‫سلسلةقصصالعربفيالمكر_والدهاء‬

‫( المأمون العباسي والتاجر)‬

‫يحكى أن تاجرا تعرض له قطاع الطريق وأخذوا ماله‬

‫فلجأ إلى المأمون العباسي ليشكو إليه‪ ،‬وأقام ببا ِبه سنة فلم يؤذَن له‬

‫صل بها إليه ‪،‬‬

‫َب حيلة َو َ‬
‫فارتك َ‬

‫وهي أنه حضر يوم الجمعة ونا َدى‬

‫يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول ‪:‬‬

‫وهو أن‬

‫لي ما لَيس هلل ‪..‬‬

‫وعندي ما ليس عند هللا ‪..‬‬

‫ومعي ما لم يخلُقه هللا ‪....‬‬

‫وأحب الفتنة وأكره الحق ‪..‬‬

‫أر ‪..‬‬
‫وأشهد بما لم َ‬

‫وأصلي بغير وضوء ‪..‬‬

‫فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون فقال له‪:‬‬

‫ما الذي بلغني عنك ؟‬

‫فقال‪ :‬صحيح‬

‫قال‪ :‬فما حملك على هذا؟‬

‫قال‪ :‬قُطع علي وأخذ مالي ولي ببابك سنة لم يؤذن لي‬

‫ففعلت ما سمعت ألراك وأبلغك لترد علي مالي‬

‫قال‪ :‬لكَ ذلك إن فسرتَ ما قلتَ‬

‫قال‪ :‬نعم‬

‫أما قولي ‪:‬‬

‫وولَد وليس ذلك هلل‬

‫إن لي ما ليس هلل فلي زوجة َ‬

‫وقولي‬

‫عندي ما ليس عند هللا فعندي الكذب والخديعة وهللا بريء من ذلك‬

‫وقولي‬

‫معي ما لم يخلقه هللا فأنا أحفظ القرآن وهو غير مخلوق‬

 ‫وقولي‬

‫أحب الفتنة فإني أحب المال والولد لقوله تعالى ‪ ( :‬إنما أموالُكم وأوالدكم فتنة)‬

‫وقولي‬

‫أكره الحق فأنا أكره الموت وهو حق‬

‫وقولي‬

‫أشهد بما لم أ َ َر فأنا أشهد أن محمدا رسول هللا ولم َ‬

‫أره‬

‫وقولي‬

‫أصلي بغير وضوء فإني أصلي على النبي بغير وضوء‬

‫عوضه عن ماله‪..‬‬
‫فاستحسن المأمون ذلك و َ‬