You are on page 1of 2

‫أهمية اللغة العربية‬

‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫سيَّادَة َ هيئة الت َّ ْح ِكي ِْم ْال ُم ْحت َ َر ِميْنَ‬ ‫َ‬
‫ت اْلعزاء‬ ‫ان َو ْاْلَخ ََوا ِ‬ ‫اْل ْخ َو ِ‬ ‫س ِة َو َج ِم ْي َع ْ ِ‬‫ِس َيادَة َ َر ِئي ِْس ْال َجلَ َ‬
‫أحييكم بتحية اْلسالم تحية أهل الجنة تحيتهم فيها سالم ‪...‬‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َر ْح َمةُ هللاِ َو َب َركَاتُهُ‬ ‫سالَ ُم َ‬ ‫ال َّ‬
‫الحمد هلل شهدت بوجوده آياته الباهرة‪ ,‬ودلت على كرم جوده نعمه الباطنة والظاهرة‪،‬‬
‫وسبحت بحمده اْلفالك الدائرة‪ ،‬والرياح السائرة‪ ،‬والسحب الماطرة‪ ،‬هو اْلول فله‬
‫الخلق واْلمر‪ ،‬واْلخر فإليه الرجوع يوم الحشر‪ ،‬هو الظاهر فله الحكم والقهر‪ ،‬هو‬
‫الباطن فله السر والجهر‬
‫واشهد إن ال اله إال هللا‪ ,‬وحده ال شريك له‪ ,‬له الملك‪ ,‬وله الحمد‪ ,‬وهو علي كل شيء‬
‫قدير‬
‫أنشـأتني ورحمـتني وسترتني أحسن فأنت المحسن المفضال‬
‫ما لي سواك وأنت غاية مقصدي والكل أنت وما عداك ضـال‬
‫أنـست قلبي يا حبيبي والمنى يا من له اْلنعام واْلفضـال‬
‫وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد هللا ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه‬
‫إذا سار سار النور معه‪ ،‬وإذا نام فيّح الطيب مضجعه‪ ،‬وإذا تكلم كانت الحكمة مرفعه‬
‫هو المختار مـن الـبرايا هو الهادي البشيرهوالرسول‬
‫عليه من المهيمن كل وقت صـالة دائما فيها القبـول‬
‫وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان‬
‫إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين‬
‫ان َواْْل َ ْخ َواتُ اْْل َ ِع َّزا ُء!‬ ‫َمعَا ِش َر ال ُح َّكا ِم ْال ُك َرا َماء ! أَيُّ َها اْ ِْل ْخ َو ُ‬
‫ع ْن سائِ ِر‬ ‫ت بِ َها َ‬ ‫ص ِف َها العباراتُ ‪ ،‬وقدسيَّةً َ‬
‫انفردَ ْ‬ ‫عن و ْ‬ ‫تقصر ْ‬ ‫ُ‬ ‫إن للُّغ ِة العربيَّ ِة مكانةً‬ ‫َّ‬
‫ي محفوفةٌ‬ ‫ظ لَ َها وجودا ً متميزا ً خالداً‪ ،‬و ِه َ‬ ‫ب هللاِ الَّذِي حف َ‬ ‫حفظ كتا ِ‬ ‫ي محفوظةٌ ِب ِ‬ ‫اللُّغاتِ‪ ،‬ف ِه َ‬
‫اْللفاظ‪ ،‬جميلةُ المعانِي‪ ،‬حقًّا‬ ‫ِ‬ ‫ي عذبةُ‬ ‫ب‪ ،‬ف ِه َ‬ ‫للعلوم واآلدا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ ،‬ومالئمةٌ‬ ‫بعناي ِة أُو ِلي اْللبا ِ‬
‫جوف غزارتِها ‪ ،‬وجدَ المتعةَ البالغيةَ ‪ ،‬والرحابةَ‬ ‫ِ‬ ‫من دخ َل في‬ ‫القرآن العجيب ِة ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِإنَّ َها لغةُ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ ) (يوسف‪.)2‬‬ ‫نزلنَاهُ قُ ْرآنًا َ‬ ‫اللفظيةَ ‪ ،‬قا َل هللاُ سبحانَهُ َوتَعَالَى ( إِنَّا أ َ ْ‬
‫اض ُر ْونَ ال ِك َرا ُم!‬ ‫أَيُّ َها اْل َح ِ‬
‫ُ‬
‫اْلمين‬ ‫الرو ُح‬ ‫المبين‪ ،‬جعلَهُ هللاُ هدًى ِل ْلعالمينَ نز َل ب ِه ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كتاب هللاِ‬ ‫ُ‬ ‫فالقرآن الكري ُم ‪ ،‬هو‬ ‫ُ‬
‫عز و َج َّل (لَقَ ْد أ َ ْ‬
‫نزلنَا ِإلَ ْي ُك ْم ِكتَابًا فِي ِه‬ ‫عزا ومجدًا‪ ،‬يقو ُل َّ‬ ‫بين ِليكونَ لنَا ًّ‬ ‫ي ٍ ُم ٍ‬ ‫بلسان عر ِب ّ‬ ‫ٍ‬
‫وأفحم ِب ِه البلغا َء ‪ ،‬وأثنى ب ِه‬ ‫َ‬ ‫ِذ ْك ُر ُك ْم أفَال ت َ ْع ِقلُونَ ) (االنبياء ‪ )10‬تَحدَّى هللاُ ب ِه الفصحا َء‪،‬‬ ‫َ‬
‫العلماء ‪ ،‬ضمنَ لهُ الغلبةَ والبقا َء ‪َ ،‬و ِل َم ْن عم َل ِب ِه الفوزَ والفال َح واالرتقا َء‪ ،‬أنزلَهُ هللاُ‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫(ولَقَ ْد نَ ْعلَ ُم أَنَّ ُه ْم‬
‫الناس أجمعينَ ‪ ،‬يقو ُل تعالَى َ‬ ‫ِ‬ ‫وامتن ِب ِه علَى‬ ‫َّ‬ ‫ي ِ ْال ُم ِ‬
‫بين‪،‬‬ ‫سان العر ِب ّ‬ ‫باللّ ِ‬‫ِ‬
‫ين) (النحل‬ ‫ي ُمبِ ٌ‬ ‫ع َربِ ٌّ‬‫ان َ‬‫س ٌ‬ ‫ي َو َهذَا ِل َ‬ ‫ان الَّذِي يُ ْل ِحدُونَ إِلَ ْي ِه أ َ ْع َج ِم ٌّ‬ ‫س ُ‬‫يَقُولُونَ إِنَّ َما يُعَ ِلّ ُمهُ بَش ٌَر ِل َ‬
‫‪.)103‬‬
‫ان َواْْل َ ْخ َواتُ اْْل َ ِع َّزا ُء!‬ ‫َم َعا ِش َر ال ُح َّك ِام ْال ُك َرا َماء ! أَيُّ َها اْ ِْل ْخ َو ُ‬
‫أن يفخ َُروا ِب َها ‪،‬‬ ‫القرآن الكري ُم ِب َها‪ ،‬و ُح َّق ْله ِل َها ْ‬ ‫ُ‬ ‫أعظم ه ِذ ِه اللُّغةَ العربيةَ الَّتِي نزَ َل‬ ‫َ‬ ‫َما‬
‫فر ِح َم هللاُ َم ْن قا َل ع َلى‬ ‫ض علي َها بالنَّواجذِ‪َ ،‬‬ ‫س َك ِب َها‪ ،‬ونَ َع َّ‬ ‫نفخر بها ‪ ،‬ونتم َّ‬ ‫َ‬ ‫ُح َّق لنا ْ‬
‫أن‬
‫ت الحضارةِ‬ ‫تستوعب مصطلحا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ظن أنها ال‬ ‫من َّ‬ ‫واقتبس ِم ْن بيانِ َها‪ ،‬وهدى هللاُ ْ‬ ‫َ‬ ‫لسانِ َها‪،‬‬
‫ان َواْْل َ ْخ َواتُ اْْل َ ِع َّزا ُء!‬ ‫أَيُّ َها ال ُح َّك ِام ْال ُك َرا َماء ! أَيُّ َها اْ ِْل ْخ َو ُ‬
‫تكون قادرة ً على‬ ‫ُ‬ ‫وتعاليمه ‪ ،‬أفال‬ ‫ِ‬ ‫إستوعبت شريعةَ هللاِ‬ ‫ْ‬ ‫القرآن ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اللغةُ العربية لغةُ‬
‫أجانب يتمنى أحد ُهم ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫ْلعرف أناسا ً‬ ‫ُ‬ ‫بحر متالط ٌم ‪ ،‬ووهللاِ إني‬ ‫َحم ِل أمتع ِة دنيا ُكم ‪ ،‬إنها ٌ‬
‫ْي‬
‫ب الوع َ‬ ‫الطال ِ‬ ‫نفوس ُّ‬ ‫ِ‬ ‫سوا فِي‬ ‫يغر ُ‬ ‫أن ِ‬ ‫ينطقَ العربيةَ بطالق ِة أه ِلها ‪ ،‬وعلَى المدرسينَ ْ‬
‫ي ِ فِي نفو ِس ِه ْم‪.‬‬ ‫ق اْلد ِب ّ‬ ‫بأهمي ِة ه ِذ ِه اللُّغ ِة‪ ،‬ويع َملُوا علَى تنمي ِة الذَّو ِ‬
‫القرآن‪ ،‬وأعنَّا علَى المحافظ ِة علي َها‪ ،‬وارز ْقنَا فَ ْه َم كتا ِب َك والعم َل‬ ‫ِ‬ ‫فاللَّه َّم ِز ْدنَا حبًّا ِللغ ِة‬
‫أمرتَنَا بطاعتِه ‪.‬‬ ‫الراحمينَ ‪ ،‬اللَّ ُه َّم َو ِفّ ْقنَا لطاعتِ َك وطاع ِة َم ْن ْ‬ ‫أرحم َّ‬
‫َ‬ ‫بِ ِه يَا‬
‫علَى ُح ْس ِن‬‫ش ْك ًرا َ‬ ‫ب العَ ْف َو ِم ْن ُك ْم ‪ُ .‬‬ ‫طل ُ ُ‬ ‫طأت أ َ ْ‬ ‫َكفَ ْيتُ َكالَ ِم ْي ُهنَا‪َ ،‬واِذَا َو َج ْدت ُ ْم ِم ِنّ ْي ال َخ َ‬
‫ام ُك ْم‪.‬‬
‫ا ْهتِ َم ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َر ْح َمةُ هللاِ َوبَ َر َكاتُهُ‬‫سالَ ُم َ‬ ‫َوال َّ‬

You might also like