You are on page 1of 12

‫حلقة بحث فً التربٌة الدٌنٌة اإلسالمٌة بعنوان‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬فكتورٌا حسن‬


‫بإشراف المدرس ‪ :‬حسان عسٌلً‬
‫العام الدراسً‪:‬‬
‫‪4112/4112‬م‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس ‪4-------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫المقدمة ‪3--------------------------------- -----------------------------------------------‬‬

‫إشكالٌة البحث ‪2-------------------------------------------------------------------------‬‬

‫أهمٌة البحث ‪2---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫نسبه ومولده ‪2---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫اسالمه‪6-2------------- ---------------------------------------------------------------- -‬‬

‫صفاته ‪6---------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫جهاد خالد بن الولٌد ‪:‬‬

‫معركة مؤتة ‪7--------------------------------- -----------------------------------------‬‬

‫فتح مكة وغزوة حنٌن ‪7-----------------------------------------------------------------‬‬

‫حروب الردة ‪8-------------------------------------------------------------------------‬‬

‫فتح بالد الفارس والعراق ‪8--------------------------------------------------------------‬‬

‫فتح بالد الشام والروم ‪9-8----------------------- -----------------------------------------‬‬

‫خالد بن الولٌد وأحد أمراء الروم‪11-9----------------------------------------------- ------‬‬

‫وفاته ‪11--------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الخاتمة ‪11------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫المصادر والمراجع ‪14-------------- ----------- ------------------------------------------‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫كثٌرا ما سمعنا فً حٌاتنا عن العدٌد من الشخصٌات اإلسالمٌة التً ترك بصمتها فً الدٌن‬
‫اإلسالمً ‪ ,‬ومن أعالهم شأنه وأعظمهم على اإلطالق " خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه"‪ ,‬الذي ٌعد‬
‫من هؤالء األشخاص الذٌن أثروا وبشكل كبٌر فً انتشار الدٌن اإلسالمً بصورته الصحٌحة‬
‫بعٌدا عن التحرٌف والتزوٌر ‪ ,‬وكذلك ساعد نبٌنا محمد صلى اهلل عليه وسلم فً الكثٌر من الغزوات‬
‫والفتوحات ‪ ,‬فهو كان وال ٌزال قدوة لجمٌع المسلمٌن فً العالم اإلسالمً‪.‬‬

‫حٌث كان "خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه" من شجعان الصحابة رضي اهلل عنهم جمٌعاً‪ ،‬وهو قائد‬
‫مظفر‪ ،‬وقد كان َعرْ ضة ألقالم وألسنة أعداء دٌن اإلسالم‪ ،‬ووضعوا فً مسٌرته شبهات‪ٌ ،‬قصد‬
‫من ورائها النٌل من اإلسالم نفسه‪ ،‬ولعل هذا خٌر أراده هللا له‪ ،‬ولمن ٌنال مثله من صحابة‬
‫رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫فقد روي عن عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬من رواٌة جابر بن عبدهللا ‪,‬حٌث قٌل لعائشة‪“ :‬إن ناسا ً ٌنالون‬

‫من أصحاب رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬حتى أبا بكر وعمر‪ ،‬فقالت‪ :‬وما تعجبون من هذا؟‬
‫انقطع عنهم العمل‪ ،‬فأحبّ أال ٌقطع عنهم األجر”‪.1‬‬
‫أما عبدهللا بن عمر رضي اهلل عنهما فقد روى قاعدة شرعٌة‪ ،‬فً هذا األمر قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫‪2‬‬
‫اهلل عليه وسلم‪“ :‬إذا رأٌتم الذٌن ٌسبون أصحابً فقولوا لعنة هللا على شركم” ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أخرجه رزٌن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أخرجه الترمذي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إشكالية البحث ‪:‬‬
‫‪ .1‬من هو خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه ؟‪.‬‬
‫‪ .4‬لماذا اختار العقٌدة اإلسالمٌة كسبٌل له؟‪.‬‬
‫‪ .3‬كٌف ساعد نبٌنا محمد صلى اهلل عليه وسلم فً نشر الدٌن اإلسالمً؟‪.‬‬
‫ما هو أثره فً الدٌن اإلسالمً؟‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ما هً أهم منجزاته؟‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بماذا اتصف؟‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫لماذا لقب بسٌف الدولة؟‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬


‫‪ .1‬التعرف على الشخصٌة العظٌمة " خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه"‪.‬‬
‫أهم منجزاته‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بصمته فً الدٌن اإلسالمً‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التعرف على صفاته‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تأثٌره فً حٌاتنا الٌومٌة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫نسبه ومولده ‪:‬‬
‫هو أبو سلٌمان ‪ ,‬خالد بن الولٌد بن المغٌرة ‪,‬القرشً المخزومً ‪ٌ ,‬جتمع نسبه مع نسب‬
‫رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم فً مُرّ ة ‪ ,‬وأبوه (الولٌد بن المغٌرة) أحد سادات قرٌش وزعمائها‪.‬‬

‫ولد خالد رضي اهلل عنه فً مكة المكرمة قبل بعثة النبً صلى اهلل عليه وسلم بسبع وعشرٌن سنة ‪,‬‬
‫ونشأ نشأة الفرسان ‪ ,‬فً بٌت عز و شرف ‪ ,‬حتى آلت إلٌه أعلّه الخٌل فً الجاهلٌة ‪.‬‬

‫إسالمه ‪:‬‬
‫بقً خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه م ّدة ٌدافع عن عقٌدة آبائه ‪ ,‬وٌقود فرسان المشركٌن ‪ ,‬إلى أن‬
‫بدأ نور اإلسالم ٌتسلل إلى قلبه ‪ ,‬وٌملك علٌه فؤاده ‪ ,‬ورأى ببصٌرته – والعاقل الحصٌف‬
‫– إنّ إسالم دٌن الحق ‪ ,‬وأ ّنه ال ب ّد منتصر ‪ ,‬وأنّ ال ّشرك إلى الزوال ‪.‬‬

‫وكان النبً صلى اهلل عليه وسلم ٌتوقع إسالم خالد رضي اهلل عنه وٌسأل عنه ‪ ,‬لما عرف عنه من‬

‫تع ّقل ورشد ‪ ,‬وكان الولٌد بن الولٌد رضي اهلل عنه – أخو خالد – قد سبقه إلى اإلسالم ‪ ,‬فكتب‬
‫إلى خالد ‪" :‬بسم هللا الرحمن الرحٌم ‪ ,‬أما بعد ‪ :‬فإ ّنً لم أر أعجب من ذهاب رأٌك عن‬
‫اإلسالم ‪ ,‬وعقلك عقلك ! ومثل اإلسالم جهله أحد ؟ وقد سألنً رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فقال ‪ :‬أٌن خالد ؟ فقلت ‪ٌ :‬أتً هللا به‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬ما مثله جهل اإلسالم!‪...‬فاستدرك أخً ما فاتك ‪ ,‬فقد فاتك مواطن صالحة‪.‬‬

‫ث سٌدنا خالد رضي اهلل عنه عن مسٌره إلى رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم من مكة إلى‬
‫فقد َح َّد َ‬
‫المدٌنة المنورة لٌأخذ دوره فً قافلة المؤمنٌن فقال‪ :‬ووددت لو أجد من أُصاحِبُ ‪ ،‬فلقٌت‬
‫عثمان بن طلحة‪ ،‬فذكرت له الذي أرٌد فأسرع اإلجابة‪ ،‬وخرجنا جمٌعا فأدلجنا سحرً ا‪ ،‬فلما‬
‫كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص‪ ،‬فقال مرحبًا بالقوم‪ ،‬قلنا‪ :‬وبك‪ ،‬قال‪ :‬أٌن مسٌركم؟‬
‫فأخبرناه‪ ،‬وأخبرنا أٌضًا أنه ٌرٌد النبً صلى اهلل عليه وسلم لٌسلم‪ ،‬فاصطحبنا حتى قدمنا المدٌنة‬

‫أول ٌوم من صفر سنة ثمان‪ .‬فلما طلعت على رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم سلمت علٌه بالنبوة‬

‫فرد علً السالم بوجه طلق‪ .‬فأسلمت وشهدت شهادة الحق‪ .‬فقال رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫«الحمد هلل الّذي هداك! قد كنت أرى لك عقال رجوت أال يسلمك إال إلى خير »‪ .3‬وباٌعت‬
‫رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم وقلت‪ :‬استغفر لً كل ما أوضعت فٌه من صد عن سبٌل هللا‪،‬‬
‫ب َما َق ْبلَ ُه ‪.....‬اللَّ ُه َّم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد‬
‫فقال‪ « :‬إنَّ اإلسال َم َيح ُ‬
‫عن سبيلك»‪ ,4‬ثم اسلم كل من عمر بن العاص و عثمان بن طلحة رضي اهلل عنهما ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫صفاته ‪:‬‬
‫أوتً خالد رضي اهلل عنه قدرات فرٌدة ‪ ,‬وجمع فً شخصٌته صفات عظٌمة ‪,‬أهمها ‪:‬‬

‫الشجاعة الفائقة ‪ ,‬واإلقدام الجريء ‪ ,‬مع الثقة الكاملة بنصر هللا تعالى ‪.‬‬
‫اإلرادة القوٌة الثابتة ‪.‬‬
‫القوّ ة وتحمل المسؤولٌة ‪.‬‬
‫الذكاء ‪ ,‬وسرعة البدٌهة ‪ ,‬والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة فً أشد المواقف‬
‫صعوبة ‪.‬‬

‫هذه الصفات وغٌرها بوأت خالداً رضي اهلل عنه منزلة رفٌعة ‪ ,‬حتى مدحه رسول هللا صلى اهلل‬

‫عيله وسلم فقال ‪ " :‬نِعْ َم عبد هللا وأخو العشٌرة خالد بن الولٌد ‪ ,‬وسٌف من سٌوف هللا سلّه هللا‬
‫عز وجل على الكفار والمنافقٌن"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الطبقات الكبرى البن سعد(‪ , )424/2‬دالئل النبوة للبٌهقً (‪)321/2‬‬
‫‪4‬‬
‫الطبقات الكبرى البن سعد(‪ , )424/2‬دالئل النبوة للبٌهقً (‪)321/2‬‬
‫‪5‬‬
‫كتاب الصف التاسع للتعلٌم األساسً فً التربٌة الدٌنٌة ‪139‬‬

‫‪6‬‬
‫جهاد خالد بن الوليد رضي اهلل عنه ‪:‬‬
‫ما إن أسلم خالد رضي اهلل عنه ح ّتى شارك مع النبً صلى اهلل عليه وسلم فً جهاده ‪ ,‬وسرعان ما‬

‫كلّفه النبًّ صلى اهلل عليه وسلم بقٌادة كثٌر من السّراٌا لما لمس منه من صفات وقدرات غرٌدة ‪,‬‬

‫وأبرز خالد رضي اهلل عنه فٌها موهبته العسكرٌة و القٌادة فً إدارة المواقف ‪ ,‬ومن أهم‬
‫المواقف ‪:‬‬

‫* معركة مؤتة ‪:‬‬


‫كان أشهر موقف فً حٌاة النبًّ صلى اهلل عليه وسلم ‪ ,‬وأول إنجاز عسكري أظهر فٌه ذكاءه‪,‬‬
‫حٌث شارك فً المعركة جند ٌّا ً كغٌه من الجنود ‪ ,‬وكان الموقف عصٌبا ً إذ لم ٌرد عدد‬
‫الجٌش اإلسالمً على ثالثة آالف ‪ ,‬بٌنما وصل عدد جٌش الروم ومن معهم إلى مئتً ألف ‪,‬‬
‫ومع ذلك صمد المسلمون ‪ ,‬ح ّتى استشهد قا ّدته الثالثة الّذٌن عٌّنهم النبًّ صلى اهلل عيله وسلم‬

‫(زٌد بن حارثة ‪ ,‬جعفر بن أبً طالب ‪ ,‬وعبد هللا بن رواحة رضي اهلل عنهم)‪ ,‬عندها لم ٌجد‬

‫المسلمون من ٌختاروه لقٌادتهم خٌراً من خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه رجل المواقف الصعبة ‪,‬‬

‫بخطة عسكرٌة ّ‬
‫فذة أن ٌنقذ المسلمٌن ‪ ,‬وأن ٌنسحب‬ ‫ّ‬ ‫تولى خالد رضي اهلل عنه القٌادة ‪ ,‬واستطاع‬

‫بالجٌش اإلسالمً تدرٌجٌا ً من دون أن ٌتجرأ الروم على تتبعهم لِما أوهمهم خالد رضي اهلل عنه‬
‫من قدوم اإلمداد وزٌادة عدد المسلمٌن‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫* فتح مكة وغزوة ُحنين ‪:‬‬
‫شارك خالد رضي اهلل عنه فً فتح مكة تحت لواء رسول هللا صلى اهلل عليه وسلم ‪ ,‬وكان على رأس‬

‫كتٌبة من كتائب المسلمٌن ‪ ,‬كما شارك فً غزوة حُنٌن مع النبً صلى اهلل عليه وسلم ‪ ,‬وجُرح‬

‫فٌها ‪ ,‬فعاده النبً صلى اهلل عليه لٌطمئن علٌه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كتاب معرفة الصحابة صفحة ‪66‬‬

‫‪7‬‬
‫*حروب الردّ ة ‪:‬‬
‫قام خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه بدور كبٌر جدا فً حروب الردة بعد وفاة النبً صلى اهلل عليه و سلم‬
‫وواجه بجٌشه أقوى جٌوش المرتدٌن وواجه المرأة سجاح مدعٌة النبوة و مالك بن نوٌرة الذي‬
‫ساعدها و رد أموال الزكاة لمن دفعها بعد أن كان جمعها لتورٌدها لبٌت مال المسلمٌن و قد‬
‫أقرت سجاح وأتباعها فً ما فعلوه فً من ثبت من أهل قبائلهم على اإلسالم و نال مالك بن‬
‫نوٌرة جزاء ما فعل و نفذ خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه ما أمره به الخلٌفة ابو بكر الصدٌق رضي‬

‫اهلل عنه حٌث قتل كل من قتل مسلما أو ساهم فً قتل مسلم‪.‬‬

‫ثم قام بمواجهة مسٌلمة الكذاب مدعً النبوة الذي امتلك أكبر جٌوش المرتدٌن وهزمه فً معركة‬
‫الٌمامة وهً من أكبر المعارك التً خاضها المسلمون مع المرتدٌن‪.‬‬

‫*فتح بالد فارس و العراق ‪:‬‬


‫قام خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه بدور جلٌل فً تدمٌر امبراطورٌة فارس الكبرى و تدمٌر جٌوشها‬
‫و خاض بجٌشه من خٌرة الصحابة و عددهم ما ٌقرب من ‪ 81‬الف مقاتل مسلم حق معارك‬
‫طاحنه مع جٌوش الفرس نذكر منها معركة كاظمه و االبله و المزار و الٌس و الولجة و االنبار‬
‫و عٌن التمر و قد ظهر من عبقرٌة خالد رضي اهلل عنه العسكرٌة الكثٌر فً هذه المعارك الكبٌرة و‬
‫استخدم من اسالٌب القتال و تكتٌكات فن الحرب الكثٌر و نفذ استراتٌجٌات و خطط عسكرٌة‬
‫عظٌمة جدا تدرس حتى االن فً الكلٌات و المعاهد العسكرٌة‪.‬‬

‫الشام ‪:‬‬ ‫*فتح بالد الروم و‬


‫ارسله الخلٌفة ابو بكر الصدٌق رضي اهلل عنه لنجدة جٌوش المسلمٌن فً الشام بعد ان ثبت خالد بن‬

‫الولٌد رضي اهلل عنه اقدامه فً العراق ‪ ،‬تحرك خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه وقطع صحراء السماوة‬
‫و معه دلٌله رافع وجٌشه ووصل فً وقت قلٌل لنجدة المسلمٌن فً بالد الشام‪.‬‬

‫حٌن وصل إلى الشام ومعه تسعة آالف وجد هناك جٌوشا متعددة عند الٌرموك وأقترح أن تجمع‬
‫الجٌوش فً جٌش واحد فأختاره القواد لٌأمر الجٌش فقام بتنظٌمه وإعادة توزٌعه قبل معركة‬
‫الٌرموك‪ .‬قبٌل المعركة توفً أبو بكر رضي اهلل عنه وتولى الخالفة عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‬

‫‪8‬‬
‫الذي أرسل كتابا إلى أبو عبٌدة بن الجراح رضي اهلل عنه ٌأمره بإمارة الجٌش وعزل خالد رضي اهلل‬

‫عنه ألن الناس فتنوا بخالد رضي اهلل عنه حتى ظنوا أن ال نصر بدون قٌادته ولكن أبا عبٌدة رضي‬

‫اهلل عنه آثر أن ٌخفً الكتاب حتى انتهاء المعركة واستباب النصر تحت قٌادة خالد رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫وشارك خالد رضي اهلل عنه بعد ذلك فً معارك الشام كمقاتل ال كقائد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫*خالد بن الوليد رضي اهلل عنه وأحد أمراء الروم ‪:‬‬

‫وقد انبهر القادة الروم من عبقرٌة خالد رضي اهلل عنه فً القتال ‪ ،‬مما حمل (جرجه بن بوذٌها) أحد‬

‫قادتهم للحدٌث مع خالد رضي اهلل عنه ‪ ،‬حٌث قال له ‪ٌ :‬ا خالد اصدقنً ‪ ،‬وال تكذبنً فإن الحر ال‬
‫ٌكذب ‪ ،‬هل أنزل هللا على نبٌكم سٌفا من السماء فأعطاك إٌاه فال تسله على أحد إال هزمته قال‬
‫خالد رضي اهلل عنه ‪ :‬ال‪.‬‬

‫قال الرجل ‪ :‬فبم سمٌت سٌف هللا ؟‬

‫قال خالد رضي اهلل عنه ‪ :‬إن هللا بعث فٌنا رسوله ‪ ،‬فمنا من صدقه ومنا من كذب ‪ ،‬وكنت فٌمن‬
‫كذب حتى أخذ هللا قلوبنا إلى اإلسالم ‪ ،‬وهدانا برسوله فباٌعناه ‪ ،‬فدعا لً الرسول ‪ ،‬وقال لً‬
‫( أنت سٌف من سٌوف هللا ) فهكذا سمٌت سٌف هللا ‪.‬‬

‫قال القائد الرومانً ‪ :‬وإالم تدعون ؟ ‪.‬‬

‫قال خالد رضي اهلل عنه ‪ :‬إلى توحٌد هللا وإلى اإلسالم‪.‬‬

‫قال ‪:‬هل لمن ٌدخل فً اإلسالم الٌوم مثل مالكم من المثوبة واألجر ؟‪.‬‬

‫قال خالد رضي اهلل عنه ‪ :‬نعم وأفضل‪.‬‬

‫قال الرجل ‪ :‬كٌف وقد سبقتموه ؟‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كتاب صالح األمة فً علو الهمة‬

‫‪9‬‬
‫قال خالد رضي اهلل عنه ‪ :‬لقد عشنا مع رسول هللا ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ورأٌنا آٌاته ومعجزاته وحق‬
‫لمن رأى ما رأٌنا ‪ ،‬وسمع ما سمعنا أن ٌسلم فً ٌسر ‪ ،‬أما أنتم ٌا من لم تروه ولم تسمعوه ثم‬
‫آمنتم بالغٌب فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتم هللا سرائركم ونواٌاكم ‪.‬‬

‫وصاح القائد الرومانً وقد دفع جواده إلى ناحٌة خالد ووقف بجواره ‪ :‬علمنً اإلسالم ٌا خالد !‬
‫وأسلم وصلى هلل ركعتٌن لم ٌصل سواهما ‪ ،‬وقاتل جرجه الرومانً فً صفوف المسلمٌن‬
‫مستمٌتا فً طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها‪.‬‬

‫وفاته ‪:‬‬
‫استقر خالد رضي اهلل عنه فً بالد ال ّشام ‪ ,‬واختار حمص منزال له ‪ ,‬وقد تص ّدق بأدرعه‬
‫وعتاده لٌكون وقفا فً سبٌل هللا تعالى‪.‬‬

‫وبعد حٌاة مدٌدة ‪ ,‬حافلة بالتضحٌات والبذل ‪ ,‬حضرته الوفاة فً منزله وعلى فراشه ‪ ,‬وكان‬
‫ٌتمنى لو استشهد فً سبٌل هللا ‪ ,‬فقال رضي اهلل عنه عند موته ‪ " :‬لقد شهدت منه زحف أو‬
‫ُزهاءها وما فً جسدي موضع شبر إال وفٌه ضربة بسٌف أو طعنة برمح ‪ ,‬أو رمٌّة بسهم ‪,‬‬
‫وها أنا على فراشً كما ٌموت البعٌ ُر ‪ ,‬فال نامت أعٌن الجبناء " ‪.‬‬

‫ثم أفاض الرّ وح إلى بارٌها وذلك فً السنة الحادٌة والعشرٌن من الهجرة ‪ ,‬رضي اهلل عنه ‪,‬‬

‫وأجزل مثوبته ‪ ,‬وصدق فٌه قول أبً بكر الصّدٌق رضي اهلل عنه ‪ " :‬عجزت النساء أن ٌلدن‬

‫مثل خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه" ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫و نالحظ من البحث السابق عظمة خالد بن الولٌد رضي اهلل عنه ومكانته‬
‫العظٌمة عند الرسول ودوره الكبٌر فً مساعدة الرسول فً العدٌد من‬
‫الغزوات والفتوحات ‪ ,‬وكذلك مساعدته حتى بعد وفاته وذلك من خالل‬
‫استمراره بعبادة هللا تعالى ونقل صورة الدٌن اإلسالمً الصحٌح بعٌداً‬
‫عن التحرٌف ‪ ,‬كذلك الحظنا من خالل البحث شجاعة خالد بن الولٌد‬
‫رضي اهلل عنه وصفاته وأخالقه الحمٌدة ‪ ,‬فهو مث ٌل لنا فً حٌاتنا لقد تعلمنا‬
‫منه الكثٌر من القٌم التً نستطٌع اتبعها فً حٌاتنا الٌومٌة وما زلنا نتعلم‬
‫من خالل الكتب التً تروي لنا قصته فهو إنسان تمٌز فً حٌاته من‬
‫خالل ش ّدة إٌمانه وٌجب علٌنا اتباعه فً ذلك ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫‪ ‬كتاب صالح األمة فً علو الهمة ‪.‬‬
‫المؤلف ‪ :‬سٌد حسٌن العفانً ‪.‬‬
‫القسم ‪ 41811 :‬التزكٌة واآلداب واألخالق ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب معرفة الصحابة ‪.‬‬


‫المؤلف ‪ :‬محمد بن إسحاق بن محمد بن ٌحً بن منده أبو عبد‬
‫هللا‪.‬‬
‫المحقق ‪ :‬عامر حسن صبري ‪.‬‬
‫القسم ‪ 941:‬التراجم واالعالم ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب زاد المعاد فً هدي خٌر العباد ‪.‬‬


‫المؤلف ‪ :‬ابن القٌم الجوزٌة ‪.‬‬
‫المحقق ‪ :‬شعٌب األرناؤوط ‪ -‬عبد القادر األرناؤوط ‪.‬‬
‫القسم ‪ 419 :‬السٌرة النبوٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬كتاب الصف التاسع للتعلٌم األساسً فً التربٌة الدٌنٌة‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like