Professional Documents
Culture Documents
-2قال صلى ا عليه وسلمَّ) :يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل السلم وهي أيام أكل
وشرب( "رواه أهل السسنن" .وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال) :نزلت –أي آية )اليوم أكملت(-
في يوم الجمعة ويوم عرفة ،وكلهما بحمد ا لنا عيد(.
وينبغي على الحاج أن يحافظ على السباب التي يرجى بها العتق والمغفرةا ومنها:
* حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم :فعن ابن عباس رضي ا عنهما قال :كان الفضل بن
عباس رديف النبي صلى ا عليه وسلمَّ من عرفة ،فجعل الفتى يلحظ النساءا وينظر إليهن ،وجعل
النبي صلى ا عليه وسلمَّ يصرف وجهه من خلفه ،وجعل الفتى يلحظ إليهن ،فقال له النبي صلى ا
عليه وسلمَّ) :ابن أخي ،إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له( "رواه أحمد.
* الكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم :فعن ابن عمر رضي ا عنهما قال) :كنا مع
رسول ا صلى ا عليه وسلمَّ في غداةا عرفة ،فمسنا المكبر ومنا المهلل… ( "رواه مسلمَّ"
* الكثار من الدعاءا بالمعفرةا والعتق في هذا اليوم ،فإنه يرجى إجابة الدعاءا فيه :فإن النبي صلى ا
عليه وسلمَّ قال) :خير الدعاءا دعاءا يوم عرفة ،وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي :ل إله إل ا وحده
ل شريك له ،له الملك وله الحمد ،وهو على كل شيءا قدير( "رواه الترمذي وحسنه اللباني".
فعلى المسلمَّ أن يتفرغ للذكر والدعاءا والستغفار في هذا اليوم العظيمَّ ،وليدع لنفسه وبلوالدعيه ولهله
وللمسلمين ،ول يتعدى في عدائاه ،ول يستبطئ الجابة ،ويلح في الدعاءا ،فطوبى لعبد فقه الدعاءا في
يوم الدعاءا.
* ولتحذر _أخي الحاج _من الذنوب التي تمنع المغفرةا في هذا اليوم ،كالصرار على الكبائار
والختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها ،إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على
الكبائار والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرةا وأنت تبارز ا بالمعاصي في هذا اليوم العظيمَّ؟!
* ومن آداب الدعاءا في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلل القبلة رافعال يديه ،متضرعا ل إلى ربه معترفا ل
إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم ،فاعلمَّ أنه يجب أن يكون حالك بين خوف
صادق ورجاءا محمود كما كان حالهمَّ.
والخوف الصادق :هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات ا تعالى ،فإذا زاد عن ذلك خيف منه
اليأس والقنوط.
والرجاءا المحمود :هو رجاءا عبد عمل بطاعة ا على نور وبصيرةا من ا ،فهو راج لثواب ا ،أو
عبد أذنب ذنبال ثمَّ تاب منه ورجع إلى ا ،فهو راج لمغفرته وعفوه.
قال تعالى) :إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل ا أولئك يرجون رحمة ا وا غفور
رحيمَّ( "البقرةا."218 :
فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيمَّ وفي هذا اليوم المبارك بين المرين :الخوف
والرجاءا؛ فتخاف من عقاب ا وعذابه ،وترجو مغفرته وثوابه.
فهنيئ ال لك أخي الحاج ،يا من رزقك ا الوقوف بعرفة بجوار قوم يجارون ا بقلوب محترقة ودموع
مستبقة ،فكمَّ فيهمَّ من خائاف أزعجه الخوف وأقلقه ،ومحب ألهبه الشوق وأحرقه ،وراج أحسن الظن
بوعد ا وصدقه ،وتائاب أخلص ا من التوبة وصدقه ،وهارب لجأ إلى باب ا وطرقه ،فكمَّ هنالك
من مستوجب للنار أنقذه ا وأعتقه ،ومن أعسر الوزار فكه وأطلقه وحينئذ يطلع عليهمَّ أرحمَّ
الرحماءا ،ويباهي بجمعهمَّ أهل السماءا ،ويدنو ثمَّ يقول :ما أراد هؤلءا؟ لقد قطعنا عند وصولهمَّ
الحرمان ،وأعطاهمَّ نهاية سؤالهمَّ الرحمن.
وصلى ا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلمَّ