Professional Documents
Culture Documents
Ds
Ds
ارسل هذا الموضوع الى صديق - WORDحفظ حفظ نسخ Copy -بحث نسخة قابلة للطباعة إشترك
في تقييم هذاالموضوع إضافة إلى المفضلة المساعدة ؟ اضافة موضوع جديد اضافة االخبار غلق
األمن الصناعي
ابراهيم محمد عياش
الحوار المتمدن -العدد7 / 3 / 2008 - 2213 :
المحور :االدارة و االقتصاد
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
أوال :المقدمة
يعود ظهور مفهوم األمن الصناعي إلى الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا وأمريكا،فلقد
ظهرت بوادر الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر،و كان من أهم
موا
المتغيرات التي صاحبت ذلك هو إحالل اآللة محل اإلنسان العامل.
ضي ولقد اعتبرت الصناعة النشاط األكثر خطرا على اإلنسان،وخسائرها في األرواح و الجرحى
ع تفوق بدرجة كبيرة خسائر ما تخلفه الحروب .فلقد أشار مكتب العمل الدولي في تقديره عن
أخر
ى
الحوادث الصناعية في بريطانيا في الفترة من 1939ـ 1945م ( و هي فترة الحرب
للكا العالمية الثانية ) ,ان عدد ضحايا الحوادث الصناعية فاق عدد ضحايا الحرب العالمية نفسها
تب- (.)1
ة
و زيادة على ذلك فقد ظهرت األمراض المهنية أي األمراض التي تسببها الصناعة نفسها ,
ا فأصبح من المستحيل تجاهلها ,هذا باإلضافة إلى ما رافق ذلك من الكوارث الصناعية .فان
ه الثورة الصناعية قد تمخض عنها آثار ضارة ،في سبيل زيادة اإلنتاج كان ال بد من تدابير و
م إجراءات يجب اتخاذها من اجل حماية العنصر البشري من هذه اآلثار و هذا يعني االهتمام
ي
ة بأمر السالمة و األمن الصناعي كتدابير علمية حتى يمكن تفادي تلك اآلثار .
ما دمنا نتكلم على األمن الصناعي ،فمن المناسب ان نتحدث عن بعض المفاهيم التي تشكل
ا موضوعه ،ماهيته و أهدافه .
ل
ت يمكن تعريف األمن الصناعي عالميا بأنه ( الصحة و السالمة المهنية )
غ حيث يعني األمن الصناعي بتوفير ظروف العمل اآلمنة و الصحية المناسبة في أماكن العمل .
ذ و ذلك عن طريق الدراسة المسبقة لكافة المخاطر المتوقعة التي قد تنشا في المراحل
ي
ة المختلفة التي تمر بها العملية اإلنتاجية منذ البدء في التفكير في اختيار موقع المنشاة إلى
آخر مرحلة من مراحل اإلنتاج ,مع وضع تدابير السالمة الوقائية التي تستهدف بالدرجة
ا األولى منع وقوع هذه المخاطر و العمل تطويقها و الحد من انعكاساتها عند حدوثها ,و
أل
ن الشك ان الهدف من كل هذه التدابير هو توفير الحماية الكاملة و الشاملة لكل عناصر اإلنتاج
م و في مقدمتها العنصر البشري الذي يعتبر بمثابة المحور األساسي في العملية الصناعية لكل
ا
ط
هذه التدابير الوقائية بما يكفل تحقيق الكفاية اإلنتاجية و يؤمن أسباب التقدم و االزدهار.
ا
ل
س
ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ( )1حمدان بن علي ,السالمة و األمن الصناعي ,محاضرة لطلبة معهد الدراسات العليا
ك
ي
بأكاديمية تايف للعلوم األمنية الرياض 1995م ,ص , 11منشورات األكاديمية
ة
ا
ل
المخاطــر الصناعيـة :
ه
ج إن المخاطر الصناعية هي نوع من األزمنة األمنية و لكن لها خصوصياتها و اختالفها عن
ر
ة باقي األزمات األمنية ,و لكن في نفس الوقت تشترك مع األزمة األمنية في أمور عديدة منها
:
غ 1ـ المفاجأة :
ي
ر غالبا ما تكون األزمة الصناعية مفاجأة و غير متوقعة و على األقل في الوقت الذي حدثت فيه
لذلك تشكل مفاجأة في وقت حدوثها كما ان أحداثها تتسم بالمداهمة مما يصيب األجهزة
ا األمنية باإلرباك إذا لم تكن قد أعدت العدة مسبقا لمواجهة مثل هذه األزمة ()1
ل
ش 2ـ سرعـة و تتابع األحداث :
ر عادة ما تتسم األحداث المشكلة لالزمة األمنية بالسرعة و التتابع فتتوالى االنعكاسات
ع المختلفة التي قادتها في حالة األمن و تندر باتساع رقعة المخاطر و هو ما يتطلب السرعة
ي
ة في التعامل مع األحداث و مواجهتها و السيطرة عليها و الحد من نطاق انتشارها لهذا كان
من اول مهام أجهزة األمن االنتقال السريع لمكان الطوارئ و محاصرة اثاره و تطويق نتائجه
ا
ل
.
ج
ز 3ـ الدرجة العالية من التوتر النفسي :
ء
صاحب األزمة األمنية ,و كذلك الصناعية درجة عالية من التوتر النفسي ,فعندما تتصاعد
0 األحداث المشكلة لالزمة األمنية ,فان جوا من التوتر النفسي غالبا ما يسود مسرح األحداث
2 ,مما يؤثر على سالمة القرار و حسن التصرف في مواجهة األحداث .
ا
4ـ اتساع نطاق األحداث :
ل نظرا لما تتسم به األزمة من سرعة و تتابع فان نطاق األحداث غالبا ما يتسع ليمتد الى
ه مناطق مجاورة لم تكن في الحسبان كما أن األحداث األمنية المتداعية غالبا ما يكون لها
ج
ر انعكاسات واسعة النطاق مما يلقي على أجهزة األمن واجبات إضافية لمنع انتشار األخطار
ة المصاحبة لالزمة .
5ـ عدم توفر المعلومات الكافية عن األزمة أو الكارثة :
غ
ي كثيرا ما تتسم أحداث الكارثة الصناعية بالنقص في البيانات و عدم توفر المعلومات عن حجم
ر و أسباب الكارثة لليست بالدقة مما يؤثر على سالمة تقدير الموقف و بالتالي تتسم اإلجراءات
حيالها بالتسرع و االرتجال .
ا
ل
ش
ر
ع
ي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ة ( )1احمد القاضي دليل السالمة و االمن الصناعي بدون نشر ,القاهرة ,مصر الجديدة
:
, 1996ص 22
ن
ط
ل
ق
ا
ل
ر و تعريف رابع لألمن الصناعي بأنه _( الفرع الذي يرسي إلى تهيئة جميع الظروف المادية
ص و النفسية و االجتماعية و التي تكفل اكبر إنتاج مع االهتمام برضى العامل عن عمليه ,فهو
ا يهتم بالكشف عن أفضل الظروف اإلنسانية للعمل ,و حل المشكالت الصناعية حال علميا )
ص
()1
ش و يمكننا ان نخرج من كل هذه التعريفات بان األمن الصناعي ماهو إال مجموعة من
ي
ء اإلجراءات و النظم الخاصة بحماية األرواح و المنشات و مالءمتها مع استمرار اكبر قدر من
م اإلنتاجية في كل الظروف .
ن مفهـوم األمن الصنـاعي
ان مفهوم األمن الصناعي هو إيجاد البرامج المناسبة للتصدي ما يمكن ان يؤثر بطريقة أو
ا
ل بأخرى على سالمة العاملين و الممتلكات و سير العملية اإلنتاجية ,باالستعانة بالمتخصصين
خ في هذا المجال تتوفر فيهم الخبرة و الكفاءة لتصميم هذه البرامج و تحقيق الهدف المنشود
و اال و هو توفير كافة أساليب الحماية الوقائية ()2
ف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) 1نبيل عبد العزيز ,التخطيط لمواجهة أخطار التهديد بالقنابل ,الندوة لسابعة لألمن
الصناعي ,األمانة العامة للهيئة العليا لألمن الصناعي ,العربية السعودية 1428هـ ص5
الم
وقع
الفر ( )1السيد رمضان حوادث الصناعة واألمن الصناعي ,اإلسكندرية ,مصر ,المكتب الجامعي
عي الحديث 1984 ,م ص 77
في ( ) 2عبد المحسن ابو الليف ,األمن الصناعي ,محاضرات بأكاديمية نايف العربية للعلوم
الح األمنية ,الرياض 1417هـ ص 2
وار
المت
مد
ن: ان المهمة األساسية لألمن الصناعي إنما هي مهمة وقائية لذلك فان نجاحها هو فيما لم
ابرا يحدث بالدرجة األولى .
هيم
مح
مد األمن الصناعــي :
عيا إذ يعتبر موضوع األمن الصناعي من أهم الموضوعات أو الميادين التطبيقية لعلم النفس
ش
بح الصناعي .انه ميدان أو فرع يستهدف رفع الكفاية اإلنتاجية للعامل و يحرص على راحة
ث: العامل و كرامته ,و انه يهتم بالكشف عن أفضل الظروف اإلنسانية للعمل ,و حل المشكالت
موا
ضي
الصناعية حال علميا .
ع تسعى برامج األمن الصناعي إلى المحافظة على صحة العمال و سالمتهم من األخطار و
ذات الحوادث الصناعية و اإلبقاء على معدل الحوادث الصناعية في حده األدنى و تحسين صحة
صل
ة:
العمال إلى أعلى درجة ممكنة و بالتالي فاألمن الصناعي أهدافه وقائية بالدرجة األولى ألنها
ابرا تساعد على عدم وقوع الحوادث الصناعية و بالتالي تمنع وقوع إصابات من شانها التأثير
هيم على العامل و صحته و على كفاءته اإلنتاجية بصفة عامة .
مح
مد وسائــل تحقيق أهداف األمن الصناعـي :
عيا أوال :تكييف العمل للعامل :أي تكييف اآلالت و األدوات و العدد حتى تناسب العامل الذي
ش يديرها أو يستخدمها .
ثانيا :تحسين الظروف الفيزيقية للعمل :كاإلضاءة و التهوية و درجة الحرارة و الخ ...
ثالثا :التفتيــش :الغرض منه إظهار األخطار المهنية في المنشات الصناعية لتفادي الخطر
بالنسبة ألي عملية واردة أو مادة أو جهاز أو بالنسبة لظروف العمل بها .
رابعا :البحــوث :سواء كانت بحوث فنية أو سيكولوجية أو دراسات إحصائية :
(أ) البحـوث الفنية :و التي تشتمل دراسة الطريقة المثلى ألداء كل عمل من األعمال المكان
وضع كل عامل في العمل المناسب له على نحو يكفل تالفي جميع األسباب المحتملة لوقوع
الحوادث و كذلك دراسة مخاطر اآلالت و تدبير الوسائل الوقائية منها و التأكد من مطابقة
تصميمها لمواصفات اآلمن .
(ب) البحوث السيكولوجيــة :لدراسة االستعداد للحوادث (الستهداف الحوادث ) كما تتضمن
هذه البحوث دراسة العالقة بين نسبة الحوادث ومن العامل و مدة خدمته و دراسة العوامل
االنفعالية و القدرة الذهنية و التعب و الملل و مدى ارتباطها بحوادث العمل
(ج) الدراسات اإلحصائية :و يتم إعداد هذه الدراسات عن طريق تسجيل حوادث العمل و
جميع الحقائق عليها ,و إعداد اإلحصاءات عند اإلصابات .
تكييف العمــل للعامــل :
يهتم األمن الصناعي بتكييف العمل بمعنى طرق تأدية العمل ,و أدوات العمل ,و ظروفه ,
ومكانه .ولقد دلت المالحظات و الدراسات التجريبية على أن اغلب العمال إن تركوا يعملون
كل بطريقته الخاصة لم يستطيعوا أن يقفوا على طرق سهلة اقتصادية ألداء أعمالهم ,و
اغلب أنهم يتمسكون بطرق عقيمة .عديمة الجدوى ,فالعامل من دون إرشاد يكون اقرب
إلى قيام بحركات زائدة او طائشة تستنفذ جزءا من طاقته و تسبب له التعب من غير داع و
من ناحية أخرى فالمهندسون حين يصممون اآلالت و األدوات فإنهم يهتمون في العادة
بصالحيتها لإلنتاج ,دون االهتمام بالشخص الذي سيديرها ثماني ساعات في اليوم ,أسبوعا
بعد أسبوع ,و الذي ال يلبث أن يكتشف أنها تسبب له إجهادا ال داعي له .
و على سبيل المثال بعض األخطاء العامة في تصميم اآلالت من الناحية اإلنسانية :فاآلالت
يكون ارتفاعها في العادة اكبر أو اصغر من طول العامل المتوسط .
و حتى لو تداركنا هذا العيب بوضع منصة يقف عليها العامل أن كانت اآللة أعلى منه فهذا
يعرضه لمخاطر أخرى جديدة ,أما أن كانت اآللة أعلى منه فهذا يعرضه لمخاطر أخرى
جديدة ,أما أن كانت اآللة اقصر منه ,كان تكيفه لها أصعب منه في الحالة األولى يضاف إلى
هذا اآلالت تتطلب استخدام اليد اليسرى مما يشق على العامل األيمن .و من العيوب الشائعة
أيضا عدم وجود مستودع قريب من اآللة .زد على ذلك أن موطئ األقدام في كثير من اآلالت
تكون في العادة أضيق مما يجب بحيث ال تسمح للقدم ان تستند إليها باجمعها .
لذا فان اآللة مهما كانت معقدة فإنها تتطلب شخصا يديرها بصورة مستمرة و يستجيب
إلشارات تصدر عنها او يقيم بصيانتها .
و هو في كل هذا يستجيب وفق قدراته و خصائصه و حدود طاقته ,من اجل هذا ال يمكن
غض النظر عن النواحي السيكولوجية في الصلة بين اإلنسان و اآللة ,إن العامل يتلقى على
الدوام إشارات من اآللة عن طريق مؤشرات أو أصوات ,و عليه أن يستجيب لهذه المنبهات
و قد تكون السرعة أحيانا عامال هاما في هذه االستجابة او تكون الدقة هي العامل الهام و
غالبا ما تتطلب اآلالت سرعة و دقة في االستجابة أو تكون الدقة و هذا يتعين أن يكون حجم
اآلالت يتالءم مع القدرات الحسية و الحركية للعامل ,و هذه ناحية من صميم اختصاص
السيكولوجي ,فحبذا لو تعاون مع مهندس الكفاية بالمصنع في هذا العمل .
موجز القول فانه عند تكييف العمل للعامل ينبغي مراعاة االعتبارات التالية :
1ـ تصميم اآلالت و األدوات بحيث يتسنى استخدامها على نحو يزيد من اإلنتاجية و ال يزيد
من التعب .
2ـ ترتيب أدوات العامل و معداته و مواده بحيث يستطيع العامل أن يجدها حين يحتاج إليها
في سرعة و سهولة دون أن يضيع وقتا في البحث عنها .
3ـ الكشف أن األوضاع الجسمية المناسبة و المأمونة للعامل أثناء عمله .
4ـ تحاط الجنازير و األجزاء المتحركة بحواجز تمنع األخطار الناتجة منها .
5ـ يجب عند العمل على األجهزة الكهربائية توقي أخطار التيار الكهربائي .
وواضح من الجدول تلك العالقة السالبة بين درجات اختبار الذكاء و بين معدل الحوادث و
يتايد نفس االتجاه من دراسة تشامبرز Chambers
10ـ السرعة االدراكية و السرعة الحركية
11ـ الحالة االنفعالية الراهنة
12ـ االنتحار وإدمان الكحوليات
13ـ ديناميات الشخصية
14ـ اضطراب الشخصية:
15الدوافع النفسية و الحوادث كمثال ( :نظرية فرويد ):
درس فرويد Freudظاهرة الحوادث في دراسات عدة تحت عناوين مختلفة منها األفعال
التي تنفذ بشكل خاطئ Erroneonsly
Carried Outactionو األفعال العرضية و أفعال الصدفة symptomatic
Chance actionكما تعرض لها كظاهرة مصاحبة لالضطراب النفسي في بعض الحاالت
.
و في كل هذا برهن فرويد على أن الحوادث كباقي األفعال العرضية التي يقع فيها الناس ـ
ليست اتفاقية و أنها تتطلب أكثر من مجرد التفسيرات الفيزيولوجية و أن لها معنى و تقبل
التأويل وان يوسع المرء أن يستنتج منها وجود دوافع و نوايا محجوزة أو مكبوتة يقصد
فرويد بها أن لها داللة و أنها تصدر عن مقصد ,عن نزعة ,و أنها تحتل مكانا معينا في
سلسلة من العالقات النفسية تشبه الهفوات شبها كبيرا تسمى األفعال العارضة أو العرضية ال
هدف لها في الظاهر ,و إنما يمكن تفسيرها كما أنها عالئم صغيرة تشير إلى عمليات نفسية
أخرى أهم منها ,فهي أفعال نفسية بالمعنى الكامل لهذا اإلصالح
و هناك أمثلة نلمس فيها تأييدا لنظرية التحليل النفسي في تعليل الحوادث .و بهذا الصدد
يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة كسرت ساقها
من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعدة أسابيع وكان من المدهش حقا عدم
وجود إحساس باأللم و هدوئها الذي استقبلت به هذه اإلصابة و كانت اإلصابة مصحوبة
بعرض عصابي خطير طال أمده ,و في أثناء التحليل اتضحت الظروف التي أحاطت باإلصابة
و االنطباعات الخاصة التي سبقتها .
14ـ اضطراب الشخصية :
قامت الدكتورة فالندر دنبار flader dunbarبدراسة لطائفة من المرضى
السيكوسوماتيين لتبين ما إذا كانت هناك خصائص نفسية يمكن تمييزها في األمراض
السيكوسوماتية لمعرفة عالقتها بالجوانب االنفعالية و كانت العينة عبارة مرضى
سيكوسوماتيين ادخلوا إحدى مستشفيات نيويورك .اتخذت مجموعة ضابطة من األفراد
الذين دخلوا المستشفى بسبب حدوث إصابات لهم .حيث كانت تعتقد أن األفراد الذين يدخلون
المستشفى بسبب إصاباتهم هم أفراد أسوياء لكنها ما إن بدأت دراستها بوقت قصير حتى
أتضح لها أن مجموعة اإلصابات ,المفترض أنهم أسوياء من الناحية النفسية ,إنما كانوا في
الواقع بعيدين عن السواء ,وان هناك عوامل انفعالية تعمل على توريطهم في اإلصابات .
و لقد أوضحت دراسات دنبار الالئك الذين دخلوا المستشفى بسبب اإلصابات ما يلي :
1ـ إن % 80من أولئك الذين ارتكبوا حادثا خطيرا ,يميلون إلى ارتكاب حوادث أخرى و
لهم شخصية خاصة ,أما ال % 20الباقية فهم أسوياء لحد ما ,و ليس لهم نمط خاص من
الشخصية و ال يميلون إلى ارتكاب حوادث أكثر .
2الناس المعروفون بارتكاب عديد من الحوادث الصغيرة يميلون إلى ارتكاب حادثة خطيرة .
3ـ أنهم ليسوا حمقى ,أو خاملين بل يميلون الن يكونوا حاضري البديهة للعمل و باال حرى
متبصرين .
4ـ أفراد مندفعون بصفة عامة يركزون على الحياة اليومية و ال يهتمون باألهداف البعيدة و
هم غالبا مستاءون من السلطة ,و قد وجدت دنبار أن نمط شخصياتهم متطابق تطابقا شديدا
مع نمط شخصيات األحداث الجانحين .
5ـ زواج األفراد القابلين لإلصابات ,يميل الن يكون غير ثابت على العموم .
6ـ يمتازون إلى حد كبير بخضوعهم لعامل الصدفة بما في ذلك الزواج ,يبدون ميال للمجازفة
و التخاذ القرارات السريعة بدون تفكير كاف .
7ـ بالرغم من انه قد أتضح لدنبار إن حاالت اإلصابات ليست سوية إال انه أتضح لها أيضا
أنهم كانوا بصفة عامة أكثر الفئات السيكوسوماتية التي درستها قربا من السواء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرج عبد القادر طه ,علم النفس الصناعي و التنظيمي القاهرة 1988ص 314دار
المعارف .
و يتضح من نتائج دراسة ان األفراد الذين تسهل استشارة انفعاالتهم أكثر قابلية لإلصابات .
إن االستياء و االتجاه السلبي نحو العمل و االستياء من السلطة و العدم االتزان االنفعالي
مرتبطة باإلصابات و الحوادث .
و بهذا الصدد يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة
كسرت ساقها من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعد أسابيع و كان من
المدهش حقا عدم وجود إحساس باأللم و هدوئها الذي استقبلت به هذه اإلصابة وكانت
اإلصابة مصحوبة بعرض عصابي خطير طال أمده ,و في أثناء التحليل اتضحت الظروف
التي أحاطت باإلصابة و االنطباعات الخاصة التي سبقتها .فلقد أمضت السيدة بعض الوقت
في مزرعة أختها بين جمع من أقاربها و في إحدى الليالي رقصت إحدى الرقصات التي ضاق
بها زوجها الغيور ضيقا بالغا فتقدم منها و همس في أذنها قائال :مرة ثانية سلكت كما تسلك
العاهرة فتركت الكلمات أثرا كبيرا فيها ,و في هذه الليلة لم تذق طعم الراحة في نومها ,و
في ضحى اليوم التالي أرادت أن تتنزه فاختارت بنفسها األحصنة التي سوف تجر العربة التي
تركبها و خالل النزهة كانت عصبية كما ذكرت للحوذي ان األحصنة تفزع وما إن اعترض
األحصنة عائق بسيط حتى قفزت من العربة في فزع فكسرت ساقها ,هذا بينما لم يصب احد
من كانوا بالعربة .
و في هذه الحالة يتبين بوضوح تلك المهارة الفائقة في إيجاد موقف واستغالله استغالال
مناسبا إلحداث إصابة تكيل للمراة عقابا مالئما لجريمتها التي ارتكبتها فبحدوث اإلصابة على
هذا النحو أصبح من المحال عليها أن ترقص لمدة طويلة و في نفس الوقت أشبعت لديها
الحاجة إلى عقاب الذات تكفيرا عما ارتكبته من جرم غضب له زوجها غضبا شديدا و هكذا
استطاعت اإلصابة أن تحقق هدفين في آن واحد احدهما عقاب السيدة على ما ارتكبته من
ذنب و اآلخر حرمانها من ارتكابها نفس الجرم لمدة طويلة وما دامت اإلصابة قد حققت لها
كل هذا بنجاح ,فانه يحق لها أن ترحب بها و ال تتألم منها .
الخاتمــة :تلك كانت أهم التوصيات التي نرى قيمتها التطبيقية ,راجين ان تتهيأ الظروف
المناسبة لالستفادة التطبيقية منها في تخفيض معدالت الحوادث بالنسبة لعمال الصناعة و
المهن المختلفة ,و بهذا فقط تتحقق االستفادة التطبيقية من نتائج البحوث و الدراسات ,و
هو الذي يدفع بقوة إلى إجرائها و بذل المزيد من الجهد و التكاليف لتقدمها .
ال يمكن التعليق على مواضيع األرشيف ,ويسمح بالتعليق على المواضيع لمدة 3أيام من تأريخ نشرها
لقد تم نسخ الموضوع و يمكنك االن لصقه واستخدامه في اي برنامج لتحرير النصوص
: 473224639 عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى االن
§طھط¯ط¹ظ…ظ‡ط ط£ط¯ظˆط§طھ
Google
متي يكون الفساد مفيدا وكيف ي .. من رأسمالية المضاربة إلى االقت .. تداعيات أزمة المال ..وشبح تسري ..
االزمة التعاونيات األزمة المالية الفكر قراءة في معضلة نهب وتبدير
االقتصادية وسيلة مثلي العالمية االقتصادي واقع وآفاق التشغيل المال العام
واالجتماعية الستغالل وتداعياتها لثورشتاين االقتصاد بالمغرب في المغرب
وبرنامج التمويل على االقتصاد فبلن السوري عبد السالم عبد السالم
البديل األصغر في العربي أشرف معتز حيسو أديب أديب
الديمقراطي التنمية غازي منصور
فهمي ومكافحة الصوراني
الكتوت الفقر
محمد الفاتح
عبد الوهاب
العتيبي
|نسخ | |حفظ -ورد - Copyارسل هذا الموضوع الى صديق | | |بحث حفظ
| اضافة االخبار | اضافة موضوع جديد | إضافة إلى المفضلة
| | | الحوار المتمدن نسخة قابلة للطباعة
| ابرز كتاب /كاتبات الحوار المتمدن غلق قواعد النشر
| قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار
| المتمدن
المواضيع المنشورة ال تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ،و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها .ولن يتحمل
الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها