Professional Documents
Culture Documents
إ;ﺪاد
ا ﻛﺘﻮرة :رﻗ ﺔ ﺑﻮﺣ ﴬ
ﺟﺎءت ھذه اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻣن أﺟل دﻋم اﻟطﺎﻟب ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي ،ﻓﺑﻌدﻣﺎ أﻟم اﻟطﺎﻟب ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس
ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث ظﮭور وﺗطور اﻟﻧﻘود وأﺷﻛﺎﻟﮭﺎ وﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ ،ﺗﮭدف ھذه اﻟﻣﺎدة ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣﺎﺳﺗر إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾﻖ ﻣﻌﺎرف اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل .وﻟﮭذا ﻛﺎن اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣدﺧل
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي ﺣﯾث أﻋطﯾﻧﺎ ﻟﻣﺣﺔ ﻋن ﻣراﺣل ﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﺗذﻛﯾر ﺑوظﺎﺋف اﻟﻧﻘود ﻛﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎ طرﯾﻘﺔ ﺗﻘدﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺣﺳﺎب ﻣﻘﺎﺑﻼﺗﮭﺎ وﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣن
ﺧﻼل ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي وﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺟزء اﻟﻧﻘدي؛ أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ودورھﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻣرﻛزﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛ ﻓﻲ ﺣﯾن
اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر ﺣﯾث ﻋرﻓﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
ﻟﻸﺳﻌﺎر وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻋرﺿﻧﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﮫ أﺣد ﻣظﺎھر اﺧﺗﻼل ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وھو اﻟﺗﺿﺧم
ﺣﯾث ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭوﻣﮫ وأﻧواﻋﮫ وأﺳﺑﺎﺑﮫ وﺗﻔﺳﯾره ﻣن ﻗﺑل اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷﺧﯾر
ﻋﻼﺟﮫ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛ أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس واﻷﺧﯾر ﻓﻘد رﻛزﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻛظﺎھرة ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ
وﺗطورھﺎ وأﻧواﻋﮭﺎ وﻛذا ﻣﺣدداﺗﮭﺎ واﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧظري ﻟﮭﺎ وأﺧﯾرا آﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
ﻟﻘد ﺣﺎوﻟت ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﺑﺳﯾط واﻟﺗدﻗﯾﻖ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭذه اﻟﻣﺎدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطﻠﺑﺔ
اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌﻧت ﺑﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺑﻐرض ﺗﻘرﯾب اﻟﻔﮭم ﻟﻠطﺎﻟب ،ﻓﺄرﺟوا
أن ﯾﺟد اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻣل ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻓﮭم اﻟﻣﺎدة واﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮭﺎ.
2
اﻟﻔﺼﻞ ا ٔRول:
ﻣﺪUﻞ ﻟﻼﻗ1ﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي
3
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻘود ﻣن أﻛﺛر اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﺗﻲ ﻏﯾرت ﻣﺟرى ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﻋﺻب اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑوظﺎﺋف ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وأﺧرى ﻣﻌﺎﺻرة.
.1.1.1ﻣراﺣل ظﮭور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي :ﻗﺳﻣت اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ .ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ :وھﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﮭﺎ اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻷﺳرة أو اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ...اﻟﺦ،
ﺗﻧﺗﺞ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ،وﻗد ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ
واﻟﻣﺣدودﯾﺔ ،ﻏﯾر أن زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﺟﮭﺔ وﺗطور ﺣﺎﺟﺎﺗﮭم رﻏﺑﺎﺗﮭم ﻗد أدى إﻟﻰ ظﮭور
اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ؛
ب .ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ :وﺗﺳﻣﻰ ﻛذﻟك ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟوﺣدة
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ ﺗﻌرف ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟدﯾﮭﺎ ﻋﺟز ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻵﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ،وھو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﮭور اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳت
طﺎﺑﻊ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ أي ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺳﻠﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ورﻏم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ وﻓرﺗﮭﺎ
اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن إﻻ أن اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻛﺎن ﯾﺷوﺑﮫ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت أھﻣﮭﺎ:
ﺻﻌوﺑﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ﻧﺳب ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﻧوع اﻟﺳﻠﻊ وزﯾﺎدة ﻋددھﺎ؛
ﺻﻌوﺑﺔ ﺗواﻓﻖ رﻏﺑﺎت اﻷﻓراد ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ زﯾﺎدة ﻋددھم وﺗﻧوع ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮭم؛
ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺑﻌض اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺟوھرھﺎ؛
ﻋدم ﺗوﻓر أداة ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻﺧﺗزان اﻟﻘﯾم؛
ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻧﻘل.
وھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻗد ﻛﺎﻧت اﻟداﻓﻊ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻟﻠﺑﺣث ﻋن وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن إﺗﻣﺎم ﻣﺑﺎدﻻﺗﮫ ﺑﻛل ﯾﺳر ﻓﺟﺎءت
ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺑﺎدل.
ج .ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي :ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺗم اﺳﺗﺧدام ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛوﺣدة ﻗﯾﺎس ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﻠﻊ
اﻷﺧرى ،وﻗد اﺧﺗﻠﻔت ھذه اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣن ﺗﺟﻣﻊ ﺑﺷري إﻟﻰ آﺧر ،وﻋرﻓت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧﻘود
اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ،ﻏﯾر أن اﺳﺗﻣرار ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص ﻛﻌدم اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم دﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮭﺎ
4
أﻛﺛر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺳﮭوﻟﺔ اﻟﺣﻣل وﺻﻐﯾرة اﻟﺣﺟم
وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻠف ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ وﺛﻣﯾﻧﺔ ،وھو ﻣﺎ ﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدن ﺧﺎﺻﺔ
اﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ ﻓﺗم اﺗﺧﺎذھﻣﺎ ﻛﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﺗﺣوﻻ ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن إﻟﻰ ﻧﻘود ﺗﺻدرھﺎ اﻟدوﻟﺔ .ﻓﻲ
اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر أﺻﺑﺢ اﻟذھب ﯾﺣﺗل اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻷوﻟﻰ واﺗﺧذﺗﮫ ﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻧﻘود ﻟﮭﺎ ،وﻟﻛن
ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ وزﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﻠﺢ ﻓرﺿت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺗداول اﻹﺟﺑﺎري
ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ وﺳﺣﺑت اﻟﻣﻌدن اﻟﺛﻣﯾن ﻣن اﻟﺗداول.
.2.1.1ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود :أﻋطﯾت ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻧﻘود رﻛزت ﻋﻠﻰ ﻣداﺧل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣن
رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﮭﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ وظﯾﻔﺔ وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل وﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺑﻌﺿﮭﺎ
رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻧﻘود ،ﻓﻲ ﺣﯾن ھﻧﺎك ﻣن ﻧظر إل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﮭﺎ ،ﻏﯾر أن اﻟﺗطورات
اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻠﻧﻘود ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺟﻌل ﺗﻠك اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻏﯾر
ﺷﺎﻣﻠﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌﺎﺻرة ھﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻠﻘﻰ ﻗﺑوﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وﯾؤدي ﻣﺧﺗﻠف
وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﻓﺔ.
.3.1.1أﻧواع اﻟﻧﻘود :ﻣﻧذ ظﮭور اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻓﻲ أوﻟﻰ ﻣراﺣل اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﻧﻘود ﺗﻌرف ﺗطورا ﻣن
ﻓﺗرة ﻷﺧرى ،وﺣﺎﻟﯾﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﻘود ﻣن ﺣﯾث أﻧواﻋﮭﺎ إﻟﻰ:
أ .اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ :وھﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻟﻘطﻊ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ذات اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﺎزاﻟت ﺗﺗداول ﻓﻲ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﻠدان وﻟﻛن ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أﻗل ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وھﻲ ﺗﺻﻧﻊ ﻣن ﻣﻌﺎدن رﺧﯾﺻﺔ
اﻟﻘﯾﻣﺔ ،و ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﻧﺎﺋﺑﺔ أو اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن دور ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾك وﺣدات اﻟﻧﻘد اﻷﻛﺑر،
وھذه اﻟﻧﻘود ﺗﺻدرھﺎ اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﯾﺿﻌﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺗداول ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ھو ﻣن ﯾﻘوم ﺑﺈﺻدارھﺎ وﯾﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗداول ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؛
ب .اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ :ظﮭرت اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ وﺗطورت ﺑﻌد ظﮭور اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟذھب
واﻟﻔﺿﺔ ،وﻗد ﺗم ﺗداوﻟﮭﺎ ﻟﻔﺗرة طوﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﺗطور ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﻧﻘود ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﺎﺻرة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻛﻧﻘد
إﻟزاﻣﻲ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،وھﻲ ﻧﻘود ﯾﺻدرھﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﺗﺳﻣﻰ ﻛذﻟك ﺑﺄوراق
اﻟﺑﻧﻛﻧوت ،وھﻲ ﻧﻘود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘوة إﺑراء ﻏﯾر ﻣﺣدودة ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء
ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗﺳﻣﻰ ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوة ،ﺗﺳﺗﻣد ﻗوﺗﮭﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،وھﻲ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎﻧس واﻟﺗﻣﺎﺛل ﺑﯾن وﺣداﺗﮭﺎ؛
ج .اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ :وﺗﺳﻣﻰ ﻛذﻟك ﺑﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ،وھﻲ ﻧﻘود ﻟﯾس ﻟﮭﺎ وﺟود ﻣﺎدي ﻣﻠﻣوس ﺑل ھﻲ
ﻣﺟرد ﻗﯾود ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻟﮭﺎ ،ﺗﺻدر ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺷﯾﻛﺎت ،وھﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول وﻟﻛن
5
ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﺻﻔﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟﺗﺟﺎﻧس وﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑدال ﯾﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻋن طرﯾﻖ
ﻧﻘود اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أي اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ؛
د .اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﻟم ﯾﺗوﻗف ﺗطور اﻟﻧﻘود ﻋﻧد اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ أو ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ،ﺑل أﺗﺎح اﻟﺗطور
اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎﻻت ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ظﮭور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻗد
اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﻣن ﺟﮭﺔ ﻷﺧرى وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺷﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻘﯾم اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺧزﻧﺔ ﻋﻠﻰ
وﺳﯾط اﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺗؤدي وظﯾﻔﺔ وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل ،وﺗﻌرف ﻗﺑوﻻ واﺳﻌﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﺎ
زاﻟت ﻣﺣدودة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول أن درﺟﺔ اﺳﺗﺧدام ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﻧﻘود ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟدرﺟﺔ
اﻟوﻋﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﮫ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻛذا ﻣدى ﺗطوره ،ﻓﻔﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ
اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ واﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام
اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟورﻗﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘل اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻟﺑﺎﻗﻲ أﻧواع اﻟﻧﻘود ،ﻛﻣﺎ أن أﻏﻠب اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ھﻲ ﻧﻘود اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﺻل ﻓﯾﮭﺎ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ وﺗﺳﺗﻣد ﻗوﺗﮭﺎ ﻣن
ھﯾﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ.
.2.1وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود
ﺗؤدي اﻟﻧﻘود اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوظﺎﺋف ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﺗﻘﻠﯾدي وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﺣدﯾث:
.1.2.1اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود :وھﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻧظرة اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻘﻠﯾدي،
ﻓﺎﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭم ﺣﯾﺎدﯾﺔ وﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘﺗﺻر دورھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﮭﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﮭل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﺗﻲ ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻣن أﺟﻠﮭﺎ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-اﻟﻧﻘود وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل؛
-اﻟﻧﻘود ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ؛
-اﻟﻧﻘود ﻣﺳﺗودع ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ؛
-اﻟﻧﻘود وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ.
.2.2.1اﻟوظﺎﺋف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻧﻘود :وھﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ،ﻓﺎﻟﻧﻘود ﺣﺳﺑﮭم ﻟم ﺗﻌد ﺣﯾﺎدﯾﺔ ﺑل
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﻟوظﺎﺋﻔﮭﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺗؤﺛر ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻧواﺣﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
وﺗﺗﻣﺛل أھم ھذه اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ:
-ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻرا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ أﺣد أھم رﻛﺎﺋز اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وھﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮫ
ﻣن دور ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة؛
6
-ﺗﻠﻌب اﻟﻧﻘود دورا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ھﻧﺎك طﺎﻗﺎت ﻋﺎطﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﺈن
زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻛﻔﯾل ﺑﺧﻔض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة وھذا ﯾؤﺛر إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﻣن أﺟل
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟطﻠب اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي؛
-اﻟﻧﻘود ﺗوﻓر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺧﯾﺎرات ﻣﺗﻌددة ،ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﮭﻼك ،أو اﻻدﺧﺎر أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮫ؛
-اﻟﻧﻘود وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟطﺑﻘﺎت ،ﻋن طرﯾﻖ ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎب
اﻟدﺧل اﻟﻣرﺗﻔﻊ وﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻟﻠﻔﺋﺎت اﻟﻣﺣدودة اﻟدﺧل؛
-اﻟﻧﻘود وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ ،ﻓﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻷﺻول اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﯾدﻓﻊ
أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ﻟﺑﯾﻌﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻓوارق اﻷﺳﻌﺎر ،ﻓﯾﻧﺧﻔض ﻧﺻﯾب اﻷﺻول اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺗزﯾد ﺣﯾﺎزة
اﻟﻧﻘود.
.1.3.1اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻧﻘود :ﯾرﻛز اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ أو اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ) Les agrégats
.(monétaires
أ .ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻧﻘدي :ھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود ﺗﺻﻧف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وھﻲ ﻗدرة
اﻷﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣول ﺑﺳرﻋﺔ وﺑﺄﻗل ﺧﺳﺎﺋر رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘود ،وھذا ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓر اﻷﺻل ﻋﻠﻰ
اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺗﺣول :وﻣﻌﻧﺎه إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣرﯾك رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣوظﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ؛
-اﻧﺧﻔﺎض درﺟﺔ اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺧﺳﺎﺋر رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ؛
-اﻻﺳﺗﺑدال أي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻧﻘود دون ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗذﻛر.
وﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أدوات اﻟدﻓﻊ ﺳوف ﺗﻘﺻﻰ ﻷﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﺳﺎﺋﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻘﺻﻲ
ﻛل اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﺣﻔظ اﻟﻘﯾم وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻛذﻟك.
7
ب .ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻼﺣظﺔ :ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻟم ﯾﻛن اﻹﺷﻛﺎل ﻣطروﺣﺎ ﻷن ھﻧﺎك ﻓﺻل واﺿﺢ ﻣﺎ ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ،وﻟﻛن اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﺑﺗﻛﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻗد ﺟﻌل ھذا اﻟﻔﺻل ﻟﯾس ﻟﮫ
ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻟﺗداﺧل ﻧﺷﺎطﺎﺗﮭﻣﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﻣﺎ
ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ،وﻟﮭذا ﻓﺎﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ أي ﺑﻠد ﯾﺣﺳب اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﮫ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن وﺣﺗﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن وذﻟك ﺣﺳب ﻗواﻋد اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣن ﻧﻘود ،وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﯾﻘدم ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
واﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﺳواء ﻛﺎﻧوا ﺑﻧﻛﯾﯾن أو ﻏﯾر ﺑﻧﻛﯾﯾن ﺑﺷرط أن ﯾﺗﻌﺎﻣﻠوا ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ،واﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ھو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧول ﻟﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣﺳﺎب ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ،وھذه اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أن ﺗﻛون ﻣﻣﺛﻠﺔ ،أي ﻣﺟﺳدة ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟﻧظري ﻟﻠﻧﻘود؛
-أن ﺗﻛون ﻣﺗﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ اﻷھداف اﻟﻣراد اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ؛
-أن ﺗﻛون ﻣﻌﺑرة ﻓﻌﻼ ﻋن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھذا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ دﻗﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ﻣن ﺑﻧوك وﺧزﯾﻧﺔ...اﻟﺦ.
.2.3.1أﻧواع اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﺣﺳب درﺟﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﺈن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .اﻟﻣﺗﺎﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ :M1ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺿﯾﻖ ،أو وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ اﻟﺟﺎھزة ،ﺗﺗﻛون ﻣن:
-اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺧﺎرج اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ؛
-اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ :وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﺧطﯾﺔ وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺳﺟﯾﻼت ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺑﻧوك
وﻟﯾس ﻟﮭﺎ وﺟود ﻣﺎدي ﻣﻠﻣوس ،وﻻ ﺗدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻓواﺋد ،وھﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣراﻛز اﻟﺻﻛوك اﻟﺑرﯾدﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻘﺑل ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟوداﺋﻊ ،وﻛل ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ وھﻲ ﻧﻘود
ووﺳﺎﺋل دﻓﻊ ﻓﻲ آن واﺣد؛
ب .اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :M2وھﻲ ﺗﺿم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﺎﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺷﺑﮫ اﻟﻧﻘود ،وھﻲ أﺻول
ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗوظﯾف ﺣﯾث ﺗدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻷطراف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻓواﺋد
وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ ﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣﺗﻰ أراد
ﻣﺎﻟﻛﮭﺎ وﺑدون ﺧطر اﻟﺧﺳﺎرة اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ أﺻول ﻧﻘدﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ واﻟﺷراء وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻔﻘد ﻓﻘط
ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓواﺋد ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻧذﻛر:
-اﻟوداﺋﻊ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ؛
8
-اﻟوداﺋﻊ اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺳﺣب ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﯾﻣﻛﻧﮫ
اﻟﺳﺣب ﻗﺑل ذﻟك وﻟﻛﻧﮭﮫ ﯾﻔﻘد ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋدة إﻣﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ؛
-ﻛل اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺧﺎﺻﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﯾﺗﮭﺎ ﻛﺳﻧدات
اﻟﺻﻧدوق....اﻟﺦ.
ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ھذا اﻟﻣﺟﻣﻊ ھو أﻧﮫ رﻏم ﺳﯾوﻟﺗﮫ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ إﻻ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﮫ
ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت إﻻ ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﮫ إﻟﻰ ﻧﻘود ورﻗﯾﺔ أي ﯾﺗم ﺳﺣﺑﮭﺎ أو ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ.
ج .ﺳﯾوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد :M3وھﻲ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺻول اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي ،وھﻲ أﻗل ﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺷﺑﮫ اﻟﻧﻘود ﻷن ﺗﺣوﯾل ﺑﻌﺿﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﻘود ﯾﺗطﻠب ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻗﺑل
ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة ﺣﺳب ظروف اﻟﺳوق ،وﻗﺎﺋﻣﺔ ھذه
اﻷﺻول ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﺣﺳب درﺟﺔ ﺗطور اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ وﻣدى ﺗﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﯾﮫ.
ﻣن ﻋرﺿﻧﺎ اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻟﻣﻛوﻧﺎت ﺑﻌض أﺷﮭر اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻧﺧرج ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى؛
-ﻋدد وﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ﺣﺳب درﺟﺔ ﺗطور ﺟﮭﺎزھﺎ اﻟﻣﺻرﻓﻲ
واﻟﻣﺎﻟﻲ وﻛذا ﺗﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﯾﮭﻣﺎ؛
-أن اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻧﻘدي اﻟذي ﯾﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ طﺑﯾﻌﺔ
أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ.
.3.3.1أﻣﺛﻠﺔ ﻋن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول :ﺗﺧﺗﻠف ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟدول ،وﺳﻧﻌطﻲ ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وأﺧرى ﻣﺗﻘدﻣﺔ.
اﻟﺟدول :01ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
9
اﻟﺟدول :02ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻷردن.
10
اﻟﺟدول :04ﻣﻛوﻧﺎت ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ
واﻟﻣﻼﺣظ ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾﻧﮫ اﻟﺟداول أن اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أﻛﺛر ﺗﻧوﻋﺎ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وھذا اﻷﻣر ﯾﻌود ﻟﻠﺗطور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺗﻌرﻓﮫ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻠدان.
.1.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج :وھﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟرﺻﯾد اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج،
أي اﻷﺻول اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻧﻘوﺻﺎ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺧﺻوم اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وذﻟك ﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر ﻣﻘﯾﻣﯾن ﺳواء ﻛﺎﻧوا
ﻣﺎﻟﯾﯾن أو ﻏﯾر ﻣﺎﻟﯾﯾن .و ﯾﻌﺗﺑر اﻟذھب واﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن أھم ﺑﻧودھﺎ ،ﻓﮭذه اﻷﺻول ﯾﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣﻘﺎﺑل زﯾﺎدة رﺻﯾدھم
ﻣن اﻟوداﺋﻊ ،وھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدوره ﺑﺈﺻدار ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود
اﻟوطﻧﯾﺔ وﯾﺻﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﯾزﯾد رﺻﯾده ﻣن اﻟذھب واﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ؛
.2.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ :اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﺗﺻدر اﻟﻧﻘود وﻟﻛن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ھﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر اﻟﻧﻘود ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮭﺎ ،وذﻟك ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺧﺗﻠف ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر وﺣﺗﻰ
اﻟﺗﺟﮭﯾز ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي :ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺑﻧك اﻟدوﻟﺔ وﻣﺳﺗﺷﺎرھﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻛذا ﻣﺳﯾر
ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻘدم اﻟﻘروض اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ:
11
-اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻏﯾر اﻟﻣﺗداوﻟﺔ واﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،واﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺑدﻟﮭﺎ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﮭﺎ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺧزﯾﻧﺔ
إﺻدارھﺎ.
-رﺻﯾد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺑرﯾدي اﻟﺟﺎري ﻣﻧﻘوﺻﺎ ﻣﻧﮭﺎ وداﺋﻊ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻟدﯾﮫ؛
-اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻣﻧﻘوﺻﺎ ﻣﻧﮭﺎ وداﺋﻊ اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻟدﯾﮫ.
ب .اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻣﻧﺷﺂت اﻟﻘرض اﻷﺧرى :وﺗﺷﻣل:
-ﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﮫ اﻟﺑﻧوك ﻣن وداﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺑرﯾدي اﻟﺟﺎري وﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ؛
-اﻟﻘروض اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ.
ﻗروض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺟﻣﻌﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﻣراﻛز
اﻟﺻﻛوك اﻟﺑرﯾدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻣﻠﻛﯾﺗﮭﺎ ﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر ﻣﺎﻟﯾﯾن.
.3.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺑﻧوك ،وﻛل
اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧوك ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن.
.4.4.1اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﺗﺣذف :اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﺗم ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ،
وﻟﻛن ﻧﻌﻠم أن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھﻲ ﻣوارد ﺳﺎﺋﻠﺔ أو ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل وﻟﻛن اﻷﺻول اﻟﻣﺻدرة ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻗد
ﺗﻛون ﻗﺻﯾرة ،أو ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ،وﻟﮭذا ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت أﻛﺑر ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ،
وﻟﮭذا ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺻول ﯾﺗم ﺣذﻓﮭﺎ وھﻲ:
-اﻟﻣوارد اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻟﻠﺑﻧوك وھﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص اﻟﺻﺎﻓﻲ واﻻﻗﺗراض اﻟﺳﻧدي واﻻﻗﺗراض
اﻟﺗﺳﺎھﻣﻲ اﻟﺻﺎﻓﻲ؛
-اﻻدﺧﺎر اﻟﺗﻌﺎﻗدي :وھو اﻻدﺧﺎر طوﯾل اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛
-ﺑﻧود ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﯾﺗم ﺣذﻓﮭﺎ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﻘﺎﺑﻼﺗﮭﺎ ،وھو ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ ﻓﻘط دون
أن ﯾﻛون ﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣدد.
اﻟﮭدف ﻣن ﺣﺳﺎب ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھو اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن اﺗﺧﺎذ ﻣﺧﺗﻠف
اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
12
.1.5.1ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي :ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻗدم اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣواﻟﯾﺔ:
أ .ﺗﻌرﯾف ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي :ﺗﻌطﻲ ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدور اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ،ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھو أﺻل ﻛل ﺗوﺳﻊ ﻧﻘدي واﻟﺑﻧوك ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ اﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ ،وﺑﻌد اﻗﺗطﺎع اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري وﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺗﺳرﺑﺎت اﻷﺧرى ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﺑﻧك اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧﻠﻖ ﺗوﺳﻌﺎ ﻣﺿﺎﻋﻔﺎ ﻓﻲ
اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﯾﻣﻛن ﺗﻣﺛﯾﻠﮫ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
= … … … … … … … … . 01
ﺣﯾث:
ﺗﻌﻛس اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﺄﺧوذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر وھو اﻟﻣﺗﺎﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
وھو اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي وھو ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺎﻋف ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھو ﯾﻌﻛس
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ،وھﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري وﻧﺳﺑﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺿﺎﻓﻲ وﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺳرب ﻟﻠﺟﻣﮭور؛
وھﻲ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ وھﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺧﺎرج اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳواء ﻛﺎﻧت إﺟﺑﺎرﯾﺔ أو اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ.
وﺗﺣﺻل اﻟﺑﻧوك ﻋﻠﻰ ﻧﻘود اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺗوﺳﻊ ﻣﺿﺎﻋف ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي
ﺣﺳب ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-إﯾداع اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻟﺟزء ﻣن ﺛروﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل وداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧوك؛
-ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري وھو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺑﻧوك ﻣن اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻔواﺋض؛
-اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺑﯾﻊ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ؛
-اﻟﻘروض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى.
وﻣﺎ ﺗﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ھو أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻘروض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى
ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻋف.
ب .ﻧﻘﺎﺋص اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي :أﺷﺎر اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘدي أن اﻟﻣﺿﺎﻋف
اﻟﻧﻘدي ﯾﺻﻠﺢ ﻛﻣؤﺷر ﻟﻘﯾﺎس اﻟﻘدرة اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض وﻟﻛﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻌﻼ ،ودﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
13
-اﻟﺷرط اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻌﻣل اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي ھو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑﻧوك اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎﺗﮭﺎ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻘروض
وﻟﻛن إذا اﺳﺗﺧدﻣﺗﮭﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ اﺗﺟﺎه اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﺈن ھذا اﻷﻣر ﯾؤدي إﻟﻰ ھدم اﻟﻧﻘود؛
-ﻋدم وﺟود وﻋﻲ ﻣﺻرﻓﻲ ﻟدى اﻟﺟﻣﮭور ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺳرب اﻟﻧﻘدي وھو ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ
ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف؛
-ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎﻋف ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ وﺟود طﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ﻟم ﯾﺗوﻓر ھذا اﻟطﻠب ﻷي
ﺳﺑب ﻛﺎن ﻓﺎﻟﺑﻧوك ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺧﻠﻖ ﺗوﺳﻊ ﻣﺿﺎﻋف ﻓﻲ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗوﻓرت ﻟﮭﺎ اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت
إﺿﺎﻓﯾﺔ؛
-إن اﺷﺗراط وﺟود اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت ﻣﺳﺑﻘﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻌرﻗﻼ ﻟﻧﺷﺎطﮭﺎ ،ﺑﺷﻛل ﻗد
ﯾﻔوت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓرص اﻟرﺑﺢ.
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻧﻘﺎﺋص ﻓﺈن اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي ھو ﻧظرﯾﺔ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت رأس اﻟﻣﺎل ﺣﯾث ﯾﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ ،وھو ﻣﺎ ﺗﻌﻛﺳﮫ
ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﮭﺎ أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾﻧﮫ
اﻟﺟدول ،05ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺧﻼل ھذه اﻟﻔﺗرة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ وﺣﺗﻰ
ﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ ،وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،رﻏم أن ھذه اﻟدول وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﺎ ﻧﻣوا ﻧﻘدﯾﺎ
ﻣﻌﺗﺑرا ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت ﺣدوث اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2008ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة.
اﻟوﺣدة% : اﻟﺟدول :05ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول ذات اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗطورة
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ اﻟﺑﯾﺎن
8.15 13.84 7.11 8.79 2005
9.02 14.09 9.57 13.63 2006
11.74 15.81 13.17 7.92 2007
8.19 17.80 7.85 10.53 2008
5.07 0.06- 1.49 7.73 2009
-2.74 3.99 5.71 7.34 2010
6.67 -4.41 9.08 14.62 2011
4.98 0.76 1.07 8.84 2012
4.06 2.09 -0.39 6.78 2013
اﻟﻣﺻدرhttp://data.worldbank.org/indicator/FM.LBL.MQMY.ZG :
14
.2.5.1ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺟزء :ﯾرى اﻟﻣداﻓﻌﯾن ﻋن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺗﻌﺎﻣل
ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟرﺑﺢ ،وﻟﻛون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﻧﻘود ﻧظرا ﻟﻠﺗطور
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﮭﻲ ﻟم ﺗﻌد ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻣن ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻣﺳﺑﻘﺎ ،ﺑل ﺗﻌدى ﺑﮭﺎ اﻷﻣر إﻟﻰ
ﻣﻧﺢ ﻗروض ﻣن ﻻ ﺷﻲء وھو ﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﺑظﮭور ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺟزء اﻟﻧﻘدي ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺑﻧوك ﺑﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻣﻼء ﺛم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣواﻟﯾﺔ ﺗﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳرﺑﺎت ﻟداﺋرة
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺟﻣﮭور أو ﻟﻐﯾرھم ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗظﮭر اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﻠﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﮫ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
=1 … … … … … … … … . 02
1ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺳوف ﯾﺻدر اﻟﻧﺳﺑﺔ
15
اﻟوﺣدة% : اﻟﺟدول :06ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ زاﻣﺑﯾﺎ ﻣﺻر اﻟﺳﻌودﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺑﯾﺎن
22.60 3.25 11.49 13.24 8.84 2005
36.35 44.04 15.04 20.40 19.49 2006
64.92 25.26 19.11 20.14 23.85 2007
58.53 23.22 10.48 17.95 15.67 2008
17.21 7.66 9.47 10.81 3.42 2009
6.81 29.85 12.42 5.17 12.30 2010
12.99 21.70 6.66 13.26 19.90 2011
16.78 17.85 12.34 16.48 8.66 2012
13.22 20.79 18.89 8.35 8.21 2013
اﻟﻣﺻدرhttp://data.worldbank.org/indicator/FM.LBL.MQMY.ZG :
.6.1ﺗطﺑﯾﻘﺎت:
اﻟﺗﻣرﯾن :01إﻟﯾك اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺿﻌﯾﺔ أﺻول وﺧﺻوم ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
،2013-2010اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧك ھو:
-اﺳﺗﺧراج ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ؟
-ﺑﻣﺎذا ﺗﻔﺳر ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣدروﺳﺔ؟
اﻟﺟدول :07أﺻول وﺧﺻوم ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .2013-2010
16
اﻟﺗﻣرﯾن :02إﻟﯾك اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺿﻌﯾﺔ أﺻول ﺑﻧوك اﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
،2013-2010اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧك ھو:
-اﺳﺗﺧراج ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻟﺑﻧوك اﻟوداﺋﻊ ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ؟
-أﺣﺳب ﻣﻘدار اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺟدوﻟﯾن 7و.8
اﻟﺟدول :08أﺻول ﺑﻧوك اﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .2013-2010
اﻟﺗﻣرﯾن :03إﻟﯾك اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة -2009
،2013اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧك ھو:
-إﯾﺟﺎد ﺑﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣدروﺳﺔ؟
-ﻣﺎذا ﺗﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ؟
17
اﻟﺟدول:09ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .2013-2009
http://www.bank-of-algeria.dz/html/bulletin_statistique_2014AR.htm
18
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ اﳌﻌﺎﴏة
ودورﻫﺎ ﰲ Uﻠﻖ اﻟﻨﻘﻮد
19
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ودورھﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود
ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﯾﻧﺻرف ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﯾﯾن:
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺿﯾﻖ أو اﻟﺑﺣت وﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟوداﺋﻊ
اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻣﻧﺢ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺻﯾر اﻷﺟل وھﻲ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ وھﻲ ﺗﺿم ﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻧﻘدﯾﺔ أي ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل أو ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أي ﻋﻣﻠﯾﺎت طوﯾﻠﺔ
اﻷﺟل.
وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ دورھﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
.1.1.2ﻧﺷﺄة اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ :ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ إﻟﻰ اﻟظﮭور،
ﺣﯾث أدى اﻧﺗﺷﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷورﺑﯾﺔ وﻛﺛرة ﻋددھﺎ واﺧﺗﻼف ﻧﻘدھﺎ إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻧظﯾم ھذه
اﻟﺑﻧوك ،وﻗد ﺗﺟﺳد ھذا ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟدوﻟﺔ ﻟﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﮭﻣﺔ إﺻدار اﻟﻧﻘود وﻗد ﻗﺎم ﺑﻧك اﻟﺳوﯾد
ﺑﻣﮭﻣﺔ إﺻدار اﻟﻧﻘود ﺳﻧﺔ 1656م ،أﻣﺎ ﺑﻧك إﻧﺟﻠﺗرا ﻓﻘد ﺗوﻟﻰ إﺻدار اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1694م ،وﻓﻲ
ﺳﻧﺔ 1833ﺗم ﻓرض اﻟﺳﻌر اﻹﻟزاﻣﻲ ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ ﺑﻧك اﻧﺟﻠﺗرا وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1844م ﺗم
إﯾﻘﺎف ﺣﻖ اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ﻓﻲ إﺻدار اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺗرﻛز ﺣﻖ إﺻدار اﻟﻧﻘود
اﻟورﻗﯾﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد ﺑﻧك اﻧﺟﻠﺗرا وﻣﻧﮫ ﺗﻌد وظﯾﻔﺔ إﺻدار اﻟﻧﻘود أول وأﻗدم وظﯾﻔﺔ ﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ اﻟﺑﻧوك
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﺛم ﺗطورت وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﯾوم .ﺣﺎﻟﯾﺎ اﻟﺑﻧوك
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾن:
-ﺑﻧوك ﻣرﻛزﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑﻧوك ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗطورت ﻣﻊ اﻟوﻗت ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺑﻧوﻛﺎ ﻣرﻛزﯾﺔ وھﻲ ﺣﺎل
أﻏﻠب اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷورﺑﯾﺔ ﺣﯾث ظﮭرت اﻟﺑﻧوك وﺗطورت؛
-ﺑﻧوك ﻣرﻛزﯾﺔ أﻧﺷﺋت ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺑﻧوك ﻣرﻛزﯾﺔ وھﻲ ﺣﺎل أﻏﻠب اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺄﺧرت ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻧظوﻣﺔ ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻋدة أھﻣﮭﺎ ﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻟﺣرﻛﺎت اﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻔﺗرات زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ
أﻋﺎﻗت ﺗطورھﺎ.
20
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھو أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ أي اﻗﺗﺻﺎد ،وھو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر رﺑﺣﯾﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب دول
اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻣﺎرس وظﺎﺋف ﻣﺗﻔردة ،أي ﻻ ﯾﺷﺎرﻛﮫ ﻓﯾﮭﺎ أﺣد وھو ﻣرﻛز اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي ﻷي دوﻟﺔ ،ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
.2.1.2وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ :ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوظﺎﺋف ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﮭﺎ ﻓﻲ:
أ .إﺻدار اﻟﻧﻘود :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺧول ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﺻدار اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻗد اﻧﺟر ﻋن ھذا اﻻﺣﺗﻛﺎر ﺗﻣﺎﺛل وﺗﺟﺎﻧس وﺣدات اﻟﻧﻘد وزﯾﺎدة ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﮭﺎ ،وﺗﻌﺗﺑر
أول وظﯾﻔﺔ ﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وھﻲ ﻣﺑرر وﺟودھﺎ؛
ب .اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻧك اﻟﺑﻧوك :ﯾﺗﺟﻠﻰ دور اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻛﺑﻧك ﻟﻠﺑﻧوك ﻣن ﺧﻼل اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر آﺧر ﻣﻠﺟﺄ ﻟﻺﻗراض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ؛
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك؛
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋن طرﯾﻖ ﻣﺧﺗﻠف ﻗواﻋد اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر؛
ﯾﻘدم اﻟدﻋم واﻟﻣﺷورة ﻟﻠﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد طﻠﺑﮭﺎ؛
ﻣراﻗﺑﺔ ﺧﻠﻖ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧوك.
ج .اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻧك اﻟدوﻟﺔ :ﯾﻘدم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
إدارة اﺣﺗﯾﺎطﯾﮭﺎ ﻣن اﻟذھب واﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ؛
إدارة ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻧظﺎم ﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﻣﺗﺑﻊ؛
اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺑوداﺋﻌﮭﺎ وﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ؛
ﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺳد اﻟﻌﺟز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻧد ﺣدوﺛﮫ؛
ﯾﻘدم ﻟﮭﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرات ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺎﻟﻲ؛
ﯾﺳﯾر ﻣدﯾوﻧﯾﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ؛
ﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻛذا اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ.
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺗﻣﺎرس وظﺎﺋف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وھﻲ ﺗﺗﺷﺎﺑﮫ ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ،ﻏﯾر أن
ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ وﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟدور اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ﺣﺳب
ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﯾﮭﺎ وﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ.
.3.1.2ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي :ﺗﺣﺗوي أﺻول وﺧﺻوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﻧود
ﺗﻌﻛس ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﯾﺔ دوﻟﺔ .وﯾﻣﻛن ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻرة ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
21
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرة ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
اﻟﺧﺻوم اﻷﺻول
اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج
اﻟوداﺋﻊ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟذﻣم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟذﻣم ﻟﻠدوﻟﺔ
ﺣﺳﺎﺑﺎت رأس اﻟﻣﺎل ﻣوﺟودات أﺧرى
ﺧﺻوم أﺧرى
أ .اﻷﺻول :ﯾﻌﻛس ھذا اﻟﺟﺎﻧب اﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻣوارده ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
أ .1.اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج :ﺗﻌﻛس ﻛل اﻷﺻول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل أﺻﻼ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ﻣﺗﺎﺣﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣﻊ اﻟﺧﺎرج واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﺋد اﻟﺻﺎدرات ،اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ،دﺧول رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ...اﻟﺦ،
ﻣن ﺑﯾن ھذه اﻷﺻول ﻧذﻛر:
-اﻟذھب :ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻورة ﺳﺑﺎﺋك وﻗطﻊ ذھﺑﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺧزاﻧﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،أو ﻓﻲ ﺻورة
وداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،واﻟذھب أﺻﻼ ﻣﻘﺑوﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ إﺻدار ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟوطﻧﻲ؛
-اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﺗدﻓﻘﺎت ﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟرﺻﯾد ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻹﺻدار ﻛﻣﯾﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟوطﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﺳﻌر اﻟﺻرف اﻟﺳﺎﺋد؛
-ﺣﻘوق اﻟﺳﺣب اﻟﺧﺎﺻﺔ :وھﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﺷﺗراك اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،ﺗﻘوم
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺈﯾداﻋﮫ ﻟدى ﺑﻧﻛﮭﺎ اﻟﻣرﻛزي وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﯾﺻدر ﻧﻘود وطﻧﯾﺔ ﯾودﻋﮭﺎ ﺑﺣﺳﺎب اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟدﯾﮫ؛
-وداﺋﻊ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟدى اﻟﻣﺻﺎرف اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ؛
-اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟدى ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ وﻏﯾره ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ؛
-اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
أ .2.اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد :وھﻲ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗروض ﻣﺑﺎﺷرة ،أو ﻋﻠﻰ ﺷﻛل إﻋﺎدة ﺧﺻم ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ.
أ .3.اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ :ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺑﻧك اﻟدوﻟﺔ ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻛون ﻟدﯾﮭﺎ ﺣﺳﺎب ﻣﻔﺗوح ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗﻘدﯾم ﻗرض ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟت ﻟذﻟك ،وﻗد ﺗﺄﺧذ ھذه
22
اﻟﻘروض ﺷﻛل ﻗروض ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﯾﻖ ﺷراﺋﮫ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل
ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﺣﻛوﻣﻲ.
أ .4.ﻣوﺟودات أﺧرى :وﺗﺿم ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣوﺟودات اﻷﺧرى اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻷﺟﮭزة
واﻟﻣﻌدات ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل وﻏﯾرھﺎ.
ب .اﻟﺧﺻوم :ﯾﻣﺛل ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣطﻠوﺑﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أو ﻣﺻﺎدر أﻣواﻟﮫ وﯾﺗﻛون ﻣن اﻟﺑﻧود اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ب .1.اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت ﻧﻘدﯾﺔ :وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو اﻟﻧﻘود ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوة ،وھﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن:
-اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرھﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر
اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ،وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟورق واﻟﻘطﻊ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ؛
-اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎرف ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳواء اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ أو اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ .
ب .2.وداﺋﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ :وھﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﮭﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑوﺻﻔﮫ ﺑﻧك
اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻣﺳﺗﺷﺎرھﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻟﮭذا ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ وﻗﺑول وداﺋﻌﮭﺎ دون ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻷﺧرى.
ب .3.اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﺗﺟﺎه اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﺗﺿم :
-اﻟﺗزام اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﺗﺟﺎه اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي؛
-وداﺋﻊ اﻟﻣﺻﺎرف اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻟﺑﻧوك ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺑﻧوك؛
-أرﺻدة اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدﻓﻊ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﺑراﻣﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ؛
-اﻟﺟزء اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻣن ﺣﻘوق اﻟﺳﺣب اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠدوﻟﺔ؛
ب .4.ﺣﺳﺎﺑﺎت رأس اﻟﻣﺎل :وﺗﻌﻛس اﻟﻣوارد اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻرف اﻟﻣرﻛزي وﺗﺷﻣل رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣدﻓوع
واﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ؛
ب .5.ﺧﺻوم أﺧرى :وﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ذﻛرھﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧود اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺛل
ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺧﺎطر...اﻟﺦ.
23
اﻟﺟدول :10اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺷﮭرﯾﺔ ﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﺟوان 2014
24
.3.2ﻣﻔﮭوم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ووظﺎﺋﻔﮭﺎ
ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧك ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ،وھﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ
آﺧر ،ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف ھذه اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺑﺎﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺎط ھذه اﻟﺑﻧوك وﺷﻛﻠﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﻟﮭذا ﻣن
اﻟﺻﻌوﺑﺔ إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﮭﺎ وأﺷﻛﺎﻟﮭﺎ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ.
.1.3.2ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧوك :ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧك ﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر ،وﺳﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﯾﻌرف اﻟﻣﺻرف ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻛل ﻣﻧﺷﺄة ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎرف ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺻدر اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣن ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺑﺎﺷر ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ،ﻣﻊ ﺗﺑﯾﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺻراﺣﺔ ﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺻرف اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟﺷروط
اﻟواﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻓﯾﮫ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ھذه اﻟوظﺎﺋف ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﺣدود واﺿﺣﺔ ﺑﯾﻧﮫ ﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻷﺧرى؛
ب .أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﯾﻌرف اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ رﺧص ﻟﮭﺎ ﺑﺗﻌﺎطﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
وﻓﻖ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ ،وﻋرف اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ
ﻗﺑول اﻟوداﺋﻊ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣوارد اﻷﺧرى ﻟﻠﺑﻧك ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﺎﻹﻗراض أو ﺑﺄﯾﺔ
طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﯾﺳﻣﺢ ﺑﮭﺎ ھذا اﻟﻘﺎﻧون؛
ج .ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﮫ ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻟﺳﻧﺔ 1990ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 114ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺑﻧوك ھﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎت
ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﺑﺷﻛل اﻋﺗﯾﺎدي ورﺋﯾﺳﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎل رؤوس أﻣوال اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وھﻲ اﻟوداﺋﻊ
ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ ،و ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻗراض ووﺿﻊ ﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟزﺑﺎﺋن وﺗﺳﯾﯾرھﺎ؛
د .ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮫ ﻣﺻﺎدر أﺧرى ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﻛﺎن اﻟﺗﻘﺎء اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﻣوال ،وھو
ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل وﯾﺿم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﻣﺎ أﻧﮫ رﺑط وﺟود اﻟﺑﻧك ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺎدي
وھذا ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﻣطﻠﻖ اﻷﺣوال ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة؛
ه .ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﮫ آﺧرون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺑل دﯾوﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ،وﻣﺎ
ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻌرﯾف أﻧﮫ ﺿﯾﻖ ﺟدا ورﻛز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب واﺣد ﻣن أﻧﺷطﺔ اﻟﺑﻧوك.
وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﺈن اﻟﺑﻧك ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﮫ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﺑدون اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن أﻧواﻋﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻻﺗﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﻘود ﺣرﻓﺔ داﺋﻣﺔ ﻟﮭﺎ.
.2.3.2أﻧواع اﻟﺑﻧوك :ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺑﻧوك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋدة ﻣﻧﮭﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط ،طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ،
ﺣدود اﻟﻧﺷﺎط ،آﺟﺎل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻟن ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﻛل ھذه اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺑل
ﻧﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻗﺳﻣت اﻟﺑﻧوك ﺣﺳب آﺟﺎل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ وھﻲ :
25
أ .اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :وھﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑل اﻟوداﺋﻊ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،وإﻋﺎدة
اﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل وذك ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﯾز اﻟﺑﻧوك
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻌدﯾد اﻟﺧﺻﺎﺋص أھﻣﮭﺎ:
-ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل اﻟﻘطﺎع اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ؛
-ﺻﻐر ﻧﺳﺑﺔ رأﺳﻣﺎﻟﮭﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣواردھﺎ ،واﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ؛
-ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺻﯾر اﻷﺟل ﻛﻧﺷﺎط أﺳﺎﺳﻲ؛
-ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ب .اﻟﺑﻧوك ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﻔﮭوم اﻟﺑﻧوك ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﮭﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟطوﯾل اﻷﺟل ،ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أو ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ .وﺗﺗﻣﯾز اﻟﺑﻧوك ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﯾزات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﮭﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﺗﺧﺻص ،ﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن دون ﺳواه؛
-ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل؛
-ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻛﺑر رأﺳﻣﺎﻟﮭﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣواردھﺎ اﻷﺧرى؛
-ﺗﺳﺗﻘﺑل اﻟوداﺋﻊ اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ؛
-ﻟﯾس ﻟﮭﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود.
واﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻣﺗﻌددة أھﻣﮭﺎ :اﻟﺑﻧوك اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺑﻧوك اﻟزراﻋﯾﺔ ،ﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﺑﻧوك
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﺑﻧوك اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر...اﻟﺦ.
.3.3.2وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺳﯾﻛون ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻣﻧﺻﺑﺎ ﻋﻠﻰ وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧظرا ﻟﻠدور
اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ ھذه اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﻛذا دورھﺎ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر
وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ ﺗﺗﻣﺛل أھم وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ:
-ﻗﺑول اﻟوداﺋﻊ واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﻌض اﻵﺧر طوﯾل اﻷﺟل أو وداﺋﻊ ادﺧﺎرﯾﺔ؛
-ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن؛
-ﺧﺻم اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ؛
-إﺻدار اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن ﻋﻣﻼﺋﮭﺎ ،وﺗﺳوﯾﻘﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣوﻟﺔ؛
-ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺎت ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﺎ وﻟﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣﻼﺋﮭﺎ؛
26
-ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼء ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ ﺳواء ارﺗﺑطت ﺑﺣﺳﺎب ﻣﻔﺗوح ﻟدﯾﮭﺎ أو ﻏﯾر
ﻣﻔﺗوح؛
-ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﯾﻌﺎ وﺷراء؛
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺔ أﻣﻧﺎء اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﺣﺳﺎب ﻋﻣﻼﺋﮭﺎ اﻟذﯾن ﻟﯾس ﻟﮭم اﻟوﻗت أو اﻟﺧﺑرة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم؛
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ واﻻﺳﺗﺷﺎرات ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ؛
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت ﺟدوى اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻟﻠﻌﻣﻼء؛
-ﺗﺄﺟﯾر اﻟﺧزاﺋن اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻵﻣﻧﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼء ﻟﺣﻔظ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ واﻟﻣﮭﻣﺔ.
.4.3.2ﻣوارد واﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺗﻌﻛس ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺎرد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل وﻣﺧﺗﻠف اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻدرا ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋد ،وﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ:
أ .اﻟﻣوارد :ﺗﺗﻛون اﻟﻣوارد أو ﺧﺻوم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .1.اﻟﻣوارد اﻟذاﺗﯾﺔ :ﺗﻣﺛل ﻣﺻﺎدر اﻷﻣوال اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﮭﺎﻣﮫ ﻓﻲ:
أ .1.1.رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣدﻓوع :ﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم اﻟﻣﻼك واﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن ﺑدﻓﻌﮭﺎ ﻋﻧد ﺗﻛوﯾن
اﻟﺑﻧك ،وﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﺑﻧك ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﮭﺎﻣﮫ ،وﻛذا اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﮭﺎ ﻋﻧد
ﻣراﺣل ﻧﺷﺎطﮫ اﻷوﻟﻰ ،وھو ﯾﻌﻛس ﺣﺟم اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻣن طرف اﻟﺑﻧك ،وھو ﯾﺗﻣﯾز
ﺑﺻﻐر ﺣﺟﻣﮫ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣوارد اﻷﺧرى ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري؛
أ .2.1.اﻟﻣﺧﺻﺻﺎت :ھﻲ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﯾﺗم ﺗﺣﻣﯾﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
وذﻟك ﺑﻐرض ﻣواﺟﮭﺔ ظروف ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ ﻛﺎﻟدﯾون اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ وﺧﺳﺎﺋر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﺻرف...اﻟﺦ ،واﻟﺻﺎﻓﻲ ﺑﻌد ﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﯾﺿم ﻟﻸرﺑﺎح ﻏﯾر
اﻟﻣوزﻋﺔ؛
أ .3.1.اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت :وھﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗطﻌﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻣن ﺻﺎﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ،ﻗد ﺗﻛون إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻧص
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﻲ ﻟﻠﺑﻧك أو اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﺑﮭدف دﻋم ﻣرﻛزه اﻟﻣﺎﻟﻲ وزﯾﺎدة ﺛﻘﺔ اﻟﺟﻣﮭور ﻓﯾﮫ؛
أ .4.1.اﻷرﺑﺎح ﻏﯾر اﻟﻣوزﻋﺔ :وھﻲ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺣﺗﺟﺎزھﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن ﻣن أﺟل إﻋﺎدة
اﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وھﻲ ﺗﻠﻌب دورا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﺟم اﻟﺑﻧك.
وﯾﺳﻣﻰ رأس اﻟﻣﺎل واﻟﻣﺧﺻﺻﺎت واﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت واﻷرﺑﺎح ﻏﯾر اﻟﻣوزﻋﺔ ﺑﺣﺳﺎﺑﺎت رأﺳﻣﺎل ﻷن
اﻟﻐرض ﻣﻧﮭﺎ ھو ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﺑﻧك وﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣودﻋﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﮭﺎ ﻣوارده.
27
أ .2.اﻟﻣوارد ﻏﯾر اﻟذاﺗﯾﺔ :وھﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن ،وھﻲ
ﺗﻣﺛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻛﺑرى ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟﺑﻧك وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
أ .1.2.اﻟوداﺋﻊ :وھﻲ ﺗﺗﺧذ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ :وھﻲ وداﺋﻊ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﻣﯾل اﻟﺳﺣب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺗﻰ ﺷﺎء ،ﻻ ﺗدﻓﻊ اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻋﻧﮭﺎ
ﻓواﺋد ،ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﻟزاﻣﻲ ،وﻓﻲ أﻏﻠب اﻟدول ﯾﻛون ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ أﻧواع
اﻟوداﺋﻊ ،ﺗﺗداول ﺑﺎﻟﺷﯾﻛﺎت وﻏﯾرھﺎ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻗد ﺗﻛون ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن إﯾداع ﻓﻌﻠﻲ أو ﻣﺷﺗﻘﺔ؛
-اﻟوداﺋﻊ ﻏﯾر اﻟﺟﺎرﯾﺔ :وھﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﺑﻧوك ﻋﻧﮭﺎ ﻓواﺋد ،و ﻻ
ﺗﺻدر ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺷﯾﻛﺎت ،ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺳﺣب وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻔﻘد ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻔواﺋد إﻣﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو
ﺟزﺋﯾﺎ.
وھذه اﻟوداﺋﻊ ﺳواء اﻟﺟﺎرﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻷﻓراد ،ﻣؤﺳﺳﺎت ،ﺣﻛوﻣﺎت أو ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ.
أ .2.2.اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎرف اﻷﺧرى :وھﻲ ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﻧك اﺗﺟﺎه اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى
ﺳواء اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،وھذه اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻورة ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺟﺎرﯾﺔ أو ﻹﺷﻌﺎر ،وﺗﻌﺗﺑر
ﻣﺻدرا ھﺎﻣﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﮫ وھﻲ:
-اﻟﻘروض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي :ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ ﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﻧك اﻟﺑﻧوك ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻣﻧﺢ ﻗروﺿﺎ
ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻋﺟز أو ﻧﻘﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة
ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻣﻘدارھﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻻﺗﺟﺎه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
-اﻟﻘروض ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى :ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري إﻟﻰ اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻠﯾﺔ أو أﺟﻧﺑﯾﺔ
ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻏﯾر ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن أﺟل طﻠب اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﮭﮭﺎ أو ﺑﻐرض
ﺗﻣوﯾل اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﺟدﯾدة.
ب .اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت :ﺗﻌﻛس ﻣﺧﺗﻠف أوﺟﮫ ﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﺗوظﯾف ﻣوارده ،ﯾﮭدف ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ
إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟرﺑﺢ ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.
ب .1.ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺻول اﻟﺗﺎﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ واﻟﻣﻧﻌدﻣﺔ اﻟرﺑﺣﯾﺔ :ﺗﺗﻛون ھذه اﻷﺻول ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ب .1.1.اﻟﺻﻧدوق :وھﻲ اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ واﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ﺧزاﺋﻧﮫ؛
ب .2.1.اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﺳواء اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ أو اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي؛
ب .3.1.اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ :اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻟدى اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
وھذه اﻷﺻول ﻏﯾر ﻣدرة ﻟﻌﺎﺋد ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة واﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺑﻧك ﻟﯾس ﻟﮫ ھﺎﻣش ﺣرﯾﺔ ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدھﺎ.
28
ب .2.ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺻول اﻷﻗل ﺳﯾوﻟﺔ واﻟﻣدرة ﻟﻌﺎﺋد :ﺗﺣﺗوي ھذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻷﺻول
اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻣن ﻣوارده ،وﻣﯾزﺗﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻣدرة ﻟﻌﺎﺋد ﻣن ﺟﮭﺔ وﯾﻣﻛن
ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺳرﻋﺔ وﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﺗﺗﻛون ﻣن:
ب .1.2.اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﺑﻧوك
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﺗﺗﻣﯾز ﺑﻘﺻر ﻣدﺗﮭﺎ وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة
ﻋﻠﯾﮭﺎ؛
ب .2.2.اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ :وھﻲ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وأذوﻧﺎت اﻟﺧزاﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك
اﻟﺗﺟﺎري ،وھﻲ ﺗدر ﻋﺎﺋدا ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي؛
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ب .3.2.اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ
واﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻏﯾر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وھﻲ ﺗدر ﻋﺎﺋدا ﻓﺿﻼ ﻋن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ؛
ب .4.2.اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ :وھﻲ اﻟدﯾون اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة ،ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟﺑﻧك
ﻣن أﺟل ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ دون اﻧﺗظﺎر ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،واﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻘوم ﺑدوره ﺑﺈﻋﺎدة ﺧﺻﻣﮭﺎ
ﻟﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن؛
ب .5.2.اﻟﻘروض :ﺗﻌد اﻟﻘروض ﻣن أﻛﺛر أﻧواع اﻷﺻول ﻋﺎﺋدا وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺻول ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ،وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة أﻧواع وﻓﺋﺎت.
ب .3.اﻷﺻول اﻟﺷدﯾدة اﻟرﺑﺣﯾﺔ :ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟزء ﻣن ﻣواردھﺎ ﻓﻲ
ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل و ﺷراء اﻷﺳﮭم واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎرﺗﻔﺎع رﺑﺣﯾﺗﮭﺎ وﻗﻠﺔ ﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ ،وھو ﻧﺷﺎط
ﺛﺎﻧوي ﻟﮭﺎ.
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈن أھم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻧﺻل إﻟﯾﮭﺎ ھو أن اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﯾﺟب أن ﯾوﻓﻖ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﯾوﻟﺔ
واﻟرﺑﺣﯾﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻔﻘد ﻋﻣﻼﺋﮫ ،وﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﮫ دون أن ﯾﺗﻌرض ﻟﺧطر اﻹﻓﻼس،
ﻏﯾر أن اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺟﻌﻠت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻧﻣط اﻟﺑﻧوك
اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺎرس ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ.
.5.3.2أھم اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ ﻗطﺎع اﻟﺑﻧوك :ﻛﺎن ﻋﻣل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻏﯾر
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣدد وﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن اﻵﺧر ،إﻻ أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات
اﻷﺧﯾرة ﻟم ﯾﻌد اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺳﮭﻼ ﻧظرا ﻟﺗﺷﺎﺑك أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ وﺗﻧوﻋﮭﺎ ،وھو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن
اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﺗﻲ رﺧﺻت ﻟﮭذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻧﻣط اﻟﺑﻧوك
اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ.
29
أ .ﻣﻔﮭوم اﻟﺑﻧك اﻟﺷﺎﻣل ووظﺎﺋﻔﮫ :ھو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواردھﺎ
واﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ ﺑﺣﯾث أن ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻷﺻول أو اﻟﺧﺻوم ﻻ ﯾؤﺛر ﻣﻧﻔردا ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ
اﻟﺑﻧك ،وﯾﻘدم ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﮭﺎ؛
-ﺗﻘدﯾم اﻟﻘروض ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﮭﺎ وﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺳواء ﻣﺣﻠﯾﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ؛
-اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟزء ﻣن أﻣواﻟﮫ ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ؛
-ﺷراء أو إﻧﺷﺎء أو اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ أو اﻟﺧدﻣﯾﺔ؛
-اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن؛
-ﺗﻘدﯾم اﻻﺳﺗﺷﺎرات واﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت اﻟﺟدوى؛
-ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻌﻣﻼء وإدارة اﻟﺛروات؛
-ﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻔر واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ.
ب .أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ :ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺣول اﻟﺑﻧوك إﻟﻰ
ﻧﻣط اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ:
-اﺳﺗﻘطﺎب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻣﻼء ،ﻋن طرﯾﻖ ﺗوﻓﯾر ﺧدﻣﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻻﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﯾﮭم؛
-اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي وﻓر اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﮭﻠت ﻟﮭﺎ ﺗﻘدﯾم ھذا اﻟﻛم اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت؛
ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺑﺷﻛل ﺟﻌل اﻟﺑﻧوك ﺗﺑﺣث ﻋن وﺳﺎﺋل ﻏﯾر ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ -اﺷﺗداد ﺣدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻟﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ؛
-اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﺷﺗﻘﺎت وﺗورﯾﻖ واﻟﺗﻲ وﻓرت ﻓرﺻﺎ ﺳﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك؛
-اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ ﺗراﺑط اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﺎ ﺟﻌل ھذه اﻟﺑﻧوك ﺗﺑﺣث ﻋن أﺳواق ﺟدﯾدة؛
-ﻛﺑر ﺣﺟم اﻟﺑﻧوك ﻧﺗﯾﺟﺔ ظﮭور ﻣوﺟﺎت اﻻﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻛﺗل؛
-اﻟﺑﺣث ﻋن ﺗدﻧﯾﮫ اﻟﻣﺧﺎطر وﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح.
ج .اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ :ﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﺣول ﻟﻧﻣط اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋدﯾد اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ:
-ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼء وﺗوﻓﯾر اﻟوﻗت واﻟﺟﮭد واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ؛
-اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ وﺣﺗﻰ دوﻟﯾﺎ؛
-ﺗوﺳﯾﻊ أﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧوك وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرارھﺎ؛
30
-ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﺟم اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ؛
-ﻣﯾل أﺳﻌﺎر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻼﻧﺧﻔﺎض ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
د .ﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ :ﺗرﺗﺑت ﻋن اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺣدوث اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2008؛
-اﻻﺣﺗﻛﺎر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﺣدودﯾﺔ ﻋدد اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻣوارد واﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت؛
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺣﺟم ،أو اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺑﻊ ﻧﻣط اﻟﺗﻧوﯾﻊ؛
-ﺿﻌف رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺑﻧوك وھو ﻣﺎ ﯾﮭدد ﺑﻔﺷل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
وﯾﻣﻛن إرﺟﺎع اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﻔﺷل اﻟذي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮫ ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌت ﻧﻣط اﻟﺗﻧوﯾﻊ إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ دون أن ﺗﻛون ﻟﮭﺎ اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إدارة وﺗﺳﯾﯾر ﻣﺧﺗﻠف
اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ؛
اﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻣﻼءة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﯾل وﻣدى ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳدﯾد؛
ﻓﺷل أﺟﮭزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟذي ﯾﺗﺑﻊ ﻧﻣط اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺷطﺗﮫ ﺑﺷﻛل ﺟﻌﻠﮭﺎ
ﻻ ﺗﺗﺧذ اﻟﻘرارات اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ أواﻧﮭﺎ؛
ﻋﺟز ھذه اﻟﺑﻧوك ﻋن ﺗﻧوﯾﻊ ﻣواردھﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ؛
ﻋدم وﺻول اﻟﺑﻧوك اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻣواردھﺎ واﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل أﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرﻛز أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن أو ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن أو ﻋﻣﯾل ﻣﻌﯾن.
.1.4.2آﻟﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻣن طرف ﺑﻧك ﻣﻧﻔرد :ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻌﻧﺻر ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺧﻠﻖ ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وذﻟك ﺑﺷرح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﺑﻔرﺿﯾﺎت ﻣﺑﺳطﺔ ﺛم ﻧﻧﺗﻘل إﻟﻰ
31
اﻗﺗﺻﺎد واﻗﻌﻲ ،وﻧﻧطﻠﻖ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻗدرة ﺑﻧك وﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻔرﺿﯾﺎت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-وﺟود ﺑﻧك وﺣﯾد ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-وﺟود ﺑﻧك ﻣرﻛزي ﯾﺻدر اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﯾﺣدد ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري؛
-ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺻدرة ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟوﺣﯾد ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن طرف ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻻ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة أي ﻧﻘود ﻣرﻛزﯾﺔ؛
-اﻟﺑﻧك اﻟوﺣﯾد ﻻ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺄﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎطﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ؛
-اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﯾﺳﺎوي اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮫ.
ﻓﻲ ظل اﻻﻓﺗراﺿﺎت اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘﻧﺎ ﻣﻧﮭﺎ أﻋﻼه أ .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود:
ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺳﯾﻛون ﻟﺳﻠوﻛﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري اﻟوﺣﯾد ،ﻓﺑﻣﺟرد ﺣﺻول اﻟﺟﻣﮭور ﻋﻠﻰ ﻧﻘود ﻣرﻛزﯾﺔ ﺳﯾﻘوﻣون ﺑﺈﯾداﻋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﺑﻧك وﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ﻷﻧﮭم ﻻ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑدوره ﯾﻘوم
ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ وﯾوﺟﮭﮭﺎ إل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري ﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻗﺗطﺎع اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﯾﻌﺗﺑر اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت
إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك ﻻ ﯾﺗرﻛﮭﺎ ﻋﺎطﻠﺔ ﺑل ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻋواﺋد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻧﺢ
ﻗرض ﻟﻌﻣﯾل ﻣﺎ وھذا اﻷﺧﯾر ﺳوف ﯾودع اﻟﻘرض ﻟدى ﻧﻔس اﻟﺑﻧك ﻷن ھﻧﺎك ﺑﻧك وﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض ﯾﺻﺑﺢ ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟدى اﻟﺑﻧك ،وﯾﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﻧﻔس ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ....اﻟﺦ ،وھﻛذا ﯾﺳﺗﻣر اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﮫ وﺗوظﯾف اﻟﻔواﺋض إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺗﺗﺳﺎوى ﻓﯾﮫ
اﻟﻣدﺧﻼت ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺳرﺑﺎت ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﻟﻰ داﺋرة اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،ﺣﯾث:
اﻟﻣدﺧﻼت :ھﻲ اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ؛
اﻟﺗﺳرﺑﺎت :ھﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗطﻊ ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﺗوﺟﮫ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي.
وﻧﻌﺑر ﻋن ﻣﺎ ﺳﺑﻖ ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
=
= ∘
= ∘
1
=D .........……. 3
∘
ﺣﯾث:
32
اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ؛ -
اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ؛ ∘-
ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري؛ ∘-
ﻋرض اﻟﻧﻘود؛ -
D -ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ.
ھو ﻣﺿﺎﻋف اﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ ظل وﺟود ﺗﺳرب وﺣﯾد ،وھو ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺎﻋف ﺑﮭﺎ اﻟوداﺋﻊ
∘
.وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟوﺣﯾد اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﻣﻘدارھﺎ
اﻟﻣرﻛزي ﺑﺧﻔض أو رﻓﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﺳﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ﻣن ﻗﺑل ھذا اﻟﺑﻧك ،ﻏﯾر أن ﻓرﺿﯾﺔ وﺟود ﺑﻧك وﺣﯾد ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟواﻗﻊ وﻟﮭذا ﻧﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ
ﻗدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ.
ب .ﻗدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ :ﻟﻣﻌرﻓﺔ ھذه اﻟﻘدرة ﻧﻧطﻠﻖ ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-وﺟود ﺑﻧوك ﻣﺗﻌددة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-ﻛل ﺑﻧك ﯾﻔﺗﺢ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﮫ؛
-ﻛل اﻟﺑﻧوك ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري؛
-ﻧﻘود اﻟﺑﻧوك اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺑدال ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻋن طرﯾﻖ ﻧﻘود اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي؛
-ﺗﺑﻘﻰ ﻛل اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻷﺧرى ﺑدون ﺗﻐﯾﯾر.
ﻓﻲ ظل ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻓﻘدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﺗﻛون ﻣﺳﺎوﯾﺔ
ﻟﻘدرة ﺑﻧك وﺣﯾد ﺑﺷرط أن ﺗﻧﺗﻘل اﻟوداﺋﻊ ﻣن ﺑﻧك إﻟﻰ آﺧر أو ﻣن ﻣﺗﻌﺎﻣل إﻟﻰ آﺧر داﺧل ﻧﻔس اﻟﺑﻧك،
ﻓﺑﺣﺻول ﺑﻧك ﻋﻠﻰ ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﺳوف ﯾﻘوم ﺑﺧﻠﻖ ودﯾﻌﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣﻘدارھﺎ اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻧﻘوﺻﺎ ﻣﻧﮭﺎ
ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﻋن طرﯾﻖ ﻣﻧﺢ ﻗرض ،ﻣﺑﻠﻎ ھذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾودع ﻟدى ﺑﻧك آﺧر ﯾﺷﻛل
ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟدﯾﮫ ،ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري واﻟﻔﺎﺋض ﯾﺗم إﻗراﺿﮫ وھﻛذا ﺗﺳﺗﻣر
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺗﺗﺳﺎوى ﻓﯾﮫ اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﻘدار اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺟﻣﻌﺔ وﻋﻧدھﺎ
ﯾﺗوﻗف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻋن ﺧﻠﻖ ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﯾﻛون ﻣﻘدار اﻟوداﺋﻊ
ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ. اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ھو
∘
.2.4.2ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود :اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﻓﻘط
ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت إﺟﺑﺎرﯾﺔ ،ﺑل ﺗﻘﺗطﻊ ﻧﺳﺑﺔ أﺧرى ﻛﺎﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت
33
اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،وﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر اﻗﺗطﺎﻋﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ﻣن
طرﻓﮭﺎ .واﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌطﻠﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك ﺑﻐرض ﺗدﻋﯾم ﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك ...إﻟﺦ ،و ﻻ ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد وﻟﮭذا ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﺎ أن
ﺗﻛون ﻓﻲ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﮭﺎ .وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻧد اﺗﺧﺎذ اﻟﺑﻧك اﻟﻘرار ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻧﺳﺑﺔ أﺧرى ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘوم ﺑﺈﻗراض اﻟﻔﺎﺋض ﺑﻧﻔس اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻖ
وﺷرﺣﻧﺎھﺎ ،وﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺗﺗﺳﺎوى ﻋﻧده اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻣﻊ اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ أي:
=
R=r +
R=D r +r
DR = D r + r
1
=D ……………………… 4
r +r
ھو ﻣﺿﺎﻋف اﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺗﺳرﺑﯾن ،وھو ﯾﺑﯾن ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺎﻋف
!" #
ﺑﮭﺎ اﻟوداﺋﻊ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ،وﺣﺗﻰ اﻵن ﻓﮭو ﻧﻔﺳﮫ
اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي ﻷن اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﯾﺗﻛون ﻓﻘط ﻣن ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ .ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻋﻠﻰ ﻓرض ﺛﺑﺎت
ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﻓﺈﻧﮫ ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻗﻠت ﻗدرة اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺿت ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ.
.3.4.2ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟﻣﮭور ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود :ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺳﻘط ﻓرﺿﯾﺔ ﻋدم رﻏﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣﻛون ﻣن
اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ أي :
= +
وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﺣﺻول اﻟﺑﻧك أو اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻛﻛل ﻋﻠﻰ ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﺳوف ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻟﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض وذﻟك ﺑﻌد اﻗﺗطﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺿﺎﻓﻲ واﻻﺧﺗﯾﺎري وﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺳرب اﻟﻧﻘدي ﻧﺣو
اﻟﺟﻣﮭور وﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺳﺎوي اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﻘدار اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟدى
اﻟﺑﻧوك واﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟدى اﻟﺟﻣﮭور ،أي:
= +
34
DR = r +$
DR = D r + b
وﻣﻧﮫ:
1
=D ………………………. 5
r+b
ھو ﻣﺿﺎﻋف اﻟوداﺋﻊ واﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺎﻋف ﺑﮭﺎ اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ و
'"
اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ ظل وﺟود ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺗﺳرﺑﺎت وھﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري واﻹﺿﺎﻓﻲ و
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﺳرﺑﺔ ﻧﺣو اﻟﺟﻣﮭور .أﻣﺎ ﻣﻘدار اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي واﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﺿﺎﻋف ﺑﮭﺎ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ودﯾﻌﺔ أوﻟﯾﺔ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﯾﺣﺳب ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
= +
=$ +
M=D r+b
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻘﯾﻣﺔ Dﻧﺟد:
$+1
=M ………………………. 6
r+b
"*
ھو اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي وھو ﯾﻌﺑر ﻋن ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺎﻋف ﺑﮭﺎ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
'"
اﻟودﯾﻌﺔ اﻷوﻟﯾﺔ أو اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ .و ﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت ﻛل ﻣن
ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري واﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟﺗﻔﺿﯾل اﻟﻧﻘدي ﻟدى اﻟﺟﻣﮭور ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ زﯾﺎدة
اﻟﺗﺳرب اﻟﻧﻘدي ﻣن اﻟوداﺋﻊ وھو ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي اﻟذي ﯾﻧﺧﻔض وﯾﺣدث اﻟﻌﻛس
ﻋﻧد ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺟﻣﮭور ﻟﻠﻧﻘود اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻧﻌﯾد اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود ﻣن ظرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌواﻣل
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺳﻠوك اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻛﻣﮫ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ وﻣﻘدار اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻘرر إﺻدارھﺎ؛
-ﺳﻠوك اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺣﺗﻔﺎظﮭﺎ ﺑﺎﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻋﻧد ﺣدوث اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻣن ﺿرورة؛
-ﺳﻠوك اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن و ﻣدى ﺗﻔﺿﯾﻠﮭم ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ أو اﻟﻧﻘود اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ.
35
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ:
اﻟﻨﻘﻮد وا ٔRﺳﻌﺎر
ﰲ ﳖﺎﯾﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ [ﻜﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻗﺎدرا ;ﲆ:
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﳰﺔ اﻟﻨﻘﻮد
ﺣﺴﺎب اﳌﺴ8ﺘﻮى اﻟﻌﺎم ﻟ ٔyﺳﻌﺎر
ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﻘﻮد وا ٔRﺳﻌﺎر
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر
ﻟﻘد اھﺗﻣت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر وﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1929
ﺑﻣوﺿوع رﺋﯾﺳﻲ وھو دراﺳﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ،أو اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،وﺧﻼل ھذه
اﻟﻔﺗرة ﺗم رﺑط اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺳﺑب وﺣﯾد وھو زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻷن اﻟﻧﻘود ﺣﺳب
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟذي ﺳﺎد ﺧﻼل ھذه اﻟﻔﺗرة ﺣﯾﺎدﯾﺔ وﻻ ﺗﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
وﯾﻧﺻرف ﻛل ﺗﺄﺛﯾرھﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،إﻻ أن اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1929ﻗد
ﺑﯾﻧت أن اﻟﻧﻘود ﻟﯾﺳت ﺣﺟﺎب ﯾﻐطﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻘط ،ﺑل ھﻲ ﻣﺗﻐﯾر ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻷﺳﻌﺎر .وﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﺣﺎﺿرة ﺳوف ﻧﺣﺎول أن ﻧﺑﯾن ﻣدى ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي ﻋن ﺗﺣرﯾك اﻷﺳﻌﺎر وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﮭﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.1.3اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر
.2.3أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود.
.3.3أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ.
.4.3أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب اﻟﻧﻘدوﯾﯾن.
.1.1.3ﺗﻌرﯾف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود :ھﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺳﻌر اﻟﺻرف وھو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻐﺎﻟب
ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ھﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أي اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،أي
ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﻧﯾﮭﺎ وﺣدة ﻧﻘد ،وﺗﻌرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣدى ﻗدرة وﺣدة
اﻟﻧﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت وھذا اﻟﺗﺣول ﯾﺗم ﻋن طرﯾﻖ وﺳﯾﻠﺔ واﺣدة وھﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻟﮭذا
ﯾﻘﺎل أن اﻷﺳﻌﺎر ھﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻧﻘدي ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻷﻧﮭﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣدى ﻗدرة اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺷراء اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
.2.1.3ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر :إن أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﺗﺣدد ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻌواﻣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أھﻣﮭﺎ
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وظروف اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻛذا ﻋﺎﻣل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﻟو ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺳﻌر ﺳﻠﻌﺔ
واﺣدة ﻟﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﺈن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺳوف ﺗﺷﮭد ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﻣﻊ ﻛل ﺣرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻔردﯾﺔ،
37
ﻛﻣﺎ أن ﻋدد اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻛﺑﯾر ﺟدا وﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ وﻟﮭذا ﺗم
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر
ھو ﻣﺗوﺳط اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وھﻧﺎ ﯾطرح إﺷﻛﺎل ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟوﺻول
إﻟﻰ رﻗم ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
.3.1.3اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر :اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣت ﻣن ﻗﺑل اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﯾن ﻟرﺻد ﺣرﻛﺎت
اﻷﺳﻌﺎر ھﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻟﻸﺳﻌﺎر ،وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳب ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺗوﺳط
اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺗواه ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ أﺧرى ﺗﺗﺧذ ﻛﺄﺳﺎس أو ﻗﺎﻋدة
ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ .وﺗﻣر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ﺑﻌدة ﻣراﺣل ﺑدأ ﻣن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب وطﺑﯾﻌﺔ اﻷﺳﻌﺎر
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ وﺗرﺟﯾﺣﮭﺎ وﺗﺣدﯾد ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ،ﺗوﺟد ﻋدة أﻧواع ﻟﻸرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣﻧﮭﺎ :اﻟرﻗم
اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدن ،اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺟﻣﻠﺔ ،اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ
ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام ﻋدة ﺻﯾﻎ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم اﻟﺿﻣﻧﻲ)اﻟﻣﻛﻣش( ،واﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ.
اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر أھﻣﮭﺎ:
أ .رﻗم ﻻﺳﺑﯾر ﻟﻸﺳﻌﺎر" :" Laspereاﻗﺗرح ھذا اﻟرﻗم ﻣن طرف ﻻﺳﺑﯾر ﻋﺎم ،1844وھو ﯾﻘﯾس
ﺗﻐﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﺑﯾن ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺔ ﺳﻧﺔ اﻷﺳﺎس ،وﺻﯾﻐﺗﮫ
ھﻲ:
Lt1/t0=∑P1. q0/∑P0.q0 ×100......................................... +
ﺣﯾث:
:q0ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس.
:P0ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس.
:P1ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
وھو ﯾﺑﯾن ﺗطور أﺳﻌﺎر ﻧﻔس اﻟﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﯾن ﻓﺗرﺗﯾن ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﯾﺑﯾن ﻛم ﻧدﻓﻊ
ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﻛﻣﯾﺔ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس .أھم ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﯾﮫ
ھو إھﻣﺎﻟﮫ ﻟﻛﻣﯾﺎت ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻓﺗراض ﻧﻣط اﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﺛﺎﺑت وھذا ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠواﻗﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺗﺑﺎﻋد
اﻟﻣدة ﺑﯾن ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس وﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ؛
ب .رﻗم ﺑﺎش ﻟﻸﺳﻌﺎر" :"Pacheاﻗﺗرح ﺳﻧﺔ ،1874وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎد رﻗم ﻻﺳﺑﯾر ﻓﺈﻧﮫ اﺳﺗﺧدم
ﻛﻣﯾﺎت ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﻣﻌﺎﻣﻼت ﺗرﺟﯾﺢ ،ﺣﯾث ﺗﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺗم ﺣﺳﺎب اﻟرﻗم ﻓﯾﮭﺎ ،وﺻﯾﻐﺗﮫ ھﻲ:
Pt1/t0 = ∑P0.q1/∑ P1.q1 ×100.............................. ,
38
وھو ﯾﺑﯾن ﻛﯾف ﺗﺗطور أﺳﻌﺎر ﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﻔس اﻟﺳﻠﺔ ﻣﻘوﻣﺔ
ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ،ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﮫ ھو أﻧﮫ ﯾﺗطﻠب إﯾﺟﺎد ﻛﻣﯾﺎت اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻟﻛل ﻓﺗرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم
اﺳﺗﺧدام ھذه اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﻟﻛن ھذا اﻷﻣر ﻣﻛﻠف ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺳواء ﻣن ﺟﺎﻧب ﻛﺛرة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت وطول اﻟوﻗت اﻟﻣﺳﺗﻐرق ﻓﻲ ذﻟك.
ج .اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻟﻔﯾﺷر" :"Fisherرﻗم ﻓﯾﺷر ﯾﻘﻊ ﺑﯾن رﻗﻣﻲ ﻻﺳﺑﯾر وﻓﯾﺷر ،ھو اﻟﻣﺗوﺳط
اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﻟﮭﻣﺎ ،وﯾدﻋﻰ ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ اﻷﻣﺛل ﺑﺣﯾث ﯾﺟﻣﻊ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻛﻼ اﻟرﻗﻣﯾن ،وﻣﺎ
ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﮫ ھو أﻧﮫ ﺻﯾﻐﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺻرﻓﺔ دون أن ﯾﻛون ﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣدد.
.4.1.3اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ وﺳﻠﺑﯾﺎﺗﮭﺎ :ﻟم ﯾﺑﻖ اﺳﺗﺧدام اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣﺣﺻورا ﻓﻲ
ﻣﻌرﻓﺔ اﺗﺟﺎه ﺗطور اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﮭﺎ ،ﺑل أﺻﺑﺣت أداة ھﺎﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ﻋن طرﯾﻖ اﺳﺗﺧدام
اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك ،وﻛذا اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد أﺛر اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟظواھر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﻣﻊ زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل أﺻﺑﺢ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟزﯾﺎدة
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﺗﻠك اﻻﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣرﻛﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،وﻟﮭذا ﯾﺗم ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻻﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ
ﻟﻸﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﺳوب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻧﺻل إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟظﺎھرة اﻟﻣدروﺳﺔ.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻟﻸرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧﻘﺎﺋص ﺗﺗﻣﺛل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ :
-وﺟود ﻋدة أﻧواع ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺣﺳﺎب اﻟظﺎھرة اﻟواﺣدة ﯾﻌطﯾﻧﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛
-ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺳﻠوك ﻛل ﻣﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﺣدا ،ﺑل ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻐﺎﻟب؛
-ﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ وﻟﯾﺳت دﻗﯾﻘﺔ؛
-اﺧﺗﯾﺎر ﻓﺗرة اﻷﺳﺎس ﯾطرح ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻓﻲ ﻧﻣط ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻷﻓراد ،ﻣﺎ ﻗد
ﯾﺟﻌل ھذه اﻷرﻗﺎم اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر ذات ﻣﻌﻧﻰ.
ورﻏم ﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻧﻘﺎﺋص إﻻ أﻧﮭﺎ أداة ﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌطﯾﻧﺎ ﻓﻛرة ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
وﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات ﺣﺳب اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋد ،ھذا اﻷﺧﯾر اﻟذي اﺧﺗﻠف ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣدرﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻷﺧرى.
.1.2.3ﻣﺿﻣون اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ھﻲ ﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘدي،
ﺣﯾث ﻗﺳﻣوا اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﺟزأﯾن أﺣدھﻣﺎ ﺣﻘﯾﻘﻲ واﻵﺧر ﻧﻘدي ،وﻻ ﯾرﺑط ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ إﻻ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
ﻟﻸﺳﻌﺎر .وﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟﮫ ﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ:
أ .اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
39
-وﻗوﻋﮫ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻛل ﻋرض ﯾﺧﻠﻖ ﻣﻌﮫ اﻟطﻠب اﻟﻣﺳﺎوي ﻟﮫ،
واﻟﻛﻼﺳﯾك ﯾرﺑطون اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻛل ﻋرض ﻣن اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﯾﺟد ﻋﻠﯾﮫ
طﻠﺑﺎ وﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﺗﺣدث أزﻣﺔ ﺑطﺎﻟﺔ ،وإذا وﺟدت ﻓﮭﻲ إرادﯾﺔ؛
-ﺳﯾﺎدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﮫ ﻣن ﺷروط؛
-ﻣروﻧﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻛل ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻌرض واﻟطﻠب.
ب.اﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻘدي :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻧﻘدي ﻓﻘد رﻛز اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن:
-ﻋرض اﻟﻧﻘود :ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻣﺗﻐﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺣدده اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﻛل
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،وﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﻋواﻣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛل
اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟظروف اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻣﻌﺎدن ﻣﺎ ﺑﯾن
اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
-اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود :إن اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭم ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾطﺎ ﻟﻠﺗﺑﺎدل ﻓﻘط ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ھو طﻠب
وﺣﯾد ﻓﻘط ﺑﻐرض إﺗﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻧﻘود ﻟﯾس ﻣﺧزﻧﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﻻ ﺗطﻠب ﻟذاﺗﮭﺎ ﺑل ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ
اﻟﻣﻧﺟرة ﻋن اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ،وﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻐرض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﻛﻠﻣﺎ زاد ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج زاد ﺣﺟم اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زادت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻧﻘود ﺑﻐرض إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت؛
ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،وﺗﻌﺑر ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ ،أي ﺗﻣﺛل أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧظورا ً إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ،واﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻷﻧﮭﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌواﻣل ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻛﺣﺟم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗﺣﻣﻠﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻌﺔ؛
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر اﻻﺳﻣﯾﺔ أي اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟوﺣدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
وﻟﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك ﻓﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج ﺛﺎﺑت واﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑﻘﻰ اﻷﺳﻌﺎر
اﻻﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺟﮭول اﻟوﺣﯾد ،واﻟذي دارت ﺣوﻟﮫ أﻏﻠب أﻋﻣﺎل اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف
ﻣداﺧﻠﮭﺎ ،رأى ﻣﻧظرو اﻟﻛﻼﺳﯾك اﻷواﺋل ﻛﺂدم ﺳﻣﯾث وداﻓﯾد رﯾﻛﺎردو وﺟون ﺳﺗﯾوارت ﻣﯾل وﻏﯾرھم
أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﺗﺣدد ﻋن طرﯾﻖ ﺗﻼﻗﻲ ﻗوى اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي ﻣﺗﻐﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻌواﻣل ﻏﯾر ﻣﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺛﺎﺑت وذﻟك ﻟﺛﺑﺎت
ﻛل ﻣن ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﻟوﻗوع اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل وﻟﺛﺑﺎت اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ
ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﺗﻐﯾر واﺣد وھو ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ .ﻓزﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
40
ﻟوﻗوع اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل وﺛﺑﺎت اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻌدم ﺗﻐﯾر اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﯾﺟﻌل
اﻷﺛر اﻟوﺣﯾد ﻟزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ وزﯾﺎدة اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ھو اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ
ﻋن طرﯾﻖ إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻷﻧﮭم ﻻ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺄي ﻣﻘدار ﻧﻘدي
إﺿﺎﻓﻲ .وﻗد ﺑﻘﯾت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻣﺟرد أﻓﻛﺎر ﻧظرﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن ﺣﯾث ظﮭرت ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻛﻣﯾم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ.
.2.2.3ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ﻟﻔﯾﺷر :ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﺷﮭﯾرة ﻧﺳﺑت إﻟﻰ
"إرﻓﻧﺞ ﻓﯾﺷر" وھو إﺣﺻﺎﺋﻲ أﻣرﯾﻛﻲ ،ﺗوﺻل إﻟﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻌطﯾﺎت
إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ،اﻧطﻠﻖ ﻣن أن ﺳوق اﻟﻧﻘد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوازن ﻟﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻣﺳﺎو ﻟﻠﻌرض ﻋﻠﯾﮫ ،ﺣﯾث ﻋﺑر ﻋن ھذا اﻟﺷرط ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
- = .. /. … … … … … … … … … . 9
ﺣﯾث:
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ وھﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟذھﺑﯾﺔ واﻟﺻﻛوك اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﻣﻐطﺎة ﺑﺎﻟذھب، -
وﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ،ﻓزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ؛
- -ﺗﻣﺛل ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود وھﻲ ﻣﺗوﺳط ﻋدد اﻟﻣرات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﮭﺎ اﻟوﺣدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﯾد إﻟﻰ
أﺧرى ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻟﮭﺎ ﻧﻔس ﺗﺄﺛﯾر زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود؛
. -اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر وھو اﻟوﺳط اﻟﻣرﺟﺢ ﻷﺳﻌﺎر ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗم ﺑﯾﻌﮫ وﺷراﺋﮫ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻛﺎﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ؛
/ -ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﺗﺿم ﻛل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻌت أو اﺷﺗرﯾت ﺑﺎﻟﻧﻘود ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﺑﺎدﻟﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟدﯾون وﻛل ﻣﺎ ﯾوﺟﮫ ﻟﻼﺳﺗﮭﻼك اﻟذاﺗﻲ.
واﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ أﻋﻼه ﯾﻌﻛس اﻟطرف اﻷﯾﺳر ﻣﻧﮭﺎ ﺟﺎﻧب اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﯾﻣن ﻣﻧﮭﺎ ﻓﯾﻣﺛل
ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،وﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ أﻋﻼه إﻟﻰ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل
ﻓﻘط اﺳﺗﺧدم ﻓﯾﺷر اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود -ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟﻘﺻﯾر ،وﻻ ﺗﺗﻐﯾر إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل
ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻋواﻣل ﻏﯾر ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺛل:
اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات اﻟدﻓﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘود ﻣن طرف اﻟﺟﻣﮭور؛
ﻣدى ﺷﯾوع اﻟوﻋﻲ اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود وﺗﻘﻠﯾل ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺻدرة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﺧدام ﻣﺧﺗﻠف وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﯾﻘﻠل ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﻣﻛﺗﻧزة؛
41
ﻣدى ﺗطور اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة
ﺣﺟم اﻟﻣﺑﺎدﻻت؛
ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺳﻛﺎن ودرﺟﺔ ﺗﻧﻘﻠﮭم.
ب .اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت /ﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟﻘﺻﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ وﻗوع اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى
اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻓﯾﻛون ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﺛﺎﺑﺗﺎ ،وﻋﻠﯾﮫ ﯾﺗﻣﯾز اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار.
ج .اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺗﺄﺛﯾر أي ﻋﺎﻣل ﻧﻘدي آﺧر ﺑﺧﻼف ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أو أﯾﺔ
ﻋواﻣل ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟواردة أﻋﻼه ﯾﻣﻛن إﻋﺎدة ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ ﻟﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.-
=. … … … … … … … . 10
/
ﻓﻲ ظل اﻓﺗراض ﻣروﻧﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور وﺛﺑﺎت ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج وﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود
ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر .ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﺈن ﻛل ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎه .ﻓﻣﺛﻼ زﯾﺎدة اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺑـــ % 2ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﻛل ﻣن ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود
ﺛﺎﺑﺗﺔ .وﻗد ﺗﻌرﺿت ﻟﻼﻧﺗﻘﺎد ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أن ھذه اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ دوﻣﺎ ،ﻷن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻣﺿروﺑﺔ ﻓﻲ ﺳرﻋﺗﮭﺎ ﺗﻌﺑر ﻟﻧﺎ ﻋن ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ؛
-أن ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت /ﻣﺗﻐﯾر ﻏﯾر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻘﯾﺎس ﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﮭو ﯾﻌطﻲ رﻗﻣﺎ ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﯾﮫ
ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد دون اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟوﺳﯾطﺔ واﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟوﺳﯾطﺔ ﺗﺣﺳب ﻋدة ﻣرات؛
-أن ﻣؤﺷر اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻻ ﯾﻌﺑر ﻛذﻟك ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد؛
-إھﻣﺎل ﻓﯾﺷر ﻟﻣﺗﻐﯾرات أﺧرى ﻧﻘدﯾﺔ وﻏﯾر ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻛﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻌرض
واﻟطﻠب؛
-أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺔ ﺑﯾن زﯾﺎدة ﻣﺧزون اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر ﻗد ﻻ ﺗﺗﺣﻘﻖ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ؛ ﻓﺎﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي
اﻟﻣﻌدﻧﻲ ﻗد ﯾزﯾد ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﻛن اﻟﺑﻧوك ﻗد ﺗﺧﻠﻖ ﻛﻣﯾﺔ وداﺋﻊ أﻛﺑر ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎﻋف
42
اﻟﻧﻘدي وھو ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض
اﻟﻧﻘدي...إﻟﺦ؛
-ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻻ ﯾﻛون ﺛﺎﺑﺗﺎ ،ﻓﮭو ﯾﺗﻐﯾر ﻣن ﻓﺗرة إﻟﻰ أﺧرى.
.3.2.3ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ وﻓﻖ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻷرﺻدة :اﻧطﻠﻖ أﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗوﺻل إﻟﯾﮭﺎ ﻓﯾﺷر ،وﻟﻛﻧﮫ رأى أن اﻟﻧﻘود ﻻ ﺗطﻠب ﻓﻘط ﻟﻐرض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ﻓﺎﻟﻧﻘود اﻟﻣوﺟودة ﺑﺣوزة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻗد ﻻ ﯾﺗم إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل وإﻧﻣﺎ ھﻧﺎك ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ ﻗد ﯾرﻏب اﻷﻓراد اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮫ
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﺎﺋل وھو ﻣﺎ ﺳﻣﺎه ﺑﺎﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،وھو اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟذي ﺳﯾﻛون ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،وﻗد ﺗوﺻل ﻣﺎرﺷﺎل إﻟﻰ أن:
- = .. 1 … … … … … … … . 11
ﺣﯾث:
وھﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي واﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟورﻗﯾﺔ واﻟوداﺋﻊ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ؛ -
- -وھﻲ ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود اﻟدﺧﻠﯾﺔ أي اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗداول اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ؛
1 -اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ وھو ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
وﻣن اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ أﻋﻼه ﻧﻼﺣظ أن اﻟطرف اﻷول ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺳﺎر ﯾﻣﺛل اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟطرف اﻷﯾﻣن
ﯾﻣﺛل اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،وھو ﺣﺎﺻل ﺿرب اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟذي رﻣز ﻟﮫ ﺑـــــ Yوﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
. - = 2 … … … … … … … … … … 12
ھﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ 1 -ﻣن اﻟدﺧل وﻣن اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ 12ﺗوﺻل ﻣﺎرﺷﺎل أن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ
اﻟﻧﻘدي اﻟﻘوﻣﻲ ،وھﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻷﻓراد اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﻣن دﺧﻠﮭم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻧﻘدي ﺳﺎﺋل،
وھﻲ ﺗﻣﺛل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض وﻟﻛن ﻟﻐرض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
= 1 - . 2 … … … … … … . 13
43
= . 2 … … … … … … . 14
ﺗﻣﺛل ﻣﺗوﺳط اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺿل اﻷﻓراد اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ واﻟﻧﺳﺑﺔ
ﺷﻛل ﻧﻘود ،وھو ﻣﻘﻠوب ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود وﻟﻛن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﺗﺧﺗﻠف ﻛﻠﯾﺔ ﻋن ﺗﻠك
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود ،ﻓﮭو ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﺛروة اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ .أﻣﺎ ﻋن
ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﯾرى ﻣﺎرﺷﺎل أن:
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي و زﯾﺎدة رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ،ﻓﮭذا ﻣﻌﻧﺎه اﻧﺧﻔﺎض
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻓﻲ ﺻورة اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﻲ ظل ﺗﺑﺎت
اﻟﻌرض ﻣﻧﮭﺎ؛
-أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي و اﻧﺧﻔﺎض رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻣﻌﻧﺎه زﯾﺎدة
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺗرﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎرھﺎ ﻓﻲ ظل
ﺛﺑﺎت اﻟﻌرض ﻣﻧﮭﺎ.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺎرﺷﺎل ﻟم ﯾﺗﻛﻠم ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر وﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﯾﮭﺎ ،إﻻ أﻧﮫ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻣﻔﺎھﯾم ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗداوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل وأھﻣﮭﺎ اﻻﻋﺗراف
ﻟﻠﻧﻘود ﺑوظﯾﻔﺔ ﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﻛذا ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﯾﻌﺗﺑروﻧﮭﺎ
ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر وﻻ ﺗﺗﻐﯾر إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل.
.4.2.3ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ :ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ
أﻏﻠﺑﮭﺎ ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
أ .ﻣﺑدأ اﻟﺗﻧﺎﺳب :اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﺗﻐﯾر ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود؛
ب .ﻣﺑدأ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ :ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ھﻲ ﺳﺑب ﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺗﺗﺟﮫ
ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر؛
ج .ﻣﺑدأ ﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﻧﻘود :اﻷﺛر اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ھو ﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
ﻟﻸﺳﻌﺎر ،وﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﻟﻧﻘود ﻣﺟرد ﺳﺗﺎر ﯾﻐطﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﺣﺳﺑﮭم؛
د .ﻣﺑدأ اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد :وھو أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺳﺑب وﺣﯾد وھو اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض
اﻟﻧﻘدي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺑﻌد اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺗﺄﺛﯾر أي ﻣﺗﻐﯾر ﻧﻘدي آﺧر أو ﻣﺗﻐﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ؛
ه .ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي :اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻣﺗﻐﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺗﺣدد
ﺑﻌواﻣل ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب ،وھو ﻣرﺗﺑط ﺑﻘرارات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
44
رﻏم أھﻣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،إﻻ أن
اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1929م ﻗد وﺿﻌﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك وﻋرﺿﺗﮭﺎ ﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺎﻧت ﺗﻣﮭﯾدا
ﻟظﮭور اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﻧزي ﺑﻣﻔﺎھﯾم ﺟدﯾدة.
.2.3.3اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻧد ﻛﯾﻧز :ﯾرى ﻛﯾﻧز أن اﻟﺳﻌر ﻣﻧﻔردا أو اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ .اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻵﺧر وﺣدة ﻣﻧﺗﺟﺔ :وھﻲ ﻣﺎ أﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﯾﻧز ﺑوﺣدة اﻟﻧﻔﻘﺔ وھﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ
ﻵﺧر وﺣدة ﻣﻧﺗﺟﺔ ،وﻗد رﻛز ﻛﯾﻧز ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وذﻟك ﻟﻛون اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ
45
ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻻ ﯾﺗﻐﯾر إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ أو ﻣﺟﻣوع اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ،واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺧﻔﺎض؛
ب .ﺣﺟم اﻟﺗﺷﻐﯾل :ﻟﻘد رﺑط ﻛﯾﻧز ﺣﺟم اﻟﺗﺷﻐﯾل ﺑﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣﻖ ﺑﺎﻟطﻠب اﻟﻔﻌﺎل ،وھو اﻟطﻠب
اﻟﻣدﻋم ﺑﺎﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼك وﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أدى ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة
اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﺷﻐﯾل وﯾﺳﺗﻣر ﺣﺟم اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﯾﺗﺣﻘﻖ ﻓﯾﮫ
ﺗﺷﻐﯾل ﻛل اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﻌطﻠﺔ ،وﻋﻧدھﺎ ﯾﺗوﻗف اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج
وﺗﻧﻌﻛس ﻛل زﯾﺎدة ﻓﯾﮫ ﻓﻲ ﺻورة ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر؛
ج .ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود :ﯾرى ﻛﯾﻧز أن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻓﺈذا ﺗﻣﻛﻧت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أن ﺗﺣرك اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﺈن
اﻧﻌﻛﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺳوف ﯾﻛون ﺑﺣﺳب ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣدى ﻗرﺑﮫ أو ﺑﻌده ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل
اﻟﻛﺎﻣل.
.3.3.3أﺛر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر :ﻟﺗوﺿﯾﺢ أﺛر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﻘد
اﻧطﻠﻖ ﻛﯾﻧز ﻣن ﻧﻣوذج ﻣﺑﺳط ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وﺑﺎﻓﺗراﺿﺎت ﻏﯾر واﻗﻌﯾﺔ ،ﺛم اﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻷﺛر ﻓﻲ
ﻧﻣوذج ﺑﺎﻓﺗراﺿﺎت واﻗﻌﯾﺔ.
أ .أﺛر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻧﻣوذج ﻣﺑﺳط :اﻧطﻠﻖ ﻛﯾﻧز ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﻣوارد ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ وﯾﻣﻛن أن ﺗﺣل ﻣﺣل ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج؛
-اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﯾﺗﻐﯾر ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود؛
-ﺗﺗﻐﯾر ﻣﻛﺎﻓﺂت ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ إذ ﻣﺎ وﺻل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺑﻘﻰ
ﺛﺎﺑﺗﺔ دون ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ.
ﻓﻲ ظل ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت ،وﻋﻠﻰ ﻓرض اﺗﺟﺎه اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻟﻠزﯾﺎدة ،ﻓﺈن ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﯾﻛون ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ .1.ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻧﺎﻗص :زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﺧﻔض ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎدام اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود
ﺛﺎﺑت ،وﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج ،وھو ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻼرﺗﻔﺎع وﯾزﯾد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل دون ﺗﻐﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺣدﯾﺔ
ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷﺳﻌﺎر ﻟن ﺗرﺗﻔﻊ ﺑل اﻹﻧﺗﺎج ھو اﻟذي ﯾزﯾد؛
أ .2.ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل :زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﺧﻔض ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎدام اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود
ﺛﺎﺑت ،وﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج ،ﻏﯾر أﻧﮫ وﻧظرا ﻟﻌدم وﺟود طﺎﻗﺎت ﻣﻌطﻠﺔ ﻓﺣﺻول اﻟوﺣدات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
46
اﻟﻣوارد ﯾﻛون ﻋن طرﯾﻖ اﺟﺗذاب ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت أﺧرى ﺑدﻓﻊ أﺳﻌﺎر أﻋﻠﻰ وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ﺗرﺗﻔﻊ دون زﯾﺎدة ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻐﯾر
اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
ب .أﺛر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻧﻣوذج واﻗﻌﻲ :اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ
ﻛﯾﻧز ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج اﻷول ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟواﻗﻊ وﻟﮭذا ﻟﺧص اﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻧﻣوذج اﻟواﻗﻌﻲ ﻓﻲ:
-ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻏﯾر ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺣﻼل ﻣﺣل ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض؛
-اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻗد ﺗﺗﺟﮫ ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﺣﺗﻰ ﻗﺑل وﺻول اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻊ وﺟود ﻧﻘﺎﺑﺎت ﻋﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﺗطﺎﻟب دوﻣﺎ ﺑرﻓﻊ اﻷﺟور؛
-ﻣﻛﺎﻓﺂت ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻧﺳب ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﻧﺻر إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻵﺧر وﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻷﺧرى.
ﻓﻲ ظل ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻓزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﺧﻔض ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة وﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ وﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ،ﻓﯾزداد ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺷﻐﯾل وﻟﻛن
ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣن ﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ،وﻟﻛن ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ زﯾﺎدة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﯾﺧﻠﻖ دﺧول إﺿﺎﻓﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ،وﻟﻛﻧﮫ ﻟن ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج
واﻟﺗﺷﻐﯾل ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺗم اﻻﻗﺗراب ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻓﺈن ذﻟك ﺳوف ﯾؤدي
إﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎم أﺛر زﯾﺎدﺗﮫ ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج واﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﯾﺻل ﻓﯾﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل
وﯾﻧﺻرف ﺗﺄﺛﯾره إﻟﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻛﻠﯾﺔ دون اﻟﻛﻣﯾﺎت .رﻏم أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﯾرون أن ﺗﺣﻠﯾل ﻛﯾﻧز
ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر ﻻ ﯾﺧرج ﻛﺛﯾرا ﻋن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮫ وﺿﺢ اﻷﺛر اﻟذي ﺗﺗرﻛﮫ ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن وﺣدة اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺣﺟم اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻣن ﺟﮭﺔ واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى دون
أن ﯾﻌطﻲ ذﻟك ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ.
.1.4.3ﺗﻌرﯾف اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻟدى ﻓرﯾدﻣﺎن :اﻧطﻠﻖ ﻓرﯾدﻣﺎن ﻣن ﺗﻌرﯾف ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أو اﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي و أﺷﺎر إﻟﻰ أن أﻓﺿل ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ھو اﻟﻣﺟﻣﻊ M2أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
وﺗﺗﻛون ﻣن:
47
-اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن وھﻲ اﻟﻘطﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
-اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛
-ﺷﺑﮫ اﻟﻧﻘود وھﻲ اﻟوداﺋﻊ ﻷﺟل واﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﯾرى ﻓرﯾدﻣﺎن أن اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣﺗﻐﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﻋواﻣل ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ
ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار ،ﻓﮭو ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺗﺳرﺑﺎت ﻧﺣو اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺟﻣﮭور وﻏﯾرھﺎ ،وھذه اﻟﺗﺳرﺑﺎت ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻘرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى
اﻟﻘﺻﯾر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻌدة ﻋواﻣل ﻛرﺻﯾد ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ورﺻﯾد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وھﻲ ﻋﻧﺎﺻر ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﺑﻌدم
اﻻﺳﺗﻘرار .وﯾرى ﻓرﯾدﻣﺎن أن ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر وﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﻛن ھذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑل ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻓﺗرة
إﺑطﺎء وھﻲ ﻣﺎ أطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳم اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ وھﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻل ﻣﺎ ﺑﯾن ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
وﺣدوث ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﯾﮭﺎ.
.2.4.3ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر :ﯾرى ﻓرﯾدﻣﺎن أن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑوﺿﻊ ﻧﻘود ﺟدﯾدة
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﻋﻠﻰ ﻓرض أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻋن طرﯾﻖ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺣﯾث ﺗدﺧل ﻛﻣﺷﺗري
ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن وھم اﻟﺑﻧوك ﺧﺎﺻﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن وھم اﻟﻌﺎﺋﻼت
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻓﮭذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ:
أ .اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :وھﻲ ﺗﻐﯾر ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻔظﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك واﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﺣﯾث:
-اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﺗﻧﻘص ﺣﯾﺎزﺗﮭم ﻣن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗزﯾد ﺣﯾﺎزﺗﮭم ﻣن
اﻟوداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧوك ،وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﯾﺎزﺗﮭم ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ؛
-اﻟﺑﻧوك ﺗﻧﺧﻔض ﺣﯾﺎزﺗﮭم ﻣن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗزﯾد اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎﺗﮭم اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻧﻘود اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ وﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة وداﺋﻊ اﻟﻌﻣﻼء،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗزﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻏوب ﻟدى اﻟﺑﻧوك.
ب .اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وھﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن واﻟﻣﺎﻟﯾﯾن اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻧﺳب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣوزھﺎ اﻟﺟﻣﮭور واﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻧوك،
وﻋﻠﯾﮫ:
-ﯾﻘوم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺟزء ﻣن اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟدﯾدة ﻟﺷراء أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﺳﻠﻊ
وﺧدﻣﺎت ،وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟوداﺋﻊ وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺳﺗواھﺎ؛
48
-أﻣﺎ اﻟﺑﻧوك ﻓﺗﻘوم ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺟدﯾدة واﻟﺑﺎﻗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺈﻗراﺿﮭﺎ أو ﺷراء ﺳﻧدات
ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧﺧﻔض اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻏوب.
واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮭم
أوﺿﺎﻋﮭم ﻗﺑل ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻌودة ﺑﻣﺣﺎﻓظﮭم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ
ﻋﮭدھﺎ ﻗﺑل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻓﺈﻧﮭم ﯾزﯾدون ﻣن طﻠﺑﮭم ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﻓﺗﻣﯾل
أﺳﻌﺎرھﺎ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔض ﻣﻌدﻻت ﻓﺎﺋدﺗﮭﺎ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣول اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ
أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى أﻛﺛر ﻣردودﯾﺔ ﻣﺛل اﻷﺳﮭم ﻓﺗرﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎرھﺎ ھﻲ اﻷﺧرى ﻛذﻟك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻟﺳﻠوك اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ھو اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻷﺻول ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷن
اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ ارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎره واﻧﺧﻔﺿت ﻣردودﯾﺗﮫ؛
ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳوق ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾزﯾد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن
طﻠﺑﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ وﻛذا اﻷﺻول اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺗﻌﻠﯾم ،ﻓزﯾﺎدة
اﻟطﻠب اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻﻏﺗﻧﺎم ﻓرص اﻟرﺑﺢ وھو ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ أﺳﻌﺎر ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج
ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ وھﻛذا ﯾﻧﺗﻘل ﺗﺄﺛﯾر زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻣن ﺳوق ﻵﺧر وﻣن أﺻل
ﻵﺧر ﺣﺗﻰ ﯾﻌم ﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد.
.3.4.3ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج :ﺣﺳب ﻓرﯾدﻣﺎن ﻓﺈن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﯾﻛون ﻣﻌدوﻣﺎ
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺣﺻورا ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻟﻛن ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﻟﮫ إﻟﻰ
أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ ﻓﺈن ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﺳوف ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ،ﻏﯾر أن ﻓرﯾدﻣﺎن
ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة واﻟطوﯾﻠﺔ:
أ .اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة :ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة وﺗدوم ﺣﺳب ﻓرﯾدﻣﺎن ﻣن 5إﻟﻰ 10ﺳﻧوات ﻓﺄﺛر اﻟﺗوﺳﻊ
اﻟﻧﻘدي ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر واﻹﻧﺗﺎج ﻣﻌﺎ ،ﻷن ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺳوف ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻋﻠﻰ
زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﮭم ﻣﺎ داﻣت ھﻧﺎك طﺎﻗﺎت ﻣﻌطﻠﺔ ،وأﺳﻌﺎر اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺳوف ﺗﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع
ﻷﻧﮭﺎ ﻣرﺑوطﺔ ﺑﻌﻘود ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻷطراف ،ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر؛
ب .اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ :وھﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗذھب إﻟﻰ ﻋدة ﻋﺷرﯾﺎت ﺣﯾث ﯾﻛون اﻷﺛر اﻟوﺣﯾد ﻟزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻧﻘود ھو زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر دون اﻹﻧﺗﺎج؛ ﻷن ھذا اﻷﺧﯾر ﺳوف ﯾﻛون ﻣرﺗﺑط ﺑﻌواﻣل ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﺛل ﺣﺟم
اﻷﺳواق
وﻣدى اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮫ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت وﻣدى ﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ...إﻟﺦ.
49
ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ رﻛز ﻓرﯾدﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺈﻋطﺎء ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
دون أن ﯾﻌطﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،واﻷﻛﯾد أن اﻟﻧﻘود ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر واﻹﻧﺗﺎج ،ﻏﯾر
أن أھم ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻓرﯾدﻣﺎن ﻟﮭذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ھو أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻌﯾﺷﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ
واﻟﻣﺗﻣﯾز ﺑﻧﺷﺎط اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ووﺟود إﻗﺑﺎل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺳواء اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن أو ﻏﯾر
اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ،وﻟﻛن ھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻵﻟﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗﺄﺛﯾر إﻟﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﺑر اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺳﻘﺎطﮫ ﻋﻠﻰ
أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺿﻌف وﻣﺣدودﯾﺔ أﺳواﻗﮭﺎ وﻗﻠﺔ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﻓراد.
50
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ:
اﻟﺘﻀﺨﻢ واﻟﺴ8ﯿﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ
ﰲ ﳖﺎﯾﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ [ﻜﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻗﺎدرا ;ﲆ:
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ اﻟﺘﻀﺨﻢ و ٔhﻧﻮا;ﻪ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ٔhﺳ8ﺒﺎب _ﺪوﺛﻪ و•ٓ hرﻩ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ;ﻼ/ﻪ
51
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺿﺧم ﺣﻛرا ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﺑل ھو ظﺎھرة ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ
ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻻ ﺗوﺟد دوﻟﺔ ﻟم ﺗﻌﺎن ﻣن ھذه اﻟظﺎھرة وﻟو ﻟﻔﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ ،وﻟﮭذا
ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﻘف ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﻋﻧد ﻣﺧﺗﻠف ﻣداﺧل ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم وأﻧواﻋﮫ وآﺛﺎره ،وﺗﻔﺳﯾر
اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻧﺗﻧﺎول أھم وﺳﺎﺋل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫ.
.1.1.4ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺿﺧم ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺷﯾوﻋﺎ ،إﻻ أﻧﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ
أﺧرى ﻻ ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺷﺄن ﺗﻌرﯾﻔﮫ ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎم رأﯾﮭم ﺣول ﺗﺣدﯾد
ﻣﻔﮭوﻣﮫ ﻓﮭو ﯾﺳﺗﺧدم ﻟوﺻف ﻋدد ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وھﻲ:
-اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻔرط أو اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر؛
-ارﺗﻔﺎع اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻛﺎﻷﺟور أو اﻷرﺑﺎح؛
-ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج؛
-اﻟﻧﻣو اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
وﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﺗﺣرك ھذه اﻟﻣظﺎھر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ،ﻓﻘد ﺗرﺗﻔﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف دون زﯾﺎدة
اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ،أو ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر دون أن ﯾرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي .ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻓﮭذه اﻟظواھر ﻗد ﺗﻛون
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض وھو ﻣﺎ ﯾﺧﻠﻖ ﻣﺷﻛل ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم ،وﻟﮭذا ﯾﻣﯾز اﺻطﻼح اﻟﺗﺿﺧم
ﺑﺎﻟظﺎھرة اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻧﺟد:
-ﺗﺿﺧم اﻷﺳﻌﺎر وھو اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻔرط ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر؛
-ﺗﺿﺧم اﻟدﺧل وھو ارﺗﻔﺎع اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
-ﺗﺿﺧم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وھو ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف؛
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﻘدي وھو اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
وھﻧﺎك ﻣن ﯾرى ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدم ﻟﻔظ اﻟﺗﺿﺧم ﺑدون ﺗﻣﯾﯾز ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ
ھو ﺗﺿﺧم اﻷﺳﻌﺎر ،وذﻟك راﺟﻊ ﻟﻛوﻧﮫ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﻗرب واﻟذي ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﮫ اﻟذھن ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻧد أﻏﻠب
اﻟﻧﺎس.
.2.1.4أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم :ھﻧﺎك أﻧواع ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺗرﺗﺑط ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو ﻓﻲ أﺳواق ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج...اﻟﺦ ،و ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب اﻟﻣﻌﯾر اﻟﻣﺗﺧذ ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف:
52
أ .اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﺑط ﺑرﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر :ﺣﯾث ﯾﻘﺳم اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺳب ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ ﻛل ﻣن
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺷوف أو اﻟظﺎھر ،واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺑوت أو اﻟﻣﻘﯾد ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺷوف )اﻟظﺎھر( :وﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸﺳﻌﺎر دون ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ أو أﯾﺔ
ﻋواﺋﻖ ﺗﻌﺗرﺿﮫ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﮭﺎ؛
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺑوت )اﻟﻣﻘﯾد( :وﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗﺗر ﺣﯾث ﻻ ﯾظﮭر ارﺗﻔﺎع ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻘﯾود اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﻌﯾر أو
ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ )واﻟﺧدﻣﺎت( ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑب ھذه اﻟرﻗﺎﺑﺔ؛
ب .اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ إﻟﻰ
ﻧوﻋﯾن:
-اﻟﺗﺿﺧم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري :وھو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺻﯾب أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾوﻟد ﻣﻌﮫ
أرﺑﺎﺣﺎ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدى ﻣﻧﺗﺟﯾﮭﺎ؛
-اﻟﺗﺿﺧم اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ :وھو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺻﯾب أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾوﻟد ﻣﻌﮫ
أرﺑﺎﺣﺎ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟدى ﻣﻧﺗﺟﯾﮭﺎ.
وﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﺗﺿﺧم اﻷرﺑﺎح ھذا ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب اﻟزﯾﺎدة اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋن ﺣﺟم
اﻻدﺧﺎر واﻟذي ﯾﺧﻠﻖ ﻣﻌﮫ أرﺑﺎح ﻣؤﻗﺗﺔ ﻛﺑﯾرة.
ج .أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺳب ﺣدﺗﮫ :وﯾﻧﻘﺳم ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم اﻟزاﺣف واﻟﺗﺿﺧم
اﻟﺟﺎﻣﺢ:
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺟﺎﻣﺢ :وﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟدورة اﻟﺟﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم وﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻘود إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻷﺟور ﺑﺷﻛل ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ھذه اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻛذﻟك ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب ﻓﻲ ﺧﻔض أرﺑﺎح ھذه اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة
أﺳﻌﺎر ﺳﻠﻌﮭﺎ وھذا ﯾدﻓﻊ ﺑدوره إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻷﺟور وھﻛذا ﯾدﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﺗواﺻﻠﺔ
ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر .وﺗواﺟﮫ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋدة ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ ظل ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم
وھﻲ:
اﻻﺿطرار ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ؛
ﻋدم ﻗدرة اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎف اﻟﺗﯾﺎر اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ ،ﻟﻌدم ﺗﻣﻛن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض
اﻟﺳﻠﻌﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺣروب وﺗدھور اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد؛
ﻋدم ﻗدرة اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺷﻛل دﻗﯾﻖ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ،واﻟذي ﯾوﻟد
ﺿﻐطﺎ ﻣﺳﺗﻣرا ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠﻖ ﻣﻌﮫ ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠب؛
53
إﻟﺣﺎق ﺿرر ﻛﺑﯾر ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ داﺧﻠﯾﺎ وﺧﺎرﺟﯾﺎ وﻗد ﯾﺻل اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻟﻌﻣﻠﺔ
ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ واﺳﺗﺑداﻟﮭﺎ.
وﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم أﺧطر ﻣن اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﺣﯾث ﯾﻘود إﻟﻰ ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﻣﮭوﻟﺔ وﻣذھﻠﺔ
ﻟﻸﺳﻌﺎر وﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ وﺗدھور اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘود.
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺣﻠزوﻧﻲ )اﻟﻠوﻟﺑﻲ( :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﻣﻌدﻻت ﻛﺑﯾرة وﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻔﺗرة ﻛﺑﯾرة ،ﺛم
ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗﺣد ﻣن ھذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻟﻔﺗرة ﺗﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﺛم ﺗﻌود اﻷﺳﻌﺎر ﻟﺗرﺗﻔﻊ
ﻣن ﺟدﯾد ﺑﺣرﯾﺔ وﺑﻣﻌدﻻت ﻛﺑﯾرة ﻓﺗرة ﺗﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ،ﯾﻘﺎل ﻋن ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻐذي ﻧﻔﺳﮫ
وﯾﺗﺻﺎﻋد ﻓﻲ ﺷﻛل ﺣﻠﻘﺎت ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ وﻣﺗﺻﺎﻋدة ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور وارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم؛
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟزاﺣف :ھو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺗﺻف ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺑطﻲء ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺗﻰ ﺧﻼل ﻓﺗرات ﯾﻛون
ﻓﯾﮭﺎ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻌﺗدﻻ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﯾز ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﺗﻛون ﺑﻣﻌدﻻت ﺻﻐﯾرة وداﺋﻣﺔ وﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ،وﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗراﻛﻣﯾﺔ أو ﻋﻧﯾﻔﺔ أو ﺳرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﺗﺄﺧذ اﻟﺷﻛل اﻟﺗدرﯾﺟﻲ اﻟﺗﺻﺎﻋدي
اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻟطوﯾل؛
-اﺧﺗﻼﻓﮫ اﻟﻧﺳﺑﻲ ﺣﯾث ﯾﺧﺗﻠف ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم وﯾﺗﻧوع ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن ،ﺣﯾث ﻧﺟده
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻼد ﯾﺗﺣﻘﻖ ﺑﻣﻌدﻻت ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻓﻲ ﺑﻼد أﺧرى ﺑﻣﻌدﻻت أﻗل ،وأﯾﺿﺎ ﻓﻲ داﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟواﺣد ﺗﺧﺗﻠف ﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻣن ﻗطﺎع ﻵﺧر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن ،ﺣﯾث ﺗﺗﻐﯾر
ﻣﻌدﻻﺗﮫ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺑدأ ﻋﺎدة ﺑﻣﻌدﻻت ﺑﺳﯾطﺔ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن %1,5إﻟﻰ %5
ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻷوﻟﻰ ،ﺛم ﯾﺄﺧذ ﻣﻌدﻻت ﺗﺻل إﻟﻰ %10أو أﻛﺗر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ.
د .أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺳب ﻣﺻدره :ﺣﺳب ﻣﺻدر ﺣدوﺛﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ:
-اﻟﺗﺿﺧم ﺑﻔﻌل ﺟدب اﻟطﻠب :اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﺑﻣﻌدل ﯾﻔوق زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج،
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻧﺟد أن اﻷﺳﻌﺎر ﺗرﺗﻔﻊ ﻛﻣﺎ ﯾزﯾد اﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻧﺎﻗص
وﻟﻛن ﯾﻘل ﺗﺄﺛﯾر زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج وﯾزﯾد ﺗﺄﺛﯾر زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر ﻛﻠﻣﺎ اﻗﺗرب اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل
اﻟﻛﺎﻣل؛
-اﻟﺗﺿﺧم ﺑﻔﻌل ﺟدب اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف :وﯾﻘﻊ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧد ﻗﯾﺎم ﻣوردي اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻣدﺧﻼﺗﮭﺎ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﺑزﯾﺎدة أﺳﻌﺎرھﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻔوق اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ،وھذا ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ
ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.
ه .اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺳب ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ:
54
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺣﻠﻲ :وھو ذﻟك اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋواﻣل ﺗﺗﻌﻠﻖ ﺑظروف اﻷﺳواق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺧﺗﻼل ھﯾﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي؛
-اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد :وھو ذﻟك اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
وﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾن ﯾﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟواردات إﻟﻰ ﺣﺟم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﯾظﮭر ھذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗﺿﺧم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وھﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ ھدف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﺣﺗﺎج ھذه اﻟدول إﻟﻰ اﺳﺗﯾراد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟوﺳﯾطﺔ واﻟﻣوارد اﻷوﻟﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟطﻠب اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﯾﮭﺎ،
وﺣﯾن ﺗﺗﻌرض اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣوﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﻓﺈن أﺳﻌﺎر ﺻﺎدراﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳوف
ﺗرﺗﻔﻊ ،أي ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة ،ﻣﻣﺎ ﯾرﻓﻊ ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج وﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻌﯾﺷﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﺣدوث اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ،وﺗزداد ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ھذا اﻟﻧوع ﺣﯾن ﯾﻛون ﻣﻌدل
اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻐﯾر ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
.1.2.4ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم :ﯾرى ﻣﻧظرو ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ھو اﻟﺳﺑب
اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء ﺣدوث اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺟد:
أ .ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل :ﯾﺣدث اﻟﺗﺿﺧم ﺑﻣوﺟب ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﺑﻣﻌدل أﻛﺑر ﻣن
ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔروض اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ،ﻓﺈن زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﺗؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﻷن ﺣﺟم
اﻹﻧﺗﺎج ﯾﻛون ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻟوﺻول اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ،وﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﺑر
. - = ./ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺣﯾث:
ھﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ؛
-ھﻲ ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘد وھﻲ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ﻻرﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﻌواﻣل ﻻ ﺗﺗﻐﯾر إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى
اﻟطوﯾل.
55
.ھﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻟﻛل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺧدﻣﺎت واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗداوﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود.
/ھﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟﻣﺎدي أو ﻟﻌرض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وھﻲ ﺛﺎﺑﺗﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ﻟوﻗوع اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﺣﺳب اﻻﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ أﻋﻼه ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-
=. ………
/
وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌروﺿﺔ واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ
اﻵﺗﻲ:
اﻟﺷﻛل رﻗم :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌروﺿﺔ واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺣﺳب اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ.
P
P1
P
P2
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﻣﺛل ﻋﺎﻣﻼ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻛوﻧﮫ ﻋﻧﺻرا ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ) (Mﻓﺄي ﺗﻐﯾر
ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺳﯾﺗرك أﺛره ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت ﻛل ﻣن
اﻹﻧﺗﺎج وﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود.
أھم ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھو أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺗك
اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﮭﺎ ﻓﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ﻗد ﺗﻛون أﻛﺑر أو أﺻﻐر أو ﺗﺳﺎوي ﻣﻌدل اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻧﻘود.
ب .ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻷرﺻدة :ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﺻل ﺳﺎﺑﻖ إﻟﻰ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟدﺧل ﻋﻧد ﻣﺎرﺷﺎل ﯾﻣﻛن ﺗﻣﺛﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
M
=. ………
ky
56
وﯾرى ﻣﺎرﺷﺎل أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ھو ﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ،
ﻓﺟﺎﻧب اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺣﺳﺑﮫ ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،ﻓﻔﻲ ظل ﺛﺑﺎت ﻋرض
اﻟﻧﻘود ﻓﺈن ﺗﻐﯾر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-زﯾﺎدة رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻣﻌﻧﺎه اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻓﻲ
ﺻورة اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﯾل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻟﻼﻧﺧﻔﺎض؛
-أﻣﺎ اﻧﺧﻔﺎض رﻏﺑﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻓﻣﻌﻧﺎه زﯾﺎدة اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت اﻟﻣﻌروض ﻣﻧﮭﺎ ﻓﮭذا اﻷﻣر
ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
.2.2.4اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي :ﯾرى ﻛﯾﻧز أن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
ﻟﻸﺳﻌﺎر وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ،أي اﻟذي ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺷراء
ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻣدﻋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أن ﺗﺣرك اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﺈن اﻧﻌﻛﺎﺳﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺳﯾﻛون ﺑﺣﺳب ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وھﻧﺎ ﻣﯾز ﻛﯾﻧز ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﻧﺎع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم:
أ .ﺷﺑﮫ اﻟﺗﺿﺧم :ﯾﺳود ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑوﺟود طﺎﻗﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻓزﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أو ﻏﯾرھﺎ ﻣن
اﻷﺳﺑﺎب ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﮭم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد طﻠﺑﮭم ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻣﺎ
ﯾدﻓﻊ أﺳﻌﺎرھﺎ ﻟﻼرﺗﻔﺎع وﻣن ﺛﻣﺔ ﺗﻧﺗﻘل اﻟزﯾﺎدة إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻧواع اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻣﯾزة ھذا اﻻرﺗﻔﺎع
ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ھو ﺣدوﺛﮫ ﺑﺑطء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺣرك ﺟﺎﻧب اﻟﻌرض إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب؛
ب .اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣطﻠﻖ :وھو اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل،
ﻓزﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود أو ﻏﯾرھﺎ ﺳوف ﯾﺟﻌل اﻟطﻠب أﻛﺑر ﻣن اﻟﻌرض،
ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻼرﺗﻔﺎع ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣﺎول اﻟﻣﻧﺗﺟون زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﮭم
ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻓﯾزﯾد طﻠﺑﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺑﻣﺎ أن ﺣﺟﻣﮭﺎ ﻣﺣدود ﻓﺈن
أﺳﻌﺎرھﺎ ﺳوف ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد اﻹﻧﺗﺎج وﺗزﯾد
اﻷﺳﻌﺎر وﻟﻛن ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻛون أﻛﺑر ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج؛
ج .اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ،ﻷن اﻟﺟﮭﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ
ﯾﻔﺗﻘد اﻟﻣروﻧﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل أي أن ﻣروﻧﺔ ﻋرض ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺗﻛون ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺟدا ،ﻟذا
ﻓﺈن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر ﻷن اﻹﻧﺗﺎج ﻗد وﺻل إﻟﻰ طﺎﻗﺗﮫ اﻟﻘﺻوى ﻣﻣﺎ
ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﮫ زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
57
.3.2.4اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدوﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗزﻋﻣﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر "ﻣﯾﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن" واﻋﺗﻣدت ذات أﺳس ﻧظرﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺎوﻟت ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻣﯾﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر وﻋرض اﻟﻧﻘود ،ﻓﮭو
ﯾؤﻛد أن اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺗﺿﺧم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺑﺷﻛل ﯾﻔوق ﺣﺟم
اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﯾرى ﻓرﯾدﻣﺎن أﻧﮫ ﻟﯾس ﻛل ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺿﺧم ،ﻓﺣﺗﻰ ﻧﻘول ﻋن
اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر أﻧﮫ ﺗﺿﺧم ﻓﻼﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﺷرطﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن:
-ﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﻣرار :أي أن ﻻ ﯾﻛون ﻟﻣرة واﺣدة ﺛم ﯾﺳﺗﻘر ،وﻟﻛن ﯾﻛون ﻟﻔﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة
وﻣﺗﻛررة؛
-ﺻﻔﺔ اﻟﺳرﻋﺔ :أي ﺗزداد اﻟﻣﻌدﻻت ﺑوﺗﯾرة ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻓﺗرة ﻷﺧرى.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻛل ﻧظرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ اﻓﺗراﺿﺎت وﺗﻔﺳﯾرات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺣول
ھدف واﺣد وھو ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر ﻟﺳﺑب ﺣدوث اﻟﺗﺿﺧم ،ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي ﻛﻌﺎﻣل ﻗوي ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،إﻻ أن ھﻧﺎك ﻧظرﯾﺔ أﺧرى ﺗﻔﺳر اﻟﺗﺿﺧم ﺑﻌواﻣل
ﻏﯾر ﻧﻘدﯾﺔ.
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑﻧﯾوﯾون ﻟﻠﺗﺿﺧم :ﯾرى أﻧﺻﺎر ھذا اﻻﺗﺟﺎه أن اﻟﺗﺿﺧم ظﺎھرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .4.2.4
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﮭﯾﻛﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﻛون ھﻧﺎك ﺧﻠل ھﯾﻛﻠﻲ أو ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋﺟز ﺑﻧﯾﺎن اﻟﻌرض ﻋن اﻟﺗﻐﯾر ﻟﯾﺗﻼءم ﻣﻊ
ﺑﻧﯾﺎن اﻟطﻠب وھذا اﻟﻌﺟز ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋدة أﺳﺑﺎب ﺗﺧﺗﻠف ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ:
أ .اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ :ﺗﺗﻣﺛل أھم أﺳﺑﺎب ﻋدم ﻣروﻧﺔ ﻋرض اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
ﻓﻲ :
-وﺻوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺗﺷﻐﯾل ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﮫ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻌﮫ؛
-ﻧدرة اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﺳﺗﯾرادھﺎ؛
-اﺣﺗﻛﺎر ﺑراءات اﻻﺧﺗراع ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺷرﻛﺎت ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن ﻣﻧﺗﺞ ﻣﺎ؛
-ﺷدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﻌﻘد ﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻷﺳﻌﺎر
اﻟﻣطﺑﻘﺔ؛
-ﻗوة اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑرﻓﻊ اﻷﺟور ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل.
ب .اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل أھم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ:
-ﺗﺄﺧر اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ؛
-اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣوارد ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎم وإﻋﺎدة اﺳﺗﯾرادھﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺻﻧﻊ أو ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻊ؛
58
-إھﻣﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﺑﺷﻛل أﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟزراﻋﯾﺔ؛
-ﻋدم ﻣروﻧﺔ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌل ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ أﻛﺑر ﻣن إﯾراداﺗﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز ﺑﺎﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم؛
-ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ظل ﻋﺟز اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ
وﻗﻠﺔ اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻣﻊ اﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻧﺳﯾﺞ إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﺈن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھﻲ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
.1.3.4أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم :ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ إﻟﻰ:
أ .اﻟﻌواﻣل اﻟداﻓﻌﺔ ﺑﺎﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع :ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع ﺗﻠك اﻟدواﻓﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﻓﺗرة ﻷﺧرى ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ھذه اﻟزﯾﺎدة ﻣن ﺗطور ﻓﻲ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮭم؛
-زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳر ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة دﺧﻠﮭم أو ﺗﺣﺳن ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺗﮭم أو ﺗﻐﯾر
اﻷذواق واﻟرﻏﺑﺎت؛
-زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﺧﺎص؛
-زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﻣﺛل طﻠب اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻋﺎﻣل ﺿﻐط
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب ،ﻛﻣﺎ أن ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ إذا ﺗم ﺗﻐطﯾﺗﮫ ﺑﺈﺻدار ﻧﻘدي ﻓﮭذا ﯾﻌﻧﻲ ﺿﺦ ﻛﻣﯾﺎت ﻧﻘدﯾﺔ
إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺿﻐط اﻟطﻠب؛
-ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ طﻠب ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻗﺑل وأﺛﻧﺎء وﺑﻌد
اﻟﺣرب؛
-ﺗوﺳﻊ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺳواء ﻟﻠﻘطﺎع اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ أو
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري وھو ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ زﯾﺎدة ﺿﻐط اﻟطﻠب؛
-اﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻷوﺿﺎع اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،ﻓﺗوﻗﻊ ﺣدوث اﺿطراﺑﺎت أو ﻧدرة ﻓﻲ
اﻟﺗﻣوﯾن ﺑﺑﻌض اﻟﻣواد أو ﺗوﻗﻊ أﺣداث ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة طﻠب اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن وزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج
ﺑﺷﻛل ﯾرﻓﻊ ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟطﻠب ودﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﻧﺣو
اﻻرﺗﻔﺎع.
59
ب .أﺳﺑﺎب ﻋدم ﺗﻐﯾر اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ :ھﻧﺎك ﻋدة ﻋواﻣل ﻗد ﺗﺣول دون زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ،أو ﺗزﯾد ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ﺑوﺗﯾرة أﻗل ﻣن زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻋدم ﻣروﻧﺔ
اﻟﺟﮭﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺗﺧﺗﻠف أﺳﺑﺎﺑﮫ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ:
-ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ :ﺗﻌود أﺳﺑﺎﺑﮫ إﻟﻰ وﺻول اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﺗﺷﻐﯾل ،وﻛذا
ﺗﺄﺛﯾر اﻻﺣﺗﻛﺎرات وﻧﻘص اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و ﺻﻌوﺑﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺎ ﯾطرح ﻣﺷﺎﻛل أﻣﺎم ﺗوﺳﻊ
اﻹﻧﺗﺎج؛
-ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ :ﺗﺧﻠف اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ وﻗدم اﻵﻻت واﻟﻣﻌدات وﻧﻘص اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣؤھﻠﺔ واﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﺳرﯾﻌﺔ اﻟرﺑﺢ ﻻ ﺗﻘدم ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻣن أھم أﺳﺑﺎب ﻋدم ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض.
آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم :ﻟﻠﺗﺿﺧم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ:
.2.3.4اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم :ھذه اﻵﺛﺎر ﺗﺗﻌدد وﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎﻧت
ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﮭﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
أ .اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎز اﻷﺛﻣﺎن :ﺑﻣﺎ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻧﺷﺄ ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث اﺧﺗﻼل ﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﺈن أﺛره
ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﯾﻣﯾل ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗدھور ﻛﻔﺎءة ﺟﮭﺎز اﻟﺛﻣن
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺧﺻﯾص وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﺑذﻟك ﯾﺑﻌد ھذا اﻟﺟﮭﺎز ﻋن اﻟرﺷﺎدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛
ب .اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج :ﺗﺣﺎرب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﺿﺧم وﺗﺣﺎول ﺗﺟﻧﺑﮫ ﻻﺗﻘﺎء اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺟم ﻋﻧﮫ ،وأھم ھذه اﻷﺿرار ھو اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﺳﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺻﺎدرات ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗﺿرر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر :إذا ﺗوﻗﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن اﻟﺗﺿﺧم ﺳوف ﯾﺳﺗﻣر وﯾﺗﺻﺎﻋد ﻓﺈﻧﮭم ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ
ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻧﻔﺳﮭم ﻣن آﺛﺎره ﯾﺗﺟﮭون ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻧﺣو اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ واﻛﺗﻧﺎز اﻟﺳﻠﻊ ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎر
أﻣواﻟﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وإﻧﺷﺎء اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت وإﺿﺎﻓﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،وﻻ ﺷك أن ﻣﺛل ھذا اﻻﺗﺟﺎه
ﺿﺎر ﺑﺄي اﻗﺗﺻﺎد ﺳواء ﻣﺗﻘدم أو ﻧﺎﻣﻲ؛
-ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر :ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﺗﺻدرھﺎ ،وﻣن ﺗم ﺗﻔﻘد ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎرھﺎ ،وﺗﺣﺟم ﺗﻠك اﻟدول ﻋن
اﺳﺗﯾراد ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗراﺟﻊ اﻟﺻﺎدرات ،ﻛﻣﺎ أن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﻊ وﺟود ﺳﻠﻊ
ﻣﺳﺗوردة ﺑﻧﻔس اﻟﺟودة ﻟﻛن ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻗل ،ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾزﯾد ﻣن اﺳﺗﮭﻼك اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة،
وﻣن ﺗم ﺗﺗزاﯾد اﻟواردات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﺟز ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،وﺗﺿرر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي
إﻟﻰ إﻓﻼﺳﮭﺎ؛
60
-ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ ھﯾﻛل اﻟﺗﺳوﯾﻖ واﻟﺗوزﯾﻊ :اﻟﺗﺿﺧم ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻧﺷﯾط اﻟدورة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﻓﮭذا اﻟﻘطﺎع ﯾزدھر ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺿﺧم ،وﺗزداد ﻗﻧوات اﻟﺗﺳوﯾﻖ ،وﺗﻔوق اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
أﺳﻌﺎر اﻟﺗﺟزﺋﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺟﻣﻠﺔ أو اﻹﻧﺗﺎج ،وﯾﺗﺟﺎوز اﻟرﺑﺢ اﻟﺗﺟﺎري اﻟرﺑﺢ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،وﯾﺗﻌدد
اﻟوﺳطﺎء وﺗرﺗﻔﻊ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳوﯾﻖ ،وﯾزﯾد ذﻟك ﻣن ﺗﺿﺧم اﻷﺳﻌﺎر ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺗﺿﺧم
ﯾوﻟد ﺑﯾن طﯾﺎﺗﮫ ﻗطﺎع ﺗﺟﺎري طﻔﯾﻠﻲ ﻣﻛﻠف ﻻ ﯾﺿﯾف ﻗﯾﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺣﺟم اﻟﺳﻠﻊ ،وﻟﻛﻧﮫ ﯾرﻓﻊ ﻣن اﻟﻘﯾم
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ،وھو ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذو ﻛﻔﺎءة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗراﺟﻊ أرﺑﺎح اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن
اﻟﻔﻌﻠﯾﯾن وھو ﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﻣن داﻓﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺗﺷر اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺗﺧزﯾن اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻐﯾﺔ ﺧﻠﻖ ﻧدرة أﻛﺑر
ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺗزﯾد ﻣن وﺗﯾرة اﻟﺗﺿﺧم؛
ج .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن :ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣدﯾن وﯾﺗﺿرر اﻟداﺋن ،ﻷن
اﻟﻣدﯾن ﯾﻘﺗرض ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺣددة ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﺳدﯾدھﺎ ﺑدون زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ،إﻻ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدﯾن
ﺗﻧﺧﻔض ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر؛
د .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر :ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻌﻧﺎه اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣدﺧرات وھو ﻣﺎ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾل ﻟﻼدﺧﺎر ﺣﯾث ﯾﻔﺿل اﻷﻓراد اﻗﺗﻧﺎء اﻷﺻول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل؛
ه .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي :اﺧﺗﻠﻔت آراء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﮭﻧﺎك ﻓرﯾﻖ ﯾرى ﺑﺄن اﻟﺗﺿﺧم ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺗﻧﺷﺄ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﻌدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﯾؤﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗرارات
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣن ﺗم ﯾﻘل ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺄﺛر أﯾﺿﺎ ﻗرارات اﻟﻣدﺧرﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌون
اﺳﺗﻣرار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻧظرا ً ﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣدﺧرات ،وﯾرى أﺻﺣﺎب ھذا اﻟرأي
أﯾﺿﺎ أن أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺟور أي اﻟﻌﻣل ﯾﻘل ﺣﻣﺎﺳﮭم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض
دﺧوﻟﮭم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ،أﻣﺎ اﻟﻔرﯾﻖ اﻵﺧر ﻓﯾرى ﺑﺄن اﻟﺷواھد اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻻ ﺗدل ﻋﻠﻰ
وﺟود اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣدﺧرات أو اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﯾل ﻟﻠﻌﻣل ،ﺑل ﺑﺎﻟﻌﻛس ﯾرون ﺑﺄن اﻟﺗﺿﺧم رﺑﻣﺎ
ﯾﻛون داﻓﻌﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وھذا ﺑدوره ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻓرص ﻋﻣل ﺟدﯾدة ﻓﯾﻧﺧﻔض ﻣﻌدل
اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﯾرﺗﻔﻊ ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى أﻗل ﻣن ﻣﺳﺗوى
؛
اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج
و .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻧﻘدي اﻟداﺧﻠﻲ :ﯾﻌ ِﺑّر اﻟﺗﺿﺧم ﻋن ﻓﺷل اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ وظﺎﺋﻔﮭﺎ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ :وﺳﯾط ﻟﻠﻣﺑﺎدﻟﺔ ،ﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ،ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ،ﻓﺄول وظﯾﻔﺔ ﺗﻔﻘدھﺎ ھﻲ ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑدور ﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ،ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺛر ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،إذ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ
61
اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻻدﺧﺎر اﻟذي ھو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﮭﻼك ﺣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﮭﻼك
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ أﻛﺑر؛
ز .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل :ﺗﺧﺗﻠف ﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﻼل ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم ،ﻓﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت ﺗزﯾد دﺧوﻟﮭﺎ أﻛﺑر ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم وھﻲ ﻓﺋﺎت رﺟﺎل
اﻷﻋﻣﺎل ﺣﯾث ﺗزﯾد إﯾراداﺗﮭﺎ ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ ﺗزﯾد ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾزﯾد دﺧل ﻓﺋﺎت أﺧرى ﺑﻣﻌدل أﻗل ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم وھﻲ ﻓﺋﺔ اﻷﺟراء ،ﺣﯾث
ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻋﻼوات ﻟﻣواﺟﮭﺔ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر إﻻ أن ھذه اﻟﻌﻼوات ﻻ ﺗﻌﺎدل اﻟﺗﺿﺧم ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﺗظل دﺧول ﻓﺋﺎت أﺧرى ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣﺛل أﺻﺣﺎب اﻹﯾﺟﺎرات ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ إﻋﺎدة
ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن اﻟﻔﺋﺎت ذات اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ وﺷﺑﮫ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ إﻟﻰ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﺗﻐﯾرة؛
ح .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة :إن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ ﻣرﺗﺑط
ﺑﺣﺟم اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﻓﻣﻼك اﻟﺛروات إذ ﻣﺎ اﻧﺧﻔض دﺧﻠﮭم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺈﻧﮭم ﺳﯾﺗﺻرﻓون
ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻋﺗﺎدوا اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ ،اﻟﺷﻲء
اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ؛
ي .ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر ﺻرف اﻟﻌﻣﻼت :ﯾؤﺛر اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر ﺻرف
اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﺗﺟﺎه اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر ﺻرﻓﮭﺎ؛
ك .أﺛر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :إن أﺛر اﻟﺗﺿﺧم ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ ،ﺑل
ﯾؤﺛر ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﺗﺣﻛم أو ﺗرﺷﯾد ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﮭﺎ؛
-ﺗﺿﺧﯾم ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﮭﺎ؛
-ﯾؤﺛر اﻟﺗﺿﺧم ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷرات اﻷداء ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻌﻛس اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﮭﺎ وھو ﻣﺎ
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺗﺧذة ﻣن ﻗﺑل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮭﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﮭم؛
-اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻗد ﺗﺟﻌل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﮭﻣل ﺟﺎﻧب اﻟﺟودة ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﮭﺎ ﻣﺎ داﻣت ﻣﻧﺗﺟﺎت
ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﺑﺎع ﺑﻧﻔس اﻟﺳﻌر ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌﻣﻼء ﻟﮭذا
اﻷﻣر؛
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﺗواﺟﮫ ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗراﺟﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت أﻏﻠب طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻘﯾرة أو ﻣﺣدودة اﻟدﺧل؛
62
-ﻓﻘدان اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻌﻣﺎﻟﺗﮭﺎ اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻣﻛن ﻣؤﺳﺳﺎت أﺧرى ﻣن رﻓﻊ أﺟورھﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺳﺗﻘطب
ﻋﻣﺎل ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.
وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم ظﺎھرة ﻣﻌﻘدة وﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل وﻋﻠﻰ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟدﯾﮫ آﺛﺎر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وھﻲ ﻻ ﺗدﺧل ﺿﻣن
اھﺗﻣﺎﻣﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع.
.4.4ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم
رﻏم اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ظﺎھرة اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﻣدرﺳﺔ إﻟﻰ أﺧرى إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻘﺎطﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﯾﻣﺛل ﻋﺎﻣﻼ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻏﻔﺎﻟﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟظﺎھرة ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن أﺷﮭر أﺳﺎﻟﯾب ﻋﻼج
اﻟﺗﺿﺧم ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
.1.4.4اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم :ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑﻖ إﻟﻰ أن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﻟﮭذا ﻓﺈن ﻋﻼﺟﮫ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي
ﯾﻘف وراﺋﮫ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺟد أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻷھم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق.
أ .ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﺣدى رﻛﺎﺋز اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻗد اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﻣن ﺑﺎﺣث إﻟﻰ
آﺧر:
-ﺗم ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻐرض اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔﻖ واﻷھداف اﻟﻣراد اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ؛
-ھﻲ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺗطورات اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺳﮭر ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷدة اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي؛
-ﻋرﻓت ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺈدارة اﻟﺗوﺳﻊ واﻻﻧﻛﻣﺎش ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻧﻘد ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﻣﻌﯾﻧﺔ؛
-ھﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل أدوات
ووﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ أي ﺑﻠد ﻣن أﺟل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات ﻧﻘدﯾﺔ واﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وھﻲ ﻗد
ﺗﻛون ﺗوﺳﻌﯾﺔ أو اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ.
ب .أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﻣﺎ ﯾﻣﯾز أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھﻲ أﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﻓﺎﻷدوات
اﻟﻣطﺑﻖ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ،
63
وھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﺗﺑر ﺣﻠﻘﺔ وﺻل ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ وھذه اﻷﺧﯾرة ھﻲ ﻣﻔﺗﺎح اﻟوﺻول إﻟﻰ
اﻷھداف اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ.
ب .1.اﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ :ﺗﻣﺛل اﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھﻲ ﻣﺗﻐﯾرات
ﯾﺣﺎول اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﺔ ،وﺗﺗﻛون اﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ ﻣن
ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ھﻲ:
-اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :وھﻲ ﻣﺟﻣﻌﺎت اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت وﺗﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،واﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟوداﺋﻊ
اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ،وھﻲ:
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ :وھﻲ اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟدى اﻟﺟﻣﮭور واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧﻘود
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺗﺿم اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،أﻣﺎ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻓﺗﺷﻣل وداﺋﻊ اﻟﺑﻧوك ﻟدى
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﺗﺿم اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧﻘود اﻟﺣﺎﺿرة ﻓﻲ ﺧزاﺋن
اﻟﺑﻧوك؛
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟﻠوداﺋﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ :وھﻲ ﺗﻣﺛل اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﮭﺎ
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ وداﺋﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ،أي ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن ﻏﯾر اﻟدوﻟﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ؛
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ :وھﻲ ﺗﺳﺎوي اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى اﻟﺑﻧوك ﺑﻌد اﻧﺗزاع
اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻖ ذﻛرھﺎ ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﮭﺎ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ أي ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗم
ﻣﻧﺣﮭﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك.
-اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺣرة ،وﺳﻌر ﻓﺎﺋدة اﻷرﺻدة اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة
اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻘد اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﯾﮭﺎ رﻗﺎﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ،ﺣﯾث:
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺣرة :ﺗﻣﺛل اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن ﻏﯾر اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻹﺟﺑﺎري ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﮭﺎ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﺿﺗﮭﺎ ھذه اﻟﺑﻧوك ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﺗﺳﻣﻰ ﺻﺎﻓﻲ
اﻻﻗﺗراض؛
ﺳﻌر ﻓﺎﺋدة اﻷرﺻدة اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ :ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ﻟﻣدة ﻗﺻﯾرة ﻟﯾﻠﺔ ،ﯾوم أو أﻛﺛر
ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك؛
أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻷﺧرى :ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ أذوﻧﺎت اﻟﺧزاﻧﺔ ،واﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
اﻟذي ﺗﻔرﺿﮫ اﻟﺑﻧوك ﻋﻠﻰ أﻓﺿل اﻟﻌﻣﻼء وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻗروض اﻟﺑﻧوك ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ.
وﺗﺧﺗﻠف اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ اﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻧﺎة ﻣن طرﻓﮭﺎ ،ﻟﻌل أھم ﻋﺎﻣل
ﯾﺟب اﻷﺧذ ﺑﮫ ھو ﻣدى ﺳرﻋﺔ ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻓﻲ اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
64
ب .2.اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ
ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳوف ﯾﺣدد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ وھﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وأدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻷوﻟﯾﺔ ھذه اﻷﺧﯾرة
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾراﻋﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد اﺧﺗﯾﺎره ﻟﮭذه
اﻷھداف وھﻲ:
• ﻻﺑد وأن ﯾﻛون ذو طﺎﺑﻊ ﻧﻘدي؛
• ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻘﯾﺎس؛
• ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻗدرة ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ وﺗوﺟﯾﮭﮫ؛
• أن ﯾﻛون ﻟﮫ أﺛر ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣراد اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ.
واﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺗﻌددة أھﻣﮭﺎ:
-ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة :ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﮭﺗم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺿﺑطﮫ
ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ھو ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم وھو أدﻧﻰ ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﯾﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وھو ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون
ﺑﮭﺎ؛
-ﺳﻌر اﻟﺻرف :إن ﻣﻌدل ﺻرف اﻟﻧﻘد ھو ﻣؤﺷر ھﺎم ﺣول اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ،وذﻟك
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﻌدل ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﺳﺗواه ﻟﺗﻌﺎدل اﻟﻘدرات اﻟﺷراﺋﯾﺔ ،وﻗد ﯾرﻛز اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻛﮭدف وﺳﯾط إذا أراد اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن وﺿﻌﯾﺔ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
أو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ؛
-اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ :وﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻛﺛر اﻷھداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ،
ﻓﺎﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌدل ﻧﻣو ﻟﻠﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﻛون ﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﺗﺑر ﻏﺎﯾﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ
ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﮭﺎ أﻏﻠب اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻣر ﻣﻌﻧﺎ ،وﯾﺑﻘﻰ اﺳﺗﺧدام
أﺣدھﺎ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻷھداف اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻛذا ﻣدى ﺗطور اﻷدوات
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﯾﮭﺎ.
ج .اﻷھداف اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﻋرﻓت اﻷھداف اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗطورا ﻣن ﻓﺗرة إﻟﻰ أﺧرى ،وﺣﺎﻟﯾﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أھم
أھداﻓﮭﺎ ﻓﻲ:
-اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر :ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أھم وأﻗدم أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻔﺻل ﻓﺎﻟﺗﺿﺧم ﯾﻠﺣﻖ آﺛﺎرا وﺧﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ داﺧﻠﯾﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌرض اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﮭزات
65
ﻋﻧﯾﻔﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن ھذه
اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ،واﻟﺣد ﻣن ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﻘود ﻗد ﯾﻛون ﻣﺗﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗوﻓرھﺎ ﻋﻠﻰ أﺳواق ﻧﻘدﯾﺔ
وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن ﺗطﺑﯾﻖ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻼﺋم ،وﻟﻛن اﻷﻣر
ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﺿﯾﻖ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ،واﻋﺗﻣﺎد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ
اﻟﻧﻘود ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ؛
-ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺳﺗوى ﻋﺎل ﻣن اﻟﺗوظﯾف :ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ دور ﻣﮭم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وﺗﺧﻔﯾض اﻟﺑطﺎﻟﺔ
ﻋن طرﯾﻖ ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﺎل ،ﻓﻘﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑزﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ
اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﯾﻘﺑل رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺗﻧﺧﻔض اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة
اﻻﺳﺗﮭﻼك ﺛم زﯾﺎدة اﻟدﺧل ،ﻏﯾر أن ھذه اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﯾث اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﮫ
ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﺑﯾرة اﺗﺟﺎه ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻛﻠﻔﺔ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﻟﮭﺎ دور ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث أن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾرﺗﺑط ﺑﻌواﻣل أﺧرى ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون دور ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ھﺎﻣﺷﯾﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺟﺎﻧب؛
-ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﻣو ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ :اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ وھذا ﯾﺗطﻠب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻧد
ﻣﺳﺗوى ﯾﺧدم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر دون أن ﯾﺣد ﻣن ﻧزﻋﺔ اﻻدﺧﺎر ،ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟوﺣدھﺎ ﻓﻼﺑد ﻣن ﺗواﻓر
اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻛﻔؤة وﺗواﻓر ﻋواﻣل وظروف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻟذﻟك
ﻓﺈن دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾﻖ ﻣﻊ ھذه اﻟﻌواﻣل؛
-ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺗوازن ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت :ﯾﺑرز دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ،ﻓﺗرﻓﻊ اﻟﺑﻧوك ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎ ﯾﺣد ﻣن طﻠب اﻟﻌﻣﻼء ﻋﻠﻰ
اﻟﻘروض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﺧﻔض اﻟطﻠب وﺗﺗراﺟﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﻗل ﺳﻌرا ﻣن اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﻓﯾرﺗﻔﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ وھذا ﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات ،وﺗﻘﻠﯾل اﻟواردات وھو ﻣﺎ ﯾﺧﻠﻖ ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ،وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻓﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺟﻠب رؤوس اﻷﻣوال وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﯾﻘل اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﺗرﺗﻔﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻏﯾر
أن ھذا اﻟﮭدف ﻣرﺗﺑط ﺗﺣﻘﻘﮫ ﺑﺎﻣﺗﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﻠﯾﮭﺎ طﻠب أﺟﻧﺑﻲ وﻛذا اﻣﺗﻼﻛﮭﺎ ﻷﺳواق
ﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺟﺗذاب رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ج .أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﻣﺳؤول اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋن رﺳم وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ،
وﯾﻘوم ﺑﺎﺳﺗﺧدام أدوات ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أھداﻓﮫ ،وﺗﺻﻧف ھذه اﻷدوات إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ﺣﺳب اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺗﺧذة
ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺟد:
66
-أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ :وھﻧﺎ ﻧﺟد اﻷدوات اﻟﻛﻣﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس
واﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﮭﺎ؛
-أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﺳب ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود :وھﻧﺎ ﻧﺟد اﻷدوات اﻟﻣﺑﺎﺷرة وھﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺧﻠوﻗﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،أﻣﺎ اﻷدوات ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﮭﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت أوﻻ وﻣن ﺛﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك.
ج .1.أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ:
ج .1.1.ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم :ﯾﻘﺻد ﺑﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺻم ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ،واﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت وﺧﺻﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻘروض واﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼء .ﯾرﺗﺑط ﺗﺣدﯾده
ﺑظروف ﺳوق اﻟﻘروض ،ﻓﺈذا أرادت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﺗﺧﻔﯾﺿﮫ ﻟزﯾﺎدة ﻧﻣو اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﯾد ﺗﻘﯾﯾد ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن
ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ رﻓﻌﮫ .ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﯾرﻓﻊ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻓﺗرﻓﻊ اﻟﺑﻧوك
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌدل ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻗروﺿﮭﺎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ طﻠب اﻟﻘروض ﻣن ﻋﻣﻼﺋﮭﺎ ﻷن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗراض ﺳﺗﺻﺑﺢ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﯾﻧﻛﻣش ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣن ﺛﻣﺔ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل ﻧﻣو ﻋرض اﻟﻧﻘود ،ﻛﻣﺎ
أن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم ﺳﯾﺷﺟﻊ أﺻﺣﺎب اﻹدﺧﺎرات ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة وداﺋﻌﮭم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﻣرﺗﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن ﺣﺟم اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺳﯾﻧﻛﻣش وﺗﺗراﺟﻊ اﻷﺳﻌﺎر .وﻗد ﺗراﺟﻌت أھﻣﯾﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﻣن أھم ﻧﻘﺎﺋﺻﮫ ھو أﻧﮫ وﺳﯾﻠﺔ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود وﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺧﻔﯾﺿﮭﺎ ﺑواﺳطﺗﮫ،
وﺗﻌود أﺳﺑﺎب ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗراﺟﻊ أھﻣﯾﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﺟﺎري ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺗﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﺎﺻرة؛
-ﺗﻧﺟﺢ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھو اﻟﻣﺻدر اﻟوﺣﯾد ﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺑﻧوك ،وﻟﻛن اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻟﮭﺎ ﻗﻧوات ﻋدة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي؛
-ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟﺑﻧوك ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟطﻠب اﻟﻘروض ﺣﺗﻰ وﻟو ارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت ﻗد ﯾﺳﺗﻣر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﻣﻼء ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ظل ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ
إذا ﺗﻣﯾز اﻟﻧﺷﺎط ﺑرﺑﺣﯾﺔ ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻛﺑﯾرة
67
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣؤﺷر ﯾﺳﺗرﺷد ﻣن
ﺧﻼﻟﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون اﻟﻣﺎﻟﯾون وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾون ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﺑﻘﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أﻛﺛر ﻣن
أداة ﻟﺗﺧﻔﯾض أو زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي.
ج 2.1.ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺳوق
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺑﯾﻊ وﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭدف
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﻋرض اﻟﻧﻘود ﺣﺳب اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة .وھﻲ ﻣن أھم أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ .ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺳوق
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﺎرﺿﺎ أو ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺑﻐرض اﻣﺗﺻﺎص اﻷرﺻدة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ،
وﺗﺷﺗري ھذه اﻷوراق ﻛل ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن واﻟذﯾن ﺗﻛون ﻟﮭم ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻓﺗﻧﺧﻔض ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻷرﺻدة اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟدى
اﻟﺑﻧوك وﺗﻘل ﻣﻘدرﺗﮭﺎ اﻻﻗراﺿﯾﺔ وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟدﺧل واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وﺗﻧﺧﻔض
أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻧدات وﯾرﺗﻔﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة .وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻓﺿل أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻷﻧﮭﺎ ﺑﯾد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﯾﻣﻛﻧﮫ ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ،ﻏﯾر أن ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ
أھداﻓﮭﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺿرورة ﺗوﻓر أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺣﺟم اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻟﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣﻌﻧﻰ؛
-ﺿرورة ﺗوﻓر أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻣﺗطورة؛
-ﺿرورة ﺗﺟﺎوب اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺳواء اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن أو ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣﻊ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻣن اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ،ﻓﻘد ﯾﺑﯾﻊ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻟﻛن اﻟﺑﻧوك ﻻ ﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ ﺷراﺋﮭﺎ ﻣﮭﻣﺎ
ﻛﺎن ﺳﺑب ذﻟك.
ج 3.1.اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري :ھﻲ إﻟزام اﻟﺑﻧوك ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﺿرة ﻋﻠﻰ
ﺷﻛل رﺻﯾد داﺋن ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،وﻟم ﯾﺑﻖ اﻟﮭدف ﻣن ھذه اﻷداة ھو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣودﻋﯾن ﻣن اﻷﺧطﺎر
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﺑﻧوك ،وﻟﻛﻧﮭﺎ أﺻﺑﺣت وﺳﯾﻠﺔ ھﺎﻣﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘدرة اﻹﻗراﺿﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك ﺣﺳب أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ .إن ﻣﻘدرة اﻟﺑﻧك اﻻﻗراﺿﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻣﺗﻠﻛﮫ ﻣن ﺳﯾوﻟﺔ أو اﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرھﺎ اﻟوداﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﻣن ﻋﻣﻼﺋﮫ ،وھذه
اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻻ ﺗﺟﻣد ﻓﻲ ﺧزاﺋن اﻟﺑﻧوك وﻟﻛن ﺗﻘرﺿﮭﺎ أو ﺗﺳﺗﺛﻣرھﺎ ﻓﻲ ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﺎﻟﺑﻧوك ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻟﻣواﺟﮭﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﺳﺣب اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟوداﺋﻊ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗظﮭر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺗﯾﺎرات ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ
68
ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑرﻓﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﮭدف اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﯾﮫ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺧص ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﺣده اﻷﻋﻠﻰ ﻣﺣددا ﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧﻘص اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك وﺗﺗراﺟﻊ ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ
اﻟﻘروض .وﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻷداة ﻣن أﻧﺟﻊ اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻷن اﻟﺑﻧوك ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻹﯾﻔﺎء
ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻟو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻋدم ﺧدﻣﺗﮭﺎ ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺳوف ﺗﺗﻌرض
ﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﻟﻛن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﯾﮭﺎ ھو أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺎﻣل ﻛل اﻟﺑﻧوك ﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ دون ﺗﻔرﻗﺔ
ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك اﻟﻛﺑﯾرة أو اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻗد ﯾﻌﯾﻖ ﻋﻣﻠﮭﺎ وﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ
رﺑﺣﯾﺗﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ ھذا اﻟﻣﻌدل ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي.
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺄدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺳﺗﮭدف اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟم اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن دون اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
اﺗﺟﺎھﮫ ﻓﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ.
ج .2.اﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أدوات ﻛﯾﻔﯾﺔ أو ﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
اﺗﺟﺎه اﻻﺋﺗﻣﺎن وﻟﯾس ﺣﺟﻣﮫ اﻟﻛﻠﻲ ،وﺗﺗﻣﺛل أھم ھذه اﻷدوات ﻓﻲ:
ج .1.2.ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض :ﺗﮭدف ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺧﻠﻖ اﻟﻧﻘود
وھو اﻟﻘروض اﻟﻣوزﻋﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ أوﻗﺎت اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻘدم اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘرض ،وﯾطﺑﻖ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﮭدف ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺣﺳب
اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻷوﻟوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﺿﺧم ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﯾد اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻧﺣو اﻟﺑﻌض اﻵﺧر
اﻟذي ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﺿﺧم .وﻋﺎدة ﺗوﺟﮫ ﻟﮭذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻧﺗﻘﺎدات أھﻣﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻌرﻗل ﻋﻣل
اﻟﺑﻧوك ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗد ﻻ ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺑﻠوغ ھدف اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻷﻧﮭﺎ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﻓﻘط دون
أﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾد اﻻﺋﺗﻣﺎن إﻟﯾﮭﺎ ﻗد ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ طرق أﺧرى ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل
داﺧﻠﯾﺎ وﺧﺎرﺟﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺗﻌرﻓﮫ اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
ج.2.2.اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘروض :ﯾﺗطﻠب ﺗطﺑﯾﻖ ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرورة ﺗوﻓر ﺑﻌض اﻷدوات ﻟﻠﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻟﻛﻲ ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ وﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﻣوزﻋﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك وﻣﻧﮭﺎ:
-ﺗطﺑﯾﻖ أﺳﻌﺎر ﺗﻔﺎﺿﻠﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺧﺻم؛
-ﺗﺣدﯾد ﺣﺻص اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛
-ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻘوف اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ؛
-ﺗﺣدﯾد آﺟﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻘروض؛
-ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛
69
-وﺿﻊ ﻗﯾود ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ؛
-ﺗﻐﯾﯾر ھﺎﻣش اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣطﻠوب؛
-اﺷﺗراط اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻘروض ﺣدا
ﻣﻌﯾﻧﺎ.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺷﻛل ﻋﺎم أن ھذه اﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﺗﺟﻧب اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﺎﻣل اﻟذي ﺗﺧﻠﻔﮫ اﻷدوات
اﻟﻛﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﻘوم ﺑوﺿﻊ ﺣدود أو ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ.
ج .3.2.اﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻷﺧرى :وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻗﺗراﺣﺎت وﺗوﺟﯾﮭﺎت وﺗﺣذﯾرات ﯾﺻدرھﺎ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺻدار
ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت رﺳﻣﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ:
-ﺗوﺟﯾﮫ ﻧﺻﺎﺋﺢ وإرﺷﺎدات ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺗوﺟﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﺿﺧم ﻧﺣو ﺿرورة اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣﺟم اﻟﻘروض وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ؛
-اﻹﻗﻧﺎع اﻷدﺑﻲ ،وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺻﺎرﺣﺔ ،وﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻌرﯾﻘﺔ ﺑﮭﯾﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟدوﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾؤھﻠﮭﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺻﺣف
واﻟﻣﺟﻼت ،واﻟﺧطب ﻟﺗﻐﯾﯾر اﺗﺟﺎه ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣطﻠوب إﺗﺑﺎﻋﮫ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺗﻔﺿﯾل ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺣددة دون ﻏﯾرھﺎ .وﯾﺗوﻗف ﻧﺟﺎح ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷدوات ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻠﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ؛
-ﻣدى اﻧﺻﯾﺎع اﻟﺑﻧك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ﻷواﻣره؛
-اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻗراراﺗﮫ وﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺎت أو أﯾﺔ أطراف أﺧرى.
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺄدواﺗﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﻧوع وﯾﺧﺗﻠف ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ
إﻟﻰ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗوﻓر ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺟﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
وھﻲ:
-ﺿرورة ﺗوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋن وﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣﺧﺗﻠف ﻣؤﺷراﺗﮫ؛
-اﻟﺗﺣدﯾد اﻟدﻗﯾﻖ ﻷھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣددة؛
-ﻣدى اﻟوﻋﻲ اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﮭم ﯾﺗﺟﺎوﺑون ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف
أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛
70
-ﻣدى ﻣروﻧﺔ اﻟﺟﮭﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻣﺛﻼ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي ﻣن أﺟل ﺗﺧﻔﯾض اﻷﺳﻌﺎر ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗراﻓﻘﺎ ﻣﻊ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ
ﻓﺈن اﻷﺳﻌﺎر ﻟن ﺗﻧﺧﻔض؛
-وﺟود أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺗطورة؛
-ﺿرورة ﺗواﻓﻖ اﺗﺟﺎه ﻣﺧﺗﻠف أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،وﻛذا ﺗﻣﺎﺷﻲ اﺗﺟﺎه ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻊ اﺗﺟﺎه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
.2.4.4اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم :ﻟﻘد ظﻠت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1929م ،ﺣﯾث ﺑﯾﻧت أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟم
ﺗﺳﺗطﻊ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟوﺿﻊ ،ﻓﺈﺻدار ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﻧﻘود ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﺧراج اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ آﻧذاك ﻣن
اﻟﻛﺳﺎد ،ﺑل ﻛﺎن ﯾﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ وھو ﻣﺎ ﻣﮭد ﻟظﮭور ﺗﯾﺎر
اﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﯾد ﯾﻧﺎدي ﺑﺿرورة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن ھذه اﻷزﻣﺔ وذﻟك ﺑﺗطﺑﯾﻖ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
أ .ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ھﻧﺎك ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ:
-ھﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻹﻧﻔﺎق اﻟذي ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ ﺗﺣﺻﯾل اﻹﯾراد اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋن طرﯾﻖ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺿراﺋب؛
-ھﻲ ﺳﻌﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ؛
-ھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﮭﺟﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻻﺳﺗﺧدام اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وھﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻣواﺟﮭﺔ وﻋﻼج اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛
ورﻏم اﺧﺗﻼف اﻟﺗﻌﺎرﯾف إﻻ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻛﺎﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ...اﻟﺦ ،وذﻟك ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
ب .ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﻣرت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ھﻣﺎ:
ب .1.اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾن :اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻗﺗﻧﺎﻋﮭم ﺑﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻘد
رأى اﻟﻛﻼﺳﯾك أن دور اﻟدوﻟﺔ ﺛﺎﻧوي ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻟﮭذا رﻛزوا ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ
وﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﻠﺗزم ﺑﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻣن إﯾراداﺗﮭﺎ .ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﮭم
ﯾرﻓﺿون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘروض ﻟﺗﻐطﯾﺗﮫ إﻻ ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﺑﻘروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ،وﻧﻔس
اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋض ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﻗد ﺗﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻼزم وﻣن اﻷﻓﺿل أن ﯾﺑﻘﻰ ﻟدى
71
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج ،وﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ھذا ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﯾﻘﺗﺻر ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك
اﻷﻧﺷطﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺑﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌزف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻧﮭﺎ وﻛذا ﻣﮭﻣﺔ ﺗوﻓﯾر اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ؛
ب .2.اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺣدﺛﯾن :أزﻣﺔ 1929ﻗد ﺑﯾﻧت أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ
دور اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ ،وأﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺗدﺧل ﻻﻧﺗﺷﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺳﺎد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ
ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﻧﻰ أوﺳﻊ ،ﺣﯾث ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻋن طرﯾﻖ إﯾراداﺗﮭﺎ وﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﻣﻌﯾﻧﺔ
وﺑﺧﺎﺻﺔ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .ﯾرى ﻛﯾﻧز أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻣﺗوازﻧﺔ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺑررھﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻟﮭﺎ إﯾرادات ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣﺣدﺛﺔ ﻋﺟزا ﻓﻲ
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﯾﻐطﻰ ﻋن طرﯾﻖ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻛﺳﺎد ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﺳﺗﺧدام
ﻧﻔس اﻷدوات ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ.
واﻟﺟدل ﻣﺎ ﺑﯾن أﻧﺻﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ واﻟﺣﯾﺎدﯾﺔ ﻣﺎ زال ﻣوﺟودا إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﯾوم ،وﻗد ﺑﯾﻧت
اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2008أن اﻟدوﻟﺔ ﻻﻋب ھﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إھﻣﺎﻟﮫ ﻣﮭﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺑﻠد
ﻣن اﻟﺗطور واﻟﺗﻘدم.
ج .أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺗﮭدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻷھداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﮭدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾﻖ زﯾﺎدة درﺟﺔ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣوارد
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﺗﻔﺎدي اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺣﻘﯾﻘﻲ
ﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ؛
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗوﺟﯾﮫ وﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻼﺣظ ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺻر ﻧظر ﻣن ﺟﺎﻧب
اﻷﻓراد ووﺣدات اﻷﻋﻣﺎل؛
-ﺗﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗﺣﻘﻖ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺻﺎﻟﺢ
أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج أي أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺗوزﯾﻊ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج وﻗد
ﻻ ﯾﻛون ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻋﺎدﻻ ﻣن ﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛
-ﺗﺳﺎھم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل دﻋم اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن؛
-اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﺎﻟﺗﺿﺧم واﻟﺑطﺎﻟﺔ...اﻟﺦ؛
-ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺗﺣوﯾﻼت.
د .أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :إن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وھذا اﻟﺗدﺧل
ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﮭﺎ اﺳﺗﺧدام أدوات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻹﻧﻔﺎق
ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ ﺗدﻓﻌﮫ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ھﯾﺂﺗﮭﺎ ﻗﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد
72
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وھذه اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻗد ﺗﻛون اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ أو
اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ .وﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ھذا اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺣﺳب اﻟﺗوﺟﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﺎول
ﺿﻐط ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،أو ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﺣوﯾﻼت ﻟﻠطﺑﻘﺎت اﻟﻣﺣدودة اﻟدﺧل؛
-اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﺗﻣﺛل إﯾرادات اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻷﻧﺷطﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺟﺑﺎري ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣوارد أﺧرى ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ،إﯾراد ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﮭﺎ ،وﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
إﯾراداﺗﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻷھداف اﻟﻣراد اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ وذﻟك
إﻣﺎ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻟﻠﺣد ﻣن ذﻟك
اﻟﺟزء اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻼﺳﺗﮭﻼك أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺑﮭدف زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج؛
-اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم :وھﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺳد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣوازﻧﺗﮭﺎ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘروض ﻣن اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أو ﻋن طرﯾﻖ طرح ﺳﻧدات ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل وﺑﻣﻌدﻻت ﻓﺎﺋدة ﻣﻐرﯾﺔ
ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب ،وﯾﺗم ﺑﯾﻊ وﺷراء ھذه اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال .وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻼج اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺈن ھذه
اﻷداة ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﺿﺧم وﻟﮭذا ﻓﻣن أﺟل اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ
ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣد ﻣن ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي.
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ورﻏم أھﻣﯾﺗﮭﺎ ﻓﺈن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻛﺳﺎد أﻛﺑر ﻣن
اﻟﺗﺿﺧم ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧﺳﯾﻖ ﻣﺎ ﺑﯾن أھداف ووﺳﺎﺋل ﻛل ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ
ﺗﺟﻧب اﻟﺗﻌﺎرض واﻟﺗﺿﺎرب ﺑﯾن أھداف ووﺳﺎﺋل ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ،وھذا ﯾﺗطﻠب ﺿرورة اﻟﺗﻧﺳﯾﻖ ﺑﯾن
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد وﺿﻊ أھداف ووﺳﺎﺋل ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ.
73
اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ:
اﻟﻨﻘﻮد و ٔhﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة
ﰲ ﳖﺎﯾﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ [ﻜﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻗﺎدرا ;ﲆ:
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﺪة و ٔhﻧﻮاﻋﻬﺎ
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ ﻣﺮا_ﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ اﻟﺘﻔﺴﲑ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻬﺎ
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ ﳏﺪداﲥﺎ
اﻟﺘﻌﺮف ;ﲆ •ٓhرﻫﺎ ;ﲆ 3ﻗ1ﺼﺎد.
74
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻧﻘود وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة
رﻏم ﻣﺎ ﯾﺛﺎر ﻣن ﺟدل ﺣول ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺷرﯾﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﺳﯾطر
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وأﺳواق اﻟﻧﻘد واﻟﻣﺎل....إﻟﺦ ،وﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺑﯾن ﻣﻔﮭوم
أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة وأﻧواﻋﮭﺎ ،وﺗﻔﺳﯾر أھم اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﮭﺎ ،وأﺧﯾرا ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ وﻛذا اﻟﺟزﺋﻲ ،ﻟﻧﺧﺗم ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ھذا ﺑﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف
اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
.1.5ﻣﻔﮭوم ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة وﺗطوره
ﻟﻘد اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻛذا اﻟﻔﻘﮭﺎء ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ
ﻣرت ﻓﻲ ﺗطورھﺎ ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن.
.1.1.5ﻣﻔﮭوم اﻟﻔﺎﺋدة :ﺳوف ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي واﻟﺷرﻋﻲ واﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻔﺎﺋدة،
وﺳﻧﻧطﻠﻖ ﻣن أن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟرﺑﺎ اﻟﻣﺣرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺳﺗﻌﻣل ﻛﻠﻣﺔ اﻟرﺑﺎ:
أ .ﺗﻌرﯾف اﻟرﺑﺎ ﻟﻐوﯾﺎ :اﻟرﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻدر ﯾﺷﺗﻖ ﻣن اﻟﻔﻌل رﺑﺎ ،أي رﺑﺎ اﻟﺷﻲء ،زاد وﻧﻣﺎ؛
ب .ﺗﻌرﯾف اﻟرﺑﺎ ﺷرﻋﯾﺎ :أﻣﺎ ﺷرﻋﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﺿل ﻣﺎل ﻣﺷروط ﺑﻼ ﻋوض ﻓﻲ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﺎل ﺑﻣﺎل وھو
ﻛل زﯾﺎدة ﻻ ﺗﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋوض ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻣﺎل ﺑﻣﺎل ﻣن ﺟﻧﺳﮫ؛
ج .ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﺎﺋدة اﺻطﻼﺣﺎ :ﻟﻘد اﺧﺗﻠف ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻣن ﺟﮭﺔ ﻷﺧرى ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﻟن
ﻧدﺧل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت واﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت اﻟﻣوﺟدة ﺑﯾﻧﮭﺎ ،وﻧﻣر إﻟﻰ إﻋطﺎء ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺟم
أھم اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة:
-ھﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾدﻓﻌﮫ اﻟﻣﻘﺗرض ﻟﻘﺎء اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻘرض ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﯾﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن أﺻل اﻟﻘرض؛
-ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻟﺛﻣن اﻟﻣدﻓوع ﻟﻘﺎء اﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻧﻘدي؛
-ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرﻓت ﻣن آﺧرون ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺛﻣن اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺣﺎﺿرة ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،أي ﺛﻣن
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﺧل أﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل؛
-ﻛﻣﺎ ﻋرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺛﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻘود.
وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺗﻌﺎرﯾف ھو اﺗﻔﺎﻗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺣﺗﺳب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي
ﻣﻌﯾن ،ﯾﻌﺗﺑر ﻗرﺿﺎ ،وھﻲ ﺗﻣﺛل ﻋﺎﺋدا ﻟطرف وﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟطرف آﺧر .وھﻲ ﺗدﻓﻊ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﺳﺗﺧدام اﻟﻘرض ﺳواء رﺑﺣﺎ أو ﺧﺳﺎرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر.
.2.1.5ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻔﺎﺋدة :ﻣوﺿوع اﻟﻔﺎﺋدة ﻗدﯾم ،وﻗد ﻣر ﻓﻲ ﺗطوره ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ھﻣﺎ:
75
أ .ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧظرة اﻟدﯾﻧﯾﺔ :ﻗﺑل أن ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺗﻐﯾر اﻗﺗﺻﺎدي ﯾدرس وﯾﺷﻐل ﺣﯾزا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ ﻧظرة ﻟﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻧﺟد:
-اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ :رﻏم أن اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ اﻋﺗراھﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺣرﯾف واﻟﺗزﯾﯾف ،وﻣن ذﻟك أن
اﻟﯾﮭود ﯾﺣرﻣون اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟرﺑﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﺟﻧﺳﮭم وﻟﻛﻧﮭم ﯾﺑﯾﺣوﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﻏﯾر اﻟﯾﮭودي ،إﻻ أن اﻟﻘرآن
اﻟﻛرﯾم ﻗد ﺑﯾن أن اﻟﯾﮭود ﻗد ﺣرﻣت ﻋﻠﯾﮭم اﻟرﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوراة ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻵﯾﺗﯾن 160و 161ﻣن
اَ ِhﻛ ِﺛ ً
ﯾرا ﻋ ْن َ
ﺳﺑِﯾ ِل ﱠ ﺻ ِدّ ِھ ْم َ ت أ ُ ِﺣﻠﱠ ْ
ت َﻟ ُﮭ ْم َو ِﺑ َ ط ِﯾّﺑﺎ ٍ ظ ْﻠ ٍم ِﻣنَ اﻟﱠذِﯾنَ ھﺎدُوا َﺣ ﱠر ْﻣﻧﺎ َ
ﻋﻠَ ْﯾ ِﮭ ْم َ ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء } َﻓﺑِ ُ
76
-ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻘﺻﯾر اﻷﺟل :واﻟذي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي؛
-ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟطوﯾل اﻷﺟل :واﻟذي ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ ﻓﻲ ﺳوق رؤوس اﻷﻣوال.
.4.2.5ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﮫ :وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن:
-ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم :وھو ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣطﺑﻖ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك؛
-ﺳﻌر اﻟﺧﺻم :وھو ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣطﺑﻖ ﻣن اﻟﺑﻧوك ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼء.
.5.2.5ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣﯾل :وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن:
-أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣدﯾﻧﺔ :وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻣودﻋﯾن؛
-أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة داﺋﻧﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن.
.6.2.5أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب اﻟﻧطﺎق اﻟﺟﻐراﻓﻲ :وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن:
-أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻣﺣﻠﯾﺔ :وھﻲ أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﺣدود اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟواﺣد؛
-أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة دوﻟﯾﺔ :وھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗد ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت أﺧرى ﻣﺛل ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ أﺳواق
اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻼﯾﺑور وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ أذوﻧﺎت اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ...اﻟﺦ.
.7.2.5أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب طرﯾﻘﺔ ﺗﺳدﯾدھﺎ :وھﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن:
-ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم :وھﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﯾﺗم ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻣن أﺻل اﻟﻘرض ﻣﺳﺑﻘﺎ؛
-ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻣدﻓوﻋﺔ ﻻﺣﻘﺎ :وھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺳدﯾدھﺎ ﻋﻧد ﺗوارﯾﺦ ﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻣﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﻋن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق أو ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ.
.3.5اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة
.1.3.5اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى اﻟﺗﺟﺎرﯾون :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺟﺎرﯾون ﻣن اﻷواﺋل اﻟذﯾن ﺗﻛﻠﻣوا ﻋن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻓﺎﻟﺛروة
ﺣﺳﺑﮭم ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺻدر ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ أﻛﺛر
ﻣﻣﺎ ﺗﺳﺗورد ﻣﻧﮭم ﻓﺈن ھذا اﻷﻣر ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ دﺧول اﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗزﯾد ﺛروﺗﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس رأى اﻟﺗﺟﺎرﯾون أﻧﮫ ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﺎﺋﻘﺎ
أﻣﺎم ھذا اﻟﮭدف ،ﺣﯾث:
-ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﻧﺧﻔﺿﺎ ﻛﺛﯾرا ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وزﯾﺎدة
اﻟﺗوظﯾف ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ أھم ﻋﺎﻣل
إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،ﻓﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗورد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﯾﻘل اﻟطﻠب
اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ ،وﯾﺗراﺟﻊ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري وﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﺧروج اﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ؛
-أن ﻻ ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﻧﺧﻔﺿﺎ ﺟدا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑذﻟك اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟدول اﻷﺧرى ،وھو ﻣﺎ
ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﻟﻠﺧروج ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﺎﺟزا ﻧﺗﯾﺟﺔ
77
ﺧروج اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ.
.2.3.5اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ :ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺎظم دور اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ وظﮭرت ﻓﻲ ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻧظرﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺑرر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﺎدﯾﺔ وواﻗﻌﯾﺔ ،وﻣﻧﺗﻘدة أﻓﻛﺎر ﺗﺣرﯾم اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،ﻣن اﺑرز ﻣﻔﻛرﯾﮭﺎ ادم
ﺳﻣث ،رﯾﻛﺎردو و ﻣﺎﻟﺗس...اﻟﺦ .ﺗﻣﺛل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى آدم ﺳﻣث ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﻘرض ﻋن رﺑﺢ ﻛﺎن ﺳﯾﺣﺻل
ﻋﻠﯾﮫ ﻟو اﺳﺗﺛﻣر ﻣﺎﻟﮫ وﻟم ﯾﻘرﺿﮫ إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ،واﻟﻔﺎﺋدة ﺿﻣن ھذا اﻟﻣﺿﻣون ﺗﻣﺛل وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻏراء
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻐﯾل ﻣﺎﻟﮫ ﺑدﻻ ﻣن اﻛﺗﻧﺎزه ،وﯾﺷﺗرك رﯾﻛﺎردو ﻣﻊ ادم ﺳﻣﯾث ﻓﻲ ﻓﻛرة أن
اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺎل ﺳوف ﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻟذﻟك ﻓﻣن ﺣﻖ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل اﺧذ ﺣﺻﺔ ﻣﻧﮫ ،وأن ﻏﯾﺎب اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻔزات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .واﻟﻛﻼﺳﯾك اﻟذﯾن ﺗﻛﻠﻣوا ﻋن اﻟﻔﺎﺋدة ﻛﺛﯾرون ،وﻋﻠﻰ
اﺧﺗﻼف ﻣﺷﺎرﺑﮭم واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﺣﻠﻠون ﻓﻲ ﺿوﺋﮭﺎ ﻓﻘد اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ أن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
ﻣﺗﻐﯾر ذو طﺎﺑﻊ ﺣﻘﯾﻘﻲ وﻟﯾس ﻧﻘدي ،وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻠك اﻟﻌﻼوة أو اﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﻟﻸﻓراد
ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﮭم ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺗﺄﺟﯾل اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻣن طرﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻣﻣﺎ ﯾوﻓر
ﻣدﺧرات ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن رأس اﻟﻣﺎل وﺗﻛون ﻣﺳﺗﻌدة ﻟدﻓﻊ ھذه اﻟﻌﻼوة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮭﺎ
ﺗﺿﺣﻲ ﺑﺑﻌض اﻟﻧﻘود اﻟﯾوم ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳﺑﮭم
ﯾﺗﺣدد ﺑﺗﻘﺎطﻊ داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر أي ﻋرض رؤوس اﻷﻣوال ﻣﻊ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أي اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ رؤوس
اﻷﻣوال وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗوازﻧﻲ ھو اﻟذي ﯾﺣﻘﻖ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ .وﻣن أھم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﮭت ﻟﮭذه
اﻟﻧظرﯾﺔ ﻧذﻛر:
-ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻻ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑل ھﻣﺎ ﻋﺎﻣﻼن ﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻋواﻣل أﺧرى؛
-ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﺿﻣن أن اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗﮭﻠك وﺗدﺧر ﺗوﺟﮫ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻓﻘد ﺗﻛﺗﻧز وﻻ ﺗدﺧل ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ
ﻟﻠدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻗد ﯾﺗم اﻗﺗﻧﺎﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﺻول ﻣﺎدﯾﺔ دون ﻣرورھﺎ ﻋﺑر اﻟوﺳطﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن؛
-اﻟﻛﻼﺳﯾك أﻛدوا ﻋﻠﻰ أن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻏﯾر أن اﻟﻔﺎﺋدة ﺗدﻓﻊ ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘروض اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ؛
-اﻻدﺧﺎر ﻻ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻘط ،ﺑل ھﻧﺎك ﻋواﻣل أﺧرى ﻛﺎﻟدﺧل واﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد
ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾرھﺎ أﻛﺑر ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮫ.
.3.3.5اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة :إن ﺣدوث اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1929م ،واﻧﺗﺷﺎر
اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗراﺟﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ آﻧذاك وﻋدم ﻗدرة اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت واﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ،واﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻟﺧﻔض
ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة وﺗﺷﻐﯾل اﻵﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟم ﯾﺧرﺟﮭﺎ ﻣن ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻛﺳﺎد ،ﺑل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض
78
اﻟﻧﻘدي ﻛﺎن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﯾزﯾد ﺑدل أن ﺗﺗﺣول إﻟﻰ طﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وھو ﻣﺎ ﺷﺟﻊ
ﻋﻠﻰ ظﮭور اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻛﻧزﯾﺔ .ﻓﻛﯾﻧز ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل وھو ﻣﻌدل اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ،وﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب ﻛﯾﻧز ﻣﺗﻐﯾر ﻧﻘدي ﯾﻣﺛل ﺛﻣن اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺳﯾوﻟﺔ أو اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
دﺧل أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،أو ھﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻋدم اﻻﻛﺗﻧﺎز ﻷن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﯾوﻟد أي دﺧل،
وﯾﺗﺣدد ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى ﻛﯾﻧز ﺑﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺣﯾث:
-ﻋرض اﻟﻧﻘود :وھﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ أو اﻟﻣﺗواﻓرة ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
وﺗﺣدد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﺗﺷﻣل ﻣﺧﺗﻠف وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ واﻟوداﺋﻊ
اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،وھﻲ ﺣﺳﺑﮫ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﻣروﻧﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة؛
-اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﺎﻣل ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
وھﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺣورا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟطﻠب اﻟﻧﻘود ،ﺣﯾث ﯾﻔﺿل اﻷﻓراد اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺛروة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻧﻘود ﺳﺎﺋﻠﺔ
ﻷﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ،ﺻﻧﻔﮭﺎ ﻛﯾﻧز إﻟﻰ ﺛﻼث دواﻓﻊ:
• داﻓﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت :ﺗﺣﺗﻔظ اﻟﺷرﻛﺎت واﻷﻓراد ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻣن اﻟﻧﻘود ﺑﻐرض اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﯾوﻣﯾﺔ؛
• داﻓﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎط :ﺗﺣﺗﻔظ اﻟﺷرﻛﺎت واﻷﻓراد ﺑﺎﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑداﻓﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗطورات
واﻷﺣداث اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺳواء اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻌرف ﻣﻘدارھﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻛﺎﻷﻣراض واﻟوﻓﺎة
واﻟﻣﺷﺎﻛل...اﻟﺦ؛
• داﻓﻊ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ :ﺗﺣﺗﻔظ اﻟﺷرﻛﺎت واﻷﻓراد ﺑﺎﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾﻖ أرﺑﺎح ﻣن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
ﺑﺷراء وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ اﻟﺳوق.
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﺈن ﻛﯾﻧز ﯾرى أن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ھو ﻣﺗﻐﯾر ﻧﻘدي ﯾﻣﺛل اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن
ﺳﯾﺗﻧﺎزﻟون ﻋن ﺳﯾوﻟﺗﮭم اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻐرض ﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻋدم اﻻﻛﺗﻧﺎز ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
أﻋطﻰ ﻟﻠﻧﻘود دورا ﻣﮭﻣﺎ وﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟم ﺗﻌد ﻣﺟرد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺑﺎدل .وﻗد ﺗﻌرﺿت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎد ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
– اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻣﺗﻐﯾر ﺧﺎرﺟﻲ ،ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻲ ﻣطﻠﻖ اﻷﺣوال ﻓﺎﻟﺑﻧوك ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻘروض
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ؛
– اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ؛
– ﻟﯾس ﻛل إﻗراض ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھو ﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﻧوك ﻗد ﺗﻘرض
ﻣن ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻣﺛﻠﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﺳﺗداﻧﺔ؛
79
– أھﻣﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ورﻛزت ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وھﻣﺎ ﻣرﺗﺑطﺎن وﻻ ﯾﻣﻛن
ﻓﺻﻠﮭﻣﺎ؛
– ﺗﺟﺎھﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻧﺻر اﻻدﺧﺎر ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ورﻛزت ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ؛
– ﻣﺻﯾدة اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻛﯾﻧز ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود وﻋدم إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ھﻲ ظﺎھرة ﺗﺧص
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﯾﺷﮭﺎ ﻛﯾﻧز وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌﻣﯾﻣﮭﺎ؛
– ﺑﯾﻧت اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻛﺳﺎد ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺣﯾث اﻧﺧﻔض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ أدﻧﻰ
ﻣﺳﺗوى ﻟﮫ ،دون أن ﯾﻛون ﻣﺗراﻓﻘﺎ ﺑﺣدوث اﻟﺗﻔﺿﯾل اﻟﻧﻘدي؛
– أھﻣل ﻛﯾﻧز ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل رﻏم أن ھذا اﻷﺧﯾر ﻟﮫ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻓﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﺗوازﻧﻲ ﯾﺗﺣدد ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى دﺧل ﻣﺣدد وﻋﻧد ﺗﻐﯾره ﯾﺗﺣرك ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة.
.4.3.5ﻧظرﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻗراض :وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﻧظرﯾﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وھﻲ
ﺗﺣﺳﯾﻧﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺈﻋطﺎﺋﮭﺎ اﻟﻧﻘود دورا ﺣﯾوﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ظﺎھرة اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ اﻟﺳوق .ﯾﺗﺣدد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﻣوﺟب ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘﻖ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎدل ﺑﯾن طﻠب وﻋرض اﻷرﺻدة اﻟﻣﻌدة ﻟﻺﻗراض ،ﻟذا ﻓﺎن اﻟﺗذﺑذﺑﺎت ﻓﻲ ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟطﻠب أو اﻟﻌرض ﻟﻸرﺻدة اﻟﻣﻌدة ﻟﻺﻗراض .ﺗﺄﺧذ ھذه
اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ وﺗﻌﺗﺑره ﯾﻣﺛل ﺟزء ﻣن ﺣﺟم اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ وﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻛﻣﺎ وﺗﮭﺗم ﺑﺎﻻﻛﺗﻧﺎز وﺗﻌﺗﺑره ﻋﺎﻣل ﻣؤﺛر وﯾﻣﺛل ﺟزء ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة اﻟﻣﻌدة
ﻟﻺﻗراض ،وﻟﮭذا ﺗرى ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ أﻧﮫ وﻓﻲ ظل ﺛﺑﺎت اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة اﻟﻣﻌدة ﻟﻺﻗراض ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك أن ﺗﺗدﺧل وﺗزﯾد ﻣن ھذه اﻷرﺻدة ﻟﻛﻲ ﺗدﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻼﻧﺧﻔﺎض ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن
ﺗﺧﻔض ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،أﻣﺎ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة ﻓﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﻋواﻣل ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر .و رﻏم أن اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﯾرون أن ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ
واﻟﻛﻧزي إﻻ أن أھم اﻧﺗﻘﺎد ورد ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھو اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻌﺎﻣل اﻟوﺣﯾد اﻟﻣؤﺛر
ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر وأھﻣﻠت ﺗﺄﺛﯾر ﻋواﻣل أﺧرى ﻣﺛل ﻋﺎﻣل اﻻﺣﺗﯾﺎط ،واﻋﺗرض آﺧرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ
ﺟﻣﻌت ﺑﯾن ﻋواﻣل ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﺛل اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻊ ﻋواﻣل ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺛل اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ وﺗﻔﺿﯾل
اﻟﺳﯾوﻟﺔ.
.5.3.5اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدوﯾﺔ :ﻟم ﯾﻔرد ﻣﯾﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن راﺋد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدوﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ،وإﻧﻣﺎ ﺗﻛﻠم ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌرض ﻧظرﯾﺗﮫ ﻟﻠطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،ﻓﺎﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺣﺳﺑﮫ ﯾرﺗﺑط
ﺑﺗوزﯾﻊ ﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل اﻟﺛروة ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،وھذه اﻟﻌواﺋد اﺛﻧﺎن ﻣﻧﮭﺎ ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة وھﻲ ﻋﺎﺋد اﻟﺳﻧدات وﻋﺎﺋد اﻷﺳﮭم ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛﻠم ﻋن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻌﺎم ،وﺣﺳﺑﮫ ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
80
ﯾﺗﺣدد ﺑﺗﻼﻗﻲ ﻗوى ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ .ﻓﻌﻧد ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
وﻋﻠﻰ ﻓرض أﻧﮭﺎ ﻟﻠزﯾﺎدة ﺳوف ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة:
أ .أﺛر اﻟﺳﯾوﻟﺔ :اﻷﺛر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟزﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ھو اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر
اﻟﺳﻧدات ،ﻋﻧد ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻌودة ﺑﮭﯾﻛل ﺛروﺗﮭم إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺳﺎﺑﻖ ﻗﺑل ﺗﻐﯾر
اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ،وھذا اﻷﺛر ﺣﺳﺑﮫ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﯾزول ﻻﻧﺗﻘﺎل ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
وﺗﻌود أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﻣﺟددا وذﻟك ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟدﺧل؛
ب .أﺛر اﻟدﺧل :إن زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﺗﻌﻧﻲ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻧﻘدي ﻟﻸﻓراد ،واﻟذي ﯾﻛون ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة
اﻟﻘﺻﯾرة ﻋن زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺎت وزﯾﺎدة اﻷﺳﻌﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزداد اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﻣﻧﮫ ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﻘود وﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻺﻗراض ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ دﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع
وﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗواھﺎ اﻟﺳﺎﺑﻖ ﻗﺑل زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ،وھذا اﻻرﺗﻔﺎع
ﺳﯾﺗدﻋم أﻛﺛر ﻣﻊ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺣول اﻷﺳﻌﺎر؛
ج .أﺛر اﻟﺗوﻗﻌﺎت :إن ظﮭور اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺳوف ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن إﻟﻰ ﺗوﻗﻊ
ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻣﻘرﺿﯾن إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة اﺳﻣﻲ ﯾﻔوق ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺗوﻗﻊ ،وﻣﻧﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣوﺟب ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺣﺳب ﻓرﯾدﻣﺎن ﻓﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﺳوف ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻘﺻﯾرة وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻣﻊ ظﮭور اﻟﺗﺿﺧم وﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ أن ﺗﻔوق
ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم.
ورﻏم أھﻣﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى ﻓرﯾدﻣﺎن إﻻ أﻧﮫ وﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻟم ﯾﺧﺻﮭﺎ ﺑﻧظرﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ
ﺑذاﺗﮭﺎ وإﻧﻣﺎ ﺗطرق إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌرض ﻧظرﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،وھذا ﯾﻌﺑر ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌطﮭﺎ
اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻧﻘدي ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻷن أﻓﻛﺎره ﻓﻲ ھذا
اﻟﻣﺟﺎل ھﻲ اﻣﺗداد ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾرى أن اﻟﻧﻘود ﺣﯾﺎدي وﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
.1.4.5اﻟﻣﺣددات اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة :ﺗؤﻛد اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﺄﺛر
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ:
81
-ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾؤﺛر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻزدھﺎر ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﺛر ﺑﺻورة وﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻔواﺋد .إن
ﻣرور اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣرﺣﻠﺔ رﻛود أو ازدھﺎر ھو ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﺗﺟﺎه ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ،
ﻓﺎﻟﺧروج ﻣن اﻟرﻛود ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر؛
-اﺗﺟﺎه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :إن اﺗﺟﺎه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھو ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﺳﻌر اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻟﻠﻔﺎﺋدة،
ﻓﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻟرﻓﻊ ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣد ﻣن
ﻧﻣو اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺧم؛
-ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم :وﯾﻌﺗﺑر ﻣن أھم اﻟﻌواﻣل ﻓﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌﻧﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻠوﺻول
إﻟﻰ ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣوﺟﺑﺔ؛
-ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن :إن اﺗﺟﺎه اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن أﺟل ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘرض ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ
ﻣﻣﻛﻧﺔ ،واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻏﺑﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﻘﯾﯾد اﻻﺋﺗﻣﺎن؛
-اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺗؤدي اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دورا ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺳﻠوك ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﺧﻼل
ﺣﺟم اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ،ﻓزﯾﺎدة اﻟﻌﺟز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣﻌﻧﺎه ﻟﺟوء اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻟﻼﻗﺗراض وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ
ﻣزاﺣﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﻓﺗدﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ؛
-ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل :ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﮭذا ﻣﻌﻧﺎه اﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻟﺧﺎﻟﻘﺔ ﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ؛
-ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﻣرﻏوﺑﺔ :ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﻣرﻏوﺑﺔ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺣد ﻣن ﻧﻣو اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻟﺧﻠﻖ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ أﻛﺑر؛
-درﺟﺔ ﺗطور اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺎﻟﻲ :ﻛﻠﻣﺎ اﻣﺗﻠﻛت اﻟدوﻟﺔ أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻓﮭذا اﻷﻣر
ﯾﺟﻌل ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳﺎس ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻣن ظروف اﻟطﻠب واﻟﻌرض ﻋﻠﻰ أدوات اﻟدﯾن
واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﮭﺎ ﺳواء ﻣن ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻘﯾﻣﯾن أو ﻏﯾر ﻣﻘﯾﻣﯾن؛
-وﺿﻊ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت :ﯾﺗﺄﺛر ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﺑوﺿﻌﯾﺔ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،وذﻟك ﻣن اﻟﺟواﻧب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
82
إذا ﻛﺎن ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻗدرات ﺗﺻدﯾرﯾﺔ وارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﺈن ھذا ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع
أﺳﻌﺎر ﺻﺎدراﺗﮭﺎ وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ أﻗل ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء ﻟﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻠب
اﻷﺟﻧﺑﻲ؛
إذا ﻛﺎن ﻟﻠدوﻟﺔ أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻓﺈن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺟذب
اﻟﻣزﯾد ﻣن رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣرﺗﻔﻊ واﻷﻣﺎن.
-أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ :ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل
واﻹﻋﻼم ﻓﺈن ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ أھم اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ،
وﯾزداد ﺗﺄﺛﯾر ھذا اﻷﻣر ﻛﻠﻣﺎ زادت درﺟﺔ ﺗراﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻓﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ ﺑﻌض
دول اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺗﺗﻐﯾر ﻟﺗﻐﯾر ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة اﻟﺑﻧك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻔدراﻟﻲ ﻧظرا ﻻرﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﺗراﺑط ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ؛
-ﺳﻌر اﻟﺻرف :ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﺈن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ ،ﻓﻔﻲ ظل اﻣﺗﻼك اﻟدوﻟﺔ
ﻷﺳواق ﻧﻘدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻣن ﻋﻣﻠﺗﮭﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل رؤوس اﻷﻣوال ﺗﺧرج ﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻓﯾﻧﺧﻔض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺗﮭﺎ،
وﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﻋن ارﺗﻔﺎع اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﺗﺟذب رؤوس اﻷﻣوال ﻓﺗرﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة.
-ﻣﺳﺗوى اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ :إذا ﻛﺎن اﻻدﺧﺎر أﻗل ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺈﻧﮫ ﻣن ﺑﯾن
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺧذ ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ھو رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،رﻏم أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺑﯾﻧت أن اﻻدﺧﺎر
داﻟﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻗد ﯾﺟﻌل اﻻدﺧﺎر ﻻ ﯾرﺗﻔﻊ ﺣﺗﻰ وﻟو
ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،وﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻗل ﻣن اﻻدﺧﺎر؛
-ﻣﺳﺗوى ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ :إذا ﻛﺎن ﻋرض اﻟﻧﻘود أﻛﺑر ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺈن ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ﺳوف ﯾﻧﺧﻔض ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
.2.4.5اﻟﻣﺣددات اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة :ﺑﻌد ﺗﺣدﯾد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻷدﻧﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ ﻓﺈن ﻛل ﺑﻧك أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوع ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﺳوف
ﺗﺣدد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﺳﺗﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ،أھﻣﮭﺎ:
-ﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣواردھﺎ ﻛﺑﯾرة ﻓﮭذا ﯾزﯾد ﻣن ﻣﻘدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﻔض ﻣن ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدﺗﮭﺎ ﻻﺟﺗذاب اﻟﻣزﯾد ﻣن طﺎﻟﺑﻲ اﻟﻘروض؛
-ﺣﺟم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ :ﻛﻠﻣﺎ ﻣﺎل ﺣﺟم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺑر ﻓﮭذا ﻣﻌﻧﺎه ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻓﺎﺋدﺗﮭﺎ؛
-ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ :ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﮭذا ﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﯾس ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻷﻧﮭﺎ ﺳوف ﺗواﺟﮫ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ،
83
وﻛذا ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻗراض اﻟﺟدﯾدة وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ رﻓﻌﮭﺎ ﻟﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
ﺣﺗﻰ ﺗﺣد ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض؛
-ﻣﺳﺗوى اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن :إن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ھو ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﺻﻐﯾرا ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳوف
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺟﺗذاﺑﮫ ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻛﺑﯾرا ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة؛
-درﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ :ﻛﻠﻣﺎ زاد ﻋدد ﻣﻘدﻣﻲ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﮭذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﺗﻛون ﻋﻠﻰ
أﺷدھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ،وھذا ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺗوى اﻟﻔﺎﺋدة ،واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺎﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳوق ﻣن
ﻗﺑل ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻔرض اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺧدﻣﮭﺎ.
.5.3ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
رﻏم اﻟﺟدل اﻟداﺋر ﺣول ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻊ ﻛل أزﻣﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺻﯾب اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﮭﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷدوار ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﮭﺎ ﻓﻲ:
ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﮫ ظروف ﻛل اﻗﺗﺻﺎد؛
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ دﺧول رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ؛
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل ﺗﺿﺧم وﺳﻌر ﺻرف ﻣﺳﺗﻘرﯾن؛
ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أھم أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي؛
أﻧﮫ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣﻛوﻣﺔ؛
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
84
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي
01 .1.1ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻘود وأﺷﻛﺎﻟﻬﺎ
01 .1.1.1ﻣراﺣل ظﻬور اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي
03 .2.1.1ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود
03 .3.1.1أﻧواع اﻟﻧﻘود
05 .2.1وظﺎﺋف اﻟﻧﻘود
05 .1.2.1اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود
05 .2.2.1اﻟوظﺎﺋف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻧﻘود
06 . 3.1اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :اﻟﺗﻌرﯾف واﻷﻧواع
06 .1.3.1اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻧﻘود
07 .2.3.1أﻧواع اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
09 .3.3.1أﻣﺛﻠﺔ ﻋن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول
11 .4.1ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
11 .1.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج
12 .2.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ
12 .3.4.1اﻟذﻣم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
12 .4.4.1اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﺗﺣذف
13 .5.1اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻠﻌرض اﻟﻧﻘد
13 .1.5.1ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘدي
16 .2.5.1ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺟزء
18 .6.1ﺗطﺑﯾﻘﺎت
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود
22 .1.2ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ووظﺎﺋﻔﻪ
22 .1.1.2ﻧﺷﺄة اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ
23 .2.1.2وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
24 .3.1.2ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
28 .3.2ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ
28 .1.3.2ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧوك
85
29 .2.3.2أﻧواع اﻟﺑﻧوك
30 .3.3.2وظﺎﺋف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
31 .4.3.2ﻣوارد واﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
34 .5.3.2أﻫم اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻗطﺎع اﻟﺑﻧوك
36 .4.2دور اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود
36 .1.4.2آﻟﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻣن طرف ﺑﻧك ﻣﻧﻔرد
39 .2.4.2ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود
40 .2.4.2ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر
.1.3اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر
44 .1.1.3ﺗﻌرﯾف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود
45 .2.1.3ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر
45 .3.1.3اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر
46 .4.1.3اﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ وﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻬﺎ
47 .2.3أﺛر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود.
47 .1.2.3ﻣﺿﻣون اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ
49 .2.2.3ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺑﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺑﺎدل ﻟﻔﯾﺷر
51 .3.2.3ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ وﻓق ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻷرﺻدة
53 .4.2.3ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ
54 .3.3اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر ﻟدى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ
54 .1.3.3ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻧزي
55 .2.3.3اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻧد ﻛﯾﻧز
56 .3.3.3أﺛر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر
58 .4.3اﻟﻧﻘود واﻷﺳﻌﺎر ﻟدى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ
58 .1.4.3ﺗﻌرﯾف اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻟدى ﻓرﯾدﻣﺎن
59 .2.4.3ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر
60 .3.4.3ﺗﺄﺛﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
63 .1.4ﻣﻔﺎﻫﯾم أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﺿﺧم
63 .1.1.4ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺿﺧم
86
64 .2.1.4أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم
67 .2.4اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻠﺗﺿﺧم
67 .1.2.4ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم
69 .2.2.4اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي
70 .3.2.4اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدوﯾﺔ
71 .4.2.4ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑﻧﯾوﯾون ﻟﻠﺗﺿﺧم
72 .3.4أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم وآﺛﺎرﻩ
72 .1.3.4أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم
73 .2.3.4اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم
77 .4.4ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم
77 .1.4.4اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم
87 .2.4.4اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻧﻘود وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة
92 .1.5ﻣﻔﮭوم ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة وﺗطوره
92 .1.1.5ﻣﻔﻬوم اﻟﻔﺎﺋدة
93 .2.1.5ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻔﺎﺋدة
94 .2.5أﻧواع ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة
95 .3.5اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة
95 .1.3.5اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى اﻟﺗﺟﺎرﯾون
96 .2.3.5اﻟﻔﺎﺋدة ﻟدى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ
97 .3.3.5اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
99 .4.3.5ﻧظرﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻗراض
99 .5.3.5اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدوﯾﺔ
101 .4.5ﻣﺣددات ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة
101 .1.4.5اﻟﻣﺣددات اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
103 .2.4.5اﻟﻣﺣددات اﻟﺟزﺋﯾﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
104 .5.3ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
105 اﻟﻔﮭرس
110 اﻟﻣراﺟﻊ
87
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
أوﻻ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
-أﺣﻣد أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺔ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘود واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ.2001 ،
-أﺳﺎﻣﺔ ﻛﺎﻣل ،ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺣﺎﻣد ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك .ﻣؤﺳﺳﺔ ﻟورد اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺷؤون اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺑﺣرﯾن،
.2006
-أﺳﺎﻣﺔ ﷴ اﻟﻔوﻟﻲ ،ﻣﺟدي ﻣﺣﻣود ﺷﮭﺎب ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﺑﯾروت.1999 ،
-إﺳﻣﺎﻋﯾل ﷴ ھﺎﺷم ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﺣدﯾث ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ -ﻣﺻر.2001 ،
-اﻟﺑﻛري أﻧس ،ﺻﺎﻓﻲ وﻟﯾد ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻖ ،دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻋﻣﺎن.2002 ،
-اﻟﺳﯾد ﻣﺗوﻟﻲ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر ،ﻋﻣﺎن .2010
-أﻛرم ﺣداد ،ﻣﺷﮭور ھذﻟول ،اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺻﺎرﯾف -ﻣدﺧل ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ وﻧظري ،ط ،1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن،
.2005
-ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ط ،2دار اﻟﻣﻧﮭل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن.2009 ،
-ﺟﻣﺎل ﺑن دﻋﺎس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟوﺿﻌﻲ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
-ﺟﻣﺎل ﺧرﯾس ،وآﺧرون ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،ط ،1دار اﻟﻣﺳﯾرة ،ﻋﻣﺎن -اﻷردن.2002 ،
-ﺣرﺑﻲ ﷴ ﻣوﺳﻰ ﻋرﯾﻘﺎت ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد) اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻠﻲ( ،ط ،1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن :اﻷردن،
.2006
-ﺣﺳﯾن ﺑن ھﺎﻧﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،ط ،1دار اﻟﻛﻧدي ،ﻋﻣﺎن -اﻷردن.2002 ،
-ﺣﻣدي ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻛر اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟدار
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر .2007
-رﺣﯾم ﺣﺳﯾن ،اﻟﻧﻘد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻐرﺑﻲ ،ط ،1دار اﻟﻣﻧﺎھﺞ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن :اﻷردن.2006 ،
-زﯾﻧب ﻋوض ﷲ ،أﺳﺎﻣﺔ ﷴ اﻟﻔوﻟﻲ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،
ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن.2003 ،
-ﺳﻣﯾر ﻓﺧري ﻧﻌﻣﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺻرف وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة واﻧﻌﻛﺎﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت،
دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2011 ،
88
-ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ط ،1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
.2005
-ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ) اﻟﻣﻔﮭوم اﻷھداف ،اﻷدوات ( ،ط ،1دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎھرة،
.2005
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﯾﺳرى أﺣﻣد ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ -ﻣﺻر.2008 ،
-ﻋﺑد ﷲ اﻟطﺎھر ،ﻣوﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﯾل ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ط ،2ﻣرﻛز ﯾزﯾد ﻟﻠﻧﺷر.2006 ،
-ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل ﺟزﺋﻲ وﻛﻠﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007 ،
-ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك )اﻷﺳﺎﺳﯾﺎت واﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺎت( .اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2009 ،
-ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم اﻟﺳﯾد ﻋﻠﻲ ،ﻧزار ﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﺳﻰ ،اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺻﺎرف واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .ط ،1دار اﻟﺣﺎﻣد
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن :اﻷردن.2004 ،
-ﻋﺎدل اﺣﻣد ﺣﺷﯾش ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓﻲ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة.2004 ،
-ﻏﺎزي ﺣﺳﯾن ﻋﻧﺎﯾﺔ ،اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ -ﻣﺻر.2006 ،
-ﻣﺟدي ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم واﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر،
اﻟﻘﺎھرة -ﻣﺻر.2002 ،
-ﻣﺟدي ﻣﺣﻣود ﺷﮭﺎب ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺎل -اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة،
.2002
-ﻣﺣب ﺧﻠﺔ ﺗوﻓﯾﻖ ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓﻲ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻧظرﯾﺎت ،ط ، 01دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2011 ،
-ﷴ ﻋزت ﻏزﻻن ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺻﺎرف ،ط ،1دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن.2002 ،
-ﷴ ﻣﺣﻣود ﻋطوة ﯾوﺳف ،ﻋﺻﺎم اﻟدﯾن اﻟﺑدراوي اﻟﺑرﻋﻰ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك -اﻟﻧظرﯾﺎت،
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت.2007 ،
-ﻣﻔﯾد ﻋﺑد اﻟﻼوي ،ﻣﺣﺎﺿرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﺑدون طﺑﻌﺔ ،دار ﻣزوار،اﻟﺟزاﺋر
.2007
-ﻣﻧﯾر إﺳﻣﺎﻋﯾل أﺑو ﺷﺎور و أﻣﺟد ﻋﺑد اﻟﻣﮭدي ﻣﺳﺎﻋدة ،ﻧﻘود و ﺑﻧوك ،ط ،01ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن .2011
-ﷴ اﻟﻌرﺑﻲ ﺳﺎﻛر ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،1دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎھرة.2006 ،
-ﷴ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘرﯾﺷﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك .ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ و إﺛراء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.2009 ،
89
.2008 ، اﻷردن- ﻋﻣﺎن، دار زھران، اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺻﺎرف واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ، ﻧﺎظم ﷴ ﻧوري اﻟﺷﻣري-
، دار اﻟﻣﻧﮭل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ، 01 ط،( اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ) ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻧﻘدﯾﺔ و ﻣﺎﻟﯾﺔ، وﺳﺎم ﻣﻼك-
.2000 ،ﺑﯾروت
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ:ﺛﺎﻧﯾﺎ
- André Chaineau, qu'est ce que la monnaie, 2eme édition, Economica, Paris, 1997.
- Antoine Gentier, Economie bancaire, Publibook, 2003.
- Bernard Bernier α Yves Simon, initiation a la macro-économie, 7eme édition, Dunod, 1998.
- Bernard Landrais, le monétarisme, Economica, 1987.
- Bernard Landais, Leçons de politique monétaire, 1ere édition , De Boeck, 2008.
- Cristain Ottavj, monnaie et financement de l'économie, hachette, 1995.
- Daniel Szpiro, Économie monétaire et financière, 1ere édition , De Boeck, 2009.
- Dumas Benjamin , la monnaie et les banques dans l'économie, Educa Vision , 2005.
- Gérard Bramoulle α Dominique Augey, économie monétaire, Dalloz, 1998.
- Gérard Marie Henry, le monétarisme, Armand Colin, 1998.
-Gilles Jacoud, la monnaie dans l'économie, 3eme édition, Nathan, 1998.
- J.-L. Bailly, G. Caire, A. Figliuzzi, V.Lelievre, Économie monétaire et financière, 2e édition,
Breal, 2006.
- Mongi Smaili, Économie Monétaire Et Financière, Editions universitaires européennes EUE,
2011.
- Paul-Jacques Lehmann, La politique monétaire: institutions, instruments et mécanismes,
LAVOISIER,2011.
90