You are on page 1of 1

‫مراجـعـات‬

‫هناك حتدٍ للأطفال اللتهام الآي�س كرمي والبطيخ‬ ‫الأرا�ضي‪ ،‬وجد جي�ش الأ�سد نف�سه قد و�صل �إىل نقطة‬
‫معلومات الكتاب‬ ‫ب�سرعة‪ ،‬واختبا ٌر لإملامهم بالقر�آن‪ ،‬وكان مينح اجلوائز‬ ‫االنهيار‪ .‬على الرغم من �أنّ اجلي�ش كان حتت قيادة‬
‫للفائزين‪ .‬بينما كان الرجال ي�شاركون يف �ألعاب‬ ‫�ضباط علويني‪� ،‬إال �أنّ عددًا كب ًريا من اجلنود امل�شاة‬
‫الكرا�سي املو�سيقية وم�صارعة اليدين و�ش ّد احلبل‪".‬‬ ‫ال�س ّنة؛ مما جعلهم غري موثوقني يف نظر الأ�سد‬ ‫كان من ّ‬
‫كان الأ�سد قاد ًرا على اال�ستفادة كث ًريا من املناف�سات‬ ‫وقيادات اجلي�ش العلوية‪ .‬وبحلول عام ‪ 2013‬ا�ضطر‬
‫الكتاب‪" :‬اجلهاد ال�سوري‪ :‬القاعدة وداع�ش وتط ّور‬
‫الثورة"‬
‫الداخلية للمعار�ضة‪ .‬فقد �أدّى االقتتال الداخلي يف‬ ‫الأ�سد �إىل اللجوء �إىل حلفائه املق ّربني جدً ا‪ ،‬وهم �إيران‬
‫امل�ؤلف‪ :‬ت�شارلز �آر‪ .‬لي�سرت‬ ‫�سوريا‪ ،‬بني داع�ش وجبهة الن�صرة التابعة للقاعدة‪ ،‬على‬ ‫وحزب اهلل‪ ،‬لتزويده بعتاد ب�شري �إ�ضايف؛ مما �أ�ضفى‬
‫النا�شر‪Hurst And Company Macmillan UK :‬‬
‫تن�صل القاعدة من‬ ‫�سبيل املثال‪� ،‬إىل انف�صالهما‪ ،‬و �إىل ّ‬ ‫طاب ًعا طائف ًيا على ال�صراع‪.‬‬
‫عدد ال�صفحات‪� 540 :‬صفحة‪.‬‬ ‫داع�ش يف فرباير من العام ‪ .2014‬و ي�صف "لي�سرت"‬ ‫يقوم الكاتب "لي�سرت" بتع ّقب تط ّور الثورة �شه ًرا‬
‫تاريخ الن�شر‪.2017 :‬‬ ‫كيف �أنّ يف عام ‪" 2014‬كان املتط ّرفون واملعتدلون‬ ‫ب�شهر؛ من مار�س ‪ 2011‬حتى �سبتمرب ‪ .2015‬ويقوم‬
‫‪ISBN-13: 978--1849048729‬‬ ‫يتقاتلون فيما بينهم‪ ،‬وكان قتال النظام قد انخف�ض �إىل‬ ‫بو�صف اجلماعات امل�سلحة العديدة ب�أدق التفا�صيل؛‬
‫اللغة‪ :‬الإجنليزية‬ ‫املرتبة الثانية‪".‬‬ ‫كيف �أنها تتناف�س فيما بينها‪ ،‬وجتذب دع ًما خارج ًيا‪،‬‬
‫�إنّ معرفة "لي�سرت" مبختلف اجلماعات مبهرة؛‬ ‫وتغيرّ حتالفاتها‪ ،‬و�أحيا ًنا تتعاون فيما بينها‪� ،‬أو تتقاتل‬
‫فقد كان زمي ًال زائ ًرا �إىل مركز بروكينجز الدوحة‬ ‫مع بع�ضها البع�ض‪ .‬ويقول �إنّ ظهور اجلماعات اجلهادية‬

‫الجهاد السوري‪:‬‬
‫‪ ،Brookings Doha Center‬وقابل قادة �أكرث من‬ ‫العنيفة كان نتيجة ف�شل املجتمع الدويل يف دعم‬
‫مائة ف�صيل معار�ض‪ .‬ويقدّر "لي�سرت" وجود ما ال يق ّل‬ ‫أي�ضا �إن اجلماعات الإ�سالمية كانت‬ ‫املعتدلني‪ .‬ويقول � ً‬
‫عن ‪ 150.000‬ثائر �ضمن حوايل ‪ 1500‬جماعة �أو‬ ‫�أجنح يف ا�ستقطاب التجنيد لأنّ تنظيمها والتزامها‬
‫أي�ضا‬‫ف�صيل‪ .‬وعلى مدار احلرب الأهلية‪ ،‬يقدّر الكاتب � ً‬ ‫ومتويلها كان �أف�ضل‪ .‬ويقارنها باجلي�ش ال�سوري احل ّر‬
‫و�صول ما ال يق ّل عن ‪ 30.000‬مقاتل �أجنبي من �أكرث من‬ ‫التي كانت قاعدته متمركزة خارج البالد جنوب تركيا‪،‬‬

‫مريحا و�سهالً‬ ‫ً‬


‫‪ 100‬بلد �إىل �سوريا للقتال‪.‬‬
‫ال يع ّد كتاب "اجلهاد ال�سوري"‬
‫ب�سبب م�ستوى التفا�صيل التي فيه ب�شكل رئي�سي؛ فهو‬
‫والذي كان دعمه املايل ي�أتي من متربعني خمتلفني‪،‬‬
‫لديهم م�صالح خمتلفة؛ مما �أدى �إىل �إفراز ف�صائل‬
‫تتناف�س فيما بينها‪.‬‬
‫القاعدة وداعش وتطور الثورة‬
‫لي�س للقارئ العام الذي ي�سعى للح�صول على فهم‬ ‫ي�ؤ ّرخ "لي�سرت" و�صول داع�ش يف ربيع عام ‪.2013‬‬
‫كلي للحرب الأهلية ال�سورية‪ ،‬ولكنه دليل ال ميكن‬ ‫ففي العراق كان لف�شل املجتمع الدويل يف ت�أييد نتائج‬ ‫الهجرة من الريف �إىل املدينة حيث بد�أوا يكافحون‬ ‫عندما قمت بزيارة �سوريا يف يونيو من العام ‪،2011‬‬
‫ّ‬
‫اال�ستغناء عنه للف�صائل اجلهادية املختلفة‪ .‬ويع ّد قي ًما‬ ‫انتخابات عام ‪ 2010‬ودعم ك ّل من �إيران والواليات‬ ‫لك�سب لقمة العي�ش‪.‬‬ ‫�أي بعد �أربعة �أ�شهر على اندالع االحتجاجات‪ ،‬كان‬
‫جدً ا لطالب احلروب الأهلية املقارنة لأ ّنهم �سيميزون‬ ‫املتحدة رئي�س الوزراء ال�شيعي الطائفي "نوري املالكي"‬ ‫ويف تلك الأثناء كان الأ�سد يحافظ على جهاز �أمني‬ ‫حوايل ‪� 2000‬سور ًيا قد ُقتل‪ .‬وكان ال�سوريون الذين‬
‫الأمناط امل�ألوفة لطريقة جتنيد الأفراد‪ ،‬وطريقة ر ّد‬ ‫لوالية ثانية كان لكل ذلك �آثا ٌر كارثية على املنطقة‪ .‬فقد‬ ‫منت�شر يف طول البالد وعر�ضها‪ ،‬وا�ستمر يف ا�سرتاتيجية‬ ‫حتدّثت �إليهم خالل تلك الزيارة واثقني �أنّ بالدهم لن‬ ‫مراجعة‪� :‬إما �سكاي ‪Emma Sky‬‬
‫�أبيه "ت�سريب تهديدات داخلية وت�صديرها"‪ ،‬رمبا خو ًفا‬ ‫تخطى عدد‬‫حرب �أهلية كالعراق‪ .‬واليوم فقد ّ‬ ‫تنزلق �إىل ٍ‬
‫الأنظمة احلاكمة‪ ،‬وطريقة ت�شكيل اجلماعات وتنظيمها‬ ‫اتهم "املالكي" ال�سيا�سيني ال�س ّنة بالإرهاب‪ ،‬و�أق�صاهم‬
‫ومتويلها ودوافع النا�س لالن�ضمام �إليها‪ ،‬والتكتيكات‬ ‫عن العملية ال�سيا�سية‪ .‬كما وتو ّقف عن دفع رواتب‬ ‫من االنتقام ملجزرة عام ‪ 1982‬التي راح �ضحيتها ما‬ ‫املهجرين من‬
‫القتلى يف �سوريا ربع املليون‪ ،‬وبلغ عدد ّ‬
‫احلربية القتالية التي ت�ستعملها‪.‬‬ ‫"ال�صحوة" (ال�صحوة ال�سنية) التي هزمت القاعدة يف‬ ‫بني ‪ 10.000‬و ‪ 40.000‬مدن ًيا �س ّن ًّيا يف معقل الإخوان‬ ‫منازلهم ن�صف تعداد ال�سكان‪ .‬ي�صف ت�شارلز �آر‪ .‬لي�سرت‬
‫ما هو الدر�س الذي ينبغي للواليات املتحدة ا�ستخال�صه‬ ‫العراق �أثناء قتالها �إىل جانب القوات الأمريكية خالل‬ ‫امل�سلمني مدينة "حماة"‪ .‬وقام الأ�سد بت�سهيل عبور‬ ‫‪ Charles R. Lister‬يف كتابه "اجلهاد ال�سوري" كيف‬
‫من �سوريا؟ بالت�أكيد لي�س �أنّ الدافع الرئي�س لل�صراع هو‬ ‫عمليات ‪ .2007‬و ن ّفذ "املالكي" اعتقاالت جماعية بحقّ‬ ‫اجلهاديني �إىل العراق لالن�ضمام �إىل مقاومة االحتالل‬ ‫حت ّولت الثورة ال�شعبية املطالبة بالعدالة وحكومة �أف�ضل‬
‫درا�ستها التبعات املحتملة لإخفاقها يف دعم املعار�ضة‬ ‫"الأحقاد القدمية" التي يعود تاريخها �إىل ال�شرخ يف‬ ‫ال�س ّنة‪ .‬لقد �شكلت هذا الأعمال البيئة التي �ساعدت على‬ ‫الأمريكي بعد عام ‪.2003‬‬ ‫�إىل حرب �أهلية ع�سرية مع ظهور دور بارز للجهاديني‪.‬‬
‫امل�سلحة املعتدلة درا�س ًة �صادقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن اللوم‬ ‫الإ�سالم يف القرن ال�سابع‪ .‬و يع ّلق "لي�سرت" قائ ًال �إنّ‬ ‫نهو�ض داع�ش من رماد القاعدة يف العراق؛ فقدّمت‬ ‫�أطلق حب�س �أطفال مدينة "درعا" يف جنوب‬ ‫رئي�سا‪ ،‬بعد وفاة �أبيه حافظ‬
‫عندما �أ�صبح ب�شار الأ�سد ً‬
‫�سوريا وتعذيبهم يف مار�س من العام ‪� 2011‬شرارة‬ ‫يف العام ‪ ،2000‬كان هناك تفا�ؤل �أو ّ‬
‫يل �أنّ القائد ال�شاب‬
‫الأكرب ينبغي �إلقا�ؤه على ب�شار الأ�سد نف�سه الذي كان‬ ‫ظهور داع�ش ومتددها "قد ك�شف عن التهديد احلقيقي‬ ‫نف�سها على �أنها املدافع عن ال�س ّنة‪ ،‬وامتدت �آنذاك �إىل‬
‫قابل للإ�صالح‪ ،‬يف حني ي�ص ّور نف�سه‬ ‫الذي ميثله عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي وانهيار الدولة"‪.‬‬ ‫�سوريا‪.‬‬ ‫االحتجاجات ال�سلمية‪� ،‬إال �أنّ ر ّد احلكومة عليها كان‬ ‫�سي�أتي ب�إ�صالحات‪ .‬ويف ال�سنوات القليلة الأوىل من‬
‫غري م�ستعدٍ وغري ٍ‬
‫البديل الوحيد لداع�ش‪ ،‬و�سط الفو�ضى التي �ساعد هو‬ ‫�إنّ احلرب الأهلية حتدث يف بيئة تكون فيها �شرعية‬ ‫وح�سب و�صف "لي�سرت" ف�إنّ داع�ش كان يخ�شى �أن‬ ‫قم ًعا وح�ش ًيا‪ .‬وكان لهذا القمع �أث ٌر عك�سي‪ ،‬حيث قام‬ ‫توليه احلكم‪ ،‬كان هناك حماوالت قليلة لتحرير البالد‬
‫على ت�شكيلها‪ .‬وتبقى امل�أ�ساة م�أ�ساة ال�شعب ال�سوري‬ ‫املحك‪ ،‬ويف و�سط �صراع جيو�سيا�سي بني‬ ‫ّ‬ ‫النظام على‬ ‫تطعنه "ال�صحوة" يف الظهر مرة �أخرى‪ ،‬و كان يحاول‬ ‫ال�سوريون بت�شكيل ميلي�شيات حلماية �أنف�سهم؛ مما‬ ‫�سيا�س ًيا واقت�صاد ًيا؛ فقد قام ب�شار الأ�سد بزيادة متثيل‬
‫الذي ي�ستمر يف دفع الثمن‪.‬‬ ‫�إيران التي ت�ستغل الدّين حل�شد الدعم واململكة العربية‬ ‫قمع �أي معار�ضة حمتملة من خالل التهديد العنيف‪.‬‬ ‫�أدى لظهور اجلي�ش ال�سوري احل ّر‪ ،‬الذي ُعرف فيما بعد‬ ‫ال�س ّنة وامل�سيحيني والدروز يف نظامه الذي تهيمن عليه‬ ‫ُ‬
‫ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬كان داع�ش ي�سعى �إىل ا�ستحواذ‬ ‫باملعار�ضة املعتدلة‪.‬‬ ‫الطائفة العلوية‪ ،‬وك�سب والء النخبة من جتار دم�شق مع‬ ‫ترجمة‪ :‬د‪ .‬عمر عثمان جبق‬
‫‪Yale World‬‬ ‫‪� .1‬إما �سكاي مديرة برنامج "زمالء ييل العامليني‬
‫كما حدث يف العراق‪ ،‬ف�إن الواليات املتحدة ت�ض ّيع‬ ‫الأرا�ضي‪ ،‬وحكمها من خالل ك�سب "قلوب وعقول"‬ ‫�سعى الأ�سد منذ البداية لت�صوير الث ّوار على �أنهم‬ ‫انفراج جزئي يف االقت�صاد‪ .‬ولكن ات�ضح �أنّ امل�ستفيدين‬
‫‪ ،"Fellows‬و م�ؤلفة كتاب "ك�شف النقاب عن الآمال الكبرية‬ ‫�إرهابيون �إ�سالميون لكي يق ّو�ضهم يف عيون املجتمع‬ ‫كانوا من املح�سوبني على الأ�سد ب�شكل كبري‪ ،‬مع تزايد‬ ‫ق�سم الآداب والرتبية‬
‫العديد من الفر�ص التي ت�ساعد على الت�أثري يف نتائج‬ ‫ال�سكان املحليني‪ .‬ففي حلب‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬قام‬
‫والفر�ص ال�ضائعة يف العراق"‪.‬‬
‫أي�ضا ب�إطالق �سراح اجلهاديني ال�سوريني‬ ‫الدويل‪ .‬وقام � ً‬ ‫و�شح‬
‫الظلم واجلور‪ .‬وقد �أدت �أ�سعار الوقود املرتفعة ّ‬ ‫كلية املجتمع – جامعة امللك �سعود‬
‫موقع املراجعة باللغة الأ�صل‪:‬‬ ‫�أف�ضل يف �سوريا‪ .‬يف حني كانت �إدارة الرئي�س ال�سابق‬ ‫داع�ش ب�إجراء "�أيام املرح" حيث "كان ي�شجع الأطفال‬
‫من �سجونه عن ق�صد ليتبو�ؤوا منا�صب بارزة يف‬ ‫املاء املتزايد �إىل تدين م�ستويات املعي�شة للطبقة‬ ‫الريا�ض‬
‫‪https://www.nytimes.com/201620/03//books/review/the-‬‬ ‫�أوباما تق ّيم كلفة التدخل‪� ،‬إال �أنّ "لي�سرت" يلوم عدم‬ ‫والبالغني على امل�شاركة يف �ألعاب تفاعلية‪ .‬فقد كان‬
‫‪syrian-jihad-by-charles-r-lister.html‬‬ ‫املعار�ضة‪ .‬ومع جناح الثو ّار يف ال�سيطرة على مزيد من‬ ‫الو�سطى‪ ،‬كما ودفع اجلفاف كث ًريا من املزارعني �إىل‬
‫‪123‬‬ ‫‪www.fikrmag.com‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫العدد‪ - 26 :‬يونيو ‪� -‬سبتمرب‬ ‫‪www.fikrmag.com‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫العدد‪ - 26 :‬يونيو ‪� -‬سبتمرب‬ ‫‪122‬‬

You might also like