Professional Documents
Culture Documents
Syair Madah
Syair Madah
اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد هللا كان ممتازا بين قومه بأخالق حميدة من
صدق الحديث واألمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده األمين،
وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم ،وكان ال يشرب
يدره عليه عملهاألشربة المسكرة ،وال يحضر لألوثان عيدا ً وال احتفاالً ،وكان يعيش ما ّ
من خير.
يقول ابن كثير :كان الرسول صلى هللا عليه وسلم أعلم الخلق باهلل ،وأفصح الخلق نطقاً،
وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس ،وكان أشد الناس تواضعا ً في وقار إلى يوم الدين.
خوتِك،شرف أ ُ ّ
َ شوقك للقائِنا و َمنحنا
َ نتو ُق َ
إليك حبيبنا وقد اشتقت إلينا ،فكيف ننسى
سألك
َ إحساس يتولّدُ بعد قراء ِتها يغمرنا بفيض ح ِبّك حين
ٌ "و ِددتُ أني لقيتُ إخواني"
تهتز له القلوب شوقا ً وتخفق بذكره طربا ً عن أصحابُ َك :أوليس نحن أخوانك؟ .يا من ُّ
سطر؟ ُمحتارة هي أحرفي وحق لها أن تحتار ،فكيف ألحرفٍ ماذا أتحدث بل عن ماذا أ ُ ّ
ب نحوك. قاصرة من سوء تقصيرها خجالً أن تبوح بما في القل ِ
عندما نرى رسول هللا ،هناك تجد راحة البال .ال فرحة لمن ال َه ّم له ،وال لذة لمن ال
صبر له ،وال نعيم لمن ال شقاء له ،وال راحة لمن ال تعب له .ال شيء أجمل من ابتسامة
تكافح للظهور ما بين الدموع .ما أجمل أن تكون شخصا ً كلما يذكرك اآلخرون
يبتسمون .أي راحة نفسية وعالج للتوتر والضغوط ذلك الذي يملكه المؤمن بأن هناك
ربّا ً يرعاه بيده ملكوت السماوات واألرض .أمره بين الكاف والنون .أجمل ما في امرأة
شديدة األنوثة ..هو نفحة من الذكورة .دع المقادير تجري في أعنتها وال تبيتن ّإال خالي
البال ..ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير هللا من حال الى حال .ال راحة لك من الخلق
فارجع إلى الحق فهو أولى بك .ال تستعجل األمور قبل أوانها فإنّها إن لم تكن لك أتعبت
نفسك وكشفت أطماعك ،وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة مرتاح البال .ليس في الدنيا
على الحقيقة لذة ،إنّما هي راحة من مؤلم .البيت المريح من أعظم مصادر السعادة،
ويأتي مباشرة بعد الصحة الجيدة وراحة البال.
فيه قدسية وفيه سناء ذكر طه رأيته يتجلى
"كان محمد ( صلى هللا عليه وسلم ) الرأفة والطيبة بعينيها والذين من حوله كانوا
يشعرون بتأثيره ولم ينسوه أبدا ً .قال .جون وليم درايو طبيب ودكتور في الحقوق في
كتابه " تاريخ التطور الفكري األوربي لندن ( )1875ولد في مكة في جزيرة العرب
سنة 569بعد الميالد – وبعد أربع سنوات من وفاة يوستنيانوس األول – الرجل الذي
كان له أعظم تأثير على الجنس البشري من بين جميع الرجال ،محمد صلى هللا عليه
وسلم .قد شك أن أي إنسان ال يتغير رغم التغيرات الكبيرة في ظروفه الخارجية ،
كما لم يتغير محمد ،لكي يالئم ويوافق هذه التغيرات .باإلضافة ،من حسن الحظ إنه
ألمر فريد على اإلطالق في التاريخ إن محمد مؤسس لثالثة أشياء :األمة
واإلمبراطورية والدين وقد كان محمد األكثر توفيقا ً من بين جميع الشخصيات الدينية .
جسد النبي صلى هللا عليه وسلم الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ،ال
يغيره الموت وال تصيبه اآلفات ،بل هو محفوظ بحفظ هللا عز وجل ،جسد شريف
طيب طاهر في حياته وفي مماته ،والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه هللا في "
صحيحه " (رقم )3667/عن عائشة رضي هللا عنها في قصة موت النبي صلى هللا
سله َم فَقَبهلَهُ ، صلهى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ َّللاِ َ سو ِل ه َف َع ْن َر ُ عليه وسلم قالت ( :فَ َجا َء أَبُو َب ْك ٍر فَ َكش َ
ْت َحيًّا َو َميِّتًا....إلى آخر الحديث ) ت َوأ ُ ِ ّمي ِ ،طب َ قَا َل :بِأَبِي أ َ ْن َ
صلهى هللاُ سو ِل هللاِ َ اجت َ َم َع ْالقَ ْو ُم ِلغَ ْس ِل َر ُ وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ( :لَ هما ْ
ي ب ُْن أ َ ِبي ب َ ،و َع ِل ُّ هاس ب ُْن َع ْب ِد ْال ُم ه
ط ِل ِ ع ُّمهُ ْال َعب ُ ت ِإال أ َ ْهلُهُ َ : ْس فِي ْالبَ ْي ِ سله َم َ ،ولَي ََعلَ ْي ِه َو َ
صا ِل ٌحارثَةَ َ ،و َ سا َمةُ ب ُْن زَ ْي ِد ب ِْن َح ِ هاس َ ،وأ ُ َ هاس َ ،وقُث َ ُم ب ُْن ْال َعب ِض ُل ب ُْن ْال َعب ِ ب َ ،و ْالفَ ْ طا ِل ٍ َ
سا َمةُ ب ُْنب َ ،و َكانَ أ ُ َ طا ِل ٍي ب ِْن أ َ ِبي َ ض ُل َوقُث َ ُم يُقَ ِلّبُونَهُ َم َع َع ِل ِّهاس َو ْالفَ ْ ....و َكانَ ْال َعب ُ
َم ْوالهُ َ
صلهى سو ِل هللاِ َ ي َي ْغ ِسلُهُ َ ،ولَ ْم يُ َر ِم ْن َر ُ هان ْال َما َء َ ،و َج َع َل َع ِل ٌّ صب ِ صا ِل ٌح َم ْوال ُه َما يَ ُ زَ ْي ٍد َو َ
طيَبَ َك َحيًّا ت َ ،و ُه َو يَقُو ُل :بِأَبِي َوأ ُ ِ ّمي َ ،ما أ َ ْ َي ٌء ِم هما يُ َراهُ ِمنَ ال َميِّ ِ هللا َعلَ ْي ِه وسلم ش ْ
َو َميِّتًا...إلى آخر الحديث ) رواه أحمد في " المسند " ( )187/4وقال المحققون في
طبعة مؤسسة الرسالة :حسن لغيره .انظر " :الخصائص الكبرى " للسيوطي
)(2/469-492
ولهذا فقد ِأمنَ الصحابة الكرام رضوان هللا عليهم على جسده الشريف أن يتغير بسبب
الموت ،وكراهة تأخير الدفن معللة بخوف تغير الميت ،أما إذا انتفت العلة فأ ُ ِمنَ التغير
،كما في جسده صلى هللا عليه وسلم ،فال كراهة حينئذ ،إذا وجدت حاجة لمثل ذلك
التأخير.