You are on page 1of 8

‫المركزية وعدم التمركز و اللماركزية‬

‫السياق التاريخي للماركزية بالمغرب‬


‫شهد المغرب منذ فجر الستقلل ‪ ،‬اهتماما متزايدا بموضوع اللمركزية بأبعادها القتصادية‬
‫والجتماعية والسياسية والمالية‪.‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬انطلقت المرحلة الولى لبناء اللمركزية سنة ‪ ،1960‬بصدور ميثاق التنظيم الجماعي‪ ،‬وكذا‬
‫قانون تنظيم مجالس العمالت والقاليم سنة ‪ ،1963‬ثم تلتها بعد ذلك مرحلة ثانية انطلقت سنة ‪ 1976‬تميزت‬
‫على الخصوص بصدور قانون جديد عرف بظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬والذي يعد بحق النص المؤسس‬
‫لمشروع اللمركزية بمفهومها الحديث على مستوى البلديات والمجالس القروية ‪ ،‬حيث اصبحت الجماعات‬
‫المحلية بمقتضى هذا القانون ‪ ،‬كيانات تتمتع بالستقلل المالي والداري والشخصية المعنوية‪ ،‬وبمجموعة‬
‫واسعة من الصلحيات ذات الصبغة الدارية‪ ،‬والقتصادية والجتماعية‪ .‬بيد أن هذه المرحلة لم تشهد أي تطور‬
‫على مستوى مجالس العمالت والقاليم التي ظلت طيلة هذه المدة محكومة بقانون ‪ .1963‬وخلل عقد‬
‫التسعينات‪ ،‬تم الرتقاء بالجماعات المحلية الى مؤسسات دستورية بمقتضى الفصل ‪ 94‬من دستور ‪ 1992‬و‬
‫‪ 100‬من دستور ‪.1996‬‬
‫وابتداء من سنة ‪ ، 1997‬سيعرف التنظيم اللمركزي بالمغرب تطورا نوعيا على قدر كبير من‬
‫الهمية تمثل في صدور قانون ‪ 96/47‬الخاص بإحداث وتنظيم الجهات ‪ ،‬ثم القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق‬
‫بالتنظيم القليمي بالمغرب الصادر في ‪ 3‬اكتوبر ‪ ،2002‬وكذلك القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق‬
‫الجماعي في صيغة جديدة والذي عدل بقانون ‪ 17.08‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪.2009‬‬
‫ومما ل شك فيه‪ ،‬أن نهج اللمركزية واللتمركز ساهم الى حد كبير في تخفيف العبء الداري والتنموي‬
‫عن المركز والحد من سيادة البيروقراطية الدارية وتسهيل وتسريع اتخاذ القرار فضل عن تنمية روح المواطنة‬
‫وتعميق الشعور بالمسؤولية لدى المواطن والمسؤول على حد سواء ‪.‬‬
‫ففيما مضى اتجهت الدول في تسيرها لمرافقها العمومية وتصريف أمورها الدارية إلى حصر جميع‬
‫إختصاصتها في يد الدارة المركزية في العاصمة غير أنه في وقتنا الحاضر ل يمكن تطبيق هدا التنظيم و دلك‬
‫راجع لمجموعة أسباب لدلك اتجهت مختلف الدول إلى توزيع الختصاصات على موظفين يمارسون مهامهم‬
‫بالدارة المركزية و آخرين موزعين على المصالح الخارجية المختلفة التي تنوب عن السلطة المركزية في شتى‬
‫القاليم و العمالت و تترك لهم سلطة البت في بعض الملفات مع استمرار إشراف السلطة المركزية في العاصمة‬
‫عليهم و على أعمالهم‪.‬‬
‫‪ .‬فكيف تتوزع الختصاصات بين السلطة المركزية و هده الهيئات المستقلة و كيف يتم تحديد نشاط‬
‫هده الهيئات وهل تختلف حدة الوصاية الدارية من دولة إلى أخرى وما هي معاييرها ‪:‬‬

‫الفصل الول المركزية الدارية‬


‫سنتناول في هدا الفصل دراسة المركزية الدارية في ثلثة مباحث و التي ستقسم بدورها إلى‬
‫فقرات‪.‬‬

‫المبحث الول مافهوم المركزية الدارية و عناصرها ‪.‬‬


‫يقصد بالمركزية الدارية حصر مختلف مظاهر الوظيفة الدارية في الدولة بأيدي أعضاء الحكومة و‬
‫تابعيهم في العاصمة أي في القاليم مع خضوعهم جميعا للرقابة الرئاسية التي يمارسها عليهم الوزير أي الوزارة‬
‫فهي ل تتمتع بشخصيتها المعنوية و إنما تعتبر ممثلة للسلطة الدارية المركزية و جميع الوزارات تعتبر مرافق‬
‫عمومية باستثناء وزارة الدولة – و تتشكل جميع هده الوزارات بواسطة ظهار ملكية شريفة طبقا للفصل ‪ 24‬من‬
‫دستور ‪ 1996‬و الذي ينص على ما يلي"يعين الملك الوزير الول‪ .‬ويعين باقي أعضاء الحكوماة باقتراح مان‬
‫الوزير الول‪ .‬وله أن يعفيهم مان ماهاماهم‪ .‬ويعفي الحكوماة بمبادرة مانه أو بناء على استقالتها‪ ".‬و بالتالي فالدارة‬
‫المركزية تتكون من ثلث عناصر ‪.‬‬

‫‪ -1‬تركيز السلطة بين أيدي السلطة المركزية‪.‬‬


‫إن تركيز السلطة في أيدي الحكومة المركزية ماخودة بمعناها الواسع أي رجال السلطة التنفيذية في‬
‫مدا رجها العليا في العاصمة و عمالها من موظفي المصالح الخارجية لهده السلطة في القاليم و العمالت و‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪1‬‬
‫يتمثل دلك في تركيز ولية البت النهائي في يد رجال الحكومة المركزية ‪ .‬و كدا تركيز الختصاصات الفنية‬
‫في يد أخصائيين في العاصمة حيث أنهم يقومون بدراسة الملفات و إعداد القرارات تمهيدا لرفعها إلى الوزير‬
‫المختص لتخاد القرار و التوقيع عليه‬

‫‪ -2‬التبعية الهرماية‪.‬‬
‫المقصود بها بالنسبة للسلطة الرئاسية داخل الدارات المركزية و مصالحها الخارجية هو التبعية‬
‫المتدرجة التي تحكم موظفي وأعمال هده الدارات في علقاتهم بالسلطة الرئاسية‪ .‬و تعتبر هده التبعية من‬
‫لوازم النظام المركزي‪ ،‬و بمقتضاها يخضع الموظفون والمستخدمون لما يصدره رئيسهم من توجيهات و‬
‫أوامر ملزمة ‪ .‬و تتدرج هده التبعية في سلم إداري إلى أن تصل إلى أدنى درجات الدارة‪ .‬و مختلف وحدات‬
‫هدا الجهاز الداري المركزي المتماسك ل تتمتع بشخصية معنوية قائمة بذاتها ‪.‬و لكنها جميعها تنتمي إلى‬
‫شخص الدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬السلطة الرئاسية‬
‫السلطة الرئاسية هي جوهر النظام الداري المركزي وتقتضي خضوع الموظف الدنى مرتبة لسلطة‬
‫الموظف العلى مرتبة ‪ .‬ويؤكد الفقه على أنها ليست حقا شخصيا و ل مطلقا لصاحبه و لكنها مجرد اختصاص‬
‫يمارسه الرئيس على مرؤوسه وفق قوانين و نصوص تنظيمية فهي تخول لرئيس حق تعيين مرؤوسه و‬
‫تخصيصهم لعمل معين ‪ .‬ونقلهم و ترقيتهم و توقيع الجزاء التأديبي عليهم متى وقع منهم إخلل بواجباتهم وله‬
‫أيضا على أعمال مرؤوسيه سلطات يأخذ بعضها صورة التوعية للمرؤوس لعانته على تفهم القوانين و‬
‫النظمة ويأخذ بعضها الخر صورة التعقيب لرجاع تصرفات المرؤوس إلى حكم القانون والنظمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صور المركزية الدارية‬


‫ل يقوم الوزير بتسيير المرفق المناط بوزارته بنفسه في جميع المور التفصيلية على حساب ممارسة‬
‫العمال الرئيسية‪ .‬وذلك لصعوبة تطبيقها حتى في الدول المحدودة المساحة و عدد السكان‪ ،‬بل يستعين بعدد‬
‫كبير من المستخدمين و الفنيين يمثلون القوة البشرية لوزارته ول تتوقف قدرة الوزارة وكفاءتها على عدد‬
‫موظفيها بقدر ما تتوقف على مستواهم الفني و حسن توزيعهم ‪ .‬وتتخذ هده الصلحيات و الختصاصات التي‬
‫يمارسها الوزير أحد الشكلين‪.‬‬

‫الشكل الول ‪ :‬التركيز الداري‬


‫و هذه الصورة من المركزية ينفرد فيها الوزير بممارسة كافــــــة الختصاصات المنوطة بوزارته‬
‫فل يشرك في ممارستها أحد من موظفي الوزارة ل في العاصمة ول خارجها ‪ .‬فالوزير وحده هو الذي يملك‬
‫سلطة القرار في كل صغيرة وكبيرة و هدا يعني أن موظفي الوزارة ل يقومون بأي شيء سوى التحضير‬
‫والدراسة والقتراح عن طريق رفع تقارير و مذكرات إلى الوزير المختص الذي يتخذ وحده القرار النهائي في‬
‫شأنها ‪ .‬وبعد مصادقة الوزير على تلك القتراحات و التقارير يظهر الموظفين من جديد للقيام بعملية تنفيذ تلك‬
‫التدابير و متابعتها‪ .‬غير أن هذه الصورة ل تكاد تكون موجودة من الناحية العملية في أي دولة من الدول‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬مازايا المركزية الدارية‬
‫تتصف المركزية الدارية بأنها تقوي السلطة العمومية و تسهل نشر نفوذ الحكومة وهيبتها‪ ،‬كما أن‬
‫إشراف الحكومة على المرافق العمومية في جميع القاليم يؤدي إلى العدالة والمساواة بين الفراد في الخدمات‬
‫التي تقوم بها و بالضافة إلى أن السلطة المركزية بإمكانياتها المالية و الفنية تستطيع أن تكفل أداء المرافق‬
‫العمومية لخدماتها على أتم وجه عن طريق تنظيمها تنظيما موحدا وإخضاعها لشراف دقيق نتيجة السلطة‬
‫الرئاسية ‪ .‬و في الخير فإن هذا النظام يحقق تجانس النظم الدارية في الدولة كلها و بالتالي فإن تسهيل‬
‫الحاطة بتلك النظم للموظفين يساهم في تحسين تنفيذها على المواطن‪.‬‬
‫كما أن المركزية الدارية تؤدي إلى القلل من النفقات العامة إلى أقصى حد ممكن نظرا لوحدة‬
‫مصدر النفقات والرقابة الدقيقة الموحدة المسلطة عليها‪.‬‬
‫وبالنظر لما تتوفر عليه السلطة المركزية من إمكانيات كبيرة ماديا وفنيا‪ ،‬فهي تقوم بإنجازات‬
‫ضخمة ومختلفة تعجز عنها ‪ ،‬الهيئات اللمركزية ذات القدرات المحدودة ‪.‬‬
‫‪matmoh‬‬ ‫‪2‬‬
‫ثم هناك ايضا بعض المزايا مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى التوجيه المثل للموارد الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الحتياجات الكبيرة للمشروعات الحكومية‪.‬‬
‫فالمركزية تعمل على توحيد وتشابه النظم الدارية في جميع أقاليم ومرافق الدولة الشيء الذي يقوي‬
‫من وحدة الدولة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬عيوب المركزية الدارية‬
‫تتصف المركزية الدارية كذلك بعدة عيوب و التي تتمثل في أنها أسلوب غير ديمقراطي حيت‬
‫تتركز الختصاصات الدارية في أيدي قلة من الوزراء وكبار الموظفين ‪ ,‬وتبعد كثيرا من الكفاءات الوطنية‬
‫عن السهام في إدارة المرافق العمومية بالضافة إلى اتصافها بالبطء و التعقيد و الروتين في أداء الخدمات‬
‫العامة وتلبية احتياجات المواطنين بفعل بعد مركز اتخاذ القرار عن المكان الذي ينفد فيه و خاصة في القاليم‬
‫البعيدة من العاصمة ‪ ،‬مما يجعلها غالبا غير ملئمة لمواجهة الحتياجات المحلية ‪ .‬ويؤدي إلى استئثار‬
‫العاصمة و المدن الكبرى بمعظم المشروعات والمرافق العمومية و ل يترك للقرى و المناطق البعيدة الى النزر‬
‫اليسير‪ ،‬المر الذي يؤدي إلى عدم تجانس مستوى النمو الجتماعي و القتصادي في الدولة الواحدة‪.‬‬
‫ثم ان المبالغة في المركزية عادة ما تؤدي إلى تعطيل العمال والصرار على هذه المبالغة قد يؤدي‬
‫بالعمل الداري ذاته إلى الروتين ‪ ،‬إذ أن المرحلة التي يقطعها القرار من أسفل إلى أعلى التنظيم بحثا عن‬
‫"التصديق" يكون على حساب الكفاءة والكلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إن المبالغة في المركزية عادة ما تؤدي إلى ضعف التخطيط والتنسيق ذلك أن ارتفاع القرارات‬
‫التفصيلية في السلم الداري يعطل وقت الداريين بقضايا تفصيلية ويؤدي إلى إغراقهم في العمال التنفيذية‬
‫على حساب الدارة الشاملة والتخطيط والتنسيق الكلي ‪.‬‬
‫‪ -‬إن المركزية المتشددة تؤدي إلى ضياع الفروع المختلفة للوزارات في السعي للحصول على‬
‫الموافقات والموارد المالية اللزمة‪.‬‬
‫‪ -‬المركزية المشددة تؤدي إلى تجاهل الحاجيات المحلية وعدم أخذها بعين العتبار مما يضعف‬
‫قرارات الجهاز الداري وخططه التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية السلطة المركزية يؤدي إلى تقوية الحكم المطلق وطغيان الستبداد داخل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ونظرا لبعد القاليم عن العاصمة فإن اتخاذ السلطة المركزية لبعض القرارات قد يجعل هذه الخيرة‬
‫غير ملئمة لمواجهة الحتياجات المحلية ‪.‬‬
‫‪ -‬استئثار العاصمة والمدن الكبرى بمعظم المرافق والمقاولت العمومية يجعل المناطق النائية تعاني‬
‫من عدم تجانس النمو الجتماعي والقتصادي في الدولة الواحدة ‪.‬‬
‫وهكذا وبالرغم من كل هذه العيوب فل يمكن تصور دولة حديثة من دون مركزية إدارية‪ ،‬إل أن‬
‫جعل النظام الداري كله مركزيا ل سيما بالنسبة للمرافق القليمية هو الذي يعيب المركزية الدارية لذلك قامت‬
‫اللمركزية كسبب فعال للتخفيف من أعباء الحكومة المركزية ‪.‬‬

‫الشكل الثاني ‪ :‬عدم التركيز الداري ) اللتمركز(‬


‫يعد أسلوبا من أساليب التنظيم الداري ‪،‬يقضي بتوزيع السلطات الدارية بين الحكومة المركزية وممثليها على‬
‫الصعيد المحلي بحيث تمنح لهؤلء بعض الصلحيات والختصاصات والسلطات الدارية مع بقائهم تابعين‬
‫للحكومة المركزية ومعينين من قبلها دون أن يترتب على ذلك استقللهم عنها‪ ،‬إد يبقون خاضعين لرقابة وإشراف‬
‫السلطات المركزية‪.‬‬
‫ويمكنهم اتخاذ بعض العمال والقرارات‪ ،‬والبث فيها نهائيا دون حاجة إلى طلب المصادقة عليها من طرف‬
‫الوزير قبل الشروع في تنفيذها‪ .‬ومن الجانب المالي لتتوفر سلطات اللتركيز الداري على ميزانية خاصة بها بل‬
‫ترتبط بميزانية الدولة‪ ،‬وقد تتلقى مصالح اللتركيز الداري مسؤولية المر بالصرف في بعض المور الثانوية‬
‫فتأخذ صفة آمر بالصرف مساعدا ‪.‬ويتم تحويل الصلحيات والختصاصات من السلطات المركزية إلى سلطات‬
‫اللتركيز الداري عن طريق التفويض الذي يأخذ شكلين ‪:‬تفويض الختصاص‪ ،‬وتفويض التوقيع‪ ،‬مما يترتب عنه‬
‫أن تصبح هيئات اللتركيز الداري تتمتع باستقلل نسبي‪.‬‬

‫أ ـ شروط التفويض‬
‫*الشروط الموضوعية للتفويض ‪ :‬وتتجلى في شرطين أساسين هما‪:‬‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬وجوب وجود نص قانوني يجيز التفويض‪ ،‬وذلك بمقتضى المبادئ الدستورية أو القوانين العادية أو المراسيم‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫‪ +‬المبادئ الدستورية‪ ،‬مثل ما جاء في الفصل ‪ 64‬من الدستور المغربي المراجع سنة ‪ 1996‬الذي يقضي بأن‬
‫] للوزير الول الحق في تفويض بعض سلطه للوزراء[‪.‬‬
‫‪ +‬القوانين العادية‪ ،‬مثل ما جاء به الظهير الشريف رقم ‪ 15.71.1‬بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪ 1971‬الخاص بالتفويض في‬
‫السلطة‪ ،‬والذي يسند إلى الوزير الول‪:‬‬
‫< التفويض في القيام باختصاصات معينة منصوص عليها ‪،‬‬
‫< التفويض في التأشير على القرارات المحددة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصدر قرار إداري يقضي بالتفويض‪ :‬لنه بمقتضى ذلك القرار يتمكن صاحب السلطة الصلية من التعبير‬
‫عن إرادته في التفويض إلى غيره حتى يلتزم هذا الغير بعمل أو بالمتناع عن عمل‪ ،‬فيحقق ذلك القرار أثرا قانونيا‬
‫إ تجاه الطرفين‪.‬‬
‫* ـ الشروط الشكلية للتفويض‪ :‬وهي أيضا تتكون من عنصرين و تعد ضرورية لنها تكمل الشروط‬
‫الموضوعية‪ ،‬وهي على التوالي‪ :‬شكل قرار التفويض في ذاته‪ ،‬ثم العلم بقرار التفويض عن طريق نشره‪.‬‬

‫ب ـ أنواع التفويض‪:‬‬
‫‪ 1‬ـتفويض الختصاص‪ :‬يقصد بهذا التفويض أن يعهد صاحب الختصاص بممارسة جانب من اختصاصه سواء‬
‫في مسألة معينة أو في نوع معين من المسائل إلى فرد آخر أو سلطة أخرى طبقا لما تقتضيه الوضاع القانونية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تفويض التوقيع‪ :‬يقتصر دوره على مجرد توقيع المفوض إليه أو إمضاؤه على بعض القرارات الداخلة في‬
‫اختصاص السلطات الصلية ولحسابها وتحت مراقبتها‪،‬فهو مجرد عمل مادي ‪،‬حيث يوقع المفوض إليه على وثيقة‬
‫سبق أن أعدتها السلطة الصلية المختصة‪.‬‬

‫ج ـ آثار التفويض‪:‬‬

‫بالنسبة للمفوض‪ :‬أن يتعلق التفويض بالسلطات والختصاصات التي يملكها وفي الحدود المسموح بها قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حدد النص الذي يجيز التفويض من يفوض إليهم بأسمائهم أو صفاتهم تعين على السلطة الصلية أن يكون‬
‫قرارها بالتفويض لهؤلء الشخاص دون غيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حدد النص الذي يجيز التفويض ترتيبا معينا للشخاص الذين يجوز التفويض إليهم وجب على المفوض‬
‫احترام هذا الترتيب‪ ،‬وإل اتسم قراره بعدم المشروعية‪.‬‬
‫إذا حدد النص الذي يجيز التفويض التزاما على جانب السلطة الصلية باستخدام إمكانية التفويض في حالة معينة‬
‫كأن يتعلق استخدامه بناء على طلب سلطة معينة‪،‬فإنه يتعين على السلطة الصلية استخدام إمكانية التفويض متى‬
‫طلبت منه الجهة المعينة ذلك‪.‬‬
‫ويمكن للسلطة الصلية العدول في أي وقت من الوقات عن التفويض ل لشيء سوى لنها صاحبة الختصاص‬
‫الصلي‪ ،‬ولن اختصاصات المفوض إليه في هذا المجال هي اختصاصات مؤقتة يجوز إلغاؤها ‪.‬‬

‫بالنسبة للمفوض له‪ :‬فيجب عليه احترام التفويض والعمل بمقتضاه‪،‬وإذا امتنع عن ممارسة التفويض الممنوح له‬
‫صراحة أو ضمنا ‪،‬فإن هذا المتناع يعتبر مخالفة تأديبية وتجوز مساءلته وتوقيع الجزاء عليه ‪،‬وفي حالة قيامه‬
‫بالختصاصات المفوضة إليه ‪،‬فإنه يتحمل كافة الثار المترتبة على قراراته‪.‬وإذا حدد قرار التفويض النطاق‬
‫الزمني أو المكاني لممارسة الختصاصات المفوضة إليه أو وضعت له قيودا أو توجيهات معينة فإنه وجب عليه‬
‫احترامها وعدم تجاوزها‪.‬‬
‫وقبل التطرق لمزايا وعيوب المركزية الدارية ل بد من ذكر بعض مزايا وعيوب اللتركيز الداري‪،‬وذلك في‬
‫ملحق خاص بهما‪.‬‬

‫أ ـ مازايا اللتركيز الداري‪:‬‬


‫‪ -‬يسمح للسلطة المحلية أن تتخذ القرارات المستعجلة التي تتطلبها الضرورات المحلية دون الرجوع إلى السلطة‬
‫المركزية‪.‬‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬يجعل الممثلين في حالة ممارسة الختصاصات المحلية خاضعين للسلطة الرئاسية للنظام المركزي وهذا‬
‫الخضوع يتجلى في احتفاظ السلطة المركزية بسلطة إصدار التعليمات وحقها في تعديل وإلغاء قرارات السلطة‬
‫المحلية وحقها في أن تحل محلها‪.‬‬

‫ب ـ عيوب اللتركيز الداري‪:‬‬


‫وتتجلى في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل السلطة المركزية قد يجهل المشاكل المحلية‪ ،‬مما يسبب له صعوبة بالغة في تسيير عمل الدارة المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين ممثل السلطة المحلية قد ل يكون ديمقراطيا في كثير من الحالت‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اللماركزية الدارية‬

‫المبحث الول‪ :‬مافهوم اللماركزية الدارية وأنواعها وأسسها‬


‫الفقرة الولى‪ :‬تعريف اللماركزية الدارية‬
‫يقصد باللمركزية الدارية توزيع الوظائف الدارية بين الحكومة المركزية في العاصمة و بين‬
‫هيئات الجماعات المحلية ويتم نظام اللمركزية الدارية بمواكبة التجاهات الحديثة التي ترمي إلى تحقيق‬
‫مزيد من الديمقراطية للشعوب و دلك لمساهمتها الفعالة في تدبير الشؤون الدارية كما يتسم بتعدد الشخاص‬
‫المعنوية العامة في الدولة و التي تتمتع بالستقلل القانوني والمالي‪.‬‬
‫و تعتبر اللمركزية وسيلة من وسائل تنظيم الدارة وعلقة الدولة بالمواطنين إذ يتعلق المر بتمكين‬
‫هؤلء من المساهمة في القرار وفي تسيير حياتهم العامة إنطلقا من مجموعة من المبادئ المتعددة‬
‫كالديمقراطية و حقوق المواطنين وفعالية التسيير وغير ذلك من متطلبات المجتمع‪ ،‬نظرا لعجز الدولة عن‬
‫التواجد في كل مكان وكل وقت وللخصائص المحلية‪.‬‬
‫وقد عرف الفرنسي آندرى دالنبادير اللمركزية بأنها‪":‬اصطلح وحدة محلية بإدارة نفسها وقيامها‬
‫بشؤونها‪ ،‬ومن الفصحاء العرب عرفها الستاذ فؤاد العطار بما يلي‪":‬يقصد باللمركزية‬ ‫"‬ ‫بالتصرفات الخاصة‬
‫توزيع الوظيفة الدارية بين الحكومة المركزية وهيئات منتخبة أو محلية تباشر اختصاصاتها تحت إشراف‬
‫ورقابتها‪ ،‬وعرفها الستاذ سليمان الطاوي بأنها توزيع الوظائف الدارية بين الحكومة المركزية في‬
‫"‬ ‫الحكومة‬
‫العاصمة وبين هيئات محلية أو تتجسد من خلل إنشاء مجموعات محلية مستقلة عن الدولة لها صلحيات‬
‫خاصة بها وموجهة نحو البحث عن الحلول لمشاكل التنمية المحلية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع اللماركزية الدارية‬


‫‪1 :‬اللماركزية القليمية ‪ :‬يقصد بها تنظيم الدارة في الدولة على قاعدة تعدد الهيئات الدارية القليمية ‪،‬‬
‫وتتحقق بمنح جزء من التراب الوطني لشخصية المعنوية‪ .‬يعني منحه الستقلل الداري والمالي في مباشرة‬
‫الختصاصات الموكلة إليه بهدف السهر على تحقيق المصالح المحلية تحت إشراف الحكومة ورقابتها‪ ،‬ويدير‬
‫شؤونها افراد منتخبون ‪.‬‬
‫كما يلحظ أن التشريعات الدولية لم تقف موقفا واحدا من ناحية تحديد الختصاصات التي تعهد به للهيئات‬
‫القليمية‪ ،‬وتحديد اختصاصاتها قد يكون بإحدى صورتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬تحدد اختصاصات الهيئات القليمية البلدية على سبيل الحصر‪ ،‬فل يمكن لواحدة منها الخروج‬
‫ل بناءا على تشريع جديد‪ ،‬وتملك هذه الهيئات حرية واسعة في التصرف‪ .‬وقد أخذت بهذا‬ ‫من تلك الدائرة إ ل‬
‫النمط بريطانيا )ويسمى بأسلوب تعدد النماط (حيث تراعى فيه الفوارق الخاصة بكل بيئة ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تحدد اختصاصات الهيئات القليمية على سبيل الحصر بوضع نمط يعطي الهيئات القليمية‬
‫اختصاصات عامة‪ ،‬ويحدد الحاجات العامة لسكان القليم‪.‬‬
‫وقد اتبعت فرنسا والدول التي تدور في فلكها هذا النمط‪ .‬وتسمى بأسلوب وحدة النمط ‪.‬‬
‫أنواع اللماركزية الدارية‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪2 :‬اللماركزية المرفقية أو المصلحية ‪ :‬ويقصد بها توزيع العمل طبقا لطبيعة النشاطات ونوع المرافق‬
‫والمشاريع التي ينصب عليها هذا النشاط‪ ،‬واللمركزية المصلحية هي ما يسمى بالمؤسسات العمومية التي‬
‫تتولى إدارة نشاط معين يسند اليها بحكم القانون‪ ،‬وتتحقق بمنح المرفق عام سواء أكان وطنيا أو محليا‬
‫الشخصية المعنوية‪ ،‬يعني منحه الستقلل الداري والمالي في تسير شؤونه إل أن هذا الستقلل غير مطلق‬
‫وإنما هو مقيد بشرط الرقابة أو الوصاية من طرف السلطات المختصة‪ .‬وتختلف اللمركزية المرفقية عن‬
‫القليمية بكون الشخص العام المرفقي ينشا لتحقيق غرض محدد ويكون اختصاصه محدودا فيما ل يتجاوز‬
‫الغرض المحدد الذي أنشئ لتحقيقه‪ ،‬بينما ينشا الشخص الداري المحلي لرعاية نشاط يهم مصالح سكان‬
‫منطقة جغرافية محددة بالقانون او إقليم من أقاليم الدولة‪.‬‬
‫كما يكون لشخص الداري المحلي وجود من الناحية المادية يسبق وجود القانون‪ .‬أما الشخص العام‬
‫المرفقي فل يكون له وجود قبل إنشاء المرفق ومنحه الشخصية المعنوية إلى درجة يمكن القول أن الشخص‬
‫الداري المحلي يعتبر أعلى درجة وأوسع اختصاص وسلطانا من الشخص الداري المرفقي‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬السس العاماة للماركزية الدارية‬

‫‪ -1‬العتراف بوجود ماصالح ماحلية ماتميزة عن المصالح الوطنية‬


‫بمعنى أن ثمة مصالح محلية ينبغي ترك مباشرتها والشراف عليها لمن يهمه المر حتى تتفرغ‬
‫الحكومة المركزية لمصالح أخرى ذات طابع عام تهم الدولة كلها فمثل ادا كانت الدولة تهيمن على المرافق‬
‫ذات الهمية الكبرى كمرافق المن والدفاع والقضاء والمواصلت عبر التراب الوطني فان المرافق المحلية‬
‫كالنقل المحلي و توزيع الماء والكهرباء…‪ .‬يستحسن تركها لمن يستفيدون منها مباشرة فهم أدرى باحتياجهم‬
‫إليها واقدر على تسييرها فضل عما في دلك من تخفيف عبئ إدارتها عن الحكومة المركزية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يعهد بالشراف على هده المصالح إلى هيئات مانتخبة ‪.‬‬
‫فقد اشار الفصل ‪ 101‬مان الدستور الى ‪ ” :‬تنتخب الجماعات المحلية ماجالس تتكلف بتدبير شؤونها تدبيرا‬
‫ديمقراطيا طبق شروط يحددها القانون‪.‬‬
‫يتولى العمال تنفيذ قرارات ماجالس العمالت والقاليم والجهات طبق شروط يحددها القانون“‬
‫فالدارة المحلية تسعى بالساس إلى إسناد المصالح المحلية إلى من يهمهم المر ودلك لشباع حاجياتهم المحلية‬
‫بأنفسهم ولما كان من المستحيل على جميع أبناء القليم أو المدينة أن يقوموا بهده المهمة بأنفسهم مباشرة فان‬
‫المشرع قد جعل إسناد هده المصالح المحلية إلى من ينتخبونه نيابة عنهم ومن ثمة كان النتخاب هو الطريقة‬
‫الساسية التي يتم عن طريقها تكوين المجالس المعبرة عن إرادة ابناء القليم ‪.‬‬
‫ويرى البعض أن استقلل السلطات اللمركزية ل يتحقق إل إذا كان اختيار أعضاء هذه السلطات‬
‫بطريق النتخاب بمعنى أن انتخاب أعضاء هذه السلطات يعتبر شرطا أساسيا ول يمكن القول بوجود ل‬
‫مركزية إدارية تقوم على غير النتخاب في دولة من الدول ‪.‬‬

‫‪ - 3‬استقلل المجالس في مامارسة اختصاصاتها تحت إشراف السلطة المركزية‬


‫• استقلل أعضاء السلطة اللمركزية عن السلطة المركزية‪ ،‬بمعنى أن يكون مقررا من المشرع‬
‫ويخضع لمقتضيات القانون ول يراد بدلك الستقلل الفصل المطلق بين المصالح المحلية ودائرة المصلحة‬
‫الوطنية‪ .‬كما ل يراد بدلك الستقلل جعل كل جماعة محلية في معزل عن الخرى وإنما ثمة صلة تربط تلك‬
‫الجماعات مع بعضها البعض في إطار مبدأ التعاون والتكامل والتعايش لنها تؤلف في الواقع جزءا من جماعة‬
‫أوسع نطاقا وهي المجتمع الوطني ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تمييز اللماركزية الدارية عما يشابهها‬


‫* الفقرة الولى‪ :‬اللماركزية الدارية و اللماركزية السياسية‬
‫تنقسم الدول عادة من حيث تكوينها إلى دول بسيطة ودول مركبة ‪ .‬ففي الدول البسيطة تكون ممارسة‬
‫السيادة فيها لسلطة واحدة في العاصمة كما تملك سلطة واحدة لكل من التشريع والتنفيذ كالقضاء سواء أكانت‬
‫‪matmoh‬‬ ‫‪6‬‬
‫هده الدول تتبع السلوب المركزي أو اللمركزي فيما يتعلق بكيفية ممارسة الوظيفة الدارية كما أن أخد هده‬
‫الدول بأسلوب الدارة اللمركزية ل يؤثر في تكوينها السياسي أما في الدول المركبة وهي تلك التي تتكون من‬
‫عدة دويلت كالوليات المتحدة المريكية والتحاد اللماني فان ممارسة السيادة ل تتركز في الجهاز التحادي‬
‫وبين الوليات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اللماركزية الدارية واللتركيز الداري‪.‬‬ ‫•‬
‫تتشابه اللمركزية الدارية واللتركيز الداري في أن كل منهما يؤدي إلى توزيع السلطات الدارية‬
‫والى عدم تركيزها في جهة واحدة‪ .‬ويختلفان في أن اللتركيز الداري يعتبر صورة من صور المركزية‬
‫وبالتالي فان استقلل ممثلي السلطة المركزية إنما هو استقلل عارض يجوز للوزير سحبه في أي وقت‪ .‬كما‬
‫أن اختصاص هؤلء الممثلين يخضع لرقابته الرئاسية بكل ما تحمله هده الكلمة من معنى‪ .‬بخلف استقلل‬
‫الهيئات باختصاصها وفق للوضاع التي يحددها المشرع‪ .‬وتتحمل مسؤولية تصرفاتها ول تملك السلطة‬
‫المركزية عليها إل حق الوصاية الدارية‪ .‬كما يمكن القول أن اللتركيز الداري قد يكون خطوة في سبيل‬
‫اللمركزية الدارية لن نقل السلطة إلى يد الهيئات المحلية يكون احسن مما ادا كانت بيد الوزير مباشرة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقدير نظام اللماركزية الدارية‬


‫* الفقرة الولى‪ :‬مازايا اللماركزية الدارة‬
‫تمتاز الدارة اللمركزية بتخفيف العبئ عن السلطة المركزية خاصة بعد أن تعددت واجبات الدارة‬
‫وتنوعت إلى درجة أصبح من الصعب تركيزها في يد السلطة المركزية‪.‬‬
‫* الهيئات اللمركزية أدرى بشؤونها القليمية أو المصلحية‪.‬‬
‫* نظام اللمركزية الدارية يؤدي إلى السرعة والدقة لصدور القرارات المتعلقة بالمصالح المحلية‪.‬‬
‫* يحقق النظام اللمركزي نوعا من العدالة في توزيع الضرائب العامة‪.‬‬
‫* نظام اللمركزية الدارية اقدر على مواجهة الزمات‪.‬‬
‫* اللمركزية الدارية وسيلة هامة لتحقيق مساهمة السكان المحليين في تدبير شؤونهم المحلية‪.‬‬
‫اللمركزية الدارية تقرب الدارة من المواطنين‪.‬‬
‫اللمركزية الدارية أسلوب حضاري وديمقراطي‪.‬‬
‫اللمركزية الدارية تهتم بمشاكل الفراد‬
‫* الفقرة الثانية‪ :‬عيوب اللماركزية‬
‫‪ -‬التمادي أو المبالغة في تطبيقها بشكل مطلق يمكن أن يؤدي إلى المساس بوحدة الدولة وقلوة وسلطة‬
‫الدارة المركزية عندما تعطى الولوية للمصالح المحلية على حساب مصلحة الدولة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى زرع‬
‫النزعة الجهوية وخلق الفرقة في البلد الواحد‪.‬‬
‫‪ -‬تتكون الهيئات القليمية من مجالس منتخبة ‪ ،‬منها ما ينجح بفعل تأثير الدعاية الحزبية ‪ ،‬دون وجود‬
‫برنامج تسيير ناجح‪ ،‬مما يؤدي إلى ضعف مردودية الجهاز الداري بسبب عدم الدراية بأساليب العمل الداري‬
‫وقواعده‪.‬‬
‫‪ -‬إنتشار البيروقراطية والمحسوبية‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي إلى انتشار الدارات الجهوية‪.‬‬
‫‪ -‬العبء المالي الذي يكلف الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تمس الوحدة الدارية في الدولة بتقسيمها للوظيفة الدارية بين السلطات المركزية في العاصمة‬
‫والهيئات اللمركزية في القاليم‬
‫‪ -‬تؤدي إلى التناحر بين الهيئات اللمركزية المختلفة ل سيما ادا كانت هده الهيئات من نوع واحد‬
‫وتمارس ذات الختصاص‬
‫‪ -‬تؤدي إلى ترجيح المصالح المحلية عن المصلحة الوطنية‬
‫‪ -‬هيئاتها تكون اقل خبرة وأكثر إسرافا من السلطات المركزية ولكن بالرغم من هده العيوب فهي قليلة‬
‫الهمية بالنسبة للمزايا التي يثني عليها حتى المنتقدين لهده الطريقة‬

‫* خاتمة ‪:‬‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪7‬‬
‫تعتبر اللمركزية اجراء يهدف الى اشراك المواطنين في تدبير الشأن العام عبر ممثليهم وذلك‬
‫عن طريق تحويل اختصاصات الدولة الى الجماعات الترابية التي تبقى خاضعة لمراقبة ووصاية السلطات‬
‫العمومية ‪ .‬فاللمركزية بهذا المعنى ‪ ،‬هي اختيار تدبيري لتمايزات وخصوصيات المجتمع في أفق تعزيز‬
‫وتدعيم السيرورة الديمقراطية لصياغة واتخاذ القرارات تساهم فيها كل الفعاليات والتنظيمات المدنية وجميع‬
‫المتدخلين‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باللتركيز‪ ،‬فيهدف بالساس الى إعادة توزيع السلط داخل إدارة الدولة من المصالح‬
‫المركزية الى المصالح الخارجية‪ ،‬بحيث تمارس الولى رقابة تسلسلية على الثانية ‪.‬‬
‫من خلل هذه المقارنة ‪ ،‬يتضح ان مفهومي اللمركزية واللتركيز‪ ،‬وإن كانا يختلفان في‬
‫الجوهر ‪ ،‬فهما يهدفان الى وضع اسس ادارة القرب وتخفيف العباء عن المركز ‪.‬‬
‫وتعتبر اللمركزية الدارية احدى أساليب التسيير الكثر اتباعا في العالم من قبل العديد من الدول‬
‫ومنها المغرب‪ ،‬فبالضافة الى المظهر الشائع للمركزية المتمثل في نقل بعض اختصاصات الدولة وتحث‬
‫وصايتها الى وحدات ترابية منتخبة تعرف في الغالب بالجماعات المحلية ‪ ،‬هناك مظهر أخر لهذا السلوب‬
‫وهو اللمركزية المرفقية او التقنية او الوظيفية او المتخصصة‪ ،‬والذي يتجسد في المؤسسات العمومية التي‬
‫ينقل اليها احدى اختصاصات الدولة بصفة محددة بواسطة النص التشريعي المحدث للمؤسسات تطبيقا للفصل‬
‫‪ 46‬من الدستور المغربي ‪ ،‬ويتم تمتيعها بالشخصية المعنوية والستقلل المالي ‪ ،‬لكن تحث وصاية السلطة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫* المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫‪ -‬القانون الداري لدكتور عبد الرحمان البكروي‬
‫القانون الداري لدكتورة ماليكة الصروخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القانون الداري والعلوم الدارية لدكتور المصطفى الخطابي‬
‫‪ -‬القانون الداري بالمغرب )الجزء الول( التنظيم الداري لدكتور جيل لي شبيه‬

‫‪matmoh‬‬ ‫‪8‬‬

You might also like