Professional Documents
Culture Documents
Rakaiz Tarbiyatul Abnaa PDF
Rakaiz Tarbiyatul Abnaa PDF
الوالــد عــن ولــده قبــل أن يســأل الولــد عــن والــده( ،)3فإنــه ســبحانه كما
برهــم أجمعيــن لــه ،ويف الصحيحيــن( )5عــن النعمــان بــن بشــير أوصــى األبنــاء باآلبــاء بـ ًـرا وإحســانا فقــد أوصــى اآلبــاء باألبنــاء تربيـ ًة
╝
إن الحمــد هلل؛ نحمــده ونســتعينه ونســتغفره ونتــوب إليــه ،ونعــوذ بــاهلل َّ
◙ عندمــا نحلــه والــده نحلــة وطلبــت أمــه أن ُيشــهد علــى ذلــك وتأديبــا؛ فإنــه جــل يف عــاه كمــا أنــه قــال:ﱯ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﱮ
مــن شــرور أنفســنا وســيئات أعمالنــا؛ مــن يهــده اهللُ فــا مضـ َّـل لــه،
رســول اهلل ﷺ ،فلمــا أتــى رســول اهلل ﷺ قــال لــه ♥: [العنكبــوت ]8:فإنــه قــال جــل يف عــاه :ﱯ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﱮ
«ل»َ ،ف َقـ َ «أك َُّل َو َلـ ِـد َك ن ََح ْل َتـ ُه ِم ْثـ َـل َهـ َـذا؟« َف َقـ َ
َ ومــن يضلــل فــا هــادي لــه ،وأشــهد أن ال إلــه إال اهللُ وحــده ال شــريك
ـال ♥: ـالَ : [النســاء ]11:وقــال ﱯ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﱮ [التحريــم. ]6:
ِ ِ لــه ،وأشــهد أن محمــد ًا عبــده ورســوله ،وصف ُّيــه وخلي ُلــه ،وأمينــه علــى
ُــم« ،ويف روايــة «الَ َأ ْش َ
ــهدُ َع َلــى ()6
ــن َأ ْوالَدك ْ « َفا َّت ُقــوا اهَّللَ َوا ْعد ُلــوا َب ْي َ نعــم؛ إنهــا مســئولي ٌة جســيمة وأمانـ ٌة عظيمــة؛ فالواجــب علــى كل والد
وحيــه ،ومب ِّلــغ النــاس شــرعه ،مــا تــرك خيـ ًـرا إال َّ
دل األمــة عليــه ،وال
ــو ٍر« ( ،)7ويف روايــة يف «صحيــح مســلم» أن النبــي ﷺ قــال لــه:
()8
َج ْ أن يتقــي اهلل يف أوالده وأن يعمــل علــى تأديبهــم وتربيتهــم وتنشــئتهم
ِ حذرهــا منــه؛ فصلــوات اهلل وســامه عليــه وعلــى آلــه وصحبــه شـ ًـرا إال َّ
َ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ ُ َ
«أ َي ُسـ ُّـرك أ ْن َيكُونــوا إل ْيــك فــي البـ ِّـر َسـ َـوا ًء؟« قــالَ « :بلــى» ،قــال« :فـ َـا َ َ علــى عقائــد الديــن وأعمــال اإلســام وآدابــه العظيمــة ،وأن يعمــل
ٍ .أمــا بعــد:
أجمعيــن َّ
إِ ًذا«؛ تحذيـ ًـرا منــه صلــوات اهلل وســامه عليــه مــن عــدم العــدل بيــن أســاس مــن تقــوى اهلل جــل علــى تنشــئتهم النشــأة الصالحــة علــى
األبنــاء لمــا يورثــه مــن عقـ ٍ فــإن مــن الواجبــات الجســيمة التــي يجــب علــى العبــد رعايتهــا،
ـوق وعــدم ب ـرٍ وإحســان وتقاط ـ ٍع وتهاجــر وعــا والقيــام بحقوقــه جــل يف عــاه .
واألمانــات العظيمــة التــي يلــزم االهتمــام بهــا ورعايتهــا:
بيــن اإلخــوان . ٍ
وأســس مهمــة البــد ♦ وتربيــة األبنــاء تقــوم علــى ركائــز عظيمــة
ونصحا وتوجيه��ا ،فإنها أمانـ ٌة عظيمة ً ً
تربية وتأديب��ا العناي��ة باألبن��اء
* وم��ن ركائ��ز تربي��ة األبن��اء :الرفــق بهــم ومعاملتهــم بالرحمــة مــن العنايــة بهــا؛ ليتحقــق للعبــد هــذا المقصــود الجليــل والمطلــب
العظيــم النبيــل .
ـب كبيــر ،يقــول اهلل تبــارك وتعالــى :ﱯ ﭥ ومســؤولي ٌة جســيمة وواجـ ٌ
واللطــف واإلحســان ،والبعــد عــن الغلظــة والشــدة والجفــاء؛ فــإن
ﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰ
الرفــق مــا دخــل يف شــيء إال زانــه وال ُنــزع مــن شــيء إال شــانه ،وتبــدأ * وم��ن أه��م ه��ذه الركائ��ز :الدعاء لهــم من قبــل مجيئهم ومــن بعده؛
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱮ
هــذه الرحمــة وهــذا التلطــف وهــذا الرفــق مــع األوالد منــذ صغرهــم مــن قبــل مجيئهــم بالهبــة الصالحــة ،ومــن بعــده بالهدايــة والصــاح،
[األنفــال]28-27:؛ والمعنــى :أن اهلل ســبحانه وتعالــى وهــب اآلبــاء
وحنــوا
ًّ ونعومــة أظفارهــم ،وتمضــي معهــم دائمــ ًة مســتمرة رف ًقــا ثــم إذا شـ ُّبوا علــى الهدايــة والصــاح ُيدعــى لهــم باالســتقامة والثبات.
هــؤالء األبنــاء امتحانًــا وابتــاءا ،واتمــن األب علــى أبنائــه واتمــن
وعط ًفــا مــن اآلبــاء علــى أبنائهــم ،وقــد جــاء يف الصحيحيــن مــن
()9
ومــن دعــوات النبييــن يف هــذا البــاب دعــاء خليــل الرحمــن
الوالــد علــى أوالده وجعــل عليــه ألوالده حقوقــا ،فــإذا قــام بهــا وأ َّداهــا
حديــث أبــي هريــرة أن النبــي ﷺ ق َّبــل الحســن ابــن علــي ،واألقــرع بــن ♠:ﱯﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﱮ [الصافــات ،]100:ومــن دعائــه:
حابــس جالــس عنــده فقــال« :إِ َّن لِــي ع َشــر ًة ِمــن الو َلـ ِـد مــا َقب ْلـ ُ ِ فــرط أجــرا عظيمــا وثوا ًبــا جزيــا ،وإذا َّ كمــا ُأمــر فــإن لــه عنــد اهلل ً
ـم
ـت من ُْهـ ْ َ َ َ َ َ َّ ٌ ﱯﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱮ[إبراهيــم ،]35:ومــن دعائــه :ﱯﯢ
ِ ِ عــرض نفســه للعقوبــة بحســب تفريطــه .
ـم«، ـم الَ ُي ْر َحـ ُ ـن الَ َي ْر َحـ ُ َأ َحــدً ا»َ ،فنَ َظـ َـر إل ْيــه َر ُســول اهَّلل ﷺ وقــالَ :
«مـ ْ َ َ ُ َ ِ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﱮ[إبراهيــم ،]40:ومــن دعــوات زكريــا
ولهــذا يقــول اهلل جــل وعــا :ﱯ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ويف الصحيحيــن( )10مــن حديــث أم المؤمنيــن عائشــة ▲ ♠:ﱯ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡﱮ [آل
ﯢﯣ ﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭ
ـان؟ الص ْب َيـ َ
ـون ِّ قالــت :جــاء أعرابــي إلــى رســول اهلل ﷺ وقــالُ «:ت َق ِّب ُلـ َ عمــران ،]38:ومــن دعــاء عبــاد الرحمــن كمــا يف أواخــر ســورة الفرقــان:
ـك َأ ْن َن ـزَع اهَّلل مـِ ﯮ ﯯ ﯰﱮ [التحريــم]6:؛ واآليــة أصــل عظيــم يف تأديــب األوالد
ـن َق ْلبِــكَ َ ُ ْ «أ َو َأ ْم ِلـ ُ
ـك َلـ َ ـال النَّبِــي ﷺَ :
ُّ ـم»َ ،ف َقـ ََف َمــا ُن َق ِّب ُل ُهـ ْ ﱯﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ()1
وتربيتهــم ووجــوب ذلــك وتحتُّمــه علــى اآلبــاء .ويف الصحيحيــن
الر ْح َم ـةَ« ،فــإن هــذه الرحمــة يــا معاشــر المؤمنيــن والرفــق باألبنــاء َّ ﮯﱮ[الفرقــان.]74:
ســبب لقــرب األبنــاء مــن آبائهــم ومحبتهــم لهــم؛ فــإذا ُوجــد هــذا ٌ ول ُيعلــم أن دعــوة الوالــد لولــده مســتجاب ٌة ال تــرد فقــد قــال ﷺ « :ثالث
ُــم َرا ٍع مــن حديــث ابــن عمــر ¶ أن النبــي ﷺ قــالُ « :ك ُّلك ْ
ُول عــن ر ِعيتِــهِ، ـن َر ِع َّيتِـ ِـه؛ ِ
ووجــدت هــذه المحبــة تمكــن األب مــن التوجيــه والنصــح القــرب ُ دعــوات مســتجابات الشــك فيهــن :دعــوة المظلــوم ،ودعــوة الوالــد، اإل َمــا ُم َرا ٍع َو ُهـ َـو َم ْس ـئ ٌ َ ْ َ َّ ُول َعـ ْ ـم َم ْس ـئ ٌ َو ُك ُّل ُكـ ْ
ِ
ــرأ ُة َراع َيــ ٌة َ ِ ِ ِ ٌ ِ ِ َ ِ الر ُج ُ
ـل تــام مــن األبنــاء واهتمــا ٍم بتوجيهــات اآلبــاء . والبيــان مــع تق ُّبـ ٍ يتعجــل الم ْ
ــن َرع َّيتــهَ ،و َ ــو َم ْســئُول َع ْ ــل َرا ٍع فــي أ ْهلــه َو ُه َ َو َّ
ودعــوة المســافر« ( )4ول ُيحــذر أشــد الحــذر يف هــذا المقــام أن َّ ـادم را ٍع فِــي مـ ِ ـت زَو ِجهــا و ِهــي مس ـئُو َل ٌة عــن ر ِعيتِهــا ،والخَ ـ ِ فِــي بيـ ِ
بدعــوة والســيما يف حــال غضــب علــى ولــده بالشــر ،ثــم ٍ الوالــد ـال َ ُ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َْ
دائما
* وم��ن الركائ��ز العظيمة يف تأدي��ب األبناء :أن يحــرص األب ً َ ُول عــن ر ِعيتِ ِ ســي ِد ِ
تســتجاب دعوتــه تلــك فينــدم علــى ذلــك ندامــة شــديدة ،واهلل يقــول: ُولُــم َم ْســئ ٌ ْ ك ُّ
ل كُ و ٍ
ع
ْ َ َ ا ر ُــمك ُّ
ل ك
ُ ال أ ، ــه َ ْ َ َّ ٌ ئ ــ س م ــو ه
َ ِّ َ ُ َ َ ْ و ه
علــى التوجيــه والنصــح والوصيــة بمعالــي األمــور ورفيعهــا؛ وصي ـ ًة ُول عــن ر ِعيتِ ِ ِ ِ ِ
بالعقائــد الدينيــة العظيمــة وفرائــض اإلســام وواجباتــه المتينــة، ﱯ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂﱮ[اإلســراء.]11: ــه، ُــم َم ْســئ ٌ َ ْ َ َّ ُــم َرا ٍع َو ُك ُّلك ْ ــن َرع َّيتــه« .ويف روايــة « ُك ُّلك ْ َع ْ
اعيـ ٌة ع َلــى بيــتِ ـل بيتِـ ِـه ،والمــر َأ ُة ر ِ ِ َ ِ َ
والنهــي عــن الحــرام والتحذيــر مــن اآلثــام ،وإن مــن بليــغ وعظيــم * وإن م��ن الركائ��ز العظيم��ة يف تربية األبن��اء :العدل بينهــم وال ُبعد الر ُجـ ُـل َرا ٍع َع َلــى أ ْهـ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َواألميـ ُـر َراعٍَ ،و َّ
ـن َر ِع َّيتِـ ِـه « ()2؛ ومعنــى َ ْ ـع ُولٌ ئ ـس م ـمـك
ْ َ َ ُ ْ َ ُْ ُّ
ل ك و ٍ
ع ا ر ـم
ـ ُ
ك ُّ
ل ُ
ك ف ز َْو ِج َهــا َو َو َلـ ِـد ِهَ ،
( )5أخرجه البخاري ()2586؛ ومسلم ( ،)1623ويف آخره قال ﷺ« :فارجعه». عــن الجــور والحيــف والظلــم؛ فــإن األب إذا لــم يعــدل بيــن أبنائــه
مســئول :أي أن العبــد إذا وقــف بيــن يــدي اهلل جــل يف عــاه ســأله عــن
( )6هذه الزيادة يف لفظ آخر للحديث أخرجها البخاري (.)2587 أوجــد بينهــم العــداوة والتحاســد والتباغــض ،وإذا عــدل بينهــم كان
( )7أخرجه البخاري ()2650؛ ومسلم (.)1623 ذلــك ،وقــد قــال بعــض العلمــاء :إن اهلل جــل وعــا يــوم القيامــة يســأل
(.)1623( )8 ( )3نقله ابن القيم $يف «تحفة المودود» (ص )229عن بعض أهل العلم ولم يسمهم.
( )9أخرجه البخاري ()5997؛ ومسلم (.)2318 ( )4رواه أحمــد ( )10196وأبــو داود ()1536؛ وأخرجــه الترمــذي ()1905؛ وابــن ماجــه ()3862 ( )1أخرجه البخاري (رقم )893/واللفظ له؛ ومسلم (رقم.)1829/
( )10أخرجه البخاري ()5998؛ ومسلم (.)2317 وحســنه األلباين يف «صحيــح الترغيــب والترهيــب» (.)3132 ( )2أخرجه البخاري (.)5200
ولهــذا يلــزم اآلبــاء متابعــة أبنائهــم يف هــذا النــوع مــن األصحــاب ألن ونافــع وصايــا اآلبــاء لألبنــاء تلــك الوصايــا العظيمــة والمواعــظ
لــه تأثيــرا بالغــا وخطــور ًة عظيمــة علــى العقــول واألديــان واألخــاق المســدَّ دة للقمــان الحكيــم وهــو يعــظ ابنــه ،وقــد ذكرهــا اهلل تبــارك
واآلداب ،فكــم تــاه مــن الشــباب والشــابات بســبب هــذه الوســائل يف ومثــال
ً أنموذجــا رفي ًعــا
ً وتعالــى يف كتابــه العظيــم يف ســورة لقمــان
ـور عظيمــة وباليــا جســيمة ال يعلــم مداهــا إال اهلل تبــارك وتعالــى . أمـ ٍ عل ًّيــا لوصيــة األبنــاء وتربيتهــم وتأديبهــم بــاآلداب الفاضلــة واألخــاق
* وإن م��ن الركائ��ز العظيم��ة يف تأدي��ب األبناء وتربيته��م :أن يكون الكاملــة .وإن مــن أعظــم مــا يكــون يف هــذا المقــام تربيــة األبنــاء
الوالــد قــدو ًة ألبنائــه ،ال أن يأمرهــم بالخيــر فــا يأتيــه ،وال أن ينهاهــم منــذ أول النشــأة وبدايــة األمــر علــى االعتقــاد الصحيــح إيما ًنــا بــاهلل
عــن الشــر فيأتيــه؛ فيكــون قــدوة ســيئة ألوالده ،وتكــون دعوتــه وتأديبــه وبــكل مــا أمــر عبــاده باإليمــان بــه وتوحيــده جــل يف عــاه وإخــاص
وتبايــن عجيــب ،فلســان حالــه يف واد وفعالــه لهــم يف تناقــض عظي ـ ٍم ُ الديــن لــه ،قــال اهلل تعالــى :ﱯ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ
واد آخــر؛ فينشــأ األبنــاء تحــت مثــل هــؤالء اآلبــاء نشــأ ًة متناقضــة يف ٍ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﱮ[البقــرة ،]132:ويف
مضطربــة فيكــون تأثيرهــم علــى أبنائهــم تأثيـ ًـرا وخيمــا؛ ولهــذا يجــب أوائــل وصايــا لقمــان البنــه :ﱯ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
دومــا وأبــدا
علــى الوالــد وهــو يــؤ ِّدب أبنــاءه ويوجــه أوالده أن يتذكــر ً ﭴ ﱮ[لقمــان ،]13:ثــم مــن بعــد ذلــك -مــن بعــد الوصيــة بالتوحيــد
قــول اهلل تبــارك وتعالــى:ﱯ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ واإليمــان -تأتــي الوصيــة بفرائــض اإلســام العظيمــة وواجباتــه
ﮪ ﮫ ﱮ[البقــرة ،]44:وقــول شــعيب ♠ لقومــه :ﱯ ﯩ المتحتمــة والنهــي عــن الحــرام والتحذيــر مــن اآلثــام ،ومــن أعظــم
ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﱮ[هــود. ]88: مــا يكــون يف هــذا البــاب وصيــة األبنــاء بالصــاة ﱯ ﮰ ﮱ ﯓ
♦ ومــع عنايــة الوالــد بهــذه األمــور العظيمــة يف تأديبــه ألبنائــه وتوجيهــه ﯔ ﯕ ﱮ[طــه ،]132:ويف «المســند« و«ســنن أبــي داود« عــن النبــي
ألوالده فعليــه أال يع ِّلــق قلبــه بهــذه األســباب وأن يفــوض أمــره إلــى اهلل ِ ِ ﷺ أنــه قــال« :مــروا َأو َلدكُــم بِالص َ ِ
ين، ــم َأ ْبنَــا ُء َســ ْب ِع ســن َ
ــاة َو ُه ْ ُ ُ ْ َ ْ َّ
متــوكال عليــه معتمــدا عليــه راجيــا منــه وحــده جــل يف عــاه أن يصلــح ِ ٍ ــم َأ ْبنَــا ُء َع ْش
ُــم
ْ ك َ
ن ا ي
َْب ص وا ــر
ُ ُ «م روايــة ويف « ر ــ ــم َع َل ْي َهــا َو ُه ْ
وه ْاضرِ ُب َُو ْ
لــه أوالده وأن يحفظهــم بمــا يحفــظ بــه عبــاده الصالحيــن . ٍ ()11 ِ ِ ِ ِ
ــم َع َل ْي َهــا ل َع ْشــر« . وه ْ اضر ُب ُــاة ل َســ ْبعٍَ ،و ْ بِ َّ
الص َ
♦ ولنعلــم يف هــذا المقــام أن الوالــد إذا ُو ِّفــق يف هــذا البــاب -بــاب تربية
* وإن م��ن الركائ��ز العظيم��ة يف تأديب األبناء وتربيته��م :تعاهدهم
ـن اهلل عليــه بصــاح أبنائــه األبنــاء وتوجيههــم -وصبــر علــى ذلــك ومـ َّ
ســاحب ومؤثــر يف ٌ يف بــاب الجليــس والصاحــب؛ فــإن الصاحــب
فإنــه يترتــب علــى هــذا الصــاح وعلــى هــذه التربيــة والتأديــب مــن
جليســه والبــد ،ويبيــن لهــم ذلــك المثــال الرفيــع الــذي ذكــره النبــي
اآلثــار الحميــدة والعوائــد المباركــة التــي يجنيهــا الوالــد يف دنيــاه ويف
ـورا ال حصــر لهــا .وكذلــك يف ♥ يف بيــان تأثيــر الصاحــب علــى صاحبــه يف الخيــر أو
قبــره ويــوم لقــاء اهلل تبــارك وتعالــى أمـ ً ــل ا ْل َج ِل ِ
يــس «م َث ُالشــر ،ففــي الصحيحيــن عــن النبــي ﷺ أنــه قــالَ :
مقــام التفريــط إذا فـ َّـرط الوالــد يف تربيــة أبنائــه وتأديبهــم فإنــه يتعــرض
بذلــك إلــى عواقــب وخيمــة وآثــار جســيمة يف دنيــاه وأخــراه .أال فلنتـ ِـق ـك َونَافِــخِ ا ْلكي ـرَِ ،ف َحامـ ُـل
ِ ِ ـل ا ْل ِمسـ ِ ِ
السـ ْـوء ك ََحامـ ِ ْ
ِ
ـس َّ الصالِــحِ َوا ْل َج ِليـ ِ َّ
ِ ِ َ ِ ِ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ
ـح عليــه بالدعــاء اهلل يف أوالدنــا ،ولنراقبــه جــل يف عــاه يف أبنائنــا ،ولنلـ َّ َــاع منْــ ُهَ ،وإ َّمــا أ ْن تَجــدَ منْــ ُه ا ْلم ْســك :إ َّمــا أ ْن ُي ْحذ َيــكَ ،وإ َّمــا أ ْن َت ْبت َ
َ
ـخ ا ْلكِيـرِ :إِ َّمــا َأ ْن ُي ْحـرِ َق ثِ َيا َبـ َ
يحــا َط ِّي َبـةًَ ،ونَافِـ ُ
w w w.al-badr.ne t