You are on page 1of 3

‫فألفاظه حسنا من الدر أضوأ‬ ‫كالم بديع في األساليب نظمه‬

‫اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد هللا كان ممتازا بين قومه بأخالق حميدة من‬
‫صدق الحديث واألمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده األمين‪،‬‬
‫وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم‪ ،‬وكان ال يشرب‬
‫يدره عليه عمله‬‫األشربة المسكرة‪ ،‬وال يحضر لألوثان عيدا ً وال احتفاالً‪ ،‬وكان يعيش ما ّ‬
‫من خير‪.‬‬
‫يقول ابن كثير‪ :‬كان الرسول صلى هللا عليه وسلم أعلم الخلق باهلل‪ ،‬وأفصح الخلق نطقاً‪،‬‬
‫وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس‪ ،‬وكان أشد الناس تواضعا ً في وقار إلى يوم الدين‪.‬‬
‫خوتِك‪،‬‬‫شرف أ ُ ّ‬
‫َ‬ ‫شوقك للقائِنا و َمنحنا‬
‫َ‬ ‫نتو ُق َ‬
‫إليك حبيبنا وقد اشتقت إلينا‪ ،‬فكيف ننسى‬
‫سألك‬
‫َ‬ ‫إحساس يتولّدُ بعد قراء ِتها يغمرنا بفيض ح ِبّك حين‬
‫ٌ‬ ‫"و ِددتُ أني لقيتُ إخواني"‬
‫تهتز له القلوب شوقا ً وتخفق بذكره طربا ً عن‬ ‫أصحابُ َك‪ :‬أوليس نحن أخوانك؟ ‪ .‬يا من ُّ‬
‫سطر؟ ُمحتارة هي أحرفي وحق لها أن تحتار‪ ،‬فكيف ألحرفٍ‬ ‫ماذا أتحدث بل عن ماذا أ ُ ّ‬
‫ب نحوك‪.‬‬ ‫قاصرة من سوء تقصيرها خجالً أن تبوح بما في القل ِ‬

‫وضناء للقلوب جالء‬ ‫فيه للنفس راحة من عناء‬

‫عندما نرى رسول هللا‪ ،‬هناك تجد راحة البال‪ .‬ال فرحة لمن ال َه ّم له‪ ،‬وال لذة لمن ال‬
‫صبر له‪ ،‬وال نعيم لمن ال شقاء له‪ ،‬وال راحة لمن ال تعب له‪ .‬ال شيء أجمل من ابتسامة‬
‫تكافح للظهور ما بين الدموع‪ .‬ما أجمل أن تكون شخصا ً كلما يذكرك اآلخرون‬
‫يبتسمون‪ .‬أي راحة نفسية وعالج للتوتر والضغوط ذلك الذي يملكه المؤمن بأن هناك‬
‫ربّا ً يرعاه بيده ملكوت السماوات واألرض‪ .‬أمره بين الكاف والنون‪ .‬أجمل ما في امرأة‬
‫شديدة األنوثة‪ ..‬هو نفحة من الذكورة‪ .‬دع المقادير تجري في أعنتها وال تبيتن ّإال خالي‬
‫البال‪ ..‬ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير هللا من حال الى حال‪ .‬ال راحة لك من الخلق‬
‫فارجع إلى الحق فهو أولى بك‪ .‬ال تستعجل األمور قبل أوانها فإنّها إن لم تكن لك أتعبت‬
‫نفسك وكشفت أطماعك‪ ،‬وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة مرتاح البال‪ .‬ليس في الدنيا‬
‫على الحقيقة لذة‪ ،‬إنّما هي راحة من مؤلم‪ .‬البيت المريح من أعظم مصادر السعادة‪،‬‬
‫ويأتي مباشرة بعد الصحة الجيدة وراحة البال‪.‬‬
‫فيه قدسية وفيه سناء‬ ‫ذكر طه رأيته يتجلى‬
‫"كان محمد ( صلى هللا عليه وسلم ) الرأفة والطيبة بعينيها والذين من حوله كانوا‬
‫يشعرون بتأثيره ولم ينسوه أبدا ً ‪ .‬قال ‪ .‬جون وليم درايو طبيب ودكتور في الحقوق في‬
‫كتابه " تاريخ التطور الفكري األوربي لندن (‪ )1875‬ولد في مكة في جزيرة العرب‬
‫سنة ‪ 569‬بعد الميالد – وبعد أربع سنوات من وفاة يوستنيانوس األول – الرجل الذي‬
‫كان له أعظم تأثير على الجنس البشري من بين جميع الرجال ‪ ،‬محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ .‬قد شك أن أي إنسان ال يتغير رغم التغيرات الكبيرة في ظروفه الخارجية ‪،‬‬
‫كما لم يتغير محمد ‪ ،‬لكي يالئم ويوافق هذه التغيرات‪ .‬باإلضافة‪ ،‬من حسن الحظ إنه‬
‫ألمر فريد على اإلطالق في التاريخ إن محمد مؤسس لثالثة أشياء ‪ :‬األمة‬
‫واإلمبراطورية والدين وقد كان محمد األكثر توفيقا ً من بين جميع الشخصيات الدينية ‪.‬‬

‫وحبيب يرعاه منه الرعاء‬ ‫صفوة هللا من جميع البرايا‬

‫جسد النبي صلى هللا عليه وسلم الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ‪ ،‬ال‬
‫يغيره الموت وال تصيبه اآلفات ‪ ،‬بل هو محفوظ بحفظ هللا عز وجل ‪ ،‬جسد شريف‬
‫طيب طاهر في حياته وفي مماته ‪ ،‬والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه هللا في "‬
‫صحيحه " (رقم‪ )3667/‬عن عائشة رضي هللا عنها في قصة موت النبي صلى هللا‬
‫سله َم فَقَبهلَهُ ‪،‬‬ ‫صلهى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللاِ َ‬ ‫سو ِل ه‬ ‫َف َع ْن َر ُ‬ ‫عليه وسلم قالت ‪ ( :‬فَ َجا َء أَبُو َب ْك ٍر فَ َكش َ‬
‫ْت َحيًّا َو َميِّتًا‪....‬إلى آخر الحديث )‬ ‫ت َوأ ُ ِ ّمي ‪ِ ،‬طب َ‬ ‫قَا َل ‪ :‬بِأَبِي أ َ ْن َ‬
‫صلهى هللاُ‬ ‫سو ِل هللاِ َ‬ ‫اجت َ َم َع ْالقَ ْو ُم ِلغَ ْس ِل َر ُ‬ ‫وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ‪ ( :‬لَ هما ْ‬
‫ي ب ُْن أ َ ِبي‬ ‫ب ‪َ ،‬و َع ِل ُّ‬ ‫هاس ب ُْن َع ْب ِد ْال ُم ه‬
‫ط ِل ِ‬ ‫ع ُّمهُ ْال َعب ُ‬ ‫ت ِإال أ َ ْهلُهُ ‪َ :‬‬ ‫ْس فِي ْالبَ ْي ِ‬ ‫سله َم ‪َ ،‬ولَي َ‬‫َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫صا ِل ٌح‬‫ارثَةَ ‪َ ،‬و َ‬ ‫سا َمةُ ب ُْن زَ ْي ِد ب ِْن َح ِ‬ ‫هاس ‪َ ،‬وأ ُ َ‬ ‫هاس ‪َ ،‬وقُث َ ُم ب ُْن ْال َعب ِ‬‫ض ُل ب ُْن ْال َعب ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬و ْالفَ ْ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫َ‬
‫سا َمةُ ب ُْن‬‫ب ‪َ ،‬و َكانَ أ ُ َ‬ ‫طا ِل ٍ‬‫ي ب ِْن أ َ ِبي َ‬ ‫ض ُل َوقُث َ ُم يُقَ ِلّبُونَهُ َم َع َع ِل ِّ‬‫هاس َو ْالفَ ْ‬ ‫‪....‬و َكانَ ْال َعب ُ‬
‫َم ْوالهُ َ‬
‫صلهى‬ ‫سو ِل هللاِ َ‬ ‫ي َي ْغ ِسلُهُ ‪َ ،‬ولَ ْم يُ َر ِم ْن َر ُ‬ ‫هان ْال َما َء ‪َ ،‬و َج َع َل َع ِل ٌّ‬ ‫صب ِ‬ ‫صا ِل ٌح َم ْوال ُه َما يَ ُ‬ ‫زَ ْي ٍد َو َ‬
‫طيَبَ َك َحيًّا‬ ‫ت ‪َ ،‬و ُه َو يَقُو ُل ‪ :‬بِأَبِي َوأ ُ ِ ّمي ‪َ ،‬ما أ َ ْ‬ ‫َي ٌء ِم هما يُ َراهُ ِمنَ ال َميِّ ِ‬ ‫هللا َعلَ ْي ِه وسلم ش ْ‬
‫َو َميِّتًا‪...‬إلى آخر الحديث ) رواه أحمد في " المسند " (‪ )187/4‬وقال المحققون في‬
‫طبعة مؤسسة الرسالة ‪ :‬حسن لغيره ‪ .‬انظر‪ " :‬الخصائص الكبرى " للسيوطي‬
‫)‪(2/469-492‬‬
‫ولهذا فقد ِأمنَ الصحابة الكرام رضوان هللا عليهم على جسده الشريف أن يتغير بسبب‬
‫الموت ‪ ،‬وكراهة تأخير الدفن معللة بخوف تغير الميت ‪ ،‬أما إذا انتفت العلة فأ ُ ِمنَ التغير‬
‫‪ ،‬كما في جسده صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فال كراهة حينئذ ‪ ،‬إذا وجدت حاجة لمثل ذلك‬
‫التأخير‪.‬‬

You might also like