقبال املشاريع اليناعية‪ ،‬بتوفير وعاء عقاري أكثر تنافسية على مساحة ‪ 1222‬هكتار‪.‬‬
‫التضامن املائي‬
‫وفي إطار تفعيل التضامن بين الجهات على املستوى املائي‪ ،‬يهدف مشروع تحويل املياه‬
‫انطالقا من أحواض اللوكوس وسبو‪ ،‬التي تعرف فائضا ييعب التحكم فيه محليا‪ ،‬نحو أحواض أبي‬
‫رقراق وأم الربيع وتانسيفت التي تعرف خياصا في املاء إلى تدبير وتنمية العرض املائي لتوفير املاء‬
‫الشروب وتلبية الحاجيات من مياه السقي‪ .‬ويقدر فائض املياه املمكن تحويله ب ‪ 122‬مليون م‪.4‬‬
‫تحسين وتعميم املرافق الاجتماعية الاساسية‬
‫البنيات ألاساسية‬
‫لقد مكنت البرامج الكبرى التي خييت للعالم القروي من تحسين مؤشرات الاستفادة من‬
‫البنيات ألاساسية كما يتبين فيما يلي‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للطرق القروية‪ ،‬بلغت نسبة الولوجية ‪ %25‬سنة ‪ 2216‬مقابل ‪ %44‬سنة ‪1554‬؛‬
‫‪ ‬فيما يخص التزويد باملاء الشروب‪ ،‬بلغت النسبة نحو ‪ %52‬سنة ‪ 2212‬مقابل ‪ %44‬سنة‬
‫‪1554‬؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للكهربة القروية‪ ،‬وصلت نسبة الربط نحو ‪ %55‬سنة ‪ 2212‬مقابل ‪ %11‬سنة‬
‫‪.1552‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬يتم العمل على تكتيف املجهودات املوجهة لقطاعي التعليم والصحة‬
‫مجال التعليم‬
‫سيتم كما تعلمون تشغيل ‪ 24‬ألف أستاذ وإطار تربوي بالتعاقد‪ ،‬برسم الدخول املقبل‬
‫لتخفيف الاكتظاظ وتحسين نسبة التأطير‪ ،‬تنضاف إلى ‪ 11‬ألف التي تم تشغيلها برسم املوسم الحالي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الحية العادية التي يتم توظيفها كل سنة من خريجي املراكز الجهوية ملهن التربية‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫كما سيتم تأهيل جميع املؤسسات التعليمية والداخليات والارتقاء بالفضاءات املدرسية‬
‫وتجهيز املؤسسات التعليمية بـ ‪ 422‬ألف طاولة للتالميذ و‪ 146‬ألف مكتب للمدرسين و‪ 146‬ألف سبورة‪،‬‬
‫إضافة إلى تمكين متدربي التكوين املنهي من منحة دراسية بنفس شروط وآليات املنحة الجامعية‪،‬‬
‫وتحسين بنية الاستقبال بمؤسسات التعليم العالي بتوفير شروط العمل إلاداري والبيداغوجي املناسب‬
‫للفاعلين واملرتفقين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مجال الصحة‬
‫تم العمل على تقوية وتوسيع العرض اليحي بالوسط القروي عبر بناء وتوسيع وتجهيز‬
‫مؤسسات جديدة للرعاية الصحية ألاولية التي انتقل عددها من ‪ 1541‬خالل سنة ‪ 2211‬إلى أكثر من‬
‫‪ 2222‬سنة ‪ ،2212‬وإحداث ما يناهز ‪ 4222‬منيب جديد ملهنيي الصحة و‪ 121‬سكنا وظيفيا‬
‫للممرضين وألاطباء بالوسط القروي‪ ،‬كما تم إطالق عملية تجهيز واسعة تروم توفير جهاز سكانير لكل‬
‫إقليم‪ ،‬وجهاز التيوير بالرنين املغناطيس ي (‪ )Imagerie par résonance magnétique IRM‬لكل‬
‫مستشفى جهوي‪.‬‬
‫كما تم إحداث وتفعيل وحدات مستعجالت القرب ويبلغ عددها حاليا ‪ 52‬وحدة موزعة على‬
‫‪ 12‬جهة وتسليم ‪ 422‬سيارة إسعاف وتعزيز التكفل بالحاالت املستعجلة عبر تفعيل ‪ 4‬وحدات للنقل‬
‫املروحي (مراكش وطنجة ووجدة والعيون)؛ وتفعيل برامج سنوية للوحدات الطبية املتنقلة حيث ارتفع‬
‫عدد الزيارات امليدانية للوحدات الطبية املتنقلة من ‪ 2222‬سنة ‪ 2225‬إلى ‪ 12611‬سنة ‪.2212‬‬
‫مجال التكوين املنهي‬
‫حرصا من قطاع التكوين املنهي على مواكبة الاستراتيجيات القطاعية لبالدنا ومالءمة التكوين‬
‫لحاجيات سوق الشغل‪ ،‬تعمل الحكومة على إنجاز دراسات تعتمد على بحوث ميدانية من أجل تشخيص‬
‫الوضعية الاقتيادية لكل قطاع وتحديد الحاجيات الكمية والنوعية من الكفاءات واقتراح مخطط‬
‫للتكوين بالقطاعات املعنية مع مراعاة التكافؤ بين الجهات‪.‬‬
‫وفي هذا اليدد‪ ،‬يتم تطوير منظومة التكوين املنهي في إطار شمولي يأخذ بعين الاعتبار معطيات‬
‫الجهة وإلاقليم من الناحية الاقتيادية باعتبارها فضاء للتدريب وعامال أساسيا لتسهيل إدماج‬
‫الخريجين‪ ،‬وكذلك املعطيات الاجتماعية والتربوية لكل منطقة‪.‬‬
‫ولكونه الفاعل الوطني ألاول في مجال التكوين املنهي‪ ،‬عمل مكتب التكوين املنهي وإنعاش الشغل‬
‫على تطوير وتعزيز جهازه التكويني بهدف الاستجابة ملتطلبات القطاعات الاقتيادية من املوارد البشرية‬
‫املؤهلة مع الحرص على تغطية مجالية تشمل جميع الجهات‪ ،‬وذلك من خالل تواجد املؤسسات بما يناهز‬
‫‪ 12‬عمالة وإقليم باململكة‪.‬‬
‫ومن أجل التنزيل الجهوي ملخطط التنموي للمكتب في أفق ‪ ، 2221‬تمت لحد آلان امليادقة على‬
‫ست (‪ )6‬اتفاقيات في هذا الشأن يتم بموجهها إشراك الجهات في تعزيز الجهاز التكويني‪.‬‬
‫كما ستعمل الحكومة على تعزيز ال تمركز امليالح الخارجية للسلطة الحكومية املكلفة بالتكوين‬
‫املنهي ومالءمة تمثيلية مكتب التكوين املنهي وإنعاش الشغل مع التقطيع الجهوي الجديد بإحداث مكاتب‬
‫جهوية تابعة له)‪.(Offices Régionaux‬‬

‫‪9‬‬
‫وستتم على املدى البعيد مواكبة الجهة حت تتولى تدريجيا‪ ،‬في إطار اليالحيات الجديدة‬
‫املخولة لها‪ ،‬تحديد الحاجيات الاقتيادية والاجتماعية وتخطيط التكوين املنهي (الخرائط التوقعية‬
‫الجهوية) والتوجيه وإنجاز برامج التكوين‪ .‬ومن أجل تنسيق أفقي أفضل في مجال التكوين املنهي على‬
‫اليعيد الجهوي سيتم تعزيز التوجه نحو قطب جهوي للتربية والتكوين‪.‬‬
‫برنامج تنمية العالم القوي‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬ولتقليص الفوارق املجالية والاجتماعية بالوسط القروي‪ ،‬يتم‪ ،‬تنفيذا‬
‫للتوجيهات امللكية السامية‪ ،‬إعداد برنامج طموح لتنمية العالم القروي برسم الفترة املمتدة ما بين‬
‫‪ ،2222- 2216‬بغالف مالي يقدر ب ‪ 22‬مليار درهم‪.‬‬
‫وقد مكنت الدراسة امليدانية املنجزة بهذا الخيوص‪ ،‬والتي همت كل جهات اململكة‪ ،‬من‬
‫تحديد أزيد من ‪ 24‬ألف دوار‪ ،‬في ‪ 1.224‬جماعة تعاني من الخياص وتستلزم استثمارات للتأهيل‬
‫الاجتماعي‪.‬‬
‫ويرتكز هذا البرنامج على مبدأ إلالتقائية والتكامل في برمجة وتنفيذ املشاريع‪ .‬وقد سطرت له‬
‫ثالثة أهداف استراتيجية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬فك العزلة عن السكان باملناطق القروية والجبلية‪ ،‬من خالل إنشاء الطرق واملسالك‬
‫واملعابر‪ ،‬من أجل تحسين مستوى عيشهم وتمكينهم من الاستفادة على قدم املساواة من‬
‫الفرص واملوارد الطبيعية والاقتيادية؛‬
‫‪ ‬تعميم أو تحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات ألاساسية املتعلقة بالكهرباء‪ ،‬واملاء اليالح‬
‫الشرب‪ ،‬والصحة والتعليم؛‬
‫‪ ‬توفير الشروط الالزمة لتعزيز وتنويع القدرات الاقتيادية للمناطق القروية والجبلية‪،‬‬
‫الش يء الذي سيؤدي إلى تحسن عام في دخل وظروف عيش الساكنة‪ ،‬وبالتالي تحسين‬
‫مؤشرات التنمية البشرية في هذه املناطق‪.‬‬
‫ويتوزع الغالف املالي املرصود لهذا البرنامج (‪ 22‬مليار درهم)‪ ،‬حسب مجاالت التدخل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬بناء الطرق وفتح وتهيئة املسالك القروية واملنشئات الفنية‪ 42,4 :‬مليار درهم‪(%21( ،‬؛‬
‫‪ ‬التزويد باملاء اليالح للشرب‪ 6 :‬مليار درهم (‪(%12‬؛‬
‫‪ ‬تأهيل مؤسسات قطاع التعليم‪ 2 :‬مليار درهم‪)%12( ،‬؛‬
‫‪ ‬تأهيل قطاع الصحة‪ 1,4 :‬مليار درهم (‪)%4‬؛‬
‫‪ ‬الكهربة القروية‪ 2 :‬مليار درهم (‪.)%4‬‬
‫وسيتم تمويل هذا البرنامج من طرف ‪ 1‬شركاء حسب التركيبة املالية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املجالس الجهوية‪ 22( %42 :‬مليار درهم)؛‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ 4( %1 :‬مليار درهم)؛‬
‫‪ ‬صندوق تنمية العالم القروي واملناطق الجبلية‪ 12,2( %21 :‬مليار درهم)؛‬
‫‪ ‬وزارات الفالحة‪ ،‬التجهيز‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم واملكتب الوطني للكهرباء واملاء اليالح للشرب‪:‬‬
‫‪ 12,4( %25‬مليار درهم)‪.‬‬
‫النموذج التنموي لفائدة املناطق الجنوبية‬
‫وفي إطار تفعيل النموذج التنموي الجديد لفائدة املناطق الجنوبية‪ ،‬تم التوقيع كما تعلمون‪،‬‬
‫أمام أنظار جاللة امللك‪ ،‬خالل شهري نونبر ‪ 2212‬ويناير ‪ ،2216‬على عقود برامج لتنمية جهات كلميم‬
‫واد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب‪ ،‬من أجل إنجاز ‪ 221‬مشروعا ته ّم البنيات‬
‫التحتية واملحافظة على البيئة والتنمية الاجتماعية والتنشيط الاقتيادي ودعم التشغيل‪ .‬كما‬
‫ستستفيد هذه الجهات الثالث من مشروع الطريق السريع الرابط بين تيزنيت والعيون على طول ‪222‬‬
‫كلم وتقوية وتوسيع الطريق الوطنية رقم ‪ 1‬بين مدينتي العيون والداخلة على طول ‪ 222‬كلم‪ ،‬والذي‬
‫تبلغ كلفته إلاجمالية ‪ 1,2‬مليار درهم‪ ،‬وكذا من مشروع املنتوجات البترولية واملناجم الذي سيتم‬
‫إنجازه بغالف مالي قدره ‪ 2,66‬مليار درهم‪.‬‬
‫وختاما‪ ،‬تجدر إلاشارة إلى أن الحكومة في إطار حرصها على مواكبة السياسات العمومية‬
‫للحاجيات الحقيقية للمواطنين‪ ،‬ستقوم بعقد لقاءات ميدانية مع الجهات وألاقاليم‪ ،‬مع إعطاء‬
‫ألاولوية لتلك ألاقل تنمية‪ ،‬من أجل صياغة برامج تنموية إقليمية مشتركة ومندمجة‪ ،‬بشراكة مع‬
‫الفاعلين واملتدخلين إقليميا وجهويا‪ ،‬مع العمل على تعبئة التمويالت اللزمة ومتابعة تنفيذ هذه‬
‫املخططات عن كثب‪ ،‬إحقاقا لليالح العام وصونا لكرامة املواطن‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬والسالم عليكم ورحمته تعالى وبركاته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫جواب رئيس احلكومة الدكتور سعد الدين العثماني عن السؤال املتعلق ب‪:‬‬
‫باقي األسئلة‬
‫السياسة املنتهجة من قبل احلكومة يف جمال إدماح الشباب‬
‫جملس النواب ‪ -‬الثالثاء ‪ 22‬رمضان ‪ 22( 1441‬يونيو ‪)2212‬‬

‫السيد رئيس مجلس النواب املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة النواب املحترمون‪،‬‬
‫بداية‪ ،‬أود أن أشكركم على طرح هذا املوضوع الذي يهم فئة عريضة من املجتمع املغربي‪،‬‬
‫واملتعلق بإدماج الشباب في الحياة العامة‪.‬‬
‫كما ال يخفى‪ ،‬يمثل الشباب ثلث املجتمع‪ ،‬ويعتبر رصيدا ثمينا للوطن‪ .‬وباألرقام‪ ،‬تشكل فئة‬
‫الشباب‪ ،‬أي الفئة العمرية من ‪ 12‬إلى ‪ 44‬سنة‪ ،‬نحو ‪ %44‬من مجموع سكان املغرب سنة ‪ .2212‬كما‬
‫تمثل ‪ %46‬من الساكنة النشيطة‪ ،‬و‪ %44‬من الساكنة النشيطة املشتغلة‪.‬‬
‫وتعكس هذه إلاحيائيات حجم الانتظارات والتحديات لالستجابة ملختلف حاجيات هؤالء‬
‫الشباب على مستوى الحقوق ألاساسية في ميدان التعليم والتكوين والتشغيل والصحة ومحاربة‬
‫آلافات الاجتماعية وإدماجهم اقتياديا واجتماعيا وتربيتهم على القيم الدينية واملواطنة الحقة‬
‫وتأطيرهم على اليعيد السياس ي والجمعوي‪.‬‬
‫وقد اعتمدت بالدنا العديد من السياسات القطاعية التي تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات‬
‫املتنوعة للشباب‪ ،‬غير أن مختلف هذه التدخالت العمومية لم تنتظم في إطار سياسة مندمجة للشباب‬
‫ورؤية وتخطيط مشترك بين الفاعلين في القطاع العمومي والقطاع الخاص واملجتمع املدني‪ ،‬وذلك في‬
‫غياب إطار استراتيجي مشترك أو مؤسساتي لتنسيق سياسات الشباب على املستوى الوطني‪.‬‬
‫وقد تم تدارك هذا الوضع‪ ،‬مع دستور ‪ 2211‬الذي خص الشباب بمقتضيات وأحكام مهمة‪،‬‬
‫ونص على إحداث املجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي‪.‬‬
‫وفي إطار تنزيل الدستور‪ ،‬تم إعداد مشروع قانون رقم ‪ 15.12‬يتعلق باملجلس الاستشاري‬
‫للشباب والعمل الجمعوي وأحيل على املؤسسة التشريعية‪.‬‬
‫كما تم إعداد استراتيجية وطنية مندمجة للشباب (‪ )2222-2212‬وفق مقاربة تشاركية‬
‫وتنسيقية‪ ،‬تهدف إلى جعل الشباب في صلب السياسات العمومية وتوسيع وتعميم مشاركتهم وإدماجهم‬
‫الاقتيادي والاجتماعي والثقافي والسياس ي ببالدنا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وسأتوقف فيما يلي عند أهم التدابير التي نص عنها البرنامج الحكومي إلدماج الشباب في‬
‫الحياة العامة وما تقوم به الحكومة لتنزيل هذه التدابير‪.‬‬
‫‪ - 1‬اعتماد سياسة إرادية وناجعة موجهة لفئة الشباب‪:‬‬
‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫انطالقا من الواقع الذي استعرضته في مقدمة هذه املداخلة‪ ،‬نص البرنامج الحكومي على‬
‫مجموعة متكاملة من املشاريع وإلاجراءات التي تهدف إلى إدماج الشباب من خالل اعتماد سياسة‬
‫إرادية ناجعة موجهة لهذه الفئة‪ ،‬من خالل مدخلين أساسيين وهما تنفيذ الاستراتيجية الوطنية‬
‫املندمجة للشباب وفق مقاربة تشاركية‪ ،‬وتفعيل املجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي بعد‬
‫إتمام امليادقة على مشروع القانون رقم ‪ 15.12‬املتعلق به‪.‬‬
‫وعلى املستوى إلاجرائي‪ ،‬ركز البرنامج الحكومي على التدابير التالية‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬فيما يخص الادماج الاقتصادي‪:‬‬


‫‪ -‬تحسين منظومة التكوين من أجل مواكبة متطلبات السوق الشغل؛‬
‫‪ -‬مراجعة سياسة التحفيزات القطاعية من أجل توجيهها إلى القطاعات الواعدة على‬
‫مستوى عدد ونوعية فرص الشغل املحدثة؛‬
‫‪ -‬وضع منظومة جهوية إلنعاش التشغيل تضمن الالتقائية والتكامل بين مختلف الفاعلين‬
‫على اليعيد الترابي إلنعاش التشغيل؛‬
‫‪ -‬تقييم أداء وفعالية الوكالة الوطنية للمقاوالت اليغيرة واملتوسطة لتحسين حكامتها‬
‫ودورها في تيسير إنشاء ونمو املقاوالت اليغيرة واملتوسطة في إطار عقد‪-‬برنامج مع‬
‫الدولة؛‬
‫‪ -‬إطالق برنامج لتطوير التشغيل الذاتي للشباب في املناطق القروية عبر إصدار طلب‬
‫مشاريع موجه للشباب وتقديم دعم مالي للمشاريع املختارة ومواكبة حامليها بتكوين‬
‫إلزامي؛‬
‫‪ -‬إحداث برامج تكوين خاصة بتأهيل الشباب الحاصلين على الشهادات من إلاسهام في‬
‫التنمية القروية؛‬
‫‪ -‬إقامة فضاءات رقمية في العالم القروي لتشجيع الشباب على تطوير خدمات وأنشطة‬
‫عن بعد؛‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬الاستمرار في تفعيل وتطوير برامج استكمال تأهيل املجازين؛‬
‫‪ -‬تشجيع إنشاء مشاتل مندمجة إليواء حاملي املشاريع مع تعميم فضاءات التشغيل على‬
‫كافة املدن وإنشائها بالجامعات والجماعات الترابية؛‬
‫‪ -‬دعم ومواكبة املبادرات الشبابية للتشغيل الذاتي وإنشاء املقاوالت‪ ،‬وتفعيل مقتضيات‬
‫مرسوم اليفقات العمومية املتعلقة بتخييص ‪ %22‬للمقاوالت املتوسطة واليغرى‪.‬‬

‫ب‪ .‬على مستوى الادماج الاجتماعي للشباب‪:‬‬


‫‌‬
‫‪ -‬تأهيل وتطوير البنيات التحتية لنحو ‪ 1222‬مؤسسة لدور الشباب ومراكز التكوين‬
‫والتخييم‪ ،‬ومراكز الاستقبال والطفولة واعتماد شراكات مع الجهات املختية؛‬
‫‪ -‬مراجعة إلاطار التنظيمي الخاص بالخدمات املقدمة في مجال التخييم ودور الشباب‬
‫ومراكز التكوين املنهي النسوي وتمكين مليون طفل من الاستفادة من البرنامج الوطني‬
‫للتخييم؛‬
‫‪ -‬أجرأة وتنزيل الاستراتيجية الوطنية للرياضة وخاصة بتعزيز سياسة القرب الرياض ي‪،‬‬
‫والنهوض بالرياضة املدرسية؛ ومواكبة برامج الجامعات والجمعيات الرياضية وفق‬
‫مقاربة تشاركية وتعاقدية؛ وإرساء شراكة بين القطاعين الخاص والعام لتنمية وتدبير‬
‫البنيات التحتية الرياضية للقرب‪ ،‬بما يسمح بتعبئة تمويل مشترك لبناء وتجهيز املالعب‬
‫الرياضية للقرب؛‬
‫‪ -‬ومن أجل حماية الشباب من آفة املخدرات‪ ،‬وإضافة إلى جهود أخرى في هذا املجال‪،‬‬
‫ستعمل الحكومة على إطالق حمالت إعالمية تحسيسية وطنية للتعريف بخطورة‬
‫املخدرات وخيوصا اليلبة وحبوب الهلوسة في صفوف الشباب‪ ،‬والتعاون مع املجتمع‬
‫املدني واملراكز العاملة في هذا املجال‪.‬‬
‫ت‪ .‬فيما يخص تحسين العرض الثقافي املوجه للشباب‪:‬‬
‫‌‬
‫‪ -‬توفير البنيات الثقافية ألاساسية وتوزيعها بشكل عادل على املجال الترابي‪ ،‬وتشجيع‬
‫القراءة وإعادة الاعتبار للكتاب والحفاظ على التراث الثقافي الوطني في أبعاده املتعددة؛‬
‫‪ -‬توسيع قاعدة املسارح الوطنية ودعم املبادرات املسرحية الوطنية؛‬
‫‪ -‬تشجيع الولوج للمتاحف الوطنية والخدمات الثقافية لفائدة الطلبة والتالميذ؛‬
‫‪ -‬دعم إلانتاجات الفكرية وألادبية للمؤلفين الشباب واملساهمة في إشعاعها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬التدابري املتخذة يف جمال السياسة العمومية املوجهة للشباب‬
‫السيد الرئيس‪،‬‬
‫اعتبارا لكون السياسة العمومية املوجهة للشباب سياسة أفقية فإن لها روافد متعددة‪ ،‬من‬
‫مختلف الاستراتيجيات القطاعية‪ ،‬على أن الاستراتيجية الوطنية املندمجة للشباب تشكل إلاطار العام‬
‫لهذه السياسة العمومية‪.‬‬

‫أ‪ .‬الاستراتيجية الوطنية املندمجة للشباب (‪:)5151-5102‬‬

‫وجهة للسياسات العمومية‬ ‫تعتبر الاستراتيجية الوطنية املندمجة للشباب وثيقة مرجعية ُم ّ‬
‫ِّ‬
‫ولتدخالت وجهود باقي الفاعلين في حقل السياسة املندمجة للشباب‪ ،‬انسجاما مع التوجيهات امللكية‬
‫السامية املعبر عنها في خطاب ‪ 22‬غشت ‪.2212‬‬
‫وتهدف هذه الاستراتيجية إلى ضمان توفر الشباب املغربي على القدرات والفرص التي تؤهلهم‬
‫لالندماج التام في املجتمع وجعلهم فاعال منتجا ومؤثرا‪ ،‬من خالل تربية ذات جودة عالية‪ ،‬والولوج إلى‬
‫عمل الئق‪ ،‬وإلى خدمات صحية مالئمة وإلى املشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬ترتكز هذه الاستراتيجية على خمسة محاور أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬زيادة الفرص الاقتيادية للشباب وإنعاش تشغيلهم؛‬
‫‪ .2‬الرفع من فرص وجودة ولوج الشباب إلى الخدمات ألاساسية وتقليص الفوارق الجغرافية‪.‬‬
‫وتندرج في هذا إلاطار املجهودات املبذولة من أجل الرفع من قيمة املنح الدراسية ومن عدد‬
‫املمنوحين‪ ،‬وكذا توسيع الطاقة الاستيعابية لألحياء الجامعية العمومية وتشجيع إحداث‬
‫أحياء جامعية خاصة وتمكين الطلبة من نظام التغطية الصحية مجانا؛‬
‫‪ .4‬تعزيز املشاركة الفعالة للشباب في الحياة الاجتماعية واملدنية‪ ،‬واملشاركة في صنع القرار؛‬
‫‪ .4‬تعزيز احترام حقوق إلانسان؛‬
‫‪ .2‬تقوية ألاجهزة املؤسساتية للتواصل وإلاعالم والتقييم والحكامة‪.‬‬
‫وقد تم ترجمة ذلك إلى مجموعة من التدابير ذات ألاولوية (‪ 62‬تدبير في أفق ‪ )2216‬وأخرى‬
‫تكميلية (‪ 22‬تدبير في أفق ‪.)2222‬‬

‫‪15‬‬
‫ب‪ .‬الاستراتيجية الوطنية للتشغيل (‪ )5152-5102‬وبرامج إنعاش الشغل‪:‬‬

‫يتجلى الهدف ألاسم لالستراتيجية الوطنية للتشغيل في تطوير وخلق مناصب الشغل كما‬
‫وكيفا‪ ،‬خاصة بالنسبة للشباب وتقليص الفوارق بين الجنسين وبين املجاالت الترابية‪ .‬وقد تم تحديد‬
‫خمسة أهداف استراتيجية أساسية من أجل تشجيع دينامية خلق مناصب الشغل املنتج والالئق في‬
‫إطار رؤية مندمجة‪ .‬ويتعلق ألامر بـ ‪:‬‬
‫‪ .1‬اندماج التشغيل بشكل أفضل في السياسات املاكرو اقتيادية والقطاعية؛‬
‫‪ .2‬استجابة نظام التكوين املنهي واملستمر بشكل أفضل لحاجيات السوق؛‬
‫‪ .4‬إنعاش السياسات املشجعة لخلق املقاوالت والتشغيل الذاتي؛‬
‫‪ .4‬تحسين حكامة سوق الشغل والتشغيل؛‬
‫‪ .2‬تعزيز الاندماج الاجتماعي وإلانياف خاصة لفائدة الشباب والنساء والعمال القرويين وغير‬
‫املنظمين‪.‬‬
‫وإلى جانب هذه الاستراتيجية‪ ،‬تحظى فئة الشباب‪ ،‬خاصة حاملي الشهادات‪ ،‬بفرص لإلدماج‬
‫في سوق الشغل من خالل البرامج النشيطة للتشغيل (إدماج وتأهيل والتشغيل الذاتي)‪.‬‬
‫وقد تميزت سنة ‪ 2216‬بإدماج ‪ 22.614‬باحثا عن شغل في إطار برنامج "إدماج" وتحسين‬
‫قابلية تشغيل ‪ 16.242‬مستفيد عبر برنامج "تأهيل"‪ ،‬ومواكبة ‪ 1.524‬حامل مشروع في إطار برنامج‬
‫"التشغيل الذاتي"‪ ،‬ساهمت في خلق ‪ 141‬مقاولة صغيرة مكنت من إحداث ‪ 1.142‬منيب شغل‪.‬‬
‫كما أن برامج التشغيل بالقطاع العمومي التي أطلقتها الحكومة‪ ،‬وخاصة بقطاع التعليم‬
‫الذي سيشغل ‪ 24‬ألف شابا برسم املوسم املقبل‪ ،‬ستساهم في انعاش تشغيل الشباب‪.‬‬
‫وستحرص الحكومة على إيجاد السبل الكفيلة بتطوير برامج إنعاش اشغل وتحسين أدائها‪،‬‬
‫باإلضافة الى إجراءات تروم التشجيع على إحداث مناصب الشغل من قبيل دعم املقاوالت والجمعيات‬
‫حديثة النشأة (املحدثة خالل الفترة ما بين فاتح يناير ‪ 2212‬و‪ 41‬دجنبر ‪ )2215‬من خالل منحها‬
‫تحفيزات اجتماعية وضريبية‪ ،‬وذلك ملدة ‪ 24‬شهرا وفي حدود ‪ 2‬أجراء شريطة أن يتم التشغيل خالل‬
‫السنتين ألاولين من إلاحداث‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ت‪ .‬الاستراتيجية الوطنية للتكوين املنهي في أفق سنة ‪5150‬‬

‫ستسهر الحكومة على تفعيل الاستراتيجية الوطنية للتكوين املنهي في أفق سنة ‪ 2221‬لغرض‬
‫تكوين منهي جيد يغطي كامل التراب الوطني ويشمل الجميع ومدى الحياة لتثمين الرأسمال البشري ومن‬
‫أجل تنافسية أفضل للمقاولة وضمان إدماج سلس للشباب في النسيج الاقتيادي‪.‬‬
‫وستمكن هذه الاستراتيجية من تعزيز دور نظام التكوين املنهي ومساهمته الكبيرة في التنمية‬
‫املستدامة للمغرب وفي التماسك الاجتماعي والترابي‪ ،‬من خالل خمسة أهداف استراتيجية‪:‬‬
‫‪ .1‬ضمان الحق في التكوين املنهي والاندماج الاجتماعي والترابي؛‬
‫‪ .2‬تحسين تنافسية املقاوالت باعتبارها فاعال وفضاء مميزا للتكوين (‪ %22‬من املتدربين يتكونون‬
‫في الوسط املنهي و‪ %22‬من ألاجراء في التكوين املستمر)؛‬
‫‪ .4‬تعزيز الاندماج املنهي عبر التحسين املستمر لجودة التكوين (تحقيق معدل اندماج في أفق ‪2221‬‬
‫ييل إلى ‪ %22‬من املتخرجين)؛‬
‫‪ .4‬إدماج التعليم الرسمي والتكوين املنهي من أجل السماح للشباب بالتعبير عن ميوالتهم؛‬
‫‪ .2‬تعزيز الحكامة والسياسة العمومية للتكوين املنهي من أجل أداء أفضل‪.‬‬
‫ولقد تمت برمجة استفادة ‪ 2‬مليون مستفيد سواء من التكوين ألاساس ي أو التكوين املستمر في‬
‫أفق ‪ ،2221‬وسيتم إحداث ‪ 124‬مؤسسة تكوينية جديدة من ضمنها ‪ 122‬بمكتب التكوين املنهي وإنعاش‬
‫الشغل‪ ،‬بمعدل ‪ 24‬مؤسسة سنويا‪ ،‬منها ‪ 22‬متخيية موجهة للقطاعات الواعدة ‪.‬‬
‫ويهم تطوير جهاز تكوين املكتب‪ ،‬مجال التكوين ألاساس ي الذي من املنتظر أن يمد سوق الشغل‬
‫بما يفوق ‪ 2‬مليون شابة وشاب في أفق ‪.2221‬‬
‫ومن أجل تشجيع الشباب على التوجه نحو التكوين املنهي‪ ،‬ستمكن الحكومة حاملي شهادة‬
‫البكالوريا املتوجهين للتكوين املنهي من الاستفادة من املنح الدراسية وفق نفس الشروط وإلاجراءات‬
‫املتبعة في التعليم العالي‪.‬‬

‫ث‪ .‬املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬

‫لقد ساهمت املبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل ملموس في عملية إدماج الشباب‪ ،‬حيث‬
‫استفاد من تدخالت املبادرة في مجال التنشيط السوسيو ثقافي والرياض ي حوالي ‪ 1,4‬مليون شاب من‬
‫خالل إنجاز ‪ 2.544‬مشروع يتعلق ببناء وتأهيل وتجهيز مراكز متعددة الوظائف التابعة لألحياء ومراكز‬

‫‪17‬‬
‫الشباب واملكتبات واملراكز الثقافية والفضاءات الجمعوية‪ ،‬وبناء وتطوير املرافق الرياضية وخاصة‬
‫مالعب القرب‪ ،‬باإلضافة إلى تكوين الشباب في مهن الرياضة‪ .‬وقد تطلبت هذه املشاريع وإلاجراءات‬
‫استثمارات ناهزت ‪ 4,1‬مليار درهم‪ ،‬ساهمت فيها املبادرة الوطنية ب ‪.%22‬‬
‫كما تساهم املبادرة الوطنية بمعية الشركاء املعنيين في تحقيق أهداف التنمية املستدامة‪،‬‬
‫بما في ذلك تعزيز إلادماج الاقتيادي والاجتماعي للشباب وتسهيل الولوج إلى الخدمات والبنية التحتية‬
‫ألاساسية والحد من الفوارق املجالية والاجتماعية وتعزيز تمثيلية الشباب داخل هيئات القرار‬
‫باإلضافة إلى تلبية احتياجات الساكنة الفقيرة والهشة‪.‬‬

‫ج‪ .‬إسهام رؤية إصالح العليم في تأهيل الشباب وتوفير تدارب ميدانية‪:‬‬

‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬سيساهم تنفيذ الرؤية الاستراتيجية إلصالح التعليم ‪ 2242-2212‬بشكل‬
‫ملموس في تأهيل الشباب وألاطفال من أجل إدماج ناجح وسلس في الحياة العامة‪.‬‬
‫كما ستقوم الحكومة بإطالق برنامج طموح لتشجيع استفادة الشباب من حاملي الشهادات‬
‫من تدارب ميدانية بالقطاعين العام والخاص‪ ،‬من خالل إحداث نظام تدريب لدى إلادارات واملؤسسات‬
‫العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬وإقرار تحفيزات للمقاوالت لتخييص تدارب لفائدة خريجي الجامعات‬
‫واملعاهد ومراكز التكوين املنهي‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬والسالم عليكم ورحمته تعالى وبركاته‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like