You are on page 1of 28

‫الحأاديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي‬

‫سفيان‬

‫محمد المين الشنقيطي‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬

‫و الحمد لله رب العالمين و الصصصلةا والسصصلما علصصى سصصيدنا‬


‫محمد سصصيد المرسصصلين‪ .‬أمصصا بعصصد‪ :‬الحصصاديث فصصي فضصصائل‬
‫معاوية رضي الله عنه ومناقبه‪ ،‬كثيرةا مشهورةا بعضها في‬
‫الصحيحين‪ .‬قال ابن كثير بعد ذلك )‪"» :(410|11‬قال ابن‬
‫عسصصاكر )‪ :(106|59‬وأصصصح مصصا رروي فصصي فضصصل معاويصصة‬
‫ي منصصذ‬
‫ب النصصب ي‬
‫حديث أبي حمصصزةا عصصن ابصصن عبصصاس أنصصه كصصات ت ر‬
‫أسلم‪ ،‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ .‬وبعده حديث العرباض‪:‬‬
‫عميصرةا‪ :‬اللهصم‬ ‫اللهم علمه الكتاب‪ .‬وبعد حصديث ابصن أبصي ع‬
‫اجعله هاديا مهديا"«‪.‬‬
‫نذكر من هذا الحاديث‪:‬‬
‫اللهم اجعله هاديا مهديا‬
‫أخرج الماما البخاري بسند صحيح فصصي التاريصصخ الكصصبير )‪|5‬‬
‫‪ :(240‬عن أبي مسهر حصصدثنا سصصعيد بصصن عبصصد العزيصصز عصصن‬
‫ربيعة بن يزيد عن )الصحابي عبد الرحمن( بن أبي عميرةا‬
‫قال‪ :‬قال النبي صلى الله عليه وسصصلم لمعاويصصة‪» :‬اللهصصم‬
‫مهدي يا ا واهصصده واهصصد ت بصصه«‪ .‬إنظصصر أيضصصا ا مسصصند‬
‫ه هاتديا ا ع‬
‫اجعل ر‬
‫الشاميين )‪ (190|1‬و الحاد والمثاني )‪.(358|2‬‬
‫ظ متفصقة‬ ‫ما حصاف ة‬‫ة إمصا ة‬
‫أبو مسصهر قصال عنصه الخليلصصي‪» :‬ثقصص ة‬
‫عليه«‪ ،‬كما في تهذيب التهذيب )‪ .(90|6‬سعيد إمصصاما ثقصصة‬
‫ثبت مجمصصعة علصصى تصصوثيقه‪ ،‬قصصال عنصصه أحمصصد فصصي المسصصند‪:‬‬
‫»ليس بالشاما رجل أصح حديثا ا من سعيد بن عبد العزيصصز‪،‬‬
‫هو والوزاعي عندي سواء«‪ ،‬كما فصصي سصصير أعلما النبلء )‬
‫‪ (34|8‬و تهذيب الكمصصال )‪ .(539|10‬وكصصان إمامصصا ا فقيهصصا ا‬
‫زاهدا ا شديد الورع‪ .‬ربيعة بن يزيد إمصصاما ثقصصة مجمصصعة علصصى‬
‫توثيقه‪ ،‬قال ابن حبان عنه فصصي الثقصصات‪» :‬كصصان مصصن خيصصار‬
‫أهل الشاما«‪ ،‬كما في تهصصذيب التهصصذيب )‪ .(228|3‬يصصونس‬
‫بن ميسرةا مجمصصعة علصصى تصصوثيقه‪ ،‬كمصصا فصصي التهصصذيب )‪|11‬‬
‫‪ ،(394‬وقال عنصصه أبصصو حصصاتم‪» :‬كصصان مصصن خيصصار النصصاس«‪.‬‬
‫وكذلك مروان بن محمد ثقة‪ ،‬كما في التهذيب )‪.(86|10‬‬
‫قال البخاري في التاريخ الكبير )‪» :(240|5‬عبصصد الرحمصصن‬
‫بن أبي عميرةا المزني‪ ،‬يعد في الشاميين‪ .‬قال أبو مسهر‪:‬‬
‫حدثنا سعيد بن عبد العزيز‪ ،‬عن ربيعة بصصن يزيصصد‪ ،‬عصصن ابصصن‬
‫أبي عميرةا‪ ،‬قال النبي صلى اللصصه عليصصه وسصصلم لمعاويصصة‪:‬‬
‫"اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به"‪ .‬وقال عبصصد اللصصه‬
‫عن مروان‪ ،‬عصصن سصصعيد عصصن ربيعصصة‪ ،‬سصصمع عبصصد الرحمصصن‪،‬‬
‫سمع النبي صلى الله عليه وسلم مثله«‪.‬‬
‫و هذا إسناد رجاله كله ثقات أثبات أخرج لهم الشصصيخان‪ .‬و‬
‫قد توبع أبو مسهر )بجماعة كالوليد بن مسلم‪ ،‬ومروان بن‬
‫محمد الطاطري‪ ،‬وعمر بن عبد الواحد‪ ،‬محمد بن سليمان‬
‫الحراني( و كذلك ربيعة )توبع بيصصونس بصصن ميسصصرةا(‪ .‬وقصصد‬
‫علمنا أنه لو كان السناد متصل ا ورجاله ثقات وخلى المتن‬
‫من شذوذ ذ وعلة‪ ،‬فإننا نحكم علصصى الحصصديث بالصصصحة‪ .‬وقصصد‬
‫وقع التصريح بالسماع في جميع طبقات السصصناد‪ ،‬وسصصنده‬
‫صحيح‪ ،‬ورجاله ثقات أثبات‪ .‬وهذا الحديث صحيح بل ريصصب‬
‫على شرط مسلم‪.‬‬
‫فقد احتج مسلم برواية أبي مسهر ومروان بن محمد عصصن‬
‫سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بصصن يزيصد‪ ،‬فصي حصديث »يصصا‬
‫عبادي‪ ،‬إني حرمت الظلصصم علصصى نفسصصي«‪ .‬وهصصو الحصصديث‬
‫ث‬‫الذي قال فيه الماما أحمد بن حنبل‪» :‬هصصو أشصصرف حصصدي ذ‬
‫ث مجمصصعة علصصى صصصحته‪ .‬والحصصديث‬ ‫لهل الشاما«‪ .‬وهو حدي ة‬
‫الذي نتكلم عليه‪ ،‬هصصو بنفصصس إسصصناد ذلصصك الحصصديث‪ .‬وإنمصصا‬
‫اختلف الصحابي‪ ،‬وهذا ل يضر لن الصحابة كلهم عدول‪.‬‬
‫و قصصد حصصاول أحصصد المبتدعصصة المعاصصصرين جاهصصدا ا تضصصعيف‬
‫الحصصديث‪ ،‬فجمصصع شصصبهات عليصصه هصصي أوهصصى مصصن بيصصت‬
‫العنكبوت‪:‬‬
‫‪ –1‬طعنصصه فصصي الصصصحابي الجليصصل عبصصد الرحمصصان المزنصصي‬
‫)وليس الزدي( رضي الله عنه‪ .‬وهو أخو الصحابي الجليل‬
‫محمد بن أبي عميرةا رضي الله عنه )لم يختلصصف أحصصد فصي‬
‫صحبته(‪ .‬وقد ترجم له ابصصن عسصصاكر بسصصتة صصصفحات‬ ‫حة ر‬ ‫ص ح‬
‫ت‬
‫في تاريخ دمشق‪.‬‬
‫وجاء في علل ابن أبصي حصاتم )‪ :(362|2‬سصألت أبصي عصصن‬
‫حديث رواه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن‬
‫يونس بن ميسرةا بن حليس عن عبد الرحمصصن بصصن عميصصرةا‬
‫الزدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫مهديا واهدت به«‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫هاديا‬ ‫–وذكر معاوية– فقال‪» :‬اللهم اجعله‬
‫قال أبي‪» :‬روى مروان وأبصصو مسصصهر عصصن سصصعيد بصصن عبصصد‬
‫العزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابن أبي عميرةا عن معاويصصة‪:‬‬
‫"قال لي النبي صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم "«‪ .‬قلصصت لبصصي‪:‬‬
‫»فهو ابن أبي عميرةا‪ ،‬أو ابن عميرةا؟«‪ .‬قال‪» :‬ل‪ .‬إنما هو‬
‫ابن أبي عميرةا«‪ .‬فسمعت أبي يقول‪» :‬غلط الوليد‪ ،‬وإنما‬
‫هو ابن أبي عميرةا‪ ،‬ولم يسمع من النبي صلى اللصصه عليصصه‬
‫وسلم هذا الحديث«‪.‬‬
‫ن ابن عبد البر أن المقصود عدما صصصحة صصصحبة‬ ‫ومن هنا ظ ي‬
‫إبن أبي عميرةا رضي الله عنه‪ .‬وقد رد ي عليه إبن حجر في‬
‫الصابة بما يثبت قطعا ا سماعه وصحبته )علما ا أن أبا حاتم‬
‫نفسصصه قصصد ذكصصر أن لابصصن أبصصي عميصصرةا صصصحبة‪ ،‬كمصصا فصصي‬
‫الصابة(‪ .‬وليس هذا مقصود أبي حاتم‪ ،‬و إنما المقصود هو‬
‫أن هذا الحديث ليس فيه التصريح بالسصصماع‪ ،‬وفيصصه ترجيصصح‬
‫لرواية أبي مسهر )الذي ذكرناها أعله( على رواية الوليصصد‬
‫س ئُل عصن‬ ‫بن مسلم )التي فيهصا التصصريح بالسصماع( لنصه ر‬
‫هاتين الروايتين فأجاب بهذا‪ .‬فهو ينصص علصى أن ابصن أب ي‬
‫عميرةا لصم يسصمع هصذا الحصديث بالصذات مصن رسصول اللصه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بل سمعه من معاويصصة رضصصي اللصصه‬
‫عنه‪ .‬وإل فإن أبا حاتم الرازي ممن يثبتون صحبة ابن أبصصي‬
‫عميرةا رضي الله عنه‪ .‬وعلى أية حصصال فقصصد روى الحصصديث‬
‫)هاديا مهديا(‪ :‬أبو زرعة الشامي وعباس الترقفي عن أبي‬
‫مسهر‪ ،‬وفيه التصريح بالسماع أيضصصاا‪ .‬فهصصو إذا ا المحفصصوظ‪.‬‬
‫وأرى أن أبا حاتم –رحمه الله‪ -‬قد وهصصم فصصي ذكصصر معاويصصة‬
‫في السناد‪ ،‬تبعا ا للسؤال‪ .‬ذلك لنه لم نجد ذكر معاويصصة ل‬
‫في طريق صحيح ول سقيم لهذا الحديث‪.‬‬
‫و عبد الرحمن بن عميرةا قد ذكره ابصصن حجصصر فصصي القسصصم‬
‫الول من "الصابة"‪ ،‬مما يعنصصي أنصصه عنصصده ممصصن ثبتصصت لصصه‬
‫رؤية أو سماع‪ .‬وقد أثبت صحبته –كما في "الصابة"– كل‬
‫من‪ :‬أبصصي حصصاتم الصصرازي‪ ،‬وابصصن السصصكن‪ ،‬والبخصصاري )أميصصر‬
‫المؤمنين في الحديث(‪ ،‬وابن سعد‪ ،‬وردحيم )وهصصو المرجصصع‬
‫في تعديل وجرح الشصصاميين(‪ ،‬وسصصليمان بصصن عبصصد الحميصصد‬
‫البهرانصصي‪ .‬وكصصذلك أثبصصت صصصحبته ابصصن قصصانع فصصي معجصصم‬
‫الصحابة )‪ ،(146|2‬و الذهبي في تجريد أسماء الصحابة )‬
‫‪ (3742‬وفي تاريخ السلما )‪ (309|4‬وفي غيرهما‪ ،‬وبقصصي‬
‫مسصصنده )‪ ،(355#‬والترمصصذي فصصي‬ ‫بن مخلد فصصي مقدمصصة ر‬
‫تسصصمية الصصصحابة )‪ ،(388#‬ويعقصصوب بصصن سصصفيان فصصي‬
‫المعرفصصة )‪ ،( 287|1‬وأبصصو القاسصصم البغصصوي فصصي معجصصم‬
‫الصحابة )‪ ،(489|4‬وابن أبي حاتم في الجرح والتعصصديل )‬
‫‪ ،(273|5‬وابن حبان في الثقات )‪ ،(252|3‬وأبو بكصر بصن‬
‫البرقي في كتاب الصصحابة‪ ،‬وأبصو الحسصصن بصصن سصميع فصي‬
‫الطبقة الولى من الصحابة‪ ،‬وأبو بكر عبد الصمد بن سعيد‬
‫الحمصي في "تسمية من نزل حمص من الصحابة"‪ ،‬وابن‬
‫منده‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬والنووي في تهذيب السماء واللغات )‪|2‬‬
‫‪ ،(407‬والخطيب البغدادي في تالي تلخيص المتشابه )‪|2‬‬
‫ميزي‬ ‫‪ ،(539‬والشيباني في الحاد والمثاني )‪ ،(358|2‬وال ت‬
‫في تهذيب الكمال )‪ ،(321|17‬وابصصن عسصصاكر فصصي تاريصصخ‬
‫دمشق )‪ ،(230|35‬وأبو نصر الحافظ‪ ،‬وابن فتحون‪ .‬هصصذا‬
‫عدا الماما سعيد بن عبد العزيز التنوخي –راوي الحصصديث–‬
‫وهو أدرى به‪ ،‬وكلمه معتمد ة في جرح وتعصصديل الشصصاميين‪.‬‬
‫بل أفرد له الماما أحمد بن حنبل جصصزاء فصصي مسصصنده‪ .‬ممصصا‬
‫يدل على تحقق الجماع )قبل ابن عبصصد الصصبر( علصصى صصصحة‬
‫صحبة عبد الرحمن‪.‬‬
‫ولذلك شينع الحافظ ابن حجر بشدةا على ابن عبد البر في‬
‫ذلك‪ ،‬وسرد عددا ا مصصن الحصصاديث المصصصرحة بسصصماعه مصصن‬
‫حح‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم قال‪» :‬فما الصصذي يصصص ي‬
‫ة زائدا ا علصصى هصصذا؟!«‪ .‬وابصصن عبصصد الصصبر ذكصصره شصصيخ‬ ‫صحب ع‬‫ال ص‬
‫السلما بالتش يع ف ي منه اج الس نة )‪ .(373|7‬وه و واض ح‬
‫لمصصن قصصرأ كتبصصه وبخاصصصة تراجصصم بعصصض الصصصحابة بكتصصابه‬
‫الستيعاب‪ .‬والعجيب أنه زعم أن مصصن الصصرواةا مصصن أوقصصف‬
‫الحديث‪ .‬وهذا باطل ل شك فصصي ذلصصك‪ .‬وهنصصاك مصصن بحصصث‬
‫طرق هذا الحديث بتوسع جصصدا ا مثصصل ابصصن عسصصاكر وغيصصره‪،‬‬
‫فما عثر أحد على من أوقف الحصصديث‪ ،‬ول حصصتى مصصن ذكصصر‬
‫ذلك‪ .‬ولهذا قصال ابصن حجصر عصن ابصن عبصد الصبر )كمصا فصي‬
‫الربعصصون المتباينصصة ‪» :(22‬وجصصدنا لصصه فصصي "السصصتيعاب"‬
‫أوهامصصا ا كصصثيرةا‪ ،‬تتبصصع بعضصصها الحصصافظ ابصصن فتحصصون فصصي‬
‫مجلدةا«‪.‬‬
‫‪ –2‬زعم المبتدع أن إسناد الحديث مضصصطرب‪ .‬وذلصصك لنصصه‬
‫روي عصصن سصصعيد عصصن ربيعصصة ويصصونس‪ .‬والجصصواب أن كل‬
‫الطريقين محفوظ عن الوليد بن مسلم‪ .‬فقصصد رواه أحمصصد‬
‫في مسنده )‪» :(216|4‬حدثنا علي بن بحر‪ ،‬حصصدثنا الوليصصد‬
‫ابن مسلم‪ ،‬حدثنا سصصعيد بصصن عبصصد العزيصصز‪ ،‬عصصن ربيعصصة بصصن‬
‫يزيد‪ ،‬عصصن عبصصد الرحمصصن بصصه«‪ .‬وعلصصي بصصن بحصصر هصصذا ثقصصة‪،‬‬
‫ضله أبو مسهر على الوزاعصصي‪.‬‬ ‫ثبت ف ي‬
‫ة‬ ‫ة‬ ‫ثقة‬ ‫وسعيد التنوخي‬
‫فمن كانت هذه صفته‪ ،‬احتمل تعدد السانيد‪ .‬وعلى فصصرض‬
‫جح أبصصو حصصاتم الروايصصة الولصصى الصصتي رواهصصا‬ ‫المخالفة فقد ر ي‬
‫أيضا ا أبو مسهر ومروان‪ .‬وكصذلك فعصصل ابصصن عسصصاكر )‪|59‬‬
‫‪ .(84‬أما الرواية الثانية فلصصم يتفصصيرد بهصصا الوليصصد‪ ،‬بصصل تصصابعه‬
‫عليها عمر بن عبد الواحد )ثقة( عند ابن شصصاهين كمصصا فصصي‬
‫الصابة‪ .‬فثبت أن كل الطريقيصصن محفصصوظين وليصصس هنصصاك‬
‫اضطراب في الحديث‪.‬‬
‫وقد أثبت ذلك الحافظ ابصصن حجصصر فقصصال فصصي الصصصابة )‪|4‬‬
‫‪ (343‬عصصن هصصذا الحصصديث‪» :‬ليسصصت للحصصديث الول علصصة‬
‫الضصصطراب‪ ،‬فصصإن رواتتته ثقتتات‪ .‬فقصصد رواه الوليصصد بصصن‬
‫مسلم وعمر بن عبد الواحد عن سصصعيد بصصن عبصصد العزيصصز –‬
‫فخالفا أبا مسهر في شيخه– قصصال‪ :‬سصصعيد عصصن يصصونس بصصن‬
‫ميسرةا عصصن عبصصد الرحمصصن بصصن أبصصي عميصصرةا‪ .‬أخرجصصه ابصصن‬
‫شاهين من طريق محمود بصصن خالصد عنهمصا‪ .‬وكصذا أخرجصه‬
‫ابن قانع من طريق زيد بصصن أبصصي الزرقصصاء عصصن الوليصصد بصصن‬
‫مسلم«‪.‬‬
‫‪ –3‬طعنه بالمصاما التنصوخي بحجصة أنصه اختلصط‪ .‬قلصت‪ :‬أمصا‬
‫إعلل الحصصديث بصصاختلط سصصعيد بصصن عبصصد العزيصصز فليصصس‬
‫دثّ وقصصت اختلطصصه‪ ،‬بنصصص مصصن‬ ‫بسديد‪ ،‬وذلك لنصصه لصصم يحصص ي‬
‫وصفه بالختلط وهو أبو مسهر )وإليه المرجصصع فصصي جصصرح‬
‫وتعديل الشاميين(‪ .‬قال ابن معين في تاريصصخ الصصدوري )‪|4‬‬
‫ستهر‪ :‬كصصان سصصعيد بصصن عبصصد العزيصصز قصصد‬ ‫م س‬ ‫‪» :(479‬قال أبو ر‬
‫اختلط قبل موته‪ ،‬وكان ريعرض عليه قبل أن يموت‪ ،‬وكصصان‬
‫يقول‪ :‬ل أجيزها!«‪ .‬ولذلك فقد احتصصج مسصصلم بحصصديثه مصصن‬
‫رواية أبي مسهر‪ ،‬والوليد بن مسلم‪ ،‬ومصصروان بصصن محمصصد‪،‬‬
‫وهصصم نفسصصهم الصصذين رووا هصصذا الحصصديث عنصصه‪ .‬وسصصعيد‬
‫التنوخي‪ ،‬ثقة حجة‪ ،‬في مستوى الوزاعي أو يزيد‪ ،‬فكيصصف‬
‫يضعف حديثه بعد ذلك؟!‬
‫مصصن‬‫ل الحديث بهذا أحصصد ة مصصن الحفصصاظ‪ ،‬بصصل ل تجصصد ت‬ ‫فلم ي رعت ح‬
‫ت‬‫ل‪ .‬فهصصو أثبصص ر‬‫دميهم أحصصدا ا ي رعصصل بصصاختلط سصصعيد أصصص ا‬ ‫متقصص ي‬‫ر‬
‫حهم حديثاا‪ ،‬كما قصصال المصصاما أحمصصد وغيصصرره‪.‬‬ ‫الشاميين وأص ص‬
‫دموه علصصى‬ ‫وما غمز فيه أحد‪ ،‬بل ساووه بالماما مالك‪ ،‬وقصص ي‬
‫الوزاعي‪ ،‬واحتج بروايته الشيخان وغيررهما مطلقاا‪.‬‬
‫م بالحديث ي عقصص ة‬
‫ظ‬ ‫من روى الحديث عنه هو أبو مسهر‪ :‬عال ة‬ ‫و ع‬
‫متثيبت‪ ،‬بل أثبت الشاميين في زمانه عموماا‪ ،‬وأثبتهصصم فصصي‬
‫صه‪ .‬وقد رفصصع مصصن‬ ‫مه ويخ ص‬ ‫سعيد خصوصاا‪ .‬وكان سعيد يقد ي ر‬
‫أمره وإتقانه جدا ا المامان أحمد وابن معين‪ .‬وأبصصو مسصصهر‬
‫فه لختلط شصصيخه مصصن‬ ‫عالم بصصاختلط شصصيخه‪ ،‬بصصل إن كشصص ع‬
‫حذ عرر منه‪ .‬قصصال الشصصيخ‬ ‫تثيبته‪ ،‬فعيبرعد أن يأخذ ع عن شيخه ما ي ر س‬
‫اللباني في الصحيحة )‪ (616|4‬بعد أن ذكر متابعصصة أربعصصة‬
‫مسهر‪» :‬فهذه خمسة طصصرق عصصن سصصعيد‬ ‫من الثقات لبي ر‬
‫بن عبد العزيز‪ ،‬وكلهم من ثقات الشاميين‪ .‬ويبعد عادةا أن‬
‫يكونوا جميعا ا سمعوه منه بعصصد الختلط‪ .‬وكصصأنه لصصذلك لصصم‬
‫ريعله الحافظ بالختلط«‪.‬‬
‫‪ –4‬زعمه أن الحديث مرسل‪ .‬قال هذا المبتدع‪» :‬ولو ثبت‬
‫لبن أبي عميرةا صصحبة‪ ،‬فهصذا الحصديث بالصصذات نصص أهصل‬
‫الشاما على أنصه لصم يسصمعه مصن النصبي صصلى اللصه عليصه‬
‫وسلم كما في علل الحديث لبن أبي حاتم«‪ .‬قلصصت‪ :‬هصصذا‬
‫من هراءه ومحاولته لتضعيف الحديث بأي طريقصصة كصصانت‪.‬‬
‫فمرسل الصحابي حجة باتفاق علماء الحديث‪ ،‬عدا أننا قصصد‬
‫سبق وأوضحنا أن أبا حاتم لم يقصصصد فصصي كلمصصه مصصا أراده‬
‫ذلك المبتدع‪ .‬والحديث إسناده صحيح بل ريب‪.‬‬
‫وإضافة لهذه الشبهات‪ ،‬أضيف لهصصا شصصبهات أخصصرى ذكرهصصا‬
‫أحصصد الزيديصصة‪ .‬وهصصي شصصبهات أشصصد وهنصصا ا مصصن الولصصى لن‬
‫صاحبها يعتمد على أصصصول وقواعصد الحصديث عنصد الشصيعة‬
‫الزيدية وليس عند أهل السنة‪ .‬وإليك هذه الشبهات والصصرد‬
‫عليها‪:‬‬
‫‪ –5‬محصصاولته تعليصصل الحصصديث بروايصصات ومتابعصصات ضصصعيفة‬
‫ساقطة ل تصح‪ .‬وغالب هذه الروايات ذكرها ابصصن عسصصاكر‬
‫في تاريخ دمشق‪ .‬هذا مع اعصصتراف هصصذا المبتصصدع بصصأن فصصي‬
‫أسانيد هذه الروايات الضعيفة كذابين‪ .‬فكيف يعتمصصد علصصى‬
‫روايات كهذه في إعلل الحاديث الصحيحة؟ لنه كما قصصال‬
‫الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح‪» :‬الضعيف ل ي رععصصص ص‬
‫ل بصصه‬
‫الصحيح«‪ .‬وهذا من بديهيات علم الحديث عند أهل السنة‪.‬‬
‫ث فصصي صصصحيحي البخصصاري‬ ‫ولول ذلصصك لمصصا كصصاد يبقصصى حصصدي ة‬
‫ومسلم‪ ،‬إل وأمكصصن تضصصعيفه بروايصصة الضصصعفاء والكصصذابين‪.‬‬
‫والضصصطراب معنصصاه تعصصارض الروايصصات بحيصصث يسصصتحيل‬
‫الترجيح‪ ،‬ل مجرد تعارض الصحيح مع الضعيف! وقد سصصبق‬
‫نقلنا قول الحافظ ابن حجر في الصابة )‪ (343|4‬عن هذا‬
‫الحصصديث‪» :‬ليسصصت للحصصديث الول علصصة الضصصطراب‪ ،‬فصصإن‬
‫رواته ثقات«‪.‬‬
‫‪ –6‬محاولته الخلط بين ربيعة بن يزيد الدمشصصقي‪ ،‬وربيعصصة‬
‫سعلمي‪ .‬قلت‪ :‬أجمصصع المحصصدثون كلهصصم علصصى أن‬ ‫بن يزيد ال ح‬
‫السصصلمي ليصصس لصصه أي روايصصة‪ ،‬بصصل هصصو رجصصل يكصصاد يكصصون‬
‫ل‪ .‬ول نعصصرف عنصصه إل أن المصصاما البخصصاري جصصزما فصصي‬ ‫مجهو ا‬
‫تاريخه الكبير )‪ (280|3‬بأن له صحبة‪ .‬وقال ابن حبان في‬
‫الثقات )‪» :(129|3‬يقال إن له صحبة«‪ .‬وقال العسصصكري‪:‬‬
‫»قال بعضهم إن له صحبة«‪ .‬ولصصم ينصصف ذلصصك إل ابصصن عبصصد‬
‫البر )وهو متأخر( إذ قال في الستيعاب )‪» :(495|2‬ربيعة‬
‫بصصن يزيصصد السصصلمي‪ :‬ذكصصره بعضصصهم فصصي الصصصحابة‪ ،‬ونفصصاه‬
‫أكثرهم )!!(‪ .‬وكان من النواصب يشتم علياا‪ .‬قال أبو حاتم‬
‫الرازي‪ :‬ل يروى عنه ول كرامة‪ ،‬ول يذكر بخير‪ .‬ومن ذكره‬
‫في الصحابة لم يصنع شيئُاا«‪.‬‬
‫ح مصصن ابصصن عبصصد الصصبر‪ .‬فمصصا زعمصصه أن‬
‫م قبيصص ة‬
‫قلت‪ :‬وهذا وه ة‬
‫أكثرهم نفاه غيصصر سصصديد‪ ،‬إذ لصصم ينصصف الصصصحبة عصصن ربيعصصة‬
‫السصصلمي إل هصصو )ابصصن عبصصد الصصبر(‪ .‬ومصصا نسصصبه لبصصي حصصاتم‬
‫الرازي ل يصح‪ .‬وليس عنده إسناد عنصصه‪ ،‬إنمصصا هصصو صصصحيفة‬
‫وجدها‪ ،‬كما اعترف في ترجمة ربيعة الجرشي‪ .‬وقصصد ذكصصر‬
‫ابصصن أبصصي حصصاتم الصصرازي فصصي الجصصرح والتعصصديل )‪:(472|3‬‬
‫»ربيعة بن يزيد السصصلمي‪ :‬ليصصس بمشصصهور‪ ،‬ول ريصروى عنصصه‬
‫الحديث‪ .‬وقال بعض الناس له صحبة‪ .‬سمعت أبصصي يقصصول‬
‫ذلك«‪ .‬فثبت بطلن ما زعمه ابن عبد البر عن أبصصي حصصاتم‪،‬‬
‫ولعله وهم في ترجمة شخص آخر إذ هو يروي وجصصادةا ا قصصد‬
‫يكثر فيها التصحيف‪ ،‬إن صحت نسبتها أص ا‬
‫ل!‬
‫ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الصابة )‪» :(477|2‬وقد‬
‫استدرك ابن فتحون‪ ،‬وأبو علي الغساني‪ ،‬وابن معوز علصى‬
‫أبي عمر )أي ابن عبد البر( اعتمادا ا على قصول البخصاري«‪.‬‬
‫وهذا قصول صصحيح‪ .‬فصإن ابصن عبصد الصبر )ت ‪463‬هصص( مصن‬
‫المتصصأخرين‪ .‬ومثلصصه ل يصصصح أن يتكلصصم فصصي مسصصألة إثبصصات‬
‫الصحبة إن لم يكن له سلف بها‪ ،‬فضل ا عن دليل يتكلم به‪.‬‬
‫فكيف يرد واحد متأخر‪ ،‬بغير برهان ول دليل على ما جصصزما‬
‫به أمير المؤمنين بالحديث محمد بن إسماعيل البخاري؟!‬
‫وهذا كله على أية حال ل علقة له بموضوعنا‪ .‬فقصصد أجمصصع‬
‫العلماء أن السلمي هذا ليس له رواية حديث‪ .‬وإنما روايصصة‬
‫الماما التنوخي الدمشقي من طريق ابن بلصده‪ :‬ربيعصة بصن‬
‫سصصعلمي‪ .‬وهصصذا ممصصا اعصصترف بصصه‬ ‫يزيد الدمشصصقي‪ ،‬وليصصس ال ح‬
‫المبتدع الزيدي المومئ إليه‪ .‬بل إنصصه يتبجصصح بصصذلك ويقصصول‬
‫ه عليصصه قبصصل‪ ،‬ولصصو‬‫بصراحة‪» :‬وهذا أيضا ا مما لم أجد من ن عب ح ع‬
‫ل«‪ .‬قلت‪ :‬فاعرف قدرك إذا ا أماما أئمة أهصصل السصصنة‪،‬‬ ‫احتما ا‬
‫فليس قولك بشيء أماما إجماعهم‪.‬‬
‫وفي كل الحوال فإن ربيعة بن زيصصد الدمشصصقي لصصم يتفصصرد‬
‫بهصصذا الحصصديث‪ ،‬بصصل تصصابعه عليصصه يصصونس بصصن ميسصصرةا )كمصصا‬
‫ظ ل خلف في توثيقه‪.‬‬ ‫أسلفنا(‪ ،‬وهو إماما ورتع ة حاف ة‬
‫‪ –7‬وحاول إثبصصات مصصا زعمصصه بصصأن مناسصصبة الحصصديث كصصانت‬
‫عندما عزل عثمان بن عفصصان رضصصي اللصصه عنصصه لعميصصر بصصن‬
‫سعد النصاري رضي اللصصه عنصصه مصصن وليصصة حمصصص وولهصصا‬
‫معاوية رضي الله عنه‪ .‬فقد أخرج الخلل في كتابه السصصنة‬
‫)‪ :(450|2‬أخبرنا يعقوب بن سفيان أبو يوسف )ثقة( قال‬
‫ثنا محمود بن خالد الزرق )السلمي‪ ،‬ثقة( قال ثنا عمر بن‬
‫عبد الواحد )ثقة( قال ثنا سعيد بن عبد العزيز )ثقصصة( عصصن‬
‫ربيعة عصصن يزيصصد )ثقصصة(‪» :‬إن بعثصصا ا مصصن أهصصل الشصصاما كصصانوا‬
‫مرابطين بآمد‪ .‬وكان على حمص عمير بصصن سصصعد‪ .‬فعزلصصه‬
‫عثمان وولى معاوية‪ .‬فبلغ ذلك أهل حمص فشصصق عليهصصم‪.‬‬
‫فقال عبد الرحمن بن أبي عميرةا المزني‪ :‬سمعت رسصصول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم يقصصول لمعاويصصة‪ :‬اللهصصم اجعلصصه‬
‫هاديا ا مهديا ا واهد به«‪.‬‬
‫وزعم بأن ذلك كصصان عصصاما ‪24‬هصصص‪ ،‬وربيعصصة تصصوفي بعصصد عصصاما‬
‫‪120‬هص‪ .‬ثم حاول إيهاما القارئ بوجود انقطصصاع بيصصن ربيعصصة‬
‫والصحابي الجليل عبد الرحمان رضي الله عنه‪ ،‬ثم اتهصصامه‬
‫لربيعة بالتدليس! وقال‪ :‬وهي العلة »عرفناها بالستقراء‪.‬‬
‫وإن لم ينبه لذلك أهل الحصصديث«‪ .‬قلصصت‪ :‬لصصم ينبهصصوا عليهصصا‬
‫لنه ل أساس لها أص ا‬
‫ل‪.‬‬
‫وليس هناك انقطاع أصل ا في السند ول إرسال‪ .‬لنه ليس‬
‫في القصصصة أن ربيعصصة الدمشصصقي كصصان حاضصصراا‪ ،‬وإنمصصا هصصو‬
‫سمعها عن الصحابي عبد الرحمان رضي الله عنه فرواهصصا‬
‫عنه‪ .‬والمعاصرةا بينهمصصا متحققصصة بل شصصك‪ .‬وفصصي الصصصحيح‬
‫أمثلة كثيرةا لحاديث روى التصصابعي قصصصتها مرسصصل ا لكنهصصم‬
‫صححوها لنه روى المرفوع منها مسنداا‪ ،‬فحملوا أنه سمع‬
‫القصصصة كصصذلك مصصن الصصصحابي‪ .‬ومثصصال ذلصصك حصصديث »هصصل‬
‫صرون ورترعزقون إل بضعفائكم؟« الذي أخرجصصه البخصصاري‬ ‫رتن ع‬
‫في صحيحه‪ .‬هذا بالضافة إلى متابعة يصصونس بصصن ميسصصرةا‬
‫لربيعة‪ .‬وإلى وقوع التحديث بيصصن ربيعصصة الدمشصصقي وعبصصد‬
‫الرحمصان صصصلى اللصه عليصصه وسصلم فصي عصدد مصصن طصرق‬
‫الحديث‪.‬‬
‫ريذكر أن هذه القصة‪ ،‬فيها تصصصريح بسصصماع الصصصحابي عبصصد‬
‫الرحمان رضي الله عنه لهذا الحديث بالصصذات مصصن رسصصول‬
‫اللصصه صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم ‪ .‬وقصصد أثبصصت الشصصيعي هصصذا‬
‫صحبة عبد الرحمصصان رضصصي‬ ‫الحديث‪ .‬فكيف يطعن إذا ا في ر‬
‫الله عنه؟! فظهر أنه يحاول تضعيف الحديث بأي طريقصصة‪،‬‬
‫حتى لو ظهر فيها تناقضه الواضح‪ .‬فنعصصوذ بصصالله مصصن اتبصصاع‬
‫الهوى‪.‬‬
‫‪ –8‬محاولته الطعن برواةا الحديث‪ ،‬فقد بحث كتب الرجال‬
‫ن ول مغمصصز‪ .‬فصصإن‬ ‫كلها‪ ،‬ولم يجد في إسناد الحصصديث مطعصص ة‬
‫كلهم قد انعقد الجماع على توثيقهم والحتجاج بهصصم‪ .‬فلصصم‬
‫يقصصدر إل أن يصصأتي بحجصصج بصصاردةا سصصخيفة وهصصي‪ :‬كصصونهم‬
‫شاميون! وهذه عند الشيعة تهمة توجب رد حصصديثهم كلصصه‪.‬‬
‫وحاول جاهدا ا البحث في سيرتهم الشخصصصية ليطعصصن بهصصم‬
‫بتهمة أنهم عاشوا فصصي دمشصصق عاصصصمة المصصويين‪ .‬أقصصول‪،‬‬
‫فليقرأ القارئ المنصف تراجمهصصم فصصي سصصير أعلما النبلء‪،‬‬
‫وما قاله علماء أهل السنة فيهم‪ ،‬ثم ليحكم عليهصصم بعصصدها‪.‬‬
‫فصصإنهم كلهصصم متفقيصصن علصصى عصصدالتهم وضصصبطهم وزهصصدهم‬
‫وعبادتهم وشدةا ورعهم وسعة علمهم وفقههم‪ .‬وكلهم من‬
‫خيار أهل الشاما‪.‬‬
‫وما زعمصصه مصصن أن مجصصرد كصصون الرجصصل شصصاميا ا يعنصصي أنصصه‬
‫ناصبي‪ ،‬فهذا افتراء واضصصح‪ .‬ولنصصا أن نقصصول عندئصصذ ذ أن كصصل‬
‫عراقي شيعي يجب علينا رد حديثه‪ .‬فهل يقبل هذا الزيدي‬
‫بهذا؟ وعلى أيصصة حصصال فل أهميصصة لرأيصصه أصصصل ا عنصصدنا‪ .‬إنمصصا‬
‫اعتمادنا على أقوال أئمتنا من أهل السنة‪ .‬وأما مجرد كيل‬
‫التهم بل دليل‪ ،‬فهذا هوىا مرفوض ل يقبله أحد‪.‬‬
‫ثم وجدت أيضا ا شبهات متهالكة ألقاها طلبة ناشصصئُون فصصي‬
‫هذا العلم‪ ،‬وإليك إياها‪:‬‬
‫‪ –9‬قال ابن الجوزي في العلل المتناهية )‪ (275|1‬بعد أن‬
‫ساق الحديث من طريق الوليد بن سليمان‪ ،‬وطريصصق أبصصي‬
‫مسهر‪» :‬هذان الحديثان ل يصحان‪ .«...‬وهصصذا مصصن أعجصصب‬
‫ما رأيت! فقد أخطأ أخطاء مركبة في تضصصعيفه‪ .‬فصصذكر أن‬
‫مدار الحديث على محمد بن إسصصحاق البلخصصي‪ ،‬وهصصو ليصصس‬
‫بثقصة‪ .‬فصرد عليصصه الصذهبي فصي تلخيصص العلصل المتناهيصصة )‬
‫‪» :(225‬وهذا جهل منه‪ .‬فإنما محمد بصصن إسصصحاق هنصصا هصصو‬
‫أبو بكر الصاغاني‪ ،‬ثقة"‪ .‬ثم أبطل الذهبي نسبة التفرد له‪،‬‬
‫وهصصذا واضصصح فصصي سصصياق طصصرق الحصصديث‪ .‬ثصصم قصصال ابصصن‬
‫الجوزي‪ :‬إن في سنده الخصصر إسصصماعيل بصصن محمصصد‪ ،‬وقصصد‬
‫ذبه الدارقطني‪ .‬فرد عليه الذهبي‪» :‬وهصصذه بلي يصصة أخصصرى!‬ ‫ك ي‬
‫فصصإن إسصصماعيل هنصصا هصصو الصصصفار‪ ،‬ثقصصة‪ ،‬والصصذي كصصذبه‬
‫الدارقطني هو المزني‪ ،‬يروي عن أبي نعيم«‪.‬‬
‫‪ –10‬وقصصد ناقشصصت فصصي هصصذا الحصصديث أحصصد أهصصل السصصنة‬
‫المتشيعين‪ .‬فبذل جهدا ا كبيرا ا في إيجاد علةذ حقيقيةذ )وفق‬
‫نهج أهل السنة في علم الحديث(‪ ،‬فلم يعثر فصصي الحصصديث‬
‫على أية علة‪ .‬فلم يجد طريقة لتضعيفه إل بأن يزعصصم بصصأن‬
‫في الحديث علة خفية ل يعرفها!‬
‫وهذا دليل على انقطاع حجته‪ ،‬وكلمه باطصصل ل يقبصصل عنصصد‬
‫أهل الصنعة‪ .‬فإن قيل نرد الحديث في الموضع الذي نرى‬
‫أنه باطل‪ .‬قلنا هذا هو التحكم بالباطل‪ .‬فأين الدليل الصصذي‬
‫ستعتمدون عليه فصصي رد الخصصبر بل حجصصة؟ ولصصو قصصال بصصذلك‬
‫خصصصومكم‪ ،‬فمصصا يكصصون جصصوابكم عليهصصم؟! فصصأنتم تريصصدون‬
‫إخضاع السنة لهوائكم‪ ،‬فكيف تريدون أن يتبعكصصم النصصاس‬
‫وبأية حجة؟! وأين البرهان؟ [قل هصصاتوا برهصصانكم إن كنتصصم‬
‫ن بالرأي الشخصي؟ قصصال‬ ‫صادقين]‪ .‬أما أنه مجرد استحسا ة‬
‫م فصصي‬ ‫حك عصص ع‬ ‫الماما ابن حزما في الحكاما )‪» :(134|1‬فمصصن ع‬
‫سصصه عليصصه‬ ‫ف ر‬ ‫ن وطصصابت ن ع س‬ ‫سصص ع‬‫ن الله –عز وجل– بمصصا اسعتح ع‬ ‫دي ت‬
‫ل منصصه‪،‬‬ ‫ضصص ص‬ ‫حصصد ع أ ع‬ ‫ت أو إجمصصاع‪ ،‬فل أ ع‬ ‫ص ثصصاب ذ‬ ‫ن من ن ي‬ ‫ردون برها ذ‬
‫خذلن«‪.‬‬ ‫وبالله تعالى نعوذ من ال ت‬
‫ثم ل يمكن أن يأتينا حصصديث صصصحيح الظصصاهر ل نجصصد لصصه أي‬
‫علة‪ ،‬ثم يكون في واقع المصصر بصصاطل ا موضصصوعاا‪ .‬قصصال ابصصن‬
‫حصصزما )‪» :(127|1‬إننصصا قصصد أمنصصا ‪-‬وللصصه الحمصصد‪ -‬أن تكصصون‬
‫شريعة أمر بها رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم ‪ ،‬أو‬
‫دب إليها‪ ،‬أو فعععلها ‪-‬عليه السلما‪ ،-‬فتضصصيع ولصصم تبلصصغ إلصصى‬ ‫نع ع‬
‫ل الثقصصةت عصصن الثقصصة‪ ،‬حصصتى‬ ‫ر‪ ،‬أو بنقصص ت‬‫وات ر ذ‬
‫أحد من أمته‪ :‬إما بت ع ع‬
‫من حصصا أيضصصا ا قطعصصا ا أن‬ ‫ت عسبلغع إليه صلى اللصصه عليصصه وسصصلم ‪ .‬وأ ت‬
‫جة بنقلصصه مصصن‬ ‫ح ح‬‫يكون الله تعالى ريفرتد ر بنقلها من ل تقوما ال ر‬
‫ة يخطىصصء فيهصصا‬ ‫محنا أيضا ا قطعا ا أن تكون شصصريع ة‬ ‫الرعدول‪ .‬وأ ت‬
‫خط عتئُه فيه‪.‬‬ ‫ح بصحة ع‬ ‫ي واض ة‬ ‫ن جل ي‬‫راويها الثقة‪ ،‬و ل يأتي بيا ة‬
‫ثم إذا جاز للشيخ أن يفتي بمجصصرد رأيصصه وهصصواه‪ ،‬فلمصصاذا ل‬
‫يجوز لعلماء الفيزياء والرياضيات مثل ا أن يفتوا فصصي أمصصور‬
‫الدين؟ فصصإن قصصال "المتعقلصصون" لن علمصصاء الرياضصصيات ل‬
‫يعرفون شيئُا ا عن أصول الفقه والحديث‪ ،‬قلنا لهصصم طالمصصا‬
‫سصصنة‪ ،‬فمصصا فائصصدةا‬ ‫ب أو ر‬ ‫أنكم تفتصصون دون اسصصتناد ذ إلصصى كتصصا ذ‬
‫أصول الفقه والحديث إذاا؟ فإذا كان عندكم رأي في الدين‬
‫جل له‬ ‫ل ل من الكتاب ول من السنة‪ ،‬فكل عر ر‬ ‫ليس عليه دلي ة‬
‫آراء ليس لها دليل‪ .‬فإن زعمتم أن كل إنسان يحق لصصه أن‬
‫يفتي بالدين بغير علم ول دليل‪ ،‬صرتم أضل النصصاس كلهصصم‬
‫ك‬ ‫جيربوا ل عصص ع‬ ‫سصصت ع ت‬ ‫م يع س‬ ‫ن ل عصص س‬ ‫بنص القصصرآن‪ .‬قصصال اللصصه تعصصالى‪[ :‬فعصصإ ت س‬
‫ص‬ ‫عفاع سل عم أ عنما يتبعون أ عهسواعءهرم‪ .‬ومصصن أ ع‬
‫واه ر‬ ‫ع‬ ‫صص‬
‫ع‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫صص‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫صص‬ ‫م‬
‫ح‬ ‫م‬
‫ت‬ ‫ل‬ ‫صص‬
‫ض‬
‫ع‬ ‫س ع ع س‬ ‫ع‬ ‫س ح ع عحت ر ع‬
‫ما‬‫قصصصصوس ع‬ ‫دي ال س ع‬ ‫ه ل ي عهسصصصص ت‬ ‫ن الل حصصصص ع‬ ‫ه؟ إ ت ح‬‫ن الل حصصصص ت‬ ‫مصصصص ع‬ ‫ب تغعي سصصصصرت هرصصصصدىا ت‬
‫ظال تمين] )القصص‪ .(50:‬وقال كذلك‪[ :‬أ عفعرأ ع‬
‫خذ ع‬ ‫ن ات ح ع‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ع‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال ح ت ع‬
‫ع‬
‫معتهت وعقعل ستبصهت‬ ‫سص س‬ ‫م ع ععلصى ع‬ ‫خت ع ع‬ ‫عل سم ذ وع ع‬
‫ه ع ععلى ت‬ ‫ه الل ح ر‬
‫ضل ح ر‬‫واه ر وعأ ع‬ ‫ه هع ع‬‫إ تل عهع ر‬
‫ه؟ أ ععفل‬ ‫ن ب ععسصصد ت الل حصص ت‬ ‫م س‬ ‫ديهت ت‬ ‫ن ي عهس ت‬ ‫م س‬‫ةا؟ فع ع‬
‫شاوع ا‬ ‫صرتهت تغ ع‬ ‫ل ع ععلى ب ع ع‬ ‫جعع ع‬‫وع ع‬
‫ن] )الجاثصية‪ .(23:‬وقصصد نهصصى اللصصه أشصصد ي النهصصي عصصن‬ ‫ت عذ عك حررو ع‬
‫ن‬ ‫صص‬‫ع‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫صص‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫صصا‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫غ‬ ‫اتباع من يتبع هواه‪ ،‬فقال‪[ :‬ول تطع مصصن أ ع‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع ر ت س ع س‬
‫مصصرره ر فرررطصصا ا] )الكهصصف‪ :‬مصصن اليصصة‬ ‫كا ع‬
‫نأ س‬ ‫واه ر وع ع ع‬ ‫ذ تك سرتعنا عوات حب ععع هع ع‬
‫‪.(28‬‬
‫اللهم علم معاوية الحساب وقه العذاب‬
‫و أخرج البخاري أيضا ا بإسناد صحيح في تاريخه الكبير )‪|5‬‬
‫‪ (240‬و الطبراني في مسند الشاميين )‪ :(190|1‬قال أبو‬
‫مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عصصن ربيعصصة بصصن يزيصصد عصصن‬
‫عبد الرحمن بصن أب ي عميصرةا –وكصان مصن أصصحاب النصبي‬
‫صلى اللصصه عليصصه وسصصلم – عصصن النصصبي قصصال‪» :‬اللهصصم علصصم‬
‫معاويصصة الحسصصاب و قتصصهت العصصذاب«‪ .‬و زيصصادةا »وكصصان مصصن‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم « عند الطبراني هي‬
‫قول سعيد التنوخي كما يظهر في تالي تلخيص المتشابه )‬
‫‪ .(539|2‬وهذا السناد الصحيح سبق الكلما عنه آنفاا‪ .‬وهو‬
‫حديث مشهور له طرق و شواهد كثيرةا مرسلة أو متصصصلة‬
‫تقويه وتثبت أنه ليس فيه تفرد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الشاهد الول‪ :‬أخرجصصه المصصاما أحمصصد فصصي مسصصنده )‪|4‬‬
‫‪ (127‬و الطبراني في معجمه الكبير )‪ (251|18‬و غيرهم‬
‫من طرق عن معاوية بن صالح عن يونس بصصن سصصيف عصصن‬
‫الحارثّ بن زياد عن أبي رهم السمعي عصصن العربصصاض بصصن‬
‫سارية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى اللصصه‬
‫عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور فصصي شصصهر رمضصصان‪:‬‬
‫»هلموا إلى الغذاء المبصصارك«‪ .‬ثصصم سصصمعته يقصصول »اللهصصم‬
‫علم معاوية الكتاب والحساب وقه العصصذاب«‪ .‬وقصصد أخصصرج‬
‫الجزء الول منه أبصصو داود )‪ (303|2‬والنسصصائي )‪ .(79|2‬و‬
‫الحديث كامل ا قد صححه إماما الئمة إبن خزيمة )‪(214|3‬‬
‫و ابن حبان )‪.(191|16‬‬
‫معاويصصة بصصن صصصالح الحضصصرمي الحمصصصي‪ :‬وثقصصه أكصصثرهم‬
‫كأحمد و النسائي والعجلي وابن معين وابصصن مهصصدي وأبصصي‬
‫زرعة‪ .‬التهصصذيب )‪ .(189|10‬و يصصونس بصصن سصصيف‪ :‬ثقصصة بل‬
‫خلف‪ .‬تهذيب الكمال )‪ (510|32‬و تهذيب التهصصذيب )‪|11‬‬
‫‪ .(387‬و الحارثّ بن زيصصاد ذكصصره ابصصن حبصصان فصصي الثقصصات‪.‬‬
‫التهذيب )‪ .(123|2‬و أبصصو رهصصم السصصمعي هصصو أحصصزاب بصصن‬
‫أسيد‪ :‬ثقة مخضرما‪.‬‬
‫ت أبصصا عبصصد‬‫مهن يصصا‪ ،‬سصصأل ر‬
‫قال الخلل في العلل )‪ :(141‬قال ر‬
‫الله )أحمد بن حنبل( عن حصصديث معاويصصة بصصن صصصالح‪ ،‬عصصن‬
‫يونس بن سيف‪ ،‬عن الحارثّ بن زياد‪ ،‬عن أبي ررهصصم‪ ،‬عصصن‬
‫ي صصصلى اللصصه عليصصه‬ ‫العرباض بن سارية‪ ،‬قصصال‪ :‬دعانصصا النصصب ص‬
‫وسلم إلى العغداء المبارك‪ ،‬وسمعرته يقول‪" :‬اللهصصم عيلمصصه‬
‫‪-‬يعني معاوية‪ -‬الكتصصاب والحسصصاب‪ ،‬وقتصصهت العصصذاب"‪ .‬فقصصال‬
‫دثناه عبصد الرحمصن بصن مهصدي‪،‬‬ ‫)أحمد بن حنبل(‪» :‬نعم‪ ،‬ح ي‬
‫ت‪» :‬إن الكصصوفيين ل يصصذكرون‬ ‫عن معاوية بن صصصالح«‪ .‬قلصص ر‬
‫هصصذا‪" :‬عل يمصصه الكتصصاب والحسصصاب وقتصصهت العصصذاب"‪ ،‬قعط ععصصوا‬
‫كره‪ .‬ولصصم‬ ‫منه؟«‪ .‬قصصال أحمصصد‪» :‬كصصان عبصصد الرحمصصن ل يصصذ ر‬
‫يذك رسره إل فيما بيني وبيعنه«‪ .‬أقول‪ :‬وهصصذا نصصص عزيصصز‪ ،‬فيصصه‬
‫بيان موقف العراقيين من التحديث بمثل هذا‪ ،‬ومحصصاولتهم‬
‫كتمان الحديث لمجرد أن فيه بيصصان فضصصل لمعاويصصة رضصصي‬
‫الله عنه‪.‬‬
‫الشتتاهد الثتتاني‪ :‬أخرجصصه المصصاما أحمصصد فصصي فضصصائل‬
‫الصحابة )‪ (915|2‬و الطصصبراني فصصي معجمصصه الكصصبير )‪|19‬‬
‫‪ (439‬و غيرهم عن جماعة عن أبي هلل حصصدثنا جبلصصة بصصن‬
‫عطية عن مسلمة بن مخلد –أو عن رجل عن مسلمة بصصن‬
‫مخلد– أنه رأى معاوية يأكل فقال لعمصصرو بصصن العصصاص‪ :‬إن‬
‫ابن عمصصك هصصذا المخضصصد‪ .‬مصصا إنصصي أقصصول ذا وقصصد سصصمعت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسصصلم يقصصول‪» :‬اللهصصم علمصصه‬
‫الكتاب ومكن له في البلد وقه العذاب«‪.‬‬
‫أبو هلل الراسبي اسمه محمد بن سليم البصري‪ :‬صصصدوق‬
‫فيه لين‪ .‬التهذيب )‪ .(173|9‬وهو حديث مرسل لن جبلصصة‬
‫بصصن عطيصصة لصصم يلصصق مسصصلمة بصصن مخلصصد‪ ،‬بصصل بينهمصصا رجصصل‬
‫مجهول نسي اسمه أبصصو هلل‪ .‬قصال الحصصافظ الصصذهبي فصي‬
‫سير أعلما النبلء )‪ (125|3‬عن هذا الحديث‪» :‬فيصصه رجصصل‬
‫عروةا‬‫مجهول‪ .‬وجاء نحوه من مراسيل الزهري ومراسيل ر‬
‫بن رروعسيم وحريز بن عثمان«‪.‬‬
‫ورواه الماما أحمد فصصي فضصصائل الصصصحابة )‪ (913|2‬بسصصند‬
‫ل‪ .‬قصصال اللبصصاني‪» :‬وهصصذا‬‫عبيصصد مرسصص ا‬‫شريح بن ر‬‫صحيح عن ر‬
‫إسناد شامي مرسل صحيح‪ ،‬رجاله ثقات«‪ .‬ورواه الحسن‬
‫بن عرفة في جزئه )‪ (66‬ومن طريقصصه ابصصن عسصصاكر )‪|59‬‬
‫حصصبي مرسصص ا‬
‫ل‪.‬‬ ‫حرتيصصز بصصن عثمصصان الحر ع‬
‫‪ (79‬بسند صحيح عن ع‬
‫قال اللباني‪» :‬وهذا أيضا إسناد شصصامي مرسصصل صصصحيح«‪.‬‬
‫ورواه ابن عساكر )‪ (85|59‬بسند صصحيح عصن ريصورنس بصن‬
‫حل سعبس مرس ا‬
‫ل‪.‬‬ ‫سرةا بن ع‬‫مي س ع‬
‫ع‬
‫قلت‪ :‬وقد علمنا مصصن شصصرط المصصاما الشصصافعي فصصي قبصصول‬
‫المرسل )كما نص في الرسالة ص ‪ (461‬أنه لو جصصاء مصصن‬
‫وجه آخر دون أن يأتي ما يعارضه‪ ،‬فهو صحيح‪ .‬فكيف وقد‬
‫مسندا ا عن صحابيحصين؟‬ ‫جاءنا هنا ر‬
‫الشاهد الثالث‪ :‬أخرج الماما أحمد في فضائل الصصصحابة‬
‫)‪ :(914|2‬حدثنا أبو المغيرةا ثنا صفوان قال حدثني شريح‬
‫بصصن عبيصصد أن رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم دعصصا‬
‫لمعاوية بن أبي سفيان‪» :‬اللهم علمصصه الكتصصاب والحسصصاب‬
‫وقه العذاب«‪.‬‬
‫هذا حديث مرسل قوي‪ :‬شريح بن عبيد تابعي متفق علصصى‬
‫توثيقه‪ ،‬سمع من معاوية كما نصصص البخصصاري‪ .‬التهصصذيب )‪|4‬‬
‫‪ .(288‬صفوان بصصن عمصصرو بصصن هصصرما متفصصق علصصى تصصوثيقه‪.‬‬
‫التهصصذيب )‪ .(376|4‬أبصصو المغيصصرةا هصصو عبصصد القصصدوس بصصن‬
‫الحجاج ثقة كذلك )‪.(329|6‬‬
‫ل أشبع الله بطنه‬
‫وروى مسلم من حديث ابن عباس قصصال‪ :‬كنصصت ألعصصب مصصع‬
‫الصصصبيان فجصصاء رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم صصص‬
‫فتواريت خلف باب‪ .‬فجاء فحطأني حطأةا وقصصال‪» :‬اذهصصب‬
‫وادع لي معاوية«‪ .‬قال‪ :‬فجئُت فقلت هو يأكصصل‪ .‬قصصال‪ :‬ثصصم‬
‫قال ل‪» :‬اذهب فادع لي معاوية«‪ .‬قال‪ :‬فجئُت فقلت‪ :‬هو‬
‫يأكل‪ ،‬فقال‪» :‬ل اشبع اللصصه بطنصصه«‪ .‬وفصصي الحصصديث تأكيصصد‬
‫لصحبة معاوية رضي الله عنه و بأنه من كتاب رسول اللصصه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ .‬و ليس فصصي الحصصديث مصصا يثبصصت أن‬
‫ابن العباس رضي الله عنصصه –وقصصد كصصان طفل ا آنصصذاك– قصصد‬
‫أخبر معاوية رضي الله عنه بصصأن رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه‬
‫عليه وسلم يريده‪ ،‬بل ريفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده‬
‫يأكل فعاد لرسول الله صصصلى اللصه عليصصه وسصلم ليخصصبره‪.‬‬
‫دقون؟! و فصصي الحصصديث‬ ‫فأين الذما هنصصا كمصصا يزعصصم المتشصص ي‬
‫إشارةا إلى البركة الصصتي سصصينالها معاويصصة مصصن إجابصصة دعصصاء‬
‫النصصبي صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم ‪ .‬إذ فيهصصا تكصصثير المصصوال‬
‫والخيرات له رضي الله عنه‪ .‬فل أشبع الله بطنك‪ ،‬تتضصصمن‬
‫ما يشبع البطصصن‬ ‫أن الله سيرزقك رزقا ا طيبا ا مباركا ا يزيد ع ي‬
‫مهما أكلت منه‪ .‬و قد كانت تصصأتيه –رضصصي اللصصه عنصصه– فصصي‬
‫خلفته صنوف الطيبات التي أغدقت على المصصة كمصصا ذكصصر‬
‫إبن عساكر في تاريخ دمشق‪.‬‬
‫هذا مع العلم أن الحديث هذا فيصصه ضصصعف فصصي إسصصناده‪ .‬إذ‬
‫تفرد به عمران بن أبي عطاء السدي أبو حمصصزةا القصصصاب‬
‫الواسطي و هو ضعيف‪ .‬قصصال أبصصو زرعصصة‪» :‬بصصصري ليصصن«‪.‬‬
‫وقال أبو حاتم والنسائي‪» :‬ليس بالقوي«‪ .‬وقصصال الجصصري‬
‫عن أبي داود‪» :‬يقال له عمران الحلب‪ :‬ليس بصصذاك‪ ،‬وهصصو‬
‫ضعيف«‪) .‬التهذيب ‪ .(120|8‬فهذا حديث ل تقوما به حجة‪،‬‬
‫حتى لو أخرجه مسلم‪ ،‬فقد أخصصرج عصصن عكرمصصة بصصن عمصصار‬
‫حديثا ا فيه غلط فاحش عن فضائل أبي سفيان صلى اللصصه‬
‫عليه وسلم ‪ .‬وعكرمة أحسن من القصصصاب هصصذا‪ .‬و لسصصت‬
‫أول من ضعف هذا الحديث‪ ،‬فقد قال العقيلي في ضعفائه‬
‫)‪ (299|3‬عن حديث القصاب هذا‪» :‬ل يتابع علصصى حصصديثه‪،‬‬
‫ول ريعرف إل به«‪.‬‬
‫وعلى أية حال فلمعاوية صلى اللصصه عليصصه وسصصلم فضصصائل‬
‫أخصصرى غيصصر هصصذا الحصصديث‪ ،‬وفصصي الصصصحيح مصصا يغنصصي عصصن‬
‫الضعيف‪ .‬وفي أي حال فهذا ل ينفي أن معاوية رضي الله‬
‫عنه كان من كتاب الصصوحي‪ ،‬بصصل أثبصصت ذلصصك إمصصاما الحصصديث‬
‫أحمد بن حنبل وأمر بهجر من يجحد بتلك الحقيقة‪ .‬و لذلك‬
‫ل الماما أحمد بن حنبل‪» :‬مصصا تقصصول –رحمصصك‬ ‫ما سأل رج ة‬
‫ل ي‬
‫الله– فيمصصن قصصال‪ :‬ل أقصصول إن معاويصصة كصصاتب الصصوحي‪ ،‬ول‬
‫صصصباا؟«‪.‬‬
‫سصصيف غ س‬ ‫أقول أنه خال المصصؤمنين‪ ،‬فصصإنه أخصصذها بال ح‬
‫قال الماما أحمد‪» :‬هذا قول سوذء رديصصء‪ .‬يجصصانبون هصصؤلء‬
‫القصصوما‪ ،‬و ل يجالسصصون‪ ،‬و نصصبيين أمرهصصم للنصصاس«‪ .‬السصصنة‬
‫للخلل )‪ .(434|2‬إسناده صحيح‪ .‬ومن المعلصصوما أيضصصا ا أن‬
‫الماما أحمد لم ينفرد بأي قول من القصصوال أو العتقصصادات‬
‫دون من سصصبقه‪ ،‬كيصصف وهصصو القائصصل »إيصصاك أن تتكلصصم فصصي‬
‫مسألة ليس لك فيها إماما«؟!‪.‬‬
‫أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا‬
‫أخرج البخاري –رحمه الله– في صحيحه من طريصصق أنصصس‬
‫بن مالك عن خالته أما حراما بنت ملحان قالت‪ :‬نصصاما النصصبي‬
‫صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم يومصصا ا قريبصصا ا منصصي‪ ،‬ثصصم اسصصتيقظ‬
‫يبتسصصم‪ ،‬فقلصصت‪ :‬مصصا أضصصحكك؟ قصصال‪» :‬أنصصاس مصصن أمصصتي‬
‫ي يركبصصون هصصذا البحصصر الخضصصر كصصالملوك علصصى‬ ‫عرضوا عل ي‬
‫السرةا«‪ .‬قالت‪ :‬فادع الله أن يجعلني منهم‪ .‬فدعا لها‪ ،‬ثم‬
‫نصصاما الثانيصصة‪ ،‬ففعصصل مثلهصصا‪ ،‬فقصصالت قولهصصا‪ ،‬فأجابهصصا مثلهصصا‪،‬‬
‫فقصصالت‪ :‬ادع اللصصه أن يجعلنصصي منهصصم‪ ،‬فقصصال‪» :‬أنصصت مصصن‬
‫الولين«‪ .‬فخرجت مع زوجها عبادةا بن الصامت غازيا ا أول‬
‫ما ركب المسلمون البحر مع معاوية‪ ،‬فلمصصا انصصصرفوا مصصن‬
‫قيربت إليها دابصصة لتركبهصصا‪،‬‬‫غزوتهم قافلين‪ ،‬فنزلوا الشاما‪ ،‬فع ر‬
‫فصرعتها فماتت‪ .‬البخاري مع الفتح )‪.(22|6‬‬
‫قال ابن حجر معلقا ا على رؤيا رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪» :‬قوله‪ " :‬ناس مصصن أمصصتي عرضصصوا علصصي غصصزاةا‪"..‬‬
‫يشعر بأن ضحكه كان إعجابا ا بهم‪ ،‬وفرحا ا لما رأى لهم من‬
‫المنزلة الرفيعة«‪.‬‬
‫وأخرج البخصصاري أيضصصا ا مصصن طريصصق أما حصصراما بنصصت ملحصصان‬
‫رضي الله عنه قالت‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقصصول‪» :‬أول جيصصش مصصن أمصصتي يغصصزون البحصصر قصصد‬
‫أوجبوا«‪ .‬قالت أما حراما‪ :‬قلت‪ :‬يا رسصصول اللصصه أنصصا فيهصصم؟‬
‫قال‪» :‬أنت فيهم«‪ .‬ثم قال النبي صلى الله عليه وسصصلم ‪:‬‬
‫»أول جيصصصش مصصصن أمصصصتي يغصصصزون مدينصصصة قيصصصصر )أي‬
‫القسطنطينية( مغفور لهم«‪ .‬فقلت‪ :‬أنصصا فيهصصم يصصا رسصصول‬
‫الله؟ قصصال‪» :‬ل«‪ .‬البخصصاري مصصع الفتصصح )‪ .(22|6‬ومسصصلم )‬
‫‪.(57|13‬‬
‫ومعنى أوجبوا‪ :‬أي فعلوا فعل ا وجبت لهم بصصه الجنصصة‪ .‬قصصاله‬
‫ابن حجر في الفتح )‪ .(121|6‬قال المهلب بصصن أحمصصد بصصن‬
‫أبي صفرةا السدي الندلسي )ت ‪435‬هص( معلقا ا على هذا‬
‫الحديث‪» :‬في هذا الحصديث منقبصة لمعاويصة لنصه أول مصن‬
‫غزا البحصصر«‪ .‬انظصصر الفتصصح )‪ .(120|6‬قلصصت ومصصن المتفصصق‬
‫عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرةا قبرص كان‬
‫في سنة )‪27‬هص( في إمارةا معاوية رضصصي اللصصه عنصصه علصصى‬
‫الشاما‪ ،‬أثناء خلفة عثمصصان رضصصي اللصصه عنصصه‪ .‬انظصصر تاريصصخ‬
‫الطبري )‪ (258|4‬و تاريخ السصصلما للصصذهبي عهصصد الخلفصصاء‬
‫الراشدين )ص ‪ .(317‬وكذلك غزو القسطنطنية كصصان فصصي‬
‫منتصف عهده‪.‬‬
‫قصصال إبصصن كصصثير‪» :‬و قصصد كصصان يزيصصد أول مصصن غصصزى مدينصصة‬
‫قسطنطينية في سنة تسذع و أربعين في قول يعقصصوب بصصن‬
‫ج‬
‫م حصص ي‬‫سفيان‪ ،‬و قال خليفصصة بصصن خيصصاط سصصنة خمسصصين‪ .‬ثصص ي‬
‫بالناس في تلك السنة بعد مرجعصصه مصصن هصصذه الغصصزوةا مصصن‬
‫أرض الروما‪ .‬و قد ثبت في الحديث أن رسول اللصصه صصصلى‬
‫اللصصه عليصصه وسصصلم قصصال‪" :‬أول جيصصش يغصصزو مدينصصة قيصصصر‬
‫مغفور لهم"‪ .‬و هو الجيصصش الثصصاني الصصذي رآه رسصصول اللصصه‬
‫حصصعراما فقصصالت‪:‬‬ ‫ما ت‬
‫صلى الله عليه وسلم فصصي منصصامه عنصصد أ ي‬
‫"ادع الله أن يجعلني منهم"‪ .‬فقصصال‪" :‬أنصصت مصصن اليوليصصن"‪،‬‬
‫يعنى جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سصصبع‬
‫و عشرين أياما عثمان بن عفان‪ .‬و كصصانت معهصصم أما حصصراما‬
‫فماتت هنالك بقبرص‪ .‬ثم كصصان أميصصر الجيصصش الثصصاني ابنصصه‬
‫حصصعراما ذ جيصصش يزيصصد هصصذا‪ ،‬و‬
‫ما ع‬
‫يزيد بن معاوية‪ ،‬و لم رتدترك أ ح‬
‫هذا من أعظم دلئل النبوةا«‪.‬‬
‫إن وليت أمرا ا فاتق الله واعدل‬
‫أخرج أبو يعلى في مسصصنده )‪ :(370|13‬حصصدثنا سصصويد بصصن‬
‫سعيد حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد عن جصصده سصصعيد بصصن‬
‫عمرو بن العاص عن معاوية قال‪ :‬قال رسول اللصصه صصصلى‬
‫الله عليه وسلم ‪» :‬توضؤوا«‪ .‬قصصال فلمصصا توضصصأ نظصصر إلصصي‬
‫فقال‪» :‬يا معاوية‪ ،‬إن وليت أمرا فاتق الله واعدل«‪ .‬قصصال‬
‫فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسصصول اللصصه صصصلى‬
‫الله عليه وسلم حتى ويليت«‪.‬‬
‫قال الحافظ إبن حجر في الصابة‪» :‬سويد بن سصصعيد فيصصه‬
‫مقال‪ ،‬و قد أخرجه البيهقي في الصصدلئل مصصن وجصصه آخصصر«‪.‬‬
‫قلت سويد بن سعيد ثقة شيخ مسصصلم‪ ،‬لكنصصه عمصصي فقبصصل‬
‫التلقين فحدثّ بالمناكير‪ .‬لكنه قصصد توبصصع مصصن عصصدةا وجصصوه‪،‬‬
‫مما يثبت أنصصه حصدثّ قبصصل أن يعمصى أو أنصصه ثبصصت فصي هصصذا‬
‫الحديث‪.‬‬
‫أخرج أحمد بصصن حنبصصل فصصي مسصصنده )‪ :(101|4‬حصصدثنا روح‬
‫قال ثنا أبو أمية عمرو بصصن يحيصصى بصصن سصصعيد قصصال سصصمعت‬
‫جدي يحدثّ أن معاوية أخصصذ الداوةا بعصصد أبصصي هريصصرةا يتبصصع‬
‫رسول اللصصه صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم بهصصا‪ ،‬واشصصتكى أبصصو‬
‫هريرةا‪ .‬فبينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسصصلم‬
‫‪ ،‬رفع رأسصصه إليصصه مصصرةا أو مرتيصصن فقصصال‪» :‬يصصا معاويصصة‪ ،‬إن‬
‫وليت أمرا ا فاتق الله عز وجل واعدل«‪ .‬قال‪» :‬فمصصا زلصصت‬
‫أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ‪،‬‬
‫حتى ابتليت«‪.‬‬
‫هذا إسناد صحيح على شرط الشصصيخين‪ .‬عمصصرو بصصن يحيصصى‬
‫بن سعيد بن عمصرو بصن سصعيد بصن العصاص المصوي‪ :‬وثقصه‬
‫الدارقطني وغيره‪ ،‬وروى عنه البخاري‪ ،‬ولم يجرحصصه أحصصد‪.‬‬
‫ده وثقه أبو حاتم وأبو زرعة‬ ‫تهذيب التهذيب )‪ .(104|8‬وج ي‬
‫والنسائي‪ .‬تهذيب التهذيب )‪ .(60|4‬روح بصصن عبصصادةا‪ :‬ثقصصة‬
‫كثير الحديث‪ .‬التهذيب )‪.(253|3‬‬
‫شبهة أن المحدثين الوئل ضعفوا هذه الحأاديث‬
‫من الخطاء التي وقع بهصصا عصصدد مصصن العلمصصاء‪ ،‬تصصوهمهم أن‬
‫المتقدمين لم يصصصححوا شصصيئُا ا مصن هصصذه الحصصاديث‪ .‬و هصذا‬
‫خطأ بين واضح‪ .‬وقصد سصصبق وذكرنصصا عصصدد مصصن المتقصصدمين‬
‫ممن صححوا عددا كبيرا من الحاديث في فضائل معاوية‪.‬‬
‫ولعصصل سصصبب خطصصأهم هصصذا تصصوهمهم أن جمعصصا ا مصصن أئمصصة‬
‫السلف –رحمهم الله– لم يصححوا تلك الحاديث‪ .‬وسصصنرد‬
‫على هذه الشبهات بالتفصيل فيما يأتي بعون الله‪:‬‬
‫‪ –1‬وأما ما يتشدق به البعض من نقلهصصم عصصن إسصصحاق بصصن‬
‫راهويه أنه قال‪» :‬ل يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في فضل معاوية شصصيء«‪ .‬فهصصذا القصصول عصصن ابصصن راهصصويه‬
‫باطل ولم يثبت عنه‪ .‬فقد أخصصرج الحصصاكم كمصصا فصصي السصصير‬
‫للصصذهبي )‪ (132|3‬والفوائصصد المجموعصصة للشصصوكاني )ص‬
‫‪ (407‬عن الصم –أبي العباس محمد بن يعقوب الصصصم–‬
‫حدثنا أبصصي‪ ،‬سصصمعت ابصصن راهصصويه فصصذكره‪ .‬و فصصي الفوائصصد‪:‬‬
‫سقطت »حصصدثنا أبصصي«‪ ،‬و الصصصم )ولصصد عصصاما ‪247‬هصصص( لصصم‬
‫يسمع من ابن راهويه )توفي عصاما ‪238‬هصص(‪ .‬فيكصون الثصر‬
‫منقطعا ا إن لم تكن ثابتة‪.‬‬
‫ويعقوب بن يوسف بن معقصصل أبصصو الفضصصل النيسصصابوري –‬
‫والد الصم– لصصم يصصوثقه أحصصد! فقصصد ترجمصصة الخطيصصب فصصي‬
‫تاريخه )‪ (286|14‬فما زاد على قوله‪ 7582» :‬يعقوب بن‬
‫يوسف بن معقل أبو الفضل النيسابوري قدما بغداد وحدثّ‬
‫بها عن إسحاق بن راهويه روى عنه محمد بن مخلد«‪ .‬ولم‬
‫ل‪ ،‬وله ذكصصر فصصي ترجمصصة ابنصصه مصصن‬ ‫يذكر فيه جرحا ا ول تعدي ا‬
‫السير )‪ (453|15‬ولم يذكر فيصصه الصصذهبي أيضصصا ا جرحصصا ا ول‬
‫ل‪ ،‬وذكر في الرواةا عنه عبد الرحمصصن بصصن أبصصي حصصاتم‪،‬‬ ‫تعدي ا‬
‫ولم أجده في الجرح والتعديل‪ ،‬ول في الثقات لبن حبصصان‪.‬‬
‫و بهذا فإن هذا القول ضصصعيف لصصم يثبصصت عصصن إسصصحاق بصصن‬
‫راهويه رحمه الله‪ .‬وحاشى الماما إسحاق من ذلك القول‪.‬‬
‫ولنفرض جدل ا أن والد الصم كان ثقة )مع أنصصه ليصصس فيصصه‬
‫توثيق(‪ ،‬فما قوةا هذا القول؟ وما المقصصصود منصصه؟ فعنصصدما‬
‫نقل الماما الترمذي عن شيخه الماما البخاري إنكاره على‬
‫من يرفض الستشهاد بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪،‬‬
‫فإن الحافظ الذهبي نسب الماما الترمذي للصصوهم ورفصصض‬
‫تلك المقولة‪ .‬علمصصا ا أن الترمصصذي ينقصصل عصصن شصصيخه الصصذي‬
‫لزمه مصصدةا طويلصصة‪ ،‬والترمصصذي هصصو مصصا عليصصه مصصن الحفصصظ‬
‫والفهصصم والنباهصصة‪ .‬فمصصا قيمصصة عبصصارةا باطلصصة ينقلهصصا رجصصل‬
‫مجهول الحال كوالد الصم؟‬
‫‪ –2‬وأما الشبهة الثانية وهي ما يشصصاع أن المصصاما البخصصاري‬
‫لم يجد في فضائل معاويصصة شصصيء‪ ،‬فقصصد أجصصاب عنهصصا ابصصن‬
‫حجر بقوله‪» :‬إن كان المراد أنه لم يصح منها شصيء وفصصق‬
‫شصصرطه –أي شصصرط البخصصاري– فصصأكثر الصصصحابة كصصذلك«‪.‬‬
‫انظر‪ :‬تطهير الجنان عن التفصصوه بثلصصب سصصيدنا معاويصصة بصصن‬
‫أبي سفيان )ص ‪ .(11‬ولكنه أخصصرج فصي صصحيحه وتصاريخه‬
‫أحاديث صحيحة في فضائل معاوية رضي الله عنه‪.‬‬
‫وأما أن الماما البخاري عيبر في ترجمة معاوية رضصي اللصه‬
‫عنه بقوله‪» :‬باب ذكر معاوية رضي الله عنصصه«‪ ،‬ولصصم يقصصل‬
‫فضصصيلة ول منقبصصة‪ .‬فصصإن المصصاما البخصصاري كصصذلك عب يصصر فصصي‬
‫ترجمة عبد الله بن عباس رضصصي اللصصه عنصصه بقصصوله‪» :‬بصصاب‬
‫ذكر ابن عباس رضي اللصصه عنهمصصا«‪ ،‬ولصصم يقصصل فضصصيلة ول‬
‫منقبة‪ .‬علما ا أنه أخرج فيه قصصول رسصصول اللصصه صصصلى اللصصه‬
‫عليه وسلم ‪» :‬اللهم علمه الحكمة«‪ .‬وهذا ل يختلف عاقل‬
‫أنه فضيلة عظيمة لبن عباس رضي الله عنه‪ .‬فهصصل يفهصصم‬
‫أحد مصصن ذلصك أن عبصصد اللصصه بصصن عبصصاس ومعاويصصة بصصن أبصصي‬
‫سفيان –رضي الله عنهم جميعا ا– ليس لهم فضائل؟! هصصذا‬
‫والله عين التهور‪.‬‬
‫‪ –3‬والشصصبهة الثالثصصة زعمهصصم أن النسصصائي –رحمصصه اللصصه–‬
‫ف كل الحاديث التي في فضصصل معاويصصة‪ .‬ونقصصول لهصصم‬ ‫ضعح ع‬
‫هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين‪ .‬وقد بينصصا فصصي كلمنصصا عصصن‬
‫تشيع النسائي أن هذا خطأ‪.‬‬
‫‪ –4‬وشصصبهتهم الرابعصصة هصصي أن الحصصاكم لصصم يخصصرج فصصي‬
‫مسصصتدركه شصصيئُا ا فصصي فضصصائل معاويصصة مصصع مصصا عصصرف عنصصه‬
‫تساهله في التصصصحيح‪ .‬ونقصصول هصصاتوا برهصصانكم أن الحصصاكم‬
‫يضيعف الحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل معاويصصة‬
‫رضي الله عنه‪ .‬فهل ترك الحاكم لحديث يعني ضعف ذلك‬
‫الحديث؟ وقد بينا فصصي كلمنصصا عصصن تشصصيع الحصصاكم أن هصصذا‬
‫خط أ‪ .‬فهصو لصم يضصيعف الحصديث‪ ،‬لكصن قلبصه لصم يط اوعه‬
‫بسبب تشيعه‪ ،‬فآثر السكوت عن معاوية رض ي الل ه عن ه‪.‬‬
‫لكنصصه روى الحصصديث عنصصه وصصصححه علصصى شصصرط الشصصيخان‬
‫وترضى عنه‪.‬‬
‫‪ –5‬ولعل أطرف شبهاتهم هي المقولصصة المنسصصوبة للمصصاما‬
‫أحمد ب ن حنب ل‪ .‬فق د أخ رج اب ن الج وزي م ن طري ق عب د‬
‫الله بن أحمد بن حنبصصل‪ :‬سصصألت أبصصي مصصا تقصصول فصصي علصصي‬
‫ومعاويصصة؟ فصصاطرق ثصصم قصصال‪» :‬اعلصصم أن عليصصا ا كصصان كصصثير‬
‫العداء‪ .‬ففتش أعداؤه له عيبا ا فلصصم يجصصدوا‪ .‬فعمصصدوا إلصصى‬
‫رجل قد حصاربه ف أطروه كيصادا ا منهصم لعلصي«‪ .‬قلصت هصذه‬
‫قصة عجيبة لم أقع على إسصصنادها‪ .‬وابصصن الجصصوزي صصصاحب‬
‫أوهاما كثيرةا‪ .‬فهو يحتج بروايات موضصصوعة‪ ،‬وربمصصا ينسصصب‬
‫إلى الوضع أحاديث صحيحة ربما أخرجها البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وقد ذكرنا في ترجمته أقوال العلماء فيه وأنه ل يعتد كثيرا ا‬
‫بنقله‪.‬‬
‫والقصة على أية حال ليس لهصصا علقصصة بموضصصوعنا‪ ،‬بصصل إن‬
‫ل‪ .‬فصإن المصاما أحمصد –علصى‬ ‫حشرها هنصا مصن الطصرف فع ا‬
‫فرض صحة القصة– قد أشار إلصصى أن أعصصداء علصصي رضصصي‬
‫الله عنه قد وضعوا أحاديث في فضائل معاوية رضي اللصصه‬
‫م بصصه‪ ،‬بصصل والعكصصس صصصحيح‬ ‫ف مسل ي ة‬
‫عنه‪ .‬وهذا شيء معرو ة‬
‫كذلك‪ .‬فقد وضع شيعة علي الكثير مصصن الحصصاديث فصصي ذما‬
‫معاوية‪ ،‬وكلها موضوعة‪ .‬ووضعوا الكثير الكثير في فضائل‬
‫علي أكثر بأضعاف مما وضع النواصب في فضائل معاوية‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو يعلى الخليلصصي فصصي كتصصاب "الرشصصاد" )‪|1‬‬
‫ت ما وضعه أهل الكوفصصة‬ ‫مل ر‬
‫‪» :(420‬قال بعض الحفاظ‪ :‬تأ ي‬
‫في فضائل علصصي وأهصصل بيتصصه‪ ،‬فصصزاد علصصى ثلثمئُصصة ألصصف«‪.‬‬
‫ما ابن القيصصم فصصي المنصصار المنيصصف )ص‬ ‫وعلق على هذا الما ر‬
‫‪» :(161‬ول تستبعد هذا‪ .‬فإنك لصصو تتبعصصت مصصا عنصصدهم مصصن‬
‫ذلك لوجدت المر كما قال«‪ .‬قلت ولعل العصصدد أكصصبر مصصن‬
‫هذا‪ ،‬لو راجعنا كتبهم‪ .‬فكان ماذا؟ هل نقول أنصصه لصصم يصصصح‬
‫في فضائل علي رضي الله عنه شيء لن أكصصثر مصصا يصصروى‬
‫في ذلك موضوع؟ سبحانك ربي‪ ،‬هصصذا بهتصصان عظيصصم‪ .‬ولصصو‬
‫كان أحمد يعتقد أن تلك الحصصاديث موضصصوعة لمصصا أخرجهصصا‬
‫في مسنده‪.‬‬
‫أما عقيدةا إماما أهل السنة والجماعة في عصره أحمد بصصن‬
‫حنبل فقد كصصانت واضصصحة جصصدا ا فصصي الترضصصي عصصن معاويصصة‬
‫رضي الله عنه والنكار علصصى مصصن يصصذمه‪ .‬قصصال الخلل فصصي‬
‫كتابه السنة )‪ :(460|2‬أخبرنا أبو بكر المروذي قال‪ :‬قيصصل‬
‫لبي عبد الله ونحن بالعسكر وقد جاء بعض رسل الخليفة‬
‫وهو يعقوب‪ ،‬فقال يا أبا عبد الله‪ ،‬ما تقول فيمصصا كصصان مصصن‬
‫علي ومعاوية رحمهما الله؟ فقال أبو عبد الله‪» :‬ما أقصصول‬
‫فيها إل الحسنى رحمهم الله أجمعين«‪ .‬إسصناده صصحيح‪ .‬و‬
‫قال الخلل في "السنة" )‪ :(654#‬أخبرني عبد الملك بن‬
‫عبد الحميد الميموني )ثقة فقيصصه( قصصال‪ :‬قلصصت لحمصصد بصصن‬
‫حنبل‪ :‬أليس قصال النصصبي صصصلى اللصه عليصصه وسصلم ‪» :‬كصل‬
‫صصصهر ونسصصب ينقطصصع إل صصصهري ونسصصبي؟«‪ .‬قصصال‪ :‬بلصصى!‬
‫قلت‪ :‬وهذه لمعاوية؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬له صهر ونسب«‪ ،‬قصصال‪:‬‬
‫وسمعت ابن حنبل يقول‪» :‬ما لهم ولمعاوية؟ نسصصأل اللصصه‬
‫العافية!«‪.‬‬
‫ة أحب أن أذكرها هنا‪ ،‬و هصصو أن‬ ‫و قد ذكر إبن عساكر لطيف ا‬
‫العبد الصالح عمر بن عبد العزيز قال‪» :‬رأيت رسول اللصصه‬
‫صلى الله عليه وسلم –أي في اليرؤيا–‪ ،‬و أبصصو بكصصر وعمصصر‬
‫ت‬‫جالسان عنده‪ ،‬فسلحصمت و جلست‪ .‬فقال لي‪» :‬إذا روليصيـ ع‬
‫من أمور الناس‪ ،‬فاعمل بعمل هذين‪ :‬أبصصي بكصصر و عمصصر«‪.‬‬
‫فبينا أنا جالس إذ أتي بعلي و معاوية‪ ،‬فأدخل بيتصصا ا و أجيصصف‬
‫عليهم الباب‪ ،‬و أنا أنظر‪ .‬فما كان بأسرع أن خصصرج علصصي و‬
‫ب الكعبة يا رسول الله«‪ .‬ثم مصصا‬ ‫ي لي و ر ص‬
‫ض ع‬‫هو يقول‪» :‬قر ت‬
‫فصعر لصصي و‬ ‫كان بأسرع من أن خرج معاوية و هو يقول‪ » :‬ر‬
‫غص ت‬
‫ب الكعبة يا رسول الله!«‪ .‬القصة أخرجهصصا ابصصن عسصصاكر‬ ‫ر ص‬
‫في تاريخه )‪ (140|59‬بسندين إلى ابن أبي عروبة‪ ،‬و هصصو‬
‫ثقة حافظ‪ .‬و قد جمعت الروايتين في قصة واحدةا‪ .‬كمصصا و‬
‫أن ابن أبي الدنيا أورد الرواية الثانية في المنامصصات )رقصصم‬
‫‪.(124‬‬
‫و بسبب ثبوت هذه الفضائل و غيرها عن السلف‪ ،‬فقد نهو‬
‫نهيا ا شديدا ا عن التكلم في معاوية رضصصي اللصصه عنصصه وبقيصصة‬
‫الصحابة‪ ،‬وعدوا ذلك من الكبائر‪ .‬قال الماما عبد اللصصه بصصن‬
‫حنصصة‪ ،‬فمصصن رأينصصاه‬ ‫م س‬
‫المبارك رحمه اللصصه‪» :‬معاويصصة عنصصدنا ت‬
‫ينظر إليه شصصعزرا ا اتهمنصصاه علصصى القصصوما«‪ ،‬يعنصصي الصصصحابة‪.‬‬
‫انظر البداية و النهاية لبن كثير )‪ .(139|8‬وقال الربيع بن‬
‫نافع الحلبي )‪241‬هص( رحمه الله‪» :‬معاوية سصصتةر لصصصحاب‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فإذا كشصصف الرجصصل السصصتر‬
‫اجترأ على ما وراءه«‪ .‬البداية و النهاية )‪.(139|8‬‬
‫وقد صدقوا في ذلك‪ ،‬فإنه ما من رجل يتجرأ ويطعصصن فصصي‬
‫معاوية رضي الله عنه إل تجصصرأ علصصى غيصصره مصصن الصصصحابة‬
‫رضوان الله عليهم‪ .‬وانظر هذا في أحوال الزيديصصة‪ :‬فصصإنهم‬
‫طعنوا في معاوية رضي الله عنه ثم تجصرءوا علصصى عثمصان‬
‫رضي الله عنه‪ ،‬ثم تكلموا في أبي بكر وعمصصر رضصصي اللصصه‬
‫عنهحتى صرح بكفرهما بعض الزيدية‪ .‬والسصصبب فصصي ذلصصك‬
‫أنه إذا تجرأ على معاوية رضصصي اللصصه عنصصه فصصإنه يكصصون قصصد‬
‫أزال هيبة الصحابة من قلبه فيقع فيهم‪ ،‬لنه ل يعلل كلمصصه‬
‫في معاوية بشيء إل ويلزمه مثل هذا في غيره‪ .‬فإن كصصان‬
‫الذي يتكلم فصي الصصصحابة يشصصتم معاويصصة رضصصي اللصصه عنصصه‬
‫ويتنقصه‪ ،‬فيقال له‪ :‬ما حملك على ذلك؟ فإن قصصال‪ :‬قتصصاله‬
‫لعلي رضي الله عنه‪ .‬فيقال له‪ :‬فيلزمك أن تشصصتم الزبيصصر‬
‫وطلحة وعائشة أما المؤمنين رضي الله عنه وغيرهصصم مصصن‬
‫الصحابة لنهم قاتلوا علياا‪ .‬فإن قال‪ :‬ولكن أولئُك اجتهصصدوا‬
‫في الخذ بثأر عثمان‪ .‬فيقال له‪ :‬ومعاوية ومن معه كذلك‪.‬‬
‫فصصإن قصصال‪ :‬ولكصصن الزبيصصر وطلحصصة وعائشصصة ونحصصوهم لهصصم‬
‫سوابق تدل علصصى فضصصلهم‪ .‬فيقصصال لصصه‪ :‬ولمعاويصصة سصصوابق‬
‫تدل على فضله‪ :‬فقد صحب النبي صلى الله عليه وسصصلم‬
‫وشهد له بالصحبة والفقصصه ابصصن عبصصاس –كمصصا فصصي صصصحيح‬
‫البخاري– الذي قاتل مع علي ضده‪ .‬وشهد مع النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم حنينصصا ا والطصصائف وتبصصوك‪ .‬وكتصصب الصصوحي‪.‬‬
‫ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيحي‬
‫إبن خزيمة و إبن حبان وتاريخ البخاري‪ .‬وصح أن الرسصصول‬
‫صلى الله عليه وسلم قال »أول جيش من أمصصتي يغصصزون‬
‫البحر قد أوجبوا« وكان هصصذا الغصصزو بقيصصادةا معاويصصة رضصصي‬
‫الله عنه‪ .‬وقد وله عمر وعثمان رضصصي اللصصه عنصصه الشصصاما‪.‬‬
‫وقد رضي الحسن بن علي رضي اللصصه عنصصه أن يتنصصازل لصصه‬
‫عن الخلفة‪ ،‬وأثنى الرسول صلى الله عليه وسصصلم علصصى‬
‫فعله ذلك بقوله »إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح بصصه‬
‫بين فئُتين من المسلمين«‪ ،‬كما في صصصحيح البخصصاري‪ .‬وإذا‬
‫ل‪ ،‬فهصصذا قصدح فصي‬ ‫كان معاوية رضصي اللصصه عنصه ليصس عصصد ا‬
‫الحسن رضي الله عنه الصصذي رضصصي أن يتصصولى المصصة غيصصر‬
‫عدل!! وفتحت كثير من المصار في وقته‪ .‬وتولى الخلفة‬
‫عشرين سنة كان فيهصصا ملكصصه ملصصك رحمصصة و عصصدل‪ .‬و قصصد‬
‫أطلنا في الكتاب الصصذهبي فصصي بيصصان اتفصصاق الئمصصة العلما‬
‫والمؤرخين من السنة على ذلك‪.‬‬
‫فإن قال‪ :‬ولكن معاوية ثبت عن بعض الصحابة أنهم كانوا‬
‫يتكلمون فيه‪ .‬فيقال له‪ :‬فيلزمك على هصصذا أن تتكلصصم فصصي‬
‫كثير من الصحابة‪ :‬فقد تكلم عمار في عثمصصان رضصصي اللصصه‬
‫عنهما‪ ،‬وتكلم العباس في علي رضي اللصصه عنهمصصا‪ ،‬وتكلصصم‬
‫سعد بن عبادةا في عمر بصصن الخطصصاب رضصصي اللصصه عنهمصصا‪،‬‬
‫وتكلم عمر في حاطب رضي الله عنهما‪ ،‬وتكلم أسصصيد بصصن‬
‫حضير في سعد بن عبادةا رضصي اللصه عنهمصصا‪ ،‬وكصصل هصؤلء‬
‫من السصصابقين الوليصصن رضصصي اللصصه عنهصصم‪ ،‬فصصإن كصصان كلما‬
‫أحدهم في الخر يبيح أن يتكلم فيه الخصصرون جصصاز الوقصصوع‬
‫فيهم كلهم كما هو دين الروافض قبحهم اللصصه‪ .‬فصصإن قصصال‪:‬‬
‫ولكن معاوية ثبت عنه بعض الخطاء‪ .‬فيقال له‪ :‬وثبت عن‬
‫غيره من الصحابة أيضا ا بعض الخطاء‪ ،‬فصصإن كصصان الوقصصوع‬
‫في الخطأ مبيحا ا للشتم فاشتم من وقع منهم في الخطصصأ‪.‬‬
‫فإن قصصال‪ :‬ولكصصن أخطصصاء أولئُصصك مغفصصورةا بجصصانب سصصبقهم‬
‫وفضلهم وجهادهم‪ .‬فيقصصال لصصه‪ :‬وأخطصصاء معاويصصة مغفصصورةا‬
‫بجانب سبقه وفضله وجهاده‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإذا تجرأ أحصصد علصصى‬
‫معاوية رضي الله عنه هان عليه غيره من الصصصحابة‪ ،‬وبصصدأ‬
‫يتكلم في الواحد منهم تلو الخر لطرد مذهبه الباطل‪.‬‬
‫و من هنا نقول كما قال السلف –رحمهم الله– أنه ل يجوز‬
‫في معاوية إل ذكر محاسنه وفضائله والكف عن مسصصاويه‪.‬‬
‫ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وصصصححه‬
‫ابن حبان والحاكم من حديث ابن عمر رضي اللصصه عنصصه أن‬
‫النصصبي صصصلى اللصصه عليصصه وسصصلم قصصال »اذكصصروا محاسصصن‬
‫موتاكم وكفوا عن مساويهم«‪.‬‬
‫وقد اقتصرنا في هذه الرسصصالة علصصى المرفصوع‪ .‬ولصو كتبنصصا‬
‫الحديث الموقوف في فضائل معاوية من أقصصوال الصصصحابة‬
‫و التابعين و أئمة السلما لضطررنا إلى تأليف كتاب كامل‬
‫عنه‪ .‬ففي الباب لعصصن الحسصصن لمصصن يلعصصن معاويصصة‪ .‬وثنصصاء‬
‫علصصي علصصى معاويصصة وإمصصارته‪ .‬ووصصصف إبصصن عبصصاس وأبصصي‬
‫الدرداء له بالفقه‪ .‬وقول إبصصن عمصصر أن معاويصصة أسصصود مصصن‬
‫عمر بن الخطاب نفسه‪ .‬و جلد عمر بن عبصصد العزيصصز لمصصن‬
‫تكلم على معاوية‪ .‬وتفضيل العمش له على عمر بن عبصصد‬
‫العزيز في عدله‪ ،‬وكذلك قريبا ا منه إبن المبارك‪ .‬وتفضصصيل‬
‫إبن العباس له على إبن الزبير فصصي أخلقصصه‪ .‬وقصصول قتصصادةا‬
‫عنه أنه المهدي‪ .‬وقول الزهري أن معاوية قد عمل سصصنين‬
‫بسيرةا عمر بن الخطاب‪ .‬بل وثناء عمر بن الخطصصاب عنصصه‬
‫جل بقطع رحمصصه‬ ‫في عدةا مواضع‪ .‬وأمر أحمد بن حنبل للر ر‬
‫وهجر خاله لمجرد أنه انتقص معاوية‪ .‬ومن لم يكفصصه قصصول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يكفيه شصصيء بعصصده‪.‬‬
‫هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أصحابه أجمعين‪.‬‬

You might also like