Professional Documents
Culture Documents
1 Al Idara Iliktronya
1 Al Idara Iliktronya
لقد عرف العالم في العقود الخأيرة خأاصة في اللفية الثالثة ثورة هائلة في جل المجالتا العلمية
والتكنولوجية ,التي أحدث تغيير في الحياة اليومية للنسان وأصبحتا من الركائز الجوهرية والمعول عليها
في إحداث التنمية القاتصادية والجتماعية.
هذا ما انعكس على الدارة العمومية التي تعتبر هي اللية التي تحرك عجلة التنمية في الدولة وتخأدم
المواطنين ،بذلك تم إدراج البرمجة المعلوماتية داخأل نسق عمل الدارة.
والجانب المعلوماتي الحديث ينفرد بخأوصصة متميزة عن الثرواتا التقنية الخأرى إذ أن رأسماليها هو العقل
البشري والثورة البشرية داخأل الدولة.
والمغرب من بين الدول التي عملتا على تطوير وتسريع وتحيين مرد ودية في أداء الخأدماتا الدارية ،إذ
يجعل من الدارة ضرورة تطوير نظم المعلوماتا المتكاملة بما فيها التنظيم والمعالجة ،ونخأص بالذكر
استخأدام الحاسوب وتكنولوجيا التصالتا وتكنولوجيا البرمجياتا.
وانطلقاا مما سبق ،فإنه ل يمكن أن نتصور تقديم خأدماتا إلكترونية متاحة عبر الشبكة العالمية "النترنتا"
دون اللجوء إلى تبسيط المساطر وإدخأال بعض الحركة والمرونة في إجراءاتها حيث يعتبر الن مشروع
الدارة أو الحكومة اللكترونية نتيجة حتمية لتفاعلتا مجالتا تكنولوجيا المعلوماتا والتصال وتبسيط
المساطر وتحسين وتسهيل العلقاة مع المواطن والدارة.
هذا ما يدفعنا إلى مزج مجموعة من التساؤلتا تتمحور حول الجانب النظري للموضوع سواء في ما يخأص
الهمية أو التنظيم ،ثم الجانب الواقاعي خأاصة الدارة اللكترونية بالمغرب.
لذلك أخأضعنا موضوعنا للتصميم التالي :
مقدمة :
• الفصل الول :الدارة اللكترونية .
-المبحث الول :ماهية الدارة اللكترونية .
= المطلب الول :إدارة إلكترونية أم محكومة إلكترونية.
= المطلب الثاني :أهمية المعلوماتا في الدارة.
-المبحث الثاني :خأصائص الدارة اللكترونية :
= المطلب الول :السرعة والفعالية .
= المطلب الثاني :الرفع من المر دودية .
• الفصل الثاني :الدارة اللكترونية المغربية وآفاقاها المستقبلية .
-المبحث الول :الدارة اللكترونية المغربية )نموذج وزارة العدل(
= المطلب الول :الخأدماتا اللكترونية التي تقدمها وزارة العدل.
= المطلب الثاني :الفاق الجديدة للدارة اللكترونية بقطاع العدل.
-المبحث الثاني :الفاق المستقبلية لستعمال تكنولوجيا المعلوماتا بالدارة المغربية .
= المطلب الول :ضرورة انفتاح الدارة على محيطها من خألل المعلوماتا.
= المطلب الثاني :ترشيد وتنمية استعمال المعلوماتا بالدارة.
خأاتمة :
الفصل الول :الدارة اللكترونية
المبحث الول :ماهية الدارة اللكترونية
المطلب الول :إدارة إلكترونية أم حكومة إلكترونية؟
في سبيل التوافق بين مفهوم الحكومة اللكترونية والخأدماتا التي تقدمها إداراتا الدولة رأى الدكتور عبد
الفتاح بيومي أن تعبير الدارة اللكترونية هو المصطلح القارب لتحقيق ذلك التوافق ) ،(1على أساس أن
المراد ليس ممارسة سلطة الحكم بطريقة إلكترونية ،وإنما المقصود ،إدارة المور بطريقة إلكترونية سواء
على المستوى الحكومي أو الهلي.
وتعني الدارة اللكترونية من وجهة نظره تحول المصالح الحكومية وجهاتا القطاع الخأاص نحو قاضاء
وظائفها ومهامها فيما يتصل بتقديم الخأدماتا لجمهور المتعاملين معها ،أو فيما بينها بطريقة سهلة ميسرة
من خألل استخأدام تقنية المعلوماتا وتطور التصالتا في أداء مهام كل منها ).(2
ويبدو من مطالعة رأي الدكتور عبد الفتاح بيومي ،تسليمه بعدم التطابق بين مفهوم الدارة اللكترونية
والمعنى الدستوري والقانوني للحكومة ،وهو ما يبدو واضحا فيما أردفه من تسويغ اخأتياره لمفهوم الدارة
اللكترونية بأنه مفهوم يتسع ليشمل كل عمل إليكتروني سواء قاامتا به الحكومة أو القطاع الخأاص ،ويدعو
إلى التخألي عن المفاهيم التقليدية ،ومن بينها مفهوم الحومة حسب النص الدستوري أو القانوني بدعوى أن
ضروراتا التقدم العلمي وثورة التصالتا هي التي تفرض ذلك.
وتحسبا لما قاد يوجه إلى مفهومي الدارة والحكومة اللكترونية من انتقاداتا ،ذكر أن البعض رأي إطلق
مصطلح الحومة بديل عن المفهومين ).(3
وفي الخأتام يقرر أنه أيا كان المسمي أو المصطلح الذي يؤخأذ به ،فإنه يجب أن يؤخأذ في الحسبان التداخأل
ما بين السياسة أو الدارة العامة والخأاصة ،والذي فرضته ثورة المعلوماتا والتصالتا التي تعيشها
النسانية ،ولكي يتحقق ذلك يلزم الخأذ بمفهوم واسع للحكومة اللكترونية ) (4وهذا القول فيه نظر ،ويقبل
النقاش ،وهو ما سنوضحه فيما يلي :
وهكذا فإذا كان التحديث والعصرنة من العوامل التي دفعتا بالدارة إلى إدخأال المعلوماتا إلى مصالحها ،فإنه
يجب الحرص على استخأدامها الستخأدام المثل بما لها من إمكانياتا وقادراتا هائلة ،وذلك من أجل تلبية
الحاجياتا الدارية.
عال وتمكينه من الحصول على طلباته الدارية بصفة شفافة ومنتظمة .
أما الهداف الخأاصة بهذا المجال فيمكن تلخأيصها كالتالي :
-النتقال من التدبر الورقاي على التدبر المعلوماتي ،أي التحرر من العملياتا الحسابية ومن بعض العمال
المتكررة وتقليص عدد المطبوعاتا والتسجيلتا التي كانتا تأخأذ منهم جهدا ووقاتا كبيرين مع تبسيط المهام
والجراءاتا.
-توسيع وتعميم استعمال تكنولوجيا المعلوماتا بالداراتا المغربية.
-تقديم خأدماتا إلكترونية عبر الشبكة العالمية "أنترنيتا" بأقال تكلفة وأكثر إتاحة وشفافية.
-التخأزين والوضع على الخأط العالمي لجميع الوثائق الدارية ذاتا الصبغة العمومية.
-إن تحقيق هذه الهداف الخأاصة سيمكن ل محالة الدارة المغربية من بلوغ النتائج التالية :
-الرتقاء بالدارة المغربية إلى الفعالية والنتاجية العالية وجعلها متواصلة فيما بينها وبين المتعاملين
معها.
-الرفع من جودة الخأدماتا الدارية المقدمة للدارة نفسها وللمواطن والمقاولة.
-تقليص المدة الزمنية :السرعة في النجاز والتنفيذ.
-السهولة في البحث عن الخأدمة أو المعلومة الدارية.
-تقريب الخأدمة من المتعاملين مع الدارة.
-تقليص مسبباتا الرشوة ).(7
إذا كانتا المعلوماتا تمنح القدرة على المعالجة التية والسريعة لكبر كمية ممكنة من المعلوماتا ). (8
وفتح آفاق واسعة أمام طموح النسان ،فإنها في المقابل تطرح العديد من المشاكل والسلبياتا إذا أسيء
استخأدامها.
في إطار مهمة الصلح والتحديث التي تنهجها الحكومة المغربية تكون التكنولوجيا الحديثة بالنظر
للمكانياتا التي تتيحها أداة فعالة وأساسية لتحقيق هذه الغاية فاللجوء إليها يكون حلقة ضرورية لدخأول
الدارة المغربية عهد المعلوماتا والمعرفة .وهكذا فمسألة إدخأال وتنشيط التكنولوجيا الحديثة بالدارة
المغربية ليس بعمل مؤسساتي انفرادي .بل أن هذه الخأيرة تسعى سعيا متواصل للحاق بركب التقدم
التكنولوجي في جميع نواحيه للنهوض بالمجتمع المغربي والتصال يعد إنجازا ل بأس به بفضل خأبراتها في
جميع المجالتا ،ونخأص بالذكر وزارة العدل ).(9
المطلب الول :واقاع استعمال المعلوماتا في الدارة المغربية.
يسعى استعمال الوسائل اللكترونية والمعلوماتية في تقديم الدارة العمومية لخأدماتها للمواطنين الطبيعيين
أو المعنويين بالحكومة اللكترونية.
) (le gouvernement électronique commerceوهو مقتبس عن مفهوم التجارة اللكترونية -e
حيث يتم تبادل السلع والخأدماتا بين الخأواص بعضهم بعض ،لكن الحكومة اللكترونية تشمل تبادل
المعلوماتا بين الدارة والمواطنين دون أن يكون لهاته المعلوماتا طابع تجاري أو تتسم بهدف الربح مثل
إيداع التصريحاتا الضريبية أو طلب وثيقة إدارية وهو ما يفيد الجانبين )المرفق والدارة(.
الفرع الول :محدودية حضور تكنولوجيا المعلوماتا في الدارة المغربية :
في ضوء المعلوماتا المتوفرة حتى الن ما زال الستثمار الفعلي للدارة في مجال تنمية استعمال تكنولوجيا
المعلوماتا والتصال محدودا للغاية وذلك بالرغم من الحماس الكبير المعبر عنه من طرف الجميع في
الرتقاء بهذا المجال .فالدارة المغربية تسعى إلى التقدم في مجال التكنولوجيا المعلومياتا والنهوض
بالمجتمع المغربي.
وفي غياب دراسة دقايقة في الموضوع قاد يلحظ البعض أنه بالغم من صرف أموال طائفة في اقاتناء المعداتا
المعلوماتية والبرمجياتا على مدى سنواتا عدة ،فلم تؤثر إيجابيا على المردودية وتحسين جودة الخأدماتا
المقدمة من طرف الدارة ،حيث يقال أن الحواسيب ل تستغل الن إل لغراض الطباعة فقط.
فالبرنامج المتبع حتى الن في مجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال بالدارة المغربية يتميز
بالساس بعدم التنسيق بين الداراتا في شتى مكوناتا المعلوماتا من معداتا وبرمجياتا ودراساتا ،وإتباع
كل وزارة أو إدارة منهجية وخأطة عمل حرة غير مرتبطة بالهداف والتوجهاتا العامة للحكومة.
وبالرغم من عدم النتهاء من دراسة دقايقة لمدى استعمال المعلومياتا في الدارة المغربية التي تقوم بها
كتابة الدولة المكافة بالبريد وتقنياتا التصال والعلم ،فقد أثبتتا بعض الدراساتا العامة التي أجرتها هذه
الخأيرة على مستوى استعمال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال بالجهزة الدارية مفارقااتا مهمة يمكن أن
نخألص بعضها في ثلث مستوياتا
على مستوى الشبكة والمعداتا :
-أغلبية الداراتا تتوفر على شبكة داخألية على الصعيد المركزي.
-حوالي 35موظفا مشتركين في حاسوب واحد.
-نسبة الموظفين الذين يمتلكون حاسوبا في الدارة تناهز .2.8 %
-أقال من 20 %من الحواسيب مرتبطة بالشبكة المعلوماتية.
على مستوى نوعية وإعداد الموظفين المكلفين بالمجال المعلوماتي.
-قالة عدد التقنيين في تكنولوجيا المعلوماتا 1200 :موظف متخأصص في المعلوماتا موزعة بين
المهندسين والتقنيين أي ما يقارب 0.3 %من عدد الموظفين.
-التكوين المستمر في ميدان تكنولوجيا المعلومياتا بالنسبة لموظفي الدولة شبه منعدم.
على مستوى الميزانية المرصودة :
-ضعف في المصاريف المخأصصة لمجال تكنولوجيا المعلوماتا 550 :مليون درهم في السنة.
-معدل المصاريف المخأصصة في مجال تكنولوجيا المعلوماتا في الوزاراتا يقل عن 1%من الميزانية
الجمالية.
بالضافة إلى هذه المعطياتا ،يلحظ جليا تباين واضح بين الداراتا في مستوى استعمال تكنولوجيا
المعلوماتا ،كما تشير التقارير إلى عدد مستعملي النترنيتا في المغرب ل يتجاوز 1.5 %من عدد السكان.
وعن مستوى مكننة الخأدماتا والمساطر الدارية فهي ل ترقاى إلى الحد الدنى اللزم توفره .فلزالتا
المعاملتا الدارية تستعمل الورق بكثرة كوثيقة ضرورية للتصال والمرسلة وإن ارتقتا في بعض الحيان
إلى استعمال القاراص المرنة.
وعلوة على ذلك ،يلحظ تنامي ظاهرة هجرة العقول تخأص بالساس التقنيين وذلك لسباب كثيرة ،لعل من
أهمها تباين الوافر المادية بين المغرب والبلدان المعنية بهذه الظاهرة ،وكذا ظروف ومحيط الشغل وإهدار
بعض الحقوق ،والذي يلفتا النتباه هو بالرغم من تفشي هذه الهجرة فما زالتا الحكومة لم تقف على
السباب الجوهرية للمشكلة ولم تتدارك بعد حقيقة الخأطل على مستقبل المغرب وأجياله في هدر هذه الثروة
البشرية المهمة ،فالدارة تعاني حاليا من هذه المشكلة وتترك آثارها على جودة الخأدماتا المعلوماتية.
أما فيما يخأص الستراتيجية الحكومية » « e-Marocالمعتمدة في ميدان تكنولوجيا المعلوماتا والتصال
والتي تهم بالساس الدارة على الخأط ،التجارة اللكترونية التكوين ،فقد ترجمتا إلى عدة توجهاتا وأهداف
ارتكزتا على تشخأيص مدقاق لوضعية هذا القطاع.
إذن بالرغم من المجهوداتا المتخأذة لمكننة الدارة ،فإن غالبية المساطر الدارية ل زالتا تعتمد على الورق،
وهذا يؤكد لنا أن هناك مشاكل وعوائق تقف أمام إدخأال المعلوماتا للدارة المغربية ،فما هي هذه المشاكل.
معيقاتا ومشاكل إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا للدارة المغربية
إن أي محاولة تحديثية تصطدم بمشاكل وعراقايل عديدة تعمل على التشويش عليها وعدم اكتمالها ،وهكذا
يتعرض إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا للدارة المغربية صعوباتا أهمها:
-عدم توفر إمكانية استعمالها من طرف الجمهور ،فما فائدة وضع المساطر عن بعد )Les téleproce
(les teleprocéduresأو الشبابيك عن بعد ) (les téléguichetsإن لم يكن متاحا للمواطن الدخأول إلى
عالم المعلومياتا بسهولة وبكلفة معقولة ،لهذا بادرتا تجهيز الدارة معلوماتيا ل بد وأن تكون متزامنة مع
توسيع قااعدة المستفيدين من هذه التقنية وذلك بتخأفيض أو حذف الضرائب الجمركية والضريبية على
القيمة المضافة المطبقة على العداد المعلوماتي وكذا النظر في التعريفة الهاتفية التي تجعل الرتباط بشبكة
النترنيتا ضربا من الصرف والتبذير حتى عند الميسورين .
المية البجدية التي تجعل من المستحيل الحديث عن مجتمع العلم وعن استعمال المعلوماتا وهي أمية
تمس 66 %من ساكنة المغرب ،أما المية فتمس نسبا هامة هي 34%المتعلقة بالمعلومياتا وهم
مواطنين يفترض فيهم أنهم غير آمنين .فل بد أن يكون المتعامل مع هذه التقنية يعرف على القال كيف
يرسل رسالة إلكترونية E-Mailوكيف يفتح نافذة على النترنيتا.
ضعف الهتمام بصيانة المعداتا العلمية والتي تبقى بعد أول عطب عرضة للضياع والصدأ دون أن تتم
صيانتها وإعادة تشغيلها .لهذا من المألوف أن يصدم المرتفق بعبارة " الحاسوب معطل" أو "الشبكة ل
تعمل" فتصبح بهذا الداة العلمية عامل معطل ومؤخأرا لمصالح المواطنين بدل أن تكون عامل تسريع
وخأدمة لهم.
تفاوتا تجهيز الداراتا العمومية للمغرب بالمعلومياتا ،ففي الوقاتا الذي نجد فيه وزارة المالية رائدة في هذا
المجال ،هناك وزاراتا أخأرى ل زالتا إلى الن تشتغل بوسائل جد قاديمة ،وهو ما يعكس غياب إستراتيجية
وطنية واضحة في هذا المجال ،هناك وزاراتا أخأرى ل زالتا إلى الن تشتغل بوسائل جد قاديمة ،وهو ما
يعكس غياب إستراتيجية وطنية واضحة في هذا الباب تكون موجهة لشراءاتا الوزاراتا للعتاد العلمي
وذلك للحيلولة دون تكريس التفاوتا الموجود أصل بينها وهو تفاوتا كان موضع انتقاد البنك الدولي للدارة
العمومية بالمغرب في تقريره الشهير المنشور سنة .1996
في مقابل الفوائد التي يمكن أن يجنيا المواطن من إدخأال المعلومياتا للدارة من سرعة وكفاءة في الخأدماتا
المقدمة إليه يكون عرضة لخأطاء متنوعة فالمعلوماتا أصبحتا تشكل وسيلة لضبط الشخأاص واستبعادهم
بشكل جديد في الوقاتا الذي أخأذتا فيه المعطياتا السمية المعالجة تتمحور حول رقام معين خأاص بالهوية،
وتحصر النشاط النساني أو جزء منه في آلياتا محددة ،فقد مكنتا المعلومياتا تكاد تكون كاملة عن كل
مظاهر حياة الفرد القاتصادية والجتماعية والسياسية الشيء الذي نجم عنخ الحد من استغلل الفرد وتقييد
حريته ) ،(10ومن أشكال الخأطار التي يمكن أن تمس المواطن ،قايام عمل عمدي يستهدف استعمال
المعلوماتا المتعلقة بماضيه أو باتجاهاته أو غيرها من المعلوماتا المخأزنة بالحاسوب للضغط عليه أو
توريطه أو ابتزازه .كما أن تلك المعلوماتا )المعطياتا السمية( تساعد على تركيز السلطة وضبط الفراد.
رفض الدارة تقديم معلوماتا كافية إلى من يطلبها كالباحثين والساتذة والطلبة وذلك بدعوى السر المهني
مما يجعل وعدها برقامنته المعطياتا العمومية وبثها مباشرة على النترنيتا موضع شك ،فبعض المسؤولين
يعتبر أن المعلوماتا أداة فعالة للسلطة وبالتالي فأي تفريط فيها هو تفريط في أهم أدواتا نفوذهم ومكانتهم
داخأل الهيكل الداري الذي يشتغلون فيه.
المخأاطر المترتبة عن الخأطاء التقنية والتي تحدث نتيجة خألل فني أو عيب في اشتغال الجهزة المعلوماتية
أو في مصادر التغذية الكهربائية ،بحيث يمكن أن يترتب عن خألل في التيار الكهربائي اندثار المعطياتا
والمعلوماتا المخأزنة في الحاسوب ،كما يمكن أن يكون هذا الخأطأ عبارة عن "دمج المعطياتا المخأزنة في
الحاسوب أو اخأتلل تصنيفها أو محو وإضافة بعض المعلوماتا لشخأاص ل تعتبر في الحقيقة عن حالتهم
الجتماعية ا ,السياسية أو المالية أو الصحية ،وبالتالي إعطاء نتائج غير صحيحة عن العملياتا التي تقوم
بها الدارة أو المؤسسة الحائزة للجذاذاتا السمية"
وقاد أورد الستاذ أسامة عبد ال في كتابه الحماية الجنائية وبنوك المعلوماتا حكم المحكمة العليا في منيا
بوليس في حكم لها أقارتا فيه مبدأ المسؤولية عن هذا النوع من الخأطاء ،حيث حكمتا بتعويض مستخأدمي
الحاسوب المتضررين من خأطأ تقني بسبب عيب
في إطار الجهود المبذولة من طرف وزارة العدل الرامية إلى إدخأال تكنولوجيا المعلوماتا والتصال تم إعداد
عدة مشاريع في ها الميدان كانتا لها انعكاساتا مباشرة على المواطن والمقاولة .كما أن تنفيذ هذه
المشاريع حقق الرغبة القائمة لدى وزارة العدل للنفتاح على المتقاضين وعلى شركائها المتعددين ومنهم
المهنيون والمهتمون بالقانون والمراكز التجارية الجهوية بهدف الحرص على أداء خأدمة في إطار
الشفافية .ولدراك هذه الغاية تم تثبتا خأدماتا إلكترونية بالمحاكم النموذجية وتعميمها تدريجيا على مخأتلف
المحاكم ،وقاد تمتا المواقاع التي وقاع عليها الخأتيار في المحكمة التجارية بالدار البيضاء والمحكمة
البتدائية بأنفا.
تتمثل أهم الخأدماتا اللكترونية التي تم الشروع في العمل بها فيما يلي :
-تتبع الملفاتا القضائية بكتابة ضبط المحكمة.
-تتبع تنفيذ الحكام الصادرة ضد شركاتا التأمين.
-الطلع على السجل التجاري.
-النظام المتعدد القنواتا للستشارة ونشر المعلوماتا .
أ -تتبع الملفاتا القضائية بكتابة ضبط المحكمة :
تتولى كتابة الضبط تسيير الملفاتا وتصريف القضايا طيلة مسارها أمام المحكمة ابتداء من فتح الملف
وتلقي طلباتا المتقاضين ،مرورا بتعيين المقرر وتاريخ أول جلسة وانتهاء بالنطق بالحكم النهائي إن
الخأدماتا المقدمة عن طريق النترنيتا تمكن كل متقاض أو دفاعه من معرفة مآل قاضية ومتابعة جميع
مراحل الدعوى من خألل الولوج إلى المعطياتا ،والطلع على كل المعلوماتا المتعلقة بالطراف ومواعيد
الجلساتا وأطوار النزاع ،كما تسمح هذه الخأدماتا من الطلع على جدول الجلساتا.
وفي إطار المجهوداتا المبذولة من طرف وزارة العدل على مستوى تحديث طرق وآلياتا تصريف القضايا
بالمحاكم ثم القيام بما يلي :
-1تزويد مجموعة من المؤسساتا القضائية بالتجهيزاتا المعلوماتية ،حيث بلغ عدد أجهزة الحاسوب
المتوفرة بالمحاكم حوالي 5000حاسوب.
-2تعميم الولوج إلى شبكة النترنيتا بالنسبة لمجموع مصالح الدارة المركزية ومجموع المحاكم التجارية
والمحكمة البتدائية بأنفا والشروع في إحداث شبكة النترنيتا من أجل تعميم المعلوماتا داخأل الدارة
المركزية ،وتسهيل إمكانية الحصول عليها ،وتحقيق السرعة والفعالية في تدبير الشأن القضائي .
ب -تتبع تنفيذ الحكام الصادرة ضد شركاتا التأمين :
بما أن عدد كبير من شركاتا التأمين يوجد مقرها الجتماعي ضمن الدائرة القضائية بأنفا ،فإن مصلحة تنفيذ
الحكام القضائية بهذه المحكمة تتوصل بمجموعة كبيرة من النباتا القضائية من مخأتلف محاكم المملكة
بهدف تنفيذ الحكام الصادرة في مواجهة شركاتا التأمين وتمكن الخأدماتا والمعلوماتا المقدمة في هذا
الطار عن طريق النترنيتا ،كل متقاض ودفاعه من معرفة مآل ملف التنفيذ وكذلك المبلغ المؤدى من طرف
شركة التنفيذ في حالة التنفيذ.
يعتبر السجل التجاري بمثابة الحالة المدنية للشخأاص العتباريين والذاتيين ويتكون من :
وفي إطار دمقرطة الولوج غلة المعلومة قاررتا الوزارة وضع نظام لبث واستشارة المعلوماتا عبر نظام
متعدد القنواتا ليضاف إلى الخأدماتا المقدمة عبر النترنيتا ويمكن هذا النظام من الطلع على المعطياتا
المتعلقة بالملفاتا القضائية وملفاتا التنفيذ وكذا السجل التجاري .
إن وضع هذا النظام يجسد إرادة الوزارة في دمقرطة الولوج إلى المعلومة .ذلك أن خأدماتا النترنيتا توجه
لجمهور ل يتجاوز 800 000مستعمل فقط في حين أن استعمال SMSيهم 8 000 000مستفيدا.
هذا وترمي المرحلة الموالية إلى خألق مركز هاتفي بشكل يسمح بالتواصل مع مجموعة المواطنين .
المطلب الثاني :آلية تنمية استعمال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا و التصال الدارة اللكترونية
ان السياسة المتبعة في مجال استعمال تكنولوجيا المعلوماتا و التصال بالدارة العمومية تعتمد بالساس
على علقاة الشراكة التي يجب إن تطورها الدارة فيما بينها و مع الجماعاتا المحلية و المؤسساتا
المهنية,إضافة إلى التطفل الحكومي بتطوير و تنمية هدا الستعمال في مجال التسيير الداري في إطار
إحداث هيئة تعني خأصوصا بهده التنمية.
وخألصة القول لما سبق الحديث عنه حول تقنية المعلوماتا و التصال ,يمكن القول إن قادرة الدارة
المغربية على التكيف و الستجابة للتغيراتا التقنية ستكون المحك لقدرتها على مواجهة تحدياتا المستقبل و
التغلب عليها بنجاح,لدلك يتعين على الحكومة أن تلعب دورا قاياديا من خألل المجال و دلك بالتخأطيط لهده
التقنية ووضع السياساتا الهادفة إلى نشرها و استخأدامها من خألل تحفيز و تسهيل دخأولها و أتاحتا
الوصول إليها و التعامل معها بشكل واسع ,بالضافة إلى تحديث الطرق و الجراءاتا الدارية .فهدا الشعور
انعكس بوضوح في كل مراجل إعداد المخأططاتا الوطنية .
فضل عن دلك إن التكنولوجيا المعلوماتا و التصال ليستا مجموعة من اللتا و السلك فقط ,يمكن
الحصول عليها في أي وقاتا و بأي ثمن ,بل المر يتعلق بالدرجة الولى’ بكيفية استعمالها و ترشيدها و
صيانتها.الشيء الذي يتطلب تغييرا في السلوكياتا و العقلياتا,لن دلك أساس نجاح التنمية الدارية و أخأيرا
يجبان ترافق خأطط استخأدام تقنية المعوماتا و التصال خأطط مماثلة لتنمية القوى العاملة و تطوير التعليم و
إدخأال الحاسوب في المدارس و نشر الثقافة التقنية و دعم البحوث العلمية في هدا المجال رغم المجهودان
المبذولة ما تزال الحكومة اللكترونية في المغرب.في مرحلتها الجنينية .
وهكذا فان هناك مجموعة مطالب يجب أخأدها بعين العتبار حتى نبني إدارة الكترونية سليمة و فعالة
بالمغرب و يمكن اجمال أهمها على الشكل التالي:
–1حل المشكلتا القائمة في الواقاع الحقيقي قابل النتقال الى البيئة اللكترونية ،وللتمثيل على أهمية هذا
المتطلب نضرب المثال بشان محتوى الدارة اللكترونية ،اذ يجب على الحكوماتا أن تقوم بتوفير
المعلوماتا اللزمة بمواطنيها عبر النترنتا .حيث يجب إن تتواجد سياسية يتم بموجبها تحديد جميع
الوثائق والمعلوماتا والنماذج الحكومية مباشرة عبر النترنتا .وباخأتصار كلما ظهر وثيقة حكومية جديدة
او معلوماتا جديدة يجب وضعها مباشرة على النترنتا .وفي هذا الطار فان اكبر مشكلة تواجهنا هي
مشاكل التوثيق القائمة في الحياة الواقاعية ،إذ ليس ثمة نظام توثيق فاعل يضع كافة وثائق العمل الحكومي
في موضعها الصحيح بالوقاتا المطلوب ،فإذا ما كان هذا واقاع العمل الحقيقي فان من الخأطورة التجاه لبناء
الدارة اللكترونية قابل إنهاء المشكلة القائمة في الواقاع غير اللكتروني .
– 2حل مشكلتا قاانونية التبادلتا التجارية commerceوتوفير وسائلها التقنية والتنظيمية ،ذلك أن
جميع المبادلتا التي تتعامل بالنقود يجب وضعها على النترنتا مثل إمكانية دفع الفواتير والرسوم
الحكومية المخأتلفة مباشرة عبر النترنتا ،وجعل هذه العملية بينية بمعنى أنها تردد لتشمل كل من يقوم
لداء التعاملتا التجارية مع المؤسساتا الحكومية .
– 3توفير البني والستراتيجياتا المناسبة الكفيلة ببناء المجتمعاتا ،فبناء المجتمعاتا يتطلب إنشاء وسيط
تفاعلي على النترنتا يقوم بتفعيل التواصل بين المؤسساتا الحكومية وبينها وبين المواطنين وبينها وبين
مزوديها .بحيث يتم توفير المعلوماتا بشكل مباشر عن حالة أية عملية تجارية تم تأديتها في وقاتا سابق
إضافة إلى استخأدام مؤتمراتا الفيديو لتسهيل التصال بين المواطن والموظف الحكومي .
إن مفهوم الحكومة اللكترونية يعكس سعي الحكوماتا إلى إعادة ابتكار نفسها لكي تؤدي مهاما بشكل فعال
في القاتصاد العالمي المتصل ببعضه البعض عبر الشبكة .والداراتا اللكترونية ليستا سوى تحول جذري
في الطرق التي تتبعها الحكوماتا لمباشرة أعمالها .وذلك على نطاق لم نشهده منذ بداية العصر الصناعي
.
وإذا ما أردنا الوقاوف على الواقاع العربي في ميدان بناء الحكوماتا اللكترونية ،فإننا نشير إلى أن الجهد
الميز تمثل بتجربة دولة الماراتا العربية ،إذ بالرغم من عدم اكتمال عقد الحكومة اللكترونية إل أن تهيئة
الواقاع التقني والمهاري لمؤسساتا الدولة تحقق على نحو كبير بحيث يبدو ان التجربة برمتها تتحرك ضمن
رؤية إستراتيجية واضحة ،ويمكن الطلع على احدث المعالجاتا لما انجز من نشاطاتا في ميدان بناء
الدارة اللكترونية في الماراتا على العديد من مواقاع النترنتا الخأاصة بالمؤسساتا الماراتية.
هذا ومن الممكن أن تجني الحكوماتا اللكترونية عوائد مهمة ،وتوفر معلوماتا وخأدماتا أفضل في مجال
التعاملتا بين الحكوماتا والمواطنين وبين الحكوماتا وقاطاع العمال وبين الدوائر الحكومية الحكوماتا
بعضها البعض .ومن وجهة نظر ) مايكل دل ( فان احد أهم الجزاء في معادلة الحكومة اللكترونية هو
ذلك المتعلق بعملياتا الشراء والتزويد .وهو الجزء الذي تظهر فيه الفائدة الحقيقة لستخأدام النترنتا في
عملياتا الشراء من حيث زيادة كفاءة وفعالية عمل الحكوماتا إضافة إلى تحسين علقاة العمل بين
المؤسساتا الحكومية المخأتلفة والفراد الذين يعملون ضمن هذا المجتمع ويستفيدون من الخأدمة الحكومية.
هوامش البحث:
1د /عبد الفتاح بيومي حجازي :النظام القانوني لحماية الحكومة اللكترونية /المرجع السابق ص .45
-2المرجع السابق ،نفس الصفحة.
-3المرجع السابق ،ص .46
-4المرجع السابق ،نفس الصفحة .
- 5برنوسي سعيدة :علم الدارة دور المعلوماتا في رفع المردودية سنة 1999/2000دبلوم الدراساتا
العليا المعمقة في القانون العام ،ص .25
-6محمد نور برمان " :استخأدام الحاسباتا اللكترونية في الدارة العامة في الدول العربية" نظرة تحليلية
مستقبلية" المنظمة العربية للعلوم.
-7المناظرة الوطنية الولى حول الصلح الداري بالمغرب تحتا شعار الدارة المغربية وتحدياتا 2010
وزارة الوظيفة العمومية والصلح الداري 8-7ماي 2002صفحة .13/3
-8نفس المرجع
-9فازتا وزارة العدل بالجائزة الولى للدارة اللكترونية EMTIAZوالتي شاركتا فيها بمشروع E-
Justiceجريدة السبوع العدد 54من 08إلى 14دجنبر .2005
- -10غالي عبد الكريم :قاانون المعلومياتا ،الحماية القانونية للنسان من مخأاطر المعلومياتا أطرحة
لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخأاص ،جامعة محمد الخأامس – أكدال الرباط .95-94
- -11المواقاع اللكترونية لوزارة العدل http://www.justice.gov.ma
- -12وزارة الوظيفة العمومية والصلح الداري "الدارة المغربية وتحدياتا "2010المناظرة الوطنية
الولى حول الصلح الداري بالمغرب .ص 198إلى .202