You are on page 1of 4

‫اسرار إهبطاط أدم إلى األرض‪،‬‬

‫‪ .1‬ان يذيقه وولده من نصب الدنيا وغمومها وهمومها وأوصابها ما يعظم به‬
‫عندهم مقدار دخولهم إليها في األخرة‬
‫‪ .2‬إرادة هللا بأمهرهم و نهيهم و ابتالءهم واختبارهم‬
‫‪ .3‬ان يجعل هللا منهم أنبياء و رسال وأولياء شهداء يحبهم ويحبونه‬
‫‪ .4‬أن ينزل أدم وذريته دار يظهر عليهم فيها أثر أسمائه الحسني فيغفر فيها‬
‫لمن يشاء‪ ،‬ويرحم من يشاء‪ ،‬ويحفض من يشاء إلى غير ذلك من ظهور أثر‬
‫أسمائه وصفاته‬
‫‪ .5‬فإن هللا الملك الحق المبين‪ ،‬يأمر وينهي ويثيب ويعاقب‪ ،‬فاقتضي ملك ملكه‬
‫سبحانه أن أنزل أدم وذريته دارا تجري عليهم فيها أحكام الملك‬
‫‪ .6‬فإنه أنزله إلى دار يكون إيمانه فيها بالغيب‪ ،‬و اإليمان به هو اإليمان النافع‪،‬‬
‫وأما اإليمان با الشهادة فكل أحد يؤمن يوم القيامة يوم ال ينفع نفسا إال إيمانها‬
‫في الدنيا‪.‬‬
‫‪ .7‬خلق هللا أدم من قبضة قبضها من جميع األرض‪ ،‬و األرض فيهاالطيب‬
‫والخبيث و السهل والحزن‪ ،‬والكريم واللئيم‪ ،‬فجعل الطب دار النعيم‬
‫‪1‬‬
‫والخبيث دار الشقاء ( ليميز هللا الخبيث والطيب)‬
‫‪ .8‬إني جاعل في األرض خليفة‪ 2‬أظهر هللا علمه لعباده ولمالئكته بما جعل في‬
‫األرض من خواص خلقه‬
‫‪ .9‬أن هللا أراد ان يظهر ما خفي علي الناس من شأن عدوي ومحاربته هلل عن‬
‫أمره وسعيه في خالف مرضاته‪ ،‬فأنزل دارا ما كان هللا منفردا بعلمه و‬
‫ظهرت حكمته‬
‫فإن هللا لما كان يحب الصابرين و المحسنين‪ ,‬ويقاتلون في سبيل هللا‬ ‫‪.10‬‬
‫صفا‪ ،‬والتوابين‪ ،‬والمتطهرين‪ ،‬والشاكرين‪ ،‬وكانت محبته أعلى أنواع‬

‫‪1‬‬
‫األنفال ‪37 :‬‬
‫‪2‬‬
‫اليقرة ‪31 :‬‬
‫الكرمات‪ ،‬فإنزالهم إلى األرض من أعظم النعم عليهم‪ ( .‬هللا يختص برحمته‬
‫‪3‬‬
‫من يشاء )‬
‫أراد أن يتخذ من أدم ذريته يواليهم ويودهم ويحبهم ويحبونه‪،‬وهذا من‬ ‫‪.11‬‬
‫تمام حكمته وكمال رحمته وهو البر الرحيم‪.‬‬
‫لما خلق خلقه أطوار وأصنافا جعل عبوديته أفضل درجاتهم‪ ،‬أعني‬ ‫‪.12‬‬
‫العبودية االختبارية التي يأتون بها طوعا واختيارا ال كرها واضطرابا‬
‫أن هللا أرسل جبريل إلى النبي يخير بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا‬ ‫‪.13‬‬
‫نبيا‪ ،‬فنظر جبريل كالمسشير له فأشار إليه أن تواضع‪ ،‬ألنه عبد ومن واجبه‬
‫طاعته عز وجل‪.‬‬
‫أن هللا تعالى خلق المخلوق لعبادته‪ ،‬وهي الغابة منهم ومن المعلوم أن‬ ‫‪.14‬‬
‫كمال العبودية المطلوب من الخلق ال يحصل في دار النعيم و البقاء إنما‬
‫يحصل في دار المنحة واالبتالء‬
‫إن هللا خلق أدم وذريته من تركيب مستلزم لداعي الشهوة والفتنه‬ ‫‪.15‬‬
‫وداعي العقل والعلم‪.‬فـإنه خلق من علم وشهوة ونصبهما داعيين‬
‫بمقتضياتهما ليتم مرادهم و يظهر لعباده عزته‪ .‬وقد قيل أنه خلقه لمخالتهم‬
‫لعدوهم وابتالئهم به‪ .‬ولو شاء لخلقهم كالمالئكة ال شهوة لهم فلم يكن لعدوهم‬
‫طريق إليهم‪.‬‬
‫أن هللا له الحمد المطلق الكامل ال نهاية له‪ ،‬فمن لوازم الحمد هي‬ ‫‪.16‬‬
‫نوعان الفضل و العدل‪ ،‬فكان محمود على حمده من فضله وعدله من ثوابه‬
‫‪4i‬‬
‫و عقابه ( وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد هلل رب العالمين )‬
‫أن هللا سبحانه اقتضت حكمته وحمده أن فاوت بين عباده أعظم تفاوت‬ ‫‪.17‬‬
‫وأبيه‪ ،‬ليشكره منهم من ظهرت عليه نعمه و فضله‪ ،‬ولو تساوو صاحب‬
‫النعمة لم يعرف صاحب النعمة قدرها ولم يبذر شكرها‪ .‬ومن أعظم أسباب‬
‫الشكر استخراجا له من العبد أن يري غيره في ضد حاله الذي هو عليه من‬
‫الكمال و الفالح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫البقرة ‪105 :‬‬
‫‪4‬‬
‫الزمر‪75 :‬‬
‫أن هللا سبحانه وتعالى أحب إليه من العبد بين يديه وخضوعه وافتقاره‬ ‫‪.18‬‬
‫ةانكساره ‪ .‬ومن المعلوم أن هذاالمطلوب من العبد إنما يتم بأسبابه التي‬
‫تتوقف عليها‪ ،‬وحصول هذه األسباب في دار النعيم المطلق والعافية الكاملة‬
‫يمتنع‪ ،‬إذ هو مستلزم للجمع بين الضدين‬
‫أن هللا الخلق و األمر‪ ،‬واألمر هو شرعه وأمره ودينه الذي بعث به‬ ‫‪.19‬‬
‫رسله وأنزل به كتبه‪ ،‬وليست الجنة دار تكليف بل هي دار نعيم ولذة‪،‬‬
‫واقتضت حكمته سبحانه باستخراجهم إلى دار تجري عليهم فيها أحكام دينه‬
‫وأمره ليظهر فيهم مقتضي األمر ولوازمه‪.‬‬
‫أن هللا يحب من عباده أمورا يتوقف حصولها منهم على حصول‬ ‫‪.20‬‬
‫األسباب المقتضية لها‪ ،‬وال تحصل إال في دار االبتالء ةاالمتحان‪ ،‬وهللا بحب‬
‫الصابرين والشاكرين والمحسنين‪ ،‬وال ريب أن حصول هذه المحبوبات‬
‫بدون أسبابها‪.‬‬
‫أن هللا جعل الجنة دار الثواب والجزاء وقسم منازلها بين أهلها على‬ ‫‪.21‬‬
‫قدر أعمالهم‪ ،‬والزم هذ اإلنزال إلى دار العمل و المجاهدة‪.‬‬
‫أن هللا خلقق أدم وذريته ليستخلفهم في األرض ( إني جاعل في‬ ‫‪.22‬‬
‫‪5‬‬
‫األرض خليفة )‬
‫اقتضت الحكمة أن أدخله الجنة قبل األرض ليعرف النعيم الذي أعد‬ ‫‪.23‬‬
‫له عيانا‪ ،‬فيكون له أشوق واحرص وله أشد طلبا‬
‫ومنها جعل هللا الرسالة والنبوة‪ ،‬فأنزلهم دار أخرج منها االنياء‬ ‫‪.24‬‬
‫والرسل وتخذ منهم خليال‪.‬‬
‫( الخالصة من كباب مفتاح دار السعادة‪ ،‬بن القيم الجوزية ومنشور والية‬
‫العلم واإلرادة )‬

‫‪5‬‬
‫البقرة‪30 :‬‬
i

You might also like