Professional Documents
Culture Documents
النظر الثلث
النظر الثلث
النظر الثلث:
في تولد اإلنسان
دهنية النظفة فتأخذ منها حصة إلى الوسط إعداد للقلب ومن عن يمينه حصة الكبد ومن
أعاله حصة للدماغ ثم تخلق السرة متصلة بوريد وشريان .وهذا يتم في ستة أيام.
ثم تأخذ في التخطيط والتنقيظ ويتم ذلك إلى خمسة عشر يوما ثم ينفذ دم الحيض في جميع
الكرة فيصير علقة وبعده باثنين عشر يوما تصير الرطوبة لحما متميز األجزاء وتمتد رطوبة
النخاع فإنه أساس البدن وبعده بسبعة أيام ينفصل الرأس عن المنكبين واألطراف من
الضلوع والبطن إلى أربعين يوما ثم تظهر عظامة وتكسى العظام بالحم المتولد من دم الحيض
كما قال هللا تعالى""
قال بقراط إنه جالس ورأسه على ركبتيه وعضداه ملتصقان بأضالعه ويداه حاملتان لرأسه
نحو رأس األم ورجاله نحو رجليها مقبوض األعضاء على غاية ما يمكن من الهندام ووجهه
إلى صلب حاملته وصلبه إلى مراقها وكونه على هذا الوضع بعناية هللا عز وجل.
وذلك أن رأس أثقل من سائر األعضاء فاحتيج إلى ما يحمله فأسند بالركبتين والركبتان
ضعيفتان رطبتان خفف عنهما بأن عاونتهما اليدان في الحمل وصير الوجه غلى جانب
صلبها ليكون أحفظ من المصادمات بدفع الصلب وصلبه إلى جهة مراقها ألن صلبه أبعد عن
قبول اآلفة ألن هذا الرضع موافق جدا لسهولة الوالدة ألن رأسه إذا كان قريبا من رجليه
وانحل الرباط من الرحم جاء على رأسه ألن الرأس ثقيل يهوي إلى أسفل بسرعة وأيضا فإن
أقرب األشكال إلى المستدير المنحني والمستدير أبعد عن قبول اآلفلت فلذلك جعل شكل الجنين
على هذا الوجه ليكون أبعد عن قبول اآلفات وألن القلب الذي هو ينبوع الحياة يكون محفوظا
وأن شكله على هذه الهيئة ضروري الوقوع ألن الجنين في موضع ضيق فجمع بالحكمة
اإللهية سائر أعضائه وجعله كالكرة ليسعى في ذلك الموضع الضيق كما أنا نحن إذا كنا في
موضع ضيق جمعنا أعضاءنا فيكون شكلنا قريبا من شكل الجنين في الرحم.
3
زعم بعضهم أن السبب لذلك زيادة حرارة خلقها هللا تعالى للمادة التي يخلق منها الذكور
ونقصانها في المادة التي يخلق منها األنثى وكذلك تبرز أعضاء التناسل من هذا وتخفى من
هذه .ثم إذا كانت الحرارة الغريزية في أصل الخلقة كاملة خرج الذكر تام األعضاء قوي
التذكير .وإن نقصت أنقصت قوة تذكيره فتشبه أفعاله أفعال النساء.
وهكذا قوة التأنيث فإن من اإلناث من تشبه أفعال الرجال .وإذا تصورت هذه المرتب فربما
يقع فيها مرتبة غريبة بعيدة االتفاق فيكون المولود ال ذكر و الأثنى بل خنثى .ومنهم من
زعم أن األغلب على خلقة الذكور وقوعها على خلقة الذكور وقوعها في الجانب األيمن من
الرحم.
وفي خلقه األنثى وقوعها في الجانب األيسر وربما يعين على اإلناث الفصل الحار والبلد
الحاروالريح الجنوب وسن الكهولة كما أن أضداده تعين على الذكور وهو الفصل البارد
والبلد البارد والريح الشمال وسن الشباب.
وزعم قوم أن نطفة الذكر إن جرت من يمينه إلى يمينها كان الولد ذكرا تام الذكورة وإن
جرت من يساره إلى يسارها كان الولد أنثى تام األنوثى .وإن جرت من يمينه إلى يسارها
كان ذكر مؤنثا كما ترى في الرجال من تشبه أفعاله أفعال النساء .وإن جرت من يساره إلى
يمينها كانت أنثى مذكرة كما ترى في النساء من تشبه أفعالها أفعال الرجال .وهللا تعالى أعلم.
4
اعلم أن القوة اإللهية إذا كملت في المولود أبرزته القوة الموجودة في الرحم إذ لو بقي الرحم
بعد كماله الحتاج إلى غذاء كثير لكبره وال يسهل خروجه لكبره والوعاء ال يحمله فيفضي
إلى هالكه وهالك أمه ،فإذا كمل المولود كفت القوة المسكة عن اإلمساك وتحركت الدافعة
لدفع وهو أيضا يتحرك بيده ورجليه فينشق الغشاء المطيف به وانحال رباط الجنين فيقع
كالشيء الوقع من أعلى إلى أسفل فعند ذلك ينقبض قعر الرحم ويفتح عنقه ويبدئ بالرطوبات
التي كانت في األغشية قبل ورود الجنين لينزلق البحرى فيسهل الخروج.
والخروج إذا كان طبيعيا يبتدئ بالرأس ألن أعاليه أثقل من أسافله فإن من السرة إلى الرأس
أثقل مما هو من السرة إلى القدم فينزل الثقيل أو ال ُم يتبعه الخفيف بتقدير العزيز العليم.