You are on page 1of 26

‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................

‬عدنان أبو الهيجاء‬


‫‪.‬‬

‫المقدرة التنافسية للصناعات الصغيرة الردنية‬


‫تاريخ قبوله للنشر‪19/12/2004 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪30/3/2004 :‬م‬

‫عدنان فضل أبو الهيجاء*‬

‫ملخص‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على المقدرة التنافسية لقطاعات الصناعات الصغيرة في‬
‫الردن‪ ،‬وبيان أهم محدداتها مثل الكفاءة النتاجية وتكنولوجيا النتاج‪ ،‬وتحليل دور متوسط‬
‫حجم المؤسسة النتاجية في ذلك‪ .‬وتطرح هذه الدراسة مجموعة من الفرضيات من أهمها أن‬
‫أداء قطاعات الصناعات الصغيرة التنافسي يتصف بالضعف النسبي مقارنة بالقطاعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬والذي يمكن عزوه جزئيا إلى ضعف نسبي في كفاءة استخدام مدخلت النتاج‪.‬‬
‫وقد اعتمدت الدراسة معيار عدد العمال أساس ا في تصنيف الحجم؛ حيث تتعد القطاعات‬
‫الصناعية التي توظف منشآتها بشكل متوسط أقل من عشرين عاملا بالقطاعات الصغيرة‪.‬‬
‫وجدت هذه الدراسة بالستناد إلى بيانات دائرة الحصاءات العامة الواردة في نشرات "مسح‬
‫الصناعة" للفترة )‪ (2004-2002‬أن أداء قطاعات الصناعات الصغيرة التنافسي والنتاجي‬
‫يتصف بالضعف النسبي مقارنة بأداء الصناعات الكبيرة‪ ،‬وأن تحقيق المزيد من الكفاءة‬
‫النتاجية يرتبط إيجابي ا بمتوسط حجم المنشأة الصناعية‪.‬‬
‫ووجدت الدراسة أيضا أن الداء التصديري لقطاعات الصناعات الصغيرة كان أكثر‬
‫استجابة لمتغير حجم المنشأة وللمنافسة على أساس التكلفة وللنفاق على الضافات‬
‫والتحسينات مقارنة بما هو متحقق في الصناعات الكبيرة‪.‬‬
‫وتوصصصي هصصذه الد ارسصصة مصصن أجصصل تحسصصين إنتاجيصصة المنشصصآت الصصصغيرة ورفصصع أدائهصصا التنافسصصي‬
‫توسصصيع الب ارمصصج التدريبيصصة الفنيصصة والداريصصة المقدمصصة لهصصا‪ ،‬وربطهصصا بأنظمصصة اتصصصال مصصع نظرائهصصا فصصي‬
‫العص صصالم وبشص صصبكات توزيص صصع أكص صصثر تطص صصو ار ووضص صصوح ا تمكنهص صصا مص صصن الوصص صصول إلص صصى ش ص صريحة أكص صصبر مص صصن‬
‫البيت‪industries relative to large-scale.‬‬ ‫الجنبية‪.‬‬
‫جامعة آل‬
‫‪industries,‬‬ ‫قسمالسواق‬
‫القتصاد‪،‬‬
‫‪by identifying‬‬ ‫‪the‬في‬
‫المحتملين‬
‫المصارف‪/‬‬ ‫المستهلكين و‬
‫* أستاذ مساعد للقتصاد والمالية‪ ،‬قسم‪ of‬التمويل‬
‫‪determinants‬‬
‫‪the competitive performance and by following up their effects. It hypothesizes‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪that small-scale industries are performing poorly at international markets‬‬
‫‪relative‬‬
‫‪Thistostudy‬‬
‫‪that aims‬‬
‫‪of large-scale‬‬ ‫‪industries,‬‬
‫‪at analyzing‬‬ ‫‪which could partially‬‬
‫‪the competitiveness‬‬ ‫‪be attributed‬‬
‫‪of Jordanian‬‬ ‫‪small-scale‬‬ ‫‪to‬‬
‫‪their relative inefficient use of production inputs. Small-scale industries are‬‬
‫‪referred by this study to those manufacturing sectors in which the average‬‬
‫‪firm employs less than twenty employees.‬‬
‫‪Referring to the published data issued by the Department of Statistics, it is‬‬
‫‪found that small-scale industries are relatively less competitive at domestic‬‬
‫‪and international markets, and they are less productive than 39‬‬ ‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪.2007 ،2‬‬
‫‪large-scale‬‬
‫‪industries. It is found also that the export performance of small-scale‬‬
‫‪industries are more sensitive to the factors pertinent to the firm size and to‬‬
‫‪price -and nonprice-based competition.‬‬
‫‪This study recommends expanding the training programmes provided to‬‬
‫‪the employees of small industries, and creating communication channels with‬‬
‫‪counterpart producers abroad, as well as enabling small producers to have a‬‬
‫‪better access to potential consumers at international markets by facilitating‬‬
‫‪their links with more developed international distribution networks.‬‬
‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على ماهية العلقة التي تربط متوسط حجم المؤسسة‬
‫النتاجية في قطاعات الصناعات التحويلية بالمقدرة التنافسية على المستويين المحلي‬
‫والعالمي‪.‬‬
‫وتأتي أهمية هذه الدراسة من خلل التحديات التي تواجه الصناعات التحويلية الردنية‬
‫بشكل عام والصناعات الصغيرة بشكل خاص نتيجة العولمة والنفتاح القتصادي‪ ،‬وأثر ذلك‬
‫في قدرة تلك الصناعات على مواجهة المنافسة في أسواقها المحلية والجنبية‪ .‬ولهذه القدرة‬
‫انعكاسات هامة على دورها الحيوي في تخفيف مشكلتي البطالة والفقر‪.‬‬
‫تتلخص المشكلة الرئيسة للدراسة في محاولة الكشف عن مظاهر المقدرة التنافسية‬
‫ومحددداتها في قطاعات الصناعات الصغيرة في الردن بالمقارنة مع الصناعات الكبيرة‪ .‬وتركز‬
‫في هذا المجال على العلقة التي تربط الداء التنافسي بالداء النتاجي‪ ،‬وتحديد دور متوسط‬
‫حجم المنشأة وبعصض المتغيرات الخرى ذات العلقصة بالكفاءة النتاجيصة‬
‫وتكنولوجيا النتاج والمقدرة التجارية على الداء التنافسي والتصديري‪.‬‬

‫وفي ظل غياب معيار موحد لتعريف الصناعات الصغيرة وعدم توفر البيانات التفصيلية‬
‫عنها؛ تسعى هذه الدراسة إلى اعتماد معيار للحجم يتناسب وطبيعة القطاع الصناعي الردني‬
‫وبشكل يخدم أهدافها‪ ،‬واعتماد منهجية جديدة للتغلب على نقص البيانات‪.‬‬

‫تبدأ هذه الدراسة بالتحليل النظري وصياغة الفرضيات وتحديد منهجية معالجة البيانات‪،‬‬
‫ثم النتقال إلى مناقشة النتائج واختبار الفرضيات‪ .‬وأخي ار سيتم تلخيص أهم النتائج‬
‫والستنتاجات والشارة إلى بعض التوصيات‪.‬‬

‫‪ -1‬التحليل النظري‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪40 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪ 1-1‬المقدرة التنافسية ومحدداتها‪:‬‬


‫إن مفهصصوم "المقصصدرة التنافسصصية ‪ "Competitiveness‬يس تخدم فصصي الدبيصصات القتصصصادية‬
‫للدللة على الداء النسبي للنشطة الفاعلة في اقتصاد ما في مواجهة المنافسة العالمية‪.‬‬

‫وهذا التعريف ل يعني مجرد قدرة بلد ما أو قطاعاته النتاجية على تحقيق مبيعات أعلى‬
‫فصصي السص صواق العالميصصة‪ ،‬لن مثصصل ذلصصك يمكصصن تحقيقصصه بتخفيصصض الجصصور والربصصاح‪ ،‬أو بتخفيصصض‬
‫سعر الصرف‪ ،‬إوانما يعني أيض ا قدرة القطاعات النتاجية )أو المؤسسات الفاعلة( في تحريك‬
‫المص ص ص صوارد النتاجيص ص صصة ومنهص ص صصا العناصص ص صصر المنتجص ص صصة داخلي ص ص ص ا ) ‪(Endogenous Factors‬‬
‫كرأس المال المادي والبشصصري ‪ -‬نحصصو السصصتخدامات الكصصثر كفصاءة باسصتخدام السصاليب النتاجيصة‬
‫الحديثة)‪.(1‬‬

‫وتعتبر الكفاءة النتاجية من أهم ما يحدد المقدرة التنافسية لبلد ما أو لقطاع إنتاجي‬
‫معين‪ ،‬وذلك لن إدامة حصص المؤسسات أو القطاعات النتاجية في السواق العالمية‬
‫يتطلب على المدى الطويل تقديم السلع المتجانسة بأسعار تنافسية‪ .‬وذلك ل يتحقق في‬
‫المدى الطويل إل برفع إنتاجية عناصر النتاج للتعويض عن رفع الجور اللزمة لتحسين‬
‫مستوى المعيشة للفراد‪ ،‬وهذا ما أكده بورتر )‪ (Porter‬في العديد‬
‫من كتاباته)‪.(2‬‬

‫وبنااء على ما تقدم‪ ،‬يمكن القول بأن المقدرة التنافسية ترتبط بقدرة القتصاد بمؤسساته‬
‫الفاعلة على تحقيق معدلت نمو في النتاج تنجم عن تحقيق الكفاءة التوزيعية في الموارد من‬
‫ناحية‪ ،‬ورفع النتاجية الفنية من ناحية أخرى‪ ،‬وكل ذلك يرتبط في المدى الطويل بتحسين‬
‫المستوى التكنولوجي في النتاج‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فالمنافسة العالمية ل تقتصر على تقديم السلع بأسعار منخفضة‪ ،‬لن مثل‬
‫ذلك ل يصح إل للسلع المتجانسة أو المتشابهة‪ ،‬لكن المنافسة العالمية في أغلبها تشمل تقديم‬
‫السلع بجودة أعلى ومحتوى تكنولوجي أكثر تعقيداا‪ .‬وهذا المر يجعل المؤسسات النتاجية‬
‫تبحث دوم ا عن وسائل إنتاجية جديدة‪ ،‬وذلك ببذل الجهود من أجل البتكار والتجديد‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪41 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫إن مثل هذه الجهود تؤدي إلى رفع الكفاءة النتاجية ليس للمؤسسات صاحبة المبادرة في‬
‫البتكار والتجديد وحسب‪ ،‬إنما لجميع المؤسسات النتاجية الخرى بما ييعرف بص "الثار‬
‫الناجمة عن النتشار ‪ ،"Spill-Over Effects‬والمقصود هنا انتشار المعرفة كص "آثار خارجية‬
‫إيجابية ‪.(3)"Positive External Effects‬‬

‫إن استم اررية الجهود البداعية ستؤدي حتما إلى إحداث معدلت نمو موجبة في المستوى‬
‫التكنولوجي‪ ،‬والتوظيف والدخل‪ ،‬ويرفع بالتالي من مستوى الرفاه الجتماعي‪.‬‬

‫والتطور التكنولوجي الناشئ عن أعمال البحث والتطوير التي تقوم بها المؤسسات‬
‫النتاجية مباشرة أو الناشئ عن الثار الخارجية اليجابية التية من البلد نفسه أو‬
‫عبر الحدود تعتبر أيضا من المحددات الرئيسة للمقدرة التنافسية الديناميكية‬
‫"‪ ،(4)"Dynamic Competitiveness‬وذلك لن التطور التكنولوجي ل يرفع من إنتاجية‬
‫عناصر النتاج فحسب‪ ،‬بل يغير من البنية النتاجية للقتصاد بتوجيه العناصر‬
‫النتاجية ‪ -‬والتي تستفيد أيض ا من هذا التطور‪ -‬نحو إنتاج سلع مبتكرة أو تحسين جودة‬
‫ومحتوى السلع القائمة‪ .‬وهذا يفسح المجال لنتاج "سلع متنوعة أو متميزة ‪Differentiated‬‬
‫‪ ،"Products‬فيقود إلى البتعاد عن مفهوم السلع المتجانسة ونظرية السعر الواحد)‪.(5‬‬

‫والمؤسسات النتاجية التي تقصصوم بإنتصصاج السصصلع المتطابقصة أو المتشصابهة قصد تتمتصع بصدرجات‬
‫متفاوت ص ص صصة م ص ص صصن المق ص ص صصدرة الس ص ص صصوقية تبعص ص ص ص ا لم ص ص صصدى قربه ص ص صصا أو بع ص ص صصدها النس ص ص صصبي ع ص ص صصن م ص ص صصا ييس ص ص صصمى‬
‫بص "حد النتاج الممكن ‪ ،"Potential Production Frontier‬الذي يرتفع باستمرار نتيجة التقدم‬
‫التكنولصصوجي‪ ،‬فالمؤسسصصة القصصرب لهصصذا الحصصد المتغيصصر تيعصصد الكصصثر كفصصاءة وتسصصتطيع بصصذلك المنافسصصة‬
‫بقوة أكبر وتحقيق هامش ربحي أعلى "‪.(6)"High Price-Cost Markup‬‬

‫إن تحديد مدى قرب أو بعد المؤسسة النتاجية عن "حد النتاج الممكن" والمتحرك يعتمد‬
‫علصصى كفصصاءة المؤسسصصة علصصى المسصصتويين الداري والنتصصاجي‪ ،‬وعلصصى قصصدرة تلصصك المؤسسصصة فصصي خلصصق‬
‫واستيعابها وسائل إنتاجية جديدة‪.‬‬

‫وركزت النظريات الحديثة في التجارة الدولية على البعد الديناميكي في إبراز دور عناصر‬
‫النتصاج المنتجصة داخلي ا علصى النمصاط التنافسية المتحركصة تبعص ا للتطصور التكنولصوجي الفقصي )مصن‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪42 .2007 ،2‬‬
‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫حيث العدد( والعمصصودي )مصن حيصصث النوعيصة( فصي إنتصاج السصلع والمصصدخلت ال أرسصصمالية وفصي ت اركصصم‬
‫رأس المال البشري)‪.(7‬‬

‫فالبلدان التي تتمتع بوفرة نسبية أكبر في رأس المال البشري وتستند في الوقت نفسه إلى‬
‫"حوض كبير" من المعرفة الفنية المتراكمة ستكون القدر ‪ -‬حسب تلك النظريات – على تحقيق‬
‫النجاح في المنافسة العالمية في السلع ذات المحتوى التكنولوجي الكثر تعقيداا‪ ،‬وهذا ييمككن تلك‬
‫البلدان من زيادة التراكم المعرفي لديها وتحقيق معدلت نمو أعلى في المجال التكنولوجي‪،‬‬
‫مما ينعكس باليجاب على معدلت النمو في النتاج والدخل‪ .‬المر الذي يمدكن مثل تلك‬
‫البلدان من زيادة حصص مؤسساتها النتاجية في السواق العالمية على الرغم من ارتفاع‬
‫تكلفة عناصر النتاج وبخاصة أجور العاملين‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬نستنتج أن المقدرة التنافسية لبلد ما أو لقطاعاته النتاجية تتحدد في‪:‬‬
‫أولل ‪ :‬القدرة على النجاح في السواق العالمية ومن ضمنها السواق المحلية‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬القدرة على تحريك عناصر النتاج نحو القطاعات الكثر كفاءة‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬القدرة على خلق إواحداث التراكم في المعرفة الفنية ورأس المال البشري‪.‬‬
‫‪ 1-2‬تعريف الصناعات الصغيرة وواقعها في الردن‪:‬‬
‫‪ 1-2-1‬تعريف الصناعات الصغيرة‪:‬‬
‫يسصصتخدم مصصصطلح الصصصناعات الصصصغيرة للشصصارة إلصصى الصصصناعات الصصتي يتصصم النتصصاج فيهصصا‬
‫بواسطة مؤسسات )منشآت( صغيرة الحجم نسبي ا بالمقارنة مع مثيلتها من المؤسسات الكصصبيرة‪،‬‬
‫وحيصث إن معيصار الحجصم هصو معيصار نسصبي‪ ،‬فمصن الصصعب إيجصاد تصصنيف موضصوعي ودقيصق يتصم‬
‫بموجبه تحديد أي من المؤسسات تعد كبيرة وأيها تعد صغيرة‪ .‬ولذلك اختلف الباحثون وصانعو‬
‫السياسة القتصادية في تحديد معيار حجم الصناعة وتباينت الراء حول ذلك)‪.(8‬‬
‫إن المؤسسصصات الصصصناعية الصصتي يتصصم اعتبارهصصا صصصغيرة فصصي بعصصض البلصصدان أو حسصصب بعصصض‬
‫الد ارسصصات تكصصون فصصي بلصصدان أخصصرى أو وفصصق د ارسصصات أخصصرى متوسصصطة أو كصصبيرة الحجصصم‪ ،‬لن ذلصصك‬
‫يعتمصصد علصصى درجصة التنميصة السصائدة فصي تلصك البلصدان واختيصار المتغيصرات الخاصصصة بصالحجم‪ ،‬ناهيصك‬
‫عن طبيعة الدراسة وهدفها والتقدير الشخصي للباحث‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪43 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫فالبلصصدان الواقعصصة علصصى درجصصات متقدمصصة علصصى سصصلم التنميصصة تتصصصف بارتفصصاع متوسصصط دخصصل‬
‫سصصكانها‪ ،‬وبدرجصصة متطصصورة مصصن النظمصصة النتاجيصصة والتسصصويقية‪ ،‬وبتصوافر بنصصى تحتيصصة متطصصورة‪ ،‬وهصصذا‬
‫يصصوفر البيئصصة المناسصصبة لعمصصل المؤسسصصات الصصصناعية الكصصبيرة للسصصتفادة مصصن وف صصورات الحجصصم فصصي‬
‫النت صصاج التسصصويق‪ ،‬وأنشصصطة البحصصث والتطصصوير‪ .‬أم صصا ف صصي البل صصدان الناميصصة‪ ،‬فصصإن محدوديصصة الصصدخل‬
‫وضصصعف النظمصصة النتاجيصصة والتسصصويقية‪ ،‬والفتقصصار للبنصصى التحتيصصة المتطصصورة تشصصكل بيئصصة مناسصصبة‬
‫لعمل المؤسسات الصناعية الصغيرة)‪.(9‬‬
‫وجدت العدد من الدراسات أن هناك علقة عكسية بين درجة التنمية التي تعيشها البلدان‬
‫المختلفة ومدى هيمنة المؤسسات الصغيرة على النتاج)‪.(10‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فقد اختلف الباحثون أيضا في تحديد المتغيرات التي يتم على أساسها‬
‫تحديصصد حجصصم المؤسسصصة النتاجيصصة‪ ،‬ففصصي حيصصن نجصصد بعضصصهم يسصصتخدم معيصصار عصصدد العمصصال أو رأس‬
‫المصصال‪ ،‬نجصصد بعضصصهم الخصصر يسصصتخدم معيصصار القيمصصة المضصصافة أو حجصصم النتصصاج‪ ،‬أو غيرهصصا مصصن‬
‫المتغيرات مثل الكثافة في استخدام عنصر العمل أو الطاقة المستخدمة أو طبيعة‬

‫الدارة ومدى استقلليتها عن المالكين)‪.(11‬‬


‫ولكل معيار من هذه المعصايير م ازيصاه وعيصوبه الخاصصة‪ .‬فمعيصار عصدد العمصال‪ ،‬علصى سصبيل‬
‫المثال‪ ،‬وهو الكثر شيوع ا ل يعكس مدى تأهيصل وكفصاءة المسصصتخدمين‪ ،‬بينمصصا معيصصار رأس المصال‬
‫يعتبر القل استخداما بسبب صعوبة قياسه خصوصا للمنشآت الصغيرة‪.‬‬

‫أما في الردن‪ ،‬فاعتادت دائرة الحصاءات العامة تسمية المنشآت الصناعية التي تشغل‬
‫)‪ (4‬عمال فأقل بالمنشآت الصغيرة‪ ،‬وعدا ذلك تكون منشآت كبيرة‪.‬‬

‫إن مثصصل ذلصصك التصصصنيف قصصد يصصصلح للتفريصصق مصصا بيصصن الصصورش الحرفيصصة وغيرهصصا مصصن المنشصصآت‬
‫الص صصناعية‪ ،‬لكن صصه أق صصل تم صصثيلا للدلل صصة عل صصى حج صصم المنش صصآت الص صصغيرة العامل صصة ف صصي الص صصناعات‬
‫التحويلية‪.‬‬
‫واعتبرت العديد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع في الردن المنشآت التي تشغل‬
‫أقل من )‪ (20‬عاملا منشآت صغيرة)‪ ،(12‬بينما رفعت بعضها هذا الحد الفاصل ليصل إلى )‪2‬‬
‫‪ (5‬عاملا والبعض الخر خفضه ليصل إلى عشرة عمال)‪.(13‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪44 .2007 ،2‬‬
‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫وانسجاما مع العديد من الدراسات السابقة‪ ،‬سنعتمد في هذه الدراسة معيار عدد العمال في‬
‫تصصنيف حجصم الصصناعة والشصصارة إلصصى المنشصآت الصصصغيرة بتلصصك الصتي تشصصغل مصصن )‪ (1‬إلصصى )‪(19‬‬
‫ل‪.‬‬
‫عام ا‬

‫‪ 1-2-2‬واقع قطاع الصناعات الصغيرة في الردن‪:‬‬


‫اسصتنادا إلصصى أحصدث بيانصصات متصوافرة عصن عصصدد المنشصآت فصصي قطاعصات الصصناعات التحويليصة‬
‫والواردة في نشرة "المسح الصناعي" لعام ‪ ،2000‬والصادرة عن دائرة الحصصاءات العامصة‪ ،‬فإنه‬
‫يوجد في المملكة الردنية الهاشمية ‪ 18250‬منشأة)‪.(14‬‬

‫وبحسصصب إحصصصائيات عصصام ‪ ،2002‬فصصإن القيمصصة المضصصافة لمجمصصل المنشصصآت العاملصصة فصصي‬
‫قطاعصصات الصصصناعات التحويليصصة تبلصصغ ‪ 1117‬مليصصون دينصصار)‪ ،(15‬وهصصذا يشصصكل مصصا نسصصبته ‪%16.8‬‬
‫من الناتج المحلي الجمالي للعام نفسه)‪.(16‬‬

‫ل‪ ،‬حسب بيانات‬


‫وتشكل المنشآت الصناعية الصغيرة‪ ،‬والتي تشغل ما بين )‪ (19-1‬عام ا‬

‫الحاس صصب الل صصي ل صصدائرة الحص صصاءات العام صصة للع صصام ‪ ،2002‬م صصا نس صصبته ‪ %96.7‬م صصن إجم صصالي‬
‫المنشآت الصناعية‪.‬‬

‫ووفقص ا لد ارسصصة غرفصصة صصصناعة عمصصان لواقصصع الصصصناعات الصصصغيرة والمتوسصصطة والمسصصجلة بهصصا‬
‫للعام ‪ ،1999‬فإن ‪ %94‬من المنشصآت الصصناعية تشصصغل أقصل مصن عشصرة عمصصال وأن ‪ %99‬مصن‬
‫المنشآت تشغل أقل من )‪ (100‬عامل)‪.(17‬‬

‫وبحسب البيانات المتوافرة لدى غرفة صناعة عمان للمنشآت المسجلة بها للعام ‪،2004‬‬
‫فإن حوالي نصف المنشآت الصناعية الصغيرة ‪ -‬بحسب معيصصار هصصذه الد ارسصصة ‪ -‬تعمصصل ب أرسصصمال‬
‫يقصصل عصصن خمسصصة آلف دينصصار‪ ،‬وأن حصوالي ‪ %87‬مصصن مجمصصل المنشصصآت الصصصناعية الصصصغيرة يقصصل‬
‫أرسصمالها عصصن )‪ (50‬ألصف دينصار‪ .‬ويصتركز نشصاط معظصصم المنشصآت الصصناعية الصصصغيرة فصي قطصاع‬
‫الص صصناعات الهندس صصية )بواق صصع ‪ %33‬م صصن الع صصدد الجم صصالي للمنش صصآت الص صصغيرة( وف صصي ص صصناعة‬
‫الثص ص صصاث وفص ص صصي الصص ص صصناعات النشص ص صصائية بواقص ص صصع ‪ %23‬و ‪ %11‬مص ص صصن العص ص صصدد الجمص ص صصالي‪ ،‬وعلص ص صصى‬
‫التوالي)‪.(18‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪45 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫وتشصير بيانصات دائصرة الحصصاءات العامصة أن معظصم المنشصآت الصصناعية الصصغيرة )والصصتي‬
‫ل( تتمركز فصي محافظصة العاصصصمة )بواقصصع ‪ %49‬مصن العصصدد الجمصالي(‪ ،‬ثصم‬
‫تشغل ‪ 19 - 1‬عام ا‬
‫فصصي محصصافظتي إربصصد والزرقصصاء بواقصصع ‪ %19‬و ‪ ،%14‬وعلصصى التصوالي)‪ .(19‬وهصصذا الصصتركز الجغ ارفصصي‬
‫ينسجم والتوزيع الجغرافي للسكان مصن جهصصة‪ ،‬ومصع تصوافر الخصدمات وعناصصر النتصصاج وخصوصصا‬
‫الكفاءات البشرية من جهة أخرى‪.‬‬

‫وأظهصصرت العديصصد مصصن الد ارسصصات الميدانيصصة العديصصد مصصن المشصصكلت والعوائصصق الصصتي تص صواجه‬
‫المنش صصآت الص صصناعية الص صصغيرة‪ ،‬وم صصن أهمه صصا‪ :‬ص صصعوبة الحص صصول عل صصى التس صصهيلت الئتماني صصة‪،‬‬
‫ونقص الخصبرات الكافيصة فصصي مجصالي الدارة والتسصويق‪ ،‬وصصصعوبة الحصصصول علصصى اليصدي العاملصة‬
‫المتخصصصصة أو ضصصعف القصصدرة علصصى الحتفصصاظ بهصصا‪ ،‬وضصصعف المنافسصصة فصصي الس صواق الخارجيصصة‬
‫سواء في الجودة أم في السعر)‪.(20‬‬

‫‪ 1-3‬محددات المقدرة التنافسية للصناعات الصغيرة‪:‬‬


‫أولل‪ :‬حجم النشاط والكفاءة النتاجية‪:‬‬
‫إن كبر حجم المنشأة الصناعية يكسبها بعض المزايا المتعلقة بالتكاليف‬
‫)‪ (Cost Advantages‬بسبب الوفورات التي يمكن تحقيقها في مجالت النتاج وخصوص ا‬
‫عند وجود عناصر إنتاجية ثابتة في المدى الطويل‪ ،‬وفي المشتريات الكبيرة من المواد الولية‬
‫والمصحوبة عادة بالخصومات التجارية‪ ،‬وفي تكاليف أنشطة البيع والتسويق وعمليات البحث‬
‫والتطوير‪ .‬وتكسب مثل هذه الوفورات المنشآت الصناعية الكبيرة مزايا تنافسية في السعر ل‬
‫تتحقق لمنافسيها من المنشآت الصغيرة‪.‬‬
‫ومن حيث الكفاءة الفنية )‪ ،(Technical Efficiency‬فإن المنشآت الكبيرة تتمتع بقدرة‬
‫أكبر على اجتذاب والحتفاظ بذوي الكفاءات العالية في المجالين الداري والفني بسبب سلم‬
‫أجورها المرتفع نسبيا مقارنة بالمنشآت الصغيرة‪ ،‬مما يمكنها من تحقيق مستويات أعلى‬
‫لنتاجية عناصر النتاج‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪46 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫بالضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن كبر حجم المنشأة يتيح لها الستفادة من تقسيم أوضح للعمل‪،‬‬
‫فيزيد من إنتاجية العاملين فيها‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬يمكن القول بأن المنشآت الصغيرة غالب ا ما تكون أقل حظ ا من منافسيها الكبار في‬
‫محاولة الوصول إلى حد النتاج الممكن )‪ (Potential Production Frontier‬وتحقيق‬
‫الكفاءة الفنية باستخدام تركيبة العناصر النتاجية المناسبة‪.‬‬
‫أما من حيث الكفاءة التوزيعية )‪ ،(Allocative Efficiency‬فإن المنشآت الصناعية‬
‫الصغيرة التي تستخدم في العادة تقنيات إنتاجية ذات كثافة عمالية ‪ -‬كما هو الحال في الدول‬
‫النامية ‪ -‬تعد أقرب لتحقيق الكفاءة التوزيعية من مثيلتها من المنشآت الكبيرة ذات الكثافة‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وذلك لن البلدان النامية تتصف بالوفرة النسبية لعنصر العمل‪ ،‬والذي يجعل من‬
‫سعره منخفض ا نسبياا‪.‬‬
‫وتظهر الدراسات السابقة والمتوافرة حول موضوع الكفاءة النتاجية النسبية للصناعات‬
‫الصغيرة نتائج متباينة وخصوص ا تلك المتعلقة بالكفاءة الفنية‪ ،‬لكن العديد من الدراسات أكدت‬
‫استفادة المنشآت الكبيرة من وفورات الحجم الكبير في النتاج والتسويق وأنشطة البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬وتعزز بذلك من مقدراتها التنافسية في أسواق بلدانها المحلية وفي السواق‬
‫العالمية)‪.(21‬‬

‫ثانيلا‪ :‬التكنولوجيا‪:‬‬
‫تتطلب المنافسة في السواق المحلية والعالمية سواء في السعر أم في جودة السلع‬
‫ومحتواها التكنولوجي الستمرار ببذل الجهود لتحسين وتطوير التقنيات النتاجية للمنشأة‬
‫الصناعية لبقاء إنتاجية عناصر إنتاجها في مستوى مرتفع يمكنها من الستمرار في البقاء‪،‬‬
‫وهذا يتطلب توجيه بعض استثمارات المنشأة نحو أنشطة البحث والتطوير)‪ .(22‬إل أن اهتمام‬
‫المنشآت الصناعية الصغيرة بالنفاق على أنشطة البحث والتطوير يعد محدوداا‪ .‬ويعود ذلك‬
‫إلى ضعف ميزانيات تلك المنشآت من جهة‪ ،‬ولن الرباح المتأتية من مثل تلك النشطة غير‬
‫مؤكدة وتحتاج إلى أفق تجاري بعيد المد من جهة أخرى‪ .‬كما أن اهتمام المؤسسات‬
‫الصناعية في البلدان النامية بأعمال البحث والتطوير أقل من ذلك في البلدان المتقدمة)‪.(23‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪47 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن استخدام المنشآت الصناعية الصغيرة لتقنيات عمالية تقدلل من‬
‫فرصها في الستفادة من التقدم التكنولوجي المتجسد في المدخلت الرأسمالية كاللت والسلع‬
‫الرأسمالية الوسيطة‪ ،‬مما يجعلها أرضية غير خصبة لستيعاب الوسائل التكنولوجية الحديثة‬
‫وتبنيها‪.‬‬
‫وعلوة على ما تم ذكره‪ ،‬فإن القطاعات التي تكون فيها الصناعات الصغيرة فاعلة هي‬
‫غالبا ما تكون القطاعات التقليدية التي تنتج سلعا ضرورية وبسيطة‪ ،‬ومثل هذه القطاعات هي‬
‫القل حاجة للتطور التكنولوجي وبذلك ل تكون واعدة في تحقيق معدلت نمو مرتفعة)‪.(24‬‬

‫ثالثلا‪ :‬المقدرة التجارية )‪:(Commercial Viability‬‬


‫إن المؤسسات التجارية التي تسعى دوم ا للمحافظة على حصصها في السواق المحليصة‬
‫والخارجية تخصص ميزانيات خاصة للعلن ولقامة شبكات توزيع لمنتجاتهصا‬

‫وليجاد روابط تجارية مع شركاء محليين وأجانب‪.‬‬


‫إن ضعف ميزانيات المنشآت الصناعية الصغيرة تضعف قدرتها في المحافظة على‬
‫حصصها في السواق المحلية أمام منافسيها من الشركات الكبيرة المحلية والجنبية‪ ،‬وتجعل‬
‫من الصعب عليها الوصول إلى السواق الخارجية‪.‬‬

‫إضافة لذلك‪ ،‬فإن محدودية التسهيلت الئتمانية المتاحة للمنشآت الصغيرة تسهم في‬
‫إضعاف مقدرتها التجارية وخصوصا في السواق الخارجية‪.‬‬

‫تظهر الدراسات التي تعرضت إلى موضوع تنافسية قطاع الصناعات الصغيرة في بعض‬
‫البلدان النامية أن هذا القطاع يواجه صعوبات جمة في الوصول إلى السواق العالمية إل في‬
‫بعض الحالت الضيقة عند إنتاج بعض السلع الخاصة‪ ،‬التي ل يحتاج إنتاجها إلى حجم‬
‫كبير‪ .‬وأظهرت تلك الدراسات أيضا ضعف هذا القطاع النسبي في مجال الكفاءة النتاجية‬
‫وفي تبني تقنيات حديثة للنتاج‪ ،‬وفي مقدراته التجارية)‪.(25‬‬

‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪48 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫بنااء على ما تقدم من تحليل نظري للمقدرة التنافسية ومحدداتها وخصوصا المتعلق منها‬
‫بالصناعات الصغيرة‪ ،‬فإن هذه الدراسة تطرح الفرضيات التية‪:‬‬
‫الفرضية الولى‪ :‬تتصف قطاعات الصناعات الصغيرة في الردن بالمقارنة مع قطاعات‬
‫الصناعات الكبيرة بالضعف النسبي في القدرة على الوصول إلى السواق العالمية لضعف‬
‫كفاءتها النتاجية‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬تزداد الكفاءة النتاجية للقطاعات الصناعية ويتحسن أداؤها التنافسي في‬
‫السواق المحلية والخارجية مع تزايد متوسط حجم منشآتها‪ ،‬ويتزامن ذلك مع تزايد‬
‫المخصصات لنشطة البحث والتطوير والنشطة التسويقية ومع زيادة الكثافة الرأسمالية للعمل‬
‫والنتاج‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪ :‬يتعزز الداء التصديري للقطاعات الصناعية بتزايد متوسط حجم منشآتها‬
‫وتقليل تكلفة وحدة النتاج من عنصر العمل وبتزايد ما يتم تخصيصه لنشطة البحث‬
‫والتطوير وللنشطة التسويقية‪ ،‬ويتعزز كذلك بزيادة الكثافة الرأسمالية في النتاج‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بقطاعات الصناعات الصغيرة‪ ،‬فإن درجة حساسيتها ومدى استفادتها من أي‬
‫تغيير في مستوى العوامل المحددة للداء التصديري قد ل تتطابق مع تلك الخاصة بقطاعات‬
‫الصناعات الكبيرة‪.‬‬

‫‪ -3‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫لختبار الفرضية الولى‪ ،‬تنتهج هذه الدراسة أسلوب المقارنة ما بين قطاعات الصناعات‬
‫التحويلية التي تم تصنيفها وفق ا لهذا الدراسة إلصى قطاعصات كصبيرة وأخصرى صصغيرة‪ .‬ونسصتند مجصا از‬
‫ف صصي ه صصذا التص صصنيف إل صصى متوس صصط حج صصم المنش صصأة ف صصي تل صصك القطاع صصات م صصن حي صصث ع صصدد العم صصال‪.‬‬
‫فالقطاعصصات الصصصناعية الصصتي توظصصف منشصصآتها بشصصكل متوسصصط أقصصل مصصن )‪ (20‬عصصاملا تصصم اعتبارهصصا‬
‫قطاعات صغيرة‪ ،‬في حين تم اعتبار القطاعات الصناعية التي توظف منشصصآتها بشصصكل متوسصصط‬
‫)‪ (20‬عصصاملا فصصأكثر قطاعصصات كصصبيرة‪ ،‬وجصصاء اختيصصار هصصذا الحصصد الفاصصصل ‪ -‬كمصصا أسصصلفنا سصصابقا ‪-‬‬
‫تماشي ا مع الدراسات السابقة في الردن‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪49 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫إن مثل هذا التصنيف قد ل يمثل تماما واقع حال الصناعات الصصصغيرة لن المتوسصصط فصي‬
‫التوزيصصع النسصصبي غيصصر المتماثصصل قصصد يعطصصي نتائصصج مشصصوهة وغيصصر دقيقصصة‪ .‬فمصصن الممكصصن لقطصصاع أن‬
‫يحصصوي عصصددا قليلا مصصن منشصصآت كصصبيرة جصصدا وعصصددا كصصبي ار مصصن منشصصآت صصصغيرة يكصصون معصصه متوسصصط‬
‫حجم المنشأة كبي ارا‪.‬‬

‫إن استخدام مثصل هذا التصصنيف علصى الرغصم مصن عيصوبه يبقصى البصديل المتاح لهصذه الدراسة‬
‫بسبب عدم توافر البيانات الكافية عن الصناعات التحويليصة الصصغيرة وخصوصص ا للمتغي رات قيصد‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫ولختبصار الفرضصية الثانيصة‪ ،‬فسيتم احتسصاب معصاملت الرتباط البسصيط بيصن متوسصط حجصم‬
‫المنشأة من جهة والمتغيرات الخرى ذات العلقة من جهة أخرى‪.‬‬

‫أمصصا الفرضصصية الثالثصصة‪ ،‬فسصصيتم اختبارهصصا بواسصصطة تقصصدير معادلصصة النحصصدار الخطيصصة التيصصة)‪:(26‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪R&D‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪ SE ‬‬
‫‪    0   1  AFS  i   2 ULC  i   3 ‬‬ ‫‪  4    5 ‬‬ ‫‪  ui‬‬
‫‪ i‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪ i‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪ S i‬‬

‫حيث إن‪:‬‬
‫‪ :X‬حجم صادرات المنشآت في القطاع ‪.i‬‬
‫‪ :S‬حجم مبيعات المنشآت في القطاع ‪.i‬‬
‫‪ :Y‬حجم النتاج القائم لمنشآت القطاع ‪.i‬‬
‫‪ :AFS‬متوسط حجم المنشأة الصناعية في القطاع ‪ ،i‬ويقاس بواسطة المعادلة التية‪:‬‬
‫عدد العاملين في قطاع الصناعة ‪i‬‬
‫‪= AFSi‬‬
‫عدد مؤسسات القطاع ‪i‬‬

‫‪ :ULC‬متوس ط تكلف ة وح دة النت اج م ن عنص ر العم ل ف ي القط اع ‪ ،i‬ويق اس بواس طة‬


‫المعادلة التية‪:‬‬
‫متوسط أجرة العامل في القطاع ‪i‬‬
‫‪= ULCi‬‬
‫متوسط إنتاجية العامل في القطاع ‪i‬‬
‫‪ :R&D‬حجم إنفاق المنشآت في القطاع ‪ i‬على أعمال البحث والتطوير‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪50 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪ :K‬حجم رأس المال المادي في القطاع ‪.i‬‬


‫‪ :SE‬حجم إنفاق المنشآت في القطاع ‪ i‬على النشطة التسويقية‪.‬‬
‫‪ :ui‬حد الخطأ العشوائي‪.‬‬
‫)وحدة القياس النقدية هي اللف دينار(‬

‫وتمثل نسبة الصادرات إلى المبيعات )‪ (X/S‬الداء التصديري للقطاع ‪ ،i‬وتعكس جزئيصا‬
‫أداءه التنافسي‪ ،‬فصالداء التنافسصي بمفهصومه الموسصع يشصمل السصواق المحليصة والجنبيصة‪ ،‬ويعكصس‬
‫مدى نجاح المنشأة في المحافظة علصى حصتها فصي السصوق المحلصي أمصام منافسصيها مصن الخصارج‪،‬‬
‫وكذلك قدرتها على اختراق السواق الجنبية‪.‬‬

‫لكن غياب البيانات عن حجم الواردات السلعية المصنفة قطاعيا )حسب تصنيف ‪ (ISIC‬أو‬
‫عن حجم الستهلك المحلي منها ل يمدكن من استخدام المؤشر المثل للداء التنافسي‪ ،‬ويعكصس‬
‫المتغيصصر )‪ (AFS‬ضصصمنيا مصصدى اسصصتفادة الشصصركات فصصي قطصصاع مصصا مصصن وفصصورات الحجصصم فصصي النتصصاج‬
‫والمشتريات الكبيرة وفي أنشطة البحث والتطوير العلمي وفي أنشطة التسويق‪.‬‬

‫أما متغير )‪ (ULC‬فيعكس العلقة بين الجور إوانتاجية عنصر العمل‪ .‬فالمنشآت الكفؤة‬
‫إنتاجي ا تدفع في العادة أجو ار أعلى لستقطاب العاملين الكثر إنتاجية‪ ،‬لكنها في الوقت ذاته‬
‫تحرص على زيادة فجوة النتاجية بالنسبة للجور مما قد يقلل من تكلفة وحدة النتاج من‬
‫عنصر العمل ويزيد من فرص نجاحها في المنافسة على أساس السعر‪.‬‬

‫ويعكس حجم المتغيران )‪ (K‬و)‪ (R&D‬مدى اهتمام المنشأة الصناعية في تطوير‬


‫تقنياتها النتاجية عبر ما يجسده تراكم الستثمار في رأس المال المادي والستثمار في أنشطة‬
‫البحث والتطوير‪.‬‬

‫وبسبب غياب البيانات اللزمة عن أنشطة البحث والتطوير‪ ،‬قمنا في هذه الدراسة‬
‫بالستعاضة عنها بالنفاقات على الضافات والتحسينات‪.‬‬

‫وأخي ارا‪ ،‬فإن النفاق على النشطة التسويقية‪ ،‬الذي يمثله المتغير )‪ (SE‬قد يعكس جزئيا‬
‫مقدرة المنشآت التجارية في الوصول إلى السواق الجنبية أو بتثبيت وجودها محلياا‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪51 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫تستقي هذه الدراسة بياناتها من نشرات "مسح الصناعة" الصادرة عن دائرة الحصاءات‬
‫العامة في الردن للسنوات ‪ 2000‬و ‪ 2001‬و ‪ .2002‬وتعتمد هذه الدراسة في تعريفها‬
‫للمتغيرات على الوسط الحسابي للبيانات المتوافرة في الثلث سنوات المذكورة أعله للتقليل من‬
‫عدم استق اررية البيانات وتذبذبها العشوائي الذي قد يحدث في إحدى سنوات الدراسة‪.‬‬

‫إن اختيار سنوات الدراسة جاء لعتبارات تتعلق بحداثة البيانات المتوافرة‪ .‬وتشمل عملية‬
‫التقدير )‪ (77‬قطاع ا صناعي ا معرف ا على مستوى الحد الرابع من التصنيف الدولي الموحد‬
‫للصناعات ))‪ (International Standard Industrial Classification (ISIC‬التعديل‬
‫الثالث‪ ،‬والذي تطبقه دائرة الحصاءات العامة في الردن‪.‬‬

‫‪ -4‬مناقشة النتائج واختبار الفرضيات‪:‬‬


‫‪ 4-1‬التحليل الحصائي الوصفي‪:‬‬
‫يظهر الجدول رقم )‪ (1‬أن متوسط حجم المنشأة في قطاعات الصناعات الصغيرة يقدل‬
‫بحسب معيار عدد العمال بحوالي )‪ (28‬مرة عن حجم المنشأة في قطاعات الصناعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬ولهذا المر مدلولت عديدة متعلقة بالداء التنافسي والنتاجي لتلك القطاعات على‬
‫نحو سيتم الحديث عنه لحقاا‪.‬‬

‫والواضح في الجدول أن نسبة الصادرات إلى المبيعات لقطاعات الصناعات الكبيرة في‬
‫الفترة )‪ (2002 - 2000‬تفوق تلك الخاصة بالقطاعات الصناعية الصغيرة‪ .‬وهذه النتيجة‬
‫تؤكد أن الصناعات الكبيرة تتميز بقدرة نسبية أكبر في الوصول إلى السواق العالمية‪.‬‬

‫ويتضح من الجدول كذلك أن متوسط إنتاجية عنصري العمل ورأس المال للصناعات‬
‫الصغيرة‪ ،‬سواء من النتاج أو من القيمة المضافة‪ ،‬كانت القل مما هو سائد في الصناعات‬
‫الكبيرة‪ ،‬وهذا يدل وبوضوح تام على ضعف قطاعات الصناعات الصغيرة النسبي في مجال‬
‫الكفاءة النتاجية‪ ،‬مما قد يفسر جزئيا ضعف أدائها التنافسي‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪52 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫وعلى الرغم من تدني معدل أجور العاملين في الصناعات الصغيرة مقارنة بما هو سائد‬
‫في الصناعات الكبيرة‪ ،‬إل أن تكلفة وحدة النتاج من عنصر العمل ‪ -‬وكما يظهر الجدول ‪-‬‬
‫كانت الكبر للصناعات الصغيرة بسبب التدني الكبير في إنتاجية ذلك العنصر‪.‬‬

‫جدول رقم )‪(1‬‬


‫واقع قطاعات الصناعات الصغيرة بالمقارنة مع قطاعات الصناعات الكبيرة‬
‫متوسط الفترة )‪(2002 - 2000‬‬

‫الوحدة النقدية‪ :‬ألف دينار أردني‬


‫الوسط الحسابي )غير المرجح(‬
‫قطاعات الصناعات‬ ‫قطاعات الصناعات‬ ‫المؤشـر‬
‫الكبيرة‬ ‫الصغيرة‬
‫‪191.72‬‬ ‫‪6.76‬‬ ‫متوسط حجم المنشأة الصناعية‪ :‬عدد العاملين لكل منشأة*‬
‫‪49.74‬‬ ‫‪17.64‬‬ ‫متوسط إنتاجية العامل من النتاج القائم*‬
‫‪16.92‬‬ ‫‪5.67‬‬ ‫متوسط إنتاجية العامل من القيمة المضافة*‬
‫‪2.28‬‬ ‫‪2.04‬‬ ‫متوسط إنتاجية وحدة رأس المال من النتاج القائم‬
‫‪0.751‬‬ ‫‪0.748‬‬ ‫متوسط إنتاجية وحدة رأس المال من القيمة المضافة‬
‫‪3.75‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫معدل الجور السنوية*‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫تكلفة وحدة النتاج من عنصر العمل‬
‫‪0.008‬‬ ‫‪0.004‬‬ ‫نسبة النفاق على الضافات والتحسينات من النتاج القائم‬
‫‪0.006‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫نسبة النفاق على الدعاية والعلن من المبيعات‬
‫‪27.09‬‬ ‫‪11.03‬‬ ‫نسبة رأس المال إلى العمل*‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫نسبة رأس المال إلى النتاج القائم‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫نسبة الصادرات إلى المبيعات‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪53 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫* تم حسابها لسنة ‪ 2000‬وذلك بسبب غياب بيانات عدد العاملين وعدد المنشآت من نشرات "مسح الصناعة" لسنوات‬
‫‪ 2001‬و ‪ .2002‬المصدر‪ :‬حسابات الباحث بالعتماد على بيانات "مسح الصناعة" الصادرة عن دائرة الحصاءات‬
‫العامة للعوام ‪ 2000‬و ‪ 2001‬و ‪.2002‬‬

‫وهذه النتيجة تؤكد أن تنافسية المنشآت تتحدد في ضوء الكفاءة النتاجية وتكنولوجيا‬
‫النتاج وليس بتدني الجور‪.‬‬

‫ويظهر الجدول تدني مخصصات النفاق على الضافات والتحسينات كنسبة من النتاج‬
‫القائم وعلى أنشطة التسويق كنسبة من المبيعات في كل من القطاعات الصناعية الصغيرة‬
‫والكبيرة‪ ،‬وهذا يشير إلى ضعف عام في اهتمام أصحاب المشاريع الصناعية بتعزيز التنافسية في‬
‫الجوانب المتعلقة بأنشطصة البحث والتطوير أو بالنشطة التسويقيصة‬

‫الهادفة لتوسيع شبكاتها التوزيعية داخل السواق المحلية والخارجية‪.‬‬


‫ومصصن ناحيصة أخصرى‪ ،‬وكمصصا يتصصبين مصصن الجصصدول رقصم )‪ ،(1‬فصإن قطاعصات الصصناعات الصصصغيرة‬
‫تستخدم رأس المال المادي بكثافة أقل من القطاعات الصناعية الكبيرة‪ .‬ويتضح ذلك من التدني‬
‫النسبي الكبير في نسبة رأس المال إلى العمل‪ ،‬حيث تعمل قطاعات الصناعات الصغيرة ب رأس‬
‫مال مادي يقل بحوالي مرتين ونصف لكل عامل عما هو سائد في الصناعات الكبيرة‪ .‬وهذا قد‬
‫يفسر جزئيا انخفاض إنتاجية العامل في الصناعات الصغيرة‪.‬‬
‫وفيمصصا يتعلصصق بالكثافصصة ال أرسصصمالية للنتصصاج‪ ،‬فصإن الفجصصوة بيصصن قطاعصصات الصصصناعات الصصصغيرة‬
‫والكصصبيرة تتقلصصص إلصصى حصصد كصصبير ممصصا يشصصير إلصصى أن التوسصصع فصصي إنتصصاج الصصصناعات الكصصبيرة يعتمصصد‬
‫بدرجة كبيرة على زيادة الستثمار فصي رأس المصال المصادي‪ ،‬وهصذا مصا يجعصل مصن نسصبة رأس المصال‬
‫إلى العمل كبيرة في تلك الصناعات‪.‬‬
‫إن جميع النتائج المشار إليها أعله تتوافق مع ما تم طرحه في الفرضية الولى لهذه الدراسة‬
‫وينسجم في الوقت ذاته مع نتائج الدراسات السابقة المشار إليها في الطار النظري‪.‬‬

‫‪ 4-2‬تحليل الرتباط البسيط‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪54 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫ل بد في البداية من التنويه إلى أن معايير حجم المنشأة والمصنفة وفقا لعدد العصصاملين أو‬
‫حجصصم رأس المصصال أو المبيعصصات وال صواردة فصصي الجصصدول رقصصم )‪ (2‬ترتبصصط مع ص ا بعلقصصة طرديصصة وقويصصة‬
‫وبدللة إحصائية عند مستوى ‪.%1‬‬
‫ويذكر أن معامل ارتباط معيار عدد العاملين مع كل من معيار حجم رأس المال ومعيصار‬
‫حجم المبيعات كان العلى ويقترب من الواحد‪ ،‬وهصذا يؤكصد أن اختيصار معيصار عصدد العصاملين فصي‬
‫هصصذه الد ارسصصة أساس صا فصصي تصصصنيف الحجصصم لصصن يصصؤدي إلصصى تحيصصز فصصي النتائصصج المعتمصصدة علصصى هصصذا‬
‫المعيار لرتباطه الوثيق مع المعايير الخرى‪.‬‬
‫ويتضح من الجدول رقم )‪ (2‬أن إنتاجية عنصري العمل ورأس المال تتزايد مع تزايد حجم‬
‫المنشصصأة الصصصناعية بحسصصب معصصايير عصصدد العصصاملين وحجصصم رأس المصصال وحجصصم المبيعصصات‪ ،‬وبدللصصة‬
‫إحصصصائية عنصصد مسصصتوى ‪ .%1‬وهصصذا يعنصصي أن ت ازيصصد حجصصم المنشصصأة الصصصناعية يصصتزامن مصصع تحسصصن‬
‫الكفاءة النتاجية‪.‬‬

‫ويتضصصح مصصن الجصصدول كصصذلك الصصتزامن بيصصن ارتفصصاع متوسصصط الجصصور مصصع ت ازيصصد متوسصصط حجصصم‬
‫المنشصصأة الصصصناعية‪ ،‬ممصصا قصصد يشصصير إلصصى حصصرص المنشصصآت الكصصبر حجمصا علصصى توظيصصف الكفصصاءات‬
‫البشرية الكصثر مهصارة وتصدريباا‪ ،‬ويصتزامن ذلصك فصي الصوقت ذاتصه مصع ت ارجصع تكلفصة وحصدة النتصاج مصن‬
‫عنصر العمل‪.‬‬

‫إن جميع المعطيات المشار إليها أعله تقود إلى الستنتاج بأن القدرة التنافسية للمنشآت‬
‫الصناعية تتعزز بزيادة متوسط أحجامها كما جاء في الفرضية الثانية‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬وكما هو ملحظ في الجدول‪ ،‬فإن معامل ارتباط نسبة الصادرات إلى المبيعات مع‬
‫متوسصصط حجصصم المنشصصأة لمجمصصل القطاعصصات الصصصناعية قصصد ظهصصر خلفص ص ا لمصصا هصصو متوقصصع بالشصصارة‬
‫السالبة وبدون دللة إحصائية‪.‬‬

‫إن هذه النتيجة ل تعني أن صادرات المنشآت الصناعية قد تتراجع مع تزايد أحجامهصا أو‬
‫تحسن كفاءتها النتاجية‪ ،‬إنما قد تعني أن نصيب السصواق المحليصة مصن حجصم المبيعصات الكصبر‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪55 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫قصصد ت ازيصصد أو بقصصي ثابتص صاا‪ ،‬بمعنصصى أن التحسصصن فصصي الكفصصاءة النتاجيصصة ووفصصورات الحجصصم قصصد انعكصصس‬
‫إيجابي ا على الداء التنافسي في مواجهة الواردات داخل السوق المحلي‪.‬‬

‫ومصصن ناحيصصة ثانيصصة‪ ،‬فصصإن الداء التصصصديري يرتبصصط بعلقصصة طرديصصة مصصع حجصصم المنشصصأة ضصصمن‬
‫قطاع صصات الص صصناعات الص صصغيرة‪ ،‬حي صصث بل صصغ معام صصل ارتباطهم صصا ‪ 0.34‬وبدلل صصة إحص صصائية عن صصد‬
‫مستوى ‪ ،%5‬بينما كانت تلك العلقة سالبة وغير دالة إحصائيا لقطاعات الصصصناعات الكصصبيرة‪.‬‬
‫إن هذا يشير إلى أن الداء التنافسصي فصي السصواق الخارجيصة يت ازيصد مصع حجصم المنشأة الصناعية‬
‫ض صصمن إط صصار حجم صصي معي صصن ل يتع صصدى إط صصار القطاع صصات الص صصناعية الص صصغيرة ليب صصدأ م صصن بع صصده‬
‫بالتراجع لصالح المنافسة داخل السواق المحلية‪.‬‬

‫إن هذا الستنتاج ل يتناقض مع حقيقة أن الداء التصديري للقطاعات الصناعية الكبيرة‬
‫ك صصان أفض صصل م صصن أداء القطاع صصات الص صصغيرة‪ ،‬فمعام صصل الرتبصصاط الم صصوجب بي صصن الداء التص صصديري‬
‫وحجص صصم المنشص صصأة فص صصي القطاعص صصات الصص صصغيرة ل يقص صصود بالضص صصرورة إلص صصى مسص صصتويات أعلص صصى مص صصن الداء‬
‫التصديري لتلك القطاعات‪.‬‬

‫وأخي ارا‪ ،‬يلحظ من الجدول رقم )‪ (2‬ضعف ارتباط وغياب الدللة الحصائية لعلقة‬
‫متوسط حجم المنشأة ‪ -‬حسب المعايير الثلثة ‪ -‬بالكثافة الرأسمالية للعمل والنتاج وبنسبة ما‬
‫ينفق على الضافات والتحسينات من النتاج وبمخصصات النشطة التسويقية من المبيعات‪،‬‬
‫وهذه الدلئل ل تتفق تمام ا مع ما تم طرحه ضمن الفرضية الثانية‪.‬‬
‫جدول رقم )‪(2‬‬
‫معامل ارتباط بيرسون بين متوسط حجم المنشأة الصناعية ومتغيرات الدراسة‬
‫على مستوى القطاع الصناعي التحويلي‬
‫متوسط حجم المنشأة‬ ‫متوسط حجم المنشأة‬ ‫متوسط حجم المنشأة‬
‫وفقال لمعيار حجم‬ ‫وفقال لمعيار حجم رأس‬ ‫وفقال لمعيار عدد‬
‫المبيعات =‬ ‫المال =‬ ‫العاملين =‬
‫المؤشـر‬
‫حجم المبيعات‪/‬عدد‬ ‫حجم رأس المال‪/‬عدد‬ ‫عدد العاملين‪/‬عدد‬
‫المنشآت لعام )‬ ‫المنشآت لعام )‬ ‫المنشآت لعام )‬
‫‪(2000‬‬ ‫‪(2000‬‬ ‫‪(2000‬‬

‫**‪0.940‬‬ ‫‪1.000‬‬ ‫** ‪0.975‬‬ ‫متوسط حجم المنشأة وفق ا لمعيار حجم رأس المال لعام ‪2000‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪56 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪1.00‬‬ ‫**‪0.940‬‬ ‫** ‪0.989‬‬ ‫متوسط حجم المنشأة وفق ا لمعيار حجم المبيعات لعام ‪2000‬‬
‫**‪0.424‬‬ ‫**‪0.453‬‬ ‫** ‪0.412‬‬ ‫متوسط إنتاجية العامل من النتاج القائم لعام ‪2000‬‬
‫متوسط إنتاجية وحدة رأس المال من النتاج القائم لمتوسط الفترة )‬
‫**‪0.459‬‬ ‫**‪0.378‬‬ ‫** ‪0.427‬‬
‫‪(2002 - 2000‬‬
‫**‪0.380‬‬ ‫**‪0.513‬‬ ‫** ‪0.423‬‬ ‫معدل الجور السنوية لعام ‪2000‬‬
‫تكلفة وحدة النتاج من عنصر العمل لمتوسط الفترة‬
‫‪-0.219‬‬ ‫*‪-0.263‬‬ ‫*‪-0.224‬‬
‫)‪(2002 - 2000‬‬
‫نسبة النفاق على الضافات والتحسينات من النتاج القائم‬
‫‪0.101‬‬ ‫‪0.191‬‬ ‫‪0.148‬‬
‫لمتوسط الفترة )‪(2002 -2000‬‬
‫نسبة النفاق على الدعاية والعلن من المبيعات لمتوسط الفترة )‬
‫‪-0.021‬‬ ‫‪-0.032‬‬ ‫‪-0.027‬‬
‫‪(2002 -2000‬‬
‫‪0.061‬‬ ‫‪0.219‬‬ ‫‪0.094‬‬ ‫نسبة رأس المال إلى العمل للعام ‪2000‬‬
‫نسبة رأس المال إلى النتاج القائم لمتوسط الفترة‬
‫‪-0.155‬‬ ‫‪-0.105‬‬ ‫‪-0.138‬‬
‫)‪(2002 -2000‬‬
‫نسبة الصادرات إلى المبيعات لمجمل القطاعات لمتوسط الفترة )‬
‫‪-0.103‬‬ ‫‪-0.062‬‬ ‫‪-0.092‬‬
‫‪(2002 -2000‬‬

‫* ذو دللة إحصائية عند مستوى معنوية ‪.%5‬‬


‫** ذو دللة إحصائية عند مستوى معنوية ‪ .%1‬المصدر‪ :‬حسابات الباحث بالعتماد على بيانات نشرات "مسح‬
‫الصناعة" الصادرة عن دائرة الحصاءات العامة للعوام ‪ 2000‬و ‪ 2001‬و ‪.2002‬‬

‫‪ 4-3‬التحليل القياسي‪:‬‬
‫نتعصصرض فصصي هصصذا الجصصزء مصصن الد ارسصصة إلصصى نتائصصج تقصصدير النمصصوذج القياسصصي المقصصترح لختبصصار‬
‫الفرضصصية الثالثصصة الهادفصصة لبيصصان طبيعصصة تصصأثير العوامصصل المحصصددة للداء التصصصديري ومصصدى أهميتهصصا‬
‫الحصائية‪.‬‬

‫وحيصصث إن البيانصصات المسصصتخدمة فصصي عمليصصات التقصصدير هصصي مصصن نصصوع المقطصصع العرضصصي‬
‫)‪ (Cross-Section Data‬والتي تغطي الفترة )‪- 2000‬ص ‪ ،(2002‬فإن هناك احتمالية لوجصصود‬
‫مشكلة "التباين غير المستقر في حد الخطأ )‪ ،"(heteroscedasticity‬ومن شأن ذلك إضصعاف‬
‫مصداقية الختبارات الحصائية المصاحبة لعمليات التقدير)‪.(27‬‬

‫وعند تقدير النموذج على مستوى القطاعات الصناعية التحويلية ‪ -‬بغض النظر عن‬
‫حجمها ‪ -‬والبالغ عددها )‪ (77‬قطاعا )على مستوى أربع خانات حسب تصنيف ‪،ISIC‬‬
‫التعديل الثالث( وبطريقة "المربعات الصغرى العتيادية بتجاهل مشكلة التباين غير المستقر )‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪57 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪ ،"(OLS het‬نلحظ في جدول رقم )‪ (3‬تدني الدللت الحصائية للنموذج ومتغيراته‬


‫التفسيرية كما يتضح من قيم ‪ F‬و ‪ t‬المنخفضة‪ ،‬ونلحظ كذلك تدني القدرة التفسيرية للنموذج‬
‫وفي مدى ملءمته للبيانات كما تشير قيم معامل التحديد ‪ (R2‬و ‪.) R 2‬‬

‫ولختبار إمكانية وجود مشكلة "التباين غير المستقر في حد الخطأ"‪ ،‬فقد تم اللجوء إلى "‬
‫‪ ،"Glejser Test‬الذي يعتمد نتائج ‪ OLS het‬في تقدير العلقة التي تربط بين القيم المطلقة‬
‫لحدود الخطأ المقدرة )‪ (Residuals‬والقيم المقدرة لنسب الصادرات إلى المبيعات‬
‫)‪ .(Fitted X/S‬وتظهر نتائج هذا الختبار أن معامل المتغير المستقل )‪(Fitted X/S‬‬
‫تختلف عن الصفر وبدللة إحصائية عند مستوى ‪ .%2‬وهذا ما يشير إلى وجود مشكلة‬
‫التباين غير المستقر في حد الخطأ)‪.(28‬‬

‫ولمعالجة هذه المشكلة‪ ،‬فقد تم إعادة تقدير النموذج باستخدام طريقة "المربعات الصغرى‬
‫العامة )‪ "(GLS‬وذلك بضرب جميع المتغيرات بمعكوس قيم المتغير )‪ (X/S‬المقدرة حسب‬
‫طريقة ‪ ،(29)OLS het‬ويظهر الجدول رقم )‪ (3‬نتائج تقدير النموذج بطريقة ‪ ،GLS‬حيث تبدو‬
‫جميع الختبارات الحصائية في وضع أفضل من السابق‪ .‬فقد جاءت جميع المتغيرات‬
‫التفسيرية دالة إحصائي ا عند مستويات معنوية أعلها )‪ (0.026‬وبنفس اتجاه التأثير المتوقع‬
‫باستثناء تلك المتعلقة بمتوسط حجم المنشأة الصناعية )‪ (AFS‬ونسبة النفاق على النشطة‬
‫التسويقية من مجمل المبيعات‪.‬‬
‫جدول رقم )‪(3‬‬
‫نتائج تقدير النموذج القياسي لمجمل القطاعات الصناعية التحويلية لمتوسط الفترة )‬
‫‪(2002 - 2000‬‬

‫طريقة‬ ‫المتغيرات التفسيرية‬


‫المتغير‬ ‫الحد‬
‫التقدير‪/‬‬ ‫‪R&D K‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫‪R2‬‬ ‫‪R2‬‬ ‫)‪F(5,71‬‬
‫التابع‬ ‫الثابت‬ ‫‪AFS‬‬ ‫‪ULC‬‬
‫الختبار‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪S‬‬
‫‪Coefficient‬‬ ‫‪0. 31‬‬ ‫‪-8. 5E-05‬‬ ‫‪-1.36‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪-4. 76E-02‬‬ ‫‪2.86‬‬
‫‪OLS het‬‬ ‫‪X/S‬‬ ‫‪t-value‬‬ ‫‪3. 87‬‬ ‫‪-1. 22‬‬ ‫‪-2.68‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪2.61‬‬ ‫‪-0. 24‬‬ ‫‪0.17 0.11‬‬
‫‪P-value‬‬ ‫‪0. 000‬‬ ‫‪0. 227‬‬ ‫‪0.009‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪0.011‬‬ ‫‪0. 81‬‬ ‫‪0.021‬‬
‫‪Glejser Test‬‬ ‫‪Fitted (X/S): OLS het‬‬ ‫‪0.07 0.06‬‬ ‫)‪F(1,75‬‬
‫‪û i‬‬
‫‪Coefficient‬‬ ‫‪8. 9E-02‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪5.70‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪58 .2007 ،2‬‬


‫‪17‬‬
‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪t-value‬‬ ‫‪2. 23‬‬ ‫‪2.39‬‬


‫‪P-value‬‬ ‫‪0. 029‬‬ ‫‪0.020‬‬ ‫‪0.020‬‬

‫‪R&D K‬‬ ‫‪SE‬‬


‫‪GLS‬‬ ‫‪AFS‬‬ ‫‪ULC‬‬ ‫)‪F(6,71‬‬
‫= ‪Weight‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪S‬‬
‫‪inverse of‬‬ ‫‪X/S‬‬ ‫‪0.50 0.46‬‬
‫‪Coefficient‬‬ ‫‪0. 25‬‬ ‫‪-1. 1E-04‬‬ ‫‪-1.11‬‬ ‫‪12.86‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪-4. 6E-02‬‬ ‫‪11.93‬‬
‫‪the fitted‬‬
‫)‪(X/S‬‬ ‫‪t-value‬‬ ‫‪2. 91‬‬ ‫‪-5. 42‬‬ ‫‪-5.83‬‬ ‫‪3.16‬‬ ‫‪2.27‬‬ ‫‪-2. 88‬‬
‫‪P-value‬‬ ‫‪0. 005‬‬ ‫‪0. 000‬‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪0.002‬‬ ‫‪0.026‬‬ ‫‪0. 005‬‬ ‫‪0.000‬‬
‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬
‫‪R &D K‬‬ ‫‪SE‬‬
‫‪Coefficient‬‬
‫‪DS×AFS‬‬ ‫‪DS×ULC‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)‪F(10,67‬‬
‫‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪0.55 0.49‬‬
‫‪9. 8E-03‬‬ ‫‪-1.88‬‬ ‫‪26.13‬‬ ‫‪-1. 5E-02 -9. 9E-03‬‬ ‫‪8.27‬‬
‫‪t-value‬‬ ‫‪1. 77‬‬ ‫‪-1.93‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫‪-0.10‬‬ ‫‪-0. 44‬‬
‫‪P-value‬‬ ‫‪0. 081‬‬ ‫‪0.058‬‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪0.921‬‬ ‫‪0. 660‬‬ ‫‪0.000‬‬

‫المصــدر‪ :‬حسصصابات البصصاحث بالعتمصصاد علصصى البيانصصات المنشصصورة فصصي "مسصصح الصصصناعة" للع صوام ‪ 2000‬و ‪ 2001‬و ‪2002‬‬
‫والصادرة عن دائرة الحصاءات العامة‪.‬‬

‫إن هصصذه النتائصصج تشصصير إلصصى أهميصصة التنصصافس علصصى أسصصاس التكلفصصة فصصي الس صواق الخارجيصصة‪،‬‬
‫وكذلك إلى أهمية النفاق على الضافات والتحسصصينات إوالصصى الكثافصصة ال أرسصصمالية فصصي النتصصاج ومصصا‬
‫يصاحب ذلك من اسصتخدام للتقنيصات الحديثصصة فصصي تعزيصز القصدرة التصصديرية للقطاعصصات الصصناعية‬
‫بشكل عام‪.‬‬

‫ومن الملحظ في النتائج أن تزايد متوسط حجم المنشآت في القطاعات الصناعية يؤثر‬
‫سلب ا في الداء التصديري لتلك القطاعات عند الخذ بعين العتبار تأثير المتغيرات المستقلة‬
‫الخرى‪ .‬ولهذه النتيجة دللت تعزز الستنتاج السابق المتعلق بتعاظم دور تلك القطاعات‬
‫الكثر كفاءة من الناحية النتاجية في منافسة الواردات داخل السوق المحلي‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تظهر النتائج العلقة العكسية الدالة إحصائياا‪ ،‬التي تربط بين نسبة‬
‫النفاق على النشطة التسويقية والداء التصديري‪ .‬وهذه النتيجة ل تعني أن تزايد نسبة‬
‫النفاق على أنشطة البيع والتسويق يقلل من نسبة ما يتم تصديره إلى السواق الخارجية‪ ،‬إنما‬
‫يعني أن هذه النشطة تتم لتعزيز تنافسية المنشآت داخل السوق المحلي وهي ذات اهتمام خاص‬
‫للمنشآت التي تخصص جزءا كبي ار من إنتاجها للستهلك المحلي‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪59 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن النتائج المشار إليها أعله تتفق مع ما تم طرحه ضمن الفرضية الثالثة‬
‫)‪(30‬‬
‫باستثناء تلك المتعلقة بطبيعة تأثير متغيري‬ ‫ومع نتائج دراسات سابقة في بلدان نامية أخرى‬
‫حجم المنشأة ونسبة النفاق التسويقي على الداء التصديري‪.‬‬
‫ولمعرفة التأثير الخاص للقطاعات الصناعية الصغيرة في معاملت المتغيرات المستقلة‬
‫المقدرة بطريقة ‪ ،GLS‬فقد تم إضافة متغيرات جديدة إلى النموذج وهي عبارة عن حاصل‬
‫ضرب كل متغير مستقل بمتغير وهمي )‪ (Dummy Variable‬قيمته "واحد" للقطاعات‬
‫الصناعية الصغيرة و"صفر" للقطاعات الكبيرة‪ ،‬وتم إعادة تقديره بطريقة ‪ GLS‬وباستخدام‬
‫نفس الوزن كما في الحالة السابقة‪.‬‬
‫ويظهر الجدول رقم )‪ (3‬في جزئه الخير النتائج الخاصة بالمتغيرات الضافية فقط‪،‬‬
‫والتي درج على تسميتها في الدبيات القتصادية بص "حدود التفاعل المشترك )‪Interactive‬‬
‫‪.(31)"(terms‬‬
‫ويتبين من تلك النتائج أن معاملي متوسط حجم المنشأة والنفاق على الضافات‬
‫والتحسينات قد ظه ار بالشارة الموجبة وبدللت إحصائية مقبولة‪ ،‬في حين ظهر معامل‬
‫متوسط تكلفة وحدة النتاج من عنصر العمل بالشارة السالبة وبدللة إحصائية‬
‫مقبولة‪ ،‬بينما ظهرت معاملت بقية المتغيرات بل دللة إحصائية‪.‬‬
‫ولهذه النتائج دللت تميز قطاعات الصناعات الصغيرة عن الصناعات الكبيرة كما‬
‫أشرنا ضمن الفرضية الثالثة‪ ،‬أولها‪ :‬إن تزايد متوسط حجم المنشآت الواقعة ضمن تعريف‬
‫القطاعات الصناعية الصغيرة يحسن من أدائها التصديري في السواق الخارجية إما نتيجة‬
‫لتحسن أدائها النتاجي أو لستفادتها من وفورات الحجم‪ .‬وهذا الربط بين الداء التصديري‬
‫والداء النتاجي الناجم عن تزايد حجم المنشآت غير متحقق للمنشآت الواقعة ضمن‬
‫القطاعات الكبيرة‪ .‬وهذا الستنتاج ينسجم مع ما تم الشارة إليه سابقاا‪.‬‬
‫ثانياا‪ ،‬إن درجة تأثير النفاق على الضافات والتحسينات بالداء التصديري في‬
‫الصناعات الصغيرة أعلى من تلك المتحققة في الصناعات الكبيرة‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪60 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫ثالثاا‪ ،‬إن المنافسة في السواق الخارجية على أساس التكلفة )من عنصر العمل( تعد‬
‫أكثر أهمية للصناعات الصغيرة مقارنة بما هي عليه للصناعات الكبيرة‪.‬‬
‫وأخي ارا‪ ،‬فإن أثر الكثافة الرأسمالية للنتاج ونسبة ما ينفق على النشطة التسويقية على‬
‫الداء التصديري ل يختلف كثي ار بين قطاعي الصناعات الصغيرة والكبيرة بسبب غياب الدللة‬
‫الحصائية‪.‬‬

‫‪ .5‬الستنتاجات والتوصيات‪:‬‬
‫تخلص هذه الدراسة إلى الستنتاجات التية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن قطاعات الصناعات الصغيرة تعاني ضعفا نسبيا في أدائها النتاجي والتنافسي مقارنة‬
‫بالصناعات الكبيرة‪ ،‬فهي أقل كفاءة في استخدام عنصري العمل ورأس المال وأقل‬
‫تنافسية من حيث التكلفة على الرغم من تدني معدلت أجور عمالها النسبي‪ .‬وهي كذلك‬
‫أقل قدرة في الوصول إلى السواق العالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬تزداد الكفاءة النتاجية للقطاعات الصناعية بتزايد متوسط حجم منشآتها‪ ،‬وهذا يعزز من‬
‫أدائها التنافسي إما في السواق الخارجية كما في حالة القطاعات الصناعية الصغيرة؛ أو‬
‫في السواق المحلية كما في حالة القطاعات الصناعية الكبيرة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه النتيجة‪ ،‬تبقى القدرة التصديرية لقطاع الصناعات الصغيرة دون تلك‬
‫المتحققة للقطاعات الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -3‬تتعزز القدرة التصديرية للقطاعات الصناعية بتخفيض متوسط تكلفة وحدة النتاج من‬
‫عنصر العمل وبالمزيد من النفاق على الضافات والتحسينات )البحث والتطوير(‬
‫وبالكثافة الرأسمالية للنتاج‪ ،‬بينما يتزامن تخصيص نسب أعلى من المبيعات لنشطة‬
‫التسويق مع توجيه النتاج إلى السوق المحلي‪.‬‬

‫وفي حالة القطاعات الصناعية الصغيرة‪ ،‬فقد وجد بأن أداءها التصديري يمتاز بحساسية‬
‫أكبر من الصناعات الكبيرة في مجال المنافسة على أساس التكلفة وفي الستفادة من النفاق‬
‫على الضافات والتحسينات والستفادة من التحسن النتاجي الناجم عن تزايد متوسط حجم‬
‫منشآتها‪ ،‬وتوصي هذه الدراسة بما يأتي‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪61 .2007 ،2‬‬


‫المقدرة التنافسية للصناعات ‪ ................................................................................‬عدنان أبو الهيجاء‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬زيادة الجهود المبذولة لمساعدة أصحاب المنشآت الصغيرة في الوصول إلى السواق‬
‫الخارجية وربطهم بشبكات توزيع أكثر تطو ار مع المستهلكين المحتملين في الخارج‪.‬‬
‫‪ -2‬تعزيز إنتاجية المنشآت الصغيرة وذلك بتقديم حوافز ضريبية لنشطة البحث والتطوير‬
‫وفي استيراد اللت والمعدات الحديثة‪ ،‬وتوسيع البرامج التدريبية الفنية والدارية للعاملين‬
‫في تلك المنشآت‪.‬‬
‫‪ -3‬إيجاد نظام من المعلومات لصحاب المشاريع الصناعية الصغيرة والكبيرة تمكنهم من‬
‫متابعة المستجدات التكنولوجية في مجال أعمالهم‪ ،‬وتتيح لهم مجالا أوسع لتبادل‬
‫الخبرات مع نظرائهم في العالم‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪62 .2007 ،2‬‬


1
)1( Aiginger, K., "A Framework for Evaluating the Dynamic Competitiveness of Countries," Austrian Institute of
Economics Research, Vienna, 1996. Grossman, G. ; Helpman, E. , "Endogenous Innovations in the Theory of Growth,"
Journal of Economic Perspectives, 8 (1994), No. 1, pp. 23-44.
2
)2( Porter, M. Competitive Advantage of Nations, New York: The Free Press, 1990.
3
)3( Barro, R. ; Sala-I-Martin, X. , Economic Growth, New York: McGraw-Hill, 1995. Bond, E; Trask, K. , "Trade and
Growth with Endogenous Human and Physical Capital Accumulation," in (B. Jensen; K. Wong, eds. ). Dynamics,
Economic and International Trade, Michigan: The University of Michigan Press, 1997.
4
)4( Grossman, G.; Helpman, E. Innovations and Growth in the Global Economy, Cambridge: MIT Press, 1991.
Grossman, G. , et al. , 1994, op. cit. , pp. 23-44.
5
)5( Caballero, R; Lyons, R. , "Internal Versus External Returns to Scale in European Industry," European Economic
Review (1990), pp. 805-830. Krugman, P. , "Increasing Returns, Monopolistic Competition and International Trade,"
Journal of International Economics, 9 (1979), pp. 469-469.
6
)6( Caves, R; Bailey, S. Industrial Efficiency in Six Nations, Cambridge: MIT Press, 1992.
7
)7( Bond, E. , et al. , op. cit. Grossman, G. , et al. , 1994, op. cit. , pp. 23-44. Ventura, J. , "Growth and
Interdependence," Quarterly Journal of Economics, 112 (1997), No. 1, pp. 57-84.
8
)8( Anderson, D. , "Small Industry in Developing Countries: A Discussion of Issues," World Development, 10 (1982),
No. 11, pp. 913-948. Chuta, E. ; Liedholm, C. Employment and Growth in Small-Scale Industry Empirical Evidence
and Policy Assessment from Sierra Leone, Hong Kong: Macmillan Press, 1985.
9
)9( Tybout, J. , "Manufacturing Firms in Developing Countries: How Well Do They Do, and Why?," World Bank
Policy Research Working Paper No. 1965, Washington, D. C: The World Bank, 1998.
10
)10( Anderson, D. , op. cit. , pp. 913-948.
11
)11( Anderson, D. , op. cit. , pp. 913-948.
‫ رسالة ماجستير غير‬،"(2001-1982) ‫ "دور القطاع المصرفي الردني في تمويل المشاريع الصناعية الصغيرة في الردن‬،‫)( سهاد جرادات‬ 12

‫ رسالة‬،"‫ "الصناعات الصغيرة في الردن ودورها في عملية التنمية القتصادية‬،‫ عدنان أبوالهيجاء‬.‫م‬2004 ،‫ المفرق‬،‫ جامعة آل البيت‬،‫منشورة‬
.‫م‬1991 ،‫ إربد‬،‫ جامعة اليرموك‬،‫ماجستير غير منشورة‬
Royal Scientific Society (RSS). Investment Profiles Project Profile with Special Emphasis on Small and Medium Scale
Enterprises, Amman, 1989.
‫ ورقة عمل مقدمة إلى ندوة واقع ومشكلت‬،"‫ "واقع الصناعات الصغيرة والمتوسطة الردنية بظل التوجهات الحديثة‬،‫)( غرفة صناعة عمان‬ 13

،‫ خليل حماد‬،‫ محمد نصر‬.2002 ‫ تشرين أول‬،‫ الرياض‬،‫ المنظمة العربية للتنمية الدارية‬،‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها وتنميتها‬
.3 ‫ العدد‬،‫م‬1990 ،6 ‫ مجلد‬،‫ أبحاث اليرموك‬،"‫"نمو الصناعة التحويلية والعمالة في الردن‬
.‫م‬2002 ،‫ تموز‬،‫ عمان‬،2000 ‫ مسح الصناعة‬،‫)( دائرة الحصاءات العامة‬ 14

.‫م‬2003 ،‫ كانون أول‬،‫ عمان‬،2002 ‫ مسح الصناعة‬،‫)( دائرة الحصاءات العامة‬ 15

.11 ‫ العدد‬،‫م‬2003 ،‫ كانون أول‬،5 ‫ مجلد‬،‫ نشرة مالية الحكومة‬،‫)( و ازرة المالية‬ 16

.‫م‬2002 ،‫ عمان‬،‫ مرجع سابق‬،‫)( غرفة صناعة‬ 17

.‫م‬2004 ،‫ عمان‬،‫ بنك المعلومات الصناعي‬،‫)( غرفة صناعة عمان‬ 18

.‫م‬2004 ،‫ الحاسب اللي‬،‫ مديرية الستخدام‬،‫)( دائرة الحصاءات العامة‬ 19

،‫ إلهام فخري‬.‫ الصناعات الصغيرة جدا في الردن الواقع والتحديات‬،‫ فضل اللبدي‬،‫)( بلل الحموري‬ 20

‫ أوراق عمل مقدمة إلى مؤتمر منشآت‬.‫التحديات التسويقية التي تواجه الصناعات الغذائية الصغيرة والمتوسطة العاملة في منطقة عمان الكبرى‬
.‫م‬2003 ‫ تشرين أول‬،‫ إربد‬،‫ كلية القتصاد والعلوم الدارية‬،‫ جامعة اليرموك‬،‫ التحديات والفاق المستقبلية‬:‫العمال الصغيرة والمتوسطة‬
21
)21( Bhavani, T. ; Tendulkar S. , "Determinants of Firm-Level Export Performance: A Case Study of Textile Garments
and Apparel Industry," Journal of International Trade and Economic Development, 10 (2001), No. 1, pp. 65-92.
Chuta, E. , et al. , op. cit. Tybout, J. , (1998), op. cit.
22
)22( Aiginger, K. , op. cit.
23
)23( Nilsson, L., "Two-Way Trade Between Unequal Partners: The EU and the Developing Countries," Review of World
Economics, 135 (1999), No. 1, pp. 102-127.
24
)24( Dollar, D. ; Kraay, A. , "Trade, Growth, and Poverty," World Bank Policy Research Working Paper, No. 2615,
Washington, D. C. : The World Bank, 2001. Grossman, G. , et al. , 1994, op. cit. , pp. 23-44.
25
)25( -Tybout, J. , "Plant and Firm - Level Evidence on "New" Trade Theories," NBER Working Paper, No. 8418,
August, 2001. Tybout, J. , 1998, op. cit. Bhavani, T. , et al. , op. cit. Sandee, H. ; Rietrvel P. , "Upgrading Traditional
Technologies in Small-Scale Industry Clusters: Collaboration and Innovation Adoption in Indonesia," The Journal of
Development Studies, 37 (2001), No. 4, pp. 150-172.
.Bhavani, T. , et al. , op. cit :‫)( إن هذا النموذج مماثل لما ورد في‬ 26

27
)27( Greene, W. , Econometric Analysis, Fifth Edition, New Jersey: Prentice Hall, 2003, pp. 215-221. Gujarati, D. ,
Basic Econometrics, Fourth Edition, Boston: McGraw-Hill, 2003, pp. 398-400.
28
)28( Gujarati, D. , op. cit. , p. 423.
29
)29( Gujarati, D. , op. cit. , pp. 420-421.
30
)30( Bhavani, T. , et al. , op. cit.
31
)31( See: Gujarati, D. , op. cit. , pp. 642-646: Least-Squares Dummy Variable (LSDV) Regression Model.

You might also like