You are on page 1of 1

‫سجود الشكر‬

‫سجدة الشكر يشرع فعلها عندما يحدث لإلنسان المسلم نعمة كان يتمناها وينتظرها أو ينجو من كرب ومكروه‬
‫وقع به أو أوشك على الوقوع به‪ ،‬فإذا سلم من ذلك أو حصلت له نعمة والمطلوب الذي كان يتمناه فإنه يسن له‬
‫أن يسجد هلل سجدة واحدة يسبح هللا فيها ويشكره على حصول النعمة وزوال المكروه‪ ،‬وال يشترط لها الوضوء‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء عضو نائب الرئيس الرئيس عبد هللا بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد‬
‫العزيز بن عبد هللا بن باز‬

‫ما يقال في سجود الشكر‬


‫لم يرد في األحاديث تخصيص سجود الشكر بدعاء معين ‪ ،‬ولذلك قال العلماء ‪ :‬يقول في سجود الشكر ما يقوله في سجود الصالة من‬
‫س َجدَ َو ْج ِهي ِللَّذِي َخلَقَهُ َوص ََّو َرهُ ‪َ ،‬وشَقَّ‬ ‫س َجدْتُ ‪َ ،‬وبِكَ آ َم ْنتُ ‪َ ،‬ولَكَ أ َ ْ‬
‫سلَ ْمتُ ‪َ ،‬‬ ‫التسبيح والدعاء ‪ .‬فيقول ‪ :‬سبحان ربي األعلى ‪ ،‬اللَّ ُه َّم لَكَ َ‬
‫اَّللُ أَحْ َ‬
‫س ُن ا ْل َخا ِل ِقينَ ‪ .‬ثم يدعو بما أحب‪.‬‬ ‫س ْمعَهُ َوبَص ََرهُ ‪ ،‬تَب َ‬
‫َاركَ َّ‬ ‫َ‬

‫الوارد سجود الشكر وليس صالة الشكر‬

‫ال أعلم أنه ورد شيء في صالة الشكر‪ ،‬وإنما الوارد في سجود الشكر وصالة التوبة ‪ ،‬فيشرع لإلنسان إذا أذنب‬
‫ذنبا أن يصلي ركعتين ويتوب إلى هللا توبة صادقة‪ ،‬فهذه هي صالة التوبة؛ لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما‬
‫من عبد يذنب ذنبا ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ويتوب إلى هللا من ذلك الذنب إال قبل توبته ‪.‬‬
‫خرجه اإلمام أحمد بإسناد صحيح من حديث علي رضي هللا عنه عن أبي بكر الصديق ‪ -‬رضي هللا عنه ‪.-‬‬
‫وهكذا الشكر له سجود مشروع إذا بشر بشيء يسره بولد‪ ،‬أو فتح للمسلمين‪ ،‬أو بانتصار المسلمين على عدوهم‪،‬‬
‫أو بغير هذا مما يسره فإنه يسجد هلل شكرا مثل سجود الصالة (الجزء رقم ‪ ،11 :‬الصفحة رقم‪ )425 :‬ويقول‬
‫سبحان ربي األعلى‪ ،‬ويدعو في السجود‪ ،‬ويحمد هللا ويثني عليه على ما حصل من الخير؛ ألن النبي عليه‬
‫الصالة والسالم كان إذا جاءه أمر يسره سجد هلل شكرا‪ ،‬ولما بشر الصديق رضي هللا عنه بقتل مسيلمة سجد هلل‬
‫شكرا‪ ،‬ولما وجد علي رضي هللا عنه المخدج في قتلى الخوارج سجد هلل شكرا‪ .‬وأما صالة االستخارة فهي مثل‬
‫بقية الصلوات أيضا ركعتين يقرأ فيهما الفاتحة وما تيسر معها وبعد السالم يرفع يديه ويدعو ربه ويستخيره‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬اللهم إني أستخيرك بعلمك‪ ،‬وأستقدرك بقدرتك‪ ،‬وأسألك من فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تعلم وال أعلم‪ ،‬وتقدر وال‬
‫أقدر‪ ،‬وأنت عالم الغيوب‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أن هذا األمر‪ -‬ويسمي حاجته‪ :‬من زواج أو سفر أو غيرهما ‪ -‬خير‬
‫لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي‪ ،‬ثم بارك لي فيه‪ ،‬وإن كان شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة‬
‫أمري فاصرفه عني واصرفني عنه‪ ،‬وقدر لي الخير حيث كان‪ ،‬ثم ارضني به ‪ .‬خرجه البخاري في صحيحه‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم وهللا ولي التوفيق‪.‬‬

You might also like