You are on page 1of 49

‫محاضرتان للسيد مختار سيدهم –مستشار بالغرفة الجنائية للمحكمة العليا‪-‬‬

‫‪ 2005-6-13‬و ‪2006-03-15‬‬ ‫أمام قضاة مجلس قضاء وهران يومي‬

‫‪1‬‬
‫عناصر الموضــــــــــــــــــوع‬

‫نبــذة تاريخيــة‬

‫الفصل الول‪ :‬سلطات غرفة التهام في مجال التحقيق‬

‫المبحث الول‪ :‬اخطارغرفـــــــة التهـــام‬

‫‪ -1‬عن طريق ارسال المستندات‬


‫‪ -2‬عن طريق الستئنـــــاف‬
‫‪ -3‬عن طريق النائب العــــام‬
‫‪ -4‬عن طريق قاضي التحقيق أو وكيل الجمهورية‬
‫‪ -5‬مباشرة من وكيل الجمهورية أو المتهم في مجال الحبس المؤقت‬
‫‪ -6‬عن طريق رئيس غرفة التهام‬

‫الفصل في الستئناف‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫أول‪-‬ا الوامر القابلة للستئناف من المتهم‬


‫ثانيا‪-‬ا الوامر القابلة للستئناف من الطرف المدني ‪.‬‬
‫ثالثا– استئناف النيابة‬
‫رابعا‪-‬ا اثر الستئناف‬
‫‪-‬ا الثر المـوقـف‬
‫‪-‬ا الثر الناقل للدعوى‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الجراءات المتبعة أمام غرفة التهام‬


‫‪ -1‬تهيئة الملــف‬
‫‪ - 2‬تبليـغ الخصوم‬
‫‪ - 3‬وضـع الملف لدى كتابة الضبط‬
‫‪ - 4‬إيـداع المذكرات‬
‫‪ - 5‬الجلســـــة‬
‫‪ - 6‬المداولـــــة‬
‫المبحث الرابع‪ :‬التصـدى و شروطه‬
‫المبحث الخامس‪ :‬التوسع في التحقيق‬

‫‪2‬‬
‫‪ - 1‬ضد المتهمين المحالين على غرفــة التهـام‬
‫‪ - 2‬ضد الشخاص غير المحالين على غرفة التهام‬
‫‪ - 3‬القاضي المكلف بالبحث الضافي و صلحياتـه‬

‫المبحث السادس‪ :‬الفصل في الموضوع و شروط صحة القرار‬


‫أول‪ :‬الشروط الشكلية و الجرائية‬
‫ثانيا‪ :‬الشـروط الموضوعيــة‬

‫المبحث السابع‪ :‬الحبس المؤقت أثناء البحث الضافي و بعد غلق التحقيق ‪.‬‬
‫‪ - 1‬بعد ارسال المستندات إلى النائب العام ‪.‬‬
‫‪ - 2‬بعد إحالة القضية على محكمة الجنح‬
‫‪ - 3‬بعد إصدار أمر بانتفاء وجه الدعوى‬
‫‪ - 4‬بعد إصدار أمر بالفراج المؤقت و استئناف النيابة‬
‫‪ - 5‬بعد إلغاء أمر بالتسوية‬
‫‪ - 6‬حالة صدور أمر بالتخلي لفائدة قاض آخر‬
‫‪ - 7‬السلطات الخاصة برئيس غرفة التهام‬
‫المبحث الثامن ‪ :‬البطـــلن‬
‫‪ -1‬أنواعــــه‬
‫‪ - 2‬مرحلة إثارته‬
‫‪ - 3‬الوثائق التي يجوز إبطالها‬
‫‪ - 4‬أثر البطـــلن‬
‫الفصل الثانـــي‪ :‬اختصاصات غرفة التهام خارج التحقيق‬

‫‪ - 1‬الفصل في تنازع الختصاص‬


‫‪ - 2‬الفصل في ضم و دمج العقوبات‬
‫‪ - 3‬الفصل في طلبات رد الشياء المحجوزة‬
‫‪ - 4‬مراقبة أعمال الضبطية القضائية‬
‫‪ - 5‬رد العتبـار القضائـي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫المحاضرة الوألى يوم ‪ 13‬جوان ‪2005‬‬

‫‪4‬‬
‫نبــذة تاريخية‬
‫عرف القضاء النجليزي نظام المحلفين في التهام و الحكم خلل القرون الوسطى بعد‬
‫أن جاء به إلى هناك النورمانديون‪.‬ففي التهام كانت هيئة مشكلة من العيان تسمع‬
‫الشاكي و شهوده و ل تسمع المتهم أو شهود النفي و تتداول سريا فإذا قبلت التهام‬
‫تحيل المتهم على هيئة ثانية من المحلفين لمحاكمته ‪.‬‬
‫تأثر المشرع الفرنسي بهذا النظام مباشرة بعد الثورة الفرنسية فصدر قانون عام‬
‫‪ 1791‬الذى انشأ هيئتين من المحلفين الولى للتهام و الثانية للحكم ‪.‬‬
‫كانت الولى مشكلة من ‪ 8‬محلفين يختارون بطريق القرعة من قائمة تضم ‪30‬‬
‫نـاخبـــا ‪.‬‬
‫يرأس هذه الهيئة قاض يدعي مدير المحلفين فإذا تبين لها أن هناك أعباء قوية ضد‬
‫المتهم تحيله على الهيئة الثانية للمحاكمة و تصدر أمرا بالقبض الجسدي ضده ‪.‬‬
‫عدل هذا القانون فأصبح محلفو التهام ل يتداولون إل بناء على صحيفة التهام‬
‫لمحافظ الحكومة الدى يتابع التحقيق الذى يجريه مدير المحلفين ‪ .‬و أصبحت الهيئة ل‬
‫تسمع الشاكي و شهوده و إنما تتداول بناءا على الوثائق الكتابية ‪.‬‬
‫وجهت انتقادات شديدة لهذا النظام لكون المحلفين الشعبيين ليست لهم القدرة على‬
‫المداولة في الوثائق الكتابية‪.‬ذلك أن تقدير العباء عملية دهنية تتطلب كفاءة في‬
‫الممارسة فإذا كان بامكانهم التمييز في المناقشة الشفوية و الوجاهية فإنهم عاجزون‬
‫عن ذلك عند الكتفاء بتلوة الوثائق الكتابية و هو ما أدى بالمشرع في قانون التحقيق‬
‫الجنائي عام ‪ 1808‬و الذي بدأ تطبيقه عام ‪ 1811‬إلى إلغاء هيئة محلفي التهام و‬
‫عوضها بغرفة من غرف المجلس فيما يخـص القضايـا الجنائيـة و بغرفة‬
‫المشـورة على مستـوى المحكمـــة‬
‫و التي من بين أعضائها قاضي التحقيق فيما يخص القضايا الجنحية فإذا تبين لهذه‬
‫الغرفة أن القضية جنائية ترسل الوراق إلى النائب العام لجل إحالتها على الغرفة‬
‫المكلفة بالقضايا الجنائية و التي سميت فيما بعد بغرفة التهام ‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1856‬ألغيت غرفة المشورة و كلف قاضي التحقيق بنفسه من اجل إصدار‬
‫أوامر التسوية كما أعطيت في نفس السنة لغرفة التهام صلحية النظر في الطعون‬
‫بالستئناف ضد أوامر قاضي التحقيق إضافة إلى اختصاصها المانع بالتهام في القضايا‬
‫الجنائية و قد تعددت صلحياتها لحقا حتى في عهد قانون الجراءات الجزائية‬
‫الصادر عام ‪ 1957‬و الذي بدأ تطبيقه عام ‪ 1959‬و هو ما سنتناوله من خلل هذه‬
‫الدراسـة ‪.‬‬
‫تعدد غرف التهام في مجلس قضائي واحد و تشكيلتها‬
‫تنص المادة ‪ 176‬ق ا ج على أن تشكل في كل مجلس قضائي غرفة اتهام واحدة على‬
‫القل و يعين رئيسها و مستشاروها لمدة ثلث سنوات بقرار من وزير العدل ‪.‬‬
‫يستفاد من النص انه بالمكان إنشاء أكثر من غرفة للتهام على مستوى المجلس‬
‫القضائي الواحد ان دعت الضرورة إلى ذلك‪-‬اغير أن طريقة تعيين الرئيس و‬
‫المستشارين ل زالت غير مطبقة ‪.‬ففي كثير من المجالس ان لم يكن جلهـا يرأس هذه‬
‫الغرفة رئيس المجلـس بنفسه و في بعضها يفوض ذلك إلى قاض أخر دون مراعاة‬

‫‪5‬‬
‫للقرار الوزاري المشار إليه بالمادة ‪ 176‬و الذى لم تفصل المحكمة العليا في مدى‬
‫توفره لصحة التشكيلة‪ .‬أما في فرنسا فان رئيس هذه الغرفة يعين بمرسوم بعد‬
‫استشارة المجلس العلى للقضاء و هذا وفقـا للتعديل الذي تم عام ‪ 1987‬بينما يعين‬
‫المستشارون بالنتخاب من طرف الجمعية العامة لقضاة المجلس ‪.‬‬
‫لقد قضت محكمة النقض الفرنسيـة أنه في غياب منازعة حـول التشكيلة أمام قضاة‬
‫الموضوع فان ذلك يشكل قرينة على صحتهـا و ل يجوز إثارة هذه النقطة لول مرة‬
‫أمام محكمة النقض‪.‬‬
‫‪REP.PEN.DALLOZ-CHAMBRE D'ACCUSATION P.8‬‬
‫‪ET JURIS-CLASSEUR- PROCEDURE PENALE ART-‬‬ ‫‪191 à 230.P7‬‬
‫خلفا للتنظيم القضائي الذي يسمح للرئيس الول للمجلس أن يرأس أية غرفة فان ذلك‬
‫ل يعفيه من القرار الوزارى المشار إليه من أجل ترأس غرفة التهام و هو شرط‬
‫أساسي لصحـة التشكيلـة غير أنه يتعين إثارة هذه النقطة أمام قضـاة الموضوع‬
‫حتى يردوا عليها بما لديهم من معلومات عنها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الول‪ :‬اخطار غرفة التهام‬
‫‪ - 1‬عن طريق ارسال المستندات الى النائب العام‬
‫كما هو معلوم فان قاضي التحقيق في تشريعنا ل يستطيع في القضايا الجنائية ان‬
‫يحيل المتهم مباشرة على محكمة الجنايات نظرا لخطورة الجراء من جهة و لن‬
‫التحقيق في مادة الجنايات يتم على درجتين المر الذي جعل المشرع يوكل هذه‬
‫المهمة إلى غرفة التهام التي هي مشكلة تشكيل جماعيا و قضاتها يتمتعون بخبرة‬
‫أكثــر ‪.‬‬
‫لذا فان أمر إرسال المستندات يشكل إخطارا قانونيا عليها أن تفصل فيه – اما مرور‬
‫الوراق على النائب العام فهو مجرد إجراء إداري باعتبار أن النيابة العامة هي التي‬
‫تتولى تهيئة الملف و استدعاء الطراف و تحضير طلباتها الكتابية أيضا ‪.‬‬
‫‪ -2‬عن طريق الستئناف ‪:‬‬
‫غرفة التهام هي الجهة العليا لمكاتب التحقيق العاملة في دائرة اختصاصها إذ تستأنف‬
‫أمامها أوامر قضاة التحقيق التي يجوز استئنافها من الطراف فتفصل فيها بتعديلهـا أو‬
‫إلغائها أو تأييدها و سيأتي تفصيل هذا لحقا ‪.‬‬
‫‪ -3‬عن طريق النائب العام ‪:‬‬
‫هناك حالة نادرة التطبيق تنص عليها المادة ‪ 180‬من قانون الجراءات الجزائية فإذا‬
‫تبين للنائب العام أن قضية مطروحة أمام محكمة غير محكمة الجنايات لها وصف جناية‬
‫جاز له أن يأمر بإحالتها على غرفة التهام لتفصل في مسألة تكييفها شرط أن يكون ذلك‬
‫قبل بداية المناقشة أمام المحكمة التي كانت مطروحة عليها القضية‬
‫كما يجوز له إخطارها وفقا للمادة ‪ 181‬من نفس القانون إذا كان قد سبق لها أن‬
‫أصدرت قرارا بأل وجه للمتابعة وظهرت أدلة جديدة ضد الشخص الذي كان متابعـــا‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬عن طريق قاضي التحقيق أو وكيل الجمهورية ‪:‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 158‬قانون إجراءات جزائية إذا رأى كل من قاضي التحقيق أو وكيل‬
‫الجمهورية أن إجراءا من إجراءات التحقيق مشوب بالبطلن جزله عرض القضية على‬
‫غرفة التهام كي تفصل في ذلك ‪.‬‬
‫‪ -5‬عن الطربق المباشر من وكيل الجمهورية أوالمتهم‪.‬‬
‫في حالة عدم فصل قاضي التحقيق في طلب رفع الرقابة القضائية خلل ‪ 15‬يوما من‬
‫إيداعه يجوز لوكيل الجمهورية أو المتهم عرض القضية على غرفة التهام التي‬
‫يتعين عليها أن تفصل فيه خـلل ‪ 20‬يوما )م ‪ 125‬مكرر ‪ (2‬كما يجوز لها ذلك في‬
‫حالة عدم فصل قاضي التحقيق في طلب الفراج المؤقت خلل ‪ 8‬أيام و يجب على غرفة‬
‫التهام أن تفصل في هده الحالة خلل ‪ 30‬يوما )م ‪ (127‬و إل أفرج تلقائيا هن المتهم‬
‫هناك سهو في تعديل هذه المادة تماشيا مع المادة ‪ 179‬التي عدلت عام ‪ 2001‬و‬
‫التي أصبحت تنص على أن تفصل غرفة التهام في مادة الحبس المؤقت خلل ‪ 20‬يوما‬
‫بدل ‪ 30‬يوما قبل تعديلها ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و دائما في مجال الحبس المؤقت يجوز إخطارها مباشرة لجل الفراج المؤقت من‬
‫النيابة أو المتهم بعد إحالة القضية على محكمة الجنايات و قبل الفصل فيها أو بين‬
‫دورات هذه المحكمة أو في حالة الحكم بعدم الختصاص أو في حالة عدم إخطار أية جهة‬
‫قضائية م ‪. 128‬‬
‫‪ -6‬عن طريق رئيس غرفة التهام‬
‫وفقا للمادة ‪ 205‬يجوز لرئيس غرفة التهام أن يعقد جلسة لهذه الغرفة من اجل‬
‫الفصل في استمرار حبس المتهم مؤقتا و يجوز له ذلك أيضا في قضايا أخرى وفقا‬
‫للمادة ‪ 178‬ق ا ج‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفصل في الستئناف‬


‫أول‪ /‬الوامر القابلة للستئناف من المتهم‬
‫‪ -1‬المر الفاصل في المنازعة حول الدعاء المدني م ‪74‬‬
‫‪ -2‬المر باليداع ‪-‬ا م ‪ 123‬مكرر‪-‬ا‬
‫‪ -3‬المر بتمديد الحبس المؤقت في جميع الحالت المنصوص عليها بالمواد ‪-125‬ا‬
‫‪-125‬ا‪-1‬ا و ‪ 125‬مكرر ‪.‬‬
‫‪ -4‬المر بالوضع تحت الرقابة القضائية أو برفض رفعها – م ‪ 125‬مكرر ‪-1‬ا و ‪125‬‬
‫مكرر ‪- 2‬ا‬
‫‪ -5‬المر برفض الفراج المؤقت ‪-‬ا م ‪-127‬ا‬
‫‪ -6‬المر برفض نذب خبير – م ‪-143‬ا‬
‫‪ -7‬المر برفض طلب خبرة مضادة أو تكميلية م ‪154‬‬
‫‪ -8‬المر بإخضاع الشخص المعنوي لحد التدابير المنصوص عليها بالمادة ‪ 65‬مكـرر‬
‫‪.4‬‬
‫‪ -9‬المر برفض تلقى تصريحات المتهم أو سماع شاهد أو إجراء معاينة ‪-‬ام ‪-69‬ا‬
‫مكـرر‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الوامر التي يجوز للطرف المدني أن يستأنفها‬


‫‪ - 1‬المر القاضي برفض التحقيق ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المر بانتفاء وجه الدعوى كليا أو جزئيا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوامر التي تمس حقوقه المدنية و منها عدم قبول الدعاء المدني أو المر‬
‫بتحديد مبلغ الكفالة إذا كان مبالغا فيه و قد قضى في فرنسا أن أمر الحالة على محكمة‬
‫الجنح رغم عدم قابليته للستئناف كمبدء عام من المتهم أو الطرف المدني لكنه إذا كان‬
‫يخفي في طياته أوامر أخرى يجوز استئنافه إذ يكون مركبا )نقض فرنسي ‪-23‬ا‪-12‬ا‬
‫‪ 1969‬بحيث أن قاضي التحقيق يفصل في الحالة و يغفل وجها من أوجه التهام مما‬

‫‪8‬‬
‫يضر بالطرف المدني أو يأمر بالحالة في واقعة و يأمر بانتفاء وجه الدعوى جزئيا في‬
‫أخرى و أن محكمة الموضوع ل تعوضه إل عن الواقعة التي اتصلت بها‪.‬‬
‫)‪( .Serge guinchard et jacques buisson-procedure penale. P 979‬‬
‫‪ - 1‬المر الفاصل في الختصاص سواء كان ذلك بمبادرة من القاضي أو‬
‫بطلب من أحد الطراف ‪.‬‬
‫ل يجوز للطرف المدني و ل للمتهم و ل لي شخص آخر يدعي أن له حقوقا على‬
‫الشياء المحجوزة أن يستأنف المر القاضي برفض ردها بل يمكن التظلم ضد هذا المر‬
‫أمام غرفة التهام مباشرة دون تحديد اجل لذلك م ‪ 86‬ق ا ج ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬استئناف النيابة‬


‫وفقا للمادة ‪ 170‬من ق ا ج يجوز لوكيل الجمهورية أن يستأنف أمام غرفة التهام‬
‫جميع أوامر قاضي التحقيق ‪.‬غير أن ‪ chambon‬في كتابة قاضي التحقيق ص ‪416‬‬
‫يرى أن أمر إرسال المستندات ل يقبل الستئناف حتى من طرف النيابة مادامت القضية‬
‫سوف تطرح لزوما على غرفة التهام و هناك تقدم ما تراه حول القضية – كما أن‬
‫الوامر التي ل تعلل مثل أمر إبلغا النيابة ل يقبل الستئناف ‪.‬‬
‫إذا كان قاضي التحقيق مستقل في قراره فإنه مجبر على إصدار أمر مسبب في رفضه‬
‫لطلبات النيابة– م ‪-69‬ا‪ 3‬ق ا ج و هذا لتمكينها من استئنافه ان شاءت علما بأنها‬
‫تستطيع استئناف الوامر التي استجابت لطلباتها و نرى أن هذا المبدأ فيه نوع من‬
‫المبالغة و ل يستند على أساس منطقي ما لم يكن الستئناف من النائب العام الذي بمكنه‬
‫تعديل موقف وكيل الجمهورية و رقابة أعمالـه ‪.‬‬

‫طريقة الستئنـــــاف‬
‫بالنسبة لوكيل الجمهورية فان مجرد إبداء رغبته في الستئناف أمام أمين الضبـط و‬
‫تسجيل ذلك في السجل المخصص للستئنافات مع التوقيع عليه يكفي لصحة الجراء أما‬
‫بالنسبة للمتهم و الطرف المدني فان الجتهاد القضائي للمحكمة العليا كان بساير‬
‫المجالس القضائية في عدم قبول الستئناف لعدم وقوعه بعريضة كما تنص على ذلك‬
‫المادتان ‪-172‬ا‪ 173‬ق ا ج لكن غرفة الجنح و المخالفات بالمحكمة العليا غيرت‬
‫التجاه ووافقت على وقوع الستئناف بمجرد التصريح أمام أمين الضبط بذلك و اعتبرت‬
‫العريضة شكلية غير جوهرية )قرار رقم ‪ 23961‬بتاريخ ‪ – 28/6/2000‬الجتهاد‬
‫القضائي لغرفة الجنح و المخالفات جزء ‪ 1‬ص ‪ ( 191‬ثم أن الغرفة الجنائية بعد‬
‫إطلعها على تقرير اللجنة القانونية و الدارية للمجلس الشعبي الوطني الذي عدل‬
‫المادتين عام ‪ 1982‬و ادخل عليهما شرط العريضة تبين لها فعل أن هذا التعديل لم‬
‫تكن أسبابه واضحة فوافقت هي بدورها على اعتبار العريضة المذكورة غير ذات أهمية‬
‫و بالتالي فان الستئناف يكون مقبول لمجرد تصريح المعني بذلك أمام كاتب الضبط‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫رابعا‪ /‬اثر الستئناف‬
‫للستئناف اثران هما وقف تنفيذ المر المستأنف و نقل الدعوى أمام جهـة الستئنـاف‬
‫‪.‬‬
‫‪-1‬ا فبالنسبة لوقف التنفيد فان القانون يفرض ذلك حتى تتأكد صحة أو عدم صحة المر‬
‫المستأنف لكن قاضي التحقيق يواصل عمله ما لم تأمر غرفة التهام بخلف ذلك )المادة‬
‫‪-174‬ا ق ا ج ‪(.‬‬
‫و خلفا لهذا المبـدأ فان استئنـاف المتهم ضد الوامر المتعلقـة بالحبـس المؤقت أو‬
‫الرقابة القضائية ل يوقف التنفيذ م ‪-172‬ا فقرة أخيرة ق ا ج كما أن استئناف النائب‬
‫العام ل يوقف تنفيذ المـر بالفـراج ‪-‬ا م ‪-171‬ا‬
‫مـا يلحظ أن وقف التنفيذ يتعلق بالثر اليجابي كالحالة على محكمة الجنـــح ‪.‬‬
‫أما حالت الرفض بجميع مواضيعها مثل رفض الفراج – رفض معاينة أو سماع‬
‫شاهد ‪.‬الخ فان المر يبقى على ما هو عليه و ليس هناك شيء ينفد‪.‬‬
‫‪-2‬ا من جهة أخرى فان للستئناف اثر ناقل للدعوى أمام غرفة التهام في موضـوع‬
‫ذلك الستئنـاف فقط ماعدا الحالت التي ترى فيها وجها للتصـدى‬
‫)المرجع السابــق ‪ .juris-classeur-procedure pénalep16‬و كذلك‬
‫فهرس دالوز الجنائي – غرفة التهام ص ‪ (25‬إذ ينحصر قضاؤها فيما فصل فيه‬
‫المر المستأنف و صفة المستأنف ‪.‬‬
‫فإذا كان المر يتعلق برفض التنصيب كطرف مدني في واقعة معينة فانه ل يجوز‬
‫تمديد النظـر في التنصيب حول وقائع أخرى )نقض جنائي فرنسي ‪-2‬ا‪-10‬ا‪(.1985‬‬
‫ان استئناف الطرف المدني للمر القاضي بانتفاء وجه الدعوى يطرح موضوع الدعوى‬
‫العمومية من جديد أمام غرفة التهام رغم عدم استئناف النيابة إذ يهدف من ذلك إلى‬
‫إحالة القضية على المحكمة للحكم له بالتعويض و ل تملك هذه ان تقضي له بذلك ال‬
‫تبعا للدعوى العمومية )احمد شوقي الشلقاني – مبادىء قانون الجراءات الجزائية في‬
‫التشريع الجزائرى الجرء ‪2‬ص ‪.310‬‬
‫‪v.roger merlé et andré vitu.traité de droit criminel-procedure pénale p‬‬
‫‪(.649‬‬
‫لذا فان غرفة التهام بامكانها ان رأت أن هناك أعباء كافية ضد المتهم أن تلغي المر‬
‫القاضي بالوجه للمتابعة و تحيله على المحكمة الجنحية أو تأمر بالتحقيق على الوجه‬
‫الجنائي ان كانت الوقائع تشكل جناية كل ذلك بناء على استئناف الطرف المدني وحده ‪.‬‬
‫أما إذا كان الستئناف من أي طرف حول موضوع غير أمر التصرف في الدعوى فان‬
‫الغرفة مجبرة بنظر هذا الموضوع وحده دون تمديد النظر إلى نقاط أخرى و إل‬
‫تجاوزت سلطاتها ما لم تتصد بعد اللغاء أو البطال و في هذه الحالة تراجع الدعوى‬
‫بكاملها‬
‫و تقود التحقيق بنفسها ‪.‬‬
‫ان استئناف أوامر التسوية ينقل الدعوى برمتها أمام غرفة التهام التي لها حق‬
‫مراجعتها و مراقبة صحة الجراءات ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الجراءات أمام غرفة التهام‬
‫انظر مقالنا المنشور حول هذا الموضوع في كتاب الجتهاد القضائي للغرفة الجنائية‬
‫ص ‪-47‬ا‪-48‬او ‪49‬‬
‫‪ - 1‬تهيئـة الملف‬
‫يتولى النائب العام تهيئة القضية خلل ‪ 5‬أيام على الكثر من استلمه لها و يقدم طلباته‬
‫الكتابية إلى غرفة التهام التي تصدر قرارها في موضوع الحبس المؤقت خلل ‪ 20‬يوما‬
‫من تاريخ الستئناف و ال افرج عن المتهم تلقائيا ما لم يقرر إجراء بحث إضافي )م‬
‫‪ 179‬ق ا ج( لقد سبقت الشارة إلى أن المشرع اغفل تعديل المادة ‪ 127‬فيما يخص‬
‫اجل الفصل حتى تتماشى مع هذه المادة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تبليغ الخصوم‬
‫تفرض المادة ‪ 182‬من ق ا ج ضرورة تبليغ الخصوم و محاميهم بكتاب موصى عليه‬
‫إلى عناوينهم المختارة فان لم توجد فإلى آخر عنوان أعطاه كل منهم و تراعي ‪48‬‬
‫ساعة في حالت الحبس المؤقت و ‪ 5‬أيام في الحوال الخرى بين تاريخ الرسال و‬
‫تاريخ الجلسة ان إجراء التبليغ هذا جوهرى كل إخلل به ينجر عنه البطلن ) قـرار‬
‫المحكمة العليا ‪ 162114‬بتاريخ ‪ (20/5/1997‬و قد قضى في فرنسا أن عدم إخطار‬
‫محامي المتهم أو الطرف المدني بتاريخ الجلسة يؤدي إلى نقض القرار و هو أمر‬
‫منطقي لن ذلك يشكل مساسا بحقوق الدفاع – )نقض جنائي فرنسي ‪ 25/4/1979‬و‬
‫فل يكفي تبليغ الخصم وحده ‪ .‬ان حضور المحامي‬ ‫‪13/11/1986‬‬
‫دون إخطاره مع طلبه مهلة للطلع على الملف و عدم استجابة الهيئة القضائية لذلك‬
‫يؤدي إلى النقض )نقض جنائي – فرنسي ‪-3‬ا‪-4‬ا‪ (1984‬كما يؤدى إلى ذلك توجيه‬
‫الخطار إلى مدافع غير موكل عن الخصم ‪.‬‬
‫ان عدم التبليغ و حضور محامي المعني مع إبداء ملحظاته الشفوية في الجلسة‬
‫يغطي مخالفة الجراء )فهرس دالوز – غرفة التهام ص ‪-14‬ا الشكال القائم هو في‬
‫بداية احتساب اجل ‪ 48‬ساعة أو ‪ 5‬أيام إذ أن نص المادة ‪ 182‬يشير إلى مراعاة هذا‬
‫الجل بين تاريخ الرسال و تاريخ الجلسة و تجاهل توصل المعني بالخطار كما اغفل‬
‫الجزاء عند عدم توصله قبل الجلسة و هو ما يقع عادة‪.‬‬
‫لقد سبق للمحكمة العليا ان رفضت نقض قرار لغرفة التهام على أساس أن المعني‬
‫توصل بالخطار بعد تاريخ الجلسة – )بغدادى الجيللي الجتهاد القضائي في المواد‬
‫الجزائية ج ‪-1‬ا فقرة ‪ .(471‬لكن هذا القرار يبدو أنه معزول و غير منطقي و التسليم‬
‫بذلك يفقد الهدف من الجراء و هو تمكين الخصم من تقديم مذكرته و إبداء ملحظاته‬
‫الشفوية في الجلسة و قد تراجعت المحكمة العليا و قبلها المجلس العلى سابقا عن‬
‫هذا التجاه ‪.‬‬
‫كما قضت ببطلن كل قرارل يتبث فيه أن الخصم قد توصل بالتبليغ أو أنه حضر الجلسة‬
‫بواسطة محامية و هو الجتهاد المعمول به حاليا ‪.‬‬

‫‪- 3‬ا وضع الملف لدى كتابة الضبط‬

‫‪11‬‬
‫حتى يتمكن الخصوم من الطلع على ملف القضية أوجب المشرع وضعه تحت‬
‫تصرفهم خلل المهلة المحددة للتبليغ بكتابة الضبط و هو إجراء جوهرى يؤدى إغفاله‬
‫إلى البطلن و يتعين أن يشير إليه القرار حتى تتمكن المحكمة العليا من مراقبة حقوق‬
‫الدفاع – ) فهرس دالوز غرفة التهام فقرة ‪ (77‬فالمنطق يقتضي أن يكون الملف‬
‫تحت تصرف المحامي كي يصور نسخة منه و يحضر مذكرته ‪.‬‬

‫‪ – 4‬إيـداع المذكـرات‬
‫لقد وجهت في فرنسـا انتقادات كثيـرة إلى الطابع التنقيبي فـي الجراءات أمام‬
‫غرفة التهام فقد كانت ل تسمع المتهم أو الطرف المدني و ل محاميهما أو الشهود بل‬
‫تفصل بموجب الوثائق الكتابية المدرجة بالملف تضـاف إليها الطلبـات الكتابية للنيابة‬
‫وحدهـا‬
‫و يمكن لممثلها الحضور بالجلسة في غياب المتهم و ل محاميه المر الذي يعتبر ظلما‬
‫ووجها من اللعدل و عدم توازن بين التهام والدفاع و هو المر الذي دفع بمحرري‬
‫قانون الجراءات الجزائية إلى تجنب هده النقائص فجعلوا من غرفة التهام هيئة عليا‬
‫حقيقية للتحقيق البتدائي و خففوا من الطابع التنقيبي بإدراج كثير من القواعد ذات‬
‫الطابع التهامي و اهما الوجاهية في المناقشة و إبداء الملحظات الشفوية اضافة الى‬
‫تقديم المذكرات من جميع الخصوم ‪.‬‬
‫) ‪Roger merle et André vitu-traité de droit criminel- procédure‬‬
‫‪( .pénale p 637‬‬
‫و في تشريعنا فان المادة ‪ 184‬ق ا ج كانت تسمح بإيداع مذكرات من طرف الخصوم‬
‫لكن دون السماح لمحاميهم بالمرافعة أو إبداء ملحظات شفوية في الجلسة إلى أن‬
‫عدلت بموجب قانون ‪ 18/8/1990‬إذ أصبحت تجيز ذلك – و رغم هذا فان طابع الكتابة‬
‫يبقى سائدا فلكل خصم أن يودع مذكرة يؤشر عليها كاتب الضبط بساعة وتاريخ إيداعها‬
‫تبلغ إلى النيابة و الطراف الخرى ) م ‪ 183‬ق ا ج( و قد قضي في فرنسا أن إيداع‬
‫المذكرة في الجل المحدد الذي يبداء من يوم ايداع الملف إلى آخر ساعة من يوم العمل‬
‫السابق لتاريخ الجلسة يجعلها مبلغة سواء للنيابة أو لمحامي الخصوم مادام يمكنهم‬
‫الطلع عليها في عين المكان ‪.‬‬
‫ان تأشير الكاتب على المذكرة بساعة و تاريخ إيداعها له أهمية كبيرة لن إيداعها يوم‬
‫الجلسة غير مقبول كما أن عدم التأشيرعليها يجعلها غير مقبولة و بهداه الوسيلة‬
‫تراقب المحكمة العليا صحة الجراء )انظر فهرس دالوز الجنائي‪-‬ا غرفة التهام فقرة‬
‫‪-89‬ا‪(.90‬‬
‫يتعين على غرفة التهام أن ترد على ما جاء في المذكرة من دفـوع و طلبات إذا كانت‬
‫جوهرية و سوف نتطرق إلى هذا في الشروط الموضوعية لصحة القرار – لكن الغرفة‬
‫غير ملزمة بالرد على المذكرات السابقة قبل النقض ‪.‬‬
‫)نقض جنائي فرنسي ‪. (18/5/1987‬‬
‫‪-5‬ا الجلســــة‬

‫‪12‬‬
‫تتشكل الغرفة من الرئيس و مستشارين أو أكثر على أن يكون العدد فرديا بحضور‬
‫النائب العام أو مساعده و أمين الضبط ‪.‬‬
‫اما الجلسة فهي سرية نوعا ما اد ل يحضرها غير الطراف إن أرادوا ذلك و محاموهم‬
‫مع الشارة إلى أن عبارة ل يجوز للطراف و محاميهم الحضور في الجلسة والواردة‬
‫في النص العربي للمادة ‪- 184‬ا‪ 2‬ق ا ج مجرد خطاء مطبعي و أن النص الفرنسي‬
‫محرر بصورة سليمــة ‪.‬‬
‫كمـا يمكن للغرفة أن تأمر بالحضور الشخصي للطـراف إن رأت ضرورة لذلك ‪.‬‬
‫تعطى الكلمة للمستشار المقرر ليتلو تقريره و هو إجراء جوهري يتعين الشارة إليه في‬
‫صلب القرار و من خلل ذلك تطلع الهيئة القضائية على موضوع القضية تم تعطي‬
‫الكلمة للطرف المدني تم النيابة وأخيرا إلى محامي المتهم و هذا خلفا للترتيب‬
‫المنصوص عليه بالمادة ‪ 431‬ق ا ج التي تعطي الكلمة أول للمستأنف‪ .‬فان تعدد‬
‫المتهمون أو الطراف المدنية جاز للرئيس تحديد من يبدا منهم بتقديم ملحظاته‬
‫الشفوية هذا و أن مخالفة مبداء إعطاء الكلمة الخيرة للمتهم في هذه الجلسة ل‬
‫ينجزعنه البطلن‬
‫) ‪George levasseur –gaston stephani et b. boulouc –procedure‬‬
‫‪( .pénale 16eme edition p 370‬‬
‫لن الصل أمام غرفة التهام هو الكتابة – اما الملحظات الشفوية فهي تدعيم للمذكرات‬
‫المودعة و شرحها و ليست مرافعات بالمفهوم المتعارف عليه أمام محكمة الموضوع‪.‬‬

‫‪-6‬ا المداولــــــة‬
‫بعد النتهاء من المناقشة ينسحب النائب العام و أمين الضبط و المحامون و موكلوهم‬
‫لتبدأ المداولة سريا ‪ .‬و يتعين ان يشير القرار إلى هذا النسحاب اتباثا لجراء المداولة‬
‫سرا و إل تعرض القرار للنقض )ن‪ .‬جنائي فرنسي ‪-24‬ا‪-6‬ا‪ (1998‬تتداول الغرفة‬
‫وتقرر بكل سيادة ما تراه متطابقا مع القانون فادا كان المر يتعلق باستئناف تفصل‬
‫اول في شكله ثم في الموضوع اد ل يخرج المر عن نطاق أحد الحتمالت التالية ‪.‬‬
‫‪-‬ا تأييــد المر المستأنف‬
‫‪-‬ا تعديلـــــه‬
‫‪-‬ا الغــــائه‬
‫فإذا قررت اللغاء جاز لها التصدي ما لم يكن اللغاء منهيا للتحقيق )م ‪-192‬ا‪ 2‬ق ا ج‬
‫(‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬التصدي و شروطه‬

‫تعريف التصــدي‪/‬‬
‫هو بكل بساطة تنحية قاضي التحقيق عن القضية و السير بها من طرف غرفة التهام‬
‫الى نهاية التحقيق‪ .‬و هو يختلف عن التصدي المنصوص عليه بالمادة ‪ 438‬ق ا ج‬
‫المتعلق بالغرفة الجزائية إذ أن هذه الغرفة إذا تبين لها أن الحكم المستأنف باطل بسبب‬

‫‪13‬‬
‫مخالفة أو إغفال ل يمكن تداركه بالوضاع المنصوص عليها قانونا فان المجلس يتصدى‬
‫و يحكم في الموضوع أي يبطل الحكم و معه الجراء الباطل ثم يحقق في الجلسة بناء‬
‫على باقي الوثائق السليمة و على المناقشة التي تجرى في الجلسة علما انه ل يستطيع‬
‫ابطال إجراء من إجراءات التحقيق إذا كانت القضية محالة من غرفة التهام )م ‪-161‬ا‬
‫‪ 2‬ق ا ج(‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 438‬ل تنص على إرجاع القضية إلى الدرجة الولى خلفا لمبدأ التقاضي على‬
‫درجتين )قرار م‪.‬ع بتاريخ ‪. 02/12/1980‬بغدادى الجيللي – الجتهاد القضائي في‬
‫المـواد الجزائية ج ‪ 1‬فقرة ‪ ( 667‬و من امثله ذلك الحكم بعدم الختصاص النوعي‬
‫فإذا تبين للمجلس بطلنـه نتيجة إغفال أو مخالفة ل يمكـن تداركهـا قضى‬
‫بالبطـلن و تصدى للموضوع بناء على الوثائق السليمة ‪.‬‬
‫لقد قضى في فرنسا أن محكمة الستئناف ل يجوز لها أن تتصدى حين ل يكون المتهم‬
‫قد بلغ تبليغا صحيحا بتاريخ الجلسة بل يتعين عليهـا أن تعيد القضية إلى محكمة‬
‫الدرجة الولى للفصل فيها مجددا ) هامش المادة ‪ 520‬لقانون الجراءات الجزائية‬
‫الفرنسي – دالوز ‪ 2001‬فقرة ‪ 16‬و هو نفس موقف القضاء المصرى الذى رسخ مبدأ‬
‫مفاده أن الحكم الذي يقضي خطأ باعتبار المعارضة كأن لم تكن بينما كانت مقبولة‬
‫يتوجب إبطاله و إعادة القضية إلى محكمة الدرجة الولى للفصل فيها تحت طائلة‬
‫النقض )نقض مصرى ‪-14‬ا‪-12‬ا‪ 1942‬المشكلت العمليـة الهامة في الجراءات‬
‫الجزائية ج‪-‬ا‪-2‬اللدكتــور رؤوف عبيد ( ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى فلن الفقة يعيب كثيرا على حالة التصدي التي تفوت درجة من‬
‫درجات التقاضي على الطراف ) أنظر كتاب أصول المحاكمات الجزائية للدكتورعلي‬
‫عبد القادر القهوجي ج ‪ 2‬ص ‪(.564‬‬
‫نكتفي بهذا القدر من التعليق على المادة ‪ 438‬ق ا ج و التي هي خارج موضوع‬
‫دراستنا إذ تطرقنا إليها في إطار مقارنة سلطات غرفة التهام بتلك المخولة للغرفة‬
‫الجزائية في مجال التصدي فالولى لها الخيار في حالة البطال بين التصدي و إرجاع‬
‫الملف إلى قاض آخر لمواصلة التحقيق م ‪ 191‬ق ا ج و بذلك ل يطرح أي إشكال‬
‫طالما أن التحقيق في أساسه هو جمع للدلة و تهيئة للخصومة أمام محكمة الموضوع‬
‫و ل يهم إن وقع ذلك أمام قاضي التحقيق أو أمام غرفة التهام بل من فائدة المتهم أن‬
‫تحقق معه درجة أعلى إما بالنسبة للغرفة الجزائية فان النص قد سكت عن إمكانية‬
‫إحالتها للقضية على الدرجة الولى لكن يبدو لنا أنه من الضروري الستئناس بما قضى‬
‫به في كل من مصر و فرنسا في تطبيقهما لنفس القانون ‪.‬‬

‫شروط ممارسة غرفة التهام لحق التصدي‬


‫حتـى يمكـن لغرفـة التهام أن تتصدى للموضوع يتعين توافــر شـروط هـي ‪:‬‬
‫‪- 1‬ا أن يكون الستئناف مقبول شكل‪.‬‬
‫‪- 2‬ا أل يكون متعلقا بالحبس المؤقت لن ذلك يمنع عليها التصدي وفقا للمادة‬
‫‪ 192‬قانون الجراءات الجزائية التي تنص على ضرورة إرجاع الملف بغير تمهل‬
‫إلى قاضي التحقيق بسعي من النائب العام بعد العمل على تنفيذ القرار ‪.‬‬
‫‪- 3‬ا أن تلغي المر المستأنف أو تبطل الجراء المطالب ببطلنه أمامهــا ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪- 4‬ا أل يكون اللغاء منهيا للتحقيق كإلغاء المر بفتح تحقيق بناء على استئناف‬
‫النيابة ‪.‬‬
‫في تشريعنا ليست غرفة التهام مقيدة بأي موضوع للتصدي على خلف مـا ينص‬
‫عليه قانون الجراءات الجزائية الفرنسـي الذي يقيدها في مادته ‪ 207‬بالحالت التالية‬
‫‪.‬‬
‫‪- 1‬ا حالة رفض الفحص الطبي أو النفساني للمتهم )م ‪-81‬ا‪.(9‬‬
‫‪ - 2‬حالة عدم الفصل في طلب ممثل النيابة بإجراء معين لظهار الحقيقة خلل ‪5‬‬
‫أيـام ‪.‬‬
‫‪- 3‬ا حالة رفض سماع الخصوم أو سماع شاهد أو مواجهة أو انتقال للمعاينة )م‬
‫‪-81‬ا‪-1‬ا(‪.‬‬
‫‪ - 4‬حالة رفض طلب خبرة تتعلق بالموضوع ) م ‪(152‬‬
‫‪- 5‬ا حالة رفض خبرة تكميلية أو خبرة مضادة ) م ‪ 167‬فقرة ‪. (4‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬التوسع في التحقيق‬


‫كلما توصلت غرفة التهام بكامل القضية أي بعد إصدار أمر بالتسوية أو في حالة‬
‫البطلن مع التصدي جاز لها قبل الفصل في الموضوع المر بإجراء بحث إضافي إما‬
‫من تلقاء نفسها أو بناء على طلب النيابة أو أحد الخصوم ) م ‪-186‬ا ق ا ج( ‪.‬‬
‫يختلف موضـوع البحث الضافي من إجراء بسيط كسماع المتهـم أو شاهد أو‬
‫انتقال للمعاينة من أجل توضيح نقطة معينة بالذات إلى القيام بإجراءات عديدة تتطلب‬
‫توسعا شامل في القضية كما لو اكتشفت الغرفة أن هناك جرائم أخرى مستمدة من‬
‫عناصر التحقيق لم يتطرق إليها قاضي التحقيق سواء ضد المتهم المحال على الغرفة أو‬
‫ضد أشخاص آخرين خارج المتابعة لكن دورهم بارز في الملف ‪.‬‬
‫كما يجوز المر بهذا البحث حتى في حالة طلب الفراج المؤقت كالمر بالفحص الطبي‬
‫للمتهم و هو ما أشارت إليه المادة ‪ 179‬ضمنا حين ذكرت بأن مدة الفصل في الحبس‬
‫هي ‪ 20‬يوما ما لم يتقرر بحث إضافــي ‪.‬‬
‫يمكن معالجة البحث الضافي في ثلث نقاط ‪.‬‬

‫‪- 1‬ا بالنسبة للمتهمين المحالين على الغرفة ‪/‬‬


‫بعد دراسة الملف إذا تبين لغرفة التهام أن هناك نقائص في التحقيق ل تسمح لها‬
‫بالفصل بصورة سليمة توجب عليها أن تأمر ببحث إضافي لزالة تلك النقائص فان هي‬
‫تجاهلت ذلك كان قرارها معيبا ما لم يتبين لها أنه على افتراض القيام بالجراء المغفل‬
‫فان ذلك ل يغير من النتيجة كعدم سماع شهود في حين أن المتهم يعترف بالوقائع‬
‫المنسوبة إليه ‪.‬‬
‫على خلف ما هو معمول به أمام قاضي التحقيق الذي ل يمكنه أن يحقق ال في الوقائع‬
‫التي اخطر بها و ال تجاوز سلطته فان غرفة التهام خولها المشرع صلحيات واسعة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فان هي اكتشفت جريمة من خلل عناصر الملف زيادة على ما هو متابع به المتهم‬
‫وجهت له التهمة حول الجريمة المكتشفة و حققت معه حولها سواء من تلقاء نفسها أو‬
‫بناء على طلب النيابة العامـة )م ‪ 187‬ق ا ج( ما لم يتبين و أن هذه الجريمة سبق و‬
‫أن صدر أمر بانتفاء وجه الدعوى كلي حاز قوة الشيء المقضي فانه يمنع عليها‬
‫التطرق إلى دلك من جديد فإذا كان هذا المر قد قضى بانتفاء وجه الدعوى جزئيا و‬
‫خلفا لمبداء حجية الشيء المقضي فيه يجوز لها الغاؤه و متابعة المتهم بنفس الواقعة‬
‫محل انتفاء وجه الدعوى كما يمكنها في نفس الطار أن تلغي المر القاضي بالفصل‬
‫مع إحالة بعض المتهمين على محكمة الجنح و إرسال المستندات إلى النائب العام ضد‬
‫الخرين المتابعين بجناية إذا تبين لها أن هناك ارتباطا بين جميع تلك الجرائم رغم‬
‫ضرورة أمر الحالة نهائيـا ‪.‬‬
‫و على أي حال فإنها مجبرة بإجراء بحث إضافي في جميع الحالت التي توجه فيها‬
‫التهمة لشخص سواء كان محال عليها أو خارج الخصومة لكن الوقائع غير محقق فيها‬
‫بالشروط المطلوبة ‪.‬‬
‫فإذا كان قاضي التحقيق قد بلغ التهمة و حقق فيها لكنه أغفل الفصل فيهـا جاز للغرفة‬
‫أن تفصل في الموضوع دون إجراء بحث إضافـي )م ‪ 187‬فقرة أخيرة (‪.‬‬

‫‪- 2‬ا بالنسبة للشخاص غيرالمحالين عليها‬


‫تجيز المادة ‪ 189‬ق ا ج لغرفة التهام ان تتهم و تحقق مع كل شخص غير محال‬
‫عليها إذا تبين من خلل عناصر الملف أنه ارتكب جريمة سواء كفاعل أصلي أو كشريك‬
‫فهي بذلك تقوم بدور التهـام و التحقيق معا و أن هذا المبدأ كان مرسخا في قانون‬
‫التحقيق الجنائي أعيد نقله في قانون الجراءات الجزائية بما في ذلك تشريعنا‪.‬‬

‫‪-3‬ا القاضي المكلف بالبحث الضافي و صلحياته‬


‫ل يجوز لغرفة التهام أن تقوم بالتحقيق مجتمعة خلف الستفسارات التي يمكن‬
‫توجيهها للخصوم عند الفصل في الموضوع فالتحقيق يتطلب المرونة في الحركة و‬
‫اتخاذ القرار بسرعة دون مداولة و هذا ل يمكن أن يقوم به غير قاض منفرد ‪ .‬كما ل‬
‫يجوز لها أن تعيد القضية إلى نفس قاضي التحقيق و تأمره بأن يقوم بإجراءات معينة‬
‫لم يقم بهـا‪.‬‬
‫)‪(.la chambre d'accusation –pierre chambon p172‬‬
‫فلم يبق لها غير ندب قاض من قضاتها أو تكليف قاض آخر من قضاة التحقيق للقيام‬
‫بنفس المهمة و يجوز تكليف المحقق الرئيسي بذلك لكن في هذه الحالة يتصرف باسمها‬
‫و كأنه عضو بها ل كقاضي الدرجة الولى ‪.‬‬

‫تحديد المهمة‬
‫لغرفة التهام أن تحدد المهمة بالضبط للقاضي المنتدب كسماع شخص معين أو نذب‬
‫خبير ‪ ...‬الخ و لها أن تشير إلى موضوع عام كالتحقيق مع المتهم س حول تهمة كذا‬
‫بكافة الطرق القانونية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫و يجوز للقاضي المنتدب أن يصدر إنابة قضائية لقاضي آخر من اجل انجاز مهمته كما‬
‫يجوز له ندب ضابط للشرطة القضائية إذا كان ذلك غير متعلق باستجواب المتهم أو‬
‫مواجهته أو سماع أقوال المدعي المدني كما تنص على ذلك المادة ‪-139‬ا‪ 2‬ق ا ج ‪.‬‬

‫صلحيات القاضي المنتدب‬


‫يتعين على القاضي المنتدب أن يراعي كل الجراءات المحددة في التحقيق البتدائي‬
‫ومنها عدم سماع المتهم او الطرف المدني دون إخطار محاميه بذلك في الجال المحددة‬
‫– التبليغ ‪ ...‬الخ‪...‬‬
‫يمكن له سماع أى شخص شاهد كان أو متهما أو طرفا مدنيا كما يعاين كتابـة كل‬
‫الدلئل أو المؤشرات المادية عند النتقال للمعاينـة أو التفتيش و له أن يعين الخبراء ‪.‬‬
‫لكن يمنع عليه إصدار أوامر قضائية و منها المر باليداع و القبض و الفراج و المر‬
‫بالرقابة القضائية أو رفعها فكل دلك يبقى من اختصاص غرفة التهام ‪.‬‬
‫هناك التباس حول إصدار أمر القبض أو اليداع الذين اعتبرهما البعض من أوامر‬
‫التحقيق و قد كانت المادة ‪ 237‬من قانون التحقيق الجنائي تنص صراحة على أن‬
‫القاضي المنتدب يجوز له إصدار المر بالحضار بالقبض أو اليداع لكن قانون‬
‫الجراءات الجزائية المطبق حاليا سكت عن دلك و هو ما يعني تراجعا في موقف‬
‫المشرع حول هده النقطة المر الذي يخلق صعوبات للقاضي المنتدب في إنجاز مهمته و‬
‫قد حسمت محكمة النقض الفرنسية هده المسالة في قرار حديث لها مؤرخ في‬
‫‪ 08/12/1983‬قضت فيه بأن المر باليـداع أو القبض يبقى من اختصاص غرفة‬
‫التهام وحدها و ل يجوز لها أن تفوض المر بذلك لقاض آخر )انظر فهرس دالوز‬
‫الجنائي لعام ‪ 1999‬إجراءات جزائية غرفة التهام فقرة ‪. ( 191‬‬
‫ان الوامر التي يصدرها قاضي التحقيق المنتدب غير قابلة للطعن بالستئناف أمام‬
‫الغرفة و هي أصل غير قضائية فل تقبل دلك ‪ .‬فإذا كان عضو بالغرفة جاز له أن يشارك‬
‫في الفصل بعد إنجاز مهمته ‪.‬‬
‫بعد انتهائه من المهمة الموكلة إليه يسلم الملف إلى الغرفة دون اتخاذ أي إجراء في ذلك‬
‫و هي التي تتولى إيداعه وفقا للمادة ‪ 193‬من قانون الجراءات الجزائية إذ يبقى بكتابة‬
‫الضبط لمدة ‪ 05‬أيام مهما كان نوع القضية على أن يخطر النائب العام بكتاب موصى‬
‫عليه أطراف الدعوى و محاميهم بذلك اليداع ‪.‬‬

‫العدول عن قرار البحث الضافي ‪:‬‬


‫يجوز لغرفة التهام كجميع الجهات القضائية الخرى أن تعدل و تتراجع عن البحث‬
‫الضافي الذي سبق لها و أن أمرت به كان تتصل بوثائق جديدة تغنيها عن ذلك البحث‬
‫مما يسمح لها بالفصل في الموضوع لن قرار البحث الضافي تحضيري ل يحوز أية‬
‫قوة للشيء المقضي )قرار محكمة النقض الفرنسية ‪ 20/02/1913‬بيار شامبون‬
‫صفحة ‪.( 169‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬الفصل في الموضوع و صحة القرار‬

‫‪17‬‬
‫بعد دراسة ملف الدعوى و سماع الطراف في ملحظاتهم الشفوية يمكن لغرفة التهام‬
‫أن تقرر مايلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬إذا كانت الوقائع ل تشكل أية جريمة في قانون العقوبات أو القوانين الخاصة أو‬
‫ل تتوفر دلئل كافية ضد المتهم أو كان مرتكب الجريمة ل يزال مجهول أصدرت قرارا‬
‫بانتفاء وجه الدعوى و تفرج عن المحبوسين ما لم يكونوا محبوسين لسبب آخر كما‬
‫تفصل في رد الشياء المحجوزة )المادة ‪ 195‬قانون إجراءات الجزائية ‪(.‬‬
‫‪ (2‬إذا رأت أن الوقائع تكون جنحة أو مخالفة فإنها تقضي بإحالة القضية إلى‬
‫المحكمة المختصة )المادة ‪ 196‬قانون الجراءات الجزائية ‪(.‬‬
‫‪ (3‬إذا كانت الوقائع تشكل جناية تحيل المتهم على محكمة الجنايات ولها أن تحيل‬
‫معه المتابعين بجنحة مرتبطة بتلك الجناية )المادة ‪(. 197‬‬

‫محتوى القرار الفاصل في الموضوع ‪:‬‬


‫لقد سبق لنا أن بينا بالتفصيل الشروط الشكلية الجوهرية و الموضوعية في كتاب "الجتهاد‬
‫القضائي للغرفة الجنائية "و نعيد دلك تعميما للفائدة ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬الشروط الشكلية و الجرائية الجوهرية ‪:‬‬

‫‪-‬ا‪ (1‬التوقيع ‪ :‬تطبيقا للمادة ‪ 199‬من قانون الجراءات الجزائية يجب أن توقع قرارات‬
‫غرفة التهام من الرئيس و أمين الضبط – فإذا سلم الكاتب نسخة رسمية طبق الصل‬
‫يفترض أنها صحيحة و مطابقة له أي أنه موقع من الطرفين ‪.‬‬

‫‪-‬ا‪ (2‬التاريـخ ‪ :‬القرار وثيقة رسمية إذا انعدم تاريخها فقدت إحدى مقومات وجودها و‬
‫أن القرار الذي ل يحمل تاريخ صدوره فهو باطل )نقض جنائي فرنسي ‪.(11/10/1977‬‬
‫‪-‬ا‪ (3‬أسماء القضاة ‪ :‬تفرض المادة ‪ 199‬السالفة الذكر تعيين أسماء القضاة المصدرين‬
‫للقرار حتى يمكن للمحكمة العليا ان تبسط رقابتها على صحة تشكيلها و أن عدم احترام‬
‫هذه الشكلية يؤدي إلى نقض القرار ‪ .‬كما يتعين ذكر اسم ممثل النيابة العامة و أمين‬
‫الضبط لن دلك من البيانات الجوهرية التي ل يصح بدونها القرار ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى فان التشكيلة الزوجية غير مقبولة إذ أن المحكمة العليا سبق لها و أن‬
‫نقضت قرارات عديدة بسبب هذا العيب فالقاعدة أن كل تشكيلة قضائية تكون بعدد فردي‬
‫حتى تبرز الغلبية عند التصويت ‪.‬‬
‫‪ (4‬الشارة إلى تبليغ الطراف بتاريخ الجلسة وفقا للمادة ‪. 182‬‬
‫‪ (5‬الشارة إلى إجراء المداولة في جلسة سرية و يتم دلك بانسحاب النائب العام و كاتب‬
‫الضبط و جميع الطراف الخرى من غرفة المشورة قبل بداية المداولة ‪.‬‬
‫‪ (6‬الشارة إلى وضع المذكرات و هو ما نصت عليه المادة ‪ 199‬لكن مناقشة المذكرة في‬
‫صلب القرار و إغفال الشارة إلى إيداعها ل يؤدي إلى النقض لكون ذلك يدل على إطلع‬
‫القضاة بمحتواها )نقض جنائي فرنسي ‪. ( 06/05/1985‬‬
‫‪ (7‬الشارة إلى تلوة التقرير من طرف المستشار المقرر ‪ :‬إذ من خلل دلك تطلع الهيئة‬
‫القضائية على عناصر الملف وهو إجراء جوهري كما يجب ذكر اسم المقرر ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ (8‬الشارة إلى طلبات النيابة العامة ‪ :‬فكل إغفال عن ذلك يؤدي إلى النقـض ‪.‬‬
‫‪ (9‬إصدار القرار "باسم الشعب الجزائري " ‪.‬‬
‫ان البعض يرى أن هذه الشكلية مفترضة في جميع الحكام القضائية و أن إغفالها يصحح‬
‫بطريقة تصحيح الخطاء المادية لكن المجلس العلى سابقا جعلها جوهرية ل يصح أي قرار‬
‫قضائي بدونها )بغدادي الجيللي الجتهاد القضائي في المواد الجزائية المادة ‪ 01‬صفحة‬
‫‪.(383‬‬
‫‪ (10‬الشارة إلى الطراف‪ :‬يتعين ذكر الطراف و عناوينهم و مهنتهم في ديباجة القرار‬
‫لكن إذا اغفل ذلك و ذكرت أسماؤهم في صلبه ل يترتب عنه البطلن بعـد أن أصبح كل من‬
‫المتهم و الطرف المدني معلومـا )عبد الحميد الشواربي طرق الطعن في المواد المدنية و‬
‫الجزائية ص ‪ 838‬و كذا بغدادي الجيللي الجتهاد القضائي في المواد الجزائية الجزء ‪01‬‬
‫ص ‪( 385‬‬
‫‪- (11‬ا الشارة إلى وضع الملف ‪ :‬تشير المادة ‪ 182‬الفقرة ‪ 03‬إلى وضع الملف‬
‫مشتمل على طلبات النائب العام لدى أمانة ضبط غرفة التهام خلل كامل المهلة‬
‫المحددة و هي ‪ 48‬ساعة في حالة الحبس المؤقت و خمسة أيام في الحالت الخرى و هو‬
‫إجراء جوهري لتمكين الخصوم من الطلع على الملف و يتعين الشارة إلى هذا الجراء‬
‫في بيانات القرار حتى تتم صحته ‪.‬‬
‫‪-(12‬ا الجهة المصدرة للقـــرار‪.‬‬
‫ان ذكر اسم الجهة القضائية المصدرة للقرار أمر ضروري و إغفاله ينجز عنه البطلن لن‬
‫تجهيل الجهة القضائية يؤدى إلى تجهيل القواعد التي روعيت في اختصاصها بنظر‬
‫الدعوى و هو أمر يتعلق بالنظام العام‬

‫ثانيا‪-‬ا الشروط الموضوعية‬


‫‪-1‬اعرض الوقائع‪ /‬و هو الشق الثاني من القرار بعد الديباجة إذ يسرد فيه المقرر‬
‫الحادثة و ظروفها مع تصريحات المتهم و الضحية و الشهود و أراء الخبراء ثم الجراءات‬
‫القضائية المتبعة وذلك لتنوير هيئة الحكم إن تمت الحالة و تبيان إطلع الغرفة على جميع‬
‫جوانب القضية في كل الحالت الخرى ‪.‬‬
‫أما الوقائع موضوع التهام المنصوص عليها بالمادة ‪ 198‬فهي تعني ما فعله المتهم أي‬
‫الجريمة التي ارتكبها دون إضافات أخرى و عادة ما تكون في المنطوق مع وصفها القانوني‬
‫– فالواقعة ووصفها القانوني وحهان لعملة واحدة إذ كلهما يعني الفعل المرتكب إل إذا كان‬
‫الوصف خاطئا فإذا قلنا اختلس شيء منقول مملوك للغير بغير رضاه و بهدف تملكه فهذه‬
‫واقعة فإن اصبغنا عليها وصفا قانونيا نقول أنها سرقة ‪ .‬لكن إذ اخطانا في وصفها صار‬
‫مفهوم كل منهما مختلفا لذلك اشترط المشرع ذكر الواقعة مع وصفها حتى يكون المتهم‬
‫على دراية بأن ما فعله يشكل جريمة إضافة إلى النص القانوني الذى يعاقب عليها ‪.‬‬
‫قد تكون الواقعة معبرة عن وصفها مثل فرار سجين محبوس قانونا فهي مدمجة في‬
‫الوصف ذاته و ل يمكن فصلها عنه‪.‬‬

‫‪-2‬ا التعليـــل‬

‫‪19‬‬
‫أهم جزء في القرار هو تعليله إذ أن الغرفة بعد تبيانها للواقعة و ظروفها من خلل العرض‬
‫الذي يقدمه المقرر دون أن يبدى رأيه فيه يبدأ رأي الغرفة بكامل تشكيلتها في التعليل فتزن‬
‫العباء المتوفرة بالملف و هل هي كافية للحالة على المحكمة ‪.‬‬
‫من المعلوم أن تقدير العباء مسالة موضوع ل رقابة فيها من المحكمة العليا لكن شرط أن‬
‫يكون هذا التقدير معلل تعليل منطقيا و قانونيا‪.‬‬
‫كما يتعين دراسة جميع جوانب القضية إذ أن إغفال نقطة معينة لها تأثيرها في مسار القرار‬
‫يشكل قصورا في التسبيب و أحيانا تناقش نقطة ذات أهمية ترجح القرار في اتجاه بينما‬
‫يصدر في اتجاه آخر و هو ما يشكل تناقضا بين السباب و المنطوق ) انظر قرار المحكمة‬
‫العليا رقم ‪ 267858‬بتاريخ ‪ 9/5/2001‬و ‪ 267823‬بتاريخ ‪ 26/6/2001‬الجتهاد‬
‫القضائي للغرفة الجنائية ص ‪-61‬ا‪-62‬ا(‬
‫فإذا تبين للغرفة أن هناك قرائن قوية ضد المتهم عليها أن تبرزها و ل تكتفـي بالعبارة‬
‫التقليدية أن هناك أعباء قوية و متماسكة ضد المتهـم و تترك هذه العباء فضفاضة‬
‫غير محددة بالذات لكن ذلك ل يعني أن يتوفر الدليل القطعى من أجل الحالة بل وجود قرائن‬
‫قوبة تبعث على العتقاد بأن المتهم ارتكب الفعل المنسوب إليه يكفي و لمحكمة الموضوع‬
‫ان تفصل بالدليل القطعي ‪.‬‬
‫كمـا يتعين تجنب العبارات التي تفيد أن التهمـة ثابتة بصورة الجـزم و اليقين لن ذلك‬
‫يشكل محاكمة مسبقة لم تبق لمحكمة الموضوع مجال للبحث عن الدلة القطعية ان غرفة‬
‫التهام حسمت موضوع التباث بتلك العبارات المر الذي جعل المحكمة العليا تنقض‬
‫قرارات عديدة نتيجة ذلك‬
‫يتعين أيضا الرد على الدفوع و الطلبات الكتابية المقدمة من الطراف بما فيها طلبات النيابة‬
‫إذ كل إغفال في دلك بعرض القرار للنقض ‪ .‬لكن هذه القاعدة ليست مطلقة بحيث أن الرد‬
‫يكون إجباريا على الدفوع و الطلبات الجوهرية التي في حالة صحتها تغير من مجرى‬
‫القرار‪.‬‬
‫فإذا لم تكن كذلك تعتبر كلما زائدا و إنشائيا ل أهمية له و عدم الرد عليه ل يؤثر في صحة‬
‫القرار ) انظر قرار مع ‪ 265955‬بتاريخ ‪ 24/4/2001‬نفس المرجع ص ‪ 62‬و ابضا‬
‫نقض فرنسي ‪ 7/6/1963‬و ‪1974//23/8‬‬
‫‪Juris-classeur-p.p.fascicule 20 p19‬‬
‫ثم أن الرد قد يكون ضمنيا في سياق مناقشة العباء لكن هذه الطريقة ل تخلـو من‬
‫مخاطر النقـض إذ إن الغرفة قد تعتبر دفعا ما غير مجـد و تتجاهل الرد عليه بينما الواقع‬
‫ليس كذلك كما أن الرد على الملحظات الشفوية التي يبديها الطراف أثناء الجلسة غير‬
‫مطلوب إذ الهدف منها هو شرح ما يرد في المذكرات ) نقض فرنسي ‪-20‬ا‪-10‬ا‪-1965‬ا‬
‫و ‪-29‬ا‪-12‬ا‪ 1970‬نفس المرجع والصفحة ( ‪.‬‬
‫تكييف الواقعة ‪/‬‬
‫لغرفة التهام السيادة المطلقة في وصف الوقائع فهي غير ملزمة بوصف الطراف و ل‬
‫قاضي التحقيق و لها أن تضيف ظروف التشديد ان كانت محققا فيها فإذا لم تجد أي وصف‬
‫ينطبق على الوقائع ل في قانون العقوبات و ل في القوانين الخاصة قضت بانتفاء وجه‬
‫الدعوى تطبيقا لقاعدة لجريمة ل عقوبة أو تدبير أمن بغير قانون ‪.‬‬
‫المنطـــوق‬

‫‪20‬‬
‫إذا تبين أن هناك أعباء كافية ضد المتهم تقضى بإحالته على المحكمة المختصة و تبين في‬
‫منطوق القرار الواقعة أي الجريمة التي سوف يحاكم عليها والوصف القانوني لها مع‬
‫النص العقابي المجرم لها كما تضيف إلى ذلك ظروف التشديد إن وجدت و تحدد الفقرة‬
‫بالضبط من المادة القانونية سند المتابعة ان كانت بها فقرات‪.‬‬
‫هذه البيانات جوهرية لبد من مراعاتها تحت طائلة النقض‪.‬‬
‫و في قرار الحالة على محكمة الجنايات تصدر أمرا بالقبض الجسدي ضد المتهم المتابع‬
‫بجناية ضمن المنطوق نفسه‪.‬‬
‫هذا المر ينفذ حينا ان كان المتهم محبوسا فإذا كان قد أفرج عنه أو لم يتم حبسه يتعين‬
‫عليه أن يقدم نفسه ليلة الجلسة إلى السجن وفقا للمادة ‪ 137‬ق ا ج فإذا أجلت القضية‬
‫تعين الفراج عنه و ان بقاءه في السجن إلى الدورة المقبلة يعتبر اعتقال تعسفيا خطيرا‬
‫) نقض فرنسي ‪-18‬ا‪-02‬ا‪-1998‬ادالوز الجنائي غرفة التهام‬ ‫ليس له سند قانوني‬
‫فقرة ‪ (288‬فإذا كان تحت الرقابة القضائية بقيت سارية المفعول ‪ .‬كما يتعين الفراج عنه‬
‫في حالة إحالته على محكمة الجنايات بجناية و جنحة لكن المحكمة تبرئه من الجناية و‬
‫تدينه من أجل الجنحة إذ السند الذي دخل بموجبه السجن يتعلق فقط بالجناية و قد تمت‬
‫تبرئته منها فبقاؤه سجينا ل سند له لن الحكم القاضي بإدانته غير قابل للتنفيذ حتى يحوز‬
‫قوة الشيء المقضي أما لفوات ميعاد الطعن بالنقض و إما برفض ذلك الطعن من طرف‬
‫المحكمة العليا ان وقع فعل ) قـرار محكمـة النقض الفرنسيـة ‪-5‬ا‪-02‬ا‪-1992‬ا‬
‫جوريس كلسور– مواد ‪-191‬ا‪-290‬اكراسة ‪ 30‬فقرة ‪ 62‬و ايضال هامش المادة ‪215‬‬
‫من قانون الجراءات الجزائية الفرنسي دالوز ‪ ( 2001‬و هي نفس القاعدة المطبقة عند‬
‫إحالة المتهم بجناية فتعيد المحكمة إعادة تكييف الوقائع إلى جنحة و تدينه بعقوبة منفذة‬
‫المر الذي يبعد تطبيق المر بالقبض الجسدي الذي أوجده المشرع من أجل ضمان حضور‬
‫المتهم المتابع بجناية أمام محكمة الجنايات و هو سجين من جهة و لضمان تنفيذ الحكم فورا‬
‫رغم الطعن بالنقض لن أحكام هذه المحكمة عادة ما تكون قاسية قد تصل إلى السجن المؤبد‬
‫أو العدام فيعمل المتهم ما في وسعه من أجل الفلت من تنفيذها من جهة أخـرى و هو‬
‫ما جعلها قابلة للتنفيذ حينا على خلف العقوبات الصادرة في مادة الجنح التي تتطلب حيازة‬
‫الحكام القاضية بها قوة الشيء المقضي ‪.‬‬
‫نشير أخيرا إلى أن المر بالقبض الجسدي ليس أمرا بالقبض و ل أمرا باليداع بل هو من‬
‫نوع خاص قابل للتنفيد أكثر من مرة بعد النقض ان كان الحكم المنقوض قد قضى بعقوبة‬
‫موقوفة التنفيذ أو بالبراءة كما تجوز إعادة تنفيذه عند تأجيل القضية و كان المتهم في‬
‫حالة إفراج بل حتى بين دوتي محكمة الجنايات إذا خالف التزامات الرقابة القضائية‬
‫) نقض فرنسي ‪-18‬ا‪-02‬ا‪-1998‬ا فهرس دالوز الجنائي – غرفة التهام فقرة ‪(.288‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬الحبس المؤقت أثناء البحث الضافي و بعد غلق التحقيــق‬

‫‪- 1‬ا بعد إرسال المستندات إلى النائب العام ‪.‬‬


‫مسألة الحبس المؤقت أسالت كثيرا من الحبر و ما زالت تطرح مشاكل عملية نوجزها‬
‫مبتعدين عن التفاصيل حتى ل نخرج عن موضوع دراستنا‬

‫‪21‬‬
‫لقد كانت المادة ‪ 166‬قانون الجراءات الجزائية و ل تزل تنص على انه في حالـة المر‬
‫بإرسـال المستندات إلى النائب العام يبقى أمر القبـض أو اليداع محتفظا بقوته التنفيذية‬
‫إلى أن تفصل غرفة التهام ‪.‬‬
‫لقد خلقت هذه المادة مشاكل كبرى في مجال الحبس المؤقت إذ يمكن أن يبقى المتهم رهن‬
‫الحبس مدة طويلة قبل أن تفصل الغرفة بسبب القيام ببحوث إضافية و كانت قضية‬
‫"كوسيدر " القطرة التي أفاضت الكأس مما جعل المشرع يتدخل بالقانون ‪-01‬ا‪ 08‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26/6/2001‬و يضع مددا يتعين على غرفة التهام أن تفصل فيها ابتداء من إخطارها‬
‫و إل أفرج عن المتهم و هو ما نصت عليه المادة ‪ 197‬مكررا المستحدثة‬
‫والتي حددت هذه المهل بما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬ا شهرين عندما يتعلق المر بجنايات معاقب عليها بالسجن المؤقت الذي ل يصل حده‬
‫القصى ‪ 20‬سنة ‪.‬‬
‫‪-‬ا أربعة أشهر عندما يتعلق بالسجن المؤقت الذي يصل حده القصى ‪ 20‬سنة أو المؤبد أو‬
‫العـدام‪.‬‬
‫‪-‬اثمانية أشهـر عندما تكون الجريمـة موصوفة إرهابيـة أو تخريبيـة أو عابرة للحدود‪.‬‬
‫كل تجاوز لهذه المدة يترتب عنه الفراج التلقائي بقوة القانون لكن المشرع أبقى فراغا‬
‫مهول فيما يخص الملحقين بجنحة مرتبطة بجناية و الذين كانوا رهن الحبس إذ لم يحدد‬
‫المهلة التي يجوز إبقاؤهم خللها رهن الحبس قبل الفصل في الموضوع علما بأنه ل يجوز‬
‫القياس على الحد الدنى في الجنايات الذي هو شهرين ثم حتى بعد الفصل فإن المر‬
‫باليداع أو القبض فيما يخص المتابعين بجناية يتحول إلى أمر بالقبض الجسدي لكن هذا‬
‫المر غير جائز ضد المتابعين بجنحة فهل تطبق المادة ‪ 196‬التي تتعلق بالحالة على‬
‫محكمة الجنح و التي تنص على بقاء المتهم رهن الحبس لكن هنا على محكمة الجنايات مما‬
‫يبقى المر غامضا و كان يتعين توضيحه بتطبيق هذه المادة أو إيجاد بديل لها ‪.‬‬

‫‪-2‬ا بعد إحالة القضية على محكمة الجنح‬


‫إذا أصدر قاضي التحقيق أمرا بالحالة على محكمة الجنح و انتهى الحبس المؤقت قبل أن‬
‫تفصل المحكمة في الموضوع تجدد حبسه بقوة القانون حتى تفصل المحكمة لقد نصت‬
‫المادة ‪ 165‬ق ا ج على وجوب عقد الجلسة خلل شهرين لكن المشرع لم يرتب على‬
‫مخالفتها أي جزاء أي انه لم ينص صراحة على وجوب إطلق سراح المتهم مثلما فعل في‬
‫المادة ‪ 197‬مكرر المر الذي جعل المادة ‪ 165‬عديمة الجدوى ‪.‬‬
‫كما أن الحبس المؤقت يتجدد بقوة القانون في حالة استئناف وكيل الجمهورية لهذا المر‬
‫سواء أمرت غرفة التهام ببحث إضافي أو لم تأمر فإن المتهم يبقى محبوسا دون تجديد‬
‫لحبسه و ذلك تطبيقا للمادة ‪ 170‬التي تنص ‪ .‬و متى رفع الستئناف من النيابة العامة بقي‬
‫المتهم محبوسا حتى يفصل في الستئناف و يبقى كذلك في جميع الحوال إلى حين انقضاء‬
‫ميعاد استئناف وكيل الجمهورية إل إذا وافق هذا الخير على الفراج‪.‬‬

‫‪-3‬ا بعد إصدار أمر بانتفاء وجه الدعوى‬


‫ل يختلف المر في هذه الحالة عن الولى ذلك أن المتهم الذي ينتهي حبسه بعد المر‬
‫بانتفاء وجه الدعوى مع استئناف النيابة يبقى محبوسا و إذا انتهى حبسه أثناء وجود‬

‫‪22‬‬
‫الملف لدى غرفة التهام قبل فصلها في موضوع الستئناف يجدد بقوة القانون وفقا للمادة‬
‫‪. 170‬‬

‫‪-4‬ا بعد إصدار أمر بالفراج و استئناف النيابة له‬


‫بمكن أيضا أن ينتهي الحبس المؤقـت بعد استئناف وكيل الجمهورية للمر القاضي‬
‫بالفراج المؤقت و قبل الفصل في ذلك من غرفة التهام ‪ .‬إذ أن قاضي التحقيق ل يمكنه أن‬
‫يتناقض مع نفسه و يجدده‪.‬‬
‫و في هذه الحالة إما أن توافق غرفة التهام على المر المستأنف مما يجعله نافذا و إما أن‬
‫تلغيه مع وجوب تجديدها للحبس من تاريخ الفصل و في نفس القرار لن تجديد الحبس بأثر‬
‫رجعي ممنوع في جميع الحوال علما بأن الفترة الزمنية بين تاريخ انتهاء الحبس و بتاريخ‬
‫الفصل تغطيها المادة ‪.170‬‬

‫‪-5‬ا بعد إلغاء أمر التسوية المستأنف‬


‫إذ أقررت غرفة التهام إلغاء المر المستأنف سواء القاضي بالحالة على محكمة الجنح أو‬
‫بانتفاء وجه الدعوى إما أن تتصدى للموضوع و تجدد الحبس بنفسها و إما أن تعين قاضيا‬
‫للتحقيق من أجل مواصلة التحقيق فيكون هو مختصا بتجديد الحبس ضمن الحدود القصوى‬
‫المحددة قانونا ) ‪- 125‬ا‪ 1‬فقرة أخيرة (‪.‬‬

‫‪-6‬احالة صدور أمر بالتخلي لفائدة قاض آخر‬


‫خارج الحالت المنصوص عليها بالمادة ‪ 40‬فقرة ‪ 2‬ق ا ج و التي نص عليها المشرع‬
‫حصرا بموجب القانون ‪-04‬ا‪ 13‬المؤرخ في ‪ 21/7/2004‬فإن قاضي التحقيق الذي‬
‫يتخلى عن قضية عادية لفائدة زميل له و كان المتهم فيها معتقل فإن حبسه يتجدد بقوة‬
‫القانون أثناء نقل الملف ‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 40‬مكرر فقد نصت صراحة على بقائه رهن الحبس إلى أن تفصل فيه المحكمة‬
‫المختصة و هي تقصد بذلك قاضي التحقيق لدى تلك المحكمة عندما تكون القضية متعلقة ب‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬ا المخذرات و الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية و الجرائم الماسة بأنظمة المعالجة‬
‫اللية للمعطيات و تبييض الموال و الرهاب و التشريع الخاص بالصرف ‪.‬‬
‫ذلك أن المشرع أوجد محاكم ذات الختصاص الموسع يحدد إقليمه بموجب التنظيم ‪ ،‬فإذا‬
‫كان قاضي التحقيق المختص محليا قد أصدر أمر بالقبض أو اليداع بقي ساري المفعول‬
‫حتى بعد تخليه لفائدة القاضي المختص بالتحقيق في تلك الجرائم على المستوى الجهوي‪.‬‬

‫ان معظم المشاكل ناتجة عن قصور النصوص التشريعية على خلف ما هو معمول به في‬
‫بلدان أخرى كما أن وقف التنفيذ لوامر الحبس المؤقت عند استئناف وكيل الجمهورية‪ ،‬زاد‬
‫من الطين بلة و هو المر الذي جعل المشرع الفرنسي يلغي تلك القاعدة بموجب قانون‬

‫‪23‬‬
‫‪ 9/7/1984‬إذ تصبح هذه الوامر نافدة بمجرد صدورها مما يعزز من استقللية قاضي‬
‫التحقيـــق ‪.‬‬

‫‪-7‬االسلطات الخاصة برئيس غرفة التهام ‪.‬‬


‫تنص المواد ‪ 202‬إلى ‪ 205‬على سلطات خاصة برئيس غرفة التهام إضافة إلى ترأسه‬
‫للغرفة نلخصها فيما يلي ‪.‬‬
‫يراقب عمل سير مكاتب التحقيق دون أن يتدخل في الختصاصات القانونية لقضاة التحقيق‬
‫التي تبقى خاضعة لطرق الطعن فيها أي بالبطلن أو الستئناف فعمله ينصب على مراقبة‬
‫وتيرة تسوية الملفـات و حماية الحريات الفردية‪.‬‬
‫ان هذا الدور في المجالس التي توجد بها غرفة اتهام واحدة ل يثير أي إشكال لكن في حالة‬
‫تعددها ل يوجد أي نص ينظم ذلك و يمكن توزيع المهام إداريا فيما بين الرؤساء ‪.‬‬
‫إذا وجد مانع يحول دون قيام الرئيس بهذه المهمة جاز لوزير العدل أن يعين أحد قضاة‬
‫الحكم للقيام بها )م ‪-202‬ا‪ 2‬ق ا ج كما يجوز للرئيس أن يوكل مهامه لحد قضاة الحكم‬
‫التابعين للمجلس م ‪-.204‬ا‬
‫يسهر على السير الحسن بمكاتب التحقيق العاملة في دائرة اختصاصه بصورة عامة و على‬
‫الخص في حالة تنقل الملفات بين مكاتب التحقيـق و غرفـة التهام و ما يمكن أن يحدث‬
‫ذلك من بلبلة في مجال الحبس المــــؤقت ‪.‬‬
‫يمكنه أن يزور المؤسسات العقابية و يراقب وضعيات المحبوسين مؤقتا فإذا ظهرت له‬
‫حالت حبس غير قانوني جاز له توجيه الملحظات اللزمة إلى قاضي التحقيق كما يمكنه‬
‫أن يعقد جلسة لغرفة التهام فورا للفصل في تلك الحالت – م ‪ 205‬ق ا ج ‪-‬ا‪.‬‬
‫و في فرنسا يجوز له إذا كان هناك ملف لم يتم فيه أي إجراء منذ ‪ 04‬أشهر أن يعقد جلسة‬
‫لغرفته من أجل السير الحسن للعدالة للفصل في هذه الحالـة إما بنزع القضية مـن يد‬
‫قاضي التحقيق المتسبب في التأخيـر و تحويلها إلى قاض آخر أو التصدي لها من طرف‬
‫الغرفة )جوريس كلسور – إجراءات جزائية كراسة ‪ 15‬ص ‪.(3‬‬
‫حتى يمكن أن تكون له نظرة شاملة على سير مكاتب التحقيق تلزم المادة ‪- 203‬ا ‪ 2‬ق‬
‫الجراءات الجزائية قاضي التحقيق بتحرير جداول لكل القضايا التي في حوزته مع ذكر‬
‫تاريخ أخر إجراء من إجراءات التحقيق في كل قضية ‪ .‬كما تحرر قائمة خاصة بقضايا‬
‫الموقوفين ‪.‬‬
‫تقدم نسخة من هذه الجداول إلى رئيس الغرفة و أخرى إلى النائب العام‪.‬‬
‫من اختصـاص رئيس غرفـة التهام أيضا ما نصت عليـه المـادة ‪ 181‬ق ا ج إذ في‬
‫حالة صدور قرار بانتفاء وجه الدعوى ثم ظهور أوراق جديدة تحتوى على أدلة جديدة‬
‫بمفهوم المادة ‪ 175‬فإن النائب العام يقدم طلباته لرئيس الغرفة من أجل إعادة فتح التحقيق‬
‫و في انتظار الجلسة أن يصدر أمرا بالقبض أو باليداع ضد المتهم ‪.‬‬

‫المبحث الثامن ‪ :‬البطــلن‬


‫من اختصاصات غرفة التهام النظر في حالت البطلن ‪ .‬هذا الموضوع يحتـاج إلى شرح‬
‫مطول مما ل يسعه المقـام غير أننا نحاول إيجـازه فيما يلــي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫البطلن جزاء موضوعي تقرره غرفة التهام نتيجة تخلف شروط صحة الجراء كلها أو‬
‫بعضها )د‪.‬عبد ال اوهايبية – شرح قانون الجراءات الجزائيـة الجزائري ص ‪(445‬‬
‫فالمنطـق يقتضي وجـوب إتباع إجـراءات التحقيق وفقـا لما نظمه المشرع و إل ما‬
‫الفائـدة من منها إذا كانت مراعاتهـا غير واجبـة )بغدادي الجيللي‪-‬ا التحقيـق‬
‫القضائي ص ‪(.245‬‬
‫و كجزاء لعدم مراعاة تلك الجراءات رتب المشرع عليها البطلن كي يعدم ما كان منها‬
‫مخالفا للقواعد المنصوص عليها في القانون‪-‬ا لكن العيوب التي تشوب التحقيق ليست‬
‫متساوية الثار إذ أن بعض القواعد وجدت لحماية مصالح جماعية تتعلق بالنظام العام و‬
‫أخرى لحماية حقوق الطراف و ثالثة تهدف إلى التنظيم و الرشاد فإن تبثت مخالفتها ل‬
‫ينجز عنها أي أثر ‪.‬‬

‫أول‪ /‬أنواع البطــــــلن‬

‫‪-1‬ابطلن نصي ل اجتهاد فيه أي أن القانون ينص عليه صراحة كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لحكام المادتين ‪-100‬ا و ‪ 105‬المتعلقين بسماع المتهـم و المدعي المدني ما لم يتنازل‬
‫المعني به‪.‬‬
‫‪-2‬ا بطلن ناجم عن عدم مراعاة الجراءات الجوهرية كما تنص على ذلك المادة ‪ 159‬من‬
‫قاج‪.‬‬
‫‪-3‬ا بطلن تتعلق قواعده بالنظام العام تجوز إثارته في أية مرحلة من مراحل الدعوى و لو‬
‫لول مرة أمام المحكمة العليا ‪.‬‬
‫‪-4‬ا بطلن يتعلق بحماية مصالح الطراف و هذا يتعين أن يثيره المعني به أمام محكمة‬
‫الموضوع حتى تناقشه فإن هو أغفله منع عليه اثارته أمام المحكمة العليا م‪-‬ا‪ 501‬ق ا ج‪-‬ا‬
‫ففي مجـال البطلن النصي يمكـن حصر الحالت التالية في قانـون الجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫ا‪-‬ا مخالفة المادة ‪ 104‬المتعلقة بحضور المتهم لول مرة أمام قاضـي التحقيق و‬
‫تبليغه التهمـة مع تنبيهه بأنه حر في الدلء أو عـدم الدلء بأى تصريح و إخباره‬
‫بأن له الحق في اختيار محـام لـه‪.‬‬
‫‪-1‬ا مخالفة أحكام المادة ‪ 105‬التي تفرض عدم سماع المدعي المدني إل بحضور محاميه‬
‫أو استدعائه قانونا ما لم بتنازل عن ذلك‪.‬‬
‫‪-2‬ا عدم الشارة إلى الوقائع موضوع التهام و الوصف القانوني لها في قرار الحالة‬
‫لغرفة التهام وفق للمادة ‪ 198‬ق ا ج ‪.‬‬
‫‪-3‬ا عدم احترام أحكام المادتين ‪ 45‬و ‪ 47‬المتعلقين ببطلن التفتيش خارج الحالت التي‬
‫يجيز القانون فيها دلك بدون رضا المعني ‪.‬‬
‫أما البطلن الناتج عن مخالفة القواعد الجوهرية في الجراءات فلم يحدده المشرع و إنما‬
‫تركه للجتهاد القضائي و ذلك عند كل إخلل بحقوق الدفاع أو خصم في الدعوى و منها‬
‫على سبيل المثال عدم تبليغ الخصوم لجلسة غرفة التهام حسب الجال المحددة بالمادة‪-‬ا‬
‫‪ 182‬ق ا ج‪.‬‬
‫و على أي حال غير ممكن حصر جميع الحالت التي يكون فيها الجراء متعلقا بحقوق‬
‫الطراف لكن المعيار في ذلك هو مراعاة الحكمة من النص التشريعي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫و يجوز للمتضرر منه أن يتنازل عنه صراحة إذ لم يكن متعلقا بالنظام العام م ‪-159‬ا‪ 3‬ق‬
‫ا ج‪.‬‬

‫البطلن المتعلق بالنظام العام‬


‫إذا تبين لغرفة التهام أن الجراء مشوب ببطلن مطلق تعين عليها أن تقضي به و لو من‬
‫تلقاء نفسها و يكون متعلقا بالنظام العام كلما مس شروط تحريك الدعوى العمومية مثل‬
‫الشكوى‪-‬ا الذن المسبق – تقادم الدعوى – قوة الشيء المقضي فيه ‪ /‬قواعد الختصاص‬
‫‪....‬الخ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬متى تجوز اثارة البطلن ؟‬


‫خلفا للتشريع الفرنسي الذي يجيز لجميع الطراف منذ ‪ 1993‬إثارته أثناء سير التحقيق‬
‫فإن المشرع الجزائري اقتصره في هذه المرحلة على القاضي المحقق نفسه أو وكيل‬
‫الجمهورية وفقا للمادة ‪ 158‬ق ا ج ‪.‬‬
‫فإذا تبين لقاضي التحقيق أن إجراءا من إجراءات التحقيق مشوب بالبطلن عليه أن يرفع‬
‫المر لغرفة التهام لبطال هذا الجراء بعد استطلع رأي وكيل الجمهورية و إخطار المتهم‬
‫و المدعي المدني أما وكيل الجمهورية إذا تبين له ذلك فإنه يطلب من قاضي التحقيق‬
‫موافاته بالملف ثم يرسله إلى غرفة التهام لنفس الغرض‪.‬‬
‫ان الحكمة من حصر البطلن في شخص قاضي التحقيق و وكيل الجمهورية في هذه‬
‫المرحلة هو الحيلولة دون عرقلة الخصوم لمسار الدعوى بالسراف في طلبه ‪.‬‬
‫لكن القانون لم يغلق الباب في طلبه من المتهم أو المدعي المدني إذ بإمكان هذا الخير في‬
‫حالة صدور أمر بانتفاء وجه الدعوى أن يستأنفه و يثير ما بدا له أمام غرفة التهام ‪.‬كما‬
‫أن المتهم إذا كان متابعا بجناية فإن القضية تمر وجوبا على هذه الغرفة التي تراقب صحة‬
‫الجراءات و خلل ذلك يمكنـه أن يثير ما يراه باطل ‪ .‬أما إذا كان متابعا بجنحـة و‬
‫تمت إحالته على محكمة الجنح فإن القانون يجيز له إثارة البطلن أمام جهة الحكم وفقا‬
‫للمادة ‪ 161‬ق ا ج ما لم يكن محال من طرف غرفة التهام فإن المحكمة أو المجلس غير‬
‫مخولين بنظر بطلن إجراءات التحقيق لكن ذلك يكون قد منحه فرصة إثارته أمام تلك‬
‫الغرفة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوثائق التي يجوز طلب إبطالها‬

‫إن المادة ‪ 158‬ق ا ج تنص على بطلن إجراءات التحقيق و هي في أدبيات العرف‬
‫القضائي ما يقوم به قاضي التحقيق المر الذي جعل المجلس العلى سابقا يرفض طلب‬
‫البطلن المقدم ضد أعمال الضبطية القضائية أثناء التحريات الولية لكونها أعمال إدارية و‬
‫تؤدى مخالفة قواعدها إلى إجراءات تأديبية )قرار ‪ 33973‬بتاريخ ‪ 2/5/1984‬الجتهاد‬
‫القضائي في المواد الجزائية ج فقرة ‪(.381‬‬
‫لكن محكمة النقض الفرنسية مددت البطلن إلى كل جميع وثائق الجراءات بما في ذلك‬
‫محاضر الضبطية القضائية و هذا بعد التعديل الذي تم عام ‪.1993‬‬

‫‪26‬‬
‫على المادة ‪ 172‬من قانون الجراءات الجزائية الفرنسي إذ أصبحت تنص على "عقود أو‬
‫وثيقة من وثائق الجراءات " بينما كان تحرير المادة السابقة مشابها لنص المادة ‪ 158‬من‬
‫قانون الجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬
‫و يستثني من طلب البطلن الوامر القضائية القابلة للستئناف إذ أن غرفة التهام يمكنها‬
‫أن تلغيها عند استئنافها دون طلب بطلنها ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اثـــر البطلن‬


‫إذا قررت غرفة التهام إبطال إجراء معين فإنها تقضي في نفس الوقت ببطلن الجراءات‬
‫التالية له إن كانت لها علقة به و لها أن تتصدى للموضوع أو تحيل الملف إلى قاضي‬
‫التحقيق نفسه أو لقاض غيره من أجل مواصلة الجراءات )م ‪ 191‬من ق ا ج ( ‪.‬‬
‫أن غرفة التهام مجبرة بمراعاة صحة الجراءات كلما توصلت بالدعوى كاملـة و ذلك في‬
‫إطار استئناف أوامر التسوية أو عن طر يق إرسال المستندات إلى النائب العام )نقض‬
‫جنائي فرنسي ‪-23‬ا‪-4‬ا‪ (1971‬فإن هي أبطلت إجراء ما تعين إبعاد الوثيقة الخاصة به‬
‫من ملف الدعوى و يمنع الرجوع إليها )م ‪ 160‬ق ا ج(‪.‬‬
‫إذا توصلت بالدعوى عن طريق إستئناف أمر قبل غلق التحقيق انحصر نظرها في موضوع‬
‫الستئناف و ل يمكنها تمديده لباقي الجراءات و إل تجاوزت سلطتها على خلف اتصالها‬
‫بملف الدعوى كامل ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المحاضرة الثانية يوم ‪ 15‬مارس ‪2006‬‬

‫‪28‬‬
‫منح المشرع غرفة التاهام اختصاصيات إضيافية عين مهامهيا فيي مج ال التحقييق و‬
‫تاتمثل على الخصوص في ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفصل في تانييييييازع الختصاص‬
‫‪ -2‬ضم و دمج العقيييييوبات الجنائية‬
‫‪ -3‬رد الشأييييييييياء المحجيييييييييوزة‬
‫‪ -4‬مراقبة أعمال الضبطية القضائية‬
‫‪ -5‬رد العتبيييييييييييار القضييييييائي‬

‫أولا ‪ :‬الفصل في تانازع الختصاص‪:‬‬


‫تانص المادة ‪ 363‬من قانون الجإراءات الجزائية على أنه إذا صدر حكم بعدم الختصاص‬
‫بعد تاحقيق قضائي تاحيل النيابة العامة الدعوى وجإوبا على غرفة التاهام ‪.‬‬
‫كما تانص المادة ‪ 437‬من نفس القانون على هذا الجإراء حييين تاقضييي الغرفيية الجزائييية‬
‫بعدم الختصاص بعد تاحقيق قضائي ‪.‬‬

‫لم يقع في تااريخ القضاء الجزائري أن خلقت مادة من مييواد القييانون جإييدل حييادا و‬
‫خلفا دائما لدى الممارسين في الساحة القضائية مثلما وقع في تافسير المادة ‪ 363‬إذ أن‬
‫كل واحد يقرأها من زاويته فتعددت الراء و كثرت التفسيرات علييى مختلييف المسييتويات‬
‫بما فيها المحكمة العليا ‪.‬‬
‫من الناحية التاريخية كانت المادة ‪ 193‬لقانون التحقيق الجنائي تانص على أنييه فييي‬ ‫‪-‬‬
‫حالة الحكم بعييدم الختصيياص النييوعي ميين طييرف محكميية جإنحييية فييي إطيار السييتدعاء‬
‫المباشأر تاأمر في نفس الحكم بإحالة المتهم علييى قاضييي التحقيييق كييي يحقييق معييه علييى‬
‫الوجإه الجنائي‪.‬‬
‫أما إذا قضت بعدم الختصاص بعد تاحقيق قضائي و صار حكمها نهائيا فإن محكميية‬ ‫‪-‬‬
‫النقض هي التي تافصل في التنازع ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وقع تاعديل على هذا القانون بتاريييخ ‪ 1897-12– 08‬فأصييبح بإمكييان المحكميية أن‬ ‫‪-‬‬
‫تالغي أمر قاضي التحقيق القاضي بالحالة عليها و تاعيد القضييية إليييه ليحقييق فيهييا علييى‬
‫الوجإه الجنائي و لما صدر قانون الجإراءات الجزائية عام ‪ 1959‬نصت المادة ‪ 659‬منييه‬
‫في صياغتها الصليه على أنه فييي حاليية وجإييود تانييازع سييلبي بييين أميير قاضييي التحقيييق‬
‫القاضي بالحالة على محكمة الجنييح و حكييم هييذه الخيييرة القاضييي بعييدم الختصيياص و‬
‫الذي صار نهائيا يفصل في النزاع من طرف غرفة التاهام التابعة لنفس المجلس‪.‬‬
‫عدلت هذه المادة بموجإب المر ‪ 529 -60‬بتاريخ ‪ 1960-06-04‬إذ نصت على أن‬ ‫‪-‬‬
‫كل تانازع سلبي كيفما كان تافصل فيه الغرفة الجنائية مما يعتبر رجإوعا الى أحكام قييانون‬
‫التحقيق الجنائي و لزالت هذه المادة الى حد اليوم سارية المفعول‪.‬‬
‫إذن المادة ‪ 363‬تاقابلها حرفيا المادة ‪ 659‬من قانون الجإراءات الجزائية الفرنسييي‬ ‫‪-‬‬
‫في صياغاتاها الولى قبل تاعديلها عام ‪ 1960‬إذ لم تاعمر أكثر من سنة وهكذا نبذها أهلهييا‬
‫في عقر دارها و هي حديثيية العهييد بيالولدة و عيدلت بييأمر تاشييريعي قبييل مناقشييتها ميين‬
‫طرف البرلمان مميا ييدل عل ى الط ابع السيتعجالي فيي تاعيديلها حييث كشيفت التطبيقيات‬
‫الولى لها عن صعوبات ل تاختلف عن تالييك الييتي نعيياني منهييا اليييوم و رغييم ذلييك تابناهييا‬
‫المشرع الجزائري عام ‪ 1966‬فعمرت عشرات السنين دون أن يلتفت إليها أحد بالتعييديل‬
‫أو اللغاء ماعدا إستبدال كلمة مباشأرة بكلمة وجإوبا عام ‪ 1982‬و هو تاعديل ليغير من‬
‫جإوهرها شأيئا بل زاد من تاعقيدها ‪.‬‬
‫لقد حاول القضاء الجزائري أن يتعامل معهييا علييى مضييض و بصييعوبة فأوجإييد بعييد‬ ‫‪-‬‬
‫معاناة قواعد قد ل يتماشأى بعضييها مييع المنطييق القييانوني منهييا منييع غرفيية التاهييام ميين‬
‫مناقشة العباء أو التكييف القانوني في حالة تاحويل القضية عليهييا إثيير صييدور حكييم أو‬
‫قرار بعدم الختصاص النوعي فتحولت بذلك الى مجرد محطة عبور رغييم أن القييانون ل‬
‫ينص على ذلك و لكنه المخرج الوحيد لحل إشأييكالية المييادة ‪ 363‬و كييان بالمكييان إيجيياد‬
‫صيغة أخرى لفك التنازع بين قاضي التحقيق و المحكمة حول طبيعة الواقعة أهي جإنحيية‬
‫أم جإناية و هو ما أوكله المشرع الفرنسي إلى الغرفة الجنائية بمحكميية النقييض رغييم مييا‬
‫في ذلك من طول وقت الفصل حول التكييف لكنه أفضل من الصيغة الحالية في تاشريعنا ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫هناك إمكانية التخفيف من حييدة هييذه المشييكلة فييي ظييل النصييوص الحالييية بتطييبيق‬ ‫‪-‬‬
‫المادة ‪ 180‬من قانون الجإراءات الجزائية التي تاسمح للنائب العييام بسييحب القضييية ميين‬
‫جإدول المحكمة الجنحية قبل بداييية المناقشيية و عرضييها علييى غرفيية التاهييام إذا رأى أن‬
‫الوقائع من طبيعة جإنائية ‪ ،‬فإذا رأت هذه الغرفة أنها فعل كذلك تالغي أمر قاضي التحقيق‬
‫القاضي بالحالة على المحكمة الجنحية وتاأمر بالتحقيق فيها علييى الييوجإه الجنييائي و إذا‬
‫رأت أنها ذات طبيعة جإنحية تاعاد القضية الى جإدول المحكمة المذكورة لكن هييذه الخيييرة‬
‫غير ملزمة برأي غرفة التاهام الموافق عليى تاجنييح الواقعيية إذ يمكنهييا أن تاقضيي بعييدم‬
‫الختصاص علما بأن المادة ‪ 180‬المشار إليهييا يجيوز تاطبيقهيا بغيض النظير عين كييون‬
‫القضييية وردت عليى المحكمية بعيد تاحقيييق قضيائي أو فييي إطيار السيتدعاء المباشأيير أو‬
‫التلبس بالجنحة مالم تاكن غرفة التاهام قد سبق لها و أن نظرت القضييية وأعطييت رأيهييا‬
‫في الوصف فإنه ليس بإمكانها أن تانظرها مجددا في الحالة الولى ‪.‬‬
‫كما يمكن إدخال تاعديل على المادة ‪ 363‬بتوضيح الغييرض ميين الحاليية علييى غرفيية‬ ‫‪-‬‬
‫التاهام و النص صراحة على ذلك بهدف الحالة على محكمة الجنايات وهو ما ذهب إليه‬
‫القضاء على أساس أنها جإهة تاحقيق ليس بوسعها فرض تاكييفها على جإهة الحكييم إذ أن‬
‫هذه الخيييرة تابقييى صيياحبة القييول الفصييل فييي تاليك النقطيية لكين مييع الشأيارة أيضييا إليى‬
‫ضرورة إستيفاء طريقي الطعن بالستئناف أو النقض ضد الحكم أو القرار القاضي بعييدم‬
‫الختصاص في نفس المادة مثلما فعييل المشييرع الفرنسييي فييي صييياغة المييادة ‪ 659‬ميين‬
‫قانون الجإراءات الجزائية الفرنسي قبييل تاعييديلها عيام ‪ 1960‬لكين المشييرع الجزائييري‬
‫تاعمد عدم الشأارة الى ذلك في نفس الم ادة و حوله ا ال ى الم ادة ‪ 545‬المير ال ذي خليق‬
‫غموضا في الربط بين المادتاين ونعتقد أن المشكلة تاتمثل فيي صيياغة النصيوص و عيدم‬
‫الدقة في وضع القواعد فل يتفطن الى الخلل الوارد بها غييير الممارسييين الييذين حنكتهييم‬
‫التجربة المهنية في التعامل معها بعيدا عن الدراسات الكاديمية ‪.‬‬
‫و سنحاول تاشييخيص الختللت الواقعيية فييي تاطييبيق الميادة ‪ 363‬ميين خلل الواقييع‬ ‫‪-‬‬
‫القضائي و ما نجم عن ذلك من إختلف في الراء ‪.‬‬
‫إن الحالة على غرفة التاهام طبقا لهذه المادة ليست محييل نقيياش ميين حيييث المبييدإ‬ ‫‪-‬‬
‫لكن الخلف قائم أساسا حول الفترة الزمنية التي يتم فيها ذلك هل بمجييرد صييدور الحكييم‬

‫‪31‬‬
‫القاضي بعدم الختصاص و بغض النظر عن إستئنافه أم يتعين إستنفاذ طريق الستئناف‬
‫و لماذا؟‬
‫الشأكالية تاتلخص كلها في هذا التساؤل الذي سنحاول الجإابة عليييه بقييراءة متأنييية‬ ‫‪-‬‬
‫للمواد الثلثا ‪ 437-363‬و ‪ 545‬ميين قييانون الجإييراءات الجزائييية محيياولين إسييتخلص‬
‫ارادة المشرع من كل ذلك‪.‬‬
‫تانص المادة ‪ 3-545‬على أن الحكم الصادر عن محكمة الجنح بعدم الختصاص بعد‬ ‫‪-‬‬
‫تاحقيق قضائي يشكل نوعا من أنواع تانازع الختصاص بين القضيياة لكنهييا تاشييترط لييذلك‬
‫وبحرفية نفس النص أن يكون الحكم المذكور نهائيا ‪.‬‬
‫لقد اعتبر البعض أن ما أشأارت إلييه الميادة ‪ 363‬حالية مختلفية عم ا ذكرتايه الميادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 545‬إذ تاحول القضية على غرفة التاهام بمجيرد صيدور الحك م أو القيرار القاضيي بعيدم‬
‫الختصاص دون أن يكون أي منهمييا قييابل للطعيين ل بالسييتئناف ول بييالنقض مرتاكزييين‬
‫على ظاهر عبارة وجإوبا الواردة بالمادة ‪ 363‬دون البحث في باقي شأروط ذلك الحكم ‪.‬‬
‫إن هذا التحليل ل يستسيغه المنطق إذ أن التسليم بذلك يجعييل مييا ورد بنييص المييادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 545‬التي تافرض صيرورة الحكم نهائيا نوعا من العبث لنها تابعد نهائيا ميين التطييبيق و‬
‫يصبح و جإودها بدون معنى مادامت القضية قد رسم طريقها الوحييد نحيو غرفية التاهيام‬
‫رغم أن الشأكالية في كلتا المادتاين واحدة هي اختلف المحكمة مع قاضي التحقيق حييول‬
‫التكييف ‪.‬‬
‫الواقع أن المشرع لم يكن يهدف الى هذه الزدواجإية في الجإييراءات لفييك النييزاع إذ‬ ‫‪-‬‬
‫أن عبارة مع مراعاة المادتاين ‪ 363‬و ‪ 437‬من هييذا القيانون كيان الهيدف منهييا تاحديييد‬
‫الجهة التي تافصل في النزاع و التي سبق أن عينتها المادة ‪ 363‬و حتى ل يكرر ما سبق‬
‫ذكره بوجإوب الحالة على غرفة التاهام أشأار فقط الى المادة ‪ 363‬التي تانييص علييى ذلييك‬
‫علما بأن هذه المنهجية في صياغة نصوص القانون متعارف عليها و لم يكن يقصد بذلك‬
‫عزل تالك الحالة عما جإاء بالمادة ‪. 545‬‬
‫إذن المسألة واحدة و ليس منطقيا أن يضع المشييرع لهييا حلييين مختلفييين بييل حلهييا‬ ‫‪-‬‬
‫واحد هو إنتضار إستنفاذ طريق الطعن بالستئناف أو النقض حسييب الحاليية قبييل تاحويييل‬
‫القضية على غرفة التاهام و هو اجإتهاد المجلس العلييى سييابقا ] قييرار ‪ 40779‬بتاريييخ‬

‫‪32‬‬
‫‪ – 21/05/1985‬المجلة القضائية عدد ‪ 32‬لعام ‪ [ 1989‬و أيضا اجإتهاد الغرفة الجنائية‬
‫حاليا التي رفضت الطعن ضد قرارات لغرفة التاهام رفضت الحالة قبل أن يصييبح الحكييم‬
‫القاضي بعدم الختصاص نهائيا ‪.‬‬
‫يرى السيد بغدادي الجيللي في كتابه التحقيق ص ‪ 229‬أن التنازع في الختصاص‬ ‫‪-‬‬
‫النوعي يستوجإب تاحقيقه حسب النصوص الجديدة تاوفر الشروط التاية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تاطرح دعوى قضائية عن واقعة معينة على قاضيي التحقييق فييأمر بإحالتهييا بوصيف‬
‫الجنحة على محكمة الجنح ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تاقضي هذه الجهة بعدم إختصاصها لن الواقعة تاشكل جإناية‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكتسب الحكم قوة الشيء المقضي لعدم وقوع الطعن فيه بالستئناف ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ينشأ عن المر بالحالة و الحكم بعدم الختصاص تاعطيل سير الدعوى ‪.‬‬
‫إن الهدف من الحالة على غرفة التاهام هو فتح إنسداد طريق السير بالدعوى بعييد‬ ‫‪-‬‬
‫أن فات أجإل الطعن بالستئناف أو النقض علما بأن المحكميية العليييا مخوليية قانونييا لنظيير‬
‫التكييف الذي هو مسألة قييانون و ليييس مسييألة واقييع اللهييم إذا كييان الميير متعلقييا بحكييم‬
‫محكمة الجنايات فإن إجإابة هذه الخيرة على أركان الجريمة و إقتناعهييا بوجإودهييا يمنييع‬
‫تادخل المحكمة العليا من مناقشة الوصف الذي اقتنعت به محكمة الموضوع‪.‬‬
‫من أهم مظاهر إنسداد طريق السير بالدعوى بعد صدور الحكم بعدم الختصيياص و‬ ‫‪-‬‬
‫إستنفاذ طريق الطعن ضده أن وكيل الجمهورية ل يجد مخرجإا للتصييرف فييي الييدعوى إذ‬
‫ليستطيع إحالتها على قاضي التحقيق لن هذا الخير سوف يرفض التحقيييق فيهييا و قييد‬
‫سبق أن أبدى رأيه حولهيا بإحالتهييا علييى محكميية الجنييح و هييو مييا جإعييل المشييرع يييأمر‬
‫بإحالتها على غرفة التاهام لسباب عدة ‪.‬‬
‫‪ -1‬لن محكمة الجنايات ل تاتصل بالقضايا إل عن طريق هذه الغرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬لن التحقيق في مادة الجنايات يتم على درجإتين قاضي التحقيق و غرفة التاهام‬
‫‪ -3‬و لن أمر الحالة علييى محكميية الجنييح الييذي سييبق أن أصييدره قاضييي التحقيييق ليجييوز‬
‫إلغاؤه إل من طرف تالك الغرفة و عدم إلغائه مع الحاليية علييى محكميية الجنايييات يييؤدي الييى‬
‫نقض القرار لوجإود تاناقض في الجإراءات ‪.‬‬
‫هذه السباب الثلثة كانت وراء وجإود المادة ‪.363‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪33‬‬
‫بقيت الشأارة الى المادة ‪ 437‬التي تاحييل عليى الميادة ‪ 363‬عنيد القتضياء ذليك أن‬ ‫‪-‬‬
‫الغرفة الجزائييية بييالمجلس إذا تاييبين لهييا أن وصييف الواقعيية تاشييكل جإناييية تاقضييي بعييدم‬
‫الختصاص سواء كانت القضية محالة من جإهة التحقيق أو بنيياء علييى إسييتدعاء مباشأيير‬
‫أو في إطار التلبييس بالجنحيية و لتاطبيق الميادة ‪ 363‬إل فيي الحاليية الولييى أي إذا كيانت‬
‫القضية محالة بعد تاحقيق قضائي ذلك أن النيابيية العاميية لتاجييد صييعوبة فييي التعامييل مييع‬
‫القضية عند القضاء بعدم الختصاص بنيياء علييى إسييتدعاء مباشأيير أو فييي إطييار التلبييس‬
‫بالجريمة إذ تاحيلها على قاضي التحقيييق ليبحييث فيهيا عليى الييوجإه الجنييائي لييذلك وردت‬
‫عبارة عند القتضاء بالمادة ‪ 437‬لتشير الى وجإود حالت لتاطبق فيها المادة ‪. 363‬‬

‫هناك إتاجاه مخالف لما قلناه و ملخصه مايلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -1‬أن القضية تاحال على غرفة التاهام بمجرد صييدور الحكييم بعييدم الختصيياص بعييد تاحقيييق‬
‫قضائي ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذا الحكم غير قابل للستئناف‬
‫و يرتاكز في تابريره ذلك بما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن المييادة ‪ 416‬ميين قييانون الجإييراءات الجزائييية الييتي تانييص علييى إسييتئناف الحكييام‬
‫الصييادرة فييي مييادة الجنييح لتانييص صييراحة علييى جإييواز إسييتئناف الحكييام القاضييية بعييدم‬
‫الختصاص ‪.‬‬
‫ب‪-‬إن مسألة التكييف قد يطول أمد الفصل فيها بوصولها الى المحكميية العليييا بييدل حسييمها‬
‫أمام محكمة الجنايات التي لها الختصاص الشمولي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن تاأييد المجلس للحكم المستأنف الفاصل بعدم الختصيياص يفييرض ميين جإديييد تاطييبيق‬
‫المادة ‪ 363‬وهو الطريق الذي يتعين إتاباعه دون قبول الستئناف ‪.‬‬

‫رأينا في هذا أن العبرة في تاحديد الحكام القابليية للسييتئناف بالجهيية المصييدرة لهييا‬ ‫‪-‬‬
‫وليس بمحتوى تالك الحكام إذ ليتصور وجإود حكم جإنائي صادر عن محكمة جإنحية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫و للدللة أكثر على عدم صحة هييذا التييوجإه أن الحكييام القاضييية بعييدم الختصيياص‬ ‫‪-‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 362‬لم يعترض أحد على إستئنافها و هي التي تاصييدر إثيير إسييتدعاء مباشأيير‬
‫أو في إطار التلبس بالجريمة و لها نفس المحتوى ‪.‬‬
‫إن الدرجإة الثانية من التقاضي أوجإييدها المشييرع لتصييحيح مييا قييد يقييع ميين اخطيياء‬ ‫‪-‬‬
‫قانونية أو موضوعية في الدرجإة الولى و الحكم القاضي بعدم الختصاص ليييس مجييردا‬
‫من تالك الخطاء فلبد من مراجإعته على مستوى المجلس إما بالتأييد أو باللغاء ‪.‬‬
‫أما القول بأن مسألة التكييف قد يطول الفصل فيهييا بإسييتعمال الطعييون قبييل الفصييل‬ ‫‪-‬‬
‫في الموضوع فهذا تابرير غير قانوني إذ أن الييوقت لييم يكيين يومييا معيييارا لتحديييد الجهيية‬
‫المختصة بل إن ذلك قفز على المراحل التي رسمها القانون و اوجإيب إتاباعهيا و إذا أرييد‬
‫إختصارها فإن ذلك من مهمة المشرع الذي كان بإمكانه النييص صييراحة علييى أن الحكييم‬
‫القاضي بعدم الختصاص غير قابل للستئناف و نعتقد أنه لن يفعل ذلك‪.‬‬
‫أمييا رفييض السييتئناف شأييكل علييى أسيياس أن المجلييس قييد يؤيييد الحكييم القاضييي بعييدم‬
‫الختصاص مما يوجإب تاطبيق المادة ‪ 363‬فهو حكم مسبق و مبني علييى الفييتراض إذ ليييس‬
‫بالضرورة أن يقضي بتأييده بل قد يلغيه و يفصل في الموضوع و هييو أقصيير طريييق لنهيياء‬
‫الدعوى إن سلمنا جإدل بقضية ربح الوقت‪.‬‬

‫لذا فإن الحالة على غرفيية التاهييام قبييل فييوات ميعيياد طريييق الطعيين بالسييتئناف أو‬ ‫‪-‬‬
‫بالنقض أو قبل الفصل في ذلك الطعن أمر سابق لوانه و هو التاجاه الذي تاطبقه الغرفيية‬
‫الجنائية حاليا إستمرارا للجإتهاد السابق لها منذ عشرات السنين‪.‬‬

‫* ‪ -‬إحالة القضية من طرف غرفة التاهام على محكمة الجنح‬


‫‪ -‬قد يحدثا أن تاحيل غرفة التاهام قضية على محكمة الجنييح فتقضييي هييذه الخيييرة بعييدم‬
‫إختصاصها أو يستأنف الحكم فتقضي الغرفة الجزائية بذلك فما هو مجييال تاطييبيق المييادة‬

‫‪35‬‬
‫‪ 363‬في هذه الحالة ؟ وهل يجوز لغرفة التاهام أن تاقبييل الحاليية عليهييا مجييددا و تافصييل‬
‫عكس ما سبق لها أن فصلت به ؟‬
‫أكيد أن ذلك ليجييوز و أنييه ميين المبييادئ المكرسيية قانونييا و قضيياء أن الجهيية القضييائية‬
‫الواحدة غير مسموح لها بإصدار حكمين أو قرارين متناقضين في قضية واحدة مالم يتم‬
‫إلغاء الول منهما من طرف الجهة التي لها سلطة ذلك ‪.‬‬
‫فييإذا اسييتنفذ الحكييم أو القييرار طريييق الطعيين بالسييتئناف أو النقييض تارفييع القضييية الييى‬
‫المحكمة العليا بصفتها أعلى درجإة مشتركة من أجإل الفصل في تانازع الختصيياص وفقييا‬
‫للمادة ‪ 546‬من قانون الجإراءات الجزائية و يجوز للمحكمة العليا إن تام الطعن بييالنقض‬
‫ضد القرار القاضي بعدم الختصاص أن تافصل مسبقا في الختصاص بإلغاء قرار غرفة‬
‫التاهام و الحالة عليها إذا تابين لها أن الواقعة تاشييكل بعناصييرها المتييوفرة جإناييية و إذا‬
‫تابين لها أنها جإنحة تانقض قرار الغرفة الجزائية و يبقى الثاني صحيحا ‪.‬‬

‫‪ - *-‬هل يجوز لغرفة التاهام أن تاناقش التكييف الوارد عليها من جإهة الحكم ؟‬
‫لقد رسخ القضاء مبدأ مفاده أن غرفة التاهام بعد إحالة القضية عليها إثر صدور حكم أو‬
‫قرار بعدم الختصاص ل يجوز لها أن تاعييد مناقشة التكييييف بييل يتعييين عليهييا أن تاحيييل‬
‫القضية على محكمة الجنايات مهما كان موقفها من هذا التكييف و لمحكميية الجنايييات أن‬
‫تافصل في ذلك بمقتضى الختصاص الشمولي الذي خوله لها المشرع ‪.‬‬

‫‪ -‬إن هذا التوجإه له ميين العيييوب مييا يجعلييه عرضيية للنقييد ‪ ،‬ذلييك أن غرفيية التاهييام وهييي‬
‫مشكلة من قضاة لهم تاجربة و حنكة في الممارسة القضائية ليس بوسعها العتراض علييى‬
‫الوصف القيانوني للواقعيية اليذي أصييبغه عليهيا قاضييي الحكييم فييي الدرجإيية الولييى منفييردا‬
‫فتصبح بذلك مجرد جإسر يوصل القضية الى محكمة الجنايات كما سبق القييول و العليية فييي‬
‫ذلك أنها جإهة للتحقيق و تاكييفها أخف وزنا من تاكييف جإهة الحكم فهي ل تاملك إل التكييف‬
‫المؤقت مما يجعلها عاجإزة عن معارضة الوصف الخر ‪.‬‬
‫‪ -‬و في جإميع الحوال فإن مراجإعة المادة ‪ 363‬باتات ضييرورية لفييك الخلف القييائم حييول‬
‫قراءاتاها المتعددة إما بتعديليها أو إلغائها و إيجاد بديل لها و هو مييا كييان يتعييين القيييام بييه‬

‫‪36‬‬
‫منذ إدراجإها في تاشريعنا لكنها بقيت في مأمن من كل تاغيير عبر كل التعديلت الييتي طييرأت‬
‫على قانون الجإراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفصل في ضم و دمج العقوبات‬
‫‪ -‬إذ تاعددت الملحقات القضائية و صدرت عدة أحكام أو قرارت بالدانة و كييانت الوقييائع‬
‫ل يفصل بينها حكم نهائي جإاز دمج تالك العقوبات فتطبق الشأد منهييا فقييط و يصييبح هييذا‬
‫الدمج وجإوبيا إذا كانت العقوبات المقضييى بهييا ليسييت ميين طبيعيية واحييدة أي أن بعضييها‬
‫جإنحية و أخرى جإنائية فإذا كانت مين طبيعية واحيدة أي جإنحية ميع جإنحية أو جإنايية ميع‬
‫جإناية يجوز ضمها كلها أو بعضها بحكم أو قرار مسبب في حييدود الحيد القصييى المقييرر‬
‫قانونا للعقوبة الشأد ] م ‪ 35‬ق ع [‪.‬‬
‫‪ -‬تافصل في طلب الضم و الدمييج آخيير جإهيية قضيائية أصييدرت العقوبيية لكين إذا كييانت‬
‫هناك عقوبة جإنائية فإن غرفة التاهام هي التي تافصل في الطلييب لكييون المحكميية ل‬
‫تانعقد إل في دورات و على إعتبار أن هذا الطلب يدخل في إشأكالت التنفيييذ للحكييام‬
‫الجزائية فتكون هي مختصة بالفصل فيه و فقا للمادة ‪ 9‬من قييانون تانظيييم السييجون‬
‫و للمحكمة العلييا إجإتهياد غزيير فيي هيذه النقطية ) أنظير كتياب الجإتهياد القضيائي‬
‫للغرفة الجنائية ص ‪ 295‬و ما يليهيا( و قيد عوضيتها الم ادة ‪ 14‬مين قيانون تانظييم‬
‫السجون لعام ‪. 2005‬‬

‫كما وقع لبس بين الضم و الدمج إذ أن بعض المحكوم عليهييم طلبييوا الدمييج فقضييت‬
‫غرفة التاهام برفض الضم و هي تاقصد بذلك رفض الدمج ‪ .‬فالضم هو جإمع مدة العقوبيية‬
‫الولييى مييع الثانييية فييإذا كييانت الولييى ‪ 6‬سيينوات و الثانييية ‪ 4‬سيينوات أصييبحت العقوبيية‬
‫المطبقة ‪ 10‬سنوات أما في حالية الدميج فيإن الشأيد تامتيص الخيف لتصيبح فيي المثيال‬
‫المذكور ‪ 6‬سنوات ‪ .‬و لشرح هذه المبادئ أكثر نييورد نييص قييرار كامييل للغرفيية الجنائييية‬
‫بتاريخ ‪. 15/02/2006‬‬

‫‪37‬‬
‫الجمهوريــة الجزائريـة الديمقراطــية‬
‫الشعـبـيـــة‬ ‫المحكمة العليا‬
‫الغرفة الجنائية‬
‫باســـم الشعب الجزائري‬ ‫القسم الول‬

‫قرار‬
‫قضية رقم ‪:‬‬
‫أصدرت المحكمة العليا الغرفة الجنائية في جلستها‬ ‫‪387912‬‬
‫العلنية المنعقدة بتارييييييخ ‪ 15‬فيفري ‪.2006‬‬ ‫فهرس رقم‪:‬‬
‫وبعد المداولة القانونية القرار التآي نصه‪:‬‬
‫تااريخ قرار‪:‬‬
‫‪15-02-2006‬‬
‫بين‪ ،******** :‬الموقوف بمؤسسة إعادة التأهيل بتازولت‪ ،‬الوكيل‬
‫عنه الستاذ جيلني يزيد المحامي المقبول لدى المحكمة العليا والكائن‬
‫مقره بـ ‪ 01‬نهج فرانس فانون سطيف‪.‬‬ ‫قضيية ‪:‬‬
‫الطاعن بالنقض من جإهة‬
‫وبين النيابة العامة‪،‬‬
‫المطعون ضدها بالنقض من جإهة أخرى‬
‫ضد ‪:‬‬
‫النيابة العامة‬
‫‪ -‬بعد الستمــاع إلى السيد مختار سيدهم المستشار المقرر في تالوة‬
‫تاقريره المكتوب وإلى السيد عيبودي رابح المحامي العام في طلباتآه‬
‫الكتابية‪،‬‬
‫‪ -‬وبعد الطلع على الطعن بالنقض المرفوع من طرف ****** ضد‬
‫قرار غرفة التآهام لمجلس قضاء المسيلة الصادر بتاريخ ‪-12-27‬‬
‫‪ 2004‬القاضي برفض دمج العقوبات المقضي بها عليه‪.‬‬ ‫الصفحة ‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-‬حيث أن الطعن إستوفى أوضاعه القانونية فهو مقبول شكل‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أن المحامي العام لدى المحكمة العليا قدم طلباتآه الكتابية الرامية إلى‬ ‫قضية رقم ‪:‬‬
‫رفض الطعن لعدم جوازه‪.‬‬ ‫‪387912‬‬
‫‪ -‬حيث أن الطاعن أودع مذكرة بواسطة محاتآميه الستاذ جيلني يزيد أثار‬ ‫فهرس رقم‪:‬‬
‫فيها وجهين للنقض‪.‬‬
‫تااريخ قرار‪:‬‬
‫عن الوجإه المثار تالقائيا من المحكمة العليا والمأخوذ من الخطأ في تاطبيق‬ ‫‪15-02-2006‬‬
‫القانون‪:‬‬
‫‪ -‬حيث يتبين من وثائق الملف أن الطاعن تآمت إدانته من طرف محكمة‬
‫الجنايات لمجلس قضاء المسيلة يوم ‪ 1996-11-25‬بتهمة السرقة الموصوفة‬
‫وعوقب بعشر سنوات سجنا‪،‬‬
‫‪ -‬كما تآمت إدانته من طرف نفس المحكمة يوم ‪ 2000-04-03‬بجرائم تآكوين‬
‫جمعية أشرار والسرقة الموصوفة وانتحال وظيفة وعوقب بسبع سنوات‬
‫سجنا‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أن وقائع الحكم الول تآعود إلى عام ‪ 1993‬وأما الثاني فوقائعه تآعود‬
‫إلى عام ‪ 1994‬أي أنه ل يوجد حكم نهائي بينها وقد حاز كل من الحكمين‬
‫قوة الشيء المقضي‪،‬‬
‫‪ -‬حيث أن القرار المطعون فيه رفض طلب الطاعن على أساس أن العقوبتين‬
‫المحكوم بهما ل تآصل في مجموعهما ‪ 20‬سنة دون تآوضيح آخر‪.‬‬
‫‪ -‬حيث يتيعن شرح المادة ‪ 35‬من قانون العقوبات مجددا والقول أن القاعدة‬
‫العامة إذا ارتآكب شخص ما جرائم متعددة في أوقات مختلفة وجبت إحالته‬
‫بكل هذه الجرائم وتآكون المحكمة ملزمة بإصدار عقوبة واحدة ضده عن تآلك‬
‫الجرائم وفقا للمادة ‪ 34‬من نفس القانون فإذا كان قد أحيل عن كل منها‬
‫منفردة ولم يفصل بينها حكم نهائي وصدرت عقوبات متعددة بسبب تآعدد‬
‫المحاكمات فإن المر يحتمل حلين‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت العقوبات المقضى بها من طبيعة مختلفة أي جنحة مع جناية فإن‬
‫الشد تآمتص الخف لتطبق الولى وحدها وهو ما يسمى بدمج العقوبات‬
‫المر الذي نصت عليه الفقرة الولى من المادة ‪ 35‬من نفس القانون وليس‬
‫لغرفة التآهام الخيار في ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت العقوبات المقضى بها من طبيعة واحدة أي جناية مع جناية أو‬
‫جنحة مع جنحة يجوز لغرفة التآهام أن تآتخذ أحد الموقفين‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تآدمج الخف في الشد لتطبق هذه الخيرة وحدها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تآضم جزءا من العقوبة الخف أو كلها إلى الشد دون أن يتجاوز‬ ‫قضية رقم ‪:‬‬
‫ذلك الحد القصى المقرر قانونا للعقوبة الشد على أن يكون هذا بقرار‬ ‫‪387912‬‬
‫مسبب‪.‬‬ ‫فهرس رقم‪:‬‬
‫ومن خلل هذا التحليل يتضح وأن غرفة التآهام بإمكانها أن تآدمج العقوبات‬
‫حتى لو كانت من طبيعة واحدة‪.‬‬ ‫تااريخ قرار‪:‬‬
‫كما يمكنها أن تآضمها جزئيا أو كليا مع تآسبيب هذا الضم الذي ليس في‬ ‫‪15-02-2006‬‬
‫صالح المحكوم عليه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫حيث أن القرار المطعون فيه ذكر بأن الطاعن طلب الضم والواقع أنه‬
‫طلب الدمج والفرق بينهما شاسع ثم أنه لم يوضح تآوجهه نحو الضم وأسباب‬
‫ذلك مما جعله مشوبا بالقصور في التعليل المر الذي يعرضه إلى النقض‬
‫دون حاجة إلى مناقشة الوجهين المثارين من الطاعن واللذين هما غير‬
‫مؤسسين‪.‬‬
‫فلهذه السباب‬
‫تاقضي المحكمة العليا الغرفة الجنائية‪:‬‬
‫بقبول الطعن شكل وموضوعا‪ ،‬وبنقض وإبطال القرار المطعون فيه وإحالة القضية‬
‫والطراف أمام نفس الجهة القضائية مشكلة تآشكيل آخر للفصل فيها مجددا المصاريف‬
‫على الخزينة العمومية‪.‬‬
‫بدا صدر القرار بالتاريخ المذكور أعله من قبل المحكمة العليا الغرفة الجنائية المتشكلة‬
‫من السادة‪:‬‬
‫رئيس الغرفة‬ ‫بليت إسماعيل‬
‫المستشار المقرر‬ ‫سيدهم مختار‬
‫المستشار‬ ‫بزي رمضان‬
‫المستشار‬ ‫بوبترة محمد الطاهر‬
‫بحضور السيد عيبودي رابح المحامي العام‬
‫وبمساعدة السيد بوظهر نبيل أمين الضبط‬

‫أمين الضبط‬ ‫المستشار المقرر‬ ‫رئيس الغرفة‬

‫‪40‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الفصل في طلبات رد الشأياء المحجوزة ‪:‬‬
‫‪ -‬لغرفة التاهام الختصاص في نظر طلبات رد الشأياء المحجييوزة تاحييت يييد القضيياء إمييا‬
‫بتظلييم ميين الييذي رفييض طلبييه قاضييي التحقيييق وفقييا للمييادة ‪ 86‬ميين قييانون الجإييراءات‬
‫الجزائية و إما بعريضة من الشخص الذي يدعى أن له الحق على تالك الشأياء بعد أن لييم‬
‫تافصل فيها محكمة الجنايات وفقا للمادة ‪ 316‬ق ا ج‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا كانت هناك إدانة من طرف هذه المحكمة ل يتم الرد إل بعد إستنفاذ طريييق الطعيين‬
‫بالنقض ‪.‬‬
‫‪ -‬فإن رفع هذا الطعن فعل يتعين رفض الطلب على حاله الى أن تافصل المحكمة العليييا ‪.‬‬
‫لكن في حالة البراءة يجوز رد تالك الشأياء بغض النظر عن الطعن بالنقض و هذا تاطبيقا‬
‫لنص المادة ‪ 316‬التي تاشترط الدانة من أجإل القضاء بالرفض ‪.‬‬
‫‪ -‬إن غرفة التاهام ليست جإهة عليا لمحكمية الجناييات ‪ ،‬ليذلك ليييس بإمكانهييا أن تاصيحح‬
‫اخطاءها و تاقضي بمصادرة الشأياء التي كان يتعين مصادرتاها كعقوبة تاكميلية لن هييذه‬
‫العقوبة ل يجوز القضاء بها إل مع الحكم الفاصل في الموضوع فإن لم يتم ذلك أصييبحت‬
‫مستبعدة من مجال التطبيق و لم من طرف نفس المحكمة ‪.‬‬
‫‪ -‬و ميين الخطيياء الييتي تاقييع فيهييا غرفيية التاهييام حلولهييا محييل تالييك المحكميية فتقضييي‬
‫بالمصادرة كعقوبة تاكميلية ذلك أن جإهة قضائية صادرت سيارة معللة قض اءها بيأن تاليك‬
‫السيارة استعملت في عمليات إرهابية لنقل المؤونة بينما أغفلت محكمة الجنايات الفصل‬
‫في ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬و خلصة القيييول أن غرفييية التاهيييام عييليها أن تامييييييز بييييين حييييالتيييييييييييييين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إذا كانت الشأياء المحجييوزة ميين الممكيين أن تاصييادر كعقوبيية تاكميلييية لكيين محكميية‬
‫الجنايات لم تافصل فيها وجإب ردها لمن يدعي أن لييه حقيا عليهيا و أن مصييادرتاها تاشييكل‬
‫خطأ في تاطبيق القانون ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا كان من الممكن مصادرتاها كتدبير من تادابير المن جإاز ذلك وفقا للمادة ‪ 25‬ميين‬
‫قانون العقوبات لنها في هذه الحالة ضد الشيء و ليست ضد الشييخص و ل يتييم هييذا إل‬

‫‪41‬‬
‫إذا كانت حيازة أو استعمال أو حمل أو بيع هذه الشأياء يشييكل جإريميية مثلمييا هييو الشييأن‬
‫فييي المخييدرات و السييلحة النارييية فييإن كييانت ميين الشأييياء المحجييوزة الخييرى غييير‬
‫المحظورة حظرا مطلقا جإاز ردها للغير حسن النية و هو ماقضت به المحكمية العلييا فيي‬
‫قرارات عديدة وفقا للمادة ‪ 25‬فقييرة ‪ 2‬ميين قييانون العقوبييات لكيين مييع التنييبيه علييى أخييذ‬
‫الحيطة في هذا في هذا المجال الذي يصعب فيه التمييز بين حسن و سيء النييية و يبقييى‬
‫تاقدير ذلك لمحكمة الموضوع ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مراقبة أعمال ضباط الشرطة القضائية‬


‫‪ -‬خول المشرع غرفة التاهام مراقبة أعمال ضباط الشرطة القضييائية ميين خلل المييواد‬
‫‪ 206‬الى ‪ 211‬من قانون الجإراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يتبع هوؤلء الضباط الييى الجهيية الوصييية عليهييم – وزارة الداخلييية أو وزارة الييدفاع‬
‫الوطني و أخطيياؤهم تاعرضييهم لعقوبييات ميين طييرف رؤسييائهم السييلميين‪ .‬لكيين موضييوع‬
‫الضييبطية القضييائية يكتسييي أهمييية بالغيية بالنسييبة للحريييات الفردييية الميير الييذي جإعييل‬
‫المشرع ليكتفي برقابة المسؤولين الداريين بييل مييدد ذلييك الييى السييلطة القضييائية الييتي‬
‫يمكنها أن تاعاين الخطاء أكثر من غيرها و جإعلهييا السييلطة الوحيييدة الييتي تانفييذ أوامرهييا‬
‫عنييد التحييري عيين الجرائييم أو تانفيييذ النابييات القضييائية مييع مراعيياة المييادة ‪ 28‬قييانون‬
‫الجإراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يشرف عليى ضييباط الشييرطة القضييائية النيائب العيام اليذي يمسيك ملفياتاهم الشخصييية‬
‫وينقطهم بمعية وكيل الجمهورية ] م ‪ 18‬مكرر ق ا ج [و تاتم مراقبتهم مين طيرف غرفية‬
‫التاهام ]م ‪ 206‬ق ا ج [ مع الشأارة الى أن غرفيية التاهييام لمجلييس قضيياء الجزائيير هييي‬
‫الييتي تاتييولى مراقبيية ضييباط الشييرطة القضييائية التييابعيين للميين العسييكري و هييذا علييى‬
‫المستوى الوطني ]م ‪ 207‬ق ا ج [‪.‬‬

‫ل تاراقييب غرفيية التاهييام إل العمييال القضييائية أمييا الدارييية فإنهييا تاخييرج ميين نطيياق‬
‫صلحياتاها ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫و من الخطاء التي يمكن أن تاعرض ضباط الشييرطة القضييائية للتييأديب تاجيياوز الزميين‬
‫المحدد في التوقيف للنظر أو القيام بتفتيش خييارج الييوقت المحييدد قانونييا إلييخ‪ ...‬و علييى‬
‫العموم كل مخالفة يرتاكبها الضابط أثناء ممارسته لمهامه ‪.‬‬
‫كان أعوان الضبط القضائي و بعض المييوظفين القييائمين بأعمييال الضييبطية القضييائية‬
‫غير معنيين بمراقبة غرفة التاهام و يخضعون في مرابة أعمالهم الى رؤسائهم السلمين‬
‫لكن المشرع عدل المادة ‪ 206‬من قانون الجإراءات الجزائية عام ‪ 1989‬فأصبحت تانص‬
‫على مايلي ‪:‬‬
‫تاراقب غرفة التاهام أعمال ضابط الشرطة القضائية و المييوظفين و العييوان المنوطيية‬
‫بهم بعض مهام الضبط القضائي الذين يماسون حسب الشروط المحددة في المييواد ‪ 21‬و‬
‫التي تاليها من هذا القانون ‪.‬‬

‫و بالرجإوع الى تالك النصوص يتبين و أن المعنيين بهذه المراقبة هم ‪:‬‬


‫‪ -1‬ضباط الشرطة القضيائية كميا هيي محيددة ق ائمتهم بالميادة ‪ 15‬مين قيانون الجإيراءات‬
‫الجزائية ‪.‬‬
‫‪ -2‬رؤساء القسام و المهندسون و العوان الفنييون و التقنييون المختصيون فييي الغابيات‬
‫عند معاينتهم لمخالفات تاتعلق بقانون الغابات و تاشريع الصيد ‪.‬‬
‫‪ -3‬ذوو الرتاب في الشرطة البلدية‪.‬‬
‫‪ -4‬الموظفون و أعوان الدارات و المصالح العمومية الذين يماسون بعض سلطات الضبط‬
‫القضائي بموجإب قوانين خاصة في الحدود التي تاحددها تالك القوانين‪.‬‬
‫كل هؤلء تاجوز مساءلتهم تاأديبيا أمام غرفة التاهييام و لييو أن بعضييهم ليسييت لييه صييفة‬
‫ضابط للشرطة القضائية لكنه مكلف ببعض أعمالها في حدود إختصاصييه و رغييم أن المييواد‬
‫‪ 207‬الى ‪ 211‬ل تاشيير إل لضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫* ‪ -‬الجإيييييييييييييراءات‬
‫تانظيييير غييييرفة التاهييييام قضية التأديب بطريقين ‪.‬‬
‫‪ - 1‬يقوم النائب العام بإخطارها عما لحظه من تاصرفات ضد الضابط المعني ‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكنها أن تاستخلص الخطأ ميين خلل دراسيية قضييية مطروحيية عليهييا فتييأمر بييإجإراء‬
‫تاحقيق و تاسمع طلبات النائب العام ‪.‬‬
‫يسمع الضابط المعني الذي يمكن من الطلع على ملفه المحفوظ بالنيابة العامة فإذا كان‬
‫عسكريا يحول ملفه بواسطة وكيل الجمهورية العسكري المختييص إقليميييا لجإييل الطلع‬
‫عليه ‪ .‬و يجوز للمعني أن يستحضر محاميا للدفاع عنه ‪.‬‬

‫* ‪ -‬الييعييييقيييوبيييييييييات‬
‫إذا ثبث الخطأ في حق الضابط تاصدر غرفة التاهام قرارا تاأديبيا في حقييه حسييب جإسييامة‬
‫الخطأ إما بتوجإيه ملحظات إليه أو إيقافه مؤقتا عن عمله كضابط للشييرطة القضييائية أو‬
‫نزع تالك الصييفة عنييه نهائيييا ]م ‪ 209‬ق ا ج [ ‪ .‬فييإذا تاييبين و أنييه ارتاكييب جإريميية تارسييل‬
‫الملف الى النائب العام لتقرييره المتابعيية ‪ .‬أمييا إذا كيان عسيكريا فيإن المليف يرسييل اليى‬
‫وزير الدفاع ليتخذ الجإراء اللزم ‪.‬‬
‫تابلغ قرارات غرفة التاهام الصادرة في هذا الشأن بسييعي ميين النييائب العييام الييى السييلطة‬
‫التي يتبعها الضابط ‪.‬‬
‫رغم أن القرار له صبغة تاأديبية إل أن القانون ل يمنع الطعن فيه بالنقض‪.‬‬

‫خامسا – رد العييتبييييار القضائي‬


‫‪ -‬هناك نوعان من رد العتبييار الول قييانوني نصييت عليييه المادتاييان ‪ 678 – 677‬ميين‬
‫قانون الجإراءات الجزائية و هو ل يعني غير العقوبيات البسييطة اليتي لتاتجياوز سينتين‬
‫حبسا وحيدة أو مجتمعة مما يعني أن العقوبات التي لتاتجيياوز ذلييك ليييرد فيهييا العتبييار‬
‫بقوة القانون مهما طال أمدها ‪.‬‬
‫أما الثاني فهو قضائي نصت عليه المواد ‪ 679‬الى ‪ 693‬من نفس القانون ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬شأييييروطيييييييه‪:‬‬
‫يتم رد العتبار القضائي بناءا علييى طلييب المعنييي أثنيياء حييياتاه و بعييد وفيياتاه بطلييب ميين‬
‫أصوله أو فروعه أو زوجإه خلل سنة بعد الوفاة ‪.‬‬
‫قبل تاقديم الطلب يتعييين مراعياة مييرور ثلثا سيينوات ابتييداء ميين تااريييخ الفييراج أو دفييع‬
‫الغرامة في مادة الجنح و خمس سنوات في العقوبات الجنائية ‪ .‬فيإذا كيان محكومييا عليى‬
‫الطالب بالحبس و الغرامة و لم يسدد هذه إل في تااريخ لحق للفراج عنه يحتسب الجإل‬
‫من تااريخ تاسديدها ‪.‬‬
‫تارفع الجإال في حالة العود القانوني أو ارتاكاب جإريمة بعد رد اعتبار سابق ‪.‬‬
‫‪ -1‬الى ست سنوات في حالة الحكم من جإديد بعقوبة جإنحة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الى عشر سنوات إذا كييييانيييييييييييت جإيييييييينيييييائييييييية ‪.‬‬
‫قبل النظر في الطلييب يتعييين علييى الطييالب أن يييدفع المصيياريف القضييائية و التعويضييات‬
‫المدنية المحكوم عليه بها علما بأن ذلك ل يحكمه أي أجإل إذ يجوز دفعها ليلة الجلسة ‪.‬‬
‫فإذا كان الحكم القاضي بالتعويضات لم يحدد المبلغ الذي هو على عاتاق المعني كمييا هييو‬
‫الشأن في حالة القضاء بالتضامن جإاز لغرفة التاهام أن أن تاحدده مع جإزء المصاريف‪.‬‬
‫و إذا لم يعثر على المحكوم له بالتعويضات جإاز إيداعها لدى الخزينة ‪.‬‬

‫* ‪ -‬الجإييييييييييييراءات‬
‫يقييدم الطلييب الييى وكيييل الجمهورييية بييدائرة محييل إقاميية المعنييي أو الييى غرفيية التاهييام‬
‫مباشأرة ‪.‬‬
‫يجرى تاحقيق بمعرفة مصالح المن في الجهييات الييتي كييان يقيييم بهييا العييرض ثييم يعطييي‬
‫قاضي تاطبيق العقوبات رأيه ‪.‬‬
‫يشكل الملف كامل و يرسل الى النييائب العييام الييذي يحيلييه علييى غرفيية التاهييام ميين أجإييل‬
‫الفصل ‪.‬‬
‫عكس ما تافعله بعض الجهات القضائية التي تاحيل العييارض علييى آخيير جإهيية إدانتييه فييإن‬
‫غرفة التاهام بمجلس إقامته مختصة برد إعتباره ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫إن العقوبات المقضي بها من طرف المحكمة العسكرية تاختص هذه الخيرة بنظر رد‬
‫العتبار حولها وفقا للمادة ‪ 233‬من قانون القضاء العسكري ‪.‬‬
‫كما ليجوز رد العتبار القضائي لفائدة جإزائريين محكوم عليهم فييي الخييارج لن المييادة‬
‫‪ 676‬من ق إ ج تاشترط أن تاكون الدانة من جإهة قضائية جإزائرية ‪.‬‬
‫و للعلم فإن المادة ‪ 693‬التي تامنح المحكمة العليا الختصاص بيرد اعتبيار ال ذين تايدينهم‬
‫صارت بدون جإدوى بعد تاعديل المادة ‪ 573‬من قانون الجإييراءات الجزائيية عييام ‪ 1990‬و‬
‫التي أبقت سلطة التحقيق فقط مع بعض الطارات السامية أما الفصل في الموضوع فيتييم‬
‫على مستوى المجييالس القضييائية و كييان يتعييين إلغيياء المييادة ‪ 693‬المييذكورة مييع نفييس‬
‫التعديل لكنها مازالت باقية إغفال‪.‬‬
‫بقي أن نشير الى ضرورة مراعاة نص المييادة ‪ 684‬الييتي تانييص علييى أنييه إذا حييدثا بعييد‬
‫إرتاكاب الجريمة أن أدى المحكوم عليه خدمات جإليلة للبلد مخاطرا في سبيلها بحياتاه لم‬
‫يتقيد طلب رد العتبار بأي شأرط زمني أو متعلق بتنفيذ العقوبة ‪.‬‬
‫كما هو واضح ميين النييص يتعييين أن تاكييون المخيياطرة بالحييياة فييي سييبيل الييوطن لحقيية‬
‫لرتاكاب الجريمة و ليعتد بها إن كانت سابقة ‪.‬‬
‫يبقى تاقدير هذه المخاطرة لقضيياة الموضييوع فيإن تاييوفرت شأييروطها يعفييى صيياحبها ميين‬
‫شأروط تانفييييذ العقوبة و مرور وقييت زمني عليها و من دفييع الغيييرامة و المصييياريف‬
‫القضائية و التعويضات المدنية كما يجوز رد اعتباره أيضييا حييتى و لييو سييقطت عقييوبته‬
‫بالتقادم و هو ما ليجوز لغيره )م ‪ 682‬ف ‪ 3‬ق ا ج (‬
‫تافصل غرفة التاهام خلل شأهرين في عرفة المشورة بعد سماع النيابة و الطرف المدني‬
‫أو استدعائه ‪.‬‬
‫فإذا رفض الطلب ل يجوز إعييادة تاقييديمه إل بعييد سيينتين مييالم يكيين الرفييض لسييبب عييدم‬
‫إكتمال‬
‫الجإل فإنه يجوز تاقديم طلب جإديد بمجرد إكتماله ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫* ‪ -‬الثار المترتابة عن رد العتبار‬
‫إذا قررت غرفة التاهام رد اعتبار العارض يشار الى ذلك على هامش أصييول الحكييام أو‬
‫القرارات القاضية بالدانة و على صحيفة السوابق القضائية و يمنييع التنييويه بالعقوبييات‬
‫السابقة على القسيمتين ‪ 2‬و ‪ 3‬من صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬رد اعتبار الحداثا‬
‫يخييرج ميين صييلحية غرفيية التاهييام رد اعتبييار الحييداثا الييذي يختييص بييه قسييم هييؤلء‬
‫بالمحكمة‪.‬‬
‫تانييص المييادة ‪ 618‬الفقييرة الثالثيية علييى أن تاسييجل الحكييام الصييادرة تاطبيقييا للنصييوص‬
‫الخاصة بالحداثا المجرمين في الصحيفة رقم ‪.1‬‬
‫وتانص المادة ‪ 490‬على أنه إذا صلح حال الحييدثا جإيياز لقسييم الحييداثا بعييد انقضيياء‬
‫مهلة خمس سنوات اعتبارا من يوم انتهاء مدة تادبير الحماييية والتهييذيب أن يقييرر إلغيياء‬
‫القسيييمة رقييم ‪ 1‬بنيياء علييى عريضيية ميين صيياحب الشييأن أو ميين النيابيية أو تالقائيييا ميين‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫تاختص بنظر الطلب كل من المحكمة التي يقيييم فييي دائرتاهييا الحييدثا أو الييتي أصييدرت‬
‫تادبير الحماية أو محكمة الميلد‪.‬‬
‫ول يخضع هذا الحكم لي طريق من طرق الطعن‪.‬‬
‫فإذا قضي بإلغاء القسيمة رقم ‪ 1‬تاعين إتالفها )م ‪ 490‬و ‪ 628‬فقرة ‪.(5‬‬
‫يلحييظ أن المشييرع خييول قسييم الحييداثا صييراحة محييو آثييار تاييدابير الحماييية والتهييذيب‬
‫المنصوص عليهييا بالمييادة ‪ 444‬ميين قييانون الجإييراءات الجزائييية والييتزم الصييمت حييول‬
‫الدانيية الجزائييية وفقييا للمييادة ‪ 50‬ميين قييانون العقوبييات و ‪ 445‬ميين قييانون الجإييراءات‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫ولم يشر في المادة ‪ 680‬من القانون الثاني إلى الحدثا ضمن الشأييخاص الييذين يجييوز‬
‫لهم طلب رد العتبار أمام غرفة التاهام مما يعنيي أن الختصياص فيي ذل ك يبقيى لقسيم‬
‫الحداثا في محو آثار الدانة الجزائية والغائها من الصحيفة رقم واحد وان عدم الشأارة‬
‫إلى هذا ضمن المادة ‪ 490‬كان سهوا لن الصل في معاقبة الحداثا هييو تاييدابير الحماييية‬

‫‪47‬‬
‫والتهذيب وأن العقوبة الجزائية استثناء من ذلك كما أنه من مصلحة الحدثا تاركيز كل ما‬
‫يهمه في جإهة واحدة متخصصة‪.‬‬
‫بقي ميين اختصيياص غرفيية التاهييام أيضييا الفصييل فييي المصيياريف القضييائية عنييد اغفييال‬
‫محكمية الجناييات الفصيل فيهيا وفق ا للم ادة ‪ 310‬ق ا و النظير فيي النيزاع حيول هويية‬
‫المحكوم عليه من طييرف محكميية الجنايييات وفقييا للمييادتاين ‪ 596‬ق ا ج و ‪ 9‬ميين قييانون‬
‫تانظيم السجون لكننا نكتفي بهذا راجإين أن نكون من خلل هذه الدراسة قد سلطنا الضوء‬
‫على أهم الجوانب التطبيقية في إختصاص غرفة التاهام ‪.‬‬
‫و ا وليييييييي التييييييوفيييييييييييييييييق ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المراجإع المعتمدة في هذا البحث‬
‫‪ -‬أول ‪ :‬باللغة الوطنية‬
‫‪-1‬التحقيق القضائي للدكتور أحسن بوسقيعة‬
‫‪ -2‬التحقيق – بغدادي الجيللي‬
‫‪-3‬الجإتهاد القضائي للغرفة الجنائية – المحكمة العليا‬
‫‪-4‬الجإتهاد القضائي في المواد الجزائية الجزء الول و الثاني بغدادي الجيللي ‪.‬‬
‫‪-5‬قانون الجإراءات الجزائية – د – عبد ا اوهايبية‪.‬‬
‫‪-6‬مباديء الجإراءات الجزائية في التشريع الجزائري – احمد شأوقي الشلقاني ‪.‬‬
‫‪-7‬اجإراءات الحبس الحتياطي و الفراج المؤقت‪.‬‬
‫الستاذ سعيد عبد العزيز‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬باللغة الجإنبية‬
‫‪rep.pénal- dalloz- chambre daccusation 1999-1‬‬
‫‪juris- classeur- procédure- pénale . art 291 230-2‬‬
‫‪procédure pénale serge guinchard et jacqes buisson-3‬‬
‫‪traité de droit crimenel procédure pénale par roger merlé et-4‬‬
‫‪andré vitu 5&me édition‬‬
‫–‪code de procédure pénale français .litec2001-5‬‬
‫‪la chambre daccusation pierre chambon 1978-6‬‬
‫‪le juge dinstruction pierre chambon-7‬‬

‫‪49‬‬

You might also like