You are on page 1of 1

‫العدد (‪ )1249‬االحد (‪ )15‬حزيران ‪2008‬‬

‫‪14‬‬
‫كتب‬
‫‪Books‬‬ ‫‪No. (1249) Sun. (15) June 2008‬‬

‫أزمـــة الـصـــواريـخ الكـــوبـيـــة‬


‫لـلم ــدن اليــاب ــانيــة‪ ،‬وذلـك عبــر روايـته‬
‫"هـيـ ــروشـيـمـ ــا" الـتـي اثـ ــارت اهـتـمـ ــام‬
‫يف فيـلم وثــائقـي لبـيتــر واتـكن قــدمه‬
‫للـتلفـزيـون‪ ،‬تـدور حـرب وهـميـة حـيث‬ ‫اسم الكتاب‪ :‬دقيقة‬
‫القراء‪.‬‬ ‫تــطلق ص ــواريخ روسـي ــة نحــو مــديـنــة‬ ‫الى منتصف الليل‪:‬‬
‫ولكـن شرارة اخلـوف احلقيقيـة جاءت‬ ‫كـيـنـت‪ ،‬وتــص ـ ــاب الـ ــسلــط ـ ــة احمللـي ـ ــة‬
‫يف ‪ 24‬ايلول‪ ،1949 ،‬عندما مت االعالن‬ ‫بالـصدمـة‪ .‬اذ ال توجـد هنـاك مالجئ‬ ‫كيندي وخروشوف‬
‫عن قيـام االحتــاد الســوفيتـي بتجـربـة‬
‫قنبلة نووية‪.‬‬
‫ك ــافـي ــة او خ ــزيـن مـن املـي ــاه‪ ،‬ويــنفلـت‬
‫االمــن يف املـ ـ ــديــنـ ـ ــة‪ ،‬وت ــنهــب احملـ ـ ــال‬
‫وكاسترو على حافة‬
‫ويف شهـر تـشـريـن الثــاني ‪ ،1952‬جـرت‬ ‫الـ ـتـج ـ ـ ـ ــاري ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وت ـ ـ ـ ــدور مـع ـ ـ ـ ــارك ب ــني‬ ‫حرب نووية‬
‫اول جتربـة للقنـبلة الـهدروجيـنية ويف‬ ‫اللصوص ورجال الشرطة‪.‬‬
‫ع ـ ــام ‪ ،1955‬اج ـ ــرت م ـن ـظــم ـ ــة شــم ـ ــال‬ ‫كـان ذلك الفـيلم يحـمل عنــوان "لعبـة‬ ‫تأليف‪ :‬مايكل دوب‬
‫االطلــسي جتـربــة (نظـريـة) السقـاط‬ ‫احلـرب" وقد رفـضت محطـة تلفـزيون‬
‫‪ 335‬قنـبلة على املـانيا‪ ،‬ونشـرت الرعب‬ ‫‪BBC‬ب ـثـه النه ي ـثــي ـ ــر اخل ـ ــوف‪ ،‬ثــم‬
‫ملن اهـتم بــاالمــر‪ ،‬كمــا فعـل ذلك بعــد‬ ‫عادت وقـدمته عام ‪ 1965‬مع حذف ‪48‬‬
‫عـامـني اطالق سبـوثـنيك الـسـوفيـتيـة‬ ‫دقيقة منه‪.‬‬
‫الـ ـ ـ ــى الف ــض ـ ـ ــاء ل ــتج ـ ـ ــوب الـ ـ ـســم ـ ـ ــاء‬ ‫اجل كــانت هنـاك مخـاوف من احلـرب‬
‫االمريكية‪.‬‬ ‫وخاصة بعد اسقـاط قنابل اليورانيوم‬ ‫ترجمة‪ :‬ابتسام عبد اهلل‬
‫واخيـر ًا ادرك االمريكيون بصورة حادة‬ ‫وال ــبلـ ـ ــوتـ ـ ــون ـي ــم علـ ـ ــى هــيـ ـ ــروش ـيــمـ ـ ــا‬
‫احـتـم ــال قـي ــام ح ــرب ع ــاملـي ــة ث ــالـث ــة‪،‬‬ ‫ون ـ ـ ــاغ ـ ـ ــازاك ــي يف آب ‪ ،1945‬ويف الع ـ ـ ــام‬
‫عندما اصـبحت الصواريخ السوفيتية‬ ‫الـتالي ارغم‪ ،‬جـون هيرسـي‪ ،‬قراءة عام‬
‫ال مـن سـ ــواحل‬ ‫علـ ــى م ــسـ ــافـ ــة ‪ 90‬مــي ً‬ ‫‪ 1964‬عــل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى ادراك اح ـ ــت ـ ــم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ان‬
‫فلـوريدا‪ .‬ولم تستطع قـوة امريكا منع‬ ‫يــتعـ ــرضـ ــوا لـلقـن ـ ــابل كـمـ ــا حـ ــدث يف‬
‫خــــــروشــــــوف وفــيــــــدل كــــــاســتــــــرو‬ ‫نيكيتا خروشوف من نصب الصواريخ‬
‫الـرئــاسيـة ولكـنه بعـد عــام من وجـوده‬ ‫وخروشوف من "اذكياء" مع اخطاء يف‬ ‫م ــنه ع ـ ــدم االنـ ـصــيـ ـ ــاع للــمـ ــش ـ ــاع ـ ــر)‬ ‫االمريكية والسوفيتية‪.‬‬ ‫يف كـوبـا‪ .‬ويف يـوم "الـسـبت االسـود" يف‬
‫يف الـبيـت االبيـض‪ ،‬بــدأ يــوجه اسـئلــة‬ ‫م ـ ــواقـفهـم ـ ــا‪ ،‬مـث ـ ــالـيـني او مـثـي ـ ــريـن‬ ‫واالخ ــيـ ـ ـ ــرة الـ ـ ـ ــى قـ ـ ـ ــائـ ـ ـ ــد (الـقـ ـ ـ ــوات‬ ‫وال ت ـكـ ـم ــن قـ ـ ـ ـ ــوة ال ـك ــتـ ـ ـ ـ ــاب يف تـلــك‬ ‫‪ 27‬ت ـ ــشـ ـ ــريــن االول ع ـ ـ ــام ‪ ،1962‬وصل‬
‫دقـيق ــة ح ــول اسـتخ ــدام امللف‪ ،‬واص ــر‬ ‫للـدهشـة‪ ،‬فان املـرء يفشل يف الـوصول‬ ‫السـوفيتـية يف كـوبا‪ -‬يـطلب منه فـيها‬ ‫الـنقـط ــة‪ ..‬فهــو وبـب ـســاطــة م ــراجعــة‬ ‫العـالم الـى حـافـة كـارثـة حـرب نـوويـة‪.‬‬
‫علـى معـرفــة التفــاصيل جـميـع عنهـا‬ ‫الــى جــواب الـســؤال احمليــر وهــو كـيف‬ ‫تفكيك صواريخ ‪-12‬ر‪.‬‬ ‫س ــاع ــة بع ــد س ــاع ــة‪ ،‬مل ــا ج ــرى يف ي ــوم‬ ‫وازم ـ ــة الــص ـ ــواريخ يف ك ـ ــوب ـ ــا‪ ،‬وضعـت‬
‫من مسـتشاره العـسكري تيـد كليفتون‬ ‫وصل العالم الى تلك احلالة؟‬ ‫وعــن ـ ــدمـ ـ ــا وصلــت ال ـ ــرسـ ـ ــائل‪ ،‬شـك ـ ــر‬ ‫واحـد‪ ،‬كــان من املـمكـن ان يغيـر تـاريخ‬ ‫مـصيــر العــالم يف ايـدي انــاس ال ثقـة‬
‫وخــاصــة تـلك الـتـي تخـص الـضــابـط‬ ‫كـيـنـيـ ــدي اهلل عل ــى انـتهـ ــاء كل شـيء‪،‬‬ ‫االنـس ــانيــة واملــؤلف يقــودنــا بـسهــولــة‬ ‫بهم‪ :‬جنـود‪ ،‬علماء ورجـال دولة هؤالء‬
‫املـكـلف بـ ــأمـ ــر املـلف الـ ــذي يـت ـضـمـن‬ ‫فقرة من الكتاب‬ ‫فـيـم ــا وصف ق ــادة الـبـنـت ــاغ ــون االم ــر‬ ‫عـب ــر الفـص ــول االول ــى‪ ،‬م ــرك ــز ًا عل ــى‬ ‫الرجال هم مادة كتاب مايكل دوب عن‬
‫ال ــرم ــوز الـن ــووي ــة‪ ،‬ومـن اسـئلـته تـلك‬ ‫كـانت رموز الضـربة النوويـة محفوظة‬ ‫بـ"اكبر فشل يف تاريخنا" وعبر كاسترو‬ ‫االي ـ ــام م ـ ــا بــني ‪ 26/16‬مــن تـ ــش ـ ــريــن‬ ‫ازمــة الصــواريخ الكــوبيـة لقـد صـدرت‬
‫"يقــول امللف ان احــد الــضبــاط منـهم‬ ‫يف مـلف يعرف بـ"كرة قدم" وكرة القدم‬ ‫عـن غـضـبه بـض ــرب احل ــائــظ بق ــدمه‬ ‫االول‪ .‬وقيـام العـسكـريني بـاستعـراض‬ ‫كـتب كـثيــرة الع ــدد عن هــذا املــوضــوع‬
‫يـجل ــس خـ ــارج غـ ــرفـ ــة نـ ــومـي طـ ــوال‬ ‫كــانـت تـتـيح للــرئـيــس اطالق االوامــر‬ ‫وكـســر مــرآة امــا يف الـشــوارع الك ــوبيــة‬ ‫القوة يف خاللها‪.‬‬ ‫بـالذات وكذلك افالم وثـائقية وعقدت‬
‫الــلـ ـ ـيــل‪ ،‬اصــحـ ـ ـيــح ذل ــك؟ واجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابــه‬ ‫عل ــى ال ــوف مـن االه ــداف يف االحت ــاد‬ ‫فقـ ــد احـت ــشـ ــدت الـتــظـ ــاهـ ــرات الـتـي‬ ‫تــوقعــات كـثـيــرة ك ــان ممكـن حتـققهــا‪،‬‬ ‫مـ ــؤمتـ ــرات ال حــصـ ــر لهـ ــا عـن االمـ ــر‪،‬‬
‫كلــيفـتـ ــون بقـ ــوله ان ذلـك الــضـ ــابــط‬ ‫الـســوفيـتي والـصني واوروبـا الـشــرقيـة‬ ‫تــص ـ ــرخ "ايه ـ ــا ال ـ ــروس‪ ،‬اذهــب ـ ــوا ال ـ ــى‬ ‫خـاصـة بــالنــسبـة الولـئك الـرجـال يف‬ ‫وكـانـت اغلبهـا‪ ،‬تتنـاول بـتخيل مـا كـان‬
‫يـجل ـ ــس يف ال ــطـ ـ ـ ــابق االسـفل عــن ـ ـ ــد‬ ‫ويف خالل ثـ ـ ــوان مــن امـ ـ ــر الـ ـ ــرئــيـ ــس‬ ‫مـن ــازلكـم" و"خــروش ــوف شخـص غـيــر‬ ‫اعـمـ ــاق الغ ــواص ــات‪ ،‬وق ــامــت الق ــوات‬ ‫سيحــدث للعـالـم من دمـار لــو ان تلك‬
‫املكتب الـرئاسي وقد اجرينا التجارب‬ ‫االمــريكي‪ ،‬كـانـت الصـواريخ سـتنـطلق‬ ‫ســوي" يف كتــاب "دقيقـة الـى مـنتـصف‬ ‫الـســوفيـتيـة بـسـرعـة بـانـشـاء مـنصـات‬ ‫احلرب نشبت حقـ ًا هل ان هذا الكتاب‬
‫ملعـ ـ ــرفـ ـ ــة الـ ـ ــوقــت الـ ـ ــذي ي ـ ـس ــتغـ ـ ــرقه‬ ‫عـابرة حـقول مـونتـانا وشـمال داكـوتا‪.‬‬ ‫اللـيل"‪ ،‬يـتــول ــى "دوب"‪ ،‬مهـم ــة تقــدمي‬ ‫اطالق الـصــواريخ كــانت احلــرب تلـوح‬ ‫اجلـديد الـذي كتبه محـرر الواشـنطن‬
‫لـل ـ ـ ــوص ـ ـ ــول ال ـ ـ ــى الـ ــط ـ ـ ــابـق االعـل ـ ـ ــى‬ ‫ب‪ 52-‬مــن الق ـ ــاذف ـ ــات تــت ـ ــوجـه نح ـ ــو‬ ‫وشـرح تلك االزمة للجيل اجلديد من‬ ‫يف االفق‪ ،‬عـن ـ ــدم ـ ــا ارسل خ ـ ــروش ـ ــوف‬ ‫بوست يقول شيئ ًا جديداً؟‪.‬‬
‫واعالمك يف حالة حـصول امر طارئ‪.‬‬ ‫روسيـا‪ ،‬الصـواريخ النـوويـة يف احملـيط‬ ‫الق ـ ــراء‪ ،‬ال ـتــي ح ـ ــدثــت اب ـ ــان احل ـ ــرب‬ ‫ثالث رس ـ ــائل‪ :‬واحـ ــدة الـ ــى كـيـنـيـ ــدي‬ ‫بـالتـأكيـد ان املـؤلف يفكـر بـذلك لقـد‬
‫املـسافـة تسـتغرق دقـيقة ونـصف فقط‬ ‫املنجمد ستطلق رؤوسها‪.‬‬ ‫الباردة‪.‬‬ ‫(م ـ ـ ــوافقـ ـ ـ ـ ًا عل ـ ـ ــى سحــب ال ــص ـ ـ ــواريخ‬ ‫ق ــابل عــدد ًا مـن احملــاربـني ال ـســوفـيـت‬
‫عبر الـسلم وليس املصعد وهو ان جاء‬ ‫يف ب ــادئ االم ــر‪ ،‬اعـتـب ــر ج ــون كـيـن ــدي‬ ‫وقـ ـ ــد حـقق ال ــنجـ ـ ــاح يف هـ ـ ــدفـه‪ ،‬ومع‬ ‫ومـ ـ ـس ـتـهجــن ـ ـ ـ ًا امل ـ ـ ــوقف االمـ ـ ــريـكــي)‬ ‫القـ ــدامـ ــى‪ ،‬وقـ ــامـ ــوا بـ ــرسـم خـ ــرائــط‬ ‫جون كينيدي‬
‫يوم ًا ودق على بابك‪ ،‬فانتبه له‪.‬‬ ‫"ك ـ ـ ــرة القـ ـ ــدم" قـ ــطعـ ـ ــة م ــن املعـ ـ ــدات‬ ‫االوصـاف الـتي اطلقهـا علـى كـينيـدي‬ ‫والثــانيـة الــى فيـدل كــاستـرو (يــطلب‬ ‫جـديـدة وحـددوا بـدقـة مـواقع الـسفن‬

‫مذكرات هافل‬ ‫الدم والغضب‪..‬التاريخ الثقايف لإلرهاب‬


‫غـرة بعد خمـس سنوات قضـاها يف السجـن و‪ 21‬عاماً‬
‫مـن حـظــر م ـســرحـي ــاته مـن الع ــرض علــى خ ـشـبــات‬ ‫اسم الكتاب‪ :‬الى القلعة‬ ‫املوضوع عـلى الرغـم من انه يخبرنـا ان النظرة‬
‫لقــد ك ــان من شـبه املـسـتحـيل انكــار مـثل هــذه التقليديـة احلالية ألجـيال اجلهاديـن الفكرية‬
‫مفضوحا‪.‬‬ ‫احلــرب البـاردة والـشــرق األوسط يف عـام ‪1970‬‬
‫الـى الـوقت احلـاضــر حيث يغـطي ثالثـة عقـود‬
‫اسم الكتاب‪:‬‬
‫املـسارح االحتـرافية يعـتلي الهضبـة يف قلعة الـرئيس‬
‫يـت ـ ــزلج بـ ــالـعجـالت علـ ــى طـ ــول اروقــتهـ ــا الـكـئـيـبـ ــة‬ ‫ومنها‬ ‫االخطـاء لعــدة سنـوات مـضت وعلـى ايـة حـال والـ ــديـنـي ـ ــة التفـ ـس ـ ــر يف احلقــيقـ ــة حـ ــالــتهـم‬ ‫من العنف االسالمي املسلح‪.‬‬ ‫الدم والغضب‬
‫فان الكثير من مراكز البحوث قد اثبتت عكس الــذهـنيــة " حـيث يـشــرح ب ــورلي بــشكـل جمـيل‬ ‫ان ه ــذا ال ـس ــرد الـتـ ــاريخـي ال ـطـ ــويل ض ــروري‬
‫الالنهــائيــة متـرئـسـاً املــآدب ومقـرراً مــا ينـبغي عـمله‬
‫ب ــرف ــاة الق ــديــس (ويـن ـسـيــسالس) ف ــاكالف ت ـشــيكـي‬
‫اسم املؤلف‪ :‬فاكالف هافل‬ ‫ذلك‪ .‬يف واحــدة مـن افـضـل صفح ــات الكـتــاب طــرق مـفكــريـن امـثــال سـيــد قـطـب وعـبــد اهلل‬ ‫لـتــذكـيــرنــا أن " االره ــاب االسالمـي " هــو آخــر‬ ‫تأليف‪ -:‬مايكل بورلي‬
‫يـ ـش ــرح لـن ــا ب ــورلـي مل ــاذا ي ــرفــض م ـص ـطـلح " ع ـ ـ ــزام يف مح ـي ــط اجل ـمـ ـ ــاع ـ ـ ــات االسالم ـيـ ـ ــة‬ ‫بيان لظاهرة قدمية ‪.‬‬
‫بـالنـسبـة لـوينـسيـسالس‪ ،‬ومن الـطبـيعي انه يف هـذه‬ ‫الفاشيـة االسالمية " وبـصورة أخرى فهـو مييز املع ــاص ــرة‪ .‬لكـن كـت ــاب ال ــدم والغـضـب مخـيـب‬
‫امليلـودرامــا املنــافيــة للـعقل تكـون واحــدة من مهــامه‬ ‫وحينما يخبـرنا بورلي قصة مثل احداث ‪9/11‬‬
‫االولــى ان يعيـد الـى نفـسه مـن بني اآلخــرين امالك‬ ‫بعمق بني " االسالميـة " وهي محاولة التحول لآلمال‬ ‫فهـو يفعل ذلك بشـكل جيد علـى الرغم من أن‬ ‫ترجمة‪ :‬عمار كاظم محمد‬
‫الـع ـ ـ ــائـل ـ ـ ــة ال ـتــي متــت مـ ــص ـ ـ ــادرتـه ـ ـ ــا عـقــب انـقـالب‬ ‫من خالل الـوسـائل الـسيــاسيـة الــى " اسلمـة " أو علــى االقل نــصفه ك ــذلك فقــد كـتب ب ــورلي‬ ‫تخطيطاته للشخصيات قد تصل الى مستوى‬
‫الشيـوعيني عام ‪ ،1948‬وهو يهب االمـوال للمؤسسات‬ ‫ترجمة‪ :‬هاجر العاني‪.‬‬ ‫الـ ــدولـ ــة وبـني " الـ ـسـلفـي ـ ــة اجلهـ ــاديـ ــة " وهـي كتـابـني يف كتـاب واحـد كـان االول مـنهمــا ذكيـا‬ ‫الكـاريكــاتيـر فـاسـامــة بن الدن مـثال عبــارة عن‬
‫االيـديولـوجيـة اخلاصـة التـي تكمـن يف العنف الى درجة عاليـة ويحتوي على استيعاب شامل‬ ‫مليونير خاسر يعيش عقدة االضطهاد‪.‬‬ ‫غــالـبــا مــا يـبــدو عـنف االرهــاب وك ــأنه عـنف‬
‫اخلـيــري ــة‪ 4 ،‬ماليـني دوالر ح ـسـب ح ـســابــاتـي‪ ،‬ولكـن‬ ‫ألجل العـنف أو م ــوت ألجل شهــوة مـنحــرفــة‬
‫وكمـا هـو احلـال يف افـضل الـقصـص اخليـاليـة اعـادة‬ ‫عن االرهاب املعاصر بيـنما اآلخر هو عبارة عن‬ ‫الدائر حاليا‪.‬‬ ‫ان املــؤلف يـختـصــر املـشــاكـل املعقــدة بـعبــارات‬
‫ان تــوصيفـه للمـشــاكل االجـتمــاعيــة يكـمن يف تشـدق غاضـب ضد كل مـا يتعلق (بـاحليـوانات‬ ‫بليغـة بشكل رائع فـااليديـولوجـيا كمـا يخبـرنا‬ ‫حيث أن بـعضه كـذلـك فعال ويف كتـاب مـايكل‬
‫املـلك ه ــذه له ــا لــسع ــة م ـسـبـب ــة ً ص ــدعـ ـاً بـيـنه وبـني‬ ‫بــورلي (الــدم والغــضب) نـلتـقي بــالكـثيــر من‬
‫شقيقه بحيث انهما بالكاد يتبادالن احلديث‪.‬‬ ‫بـ ــامكـ ــانك ن ـسـيـ ــان مع ـظـم أمـ ــور رجل كـ ــان يع ــانـي‬ ‫حتلـيـله ل ــصع ـ ــود االسالمـيـني يف م ـصـ ــر عـ ــام ال ـس ــود) يف احلقــوق الـبــريـطــانـيــة مـثل تعــدد‬ ‫مـثل "صاعـق يسمح مبـزيح كيـماوي وهـو يعلم‬
‫س ـ ــرط ـ ــان ال ـ ــرئ ـ ــة مل ـ ــدة ‪ 10‬ســنـ ـ ــوات ومع ذلـك جـعل‬ ‫‪ 1970‬ونظام اجلـنرال ضيـاء احلق يف باكـستان الـثقــافــات‪ ،‬الــصحفـيـني الـي ـســاريـني‪ ،‬سخــافــة‬ ‫أنه ق ــابل لـالنفج ــار " ف ــالق ــاع ــدة كـم ــا يق ــول‬ ‫القتلــة املنحـرفـني امثـال سيـرجي نـشيــاييف‬
‫وهـو يقـول مـراراً وتكـراراً بـانه كـان يـشعــر دائمـاً بـأنه‬ ‫ال ــروسـي مـن ع ــدمـيـي الق ــرن الـت ــاسع ع ـش ــر‬
‫غـي ــر كـ ــاف وانه حتـت مــظه ــره اخل ــارجـي امل ــرح ك ــان‬ ‫اآلخـرين يـصورونه فـوتوغـرافيـاً على غالف مـذكراته‬ ‫ووح ـ ـش ـي ـ ــة " ح ـ ــرب الــتح ـ ــري ـ ــر " املـ ـص ـي ـ ــري ـ ــة الــشه ــادة اجل ــامعـي ــة يف " تـص ــوي ــر اجل ـسـم " ‪،‬‬ ‫املؤلف ضعيفة فـكريا وان اساطـير مثل الفكرة‬
‫هنـاك حـزمـة مـذعـورة مـن االعصـاب‪ ،‬ومع ذلك فقـد‬ ‫مع سـيج ــارة بـني اصـبعـيه وابـتــس ــامـ ــة وقحـ ــة عل ــى‬ ‫ابتـزاز طالبي اللجـوء تسطيح الـثقافة العـالية‬ ‫واحلساسة يف اجلزائر‪.‬‬ ‫التـي تقـول أن اسـامــة بن الدن هــو صنـيعـة ال‬ ‫وكارلوس الثعلب ‪.‬‬
‫ك ــان ه ــادئـ ـاً ب ــشكـل ملفـت للـنـظـ ــر وراسخ الق ــدم يف‬ ‫وجـهه‪ ،‬ولـي ــس هـنـ ــاك اثـ ــر كـبـي ـ ــر للـنـ ــدم يف داخـله‪،‬‬ ‫كـذلك فـان الصفحـات التـي تتعلق بـالهجـمات الـى آخره والـنتيجـة هي تـنافـر محيـر يف نغـمة‬ ‫ان واحـ ــدا مـن اهـ ــداف بـ ــورلـي هـ ــو أن يعـ ــري‬
‫‪C.I.A‬او انه هــو امل ـســؤول عـن الهجــوم علــى‬ ‫االرهــابـيني مـن اي سحــر قــد ميـنح لـهم وهــو‬
‫إحـيـ ــاء العالق ــات االنــس ــانـي ــة الـطـبـيعـي ــة ال ــى ارض‬ ‫ويـخبــرنــا (فــاكالف هــافل) بــأنه بــرغـم إنهــائه االمــر‬ ‫االنـتحــاريــة متـثل مــوج ــزا مفـيــدا حــول هــذا اخلطاب‪.‬‬ ‫مـ ــركـ ــز الــتج ـ ــارة العـ ــاملـي قـ ــد اصــبحـت امـ ــرا‬
‫ق ــاحل ــة سـي ــاسـي ــة ولـيــس يف االن ــسالل خ ــارجـ ـاً مـن‬ ‫اآلن بع ــد ‪ 40‬ع ــامـ ـاً مـن الـت ــدخـني‪ ،‬اذ يق ــول " أشع ــر‬ ‫يهــاجم املـؤلـف اليهـود اللـيبـرالـيني االمـريكـان‬ ‫الهــدف االخــر مـن كتــابه فــالنـخبــة املـتحــررة‬
‫القبضـة السـوفيتيـة فحسـب وامنا يف اشفـاء اجلروح‬ ‫بـالفة كبيرة مع املـدخنني وامتتع باستنـشاق الدخان‬ ‫بانـهم يعتـبرون ان مـجازر الـهولـوكوسـت دينهم‬ ‫واخملــدوعــة بـهم بــشكل خــطيــر والــذيـن علــى‬
‫الق ـ ــدمي ـ ــة م ــثل ت ـ ــرح ـيـل ماليــني االمل ـ ــان مــن ق ِـ ــبل‬ ‫املعــاد بحـض ــورهم"‪ ،‬وكــونـه رئيـس ـاً جلـيكــوســاوف ــاكيــا‬ ‫الثانـي ويتحدث عـن التركـيبة الـتاليـة " اليهود‬ ‫مـ ـ ــاي ـبـ ـ ــدو انهــم ي ـ ـس ـيـ ـطـ ـ ــرون علـ ـ ــى االعالم‬
‫التشـيكيني بعـد احلرب‪ ،‬وبـرغم انه يقـول انه يبغض‬ ‫وبيـنمـا كــان يتفـاوض مع (غـوربـاتـشيف) علـى انهـاء‬ ‫= األخ ـبـ ـ ــار" امل ـب ـ ـ ــالغـ ـ ــة يف اه ـم ـيـ ـ ــة الـ ـصـ ـ ــراع‬ ‫البــريـطــاني والــسيــاســة يجعـل من االرهــابي‬
‫االعتـذارات الـشعـائـريــة اال انه ليـس كـ (تـونـي بليـر)‬ ‫عبـوديــة االرض لبلـده كــانت أفخـر حلـظــاته عنـدمـا‬ ‫الفلسطيني االسرائيلي‪.‬‬ ‫شيئا ناجحا بشكل واسع‪.‬‬
‫كــان دائمـاً مــستعــداً لالعتــذار عن اآلثـام الـتي كــانت‬ ‫أشعل سـيجـ ــارة يف الك ــرملـني –وهـي مـنــطق ــة ع ــدم‬ ‫ان واحــدة مـن م ـش ــاكل ه ــذا الكـتــاب هــو نــدرة‬ ‫لكن مع ذلك فـان فعاليـة االرهابيـني تتحرك‬
‫حك ــوم ــة بالده مــس ــؤول ــة عـنه ــا‪ ،‬وب ــالـن ـسـب ــة جلـب ــان‬ ‫املصـادر حيث جنـد حاشـية يف كـل صفحتني او‬ ‫بـ ــدافع اكـثـ ــر تـعقـيـ ــدا مـن الـ ـسـ ــاديـ ــة او حـب‬
‫تـدخني صـارمـة –وليـس بعـد ان اصـبحت (يـوميـات‬ ‫الع ـنـف انه ك ـم ـ ــا ي ـ ـس ـمــيه ب ـ ــورلــي "اجل ـن ـ ــون‬
‫مجاهـِـر كـان يكره املواجهة كان صـريحاً مرة بعد مرة‬ ‫التـدخني) لـ (سـيمـون غـراي) امـراً مـرحـاً مـن شهيـد‬ ‫ثالثـة اضافـة الى عبـارات كثيـرة مثيـرة للجدل‬
‫ليـس اقلهـا تـذكيـر مـواطنـيه التـشيك أيـة مجمـوعـة‬ ‫الى السيجارة‪.‬‬ ‫مـثل " وكــال ــة االستـخبــارات االمــريـكيــة تــرسل‬ ‫االخـالقي" وهــو يــؤمن ان االرهــاب االسـالمي‬
‫من العـاطلني والعـقول احملـدودة هم‪ ،‬وعـندمـا يشـكو‬ ‫واغلـب الكتب تـكون كـالكتـب االخرى متـاماً‪ ،‬امـا هذا‬ ‫الــسجـن ــاء ال ــى املغ ــرب لكـي ي ــواجه ــوا االذالل‬ ‫املعاصـر هو " تهـديد وجـودي لكل احلـضارة "‬
‫بع ـبـعه اخلـ ـ ــاص (فـ ـ ــاكـالف كالوس) والـ ـ ــذي اص ــبح‬ ‫الكـتـ ــاب فلـيــس ك ــذلـك‪ ،‬وبال ريـب ه ــو ال ي ـشـبه اي ــة‬ ‫والـتعــذيـب " او مـثل " ان امهــات االنـتحــاريـني‬ ‫وانــا غيــر متـأكـد فـيمـا اذا كــانت هــذه اجلمله‬
‫رئـيـ ــس وزرائه (يـ ـشـك ـ ــو) مـن الـت ـ ــدخل اجلـ ـسـيـم يف‬ ‫مذكـرات رواية سبق لي قـراءتها‪ ،‬ولنبـدأ بأن له ثالثة‬ ‫الفلـسـطـينـيني يـتنــاولن اخملــدرات من اجل ان‬ ‫تـســاعــد علــى فـهم هــذه الـظــاهــرة اخلــطيــرة‬
‫الـشــؤون التــشيـكيـة مـن قـِـبل الــدخالء ويتـم التـغلب‬ ‫عـنــاويـن بــالـفعل وهـي عـنــوان (الـقلعــة) احلــالـي و "‬ ‫اليـظهـرن حــزينــات " او ان للقـاعــدة ارتبـاطـات‬ ‫واملبهمة يف ذات الوقت‪.‬‬
‫علـى (هافل) بتوق متـكتم الى ان اوربا الـدميقراطية‬ ‫انعكـاسـات علــى حيــاتي كـبطـل قصـص خيــاليـة " و"‬ ‫بـرجال العـصابـات البريـطانيـني او " ان االقلية‬ ‫هـذا العـرض كـتب يف قـريــة صغيــرة من قـرى‬
‫واملثقفـة واملهذبـة ستتـطفل قدر املـستطـاع يف " زريبة‬ ‫ارجوك اختصـر" وهذا االخير هـو انتقام (هافل) من‬ ‫املـسلمـة يف الـدمنـارك تـستهلـك نصف الـدخل‬ ‫البــاكــستــان ويف قلـب البـنجــاب و بعــد سـبعــة‬
‫خنازيرنا التشيكية "‪.‬‬ ‫م ـضــيف تـلف ـ ــزي ـ ــونـي يف ب ـ ــراغ مـن م ـ ــدرس ـ ــة (ج ـ ــون‬ ‫الق ــومــي " وكل هـ ــذه العـب ــارات ب ــدون م ـص ــادر‬ ‫اسابيع من املـوت العنيف لبناظيـر بوتو حيث‬
‫و(كالوس) هـ ـ ــو ن ـ ـ ــذل الع ــمل االدبــي يـ ـ ــدفـع نفـ ـ ــسه‬ ‫همفريز) والذي قضى نصف وقته يخبر ضيوفه بأن‬ ‫يرجع اليها ‪ .‬حيث يتحدث بورلي باحتقار عن‬ ‫تتـزاحم العنـاوين الـرئيـسيـة لالخبـار باملـزيد‬
‫بـاملنكب يف صـدارة فرصـة تصويـر وهو يـشعر بـالغيرة‬ ‫يكــونــوا س ــريعـني‪ ،‬ومــا يــدعــوه (ه ــافل) نفــسه "هــذا‬ ‫الكـتب امللـيئـة بـاحلــواشي لكـي يثـبت املـؤلفـون‬ ‫من العنف‪.‬‬
‫من شهـرة (هافل) ويـائسـاً من احبـاط أي شئ يفعله‬ ‫الكتـاب الـصغيـر الغــريب من كـتبي" يـتنقـل من فتـرة‬ ‫ج ــدارتهـم ولكـنهــا ضــرورة يف مــواضـيع تـتـعلق‬ ‫ان كـت ـ ــاب ال ـ ــدم والغ ـضــب بال شـك مـ ـش ـ ــروع‬
‫(هــافل) شــاعــراً بـضجــر ال يلـني الــى حــد كـبـيــر مـن‬ ‫الى اخـرى يف حياته وت ُـرَصـَّـع ذكـرياته مبقاديـر كبيرة‬ ‫بالسياسة واالرهاب‬ ‫طمــوح يتكــون من ‪ 500‬صفحــة متثل مـسحـا‬
‫اتف ـ ــاق الــن ـ ــاس لـكــي ال يــت ـ ــوجــب علــيهــم امل ـضــي يف‬ ‫من املقــابالت مع صحـايف وقح هـو (كــارل هفيـزداال)‬ ‫ل ــذلك تـبــدو هــذه امل ــواقف املعــاديــة للـمـصــادر‬ ‫شـ ــامال لالره ــاب ابـت ــداء مـن الق ــرن الـت ــاسع‬
‫االصغ ــاء الـيه‪ ،‬وهـن ــاك مقــطع مــبهج حـيـث يقـت ــرح‬ ‫وال ــذي يــس ــأله اكـث ــر االسـئل ــة فـظ ــاظ ــة مم ــا ميكـنه‬ ‫ش ـ ــاذة ب ـ ـشــكل غ ـ ــريــب ب ـ ــال ـن ـ ـس ـب ـ ــة لـلح ـ ــوادث‬ ‫عـشر يف روسـيا وايـرلنـدا مرورا بـاوربا مـا قبل‬
‫(كـالوس) انه علـيـه ان تك ــون لـ ــديه مق ــابل ــة رسـمـي ــة‬ ‫التفـكيــر فيهـا مـثل " متـى خـنت زوجـتك االولـى مع‬ ‫الغضب والعنف يف باكستان التاريخية يف كتاب كهذا‪.‬‬ ‫احلرب العاملية ومنظمة االلوية احلمراء الى‬
‫اسبـوعية يف القلعة كما لـدى ملكة انكلترا مع رئيس‬ ‫الث ــاني ــة؟ " و" كيـف قمـت بفــوضــى هــائلــة بحـيث ان‬
‫وزرائهـا ومن ثم يحـول هذا الـى قائـمة مـن الشـكاوى‬

‫كــيـف انقــــــذ االيــــــرلــنــــــديــــــون احلـــضــــــارة؟‬


‫بلدك انـشق الى اثـنني؟"‪ ،‬واحيانـاً انت تتسـاءل فيما‬
‫التـي تشكل كابوسـاً بالغة ً خطبـة الذعة ضد (هافل)‬ ‫اذا ك ـ ــان (هفـيـ ــزداال) مـ ــوج ـ ــوداً ام انه قـ ــد اخـت ـ ــرعه‬
‫للـتعـبيـر عـن االسف علـى مـوت (فــرانك زابـا) الـذي‬ ‫ببـساطة كحـيلة ليسـأل نفسه االسئلة املـرب ـِـكة والتي‬
‫كان نصيراً متحمساً للثورة اخململية‪.‬‬ ‫تتفاداها عادة مذكرات الرئيس السابق‪.‬‬
‫واحيـاناً يبدو (هـافل) نفسه كشيخ ن َـك ِــد متشكياً من‬ ‫وقصـة (هــافل) استـثنــائيـة الـى حـد كـبيـر بحـيث انه‬
‫قلة املـلح يف الطعام االمـريكي ومن حتـديث حواسيه‬ ‫احيـانـاً ال ميـكنه نفــسه تصـديقهـا‪ ،‬وتبـدو مـسحـوبـة‬
‫دائـم ـ ـاً بحـيـث ال ي ـسـت ـطــيع ت ــشغـيـله ــا‪ ،‬وهـ ــو صعـب‬
‫االرضــاء ايـض ـاً مـُ ـســاق ال ــى الي ــأس عنــدمــا ال يكــون‬
‫من واحدة من املـسرحيات والقصـص السخيفة التي‬ ‫على العمل الـفني املذهل الـذي قام به الـرهبان‬
‫والذي كان ظـاهرة فريدة من نوعها يف التاريخ‪.‬‬
‫فـيهــا دوره املتـميـز كـمبـشـر مــسيـحي‪ .‬كــان ذلك‬
‫املبشـر قد تعلم الشيء الكثير عن تاريخ الشعب‬
‫وجه الـتحــديــد يف ايــرلـنــدا الـتـي كــانـت روحهــا‬
‫التــواقــة للـنهــوض يف ذلـك العهــد مـن التــاريخ‬
‫اسم الكتاب‪:‬‬
‫صنع صيـته منها‪ ،‬وابـن مطوِّر امالك نـاجح من براغ‬
‫هـن ــاك م ــا يـكفـي مـن الـن ــادلـني يف م ــآدب ال ــدول ــة او‬ ‫وال ــذي ك ــان ميـتلـك كال مـن م ــرك ــز تــس ــوق رئـي ـسـي‬ ‫يـنـتهـي كـتــاب كــاهـيل بـحكــايــات عـن ال ــرحالت‬
‫االيـرلندي واخالقه خالل الفـترة التي امـضاها‬
‫يف العبـوديـة‪ ،‬وكـان يحـمل بني جـوانحه اعجـابـا‬
‫متـت ــد بجــذورهــا عـمـيقــا يف الـتــراث احلـضــاري‬
‫العــاملـي وتغ ــذيه بـنــسغهــا املـتج ــدد‪ .‬يعـطـي لـنــا‬
‫كيف انقذ االيرلنديون‬
‫عنــدمــا يتـم تقــدمي الــزالبيــة نـصف املـطبــوخــة الــى‬
‫االمبراطـور الياباني (يعتقد ابن السماء بسعادة بأن‬
‫وأفضل تطويـر سكني على ضفاف نهـر مولداو‪ ،‬وجد‬
‫(هـافل) نفـسه مـدفـوع ـاً بقيـادة املنـشقني ومـنتـداهم‬
‫التبـشيـريـة االيـرلنـديـة االولــى التي تـرك فيهـا‬
‫الـرهبـان ايـرلنــدا لكي يـنشـروا ديـنهم اجلـديـد‪.‬‬
‫واميانـا بذلك العالم الـذي من حوله‪ ،‬وذلك هو‬
‫يف احلقيـقة الـسبب الـذي جعـل ايرلـندا االرض‬
‫امل ــؤلف مـث ــاال عــن ذلك يف املـلك ــة مـي ــداه مـلك ــة‬
‫كـوناخت علـى انها متثل منـوذجا مبكـرا عن قوة‬
‫احلضارة؟‬
‫تلك ال بـد ان تكـون اخـتصـاص ـاً تشـيكيـاً)‪ ،‬وهـو لـيس‬
‫مـستـثنـى مـن اخليالء فهـو مجــروح الكبـريـاء بـشكل‬
‫املدني بسبب كالمه احلاد وقلمه السلس‪ ،‬وعلى حني‬ ‫عنـدمــا اصبحـت احليـاة هـادئـة الـى حـد مـا يف‬ ‫ال ــوحـي ــدة الـتـي حت ــولـت ال ــى امل ـسـيحـي ــة ب ــدون‬ ‫املــرأة ودورهــا الــريــادي الــذي لـعبـته يف حتــديــد‬ ‫تأليف‪ :‬توماس كاهيل‬
‫مكشـوف لعدم تـكرميه بجـائزة نـوبل ومفتخـر بشكل‬ ‫االراضـي الـتـي كـ ــانـت س ـ ــابقـ ــا حتـت سـيــطـ ــرة‬ ‫استعمال القـوة العنف‪ .‬ولقد احب االيرلنديون‬ ‫مالمح تــاريخ ايــرلنـدا يف تـلك العهـود‪ .‬يـتجلـى‬
‫واضح مـن الـتــص ــويـت عل ــى اخـتـي ــاره ث ــالـث اع ـظـم‬ ‫االمـب ــراط ــوري ــة ال ــروم ــانـي ــة حت ــرك ال ــرهـب ــان‬ ‫بــدورهـم ذلك االن ـســان الــذي عــرف فـيـم ــا بعــد‬ ‫تـاريخ تلك البالد يف ابهى صـورة من خالل سرد‬
‫تشيكي يف التاريخ من قـِـبل برنامج تلفزيوني‪.‬‬ ‫االيـ ــرلـنـ ــديـ ــون الـ ــى خـ ــارج نــط ـ ــاقهـم احملـ ــدود‬ ‫بـاسم القــديس بـاتـريك وتقـربـوا مـن املسـيحيـة‬ ‫تفـاصـيل احلكـايـة الـرائعـة للـسلتـيني القـدمـاء‬
‫ولكن هنـاك فطرة سليمة نبـيلة يف افكاره عن احلياة‬ ‫وخـرجـوا لـنشـر املـسيحيـة الـى بـريطـانيـا ثـانيـة‬ ‫بكل طــاقتهـم وحمـاسـتهم‪ .‬نـتيجـة لــذلك فقـد‬ ‫الــذيـن وصلــوا إلــى ش ــواطئ اي ــرلنــدا يف القــرن‬
‫بع ــد ان غ ــابـت عـنه ــا لفـت ــرة مـن ال ــزمـن‪ ،‬وال ــى‬ ‫انبـثق الــى الــوج ــود شكـل ممي ــز من املــسيـحيــة‬ ‫الـرابـع قبل املـيالد‪ .‬لقــد شيـد أولـئك احملـاربـون‬ ‫ترجمة‪ :‬مصطفى ناصر‬
‫ال ـسـيــاسـيــة وكـيـف ميكـنهــا ان تـبه ــر الغ ــافلـني‪ ،‬وهــو‬ ‫مـنـ ــاطق مخــتلف ــة مـن ق ــارة اورب ــا‪ .‬لكـن لــس ــوء‬ ‫اتــاح لالي ــرلنــديـني معهــا االحـتف ــاظ بن ــوع من‬ ‫االشـداء اسس حياة اجتماعية تختلف اختالفا‬
‫يــسجـل ذلك عـنــدمــا –يف ايــامه االولــى كــرئـيـس –‬ ‫احلـظ فقــد جــاءت غــزوات الفــايكـنغ الـتي ادت‬ ‫التقــاليـد الـسلـتيــة االصيلـة الـتي كــونت جـزءا‬ ‫جـذريـا عن سـواهـم من اجملـتمعـات البـربـريـة او‬
‫عني واحــداً من اصـدقــائه القـدمــاء املنــشقني كـوزيـر‬ ‫الـى تـعكيـر صفـو الـسالم يف ايــرلنــدا يف الفتـرة‬ ‫مهما من كـيانهم احلضاري الـذي ينتمون اليه‪.‬‬ ‫تلـك الـتــي تعـتـم ـ ــد علـ ــى الـنـ ــزع ـ ــة العـ ــدائـيـ ــة‬
‫(ولم يكن هناك شخص آخر متوفر) اذ يقول " بدأت‬ ‫التـي اعقـبت رحـيل القـديـس بـاتــريك‪ .‬حــدثت‬ ‫وممارسة الـعنف ضد من هم اضعف منهم‪ .‬كان‬ ‫يقــدم لـنــا كـتــاب تــومــاس كــاهـيل (كـيف أنقــذ‬
‫فجـأة بـالـتصــرف بتهـذيـب اكثـر جتـاهه وآخـذه علـى‬ ‫ايضـا غزوات اخـرى يف القرون الالحقـة لكن لم‬ ‫عنـدمـا استقـرت احلـال بــاملسـيحيـة يف ايـرلنـدا‪،‬‬ ‫شع ـ ــارهــم احلــض ـ ــاري واالخالقــي ي ـتـلخــص يف‬ ‫االي ــرلنــديــون احلـضــارة؟) تفــاصـيل احلكــايــة‬
‫محـمل اجلــد "‪ ،‬ويـســأله (هـفيــزداال) املــزعج مــا هــو‬ ‫تــؤد أي منهـا الـى تــدميـر الـروح االيــرلنـديـة او‬ ‫تـأسـست االديـرة يف انحـاء ايـرلنـدا كـافـة‪ .‬اصبح‬ ‫كلمـات نـادرا مـا كـانـت متـداولـة يف ذلك الـعصـر‬ ‫غيــر املــرويــة ســابقــا الــى حــد مــا بـشــأن الــدور‬
‫االمـ ـ ــر اله ـ ــام ال ـ ــذي اكــت ـ ـشـفه (ه ـ ــافـل) يف تع ـ ــامـله‬ ‫حـ ــرمـ ــان ايـ ــرلـنـ ــدا مـن الـ ــدور الـ ــذي لعـبــته يف‬ ‫ال ـ ــرهــب ـ ــان مي ـ ــارس ـ ــون كــت ـ ــاب ـ ــة وت ـ ــدويــن لــيـ ــس‬ ‫"الكرم‪ ،‬الـرقة‪ ،‬الشجاعـة" ومع ذلك فقد متكنوا‬ ‫الـبــطـ ــولـي اليـ ــرلـنـ ــدا مــن سقـ ــوط رومـ ــا الـ ــى‬
‫الــسي ــاسي؟ فـيجـيب (هــافـل) " شئ عــادي جــداً وهــو‬ ‫احلضارة االنسانية والثقافة‪.‬‬ ‫النـصوص الـدينيـة فقط‪ ،‬لـكنهم تـعامـلوا ايـضا‬ ‫بـسلــوكهم املـتحضـر مـن التـغلب بعـد ذلك علـى‬ ‫نهــوض اوروبــا مـن ظلـم ــة القــرون الــوسـطــى‪.‬‬
‫حـسن الـذوق ‪ ،‬انه حـسن الــذوق قبـل كل ذلك يحـدد‬ ‫يعمل كتاب كـاهيل على اثارة االهتـمام باالفكار‬ ‫مع نصوص كالسـيكية اخرى كانت تواجه خطر‬ ‫الغزوات التي حـدثت مستقـبال وأصبح شعارهم‬ ‫الكـتاب يـشكل نظـرة استقـرائيـة رائعـة للعـصر‬
‫طول الفتـرة التي يجب ان يتحـدث فيها املـرء وكمية‬ ‫املسـتنيـرة مـن خالل نظـرته الـعميقـة يف خبـايـا‬ ‫الـضيـاع بعـد سقـوط االمبـراطـوريـة الـرومـانيـة‪.‬‬ ‫البراق منغرسا يف الروح االيرلندية‪.‬‬ ‫ال ــذهـبـي يف ت ــاريخ الــشعـب االي ــرلـن ــدي‪ .‬فه ــو‬
‫ما يكـشفه املرء ومـدى عمق سبـر املرء لـالغوار ووقت‬ ‫الـت ــاريخ الـثقــايف اليــرلـنــدا وتــاثـيــر ذلـك علــى‬ ‫كـانـت اشكــال الفنـون واالداب الـسلـتيـة مـن بني‬ ‫يخـب ــرن ــا ك ــاهـيـل حك ــاي ــة ممـتع ــة عـن الـنقـط ــة‬ ‫يفـتتح بـوصف األيـام األخيـرة الـتي بقـيت من‬
‫طـرح الـدعـابــة ووقت احلـديـث بجـديـة ووقـت الكالم‬ ‫العــالم‪ ،‬ليـس فيمـا يـتعلق بتـاثيـر االيـرلنـديني‬ ‫التقاليد التي بقيت مع مرور الزمن من دون ان‬ ‫املـثـي ــرة لالهـتـم ــام الـتـي الـتق ــى فـيه ــا الع ــاملـني‬ ‫عمر اإلمبراطورية الرومانية املتداعية‪ ،‬ويلقي‬
‫علـ ــى احلــضـ ــارة االوروبـيـ ــة فحـ ـسـب ولـكـن مـن‬ ‫مت ــسه ــا ي ــد اخل ــراب واالهـم ــال الـ ــى ان وصلـت‬ ‫الق ــدميـني ال ــروم ــانـي واالي ــرلـن ــدي يف شخـص‬ ‫نظـرة على اخلصـائص احلضـارية القـدمية يف‬
‫بـشـكل غيــر مبـاشـر ووقـت الكالم بــشكل مفـصل ومـا‬ ‫تلـك املنـطقــة بــشكل ع ــام والتـي شهــدت سـيال‬
‫يحــويـه عقل املــرء وكـيفـيــة الـتــأكــد مـن ع ــدم ضعف‬ ‫خالل ارائه الصـريحـة بشـان انبـثاق وهـج الروح‬ ‫بصـورتهـا الـرائعـة الـزاخـرة بـااللـوان االبـداعيـة‬ ‫ش ـ ــاب روم ـ ــانـي اخـت ــطفـه الغ ـ ــزاة مـن وطــنه يف‬ ‫من هجمات اجلماعات البربرية التي اخترقت‬
‫احلـديث ومـدى راحـة شــريكك " ويـضيف قـائالً " انـا‬ ‫االيـرلنـدية الـتواقـة الى حـرية الفـكر واالخالق‬ ‫الـى عهـد ايرلـندا املـسيحيـة مما قـاد الى ظـهور‬ ‫بــريـطــانـيــا حـيـث انـته ــى به املـطــاف الــى ربــوع‬ ‫حدودها ودمرت ارثها احلضاري‪.‬‬
‫معـادٍ لـكل استحـواذ النـني اعـتبــر االستحــواذ أخطـر‬ ‫الـســاميــة‪ ،‬فــالنــاس يف ايــرلنــدا مــا زالــوا حتــى‬ ‫مخـط ــوط ــات دونه ــا م ــؤلف ــون م ـسـتـنـي ــرون مـن‬ ‫اي ــرلـن ــدا‪ .‬لق ــد امـض ــى الــش ــاب مـيلـي ــوك سـت ــة‬ ‫يكـرس كـاهيـل جل اهتمـامه السـتطالع أوضـاع‬
‫الظواهر االجتماعية "‪.‬‬ ‫يـومنا هذا ـ كمـا يقول املؤلف ـ يتمـتعون بالكرم‬ ‫ال ــرهب ــان وغي ــرهم‪ .‬ك ــان "كتــاب كـيلــز" الـشـهيــر‬ ‫سنــوات يف الـعبــوديــة بعــدهــا هــرب مـن معـتقله‬ ‫الـشعـوب الـتي عـاصـرت رومــا القـدميــة‪ ،‬وعلـى‬
‫امللك (وينسيسالس) صالح بالفعل‪.‬‬ ‫فاكالف هافل‬ ‫ودماثة الطبع والشجاعة‪.‬‬ ‫واحـدا مـن تلك اخملطـوطـات وهـو مثـال مشهـور‬ ‫باعجوبة ليعود ادراجـه الى ايرلندا لكي ميارس‬

You might also like