You are on page 1of 17

‫الباب الثالث‬

‫نظرة عامة عن سورة مريم‬


‫في الباب الثالث من هذه الرسالة ارادت الباحثة ان يبحث عن‬
‫سورة مريم وما يتعلق بها من اسباب نزول بعض أياتها‪ .‬هي سورة‬
‫مكية تتكون من ثماني وتسعين آية‪ .‬وسميت السورة "مريم" ألنها‬
‫تبحث عن قصة مريم أم رسول هللا عيسى عليه السالم‪ .‬وكانت مريم‬
‫ولم تمسسها بشر‪ ،‬ولذالك كانت هذه الحديثة امرا خارقا للعادة‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬أسباب نزول بعض اآليات سورة مريم‬
‫وأما مريم كشخصية فإنها مريم بنت عمران‪ ،‬نذرتها أمها هلل‬
‫تبارك وتعالى‪ ،‬وهي حم ٌل في بطنها‪ ،‬نذرتها أمها َحنَّةَ بنت فاقوذ‬
‫رحمة هللا عليها‪ ،‬كانت امرأة ً صالحةً طيبةً طائعةً هلل‪ ،‬وكان زوجها‬
‫عمران رجالً صالحا ً معروفا ً بالصالح‪ ،‬رغم أنهم أسرة يهودية‪،‬‬
‫رزق هللا حنة بمريم على أثر دعاء دعت به ربها بعد أن كانت‬
‫وعاقرا‪ ،‬فأجابها هللا تعالى في دعائها‪ ،‬فلما شعرت بالحمل‬ ‫ً‬ ‫عقيما ً‬
‫ت‬ ‫ب إِّنِّي نَذَ ْرتُ لَ َك َما فِّي َب ْ‬
‫طنِّي ُم َح َّر ًرا فَتَقَبَّ ْل ِّمنِّي ِّإنَّ َك أ َ ْن َ‬ ‫قالت ‪َ ﴿:‬ر ِّ‬
‫ض ْعت ُ َها أ ُ ْنثَى َو َّ‬
‫َّللاُ أَ ْعلَ ُم‬ ‫ب إِّنِّي َو َ‬ ‫س ِّمي ُع ْالعَ ِّلي ُم *فَلَ َّما َو َ‬
‫ض َعتْ َها قَالَ ْ‬
‫ت َر ِّ‬ ‫ال َّ‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬

‫س َّم ْيت ُ َها َم ْر َي َم َو ِّإنِّي أ ُ ِّعيذُهَا ِّب َك‬


‫ْس الذَّ َك ُر َكاأل ُ ْنثَى َو ِّإنِّي َ‬
‫ت َولَي َ‬ ‫ض َع ْ‬
‫ِّب َما َو َ‬
‫س ٍن ﴾ تقبل هللا‬ ‫الر ِّج ِّيم *فَتَقَبَّلَ َها َربُّ َها ِّبقَبُو ٍل َح َ‬ ‫ان َّ‬ ‫ط ِّ‬ ‫َوذُ ِّريَّتَ َها ِّمنَ ال َّ‬
‫ش ْي َ‬
‫مريم حين نذرتها أمها خادمةً لبيت المقدس‪ ﴿ ،‬فَتَقَبَّلَ َها َربُّ َها ِّبقَبُو ٍل‬
‫سنًا َو َكفَّلَ َها زَ َك ِّريَّا ُكلَّ َما دَ َخ َل َ‬
‫علَ ْي َها زَ َك ِّريَّا‬ ‫س ٍن َوأَ ْن َبت َ َها نَ َباتًا َح َ‬
‫َح َ‬
‫ْال ِّم ْح َر َ‬
‫اب َو َجدَ ِّع ْندَهَا ِّر ْزقًا قَا َل َيا َم ْر َي ُم أَنَّى لَ ِّك َهذَا قَالَ ْ‬
‫ت ُه َو ِّم ْن ِّع ْن ِّد‬
‫ب ﴾‪ ،‬فنبتت مريم في بيئة‬ ‫َّللاَ َي ْر ُز ُق َم ْن َيشَا ُء ِّبغَي ِّْر ِّح َ‬
‫سا ٍ‬ ‫َّللاِّ ِّإ َّن َّ‬
‫َّ‬
‫صالحة وبين أبوين مسلمين هلل سبحانه وتعالى على الشريعة التي‬
‫كنذر ورفع قدرها‬
‫ٍ‬ ‫أنزلها على موسى عليه السالم‪ ،‬وتقبلها هللا تعالى‬
‫بأن قبلها خادمةً في بيته الشريف المسجد األقصى فك هللا أسره‬
‫خير لإلسالم والمسلمين‪ ،‬الذين يعرفون قيمته وقدره‪.‬‬
‫وأعاده على ٍ‬
‫قبل ان نبين اسباب نزولها فاألحسن ان نعرف اوال من ناحية‬
‫نزول اآليات‪ .‬اما حال نزول األيات القرانية فتنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫بعض األيات التي نزلت ابتداء غير مرتبط بسبب من‬ ‫‪.1‬‬
‫األسباب الخاصة وهي كثير من اآليات التي ال تحتاج إلى‬
‫البحث في هذه المناسبة‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫وقسم مرتبط بسبب من األسباب الخاصة وهو موضوع‬ ‫‪.2‬‬


‫بحثنا في هذا الفصل‪.‬‬
‫قال السيوطى الجعيز في كتابة " اإلتقان في علوم القرآن "‬
‫ينقسم نزول القلرآن على قسمين‪ :‬قسم نزل ابتداء وقسم نزل‬
‫‪1‬‬
‫عقب واقعة او السؤال‪.‬‬
‫أما فوائد معرفة اسباب نزول اآلية فهي كما يلي‪:‬‬
‫معرفة حكمة هللا علي التعيين فيما شرعة بالتنزيل وفي ذلك‬ ‫‪.1‬‬
‫نفع المؤمنون‪.‬‬
‫اإلستعانة على فهم اآلية ودفع اإلشكال عنها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دفع توهم الحصر عما يفيد بظاهره الحصر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تخصيص الحكم بالسبب‪ ،‬عندما يري ان العبارة بخصوص‬ ‫‪.4‬‬
‫السبب ال بعموم اللفظ‪.‬‬
‫معرفة ان سبب الترول غير خارج عن حكم اآلية اذا ورد‬ ‫‪.5‬‬
‫مخصص لها‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمن بن الكمال جالل الدين السيوطى‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬جزء األول‪،‬‬
‫(الطبعة الثالثة‪ ،‬مصر‪ :‬مصطفى البنونى الحلى واوالده‪1951 ،‬م)‪.‬ص‪.29 .‬‬
‫‪28‬‬

‫معرفة من نزلت فيه اآلية على التعيين حتى ال يشتبه بغيره‬ ‫‪.6‬‬
‫فيتهم البرئ وبيرأ المريب‪.‬‬
‫تسير الحفظ وتسهيل الفهم وتشبيت الوحي في ذهن كل من‬ ‫‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫يسمع اآلية اذا عرف سببها‪.‬‬
‫تيسير الحفظ وتسهيل الفهم وتشبيت الوحي في ذهن كل من‬ ‫‪.8‬‬
‫يسمع اآلية اذا عرف قوله تعالى في القرآن الكريم سورة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫"‪‬‬ ‫مريم‪19:64/‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪    ‬‬

‫"‬ ‫‪‬‬

‫أما سبب نزول هذه اآلية فيه قولين‪:‬‬


‫األول‪ :‬في باب "زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم‬
‫وطلب زيارتهم" أورد المصنف ‪-‬رحمه هللا‪ -‬حديث ابن عباس‪-‬‬

‫‪ 2‬محمد عبد العظيم الزرقاني‪ ،‬مناهل العرفان في علوم القرآن‪ ،‬الجزء األول‪( ،‬دون‬
‫مكان‪ :‬دار الفكر‪ :‬دار احياء الكتب العربية‪1988 ،‬م)‪.‬ص‪.109.‬‬
‫‪29‬‬

‫رضي هللا تعالى عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال النبي ﷺ لجبريل ‪ :‬ما يمنعك أن‬
‫تزورنا أكثر مما تزورنا؟‪( ،‬أخرجه البخاري‪ ،)4731 :،‬فترلت‬
‫فترتلت هذه اآلية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ان جبريل إحتبس عن النبي صلى هللا عليه وسلم حين سأله‬
‫قومه عن قصة أصحاب الكهف وذى القرنين والروح فلم يدر ما‬
‫يجيبهم‪ ،‬ورجا ان يأتيه جبريل بجواب فأبطأ عليه‪ ،‬فشق على رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم مشقة شديدة‪ ،‬فلما نزل جبريل قال له‪:‬‬
‫أطبأت على حتى ساء ظني‪ ،‬واشتقت اليك‪ ،‬فقال جبريل‪ :‬اني كنت‬
‫أشوق‪ ،‬ولكني عبد مأمور‪ ،‬اذا بعثت نزلت‪ ،‬واذا حسبت‪ ،‬فترتلت‬
‫‪3‬‬
‫هذه اآلية‪ ،‬فقال‪ :‬عكرمة‪ ،‬وقتادة والضحاك‪.‬‬
‫قوله تعالى في القرآن الكريم سورة مريم‪66:19/‬‬
‫"‪   ‬‬

‫‪"     ‬‬

‫‪ 3‬اإلمام ابو الفرح جمال الدين عبد الرحمن ابن على محمد الجوزى‪ ،‬زاد المسير في‬
‫علم التفسير‪ ،‬جزء الخامس (الطبعة األول‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1994‬م)‪.‬ص‪.184.‬‬
‫‪30‬‬

‫نزلت هذه اآلية في أبي بن خلف حين أخذ عظما باليا يفتها‬
‫بيده ويقول‪" :‬زعم لكم محمد ان هللا يبعثنا بعد ان تكون مثل هذا‬
‫العظم البالى"‪ .‬كما قال اإلمام ابو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن‬
‫على بن محمد الجوزى في كتابه "زاد المسير في علم التفسير" أن‬
‫أبى بن خلف أخذ عظما باليا‪ ،‬فجعل يفته بيده ويذريه في الريح‬
‫ويقول‪ :‬زعم لكم محمد ان هللا يبعثنا ان نكون مثل هذا العظم البالى‪،‬‬
‫فترتلت هذه اآلية‪ ،‬رواه ابو صالح عن ابن عباس‪( .‬وروى عطاء‬
‫عن ابن عباس‪ :‬انه الوليد ابن المغيرة)‪.‬‬
‫قوله تعالى في القرآن الكريم سورة مريم‪.77:19/‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫"‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪"   ‬‬

‫حدثنا اسحاق حدثنا وهب بن جبريل بن حازم أخبرنا شعيبة‬


‫عن األعماش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا‬
‫في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دراهم فأتيته أتقاضاه‬
‫فقال ال أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت ال وهللا ال أكفر بمحمد صلى‬
‫‪31‬‬

‫هللا عليه وسلم حتى يميتك هللا ثم يبعثكقال فدعني حتى أموت ثم‬
‫أبعث فأوتى ماال وولدا ثم أقضيك فنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا‬
‫وقال ألوتين ماال وولدا اآلية‪( .‬أخرجه البخاري‪)2293 :‬‬
‫قوله تعالى في القرآن الكريم سورة مريم‪97:19/‬‬
‫‪‬‬ ‫"‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪"   ‬‬


‫نزلت هذه اآلية حين رسول هللا عليه وسلم يقول لعلى كرم هللا‬
‫وجهه‪" :‬اللهم اجعل لي عندك عهدا‪ ،‬واجعل في صدر المؤمنين‬
‫ودا" كما روى بن مردوية والديلمى عن البراء‪ :‬أخرج بن مردوية‬
‫والديلمى عن البراء قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لعلى‬
‫كرم هللا وجهه‪" :‬اللهم اجعل لي عندك عهدا‪ ،‬واجعل لي في صدر‬
‫‪4‬‬
‫المؤمنين ودا‪ ،‬فأنزل هللا سبحانه هذه اآلية‪.‬‬

‫‪ 4‬وهبة الزحيلى‪ ،‬التفسير المنير في العقيدة والشريعة ةالمنهج‪ ،‬الجزء السادس عشر‪،‬‬
‫(بيروت‪ :‬دار المعاصر‪ ،‬دس)‪.‬ص‪.170.‬‬
‫‪32‬‬

‫س َي ْجعَ ُل لَ ُه ُم َّ‬
‫الر ْح َم ُن ُودًّا" قال‬ ‫وروى اآلخر في قوله تعالى‪َ " :‬‬
‫ابن عباس‪ :‬نزلت في على عليه السالم‪ ،‬وقال معناه‪ :‬ويجهم إلى‬
‫المؤنين‪ ،‬قال قتادة‪ :‬تجعل لهم ودا في قلوب المؤمنين‪ .‬ومن هذا‬
‫الحديث ابي هريرة عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬اذا‬
‫احب هللا عبدا قال‪ :‬يا جبريل اني احب فالن فأحبوه‪ ،‬فينادى جبريل‬
‫في السموات‪ ،‬ان هللا يحب فالن فأحبوه‪ ،‬فيلقى حبه على اهل‬
‫‪5‬‬
‫األرض فيجب‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مناسبة السورة لما قبلها وما بعدها‬
‫ان سورة مريم تناسب سورة ما قبلها وهي سورة الكهف وسورة‬
‫ما بعدها هي سورة طه‪.‬‬
‫‪ .1‬مناسبتها لما قبلها كما يلى‪:‬‬
‫اشتملت السورتان على قصة عجيبة‪ ،‬فسورة الكهف اشتملت‬
‫على طول لبثهم هذه المدة الطويلة بال أكل وال شرب‪ ،‬وقصة موسى‬
‫مع الخضر‪ ،‬وما فيها في المثيرات‪ ،‬وقصة ذو القرنين‪.‬‬

‫‪ 5‬اإلمام ابو الفرح جمال الدين عبد الرحمن ابن على محمد الجوزى‪ ،‬زاد المسير في‬
‫علم التفسير‪ ،‬جزء الخامس‪.‬ص‪.193.‬‬
‫‪33‬‬

‫وسورة مريم فيها اعجو بتان‪ ،‬قصة والدة يحى بن زكريا عليه‬
‫السالم حال كبير الوالد وعقم لوالدة اى بين شيخ فان وعجوز عاقر‪،‬‬
‫وقصة والدة عيسى عليه السالم من غيراب‪.‬‬
‫‪ .2‬مناسبتها لما بعدها‬
‫تظهر مناسبة هذه السورة لما بعدها من وجوه وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬انه ذكر في سورة مريم قصص عدد من األنبياء والمرسلين‬
‫(عشرة) مثل ويحى وعيسى وابراهم وموسى الذى ذكرت‬
‫قصته موجزة مجملة‪ ،‬فذكرت في هذه السورة موضحة مفصلة‪،‬‬
‫كما وضحت قصة آدم عليه السالم الذى لم يذكر في سورة مريم‬
‫اال مجردا اسمه فقط‪.‬‬
‫ب‪ .‬انه ذكر في آخر سورة مريم تيسير القرآن اللسان العربى‪ ،‬لسان‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم للتبشير واألنذار‪ ،‬وابتدأ ذكر هذه‬
‫السورة بتأكيد هذه المعنى‪.‬‬
‫الشرك‪ ،‬فأعظم ٌ‬
‫حق هلل تعالى هو التوحيد‪ ،‬وبالتالي فهدف‬
‫السورة الدعوة إلى توحيد هللا تبارك وتعالى‪ ،‬وهي بذلك تلتقي مع‬
‫سورة الكهف قبلها‪ ،‬فسورة الكهف أيضا ً ذكرت هذا الموضوع‬
‫‪34‬‬

‫بوضوح حتى قال بعض المفسرين إن هدفها هو التوحيد أيضاً‪ ،‬ألنه‬


‫َّللاُ َولَدًا ﴾‪ ،‬وبعدها بقليل ﴿ َهؤ ِّ‬
‫ُالء‬ ‫في أولها ﴿ َويُنذ َِّر الَّذِّينَ قَالُوا ات َّ َخذَ َّ‬
‫ان بَ ِّي ٍن ﴾‪ ،‬قومنا‬
‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬ ‫قَ ْو ُمنَا ات َّ َخذُوا ِّم ْن دُونِّ ِّه آ ِّل َهةً لَ ْوال َيأْتُونَ َ‬
‫علَ ْي ِّه ْم ِّب ُ‬
‫يتخذون آلهةً من دون هللا بدون دليل وال برهان‪ ،‬وتمضي اآليات‬
‫أن يختم هللا سورة الكهف بقوله ﴿ قُ ْل ِّإنَّ َما أَنَا بَش ٌَر ِّمثْلُ ُك ْم يُو َحى‬ ‫إلى‬
‫احدٌ فَ َم ْن َكانَ يَ ْر ُجوا ِّلقَا َء َر ِّب ِّه فَ ْليَ ْع َم ْل َ‬
‫ع َم ًال‬ ‫أَنَّ َما ِّإلَ ُه ُك ْم ِّإلَهٌ َو ِّ‬ ‫ِّإلَ َّ‬
‫ي‬
‫صا ِّل ًحا َوال يُ ْش ِّر ْك ِّب ِّع َبادَ ِّة َر ِّب ِّه أَ َحدًا ﴾‪ُ ،‬ختمت سورة الكهف بهذه‬
‫َ‬
‫اآلية‪ ،‬وفي سورة مريم بعض الدالئل على هذا‪ ،‬وبعض المناقشات‬
‫حول هذه القضية كما جاء في آخر سورة مريم‪ .‬أيضا ً بين سورة‬
‫الكهف وسورة مريم مناسبةٌ أخرى وهي أنهما اشتركتا في ذكر‬
‫‪6‬‬
‫بعض عجائب قدرة هللا‪ ،‬فقص‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬األفعال الواردة في سورة مريم‬
‫في هذا البحث تحاول الكاتبة ان تتناول في النظريات او‬
‫النتائج المحصول عليها الدراسية المتعلقة بهذا الموضوع بقراءة‬

‫‪/125726/0https://www.alukah.net/sharia/‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪35‬‬

‫الكاتبة النحوية والصرفية والبحوث العلمية االخري المتعلقة‬


‫بالموضوع وهو " األفعال المعتلة في سورة مريم "‪.‬‬
‫والكاتبة في هذه الرسالة تريد ان تبحث األفعال المعتلة في‬
‫سورة مريم بخالصة من الفعل الماضى ومضارع وأمر‪ .‬وغالبا في‬
‫قصة التي تستعمل األفعال الماضى فيها‪ .‬بل في هذه سورة مريم‬
‫تستعمل فعال من الماضى والمضارع واألمر‪.‬‬
‫تريد الكاتبة ان تعطى مثاال من الفعل الماضى‪ ،‬المسطر هو‬
‫"‪ ‬‬ ‫الفعل الماضى‪ ،‬سورة مريم‪3:19/‬‬
‫‪ "   ‬وفي‬
‫"‪   ‬‬ ‫آية اآلخر‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،"   ‬ثم‬


‫‪‬‬ ‫"‪‬‬ ‫آية‬ ‫في‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


36

"     


    " ‫وفي آية‬
  

   

‫" وفي آية‬   

    "

    

‫ " ثم في آية‬    


   "

 

  

‫ " وبعد تلك في آية‬  


   "
  

‫ثم في آية‬ "  

  "


37

    

."
6:19/‫ في سورة مريم‬،‫أما مثال الفعل من المضارع‬
   "

   

 " ‫" ثم في آية‬ 

    

  

   

 " ‫" وفي آية آخر‬


  

     

 " ‫وفي آية‬ " 

    

  

   


38

  " ‫" ثم في آية‬


     

   

" ‫" وفي آية آخر‬  

   

   

 " ‫" ثم في آية‬ 

  

  

‫ " وفي آية‬   


   "

   

 " ‫ " ثم في آية‬ 


   

   

." 
39

5:19/‫ في سورة مريم‬،‫والمثال من الفعل األمر‬


  "

  

    

‫" ثم في آية آخر‬  

   "

   

 " ‫آية‬ ‫وفي‬ " 

    

   

‫" وفي آية‬   

   "

 

  

‫ثم في آية‬ "  

  "


40

  

‫" بعدها في آية‬  

  "

   

"   


  " ‫وفي آية‬
    

  

  

   

" ‫ثم في آية‬ " 

  

  

  

."  


‫‪41‬‬

‫يتضح لنا من األمثلة المذكورة‪ ،‬أن الفعل باعتبار زمانه معين‪:‬‬


‫وهو باعتبار زمانه ينقسم إلى ماض ومضارع وأمر‪.‬‬

You might also like