Professional Documents
Culture Documents
اإلجتماعية واإلنسانية
ملخص
وعلى رأس هذه،إن الكثري من الدول النامية قامت باختاذ مجلة من اإلصالحات االقتصادية قصد مواكبة تطور االقتصاد العاملي
واجلزائر كغريها من الدول تبنت.اإلصالحات هو إعادة النظر إىل نظام الصرف القادر على إعطاء دفع ودعم قوي لالقتصاد الوطين
ومن بني اجلوانب اليت حظيت بإهتمام كبري من،اخلطوة االنتقالية لالقتصاد حماولة يف ذلك اخلروج من االقتصاد املوجه إىل االقتصاد احلر
قبل السلطة النقدية هو العمل على رسم خطة إسرتاتيجية قصد إعطاء قيمة حقيقية للعملة الوطنية من خالل تبين خطوات تدرجيية
كل هذا قصد املساهمة يف إحداث تغيري وجهة سلوك العديد من املتغريات االقتصادية إىل االجتاه.لتحرير سعر صرف الدينار اجلزائري
ً
.متاشيا مع اإلصالحات واألهداف االقتصادية املرغوب
. الدينار اجلزائري، ظاهرة التفريغ، أنظمة سعر الصرف:الكلمات املفتاحية
Résumé
Beaucoup de pays en développement ont pris une série de réformes économiques afin de suivre le rythme
de l’évolution de l’économie mondiale, et au-dessus de ces réformes est de réexaminer le système de drainage
est susceptible de donner une forte impulsion et l’appui de l’économie nationale. Algérie, comme d’autres
États a adopté une étape de transition de l’économie d’essayer de sortir de l’économie à une économie de
marché, parmi les aspects qui a beaucoup retenu l’attention de l’autorité monétaire est de travailler sur la
conception d’un plan stratégique afin de donner de la valeur réelle de la monnaie nationale par l’adoption
progressive de mesures visant à libéraliser le taux de change Dinar algérien. Tout cela en vue de contribuer
au changement de comportement de beaucoup de variables économiques à la direction désirée en ligne avec
les réformes et les objectifs économiques.
Mots-clés : systèmes de taux de change, le phénomène de déchargement, le dinar algérKeywords :
exchange rate systems, the phenomenon of unloading, Algerian dinar
-التدخالت الرمسية : - 1-3-ظروف االنتقال من نظام الصرف الثابت إىل نظام
إن الدولة أمامها مسؤولية رسم سياساتها اليت ختدم الصرف املرن :
أهدافها مع مراعاة الوقت ودرجة التدخل يف سوق الصرف، إن الكثري من الدول ،ختلت عن نظام الصرف الثابت
فيما خيص الدولة ذات نظام الصرف الثابت فإن البنك وتبنت نظام الصرف املرن ( الشيلي ،الربازيل ،املكسيك،
املركزي يكون ُحر يف تدخالته ،أما يف نظام الصرف املرن إسرائيل ،بولونيا ،لبنان ،اليمن...اخل ) ،واملالحظ أن وجهة
يتدخل البنك املركزي فقط من أجل تعديل تلك االحنرافات أنظمة الصرف الدولية اجتاه تبين شكل من أشكال التعويم
الكبرية يف سعر صرف عمالتها ،إن هذا التدخل يواجه عدة هي يف ارتفاع كبري .والسبب يرجع يف ذلك إىل زيادة حجم
صعوبات بسبب: العالقات االقتصادية الدولية ،والتحركات الكبرية لرؤوس
-إن التقلبات احلادثة يف سعر الصرف على املدى القصري األموال ،ويف العموم يُعترب نظام الصرف املرن أحسن طريقة
ال تعكس دائماً إلزامية التدخل ،فالبد من معرفة انعكاسات للتصدي إىل الصدمات اخلارجية ،كما أنه يساهم يف
هذا التقلب على خمتلف املتغريات االقتصادية؛ توسيع درجة استقاللية السياسة النقدية ،كما يبقى أمام
-إن التدخل ال يثبت دائماً جناعته كما حدث هذا مع السلطات النقدية مسؤولية تبين سياسة اقتصادية كلية
الشيلي واملكسيك وتركيا؛ قوية ومستقرة قصد التقليل من تكاليف هذا التوجه.
-شروط االنتقال من سعر الصرف الثابت إىل املرن :
-إن التدخالت الفعالة ختتلف باختالف اآلثار اليت ميكن
أن تشكلها تقلبات سعر الصرف ،اليت تهدف كلها إىل تقوية كيف على اقتصاد بلد ما أن يقلص من حتمل التكاليف
الثقة يف سوق الصرف؛ عند املرحلة االنتقالية؟ وبأي وترية تكون عملية االنتقال؟
ويف أي وقت البد من حترير التدفقات الرأمسالية :قبل
-إن التذبذبات الكبرية احلادثة يف سعر الصرف ال متكننا أو بعد التخلي عن نظام الصرف الثابت ؟ ومن هذا سوف
من التقيد بطريقة واحدة لقياس سعر الصرف التوازني. حناول اإلجابة على هذه املشاكل يف شأن الدول اليت تود
-تطور نظام الضبط والسياسة النقدية : أن ترتك عملتها ختضع آلليات السوق ،كما حناول تقديم
اقرتاحات بشأن هذه العملية اليت تعترب جمازفة :حبيث
إن الدولة مطالبة برسم نظام جيد للضبط االقتصادي
تعترب الوضعية االقتصادية ( الكلية واجلزئية ) واهلياكل
وصياغة جيدة للسياسة النقدية مع تقديم النتائج
املؤسساتية اجليدة للبلد قادرة على أن تضمن جناح العملية
التقديرية ُمسبقاً .إن هذين النقطتني أساسيتني يف منهج
االنتقالية ،كما يعترب سوق الصرف دور مهم وحمدد
االنتقال لنظام الصرف ،ومن أجل إجياد طريقة مثلى
أساسي يف جناح هذه العملية.
للضبط االمسي ( أي احلد من التضخم ) ،قامت الكثري
من الدول برتك هذه املهمة لسعر الصرف ،حبيث هو الذي -سوق الصرف :جيب على الدولة أن يكون هلا سوق
يستطيع أن يلعب هذا الدور ،ومن هذا املنطلق كانت البداية صرف عميقة وتتمتع بسيولة كافية وقادر على حتديد
بتوسيع جمال تقلب العملة كمرحلة متهيدية للوصول سعر العملة الوطنية بشفافية ،وما نشاهده على مستوى
إىل التعويم. الدول النامية أن هلا أسواق صرف ضعيفة وضيقة النشاط،
ومن أجل النهوض بهذه األسواق إىل املستوى املطلوب البد
إن مدة االنتقال تبقى مرهونة بطبيعة ودرجة هيكلة
من( - :)4احلد من الدور الذي تلعبه البنوك املركزية يف
املؤسسات واالقتصاد الوطين ،والسهر على تقوية وتفعيل
السياسة النقدية اليت يعترب هدفها األساسي هو استقرار التأثري على نشاط العملة؛
األسعار. ومصب العمالت -تطوير املعلومات فيما خيص منبع َ
األجنبية ،من خالل توفري معلومات حول الوضعية
-تسيري خماطر الصرف : االقتصادية وتطور املؤشرات االقتصادية من أجل املساعدة
إن الكثري من الدول تعاني من خماطر الصرف على مستوى يف التنبؤ؛
العديد من القطاعات االقتصادية ،لذا البد عليها أن تساهم -اإللغاء التدرجيي للقيود اليت تقف أمام حركة العمالت
يف تطوير الوسائل الكفيلة بتسيري هذه املخاطر ومراقبتها األجنبية؛
قصد التخفيف من حدتها ،إال أن الكثري من االقتصاديني -تنسيق وتبسيط التشريعات القانونية املتعلقة بتنظيم
يرجعون سبب الزوبعة املالية اليت ضربت املكسيك وشرق الصرف ،والعمل على حتديدها بشكل حمكم من أجل تفادي
آسيا إىل سوء تسيري السيولة من العملة الصعبة .ومن هذا إدخال تعديل يف كل مرة قصد تعزيز الثقة واملصداقية يف
املنطلق جيب أن يكون موضوع احلماية من خماطر الصرف السوق؛
ثقافة يكتسبها مجيع املتعاملني االقتصاديني. -إعادة النظر يف التعليمات اخلاصة مبخاطر الصرف
وهلذا يُنصح الدولة اليت تريد مغادرة نظام الصرف الثابت وتوكيل املؤسسات املالية يف تسيريها بشكل جيد.
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية 2010 - 4 .ص 81 -71 74
مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية -دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري -
أما عن الدول اليت بدأت بتحرير حركة تدفقات رؤوس أن تراعي أصوهلا وخصومها من العملة الصعبة ،وخاصة أن
األموال ( السماح املطلق لتحرك رؤوس األموال من وإىل نظام الصرف املرن هو األكثر عرضة للكثري من املخاطر،
اخلارج أو العكس من دون قيود ) قبل تبين نظام الصرف فالبد من فرض رقابة وتسيري دائم هلذه املوارد ،فيمكن
املرن ،جيب عليها أن تكون تتمتع مبا يلي :5استقاللية أن تكون االنطالقة من تكليف املؤسسات املالية األخذ بهذه
البنك املركزي ،تطوير وسائل التنبؤ بالتضخم ،العمل على احلماية عن طريق االهتمام أكثر باملعلومة املتاحة ،وتبين
جتسيد الشفافية يف السياسة النقدية ،تطوير نظام املعلومات طرق حسابية وتقنية متكنهم من التحكم والتنبؤ بهذه
اخلاصة مبخاطر الصرف .ثم القيام بإدخال مرونة يف نظام األخطار ،كما جيب عليها أن تقوم بإعداد سياسة وإجراءات
الضبط قصد تفعيل نشاط سوق الصرف والعمل على داخلية احرتازية للتصدي لآلثار السلبية.
تطوير ميكانيزمات عملياته.
واحلقيقة أن الشروط الواجب توفرها لكي نكون متفائلني -متى يتم حترير تدفقات رؤوس األموال
بنجاح سياسة التعويم من دون مشاكل كبرية ،هي أن يبقى املشكل املطروح هو :هل الدولة تقوم بتحرير
يكون لدى الدولة مركزاً مالياً متطوراً سليماً ،ودرجة تدفقات رؤوس األموال قبل أو بعد تبين نظام الصرف املرن.
عالية من تنسيق السياسات املالية والنقدية ،ونظاماً مالياً
إن جتربة الكثري من الدول النامية خالل عشر سنوات
متطوراً جداً ،واستقالل البنك املركزي يف إدارة السياسة األخرية سجلت األخطار اليت ميكن أن يشكلها االختيار األول
االقتصادية وتفويضاً لتحقيق استقرار األسعار ،قنوات نقل (املكسيك يف نهاية ،1994تايلندا يف جويلية ،1997برازيل يف
مفهومة جيداً إىل حد كبري بني أدوات السياسة النقدية بداية ،)1999إن التدفقات الكبرية لرؤوس األموال بشكل
والتضخم ،وجدارة بالثقة مبنية على سجل اجنازات متني مرتفع سوف جيرب حتماً السلطات النقدية على أن ُتدخل
من املسؤولية والشفافية(.)6 مرونة يف سعر صرف عملتها من أجل تفادي حدوث توتر
يف االقتصاد احمللي ( مثل ما حدث مع الشيلي وبولونيا يف
-ج -دواعي تعويم العملة
سنة .)1990حتى بالنسبة للدول اليت تقوم بتحرير تدفقات
إن اجلدل الدائر حول مزايا نظم التعويم باملقارنة بنظم رؤوس األموال قبل ضمان مرونة يف سعر العملة ميكن أن
أخرى لتحديد السعر أو اختاذ ركيزة ليس جبديد ،وما حيدث حالة الالتوازن يف وضعية السيولة الداخلية ،وتدهور
يالحظ على مستوى النظام النقدي الدولي ظاهرة التفريغ وضعية االقتصاد الكلي وتكون عرضة هلجمات املضاربة .أما
املتوجهة إىل التعويم بشكل كبري وخاصة عقب األزمات إذا كان االنتقال إىل نظام الصرف املرن مرفوق بتحرير
املالية والصرف اليت مست العديد من الدول ،كما مت تعزيز حسابات رأس املال وحترير تدفقات رؤوس األموال لن
النداء بالتعويم يشكل هذا خطر على وضعية االقتصاد الوطين.
من قبل االقتصادي “ميلتون فريدمان”( ،)7ومن دواعي هذا
التوجه إىل هذا الشكل من أشكال نظم الصرف اليت يرجعها -ب -وترية االنتقال إىل نظام الصرف املرن
الكثري من االقتصاديني إىل(:)8 من األحسن للدولة أن تنتهج خطوات تدرجيية قصد
الوصول إىل التعويم احلر لعملتها ،كأن تقوم يف البداية
-االحتياطات غري كافية : بتبين نظام الربط إىل عملة معينة (على حسب درجة
كان هذا هو أوضح األسباب ،فبدون احتياطات كافية املبادالت التجارية) ثم االنتقال إىل سلة من العمالت ،ثم
يكون أي التزام بالدفاع عن سعر صرف ثابت ،التزاماً ما ال بعد ذلك القيام بتوسيع جمال تقلب سعر العملة بشكل
يدعو إىل املصداقية ،وهذا ما اختربته أسواق الصرف األجنيب تدرجيي ،أما إذا كان االنتقال سريع فإن الدولة بإمكانها أن
على وجه السرعة ،حبيث تصل عمليات الصرف األجنيب إىل تتحمل عواقب وخيمة نتيجة هذا االنتقال.
2.5تريليون دوالر يف اليوم يف العامل أمجع ،وبالتالي األمر كما يعترب تطور املؤسسات واألسواق من بني احملددات
يتعقد بكثري مع عمليات املضاربة واملراجحة اليت ميارسها األساسية لنجاح عملية االنتقال ،إن الوجهة التدرجيية
مساسرة الصرف ،ما يكفي السلطات النقدية أن تتدخل من دون شك هي أحسن سبيل وأجنع طريقة للوصول
يومياً من أجل احلفاظ على استقرار سعر عملتها. إىل اهلدف بأقل التكاليف .كما يشرتط أن يكون هذا
االنتقال التدرجيي يتماشى مع الوضعية االقتصادية للبلد
-احلاجة إىل املعلومات : حمل الدراسة ،والقيام برتشيد جمال تقلب العملة تفادياً
من العسري بالنسبة ألي بلد أن حياول تقرير سعر صرف للتعديالت املتوالية ،اليت تؤثر على املصداقية والثقة يف
متوازن مستدام يف ظل أنظمة الصرف الثابت ،وتغدوا السياسة النقدية والعملة.
املهمة أشد تعقيداً إذا كان البلد يقوم بإصالحات واسعة ومن جهة أخرى فإن على البلد الذي ميتلك اقتصاد
هيكلية ،وعلى صعيد االقتصاد الكلي (مثل اخلصخصة مستقر وسياسة نقدية قوية فيمكن له أن يتبنى نظام
وتقليص حجم تدخل الدولة ،وحترير التجارة اخلارجية التعويم من دون احلاجة إىل االنتقال التدرجيي.
75 األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية 2010 - 4 .ص 81 -71
بربري حممد أمني
بداية من سنة ،1987وأُعتربت كمرحلة للعودة بالدينار واملبادالت األجنبية) فإذا كان حتديد سعر الصرف على
اجلزائري إىل قيمته احلقيقية ،ثم تلتها بعد ذلك سلسلة مستوى بعيد عن التوازن يرتتب على ذلك ما يدعو السلطات
من التخفيضات اليت انتهت بالتخلي عن نظام الربط يف إىل إعادة حتديد سعر الصرف لتصحيح هذا اخلطأ ،وهذا
أفريل 1994معلنة بذلك عن إعطاء الدينار اجلزائري شيء بدوره من شأنه أن يقوض الثقة ،كما يقلل من وضوح
من املرونة ،من خالل جملس إدارة العملة ( )le fixingواليت اإلشارات املتعلقة باجتاه سياسات احلكومة يف املراحل املبكرة
اعتربت على أنها مرحلة متهيدية لنظام التعويم املدار ،الذي لإلصالح.
تبنته اجلزائر بداية من الفاتح جانفي 1996من خالل إنشاء
سوق ما بني البنوك إىل يومنا هذا. -االفتقار إىل االستقرار على صعيد االقتصاد الكلي:
كما يتبني لنا من هذا التحرير الذي شهده الدينار كان هذا االفتقار واضحاً يف معظم البلدان اليت اختارت
اجلزائري ،كان املقصود من ورائه حتقيق العديد من التعويم (مثل الربازيل والبريو وروسيا ورومانيا ،والزايري)
األبعاد االقتصادية جبانب الغرض الرئيسي ،الذي يتمثل يف وكان يعاني من ارتفاع الضغوط التضخمية يف املراحل
تقريب الدينار اجلزائري من قيمته احلقيقية باإلضافة إىل األوىل لإلصالح ،أو عدم وجود برامج قوية بالقدر الكايف،
حتسني وضعية امليزان التجاري. ويف مثل هذه الظروف ال يكون يف الوسع تصحيح أسعار
الصرف احملددة بالسرعة الكافية ل ُتالحق موائمات األسعار
- 2-1اخلطوات املُنتهجة للوصول إىل التعويم املُدار أو لتقوم بتحديد اإلمكانيات الكبرية لعمليات املراجحة يف
للدينار اجلزائري. مواجهة سعر الصرف يف السوق املوازي .ومن هنا مل يكن أمام
لقد تبنت السلطة النقدية خطوات تدرجيية للوصول السلطات إال اختيار واحد هو السماح للسوق بأن حتدد سعر
بالدينار اجلزائري إىل اختاذه شكل من أشكال التعويم، الصرف مباشرة ،إذا ما أريد اجتناب حتول عمليات الصرف
فكانت البداية الفعلية النطالق خطوات حترير سعر صرف األجنيب إىل السوق املوازية ،مع ما هلذا من آثار عكسية من
الدينار مباشرة بعد األزمة البرتولية اليت مست االقتصاد حيث التهرب من الضرائب واخلروج على القانون وفقدان
اجلزائري ،وتركته يف نفس الوقت يستفيد من األخطاء السيطرة االقتصادية ،والواقع أن رغبة “التفيا وليتوانيا” يف
والفراغات املوجودة على مستواه .فكان للدينار اجلزائري الكف عن استرياد التضخم من روسيا قد أدت بهما إىل تعويم
نصيب ال بأس به من جممل اإلصالحات اليت أُختذت يف عمالتهما ،ومن الناحية األخرى اختارت استونيا ،مبا عندها
شأن االقتصاد الوطين. من احتياطات دولية وفرية أن تربط عملتها باملارك األملاني،
وذلك يف اطار جمالس العملة وميثل ترتيب جملس العملة
أ -مرحلة ثبات الدينار إىل الفرنك الفرنسي: الكامل ضرب من ضروب نظم الصرف احملدد الذي من شأنه
إن االقتصاد اجلزائري وجد نفسه ضعيفاً بعد خروج النهوض مبصداقية السياسات االقتصادية على الصعيد
االستعمار الفرنسي ،هذا ما أجرب األطراف الفاعلة بذل الكلي .ولكن حتى يف هذه احلالة البد أن يلقى اجمللس تعزيزاً
اجملهود قصد النهوض به وإعادة هيكلة أسسه من جديد، من سياسات مالية ونقدية قوية ومستمرة ،وأن يكون اجلزاء
فتم تأسيس البنك املركزي يف نهاية ،1962يف حني كان عن انزالق السياسة من حيث املصداقية جزءاً شديداً.
يشهد نظام التجارة اخلارجية واملدفوعات حرية تامة يف ظل
التعاون االقتصادي واملالي مع الدولة املستعمرة ،إىل أن قررت -االعتبارات السياسية :
اجلزائر اخلروج من منطقة الفرنك الفرنسي وفرض نظام وأخرياً ،فإنه ال ميكن الفصل بني اختيار نظام لسعر
الرقابة يف أكتوبر ،1963بسبب السلبيات اليت كشفها الصرف وبني هذه االعتبارات ،ويف معظم احلاالت كانت
هذا االنفتاح ،ثم بعدها مت إنشاء الدينار اجلزائري يف أفريل البلدان اليت اختريت كعينة على درجة من العسر املالي
1964الذي كان ثابتاً مقابل الفرنك الفرنسي إىل غاية الشديد ،حبيث بينت السلطات أن هناك أسباباً قوية تدعو
تاريخ ختفيض قيمة الفرنك الفرنسي مقابل الدوالر إىل ترك السوق مسؤول عن تصحيح سعر الصرف ،وهو
األمريكي بعد تعرضه ألحداث 1968الذي عرف فيها يقلل تلقائياً من التأثري على املصاحل الراسخة ،يضاف إىل
الدينار اجلزائري اخنفاض طفيف ،وتزامنت كذلك هذه هذا أنه فيما يتعلق باقتصادات التخطيط املركزي السابقة،
الفرتة مع تطبيق املخطط الثالثي األول ()1969-1967 كان االنتقال إىل ترتيبات للصرف تقررها السوق دلي ً
ال
الذي تطلب استقرار سعر صرف الدينار ،هذا ما جعل الدينار على إجراء تغيري جوهري يف السياسة االقتصادية.
ال يتبع اخنفاض الفرنك الفرنسي رغم استمرار العالقة بني
العملتني خالل فرتة ما بني أوت - 1969ديسمرب .1973 - 2-واقع الدينار اجلزائري أمام التوجه احلديث ألنظمة
الصرف الدولية.
ب -مرحلة الربط إىل سلة من العمالت : لقد قامت السلطات النقدية اجلزائرية باختاذ العديد
وأمام انهيار نظام بريتون وودز وإقرار مبدأ تعويم من اإلصالحات ،اليت مست سعر صرف الدينار اجلزائري
د -سوق الصرف البينية : العمالت يف سنة ،1971جلأت السلطات النقدية اجلزائرية
منذ بداية جانفي 1974إىل استعمال نظام صرف يربط
إمياناً بأهمية سوق الصرف األجنيب يف حتديد أسعار
الدينار اجلزائري بسلة مكونة من 14عملة ،قصد االحتفاظ
الصرف ،مت تأسيس سوق ما بني البنوك الذي انطلق نشاطه
على استقراره وكذا استقالليته عن أية عملة من العمالت
رمسياً يف 1996/01/02واإلعالن عن تبين نظام التعويم
القوية ،واستمر هذا النظام لفرتة طويلة إىل غاية سنة
املدار ،الذي أصبح من خالله الدينار يتحدد وفق العرض
.1994مع العلم أنها فرتة شهدت جمموعة من اإلصالحات
والطلب ،الذي متارسه يومياً مجيع البنوك التجارية مبا
اليت مست سعر صرف الدينار ،فكانت البداية بعد األزمة
فيها البنك املركزي واملؤسسات املالية مع إجبارية تدخل
البرتولية اليت هزت االقتصاد الوطين يف سنة ،1986الذي
البنك املركزي من أجل محاية الدينار من تدهور قيمته.
أرغمها على تبين خطى سريعة من أجل تغيري وجهة النظام
وهكذا أصبح الدينار اجلزائري بفضل املراحل التمهيدية فأخذ موضوع استعادة االقتصادي إىل اقتصاد السوقُ ،
اليت كانت قبل نظام جلسات التثبيت اليت ساهمت بدورها الدينار اجلزائري لقيمته احلقيقية حصة األسد من
يف رسم اخلطط العريضة اليت يود الدينار الوصول إليها، الربامج اإلصالحية ،فتم إدخال تعديل على معدل الصرف
إىل غاية الوصول به اآلن إىل تبنيه شكل من أشكال التعويم الرمسي بغية إيصاله إىل مستوى توازن الطلب الوطين على
( التعويم املدار ) ومتكينه من أن حيظى باالهتمام ،بوضعيته السلع واخلدمات األجنبية مع املتاح من العملة الصعبة
ومستقبله يف رسم كل السياسات االقتصادية ،وخاصة بعد وإلجراء عملية التعديل ،تبنت السلطة النقدية سياسة
أن استطاع نظام التعويم املدار أن يقلص الفارق الذي كان االنزالق التدرجيي للدينار من نهاية 1987إىل بداية ،1991
موجود بني السعر الرمسي وسعر السوق املوازي حبوالي
اليت رافقتها جهود من أجل إعادة النظر يف حترير التجارة
( .) 9-12.5%ويف نفس الوقت السوق الرمسي هو اآلخر
اخلارجية وتدفقات رؤوس األموال ،وبتاريخ 1991/09/30
اسرتجع عافيته وتوسع بسبب اإلصالحات والتحفيزات اليت
وفقاً ملا مت االتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي مت اختاذ
مست خاصة نظام املدفوعات والتجارة اخلارجية ،باإلضافة
قرار التخفيض بنسبة %22للدينار ،ثم استمر بعده
إىل دخول العديد من البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة.
التخفيض الضعيف خالل الفرتة ،1994-1991ومبوجب
ه -قابلية حتويل الدينار اجلزائري : اتفاق آخر مع صندوق النقد الدولي يف 1994/04/16الذي
مع بداية حترير التجارة اخلارجية اليت كانت يف سنة اقتضى ختفيضاً آخر مبقدار ،%40.17لتصل عدد الوحدات
1990مت كذلك تعزيز قابلية حتويل الدينار فيما خيص املقابلة للدوالر األمريكي إىل 36دينار للدوالر الواحد،
عمليات التحويل اجلارية ،إىل غاية سنة 1991الذي مت من واليت كانت كذلك مرفوقة جبهود كبرية قصد حترير
خالهلا تعزيز قابلية حتويل الدينار على عمليات التجارة االقتصاد الوطين.
اخلارجية ،ويف ظل تبين نظام الصرف املرن يف غضون سنة ج -مرحلة جمالس العملة :
1994مت حترير املدفوعات على مجيع عمليات االسترياد،
ويف جوان 1995مت السماح للمقيمني بتحويل الدينار إىل ويف أواخر سبتمرب 1994مت اختاذ قرار التخلي عن نظام
عمالت أجنبية ،إذا تعلق األمر باملعاجلة الطبية يف اخلارج الربط إىل سلة من العمالت ،ليعوض بنظام جلسات التثبيت
أو مواصلة الدراسة بشرط أن يكون امللف مرفوق ببيانات “ ”Fixingبداية من .1994/10/01تضم جلسات التثبيت
تثبت الوجهة والغرض ،مع وضع سقوف للتحويل ال ميكن ممثلي املصارف التجارية حتت إشراف بنك اجلزائر واليت
للمستفيد أن يتجاوزها .وكذلك يف 28أوت 1997رخص كانت تنظم أسبوعياً ،لكن سرعان ما أصبحت يومية.9
البنك املركزي للمسافرين إىل اخلارج القيام بعملية ويتم من خالهلا عرض املبلغ املتاح من العمالت الصعبة
التحويل يف حدود مبلغ سنوي معني والذي مت تنفيذه يف 15 معرباً عنها بداللة العملة احملورية (الدوالر األمريكي) على
سبتمرب 1997على مستوى كل البنوك التجارية واملؤسسات أساس سعر صرف أدنى ،ثم تقوم املصارف بطلب املبلغ املراد
املالية ،كما رخص البنك املركزي للطالبني على العمالت احلصول عليه ،ويتم تعديل سعر صرف الدينار تدرجيياً من
األجنبية من أجل الدفع أو التحويل فيما خيص املعامالت خالل عرض بنك اجلزائر للعمالت الصعبة وطلب املصارف
اجلارية ،ما عدا حتويالت رؤوس األموال(.)10 التجارية عليها عن طريق املناقصة ،وبهذا يتم حتديد سعر
صرف الدينار عند أقل عرض ،الذي كان مرفوق بربنامج
- 2-2البعد االقتصادي لتحرير سعر صرف الدينار التعديل اهليكلي ،الذي جاء من أجل تعزيز اإلصالحات
اجلزائري والنهوض باالقتصاد الوطين ،وهكذا استمر هذا النظام إىل
إن خمتلف التعديالت واإلجراءات املتخذة من قبل السلطات غاية ،1995/12/31كما ساهمت برامج االستقرار وحتسن
النقدية اجتاه سعر صرف الدينار اجلزائري والنظام املصريف، مستوى االحتياطي الصرف إىل إنشاء سوق صرف مابني
واليت كانت بداية انطالقها ُمتزامنة مع أزمة ،1986ويف البنوك بهدف تعزيز قابلية حتويل الدينار اجلزائري.
-تساهم يف حتفيز املؤسسات الصغرية واملتوسطة على -يساهم يف تنشيط وتفعيل قطاع السياحة حبكم
النمو وتشجعها على تنمية قدرتها التنافسية ،وتشجيعها اخنفاض تكلفتها مع األخذ بعني االعتبار حتسني وترقية
على اللجوء إىل اإلنتاج االحاللي للواردات13؛ مناخ السياحة؛
-تساهم كذلك يف تغيري نظرة املستهلك إىل املنتوج -يعمل على ترشيد االستهالك بسبب أنه يساهم يف
احمللي؛ ارتفاع أسعار املواد املستوردة وعليه ينمي جانب العقالنية يف
االستهالك ومنه اخنفاض الواردات غري األساسية؛
-يلزم املؤسسات االقتصادية وخاصة البنوك واملؤسسات
املالية على اختاذ تدابري يف شأن تعزيز الرقابة الداخلية -يعمل على ختفيض الواردات وزيادة الصادرات ومنه
واخلارجية اجتاه خمتلف املخاطر املرتقبة (كمخاطر حتسني وضعية امليزان التجاري؛
الصرف)؛ -يساهم يف تنشيط وتفعيل اجلهاز اإلنتاجي بسبب منو
-يشجع على املنافسة بني البنوك من جانب حتسني الطلب اخلارجي املتزايد ومنه حتسني وضعية العديد من
وترقية اجلودة وسرعة أداء اخلدمات. املتغريات االقتصادية ( كتقليص البطالة ...اخل )؛
-يساهم يف تعزيز استقاللية البنك املركزي ،وكذلك
- 2-3-التعويم الشكلي واحلقيقي للدينار اجلزائري: منو حجم احتياطي الصرف بسبب تقلص تدخالت البنك
من خالل تتبع مسرية الدينار اجلزائري نكتشف أنه املركزي يف سوق الصرف ،وبالتالي يعطي فسحة للسلطات
سلك هو اآلخر مسلك الظاهرة اليت تكلم عليها صندوق العمومية بأن تستغلها يف إعادة بناء وهيكلة النقص املوجود
النقد الدولي وهي التوجه حنو إعطاء قدر كبري من املرونة يف اقتصاد البلد؛
لسعر صرف عمالت الكثري من الدول واخلروج عن دائرة
نظم الصرف الثابتة ،يف هذا اإلطار استطاعت السلطة -من شأنه أن يكشف عن الوضعية احلقيقية للقدرة
النقدية اجلزائرية بفضل سياسة التحرير التدرجيي اليت التنافسية ومنطق القبول بالنسبة للمنتوج احمللي بالنسبة
تبنتها منذ سنة 1987إىل غاية تبنيها شكل من أشكال لألجنيب؛
التعويم وهو التعويم املدار ،وتقليص ذلك الفارق الذي كان -يساهم يف تنشيط وتفعيل السوق النقدي اجلزائري من
موجود بني سعر الصرف الرمسي واملوازي ،وأصبح للعملة خالل اخلربة وتعزيز الكفاءة اليت يستفيد منها املتدخلني
املصدر :حممود حمي الدين وأمحد كجوك« ،سياسات سعر الصرف يف مصر» ،مداخلة يف ندوة قام بتنظيمها «معهد السياسات االقتصادية» -
صندوق النقد العربي -بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي يف 16-17ديسمرب ، 2002حتت عنوان «نظم وسياسات سعر الصرف» ،ص.212:
األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية 2010 - 4 .ص 81 -71 80
مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية -دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري -
اجلدول رقم :3تطور رصيد ميزان املدفوعات وسعر صرف الدينار اجلزائري ()2008 - 1990
1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990
-2,38 -1,74 1,16 -2,09 -6,32 -4,38 -0,01 0,23 0,53 -0,21 رصيد امليزان الكلي
66,6 58,8 57,7 54,7 47,6 35,1 23,4 21,8 18,5 9,0 سعر صرف الدينار مقابل 1دوالر
ف2008 /1 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000
19,69 29,55 17,73 16,94 9,25 7,47 3,66 6,19 7,57 رصيد امليزان الكلي
61,8851 69,30 72,64 73,36 72,06 77,4 79,7 77,3 75,3 سعر صرف الدينار مقابل 1دوالر
الوحدة :مليار دوالر
املصدر :بنك اجلزائر.
اإلحاالت واملراجع
A. Hiouani, « le marché interbancaire des changes -1د.مايكل بوردو « ،املنظور التارخيي الختيار نظام سعر الصرف»،
en algerie «, média-bank, n°24 juin-juillet 1996. p:5. مداخلة يف ندوة نظمت من قبل «معهد السياسات االقتصادية» -
صندوق النقد العربي -بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي يف 16-17
La banque d'algerie, « La convertibilité du dinar «, ديسمرب ،2002حتت عنوان « نظم وسياسات سعر الصرف» .مرجع
média bank, août/ septembre 1996, n°53, p: 16. سبق ذكره ص23:
-2ستانلي فيشر« ،أنظمة سعر الصرف» ،جملة التمويل والتنمية،
بربري حممد أمني « ،سياسة التحرير التدرجيي للدينار
يونيه .2001ص.18 :
وإنعكاساتها على تطور وضعية عناصر ميزان املدفوعات اجلزائري
خالل الفرتة ،« 1990-2003مذكرة ماجستري علوم اقتصادية 3د.ناصر السعيدي « ،خيارات نظم سعر الصرف من املنظور
جامعة الشلف ،سنة .2006ص ص.120-122 : التارخيي ودروس للبلدان العربية» ،ندوة نظمها صندوق النقد العربي
بعنوان « نظم وسياسات الصرف» ،مرجع سبق ذكره ،ص.64:
Peter j.quirk, « quel régime de change pour ancrer
l'inflation «, revue du finances et développement, “Revue of finance and development, march 2003.
mars 1996. pp: 42-44. p :33.
7 Résumé de colloque, « les taux de change
دين دي روزا وجوشوا غرين « ،اخنفاض املتزامن ألسعار العملة، flottants: une nouvelle analyse “, a la banque du
هل يضر بالصادرات من إفريقيا جنوب الصحراء؟ « ،جملة التمويل canada en novembre 2000. www.banqueducanada.
والتنمية ،مارس .1991ص.34 : ca/fr/conference/cn2000-nov-f.htm,12/01/2005.
8هرنان كورتي،ودوغالس وبيرت.ج 13.دين دي روزا وجوشوا
غرين « ،اخنفاض املتزامن ألسعار العملة ،هل يضر بالصادرات من
إفريقيا جنوب الصحراء؟» ،جملة التمويل والتنمية ،مارس .1991
ص.34 :