You are on page 1of 5

‫مؤتمر تجديد الخطاب الديني‬

‫قام بالتغطية أ‪ .‬جاد الكريم حربي‬

‫برعاية كريمة من فضيلة اإلمام األكبر األستاذ الدكتور‪ /‬أحمد الطيب شيخ األزهر‪ ،‬انطلقت‬
‫فعالي��ات المؤتمر الدول��ي األول بعنوان(تجديد الخطاب الديني بي��ن دقة الفهم وتصحيح‬
‫المفاهي��م)‪ ،‬وذلك يومي األربع��اء والخميس‪2017/3/16 ،15‬م بقاع��ة األزهر للمؤتمرات)‬
‫وقد حضر المؤتمر األس��تاذ الدكتور عباس ش��ومان وكيل األزهر‪ ،‬والدكتور أحمد حسني طه‬
‫رئيس جامعة األزهر‪ ،‬والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق‪ ،‬واألستاذ الدكتور‪ /‬جاد‬
‫الرب أمين عبد المجيد عميد كلية الدراس��ات اإلس�لامية والعربية بنين‪ ،‬ولفيف من أساتذة‬
‫الجامعات العربية والدولية‪.‬‬

‫‪ -‬إن األزه��ر يؤمن إيمانا حتميا أن التجديد ضرورة‬ ‫وقد ب��دأ المؤتم��ر فعالياته بت�لاوة مباركة للذكر‬
‫حتمية‪َ ،‬ف ِب َنائية اإلس�لام قائمة على التدرج والتجديد‪،‬‬ ‫الحكيم‪ ،‬ثم ُعرض فيلم تسجيلي عن كلية الدراسات‬
‫وق��د رأين��ا أحكاما ظه��رت ثم ُنس��خت‪ ،‬وأب��رز مثال‬ ‫اإلس�لامية والعربية بنين ‪-‬راعية المؤتمر‪ُ -‬عرض فيه‬
‫عل��ى ذلك الربا والخمر‪ ،‬ث��م تواصل التجديد في عهد‬ ‫أهم إنجازات الكلية اللغوية والفقهية والدينية‪.‬‬
‫الصحاب��ة‪ ،‬حتى إنه��م أجمعوا على إيقاف س��هم ممن‬ ‫وق��د ألقى فضيلة األس��تاذ الدكتور عباس ش��ومان‬
‫يس��تحقون الزكاة وهو س��هم(المؤلفة قلوبهم) وهذا‬ ‫‪-‬نياب��ة ع��ن فضيلة اإلم��ام األكبر‪ -‬كلم��ة ضافية عن‬
‫من التجديد إلدراكهم أن الحكم مرتبط بعلة‪ ،‬وبزوالها‬ ‫معن��ى التجديد وجه��ود األزهر في ه��ذا المعنى‪ ،‬وقد‬
‫يزول الحكم‪.‬‬ ‫جاء فيها ما يلي‪:‬‬

‫‪magazine.azhar.eg‬‬
‫‪1721‬‬
‫اهتمام��ه عن معن��ى تجديد الخط��اب الديني وتحرير‬ ‫ث��م أوض��ح فضيلته أن‬
‫الج��دل المثار حول هذا المعن��ى‪ ،‬ثم أوضح زهران أن‬ ‫قضي��ة تجدي��د الخط��اب‬
‫موضوع المؤتمر قضية ملحة على المس��توى المحلي‬ ‫الدين��ي‪ ،‬هي قضي��ة األزهر‬
‫والدولي بل والعالمي‪.‬‬ ‫المهم��ة‪ ،‬فق��د ق��ام األزهر‬
‫وق��د ج��اءت الكلم��ة‬ ‫بالعدي��د م��ن المؤتم��رات‬
‫الثاني��ة لألس��تاذ الدكتور‪/‬‬ ‫الخاصة بتجدي��د الخطاب‬
‫ج��اد ال��رب أمي��ن عمي��د‬ ‫الدين��ي م��ن ذل��ك عق��ده‬
‫كلية الدراس��ات اإلسالمية‬ ‫لمؤتمر عالمي جمع فيه كافة مكونات البش��ر‪ ..‬كان‬
‫والعربي��ة‪ ،‬وق��د ق��ال‬ ‫عنوانه ( جهود األزهر في مجابهة التطرف واإلرهاب)‬
‫فضيلت��ه ‪-‬بع��د ترحيب��ه‬ ‫وانته��ى المؤتمر بتوصيات تصل��ح ألن تكون خارطة‬
‫بالحاضرين‪ :-‬إن الس��اح َة‬ ‫طري��ق لإلصالح‪ ،‬وقد مر األزهر ‪-‬في معنى التجديد‪-‬‬
‫ِ‬
‫الزمان‬ ‫العربية واإلس�لامية التي تم��وج بالفتن في هذا‬ ‫بعقد ندوات وفاعليات‪ ،‬وحين يقود األزهر ذلك إنما‬
‫أحوج ما‬
‫ُ‬ ‫المشحون بالتوترات واألهوا ِء المريض ِة َلهي‬
‫ِ‬ ‫يقص��د التجديد ف��ي فهم الخطاب الدين��ي‪ ،‬وفي إطار‬
‫تكون إلى تضافر الجهود للتوصل إلى صيغة وترجمة‬ ‫التجديد قام األزهر بالنظر في مناهجه التي ُتدرس قبل‬
‫علمية وتجس��يد واقعي وتأصيل عمي��ق للفكرة التي‬ ‫المرحلة الجامعية‪.‬‬
‫المعن��ي بدق��ة الفهم‬
‫ُّ‬ ‫أقي��م م��ن أجله��ا ه��ذا المؤتمر‬ ‫ثم أوضح فضيلته أنه ال يوجد في مناهج األزهر ما‬
‫وتصحي��ح المفاهيم قبل اإلقدام على تجديد الخطاب‬ ‫ُيخزى من��ه ال قديما وال حديثا؛ ولكن التجديد س��نة‬
‫الدين��ي‪ .‬وال يغيب عنكم ‪ -‬أيها األكارم‪ -‬أن الس��بب‬ ‫العصر‪.‬‬
‫الرئي��س لم��ا تعانيه األمة م��ن ويالت العن��ف والغلو‬ ‫ثم ق��ال فضيلته‪ :‬إن أزمة الخطاب الديني ليس��ت‬
‫واإلرهاب إنما يرجع إلى ع��دة أمور‪ ،‬أهمها وأخطرها‬ ‫ف��ي الدي��ن وال ف��ي األزه��ر وال مناهجه‪ ،‬ب��ل في فهم‬
‫سوء الفهم وس��فاهة التأويل لنصوص القرآن الحكيم‬ ‫البعض للدين فهما س��يئا‪ ،‬والعيب ف��ي نقلة الفتاوى‬
‫وحديث نبيه الشريف ﷺ‪.‬‬ ‫الشاذة من غير المتخصصين ومن غير ضبط للدعوة‪،‬‬
‫فلق��د أنزل اهلل ‪-‬تعال��ى– القرآن الكريم منه آيات‬ ‫ومن ثم فإن األزهر يس��عى ألن يسترد الخطاب الديني‬
‫محكمات هن أم الكتاب‪ ،‬و ُأخر متش��ابهات‪ ،‬وقديما‬ ‫من خاطفيه‪.‬‬
‫تتبع الذين في قلوبهم زيغ ما تشابه من القرآن الكريم‬ ‫وق��د اختت��م فضيلت��ه الكلم��ة بنب��ذة ع��ن األزهر‬
‫ابتغ��اء تأويل��ه‪ ،‬فضلوا وأضل��وا لتأويله��م القرآن بما‬ ‫الش��ريف وأنه قلعة العلم منذ مئات الس��نين‪ ،‬وأن من‬
‫يواف��ق أهواءهم وأمراضهم النفس��ية‪ ،‬فنش��أت الفرق‬ ‫يري��د النيل من األزهر‪ ،‬فإن جهوده س��تبوء بالفش��ل‪،‬‬
‫الضال��ة المغالية‪ ،‬وكان من أخطر هذه الفرق الخوارج‬ ‫فاألزهر قائم شامخ رغم كيد الكائدين‪.‬‬
‫الت��ي انحرف��ت ع��ن الفه��م وتعس��فت ف��ي التأويل‪،‬‬ ‫المؤتمر األستاذ الدكتور جبر زهران‬
‫َ‬ ‫• وقد افتتح‬
‫وأس��رفت في إراقة الدماء البريئة الطاهرة‪ ،‬ولألس��ف‬ ‫مق��رر المؤتمر‪ ،‬وقد ج��اءت كلمته عرضا مجمال لما‬
‫الش��ديد فلقد عادت مؤخ��را ظاهرة الفه��م المغلوط‬ ‫س��يكون من وقائع المؤتمر‪ ،‬وق��د أوضح أن األبحاث‬
‫للنصوص‪ ،‬وما أصدق قول الشاعر‪:‬‬ ‫المقدم��ة ف��ي المؤتمر تربو عن أربع��ة وأربعين بحثا‪،‬‬
‫وكم من عائب قوال صحيحا‬ ‫��ر َض ملخصا للمحاور‬ ‫وع َ‬
‫وأكثر من تس��عين ملخصا‪َ ،‬‬
‫وآفته من الفهم السقيم‬ ‫الت��ي يق��وم عليه��ا المؤتم��ر‪ ،‬وأن المؤتم��ر يص��ب‬

‫‪1722‬‬ ‫شعبان ‪ 1438‬هـ ‪ -‬مايو ‪ 2017‬م‬


‫مؤتمر تجديد الخطاب الديني‬

‫ين‬ ‫دون تضيي��ق عل��ى أحد فالنبي ﷺ يق��ول‪َّ :‬‬


‫«إن الدِّ َ‬ ‫تصحي��ح المفاهيم دو ُر‬
‫َ‬ ‫ث��م أوضح د‪ /‬جاد الرب أن‬
‫ين َأ َح ٌد ِإلاَّ غَ َل َب ُه‪َ ،‬ف َسدِّ ُدوا َو َقا ِر ُبوا‪،‬‬
‫ُي ْس ٌر‪َ ،‬و َل ْن ُي َشا َّد الدِّ َ‬ ‫العلم��اء‪ ،‬وأنتم ف��ي رحاب األزهر الش��ريف رائد الفكر‬
‫الر ْو َح ِة وشَ ��يءٍ ِم َن‬ ‫��د َو ِة َو َّ‬
‫اس�� َت ِعي ُنوا بِا ْل َغ ْ‬‫��روا‪َ ،‬و ْ‬ ‫َو َأ ْب ِش ُ‬ ‫الوس��طي لإلس�لام‪ ،‬وحامي حماه‪ ،‬في ظل قي��ادة إمامه‬
‫الدُّ ْل َج ِة)[البخ��اري]‪ ،‬وم��ا خُ ِّي��ر النبي بي��ن أمرين إال‬ ‫األكبر أ‪.‬د‪/‬أحمد الطيب ‪-‬حفظه اهلل ورعاه‪.-‬‬
‫اختار أيسرهما ما لم يكن إثما‪.‬‬ ‫��ب قائال‪ :‬إننا نأمل ف��ي هذا المؤتمر أن نضع‬ ‫َو َع َّق َ‬
‫ثانيا‪ :‬ع��ودة الخطاب الديني الواس��ع الرحب‪،‬‬ ‫النقاط عل��ى الحروف‪ ،‬إليجاد الحلول الحاس��مة في‬
‫بتعدديت��ه الفكري��ة والثقافي��ة ال��ذي ُيقب��ل في��ه رأي‬ ‫قضي��ة تجدي��د الخطاب الديني ألن ش��ريعة اإلس�لام‬
‫الغي��ر‪ ،‬دون حج��ر عليه‪ ،‬ال س��يما إذا كان االختالف‬ ‫صالحة لكل األزمان واألجناس ومتجددة بتجددها‪.‬‬
‫بعيدا عن ثوابت اإلس�لام‪ ،‬فمن يراجع عصر الصحابة‬ ‫وق��د ركز فضيلته في كلمته على أنه ال بد أن نضع‬
‫يج��د الصدور رحب��ة في تقبل الرأي اآلخ��ر ما لم يكن‬ ‫ف��ي االعتبار ع��دم االقتراب م��ن كت��اب اهلل –تعالى‪-‬‬
‫االختالف في ثوابت الدين‪.‬‬ ‫وس��نة نبيه ﷺ الصحيحة؛ إال بالتأويل الصحيح ألن‬
‫ثالث��ا‪ :‬تجديد الخطاب الدين��ي ال يعني التخلي‬ ‫التجديد المتعلق بهما يكون في فهمهما ودقة إسقاط‬
‫أو التحل��ل من ثوابت الدين وقيمه وأخالقه ومفاهيمه‬ ‫أحكامهم��ا على أرض الواقع‪ ،‬وحس��ن عرضهما على‬
‫ومبادئه‪ ،‬بل حديثنا هنا منصب على ما يقبل االجتهاد‪،‬‬
‫العالم كله‪.‬‬
‫الذي يتغير بتغير الزمان والمكان واألشخاص‪.‬‬
‫• وكانت الكلمة الثالثة‬
‫رابع��ا‪ :‬تجدي��د الخطاب يعن��ي مخاطب��ة الناس‬
‫لألس��تاذ الدكت��ور أحم��د‬
‫بم��ا يفهمونه من لغة عصرهم‪ ،‬دون تقعر واس��تخدام‬
‫حس��ني ط��ه رئي��س جامعة‬
‫«حدِّ ُثوا‬
‫المهج��ور م��ن األلف��اظ فالنب��ي ﷺ يق��ول‪َ :‬‬
‫األزه��ر‪ ،‬وقد رك��ز فضيلته‬
‫��اس‪ ،‬ب َِما َي ْع ِر ُفونَ َأ ُت ِح ُّبونَ َأنْ ُي َك َّذ َب‪ ،‬اللهَّ ُ َو َر ُس��و ُل ُه»‬
‫ال َّن َ‬
‫عل��ى أن مس��ألة تجدي��د‬
‫[البخاري]‪.‬‬
‫الخط��اب الدين��ي ال تعن��ي‬
‫خامسا‪ :‬تجدي��د الخطاب الديني يعني‪ -‬أيضا‪-‬‬
‫التحل��ل من ثواب��ت الدين؛‬
‫ع��رض اإلس�لام عل��ى أن��ه مجموع��ة م��ن التكالي��ف‬
‫واألح��كام التي ترتقي بس��لوك اإلنس��ان‪ ،‬ال على أنها‬ ‫وأن تجديد الخطاب الديني أمر في غاية األهمية‪.‬‬
‫مكبلة له وال معذبة له‪.‬‬ ‫وأوض��ح فضيلت��ه أننا نحت��اج في ه��ذا الزمان إلى‬
‫سادسا‪ :‬الخطاب الديني الذي نحتاجه اآلن هو‬ ‫فه��م‪ -‬صحي��ح للدي��ن اإلس�لامي‪ -‬ال تش��دد فيه وال‬
‫الخطاب السمح المس��تنير الذي ال يبحث في النوايا‬ ‫مغ��االة‪ ،‬وقد ط��رح د‪ /‬أحمد حس��ني س��ؤاال مؤداه‪:‬‬
‫وال القل��وب‪ ،‬فأمر القل��وب موكول إلى اهلل‪ ،‬فنحن لنا‬ ‫ه��ل يعني تجدي��د الخطاب الديني التحل��ل من الدين‬
‫الظاهر واهلل يتولى السرائر‪.‬‬ ‫وثوابت��ه؟ واإلجاب��ة على ذل��ك قطعا ال‪ ،‬فالمش��كلة‬
‫وق��د ألقى األس��تاذ الدكت��ور‪ /‬علي جمع��ة مفتي‬ ‫ليس��ت ف��ي الدين‪ ،‬ولك��ن فيم��ن يفهم الدي��ن فهما‬
‫الجمهوري��ة الس��ابق كلم��ة‪ ،‬أوض��ح فيه��ا أنن��ا ال بد‬ ‫مغلوطا ملتويا‪.‬‬
‫أن نف��رق بي��ن تجديد الخط��اب الدين��ي واإلصالح‪،‬‬ ‫��ب قائ�لا‪ :‬إن قضية تجديد الخط��اب الديني‬ ‫وع َّق َ‬
‫َ‬
‫فاإلصالح يعني تصحيح خط��أ ما‪ ،‬والتجديد يعني أن‬ ‫تحتاج –من وجهة نظري‪ -‬إلى أمور عدة وهي‪:‬‬
‫أسالفنا قاموا بواجبهم في زمانهم‪ ،‬ويجب علينا اليوم‬ ‫أوال‪ :‬ال ب��د من عودة الخط��اب الديني إلى ما كان‬
‫أن نقوم بواجبنا‪ ،‬ويجب أن ندرك دقة فهم النص وفهم‬ ‫عليه ف��ي عصر النبي ﷺ ليتس��م بالمرونة والس��عة‬

‫‪magazine.azhar.eg‬‬
‫‪1723‬‬
‫جامعة األزهر األس��بق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس‬ ‫عميق الواقع‪ ،‬فاألزهر يؤدي دورا دائما في الريادة عبر‬
‫النواب‪ ،‬و ترأس الجلس��ة الثانية‪ :‬األس��تاذ الدكتور‪/‬‬ ‫مئات السنين‪.‬‬
‫إبراهيم صالح الهدهد‪ ،‬رئيس جامعة األزهر الس��ابق‪،‬‬ ‫وأض��اف جمعة‪ :‬نحن ال نتهم َس�� َل َف َنا ولكن نؤمن‬
‫وترأس الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري جلس��ة‬ ‫بتج��اوز العص��ور وتغيره��ا‪ ،‬ونف��رق بي��ن التجدي��د‬
‫بعنوان(ضوابط فهم النصوص ومواصفات المجدد)‪.‬‬ ‫والتبدي��د‪ ،‬فهن��اك عقلي��ات ق��د تك��ون حس��نة النية‬
‫• و ف��ي الي��وم الثان��ي للمؤتم��ر ت��رأس األس��تاذ‬ ‫تري��د أن تزيل هما وقع في القلوب لحال المس��لمين‬
‫الدكت��ور ش��وقي عالم‪- ،‬مفت��ى الجمهورية‪ -‬جلس��ة‬ ‫واألم��ة اإلس�لامية‪ ،‬أو قد تكون س��يئة الني��ة أو ال نية‬
‫بعنوان(تصحيح المفاهيم العقدية والشرعية)‪.‬‬ ‫لها أص�لا‪ ،‬فمالم��ح التبديد واضحة‪ ،‬تتمي��ز بالقدح‬
‫وقد ُعرضت في المؤتمر عدة أبحاث منها‪:‬‬ ‫في اللغة والعلم��اء والثوابت ويفكرون بصورة منفلتة‬
‫‪ -‬التط��ور الدالل��ي للمصطلح��ات اإلس�لامية‬ ‫خ��ارج القواع��د والمناه��ج‪ ،‬ومن مالمح��ه أيضا عدم‬
‫للباحث(ذاكر آراس) تركي الجنسية‪.‬‬ ‫اعتب��ار المآالت‪ ،‬وهو يزيد المش��كالت ال يحلها في‬
‫‪ -‬المدخل إلى التجديد للباحث (الس��يد إبراهيم‬ ‫الظاهر ‪ ،‬وقد يظن ضال أنه يأتي بحل لها فإذا به يزيد‬
‫السيد)‪.‬‬ ‫عدا‪ ،‬وم��ن مالمحه أيضا‬ ‫المش��كلة إش��كاال والواقع ُب ً‬
‫‪ -‬تجدي��د الخطاب الديني دراس��ة تأصيلية دعوية‬ ‫اختالف المفاهيم يلبس��ونها على األمة وعدم التفرقة‬
‫للباحث الدكتور محمد عباس‪.‬‬ ‫التي تعلمناها على أيدي علمائنا‪ ،‬ومن مالمح التبديد‬
‫• وق��د أكد فضيلة األس��تاذ الدكتور‪ /‬أحمد عمر‬ ‫فق��دان الس��قف المعرف��ي وع��دم إدراك الواقع وعدم‬
‫هاشم‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء في كلمته في الجلسة‬ ‫إدراك المعان��ي الصحيح��ة والمفاهي��م‪ ،‬ف��إن للتبديد‬
‫الختامي��ة‪ ،‬على أن المؤتمر يأتي في توقيت مناس��ب‬ ‫معالم يجب علينا أن ندرسها وننطلق من خاللها‪.‬‬
‫تتص��ارع فيه األف��كار ويتصدر فيه للتجدي��د َمن ليس‬ ‫وق��د وض��ح فضيلته أنه هن��اك فرق بي��ن التجديد‬
‫أهال له‪ ،‬فكان ال بد من عقد هذا المؤتمر بهذا العنوان‬ ‫والتبديد‪ ،‬فالذي يطعن بالكتاب والسنة مبدد‪ ،‬والذي‬
‫الذكي ليتصدى لدعوات التجدي��د الباطلة التي تهدم‬ ‫يقدح في العلماء مبدد‪.‬‬
‫األصول وتبدد الثوابت‪.‬‬ ‫• وق��د ألق��ت رئيس��ة الهيئ��ة القومي��ة لضم��ان‬
‫• وق��د أكد األس��تاذ الدكت��ور‪ /‬جاد ال��رب أمين‬ ‫ج��ودة التعليم واالعتم��اد الدكتورة يوهانس��ن يحيى‬
‫ف��ي كلمته الختامي��ة للمؤتم��ر على ض��رورة ترجمة‬ ‫عيد‪ ،‬كلم��ة قالت فيها‪ :‬إنه يج��ب التحرك لمواجهة‬
‫األبح��اث والتوصيات الت��ي خرج به��ا المؤتمر ليعم‬ ‫التحديات الموج��ودة بالخطاب الديني‪ ،‬وهناك يقين‬
‫النف��ع وتكث��ر الفائ��دة‪ ،‬وأن الكلي��ة ف��ي أطروحاتها‬ ‫أن التجدي��د ض��رورة ف��ي ه��ذا العصر‪ ،‬مما يس��تلزم‬
‫للماجس��تير والدكت��وراه تدفع الش��بهات عن الس��نة‬ ‫تطوير التعليم األزهري‪ ،‬خاصة التعليم قبل الجامعي‪،‬‬
‫النبوية المطهرة‪.‬‬ ‫ثم الجامعي‪.‬‬
‫وق��د ألقى توصي��ات المؤتم��ر األس��تاذ الدكتور‬ ‫وأعربت يوهانسن عيد عن أملها في أن يتم تطبيق‬
‫حس��ن القصب��ي وكي��ل كلي��ة الدراس��ات اإلس�لامية‬ ‫معايي��ر الجودة واالعتماد على جمي��ع كليات جامعة‬
‫والعربية للدراسات العليا‪:‬‬ ‫األزهر‪ ،‬وهو ما سيس��هم في تخريج أجيال قادرة على‬
‫ونصت التوصي��ات التي جاءت في‬ ‫التجديد وتصحيح األفكار المغلوطة‪.‬‬
‫بندا على ما يلي‪:‬‬ ‫أربعة عشر ً‬ ‫• وق��د أقيمت ف��ي المؤتمر عدة جلس��ات ترأس‬
‫أوال‪ :‬أن تجدي��د الخط��اب الديني ال يعني التجرد‬ ‫الجلس��ة األولى‪ :‬األستاذ الدكتور أس��امة العبد رئيس‬

‫‪1724‬‬ ‫شعبان ‪ 1438‬هـ ‪ -‬مايو ‪ 2017‬م‬


‫مؤتمر تجديد الخطاب الديني‬

‫سادسا‪ :‬يطالب المؤتمر العلماء باالنتقال بأنفسهم‬ ‫ً‬ ‫عن أص��ول الدين وثوابته ومس��لماته أو الخروج على‬
‫إل��ى مواض��ع الخط��اب المتمثل��ة ف��ي المنتدي��ات العام��ة‬ ‫مبادئ��ه وأخالقيات��ه‪ ،‬وإنم��ا يعن��ي البح��ث ف��ي أدلته‬
‫والمراكز الثقافية والتعليمية وسائر المنتديات الشبابية‪.‬‬ ‫المعتب��رة ومقاص��ده العامة واس��تنباط م��ا يتفق منها‬
‫س��ابعا‪ :‬ينبغي أن يعلم أن أمن األمة وس�لامتها‬ ‫ً‬ ‫ومتطلبات العصر‪.‬‬
‫وس��لمها المجتمع��ي قائ��م عل��ى المنه��ج الوس��طي‬ ‫ثان ًي��ا‪ :‬أن للتجديد أصلاً في كت��اب اهلل الكريم‬
‫المعتدل المس��تمد من القرآن الكريم والسنة النبوية‬ ‫وس��نة رس��ول اهلل ﷺ وقد أكد األستاذ الدكتور‪ /‬جاد‬
‫المطه��رة وس��يرة الخلف��اء الراش��دين المهديي��ن‬ ‫الرب أمين في كلمت��ه الختامية للمؤتمر على ضرورة‬
‫وتراث العلم��اء العاملين المخلصين لدينهم وألمتهم‬ ‫ترجمة األبحاث والتوصي��ات التي خرج بها المؤتمر‬
‫وألوطانهم‪.‬‬ ‫ليع��م النفع وتكثر الفائدة‪ ،‬وأن الكلية في أطروحاتها‬
‫ثام ًنا‪ :‬قي��ام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس‬ ‫للماجس��تير والدكت��وراه تدفع الش��بهات عن الس��نة‬
‫من القراءة المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة‬ ‫النبوية المطهرة‪.‬‬
‫وعم��ل المجتهدين م��ن علماء األم��ة‪ ،‬فال يخفي‬
‫والتحض��ر وما يبن��ي عليها من فه��م خاطئ للنصوص‬
‫عل��ى أحد أن الخط��اب القرآني تغير م��ن النداء من يا‬
‫الشرعية ومقاصدها‪.‬‬
‫أيها الناس في العهد المكي إلى يا أيها الذين آمنوا في‬
‫تاس��عا‪ :‬واج��ب البيان عل��ى العلم��اء ً‬
‫أيضا أن‬ ‫ً‬
‫العهد المدني‪ ،‬وكذلك في السنة النبوية المطهرة في‬
‫ُيح��ذروا األمة من قراءة ُأخ��رى منحرفة ال تقل خطورة‬
‫أحاديث كثي��رة ومواقف متعددة م��ن أهمها الحديث‬
‫ع��ن س��ابقتها‪ ،‬وه��ي الق��راءة المبنية عل��ى التكفير‬
‫الصحي��ح ال��ذي رواه الصحابي الجليل أب��و هريرة ‪-‬‬
‫والتبديع والتفس��يق بدافع سياس��ي أو حزبي أو مآرب‬
‫رض��ي اهلل عن��ه ‪ -‬عن رس��ول اهلل ﷺ أنّه ق��ال‪َّ :‬‬
‫«إن اهلل‬
‫شخصية‪ ،‬وهذا في الحقيقة تبديد ال تجديد‪.‬‬
‫يبعث لهذه األمة على رأس كل مئة س��نة من يجدد لها‬
‫عاش�� ًرا‪ :‬مراعاة طبيعة المتلقي للخطاب الديني‬
‫دينها»[أبو داود]‬
‫ونوعا‪.‬‬
‫زما ًنا ومكا ًنا وثقافة ً‬ ‫ثال ًث��ا‪:‬أن تجديد الخط��اب الديني ل��ه ضوابطه‬
‫حادي عشر‪ :‬قيام المؤسسات المعنية بترجمة‬ ‫وأسسه التي يقوم عليها‪ ،‬من أهمها التخصص وامتالك‬
‫صحيح الدي��ن وتفنيد األفكار المغلوط��ة إلى اللغات‬ ‫أدوات التجديد من اس��تيعاب اللغة العربية وقواعدها‬
‫الحية‪.‬‬ ‫وأس��رارها وكيفي��ة التعامل م��ع األدلة الش��رعية ومع‬
‫ثاني عش��ر‪ :‬تعزي��ز دور المرأة ف��ي النهوض‬ ‫تراثنا الخالد واحترام العلماء وااللتزام بآداب الخالف‬
‫بالخط��اب الدين��ي وإبراز دوره��ا المتمي��ز في خدمة‬ ‫والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك‪.‬‬
‫اإلسالم عبر القرون‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أن أم��ر التجديد منوط باألزهر الش��ريف‬ ‫ً‬
‫ثالث عشر‪ :‬اتفاق علماء األمة على كلمة سواء‬ ‫بالتنسيق مع المؤسسات والمجامع العلمية المختصة‬
‫فيما بينهم فيم��ا يثار من قضايا ونوازل تعرض لألمة‪،‬‬ ‫عل��ى مس��توى العال��م اإلس�لامي ف��ي إط��ار االجتهاد‬
‫فإن االتفاق من ش��أنه ّلم الش��مل ووحدة الصف على‬ ‫الجماعي لعلماء األمة‪.‬‬
‫هدي القرآن والسنة‪.‬‬ ‫خامس��ا‪ :‬ضرورة عق��د ندوات علمي��ة إعالمية‬ ‫ً‬
‫رابع عشر‪ :‬يهيب المؤتمر بالجهات ذات الصلة‬ ‫بصف��ة دوري��ة في وس��ائل اإلعالم المختلفة ووس��ائل‬
‫بقضايا الوعي والفك��ر أن تقوم كل جهة بما أنيط بها‬ ‫االتصال الحديثة لطرح األفكار والمفاهيم والتساؤالت‬
‫حت��ى تخرج هذه التوصيات م��ن حيز التنظير إلى حيز‬ ‫وال��رد عليها بالتنس��يق م��ع علماء اعتمده��م األزهر‬
‫التنفيذ ومن قاعات النقاش والحوار إلى أرض الواقع‪.‬‬ ‫الشريف متحدين في مجال التجديد‪.‬‬

‫‪magazine.azhar.eg‬‬
‫‪1725‬‬

You might also like