You are on page 1of 9

1

‫جميع الحقوق محفوظة @ دار مشاعر غالية للنشر اإلليكتروني‬

‫‪http://rwayatmash33rghalia.blogspot.com‬‬

‫‪ ‬اسم العمل األدبي‪ :‬ظل النافذة‬


‫‪ ‬نوع العمل األدبي ‪:‬قصة قصيرة‬
‫‪ ‬المؤلف‪ :‬دعاء عبد الرحمن‬
‫‪ ‬تصميم الغالف ‪::‬سفانة العبيدي‬
‫‪ ‬تنسيق وتصميم داخلي‪ :‬سفانة العبيدي‬
‫‪ ‬إصدار ‪:‬سبتمبر‬
‫‪ ‬إشراف عام ‪ :‬أسامة الوحش‬
‫‪ ‬الناشر ‪ :‬دار مشاعر غالية للنشر اإلليكتروني‬
‫لنشر أعمالكم إليكترونيا يمكنكم التواصل معنا عن طريق إرسال أعمالكم‬
‫لحساب الفيسبوك اآلتي ‪:‬‬
‫مشاعر غالية للنشر اإلليكتروني‬
‫دار مشاعر غالية للنشر اإلليكتروني تقدم خدمات النشر اإلليكتروني مجانا وإلى األبد بهدف نشر الثقافة والمعرفة ‪ ،‬وتشجيع‬
‫المواهب الشابة عن طريق اإلنتشار الواسع على صفحات اإلنترنت ‪.‬‬
‫ملكية العمل األدبي الوارد بهذا اإلصدار على مسئولية المؤلف بإقراره أنه من نتاج فكره وبقلمه هو ‪ ،‬والدار غير‬
‫مسئولة عن أي إقتباس أو نسخ أو تعديل قام به المؤلف على المادة المنشورة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدم‬
‫‪3‬‬
4
‫يف شارعنا الضيق ومع تقابل البناايت وتقارهبا رمبا نرى مابداخل‬
‫الشقق يف البناية املقابلة لنا إذا كانت مفتوحة النوافذ‪ ,‬لذا حترص نساء‬
‫جيدا أو على األقل إسدال الستائر‪ ..‬إال أان ! وملاذا‬
‫احلي على غلقها ً‬
‫أفعل والشقة املقابلة لشقيت هجرهتا صاحبتها منذ عام تقريبًا‪ ,‬يقولون‬
‫أبهنا انتحرت أو رمبا هربت‪ ..‬ال أحد يعلم‪ ,‬وابلرغم من ذلك ُشرفتها‬
‫دائما مفتوحةً على مصرعيها‪ ,‬تعبث هبا رايح الشتاء فأجفل من صوت‬
‫ً‬
‫ارتطامها ابحلائط ليبتسم زوجي متسليًا من هيئيت املرتعبة بال سبب‪ .‬أما‬
‫ُ‬
‫اليوم فلقد كان األمر ُُمتل ًفا‪ ,‬يبدو أنين سأُسدل ستائري أان األُخرى‪,‬‬
‫الشرفة املقابلة على غري‬
‫الحظت وأان أفتح انفذيت أان ُهناك من تقف يف ُ‬
‫دققت‬
‫ُ‬ ‫متاما ‪ ..‬تنظر يل وتبتسم!‪ ,‬وعندما‬
‫املُتوقع‪ ,‬كانت تقف قباليت ً‬
‫النظر فيها عرفتها ‪ ..‬رابه إهنا هي جاريت القدمية نفسها‪ ..‬إذن فهي مل‬
‫تنتحر!‪ ,‬مازالت على قيد احلياة ولكن‪ ..‬ملاذا يظهر عليها تقدم السن‬
‫هبذا الشكل؟!‪ ,‬وملاذا هي شاحبة هكذا وكأن دماء احلياة فرت منذ‬
‫شهور من وجهها؟! وكأهنا دخلت عقدها السادس فجأة‪ ,‬لقد كانت‬
‫شابة مجيلة منذ عام واحد فقط فماذا حدث؟! تساؤالت وتساؤالت‬
‫‪5‬‬
‫وعقلي الشارد فيها مل ُيعد إىل الواقع إال برتبيتة من يد زوجي على كتفي‬
‫الشرفة املقابلة‪..‬‬
‫متساءال عن سبب وقفيت تلك حمدقة يف ُ‬
‫ً‬ ‫من اخللف‬
‫أشرد‬
‫الفارغة! ‪ :‬ها‪ ..‬لقد عادت جارتنا‪ ..‬كانت تقف أمامي قبل أن ُ‬
‫‪ ..‬أمل تشاهدها؟! كعادته املتسلية ببعض تصرفايت الغريبة يرفع كفه‬
‫ُ‬
‫ساخرا مين ويتكرر‬
‫ً‬ ‫جبانب رأسه يف حركة تدل على جنوين وينصرف‬
‫املشهد يوميًا‪ ,‬كلما فتحت انفذيت أجدها تقف قباليت تنظر وتبتسم‬
‫ولغرابة املوقف يظهر من خلفها زجاج ابب شرفتها املفتوح والشروخات‬
‫الطويلة على اجلوانب ويف املنتصف كالسرطان منتشرة وكأن الزجاج‬
‫متهشما يف أي حلظة‪ ,‬فتومهت أن تلك‬
‫ً‬ ‫ينتظر ملسة واحدة ليسقط‬
‫التصدعات هي السبب يف عدم ظهور انعكاس للمرأة فيه !! ولكن‬
‫قررت أن أقطع الشك ابليقني‬
‫كيف وأان أرى انعكاس واضح لنافذيت! ُ‬
‫وأُحدثها متسائلة عن أخبارها وأين اختفت فجأة‪ ,‬فلم ترد‪ ..‬واكتفت‬
‫أبن تُشري يل أبن أذهب إليها يف شقتها‪ ,‬وكأنين استطعت قراءة عينيها‬
‫يف تلك اللحظة وعرفت أبنين سأعرف ما أريده عنها عندما فقط أذهب‬
‫إليها‪ ..‬هناك! حتدثت مع زوجي فرفض ومل يُراعي فضويل خوفًا منه على‬
‫‪6‬‬
‫مسعيت يف احلي‪ ,‬فمن هي اليت جترؤ على مصاحبة " أرملة ُمستباحة" ‪.‬‬
‫كان هذا اللقب هو ما اطلقه عليها شباب احلي بعد أن توىف زوجها‬
‫وابتت تعيش وحدها دون رجل‪ ,‬ال فرق بينها وبني املطلقة‪ ..‬كالمها‬
‫ُ‬
‫ُمستباحة‪ ..‬كالمها موصومة ابلعهر وإن كانت مرمي العذراء كالمها زهرة‬
‫تنتظر نغز األشواك من حوهلا من كل اجتاه ويف أية حلظة‪ ..‬تطاول‬
‫العابثني حىت وضعوا يف ليلة من الليايل ُسلم خشيب ضخم وصلوا به إىل‬
‫الطابق األول حيث جدار شرفتها اخلارجي وكتبوا فوقه خبط ُُم َدر ُممور‬
‫لت أذكر وجه املرأة وهي‬
‫وبلون طالء فاقع " الليلة بـ ‪ 100‬جنية" الز ُ‬
‫تُطل مبعظم جسدها خارج سور الشرفة ُحماولة قراءة ما كتبوه عنها‪,‬‬
‫مازلت أمسع ضحكات رجال احلي‪ ,‬مازلت أرى شحوب ومالحمها وقتئذ‬
‫وهي تسقط بداخل شرفتها وقد ختلت عنها قدميها كما ختلت الرمحة‬
‫أبدا تلك الليلة اليت مسعت‬
‫والشهامة عن جرياهنا رجال ونساء‪ .‬ال أنسى ً‬
‫فيها صوت صراخها للحظات قليلة وكأهنا تستغيث وفجأة سكت‬
‫ففتحت انفذيت أنظر فالحظت‬
‫ُ‬ ‫صراخها فلم أتبني هل كانت هي أم ال‬
‫حركة غري عادية من خلف الستائر املسدلة وكأن أحدهم يطارها داخل‬
‫ُ‬
‫‪7‬‬
‫أيضا سكت كل شىء وأظلمت شقتها من تلك الليلة‬ ‫شقتها وفجأة ً‬
‫حىت انقضى العام‪ .‬وهاهي تعود شاحبة عجوز تدعوين لزايرهتا ابإلشارة‬
‫فقط‪ ..‬وزوجي يرفض‪ ,‬الفضول قاتلي ال حمالة إن مل أذهب‪ .‬ويف اليوم‬
‫التايل ضربت بكل شىء عرض احلائط وعزمت على الذهاب إليها‪,‬‬
‫وبداخلي يصرخ أن هناك خطأ ما‪ ,‬أرتديت مالبسي بتوتر حىت تعثرت‬
‫أثناء خروجي من غرفة نومي بطرف سريري املغطى ابملفارش الباهتة واليت‬
‫ُ‬
‫جدا فلن‬
‫يوما ما وأان أقول لنفسي أن البناايت متقاربة ً‬
‫كانت بيضاء ً‬
‫يالحظ أحد خروجي من بناييت ودخويل للبناية املقابلة وإذا قابلت‬
‫إحداهن يف طريقها لنزول الدرج فسأتصنع صعودي للطابق الثاين وهكذا‬
‫موصدا فدخلت على الفور‬
‫ً‬ ‫لن يعرف أحد‪ .‬مل يراين أحد ومل أجد الباب‬
‫وقفت ُهنيهة ألتقط أنفاسي اهلاربة‬
‫ُ‬ ‫أغلقت الباب خلفي كاللصوص‪,‬‬
‫و ُ‬
‫متاما‪ ,‬ال أاثث وال أدوات كهرابية وال‬
‫وأنظُر يف الشقة حويل‪ ,‬إهنا فارغة ً‬
‫أشخاص‪ ..‬فقط الستائر على الشرفة تُالعبها الرايح هنا وهناك بال‬
‫اجتاه‪ ,‬انديتها بصوت منخفض فلم ُُييبين إآل اجلدران املختنقة ابلوحدة‬
‫وابلغبار العالق فوقها طبقات فوق طبقات ‪ ,‬أغوتين الستائر املتالعبة‬
‫‪8‬‬
‫ابلدخول للشرفة فأخذتين قدماي إليها ببطء وحذر وكأنين أخشى أن‬
‫أيضا‬
‫الشرفة فارغة كالشقة ً‬ ‫أجدها ُهناك‪ ..‬ولكن مل حيدث‪ ,‬كانت ُ‬
‫فرفعت بصري إىل انفذيت بتلقائية وقد كانت املرة األوىل الىت أرى فيها‬
‫أيضا منذ عام أن‬
‫انفذيت من مكان مقابل هلا ‪ ..‬وقد كانت املرة األوىل ً‬
‫متاما " أرملة ‪..‬‬
‫أحلظ تلك العبارة املكتوبة على احلائط أسفل انفذيت ً‬
‫مستباحة‪ ..‬الليلة بـ‪ 100‬جنية" ‪.‬‬

‫متت‬

‫‪9‬‬

You might also like