You are on page 1of 8

‫ٱلر ْح َٰم ِن ه‬

‫ٱلر ِح ِيم‬ ‫ِب ْس ِم ه‬


‫ٱَّللِ ه‬
‫وٱله ْي ِل ِإذا ي ْغش َٰى‬
‫‪.‬والليل إذا يغشى» بظلمته كل ما بين السماء واألرض«‬
‫ار ِإذا تجله َٰى‬
‫وٱلنهه ِ‬
‫والنهار إذا تجلى» تكشف وظهر وإذا في الموضوعين «‬
‫‪.‬لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم‬
‫وما خلق ٱلذهكر و ْٱألُنث َٰى‬
‫وما» بمعنى من أو مصدرية «خلق الذكر واألنثى» آدم «‬
‫وحواء وكل ذكر وكل أنثى‪ ،‬والخنثى المشكل عندنا ذكر أو‬
‫أنثى عند هللا تعالى فيحنث بتكليمه من حلف ال يكلم ال يكلم‬
‫‪.‬ذكرا وال أنثى‬
‫ِإ هن س ْعي ُك ْم لشت ه َٰى‬
‫إن سعيكم» عملكم «لشتى» مختلف فعامل للجنة بالطاعة «‬
‫‪.‬وعامل للنار بالمعصية‬
‫فأ هما م ْن أعْط َٰى وٱتهق َٰى‬
‫‪.‬فأما من أعطى» حق هللا «واتقى» هللا«‬
‫وصدهق ِب ْٱل ُح ْسن َٰى‬
‫‪.‬وصدهق بالحسنى» أي بال إله إال هللا في الموضوعين«‬
‫فسنُيس ُِر ۥهُ ِل ْليُ ْسر َٰى‬
‫‪.‬فسنسيره لليسرى» للجنة«‬
‫وأ هما م ۢن ب ِخل وٱ ْست ْغن َٰى‬
‫‪.‬وأما من بخل» بحق هللا «واستغنى» عن ثوابه«‬
‫وكذهب ِب ْٱل ُح ْسن َٰى‬
‫‪».‬وكذب بالحسنى«‬
‫فسنُيس ُِر ۥهُ ِل ْلعُ ْسر َٰى‬
‫‪.‬فسنسيره» نهيئه «للعسرى» للنار«‬
‫وما يُ ْغ ِنى ع ْنهُ مالُ ۥهُ ِإذا ترده َٰى‬
‫‪.‬وما» نافية «يغني عنه ماله إذا تردهى» في النار«‬
‫ِإ هن عليْنا ل ْل ُهد َٰى‬
‫إن علينا للهدى» لتبيين طريق الهدى من طريق الضالل «‬
‫‪.‬ليمتثل أمرنا بسلوك األول ونهينا عن ارتكاب الثاني‬
‫اخرة و ْٱألُول َٰى‬
‫و ِإ هن لنا ل ْلء ِ‬
‫وإن لنا لآلخرة واألولى» أي الدنيا فمن طلبهما من غيرنا «‬
‫‪.‬فقد أخطأ‬
‫ارا تل ه‬
‫ظ َٰى‬ ‫فأنذ ْرت ُ ُك ْم ن ً‬
‫فأنذرتكم» خوفتكم يا أهل مكة «نارا تلظى» بحذف إحدى «‬
‫‪.‬التاءين من األصل وقريء بثبوتها‪ ،‬أي تتوقد‬
‫صل َٰىها ِإ هال ْٱأل ْشقى‬
‫ال ي ْ‬
‫‪.‬ال يصالها» يدخلها «إال األشقى» بمعنى الشقي«‬
‫ٱلهذِى كذهب وتوله َٰى‬
‫الذي كذب) النبي (وتولى) عن اإليمان وهذا الحصر (‬
‫مؤول لقوله تعالى‪ "" :‬ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ""‬
‫‪.‬فيكون المراد الصلي المؤبد‬
‫وسيُجنهبُها ْٱألتْقى‬
‫‪.‬وسيجنبها» يبعد عنها «األتقى» بمعنى التقي«‬
‫ٱلهذِى يُؤْ تِى مال ۥهُ يتز هك َٰى‬
‫الذي يؤتي ماله يتزكى» متزكيا به عند هللا تعالى بأن «‬
‫يخرجه هلل تعالى ال رياء وال سمعة‪ ،‬فيكون زاكيا عند هللا‪،‬‬
‫وهذا نزل في الصديق رضي هللا عنه لما اشترى بالال‬
‫المعذب على إيمانه وأعتقه‪ ،‬فقال الكفار‪ :‬إنما فعل ذلك ليد‬
‫‪.‬كانت له عنده فنزلت‬
‫وما ِألح ٍد ِعند ۥهُ ِمن ِن ْعم ٍة ت ُ ْجز َٰى‬
‫‪».‬وما ألحد عنده من نعمة تُجزى«‬
‫ِإ هال ٱ ْب ِتغاء و ْج ِه ر ِب ِه ْٱألعْل َٰى‬
‫إال» لكن فعل ذلك «ابتغاء وجه ربه األعلى» أي طلب «‬
‫‪.‬ثواب هللا‬
‫ولس ْوف ي ْرض َٰى‬
‫ولسوف يرضى» بما يُعطاه من الثواب في الجنة واآلية «‬
‫تشمل من فعل مثل فعله رضي هللا تعالى عنه فيبعده عن‬
‫‪.‬النار ويثاب‬
‫ي‪• ،‬‬ ‫الط ْه َرانِ ُّ‬ ‫َّللا ِ‬ ‫ع ْب ِد َّ ِ‬ ‫قَا َل اب ُْن أ َ ِبي َحاتِ ٍم‪َ :‬ح َّدثَنِي أَبُو َ‬
‫ع َمر العَ َداني‪َ ،‬ح َّدثَنَا ْال َح َك ُم ب ُْن‬ ‫ص ب ُْن ُ‬ ‫َح َّدثَنَا َح ْف ُ‬
‫َّاس؛ أ َ َّن َر ُج اًل َك َ‬
‫ان‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ِْن َ‬ ‫ع ْن ِع ْك ِر َمةَ‪َ ،‬‬ ‫ان َ‬ ‫أَبَ ٍ‬
‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ٌ‬ ‫لَهُ ن َْخ ٌل‪َ ،‬و ِم ْن َها ن َْخلَة‬
‫ارهُ َوأ َ َخ َذ‬ ‫الر ُج ُل فَ َد َخ َل َد َ‬ ‫ير ِذي ِعيَا ٍل‪ ،‬فَإ ِ َذا َجا َء َّ‬ ‫فَ ِق ٍ‬
‫ص ْبيَ ُ‬
‫ان‬ ‫ط الث َّ َم َرة ُ فَيَأ ْ ُخذُ َها ِ‬ ‫الث َّ َم َر َم ْن ن َْخلَ ِت ِه‪ ،‬فَت َ ْسقُ ُ‬
‫ير فَنَزَ َل ِم ْن ن َْخلَتِ ِه فَنزع الث َّ َم َرة َ ِم ْن أيديهم‪،‬‬ ‫ْالفَ ِق ِ‬
‫صبُعَهُ فِي‬ ‫وإن أدخل أحدهم الث َّ َم َرة َ فِي فَ ِم ِه أ َ ْد َخ َل أ ُ ْ‬
‫ش َكا َذ ِل َك‬ ‫ع الث َّ َم َرة َ َم ْن َح ْل ِق ِه‪ .‬فَ َ‬ ‫ق ْالغُ ًَل ِم َونَزَ َ‬ ‫َح ْل ِ‬
‫سلَّ َم‪َ ،‬وأ َ ْخبَ َرهُ ِب َما‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫الرج ُل ِإلَى النَّ ِبي ِ َ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ي َ‬ ‫ب النَّ ْخلَ ِة‪ ،‬فَقَا َل لَهُ النَّ ِب ُّ‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُه َو فِي ِه ِم ْن َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ي َ‬ ‫ي النَّ ِب ُّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫َ‬ ‫"‪.‬‬ ‫َبْ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ذ‬ ‫"ا‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سل‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ي َ‬ ‫سلَّ َم صاحب النخلة‪ ،‬فَقَا َل لَهُ النَّ ِب ُّ‬ ‫َو َ‬
‫ع َها ِفي َد ِار فُ ًَل ٍن‬ ‫ْط ِني ن َْخلَت َ َك الَّ ِتي فَ ْر ُ‬ ‫سلَّ َم‪" :‬أَع ِ‬ ‫َو َ‬
‫ْت‪،‬‬ ‫طي ُ‬ ‫َولَ َك ِب َها ن َْخلَةٌ فِي ْال َجنَّ ِة" فَقَا َل لَهُ‪ :‬لَقَ ْد أ َ ْع َ‬
‫يرا َما فِي َها‬ ‫َولَ ِك ْن يُ ْع ِجبُنِي ث َ َم ُر َها‪َ ،‬و ِإ َّن ِلي لَن َْخ اًل َكثِ ا‬
‫ب النَّ ِب ُّ‬
‫ي‬ ‫ي ث َ َم َرة ا ِم ْن ث َ َم ِر َها‪ .‬فَ َذ َه َ‬ ‫ب ِإلَ َّ‬ ‫ن َْخلَةٌ أ َ ْع َج ُ‬
‫ان يَ ْس َم ُع ْال َك ًَل َم‬ ‫سلَّ َم فَت َ ِبعَهُ َر ُج ٌل َك َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫سلَّ َم َو ِم ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ِم ْن َر ُ‬
‫َّللا‪ِ ،‬إ ْن أَنَا أ َ َخ ْذ ُ‬
‫ت‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫الر ُج ُل‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫النَّ ْخلَ ِة‪ .‬فَقَا َل َّ‬
‫ط ْيت ُ َها أَت ُ ْع ِطينِي ِب َها‬ ‫ت ِلي النَّ ْخلَةُ فَأ َ ْع َ‬ ‫ار ْ‬ ‫ص َ‬ ‫النَّ ْخلَةَ فَ َ‬
‫ط ْيتَهُ ِب َها ن َْخلَةا فِي ا ْل َجنَّ ِة؟ قَا َل‪" :‬نَعَ ْم"‪ .‬ث ُ َّم ِإ َّن‬ ‫َما أ َ ْع َ‬
‫ب النَّ ْخلَ ِة‪َ ،‬و ِل ِك ًَل ُه َما ن َْخ ٌل‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫اح َ‬‫ص ِ‬ ‫ي َ‬ ‫الر ُج َل لَ ِق َ‬ ‫َّ‬
‫طانِي بِن َْخلَ ِتي ْال َما ِئلَ ِة‬ ‫لَهُ‪ :‬أ ُ ْخبِ ُر َك أ َ َّن ُم َح َّمداا‪[ ،‬قَ ْد] أ َ ْع َ‬
‫ُ‬
‫أعطيت‬ ‫ت‪ ،‬لَهُ‪ :‬قَ ْد‬ ‫فِي َد ِار فُ ًَل ٍن ن َْخلَةا فِي ْال َجنَّ ِة‪ ،‬فَقُ ْل ُ‬
‫ع ْنهُ الرج ُل‪ ،‬فَقَا َل لَهُ‪:‬‬ ‫ت َ‬ ‫س َك َ‬ ‫َولَ ِك ْن يُ ْع ِجبُنِي ث َ َم ُر َها‪ .‬فَ َ‬
‫ش ْيئاا‪،‬‬ ‫طى ِب َها َ‬ ‫أتُراك ِإ َذا ِب ْعت َ َها؟ قَا َل‪ََ :‬ل ِإ ََّل أ َ ْن أ ُ ْع َ‬
‫َاك ِب َها ؟ قَا َل‪:‬‬ ‫طاهُ‪ .‬قَا َل‪َ :‬و َما ُمن َ‬ ‫ظنُّنِي أ ُ ْع َ‬ ‫َو ََل أ َ ُ‬
‫ع ِظ ٍيم‪،‬‬ ‫ت ِبأ َ ْم ٍر َ‬ ‫الر ُج ُل‪ :‬لَقَ ْد جئ َ‬ ‫ون ن َْخلَةا‪ .‬فَقَا َل َّ‬ ‫أ َ ْربَعُ َ‬
‫شأ َ ِفي‬ ‫س َكتَا َوأ َ ْن َ‬‫ين ن َْخلَةا؟! ث ُ َّم َ‬ ‫ب ِب َها أ َ ْربَ ِع َ‬ ‫ن َْخلَت ُ َك ت َ ْ‬
‫طلُ ُ‬
‫ين ن َْخلَةا‪،‬‬ ‫ط ْيت ُ َك أ َ ْربَ ِع َ‬‫َك ًَل ٍم [آخ ََر] ث ُ َّم قَا َل‪ :‬أَنَا أ َ ْع َ‬
‫َاس‬ ‫صا ِدقاا‪ .‬فَأ َ َم َر ِبأُن ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫فَقَا َل‪ :‬أ َ ْش ِه ْد ِلي ِإ ْن ُك ْن َ‬
‫ط ْيتُهُ ِم ْن ن َْخ ِلي‬ ‫عا ُه ْم فَقَا َل‪ :‬ا ْش َهدُوا أَنِي قَ ْد أ َ ْع َ‬ ‫فَ َد َ‬
‫ع َها ِفي َد ِار فُ ًَل ِن اب ِْن‬ ‫ين ن َْخلَةا ِبن َْخلَ ِت ِه الَّ ِتي فَ ْر ُ‬ ‫أ َ ْربَ ِع َ‬
‫ب النَّ ْخلَ ِة‪ :‬قَ ْد‬ ‫اح ُ‬
‫ص ِ‬ ‫فُ ًَل ٍن‪ .‬ث ُ َّم قَا َل‪َ :‬ما تَقَ ُّو ُل؟ فَقَا َل َ‬
‫ض ُ‬
‫يت‬ ‫َر ِ‬
‫سلَّ َم‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫الر ُج ُل ِإلَى َر ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫‪ ،‬فَ َذ َه َ‬
‫َّللا‪ِ ،‬إ َّن النَّ ْخلَةَ ْال َما ِئلَةَ ِفي َد ِار فُ ًَل ٍن قَ ْد‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫فَقَا َل‪َ :‬يا َر ُ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ي لَ َك‪ .‬فَ َذ َه َ‬ ‫ت ِلي‪ ،‬فَ ِه َ‬ ‫ار ْ‬
‫ص َ‬ ‫َ‬
‫ب ال َّد ِار فَقَا َل لَهُ‪" :‬النَّ ْخلَةُ لَ َك‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫الر ُج ِل َ‬ ‫سلَّ َم ِإلَى َّ‬ ‫َو َ‬
‫ع َّز‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّاس‪ :‬فَأ َ ْنزَ َل َّ‬ ‫عب ٍ‬‫َو ِل ِعيَا ِل َك"‪ .‬قَا َل ِع ْك ِر َمةُ‪ :‬قَا َل اب ُْن َ‬
‫طى‬ ‫{واللَّ ْي ِل ِإ َذا يَ ْغشَى} ِإلَى قَ ْو ِل ِه‪{ :‬فَأ َ َّما َم ْن أ َ ْع َ‬ ‫َو َج َّل‪َ :‬‬
‫سنُيَ ِس ُرهُ ِل ْليُ ْس َرى َوأ َ َّما َم ْن‬ ‫ص َّدقَ بِ ْال ُح ْسنَى فَ َ‬ ‫َواتَّقَى َو َ‬
‫سنُيَ ِس ُرهُ ِل ْلعُ ْس َرى} ِإلَى‬ ‫ب ِب ْال ُح ْسنَى فَ َ‬ ‫بَ ِخ َل َوا ْست َ ْغنَى َو َكذَّ َ‬
‫ور ِة‬ ‫س َ‬‫آخ ِر ال ُّ‬ ‫ِ‬

You might also like