You are on page 1of 3

‫ليلة القدر‬

‫يتحراها المسلم ؟‬
‫ّ‬ ‫معنى اسمها ‪ -‬فضلها ‪ -‬وقتها ‪ -‬عالماتها ‪ -‬كيف‬
‫األول ‪1-‬‬
‫‪.‬معنى اسمها ‪:‬المبحث ّ‬

‫للعلماء في معنى تسميتها بليلة القدر ثالثة أقوال‪:‬‬


‫ق قد ِْره}‪ ,‬فهي ليلة التعظيم لنزول القرآن فيها‪,‬‬ ‫َ‬ ‫أ) القدْر بمعنى التّعظيم‪ ,‬ومنه قوله تعالى‪َ {:‬و َما قَد َُروا ّ‬
‫َللاَ َح ّ‬
‫تنزل المالئكة‪ ،‬والبركة الحاصلة فيها‪.‬‬ ‫و لما يقع فيها من ّ‬
‫علَ ْي ِه ِر ْزقُهُ}‪ ،‬وقوله جل ذكره عن يونس عليه‬ ‫ب) القدْر بمعنى التّضييق‪ ,‬ومنه قوله تعالى‪َ {:‬و َم ْن قُد َِر َ‬
‫علَ ْي ِه}‪ .‬ومعنى التضييق فيها‪:‬‬ ‫السالم‪{:‬فَ َظنّ أ َ ْن لَ ْن نَ ْقد َِر َ‬
‫هريرةَ رضي هللا عنه أنّ‬ ‫َ‬ ‫أنّ األرض تضييق بنزول المالئكة؛ فقد روى اإلمام أحمد بسند حسن عن أبي‬
‫ع َد ِد‬ ‫ْ‬
‫ض أ ْكث ُر ِمن َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫رسو َل للاِ صلى هللا عليه وسلم قال في ليل ِة القد ِْر‪ (( :‬إِنّ ا ْل َم َالئِكَةَ تِ ْلكَ اللّ ْيلَةَ ِفي األ ْر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صى ))‪.‬‬ ‫ا ْل َح َ‬
‫أو ألنّ العلم بها وبوقتها ضاق‪.‬‬
‫ّ‬
‫بكام ِله‪ ،‬فيفصل للا من اللوح‬ ‫ج) القدْر بمعنى القدَر والقضاء؛ ألنّ للا تبارك وتعالى يقدّر فيها مقادير العام ِ‬
‫ْ‬
‫اركَة إِنا ُكنا ُمنذ ِِرينَ (ا‪ )3‬فِي َها‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المحفوظ مقادير الخلق ويؤتيها مالئكتَه؛ قال تعالى‪{:‬إِنّا أ َ ْن َز ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَة ُمبَ َ‬
‫ق كُل أ َ ْمر َح ِكيم (‪[ })4‬الدخان]‪.‬‬ ‫يُ ْف َر ُ‬
‫‪ -2‬المبحث الثّاني‪ :‬فضلها‪.‬‬
‫سنة جميعها‪ ،‬ويظهر لنا فضلها من وجوه عدّة‪ ،‬نُجملها فيما يلي‪:‬‬ ‫فليلة القدر هي أفضل ليالي ال ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صها بها وبفضلها‪ ،‬فقال سبحانه‪ {:‬إِنا أن َزلناهُ فِي‬ ‫‪ -‬أنّ للا عز وجل هو من س ّماها بليلة القدر في سورة خ ّ‬
‫ح فِي َها‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫شهْر (‪ )3‬تَنَ ّز ُل ال َم َالئِكَة َوالرو ُ‬ ‫ف َ‬ ‫لَ ْيلَ ِة ا ْلقَد ِْر (‪َ )1‬و َما أَد َْراكَ َما لَ ْيلَةُ ا ْلقَد ِْر(‪ )2‬لَ ْيلَةُ ا ْلقَد ِْر َخيْر ِم ْن أل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س َالم ِه َي َحتّى َم ْطلَ ِع ا ْلفَجْ ِر (‪[ })5‬القدر]‪.‬‬ ‫بِ ِإ ْذ ِن َربِّ ِه ْم ِم ْن ُك ِ ّل أ َ ْمر (‪َ )4‬‬
‫ظم شهر رمضان لنزول القرآن فيه‪ ،‬فكيف بليلته ؟‬ ‫‪ -‬أنّها ليلة نزول القرآن الكريم‪ :‬وإذا كان للا تعالى ع ّ‬
‫اركَة إِنّا ُكنّا ُم ْنذ ِِرينَ }‪.‬‬ ‫‪ -‬أنّ للا س ّماها ( مباركة )‪ :‬فقال عز من قائل‪{:‬إِنّا أ َ ْن َز ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَة ُمبَ َ‬
‫ألف شهر ! أي‪ :‬أفضل من عبادة أربع‬ ‫طائعين‪ ،‬فالعبادة فيها تعدل عبادةَ ِ‬ ‫‪ -‬كثرة األجر فيها ومضاعفتُه لل ّ‬
‫وثمانين سنة !‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬إِنّ‬ ‫ّ‬ ‫بن مالك رضي هللا عنه عن‬ ‫أنس ِ‬ ‫لذلك روى ابن ماجه بسند حسن عن ِ‬
‫َ‬
‫شهْر‪َ ،‬م ْن ُح ِر َم َها فقَ ْد ُح ِر َم ا ْل َخي َْر ُكلّهُ‪َ ،‬و َل يُحْ َر ُم َخي َْر َها إِ ّل‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫شه َْر قَ ْد َحض ََر ُك ْم‪َ ،‬وفِي ِه لَ ْيلَة َخيْر ِم ْن أ ْل ِ‬ ‫َهذَا ال ّ‬
‫َمحْ ُروم ))‪.‬‬
‫‪ -‬نزول المالئكة الكرام فيها‪ ،‬وفي مقدّمتهم أمين الوحي جبريل عليه السالم‪ ،‬وحيثما حلّت المالئكة ح ّل الخير‬
‫كلّه‪.‬‬
‫‪ -‬أنّ للا تعالى كتب لمن قامها زيادة على األجر‪ ،‬أنّه يغفر له ما تقدّم من ذنبه؛ لما رواه البخاري ومسلم عن‬
‫غ ِف َر لَهُ َما‬ ‫سابا ُ‬ ‫أبي هريرةَ رضي هللا عنه عن النّ ِب ِّيصلى هللا عليه وسلم قال‪َ (( :‬م ْن قَا َم لَ ْيلَةَ ا ْلقَد ِْر ِإي َمانا َواحْ تِ َ‬
‫تَقَ ّد َم ِم ْن ذَ ْنبِ ِه ))‪.‬‬
‫‪ -3‬المبحث الثّالث‪ :‬وقتها‪.‬‬
‫صدر بذكر ليلة القدر "‪ ،‬استوعب فيها‬ ‫العراقي رحمه هللا رسالة في ذلك أسماها " شرح ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫لقد ألّف الحافظ‬
‫كالم أهل العلم في تعيينِها‪ ،‬وذكر الحافظ ابن حجر رحمه هللا في " فتح الباري " ستّة وأربعين قول في‬
‫تع ِيينها‪ ،‬ور ّجح أنّها في ال ِوتر من العشر األواخر من رمضان‪ ،‬حيث قال رحمه للا في (‪:)306/4‬‬
‫" ليلة القدر منحصرة في رمضان‪ ،‬ث ّم في العشر األخير منه‪ ،‬ثم في أوتاره‪ ،‬ل في ليلة منه بعينها‪ ،‬وهذا هو‬
‫ع األخبارالواردة فيها "‪.‬‬ ‫الّذي يد ّل عليه مجمو ُ‬
‫سابع والعشرين‪ ،‬فهو من األخطاء الشّائعة‪ ،‬ألمرين اثنين‪:‬‬ ‫أ ّما حصر النّاس لها في ليلة ال ّ‬
‫بتحريها في العشر األواخر من رمضان‪ ،‬فقد روى البخاري‬ ‫ّ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم أمر أن‬ ‫ّ‬ ‫األول‪ :‬أنّ‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومسلم عن عائشة رضي هللا عنها أنّ رسو َل للاِ صلى هللا عليه وسلم قال‪ (( :‬ت َ َح ّر ْوا ل ْيلة القد ِْر فِي ال ِوتْ ِر ِم ْن‬ ‫َ‬
‫اخ ِر ِم ْن َر َمضَانَ ))‪.‬‬ ‫ا ْلعَش ِْر ْاأل َ َو ِ‬
‫سابع والعشرين‪ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫ال ّثاني‪ :‬أنّ هناك عدّة أحاديث تد ّل على أنّها كانت في غير ليلة ال ّ‬
‫َف‬ ‫ي ِ رضي هللا عنه أنّه سئل عن ليلة القدر ؟ فقال‪ :‬ا ْعتَك َ‬ ‫* ما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد ال ُخد ِْر ّ‬
‫عش َْر ْاأل ُ َو ِل ِم ْن َر َمضَانَ ‪َ ،‬وا ْعت َ َكفنَا َمعَهُ‪ ،‬فأتَاهُ ِجب ِْري ُل عليه السالم فقالَ‪ ( :‬إِنّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سو ُل للاِ صلى هللا عليه وسلم َ‬ ‫َر ُ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سط‪ ،‬فا ْعت َ َكفنَا َمعَهُ‪ ،‬فأتَاهُ ِجب ِْري ُلعليه السالم فقالَ‪ ( :‬إِنّ الذِي تَطل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َف العَش َْر ْاأل ْو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب أ َما َمكَ )‪ ،‬فا ْعتَك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الّذِي تَطل ُ‬
‫ُ‬
‫َف َم َع‬ ‫ص ِبي َحةَ ِعش ِْرينَ ِم ْن َر َمضَانَ ‪ ،‬فَقَالَ‪َ (( :‬م ْن كَانَ ا ْعتَك َ‬ ‫أ َ َما َمكَ )‪ ،‬فَقَا َم النّبِي صلى هللا عليه وسلم َخ ِطيبا َ‬
‫اخ ِر فِي‬ ‫سيت ُ َها‪َ ،‬وإِنّ َها فِي ا ْلعَش ِْر ْاأل َ َو ِ‬ ‫النّ ِب ِّي صلى هللا عليه وسلم فَ ْليَ ْر ِج ْع‪ ،‬فَ ِإنِّي أ ُ ِريتُ لَ ْيلَةَ ا ْلقَد ِْر َوإِنِّي نُ ِ ّ‬
‫شيْئا‬ ‫اء َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫س ِج ِد َج ِري َد النّ ْخ ِل َو َما نَ َرى فِي ال ّ‬ ‫ف ا ْل َم ْ‬ ‫س ْق ُ‬‫س ُج ُد فِي ِطين َو َماء))‪َ .‬وكَانَ َ‬ ‫ِوتْر‪َ ،‬وإِنِّي َرأَيْتُ َكأَنِّي أ َ ْ‬
‫فَ َجا َءتْ قَ ْزعَة فَأ ُ ْم ِط ْرنَا‪.‬‬
‫قال أبو سعيد رضي هللا عنه‪ :‬فَ ُم ِط ْرنَا لَ ْيلَةَ ث َ َالث َو ِعش ِْرينَ ‪.‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قا َل لهم‪ (( :‬ت َ َح ّر ْو َها لَ ْيلَةَ‬ ‫ّ‬ ‫بن أنيس أنّ‬ ‫* وفي مسند أحمد وأبي داود عن عب ِد للاِ ِ‬
‫ثَالَث َو ِعش ِْرينَ ))‪.‬‬
‫سابع‬ ‫صحيحين‪ ،‬ولو كانت مستق ّرة في ليلة ال ّ‬ ‫سبْع َو ِعش ِْرينَ )) كما في ال ّ‬ ‫َ‬
‫سو َها لَ ْيلَة َ‬ ‫ومرة قال لهم (( اِ ْلت َ ِم ُ‬ ‫* ّ‬
‫بتحريها ليلتئذ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والعشرين لما أمرهم‬
‫آخ َر لَ ْيلَة ِم ْن‬ ‫َ‬
‫سوا لَ ْيلَة القَد ِْر ِ‬ ‫ومرة ‪ -‬كما في "صحيح ابن خزيمة ‪ -‬قال صلى هللا عليه وسلم لهم‪ (( :‬اِ ْلت َ ِم ُ‬ ‫ّ‬ ‫*‬
‫َر َمضَانَ ))‪ ،‬أي‪ :‬ليلة تسع وعشرين‪.‬‬
‫ومرة أخبر بها صلى هللا عليه وسلم أصحابَه‪ ،‬ولكن ُرفِعَت فنسِيها !‬ ‫* ّ‬
‫ت رضي هللا عنه أنّ رسو َل للاِ صلى هللا عليه وسلم َخ َر َج يُ ْخبِ ُر ِبلَ ْيلَ ِة‬ ‫ام ِ‬ ‫ص ِ‬‫بن ال ّ‬ ‫روى البخاري عن عبادة ِ‬
‫س ِل ِمينَ فَقَالَ‪ِ (( :‬إنِّي َخ َرجْ تُ ِأل ُ ْخ ِب َر ُك ْم ِبلَ ْيلَ ِة ا ْلقَد ِْر‪َ ،‬و ِإنّهُ ت َ َال َحى فُ َالن َوفُ َالن‬ ‫ا ْلقَد ِْر فَت َ َال َحى َر ُج َال ِن ِم ْن ا ْل ُم ْ‬
‫س ِع َوا ْل َخ ْم ِس ))‪.‬‬ ‫سب ِْع َوال ِت ّ ْ‬ ‫سو َها ِفي ال ّ‬ ‫سى أ َ ْن َيكُونَ َخيْرا لَ ُك ْم‪ ،‬ا ْلت َ ِم ُ‬ ‫ع َ‬ ‫فَ ُر ِفعَتْ ‪َ ،‬و َ‬
‫لذلك قال العلماء‪ :‬إنّها تنتقل في الوتر من العشر األواخر‪ ،‬ول تلزم ليلة واحدة بعينها‪ ،‬فما على المسلم إلّ‬
‫سها في الوتر من العشر كلّها‪.‬‬ ‫يلتم َ‬‫أن ِ‬
‫الرابع‪ :‬عالماتها‪.‬‬ ‫‪ -4‬المبحث ّ‬
‫أكثرها ل تظهر إلّ بعد أن تمضي‬ ‫قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا (‪ ":)306/4‬قد ورد لليلة القدر عالمات‪ُ ،‬‬
‫"‪.‬‬
‫وأص ّح ما جاء في هذا الباب أنّ ليلتها تكون معتدلَة‪ ،‬وربّما أمطرت‪ ،‬وتصبح الشّمس في مطلعها خفيفة‪،‬‬
‫ويد ّل على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫ارت ُ َها أ َ ْن ت َ ْطلُ َع‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َ َ َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ينَ‬ ‫ْر‬ ‫ش‬‫ع‬ ‫و‬ ‫ْع‬ ‫ب‬
‫َِ َ ِ َ َ ِ ِ‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ َ ْ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫قال‪":‬‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫َعب‬ ‫ك‬ ‫بن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫‪ -‬ما رواه مسلم عن أ ُ ِّ‬
‫ع لَ َها "‪.‬‬ ‫شعَا َ‬ ‫صبِي َح ِة يَ ْو ِم َها بَ ْيضَا َء َل ُ‬ ‫س فِي َ‬ ‫الش ّْم ُ‬
‫أي‪ :‬إنّ عادة شعاع الشّمس إذا نظرت إليها عند طلوها أن يُ َرى مث َل الحبال والقضبان مقبلة إليك‪ ،‬وفي هذه‬
‫اللّيلة ل يُرى ذلك‪.‬‬
‫النبي صلى هللا عليه‬ ‫ّ‬ ‫ابن عبّاس رضي هللا عنهما عن‬ ‫والبيهقي عن ِ‬ ‫ّ‬ ‫طيالسي‬ ‫‪ -‬وروى ابن خزيمة وال ّ‬
‫ض ِعيفَة َح ْم َراء ))‪.‬‬ ‫صبِي َحت َ َها َ‬ ‫س َ‬ ‫صبِ ُح الش ّْم ُ‬ ‫ارة َو لَ بَ ِاردَة‪ ،‬ت ُ ْ‬ ‫س ْم َحة‪َ ،‬ط ْلقَة‪ ،‬لَ َح ّ‬ ‫وسلم قال‪ (( :‬لَ ْيلَةُ القَد ِْر لَ ْيلَة َ‬
‫صحيحين قال صلى هللا عليه وسلم‪ (( :‬إِنِّي‬ ‫الخدري رضي هللا عنه في ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ما سبق ذكره من حديث أبي سعيد‬
‫اء‬
‫س َم ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫س ِج ِد َج ِري َد النخ ِل َو َما ن َرى فِي ال ّ‬ ‫ْ‬
‫ف ال َم ْ‬ ‫ْ‬
‫سق ُ‬ ‫س ُج ُد فِي ِطين َو َماء ))‪ .‬قال أبو سعيد‪َ :‬وكَانَ َ‬ ‫َرأَيْتُ َكأَنِّي أ َ ْ‬
‫شيْئا فَ َجا َءتْ قَ ْزعَة فَأ ُ ْم ِط ْرنَا‪ ،‬فَ ُم ِط ْرنَا لَ ْيلَةَ ث َ َالث َو ِعش ِْرينَ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫يتحرى المسلم ليلة القدر ؟‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬المبحث الخامس‪ :‬كيف‬
‫يتحراها طمعا‬ ‫ّ‬ ‫ل ّما كانت هذه اللّيلة بهذه المكانة والمنزلة‪ ،‬وأنّ من ُح ِرمها فهو المحروم‪ ،‬نُدِب المسلم إلى أن‬
‫في خيرها وبركتها‪ ،‬ويكون ذلك‪:‬‬
‫أ) بالجتهاد في العبادة‪.‬‬
‫ش ّد ِمئْ َز َرهُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صحيحين عن عائشة رضي هللا عنها قالتْ ‪ :‬كانَ النبِي صلى هللا عليه وسلم إِذا َد َخ َل العَش ُْر َ‬ ‫ففي ال ّ‬
‫َوأَحْ يَا لَ ْيلهُ َوأ ْيقَظ أ ْهلهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ ِف َر لَهُ َما تَقَ ّد َم ِم ْن‬
‫سابا ُ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪َ (( :‬م ْن قَا َم لَ ْيلَةَ ا ْلقَد ِْر إِي َمانا َواحْ تِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ومضى ذكر قول‬
‫ذَ ْن ِب ِه ))‪.‬‬
‫ب) الدّعاء‪:‬‬
‫ع ِل ْمتُ أَي لَ ْيلَة لَ ْيلَةُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فقد روى التّرمذي عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قلتُ ‪ :‬يا رسو َل للاِ‪ ،‬أ َرأيْتَ إِ ْن َ‬ ‫َ‬
‫عنِّي ))‪.‬‬ ‫ْف َ‬‫عفُو ك َِريم ت ُ ِحب ا ْلعَ ْف َو‪ ،‬فَاع ُ‬ ‫ا ْلقَد ِْر ؟ َما أَقُو ُل فِي َها ؟ قَالَ‪ (( :‬قُو ِلي‪:‬اللّ ُه ّم إِنّكَ ُ‬

You might also like