Professional Documents
Culture Documents
Al Hakama
Al Hakama
تقديم
:الباب الوأل
تعريف الحكامة وأتطوأر مفهوأمها
:الباب الثاني
أسس وأ معايير وأشروأط الحكامة الجيدة
:الباب الثالث
بعض المفاهيم أوأ المصطلحات المتداوألة
الخاتمة
الملخص
المراجع
:تقديم
يعتبر مفهوأم الحكامة من المفاهيم الموأضوأعاتية التي ل زال النقاش وأ الحوأار حوألها مفتوأحا بالنسبة
.للمجتمعات النامية ٬لكوأنه مازال ملفوأفا بكثير من الغموأض من حيث ميلده وأنشأته
ان الشكال لدى أطروأحة الحكامة إنما هوأ كامن في فشل سبل العمل وأالتنسيق التي كانت الدوأل قائمة
عليها إلى حين عهد قريب ,مستبعدة في ذلك "مجهوأدات" القطاع الخاص وأمساهمات مكوأنات المجتمع
المدني وأطموأح الفراد وأالجماعات في شتى أشكال تكتلتهم المحلية أوأ الجهوأية أوأ ذات الخلفيات المختلفة
.الخرى
فما هي إذن العراقيل التي تحوأل دوأن التطبيق الفعلي للية الحكامة في العداد وأالتهيئة؟
وأالجابة عن هذه الشكالية ستمكن ٬إلى جانب إبراز دوأر الحكامة في إنجاح عمليات التدبير ٬من تحديد
.أهم الشروأط الموأضوأعية وأالكفاءات القانوأنية وأالمؤسساتية اللزم توأفرها لتحقيق أهداف التدبير الرشيد
:الباب الوأل
يعتبر مصطلح الحكامة من أهم المصطلحات التي أحدثت ثوأرة على المستوأى البيداغوأجي لعلقتها بكافة
التخصصات .وأاذا حاوألنا التأصيل له نجد أن كل من المدرستين الفرنسية وأالنجلوأساكسوأنية تنسبانه
اليهما .ال أنه من المؤكد أنه ظهر في القرن ٬18وألم يتم تداوأله ال في أوأاخر القرن 19مع ظهوأر
المقاوألة الصناعية نظرا للحاجة الى حفظ التوأازن القتصادي بنهج المراقبة على المستوأى الصناعي .وأتم
تداوأله في الحقل التنموأي منذ نهاية الثمانينات ٬حيث استعمل لوأل مرة من طرف البنك الدوألي في .1989
وأقد جاء هذا في اطار التأكيد على أن أزمة التنمية في افريقيا هي أزمة حكامة بالدرجة الوألى بسبب فساد
.النظم السياسية وأضعف التسيير وأالتخطيط
لهذا فقد تم تعريف الحكامة على أنها » الطريقة التي تباشر بها السلطة في ادارة موأارد الدوألة القتصادية
».منها وأالجتماعية بهدف تحقيق التنمية
لذلك فالحكامة الجيدة ٬في أي مجتمع وأأي مؤسسة حكوأمية كانت أوأ غير حكوأمية ٬تبقى من أهم
الضروأريات لنجاح المشاريع التنموأية ٬ال أن تطبيقها يتطلب سيادة جوأ تسوأده الشفافية وأالمسؤوألية
.وأدوألة القانوأن وأالمشاركة وأاللمركزية وأالتنسيق بين كل المتدخلين
:الباب الثاني
هناك عدة معايير سياسية وأاقتصادية وأاجتماعية وأادارية تشمل الدوألة وأمؤسساتها وأالدارة وأالمجتمع
المدني وأالقطاع الخاص وأالموأاطنين كناشطين اجتماعيين وأهي معايير قد تختلف حسب المنظمات وأحسب
المناطق .ان المعايير المعتمدة من طرف البنك الدوألي وأمنظمة التعاوأن القتصادي للتنمية ٬تتمحوأر
.بالساس حوأل تحفيز النموأ القتصادي وأحرية التجارة وأالخوأصصة
معاييربرنامج المم المتحدة النمائي
المشاركة :وأهي حق الموأاطنين في الترشيح وأالتصوأيت وأابداء الرأي ديموأقراطيا في البرامج وأالسياسات
وأالقرارات .وأتتطلب توأفر القوأانين الضامنة لحرية تشكيل الجمعيات وأالحزاب وأحرية التعبير وأالحريات
.العامة وأترسيخ الشرعية
حكم القانوأن :أي أن القانوأن هوأ المرجعية وأسيادته على الجميع بدوأن استثناء وأفصل السلط وأاستقللية
.القضاء وأوأضوأح القوأانين وأشفافيتها وأانسجامها في التطبيق
الشفافية :تعني توأفر المعلوأمات الدقيقة في وأقتها وأافساح المجال أمام الجميع للطلع على المعلوأمات
الضروأرية مما يساعد في اتخاد القرارات الصالحة وأكذلك من أجل توأسيع دائرة المشاركة وأالرقابة
.وأالمحاسبة وأمن أجل التخفيف من الهدر وأمحاصرة الفساد
.حسن الستجابة :يعني قدرة المؤسسات وأالليات على خدمة الجميع بدوأن استثناء
التوأافق :وأهوأ القدرة على التحكيم بين المصالح المتضاربة من أجل الوأصوأل الى اجماع وأاسع حوأل
.المصلحة العامة
المحاسبة :محاسبة المسؤوألين عن ادارتهم للموأارد العامة وأخصوأصا تطبيق فصل
.الخاص عن العام من تعسف وأاستغلل السياسيين
الرؤية الستراتيجية :أي الرؤية المنطلقة من المعطيات الثقافية وأالجتماعية الهادفة الى تحسين شؤوأن
.الناس وأ تنمية المجتمع وأالقدرات البشرية
من أجل أن تقوأم الحكامة ل مناص من تكامل عمل الدوألة وأمؤسساتها وأالقطاع الخاص وأمؤسسات
المجتمع المدني ٬اذ ل يمكن أن نتحدث عن الحكامة دوأن تكريس المشاركة وأالمحاسبة وأالشفافية .وأل
وأجوأد للحكامة ال في ظل الديموأقراطية أوأ السيادة الشعبية .وأالحكامة تستوأجب وأجوأد نظام متكامل من
المحاسبة وأالمساءلة السياسية وأالدارية للمسؤوألين في وأظائفهم العامة وألمؤسسات المجتمع المدني
.وأالقطاع الخاص
وأمنه فان بلوأغ مستوأى التدبير الرشيد التشاوأري وأالتشاركي ٬رهين بتوأفر مجموأعة من الشروأط
المؤسساتية وأالقانوأنية التي تمنح الفاعل وأالموأاطن الكفايات الضروأرية لتسهيل عملية مشاركته وأتعبيره
:عن أرائه ٬وأهي ترتكز على تغيير طبيعة العمل العموأمي من خلل
إعادة النظر في احتكار الحكوأمة لتدبير الشأن العام ٬بمنح القوأى المحلية مجموأعة من الصلحيات في إطار
.تكريس مسلسل اللمركزية ٬وأاللتركيز في صناعة القرار السياسي
توأفير الكفايات اللزمة القانوأنية وأالمؤسساتية التي تسهل عملية توأاصل المجتمع مع الفاعلين المحليين
.السياسيين وأالقتصاديين
.العمل على دعم انفجار قنوأات التفاعل الفقي كالمجتمع المدني
الحكامة وأاللمركزية
يمكن حصر مفهوأم اللمركزية في تفوأيت جزء مهم من سلطة اتخاذ وأتنفيذ القرارات الدارية بإمكانيات
وأموأارد محلية لفائدة الجماعات وأالجهات ٬لضمان اتخاذ قرارات فعالة وأمجدية تراعي المتطلبات المحلية
.وأتأخذ بعين العتبار معطيات الوأاقع المتخذة لفائدته
أما اللتركيز ٬فهوأ تفوأيت جزء مهم من سلطة صنع القرار إلى جهات محلية خاضعة للسلطة المركزية
التي تظل هي المتحكمة في سلطة التوأجيه وأاللغاء ٬وأبعبارة أخرى يقصد باللتركيز نقل اختصاصات
.الوأزراء إلى بعض موأظفي المصالح الخارجية أوأ إلى العمال ٬أوأ إلى بعض موأظفي الدارة المركزي
إل أن الملحظ هوأ أن الدارة الجهوأية ل تزال تعرف تعثرا كبيرا في تطبيق اللمركزية وأ اللتركيز ٬نظرا
للهيمنة التي لزال يحض بها النظام المركزي في تسيير شؤوأن البلد ٬وأبالتالي فتطبيق نظام اللتركيز
:وأاللمركزية يتطلب مجموأعة من المبادرات من أهمها
.توأزيع السلطة وأالوأسائل بين الدارة المركزية وأالمصالح الخارجية وأبين الدوألة وأالجماعات المحلية
.القيام بإصلح إداري يستجيب لمتطلبات اللتركيز وأيلبي حاجيات الموأاطنين
.وأضع اللتركيز في مقدمة الوأليات ضمن برامج التنمية الجتماعية وأالقتصادية
توأسيع مبدأ تقريب الدارة من الموأاطنين ليشمل الوأقوأف عند مشاكلهم ٬وأيتعلق المر بإعداد التراب
.الوأطني وأفك العزلة عن العالم القروأي
ان خيار اللمركزية وأالفضاء المحلي كمشروأع مجتمعي مستقل قائم على المشاركة الشعبية يتطلب جملة
.من السياسات وأالمقوأمات السياسية وأالتموأيلية وأالدارية
وألعل البعد الكثر أهمية لرتباط اللمركزية بالنهوأض بالتنمية البشرية يأتي من خلل الكفاءة النتاجية
بمعناها الوأاسع وأمن التمكن من وأضع أليات المساءلة وأالمحاسبة وأالحد من الروأتين وأتطبيق مبدأ
.الشفافية في المعاملت وأالحد من مظاهر الفساد الداري وأالمالي
وأمثل هذا المنظوأر الرامي الى تحقيق كفاءة انتاجية عالية من اعتماد اللمركزية في مفهوأمها الوأاسع ل
يمكن ترجمته على أرض الوأاقع ما لم يكن مؤطرا بمشاركة الموأاطنين ٬بحيث يصبحوأن على المستوأى
المحلي وأاعيين كل الوأعي بكيفية توأظيف الموأارد وأاستخدام المال العام ٬وأعلى دراية بما يتم التخطيط له
.من برامج وأمشروأعات محلية
وألعل الهم اذن ٬هوأ ارتباط اللمركزية بالعدالة الجتماعية عن طريق التنمية المحلية القائمة على
المشاركة السياسية ٬فالمجالس الجماعية كوأحدات ترابية ستكوأن مهتمة بتوأفير الخدمات العامة بصوأر
عادلة .وأقد لتكتفي أنماط الديمقراطية الشكلية في تحقيق ذلك ما لم تكن هنالك مشاركة سياسية حقيقية
.وأمباشرة لجميع الفئات الجتماعية
وأمن هذا المنطلق ٬فان الحكامة تقتضي مجموأعة من الرقابات لنجاح خيار اللمركزية ٬بدءا من ضروأرة
التحكم الفعلي للموأاطنين المحليين ٬سياسيا وأفنيا بما يتم التخطيط له وأكذا التأكد من تأسيس وأتطبيق نظم
.ادارية تتسم بالمروأنة وأالشفافية وأبالشكل الذي تضمن معه الرفع من مستوأى الكفاءة النتاجية للعاملين
ما سبق هزم لنا عسر فهم المفهوأم ٬وأصار بنا إلى ضروأرة تحديد أهم الشروأط الضروأري توأفرها لبلوأغ
.تنظيم وأتهيئة المجال على أساس آلية الحكامة
فالحكامة الرشيدة هي نتيجة وأترجمة مباشرة لتبني سياسة اللمركزية وأوأضع إطار قانوأني يمنح الفاعل
السياسي وأالقتصادي وأالمدني الشروأط المناسبة لتحقيق المشاركة وأالعدالة وأالشفافية وأالدماج ٬وأإذا
الدوأل قد تبنت إطارا قانوأنيا وأمؤسساتيا متطوأرا نسبيا لتفعيل اللمركزية وأاللتركيز ٬فإنها تعرف الوأفرة
في المعيقات التي تحوأل دوأن التوأاصل الفعال بين القمة وأالهرم ٬وأالنتقال من الديمقراطية التمثيلية إلى
:الديمقراطية التشاركية ٬وأما يعيق هذه العملية يمكن تلخيصه في
عوأائق مؤسساتية :أي ما يشوأب المؤسسات الوأطنية وأالجهوأية وأالمحلية خاصة ٬من غموأض بينها وأبين
.المؤسسات المدنية وأالمجتمعات المحلية
عوأائق علئقية :تمس عدم التكافؤ وأضعف فعاليات العلقات بين إدارات الدوألة وأالجماعات المحلية ٬وأالتي
.لزالت تتصف بأشكال الوأصاية وأالمراقبة من طرف الفاعلين في مراقبة التراب الوأطني
عوأائق اجتماعية وأسياسية :ممثلة في طريقة اختيار الموأظفين السياسيين للجماعات المحلية وأالتي تعتبر
.الحزاب السياسية المسئوأل الوأل عنها
.عراقيل منهجية :ممثلة في النحرافات السياسية المسجلة لدى الهيئات التمثيلية ٬الضعيفة التكوأين
وأما يزيد من عرقلة آلية الحكامة لداء دوأرها ٬يمكن تلخيصه في الجانب التقني الممثل في عمليات التقطيع
.ذات البعد المني وأالتي أنتجت بهدف التمكن من المراقبة وأالتأطير
:الباب الثالث
ل تكتفي موأضوأعة الحكامة ,الرائجة منذ مدة بأروأقة المؤسسات المالية وأالقتصادية الدوألية ,بالمطالبة
بالتسيير الجيد وأالتدبير السليم للشؤوأن العامة ,بل وأتذهب إلى مستوأى إلحاحها على ضروأرة تعضيد ذلك
ب"جرعات" في الديموأقراطية وأاحترام حقوأق النسان تترجم بمقتضاها قيم الموأاطنة وأ"الحساس
.بالمسؤوألية" وأالمساهمة في التدبير
بالتالي ,فبقدر ما تدفع الحكامة بضروأرة تسييد قيم التسيير الجيد وأالتدبير الرشيد للموأارد وأالمكانات
المتاحة اقتصاديا وأاجتماعيا ,فإنها تدفع أيضا وأبالقدر ذاته إلى إلزامية مصاحبة ذلك )سياسيا وأمؤسساتيا(
بنظم في الحكم ل ترتكن إلى تمثيلية الجسد النتخابي حتى بأسمى صوأره وأأشكاله ,بل وأتذهب لحد جعله
في قلب صناعة القرار إذا لم يكن بالتمثيل الشاسع وأالوأاسع ,فعلى القل بالتشاوأر المكثف الذي يضمن
.التشاركية وأل يقتصر على مستوأى النتداب غير مضموأن النتائج وأالتبعات
وأالية من ذلك إنما ضمان شكل في الديموأقراطية تشاركي مقابل شكل الديموأقراطية التمثيلي السائد الذي
يستصدر البعد التشاركي وأيقصيه إلى حد بعيد حتى بوأجوأد نصوأص في اللتمركز وأاللمركزية قوأية
.وأجريئة )كما بفرنسا أوأ بألمانيا أوأ بغيرهما(
وأعلى هذا الساس ,فالحكامة إنما تضع الديموأقراطية التمثيلية )البرلمانية عموأما( في محك من أمرها
ليس فقط باعتبارها إياها مركزة لليات اتخاذ القرار وأل لكوأنها تحتكر سلطة الوألية على الشأن العام,
وألكن أيضا كوأنها تحجر على قضايا الشأن المحلي وأالجهوأي التي غالبا ما يكوأن أمر البث فيها من
.صلحيات مجالس منتخبة
قد ل يكوأن القصد من لدن دعاة الحكامة تقوأيض مرتكزات الديموأقراطية التمثيلية ٬لكنها تقصد حتما
تعضيدها بأشكال جديدة في الديموأقراطية تسعى الى خلق سبل في التضامن بين الفراد وأالجماعات ,بين
القرى وأالمدن ,بين الجهات وأالمجموأعات ,بين تجاذب المصالح وأالمنافع وأبين هذه المنطقة من العالم وأتلك
.حتى وأإن كانت مستوأيات نموأها مختلفة لدرجة التباين المطلق
بالتالي ,فنحن بهذه النقطة ,لن نكوأن فقط بإزاء إغناء عابر لمبادئ الديموأقراطية التمثيلية التي تعارفت
عليها المجموأعات من قبل كما في الوأقت الراهن ,بل وأأيضا بإزاء تجاوأز بنيوأي للمرتكزات الشكلية التي
.بنيت عليها لعقوأد طوأيلة خلت
الفصل الثاني :الحكامة وأالتنمية البشرية
ل شك أن مبادرة التنمية البشرية التي جاءت لتضع هذا المفهوأم في سياقاته السياسية الجديدة منذ أن
نادت به المم المتحدة منذ ما يربوأ على أكثر من 15سنة ٬وأضعت من خللها المنظوأمة الدوألية ٬السس
وأ المرتكزات لتأهيل انسان اللفية الثالثة ٬باعتبار أن هذا الخير يبقى هوأ الثروأة الحقيقية لي بلد ٬فقدرات
البلدان تقاس اليوأم على أساس ثروأتها البشرية وأ ما تمتلكه حقيقة من طاقات بشرية مؤهلة وأمدربة
.وأكفؤة ٬قادرة على الخلق وأالتفاعل مع كافة الوأضاع بفعالية وأنجاعة
لقد آمنت البلدان المتقدمة منذ زمن بأهمية النسان وأقدراته غير المحدوأدة في الخلق وأالبداع ٬فتبنت
أسس الديموأقراطية وأأرست قيم الحرية وأالعدالة الجتماعية ٬وأأعلت من قيمة الفرد وأأهميته في صنع
.الغد
البشر هم الثروأة الحقيقية للمم ٬وأما التنمية البشرية سوأى توأسيع خيارات البشر« ظل هذا الشعار الذي«
رفعته المم المتحدة أحد أهم المتكزات التي قامت عليها فلسفة مقاربة المشروأع النساني كذات منتجة
وأفاعلة في شتى المجالت ٬فلم يقتصر مفهوأم التنمية البشرية على تأهيل القدرات البشرية في جوأانب
محددة كتحسين الخدمات الجتماعية وأالمعرفية وأتحقيق مستوأى معين من العيش الكريم ٬بل أصبحت تمتد
الى الستفادة من مهارات وأقدرات النسان في مجالت العمل من خلل توأفير فرص البداع النساني
وأالمساهمة الفاعلة في النشاطات القتصادية وأالسياسية وأالجتماعية في اطار مقاربة شموألية للتنمية.
فمفهوأم التنمية البشرية اذن يشمل مناحي مختلفة من حياة الفراد تتفاعل فيه سياقات وأأبعاد مختلفة
تجاوأز ما هوأ ذاتي نفعي محض الى ما هوأ مجتمعي مركب ٬انها ترسيخ للقيم المحفزة على العمل وأالداعية
.الى ضروأرة تحقيق التقدم في شتى الميادين
وأمن الوأاضح أن مفهوأم الحكامة تطوأر موأازاة مع تطوأر مفهوأم التنمية .لسيما لما انتقل محوأر الهتمام
من الرأسمال البشري الى الرأسمال الجتماعي ثم الى التنمية النسانية .وأظهر بجلء عندما أضحت
التنمية مرتبطة بالتكامل بين النشاط الجتماعي ٬القتصادي ٬السياسي ٬الثقافي وأالبيئي وأمستندة على
.العدالة في التوأزيع وأالمشاركة
وأتعتبرالتنمية البشرية ركيزة أساسية للتنمية الشاملة وأقيمة مضافة لبناء صرح مجتمع ديموأقراطي حداثي
.وأشرط ضروأري لتجذير الموأاطنة وأتفعيل حقوأق النسان وألتكريس دوألة الحق وأالقانوأن
إن مركزية مفهوأم التنمية البشرية وأتعقد ارتباطاته بالحكامة الديموأقراطية وأالتنمية الشاملة تطرح إشكالية
تقاطعاتهما ٬خاصة في الدوأل الصاعدة مثل المغرب ٬التي راهنت على الليبرالية القتصادية وأالتعددية
السياسية وأالنتقال الديموأقراطي ٬وألكنها لزالت تعاني من مشاكل في تنميتها البشرية ٬حيث احتل المغرب
الرتبة 123من أصل 177دوألة خلل سنة 2004حسب التقرير الدوألي للتنمية البشرية 2006الصادر
عن برنامج المم المتحدة للتنمية ٬كما أنه يعاني من %55من المية وأ %15من سكانه النشيطين .فعلى
الرغم من النجازات المحققة ٬مازالت بلدنا تعاني من العجوأزات الجتماعية وأالعجوأزات الديموأقراطية
وأالمرتبطة بالنوأع الجتماعي وأكذا من ضعف الندماج الداخلي وأالخارجي لهياكله القتصادية .وأهذه
مجموأعة من العوأامل التي تهدد تماسكه الجتماعي وأاستقراره الداخلي ٬وأتعيق إقلعه القتصادي وأتساهم
.في تعطيل انتقاله الديموأقراطي
اذا كانت التنمية البشرية تتطلب شرطا أوأليا لبد منه للوأصوأل الى مراميها ٬يتمثل هذا الشرط في تحديد
نقطة القلع أوأ النطلق ٬فهل مشروأع المغرب التنموأي كانت له نقطة اقلع وأاحدة ٬أم كانت له انطلقات
متعددة وأمتباينة? هل الكل أوأل متفق على معنى وأمضموأن التنمية البشرية? وأهل الكل أمام شعار وأاحد أم
?لكل مسؤوأل فهمه وأمفهوأمه
الخاتمة
العداد وأالتنمية وأالتهيئة كلها مفاهيم تقنية تصب في ضروأرة التنظيم وأحسن التسيير حسب إمكانات
ثقافية وأاجتماعية وأاقتصادية وأايكوألوأجية ٬وأتهدف إجرائيا وأعمليا إلى إزالة الحدوأد بين المستوأيات وأإلى
.العدالة في توأزيع مدخلت وأمخرجات التنمية المستدامة
وأمنه فالحكامة اذن دعوأة صريحة وأفعلية إلى ضروأرة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر سلطة
الوألية على الشأن العام ٬وأتدعوأ إلى ضروأرة تطعيم هذا النهج اللمركزي الفاشل بجرعات وأأشكال جديدة
من الديمقراطية التشاركية تمكن من إشراك جميع أطراف معادلة العداد الفعال ٬المدافع عن المجموأعات
.الهشة اقتصاديا وأاجتماعيا وأالمطالب بضروأرة صيانة الوأسط الثقافي وأاعتباره في عمليات التهيئة
وأختاما ٬الحكامة هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي وأالبرلماني الممركز وأدعوأة
صريحة على ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة وأالمشاركة وأالتوأافق في صنع وأتنفيذ وأتقييم
برامج وأمشاريع التنمية على أرض الوأاقع ٬وأهي قناة أساسية تمكن من الستفادة من نوأاتج وأنتائج التنمية
.المستدامة