You are on page 1of 9

‫الّلجئات السّوريّات وأسطورة التد ّخّلت الدّاخليّة الذّاتيّة الفعّالة‬

‫العنف النّظامي ض ّد ّ‬
‫موغليانب‬ ‫رلى ياسمينأ‪ ،‬كاثرين‬

‫أ مديرة المشروع ومؤسّسته‪ ،‬مشروع األلف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬


‫ب نائب مديرة المشروع‪ ،‬مشروع األلف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫ملخص‪ :‬منذ االنتفاضة في سوريا في آذار ‪ ،2011‬فر أكثر من ‪ 4.3‬مليون سوري وسوريّة إلى البلدان المجاورة‪ .‬وقد لجأ أكثر من‬
‫مليون شخص إلى لبنان‪ ،‬مش ّكلين ما يقرب من ربع سكان لبنان وأصبحوا أكبر عدد من الّلجئين في العالم‪ .‬ونظرا ألن التغطية الصحية‬
‫غير المنصفة تشكل مشكلة طويلة األمد في لبنان‪ ،‬فإن صحة الّلجئات السوريات‪ ،‬وخاصة تلك الجنسية واإلنجابية‪ ،‬تتأثر بشكل غير‬
‫ي‪ .‬ومن شأن زيادة العنف القائم على الجندر‪/‬النّوع االجتماعي والزواج المبكر‪ ،‬وعدم الحصول على الرعاية التوليدية الطارئة‪،‬‬ ‫تناسب ّ‬
‫ومحدودية فرص الحصول على وسائل منع الحمل‪ ،‬والعمليات القيصرية القس رية‪ ،‬وارتفاع تكاليف خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬أن تسهم‬
‫جميعها في ضعف الصحة الجنسية واإلنجابية‪ .‬في هذا التعليق‪ ،‬نقوم بتصويرالعنف ضد الّلجئات السوريات باستخدام النموذج البيئي‪،‬‬
‫واستكشاف تقاطعات التمييز على أساس العرق‪ ،‬والجندر‪ ،‬والوضع االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬في حين نقد التدخّلت التي تركز فقط على‬
‫المستوى الداخلي الذاتي وتتجاهل دور العوامل ال ّنظامية المجهريّة‪ ،‬والعوامل خارج النّظاميّة السّلبية‪ .‬هذه المحددات االجتماعية للصحة‬
‫تتفوق على مجال السلوك الصحي للفرد‪ ،‬وتعيق امكانيّة المرأة في اتخاذ القرارات بشأن صحتها الجنسية واإلنجابية‪ © .‬مسائل الصحة‬ ‫ّ‬
‫اإلنجابية ‪ .2016‬نشرت من قبل إلزيفير بف‪ .‬كل الحقوق محفوظة‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح ‪ :‬لبنان‪ ،‬سوريا‪ ،‬الصحة الجنسية واإلنجابية‪ ،‬صحة الّلجئين‪ ،‬الّلجئات‪ ،‬النموذج اإليكولوجي‬

‫المقدّمة‪:‬‬ ‫سوريين‪/‬ات في لبنان‬ ‫صحّة ّ‬


‫الّلجئين‪/‬ات ال ّ‬

‫فر أکثر‬
‫منذ اندالع االنتفاضة في سورية في آذار ‪ّ ،2011‬‬ ‫الّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات‪ ،‬كان نظام الرعاية‬ ‫حتى قبل تدفق ّ‬
‫من ‪ 4.3‬مليون سوري إلی البلدان المجاورة‪ ،‬حيث لجأ أکثر من‬ ‫الصحية العامة اللبناني ضعيفا هيكليا‪ ،‬حيث ركز فقط على توفير‬
‫مليون الجئ والجئة إلی لبنان‪ 1 .‬يشکل عدد الّلجئين السوريين‬ ‫الخدمات في حين لعب دورا غير كاف في الوقاية والتخطيط‬
‫حوالي ربع السکان في لبنان الذّي يستضيف أكبر عدد من‬ ‫وإمكانية الوصول‪ .‬وقد أنفقت وزارة الصحة العامة أكثر من‬
‫الّلجئين في العالم‪ 2 .‬ومعظم ضحايا النزاع هم من المدنيين‪،‬‬ ‫‪ ٪54‬من ميزانيتها الوطنية على قطاع الرعاية الصحية‬
‫ومعظمهم من النساء واألطفال‪ 3 .‬وباإلضافة إلى تعرضهم‬ ‫الخاصة‪ ،‬مما أدى إلى دفع أغلبية المواطنين‪/‬ات اللبنانيين‪/‬ات إلى‬
‫للحرب والصراعات‪ ،‬فإنهم‪/‬هنّ محرومون‪/‬ات أيضا من أبسط‬ ‫االنفاق من جيوبهم‪/‬نّ ‪ 6 .‬وقد تعذر على النظام اللبناني للرعاية‬
‫االحتياجات األساسية ‪ ،‬مثل الغذاء والماء واإلسكان والتعليم‬ ‫الصحية أن يستوعب أعدادا كبيرة من الّلجئين‪ ،‬نظرا إلى أنّه‬
‫والرعاية الصحية والحماية‪4 .‬‬
‫من المتعذّر الوصول إليه وال يمكن تح ّمل تكلفته أساسا‪.‬‬
‫وكثيرا ما تفقد تجربة الّلجئات السوريات في لبنان‪ ،‬اللّواتي‬ ‫تكون الرعاية الصحية األولية والثانوية متاحة حاليا‬
‫تواجهن العنف المؤسساتي متعدد األنظمة‪ ،‬في تحليل مختزل‬ ‫لّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات‪ ،‬ولكنها تشمل دفع مبالغ من الجيب ال‬
‫للنساء في الحرب والعنف على أساس الجندر‪ .‬نادرا ما يتم‬ ‫يستطيع معظم الّلجئين‪/‬ات تحملها‪ .‬وتغطي مفوضية األمم‬
‫التعامل مع األجناس السياسية الجندريّة والطبقية والعنصرية من‬ ‫المتحدة لشؤون الّلجئين ‪ 75‬في المائة من تكاليف العّلج في‬
‫جانب المجتمع المضيف‪ ،‬والمؤسسات الحكومية‪ ،‬ونظم الرعاية‬ ‫حاالت الطوارئ واإلنقاذ ورعاية األطفال حديثي الوالدة‪ ،‬وتمكن‬
‫الصحية‪ ،‬فضّل عن دوائر العّلقات الشخصية للمرأة‪ ،‬على‬ ‫عدد قليل من المرضى من الحصول على تعويض ‪ 25%‬لنفقاتهم‬
‫أساس أنّهم جناة أساسيون يؤثرون سلبا على الصحة الجنسية‬ ‫من منظمات غير حكومية‪7 .‬‬
‫واإلنجابية للمرأة السورية‪5 .‬‬
‫الّلجؤون‪/‬ات السوريّون‪/‬ات لسداد‬ ‫في األثناء‪ ،‬وبينما يصارع ّ‬
‫الرعاية الصحية‪ ،‬لجأت المستشفيات في لبنان إلى أساليب‬ ‫فواتير ّ‬
‫عنيفة مثل احتجاز الجثث‪ ،‬أو احتجاز المواليد الجدد كرهائن‪ ،‬أو‬
‫مصادرة الوثائق الشخصية كتدبير لفرض دفع ما تبقى من ‪٪25‬‬
‫من الّلجئين‪8 .‬‬

‫‪Contents online: www.rhm-elsevier.com‬‬ ‫‪Doi: 10.1016/j.rhm.2016.04.008‬‬ ‫‪1‬‬


‫صحة اإلنجابيّة ‪X:X–X 2016‬‬
‫ر ياسمين‪ ،‬ك موغاليان‪ .‬أمور ال ّ‬

‫ي بالوضع في‬ ‫تتأثر الّلجئات السوريات بشكل غير تناسب ّ‬ ‫ي‪ ،‬والخارجي‪،‬‬ ‫تتطرق الورقة الحالية إلى عوامل النظام المجهر ّ‬
‫لبنان‪ ،‬وذلك بسبب تزايد العنف القائم على النوع االجتماعي‬ ‫والكلي‪ ،‬والطرق التي تتفاعل بها من أجل التأثير سلبا على صحة‬
‫وخاصة عنف الشريك الحميم‪ ،‬والزواج المبكر‪ ،‬والجنس‬ ‫الّلجئات السوريات في لبنان‪ .‬وبدال من التركيز فقط على‬
‫التجاري‪ ،‬واالعتداءات الجنسية‪ ،‬فضّل عن عدم الحصول على‬ ‫المستوى الفردي الذّاتي‪ ،‬فإن هذا النموذج يوفر نهجا شامّل لفهم‬
‫الرعاية التوليدية الطارئة‪ ،‬وقلة فرص الحصول على وسائل منع‬ ‫السلوك الصحي لهاته النساء‪ ،‬مع توسيع خيارات التدخّلت‪.‬‬
‫الحمل‪ 9،10،‬والعمليات القيصرية القصريّة‪ 3،‬وارتفاع تكلفة‬ ‫‪ 11،14‬وفي دراسة االعتداء الجنسي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تجادل‬
‫خدمات الرعاية الصحية‪ .‬وتؤدي هذه العوامل إلى عدد أقل من‬
‫ساليس وآخرون أن تأطير تأثير االعتداء الجنسي ببساطة من‬
‫زيارات الرعاية السابقة للوالدة‪ ،‬وتأخر تنظيم األسرة‪ ،‬ودورة‬
‫منظور اضطراب ما بعد الصدمة (‪ ،)PTSD‬أو أي نموذج آخر‬
‫صحّة إنجابيّة فقيرة عموما‪ 9.‬كما تتعرض النساء لخطر‬
‫االضطرابات النفسية المرتبطة باإلجهاد بسبب الحروب‬ ‫للصدمة من االغتصاب‪ ،‬أل ّنه يخاطر بتشخيص باثولوجيا الضحية‬
‫والصدمات واإلزاحة ‪ .‬وما زال التحرش واالغتصاب يحدثان في‬ ‫وإدامة التحيزات اإلثنية والثقافية‪ 11 .‬ولذلك‪ ،‬فإن استخدام النموذج‬
‫مخيمات اللجوء‪ ،‬ويعتبر الزواج المبكر وسيلة إلبقاء البنات في‬ ‫اإليكولوجي االجتماعي يساعدنا على أن نضع في اعتبارنا أن‬
‫مأمن وحمايتهن من الفقر‪10 .‬‬ ‫العنف ضد المرأة ال يحدث في فراغ اجتماعي وثقافي‪ .‬إنها مسألة‬
‫ظلم اجتماعي وليس مجرد خطأ فردي ‪ -‬حيث المجتمع ككل‪ ،‬من‬
‫النموذج االيكولوجي االجتماعي لمنع العنف‬ ‫المستوى الجزئي إلى المستوى الكلي‪ ،‬يجعل هذه األعمال ممكنة‬
‫بل ومقبولة‪ 13،12 .‬فائدة مثل هذا النموذج أنّه يوفّر مستويات‬
‫يأخذ النموذج اإليكولوجي االجتماعي في االعتبار مستويات‬ ‫متعددة من التدخل والتحليل من أجل تحويل التركيز وإلقاء اللوم‬
‫متعددة من التأثير على السلوك الصحي‪ ،‬مع التركيز على كيفية‬ ‫من الضحية إلى النظم الكبيرة المنتشرة‪13 .‬‬
‫تأثير العوامل الفردية والسياقية واالجتماعية والثقافية في خلق‬ ‫ويعكس هذا التعليق مّلحظات خريجتي مستوى الماجستير‬
‫حالة م ن الصحة غير المنصفة للمجموعات المهمشة‪ 11 .‬في هذا‬
‫في أبحاث الصحة الجنسية واإلنجابية وعلم النفس االجتماعي‬
‫التعليق‪ ،‬نعتمد على أسلوب هيس في التّعامل مع النموذج‬
‫اإليكولوجي الذي استخدمته في تصور العنف ضد المرأة‪12 .‬‬ ‫اللّتين عملتا خّلل السنتين الماضيتين في منظمة غير حكومية‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتصف العنف من خّلل أربعة عوامل متعددة‬ ‫محلية تركز على الصحة والحقوق الجنسية واإلنجابية‪،‬‬
‫الطبقات‪ .‬األول هو المستوى الفردي‪ ،‬أو التاريخ الشخصي‬ ‫والجنسانية‪ ،‬والنوع االجتماعي‪/‬الجندر في لبنان‪ .‬ومن خّلل‬
‫للشخص‪ ،‬الذي يؤثر على سلوكه الصحي‪ .‬والثاني هو النّظام‬ ‫شخصية المباشرة‪ ،‬عبر خط اإلحالة الساخن‬ ‫المقابّلت الهاتفية وال ّ‬
‫شخص‪ ،‬مثل التفاعّلت مع‬ ‫ي‪ ،‬أو السياق الفوري لل ّ‬ ‫المجهر ّ‬ ‫للصحة الجنسية واإلنجابية التابع للمنظمة غير الحكومية مع أكثر‬
‫ي الذي‬ ‫ّ‬ ‫خارج‬ ‫ال‬ ‫النظام‬ ‫هو‬ ‫والثالث‬ ‫والشركاء‪.‬‬ ‫والعائلة‬ ‫األصدقاء‬ ‫من ‪ 300‬الجئة سورية‪ ،‬واستنادا إلى التفاعل مع المنظمات غير‬
‫يشمل في هذه الحالة جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية‬ ‫الحكومية المحلية والدولية ومقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية‪ ،‬كان من‬
‫التي تؤثر على سلوك الّلجئات السوريات‪ ،‬مثل سياق عملهن‪،‬‬ ‫الواضح أن التدخّلت التي تستهدف الصحة الجنسية واإلنجابية‬
‫والشبكات االجتماعية‪ ،‬ومفوضية األمم المتحدة لشؤون الّلجئين‪،‬‬ ‫للنساء السوريات في كثير من األحيان تحتاج لمعالجة العقبات‬
‫وأنظمة المساعدات اإلنسانية‪ ،‬والشرطة‪ ،‬والسياسات التي‬ ‫الهيكلية بدال من التّركيز على التدخّلت داخل الشخصية‪ .‬في هذا‬
‫اعتمدها وزارة الصحة والبلديات في لبنان‪ .‬وأخيرا‪ ،‬العامل‬
‫التعليق‪ ،‬ندرس كيف يمكن للنموذج اإليكولوجي االجتماعي أن‬
‫الرابع هو ال ّنظام الكلّي أو الماكرو‪ ،‬الذي يمثّل اآلراء والمواقف‬
‫يسلط الضوء على العنف المؤسساتي‪ ،‬وعلى وجه التحديد العنف‬
‫السائدة في الثقافة المعنيّة‪.‬‬
‫ضد الّلجئات السوريات في لبنان‪ ،‬ويوضح العديد من العوامل‬
‫في هذا التعليق‪ ،‬نحن معنيّات بمواقف مقدمي الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وعمال‪/‬عامّلت اإلغاثة‪ ،‬وأصحاب العقارات‪،‬‬ ‫)مثل الجزئية أو المجهرية‪ ،‬والخارجيّة‪ ،‬والكلّية أو الماكرو(التّي‬
‫تؤثّر على صحّتهم الجنسيّة واإلنجابيّة‪13,14 .‬‬
‫وأصحاب العمل‪ ،‬والمجتمع المضيف عموما‪ ،‬وكلها تتأثر بوسائل‬
‫ي في‬ ‫تفوق على المجال الذات ّ‬‫هذه المحددات االجتماعية للصحة ت ّ‬
‫اإلعّلم والسياسات الوطنية والمحلية (انظر الشكل ‪)1‬‬
‫عرقلة الخيارات التي تتخذها النساء و المتعلقة بص ّحتهنّ الجنسيّة‬
‫واإلنجابيّة‪ .5 .‬سنقوم فقط بالتحقيق في العنف النظامي ضد‬
‫أجسام النساء السوريات‪ ،‬مع االعتراف بأن الّلجئين‪/‬ات‬
‫اآلخرين‪/‬ات – الفلسطينيين‪/‬ات والسودانيين‪/‬ات والعراقيين‪/‬ات‬
‫والكرديين‪/‬ات‪ -‬يعيشون‪/‬ن في لبنان أيضا يواجهون‪/‬ن حقائق‬
‫قاسية تؤثر على صحتهم‪/‬نّ ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫صحة اإلنجابيّة ‪2016‬‬
‫ر ياسمين‪ ،‬ك موغاليان‪ .‬أمور ال ّ‬

‫‪F‬‬

‫‪re 1. Social ecological model of violence against Syrian refugee women in Lebanon.‬‬

‫مستوى النّظام المجهري – العّلقات الشخصية هي أمور‬ ‫على نحو فعال‪ ،‬يتم تقليل الخصوصية وزيادة القلق‪ ،‬في حين أن‬
‫ج ّد سياسيّة‬ ‫القرارات الصحية للمرأة تصبح مسائل يقررها أفراد العائلة‬
‫تستهدف التدخّلت التي تعنى بالّلجئات السوريات إلى حد‬
‫كبير المستوى الفردي الذّاتي‪ ،‬في حين أن هناك العديد من‬ ‫المقيمون وكذلك األزواج‪ .‬وفي محاولة للتعايش مع األدوار‬
‫العوامل السياقية‪ ،‬التي تتراوح بين المستوى الجزئي‬ ‫الجندريّة التقليدية والوفاء لها‪ ،‬تعطي المرأة األولوية الحتياجات‬
‫والمستوى الكلي التي ينبغي أخذها في االعتبار إلحداث أي‬ ‫أزواجها وأطفالها بدال من صحتها‪ 10.‬وتظهر التحوالت في‬
‫تغيير ملموس في سلوكهنّ الصحي‪ .‬وترتبط صحة الفرد‬ ‫األدوار الجندريّة داخل األسرة مع الرجال الملتزمين بالمخيمات‬
‫ارتباطا وثيقا بتفاعّلته مع شركائه وأفراد أسرته المباشرين‬
‫وأسرته الممتدة وأصدقائه وجيرانه وممثلي النظام الخارجي‬ ‫أو المنازل بسبب الخوف من أن يت ّم ترحيلهم‪ ،‬نتيجة دخول غير‬
‫مثل مقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية وأرباب األراضي‬ ‫قانوني إلى لبنان‪ ،‬أو الذين يعانون من الجروح الجسدية أو‬
‫وأصحاب المنازل‪ .‬ويمكن أن يكون هذا مصدرا داعما أو‬ ‫النفسية الناجمة عن الصدمة التي تلت الحرب‪ .‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬
‫مرهقا لّلجئ الفردي‪ 5,14 ،‬من خّلل التأثير على القرارات‬ ‫فإن األزواج المحبطين الذين ال يستطيعون‪ ،‬ألسباب مختلفة‪ ،‬أن‬
‫اليوميّة التي تلعب دورا محوريا في القرارات المتعلقة‬ ‫يتحملوا أدوارهم الجندريّة بوصفهم معيلين أوليين‪ ،‬يزيدون من‬
‫بالصحة‪ .‬وتؤثر اختّلالت التوازن الجندري تأثيرا كبيرا‬ ‫التدخل في تنقل المرأة والقرارات المتعلقة بخيارات منع الحمل‪.‬‬
‫على الصحة الجنسية واإلنجابية للمرأة‪ ،‬ألن الرجال يملون‬
‫األفعال ويؤثرون على تنقل المرأة وإمكانيتها في الوصول‪،‬‬ ‫‪ 10‬وفي مثل هذه البيئة التقييدية‪ ،‬كثيرا ما تجد النساء أنفسهن‬
‫بل وحتّى اختيارها إلجراءات الرعاية الصحية والعّلج‪.‬‬ ‫يبحثن عن عمل في حين يلقي عليهن عبء رعاية األطفال‬
‫الّلجئين السورينين في لبنان في فقر مدقع‬ ‫يعيش معظم ّ‬ ‫والعمل المنزلي‪ .‬وترتبط هذه التحوالت في األدوار الجندريّة‬
‫‪9‬‬
‫وظروف مزدحمة بأفراد األسرة الممتدّة بشكل متزايد‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫بزيادة في عنف الشريك الحميم (‪ )IPV‬والذكورة الفائقة‪.‬‬
‫صحة اإلنجابيّة ‪2016‬‬
‫ر ياسمين‪ ،‬ك موغاليان‪ .‬أمور ال ّ‬

‫ي‪ :‬مستشفيات‪ ،‬قوانين‪ ،‬وسياسات غير‬


‫المستوى الخارج ّ‬ ‫المعونة أو مقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية والمخاوف األمنية‬
‫مرحّبة‬ ‫والعار وعدم توفر طبيبة امرأة والخدمات غير الكافية‪ 9.‬ووفقا‬
‫بعد الهرب من سوريا بحثا عن األمان‪ ،‬ال يزال أمان ّ‬
‫الّلجئين‬ ‫لمّلحظاتنا فإن وضع الّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات في لبنان بدرجة‬
‫السّوريين مه ّددا بالعنصرية والتمييز والعنف اليومي‪ 10.‬على‬ ‫عالية يشبه ذلك الموجود في مخيم الزعتري لّلجئين في األردن‪،‬‬
‫مستوى النظام الخارجي‪ ،‬فإن العديد من النساء السوريات يبلغن‬ ‫حيث تبلغ النساء عن العديد من الحواجز التي تحول دون التماس‬
‫تتعرضن له من قبل أصحاب‬ ‫ّ‬ ‫عن العنف واالستغّلل الذّي‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬والتي تعتبر في أي حال من األحوال ذات‬
‫األمّلك في المجتمع المضيف وأرباب العمل والشرطة‪ .‬وال‬
‫‪10‬‬ ‫نوعية رديئة‪ .‬وتشمل هذه الحواجز خطوط انتظار طويلة‪ ،‬وعدم‬
‫سيما بال ّنسبة لألسر التي ترأسها إناث كنساء غير متزوجات أو‬ ‫االحترام من طرف مقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية‪ ،‬وال سيما تجاه‬
‫أرامل حديثات‪ ،‬لكونهنّ أكثر عرضة لتقديمات جنسية غير الئقة‬ ‫النساء‪ ،‬ونقص األطباء‪ ،‬ونقص األدوية‪ ،‬وتكلفة األدوية‪ ،‬ونظام‬
‫‪10‬‬
‫من الرجال الذين يقدمون مساعدة مالية ومادية مقابل الجنس‪.‬‬ ‫إحالة غير واضح‪ .‬كما ذكرت امرأة "أنت تقفين في خط طويل‪.‬‬
‫وبغض النظر عن حالتهن الزوجية‪ ،‬فإن األمهات السوريات‬ ‫تدعو [الوكالة] اسمك‪ ،‬وإذا لم تسمعيهم أو إذا شكوت‪ ،‬فإنهم‬
‫اللواتي يلتمسن اللجوء في لبنان هنّ المسؤوالت عن تربية‬ ‫‪17‬‬
‫يمزقون أوراقك وينتقلون إلى الشخص التالي‪".‬‬‫ببساطة ّ‬
‫األطفال ورعايتهم‪ ،‬وهي مسؤولية تولى األولوية على احتياجاتهنّ‬ ‫في لبنان‪ ،‬تتعرض النساء الّلجئات السوريات لّلنتقاد من‬
‫الصحية‪ .‬في سوريا‪ ،‬يمكن أن يلجأوا إلى العائلة واألصدقاء‬ ‫قبل مقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية بسبب عدد أطفالهنّ والحمل غير‬
‫لرعاية أطفالهنّ ‪ ،‬أو أن يثقن في تركهنّ في المنزل أثناء البحث‬ ‫المقصود والمقصود الذي وقع على األراضي اللبنانية‪ .‬وال يدرك‬
‫عن الرعاية الصحية‪ .‬إن المجتمع المضيف في لبنان‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫مقدمو‪/‬ات الرعاية الصحية والعاملون‪/‬ات في مجال تقديم‬
‫مالكي العقارات الساخطين‪ ،‬يعبئون بأطفال الّلجئين الذين يلعبون‬ ‫المساعدة اإلنسانية أن توفير التعليم العام والرعاية الصحية‬
‫في الشوارع‪ ،15‬ومع التكلفة الشديدة لإليجار والتهديد الحقيقي‬ ‫والرعاية االجتماعية في سورية يسمح لألولياء بأن يكون لديهم‬
‫باإلخّلء‪ ،‬تتحدّد النساء بالمنزل ومرافقة أطفالهن في جميع‬ ‫المزيد من األطفال دون القلق بشأن تزويد أطفالهم باألساسيات‬
‫األوقات – منفّذات بذلك القوالب النمطية الجندرية التي تعتبر‬ ‫على مستويات المعيشة؛ وهو واقع ال يمكن إدراكه تماما لغالبية‬
‫النّساء مجرد أ ّمهات بدوام كامل‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬يحرم‬ ‫المواطنين اللبنانيين الذين يناضلون مع خصخصة السلع العامة‬
‫الوالدان أطفالهما من اللعب في الشوارع دون رقيب خوفا من‬ ‫ونظام رفاه ضعيف‪ 6,18.‬أما اليوم في لبنان‪ ،‬فإن النساء‬
‫‪10‬‬
‫المضايقة واالعتداء الجنسي‪.‬‬ ‫السوريات يكافحن من أجل الحصول على الرعاية الصحية‬
‫وتشمل العوامل اإلضافية في النظام اإليكولوجي نظم‬ ‫اإلنجابية المجانية أو بأسعار معقولة‪ ،‬ويتعرضن لسوء المعاملة‬
‫اجتماعية رسمية للمساعدة مثل وزارة الصحة‪ ،‬ووكاالت المعونة‬
‫بسبب الحمل‪ 3,18.‬وهناك نسبة أقل من النساء يستخدمن وسائل‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ومفوضية األمم المتحدة لشؤون الّلجئين‪ ،‬ونظام‬
‫تنظيم األسرة (‪ 34.5‬في المائة)‪ 9‬مقارنة بعددهنّ قبل األزمة في‬
‫العدالة الجنائية‪ ،‬ووسائل اإلعّلم‪ .‬ومن األمثلة عن العنف‬
‫سوريا (‪ 19.)٪58.3‬قبل عام ‪ ،2000‬حفزت السياسات الموالية‬
‫المؤسساتي ضد الّلجئات السوريات في لبنان ممارسة المفوضية‬
‫للوالدة في سوريا على تعدد التكافؤ‪ ،‬وإلى ح ّد اليوم تبقى خدمات‬
‫التي تعاقدت مع جهات خارجية خاصة (مثل شركات التأمين‬
‫تنظيم األسرة مجانية ومتوفرة على نطاق واسع‪.‬‬
‫الخاصة مثل غلوبمد و ميديفيسا) إلدارة إحاالت الرعاية الثانوية‬
‫وفي الوقت الذي تتفاوض فيه النساء مع الحواجز االجتماعية‬
‫‪7‬‬
‫والثالثية لّلجئين السوريين‪.‬‬
‫الشخصية من أجل التماس الصحة ويحشدن الشجاعة لمواجهة‬
‫وفي الواقع‪ ،‬فإن العديد من اإلجراءات‪ ،‬سواء كانت طارئة أم‬
‫العنف المؤسساتي المتوقع والمعاملة دون المستوى من عمال‪/‬ات‬
‫ال‪ ،‬ال تحصل على التغطية الجزئية للمفوضية‪ ،‬بحيث أصبح‬
‫اإلغاثة‪ ،‬يصلن إلى المواعيد الخاصة بتنظيم األسرة ليعرفن أنهن‬
‫البحث عن المنظمات الخيرية لتغطية التكاليف أو ردها في حد‬
‫الرعاية‬ ‫حوامل بالفعل‪ ،‬وأنّ إنهاء الحمل مرفوض من قبل مقدّمي ّ‬
‫ذاته عائقا أمام رعاية بالنّسبة ل ّّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات‪ .‬دون أي‬
‫الصحيّة‪ 20 .‬وتفيد النساء السوريات بأنهن اخترن إنهاء الحمل‬
‫نوع من التمثيل أو الصوت‪ ،‬منتظرين في طي النسيان لتغ ّير‬
‫في الوقت الذي اعتبرتهم المفوضية لشؤون الّلجئين إلعادة‬
‫شيء ما‪ ،‬فقد‪/‬ت الّلجؤون‪/‬ات السوريون‪/‬ات التضامن البعض‬
‫توطينهنّ خارج لبنان‪ ،‬في حين اعتقدت أخريات أن وجود عدد‬
‫مع اآلخر‪ ،‬ألنّ األمر قد انتهى بهم‪/‬نّ إلى التنافس بين بعضهم‪/‬نّ‬
‫أکبر من األطفال من شأنه أن يساعد فرصهنّ في الحصول علی‬
‫‪16‬‬
‫البعض على المعونة‪ٍ.‬‬ ‫المال ‪ ،‬والمأوى‪ ،‬أو المواد غير الغذائية التي تدعمها المفوضية‪.‬‬
‫وتظهر عدم كفاءة نظام المساعدات اإلنسانية عندما تظهر‬ ‫تخبر النّساء أنّهنّ رفضن من المستشفيات وقت التّوليد‪ ،‬إ ّما‬
‫العوائق التي تحول دون تقديم خدمات الصحة الجنسية واإلنجابية‬ ‫بسبب انعدام المال‪ ،‬أو نقص في أسرة الوالدة أو حاضنات العناية‬
‫للمرأة السورية‪ ،‬في الغالب على مستوى التنظيم والمجتمع‬ ‫المركزة لحديثي الوالدة‪.‬‬
‫المحلي ومن األمثلة على ذلك ارتفاع التكاليف‪ ،‬والمسافة والنقل‬ ‫وحتى في حالة دخول المستشفى‪ ،‬فإنّهنّ تختبرن اإلهمال‪،‬‬
‫والخوف من سوء المعاملة من جانب العاملين‪/‬ات في مجال‬ ‫والمعايير المتدنية للرعاية‪ ،‬والعنصرية السافرة‪ .‬وذكرت العديد‬
‫تقديم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫صحة اإلنجابيّة ‪2016‬‬‫ر ياسمين‪ ،‬ك موغاليان‪ .‬أمور ال ّ‬
‫من النساء أنه أثناء الوالدة‪ ،‬تجاهلهنّ العاملون‪/‬ات في مجال‬ ‫السوريات إلى ترك وظائفهن أو عدم اتّخاذهنّ وظائف معينة ألنّ‬
‫الرعاية الصحية لساعات‪ ،‬في حين قالت أخريات إنهنّ يشعرن‬ ‫حرش‪.‬‬‫مدراءهنّ قاموا بالتّحرش بهنّ ‪ ،‬بدال من اإلبّلغ عن االت ّ ّ‬
‫مضطرات على الوالدة القيصريّة ألن األطباء‪/‬الطبيبات لم‬
‫ّ‬ ‫بأنهنّ‬ ‫‪ 29‬في معظم الحاالت‪ ،‬عندما تبلغ النساء عن التّحرش‪ ،‬يصبحن‬
‫يريدوا‪/‬ن انتظار المخاض‪ ،‬وأن ثّلثة أرباع فاتورتهنّ ستغطيها‬ ‫هدفا للتّحرش من قبل الشرطة أيضا‪ 29.‬تواجه الّلجئات‬
‫المفوضية على أية حال‪ 21.‬معدّل الوالدات القيصريّة بين‬ ‫السوريات تمييزا واسع االنتشار من قبل السلطات اللبنانية‬
‫الّلجئات السّوريّات هو ثّلثة أضعاف معدل منظمة الصحة‬ ‫ّ‬ ‫والمقيمين‪ ،‬ويصفن أنهن يخشين اإلبّلغ عن التّحرش ويتعرضن‬
‫العالمية الموصى به‪ ،‬وأكثر من ضعف المعدل في سوريا قبل‬ ‫لمزيد من اإلساءة أو أن قصصهنّ قد رفضتها قوات األمن‪26 .‬‬

‫النزاع (‪ 3,21,22.)٪15‬بعد التصريف من المستشفى‪ ،‬يتعين على‬ ‫السلطات اللبنانية ال تمنع أو تواجه العنف الموجه ضد‬
‫المفوضية من‬
‫ّ‬ ‫النّساء أن يكافحن من أجل تغطية ‪ ٪75‬من قبل‬
‫الّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد ساهمت الحكومة‬
‫فاتورة المستشفى الخاصة بهنّ إذا قمن بالوالدة في مستشفى غير‬
‫متعاقد مع المفوضية‪21.‬‬ ‫اللبنانية في تفاقم الوضع من خّلل فرض حظر التجول في‬
‫مع انتشار هذه القصص بين النساء‪ ،‬تخشى الّلجئات‬ ‫المساء‪ 15،‬وأسعار تصاريح اإلقامة السنوية البالغة ‪ 200‬دوالر‬
‫الحوامل الوالدة في لبنان‪ .‬تقول قابلة تعمل في منظمة أطباء بّل‬ ‫والتي لم يسبق لها مثيل لبقاء السوريين في لبنان‪ ،‬والتي بدونها‬
‫حدود أن ارتفاع تكلفة الوالدة في لبنان أدى إلى انتشار خيار‬ ‫يخضع الّلجئون لّلعتقال والترحيل‪ 28 .‬أ ّما بالنسبة للّواتي‬
‫عودة النساء السوريات إلى سوريا التي مزقتها الحرب نظرا‬
‫تتعرضن للتّحرش من قبل المّلك أو أصحاب العمل أو أفراد‬ ‫ّ‬
‫لتقديمها هذه الخدمات التّوليديّة مجانا‪ 20.‬على افتراض أنّ هاته‬
‫المجتمع أو حتى عمال اإلغاثة‪ ،‬فهنّ يخشين اإلبّلغ عن‬
‫النّساء على بيّنة من‪/‬وبإمكانهنّ الحصول على الخدمات المصممة‬
‫لهنّ في لبنان‪ ،‬فهنّ ال يستطعن تغطية ‪ ٪25‬من تکاليف الوالدة‬ ‫الحوادث للشرطة بسبب انعدام الثقة في قوات األمن أو الخوف‬
‫التي تتطلبها المفوضية في معظم األوقات‪ 20.‬من بين تلك‬ ‫من الترحيل‪ 30 .‬وجميع هذه العوامل تحد من قدرة المرأة على‬
‫اللّواتي ال تعدن إلی سورية‪ ،‬تقوم بعض النساء بالوالدة في‬ ‫الحركة‪ ،‬مما يحد من إمكانية وصولها إلى مستشفى حاالت‬
‫مخيّمات ومستوطنات غير رسمية‪ ،‬أو‪ ،‬في حال ذهابهنّ إلى‬ ‫الروتينيّة‪ ،‬التي من المحتمل‬
‫الطوارئ ومرافق الرعاية الصحية ّ‬
‫المستشفى‪ ،‬تت ّم مصادرة بطاقات اللجوء الخاصة بهنّ إلى أن‬
‫أن تساهم في نتائج الصحة اإلنجابية الرديئة لدى ال ّنساء‬
‫يتمكنّ من دفع الفاتورة الطبية‪ ،‬وبالتالي يمنعن من الحصول على‬
‫قسائم الطعام الخاصة بهنّ ‪ .‬ووفقا لهذه القابلة‪ ،‬فإن النساء‬ ‫السّوريات‪ 9 .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يواجه المواطنون‪/‬ات‬
‫السوريات ال يرغبن في الحمل‪ ،‬ولكن من الصعب عليهنّ‬ ‫اللبنانيون‪/‬ات الخطاب السائد للنخبة السياسية الحاكمة‪ ،‬إلى جانب‬
‫الحصول على وسائل منع الحمل‪ 20.‬بالفعل‪ ،‬وجدت دراستان‬ ‫وسائل اإلعّلم التي تلقي باللوم على الّلجئين على جميع‬
‫قيمتا استخدام خدمات الرعاية الصحية قبل الوالدة والعمليّات‬ ‫المشاكل االجتماعية واالقتصادية واألمنية في البّلد‪ ،‬مما يزيد‬
‫الّلجئات السوريات في لبنان أنّ أق ّل من نصف‬ ‫القيصريّة لدى ّ‬
‫من استياء الّلجئين‪/‬ات السوريين‪/‬ات‪ 31 .‬فإن وسائل اإلعّلم‬
‫النساء في الدراسة أردن حملهنّ الحالي‪ ،‬كما وجدتا أيضا‬
‫انخفاضا في نسبة حضور الرعاية السابقة للوالدة واستخدام‬ ‫تصور الّلجئات السوريات على أنهن "يسرقن الرجال" أو‬
‫وسائل منع الحمل بسبب عدم توفر أو عدم إمكانيّة الوصول إلى‬ ‫"زوجات رخيصات" لقبولهنّ المهر األدنى‪ ،‬مما يؤدي إلى مزيد‬
‫‪21,23‬‬
‫وسائل منع الحمل المرغوبة‪.‬‬ ‫من التّحرش واإلذالل والبلطجة المستهدفة لّلجئات من طرف‬
‫المجتمع المضيف ‪ 32 .‬وقد أبلغ عدد من النساء غير المتزوجات‪،‬‬
‫تأثيرات األنظمة الكلّية‪ :‬الصق العنف الجزئي والخارجي‬ ‫سواء أرامل أو مطلقات أو عازبات‪ ،‬عن العنف الجنسي‬
‫ومن الصعب بوجه خاص على النساء السوريات اإلبّلغ‬ ‫والشعور بالضعف خاص‪ 10.‬وهذا يوضح الطرق التي تحدد بها‬
‫حرش أو االغتصاب بسبب الوصمة االجتماعية الشديدة‬ ‫عن الت ّ ّ‬ ‫األبوية نمطيّة الغيرية الجنسيّة الزواج كوقاية من التحرش‬
‫التي يحتمل أن يتعرضن لها‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي إلى االستبعاد‬ ‫الجسدي والجنسي على يد الغرباء‪ .‬وفي لبنان‪ ،‬يقود هذا األمر‬
‫من جانب أفراد األسرة والمجتمع ككل‪ 24,25,26.‬وفي المجتمعات‬ ‫الزواج‪ ،‬عّلقات عنيفة‬ ‫العديد من النساء إلى الزواج‪ ،‬وإعادة ّ‬
‫األبوية التي ال تزال جرائم الشرف فيها منتشرة‪ ،‬تكون النساء‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ومسيئة أو متعددة الزوجات‪ ،‬وهو وضع مماثل لوضع الّلجئات‬
‫محط اللوم على الغزو والعنف على أجسادهنّ ‪ .‬ففي األردن مثّل‪،‬‬
‫عندما أب لغ الّلجئون العراقيون عن العنف الجنسي‪ ،‬قتل أكثر من‬ ‫العراقيات الفارات إلى األردن‪ 27 .‬على الرغم من أنهن يعرفن‬
‫نصف ضحايا االغتصاب من قبل أفراد العائلة‪ 27.‬وباإلضافة إلى‬ ‫أن ظروفهنّ وظروف أطفالهنّ المعيشية لن تتحسن‪ ،‬فإنهنّ تسعين‬
‫ذلك‪ ،‬فإنّ السلطات اللبنانية تزيد في صعوبة تجديد إقامات‬ ‫إلى الحماية االجتماعية التي يوفرها الزواج‪ .‬وفي الشرق األوسط‬
‫الّلجئين السّوريين‪ ،‬مما يعرض الّلجئين لخطر االعتقال‬ ‫ّ‬ ‫وشمال أفريقيا‪ ،‬فإن احتياجات النساء غير المتزوجات من‬
‫التعسفي‪ ،‬واالحتجاز‪ ،‬والترحيل‪ ،‬مما يجعل من الصعب على‬ ‫الصحة الجنسية واإلنجابية‪ ،‬في أوقات الحرب وخارجها‪ ،‬غائبة‬
‫النساء اإلبّلغ عن اإلغتصاب‪ 28.‬وهذا يؤدي ببعض النساء‬
‫تقليديا عن البيانات االحصائية‪ ،‬المناقشات‪ ،‬والتدخّلت‪.‬‬
‫صحة اإلنجابيّة ‪2016‬‬
‫ر ياسمين‪ ،‬ك موغاليان‪ .‬أمور ال ّ‬
‫ال تثق النساء السوريات بالمنظمات غير الحكومية والمنظمات‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬حالت منظمة دولية تعمل مع الّلجئين‬
‫العراقيين في األردن دون حصول النساء الحوامل‪ ،‬اللواتي ليس‬ ‫غير الحكومية الدولية‪ ،‬قائّلت إن العاملين في مجال تقديم‬
‫لديهن شهادة زواج‪ ،‬على خدمات صحّة األمومة‪ 27.‬وفقا‬ ‫المساعدات‪ ،‬وهم في الغالب من الشباب وغير المدربين‪ ،‬ال‬
‫لصندوق األمم المتحدة للسكان‪ ،‬تواجه النساء غير المتزوجات في‬ ‫يفهمون سياقاتهم واحتياجاتهم‪ ،‬وأسباب عدم استخدام وسائل منع‬
‫البلدان النامية ضغطا من التعامل مع الحمل "غير المرخص‬ ‫الحمل‪ ،‬وأنهم غالبا ما يتحدثون فوقهنّ وليس معهنّ ‪ 18.‬وعّلوة‬
‫اجتماعيا"‪ ،‬مما يزيد من ضعفهن‪33 .‬الوضع مأساوي بشكل‬ ‫على ذلك‪ ،‬المساعدات االنسانية توفر بالكاد مستويات كافية من‬
‫خاص في لبنان بالنسبة للنساء السوريات اللواتي يسعين إلى إنهاء‬ ‫المساعدة‪ ،‬كما أنها ال تعزز االستدامة الذّاتية لّلجئين‪/‬ات‪ ،‬وال‬
‫حملهن‪ .‬في لبنان‪ ،‬حيث تقتصر خدمات اإلجهاض قانونيا على‬
‫توفر وكالة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية لهم‪/‬نّ ‪ 16 .‬بعض‬
‫ي يتطلب عادة وقتا‬ ‫إنقاذ حياة المرأة‪ ،‬فإن إيجاد موفر إجهاض خف ّ‬
‫وجهدا وماال‪ .‬وقد أبلغت النساء عن تعرضهن لسوء المعاملة‬ ‫النساء يحضرن جلسات التوعية بالصحة اإلنجابية لجمع الهبات‬
‫والمضايقة اللفظية من قبل مقدمي‪/‬ات الرعاية الصحية‬ ‫وطرود النظافة الصحية‪ .‬ومع تدفق التمويل‪ ،‬بذل عدد من‬
‫اللّذين‪/‬اللواتي وبّخوهنّ ‪/‬نهنّ على الحمل غير المرغوب فيه‪،‬‬ ‫المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الحكومية الدولية‬
‫وصفوهن‪/‬نهنّ "بكونهنّ نساء وأ ّمهات "سيئات" بسبب رغبتهن‬ ‫جهودا مباشرة في جلسات التوعية‪ ،‬التي تستهدف في الغالب‬
‫في إنهاء الحمل‪ .‬وفي الوقت نفسه أفادت النساء غير المتزوجات‬
‫النساء السوريات اللواتي يفترض أنهن متاحات ويسهل الوصول‬
‫بأنهن رفضن من قبل األطباء وطلبت منهنّ العودة مع أزواجهن؛‬
‫هذه المطالب ال تشكل بروتوكوالت رسمية ولكنها تعكس استجابة‬ ‫إليهنّ أكثر من الرجال‪ .‬وتعزز مثل هذه البرامج توقعا مجندرا‬
‫طبّية أبوية سلطوية‪ .‬هذا اإلساءة اللفظية ال تعني أنّ مقدمي‬ ‫مرهقا يتمثل في أن الصرف الصحي وصحة األسرة يقعان على‬
‫الرعاية الصحية لن يقدموا خدمات إجهاض باهظة التكلفة‪ .‬بل‬
‫‪34‬‬ ‫عاتقهنّ ‪ .‬ويظهر إخراج العنف النظامي من سياقه ورسمه كقضية‬
‫يعني فقط أن النساء‪ ،‬مع ضيق الوقت‪ ،‬لن يكنّ قادرات على‬ ‫داخلية ذاتيّة في التدخّلت الرامية إلى خفض معدالت الزواج‬
‫التماس معاملة أفضل‪ .‬وغالبا ما تحاول الّلجئات السوريات‬ ‫المبكر‪ ،‬وفي برامج الصحة السيكولوجيّة والنفسية االجتماعية‬
‫اللواتي يعتمدن ماليا على شركائهنّ على إقناعهم بفوائد إنهاء‬
‫الممولة تمويّل واسعا‪ .‬ويهدف البرنامج األول إلى تثقيف اآلباء‬
‫الطويل‪ ،‬وهي مناقشة‬ ‫الحمل وهذه الخدمة المكلفة على المدى ّ‬
‫بشأن اآلثار الصحية السلبية للزواج المبكر على الفتيات‪ ،‬حيث‬
‫غالبا ما تخوضها األسرة المقيمة بأكملها‪ .‬وفي كثير من الحاالت‪،‬‬
‫يمنع أفراد األسرة الممتدة اإلجهاض تحت ذريعة االستعاضة عن‬ ‫تدخل التدخّلت في إطار المسألة المتعلقة بالعنف القائم على‬
‫أحد أفراد األسرة الذين توفوا في سوريا‪ 18 .‬وقد الحظنا أن‬ ‫الجندر أو النوع االجتماعي أو انعدام الوعي بدال من الفقر‪.‬‬
‫النساء اللواتي طالت فترات النزيف بسبب اإلجهاض غير‬ ‫واألهم من ذلك أن هذه البرامج ال تحاول تغيير العوامل‬
‫المكتمل‪ ،‬في الرعاية الّلحقة لإلجهاض‪ ،‬يملن على سبيل المثال‬ ‫االجتماعية أو تحديها‪ ،‬كما أنها ال تعترف بأن الفتيات لم يتزوجن‬
‫إلى تأجيل التماس الرعاية الطبية ويأملن في أن يح ّل الوضع‬
‫في سن مبكرة في سوريا‪ 32.‬وهذه األخيرة تستخدم كبديل لعدم‬
‫بنفسه‪ .‬إن طلب المساعدة من األصدقاء والجيران واألسرة ليس‬
‫ممكنا بالنسبة للعديد من النساء الّلتي فقدن شبكات الدعم في‬ ‫ي مستوى أبعد من‬ ‫القدرة على إجراء تغييرات فعالة في أ ّ‬
‫إعادة التوطين‪ ،‬أو اللواتي يفضلن عدم طلب خدمة مرهقة من‬ ‫المستوى الشخصي‪ ،‬حيث أنه بدال من تنفيذ برامج لجعل مخيمات‬
‫نساء أخريات‪ .‬فقط حين يؤثّر النزيف أو النّزيف طويل األمد‬ ‫اللجوء أكثر أمانا من التحرش الجنسي بالنسبة للمرأة‪ ،‬تصبح‬
‫على صحتهن ويتدخل في أدوارهن ومسؤولياتهن‪ ،‬تسرعن إلى‬ ‫برامج الصحة النفسيّة مستعدة الستقبال النساء بعد الحدث‪.‬‬
‫الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫وعّلوة على ذلك‪ ،‬تقدم بعض المنظمات غير الحكومية‬
‫والمنظمات غير الحكومية الدولية المشورة في مجال الصحة‬
‫أسطورة التغيير عبر التدخّلت داخل الشخصية‬
‫النفسية للنساء الراغبات في إجراء اإلجهاض لمساعدتهن على‬
‫في كثير من األحيان في الرعاية الصحية‪ ،‬ينظر إلى الذات على أنها‬ ‫مواجهة الحمل غير المرغوب فيه‪ .‬إن مثل هذه االستراتيجيات‬
‫كيان معزول‪ ،‬والمرض كنتيجة أوجه القصور الداخلية‪ .‬على هذا النحو‪،‬‬ ‫التي تستهدف األشخاص تحمل المضطهدات المسؤولية‪ ،‬في حين‬
‫يتم توجيه العّلجات والتدخّلت إلى الفرد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نجد في هذه الورقة‬ ‫أنه من منظور إيكولوجي‪ ،‬يوصى بأن يهدفوا إلى تحدي ديناميات‬
‫أن أسباب عدم تلقي الرعاية تقع خارج نطاق الفرد‪ ،‬كما أن العوامل‬ ‫السلطة القائمة في العّلقات والمعايير االجتماعية‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫النّظامية الكليّة أو الماكروسيستية تحتاج إلى فهم كامل لسلوك ّ‬


‫الّلجئات‬ ‫على مستوى النظامين الخارجي والك ّلي‪ ،‬ال يمكن للمجتمع‬
‫الباحثات عن خدمات الصحة‪ .‬وينطبق ذلك بصفة خاصة عندما ترتفع‬ ‫المدني في لبنان أن يواصل معاملة الّلجئين السوريين من‬
‫التوترات بين القيود الفردية والعوامل المؤسساتية من التوقعات الجندرية‬ ‫منظور إغاثة انسانية بحتة‪.‬‬
‫والكلي‪5 .‬‬ ‫التي تحددها مستويات النظام الجزئي أو الميكرو‪ ،‬الخارجي‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪R Yasmine, C Moughalian. Reproductive Health Matters 2016;X:X–X‬‬

‫ويجب أن تتصدى للخطابات السائدة التي تحرض على الكراهية‪،‬‬ ‫التنظيم ضد هذه المستويات متعددة األنظمة من القمع‪ .‬إذ تهدف‬
‫وتسهل في الوقت نفسه دخول ّ‬
‫الّلجئين‪ ،‬وتحديدا النساء‪ ،‬في‬ ‫التدخّلت إلى صراع "كل امرأة لنفسها"‪ ،‬في حين أظهر التاريخ‬
‫مناقشات الهياكل السياسية حيث يمكن أن يساعد تمثيلهنّ على‬ ‫مرارا وتكرارا أن الضعفاء أقل ضعفا عندما يقفون معا في وجه‬
‫ضمان أن تكون قضاياهنّ مدرجة في جداول أعمال أصحاب‬ ‫الصراعات المشتركة‪.‬‬
‫ويتعين على الحكومة اللبنانية ووزاراتها أن تتعلم من تجاربها‬
‫المصلحة‪ 16.‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬تجاهلت البحوث والتدخّلت‬
‫السابقة مع الّلجئين الفلسطينيين؛ فإن التظاهر بأن تدفق الّلجئين‬
‫أصوات النساء الّلجئات‪ ،‬مع األخذ في االعتبار المؤشرات‬
‫السطحية المتعلقة بالجندر والمعتمدة والمصادق عليها من قبل‬ ‫مسألة مؤقتة ال تؤدي إال إلى مزيد من التهميش والعنصرية‬
‫الممول‪ .‬وتغيب عن هذه المؤشرات الروايات‬ ‫األمم المتحدة أو‬ ‫والعنف وحرمانهم من الحق في العيش بكرامة‪ .‬إن إبطال‬
‫ّ‬
‫المعقدة والمتعددة الطبقات للنساء وكيف يحاربن التمييز على‬ ‫القوانين العقابية يساهم في االحترام والعيش المتناغم مع المجتمع‬
‫أساس الجندر وكذلك العنصرية والصفوية والكراهية الناجمة عن‬ ‫المضيف‪ .‬إن الحق في العمل والدراسة والعيش في منزل ليس‬
‫القومية والخصخصة المكلفة ألهم الخدمات الصحية األساسية من‬ ‫مخيما لجوء‪ ،‬وخال من االعتقاالت التعسفية والترحيل يخفف من‬
‫خّلل مختلف المؤسسات والهياكل غير المنصفة التي ت ّدعي‬ ‫حدة العنف الذي يواجهه السوريون‪ ،‬وخاصة النساء السوريات‬
‫استضافتها‪5 .‬‬ ‫يوميا‪ .‬وتخفيف هذه العوائق اليومية يجعل الحصول على الرعاية‬
‫السابقة للوالدة متاحة أكثر للنساء‪ ،‬وكذلك استخدام وسائل منع‬
‫تحويل إطار التدخّلت والتخفيف من األعباء الذّاتية‬ ‫الحمل‪ ،‬والعثور على مقدمي‪/‬ات خدمة اإلجهاض متعاطفين‪/‬ات‪،‬‬
‫ويجعل النساء يقمن برعاية الصحة الجنسية واإلنجابية ورفاهية‬
‫يمکن للمنظمات غير الحکومية وغيرها من الجهات الفاعلة في‬ ‫أخواتهنّ ومجتمعاتهنّ األوسع‪.‬‬
‫المجتمع المدني المساعدة في خلق مساحات للنساء السوريات‬ ‫ومن المه ّم أن نعترف بأن السياسات والتدخّلت والقيود التي‬
‫ي‪ .‬ويمكن أن تساعد هذه‬ ‫لّللتقاء والتنظيم علی مستوى شعب ّ‬ ‫تنفذها جميع هذه النظم واسعة النطاق‪ ،‬سواء عن طريق اإلهمال‬
‫المحاولة في إعادة إنشاء شبكة تضامن النساء على دعم بعضهن‬ ‫أو الج هل أو سوء التخطيط االستراتيجي‪ ،‬يمكن أن تكون عنيفة‬
‫البعض في مجموعة متنوعة من األنشطة‪ :‬إقامة الرعاية النهارية‬
‫ضد أجساد النساء السوريات و الصحة الجنسية واإلنجابية‪ .‬يجب‬
‫حتى يتمكنوا من حضور مواعيد الرعاية الصحية‪ ،‬وتبادل‬
‫المعلومات عن نظم اإلحالة القائمة في الصحة الجنسية‬ ‫على المنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية‬
‫واإلنجابية‪ ،‬وتصميم تدابير األمن من العنف الجنسي في‬ ‫التفكير في مؤشراتها وتجنب وضع عبء التغيّر على‬
‫المخيمات عن طريق التحقق من وضع بعضهنّ البعض‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الّلجئين‪/‬ات‪ ،‬وتحدي النظم المتكاملة التي تنشر أنظمة القمع‬
‫تمكين بعضهنّ البعض من الكّلم‪ ،‬اإلبّلغ‪ ،‬أو توثيق العنف الذي‬ ‫هذه‪ .‬وتؤدي التدخّلت التصميمية التي تستهدف المستويات‬
‫يواجهنه‪ .‬وكونهنّ محصورات في المنزل‪ ،‬ومظطرات إلى تحمل‬ ‫الصغيرة والمنظمة والمؤسساتية والبيئية واالقتصادية‬
‫مسؤولية األسرة‪ ،‬مع اعتماد وحيد على المساعدات اإلنسانية‬ ‫والسياساتية دورا محوريا في تعزيز السلوك الصحي ّلّلجئات‪،‬‬
‫بدون بديل مستدام‪ ،‬واالستناد إلى المشورة في مجال الصحة‬
‫مع األخذ في االعتبار أن الغيّرات في البيئة االجتماعيّة ستحدث‬
‫النفس ّية‪ ،‬يحدث تمكين الديناميات األبوية التي تجعل القضايا التي‬
‫تواجه الّلجئين‪/‬ات تبدو وكأنها مشاكل ذاتيّة؛ في حين أنها‬ ‫ي‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإننا نرى أن هناك حاجة‬ ‫تغيّرات على المستوى الفرد ّ‬
‫األخوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعرقل تشكيل شبكات تضامن قائمة على مفهوم‬ ‫إلى تغيير منهجي لتحسين الصحة والتخفيف من العبء واللوم‬
‫ال تستطيع النّساء العثور على الوقت‪ ،‬المساحة‪ ،‬أو ّ‬
‫الطاقة ألجل‬ ‫متعدد األنظمة عن الّلجئات السوريات‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪r0‬‬ ‫‪1. United Nations High Commissioner for Refugees. Syria‬‬ ‫‪Response Inter-agency. Information Sharing Portal. https://‬‬ ‫‪r9‬‬
‫‪r1‬‬ ‫‪Regional Refugee Response. 2015. Accessed December‬‬ ‫‪data.unhcr.org/syrianrefugees/download.php?id=5397.‬‬ ‫‪r10‬‬
‫‪r2‬‬ ‫‪2nd, 2015. http://data.unhcr.org/syrianrefugees/country.‬‬ ‫‪2014 April 22.‬‬ ‫‪r11‬‬
‫‪r3‬‬ ‫‪php?id=122.‬‬ ‫‪4. European Commission. Humanitarian aid and civil‬‬ ‫‪r12‬‬
‫‪r4‬‬ ‫‪2. ACTED. Lebanon: Host of the largest per capita refugee‬‬ ‫‪protection. http://ec.europa.eu/echo/files/aid/countries/‬‬ ‫‪r13‬‬
‫‪r5‬‬ ‫‪population in the world. http://www.acted.org/fr/node/‬‬ ‫‪factsheets/syria_en.pdf. 2015.‬‬ ‫‪r14‬‬
‫‪r6‬‬ ‫‪10124. 2014.‬‬ ‫‪5. Guruge S, Khanlou N. Intersectionalities of influence:‬‬ ‫‪r15‬‬
‫‪r7‬‬ ‫‪3. UNHCR. Multi Sector Needs Assessment team (MSNA).‬‬ ‫‪researching the health of immigrant and refugee women.‬‬ ‫‪r16‬‬
‫‪r8‬‬ ‫‪Public Health chapter. Syria Regional Refugee‬‬ ‫‪CJNR, 2004;36(3):32–47.‬‬ ‫‪r17‬‬

‫‪7‬‬
R Yasmine, C Moughalian. Reproductive Health Matters 2016;X:X–X

r18 6. Salti N, Chaaban J, Raad F. Health equity in Lebanon: a D8%B8%D9%85%D9%88%D8%A7-%D9%86%D8% r71


r19 macroeconomic analysis. International Journal for Equity B3%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%9F. r72
r20 in Health, 2010;9(11). 19. United Nations Children’s Fund (UNICEF). Syrian Arab r73
r21 7. Ammar Z. Health Response Strategy: A New Approach in Republic: monitoring the situation of children and women. r74
r22 2016 & Beyond. Ministry of Public Health, 2015 http://www.childinfo.org/files/MICS3_Syria_FinalReport_ r75
r23 December 14. http://www.moph.gov.lb/AboutUs/ 2006_Eng.pdf. 2006. r76
r24 strategicplans/Documents/HRS-DRAFT8.pdf. 20. Médecins Sans Frontieres. Syrian refugees in Lebanon: r77
r25 8. Sidahmed M. Syrian refugees buckle under health care “Pregnant women often have no idea where to go”. r78
r26 bills in Lebanon. The Daily Star. http://www.dailystar.com. http://www.doctorswithoutborders.org/news-stories/field- r79
r27 lb/News/Lebanon-News/2015/May-30/299828-syrian- news/syrian-refugees-lebanon-pregnant-women-often- r80
r28 refugees-buckle-under-health-care-bills-in-lebanon.ashx. have-no-idea-where-go. 2013 August 06. r81
r29 2015 May 30. 21. Huster KMJ. Patterson N, Schilperoord M, et al. Cesarean r82
r30 9. Masterson AR, Usta J, Gupta J, et al. Assessment of sections among Syrian refugees in Lebanon from r83
r31 reproductive health and violence against women among December 2012/ January 2013 to June 2013: probable r84
r32 displaced Syrians in Lebanon. BMC Women’s Health, causes and recommendations. Yale Journal of Biology and r85
r33 2014;14(25). Medicine, 2014;87(3):269–288. r86
r34 10. El-Masri R, Harvey C, Garwood R. Shifting sands: 22. Khawaja M, Choueiry N, Jurdi R. Hospital-based caesarean r87
r35 changing gender roles among refugees in Lebanon. In: section in the Arab region: an overview. Eastern r88
r36 Joint research report https://www.oxfam.org/sites/www. Mediterranean Health Journal, 2009;15(2):458–469. r89
r37 oxfam.org/files/rr-shifting-sands-lebanon-syria-refugees- 23. Benage M, Greenough G, Vinck P, et al. An assessment of r90
r38 gender-030913-summ-en.pdf. antenatal care among Syrian refugees in Lebanon. Conflict r91
r39 11. Sallis JF, Owen N, Fishe EB. Ecological models of health and Health, 2015;9(8). r92
r40 behavior. In: Glanz, Rimer, Viswanath, editors. Health 24. Davis L. Syrian women refugees: out of the shadows. r93
r41 behavior and health education. San Francisco, CA: Faculty Publications and Research. http://academicworks. r94
r42 Jossey-Bass, 2008. p.465–486. cuny.edu/cl_pubs/54. 2015. r95
r43 12. Heise L. Violence against women: an integrated, 25. Al-Akhbar. HRW: Syrian refugees in Lebanon face r96
r44 ecological framework. Violence Against Women, 1998; increasing violence. http://english.al-akhbar.com/content/ r97
r45 4(3):262–290. hrw-syrian-refugees-lebanon-face-increasing-violence. r98
r46 13. Campbell R, Dworkin E, Cabral G. An ecological model of 2014 September 30. r99
r47 the impact of sexual assault on women’s mental health. 26. Human Rights Watch. Lebanon: women refugees from r100
r48 Trauma, Violence & Abuse, 2009;10(3):225–246. Syria harassed, exploited. https://www.hrw.org/news/ r101
r49 14. McLeroy KR, Bibeau D, Steckler A, et al. An ecological 2013/11/26/lebanon-women-refugees-syria-harassed- r102
r50 perspective on health promotion programs. Health exploited. 2013 November 26. r103
r51 Education Quarterly, 1988;15(4):351–377. 27. Chynoweth S. The need for priority reproductive health r104
r52 15. Human Rights Watch. Lebanon: rising violence targets services for displaced Iraqi women and girls. Reproductive r105
r53 Syrian refugees. http://reliefweb.int/report/lebanon/ Health Matters, 2008;16(31):93–102. r106
r54 lebanon-rising-violence-targets-syrian-refugees. 2014 28. Human Rights Watch. Lebanon: residency rules put r107
r55 September 30. Syrians at risk. https://www.hrw.org/news/2016/01/ r108
r56 16. Al-Saadi Y. Restrictions, perceptions, and possibilities of 12/lebanon-residency-rules-put-syrians-risk. r109
r57 Syrian refugees’ self-agency in Lebanon. Lebanon Support: 2016 January 12. r110
r58 Civil Society Knowledge Center, 2015. http://cskc.daleel- 29. Amnesty International. Lebanon: refugee women from Syria r111
r59 madani.org/content/restrictions-perceptions-and- face heightened risk of exploitation and sexual harassment. r112
r60 possibilities-syrian-refugees-self-agency-lebanon. https://www.amnesty.org/en/latest/news/2016/02/lebanon- r113
r61 17. United Nations High Commissioner For Refugees. refugee-women-from-syria-face-heightened-risk-of- r114
r62 Reproductive health services for Syrian refugees in Zaatari exploitation-and-sexual-harassment/. 2016 February 02. r115
r63 refugee camp and Irbid city. https://data.unhcr.org/ 30. Chit B, Nayel MA. Understanding racism against Syrian r116
r64 syrianrefugees/download.php?id=4108. 2013 March refugees in Lebanon. Civil Society Knowledge Center, r117
r65 17-22. Lebanon Support, 2013. http://cskc.daleel-madani.org/ r118
r66 18. Tabbah M. Who are you to plan our families?. Women paper/understanding-racism-against-syrian-refugees- r119
r67 Living Under Muslim Laws. 2015. lebanon. r120
r68 http://www. 31. Swingewood E. Syrian refugee women in Lebanon: r121
r69 wluml.org/ar/media/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9% gendering violence through Johan Galtung. r122
r70 86%D8%AA%D9%85-%D9%84%D8%AA%D9%86% E-International Relations Students. http://www.e-ir.info/ r123

8
R Yasmine, C Moughalian. Reproductive Health Matters 2016;X:X–X

r124 2014/11/10/syrian-refugee-women-in-lebanon-gendering- 33. United Nations Population Fund. From childhood to r131
r125 violence-through-johan-galtung/. 2014 November 10. womanhood: meeting the sexual and reproductive health r132
r126 32. Fowler R. Syrian refugee families’ awareness of the health needs of adolescent girls. https://www.unfpa.org/sites/ r133
r127 risks of child marriage and what organizations offer or default/files/resource-pdf/EN-SRH%20fact%20sheet- r134
r128 plan in order to raise awareness. ISP Collection. http:// Adolescent.pdf. 2012. r135
r129 digitalcollections.sit.edu/cgi/viewcontent.cgi?article= 34. Kaddour A, Alameh H, Melekian K, et al. Abortion In r136
r130 2948&context=isp_collection. 2014. Lebanon: Practice and Legality? Al-Raida, 2002;99:55–58. r137

Résumé Resumen
Depuis le soulèvement en Syrie en mars 2011, plus Desde el levantamiento en Siria en marzo de 2011,
de 4,3 millions de Syriens ont fui dans les pays más de 4.3 millones de sirios han huído a países
voisins. Plus d’un million d’entre eux ont cherché vecinos; más de un millón de ellos han buscado
refuge au Liban. Ils représentent près d’un quart de refugio en Líbano, constituyen casi una cuarta parte
la population libanaise, soit la plus importante de la población libanesa y han pasado a ser la mayor
population réfugiée par habitant au monde. población de refugiados per cápita del mundo.
L’inégalité de la couverture sanitaire est un Dado que la cobertura injusta de salud es un
problème de longue date au Liban et la santé des problema en Líbano desde hace mucho tiempo, la
réfugiées syriennes, en particulier leur santé salud de las mujeres sirias refugiadas, en particular
sexuelle et génésique, en est affectée de manière su salud sexual y reproductiva, se ve afectada de
disproportionnée. Une augmentation de la manera desproporcionada. Un aumento en la
violence sexiste et des mariages précoces, le violencia de género y el matrimonio temprano, la
manque d’accès aux soins obstétricaux d’urgence, falta de acceso a cuidados obstétricos de
l’accès limité à la contraception, les césariennes emergencia, el acceso limitado a métodos
forcées et le coût élevé des services de soins sont anticonceptivos, cesáreas forzadas y el alto costo de
autant de facteurs qui contribuent à une mauvaise los servicios de salud, todos estos contribuyen a una
santé sexuelle et génésique. salud sexual y reproductiva más deficiente.
Dans ce commentaire, nous conceptualisons la En este comentario, conceptualizamos la violencia
violence à l’égard des réfugiées syriennes avec le contra las mujeres sirias refugiadas por medio del
modèle écologique, en explorant les intersections modelo ecológico y exploramos las intersecciones de
de la discrimination fondée sur l’ethnicité, le sexe la discriminación basada en etnia, género y estatus
et le statut socio-économique, tout en critiquant socioeconómico, a la vez que criticamos las
les interventions qui se centrent uniquement sur le intervenciones que se enfocan exclusivamente en el
niveau intrapersonnel et ignorent le rôle des nivel intrapersonal e ignoran el rol de los factores
facteurs microsystémiques, exosystémiques et microsistémicos, mesosistémicos y macrosistémicos
macrosystémiques d’influence négative. Ces de la influencia negativa. Estos factores
déterminants sociaux de la santé supplantent le determinantes sociales de la salud reemplazan el
domaine individuel des comportements de santé ámbito individual del comportamiento relacionado
et entravent les femmes dans leurs décisions de con la salud y dificultan que las mujeres tomen
santé sexuelle et génésique. decisiones sobre su salud sexual y reproductiva.

You might also like