You are on page 1of 11

‫مقدمة ‪:‬‬

‫لقد عرف العالم في العقود الخأيرة خأاصة في اللفية الثالثة ثورة هائلة في جل المجالتا العلمية‬
‫والتكنولوجية‪ ,‬التي أحدث تغيير في الحياة اليومية للنسان وأصبحتا من الركائز الجوهرية والمعول عليها‬
‫في إحداث التنمية القاتصادية والجتماعية‪.‬‬
‫هذا ما انعكس على الدارة العمومية التي تعتبر هي اللية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتخأدم‬
‫المواطنين‪ ،‬بذلك تم إدراج البرمجة المعلوماتية داخأل نسق عمل الدارة‪.‬‬
‫والجانب المعلوماتي الحديث ينفرد بخأوصصة متميزة عن الثرواتا التقنية الخأرى إذ أن رأسماليها هو العقل‬
‫البشري والثورة البشرية داخأل الدولة‪.‬‬
‫والمغرب من بين الدول التي عملتا على تطوير وتسريع وتحيين مرد ودية في أداء الخأدماتا الدارية‪ ،‬إذ‬
‫يجعل من الدارة ضرورة تطوير نظم المعلوماتا المتكاملة بما فيها التنظيم والمعالجة‪ ،‬ونخأص بالذكر‬
‫استخأدام الحاسوب وتكنولوجيا التصالتا وتكنولوجيا البرمجياتا‪.‬‬
‫وانطلقاا مما سبق‪ ،‬فإنه ل يمكن أن نتصور تقديم خأدماتا إلكترونية متاحة عبر الشبكة العالمية "النترنتا"‬
‫دون اللجوء إلى تبسيط المساطر وإدخأال بعض الحركة والمرونة في إجراءاتها حيث يعتبر الن مشروع‬
‫الدارة أو الحكومة اللكترونية نتيجة حتمية لتفاعلتا مجالتا تكنولوجيا المعلوماتا والتصال وتبسيط‬
‫المساطر وتحسين وتسهيل العلقاة مع المواطن والدارة‪.‬‬
‫هذا ما يدفعنا إلى مزج مجموعة من التساؤلتا تتمحور حول الجانب النظري للموضوع سواء في ما يخأص‬
‫الهمية أو التنظيم‪ ،‬ثم الجانب الواقاعي خأاصة الدارة اللكترونية بالمغرب‪.‬‬
‫لذلك أخأضعنا موضوعنا للتصميم التالي ‪:‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫• الفصل الول ‪ :‬الدارة اللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الول ‪ :‬ماهية الدارة اللكترونية ‪.‬‬
‫= المطلب الول ‪ :‬إدارة إلكترونية أم محكومة إلكترونية‪.‬‬
‫= المطلب الثاني ‪ :‬أهمية المعلوماتا في الدارة‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬خأصائص الدارة اللكترونية ‪:‬‬
‫= المطلب الول ‪ :‬السرعة والفعالية ‪.‬‬
‫= المطلب الثاني ‪ :‬الرفع من المر دودية ‪.‬‬
‫• الفصل الثاني ‪ :‬الدارة اللكترونية المغربية وآفاقاها المستقبلية ‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الول ‪ :‬الدارة اللكترونية المغربية )نموذج وزارة العدل(‬
‫= المطلب الول ‪ :‬الخأدماتا اللكترونية التي تقدمها وزارة العدل‪.‬‬
‫= المطلب الثاني ‪ :‬الفاق الجديدة للدارة اللكترونية بقطاع العدل‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬الفاق المستقبلية لستعمال تكنولوجيا المعلوماتا بالدارة المغربية ‪.‬‬
‫= المطلب الول ‪ :‬ضرورة انفتاح الدارة على محيطها من خألل المعلوماتا‪.‬‬
‫= المطلب الثاني ‪ :‬ترشيد وتنمية استعمال المعلوماتا بالدارة‪.‬‬
‫خأاتمة ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الدارة اللكترونية‬
‫المبحث الول ‪ :‬ماهية الدارة اللكترونية‬
‫المطلب الول ‪ :‬إدارة إلكترونية أم حكومة إلكترونية؟‬

‫في سبيل التوافق بين مفهوم الحكومة اللكترونية والخأدماتا التي تقدمها إداراتا الدولة رأى الدكتور عبد‬
‫الفتاح بيومي أن تعبير الدارة اللكترونية هو المصطلح القارب لتحقيق ذلك التوافق )‪ ،(1‬على أساس أن‬
‫المراد ليس ممارسة سلطة الحكم بطريقة إلكترونية‪ ،‬وإنما المقصود‪ ،‬إدارة المور بطريقة إلكترونية سواء‬
‫على المستوى الحكومي أو الهلي‪.‬‬
‫وتعني الدارة اللكترونية من وجهة نظره تحول المصالح الحكومية وجهاتا القطاع الخأاص نحو قاضاء‬
‫وظائفها ومهامها فيما يتصل بتقديم الخأدماتا لجمهور المتعاملين معها‪ ،‬أو فيما بينها بطريقة سهلة ميسرة‬
‫من خألل استخأدام تقنية المعلوماتا وتطور التصالتا في أداء مهام كل منها )‪.(2‬‬
‫ويبدو من مطالعة رأي الدكتور عبد الفتاح بيومي‪ ،‬تسليمه بعدم التطابق بين مفهوم الدارة اللكترونية‬
‫والمعنى الدستوري والقانوني للحكومة‪ ،‬وهو ما يبدو واضحا فيما أردفه من تسويغ اخأتياره لمفهوم الدارة‬
‫اللكترونية بأنه مفهوم يتسع ليشمل كل عمل إليكتروني سواء قاامتا به الحكومة أو القطاع الخأاص‪ ،‬ويدعو‬
‫إلى التخألي عن المفاهيم التقليدية‪ ،‬ومن بينها مفهوم الحومة حسب النص الدستوري أو القانوني بدعوى أن‬
‫ضروراتا التقدم العلمي وثورة التصالتا هي التي تفرض ذلك‪.‬‬
‫وتحسبا لما قاد يوجه إلى مفهومي الدارة والحكومة اللكترونية من انتقاداتا‪ ،‬ذكر أن البعض رأي إطلق‬
‫مصطلح الحومة بديل عن المفهومين )‪.(3‬‬
‫وفي الخأتام يقرر أنه أيا كان المسمي أو المصطلح الذي يؤخأذ به‪ ،‬فإنه يجب أن يؤخأذ في الحسبان التداخأل‬
‫ما بين السياسة أو الدارة العامة والخأاصة‪ ،‬والذي فرضته ثورة المعلوماتا والتصالتا التي تعيشها‬
‫النسانية‪ ،‬ولكي يتحقق ذلك يلزم الخأذ بمفهوم واسع للحكومة اللكترونية )‪ (4‬وهذا القول فيه نظر‪ ،‬ويقبل‬
‫النقاش‪ ،‬وهو ما سنوضحه فيما يلي ‪:‬‬

‫وهكذا فإذا كان التحديث والعصرنة من العوامل التي دفعتا بالدارة إلى إدخأال المعلوماتا إلى مصالحها‪ ،‬فإنه‬
‫يجب الحرص على استخأدامها الستخأدام المثل بما لها من إمكانياتا وقادراتا هائلة‪ ،‬وذلك من أجل تلبية‬
‫الحاجياتا الدارية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬أهمية المعلوماتا في الدارة ‪.‬‬


‫تعتبر المعلوماتا من أهم العوامل المؤثرة على نمو المجتمعاتا وتطورها في شتى مجالتا الحياة‪ ،‬وقاد‬
‫أصبحتا بعد العامل البشري أهم العوامل التي يقاس بها تقدم الدارة‪.‬‬
‫فالمعلوماتا إذا‪ ،‬هي المادة الضرورية لتخأاذ القراراتا وتوجيه الدارة بصورة سليمة من هنا نشأتا الحاجة‬
‫إلى تطوير أنظمة معلوماتية متكاملة لتوفير المعلوماتا اللزمة لتسهيل اتخأاذ القراراتا الحكيمة والرشيدة‪،‬‬
‫طبقا لحداث المعلوماتا المتوفرة ونظرا للكم الهائل من المعلوماتا في شتى المجالتا كان ل بد من استخأدام‬
‫الحاسوب لضبط وتنظيم عملية توفير المعلوماتا الدقايقة وبأسرع ما يمكن )‪.(5‬‬
‫ونتيجة للتأثير الكبير لهذه التكنولوجيا فقد أصبحتا المجتمعاتا الحديثة تعيش فيما يسمى "البيئة المعلوماتية‬
‫المعقدة" حيث أصبحتا المعلوماتا من الموارد الستراتيجية للتنمية في هذه المجتمعاتا‪ ،‬تهتم بها وتحافظ‬
‫على استمرارها‪ ،‬وتحديثها والستفادة منها في جميع المجالتا ويمكن القول أن أهم مظاهر هذه البيئة‬
‫المعلوماتية المعقدة التي تعيشها المجتمعاتا الحديثة‪ ،‬هي كثرة المعلوماتا وقالة الوقاتا المتاح لستهلكها‪،‬‬
‫مما يتطلب استخأدام التكنولوجيا الذكية الحديثة لتنظيمها وضبطها )‪.(6‬‬
‫وعلى العموم فإن ضبط المعلوماتا وتنظيمها على المستوى العلمي‪ ،‬ما زالتا غير واضحة في أذهان‬
‫الكثيرين ‪ ،‬ومن تم فإن الهتمام بها ما يزال محدودا‪ ،‬نظرا لرداءة الوسائل في تجميع المعلوماتا وتخأزينها‬
‫والحتفاظ بها‪ ،‬الشيء الذي يجعل الدارة أحيانا أمام فراغ من المعلوماتا‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬السرعة‪ ،‬الفعالية‪ ،‬والرفع من المردودية‪:‬‬
‫إن الهداف العامة المسطرة في مجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال ترمي على العموم إلى تزويد‬
‫المواطن المغربي بإدارة فاعلة وسريعة وخأدماتا ذاتا مستوى‬

‫عال وتمكينه من الحصول على طلباته الدارية بصفة شفافة ومنتظمة ‪.‬‬
‫أما الهداف الخأاصة بهذا المجال فيمكن تلخأيصها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬النتقال من التدبر الورقاي على التدبر المعلوماتي‪ ،‬أي التحرر من العملياتا الحسابية ومن بعض العمال‬
‫المتكررة وتقليص عدد المطبوعاتا والتسجيلتا التي كانتا تأخأذ منهم جهدا ووقاتا كبيرين مع تبسيط المهام‬
‫والجراءاتا‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع وتعميم استعمال تكنولوجيا المعلوماتا بالداراتا المغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم خأدماتا إلكترونية عبر الشبكة العالمية "أنترنيتا" بأقال تكلفة وأكثر إتاحة وشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬التخأزين والوضع على الخأط العالمي لجميع الوثائق الدارية ذاتا الصبغة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬إن تحقيق هذه الهداف الخأاصة سيمكن ل محالة الدارة المغربية من بلوغ النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الرتقاء بالدارة المغربية إلى الفعالية والنتاجية العالية وجعلها متواصلة فيما بينها وبين المتعاملين‬
‫معها‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع من جودة الخأدماتا الدارية المقدمة للدارة نفسها وللمواطن والمقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص المدة الزمنية ‪ :‬السرعة في النجاز والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬السهولة في البحث عن الخأدمة أو المعلومة الدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تقريب الخأدمة من المتعاملين مع الدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص مسبباتا الرشوة )‪.(7‬‬
‫إذا كانتا المعلوماتا تمنح القدرة على المعالجة التية والسريعة لكبر كمية ممكنة من المعلوماتا )‪. (8‬‬
‫وفتح آفاق واسعة أمام طموح النسان‪ ،‬فإنها في المقابل تطرح العديد من المشاكل والسلبياتا إذا أسيء‬
‫استخأدامها‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الوضعية الحالية لتكنولوجيا المعلوماتا والتصال بالدارة المغربية‬

‫في إطار مهمة الصلح والتحديث التي تنهجها الحكومة المغربية تكون التكنولوجيا الحديثة بالنظر‬
‫للمكانياتا التي تتيحها أداة فعالة وأساسية لتحقيق هذه الغاية فاللجوء إليها يكون حلقة ضرورية لدخأول‬
‫الدارة المغربية عهد المعلوماتا والمعرفة‪ .‬وهكذا فمسألة إدخأال وتنشيط التكنولوجيا الحديثة بالدارة‬
‫المغربية ليس بعمل مؤسساتي انفرادي ‪ .‬بل أن هذه الخأيرة تسعى سعيا متواصل للحاق بركب التقدم‬
‫التكنولوجي في جميع نواحيه للنهوض بالمجتمع المغربي والتصال يعد إنجازا ل بأس به بفضل خأبراتها في‬
‫جميع المجالتا‪ ،‬ونخأص بالذكر وزارة العدل )‪.(9‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬واقاع استعمال المعلوماتا في الدارة المغربية‪.‬‬
‫يسعى استعمال الوسائل اللكترونية والمعلوماتية في تقديم الدارة العمومية لخأدماتها للمواطنين الطبيعيين‬
‫أو المعنويين بالحكومة اللكترونية‪.‬‬
‫) ‪ (le gouvernement électronique commerce‬وهو مقتبس عن مفهوم التجارة اللكترونية ‪-e‬‬
‫حيث يتم تبادل السلع والخأدماتا بين الخأواص بعضهم بعض‪ ،‬لكن الحكومة اللكترونية تشمل تبادل‬
‫المعلوماتا بين الدارة والمواطنين دون أن يكون لهاته المعلوماتا طابع تجاري أو تتسم بهدف الربح مثل‬
‫إيداع التصريحاتا الضريبية أو طلب وثيقة إدارية وهو ما يفيد الجانبين )المرفق والدارة(‪.‬‬
‫الفرع الول ‪ :‬محدودية حضور تكنولوجيا المعلوماتا في الدارة المغربية ‪:‬‬

‫في ضوء المعلوماتا المتوفرة حتى الن ما زال الستثمار الفعلي للدارة في مجال تنمية استعمال تكنولوجيا‬
‫المعلوماتا والتصال محدودا للغاية وذلك بالرغم من الحماس الكبير المعبر عنه من طرف الجميع في‬
‫الرتقاء بهذا المجال ‪ .‬فالدارة المغربية تسعى إلى التقدم في مجال التكنولوجيا المعلومياتا والنهوض‬
‫بالمجتمع المغربي‪.‬‬
‫وفي غياب دراسة دقايقة في الموضوع قاد يلحظ البعض أنه بالغم من صرف أموال طائفة في اقاتناء المعداتا‬
‫المعلوماتية والبرمجياتا على مدى سنواتا عدة‪ ،‬فلم تؤثر إيجابيا على المردودية وتحسين جودة الخأدماتا‬
‫المقدمة من طرف الدارة‪ ،‬حيث يقال أن الحواسيب ل تستغل الن إل لغراض الطباعة فقط‪.‬‬
‫فالبرنامج المتبع حتى الن في مجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال بالدارة المغربية يتميز‬
‫بالساس بعدم التنسيق بين الداراتا في شتى مكوناتا المعلوماتا من معداتا وبرمجياتا ودراساتا‪ ،‬وإتباع‬
‫كل وزارة أو إدارة منهجية وخأطة عمل حرة غير مرتبطة بالهداف والتوجهاتا العامة للحكومة‪.‬‬
‫وبالرغم من عدم النتهاء من دراسة دقايقة لمدى استعمال المعلومياتا في الدارة المغربية التي تقوم بها‬
‫كتابة الدولة المكافة بالبريد وتقنياتا التصال والعلم‪ ،‬فقد أثبتتا بعض الدراساتا العامة التي أجرتها هذه‬
‫الخأيرة على مستوى استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال بالجهزة الدارية مفارقااتا مهمة يمكن أن‬
‫نخألص بعضها في ثلث مستوياتا‬
‫على مستوى الشبكة والمعداتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أغلبية الداراتا تتوفر على شبكة داخألية على الصعيد المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬حوالي ‪ 35‬موظفا مشتركين في حاسوب واحد‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة الموظفين الذين يمتلكون حاسوبا في الدارة تناهز ‪.2.8 %‬‬
‫‪ -‬أقال من ‪ 20 %‬من الحواسيب مرتبطة بالشبكة المعلوماتية‪.‬‬
‫على مستوى نوعية وإعداد الموظفين المكلفين بالمجال المعلوماتي‪.‬‬
‫‪ -‬قالة عدد التقنيين في تكنولوجيا المعلوماتا‪ 1200 :‬موظف متخأصص في المعلوماتا موزعة بين‬
‫المهندسين والتقنيين أي ما يقارب ‪ 0.3 %‬من عدد الموظفين‪.‬‬
‫‪ -‬التكوين المستمر في ميدان تكنولوجيا المعلومياتا بالنسبة لموظفي الدولة شبه منعدم‪.‬‬
‫على مستوى الميزانية المرصودة ‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف في المصاريف المخأصصة لمجال تكنولوجيا المعلوماتا ‪ 550 :‬مليون درهم في السنة‪.‬‬
‫‪ -‬معدل المصاريف المخأصصة في مجال تكنولوجيا المعلوماتا في الوزاراتا يقل عن ‪ 1%‬من الميزانية‬
‫الجمالية‪.‬‬
‫بالضافة إلى هذه المعطياتا‪ ،‬يلحظ جليا تباين واضح بين الداراتا في مستوى استعمال تكنولوجيا‬
‫المعلوماتا‪ ،‬كما تشير التقارير إلى عدد مستعملي النترنيتا في المغرب ل يتجاوز ‪ 1.5 %‬من عدد السكان‪.‬‬
‫وعن مستوى مكننة الخأدماتا والمساطر الدارية فهي ل ترقاى إلى الحد الدنى اللزم توفره‪ .‬فلزالتا‬
‫المعاملتا الدارية تستعمل الورق بكثرة كوثيقة ضرورية للتصال والمرسلة وإن ارتقتا في بعض الحيان‬
‫إلى استعمال القاراص المرنة‪.‬‬
‫وعلوة على ذلك‪ ،‬يلحظ تنامي ظاهرة هجرة العقول تخأص بالساس التقنيين وذلك لسباب كثيرة‪ ،‬لعل من‬
‫أهمها تباين الوافر المادية بين المغرب والبلدان المعنية بهذه الظاهرة‪ ،‬وكذا ظروف ومحيط الشغل وإهدار‬
‫بعض الحقوق‪ ،‬والذي يلفتا النتباه هو بالرغم من تفشي هذه الهجرة فما زالتا الحكومة لم تقف على‬
‫السباب الجوهرية للمشكلة ولم تتدارك بعد حقيقة الخأطل على مستقبل المغرب وأجياله في هدر هذه الثروة‬
‫البشرية المهمة‪ ،‬فالدارة تعاني حاليا من هذه المشكلة وتترك آثارها على جودة الخأدماتا المعلوماتية‪.‬‬
‫أما فيما يخأص الستراتيجية الحكومية » ‪ « e-Maroc‬المعتمدة في ميدان تكنولوجيا المعلوماتا والتصال‬
‫والتي تهم بالساس الدارة على الخأط‪ ،‬التجارة اللكترونية التكوين‪ ،‬فقد ترجمتا إلى عدة توجهاتا وأهداف‬
‫ارتكزتا على تشخأيص مدقاق لوضعية هذا القطاع‪.‬‬
‫إذن بالرغم من المجهوداتا المتخأذة لمكننة الدارة‪ ،‬فإن غالبية المساطر الدارية ل زالتا تعتمد على الورق‪،‬‬
‫وهذا يؤكد لنا أن هناك مشاكل وعوائق تقف أمام إدخأال المعلوماتا للدارة المغربية‪ ،‬فما هي هذه المشاكل‪.‬‬
‫معيقاتا ومشاكل إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا للدارة المغربية‬
‫إن أي محاولة تحديثية تصطدم بمشاكل وعراقايل عديدة تعمل على التشويش عليها وعدم اكتمالها‪ ،‬وهكذا‬
‫يتعرض إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا للدارة المغربية صعوباتا أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر إمكانية استعمالها من طرف الجمهور‪ ،‬فما فائدة وضع المساطر عن بعد )‪Les téleproce‬‬
‫‪ (les teleprocédures‬أو الشبابيك عن بعد )‪ (les téléguichets‬إن لم يكن متاحا للمواطن الدخأول إلى‬
‫عالم المعلومياتا بسهولة وبكلفة معقولة‪ ،‬لهذا بادرتا تجهيز الدارة معلوماتيا ل بد وأن تكون متزامنة مع‬
‫توسيع قااعدة المستفيدين من هذه التقنية وذلك بتخأفيض أو حذف الضرائب الجمركية والضريبية على‬
‫القيمة المضافة المطبقة على العداد المعلوماتي وكذا النظر في التعريفة الهاتفية التي تجعل الرتباط بشبكة‬
‫النترنيتا ضربا من الصرف والتبذير حتى عند الميسورين ‪.‬‬
‫المية البجدية التي تجعل من المستحيل الحديث عن مجتمع العلم وعن استعمال المعلوماتا وهي أمية‬
‫تمس ‪ 66 %‬من ساكنة المغرب‪ ،‬أما المية فتمس نسبا هامة هي ‪ 34%‬المتعلقة بالمعلومياتا وهم‬
‫مواطنين يفترض فيهم أنهم غير آمنين‪ .‬فل بد أن يكون المتعامل مع هذه التقنية يعرف على القال كيف‬
‫يرسل رسالة إلكترونية ‪ E-Mail‬وكيف يفتح نافذة على النترنيتا‪.‬‬
‫ضعف الهتمام بصيانة المعداتا العلمية والتي تبقى بعد أول عطب عرضة للضياع والصدأ دون أن تتم‬
‫صيانتها وإعادة تشغيلها‪ .‬لهذا من المألوف أن يصدم المرتفق بعبارة " الحاسوب معطل" أو "الشبكة ل‬
‫تعمل" فتصبح بهذا الداة العلمية عامل معطل ومؤخأرا لمصالح المواطنين بدل أن تكون عامل تسريع‬
‫وخأدمة لهم‪.‬‬
‫تفاوتا تجهيز الداراتا العمومية للمغرب بالمعلومياتا‪ ،‬ففي الوقاتا الذي نجد فيه وزارة المالية رائدة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬هناك وزاراتا أخأرى ل زالتا إلى الن تشتغل بوسائل جد قاديمة‪ ،‬وهو ما يعكس غياب إستراتيجية‬
‫وطنية واضحة في هذا المجال‪ ،‬هناك وزاراتا أخأرى ل زالتا إلى الن تشتغل بوسائل جد قاديمة‪ ،‬وهو ما‬
‫يعكس غياب إستراتيجية وطنية واضحة في هذا الباب تكون موجهة لشراءاتا الوزاراتا للعتاد العلمي‬
‫وذلك للحيلولة دون تكريس التفاوتا الموجود أصل بينها وهو تفاوتا كان موضع انتقاد البنك الدولي للدارة‬
‫العمومية بالمغرب في تقريره الشهير المنشور سنة ‪.1996‬‬
‫في مقابل الفوائد التي يمكن أن يجنيا المواطن من إدخأال المعلومياتا للدارة من سرعة وكفاءة في الخأدماتا‬
‫المقدمة إليه يكون عرضة لخأطاء متنوعة فالمعلوماتا أصبحتا تشكل وسيلة لضبط الشخأاص واستبعادهم‬
‫بشكل جديد في الوقاتا الذي أخأذتا فيه المعطياتا السمية المعالجة تتمحور حول رقام معين خأاص بالهوية‪،‬‬
‫وتحصر النشاط النساني أو جزء منه في آلياتا محددة‪ ،‬فقد مكنتا المعلومياتا تكاد تكون كاملة عن كل‬
‫مظاهر حياة الفرد القاتصادية والجتماعية والسياسية الشيء الذي نجم عنخ الحد من استغلل الفرد وتقييد‬
‫حريته )‪ ،(10‬ومن أشكال الخأطار التي يمكن أن تمس المواطن‪ ،‬قايام عمل عمدي يستهدف استعمال‬
‫المعلوماتا المتعلقة بماضيه أو باتجاهاته أو غيرها من المعلوماتا المخأزنة بالحاسوب للضغط عليه أو‬
‫توريطه أو ابتزازه‪ .‬كما أن تلك المعلوماتا )المعطياتا السمية( تساعد على تركيز السلطة وضبط الفراد‪.‬‬
‫رفض الدارة تقديم معلوماتا كافية إلى من يطلبها كالباحثين والساتذة والطلبة وذلك بدعوى السر المهني‬
‫مما يجعل وعدها برقامنته المعطياتا العمومية وبثها مباشرة على النترنيتا موضع شك‪ ،‬فبعض المسؤولين‬
‫يعتبر أن المعلوماتا أداة فعالة للسلطة وبالتالي فأي تفريط فيها هو تفريط في أهم أدواتا نفوذهم ومكانتهم‬
‫داخأل الهيكل الداري الذي يشتغلون فيه‪.‬‬
‫المخأاطر المترتبة عن الخأطاء التقنية والتي تحدث نتيجة خألل فني أو عيب في اشتغال الجهزة المعلوماتية‬
‫أو في مصادر التغذية الكهربائية‪ ،‬بحيث يمكن أن يترتب عن خألل في التيار الكهربائي اندثار المعطياتا‬
‫والمعلوماتا المخأزنة في الحاسوب‪ ،‬كما يمكن أن يكون هذا الخأطأ عبارة عن "دمج المعطياتا المخأزنة في‬
‫الحاسوب أو اخأتلل تصنيفها أو محو وإضافة بعض المعلوماتا لشخأاص ل تعتبر في الحقيقة عن حالتهم‬
‫الجتماعية ا‪ ,‬السياسية أو المالية أو الصحية‪ ،‬وبالتالي إعطاء نتائج غير صحيحة عن العملياتا التي تقوم‬
‫بها الدارة أو المؤسسة الحائزة للجذاذاتا السمية"‬
‫وقاد أورد الستاذ أسامة عبد ال في كتابه الحماية الجنائية وبنوك المعلوماتا حكم المحكمة العليا في منيا‬
‫بوليس في حكم لها أقارتا فيه مبدأ المسؤولية عن هذا النوع من الخأطاء‪ ،‬حيث حكمتا بتعويض مستخأدمي‬
‫الحاسوب المتضررين من خأطأ تقني بسبب عيب‬

‫في صنع الجهاز‪.‬‬


‫الخأطاء الناتجة عن التعامل البشري مع المعلومياتا وهي أخأطاء قاد تتم بشكل عمدي أو بدون عمد‪ ،‬ومهما‬
‫يكن نوع الخأطأ فإن المتضرر الكبر من ذلك هو المواطن العادي الذي ل يملك أحيانا كيف يحصل على دليل‬
‫الخأطاء الناتج عن الموظف مستعمل أداة العلمية وهو ما يضيع عليه حقوقاه أو يعمل على سلب حريته‪.‬‬
‫إذن فأمام هذه المشاكل والعوائق التي تحول دون مسايرة الدارة المغربية لتقنية المعلومياتا‪ ،‬أصبح لزاما‬
‫على الدولة البحث عن إستراتيجية جديدة تساعد هذه الدارة على تحسين وتوسيع مجال المعلومياتا‪،‬‬
‫وبالتالي مواجهة مخأتلف التغيراتا المستقبلية‪.‬‬
‫السياسة الحكومية في مجال تقنية المعلوماتا والتصال ‪:‬‬
‫نظرا لكون تقنية المعلومياتا‪ ،‬قاد أصبحتا أكثر من مجرد أداة لتطوير الداء وتحسين النتاجية وضعف‬
‫التكاليف‪ ،‬بل تجاوزتا ذلك بكونها موردا هاما وعامل أساسيا لتمكين الدارة من مواجهة اتحادياتا المتمثلة‬
‫في التغيراتا البيئية المخأتلفة‪ ،‬من خألل تعزيز إمكانية وقادرة الدارة على التكيف والستجابة لهذه التغيراتا‪،‬‬
‫فإن تقنية المعلومياتا تكون أداة الدارة الرئيسية لمواجهة التحدياتا المستقبلية ولكي تتمكن الدارة‬
‫المغربية من تحقيق ذلك‪ ،‬أي امتلك هذه الداة الهامة واستخأدامها في مواجهة هذه التحدياتا‪ ،‬يجب على‬
‫جهاز المكونة بجميع مؤسساته وأجهزته أن يقوم بدور رئيسي وهام في رسم وتنفيذ السياساتا تخأطيطا‬
‫دقايقا وإدارة مسؤولية تستطيع مواكبة المستقبل وتطوراته‪ ،‬وتحديد أين ومتى وكيف وإلى أي مدى يجب‬
‫توظيف تقنية المعلومياتا‪.‬‬
‫وسنعالج فيما يلي أهم النقط التي حاولتا التوجهاتا الحكومية في مجال تقنية المعلومياتا والتصال التطرق‬
‫إليها مع محاولة الوقاوف على بعض الجراءاتا العملية والقانونية المقترحة في هذا الباب‪.‬‬
‫تنفيذ مشروع الدارة اللكترونية‬
‫إن الطموح لدى الجهاتا المسئولة هو بناء إدارة عصرية منحصرة على مهامها الرئيسية وموحدة الجهود‬
‫ودائمة الصغاء لمحيطها ومتوفرة على الوسائل الملبية لحاجياتا الحقيقة ومهمته بتقديم خأدمة عمومية‬
‫ذاتا جودة عالية بأقال تكلفة‪ .‬ولعل هذا الساس فالتصور الذي تقترحه في هذا المجال والذي يخأدم بالدرجة‬
‫الولى المواطن والمقاولة يجب أن يرتكز على استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال للرقاي بالدارة‬
‫المغربية إلى الهدف المنشود‪ .‬ويرتبط هذا المطلب ارتباطا وثيقا وكامل بالعناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الهتمام بالعنصر البشري كمحرك أساسي لتنمية الدارة وذلك في المسار الداري والفكري والثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في الخأدماتا المقدمة للدارة نفسها وللمواطن وللمقاولة وكذلك تبسيط الدارية وإدخأال نوع‬
‫من المرونة في المعاملتا الدارية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع المبادراتا الشجاعة والجزئية الهادفة لتحقيق النمو الداري وإعادة النظر في أسلوب التسيير‬
‫والتدبير الداريين‪.‬‬
‫إن مشروع الدارة اللكترونية جزء ل يتجزأ من السياسة الشاملة للحكومة في ميدان تكنولوجيا المعلوماتا‬
‫والتصال بالمغرب)‪ .(11‬وتتلخأص هذه السياسة كلها في معنى كلمة واحدة هي "إدارتي" » ‪IDARATI‬‬
‫«‪.‬‬
‫فإن الستراتيجية المعتمدة في هذا المجال منبثقة من فكرة إدارتي مع زيادة مرحلة أولية تهم بالساس‬
‫كيفية تنظيم هذا المشروع‪.‬‬
‫تعد إمكانياتا التي تمنحها تكنولوجيا المعلوماتا والتصال لتحسين خأدماتا الدارة بل حدود‪ .‬لذلك كلما تم‬
‫تسريع وثيرة النفتاح عليها‪ .‬كانتا الدارة الرابحة الولى ومن تم المواطن‪ .‬فمن بين هذه المكانياتا نجد‬
‫على الواجهة الولى المواقاع اللكترونية في شبكة النترنيتا‪ .‬ومن هنا برزتا فكرة إحداث موقاع ويب خأاص‬
‫بالدارة المغربية على شكل بوابة عامة للولوج لخأدماتا الحكومة اللكترونية بالمغرب بوزارة العدل )‪(12‬‬
‫وبتحقيق هذا المشروع "إدارتي" تعطي دفعة قاوية لنفتاح المغرب على مجتمع المعرفة وتحقيق الركيزة‬
‫الساسية لدارة المستقبل أل وهي الشفافية وإقاامة المعلومة وفرص تنقلها في أي مكان وأي وقاتا‪ ،‬حيث‬
‫سيسهل على المواطن أيا كان وفي أي وقاتا شاء وبسرعة أن يجد المعلوماتا المرغوب غيها أو يبحث بريدا‬
‫إلكترونيا للجهة المراد استفسارها‪.‬‬

‫الجراءاتا العملية والقانونية المقترحة لتنمية المعلوماتا بالدارة‬


‫إن وضع إستراتيجية وطنية خأاصة بتنمية وتطوير استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال ل يقتصر على‬
‫ترجمة التدبير وإجراءاتا بغية تحقيقها بل ل بد أن تصاحب هذه العملية مجموعة من الهداف الملموسة‬
‫التي من شأنها أن تقوي هذا المجال وتجعله في محك حقيقي نحو ولوج بلدنا لمجتمع إعلمي قاوي قاادر‬
‫على مواكبة التطوراتا الحديثة‪.‬‬
‫بالنسبة للجراءاتا العملية المقترحة )‪ ،(11‬فهناك ‪ 42‬إجراءا مبوبة في ‪ 9‬مجالتا ‪:‬‬
‫‪ -1‬خألق محيط مؤسساتي وقاانوني ملئم ووضع ضوابط ومقاييس موحدة للمواقاع اللكترونية ولعملية‬
‫تبادل المعلوماتا والمعطياتا بين الداراتا ‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد مخأطط مديري عام ووضع إطار منهجي لتطوير وتتبع استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال‬
‫بالداراتا العمومية في مجال التسيير الداري‪.‬‬
‫‪ -3‬إحداث ميزانية خأاصة لتطوير هذا المجال في الدارة المغربية وذلك من خألل إنشاء صندوق أو ميزانية‬
‫خأاصة باسم "إدارتي" تمول من طرف الدولة والقطاع الخأاص وتتميز بمرونة التسيير والصرف وتدبر من‬
‫طرف الجهاز المركزي‪.‬‬
‫‪ -4‬إعداد مخأطط إعلمي للتعريف بدور وأهمية تكنولوجيا المعلوماتا والتصال في تأهيل الدارة وذلك‬
‫بالقيام بدوراتا تحسيسية في هذا المجال لفائدة المسؤولين والطر الساهرة على التسيير الداري بمخأتلف‬
‫الوزاراتا‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع برنامج طموح لتأهيل موظفي الداراتا العمومية في تكنولوجيا المعلوماتا والتصال‪.‬‬
‫‪ -6‬أرقامة الرث المعلوماتي الداري وإحداث بنوك معطياتا وبياناتا أفقية‪.‬‬
‫‪ -7‬مكننة المساطر الدارية الساسية وتوسيع الخأدماتا اللكترونية وذلك وفق خأطة معدة مسبقا تراعي‬
‫أولياتا المواطن والمقاولة إتاحتها عن طريق النترنيتا‪.‬‬
‫‪ -8‬إنشاء الشبكاتا الداخألية ومد الربط اللكتروني بين الداراتا العمومية وذلك حتى يتسنى تعميم الشبكاتا‬
‫الداخألية للوزاراتا وتطوير التجهيزاتا الساسية ليصال جميع الحواسب بالشبكة العالمية‪.‬‬
‫‪ -9‬القيام بتجسيد الدارة وإحداث بوابة إلكترونية للدارة المغربية‪.‬‬
‫وبالنسبة للتدابير القوانين المقترحة ‪ :‬تنكب هذه التدابير حول مدى صلحية القوانين والنصوص الدارية‬
‫الحالية مع استعمال التكنولوجيا الحديثة للمعلوماتا والتصال بالدارة المغربية وكيفية تحيينها وإدماج‬
‫التعديلتا اللزمة لذلك أو إصدار قاوانين جديدة لملءة القانون والواقاع الذي فرضته وتفرضه هذه التقنياتا‪،‬‬
‫بحيث تضمن النصوص الجديدة شروطا توفر للمواطن وللمقاولة محيطا آمنا وبيئة حرة ومحمية‪.‬‬
‫ومن هنا أصبح لزاما على الحكومة أمام وتغيير الطار القانون والتنظيمي لدماج هذه الحتياجاتا وذلك من‬
‫خألل إخأراج عدة قاوانين إلى حيز الوجود مثل ‪ :‬قاانون حول التأشيرة اللكترونية‪ ،‬قاانون حول تبادل‬
‫المعطياتا السمية الخأاصة ‪ ،‬قاانون حول الجناية والتزوير أو الحتيال اللكتروني قاانون المعادلة الوظيفية‬
‫للوثائق اللكترونية وقايمتهم القانونية وقاانون حول المن القانوني للتصالتا اللكترونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تجربة وزارة العدل ‪:‬‬

‫في إطار الجهود المبذولة من طرف وزارة العدل الرامية إلى إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال تم إعداد‬
‫عدة مشاريع في ها الميدان كانتا لها انعكاساتا مباشرة على المواطن والمقاولة‪ .‬كما أن تنفيذ هذه‬
‫المشاريع حقق الرغبة القائمة لدى وزارة العدل للنفتاح على المتقاضين وعلى شركائها المتعددين ومنهم‬
‫المهنيون والمهتمون بالقانون والمراكز التجارية الجهوية بهدف الحرص على أداء خأدمة في إطار‬
‫الشفافية‪ .‬ولدراك هذه الغاية تم تثبتا خأدماتا إلكترونية بالمحاكم النموذجية وتعميمها تدريجيا على مخأتلف‬
‫المحاكم‪ ،‬وقاد تمتا المواقاع التي وقاع عليها الخأتيار في المحكمة التجارية بالدار البيضاء والمحكمة‬
‫البتدائية بأنفا‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬الخأدماتا اللكترونية التي تقدمها وزارة العدل ‪:‬‬

‫تتمثل أهم الخأدماتا اللكترونية التي تم الشروع في العمل بها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تتبع الملفاتا القضائية بكتابة ضبط المحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬تتبع تنفيذ الحكام الصادرة ضد شركاتا التأمين‪.‬‬
‫‪ -‬الطلع على السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬النظام المتعدد القنواتا للستشارة ونشر المعلوماتا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تتبع الملفاتا القضائية بكتابة ضبط المحكمة ‪:‬‬
‫تتولى كتابة الضبط تسيير الملفاتا وتصريف القضايا طيلة مسارها أمام المحكمة ابتداء من فتح الملف‬
‫وتلقي طلباتا المتقاضين‪ ،‬مرورا بتعيين المقرر وتاريخ أول جلسة وانتهاء بالنطق بالحكم النهائي إن‬
‫الخأدماتا المقدمة عن طريق النترنيتا تمكن كل متقاض أو دفاعه من معرفة مآل قاضية ومتابعة جميع‬
‫مراحل الدعوى من خألل الولوج إلى المعطياتا‪ ،‬والطلع على كل المعلوماتا المتعلقة بالطراف ومواعيد‬
‫الجلساتا وأطوار النزاع‪ ،‬كما تسمح هذه الخأدماتا من الطلع على جدول الجلساتا‪.‬‬
‫وفي إطار المجهوداتا المبذولة من طرف وزارة العدل على مستوى تحديث طرق وآلياتا تصريف القضايا‬
‫بالمحاكم ثم القيام بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تزويد مجموعة من المؤسساتا القضائية بالتجهيزاتا المعلوماتية‪ ،‬حيث بلغ عدد أجهزة الحاسوب‬
‫المتوفرة بالمحاكم حوالي ‪ 5000‬حاسوب‪.‬‬
‫‪ -2‬تعميم الولوج إلى شبكة النترنيتا بالنسبة لمجموع مصالح الدارة المركزية ومجموع المحاكم التجارية‬
‫والمحكمة البتدائية بأنفا والشروع في إحداث شبكة النترنيتا من أجل تعميم المعلوماتا داخأل الدارة‬
‫المركزية‪ ،‬وتسهيل إمكانية الحصول عليها‪ ،‬وتحقيق السرعة والفعالية في تدبير الشأن القضائي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تتبع تنفيذ الحكام الصادرة ضد شركاتا التأمين ‪:‬‬
‫بما أن عدد كبير من شركاتا التأمين يوجد مقرها الجتماعي ضمن الدائرة القضائية بأنفا‪ ،‬فإن مصلحة تنفيذ‬
‫الحكام القضائية بهذه المحكمة تتوصل بمجموعة كبيرة من النباتا القضائية من مخأتلف محاكم المملكة‬
‫بهدف تنفيذ الحكام الصادرة في مواجهة شركاتا التأمين وتمكن الخأدماتا والمعلوماتا المقدمة في هذا‬
‫الطار عن طريق النترنيتا‪ ،‬كل متقاض ودفاعه من معرفة مآل ملف التنفيذ وكذلك المبلغ المؤدى من طرف‬
‫شركة التنفيذ في حالة التنفيذ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الطلع على السجل التجاري ‪:‬‬

‫يعتبر السجل التجاري بمثابة الحالة المدنية للشخأاص العتباريين والذاتيين ويتكون من ‪:‬‬

‫‪ -‬سجلتا محلية ممسوكة من طرف رؤساء كتابة الضبط‪.‬‬


‫‪ -‬سجلتا مركزية ممسوكة من طرف المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫وتمكن الخأدماتا المقدمة عبر النترنيتا المتقاضين ودفاعهم من الطلع على مضمون التقييداتا المضمنة‬
‫بالسجلتا التجارية‪ ،‬والمتعلقة بالشخأاص الذاتيين والمعنويين كما تيسر هذه الخأدماتا إمكانية الطلع على‬
‫النموذج ‪ 7‬وطبعه أيضا )وهو النوذج ج سابقا( وهو نموذج يجمع كل التسجيلتا المقيدة بالسجل التحليلي‪،‬‬
‫وتهدف هذه الخأدمة إلى إحداث مناخ الشفافية في المجال القاتصادي‪.‬‬
‫هذا وتجب الشارة إلى أنه تم في إطار مواكبة وزارة العدل عمل العمل المراكز الجهوية للستثمار‪ ،‬تحديث‬
‫معالجة إجراءاتا السجل التجاري من خألل الخأدماتا التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إدخأال المعلومياتا لمصالح السجل التجاري في أفق الربط المعلوماتي بين المراكز الجهوية للستثمار‬
‫والمحاكم لمعالجة ملفاتا إنشاء المقاولتا في أسرع وقاتا ممكن‪.‬‬
‫‪ -2‬إحداث بروتوكولتا للتواصل وتبادل المعلوماتا بين مصالح السجل التجاري وبين المراكز الجهوية‬
‫للستثمار‪ ،‬وكذا مع المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬يجري العداد لحوسبة سجلتا السجل التجاري التي ل زالتا تمسك لحد الن يدويا‪.‬‬
‫‪ -4‬تم الشروع الفعلي في عملية الربط بين المصالح التجارية والمراكز الجهوية للستثمار وقاد بوشر‬
‫إنجاز تطبيقاتا معلوماتية لتقديم عدة خأدماتا للمواطنين من طرف المحاكم التجارية بواسطة النترنيتا‪،‬‬
‫وهي خأدماتا تتعلق بالنظمة القانونية للسجل التجاري‪ ،‬وبتقديم معلوماتا حول السجل التجاري والوثائق‬
‫المطلوبة‪ ،‬وبوضع دليل يخأص جمي مصالح المحكمة التجارية ودليل يهم مساعدي القضاء على جانب‬
‫مجموعة من الحصائياتا الهامة‪ ،‬وذلك إلى جانب الخأدماتا التي تقدمها وزارة العدل عبر الدارة المركزية‪.‬‬

‫د‪ -‬النظام المتعدد القنواتا للستشارة ونشر المعلوماتا‪:‬‬


‫يمثل مشروع العدالة اللكترونية المتعدد القنواتا نظاما مؤلفا يسمح بولوج الخأدماتا المقدمة من طرف‬
‫وزارة العدل وهو يدخأل في إطار تأهيل الدارة المغربية لتصبح إدارة قاريبة من المواطنين تنخأرط في نظام‬
‫يقوم على التواصل والشفافية وتوزيع العمل عبر استغلل المكانياتا التي تخأولها التقنياتا الحديثة للعلم‬
‫والتصال‪.‬‬

‫وفي إطار دمقرطة الولوج غلة المعلومة قاررتا الوزارة وضع نظام لبث واستشارة المعلوماتا عبر نظام‬
‫متعدد القنواتا ليضاف إلى الخأدماتا المقدمة عبر النترنيتا ويمكن هذا النظام من الطلع على المعطياتا‬
‫المتعلقة بالملفاتا القضائية وملفاتا التنفيذ وكذا السجل التجاري ‪.‬‬

‫وتتعدد قانواتا الستشارة على الشكل التالي ‪:‬‬


‫‪Web -‬‬
‫‪SMS -‬‬
‫‪E-Mail -‬‬
‫‪Fax -‬‬
‫‪Serveur vocal interactif -‬‬

‫إن وضع هذا النظام يجسد إرادة الوزارة في دمقرطة الولوج إلى المعلومة‪ .‬ذلك أن خأدماتا النترنيتا توجه‬
‫لجمهور ل يتجاوز ‪ 800 000‬مستعمل فقط في حين أن استعمال ‪ SMS‬يهم ‪ 8 000 000‬مستفيدا‪.‬‬
‫هذا وترمي المرحلة الموالية إلى خألق مركز هاتفي بشكل يسمح بالتواصل مع مجموعة المواطنين ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آلية تنمية استعمال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا و التصال الدارة اللكترونية‬

‫ان السياسة المتبعة في مجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا و التصال بالدارة العمومية تعتمد بالساس‬
‫على علقاة الشراكة التي يجب إن تطورها الدارة فيما بينها و مع الجماعاتا المحلية و المؤسساتا‬
‫المهنية‪,‬إضافة إلى التطفل الحكومي بتطوير و تنمية هدا الستعمال في مجال التسيير الداري في إطار‬
‫إحداث هيئة تعني خأصوصا بهده التنمية‪.‬‬

‫● خألق هيئة تهتم بتنمية استعمال تكنولوجيا المعلوماتا و التصال‪.‬‬


‫تتعهد هده الهيئة المحدثة بالمعاونة في السراع بتحقيق التنمية الدارية من خألل استخأدام تكنولوجيا‬
‫المعلوماتا و التصال المناسبة‪.‬‬
‫تناط بهده الهيئة مهمة تعزيز القدراتا التكنولوجية للتدبير الداري في الميادين التي تدخأل من اخأتصاصاتا‬
‫الوزارة‪,‬وكدا النهوض باستعمال المصالح العمومية للشبكاتا و المعداتا المعلوماتا الملئمة للتسيير‬
‫الداري ووضع الهداف و برامج انجازها ‪.‬وتتولى النشطة التالية‪.‬‬
‫* جمع و معالجة وتقييم المعطياتا الحصائية و التقنية لجميع الداراتا و خأاصة بقطاع إعلمياتا التسيير‬
‫الداري لستخألص تقارير المتابعة‪.‬‬
‫تنظيم و تتبع أنشطة البحث المتعلقة بمجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا في التسيير الداري و كدا مسايرة‬
‫ركب التكنولوجيا‪.‬‬
‫السهر على ملئمة النظم المتواجدة بالداراتا العمومية مع المعايير التقنية الموحدة و اقاتراح نضم مرجعية‬
‫مشتركة‪.‬‬
‫تحديد معايير و ضوابط و نضم و آلياتا التصال الواجب اعتمادها بين القطاعاتا الحكومية في مجال‬
‫معلوماتا التسيير الداري‪.‬‬
‫مساعدة الداراتا على وضع برامج التحديث الداري المرتبط باستعمال تكنولوجيا المعلوماتا‪.‬‬
‫القيام بطلب من الدارة المعنية بتقييم استعمال تقنياتا الحاسوب و التصال بالمصالح التابعة لها‪.‬‬
‫تصميم و انجاز النظم و التطبيقاتا المعلوماتية الفقية و إعداد قاواعد معطياتا‪.‬‬
‫القيام بطلب من الدارة المعنية بتصور شامل أو المشاريع التقنية الخأاصة بها‪.‬‬
‫إعداد بوابة الدارة العمومية و السهر على تحيينها و تفعيل خأدماتها‪.‬‬
‫جرد و دراسة الخأدماتا الممكن تغطيتها بواسطة تكنولوجيا المعلوماتا و كدا التقنياتا الزمة لها‪.‬‬
‫إعداد و تنظيم دوراتا تكوينية حول المواضيع المتعلقة باستعمال تكنولوجيا المعلوماتا‪.‬‬
‫القيام بتنشيط و تطوير العمال و النظم المعلوماتية المعدة للوزارة و السهر على استغلل البرامج و‬
‫التجهيزاتا و صيانتها‪.‬‬
‫خألصة القول إن هده الهيئة لمن شانها إن تعطي نفسا قاويا نحو تنمية مجال تكنولوجيا المعلوماتا و‬
‫التصال و استخأدامها بشكل فعال و بالتالي الدخأول نحو مجتمع إعلمي قاوي على غرار تجارب بعض الدول‬
‫المتقدمة في هدا المجال‪,‬إل إن هدا المر لن يتأتى إل بتوفير أرضية مناسبة تشتغل فيه هده الهيئة لتحقيق‬
‫أهدافها السالفة الذكر‪.‬‬
‫●الشراكة‬
‫انطلقاا من التطور الذي تعرفه تكنولوجيا المعلوماتا و التصال و تأثيرها على المرافق العمومية‪,‬و نضرا‬
‫لهدف عادة تأهيل الدارة وسعيا لتحقيق الهداف التالية‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل استعمال اللغة العربية عبر تكنولوجيا المعلوماتا و التصال‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز القدراتا التكنولوجية للتدبير الداري و الموارد البشرية في ميدان الصلح الداري‪.‬‬
‫‪ -‬النهوض باستعمال المصالح العمومية للشبكاتا و المعداتا المعلوماتية لتحسين الخأدماتا و تنمية فعالة‬
‫للمصالح الدارية و تطوير أساليب العمل‪.‬‬
‫‪-‬تقليص الفوارق الترابية في استعمال تكنولوجيا العلم و التواصل بين الداراتا‪.‬‬
‫خأاتمة‬

‫وخألصة القول لما سبق الحديث عنه حول تقنية المعلوماتا و التصال‪ ,‬يمكن القول إن قادرة الدارة‬
‫المغربية على التكيف و الستجابة للتغيراتا التقنية ستكون المحك لقدرتها على مواجهة تحدياتا المستقبل و‬
‫التغلب عليها بنجاح‪,‬لدلك يتعين على الحكومة أن تلعب دورا قاياديا من خألل المجال و دلك بالتخأطيط لهده‬
‫التقنية ووضع السياساتا الهادفة إلى نشرها و استخأدامها من خألل تحفيز و تسهيل دخأولها و أتاحتا‬
‫الوصول إليها و التعامل معها بشكل واسع‪ ,‬بالضافة إلى تحديث الطرق و الجراءاتا الدارية‪ .‬فهدا الشعور‬
‫انعكس بوضوح في كل مراجل إعداد المخأططاتا الوطنية ‪.‬‬
‫فضل عن دلك إن التكنولوجيا المعلوماتا و التصال ليستا مجموعة من اللتا و السلك فقط‪ ,‬يمكن‬
‫الحصول عليها في أي وقاتا و بأي ثمن‪ ,‬بل المر يتعلق بالدرجة الولى’ بكيفية استعمالها و ترشيدها و‬
‫صيانتها‪.‬الشيء الذي يتطلب تغييرا في السلوكياتا و العقلياتا‪,‬لن دلك أساس نجاح التنمية الدارية و أخأيرا‬
‫يجبان ترافق خأطط استخأدام تقنية المعوماتا و التصال خأطط مماثلة لتنمية القوى العاملة و تطوير التعليم و‬
‫إدخأال الحاسوب في المدارس و نشر الثقافة التقنية و دعم البحوث العلمية في هدا المجال رغم المجهودان‬
‫المبذولة ما تزال الحكومة اللكترونية في المغرب‪.‬في مرحلتها الجنينية ‪.‬‬
‫وهكذا فان هناك مجموعة مطالب يجب أخأدها بعين العتبار حتى نبني إدارة الكترونية سليمة و فعالة‬
‫بالمغرب و يمكن اجمال أهمها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ –1‬حل المشكلتا القائمة في الواقاع الحقيقي قابل النتقال الى البيئة اللكترونية ‪ ،‬وللتمثيل على أهمية هذا‬
‫المتطلب نضرب المثال بشان محتوى الدارة اللكترونية ‪ ،‬اذ يجب على الحكوماتا أن تقوم بتوفير‬
‫المعلوماتا اللزمة بمواطنيها عبر النترنتا ‪ .‬حيث يجب إن تتواجد سياسية يتم بموجبها تحديد جميع‬
‫الوثائق والمعلوماتا والنماذج الحكومية مباشرة عبر النترنتا‪ .‬وباخأتصار كلما ظهر وثيقة حكومية جديدة‬
‫او معلوماتا جديدة يجب وضعها مباشرة على النترنتا ‪ .‬وفي هذا الطار فان اكبر مشكلة تواجهنا هي‬
‫مشاكل التوثيق القائمة في الحياة الواقاعية ‪ ،‬إذ ليس ثمة نظام توثيق فاعل يضع كافة وثائق العمل الحكومي‬
‫في موضعها الصحيح بالوقاتا المطلوب ‪ ،‬فإذا ما كان هذا واقاع العمل الحقيقي فان من الخأطورة التجاه لبناء‬
‫الدارة اللكترونية قابل إنهاء المشكلة القائمة في الواقاع غير اللكتروني ‪.‬‬
‫‪ – 2‬حل مشكلتا قاانونية التبادلتا التجارية ‪ commerce‬وتوفير وسائلها التقنية والتنظيمية ‪ ،‬ذلك أن‬
‫جميع المبادلتا التي تتعامل بالنقود يجب وضعها على النترنتا مثل إمكانية دفع الفواتير والرسوم‬
‫الحكومية المخأتلفة مباشرة عبر النترنتا ‪ ،‬وجعل هذه العملية بينية بمعنى أنها تردد لتشمل كل من يقوم‬
‫لداء التعاملتا التجارية مع المؤسساتا الحكومية ‪.‬‬
‫‪ – 3‬توفير البني والستراتيجياتا المناسبة الكفيلة ببناء المجتمعاتا ‪ ،‬فبناء المجتمعاتا يتطلب إنشاء وسيط‬
‫تفاعلي على النترنتا يقوم بتفعيل التواصل بين المؤسساتا الحكومية وبينها وبين المواطنين وبينها وبين‬
‫مزوديها ‪ .‬بحيث يتم توفير المعلوماتا بشكل مباشر عن حالة أية عملية تجارية تم تأديتها في وقاتا سابق‬
‫إضافة إلى استخأدام مؤتمراتا الفيديو لتسهيل التصال بين المواطن والموظف الحكومي ‪.‬‬
‫إن مفهوم الحكومة اللكترونية يعكس سعي الحكوماتا إلى إعادة ابتكار نفسها لكي تؤدي مهاما بشكل فعال‬
‫في القاتصاد العالمي المتصل ببعضه البعض عبر الشبكة ‪ .‬والداراتا اللكترونية ليستا سوى تحول جذري‬
‫في الطرق التي تتبعها الحكوماتا لمباشرة أعمالها ‪ .‬وذلك على نطاق لم نشهده منذ بداية العصر الصناعي‬
‫‪.‬‬
‫وإذا ما أردنا الوقاوف على الواقاع العربي في ميدان بناء الحكوماتا اللكترونية ‪ ،‬فإننا نشير إلى أن الجهد‬
‫الميز تمثل بتجربة دولة الماراتا العربية ‪ ،‬إذ بالرغم من عدم اكتمال عقد الحكومة اللكترونية إل أن تهيئة‬
‫الواقاع التقني والمهاري لمؤسساتا الدولة تحقق على نحو كبير بحيث يبدو ان التجربة برمتها تتحرك ضمن‬
‫رؤية إستراتيجية واضحة ‪ ،‬ويمكن الطلع على احدث المعالجاتا لما انجز من نشاطاتا في ميدان بناء‬
‫الدارة اللكترونية في الماراتا على العديد من مواقاع النترنتا الخأاصة بالمؤسساتا الماراتية‪.‬‬
‫هذا ومن الممكن أن تجني الحكوماتا اللكترونية عوائد مهمة ‪ ،‬وتوفر معلوماتا وخأدماتا أفضل في مجال‬
‫التعاملتا بين الحكوماتا والمواطنين وبين الحكوماتا وقاطاع العمال وبين الدوائر الحكومية الحكوماتا‬
‫بعضها البعض ‪ .‬ومن وجهة نظر ) مايكل دل ( فان احد أهم الجزاء في معادلة الحكومة اللكترونية هو‬
‫ذلك المتعلق بعملياتا الشراء والتزويد ‪ .‬وهو الجزء الذي تظهر فيه الفائدة الحقيقة لستخأدام النترنتا في‬
‫عملياتا الشراء من حيث زيادة كفاءة وفعالية عمل الحكوماتا إضافة إلى تحسين علقاة العمل بين‬
‫المؤسساتا الحكومية المخأتلفة والفراد الذين يعملون ضمن هذا المجتمع ويستفيدون من الخأدمة الحكومية‪.‬‬
‫هوامش البحث‪:‬‬
‫‪1‬د‪ /‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ :‬النظام القانوني لحماية الحكومة اللكترونية‪ /‬المرجع السابق ص ‪.45‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق ‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪-4‬المرجع السابق‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬برنوسي سعيدة ‪ :‬علم الدارة دور المعلوماتا في رفع المردودية سنة ‪ 1999/2000‬دبلوم الدراساتا‬
‫العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -6‬محمد نور برمان ‪ " :‬استخأدام الحاسباتا اللكترونية في الدارة العامة في الدول العربية" نظرة تحليلية‬
‫مستقبلية" المنظمة العربية للعلوم‪.‬‬
‫‪ -7‬المناظرة الوطنية الولى حول الصلح الداري بالمغرب تحتا شعار الدارة المغربية وتحدياتا ‪2010‬‬
‫وزارة الوظيفة العمومية والصلح الداري ‪ 8-7‬ماي ‪ 2002‬صفحة ‪.13/3‬‬
‫‪ -8‬نفس المرجع‬
‫‪ -9‬فازتا وزارة العدل بالجائزة الولى للدارة اللكترونية ‪ EMTIAZ‬والتي شاركتا فيها بمشروع ‪E-‬‬
‫‪ Justice‬جريدة السبوع العدد ‪ 54‬من ‪ 08‬إلى ‪ 14‬دجنبر ‪.2005‬‬
‫‪ - -10‬غالي عبد الكريم ‪ :‬قاانون المعلومياتا‪ ،‬الحماية القانونية للنسان من مخأاطر المعلومياتا أطرحة‬
‫لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخأاص‪ ،‬جامعة محمد الخأامس – أكدال الرباط ‪.95-94‬‬
‫‪ - -11‬المواقاع اللكترونية لوزارة العدل ‪http://www.justice.gov.ma‬‬
‫‪ - -12‬وزارة الوظيفة العمومية والصلح الداري "الدارة المغربية وتحدياتا ‪ "2010‬المناظرة الوطنية‬
‫الولى حول الصلح الداري بالمغرب ‪ .‬ص ‪ 198‬إلى ‪.202‬‬

You might also like