You are on page 1of 7

‫الفهرس‬

‫تقديم‬

‫‪:‬الباب الوأل‬
‫تعريف الحكامة وأتطوأر مفهوأمها‬

‫الفصل الوأل‪ :‬تعريف الحكامة‬


‫الفصل الثاني‪ :‬تطوأر مفهوأم الحكامة‬

‫‪:‬الباب الثاني‬
‫أسس وأ معايير وأشروأط الحكامة الجيدة‬

‫الفصل الوأل‪ :‬أسس وأ معاييرالحكامة الرشيدة‬


‫الفصل الثاني‪ :‬شروأط الحكامة الجيدة‬
‫"الفصل الثالث‪ :‬عوأائق تطبيق "الحكامة الجيدة وأالرشيدة‬

‫‪:‬الباب الثالث‬
‫بعض المفاهيم أوأ المصطلحات المتداوألة‬

‫الفصل الوأل ‪ :‬الحكامة وأالديموأقراطية‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬الحكامة وأالتنمية البشرية‬

‫الخاتمة‬
‫الملخص‬
‫المراجع‬

‫‪:‬تقديم‬

‫يعتبر مفهوأم الحكامة من المفاهيم الموأضوأعاتية التي ل زال النقاش وأ الحوأار حوألها مفتوأحا بالنسبة‬
‫‪.‬للمجتمعات النامية‪ ٬‬لكوأنه مازال ملفوأفا بكثير من الغموأض من حيث ميلده وأنشأته‬
‫ان الشكال لدى أطروأحة الحكامة إنما هوأ كامن في فشل سبل العمل وأالتنسيق التي كانت الدوأل قائمة‬
‫عليها إلى حين عهد قريب‪ ,‬مستبعدة في ذلك "مجهوأدات" القطاع الخاص وأمساهمات مكوأنات المجتمع‬
‫المدني وأطموأح الفراد وأالجماعات في شتى أشكال تكتلتهم المحلية أوأ الجهوأية أوأ ذات الخلفيات المختلفة‬
‫‪.‬الخرى‬
‫فما هي إذن العراقيل التي تحوأل دوأن التطبيق الفعلي للية الحكامة في العداد وأالتهيئة؟‬
‫وأالجابة عن هذه الشكالية ستمكن‪ ٬‬إلى جانب إبراز دوأر الحكامة في إنجاح عمليات التدبير‪ ٬‬من تحديد‬
‫‪ .‬أهم الشروأط الموأضوأعية وأالكفاءات القانوأنية وأالمؤسساتية اللزم توأفرها لتحقيق أهداف التدبير الرشيد‬

‫‪:‬الباب الوأل‬

‫تعريف الحكامة وأتطوأر مفهوأمها‬

‫الفصل الوأل‪ :‬تعريف الحكامة‬


‫الحكامة هي أوأل وأقبل كل شيء تعبيرعن ممارسة السلطة السياسية وأادارتها لشؤوأن المجتمع وأموأارده‪.‬‬
‫وأمفهوأم استعجالي تبناه المنتظم الدوألي لتجاوأز حالة الخلل القائم في نماذج التنمية التي ل يجد فيها‬
‫المجتمع الفرصة المناسبة للتعبير عن رأيه وأموأاقفه وأحموألته الثقافية في المشاريع التنموأية التي تهدف‬
‫إلى تحسين مستوأاه المعيشي وأ تعتبر آلية للتدبير الرشيد وأ الحكيم للموأارد بهدف تحقيق التوأازن في شتى‬
‫‪.‬الميادين‪ ,‬بالضافة إلى أنها تشكل دعامة وأمدخل أساسي للوأصوأل إلى حالة التنمية البشرية المستدامة‬
‫وأهذا المصطلح يختلف من دوألة الى أخرى وأهناك من يعرفها بأنها‪ :‬الديمقراطية‪ ٬‬المن‪ ٬‬احترام حقوأق‬
‫‪....‬النسان‪ ٬‬احترام القانوأن‪ ٬‬المراقبة وأ المحاسبة‪ ٬‬الشراكة‬
‫وأفيما يخص أهميتها المرحلية فهي تكتسبها من خلل حضوأرها القوأي في تقارير البرنامج النمائي للمم‬
‫المتحدة وأتقارير البنك الدوألي وأغيرها من المؤسسات الدوألية التي جعلت منها مفهوأما مشدوأدا بقوأة الى‬
‫مفهوأم التنمية المستدامة‪ .‬وأهي تفيد الرقابة وأالتوأصية وأالتدبير الرشيد للمدخلت المجالية وأالطبيعية‬
‫‪.‬البشرية كمدخل لتحقيق التوأازن وأالستدامة في السيروأرة التنموأية‬
‫فالحكامة اذن هي دعوأة صريحة إلى تجاوأز حالة اللتوأازن الناتج عن أحادية صنع القرار دوأن مراعاة‬
‫المنطق العلمي المؤسس على عناصر المشاركة في مختلف مراحل إعداد المشروأع من التشخيص الى‬
‫‪.‬البرمجة وأالتنفيذ ثم التقييم وأالمحاسبة في إطار سيروأرة تمتاز بالشفافية وأالعقلنية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تطوأر مفهوأم الحكامة‬

‫يعتبر مصطلح الحكامة من أهم المصطلحات التي أحدثت ثوأرة على المستوأى البيداغوأجي لعلقتها بكافة‬
‫التخصصات‪ .‬وأاذا حاوألنا التأصيل له نجد أن كل من المدرستين الفرنسية وأالنجلوأساكسوأنية تنسبانه‬
‫اليهما‪ .‬ال أنه من المؤكد أنه ظهر في القرن ‪ ٬18‬وألم يتم تداوأله ال في أوأاخر القرن ‪ 19‬مع ظهوأر‬
‫المقاوألة الصناعية نظرا للحاجة الى حفظ التوأازن القتصادي بنهج المراقبة على المستوأى الصناعي‪ .‬وأتم‬
‫تداوأله في الحقل التنموأي منذ نهاية الثمانينات‪ ٬‬حيث استعمل لوأل مرة من طرف البنك الدوألي في ‪.1989‬‬
‫وأقد جاء هذا في اطار التأكيد على أن أزمة التنمية في افريقيا هي أزمة حكامة بالدرجة الوألى بسبب فساد‬
‫‪.‬النظم السياسية وأضعف التسيير وأالتخطيط‬
‫لهذا فقد تم تعريف الحكامة على أنها » الطريقة التي تباشر بها السلطة في ادارة موأارد الدوألة القتصادية‬
‫‪ ».‬منها وأالجتماعية بهدف تحقيق التنمية‬
‫لذلك فالحكامة الجيدة‪ ٬‬في أي مجتمع وأأي مؤسسة حكوأمية كانت أوأ غير حكوأمية‪ ٬‬تبقى من أهم‬
‫الضروأريات لنجاح المشاريع التنموأية‪ ٬‬ال أن تطبيقها يتطلب سيادة جوأ تسوأده الشفافية وأالمسؤوألية‬
‫‪.‬وأدوألة القانوأن وأالمشاركة وأاللمركزية وأالتنسيق بين كل المتدخلين‬

‫‪:‬الباب الثاني‬

‫أسس وأ معايير وأشروأط الحكامة الجيدة‬

‫الفصل الوأل‪ :‬أسس وأ معاييرالحكامة الرشيدة‬

‫هناك عدة معايير سياسية وأاقتصادية وأاجتماعية وأادارية تشمل الدوألة وأمؤسساتها وأالدارة وأالمجتمع‬
‫المدني وأالقطاع الخاص وأالموأاطنين كناشطين اجتماعيين وأهي معايير قد تختلف حسب المنظمات وأحسب‬
‫المناطق‪ .‬ان المعايير المعتمدة من طرف البنك الدوألي وأمنظمة التعاوأن القتصادي للتنمية‪ ٬‬تتمحوأر‬
‫‪.‬بالساس حوأل تحفيز النموأ القتصادي وأحرية التجارة وأالخوأصصة‬
‫معاييربرنامج المم المتحدة النمائي‬
‫المشاركة ‪ :‬وأهي حق الموأاطنين في الترشيح وأالتصوأيت وأابداء الرأي ديموأقراطيا في البرامج وأالسياسات‬
‫وأالقرارات‪ .‬وأتتطلب توأفر القوأانين الضامنة لحرية تشكيل الجمعيات وأالحزاب وأحرية التعبير وأالحريات‬
‫‪.‬العامة وأترسيخ الشرعية‬
‫حكم القانوأن ‪ :‬أي أن القانوأن هوأ المرجعية وأسيادته على الجميع بدوأن استثناء وأفصل السلط وأاستقللية‬
‫‪.‬القضاء وأوأضوأح القوأانين وأشفافيتها وأانسجامها في التطبيق‬
‫الشفافية ‪ :‬تعني توأفر المعلوأمات الدقيقة في وأقتها وأافساح المجال أمام الجميع للطلع على المعلوأمات‬
‫الضروأرية مما يساعد في اتخاد القرارات الصالحة وأكذلك من أجل توأسيع دائرة المشاركة وأالرقابة‬
‫‪.‬وأالمحاسبة وأمن أجل التخفيف من الهدر وأمحاصرة الفساد‬
‫‪.‬حسن الستجابة ‪ :‬يعني قدرة المؤسسات وأالليات على خدمة الجميع بدوأن استثناء‬
‫التوأافق ‪ :‬وأهوأ القدرة على التحكيم بين المصالح المتضاربة من أجل الوأصوأل الى اجماع وأاسع حوأل‬
‫‪.‬المصلحة العامة‬
‫المحاسبة ‪ :‬محاسبة المسؤوألين عن ادارتهم للموأارد العامة وأخصوأصا تطبيق فصل‬
‫‪.‬الخاص عن العام من تعسف وأاستغلل السياسيين‬
‫الرؤية الستراتيجية ‪ :‬أي الرؤية المنطلقة من المعطيات الثقافية وأالجتماعية الهادفة الى تحسين شؤوأن‬
‫‪.‬الناس وأ تنمية المجتمع وأالقدرات البشرية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شروأط الحكامة الجيدة‬

‫من أجل أن تقوأم الحكامة ل مناص من تكامل عمل الدوألة وأمؤسساتها وأالقطاع الخاص وأمؤسسات‬
‫المجتمع المدني‪ ٬‬اذ ل يمكن أن نتحدث عن الحكامة دوأن تكريس المشاركة وأالمحاسبة وأالشفافية‪ .‬وأل‬
‫وأجوأد للحكامة ال في ظل الديموأقراطية أوأ السيادة الشعبية‪ .‬وأالحكامة تستوأجب وأجوأد نظام متكامل من‬
‫المحاسبة وأالمساءلة السياسية وأالدارية للمسؤوألين في وأظائفهم العامة وألمؤسسات المجتمع المدني‬
‫‪.‬وأالقطاع الخاص‬
‫وأمنه فان بلوأغ مستوأى التدبير الرشيد التشاوأري وأالتشاركي‪ ٬‬رهين بتوأفر مجموأعة من الشروأط‬
‫المؤسساتية وأالقانوأنية التي تمنح الفاعل وأالموأاطن الكفايات الضروأرية لتسهيل عملية مشاركته وأتعبيره‬
‫‪:‬عن أرائه‪ ٬‬وأهي ترتكز على تغيير طبيعة العمل العموأمي من خلل‬
‫إعادة النظر في احتكار الحكوأمة لتدبير الشأن العام‪ ٬‬بمنح القوأى المحلية مجموأعة من الصلحيات في إطار‬
‫‪.‬تكريس مسلسل اللمركزية‪ ٬‬وأاللتركيز في صناعة القرار السياسي‬
‫توأفير الكفايات اللزمة القانوأنية وأالمؤسساتية التي تسهل عملية توأاصل المجتمع مع الفاعلين المحليين‬
‫‪.‬السياسيين وأالقتصاديين‬
‫‪.‬العمل على دعم انفجار قنوأات التفاعل الفقي كالمجتمع المدني‬

‫الحكامة وأالمجتمع المدني‬


‫إن الحديث عن الدوأر التنموأي للمجتمع المدني يستدعي منا التمييز بين وأاقعين مختلفين لمجال عمل هذه‬
‫‪.‬التنظيمات‬
‫فمؤسسات المجتمع المدني في الدوأل المتقدمة قد ترعرعت في ظل تقدم اقتصادي كبير‪ ٬‬وأانتشار‬
‫الديمقراطية وأالحرية‪ ٬‬وأبالتالي فقد استفادت من البنيات التحتية وأوأفرة مصادر التموأيل‪ ٬‬الشيء الذي‬
‫جعلها تتمتع بالستقللية في بعدها التنظيمي وأالهيكلي‪ .‬وأكل هذه الظروأف جعلت المجتمع المدني في‬
‫‪.‬الغرب‪ ٬‬يلعب دوأرا حيوأيا مكمل لمسيرة النموأ النساني وأالمجتمعي‬
‫أما في دوأل العالم الثالث فهذه التنظيمات ظهرت في ظل ظروأف مختلفة تماما؛ ذلك أن التطوأرات التي‬
‫عرفتها هذه الدوأل‪ ٬‬خاصة ما يتعلق بمخلفات الستعمار وأالمجهوأدات المبذوألة من أجل تحقيق القلع‬
‫القتصادي وأصوأل إلى النخراط في مسلسل التقوأيم الهيكلي‪ ٬‬قد جعلها تعاني مجموأعة من الختللت‬
‫وأالتناقضات في كافة الميادين‪ .‬فظهوأر المجتمع المدني كان يهدف إلى ملئ الفراغ الذي تركه انسحاب‬
‫‪.‬الدوألة وأتخليها عن بعض أدوأارها خاصة على المستوأى الجتماعي‬
‫إل أنه وأرغم بعض الصعوأبات التي وأاجهتها تنظيمات المجتمع المدني من ضعف البنيات التحتية وأقلة‬
‫مصادر التموأيل وأضعف تكوأين الموأارد البشرية‪ ٬‬فقد استطاعت أن تقوأم بمبادرات محموأدة في بعض‬
‫‪.‬القطاعات الجتماعية كمحوأ المية وأإدماج العنصر النسوأي في الحياة القتصادية خاصة في العالم القروأي‬
‫وأمن هذا المنطلق ينبغي العتراف بأن العمل الجمعوأي هوأ حقيقة التكامل مع العمل الحكوأمي‪ ٬‬لن عدم‬
‫اشراك الموأاطنين في المسؤوألية يفرغ الديمقراطية من كل معنى حقيقي لها وأبالتالي يحيل على‬
‫‪.‬بيروأقراطية سهلة تكوأن عوأاقبها وأخيمة وأفيروأسا مجتمعا بحل الشوأائب وأالظوأاهر غير الصحية‬
‫وأالحديث عن المجتمع المدني‪ ٬‬لينبغي فهمه بالمعنى الضيق وأحصره في المنظمات غير الحكوأمية وأالتي‬
‫في الغالب تأخذ أشكال منظمات بيروأقراطية‪ ٬‬بل في اعتقادنا يجب أن تتكتل حوأل مشاريع موأحدة‪ ٬‬لنعاش‬
‫مبادرات الجمعيات وأبالتالي الحصوأل على تفاعل بين السلطة العموأمية وأالفاعليين القتصاديين‬
‫‪.‬وأالجتماعيين‬

‫الحكامة وأاللمركزية‬
‫يمكن حصر مفهوأم اللمركزية في تفوأيت جزء مهم من سلطة اتخاذ وأتنفيذ القرارات الدارية بإمكانيات‬
‫وأموأارد محلية لفائدة الجماعات وأالجهات‪ ٬‬لضمان اتخاذ قرارات فعالة وأمجدية تراعي المتطلبات المحلية‬
‫‪.‬وأتأخذ بعين العتبار معطيات الوأاقع المتخذة لفائدته‬
‫أما اللتركيز‪ ٬‬فهوأ تفوأيت جزء مهم من سلطة صنع القرار إلى جهات محلية خاضعة للسلطة المركزية‬
‫التي تظل هي المتحكمة في سلطة التوأجيه وأاللغاء‪ ٬‬وأبعبارة أخرى يقصد باللتركيز نقل اختصاصات‬
‫‪.‬الوأزراء إلى بعض موأظفي المصالح الخارجية أوأ إلى العمال‪ ٬‬أوأ إلى بعض موأظفي الدارة المركزي‬
‫إل أن الملحظ هوأ أن الدارة الجهوأية ل تزال تعرف تعثرا كبيرا في تطبيق اللمركزية وأ اللتركيز‪ ٬‬نظرا‬
‫للهيمنة التي لزال يحض بها النظام المركزي في تسيير شؤوأن البلد‪ ٬‬وأبالتالي فتطبيق نظام اللتركيز‬
‫‪ :‬وأاللمركزية يتطلب مجموأعة من المبادرات من أهمها‬
‫‪.‬توأزيع السلطة وأالوأسائل بين الدارة المركزية وأالمصالح الخارجية وأبين الدوألة وأالجماعات المحلية‬
‫‪.‬القيام بإصلح إداري يستجيب لمتطلبات اللتركيز وأيلبي حاجيات الموأاطنين‬
‫‪.‬وأضع اللتركيز في مقدمة الوأليات ضمن برامج التنمية الجتماعية وأالقتصادية‬
‫توأسيع مبدأ تقريب الدارة من الموأاطنين ليشمل الوأقوأف عند مشاكلهم‪ ٬‬وأيتعلق المر بإعداد التراب‬
‫‪.‬الوأطني وأفك العزلة عن العالم القروأي‬
‫ان خيار اللمركزية وأالفضاء المحلي كمشروأع مجتمعي مستقل قائم على المشاركة الشعبية يتطلب جملة‬
‫‪.‬من السياسات وأالمقوأمات السياسية وأالتموأيلية وأالدارية‬
‫وألعل البعد الكثر أهمية لرتباط اللمركزية بالنهوأض بالتنمية البشرية يأتي من خلل الكفاءة النتاجية‬
‫بمعناها الوأاسع وأمن التمكن من وأضع أليات المساءلة وأالمحاسبة وأالحد من الروأتين وأتطبيق مبدأ‬
‫‪.‬الشفافية في المعاملت وأالحد من مظاهر الفساد الداري وأالمالي‬
‫وأمثل هذا المنظوأر الرامي الى تحقيق كفاءة انتاجية عالية من اعتماد اللمركزية في مفهوأمها الوأاسع ل‬
‫يمكن ترجمته على أرض الوأاقع ما لم يكن مؤطرا بمشاركة الموأاطنين‪ ٬‬بحيث يصبحوأن على المستوأى‬
‫المحلي وأاعيين كل الوأعي بكيفية توأظيف الموأارد وأاستخدام المال العام‪ ٬‬وأعلى دراية بما يتم التخطيط له‬
‫‪.‬من برامج وأمشروأعات محلية‬
‫وألعل الهم اذن‪ ٬‬هوأ ارتباط اللمركزية بالعدالة الجتماعية عن طريق التنمية المحلية القائمة على‬
‫المشاركة السياسية‪ ٬‬فالمجالس الجماعية كوأحدات ترابية ستكوأن مهتمة بتوأفير الخدمات العامة بصوأر‬
‫عادلة‪ .‬وأقد لتكتفي أنماط الديمقراطية الشكلية في تحقيق ذلك ما لم تكن هنالك مشاركة سياسية حقيقية‬
‫‪.‬وأمباشرة لجميع الفئات الجتماعية‬
‫وأمن هذا المنطلق‪ ٬‬فان الحكامة تقتضي مجموأعة من الرقابات لنجاح خيار اللمركزية‪ ٬‬بدءا من ضروأرة‬
‫التحكم الفعلي للموأاطنين المحليين‪ ٬‬سياسيا وأفنيا بما يتم التخطيط له وأكذا التأكد من تأسيس وأتطبيق نظم‬
‫‪.‬ادارية تتسم بالمروأنة وأالشفافية وأبالشكل الذي تضمن معه الرفع من مستوأى الكفاءة النتاجية للعاملين‬

‫"الفصل الثالث‪ :‬عوأائق تطبيق "الحكامة الجيدة وأالرشيدة‬

‫ما سبق هزم لنا عسر فهم المفهوأم‪ ٬‬وأصار بنا إلى ضروأرة تحديد أهم الشروأط الضروأري توأفرها لبلوأغ‬
‫‪.‬تنظيم وأتهيئة المجال على أساس آلية الحكامة‬
‫فالحكامة الرشيدة هي نتيجة وأترجمة مباشرة لتبني سياسة اللمركزية وأوأضع إطار قانوأني يمنح الفاعل‬
‫السياسي وأالقتصادي وأالمدني الشروأط المناسبة لتحقيق المشاركة وأالعدالة وأالشفافية وأالدماج‪ ٬‬وأإذا‬
‫الدوأل قد تبنت إطارا قانوأنيا وأمؤسساتيا متطوأرا نسبيا لتفعيل اللمركزية وأاللتركيز‪ ٬‬فإنها تعرف الوأفرة‬
‫في المعيقات التي تحوأل دوأن التوأاصل الفعال بين القمة وأالهرم ‪ ٬‬وأالنتقال من الديمقراطية التمثيلية إلى‬
‫‪ :‬الديمقراطية التشاركية‪ ٬‬وأما يعيق هذه العملية يمكن تلخيصه في‬
‫عوأائق مؤسساتية‪ :‬أي ما يشوأب المؤسسات الوأطنية وأالجهوأية وأالمحلية خاصة‪ ٬‬من غموأض بينها وأبين‬
‫‪ .‬المؤسسات المدنية وأالمجتمعات المحلية‬
‫عوأائق علئقية‪ :‬تمس عدم التكافؤ وأضعف فعاليات العلقات بين إدارات الدوألة وأالجماعات المحلية‪ ٬‬وأالتي‬
‫‪.‬لزالت تتصف بأشكال الوأصاية وأالمراقبة من طرف الفاعلين في مراقبة التراب الوأطني‬
‫عوأائق اجتماعية وأسياسية‪ :‬ممثلة في طريقة اختيار الموأظفين السياسيين للجماعات المحلية وأالتي تعتبر‬
‫‪.‬الحزاب السياسية المسئوأل الوأل عنها‬
‫‪.‬عراقيل منهجية‪ :‬ممثلة في النحرافات السياسية المسجلة لدى الهيئات التمثيلية‪ ٬‬الضعيفة التكوأين‬
‫وأما يزيد من عرقلة آلية الحكامة لداء دوأرها‪ ٬‬يمكن تلخيصه في الجانب التقني الممثل في عمليات التقطيع‬
‫‪.‬ذات البعد المني وأالتي أنتجت بهدف التمكن من المراقبة وأالتأطير‬

‫‪:‬الباب الثالث‬

‫بعض المفاهيم أوأ المصطلحات المتداوألة‬

‫الفصل الوأل ‪ :‬الحكامة وأالديموأقراطية‬

‫ل تكتفي موأضوأعة الحكامة‪ ,‬الرائجة منذ مدة بأروأقة المؤسسات المالية وأالقتصادية الدوألية‪ ,‬بالمطالبة‬
‫بالتسيير الجيد وأالتدبير السليم للشؤوأن العامة‪ ,‬بل وأتذهب إلى مستوأى إلحاحها على ضروأرة تعضيد ذلك‬
‫ب"جرعات" في الديموأقراطية وأاحترام حقوأق النسان تترجم بمقتضاها قيم الموأاطنة وأ"الحساس‬
‫‪.‬بالمسؤوألية" وأالمساهمة في التدبير‬
‫بالتالي‪ ,‬فبقدر ما تدفع الحكامة بضروأرة تسييد قيم التسيير الجيد وأالتدبير الرشيد للموأارد وأالمكانات‬
‫المتاحة اقتصاديا وأاجتماعيا‪ ,‬فإنها تدفع أيضا وأبالقدر ذاته إلى إلزامية مصاحبة ذلك )سياسيا وأمؤسساتيا(‬
‫بنظم في الحكم ل ترتكن إلى تمثيلية الجسد النتخابي حتى بأسمى صوأره وأأشكاله‪ ,‬بل وأتذهب لحد جعله‬
‫في قلب صناعة القرار إذا لم يكن بالتمثيل الشاسع وأالوأاسع‪ ,‬فعلى القل بالتشاوأر المكثف الذي يضمن‬
‫‪.‬التشاركية وأل يقتصر على مستوأى النتداب غير مضموأن النتائج وأالتبعات‬
‫وأالية من ذلك إنما ضمان شكل في الديموأقراطية تشاركي مقابل شكل الديموأقراطية التمثيلي السائد الذي‬
‫يستصدر البعد التشاركي وأيقصيه إلى حد بعيد حتى بوأجوأد نصوأص في اللتمركز وأاللمركزية قوأية‬
‫‪.‬وأجريئة )كما بفرنسا أوأ بألمانيا أوأ بغيرهما(‬
‫وأعلى هذا الساس‪ ,‬فالحكامة إنما تضع الديموأقراطية التمثيلية )البرلمانية عموأما( في محك من أمرها‬
‫ليس فقط باعتبارها إياها مركزة لليات اتخاذ القرار وأل لكوأنها تحتكر سلطة الوألية على الشأن العام‪,‬‬
‫وألكن أيضا كوأنها تحجر على قضايا الشأن المحلي وأالجهوأي التي غالبا ما يكوأن أمر البث فيها من‬
‫‪.‬صلحيات مجالس منتخبة‬
‫قد ل يكوأن القصد من لدن دعاة الحكامة تقوأيض مرتكزات الديموأقراطية التمثيلية‪ ٬‬لكنها تقصد حتما‬
‫تعضيدها بأشكال جديدة في الديموأقراطية تسعى الى خلق سبل في التضامن بين الفراد وأالجماعات‪ ,‬بين‬
‫القرى وأالمدن‪ ,‬بين الجهات وأالمجموأعات‪ ,‬بين تجاذب المصالح وأالمنافع وأبين هذه المنطقة من العالم وأتلك‬
‫‪.‬حتى وأإن كانت مستوأيات نموأها مختلفة لدرجة التباين المطلق‬
‫بالتالي‪ ,‬فنحن بهذه النقطة‪ ,‬لن نكوأن فقط بإزاء إغناء عابر لمبادئ الديموأقراطية التمثيلية التي تعارفت‬
‫عليها المجموأعات من قبل كما في الوأقت الراهن‪ ,‬بل وأأيضا بإزاء تجاوأز بنيوأي للمرتكزات الشكلية التي‬
‫‪.‬بنيت عليها لعقوأد طوأيلة خلت‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الحكامة وأالتنمية البشرية‬

‫ل شك أن مبادرة التنمية البشرية التي جاءت لتضع هذا المفهوأم في سياقاته السياسية الجديدة منذ أن‬
‫نادت به المم المتحدة منذ ما يربوأ على أكثر من ‪ 15‬سنة‪ ٬‬وأضعت من خللها المنظوأمة الدوألية‪ ٬‬السس‬
‫وأ المرتكزات لتأهيل انسان اللفية الثالثة‪ ٬‬باعتبار أن هذا الخير يبقى هوأ الثروأة الحقيقية لي بلد‪ ٬‬فقدرات‬
‫البلدان تقاس اليوأم على أساس ثروأتها البشرية وأ ما تمتلكه حقيقة من طاقات بشرية مؤهلة وأمدربة‬
‫‪.‬وأكفؤة‪ ٬‬قادرة على الخلق وأالتفاعل مع كافة الوأضاع بفعالية وأنجاعة‬
‫لقد آمنت البلدان المتقدمة منذ زمن بأهمية النسان وأقدراته غير المحدوأدة في الخلق وأالبداع‪ ٬‬فتبنت‬
‫أسس الديموأقراطية وأأرست قيم الحرية وأالعدالة الجتماعية‪ ٬‬وأأعلت من قيمة الفرد وأأهميته في صنع‬
‫‪.‬الغد‬
‫البشر هم الثروأة الحقيقية للمم‪ ٬‬وأما التنمية البشرية سوأى توأسيع خيارات البشر« ظل هذا الشعار الذي«‬
‫رفعته المم المتحدة أحد أهم المتكزات التي قامت عليها فلسفة مقاربة المشروأع النساني كذات منتجة‬
‫وأفاعلة في شتى المجالت‪ ٬‬فلم يقتصر مفهوأم التنمية البشرية على تأهيل القدرات البشرية في جوأانب‬
‫محددة كتحسين الخدمات الجتماعية وأالمعرفية وأتحقيق مستوأى معين من العيش الكريم‪ ٬‬بل أصبحت تمتد‬
‫الى الستفادة من مهارات وأقدرات النسان في مجالت العمل من خلل توأفير فرص البداع النساني‬
‫وأالمساهمة الفاعلة في النشاطات القتصادية وأالسياسية وأالجتماعية في اطار مقاربة شموألية للتنمية‪.‬‬
‫فمفهوأم التنمية البشرية اذن يشمل مناحي مختلفة من حياة الفراد تتفاعل فيه سياقات وأأبعاد مختلفة‬
‫تجاوأز ما هوأ ذاتي نفعي محض الى ما هوأ مجتمعي مركب‪ ٬‬انها ترسيخ للقيم المحفزة على العمل وأالداعية‬
‫‪.‬الى ضروأرة تحقيق التقدم في شتى الميادين‬
‫وأمن الوأاضح أن مفهوأم الحكامة تطوأر موأازاة مع تطوأر مفهوأم التنمية‪ .‬لسيما لما انتقل محوأر الهتمام‬
‫من الرأسمال البشري الى الرأسمال الجتماعي ثم الى التنمية النسانية‪ .‬وأظهر بجلء عندما أضحت‬
‫التنمية مرتبطة بالتكامل بين النشاط الجتماعي‪ ٬‬القتصادي‪ ٬‬السياسي‪ ٬‬الثقافي وأالبيئي وأمستندة على‬
‫‪.‬العدالة في التوأزيع وأالمشاركة‬
‫وأتعتبرالتنمية البشرية ركيزة أساسية للتنمية الشاملة وأقيمة مضافة لبناء صرح مجتمع ديموأقراطي حداثي‬
‫‪.‬وأشرط ضروأري لتجذير الموأاطنة وأتفعيل حقوأق النسان وألتكريس دوألة الحق وأالقانوأن‬
‫إن مركزية مفهوأم التنمية البشرية وأتعقد ارتباطاته بالحكامة الديموأقراطية وأالتنمية الشاملة تطرح إشكالية‬
‫تقاطعاتهما‪ ٬‬خاصة في الدوأل الصاعدة مثل المغرب‪ ٬‬التي راهنت على الليبرالية القتصادية وأالتعددية‬
‫السياسية وأالنتقال الديموأقراطي‪ ٬‬وألكنها لزالت تعاني من مشاكل في تنميتها البشرية‪ ٬‬حيث احتل المغرب‬
‫الرتبة ‪ 123‬من أصل ‪ 177‬دوألة خلل سنة ‪ 2004‬حسب التقرير الدوألي للتنمية البشرية ‪ 2006‬الصادر‬
‫عن برنامج المم المتحدة للتنمية‪ ٬‬كما أنه يعاني من ‪ %55‬من المية وأ ‪ %15‬من سكانه النشيطين‪ .‬فعلى‬
‫الرغم من النجازات المحققة‪ ٬‬مازالت بلدنا تعاني من العجوأزات الجتماعية وأالعجوأزات الديموأقراطية‬
‫وأالمرتبطة بالنوأع الجتماعي وأكذا من ضعف الندماج الداخلي وأالخارجي لهياكله القتصادية‪ .‬وأهذه‬
‫مجموأعة من العوأامل التي تهدد تماسكه الجتماعي وأاستقراره الداخلي‪ ٬‬وأتعيق إقلعه القتصادي وأتساهم‬
‫‪.‬في تعطيل انتقاله الديموأقراطي‬
‫اذا كانت التنمية البشرية تتطلب شرطا أوأليا لبد منه للوأصوأل الى مراميها‪ ٬‬يتمثل هذا الشرط في تحديد‬
‫نقطة القلع أوأ النطلق‪ ٬‬فهل مشروأع المغرب التنموأي كانت له نقطة اقلع وأاحدة‪ ٬‬أم كانت له انطلقات‬
‫متعددة وأمتباينة? هل الكل أوأل متفق على معنى وأمضموأن التنمية البشرية? وأهل الكل أمام شعار وأاحد أم‬
‫?لكل مسؤوأل فهمه وأمفهوأمه‬
‫الخاتمة‬
‫العداد وأالتنمية وأالتهيئة كلها مفاهيم تقنية تصب في ضروأرة التنظيم وأحسن التسيير حسب إمكانات‬
‫ثقافية وأاجتماعية وأاقتصادية وأايكوألوأجية‪ ٬‬وأتهدف إجرائيا وأعمليا إلى إزالة الحدوأد بين المستوأيات وأإلى‬
‫‪.‬العدالة في توأزيع مدخلت وأمخرجات التنمية المستدامة‬
‫وأمنه فالحكامة اذن دعوأة صريحة وأفعلية إلى ضروأرة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر سلطة‬
‫الوألية على الشأن العام‪ ٬‬وأتدعوأ إلى ضروأرة تطعيم هذا النهج اللمركزي الفاشل بجرعات وأأشكال جديدة‬
‫من الديمقراطية التشاركية تمكن من إشراك جميع أطراف معادلة العداد الفعال‪ ٬‬المدافع عن المجموأعات‬
‫‪.‬الهشة اقتصاديا وأاجتماعيا وأالمطالب بضروأرة صيانة الوأسط الثقافي وأاعتباره في عمليات التهيئة‬
‫وأختاما‪ ٬‬الحكامة هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي وأالبرلماني الممركز وأدعوأة‬
‫صريحة على ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة وأالمشاركة وأالتوأافق في صنع وأتنفيذ وأتقييم‬
‫برامج وأمشاريع التنمية على أرض الوأاقع‪ ٬‬وأهي قناة أساسية تمكن من الستفادة من نوأاتج وأنتائج التنمية‬
‫‪.‬المستدامة‬

You might also like