You are on page 1of 30

‫املجلد ال�ساد�س ع�شر ‪ -‬العدد الثاين ‪36 - 7 )2014( -‬‬ ‫جملة التنمية وال�سيا�سات االقت�صادية‪،‬‬

‫املعهد العربي للتخطيط‬

‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي ‪:‬‬


‫ادلة جتريبية من بلدان ال�شرق الأو�سط و �شمال �إفريقيا‬
‫*‬
‫�أمني حوا�س ‬ ‫ ‬
‫**‬
‫جمدي ال�شوربجي‬ ‫ ‬
‫***‬
‫يو�سفي ر�شيد‬ ‫ ‬

‫ملخ�ص‬
‫ت�ستهدف هذه الدرا�سة قيا�س �أثر االنفتاح االقت�صادي على النمو االقت�صادي لـ ‪ 13‬بلدا من منطقة ال�رشق‬
‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا خالل الفرتة ‪ .2011 – 1990‬ولتحقيق ذلك مت ا�ستخدام منهج ميزج بيانات ال�سال�سل‬
‫الزمنية مع بيانات املقطع امل�ستعر�ض‪ ،‬بوا�سطة تطبيق مناذج الآثار الثابتة مع وجود الآثار الثابتة لكل من البلد‬
‫و الدورات التجارية‪ .‬ولتقدير النماذج امل�ستخدمة مت تطبيق طريقة املربعات ال�صغرى املعممة املمكنة‪ .‬و�أ�شارت‬
‫نتائج الدرا�سة �إىل �أن الزيادة يف درجة االنفتاح التجاري ت�ؤدي �إىل زيادة �ضئيلة يف معدل النمو االقت�صادي‬
‫يف البلدان حمل الدرا�سة‪ .‬و قد مت احل�صول على هذه النتائج بعد التحكم يف املتغريات التالية‪ :‬اال�ستثمارات‬
‫الأجنبية املبا�رشة‪ ،‬تنمية القطاع املايل‪ ،‬اال�ستثمار املحلي الإجمايل‪ ،‬معدل الت�ضخم املحلي‪ ،‬معدل منو ال�سكان‪،‬‬
‫الدميقراطية‪ ،‬جودة �إدارة احلكم‪ .‬ولزيادة الأثر املوجب لالنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يجب‬
‫على حكومات البلدان حمل الدرا�سة القيام بـ ‪ )1( :‬رفع م�ستوى جودة �إدارة احلكم من خالل مكافحة الف�ساد‬
‫واحرتام القانون والنظام وحت�سني اجلودة البريوقراطية‪ )2( .‬دعم الدميقراطية من خالل زيادة احلريات‬
‫املدنية واحلقوق ال�سيا�سية‪ )3( .‬العمل على تنمية القطاع املايل‪ )4( .‬احلفاظ على معدل ت�ضخم م�ستقر‪.‬‬

‫‪The Impact of Trade Openness on Economic Growth:‬‬


‫‪Empirical Evidence from The MENA Countries‬‬
‫‪Amine Haouas‬‬
‫‪Majdi Al-Shourbagui‬‬
‫‪Youcef Rachied‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This study aims to measure the impact of economic openness on economic growth for 13‬‬
‫‪countries in the Middle East and North Africa during 1990 2011-. To achieve this objective, we‬‬
‫‪used the Panel Data Approach, by applying The Fixed Effects Models with Country - Specific‬‬
‫‪and Time - Specific Fixed Effects. To estimate the models, we applied Feasible Generalized Least‬‬
‫‪Square (FGLS).The results of the study showed that the increase in the degree of trade openness‬‬
‫‪leads to a small increase in the rate of economic growth in the countries under study. These‬‬
‫‪results has been obtained after controlling the following variables : foreign direct investment,‬‬
‫‪financial sector development, investment in human capital , gross domestic investment ,‬‬
‫‪domestic inflation rate , rate of population growth , democracy, and the quality of governance.‬‬
‫‪To increase the positive impact of trade openness on economic growth, governments of these‬‬
‫‪countries conduct the following: (1) improve the quality of governance by fighting corruption,‬‬
‫‪the rule of law, and improve the quality of the bureaucracy, (2) support for democracy through‬‬
‫‪greater civil liberties and political rights, (3) financial sector development, and (4) maintain a‬‬
‫‪stable rate of inflation.‬‬

‫* �أ�ستاذ م�ساعد‪ ,‬كلية العلوم االقت�صادية‪ ,‬جامعة تيارت (اجلزائر)‪ ,‬الربيد الإلكرتوين‪aminehaouas@yahoo.fr :‬‬
‫**ا�ستاذ التعليم العايل ورئي�س ق�سم االقت�صاد‪ ,‬كلية الإدارة و االقت�صاد‪ ,‬جامعة م�صر للعلوم والتكنولوجيا(م�صر)‪ ,‬الربيد الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪mshourbagui@yahoo.com‬‬
‫‪youcefi20022002@yahoo.fr‬‬ ‫*** ا�ستاذ التعليم العايل‪ ,‬كلية العلوم االقت�صادية ‪ ,‬جامعة م�ستغامن (اجلزائر)‪ ,‬الربيد الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪� 8‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫�أو ًال‪ :‬مقدمة‬


‫تعترب العالقة بني االنفتاح التجاري و النمو االقت�صادي احد اهم املوا�ضيع يف جمال‬ ‫ ‬
‫االقت�صاد الدويل ونقطة خالف قدمية يف �أو�ساط املفكرين االقت�صاديني و�صناع القرار‪.‬فبالإ�ضافة‬
‫اىل خمتلف نظريات و مناذج التجارة الدولية ‪ ،‬مت اللجوء �إىل عدد من الدرا�سات الإح�صائية و‬
‫التجريبية لدعم �أو رف�ض ق�ضية ” التجارة احلرة ‪ .“ Free Trade‬فمن جهة ‪ ،‬دافعت خمتلف‬
‫املدار�س الفكرية منذ عهد �آدم �سميث يف �أواخر القرن الثامن ع�رش على التجارة احلرة ‪ ،‬بالرتكيز‬
‫على املكا�سب امل�ستمدة منها‪ .‬ومن جهة �أخرى‪ ،‬عر�ض امل�شككون يف ق�ضية التجارة احلرة حجج ًا‬
‫م�ضادة يف الأدبيات االقت�صادية‪ ،‬و �أوجه الق�صور املختلفة لتقديرات الدرا�سات التجريبية‪.‬‬
‫يف الواقع ‪ ،‬يعتقد املتفائلون بالتجارة �أنها تعمل على تعزيز كفاءة تخ�صي�ص املوارد ‪،‬‬ ‫ ‬
‫حتقيق وفورات احلجم ‪ ،‬ت�سهيل ن�رش املعرفة ‪ ،‬تعزيز التقدم التكنولوجي ‪ ،‬وت�شجيع املناف�سة �سواء‬
‫يف الأ�سواق املحلية �أو الدولية والتي ت�ؤدي يف نهاية املطاف اىل حتقيق الأمثلية يف عمليات الإنتاج‬
‫و تطوير املنتجات اجلديدة ( ‪. )Buss and Koniger, 2012‬‬

‫يف هذا ال�صدد ‪ ،‬تتوقع نظرية النمو الداخلي ‪� Endogenous Growth Theory‬أن ينمو‬ ‫ ‬
‫اقت�صاد مفتوح ما ب�شكل �أ�رسع من اقت�صاد مغلق عن طريق ت�أثري االنفتاح التجاري على التح�سينات‬
‫التكنولوجية‪ .‬وينجلي ذلك من خالل تلخي�ص املفاهيم النظرية لعدد من الدرا�سات االقت�صادية‬
‫امل�ؤثرة يف ميداين التجارة و النمو‪ ،‬و التي ت�ؤكد على �آليتني رئي�سيتني ميكن للتجارة الدولية من‬
‫خاللهما �أن ترفع معدل منو البلدان على املدى الطويل‪� .‬أولها ‪ ،‬متكن التجارة من ا�ستخدام �أ�صناف‬
‫متنوعة )‪ (Romer, 1987‬وذات جودة عالية (‪ )Aghion and Howitt, 1992‬من املنتجات‬
‫الو�سيطية و املعدات الر�أ�سمالية ‪)1(.‬ثانيها ‪ ،‬تلعب التجارة دورا هاما كقناة لتحويل الأثر االنت�شاري‬
‫للمعرفة ‪ Knowledge Spillovers‬عرب البلدان ( انظر على �سبيل املثال‪Grossman and:‬‬
‫‪Helpman ,1991 ;Coe and Helpman,1995 ; Coe et al.,1997 ; Keller, 2000,‬‬
‫‪ . )2004, 2010‬فالبلدان التي ت�ستخدم املنتجات الو�سيطية و املعدات الر�أ�سمالية ب�شكل وا�سع‬
‫يف عمليات الإنتاج جتني فوائد اكرب ب�سبب جت�سيد تلك املنتجات للمعرفة الأجنبية‪ .‬كما �أن الأثر‬
‫االنت�شاري الذي يحدث نتيجة عملية ن�رش املعرفة جراء زيادة حجم املنتجات امل�ستوردة يتميز‬
‫بتكاليف �أقل مقارنة بتكاليفه البديلة ‪-‬تت�ضمن تكاليف البحث والتطوير ‪ R&D costs‬لتطوير املنتج‬
‫‪� .-‬أكرث من ذلك ‪ ،‬ميكن للواردات �أن ت�سهل عملية تعلم كل ما يتعلق باملنتج (على �سبيل املثال‪،‬‬
‫الهند�سة العك�سية )‪ ،‬حمفزة بذلك �إمكانية تقليد �أو ابتكار منتجات مناف�سة‪ .‬كذلك‪ ،‬تعمل العالقات‬
‫التجارية على حتفيز تفاعل الأفراد مع القنوات الأخرى لالت�صال التي ت�ؤدي �إىل التعلم الوا�سع‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪9‬‬

‫لطرق الإنتاج ‪ ،‬ت�صميم املنتجات ‪ ،‬الطرق التنظيمية ‪ ،‬و�رشوط ال�سوق‪ .‬على ذلك ‪ ،‬ميكن للبلد‬
‫الذي يقوم با�سترياد ال�سلع اجلديدة �أوال ‪� ،‬أن ينتجها بنف�سه ثاني ًا ‪ ،‬و�أن يقوم بت�صديرها يف نهاية‬
‫املطاف (‪.)Chuang,1998‬‬

‫ال وا�ضحا حول‬ ‫على عك�س الأدبيات النظرية ‪ ،‬ال تقدم الأدبيات التجريبية احلالية دلي ً‬ ‫ ‬
‫ال‬
‫العالقة بني االنفتاح التجاري والنمو االقت�صادي ؛ ففي حني �أن العديد من الدرا�سات تقدم دلي ً‬
‫على �أن زيادة االنفتاح له ت�أثري �إيجابي على منو الناجت املحلي الإجمايل (‪ ،)GDP‬جتد درا�سات‬
‫�أخرى �صعوبة يف العثور على عالقات �إيجابية قوية �أو حتى �أن هناك عالقات �سلبية بني االنفتاح‬
‫والنمو‪ .‬بع�ض الدرا�سات (‪ )Rodriguez and Rodrik, 1999; Rodriguez, 2006‬ترى �أن‬
‫املتغريات التي متثل ال�سيا�سة التجارية هي يف الغالب غري مرتابطة مع النمو ‪ ،‬يف حني �أن ح�ص�ص‬
‫التجارة ميكن �أن ترتابط مع م�ستويات الدخل و معدالت النمو‪� .‬إال �أن التعقيد الذي تتميز به روابط‬
‫ال�سببية ‪ Causality‬والذاتية ‪ Endogeneity‬بني ح�ص�ص التجارة‪ ،‬النمو و امل�صادر الأخرى‬
‫للنمو جتعل من ال�صعوبة مبكان العثور على ت�أثري قوي لالنفتاح على النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫على هذا الأ�سا�س ‪ ،‬تبحث هذه الدرا�سة يف طبيعة العالقة بني انفتاح االقت�صاد على التجارة‬ ‫ ‬
‫الدولية و النمو االقت�صادي يف اقت�صاديات بلدان ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ .‬هذا يتطلب منا‬
‫ال ‪ ،‬يعمل اجلزء االول من الدرا�سة على �إبراز بع�ض الأطر‬ ‫تق�سيم البحث �إىل عدة �أجزاء ‪� ،‬أو ً‬
‫النظرية و التجريبية التي ركزت على �أهمية االنفتاح التجاري يف رفع م�ستوى النمو االقت�صادي‬
‫للبلدان‪� .‬أما اجلزء الثاين ‪�،‬سنحاول فيه التعريف باملنهجية امل�ستخدمة يف تقدير العالقة لعينة مكونة‬
‫من ‪ 13‬بلد ًا من منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا خالل الفرتة مابني ‪� .2011-1990‬أما يف‬
‫اجلزء الثالث‪ ،‬فيتم حتليل النتائج التجريبية لقيا�س �أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف‬
‫عينة الدرا�سة‪ .‬بينما يخ�ص�ص اجلزء الأخري للمالحظات اخلتامية‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬ا�ستعرا�ض الأدبيات‬


‫ت�شري نظرية النمو الداخلي القائمة على مناذج التغري التكنولوجي الداخلي اىل وجود العديد‬ ‫ ‬
‫من القنوات التي ميكن للتجارة من خاللها �أن ت�ؤثر على النمو االقت�صادي‪ .‬فاالنفتاح التجاري‬
‫يعمل على توفري املدخالت امل�ستوردة التي جت�سد التكنولوجيا اجلديدة ‪ ،‬مما يرفع عوائد االبتكارات‬
‫للمنتجني املحليني عن طريق زيادة احلجم الفعال لل�سوق الذي يواجهونه ‪ ،‬كما �أنه ي�سهل تخ�ص�ص‬
‫بلد ما يف االنتاج مكثف البحوث ( ‪ .)Huang and Chang, 2013‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يواجه‬
‫االقت�صاد الأكرث انفتاح ًا تناف�سية �أكرب ‪ ،‬مما يحفز على رفع الإنتاجية و التي حتفز بدورها النمو‬
‫‪� 10‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫االقت�صادي ( ‪Romer, 1989 ;Ades and Gleaser, 1999 ; Grossman and Helpman,‬‬


‫‪1990, 1991 ; Rivera – Batiz and Romer, 1991 ; Barro and Sala - i – Martin ,‬‬
‫‪. )1997 ; Alesina et al . 2000 ; Baldwin et al. 2005‬‬

‫على عك�س ذلك ‪ ،‬تدعي بع�ض الدرا�سات النظرية �أن االنفتاح التجاري قد ي�رض يف‬ ‫ ‬
‫الواقع بالنمو االقت�صادي‪ .‬فبوجود التكامل االقت�صادي ‪ ،‬تزيد حدة املناف�سة وتنخف�ض االرباح‬
‫املتوقعة ‪ ،‬وبالتايل يتم تثبيط االبتكار عندما تقود زيادة انفتاح االقت�صاد اىل التخ�ص�ص يف القطاعات ذات‬
‫” التخلف الن�سبي ‪ “ Comparative Disadvantage‬يف �أن�شطة ‪ .R&D‬عالوة على ذلك ‪ ،‬ميكن‬
‫لالنفتاح �أن يخف�ض من معدالت النمو على املدى الطويل �إذا تخ�ص�ص اقت�صاد ما يف القطاعات‬
‫ذات التخلف الن�سبي ‪� ،‬أو يف القطاعات ذات االبتكارات التكنولوجية �أو التعلم باملمار�سة املتقادمة‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬يف هذه احلالة اذا وجدت احلماية التي ت�شجع اال�ستثمار يف قطاعات االبحاث املكثفة ‪ ،‬فيمكن‬
‫لهذا التدخل �أن يحفز النمو االقت�صادي على املدى الطويل ( ‪Lucas, 1988 ; Young , 1991 ‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.)Redding , 1999 ; Yanikkaya, 2003 ; Sarkar, 2008‬‬

‫تقدم حتليالت مناذج النمو الداخلي متعدد القطاعات فكرة هامة ذات ال�صلة تتمثل يف‬ ‫ ‬
‫اختالف الفوائد الديناميكية بني البلدان جراء االنفتاح التجاري‪ .‬يف هذا االطار ‪ ،‬يظهر ‪Lucas‬‬
‫(‪� )1988‬أن التكوين القطاعي للإنتاج و التجارة ي�ؤثران على منو الإنتاجية االجمالية �إذا اختلفت‬
‫فر�ص التعلم باملمار�سة بني القطاعات‪ .‬بالإ�ضافة اىل ذلك ‪ ،‬ت�شدد نظريات ن�رش التكنولوجيا –‬
‫على �سبيل املثال‪ )1986( Abramovitz ،‬و ‪ –)2000( Howitt‬على �أهمية امتالك البلد امل�ضيف‬
‫مل�ستوى عال مبا فيه الكفاية من ” القدرة االجتماعية ‪ “ Social Capability‬ليتمكن من تطبيق‬
‫التكنولوجيات املتطورة القادمة من االقت�صاديات الأكرث تقدماً‪ .‬و بالتايل ‪ ،‬ف�إن البلدان التي‬
‫تقع حتت م�ستوى حرج من التنمية االقت�صادية قد ال تتمكن من اال�ستفادة ب�صورة فعالة من نقل‬
‫التكنولوجيا و�آثارها االنت�شارية‪ .‬على هذا‪ ،‬ت�شري الدرا�سات النظرية حول النمو االقت�صادي �إىل‬
‫وجود �صلة معقدة جد ًا و غام�ضة بني االنفتاح التجاري و النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫يف اجلانب التجريبي ‪ ،‬تدعم عدد كبري من الدرا�سات الفر�ضية القائلة ‪� ،‬أنه يف ظل ثبات‬ ‫ ‬
‫العوامل الأخرى ‪� ،‬سي�ستفيد املقيمون يف البلدان التي تنفتح على التجارة الدولية من دخول مرتفعة‬
‫و معدالت عالية للنمو االقت�صادي (‪ . )3‬و على الرغم من �أن بع�ض تلك الدرا�سات واجهت االنتقاد‬
‫ب�سبب افتقارها الوا�ضح خللفية نظرية �صارمة ‪ ،‬الق�صور املنهجي �أو م�شاكل حذف املتغري ‪� ،‬إال �أن‬
‫هناك �أدلة وا�ضحة ترف�ض الفر�ضية البديلة القائلة ب�إمكانية وجود ارتباط �سلبي بني التجارة و النمو‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪11‬‬

‫االقت�صادي ( ‪. )Van den Berg and Lewer,2007‬‬

‫بع�ض الباحثني �أمثال ‪، )1991( Rivera-Batiz and Romer، )1983( Feder‬‬ ‫ ‬


‫‪Bernard،)1998( Clerides et al.، )1998( Edwards، )1994( MacDonald‬‬
‫‪ )1999(and Bradford Jensen‬و�آخرين اعتمدوا يف درا�ساتهم على مناذج االنحدار الختبار‬
‫الفر�ضية القائلة ب�أن التجارة متار�س ت�أثري ًا على النمو‪ .‬وعلى الرغم من �أن هذه الدرا�سات الأوىل‬
‫�شجعت املناق�شة وكانت بالفعل م�ؤثرة على �صناع القرار ‪� ،‬إال �أن العديد منها تعر�ضت النتقادات‬
‫كثرية منها ما هو متعلق بالقيود املنهجية املختلفة‪ .‬وتتفق العديد من الآراء �أن بع�ض امل�شاكل مثل‬
‫حتيز املتغريات املحذوفة ‪ ،‬الآنية �أو �أخطاء القيا�س مل ت�ؤخذ بعني االعتبار بال�شكل ال�صحيح‪.‬على‬
‫ذلك ‪� ،‬شكلت تلك القيود املنهجية �أحد �أهم الأ�س�س التي تقوم عليها حجج الفرع امل�سمى يف الأدب‬
‫بـ”امل�شككني بالتجارة “‪.‬‬

‫يف درا�سة ‪ ،)1992(Levine and Renelt‬مت تقدمي حتليل مو�سع للدرا�سات التجريبية التي‬ ‫ ‬
‫تهتم بالعالقة بني معدالت النمو على املدى الطويل و جمموعة متنوعة من ال�سيا�سات االقت�صادية‪،‬‬
‫ال من املتغريات االقت�صادية �أظهرت‬‫امل�ؤ�رشات ال�سيا�سية و امل�ؤ�س�سية‪ .‬و بعد الت�أكيد على �أن عدد ًا قلي ً‬
‫عالقة قوية مع معدالت منو البلد �أو ن�سبة الإنفاق اال�ستثماري �إىل ‪� ،GDP‬أظهرت تلك الدرا�سة‬
‫وجود عالقة �إيجابية و قوية بني متو�سط معدالت النمو ومتو�سط ح�صة اال�ستثمار يف ‪� ،GDP‬إىل‬
‫جانب وجود عالقة �إيجابية بني ح�صة اال�ستثمار يف ‪ GDP‬و متو�سط ح�صة التجارة يف ‪.GDP‬‬
‫وبا�ستخدام عينة لـ ‪ 119‬بلد ًا خالل الفرتة ‪ ، 1989-1960‬خل�ص ‪)1992(Levine and Renelt‬‬
‫�إىل �أن تلك االقت�صاديات التي تنمو ب�شكل �أ�رسع من املتو�سط متيل �إىل امتالك ح�صة �صادرات‬
‫(‪)4‬‬
‫ال عن وجود ح�صة ا�ستثمار مرتفعة يف ‪. GDP‬‬ ‫مرتفعة يف ‪ ، GDP‬ف�ض ً‬

‫لكن رغم ذلك ‪ ،‬من املهم �أن ن�شري �أي�ض ًا اىل �أن تلك اخل�صائ�ص امل�شرتكة لي�ست الوحيدة‬ ‫ ‬
‫التي ميزت تلك البلدان ‪ :‬فوجود معدالت كبرية لاللتحاق باملدار�س االبتدائية و الثانوية‪ ،‬انخفا�ض‬
‫منحة �سعر ال�رصف يف ال�سوق ال�سوداء ‪ ،‬و كذا معدالت الت�ضخم هي �أي�ضا �أدلة جد وا�ضحة‪.‬‬
‫ال وقبل‬‫و بناء ًا على ذلك ‪ ،‬تربز درا�سة ‪)1992( Levine and Renelt‬حجتني �أ�سا�سيتني ‪� :‬أو ً‬
‫كل �شيء ‪� ،‬أن العالقة بني التجارة والنمو االقت�صادي هي م�سالة معقدة و�أن العديد من العوامل‬
‫الأخرى ‪-‬اىل جانب ال�صادرات �أو ال�سيا�سة التجارية– ينبغي �أن ت�ؤخذ بعني االعتبار ‪ ،‬و لي�ست‬
‫ال�صادرات فح�سب‪ .‬ثاني ًا ‪ ،‬يعتقد �أن القناة التي متكن التجارة من تعزيز النمو االقت�صادي تتعلق‬
‫باال�ستثمار ‪� ،‬أو بعبارة �أخرى ‪� ،‬أن وجود م�ستوى متزايد من ال�صادرات وحده �أو �إتباع �سيا�سة‬
‫‪� 12‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫�أكرث توجها نحو اخلارج يف حد ذاتها ال ت�سبب النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫اما درا�سة ‪ ، )2009( Madsen‬فتظهر �أن الأثر االنت�شاري من خالل قناة الواردات‬ ‫ ‬
‫ميار�س ت�أثري ًا �إيجابي ًا على النمو‪ .‬و قد قام ‪ Madsen‬بالتحقق فيما �إذا كان االنفتاح ميار�س ت�أثري ًا‬
‫على منو االنتاجية الكلية للعوامل و منو ن�صيب الفرد‪ .‬و ب�إ�ستخدام جمموعة بيانات بانيل �سنوية لـ‬
‫‪ 16‬بلد ًا من منظمة التعاون والتنمية االقت�صادية خالل الفرتة ‪ ،2006 -1870‬تخترب الدرا�سة منو‬
‫الإنتاجية للحواجز التجارية و اخرتاقات الواردات‪� .‬أما امل�ساهمة الهامة التي تقدمها هذه الدرا�سة‬
‫فتتمثل يف �إمكانية اختبارها للمقرتح القائل ب�أن االنفتاح ي�ؤثر على النمو من خالل متكني البلدان‬
‫من ا�سترياد املعرفة املنتجة يف البلدان الأخرى ‪ ،‬و التي مت اقرتاحها من قبل نظرية النمو الداخلي‬
‫( ‪Romer , 1990a, 1992; Grossman and Helpman, 1991; Rivera-Batiz and‬‬
‫‪ .)Romer, 1991;Aghion and Howitt,1998 ; Baldwin and Forslid, 2000‬وتوفر‬
‫الدرا�سة التجريبية لـ ‪� Madsen‬أدلة تدعم وجود ت�أثريات �إيجابية للأثر االنت�شاري للمعرفة على‬
‫النمو يف كل الفرتات املدرو�سة ‪ ،‬و التي مت حتقيقها من خالل قناة الواردات‪� .‬أكرث من ذلك ‪،‬‬
‫توفر االدلة التجريبية لهذه الدرا�سة دعم ًا للفر�ضية القائلة ب�أن كثافة �أن�شطة البحث و التطوير لديها‬
‫ت�أثريات دائمة على النمو ‪”،‬يف ات�ساق مع توقعات نظريات النمو ال�شومبرتية “‪.‬‬

‫تقدم درا�سة ‪� )2001( Wacziarg‬ست روابط تفاعلية بني ال�سيا�سة التجارية والنمو‬ ‫ ‬
‫االقت�صادي بهدف حتديد املكا�سب الديناميكية –�أو اخل�سائر املمكنة – من التجارة‪ .‬ويرى‬
‫‪� )2001(Wacziarg‬أن «تلك القنوات ال�ستة مع ًا ت�صف ب�شكل دقيق معظم ت�أثريات ال�سيا�سة‬
‫التجارية على النمو « (‪.)p.395‬يف هذا اجلانب‪ ،‬و عمل ‪ Wacziarg‬على جتميع تلك القنوات‬
‫يف ثالثة �أ�صناف عري�ضة ‪ :‬ال�سيا�سة احلكومية (�سيا�سات االقت�صاد الكلي ‪ ،‬حجم احلكومة) ‪،‬‬
‫التخ�صي�ص و التوزيع (ت�شوه الأ�سعار ‪ ،‬تراكم العوامل) ‪ ،‬و التحويالت التكنولوجية (حتويل‬
‫ال يدعم احلجة القائلة‬
‫التكنولوجيا ‪ ،‬اال�ستثمار الأجنبي املبا�رش)‪ .‬و باخت�صار‪ ،‬يقدم ‪ Wacziarg‬دلي ً‬
‫ب�أن هناك ت�أثري ًا �إيجابي ًا �إجمالي ًا لل�سيا�سة التجارية على النمو‪ ،‬وظهر اال�ستثمار ك�أهم قناة‪ ،‬بينما كان‬
‫اال�ستهالك احلكومي القناة ال�سلبية الوحيدة‪ .‬و خل�صت الدرا�سة اىل �أن حتويل التكنولوجيا ونوعية‬
‫�سيا�سات االقت�صاد الكلي متثل قنوات هامة لت�أثري ال�سيا�سة التجارية على النمو‪.‬‬

‫ �أما الدرا�سة التي قدمها ‪ ،)2003( Wacziarg and Welch‬فت�صف الكيفية التي ا�ستفادت‬
‫منها البلدان التي حررت �أنظمتها التجارية يف الفرتة مابني ‪ ،1998 -1980‬يف املتو�سط‪ ،‬من تزايد‬
‫معدل النمو ال�سنوي بتقريب ‪ ،% 1.5‬مقارنة مع فرتة ما قبل التحرير‪ .‬و يفيد التحرير �أي�ضا اىل‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪13‬‬

‫�أن وجود �صلة بني حلقات التحرير و ما بعد التحرير يزيد من اال�ستثمار مما ي�شري اىل وجود ت�أثري‬
‫حمتمل للتحرير على تراكم ر�أ�س املال املادي‪� .‬أما البلدان التي ال تظهر ت�أثري ًا �أو تظهر ت�أثري ًا �سلبي ًا‬
‫للتحرير على النمو فهي تلك التي تتميز بوجود عوامل �أخرى تعيق تلك العملية كعدم اال�ستقرار‬
‫ال�سيا�سي ‪�،‬سيا�سات االقت�صاد الكلي املت�ضاربة ‪� ،‬أو حماية القطاعات املحلية من التعديالت الالزمة‪.‬‬

‫على الرغم من حدوث تقارب بني املناهج املختلفة ‪ ،‬ف�إن �أوجه الق�صور التي ترتبط بها‬ ‫ ‬
‫(وبالتايل وجود مواقف خمتلفة يف الأدبيات) و ما يوجد يف الواقع يظهر بو�ضوح �أن ت�أثريات‬
‫التجارة الدولية على النمو االقت�صادي ترتبط بالعديد من امل�ؤثرات على النمو‪� .‬أو بعبارة �أخرى‪،‬‬
‫ف�إن تو�صيات ال�سيا�سة املتعلقة باعتماد ال�سيا�سة التجارية فقط ك�آلية ممكنة لتعزيز النمو ينبغي �أن‬
‫تدر�س بعناية‪،‬كما تظهره جتارب العديد من الأمم النامية التي جل�أت �إىل الأنظمة الأكرث انفتاحاً‪.‬‬
‫يف الواقع ‪ ،‬ينظر �إىل التجارة على �أنها ت�ؤثر ب�شكل �إيجابي على النمو ‪ ،‬يف حالة ما �إذا ترافقت مع‬
‫غريها من ال�سيا�سات والآليات التي هي �أي�ضا ذات �أهمية حا�سمة يف تعزيز التنمية االقت�صادية‪.‬‬

‫�إىل غاية هذه النقطة‪ ،‬قدمت الدرا�سة التجريبية وبعناية �أدلة ل�صالح العالقة الإيجابية‬ ‫ ‬
‫بني التجارة و النمو‪ ،‬و التي تتم عرب العديد من القنوات املختلفة مثل زيادة م�ستوى اال�ستثمار �أو‬
‫نقل التكنولوجيا‪� .‬أكرث من ذلك ‪ ،‬مت ت�سليط ال�ضوء على خمتلف املنافع املرتبطة بالتجارة كتحقيق‬
‫م�ستويات دخول �أعلى ومعدالت منو مرتفعة ‪ ،‬وت�أثريات انت�شارية وا�سعة للمعرفة‪ .‬لكن مع‬
‫ذلك‪ ،‬ال تدعم كل الدرا�سات هذه احلجج بالإجماع‪ ،‬حيث انتقدتها العديد من الأبحاث لأ�سباب‬
‫ال عن احلذف املمكن للمتغريات التي ميكن �أن تكون‬ ‫تتعلق ب�أوجه الق�صور املنهجية املفرت�ضة‪ ،‬ف�ض ً‬
‫ذات �أهمية بالغة للنمو من التجارة يف حد ذاتها‪.‬‬

‫قام ‪ )2004( Walde and Wood‬ب�إجراء درا�سة ا�ستق�صائية للأدبيات التجريبية‬ ‫ ‬


‫والنظرية بهدف �إيجاد (ك�شف) فيما �إذا كانت ”حالة التحرير من منظور الكفاءة‪ ،‬ي�ستند على حجج‬
‫قوية “‪ .‬فقد عمل الباحثان على ت�صنيف الدرا�سات التجريبية على �أ�سا�س املنهجية امل�ستخدمة ‪:‬‬
‫انحدارات النمو (‪ )OLS‬القطرية ‪،‬املعدالت الآنية ‪،‬املتغريات الآداتية ‪ ،‬مناذج بانيل‪ ،‬اختبارات‬
‫‪ Granger‬لل�سببية ‪ ،‬و الدرا�سات على امل�ستوى اجلزئي‪ .‬ففيما يتعلق بانحدارات النمو القطرية‪،‬‬
‫يرى الباحثان �أن تلك الدرا�سات تعاين من عدم وجود املتانة (القوة التف�سريية)‪ ،‬كما �أن ال�سببية بني‬
‫ال�صادرات و النمو غري وا�ضحة (غام�ضة)‪� .‬أما املنهجيات الثالثة املتبقية‪ ،‬فتظهر م�شاكل املتانة‪،‬‬
‫ال عن عدم ت�ضمني ملتغريات ال�سيا�سة (كمتغريات تف�سريية) على �أنها عوامل �أ�سا�سية ميكن �أن‬ ‫ف�ض ً‬
‫تقو�ض بجدية القوة التف�سريية لهذه الدرا�سات‪.‬‬
‫‪� 14‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫ �أما اال�ستنتاج العام امل�ستخل�ص من درا�سة ‪ )2004( Walde and Wood‬يتعلق يف كون‬
‫الأدبيات ”غافلة ب�شكل مفاجئ عن الرابط املوجود بني �أدوات ال�سيا�سة التجارية و النمو االقت�صادي‬
‫“(‪� .)p.289‬أي�ضا وجدت ال�سببية على �أنها ق�ضية رئي�سية البد من حتديدها ‪ ،‬لأنه لي�س من الوا�ضح‬
‫فيما �إذا كان املزيد من النمو قد ي�سبب املزيد من التجارة ‪� ،‬أو �أن املزيد من التجارة قد ي�سبب املزيد‬
‫من النمو ( ال�سببية قد ت�سري يف كال االجتاهني) ‪ .‬ومع الأخذ بعني االعتبار ”االفتقار للأدلة املقنعة‬
‫على �أن التجارة �أو �سيا�سات الت�صدير ميكن �أن ت�ستخدم لتوليد معدالت منو مرتفعة “(‪(Walde‬‬
‫‪ ،and Wood, 2004, p.277‬ي�ؤكد الباحثان على عدم �إمكانية �صياغة �أية تو�صيات لل�سيا�سة‬
‫التجارية‪.‬‬

‫هناك خط �آخر من املناق�شة يتعامل مع ق�ضية قيادة ال�صادرات للنمو ك�إ�سرتاتيجية تنموية‬ ‫ ‬
‫”ممكنة“‪ .‬يف هذا االجتاه ‪ ،‬ي�شكك ‪ )1987( Sachs‬من فكرة �أن حترير التجارة هي مكون‬
‫�رضوري ناجح لإ�سرتاتيجية التوجه نحو اخلارج‪.‬فبالن�سبة حلالة بلدان �رشق �آ�سيا ‪ ،‬ي�ؤكد ‪Sachs‬‬
‫على الكيفية التي مكنت تلك البلدان من تطبيق خمتلف ال�سيا�سات والآليات مثل ت�شجيع ال�صادرات‪،‬‬
‫ا�ستقرار االقت�صاد الكلي ‪� ،‬أو منع التحرير الكامل للواردات – و التي �ساهمت بقوة يف م�سارها‬
‫التنموي‪ .‬ويرى الباحث �أن ال�سيا�سات احلكومية التدخلية كانت جد حا�سمة ‪ ،‬و لي�س جمرد االنفتاح‬
‫على التجارة الدولية فقط‪ .‬فهو يرى �أن جناح بلدان �رشق �آ�سيا يرجع يف الأ�سا�س �إىل الدور الن�شط‬
‫للحكومة يف ت�شجيع ال�صادرات يف بيئة مل ت�سمح بتحرير الواردات ب�شكل كامل‪ ،‬ومت تعزيز توازن‬
‫(‪)5‬‬
‫االقت�صاد الكلي (خ�صو�صا اجلانب املايل)‪.‬‬

‫ �أما درا�سة ‪ )2004( Rodrik et al.‬فت�شري �أي�ض ًا �إىل �أن التجارة �أ�صبحت بالفعل‬
‫متغري ًا غري معنوي يف معادلة النمو التي تت�ضمن ب�رصاحة متغريات متثل عدد ًا من اخل�صائ�ص‬
‫امل�ؤ�س�ساتية‪ .‬فعوامل مثل �سيادة القانون‪ ،‬حقوق امللكية‪ ،‬النظام القانوين املت�سق‪ ،‬والعديد من‬
‫امل�ؤ�س�سات الأخرى‪ ،‬يبدو �أنها �أكرث �أهمية للنمو من ال�سيا�سات املوجهة نحو الت�صدير‪ .‬و �ضمن‬
‫نف�س اخلط من املناق�شة ‪ ،‬ي�ستخدم ‪ )2004( Rigobon and Rodrik‬طريقة قيا�سية للتعوي�ض عن‬
‫بع�ض الت�أثريات املتزامنة لبع�ض املتغريات و التي �سمياها ”التحديد من خالل م�شكلة عدم جتان�س‬
‫التباين ‪.“ Heteroskedasticity‬كما ي�شري �إليه ‪ ، )2007( Van den Berg and Lewer‬ف�إن‬
‫�أهم نتيجة خرجت بها هذه الدرا�سة هو �أنه يف ظل وجود املتغريات امل�ؤ�س�ساتية الأخرى ‪ ،‬ف�إن‬
‫متغري االنفتاح �سيكون له ت�أثري �سلبي على م�ستويات الدخل‪ .‬وجل�أ ‪� )2004( Lee et al.‬إىل نف�س‬
‫الأ�سلوب ‪ ،‬لتك�شف الدرا�سة �أنه على الرغم من �أن ت�أثري التجارة على النمو ال يزال ميار�س ت�أثري ًا‬
‫�إيجابي ًا ‪� ،‬إال �أن حجم الت�أثري �أ�صبح �أقل مقارنة بالتقديرات ال�سابقة‪.‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪15‬‬

‫ويدافع كل من ‪ )1999( Rodriguez and Rodrik‬و‪)2004( Rodrik et al.‬‬ ‫ ‬


‫عن املوقف القائل ب�أن ت�أثريات ال�سيا�سة التجارية على النمو تبدو متداخلة مع ت�أثريات ال�سيا�سات‬
‫الأخرى التي عادة ما تطبق ب�شكل متزامن‪ .‬و بالتايل‪ ،‬فمن ال�صعب جد ًا حتديد �آثار ال�سيا�سة‬
‫التجارية بال�ضبط على النمو االقت�صادي‪ .‬وترى تلك الدرا�سات �أي�ضا �أن تلك الطرق التجريبية‬
‫تعاين عجز ًا يف التمييز ب�شكل دقيق بني �آثار التجارة على النمو االقت�صادي و �آثار املتغريات و‬
‫ال�سيا�سات الأخرى على النمو ( ‪.)Van den Berg and Lewer,2007‬‬

‫وتت�ساءل درا�سة ‪ )1999( Rodriguez and Rodrik‬عن الكيفية التي حكمت فيها‬ ‫ ‬
‫بع�ض الدرا�سات التجريبية على وجود عالقة �إيجابية بني االنفتاح و النمو‪ ،‬مثل درا�سة ‪Dollar‬‬
‫(‪ ، )1995( Sachs et al. ،)1993( Ben-David،)1992‬و‪� .)1998( Edwards‬أما حجتهم‬
‫الأ�سا�سية يف ذلك فتتمثل يف �أن االرتباط لي�س قوي ًا مع املقايي�س املختلفة لالنفتاح و متغريات التحكم‬
‫املهمة‪ .‬بالإ�ضافة �إىل ذلك ‪ ،‬ي�شدد ‪ )1999( Rodriguez and Rodrik‬اهتماماتهم مب�سالة حتيز‬
‫التحليل التجريبي للتجارة و النمو نحو املتغريات امل�ؤ�س�ساتية املحذوفة و املرتبطة بالتجارة الدولية‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬ف�إن من �أهم احلجج املقدمة من قبل ‪ Rodriguez and Rodrik‬هو �أن العديد من املتغريات‬
‫امل�ؤ�س�ساتية املن�سية ذو ارتباط وثيق بالتجارة‪.‬كنتيجة لذلك ‪ ،‬حتيز املتغريات املحذوفة ميكن �أن‬
‫ي�سبب يف العديد من الدرا�سات ” املبالغة “ يف تقدير ت�أثري معامل ” التجارة « على النمو‪ .‬يف هذا‬
‫اجلانب ‪ ،‬ميكن �أن تظهر جتربة ”منور“�رشق �آ�سيا كيف �أمكن للعوامل املختلفة مثل ا�ستقرار‬
‫االقت�صاد الكلي ‪� ،‬سيادة القانون ‪ ،‬التعليم ‪ ،‬و غياب ال�رصاع االجتماعي �أن ت�ؤثر ب�شكل �إيجابي‬
‫على منوها االقت�صادي ‪.‬و مع الأخذ باحل�سبان ‪� ،‬أنه �إذا ما مت اعتماد متغري «التجارة»فقط و مت‬
‫حذف املتغريات احلا�سمة الأخرى ‪ ،‬ف�إنه لن يكون بالإمكان تف�سري التح�سينات احلا�صلة يف االنتاجية‬
‫الكلية للعوامل ب�شكل وا�ضح عن طريق التجارة ‪ ،‬وفقا للطرق التجريبية املعيارية‪.‬و ا�ستناد ًا اىل هذا‬
‫الر�أي ‪ ،‬تتداخل �سيا�سة التجارة الدولية ب�شكل وا�سع مع ال�سيا�سات االقت�صادية الأخرى مما يجعل‬
‫من امل�ستحيل التفريق بني ت�أثري التجارة على النمو و ت�أثريات النمو لتلك ال�سيا�سات الأخرى‪.‬و‬
‫بالتايل ‪ ،‬يرى ‪� Rodriguez and Rodrik‬أن النمو االقت�صادي يعتمد يف نهاية املطاف و ب�شكل‬
‫كبري على ”ال�سيا�سات الأخرى “ من ال�سيا�سات التجارية يف حد ذاتها‪ .‬لكن على الرغم من ذلك‬
‫‪ ،‬من املهم الإ�شارة �إىل �أن موقف ‪ Rodriguez and Rodrik‬ال يدعم فكرة حماية التجارة ‪،‬‬
‫و �إمنا يفيد الباحثان اىل �رضورة ”عدم املبالغة كثريا يف االدلة املنهجية ل�صالح االنفتاح التجاري‬
‫”و التي ”كان لها ت�أثري كبري على ال�سيا�سات يف جميع �أنحاء العامل “ ‪ ،‬مما �أدى �إىل وجود توقعات‬
‫عالية و” �إق�صاء “ للإ�صالحات امل�ؤ�س�ساتية ذات ” مردودية حمتملة �أكرب “ (‪Rodriguez and‬‬
‫‪.)Rodrik,1999,p.162‬‬
‫‪� 16‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫بعد �أن قمنا بتقدمي و مراجعة العديد من وجهات النظر لعدد من الدرا�سات التجريبية‬ ‫ ‬
‫املهمة‪ ،‬املعرتف بها و امل�ؤثرة ‪ ،‬من املهم الآن �أن نتخذ موقف ًا ب�ش�أن اجلدل القائم حول العالقة بني‬
‫التجارة و النمو ‪ ،‬و تقدمي نقد �صحيح لتلك احلجج‪.‬‬

‫بداية و قبل كل �شيء ‪ ،‬ينبغي الإ�شارة اىل �أن الدرا�سات التجريبية ال تظهر �أي تعاك�س‬ ‫ ‬
‫(تناق�ض) بني بع�ضها البع�ض ‪ ،‬مبعنى �أنه مل يتبني بعد �أن التجارة متار�س ت�أثري ًا �سلبي ًا على النمو‪.‬‬
‫بدال من ذلك‪ ،‬يرى �أن هناك مبالغة يف تقدير �آثارها املحتملة‪� ،‬أو �أنها ال تقا�س بال�شكل ال�صحيح‪.‬‬
‫وعلى الرغم من املالحظات التي تتعلق ب�أوجه الق�صور املنهجية وعدم و�ضوح ال�سببية ‪ ،‬هذا ال‬
‫يعني �أنه ال يوجد هناك عالقة بني التجارة و النمو‪ .‬ما هو املطلوب‪ ،‬كما �أ�شار �إليه العديد من‬
‫الباحثني‪ ،‬هو وجود درا�سات وتقنيات قيا�سية �أكرث تطور ًا من �ش�أنها �أن ت�سمح بتقدير مقدار (حجم)‬
‫هذه العالقة ب�شكل كامل‪.‬‬

‫�أحد �أهم اجلوانب املقدمة من قبل الدرا�سات التي ت�شكك يف العالقة بني التجارة والنمو‬ ‫ ‬
‫ال من الأطر النظرية وعدد من الأعمال‬ ‫هي ق�ضية ”م�شكلة املتغريات املحذوفة “‪ .‬و الأكيد‪� ،‬أن ك ً‬
‫التجريبية امل�ؤثرة تقدم دعم ًا حلجة �أن التجارة لوحدها ال ت�سبب النمو االقت�صادي‪ :‬ف�إىل جانب‬
‫التجارة‪ ،‬على البلدان النامية �أن تركز ب�شكل خا�ص على العوامل احلا�سمة الأخرى مثل تكوين‬
‫ر�أ�س املال املادي و الب�رشي‪ .‬هذا املنطلق ذو �أهمية ق�صوى ‪ ،‬لأنه ي�ؤدي �إىل نتيجة مفادها �رضورة‬
‫مزج ال�سيا�سات التجارية باال�سرتاتيجيات التنموية الأخرى‪.‬‬

‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬البد من الإ�شارة �إىل �أنه لي�س فقط نظرية التجارة الدولية‪ ،‬و لكن‬ ‫ ‬
‫�أي�ضا نظرية النمو‪ ،‬التي ت�سمح بو�صف مدى ال�صلة املوجودة بني التجارة و النمو‪.‬كما ذكر �سابقا ‪،‬‬
‫يبدو �أن العالقة بني التجارة والنمو تتم عن طريق العديد من القنوات املختلفة ‪ ،‬مثل اال�ستثمارات‬
‫والأثر االنت�شاري للمعرفة‪ .‬ومن الأهمية مبكان �أي�ضا اعتبار �أن التجارة ميكن �أن تكون ذات فائدة‬
‫لبلد ما ‪� ،‬رشيطة �أن يتم حتقيق بع�ض املتطلبات الأ�سا�سية ‪ ،‬على �سبيل املثال ‪� ،‬أف�ضل قدرة ا�ستيعابية‬
‫للتكنولوجيا ‪ ،‬بيئة اقت�صاد كلي �سليمة ‪ ،‬اال�ستقرار ال�سيا�سي ‪ ،‬و تكوين ر�أ�س املال الب�رشي ‪ ،‬من‬
‫بني الأمور الأخرى‪ .‬و يبدو �أن التجارة متار�س ت�أثري ًا ايجابيا على النمو ‪ ،‬لكن �إذا ما مت مزجها‬
‫مع عوامل و خ�صائ�ص �أخرى ذات �أهمية حا�سمة‪.‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪17‬‬

‫ثالثا‪ :‬منهجية الدرا�سة‬

‫تتمثل منهجيـة الدرا�سة يف ا�ستخدام منهــج ميزج بيانات ال�سال�سـل الزمنية مع بيانات‬ ‫ ‬
‫املقطع امل�ستعر�ض ‪ The Panel Data Approach‬بوا�سطة تطبيق مناذج الآثار الثابتة مع وجود‬
‫الآثار الثابتة لكل من البلد والدورات التجارية‪ .‬ومن ثم ينق�سم هذا البند �إىل بنديني فرعيني‪� :‬أولهما‬
‫منوذج الآثار الثابتة للبلد مع وجود الآثار الثابتة للبلد والدورات التجارية‪ .‬وثانيهما طريقة التقدير‬
‫امل�ستخدمة‪.‬‬

‫‪ .1.3‬منوذج الآثار الثابتة مع وجود الآثار الثابتة للبلد والدورات التجارية‬

‫يالحظ انه يف منوذج االنحدار املجمع ‪� The Pooled Regression Model‬إذا كان‬ ‫ ‬
‫هناك فروق �أو اختالفات وا�ضحة بني البلدان املكونة للعينة حمل الدرا�سة ‪ ،‬ف�إن القيم املقدرة‬
‫ملعامالت انحدار هذا النموذج الناجتة عن ا�ستخدام طريقة املربعات ال�صغرى �سوف تكون متحيزة‬
‫)‪.(Nicholls, 2002,p. 6‬‬

‫ولعالج هذه امل�شكلة ‪ ،‬توجد عدة بدائل م�ستخدمة يف �أدب االقت�صاد القيا�سي ‪ ،‬منها الأخذ‬ ‫ ‬
‫بعني االعتبار االختالفات بني البلدان حمل الدرا�سة من خالل ا�ستخدام املتغريات ال�صورية لكل بلد‬
‫من هذه البلدان يف فرتة زمنية معينة لكي تعك�س الآثار الثابتة للبلدان حمل الدرا�سة ككل فـي هذه‬
‫الفرتة الزمنية يف منـوذج ي�سمي بنمـوذج الآثار الثابتـة مع وجـود الآثار الثابتـة للبلد ‪.(Baltagi,‬‬
‫)‪1995; Hsiao, 1986‬‬

‫ويرجع ال�سبب يف �إدخال الآثار الثابتة للبلدان يف النموذج �إىل وجود بع�ض املتغريات غري‬ ‫ ‬
‫املالحظة التي ت�ؤثر على املتغري التابع (النمو االقت�صادي) ( ‪ ) LRYPCit‬و التي ال تتغري عرب الزمن‪،‬‬
‫حيث يفرت�ض عــدم حدوث تغري على الأقل يف هذه املتغـريات خالل الفرتة الزمنية للدرا�سـة‬
‫(انظر‪.) Oviedo, 2001,p. 2 :‬‬

‫�إن الآثار الثابتة للبلد تتمثل يف �آثار كافة العوامل الثابتة عرب الزمن غري املالحظة على‬ ‫ ‬
‫معدل النمو االقت�صادي‪ ،‬والتي تختلف من بلد لآخر يف بلد العينة حمل الدرا�سة‪ .‬ومن �أمثلة هذه‬
‫العوامل‪ :‬حجم الدولة‪ ،‬التعليم‪ ،‬تغريات ال�سيا�سة‪ ،‬كفاءة الأن�شطة احلكومية‪....‬الخ‪ .‬ومن ثم‬
‫ف�إن النموذج املذكور يعك�س الفروق �أو االختالفات بني البلدان املكونة لعينة الدرا�سة‪� .‬أما الآثار‬
‫الثابتة للدورات التجارية فهي تتمثل يف الآثار الثابتة لعن�رص الزمن‪ .‬و ميكن بيان منوذج الآثار‬
‫‪� 18‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫الثابتة مع وجود الآثار الثابتة للبلد على النحو التــايل‬


‫( انظر‪: )Narayana, 2001, pp. 6- 7 :‬‬

‫; ‪LRYPCit = a1d1it + a2d2it + .... + (X)’itβ + εit‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫ ‬ ‫‪i = 1, 2, ....., N‬‬
‫ ‬ ‫‪t = 1, 2, ....., T‬‬

‫‪ = d jit‬املتغري ال�صوري اخلا�ص بالبلد ‪ . i‬و تكون قيمة هذا املتغري م�ساوية للواحد ال�صحيح‬
‫عندما ‪ ، i = j‬بينما تكون م�ساوية لل�صفر عندما يحدث خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ =β‬معامل امليل‪ .‬و يفرت�ض يف هذا النموذج ثبات قيمة هذه املعامالت لكل البلدان و عرب‬
‫الزمن‪.‬‬
‫‪ = LRYPCit‬لوغاريتم متو�سط ن�صيب الفرد من الناجت املحلي الإجمايل احلقيقي (معدل النمو‬
‫االقت�صادي)‪ .‬و هو ميثل املتغري التابع‪.‬‬
‫‪ = X‬م�صفوفة املتغريات امل�ستقلة (املتغريات امل�ؤثرة على النمو االقت�صادي)‪.‬‬

‫الحظ �أن املعادلة ال�سابقة ال ت�شمل احلد الثابت العام ( ‪ ، ) a‬من �أجل جتنب االزدواج‬ ‫ ‬
‫اخلطي التام بني هذا احلد و املتغريات ال�صورية للبلدان املكونة للعينة حمل الدرا�سة‪.‬‬

‫باال�ستناد �إىل الدرا�سات التجريبية ال�سابقة اخلا�صة بالنمو االقت�صادي ( انظر على �سبيل‬ ‫ ‬
‫املثال الدرا�سات التالية‪Barro and Sala-i-Martin , 1995; Barro , 1996; Giuliano :‬‬
‫‪ ) and Ruiz-Arranz , 2005; Jongwanich, 2001‬ميكن بيان منوذج النمو االقت�صادي‬
‫امل�ستخدم الذي يعك�س كل من الآثار الثابتة لكل من البلد والدورات التجارية على النحو التايل‪:‬‬

‫‪n‬‬
‫; ‪LRYPCit = β0 + β1OPENit + βj Σ+ (X)’itβ + εit‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪j=1‬‬

‫ ‬ ‫‪i = 1, 2, ....., N‬‬


‫ ‬ ‫‪t = 1, 2, ....., T‬‬
‫حيث �أن‪:‬‬
‫‪ = i‬البلد‪.‬‬
‫‪ = N‬عدد البلدان املكونة للعينة حمل الدرا�سة‪.‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪19‬‬

‫‪ = t‬الفرتة الزمنية‪.‬‬
‫‪ =T‬عدد امل�شاهدات‪.‬‬
‫‪ = LRYPC‬لوغاريتم متو�سط ن�صيب الفرد من الناجت املحلي الإجمايل احلقيقي (النمو االقت�صادي)‪.‬‬
‫‪ = OPEN‬درجة االنفتاح التجاري‪.‬‬
‫‪ = Z‬املتغريات امل�ستقلة الأخرى (متغريات ال�ضبط املعيارية)‪:‬‬
‫ ‪ = FDIY ‬تدفقات اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل كن�سبة مئوية من‬
‫الناجت املحلي الإجمايل‪.‬‬

‫ ‪ = FSD ‬تنمية القطاع املايل‪.‬‬

‫ ‪ = INFR ‬معدل الت�ضخم املحلي‪.‬‬

‫ ‪ = INV Y ‬اال�ستثمار املحلي الإجمايل كن�سبة مئوية من الناجت املحلي الإجمايل‪.‬‬

‫ ‪ = POPG ‬معدل النمو ال�سكاين‪.‬‬

‫ ‪ = DEMOC ‬الدميقراطية‪.‬‬

‫ ‪ = QOG ‬جودة �إدارة احلكم‪.‬‬

‫‪ =αi‬متغري �صوري يعك�س الآثار الثابتة للبلد غري املالحظة‪.‬‬


‫‪ =δt‬متغري �صوري يعك�س الآثار الثابتة للزمن غري املالحظة‪.‬‬
‫‪ =ε‬حد اخلط�أ الع�شوائي �أو البواقي‪.‬‬

‫‪ .2.3‬طريقة التقدير امل�ستخدمة‬

‫لتقدير مناذج االثار الثابتة امل�ستخدمة �سوف يتم ا�ستخدام طريقة املربعات ال�صغرى‬ ‫ ‬
‫املعممة املمكنة )‪ Feasible Generalised Least Square (FGLS‬من �أجل احل�صول على‬
‫تقديرات مت�سقة ملعامالت االنحدار املقدرة لهذه النماذج (‪.)Panayotou et al., 2000, p. 10‬‬
‫حيث �أن اتباع الطريقة املذكورة يف التقدير ي�ؤدي �إىل ما يلي‪ )1( :‬ت�صحيح االرتباط املتزايد بني‬
‫الأخطاء‪ ،‬و هذا بدوره ي�صحح ب�شكل �آيل م�شكلة عدم ثبات تباين حد اخلط�أ بني البلدان ‪Panel‬‬
‫‪ )2( .Heteroskedasticity‬ت�صحيح الأخطاء املرتبطة ت�سل�سلياً‪ ،‬و هذا يعني عدم وجود م�شكلة‬
‫ارتباط ذاتي بني البواقي ‪.)Beck and Katz, 1995, p. 637( Autocorrelation‬‬
‫‪� 20‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫‪ .3.3‬تعريف و�إعداد املتغريات وم�صادر البيانات‬


‫‪ .1.3.3‬العينة وفرتة الدرا�سة‬

‫مت حتديد فرتة الدرا�سة من العام ‪ 1990‬حتى العام ‪� .2011‬أما العينة حمل الدرا�سة ‪،‬‬ ‫ ‬
‫فتتكون من ‪ 13‬بلدا من منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪ ،‬و هي ‪ :‬اجلزائر ‪ ،‬البحرين ‪،‬‬
‫م�رص ‪� ،‬إيران ‪� ،‬إ�رسائيل ‪ ،‬الأردن ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬املغرب ‪ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪� ،‬سوريا‪ ،‬واليمن‪.‬‬

‫وقد مت اختيار هذه البلدان طبق ًا ملعيار مدى توافر البيانات للمتغريات حمل الدرا�سة لكل‬ ‫ ‬
‫�سنوات الفرتة حمل الدرا�سة �أو ملعظمها‪ .‬ومن ثم ف�إن الدرا�سة احلالية �سوف ت�ستخدم بيانات بانيل‬
‫غري متوازنة ‪ .Unbalanced Panel Data‬حيث يتوقف عدد امل�شاهدات( ‪ ) NT = N *T‬على‬
‫عدد ال�سنوات ( ‪ ) T‬التي تتوافر فيها بيانات للمتغريات حمل الدرا�سة اخلا�صة بكل بلد‪.‬‬

‫‪ .2.3.3‬تعريف و�إعداد املتغريات‬

‫ميكن تعريف املتغريات امل�ستخدمة يف التقدير وكيفية �إعدادها على النحو التايل‪:‬‬ ‫ ‬

‫املتغري التابع ( لوغاريتم متو�سط ن�صيب الفرد من الناجت املحـلي الإجمــايل احلقيقـي( ‪)) LRY PC it‬‬
‫؛ احلرف ‪ L‬ي�شري �إىل اللوغاريتم الطبيعي‪� .‬أما ‪ RY PC it‬في�شري �إىل متو�سط ن�صيب الفرد من الناجت‬
‫املحلي الإجمــايل احلقيقي ( ‪( ) LRY PC it‬النمو االقت�صادي)‪ .‬وهو عبارة عن حا�صل ق�سمة الناجت‬
‫املحلي الإجمايل بالأ�سعار الثابتة لعام ‪ 2005‬مقا�س ًا بالدوالر الأمريكي على �إجمايل عدد ال�سكان‪.‬‬

‫و ميكن بيان املتغريات امل�ستقلة امل�ستخدمة يف هذه الدرا�سة كما يلي‪:‬‬ ‫ ‬

‫ال ‪ :‬املتغري امل�ستقل الرئي�س (درجة االنفتاح التجاري( ‪:))OPEN it‬‬


‫�أو ً‬

‫�سوف يتم احل�صول على درجة االنفتـــاح التجاري ( ‪ )OPEN it‬بق�سمة جمموع‬ ‫ ‬
‫ال�صادرات والواردات من ال�سلع واخلدمات بالأ�سعار اجلارية مقا�س ًا بالدوالر الأمريكي على‬
‫الناجت املحلي الإجمايل بالأ�سعار اجلارية مقا�س ًا بالدوالر الأمريكي ‪ ،‬مع �رضب ناجت الق�سمة يف‬
‫‪.100‬‬

‫ثانياً‪ :‬املتغريات امل�ستقلة الأخرى (متغريات ال�ضبط املعيارية)‪:‬‬

‫‪ -‬تدفقات اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل كن�سبة مئوية من الناجت املحلي الإجمايل‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪21‬‬

‫( ‪:) FDIY‬يتمثل يف �صايف تدفقات اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل كن�سبة مئوية‬
‫‪it‬‬
‫من الناتـج املحلي الإجمايل ( ‪ .) FDIY it‬ويتم احل�صول على هذا املتغري بق�سمة هذا ال�صايف‬
‫بالأ�سعار اجلارية مقا�س ًا بالدوالر الأمريكي على الناجت املحلي الإجمايل بالأ�سعار اجلارية‬
‫مقا�س ًا بالدوالر الأمريكي ( ‪ ،) GDPit‬مع �رضب ناجت الق�سمة يف ‪.100‬‬
‫‪ -‬اال�ستثمار املحلي الإجمايل كن�سبة من الناجت املحلي الإجمايل ( ‪� :) INVY‬سيتم احل�صول على‬
‫‪it‬‬
‫اال�ستثمار املحلي الإجمايل كن�سبة من الناجت املحلي الإجمايل ( ‪ ) INV Y it‬بق�سمة اال�ستثمار املحلي‬
‫الإجمايل (�إجمايل تكوين ر�أ�س املال الثابت زائد ًا التغري يف املخزون) بالأ�سعار اجلارية مقا�س ًا‬
‫بالدوالر الأمريكي على ‪ ، GDPit‬مع �رضب ناجت الق�سمة يف ‪.100‬‬
‫‪ -‬تنمية القطاع املايل ( ‪ :) FSD‬يقي�س عر�ض النقود باملعنى الوا�سع بالأ�سعار اجلارية مقا�س ًا‬
‫‪it‬‬
‫بالدوالر الأمريكي ( ‪� ) M 2it‬إىل ‪ GDPit‬درجة ا�ستخدام النقد يف االقت�صاد القومي‪ .‬ومن ثم‬
‫ف�إن هذه الن�سبة – التي يطلق عليها متغري ا�ستخدام النقد ‪ -‬تقي�س حجم القطاع املايل يف هذا‬
‫االقت�صاد‪ .‬وحيث �أن التزايد يف ن�سبة ‪� M 2it‬إىل ‪ GDPit‬عرب الزمن يعنى تراكم �أ�رسع ملجموعة‬
‫متنوعــة من الأ�صـول املـالية ب�صفة عامـة ‪ ،‬والودائـع االدخــارية ب�صفة خا�صـة (‪Darrat,‬‬
‫‪ ، )1999,p.26‬ف�إن الزيادة يف هذه الن�سبة ت�شري �إىل حدوث زيادة يف حجم الو�ساطة املالية‬
‫‪ ،‬التي تنطوي على جتميع مدخرات العديد من املدخرين و منحها للم�ستثمرين‪ ،‬من خـالل‬
‫قنوات معينة‪ .‬و نظر ًا لأنه مع تقدم تطور القطاع املايل تنمو قدرة النظام املايل يف �أداء‬
‫وظيفة الو�ساطة املالية‪ ،‬فقد مت ا�ستخدام الن�سبة املذكورة ]‪ [( M 2it / GDPit ) *100‬كمقيا�س لتطور‬
‫القطــــاع املايل ( ‪ ) FSDit‬على نطاق وا�سـع يف الأدبيات االقت�صادية (انظر على �سبيل املثال‪:‬‬
‫‪King and Levine, 1993a, 1993b ; Murinde and Eng, 1994 ; Arestis and‬‬
‫; ‪.)Demetriades, 1977 ; Ahmed and Ansari, 1998 ; and Darrat, 1999‬‬
‫‪ -‬معدل الت�ضخم املحلي ( ‪ :) INFRit‬للتعبري عن عدم اال�ستقرار االقت�صادي الكلي �سوف يتم‬
‫ا�ستخدام التغري يف معدل الت�ضخم املحلي ( ‪ .) INFRit‬و معدل الت�ضخم املحلي امل�ستخدم هو‬
‫عبارة عن معدل التغري ال�سنوي يف الرقم القيا�سي لأ�سعار امل�ستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬معدل النمو ال�سكان ( ‪ :) POPG‬معدل النمو يف �إجمايل عدد ال�سكان يف البلد‪.‬‬
‫‪ -‬الدميقراطية ( ‪ :) DEMOC‬مت �إعداد متغري الدميقراطية ( ‪ ) DEMOC it‬با�ستخدام كل من‬
‫‪it‬‬
‫م�ؤ�رش احلقوق ال�سيا�سية )‪ Political Rights Index (PRI‬وم�ؤ�رش احلريات املدنية ‪Civil‬‬
‫)‪ Liberties Index (CLI‬الذي ي�صدرهما بيت احلرية ‪ .Freedom House‬احلقوق‬
‫ال�سيا�سية التي يت�ضمنها ‪ PRI‬هي (‪ :)Meek, 2003,p.1‬امل�شاركة بحرية يف العملية ال�سيا�سية‪،‬‬
‫حق الت�صويت‪ ،‬املناف�سة من �أجل تقلد املنا�صب العامة ‪ ،‬اال�شرتاك يف اختيار متخذي القرار‬
‫‪� 22‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫ال�سيا�سي ‪ ،‬وجود انتخابات دميقراطية ‪،‬نزيهة ‪،‬وتناف�سية‪� .‬أما احلريات املدنية التي يت�ضمنها‬
‫‪ ،CLI‬فتتمثل يف حق كل فرد يف حرية الر�أي و التعبري‪ ،‬التعليم‪ ،‬العمل‪ ،‬التنقل‪ ،‬التملك‪،‬‬
‫الدين‪ ،‬اال�شرتاك يف اجلمعيات ال�سلمية ‪ ،‬و�إدارة امل�صالح العامة لبالده �إما مبا�رشة و�إما‬
‫بوا�سطة ممثلني يتم اختيارهم اختيار ًا حراً‪.‬‬

‫وترتاوح قيمة كل من ‪ PRI‬و ‪ CLI‬بني ‪ 1‬و ‪ .7‬و طبق ًا لهذين امل�ؤ�رشين ‪ ،‬ف�إن البلدان‬ ‫ ‬
‫التي ت�أخذ القيمة ‪ ،1‬ف�إنها بلدان تتمتع ب�أق�صى درجة من احلرية ال�سيا�سية (الأكرث حترر ًا من الناحية‬
‫ال�سيا�سية)‪ ،‬بينما البلدان التي ت�أخذ القيمة ‪ 7‬ف�إنها بلدان تتمتع ب�أدنى درجة من احلرية ال�سيا�سية‬
‫(الأقل حترر ًا من الناحية ال�سيا�سية)‪ .‬و لقيا�س �أثر زيادة الدميقراطية على النمو االقت�صادي ‪ ،‬مت‬
‫�إعداد متغري الدميقراطيــــة( ‪ ) DEMOC it‬على النحو التايل‪:‬‬

‫‪DEMOC‬‬ ‫‪= (14-CLI‬‬ ‫‪- PRI ) /12‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪it‬‬ ‫‪it‬‬ ‫‪it‬‬
‫وطبق ًا لهذه املعادلة ‪ ،‬ف�إن م�ؤ�رش ‪ DEMOC it‬يرتاوح بني ال�صفر والواحد ال�صحيح‪ .‬و من‬ ‫ ‬
‫ثم‪ ،‬ف�إن البلدان التي ت�أخذ تقديرا م�ساوي ًا لل�صفر‪ ،‬ف�إنها تتمتع ب�أدنى درجة من الدميقراطية‪� .‬أما‬
‫البلدان التي ت�أخذ تقديرا م�ساويا للواحد ال�صحيح‪ ،‬ف�إنها بلدان تتمتع ب�أق�صى درجة من الدميقراطية‪.‬‬
‫و عليه‪ ،‬ف�إن زيادة قيم ‪ DEMOC it‬تعني زيادة درجة الدميقراطية‪ .‬و لهذا ف�إنه من املتوقع �أن‬
‫يكون ملتغري ‪� DEMOC it‬أثر ًا ايجابيا على النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫‪ -‬جودة �إدارة احلكم ( ‪ :)QOG it‬للتعبري عن جودة �إدارة احلكم �سيتم ا�ستخدام م�ؤ�رش الدليل‬
‫الدويل للمخاطر الدولية )‪ International Country Risk Guide (ICRG‬جلودة‬
‫احلكومة الذي ت�صدره جمموعة )‪ .Political Risk Services (PRS‬حيث �أن هذا الدليل‬
‫عرف جودة‬ ‫م�ؤ�رش قريب جد ًا من جودة �إدارة احلكم (‪ .)Rothstein,2011,p.2‬حيث ُت ِّ‬
‫احلكومة على �أنها النزاهة يف ممار�سة ال�سيا�سات العامة (‪ .)Ibid., p.4‬و قيمة م�ؤ�رش جودة‬
‫�إدارة احلكم امل�ستخدم هو عبارة عن متو�سط قيم ثالثة م�ؤ�رشات فرعية هي ‪ :‬الف�ساد ‪ ،‬احرتام‬
‫�سيادة القانون و النظام ‪ ،‬و اجلودة البريوقراطية‪ .‬و ترتاوح قيمة هذا امل�ؤ�رش بني ال�صفر‬
‫والواحد ال�صحيح‪ .‬حيث ت�شري القيم املرتفعة لهذا امل�ؤ�رش �إىل جودة مرتفعة جلودة احلكومة‪.‬‬
‫و من املتوقع �أن يكون للزيادة يف جودة �إدارة احلكم �أثر ًا موجب ًا على النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫مبعني �أن الزيادة يف جودة �إدارة احلكم �سوف ت�ؤدي �إىل زيادة معدل النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪23‬‬

‫‪ .4‬النتائج التجريبية‬
‫ي�ستهدف هذا البند ب�شكل �أ�سا�سي حتليل النتائج التجريبية لقيا�س �أثر االنفتاح التجاري على‬ ‫ ‬
‫النمو االقت�صادي يف بلدان منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا حمل الدرا�سة‪ .‬و لعله من املفيد‬
‫قبل �إجراء هذا التحليل القيام بالتعرف على طبيعة العالقة بني االنفتاح التجاري والنمو االقت�صادي‬
‫يف هذه البلدان با�ستخدام ال�شكل البياين‪ .‬وبالتايل �سوف ينق�سم هذا البند �إىل ثالثة بنود فرعية هي‪:‬‬
‫العالقة بني االنفتاح التجاري والنمو االقت�صادي‪ ،‬تقييم جودة النتائج التجريبية‪ ،‬نتائج تقدير‬
‫النماذج امل�ستخدمة يف التقدير‪.‬‬

‫‪ .1.4‬العالقة بني االنفتاح التجاري والنمو االقت�صادي‬

‫يو�ضح ال�شكل رقم (‪ )1‬العالقة بني االنفتاح التجاري ( ‪ )OPEN‬كمتغري م�ستقل والنمو‬ ‫ ‬
‫‪it‬‬
‫االقت�صادي ( ‪ ) LRY PC it‬كمتغري تابع يف بلدان ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا حمل الدرا�سة‬
‫خالل الفرتة ‪ .2011-1990‬ويت�ضح من هذا ال�شكل �أن زيادة درجة االنفتاح التجاري ي�ؤدي �إىل‬
‫زيادة معدل النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫ال�شكل رقم (‪ .)1‬االنفتاح التجاري و النمو االقت�صادي يف بلدان ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪:‬‬
‫‪2011 - 1990‬‬

‫‪ .2.4‬تقييم جودة النتائج التجريبية‬

‫عند القيام بتقدير مناذج الآثار الثابتة امل�ستخدمة يف قيا�س �أثر االنفتاح التجاري على النمو‬ ‫ ‬
‫‪� 24‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫االقت�صادي يف بلدان منطقة ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا حمل الدرا�سة مت الأخذ يف االعتبار‬
‫الآتي‪� )1(:‬أن تكون النتائج خالية من م�شاكل االقت�صاد القيا�سي‪� )2( .‬أن تكون النماذج امل�ستخدمة‬
‫حمددة ب�شكل جيد من الناحية الإح�صائية‪ .‬وميكن بيان ذلك على النحو التايل‪:‬‬

‫• مت معاجلة م�شكلة عدم ثبات التباين و االرتباط الذاتي با�ستخدام طريقة التقدير امل�ستخدمة‬
‫ال�سابق ذكرها‪.‬‬
‫• الختبار فيما �إذا كانت هناك م�شكلة االزدواج اخلطي‪ Multicollinearity‬يف املعادلة املقدرة‬
‫�أم ال ‪ ،‬مت الت�أكد من عدم وجود هذه امل�شكلة با�ستخدام حزمة برامج االقت�صاد القيا�سي ‪Stata‬‬
‫امل�ستخدمة يف التقدير التي تقوم ب�شكل روتيني عند التقدير ب�إهمال املتغري الذي له عالقة‬
‫ارتباطية قوية مبتغري م�ستقل �آخر �ضمن املتغريات امل�ستقلة اخلا�صة بكل منوذج من النماذج‬
‫حمل التقدير‪ .‬ومن ثم ال توجد م�شكلة ازدواج خطي يف النموذجني املقدرين‪.‬‬
‫• ت�شري قيمة �إح�صاء اختبار ‪� Wald‬إىل وجود معنوية �إح�صائية لكل معامالت املتغريات امل�ستقلة‬
‫مع ًا الواردة يف كل منوذج من النموذجني املقدرين (انظر اجلدول رقم (‪.))1‬‬

‫‪ .3.4‬نتائج تقدير النماذج امل�ستخدمة يف التقدير‬

‫بالإطالع على اجلدول (‪ )1‬ميكن بيان نتائج قيا�س �أثر االنفتاح التجاري على النمو‬ ‫ ‬
‫االقت�صادي كما يلي‪:‬‬

‫اجلدول رقم (‪ )1‬نتائج قيا�س �أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�رشق‬
‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪2011 -1990 :‬‬
‫املتغري التابع ‪ :‬النمو االقت�صادي (لوغاريتم متو�سط ن�صيب الفرد من الناجت املحلي الإجمايل‬
‫احلقيقي)( ‪.) LRYPCit‬‬

‫املتغريات‬ ‫مناذج الآثار الثابتة مع وجود الآثار الثابتة‬


‫امل�ستقلة‬ ‫لكل من الدولة والدورات التجارية‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫***‪0.849‬‬ ‫***‪0.850‬‬
‫‪LRYPCit-1‬‬ ‫)‪(0.000‬‬ ‫)‪(0.000‬‬
‫*‪0.001‬‬ ‫*‪0.001‬‬
‫‪FDIYit-1‬‬ ‫)‪(0.073‬‬ ‫)‪(0.076‬‬
‫***‪-0.002‬‬ ‫***‪-0.002‬‬
‫‪FSDit‬‬ ‫)‪(0.000‬‬ ‫)‪(0.000‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪25‬‬

‫يتبع‪...‬‬ ‫ ‬
‫مناذج الآثار الثابتة مع وجود الآثار الثابتة‬
‫املتغريات‬ ‫لكل من الدولة والدورات التجارية‬
‫امل�ستقلة‬
‫)‪(1‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫***‪0.001‬‬ ‫***‪0.001‬‬
‫‪FSDit-1‬‬ ‫)‪(0.001‬‬ ‫)‪(0.001‬‬
‫***‪0.002‬‬ ‫***‪0.001‬‬
‫‪INVIYit‬‬ ‫)‪(0.000‬‬ ‫)‪(0.001‬‬
‫*‪-0.001‬‬ ‫‪-0.001‬‬
‫‪INFRit‬‬ ‫)‪(0.096‬‬ ‫)‪(0.100‬‬
‫***‪-0.008‬‬ ‫***‪-0.008‬‬
‫‪POPGit‬‬ ‫)‪(0.000‬‬ ‫)‪(0.000‬‬
‫***‪-0.528‬‬ ‫***‪-0.524‬‬
‫‪QOGit‬‬ ‫)‪(0.007‬‬ ‫)‪(0.008‬‬
‫**‪0.371‬‬ ‫**‪0.368‬‬
‫‪QOG2it‬‬ ‫)‪(0.032‬‬ ‫)‪(0.033‬‬
‫**‪0.001‬‬ ‫**‪0.001‬‬
‫‪OPENit‬‬ ‫)‪(0.042‬‬ ‫)‪(0.044‬‬
‫‪0.001‬‬
‫‪DEMOCit‬‬ ‫)‪(0.980‬‬
‫***‪2465708‬‬ ‫***‪2454609‬‬
‫‪Waldc2‬‬ ‫)‪(0.000‬‬ ‫)‪(0.000‬‬
‫عدد امل�شاهدات‬ ‫‪191‬‬

‫مالحظات‪ *** :‬معنوي عند م�ستوي داللة قدره ‪% 1‬‬


‫** معنوي عند م�ستوي داللة قدره ‪% 5‬‬
‫* معنوي عند م�ستوي داللة قدره ‪% 10‬‬
‫‪ -‬القيم بني الأقوا�س متثل قيم – ‪p‬‬

‫‪1 .1‬وجود �أثر ايجابي �ضعيف ومعنوي لالنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي‪ .‬فقد‬
‫بلغ معامل انحدار االنفتاح التجاري قيمة �ضئيلة بلغت ‪ 0.001‬تقريب ًا يف النموذجني‬
‫املقدرين‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع درا�سة )‪ Hakura (2004‬اخلا�صة ببلدان منطقة‬
‫ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪ ،‬حيث بلغ معامل انحدار االنفتاح التجاري على‬
‫النمو االقت�صادي خالل الفرتة ‪ 2000 – 1980‬يف هذه الدرا�سة قيمة �ضئيلة �أي�ض ًا‬
‫بلغت ‪ .0.005‬و يرجع الأثر االيجابي ال�ضعيف لالنفتاح التجاري على النمو‬
‫االقت�صادي ب�شكل جزئي �إىل �أن معدل تخفي�ض القيود التجارية يف هذه البلدان مل‬
‫‪� 26‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫ي�صل بعد �إىل امل�ستوى الذي ي�سمح بوجود دور جوهري ايجابي لالنفتاح التجاري‬
‫على النمو االقت�صادي‪ .‬كما تتفق نتائج الدرا�سة فيما يتعلق بالأثر االيجابي لالنفتاح‬
‫التجاري على النمو االقت�صادي مع نتائج الدرا�سات التالية‪Dollar (1992), :‬‬
‫‪Ben-David (1993), Sachs and Warner (1995), Makdisi et al.‬‬
‫)‪ .(2005), Hakura (2006‬فال�صادرات يرتتب عليها حتقيق زيادة يف ح�صيلة‬
‫ال�رصف الأجنبي‪ ،‬الأمر الذي يجعل من ال�سهل ا�سترياد املدخالت الالزمة لزيادة‬
‫الإنتاج املحلي‪ .‬ومن الدرا�سات التي تدعم الأثر االيجابي لل�صادرات على النمو‬
‫االقت�صادي ما يلي‪Arnade and Vasavada (1995), Fosu (1996), :‬‬
‫)‪ .Thornton (1996‬وقد مت احل�صول على نتيجة مفادها �أن الإنفتاح التجاري‬
‫ي�ساهم م�ساهمة �ضئيلة يف زيادة معدل النمو االقت�صادي يف هذه الدرا�سة بعد التحكم‬
‫يف املتغريات التالية ‪ :‬اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة ‪ ،‬تنمية القطاع املايل ‪ ،‬معدل‬
‫الت�ضخم املحلي ‪ ،‬اال�ستثمار املحلي الإجمايل‪ ،‬معدل النمو ال�سكاين ‪ ،‬جودة �إدارة‬
‫احلكم ‪،‬و الدميقراطية‪.‬‬

‫‪2 .2‬وجود �أثر ايجابي ومعنوي لتدفقات اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل يف‬
‫ال�سنة ال�سابقة (‪ )FDIYit-1‬على النمو االقت�صادي‪ .‬و ي�شري هذا �إىل �أن زيادة تدفقات‬
‫اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل ت�ؤدي �إىل زيادة الطلب الكلي ‪ ،‬مما يرتتب‬
‫عليه زيادة الناجت الكلي ‪ ،‬ومن ثم يحدث الت�أثري االيجابي على النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫كما �أن هذه اال�ستثمارات حتفز الن�شاط االقت�صادي وحت�سن ر�أ�س املال الب�رشي من‬
‫خالل �آثار الوفورات ‪ ،‬وهو ما ي�ؤثر يف النهاية ب�شكل ايجابي على النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫وقد مت احل�صول على نتيجة مماثلة يف درا�سة )‪Limin and Linyunun (2011‬‬
‫ودرا�سة )‪ .Juma (2012‬كما مت التو�صل �إىل وجود �أثر ايجابي ومعنوي لتدفقات‬
‫اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل على النمو االقت�صادي يف الدرا�سات‬
‫التالية‪Blomstrom et al. (1994), Balasubramanyam et al. (1996), :‬‬
‫)‪ .Olofsdotter (1998) , Hassan (2003‬و قد مت ا�ستخدام ‪ FDIYit-1‬لعالج‬
‫م�شكلة احتمال �أن يكون هناك عالقة تبادلية بني ‪ FDIYit‬والنمو االقت�صادي �أو‬
‫للتخل�ص من م�شكلة احتمال �أن يت�أثر النمو االقت�صادي باملتغري ‪( FDIYit‬م�شكلة احتمال‬
‫ال ما متغري ًا تابع ًا يف النموذج ‪( Endogenity‬انظر‪Juma, :‬‬ ‫�أن يكون متغري ًا م�ستق ً‬
‫‪.)2012: p. 15‬‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪27‬‬

‫‪3 .3‬وجود �أثر ايجابي ومعنوي لال�ستثمارات املحلية الإجمالية‪ .‬وتتفق هذه النتيجة‬
‫مع النتائج املتو�صل �إليها يف كل من درا�سة )‪ Makdisi et al. (2005‬و درا�سة‬
‫)‪ .Ncuke et al. (2013‬فزيادة اال�ستثمارات املحلية الإجمالية ‪-‬مثل زيادة تدفقات‬
‫اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة �إىل الداخل ‪ -‬يرتتب عليها زيادة الطلب الكلي التي‬
‫ت�ؤدي بدورها �إىل زيادة الناجت الكلي و النمو االقت�صادي‪ .‬كما يرتتب على زيادة‬
‫اال�ستثمارات املحلية توفري الكثري من املوارد املالية للحكومة التي ميكن ا�ستخدامها يف‬
‫ال اال�ستثمارات ‪ ،‬مما يرتتب عليه‬‫الإنفاق على الربامج االقت�صادية واالجتماعية �شام ً‬
‫حتقيق زيادة يف معدل العمالة الأمر الذي ي�ؤدي يف النهاية �إىل زيادة الدخل املحلي‬
‫و منوه‪.‬‬

‫‪4 .4‬وجود �أثر �سلبي ومعنوي ملعدل الت�ضخم املحلي على النمو االقت�صادي (النموذج رقم‬
‫(‪ .))1‬وتتفق هذه النتيجة مع النتائج املتو�صل �إليها يف الدرا�سات التالية‪Barro :‬‬
‫‪(1999), Gwartney et al. (1998), Hassan (2003), Rahman and‬‬
‫)‪ .Salahuddin (2010), Wassal (2012), Coutinho (2012‬فمعدل‬
‫الت�ضخم املرتفع ي�ؤدي �إىل انخفا�ض قيمة العملة املحلية وت�شجيع الأفراد على حتويل‬
‫املوارد بعيد ًا عن جماالت الإنتاج ويف اجتاه الأن�شطة الأخرى التي حتميهم من‬
‫�أ�رضار الت�ضخم ‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤثر �سلبا على النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫‪5 .5‬وجود �أثر �سلبي ومعنوي للنمو ال�سكاين على النمو االقت�صادي‪ .‬وقد مت احل�صول‬
‫على نتيجة مماثلة يف درا�سة ال�شوربجي (‪ )2005‬عن بلدان منطقة ال�رشق الأو�سط‬
‫و�شمال �إفريقيا با�ستخدام منوذج ديناميكي ‪ ،‬ودرا�سة كل من ‪Aguirre (2007),‬‬
‫)‪ .Trang (2011‬فزيادة معدل منو ال�سكان ت�ؤدي �إىل انخفا�ض االدخار املحلي‬
‫الإجمايل ‪ ،‬مما يرتتب عليه انخفا�ض اال�ستثمار املحلي الإجمايل ‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤدي‬
‫�إىل انخفا�ض معدل النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫‪6 .6‬وجود �أثر ايجابي ومعنوي لتنمية القطاع املايل يف ال�سنة ال�سابقة (‪ )MSYit-1‬على‬
‫النمو االقت�صادي‪ .‬وي�شري هذا �إىل �أهمية الدور التمويلي للقطاع املايل يف زيادة معدل‬
‫النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫‪7 .7‬وجود �أثر ايجابي ولكنه غري معنوي للدميقراطية على النمو االقت�صادي‪ .‬ورمبا‬
‫يرجع عدم املعنوية الإح�صائية لهذا املتغري ب�شكل جزئي �إىل عدم و�صول كل بلد‬
‫‪� 28‬أمني حوا�س‪ ،‬جمدي ال�شوربجي‪ ،‬يو�سفي ر�شيد‬

‫من البلدان حمل الدرا�سة �إىل امل�ستوى الكايف بخ�صو�ص احلريات املدنية واحلقوق‬
‫ال�سيا�سية الذي ي�سمح بالت�أثري املوجب ب�شكل جوهري على النمو االقت�صادي‪.‬‬

‫‪8 .8‬وجود �أثر �سلبي ومعنوي جلودة �إدارة احلكم ( ‪ ) QOGit‬على النمو االقت�صـادي‬
‫( ‪ .) LRYPCit‬ونظر ًا لأن الإ�شارة املقدرة ملعامل انحدار تربيع ‪) QOG 2it ( QOGit‬‬
‫جاءت موجبة ‪ ،‬ف�إن منحني العالقة بني ‪ QOGit‬و ‪ LRYPCit‬ي�أخذ �شكل حرف ‪.U‬‬
‫ويعني هذا �أن معدل النمو االقت�صادي �سوف يقل يف البداية عندما يزيد م�ستوى جودة‬
‫�إدارة احلكم‪ ،‬ثم يزيد يف حالة زيادة هذا امل�ستوى عن حد معني‪ .‬الحظ �أنه �سبق ذكر‬
‫�أن م�ؤ�رش جودة �إدارة احلكم هو عبارة عن متو�سط قيم ثالثة م�ؤ�رشات فرعية هي‪:‬‬
‫الف�ساد‪ ،‬احرتام �سيادة القانون و النظام‪ ،‬واجلودة البريوقراطية‪ .‬و ترتاوح قيمة‬
‫هذا امل�ؤ�رش بني ال�صفر والواحد ال�صحيح‪ .‬حيث ت�شري القيم املرتفعة لهذا امل�ؤ�رش �إىل‬
‫اجلودة املرتفعة لإدارة احلكومة‪.‬‬

‫خام�س ًا‪ :‬خامتة‬


‫من الوا�ضح ان نتائج هذه الدرا�سة تقدم ادلة قوية حول الت�أثري االيجابي ال�ضئيل لالنفتاح‬ ‫ ‬
‫التجاري على النمو االقت�صادي لعينة مكونة من ‪ 13‬بلد ًا من منطقة ال�رشق االو�سط و�شمال‬
‫�إفريقيا‪.‬و من الوا�ضح �أي�ض َا �أن التجارة متار�س ت�أثري ًا ايجابي ًا على النمو لكن �إذا ما مت مزجها‬
‫مع عوامل و خ�صائ�ص �أخرى ذات اهمية حا�سمة كاال�ستثمارات ‪ ،‬الدميقراطية ‪ ،‬وجودة ادارة‬
‫احلكم‪ .‬ولزيادة الأثر املوجب لالنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يجب على حكومات البلدان‬
‫حمل الدرا�سة القيام بالإجراءات التالية ‪ )1( :‬رفع م�ستوى جودة �إدارة احلكم من خالل مكافحة‬
‫الف�ساد واحرتام القانون والنظام وحت�سني اجلودة البريوقراطية‪ )2( .‬دعم الدميقراطية من خالل‬
‫زيادة احلريات املدنية واحلقوق ال�سيا�سية‪ )3( .‬العمل على تنمية القطاع املايل‪ )4( .‬احلفاظ على‬
‫معدل ت�ضخم م�ستقر‪.‬‬

‫الهوام�ش‬

‫(‪ )1‬يظهر التحليل التجريبي لـ ‪� )2006( Broda et al‬أن منو حجم الأ�صناف امل�ستوردة ي�ساهم‬
‫بن�سبة ‪ 15‬باملئة يف منو �إنتاجية بلد منوذجي يف العامل ‪ ،‬على �أن ت�أثرياتها تكون اكرب يف البلدان‬
‫النامية‪ .‬انظر كذلك يف ‪ )2004( Feestra‬للتعرف على خمتلف النقا�شات و الدرا�سات ال�سابقة التي‬
‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪29‬‬

‫�أظهرت وجود ترابط ايجابي بني �أ�صناف املنتجات امل�ستوردة والنمو االقت�صادي‪.‬‬
‫(‪ )2‬يوثق ‪ )1999( Redding‬يف درا�سته واقع �أن االنفتاح التجاري ميكن �أن يعيق النمو‬
‫االقت�صادي يف البلدان التي تتميز بوجود «تخلف ن�سبي ‪« Comparative Disadvantage‬‬
‫يف منو الإنتاجية للقطاعات املتخ�ص�صة يف اقت�صاديات تلك البلدان‪.‬يف مثل هذا ال�سيناريو ‪� ،‬إتباع‬
‫�سيا�سات حمائية انتقائية من �ش�أنه �أن يحفز التقدم التكنولوجي وبالتايل النمو االقت�صادي‪.‬‬
‫)‪ (3‬انظر على �سبيل املثال‪،)1986( Heitger،)1985( Rau،)1985( Balassa :‬‬
‫‪،)1990( Quah and Rauch،)1990( Lopez، )1989( Syrquin and Chenery‬‬
‫‪،)1992( Tybout،)1992( Dollar،)1991(Barro ،)1990(Nishimizu and Page‬‬
‫‪.)1992،1998( Edward،)1991،1996(Harrison‬‬
‫)‪(4‬يرى ‪ )1989( Edwards‬و ‪� )1994(Villanuera‬أن تكوين ر�أ�س املال الب�رشي مييل لرفع‬
‫الت�أثريات االيجابية لالنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي‪.‬كما �أن درا�سة ‪Dowrick and‬‬
‫‪� )2004( Golley‬أظهرت �أن االنفتاح التجاري ي�ساهم يف النمو االقت�صادي من خالل حت�سني منو‬
‫الإنتاجية و اال�ستثمار اللذان بدورهما يرفعان من النمو االقت�صادي لكن بقيم �أقل ن�سبياً‪.‬‬
‫)‪ (5‬تدعم درا�سة ‪ )2004( Dollar and Kraay‬حول ت�أثري االنفتاح التجاري و امل�ؤ�س�سات على‬
‫النمو االقت�صادي هذه الأدلة‪.‬حيث تخل�ص الدرا�سة �أن االقت�صاديات الأكرث انفتاح ًا مع وجود‬
‫م�ؤ�س�سات بنوعية �أف�ضل ت�شهد تطور ًا �رسيع ًا مقارنة بالبلدان الأخرى‪.‬‬

‫املراجع االجنليزية‬

‫ال�شوربجي‪،‬جمدي (‪� ،)2005‬أثر اال�ستثمارات الأجنبية املبا�رشة على النمو االقت�صادي يف دول‬
‫ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪ ،‬بحث مقدم �إىل امللتقي العلمي الدويل الثاين حول �إ�شكالية النمو‬
‫االقت�صادي يف بلدان ال�رشق الأو�سط و�شمال �إفريقيا ‪ ،‬خالل الفرتة ‪ 15 – 14‬نوفمرب‪،2005 ،‬‬
‫كلية العلوم االقت�صادية وعلوم الت�سيري – جامعة اجلزائر – اجلزائر‪.‬‬
‫‪Ades, A.F., and Glaeser, E. (1999). Evidence on Growth, Increasing Returns and‬‬
‫–‪the Extent of the Market, Quarterly Journal of Economics, Vol.114, pp. 1025‬‬
‫‪1046.‬‬

‫‪Aghion, P. and Howitt, P. (1992). A Model of Growth through Creative Destruction,‬‬


‫‪Econometrica, Vol.60 (2), pp. 323-351.‬‬

‫‪Aguirre, M. S. (2007). Determinants of Economic Growth, Population and‬‬


‫ يو�سفي ر�شيد‬،‫ جمدي ال�شوربجي‬،‫ �أمني حوا�س‬30

Family Wealth, Centro de Investigación Familia (FADEP), pp.5-78.

Ahmed, S. M. and Ansari, M. I. (1998). Financial Sector Development and


Economic Growth: The South–Asian Experience, Journal of Asian Economics,
Vol.9 (3), pp. 503 – 517.

Alesina, A. Spolaore, E. and Wacziarg R. (2000). Economic Integration and


Political Disintegration, American Economic Review, Vol.90, pp.1276–
1296.

Arestis, P. and Demetriades, P. (1977). Financial Development and Economic


Growth: Assessing the Evidence, Economic Journal, Vol.107 (442), pp.783 –
799.

Arnade, C. and Vasavada, U. (1995). Causality between Productivity and Exports


in Agricultural: Evidence from Asia and Latin America, Journal of Agricultural
Economics, Vol.46, pp.174-186.

Balassa, (1978). Exports and Economic Growth: Further Evidence, Journal of


Development Economics, Vol.5 (2): pp.181 -189.

Baltagi, B. H. (1995). Econometric Analysis of Panel Data, New York: Wiley.

Barro, R. and Sala-i-Martin, X. (1995). Economic Growth, Cambridge, MA:


McGraw-Hill.
Barro, R. J. (1996). Determinants of Economic Growth: A Cross-Country
Empirical Study, NBER Working Paper (5698), pp.01-112.

Barro, R. J. (1999). Determinants of Economic Growth: Implications of the


Global Evidence for Chile, Cuadernos de Economia, Vol.36 (107), pp. 443-478.

Barro, R., and Sala-i-Martin, X. (1997). Technological Diffusion, Convergence,


and Growth. Journal of Economic Growth, Vol.2, pp. 1–26.

Beck, N. and Katz, H. N. (1995). What to do (and not to do) with Time Series –
Cross – Sections Data, The American Political Science Review, Vol.89 (3), pp.
634 -647.

Behname, M. (2012). Foreign Direct Investment and Economic Growth: Evidence


from Southern Asia, Atlantic Review of Economics, Vol.02, pp. 1-14.
31 ‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬

Ben – David, D. (1993). Equalizing Exchange: Trade Liberalization and Income


Convergence, Quarterly Journal of Economics, Vol.108 (3), pp.653 -679.

Buss, M. and Koniger, J. (2012). Trade and Economic Growth: A Re- examination
of the Empirical Evidence, Hamburg Institute of International Economics (123),
pp.1-24.

Chuang, Y. (1998). Learning by Doing, the Technology Gap and Growth,


International Economic Review, Vol.39 (3), 697-721.
Clerides, SK. Lach, S. and Tybout, JR. (1998). Is learning by exporting important?
Micro-dynamic Evidence from Colombia, Mexico, and Morocco, Quarterly
Journal of Economics, Vol. 113(3), pp.903–947.

Coe, D., Helpman, E. and Hoffmaister, A. (1997). North-South R&D Spillovers,


Economic Journal, Vol. 107, pp. 134-149.

Coe, D.and Helpman, E. (1995). International R&D Spillovers, European


Economic Review, Vol. 39, pp. 859-887.

Coutinho, L. (2012). Determinants of Growth and Inflation in Southern


Mediterranean Countries, MEDPRO Technical Report (10), pp. 1-33.

Darrat, A. (1999). Are Financial Deepening and Economic Growth Causality


Related? , International Economic Journal, Vol. 13 (3), pp.19-35.

Dollar, D. (1992). Outward – Oriented Developing Economies Really Do Grow


More Rapidly: Evidence from 95 LDCs, 1975 - 1985, Economic Development
and Cultural Change, Vol.40 (3), pp.523 – 544.

Fosu, Oteng- Abayie E. and Magnus, F. J. (2006). Bounding Testing Approach:


An Examination of Foreign Direct Investment, Trade, and Growth Relationships,
American Journal of Applied Sciences, Vol.3 (11),
pp.2079-2085.

Giuliano, P and Ruiz-Arranz, M. (2005). Remittances, Financial Development,


and Growth, IMF Working Paper (05/234), pp. 3-33.

Grossman, G. and Helpman, E. (1990). Comparative Advantage and Long-Run


Growth. American Economic Review, Vol. 80, pp.796–815.
‫ يو�سفي ر�شيد‬،‫ جمدي ال�شوربجي‬،‫ �أمني حوا�س‬32

Grossman, G. and Helpman, E. (1991). Innovation and Growth in the World


Economy. MIT Press Cambridge, MA.

Gwartney, J. Lawson, R. and Holcombe, R. (1998). The Size and Functions of


Government and Economic Growth, Joint Economic Committee, pp.1-33.

Hakura, D. (2004). Growth in the Middle East and North Africa, IMF Working
Paper (04/56), pp. 3-33.

Hasan, R., Quibria, M. G., and Kim, Y. (2003). Poverty and Economic Freedom:
Evidence from Cross – Country Data, East-West Center Working Papers (60),
pp.2-43.

Hassan, M. K. (2003). FDI, Information Technology and Economic Growth in


the MENA Region, ERF Paper, pp.1-30.

Howitt, P. (2000). Endogenous Growth and Cross-Country Income Differences,


American Economic Review, Vol. 90, pp 111–130.

Hsiao, C. (1986). Analysis of Panel Data, Cambridge: Cambridge University


Press.

Huang, L. and Chang, S. (2013). Revisit the nexus of trade openness and GDP
growth: Does the financial system matter? The Journal of International Trade &
Economic Development, pp.1-21.
Hussein, M. A. (2009). Impacts of Foreign Direct Investment on Economic
Growth in the Gulf Cooperation Council (GCC) Countries, International Review
of Business Research Papers, Vol. 5 (3), pp. 362-376.

Jongwanich, J. (2001). Workers’ Remittances, Economic Growth and Poverty in


Developing Countries Asia and the Pacific Countries, UNESCAP Working Paper
(07/01), pp.1-25.

Keller, W. (2000). Do trade partners and technology flows affect productivity


growth? , World Bank Economic review, Vol. 14, pp. 17-47.

Keller, W. (2004). International technology diffusion, Journal of Economic


Literature, Vol.42 (3), pp. 752-782.

King, R. G. and Levine, R. (1993a). Financial Intermediation and Economic


33 ‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬

Development, In C. Mayer and X. Vives (Eds.). Capital Market and Financial


Intermediation, New York: Cambridge University Press, pp.156-196.

King, R. G. and Levine, R. (1993b). Finance and Growth: Schumpeter Might be


Right, Quarterly Journal of Economics, Vol.108 (3), pp.717 – 737.

Levine, R. and Renelt, D. (1992). A sensitivity analysis of cross-country growth


regressions, American Economic Review, Vol. 82(4), pp.942–963.

Lucas, R. (1988). On the Mechanic of Economic Development. Journal of


Monetary Economics, Vol.22, pp.3–42.

Madsen, J. (2009). Trade barriers, openness, and economic growth, Southern


Economic Journal, Vol. 76(2), pp.397–418.

Makdisi, S. Fattah, Z., and Liman, I. (2005). Determinants of Economic Growth


in the MENA Region, Arab Planning Institute Working Paper (03/01), pp.3-49.

Meek, N. (2003). Economic Freedom, Civil Reform, and Material Prosperity:


An International Correlation Study, Libertarian Alliance & Nigel Meek (183),
pp.1-12.

Morrisset, P. (2000). Foreign Direct Investment to Africa: Policies also Matter


Transnational Corporation, Vol. 9 (2), pp.107-125.
Murinde, V. and Eng, F. (1994). Financial Development and Economic Growth
in Singapore: Demand – Following or Supply – Leading?, Applied Financial
Economics, Vol.4 (6), pp.391 – 404.

Narayana, M. R. (2001), Impact of Grants – in – Aid on Collegiate Education:


Evidence and Implications of a Regional Study in India, Education Policy
Analysis Archives, Vol.9 (21), pp.1-34.

Ncube, M., Anyanwu, J. and Hausken, K. (2013). Inequality, Economic Growth,


and Poverty in the Middle East and North Africa (MENA), African Development
Bank Group, Working Paper Series (195), pp.05- 28.

Rahman, M. A. and Salahuddin, M. (2010). The Determinants of Economic


Growth in Pakistan: Does Stock Market Development play a Major Role?,
Economic Issues, Vol. 15,pp.69-86.
‫ يو�سفي ر�شيد‬،‫ جمدي ال�شوربجي‬،‫ �أمني حوا�س‬34

Redding, S. (1999). Dynamic Comparative Advantage and the Welfare Effects of


Trade, Oxford Economic Papers, Vol. 51, pp.15–39.

Rigobon, R and Rodrik, D. (2004). Rule of law, democracy, openness, and


income: estimating the interrelationships, NBER Working Paper Series (10750),
pp.1–28.

Rodriguez, F.and Rodrik, D.(1999). Trade policy and economic growth: A


Skeptic’s guide to the cross-national evidence, NBER Working Paper Series
(7081), pp.1–80.

Rodrik, D. Subramanian, A. and Trebbi, F. (2004). Institutions rule: the primacy


of institutions over geography and integration in economic development, Journal
of Economic Growth, Vol.9, pp.131–165.

Rothstein, B. (2011). Quality of Government and Epistemic Democracy, Paper to


be presented at the Workshop Epistemic Democracy in Practice to be held at Yale
University, New Haven, pp.1-30.

Sachs, J. (1987). Trade and exchange rate policies in growth-oriented


adjustment programs, NBER Working Paper Series (2226), pp.1–47.

Sachs, J., and Warner, A. (1995). Economic Reform and the Process of Global
Integration. Brookings Papers on Economic Activity, pp. 1–118.
Sarkar, P. (2008). Trade Openness and Growth: Is There Any Link? Journal of
Economic Issues, Vol. 42, pp.763–785.

Srinivasan, T. G. (2002). Globalization in MENA: A Long Term Perspective,


paper presented for the fourth Mediterranean Development Forum, Amman,
Jordan- October 6-9, 2002.

Thornton, J. (1996). Cointegration, Causality and Export-led Growth in Mexico,


1895-1992, Economics Letters, Vol.50, pp.413–416.

Vamvakidis, A. (1998). Regional integration and economic growth, World Bank


Economic Review, Vol.12 (2), pp.251–270.

Van den Berg, H .and Lewer, J. (2007). International trade and economic
growth, M.E. Sharpe, Armonk, New York.
35 ‫�أثر االنفتاح التجاري على النمو االقت�صادي يف بلدان ال�شرق الأو�سط و�شمال �إفريقيا‬

Wacziarg, R. (2001). Measuring the dynamic gains from trade, World Bank
Economic Review, Vol.15 (3), pp.393–429.

Wacziarg, R. and Welch, K. (2008). Trade Liberalization and Growth: New


Evidence, World Bank Economic Review, Vol.22 (2), pp. 187-231.

Walde, K. and Wood, C. (2004). The empirics of trade and growth: where are the
policy recommendations? , International Economics and Economic Policy, Vol.
1 (2–3), pp.275–292.
Wassal, K. A. (2012). Foreign Direct Investment and Economic Growth in
Arab Countries (1970-2008): An Inquiry into Determinants of Growth Benefits,
Journal of Economic Development, Vol.37 (4), pp.80-100.

Yanikkaya, H. (2003). Trade Openness and Economic Growth: A Cross-


Countries Empirical Investigation. Journal of Development Economics,
Vol.72, pp. 57–89.

Young, A. (1991). Learning by Doing and the Dynamic Effects of International


Trade. Quarterly Journal of Economics, Vol. 106, pp. 369–405.
Copyright of Journal of Development & Economic Policies is the property of Arab Planning
Institute (Al-Ma'had al-'Arabi Li-l-Tahtit) and its content may not be copied or emailed to
multiple sites or posted to a listserv without the copyright holder's express written permission.
However, users may print, download, or email articles for individual use.

You might also like