You are on page 1of 17

‫غلق‬ ‫خيارات وادوات‬

‫ارسل هذا الموضوع الى صديق ‪ - WORD‬حفظ حفظ نسخ ‪ Copy -‬بحث نسخة قابلة للطباعة إشترك‬
‫في تقييم هذاالموضوع إضافة إلى المفضلة المساعدة ؟ اضافة موضوع جديد اضافة االخبار غلق‬
‫األمن الصناعي‬
‫ابراهيم محمد عياش‬
‫الحوار المتمدن ‪ -‬العدد‪7 / 3 / 2008 - 2213 :‬‬
‫المحور‪ :‬االدارة و االقتصاد‬
‫راسلوا الكاتب‪-‬ة مباشرة حول الموضوع‬

‫أوال ‪:‬المقدمة‬
‫يعود ظهور مفهوم األمن الصناعي إلى الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا وأمريكا‪،‬فلقد‬
‫ظهرت بوادر الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر‪،‬و كان من أهم‬
‫موا‬
‫المتغيرات التي صاحبت ذلك هو إحالل اآللة محل اإلنسان العامل‪.‬‬
‫ضي‬ ‫ولقد اعتبرت الصناعة النشاط األكثر خطرا على اإلنسان‪،‬وخسائرها في األرواح و الجرحى‬
‫ع‬ ‫تفوق بدرجة كبيرة خسائر ما تخلفه الحروب‪ .‬فلقد أشار مكتب العمل الدولي في تقديره عن‬
‫أخر‬
‫ى‬
‫الحوادث الصناعية في بريطانيا في الفترة من ‪ 1939‬ـ‪ 1945‬م ( و هي فترة الحرب‬
‫للكا‬ ‫العالمية الثانية ) ‪ ,‬ان عدد ضحايا الحوادث الصناعية فاق عدد ضحايا الحرب العالمية نفسها‬
‫تب‪-‬‬ ‫(‪.)1‬‬
‫ة‬
‫و زيادة على ذلك فقد ظهرت األمراض المهنية أي األمراض التي تسببها الصناعة نفسها ‪,‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫فأصبح من المستحيل تجاهلها ‪ ,‬هذا باإلضافة إلى ما رافق ذلك من الكوارث الصناعية ‪ .‬فان‬
‫ه‬ ‫الثورة الصناعية قد تمخض عنها آثار ضارة‪ ،‬في سبيل زيادة اإلنتاج كان ال بد من تدابير و‬
‫م‬ ‫إجراءات يجب اتخاذها من اجل حماية العنصر البشري من هذه اآلثار و هذا يعني االهتمام‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫بأمر السالمة و األمن الصناعي كتدابير علمية حتى يمكن تفادي تلك اآلثار ‪.‬‬
‫ما دمنا نتكلم على األمن الصناعي ‪ ،‬فمن المناسب ان نتحدث عن بعض المفاهيم التي تشكل‬
‫ا‬ ‫موضوعه ‪ ،‬ماهيته و أهدافه ‪.‬‬
‫ل‬
‫ت‬ ‫يمكن تعريف األمن الصناعي عالميا بأنه ( الصحة و السالمة المهنية )‬
‫غ‬ ‫حيث يعني األمن الصناعي بتوفير ظروف العمل اآلمنة و الصحية المناسبة في أماكن العمل ‪.‬‬
‫ذ‬ ‫و ذلك عن طريق الدراسة المسبقة لكافة المخاطر المتوقعة التي قد تنشا في المراحل‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫المختلفة التي تمر بها العملية اإلنتاجية منذ البدء في التفكير في اختيار موقع المنشاة إلى‬
‫آخر مرحلة من مراحل اإلنتاج ‪ ,‬مع وضع تدابير السالمة الوقائية التي تستهدف بالدرجة‬
‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫األولى منع وقوع هذه المخاطر و العمل تطويقها و الحد من انعكاساتها عند حدوثها ‪ ,‬و‬
‫أل‬
‫ن‬ ‫الشك ان الهدف من كل هذه التدابير هو توفير الحماية الكاملة و الشاملة لكل عناصر اإلنتاج‬
‫م‬ ‫و في مقدمتها العنصر البشري الذي يعتبر بمثابة المحور األساسي في العملية الصناعية لكل‬
‫ا‬
‫ط‬
‫هذه التدابير الوقائية بما يكفل تحقيق الكفاية اإلنتاجية و يؤمن أسباب التقدم و االزدهار‪.‬‬

‫ا‬
‫ل‬
‫س‬
‫ل‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫و‬ ‫(‪ )1‬حمدان بن علي ‪ ,‬السالمة و األمن الصناعي ‪ ,‬محاضرة لطلبة معهد الدراسات العليا‬
‫ك‬
‫ي‬
‫بأكاديمية تايف للعلوم األمنية الرياض ‪ 1995‬م ‪ ,‬ص ‪ , 11‬منشورات األكاديمية‬
‫ة‬

‫ا‬ ‫‪‬‬
‫ل‬
‫المخاطــر الصناعيـة ‪:‬‬
‫ه‬
‫ج‬ ‫إن المخاطر الصناعية هي نوع من األزمنة األمنية و لكن لها خصوصياتها و اختالفها عن‬
‫ر‬
‫ة‬ ‫باقي األزمات األمنية ‪ ,‬و لكن في نفس الوقت تشترك مع األزمة األمنية في أمور عديدة منها‬
‫‪:‬‬
‫غ‬ ‫‪1‬ـ المفاجأة ‪:‬‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫غالبا ما تكون األزمة الصناعية مفاجأة و غير متوقعة و على األقل في الوقت الذي حدثت فيه‬
‫لذلك تشكل مفاجأة في وقت حدوثها كما ان أحداثها تتسم بالمداهمة مما يصيب األجهزة‬
‫ا‬ ‫األمنية باإلرباك إذا لم تكن قد أعدت العدة مسبقا لمواجهة مثل هذه األزمة (‪)1‬‬
‫ل‬
‫ش‬ ‫‪2‬ـ سرعـة و تتابع األحداث ‪:‬‬
‫ر‬ ‫عادة ما تتسم األحداث المشكلة لالزمة األمنية بالسرعة و التتابع فتتوالى االنعكاسات‬
‫ع‬ ‫المختلفة التي قادتها في حالة األمن و تندر باتساع رقعة المخاطر و هو ما يتطلب السرعة‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫في التعامل مع األحداث و مواجهتها و السيطرة عليها و الحد من نطاق انتشارها لهذا كان‬
‫من اول مهام أجهزة األمن االنتقال السريع لمكان الطوارئ و محاصرة اثاره و تطويق نتائجه‬
‫ا‬
‫ل‬
‫‪.‬‬
‫ج‬
‫ز‬ ‫‪3‬ـ الدرجة العالية من التوتر النفسي ‪:‬‬
‫ء‬
‫صاحب األزمة األمنية ‪ ,‬و كذلك الصناعية درجة عالية من التوتر النفسي ‪ ,‬فعندما تتصاعد‬
‫‪0‬‬ ‫األحداث المشكلة لالزمة األمنية ‪ ,‬فان جوا من التوتر النفسي غالبا ما يسود مسرح األحداث‬
‫‪2‬‬ ‫‪ ,‬مما يؤثر على سالمة القرار و حسن التصرف في مواجهة األحداث ‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬ـ اتساع نطاق األحداث ‪:‬‬
‫ل‬ ‫نظرا لما تتسم به األزمة من سرعة و تتابع فان نطاق األحداث غالبا ما يتسع ليمتد الى‬
‫ه‬ ‫مناطق مجاورة لم تكن في الحسبان كما أن األحداث األمنية المتداعية غالبا ما يكون لها‬
‫ج‬
‫ر‬ ‫انعكاسات واسعة النطاق مما يلقي على أجهزة األمن واجبات إضافية لمنع انتشار األخطار‬
‫ة‬ ‫المصاحبة لالزمة ‪.‬‬
‫‪5‬ـ عدم توفر المعلومات الكافية عن األزمة أو الكارثة ‪:‬‬
‫غ‬
‫ي‬ ‫كثيرا ما تتسم أحداث الكارثة الصناعية بالنقص في البيانات و عدم توفر المعلومات عن حجم‬
‫ر‬ ‫و أسباب الكارثة لليست بالدقة مما يؤثر على سالمة تقدير الموقف و بالتالي تتسم اإلجراءات‬
‫حيالها بالتسرع و االرتجال ‪.‬‬
‫ا‬
‫ل‬
‫ش‬
‫ر‬
‫ع‬
‫ي‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ة‬ ‫(‪ )1‬احمد القاضي دليل السالمة و االمن الصناعي بدون نشر ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬مصر الجديدة‬
‫‪:‬‬
‫‪ , 1996‬ص ‪22‬‬

‫ا‬ ‫‪6‬ـ تعدد األجهزة المشاركة ‪:‬‬


‫ل‬
‫ج‬
‫تعتبر مشكلة حوادث العمل من أكثر المشاكل التي تسبب خسائر فادحة لكل من العمال و‬
‫ز‬ ‫أصحاب و األعمال ‪.‬‬
‫ء‬ ‫المجلس القومي للمن الصناعي ‪The national safety council‬‬
‫ا‬
‫تقريرا يشير إلى ان الحوادث الصناعية تسبب خسائر قيمتها ‪ 3‬بليون ‪ billion‬دوالر سنويا‬
‫أل‬ ‫‪ ,‬و متوسط نصيب خسارة العامل الواحد نحو خمسين دوالرا سنويا ‪ ,‬و الشك ان الخسائر‬
‫و‬ ‫المالية فادحة و لكننا اذا نظرنا إلى قيمة الحياة و إلى األطراف التي يفقدها اإلنسان لوجدنا‬
‫ل‬
‫ان الموقف ال يمثل مشكلة و حسب و لكنه يمثل مأساة كبرى ‪.‬‬
‫ح‬ ‫‪‬‬ ‫و بطبيعة الحال فان موضوع األمن الصناعي و حوادث العمل من الموضوعات الهامة التي‬
‫ت‬ ‫يهتم ببحثها علماء النفس في الصناعة ‪ ,‬و ينبغي إجراء البحوث العلمية و الموضوعية‬
‫ى‬
‫بالوقوف على أسباب الحوادث و لوضع الوسائل التي تمنع حدوثها و التي تزيد من إجراءات‬
‫ال‬
‫األمن الصناعي عامة ‪.‬‬
‫ن‬ ‫و الواقع ان مشكلة حوادث العمل تمثل مشكلة كبرى إنسانية و اجتماعية و اقتصادية ‪ ,‬و‬
‫ن‬ ‫لبيان ضخامة هذه المشكلة يقول جاكوبس ‪ jacobs‬أن اإلحصاءات تشير انه في الواليات‬
‫ق‬
‫ر‬ ‫المتحدة األمريكية وحدها في أي عام من األعوام يقتل حوالي ‪ 100‬ألف شخص و يصاب‬
‫ض‬ ‫حوالي عشرة مليون شخص نتيجة الحوادث ‪.‬‬
‫!‬ ‫ففي عام ‪ 1962‬على سبيل المثال قتل ‪ 97‬ألفا نتيجة للحوادث منها حوالي ‪ % 50‬ترجع‬
‫م‬ ‫‪‬‬ ‫إلى حوادث السيارات و ‪% 25‬حوادث وقعت في المنازل ‪ %15 ,‬من الحوادث وقعت في‬
‫ع‬ ‫أماكن العمل ‪.‬‬
‫ل‬ ‫و لقد كشفت معظم الدراسات التي أجريت في مجال حوادث العمل ان العوامل البشرية او‬
‫و‬
‫م‬ ‫العنصر البشري هو السبب الرئيسي في وقوع معظم الحوادث أي معظم الحوادث ترجع إلى‬
‫ا‬ ‫أمور المسئول عنها اإلنسان ‪.‬‬
‫ت‬ ‫تعتبر المبادئ السيكولوجية للسلوك اإلنساني في العمل من األمور الهامة التي تساعد على‬
‫ي‬ ‫الوقاية من الحوادث ‪privontion Accident‬‬
‫ج‬ ‫و على سبيل المثال فقد أشار بعض البحاث إلى أن سالمة العامل ماهي اال عملية تعليمية‬
‫ب‬
‫‪ Learning function‬و توضح هذه الحقيقة دراسة أجريت على سائقي الباصات إحدى‬
‫أ‬ ‫المدن حيث حضروا برنامج للتدريب على الوقاية من الحوادث لمدة ‪ 4/2‬أسبوعا و بعدها‬
‫ن‬ ‫أدوا امتحانا ثبتت فيه صالحيتهم للقيام بأعمالهم و لقد سجل معدل ارتكابهم للحوادث خالل‬
‫ت‬
‫‪ 17‬شهرا ووجد ان هذا المعدل استمر في الهبوط طوال هذه المدة و تعداها إلى ما بعدها‬
‫ع‬ ‫ومعنى ذلك أن التدريب فائدة كبيرة للوقاية من الحوادث ‪.‬‬
‫ر‬ ‫بالرغم من تعدد العوامل السيكولوجية التي تكمن في مشكلة الحماية من الحوادث هناك اتجاه‬
‫ف‬
‫قوي في كثير من الشركات إلهمال االتجاه السيكولوجي في وضع استراتيجية منع الحوادث ‪,‬‬
‫!‬ ‫و يرجع السبب في ذلك إلى أن مهندسي األمن الصناعي لم يدرسوا أو يتدربوا في مجاالت‬
‫السلوك اإلنساني ‪ ,‬أي في علم النفس ‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫ل‬
‫و لكن إسهامات علم النفس ال ينبغي التقليل من شانها و الحقيقة ان مشكلة الوقاية من‬
‫ج‬ ‫الحوادث و تقليلها تحتاج الى تعاون السيكولوجي و المهندس ‪ ,‬فالمعرفة السيكولوجية تكمل‬
‫ن‬ ‫المعرفة الهندسية ‪.‬‬
‫و‬ ‫و هنا نتساءل هل من الممكن ان يقوم المهندس بتصميم جهاز لألمن يكون آمنا و سالما كلية‬
‫ا‬ ‫بصرف النظر عن نوعية العامل ؟‬
‫ل‬ ‫ال يستطيع المهندس ان يخترع مثل هذا الجهاز و الذي يمكن للعامل أن يديره بأعلى مستوى‬
‫م‬
‫ر‬ ‫من الكفاية و االقتصاد اذ ال بد من اخذ العنصر اإلنساني في االعتبار ‪.‬‬
‫ض‬ ‫إن األجهزة اآلمنة تصبح شديدة الخطورة في ايدي بعض العمال و لذلك‬
‫يتطلب تصميما و عناية خاصة بالعنصر البشري ‪Human element‬‬
‫ا‬
‫ل‬
‫ن‬
‫ف‬ ‫تعريــف الحــوادث ‪:‬‬
‫س‬
‫ي‬ ‫بعد توضيح أهمية العنصر اإلنساني في وقوع حوادث العمل نتساءل ماهو المقصود بالحادثة‬
‫‪ ,‬إن المشتغلين بميدان األمن الصناعي يعرفون الحادثة بتعريفات مختلفة ‪.‬فمثال إذا سقط‬
‫و‬
‫العامل من فوق السلم الذي كان ترتقيه و لكنه لم يصب بأية إصابة و لم تحدث خسائر او‬
‫ع‬ ‫تدمير ألي آلة أو جهاز ‪ ,‬فهل تعتبر هذه الحادثة أم ال ( في الغالب ما تكون اإلجابة بالنفي )‬
‫ق‬ ‫و ماهو الموقف بالنسبة لعامل آخر يسقط أيضا من فوق السلم و ينتج عن ذلك حدوث رض‬
‫ل‬
‫ي‬
‫أو قصع أو التواء في كعبه فهل تعد هذه حادثة ؟‬
‫ة‬ ‫في الواقع أننا في مثل هذه الحاالت لدينا حدث من السلوك ينبغي ان نسميه حادثة ‪ ,‬و بطبيعة‬
‫الحال هناك فروق واسعة بين الحوادث ‪ ,‬فهناك نتائج مختلفة للحوادث تتراوح ما بين مجرد‬
‫ا‬
‫ل‬ ‫حدوث بعض الرضوض الخفيفة او حصول إصابات قاتلة أو خطيرة تؤدي إلى الوفاة و كل‬
‫م‬
‫س‬ ‫هذه اإلصابات الخفيفة و الخطيرة من الممكن ان تنتج من حدث واحد هو سقوط السلم و أن‬
‫ل‬ ‫االختالف يحدث في النتائج ‪.‬‬
‫م‬ ‫و تعرف الحادثة ‪ Accident‬بمعناها الواسع هي كل ما يحدث دون ان يكون متوقع‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫الحدوث مما ينجم عنه في العادة ضرر للناس أو األشياء ‪ ,‬فلو ترتب عليها إصابة احد من‬
‫الناس سميت إصابة ‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫و قد جرى العرف في قياس األمن الصناعي على أن تقتصر اإلصابات على تلك التي تقعد‬
‫ل‬
‫م‬ ‫العامل المصاب عن العمل أكثر من يوم واحد او أكثر من مصوب العمل التي وقعت فيها‬
‫ح‬ ‫اإلصابة ‪.‬‬
‫ا‬ ‫تصنيــف الحوادث ‪:‬‬
‫ك‬
‫م‬ ‫يمكن تصنيف حوادث العمل بطرق مختلفة ‪.‬‬
‫ة‬ ‫‪1‬ـ من حيث نوعها إلى حوادث مرور أو حوادث مناجم او حوادث طائرات او الى حوادث‬
‫ا‬
‫خطيرة و أخرى غير خطيرة ‪.‬‬
‫ل‬ ‫‪2‬ـ من حيث نتائجها إلى حوادث تتلف اآلالت أو المنتجات او تصيب األشخاص بإصابات‬
‫ك‬ ‫مختلفة كالحروق و الكسور و فقد الحواس او األعضاء أو التشويهات المختلفة أو الموت ‪.‬‬
‫ب‬
‫ر‬
‫‪3‬ـ من حيث خطورتها إلى حوادث مميتة و حوادث تؤدي إلى عجز كلي دائم كفقد العينين أو‬
‫ى‬ ‫اليدين و أخرى تؤدي إلى عجز دائم كفقد عين واحدة او يدا واحدة و حوادث تؤدي الى عجز‬
‫كلي مؤقت أي يمنع العامل من العمل لفترة معينة و أخرى تحتاج إلى إسعافات أولية ‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫ل‬
‫‪4‬ـ من حيث أسبابها الى حوادث ترجع في المقام األول إلى عوامل بشرية كإهمال العامل او‬
‫ن‬ ‫شرود ذهنه او ضعف ذكائه أو قلة خبرته او عجزه عن ضبط نفسه ‪ ,‬و حوادث ترجع في‬
‫ظ‬ ‫المقام األول إلى عوامل مادية أو ميكانيكية كسقوط أشياء على العامل او انفجار بعض المواد‬
‫ر‬
‫ي‬
‫او تلف مفاجئ بعض المواد أو إلى تلف مفاجئ في بعض اآلالت و قد وجد أن حوادث‬
‫ة‬ ‫الصنف األول تتراوح نسبتها من ‪ 80‬إلى ‪ % 90‬و ان حوادث الصنف الثاني تتراوح بين‬
‫‪ 10‬و ‪ % 20‬من حوادث الصناعة و لبعل هذا ما يشير إلى أهمية العامل اإلنساني و رجحانه‬
‫ا‬
‫إل‬
‫في وقوع الحوادث ‪.‬‬
‫ن‬ ‫النظريــات التي تفسر الحوادث ‪:‬‬
‫س‬ ‫للحوادث أسباب كثيرة سواء كانت إنسانية او خارجية و نعرض اآلراء المختلفة المتعلقة‬
‫ا‬
‫ن‬ ‫بنشوء الحوادث ‪.‬‬
‫ي‬ ‫النظريــة القدرية ‪:‬‬
‫ة‬ ‫أصحاب هذه النظرية يرون ان الناس صنفان احدهما سعيد الحظ و اآلخر تعيس الحظ فمنهم‬
‫ف‬ ‫من لديه حصانه ضد الحوادث و اآلخر أكثر قابلية للحوادث ‪.‬‬
‫ي‬ ‫و يفسرون ذلك و يرجعونه إلى القدر و لكننا نرفض هذه النظرية ألنها تقوم على وجهة نظر‬
‫ينقصها المنطق العلمي ‪.‬‬
‫ا‬
‫ل‬ ‫النظريــة العلميــة ‪:‬‬
‫ع‬ ‫و نقول هذه النظرية أن الشخص دائم اإلصابة إنما يعاني خلال جسديا أو عصبيا و ان هذا‬
‫ال‬ ‫الخلل هو السبب في هذه الحوادث و نحن نفكر أن يكون هذا هو السبب القوي الفعال في هذه‬
‫ج‬
‫الحوادث المتكررة ‪.‬‬
‫ا‬ ‫نظريــة التحليل النفسـي ‪:‬‬
‫ل‬
‫ن‬
‫و تعتبر هذه النظرية الحوادث إنما هي أفعال مقصودة ال شعورية و يعتقد أصحاب هذه‬
‫ف‬ ‫المدرسة التحليلية أن اإلصابة الجسدية إنما هي عدوان ال شعوري موجه للذات و يعتبر‬
‫س‬ ‫فرويد أن سبب معظم الحوادث هو الدافعية الالشعورية ‪.‬‬
‫ي‬
‫نظريــة علم النفس التجريبــي ‪:‬‬
‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫هذه النظرية تقول أن للحوادث أسبابا كثيرة و متعددة و العامل يقع تحت تأثيرات كثيرة و‬
‫أل‬ ‫متغيرة و إذا كان هناك أسباب متعددة للحوادث فان لها أيضا أهداف متعددة فقد يكون الدافع‬
‫م‬
‫ن‬ ‫لها الرغبة في الحصول على تعويض مادي أو في تخفيف المسؤولية عن نفسه ‪.‬‬
‫ا‬ ‫العــوامل المسسبــة للحوادث ‪:‬‬
‫ل‬ ‫تختلف األهمية النسبية للعوامل الداخلية و الخارجية باختالف نوع العمل و ظروفه و تكوين‬
‫ص‬ ‫العامل النفسي و البيولوجي ففي الصناعات التي تحف بها المخاطر كصناعة المفرقعات أو‬
‫ن‬
‫ا‬ ‫الغازات السامة أو المناجم يزداد اثر العوامل الخارجية ‪.‬‬
‫ع‬ ‫إن العوامل الشخصية عميقة األثر ‪,‬حتى في الصناعات غير المعرضة لألخطار و مما يجدر‬
‫ي‬ ‫ذكره أن العوامل الخارجية وحدها أو الداخلية وحدها قد ال تؤدي إلى وقوع حوادث أو إلى‬
‫ح‬ ‫‪‬‬ ‫عدد كبير من الحوادث ‪ ,‬و لكن تضافر هذين النوعين من العوامل هو ما يؤدي إلى وقوع‬
‫ك‬ ‫الحوادث بنسبة كبيرة كسرة اإلضاءة مع ضعف األبصار عند العامل أو سوء وضع اآللة بين‬
‫ا‬ ‫عامل عصبي أو مندفع ‪.‬‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫و بعبارة أخرى نقول أن العوامل الخارجية ال اثر لها إال إذا تجاوبت و تفاعلت مع شخصية‬
‫ذاتية هي التكوين الجسمي و النفسي للعامل و خبراته و تدريبه و مزاجه‪.‬‬
‫ا‬ ‫األسباب الشخصية للحوادث ‪:‬‬
‫ل‬
‫س‬ ‫‪1‬ـ الذكاء ‪:‬‬
‫ي‬ ‫يميل التفكير الشائع أن الشخص الغبي يتعرض للحوادث أكثر من الذكي ‪ ,‬و لكن الدراسات‬
‫ن‬
‫م‬
‫العلمية ال تجد من النتائج ما يبرر هذا التعميم ‪.‬‬
‫ا‬ ‫و لقد قام ( فارمر و شامبرز ‪( chambers Farmer and‬‬
‫بدراسة هذه المشكلة و لم يجد أي ارتباط بين تقديرات الذكاء و بين تعدد الحوادث بين العمال‬
‫‪5‬‬
‫‪ ,‬و لقد اقترح أن الذكاء يرتبط بالحوادث التي تتضمن أخطاء في الحكم و ال يرتبط بتلك التي‬
‫ح‬ ‫‪‬‬ ‫تتضمن مهارات يدوية ‪ ,‬و يفسر هذا االقتراح عدم وجود ارتباط في دراسة فرامرز و‬
‫ك‬ ‫شامبرز ‪.‬‬
‫ا‬
‫ي‬
‫‪2‬ـ حدة البصــر ‪:‬‬
‫ة‬ ‫ان مدى مدة البصر و سالمته عامل يسهم في التعرض للحوادث و هناك من الشواهد ما يدل‬
‫على هذا ‪ ,‬و قد قام (تيفين ) و زميل له بتحديد ما تتطلبه كل جماعة عاملة من مطالب‬
‫ا‬
‫ل‬
‫بصرية و ذلك بالنسبة ألثنى عشر مجموعة من العاملين ثم فحصوا لتبين ما إذا كانت‬
‫س‬ ‫الخواص البصرية الالزمة متوافرة لدى كل فرد في هذه المجموعات أم ال ‪ .‬و لقد بينت‬
‫ي‬ ‫النتائج أن نسبة العاملين الذين لم يتعرضوا للحوادث كانت أعلى بين الذين نجحوا في‬
‫ن‬
‫م‬ ‫االختبار أو الفحص عن أولئك الذين رسبوا و ذلك في إحدى عشر مجموعة ولم توجد فروق‬
‫ا‬ ‫في مجموعة واحدة ‪ ,‬و قد تكونت كلية من عمال غير مهرة ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬ـ التوافق أو التآزر الحركي ‪:‬‬
‫ف‬ ‫‪‬‬ ‫لقد عزل بعض الباحثين التوافق العضلي كعامل له تأثير على االستهداف للحوادث و يبدو من‬
‫ي‬ ‫المعقول أن نفترض أن البطء في االستجابة تؤثر في تكرار الحوادث ‪ ,‬و مع هذا فقد ظهر أن‬
‫السرعة في االستجابة في حد ذاتها ليس لها عالقة ذات داللة بتكرار الحوادث في الصناعة‬
‫ب‬
‫ي‬ ‫‪.‬و لكن يبدو أن االستجابات األكثر تعقيدا هامة‪ .‬و قد استخدم فارمر و شامبرز بطارية من‬
‫ت‬ ‫االختبارات تتكون من اختبار تنقيط ‪ ,‬و أداة لقياس سرعة االستجابة لإلشارة ‪.‬و اختبارا آخر‬
‫ن‬ ‫يتطلب أن يغير المفحوص أداءه العضلي بما يتفق مع اإلرشادات المتغيرة‪.‬‬
‫ا‬
‫و حين قسم ‪ 500‬من العاملين إلى مجموعتين على أساس تقديراتهم إلى مجموعة متفوقة‬
‫ر‬ ‫في األداء و مجموعة اقل نفوقا ‪ ,‬وجد أن المجموعة األخيرة تعرضت إلى ‪ % 48‬من‬
‫ج‬ ‫الحوادث أكثر من المجموعة المتفوقة ‪.‬‬
‫ل‬
‫و معنى هذا أن االرتباك و نقص المهارة و بطئ االستجابة و ما تتعرض له أعضاء الحس‬
‫ا‬ ‫‪‬‬ ‫من عيوب يسهم في وقوع الحوادث ‪ ,‬و بناءا على ذلك يصعب على األشخاص الضعاف في‬
‫ل‬ ‫هذه النواحي الحسية الحركية تجنب المواقف التي تعرضهم لإلصابة بالحوادث ‪ ,‬و قد ال‬
‫ت‬
‫ط‬ ‫يكون هؤالء األشخاص مهملين أو مندفعين ‪ ,‬و مع ذلك يتعرضون للحوادث ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪4‬ـ الســن و الخبـرة‪:‬‬
‫ر‬
‫يوضح الشكل التالي العالقة بين الخبرة و الحوادث فوجد أن ‪%50‬‬
‫م‬
‫ن‬ ‫من األفراد قد أصيبوا بحوادث في الستة اشهر األولى من عملهم و كانت النسبة ‪ % 33‬في‬
‫الشهور الستة التالية و كانت نسبة من أصيبوا في حوادث بعد أن قضوا عامين و نصف في‬
‫ا‬ ‫عملهم هي ‪‰ 3‬‬
‫ل‬
‫م‬ ‫و نسبة اإلصابة بين الموظفين الجدد عالية إلى حد ملحوظ في الشهور القليلة االولى من‬
‫ن‬ ‫عملهم عنها في الشهور او السنوات التالية ‪.‬‬
‫ظ‬ ‫شكل ‪12‬العالقة بين الحوادث التي وقعت للشباب و بين سنوات الخبرة ‪:‬‬
‫و‬
‫ر‬ ‫ففي إحدى المؤسسات الصناعية للمعادن كان وقوع الحوادث لمجموعتين من العمال بين ‪5‬‬
‫و ‪ 6‬في األلف خالل الشهر األول و في الشهر الثالث نقصت هذه النسبة فأصبحت تتراوح‬
‫ا‬ ‫بين ‪ 4‬و ‪ 5‬في األلف و في نهاية الشهر السادس انخفضت تلك النسبة فأصبحت ‪ 6‬و ‪ 3‬في‬
‫أل‬
‫ن‬ ‫األلف ‪.‬‬
‫ث‬ ‫و أوجدت هاتان الدراستان بالحاجة إلى تدريب فعال يمتد خالل فترات زمنية أطول ينصب‬
‫ر‬
‫و‬
‫على العادات السليمة التيس غالبا ما تحذف مجموعتان تلقت أحداهما تدريبا خاصا بأساليب‬
‫ب‬ ‫العمل و األمن الصناعي فتناقصت اإلصابات بسرعة عنها في حالة المجموعة التي لم تتلق‬
‫و‬ ‫أي تدريب ووصلت المجموعة المدربة إلى ‪ 8‬و ‪ 3‬في الشهر الثالث و هو معدل لم تقترب‬
‫ل‬
‫و‬
‫منه المجموعة األخرى حتى الشهر السابع كما يوضح ذلك الرسم التالي ‪.‬‬
‫ج‬ ‫و الواقع أن معدل وقوع الحوادث يتناقص باتساق مع العمر و يوضح الجدول اآلتي معدل‬
‫ي‬ ‫وقوع الحوادث إذا ما قورن بالسن لكل من الرجال و النساء في إحدى المؤسسات الصناعية‬
‫ح‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫ك‬ ‫إن معظم األبحاث التي أجريت في هذا المجال لم تكشف عن نتائج ثابتة من مؤسسة إلى‬
‫ا‬ ‫أخرى أو من صناعة إلى صناعة مخالفة لها ‪.‬‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫كذلك هذه الدراسات ان معدل وقوع الحوادث كان أعلى بين العمال و الصغار في السن الذين‬
‫يقلون في خبرتهم عن غيرهم ‪ ,‬إال انه في بعض المؤسسات الصناعية زيادة نسبة وقوع‬
‫ا‬ ‫الحوادث بزيادة عمر العمال و بين شروزبري ‪ Shrosbree‬أن إحصاءات إحدى الصناعات‬
‫ل‬
‫س‬ ‫تشير إلى أن العمال الذين قضوا مدة طويلة في المؤسسة قد يكون الخطر في سلوكهم ألنهم‬
‫ي‬ ‫اعتادوا على الخطر ‪ ,‬ومن ثم فإنهم يكونون اقل احتراسا عن غيرهم من العمال ‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪5‬ـ العوامــل االنفعالية ‪:‬‬
‫م‬
‫ا‬ ‫هناك عاملين انفعاليين يتصالن بالحوادث التي تقع لألفراد في المؤسسات الصناعية و هما ‪:‬‬
‫النضج االنفعالي و الحالة االنفعالية وقت وقوع الحادثة ‪ .‬و ثمة تحليل لألسباب للحوادث لدى‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 50‬عامال في إحدى المؤسسات الصناعية األمريكية بين أن أربعة عناصر هي ‪ :‬االتجاه‬
‫م‬ ‫‪‬‬ ‫الخاطئ ـ التسرع ـ العصبية و الخوف ـ القلق و االكتئاب و كانت هذه العناصر مسئولة عن‬
‫ر‬ ‫‪ % 33‬من الحوادث بين أفراد المجموعة التي تمت دراستها ‪ ,‬نستدل من ذلك على أن الحالة‬
‫ا‬ ‫االنفعالية تعتبر مسئولة عن نسبة كبيرة جدا من الحوادث ‪.‬‬
‫ح‬
‫ل‬ ‫و العالقة بين النوبات االنفعالية و بين تكرار وقوع الحوادث توضحه إحدى الدراسات التي‬
‫قام بها هيرسي ‪ Hersey‬فوجد أن العامل المتوسط يكون منخفضا في الحالة االنفعالية‬
‫ا‬ ‫حوالي ‪ % 30‬من الوقت و أن أكثر من نصف األربعمائة حادثة بسيطة التي قام بدراستها‬
‫ك‬
‫ت‬ ‫وقعت أثناء مثل هذه الفترات ‪ ,‬و يؤكد غيره من علماء النفس مثل كاردول دور عدم الثبات‬
‫س‬ ‫االنفعالي و تسببه في وقوع كثير من الحوادث ‪.‬‬
‫ا‬
‫ب‬
‫و يبين هيرسي أهمية الحالة االنفعالية العامة للعامل فأوضح أن إنتاج العمال الصناعيين‬
‫يكون أعلى بحوالي ‪ % 8‬و ذلك خالل الفترات التي يكون فيها هؤالء العمال سعداء فرحين و‬
‫ا‬ ‫يكونون أكثر تعاونا في هذه الحالة مما أو كانوا متضايقين و متشائمين قلقين ‪ ,‬و هكذا‬
‫ل‬
‫ل‬
‫فالحالة االنفعالية ال تعتبر أمرا مرغوبا فيه فحسب من ناحية األمن الصناعي و لكن أيضا من‬
‫غ‬ ‫ناحية اإلنتاج ‪.‬‬
‫ة‬
‫ا‬ ‫‪‬‬
‫ل‬
‫ش‬ ‫األسباب الخارجية للحوادث ‪:‬‬
‫ا‬ ‫‪1‬ـ ظروف العمل السيئة ‪:‬‬
‫ئ‬ ‫لوحظ انه كلما هيئ للعامل جو مريح كلما زادت إنتاجيته حيث يترتب عليه منع حدوث‬
‫ع‬
‫ا‬ ‫اإلرهاق و تحسين ظروف العمل بتوفير وسائل آلية و أدوات يدوية مريحة للعامل ‪ ,‬العناية‬
‫ت‬ ‫بالتهوية و اإلضاءة في المؤسسة‬
‫‪2‬ـ أجهزة العمـل و معداتـه ‪:‬‬
‫ح‬ ‫‪‬‬
‫ك‬ ‫قد تنشا الحوادث من اآللة نفسها و قد يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها‪:‬‬
‫ا‬ ‫ـ عدم العناية بتخزين المواد الكيماوية و القابلة لالشتعال ‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ عدم تنظيم أماكن العمل و نظافتها‬
‫ة‬
‫ـ إهمال اآلالت و عدم صيانتها‬
‫ا‬ ‫ـ تكدس أماكن العمل باآلالت‬
‫ل‬ ‫ـ عدم حجب و تسوير األجزاء المتحركة من اآللة‬
‫س‬
‫ي‬ ‫اآلثار المترتبـة على حوادث الصنـاعة ‪:‬‬
‫ن‬ ‫لحوادث الصناعة آثارها المتعددة سواء كانت على العامل أو على المنشاة الصناعية و فيما‬
‫م‬ ‫يلي تفصيالت ذلك ‪.‬‬
‫ا‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار المتعلقة بالعامل ‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫قد تؤدي الحوادث إلى وفاة العامل أو يتعرض البعض اآلخر إلى عاهات مستديمة كلية او‬
‫اهات جزئية تجعله يفقد عمله ‪ .‬وتضطرب على اثر ذلك حياة األسرة ‪.‬‬
‫ح‬ ‫‪‬‬
‫ك‬ ‫ثانيا ‪ :‬اآلثار المتعلقة المؤسسة‬
‫ا‬ ‫‪1‬ـ كثرة اإلصابات يؤدي إلى تدهور كبير في الروح المعنوية لمجموع العاملين نتيجة‬
‫ي‬
‫ة‬
‫شعورهم بفقدان األمن ‪.‬‬
‫‪2‬ـ كثرة اإلصابات التي يتعرض لها العاملون المدربون تؤثر على اإلنتاجية من حيث الكم و‬
‫ا‬ ‫الكيف ‪.‬‬
‫ل‬
‫س‬
‫‪3‬ـ تتحمل التكاليف نتيجة إصابات العمل مثل التعويضات و نفقات العالج ‪ ,‬و الخسائر‬
‫ي‬ ‫المترتبة على النقص في اإلنتاج وما لالقتصاد القومي بصفة عامة ‪.‬‬
‫ن‬ ‫تعريــف األمن الصناعي ‪:‬‬
‫م‬
‫ا‬
‫كثرت و تعددت تعار يف األمن الصناعي ‪ ,‬و لما كان األمر كذلك فإننا سنشير الى بعض‬
‫التعاريف التي وجدت قبوال مناسبا في هذا الميدان ‪ .‬هنالك تعريف مختصر لألمن الصناعي (‬
‫ع‬ ‫‪‬‬ ‫مجموعة اإلجراءات و التدابير الكفيلة بحماية األرواح و الممتلكات في المنشات الصناعية )‬
‫ل‬
‫ى‬
‫و تعريف آخر هو انه ( مجموعة اإلجراءات و التنظيمات المتعلقة بالمحافظة على األمن و‬
‫النظام و السالمة داخل المنشات االقتصادية و الحيوية و مرافقها بالوسائل المتاحة‬
‫م‬ ‫)‪.‬مجموعة األساليب و الجهود الهندسية و التنظيمية التي يجب أن تتخذ ‪.‬‬
‫ن‬

‫ن‬
‫ط‬
‫ل‬
‫ق‬

‫ا‬
‫ل‬
‫ر‬ ‫و تعريف رابع لألمن الصناعي بأنه _( الفرع الذي يرسي إلى تهيئة جميع الظروف المادية‬
‫ص‬ ‫و النفسية و االجتماعية و التي تكفل اكبر إنتاج مع االهتمام برضى العامل عن عمليه ‪ ,‬فهو‬
‫ا‬ ‫يهتم بالكشف عن أفضل الظروف اإلنسانية للعمل ‪ ,‬و حل المشكالت الصناعية حال علميا )‬
‫ص‬
‫(‪)1‬‬
‫ش‬ ‫‪‬‬ ‫و يمكننا ان نخرج من كل هذه التعريفات بان األمن الصناعي ماهو إال مجموعة من‬
‫ي‬
‫ء‬ ‫اإلجراءات و النظم الخاصة بحماية األرواح و المنشات و مالءمتها مع استمرار اكبر قدر من‬
‫م‬ ‫اإلنتاجية في كل الظروف ‪.‬‬
‫ن‬ ‫مفهـوم األمن الصنـاعي‬
‫ان مفهوم األمن الصناعي هو إيجاد البرامج المناسبة للتصدي ما يمكن ان يؤثر بطريقة أو‬
‫ا‬
‫ل‬ ‫بأخرى على سالمة العاملين و الممتلكات و سير العملية اإلنتاجية ‪ ,‬باالستعانة بالمتخصصين‬
‫خ‬ ‫في هذا المجال تتوفر فيهم الخبرة و الكفاءة لتصميم هذه البرامج و تحقيق الهدف المنشود‬
‫و‬ ‫اال و هو توفير كافة أساليب الحماية الوقائية (‪)2‬‬
‫ف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ ) 1‬نبيل عبد العزيز ‪ ,‬التخطيط لمواجهة أخطار التهديد بالقنابل ‪ ,‬الندوة لسابعة لألمن‬
‫الصناعي ‪ ,‬األمانة العامة للهيئة العليا لألمن الصناعي ‪ ,‬العربية السعودية ‪ 1428‬هـ ص‪5‬‬
‫الم‬
‫وقع‬
‫الفر‬ ‫(‪ )1‬السيد رمضان حوادث الصناعة واألمن الصناعي ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬مصر ‪ ,‬المكتب الجامعي‬
‫عي‬ ‫الحديث ‪ 1984 ,‬م ص ‪77‬‬
‫في‬ ‫(‪ ) 2‬عبد المحسن ابو الليف ‪ ,‬األمن الصناعي ‪ ,‬محاضرات بأكاديمية نايف العربية للعلوم‬
‫الح‬ ‫األمنية ‪ ,‬الرياض ‪ 1417‬هـ ص ‪2‬‬
‫وار‬
‫المت‬
‫مد‬
‫ن‪:‬‬ ‫ان المهمة األساسية لألمن الصناعي إنما هي مهمة وقائية لذلك فان نجاحها هو فيما لم‬
‫ابرا‬ ‫يحدث بالدرجة األولى ‪.‬‬
‫هيم‬
‫مح‬
‫مد‬ ‫األمن الصناعــي ‪:‬‬
‫عيا‬ ‫إذ يعتبر موضوع األمن الصناعي من أهم الموضوعات أو الميادين التطبيقية لعلم النفس‬
‫ش‬
‫بح‬ ‫الصناعي ‪ .‬انه ميدان أو فرع يستهدف رفع الكفاية اإلنتاجية للعامل و يحرص على راحة‬
‫ث‪:‬‬ ‫العامل و كرامته ‪ ,‬و انه يهتم بالكشف عن أفضل الظروف اإلنسانية للعمل ‪ ,‬و حل المشكالت‬
‫موا‬
‫ضي‬
‫الصناعية حال علميا ‪.‬‬
‫ع‬ ‫تسعى برامج األمن الصناعي إلى المحافظة على صحة العمال و سالمتهم من األخطار و‬
‫ذات‬ ‫الحوادث الصناعية و اإلبقاء على معدل الحوادث الصناعية في حده األدنى و تحسين صحة‬
‫صل‬
‫ة‪:‬‬
‫العمال إلى أعلى درجة ممكنة و بالتالي فاألمن الصناعي أهدافه وقائية بالدرجة األولى ألنها‬
‫ابرا‬ ‫تساعد على عدم وقوع الحوادث الصناعية و بالتالي تمنع وقوع إصابات من شانها التأثير‬
‫هيم‬ ‫على العامل و صحته و على كفاءته اإلنتاجية بصفة عامة ‪.‬‬
‫مح‬
‫مد‬ ‫وسائــل تحقيق أهداف األمن الصناعـي ‪:‬‬
‫عيا‬ ‫أوال ‪ :‬تكييف العمل للعامل ‪ :‬أي تكييف اآلالت و األدوات و العدد حتى تناسب العامل الذي‬
‫ش‬ ‫يديرها أو يستخدمها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحسين الظروف الفيزيقية للعمل ‪ :‬كاإلضاءة و التهوية و درجة الحرارة و الخ ‪...‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التفتيــش ‪ :‬الغرض منه إظهار األخطار المهنية في المنشات الصناعية لتفادي الخطر‬
‫بالنسبة ألي عملية واردة أو مادة أو جهاز أو بالنسبة لظروف العمل بها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬البحــوث ‪ :‬سواء كانت بحوث فنية أو سيكولوجية أو دراسات إحصائية ‪:‬‬
‫(أ) البحـوث الفنية‪ :‬و التي تشتمل دراسة الطريقة المثلى ألداء كل عمل من األعمال المكان‬
‫وضع كل عامل في العمل المناسب له على نحو يكفل تالفي جميع األسباب المحتملة لوقوع‬
‫الحوادث و كذلك دراسة مخاطر اآلالت و تدبير الوسائل الوقائية منها و التأكد من مطابقة‬
‫تصميمها لمواصفات اآلمن ‪.‬‬
‫(ب) البحوث السيكولوجيــة ‪ :‬لدراسة االستعداد للحوادث (الستهداف الحوادث ) كما تتضمن‬
‫هذه البحوث دراسة العالقة بين نسبة الحوادث ومن العامل و مدة خدمته و دراسة العوامل‬
‫االنفعالية و القدرة الذهنية و التعب و الملل و مدى ارتباطها بحوادث العمل‬
‫(ج) الدراسات اإلحصائية ‪ :‬و يتم إعداد هذه الدراسات عن طريق تسجيل حوادث العمل و‬
‫جميع الحقائق عليها ‪ ,‬و إعداد اإلحصاءات عند اإلصابات ‪.‬‬
‫تكييف العمــل للعامــل ‪:‬‬
‫يهتم األمن الصناعي بتكييف العمل بمعنى طرق تأدية العمل ‪ ,‬و أدوات العمل ‪ ,‬و ظروفه ‪,‬‬
‫ومكانه ‪ .‬ولقد دلت المالحظات و الدراسات التجريبية على أن اغلب العمال إن تركوا يعملون‬
‫كل بطريقته الخاصة لم يستطيعوا أن يقفوا على طرق سهلة اقتصادية ألداء أعمالهم ‪ ,‬و‬
‫اغلب أنهم يتمسكون بطرق عقيمة ‪ .‬عديمة الجدوى ‪ ,‬فالعامل من دون إرشاد يكون اقرب‬
‫إلى قيام بحركات زائدة او طائشة تستنفذ جزءا من طاقته و تسبب له التعب من غير داع و‬
‫من ناحية أخرى فالمهندسون حين يصممون اآلالت و األدوات فإنهم يهتمون في العادة‬
‫بصالحيتها لإلنتاج ‪ ,‬دون االهتمام بالشخص الذي سيديرها ثماني ساعات في اليوم ‪ ,‬أسبوعا‬
‫بعد أسبوع ‪ ,‬و الذي ال يلبث أن يكتشف أنها تسبب له إجهادا ال داعي له ‪.‬‬
‫و على سبيل المثال بعض األخطاء العامة في تصميم اآلالت من الناحية اإلنسانية‪ :‬فاآلالت‬
‫يكون ارتفاعها في العادة اكبر أو اصغر من طول العامل المتوسط ‪.‬‬
‫و حتى لو تداركنا هذا العيب بوضع منصة يقف عليها العامل أن كانت اآللة أعلى منه فهذا‬
‫يعرضه لمخاطر أخرى جديدة ‪ ,‬أما أن كانت اآللة أعلى منه فهذا يعرضه لمخاطر أخرى‬
‫جديدة ‪ ,‬أما أن كانت اآللة اقصر منه ‪ ,‬كان تكيفه لها أصعب منه في الحالة األولى يضاف إلى‬
‫هذا اآلالت تتطلب استخدام اليد اليسرى مما يشق على العامل األيمن ‪ .‬و من العيوب الشائعة‬
‫أيضا عدم وجود مستودع قريب من اآللة ‪.‬زد على ذلك أن موطئ األقدام في كثير من اآلالت‬
‫تكون في العادة أضيق مما يجب بحيث ال تسمح للقدم ان تستند إليها باجمعها ‪.‬‬
‫لذا فان اآللة مهما كانت معقدة فإنها تتطلب شخصا يديرها بصورة مستمرة و يستجيب‬
‫إلشارات تصدر عنها او يقيم بصيانتها ‪.‬‬
‫و هو في كل هذا يستجيب وفق قدراته و خصائصه و حدود طاقته ‪ ,‬من اجل هذا ال يمكن‬
‫غض النظر عن النواحي السيكولوجية في الصلة بين اإلنسان و اآللة ‪ ,‬إن العامل يتلقى على‬
‫الدوام إشارات من اآللة عن طريق مؤشرات أو أصوات ‪ ,‬و عليه أن يستجيب لهذه المنبهات‬
‫و قد تكون السرعة أحيانا عامال هاما في هذه االستجابة او تكون الدقة هي العامل الهام و‬
‫غالبا ما تتطلب اآلالت سرعة و دقة في االستجابة أو تكون الدقة و هذا يتعين أن يكون حجم‬
‫اآلالت يتالءم مع القدرات الحسية و الحركية للعامل ‪ ,‬و هذه ناحية من صميم اختصاص‬
‫السيكولوجي ‪ ,‬فحبذا لو تعاون مع مهندس الكفاية بالمصنع في هذا العمل ‪.‬‬
‫موجز القول فانه عند تكييف العمل للعامل ينبغي مراعاة االعتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تصميم اآلالت و األدوات بحيث يتسنى استخدامها على نحو يزيد من اإلنتاجية و ال يزيد‬
‫من التعب ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ترتيب أدوات العامل و معداته و مواده بحيث يستطيع العامل أن يجدها حين يحتاج إليها‬
‫في سرعة و سهولة دون أن يضيع وقتا في البحث عنها ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الكشف أن األوضاع الجسمية المناسبة و المأمونة للعامل أثناء عمله ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تحاط الجنازير و األجزاء المتحركة بحواجز تمنع األخطار الناتجة منها ‪.‬‬
‫‪5‬ـ يجب عند العمل على األجهزة الكهربائية توقي أخطار التيار الكهربائي ‪.‬‬

‫تفسيـر كيفية توزيع الحوادث ‪:‬‬


‫لقد لوحظ ان العمال يتعرضون لنفس األخطار أثناء العمل إال أنهم يختلفون فيما بينهم من‬
‫حيث عدد الحوادث التي يتورط كل منهم فيها ‪ ,‬لمحاولة تفسير هذا االختالف نجد أربعة‬
‫فرضيات تفسر توزيع الحوادث على األفراد ‪.‬‬
‫‪1‬ـ الفرض األول ـ الصدفة‬
‫و هذا الفرض يرجع الحوادث إلى عامل الصدفة المحضة ‪ ,‬و يرى انه ليست هناك أية عوامل‬
‫شخصية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الفرض الثاني ـ عدالة و توزيع الحوادث ‪:‬‬
‫و يرجع هذا الفرض توزيع الحوادث إلى نظام عادل تخضع له ‪.‬‬
‫و خالصة هذا االفتراض انه إذا حدثت حادثة لفرد ما فانه يكون بذلك قد حصل على نصيبه‬
‫من الحوادث لفترة معينة ثم يأتي دور فرد آخر من زمالئه ليقع في حادثة و هكذا ‪...‬الخ و‬
‫يفسر بان حدوث الحوادث للفرد يتسبب عنه تعليم من جانب الفرد و عبرة يستخلصها مما‬
‫حدث له و بالتالي يساعدانه على كيفية تحاشي حوادث مستقبلية ‪.‬‬
‫الطفل الذي سبق له أن احترق من لعبه بالنار ال يعاوده مرة أخرى حتى ال تتكرر حادثة‬
‫احتراقه ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الفرض الثالث ـ القابلية المتزايدة ‪:‬‬
‫يرى أصحاب الفرضية أن كل األفراد في البداية يكونون ذوي استعداد متساوي للتورط في‬
‫حوادث ‪ ,‬وان أولئك الذين تحدث لهم الحوادث األولى يصحبون ذوي استعداد يهيئ لهم‬
‫حوادث أكثر في المستقبل و هكذا يؤدي تورط الفرد في حوادث إلى زيادة في قابليته الن‬
‫تحث له حوادث في المستقبل ‪ .‬الخوف و القلق و عدم الثقة في نفسه ‪ ,‬فيقل تحكمه السليم‬
‫في سلوكه نتيجة لهذا ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الفرض الرابع ـ القابلية للحوادث نتيجة للتكوين النفسي البيولوجي الخاص بالفرد ‪:‬‬
‫يرى هذا االفتراض أن التكوين النفسي البيولوجي الخاص بالفرد يؤثر في تكوين درجة ثابتة‬
‫نسبيا من القابلية للتورط في الحوادث ‪ Accident Proneness‬لديه تختلف عن غيره‬
‫و تتسبب في الفروق بين األفراد فيما يتعلق بمدى تورطهم في حوادث ‪ ,‬و يرى هذا‬
‫االفتراض إن القابلية للحوادث تتوزع لدى األفراد على بعد واحد مستمر هو ما يعرف‬
‫بالمتصل ‪ Continuum‬شانها في ذلك شان غيرها من سمات الشخصية و خصائصها‬
‫‪,‬فكل فرد يتميز بدرجة معينة من القابلية للحوادث ‪,‬قد تكون هذه الدرجة كبيرة تورطه في‬
‫الحوادث ‪ ,‬فهي بالنسبة لعمل معين قد تكون عالية ‪ ,‬و بالنسبة آلخر عند نفس الفرد قد تكون‬
‫منخفضة ‪.‬‬
‫تفسيــر ‪ :‬فلو كان الفرض األول هو الصادق ( فرض الصدفة ) فسوف يكون توزيع الحوادث‬
‫على األفراد عشوائيا تماما ‪ ,‬ولو كان الفرض الثاني هو الصادق (فرض عدالة التوزيع )‬
‫فسوف نجد ان معدل حوادث الفرد المرتفع في فترة يتبعه معدل منخفض في الفترة التالية و‬
‫العكس بالعكس ‪ ,‬و لو كان الفرض الثالث هو الصادق ( فرض القابلية المتزايدة ) فان معدل‬
‫حوادث الفرد العالي في فترة سوف يتبعه معدل أعلى في الفترة التالية ‪ ,‬أما لو كان الفرض‬
‫الرابع هو الصادق ( فرض القابلية نتيجة للتكوين النفسي البيولوجي للفرد ) فان أفرادا‬
‫معينين سوف يميلون إلى االحتفاظ بمعدل منخفض في كل الفترات ‪.‬‬
‫‪5‬ـ البيئة النفسية للعمـل ‪:‬‬
‫‪6‬ـ النوع ( الجنس )‬
‫‪7‬ـ السـن ‪:‬‬
‫‪8‬ـ الخبــرة‬
‫‪9‬ـ الذكاء‬
‫درس شافر سيلنغ ‪ ) selling ( 25. 347‬العالقة بين الذكاء و معدل الحوادث في مؤلف‬
‫نشره في عام ‪ 1941‬قارن فيه بين معدل حوادث ‪ 6829‬عامال صناعيا و بين درجات‬
‫ذكائهم ‪ ,‬و الجدول رقم (‪ )19‬يلخص نتائج تلك الدراسة ‪:‬‬

‫جــدول رقم ‪01‬‬


‫عالقــة اإلصابات بالذكــاء‬

‫درجة اختبار الذكاء اإلصابات في السنة لكل ‪ 100‬عامل‬


‫( مرتفعة ) أ‬
‫ب‬
‫ج‬
‫د‬
‫(منخفضة ) هـ ‪0,66‬‬
‫‪1,12‬‬
‫‪1,53‬‬
‫‪2,08‬‬
‫‪2,76‬‬

‫وواضح من الجدول تلك العالقة السالبة بين درجات اختبار الذكاء و بين معدل الحوادث و‬
‫يتايد نفس االتجاه من دراسة تشامبرز ‪Chambers‬‬
‫‪10‬ـ السرعة االدراكية و السرعة الحركية‬
‫‪11‬ـ الحالة االنفعالية الراهنة‬
‫‪12‬ـ االنتحار وإدمان الكحوليات‬
‫‪13‬ـ ديناميات الشخصية‬
‫‪14‬ـ اضطراب الشخصية‪:‬‬
‫‪ 15‬الدوافع النفسية و الحوادث كمثال ‪( :‬نظرية فرويد )‪:‬‬
‫درس فرويد ‪ Freud‬ظاهرة الحوادث في دراسات عدة تحت عناوين مختلفة منها األفعال‬
‫التي تنفذ بشكل خاطئ ‪Erroneonsly‬‬
‫‪ Carried Outaction‬و األفعال العرضية و أفعال الصدفة ‪symptomatic‬‬
‫‪ Chance action‬كما تعرض لها كظاهرة مصاحبة لالضطراب النفسي في بعض الحاالت‬
‫‪.‬‬
‫و في كل هذا برهن فرويد على أن الحوادث كباقي األفعال العرضية التي يقع فيها الناس ـ‬
‫ليست اتفاقية و أنها تتطلب أكثر من مجرد التفسيرات الفيزيولوجية و أن لها معنى و تقبل‬
‫التأويل وان يوسع المرء أن يستنتج منها وجود دوافع و نوايا محجوزة أو مكبوتة يقصد‬
‫فرويد بها أن لها داللة و أنها تصدر عن مقصد ‪ ,‬عن نزعة ‪ ,‬و أنها تحتل مكانا معينا في‬
‫سلسلة من العالقات النفسية تشبه الهفوات شبها كبيرا تسمى األفعال العارضة أو العرضية ال‬
‫هدف لها في الظاهر ‪ ,‬و إنما يمكن تفسيرها كما أنها عالئم صغيرة تشير إلى عمليات نفسية‬
‫أخرى أهم منها ‪ ,‬فهي أفعال نفسية بالمعنى الكامل لهذا اإلصالح‬
‫و هناك أمثلة نلمس فيها تأييدا لنظرية التحليل النفسي في تعليل الحوادث ‪.‬و بهذا الصدد‬
‫يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة كسرت ساقها‬
‫من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعدة أسابيع وكان من المدهش حقا عدم‬
‫وجود إحساس باأللم و هدوئها الذي استقبلت به هذه اإلصابة و كانت اإلصابة مصحوبة‬
‫بعرض عصابي خطير طال أمده ‪ ,‬و في أثناء التحليل اتضحت الظروف التي أحاطت باإلصابة‬
‫و االنطباعات الخاصة التي سبقتها ‪.‬‬
‫‪14‬ـ اضطراب الشخصية ‪:‬‬
‫قامت الدكتورة فالندر دنبار ‪ flader dunbar‬بدراسة لطائفة من المرضى‬
‫السيكوسوماتيين لتبين ما إذا كانت هناك خصائص نفسية يمكن تمييزها في األمراض‬
‫السيكوسوماتية لمعرفة عالقتها بالجوانب االنفعالية و كانت العينة عبارة مرضى‬
‫سيكوسوماتيين ادخلوا إحدى مستشفيات نيويورك ‪ .‬اتخذت مجموعة ضابطة من األفراد‬
‫الذين دخلوا المستشفى بسبب حدوث إصابات لهم ‪ .‬حيث كانت تعتقد أن األفراد الذين يدخلون‬
‫المستشفى بسبب إصاباتهم هم أفراد أسوياء لكنها ما إن بدأت دراستها بوقت قصير حتى‬
‫أتضح لها أن مجموعة اإلصابات ‪ ,‬المفترض أنهم أسوياء من الناحية النفسية ‪ ,‬إنما كانوا في‬
‫الواقع بعيدين عن السواء ‪ ,‬وان هناك عوامل انفعالية تعمل على توريطهم في اإلصابات ‪.‬‬
‫و لقد أوضحت دراسات دنبار الالئك الذين دخلوا المستشفى بسبب اإلصابات ما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ إن ‪ % 80‬من أولئك الذين ارتكبوا حادثا خطيرا ‪ ,‬يميلون إلى ارتكاب حوادث أخرى و‬
‫لهم شخصية خاصة ‪ ,‬أما ال ‪% 20‬الباقية فهم أسوياء لحد ما ‪ ,‬و ليس لهم نمط خاص من‬
‫الشخصية و ال يميلون إلى ارتكاب حوادث أكثر ‪.‬‬
‫‪ 2‬الناس المعروفون بارتكاب عديد من الحوادث الصغيرة يميلون إلى ارتكاب حادثة خطيرة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ أنهم ليسوا حمقى ‪ ,‬أو خاملين بل يميلون الن يكونوا حاضري البديهة للعمل و باال حرى‬
‫متبصرين ‪.‬‬
‫‪4‬ـ أفراد مندفعون بصفة عامة يركزون على الحياة اليومية و ال يهتمون باألهداف البعيدة و‬
‫هم غالبا مستاءون من السلطة ‪ ,‬و قد وجدت دنبار أن نمط شخصياتهم متطابق تطابقا شديدا‬
‫مع نمط شخصيات األحداث الجانحين ‪.‬‬
‫‪5‬ـ زواج األفراد القابلين لإلصابات ‪ ,‬يميل الن يكون غير ثابت على العموم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ يمتازون إلى حد كبير بخضوعهم لعامل الصدفة بما في ذلك الزواج ‪ ,‬يبدون ميال للمجازفة‬
‫و التخاذ القرارات السريعة بدون تفكير كاف ‪.‬‬
‫‪7‬ـ بالرغم من انه قد أتضح لدنبار إن حاالت اإلصابات ليست سوية إال انه أتضح لها أيضا‬
‫أنهم كانوا بصفة عامة أكثر الفئات السيكوسوماتية التي درستها قربا من السواء ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فرج عبد القادر طه‪ ,‬علم النفس الصناعي و التنظيمي القاهرة ‪ 1988‬ص ‪ 314‬دار‬
‫المعارف ‪.‬‬
‫و يتضح من نتائج دراسة ان األفراد الذين تسهل استشارة انفعاالتهم أكثر قابلية لإلصابات ‪.‬‬
‫إن االستياء و االتجاه السلبي نحو العمل و االستياء من السلطة و العدم االتزان االنفعالي‬
‫مرتبطة باإلصابات و الحوادث ‪.‬‬
‫و بهذا الصدد يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة‬
‫كسرت ساقها من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعد أسابيع و كان من‬
‫المدهش حقا عدم وجود إحساس باأللم و هدوئها الذي استقبلت به هذه اإلصابة وكانت‬
‫اإلصابة مصحوبة بعرض عصابي خطير طال أمده ‪ ,‬و في أثناء التحليل اتضحت الظروف‬
‫التي أحاطت باإلصابة و االنطباعات الخاصة التي سبقتها ‪ .‬فلقد أمضت السيدة بعض الوقت‬
‫في مزرعة أختها بين جمع من أقاربها و في إحدى الليالي رقصت إحدى الرقصات التي ضاق‬
‫بها زوجها الغيور ضيقا بالغا فتقدم منها و همس في أذنها قائال ‪ :‬مرة ثانية سلكت كما تسلك‬
‫العاهرة فتركت الكلمات أثرا كبيرا فيها ‪ ,‬و في هذه الليلة لم تذق طعم الراحة في نومها ‪ ,‬و‬
‫في ضحى اليوم التالي أرادت أن تتنزه فاختارت بنفسها األحصنة التي سوف تجر العربة التي‬
‫تركبها و خالل النزهة كانت عصبية كما ذكرت للحوذي ان األحصنة تفزع وما إن اعترض‬
‫األحصنة عائق بسيط حتى قفزت من العربة في فزع فكسرت ساقها ‪ ,‬هذا بينما لم يصب احد‬
‫من كانوا بالعربة ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة يتبين بوضوح تلك المهارة الفائقة في إيجاد موقف واستغالله استغالال‬
‫مناسبا إلحداث إصابة تكيل للمراة عقابا مالئما لجريمتها التي ارتكبتها فبحدوث اإلصابة على‬
‫هذا النحو أصبح من المحال عليها أن ترقص لمدة طويلة و في نفس الوقت أشبعت لديها‬
‫الحاجة إلى عقاب الذات تكفيرا عما ارتكبته من جرم غضب له زوجها غضبا شديدا و هكذا‬
‫استطاعت اإلصابة أن تحقق هدفين في آن واحد احدهما عقاب السيدة على ما ارتكبته من‬
‫ذنب و اآلخر حرمانها من ارتكابها نفس الجرم لمدة طويلة وما دامت اإلصابة قد حققت لها‬
‫كل هذا بنجاح ‪ ,‬فانه يحق لها أن ترحب بها و ال تتألم منها ‪.‬‬

‫(أ) توصيات مقترحة لزيادة األمن الصناعي و تخفيض الحوادث ‪:‬‬


‫ارتاينا تسطير بعض التوصيات المهمة لالخذ بها بناء على نتائج البحوث المتعلقة بمشكلة‬
‫االمن الصناعي و تخفيض الحوادث و بها نحقق اهم اهداف علم النفس في ميدان الصناعة و‬
‫العمل و االخص لتحقيق افضل انسجام بين العامل و عمله بحيث نودي الى زيادة االنتاج و‬
‫المحافظة على الراحة النفسية للعمل و تقليل الخسارة المادية و البشرية و المعنوية الى اقل‬
‫حد ممكن ‪.‬‬
‫و هذه التوصيات مصنفة تبعا لمجاالت مهمة في ميدان الصناعة و العمل ‪.‬‬
‫‪1‬ـ بالنسبـة لظروف العمل الفيزيقية ‪:‬تتمثل في االضاءة و درجة الحرارة و قلة الضوضاء و‬
‫نقص التعب و االجهاد هذه العوامل تساعد على تخفيض معدالت الحوادث و خلق جو مالئم‬
‫للعمل ‪ ,‬لذا ينبغي تحسينه و تطويرها للحد من االخطار اذا ان هذه الظروف تختلف بتنوع‬
‫الوظائف و البيئة هذا من جهة و ال يخاف هذه العقبات ال بد من توفر شرط اخر و هو على‬
‫مهندسي اآلالت صناعتها صناعة تقل درجة الخطر اذ ال بد من تطويرها و العمل على‬
‫تحسينها و ان تكون البيئة مناسبة للقيام بهذه المهن و هو كالقيام بعمليان نوعية كذكر‬
‫أهمية هذه األدوات و حماية العامل من األخطار المحدقة بها ‪ ,‬كوضع الخوذة ‪ ,‬نظارة ‪ ,‬أقنعة‬
‫لوقايته ومن اجل سالمته ‪.‬‬
‫‪2‬ـ بالنسبة لمالءمة العامل للعمل ‪:‬‬
‫إن لالضطرابات النفسية ( االنفعالية ) و نقص القدرة على االنتباه و التركيز و نقص الخبرة‬
‫‪ ,‬إدمان الخمر و الميل لالنتحار و المخاطرة و التمركز في الذات و القلق كما تكون هذه‬
‫االضطرابات موجهة لألخر او لألشياء و حتى للنفس أيضا ‪ ,‬لذا ينصح و يؤكد اهمية وضع‬
‫برامج تدريبية مناسبة تساعد ديثي الخبرة على اكتساب الخبرات الالزمة للنجاح في العمل و‬
‫االبتعاد عن حوادثه ‪.‬‬
‫‪3‬ـ بالنسبة لرعاية العامل في عمله ‪:‬‬
‫ان بيئة العمل النفسية لها دور كبير في خفض معدالت الحوادث و الحد منها او رفعها و هذا‬
‫ما تبين خاصة من حدوث ( دكير ) وزمالئه على وجه الخصوص لذا االهتمام لبيئة العمل‬
‫حتى ينخفض مستوى الحوادث قدر المستطاع ‪.‬‬
‫فلتخفيض عاملي التعب و الملل المسببان لضيق النفس ومن ثم يخلق فرص وقوع الحوادث‬
‫تقسيم العمل وإعطاء العامل فرصة للتغيير و التنوع في طبيعة األعمال و إتاحة فرصة كافية‬
‫للراحة و إدخال برامج الترفيه بين الحين و األخر ‪.‬‬
‫اما فيما يخص العمل و الروح المعنوية للعامل ان (ريان و سميث ) ارجعا كثرة الحوادث في‬
‫المؤسسات تعود الى الروح المعنوية السائدة بين العمال في المؤسسة و هو العالج يرفع‬
‫الروح المعنوية لهؤالء العمال بالطرق السيكولوجية كما ان للباحثين ( دافيدز وماهوني )‬
‫نفس الرأي‪.‬‬
‫أما (روبير) فيلخصها في ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الضمان ‪ : Securité‬حق العامل في اجر معقول من غير ان يخشى الوقت ‪.‬‬
‫‪2‬ـ إتاحة فرصة التقدم أمامه ‪.‬‬
‫‪3‬ـ معاملته باحترام وحفظ كرامته‪.‬‬
‫كما ان هذه العوامل وجد لها صدى فأشركوا العامل في أرباح مؤسسته وتمثيل في مجلس‬
‫أدارتها ‪.‬‬
‫اما ارتباط الحوادث سوء التوافق و االضطرابات النفسية ‪ :‬العمل على عالج مشكالت‬
‫العاملين النفسية و اضطرابا تهم التوافقية ومن بين الباحثين الذين درسوا هذه الحاالت (‬
‫فيتلس ) فدرس حاالت ‪ 154‬ممن تكرر وقوعهم في الحوادث في المدة بين ‪ 1‬يناير ‪1929‬‬
‫و ‪ 1‬يناير ‪1930‬في عيادة لتالفي وقوع الحوادث أسستها شركة ملووكي للسكك الحديدية و‬
‫الكهرباء و نقصت الحوادث من ‪ 1218‬إلى ‪ 331‬كما فصل ‪ 3‬عمال فقط ‪ ,‬و توصلت شركة‬
‫كليفلندا إلى نتائج مماثلة ‪ ,‬و للرعاية الطبية للعمال تساعد كذلك على التقليل من الحوادث ‪.‬‬
‫تحسين الظروف الفيزيقية للعمل ‪:‬‬
‫تتوقف انتاجية العامل الى عدة عوامل داخلية وخارجية ‪:‬‬
‫أ ـ الداخلية ‪( :‬الشخصية ) قدرات الفرد واستعداداته وسمات شخصية وقوة دوافعه وخبرته‬
‫وتدريبه ‪.‬‬
‫ب ـ العوامل الخارجية ‪ :‬الظروف الفيزيقية ‪ :‬الظروف االجتماعية التي تحيط به في عمله اما‬
‫العوامل الفيزيقية ‪:‬‬
‫أ ـ اإلضاءة ‪:‬‬
‫اإلضاءة الجيدة ‪ :‬تعين العامل على رفع مستوى اإلنتاجية و بمجهود اقل اذ ال طالما تعتمد‬
‫الكفاية اإلنتاجية على سرعة اإلدراك البصري و الدقة في التمييز بين األشياء او المالحظة‬
‫الموصولة او الثقيلة إما اإلضاءة السيئة تثير في نفوس الكثيرين من الشعور باالنقباض و ما‬
‫يؤدي إلى إرهاق البصر وزيادة التعب واألخطار فيجب إن يكون كافيا ثابتا موزعا توزيعا‬
‫عادال فضوء الشمس المباشر قد يحقق دائما هذه الشروط األربعة يجب تصويبه وتعزيزه‬
‫غالبا بإضاءة صناعية ‪.‬‬
‫و لإلضاءة الجيدة فوائد أخرى فضال على األركان و أالماكن القذرة كما أنها تختلف من مهنة‬
‫إلى أخرى حسب االحتياجات وتتخذ مشكلة اإلضاءة داللة اكبر إذا عرفنا ان كثيرا من العمال‬
‫المصابون بعيوب في اإلبصار يهملونها أوال يفطنون إليها ‪.‬‬
‫كما ان اإلضاءة تختلف شدتها باختالف نوع العمل و العامل و كلما ازداد عمر العامل احتاج‬
‫إلى إضاءة اشد إلتقان عمله ‪ ,‬كما إن األشياء الناصعة إزالتها ألنها تسبب الصداع لذا‬
‫يستحسن طالءها كما ينصح أيضا االهتمام بارتفاع األسقف و أشكالها و ارتفاع المصابيح ‪.‬‬
‫ب ـ التهوية ‪ :‬و يعني تزويد العمال باستمرار الهواء النظيف الخالي من األدخنة و الرطوبة‬
‫الزائدة ويقدر الهواء الالزم للفرد الواحد في الساعة ‪.‬‬
‫‪ :1000‬قدم مكعب من الهواء في األماكن المزدحمة العادية ‪.‬‬
‫‪ // // // :2000‬المتوسطة في حاالت العمل ‪.‬‬
‫و تساعد التهوية الطبيعية بتهوية صناعية وذلك بعمل ناقلة ( ضاغطة حيث تقوم بضغط‬
‫الهواء من الخارج إلى داخل المبنى ‪.‬‬
‫وجدت شركة فيالدلفيا للكهرباء إن تزويد مكاتب الموظفين بأجهزة لتكييف المواد وقد انقص‬
‫من نسبة مرضى الموظفين و بالتالي قد انقص من الوقت الضائع ‪.‬‬
‫ولتفادي أضرار الرطوبة فانه ينبغي مراعاة ‪:‬‬
‫أ ـ عدم تبليط أرضية مكان العمل إال بعد االنتهاء من تركيب اآلالت و إقامة المعدات المختلفة‬
‫الالزمة للعمل ‪.‬‬
‫ب ـ يجب ان تكون األرضية صماء غير منفذة للرطوبة ‪.‬‬
‫‪ /3‬الضوضــاء ‪:‬‬
‫الضوضاء عامل مزعج مشتت لالنتباه وهي نوعان ‪:‬‬
‫أ ـ الضوضاء الموصولة ‪ :‬ليس لها اثر كصدور عن جماعة يكتبون على اآلالت الكتابة ‪.‬‬
‫ب ـ الضوضاء المتقطعة ‪ :‬أو غير مألوفة قد يكون لها األثر الضار الصادرة عن أبواق‬
‫السيارات في الطريق دخول و خروج أفراد ‪.‬‬
‫و األعمال العقلية تتأثر بالضوضاء أكثر مما تناثر بها األعمال الحركية البسيطة ‪.‬الن األعمال‬
‫بتدريبها تصبح عادة و يسهل وممارستها أما العقلية فهي تتأثر بالفوضى ‪.‬‬
‫الرعاية الطبية و الصحية ‪ :‬ترتبط صحة العامل الجسمية بعدة عوامل منها ‪ :‬بنيته الطبيعية‬
‫وتربيته المنزلية في السنين األولى من نشأته وحالة معيشته عند البلوغ وحالته الصحية في‬
‫البلد الذي يعيش فيه و المصنع الذي يعمل بداخله ‪.‬‬
‫أصبحت الرعاية الطبية للعامل من اهم العوامل التي ترتكز عليها أي مؤسسة اذا ان في‬
‫القديم كانوا ال يهتمون بصحة العامل ان مرض استبدل بآخر فهدفهم كان االستغالل إلى‬
‫أقصى درجة ‪.‬‬
‫و هناك وسائل عدة للمحافظة على صحة العمال ‪:‬‬
‫أ‪ /‬تحسين الظروف الفيزيقية في أماكن العمل‬
‫ب‪ /‬العمل أي إزالة األخطار الصحية‬
‫ج‪ /‬الفحص الطبي االولي قبل االلتحاق بالعمل‬
‫د‪ /‬تقديم وسائل اإلسعاف األولى و العالج في الحاالت الطارئة‬
‫هـ‪ /‬اإلشراف و التفتيش على جميع ظروف العمل التي تؤثر على صحة العمال بالمنشات ‪.‬‬
‫لجان األمن الصناعــي ‪:‬‬
‫تتكون اللجنة المثالية من أعضاء مختلفين منهم اإلداري و الفني و المشرف و السيكولوجي‬
‫و مهندس األمن و الطبيب المهني و األخصائي االجتماعي و من وظائفها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحليل أسباب الحوادث وظروفها ‪ :‬وصف الحوادث وتحده الظروف التي وقعت فيها ثم‬
‫تصنيفها من حيث نوعها وأسبابها و نتائجها ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الفحص الدوري الموصول لآلالت و المعدات و األجهزة للتأكيد من سالمتها‬
‫‪3‬ـ اإلشراف على الظروف الفيزيقية للعمل‬
‫‪4‬ـ نشر الوعي الوقائي بين العمال عن طريق اإلعالنات و األحاديث و غيرها‪.‬‬
‫‪5‬ـ العناية باالختبار المهني للعمال و بحالتهم الصحية و بتوزيع فترات الراحة ‪.‬‬
‫المهندس و السيكولوجـي ‪:‬‬
‫لكل منهما وظائفه وواجبا ته ولو ان التعاون بينهما يكون أمرا ضروريا فمن وظائف مهندس‬
‫األمان تسوير اآلالت الخطرة تصميم واقيات الحوادث ‪ ,‬مراقبة اآلالت ووظائف السيكولوجي‬
‫‪,‬معالجة اإلنسانية في الحوادث كتدريب العمال على اصطناع طرق الوقاية و التفطن للمخاطر‬
‫الممكنة و عالج المستهدفين للحوادث ‪ ,‬العمل على خفض حدة التعب و الملل ‪ .‬كما ال بد من‬
‫تعليم المبتدئ كيفية اإلمساك باألدوات و االقتراب من اآلالت فحص األدوات قبل استخدامها و‬
‫ال تقدم في صورة محاضرات او تقدم اليه في صورة تحذيرات بل على ان تغرس فيه كعادات‬
‫يؤديها دون الحاجة إلى بذل جهد و انتباه ‪.‬‬
‫و يمكننا تلخيص الوظائف الرئيسية للسيكولوجي فيما تتصل باألمن الصناعي فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحليل أسباب الحوادث و عواملها النفسية‬
‫‪2‬ـ اإلسهام في نشر الوعي الوقائي عن طريق اإلعالم و الدعاية و تدريب العمال على احترام‬
‫وسائل الوقاية ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تحديد اثر التعب و الملل في وقوع بعض الحوادث ‪.‬‬
‫‪4‬ـ استبعاد المستهدفين و عالجهم ‪.‬‬

‫التربية الوقائية ‪:Safety Education‬‬


‫لجميع المؤسسات الصناعية لوائح و تشريعات تتصل باألمن مما يجب ان يعيه كل عامل فيها‬
‫‪ ,‬و تتلخص هذه القواعد و اللوائح في عبارات موجزة تكتب على لوحة او مجلة الحائط‬
‫بالمؤسسات او تنشر على صورة كتيبات و نشرات ‪,‬‬
‫إذ أن المعلومات وحدها في مجال األمن الصناعي و غيره من المجاالت ال تكفي كل الناس‬
‫على تنفيذ ما فيها ‪,‬ذلك أن المعرفة في ذاتها قوة خامدة و ليست قوة دافعة و ال يمكن ان‬
‫تتحول إلى أفعال و سلوك فعلي إال أن تحولت إلى دوافع و اتجاهات نفسية وعادات و ال يتأتى‬
‫ذلك إال بترغيب العامل فيها و أشعاره بفائدتها شخصيا ‪ ,‬أي جعلها ذات داللة و معنى في‬
‫نظره حتى يؤمن بها إيمانا يدفعه إلى تطبيقها و ممارستها ‪ ,‬و لتكوين هذه االتجاهات و‬
‫العادات شروط يجب ان تراعى في بث هذه التربية الوقائية ‪.‬‬

‫الخاتمــة ‪ :‬تلك كانت أهم التوصيات التي نرى قيمتها التطبيقية ‪ ,‬راجين ان تتهيأ الظروف‬
‫المناسبة لالستفادة التطبيقية منها في تخفيض معدالت الحوادث بالنسبة لعمال الصناعة و‬
‫المهن المختلفة ‪ ,‬و بهذا فقط تتحقق االستفادة التطبيقية من نتائج البحوث و الدراسات ‪ ,‬و‬
‫هو الذي يدفع بقوة إلى إجرائها و بذل المزيد من الجهد و التكاليف لتقدمها ‪.‬‬

‫قائمــة المراجع ‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ ابوشامة ‪ ,‬عباس ‪ ,‬األمن الصناعي ‪ .‬الرياض ‪ :‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪,‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪2‬ـ عكاشة ‪ ,‬محمود فتحي ‪ .‬علم النفس الصناعي ‪ .‬اإلسكندرية ‪ :‬مطبعة الجمهورية ‪1999,‬‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬ـ عبد القادر طه ‪ ,‬فرج ‪ .‬علم النفس الصناعي و التنظيمي ‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار المعارف ‪,‬‬
‫‪. 1988‬‬
‫‪4‬ـ عويد سلطان ‪ ,‬المشعان ‪ .‬علم النفس الصناعي ‪ .‬مصر ‪ :‬مكتبة الفالح ‪. 1994,‬‬
‫‪Amselme , B. Albasini . Les Risques Professionnels . Pars:5/‬‬
‫‪. Nathan , 1994 Editions‬‬
‫‪. Roger , mucchielli . Analyser les conditions le travail/6‬‬

‫ال يمكن التعليق على مواضيع األرشيف ‪ ,‬ويسمح بالتعليق على المواضيع لمدة ‪ 3‬أيام من تأريخ نشرها‬

‫تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه‬

‫صوت‬ ‫جيد جدا‬ ‫سيء‬


‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪100%‬‬
‫شارك في التصويت ‪: 36‬‬ ‫النتيجة ‪: 76%‬‬

‫لقد تم نسخ الموضوع و يمكنك االن لصقه واستخدامه في اي برنامج لتحرير النصوص‬
‫‪: 473224639‬‬ ‫عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى االن‬
‫§طھط¯ط‪¹‬ظ…ظ‡ط ط‪£‬ط¯ظˆط§طھ‬
‫‪Google‬‬

‫متي يكون الفساد مفيدا وكيف ي ‪..‬‬ ‫من رأسمالية المضاربة إلى االقت ‪..‬‬ ‫تداعيات أزمة المال‪ ..‬وشبح تسري ‪..‬‬

‫االزمة‬ ‫التعاونيات‬ ‫األزمة المالية‬ ‫الفكر‬ ‫قراءة في‬ ‫معضلة‬ ‫نهب وتبدير‬
‫االقتصادية‬ ‫وسيلة مثلي‬ ‫العالمية‬ ‫االقتصادي‬ ‫واقع وآفاق‬ ‫التشغيل‬ ‫المال العام‬
‫واالجتماعية‬ ‫الستغالل‬ ‫وتداعياتها‬ ‫لثورشتاين‬ ‫االقتصاد‬ ‫بالمغرب‬ ‫في المغرب‬
‫وبرنامج‬ ‫التمويل‬ ‫على االقتصاد‬ ‫فبلن‬ ‫السوري‬ ‫عبد السالم‬ ‫عبد السالم‬
‫البديل‬ ‫األصغر في‬ ‫العربي‬ ‫أشرف‬ ‫معتز حيسو‬ ‫أديب‬ ‫أديب‬
‫الديمقراطي‬ ‫التنمية‬ ‫غازي‬ ‫منصور‬
‫فهمي‬ ‫ومكافحة‬ ‫الصوراني‬
‫الكتوت‬ ‫الفقر‬
‫محمد الفاتح‬
‫عبد الوهاب‬
‫العتيبي‬

‫أرشيف االستفتاءات‬ ‫استفتاء‬ ‫االعالنات في الحوار المتمدن‬

‫|نسخ |‬ ‫|حفظ ‪ -‬ورد‬ ‫‪ - Copy‬ارسل هذا الموضوع الى صديق‬ ‫| |‬ ‫|بحث‬ ‫حفظ‬
‫| اضافة االخبار | اضافة موضوع جديد | إضافة إلى المفضلة‬
‫| |‬ ‫| الحوار المتمدن‬ ‫نسخة قابلة للطباعة‬
‫| ابرز كتاب ‪ /‬كاتبات الحوار المتمدن‬ ‫غلق قواعد النشر‬
‫| قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار‬
‫| المتمدن‬
‫المواضيع المنشورة ال تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ‪ ،‬و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها‪ .‬ولن يتحمل‬
‫الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها‬

You might also like