You are on page 1of 11

‫األكادميية للدراسات‬

‫اإلجتماعية واإلنسانية‬

‫مربرات ودوافع التوجه احلديث‬


‫ألنظمة الصرف الدولية‬
- ‫ دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري‬-
Justifications and motives of the modern trend of
international exchange systems - Study Algerian
case dinar exchange rate
‫بربري حممد أمني‬
.‫أستاذ مساعد “ أ” جبامعة حسيبة بن بوعلي الشلف – اجلزائر‬
E-mail : berberimoh@yahoo.fr

‫ملخص‬
‫ وعلى رأس هذه‬،‫إن الكثري من الدول النامية قامت باختاذ مجلة من اإلصالحات االقتصادية قصد مواكبة تطور االقتصاد العاملي‬
‫ واجلزائر كغريها من الدول تبنت‬.‫اإلصالحات هو إعادة النظر إىل نظام الصرف القادر على إعطاء دفع ودعم قوي لالقتصاد الوطين‬
‫ ومن بني اجلوانب اليت حظيت بإهتمام كبري من‬،‫اخلطوة االنتقالية لالقتصاد حماولة يف ذلك اخلروج من االقتصاد املوجه إىل االقتصاد احلر‬
‫قبل السلطة النقدية هو العمل على رسم خطة إسرتاتيجية قصد إعطاء قيمة حقيقية للعملة الوطنية من خالل تبين خطوات تدرجيية‬
‫ كل هذا قصد املساهمة يف إحداث تغيري وجهة سلوك العديد من املتغريات االقتصادية إىل االجتاه‬.‫لتحرير سعر صرف الدينار اجلزائري‬
ً
.‫متاشيا مع اإلصالحات واألهداف االقتصادية‬ ‫املرغوب‬
.‫ الدينار اجلزائري‬،‫ ظاهرة التفريغ‬،‫ أنظمة سعر الصرف‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Résumé
Beaucoup de pays en développement ont pris une série de réformes économiques afin de suivre le rythme
de l’évolution de l’économie mondiale, et au-dessus de ces réformes est de réexaminer le système de drainage
est susceptible de donner une forte impulsion et l’appui de l’économie nationale. Algérie, comme d’autres
États a adopté une étape de transition de l’économie d’essayer de sortir de l’économie à une économie de
marché, parmi les aspects qui a beaucoup retenu l’attention de l’autorité monétaire est de travailler sur la
conception d’un plan stratégique afin de donner de la valeur réelle de la monnaie nationale par l’adoption
progressive de mesures visant à libéraliser le taux de change Dinar algérien. Tout cela en vue de contribuer
au changement de comportement de beaucoup de variables économiques à la direction désirée en ligne avec
les réformes et les objectifs économiques.
Mots-clés : systèmes de taux de change, le phénomène de déchargement, le dinar algérKeywords :
exchange rate systems, the phenomenon of unloading, Algerian dinar

71 81 -71 ‫ ص‬2010 - 4 .‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‬


‫بربري حممد أمني‬
‫‪ -‬واحتادات العملة اليت تأخذ فيها الدول األعضاء بنفس‬ ‫متهيـد‬
‫العملة‪.‬‬
‫وترتاوح الرتتيبات الوسيطة من ‪:‬‬ ‫إن االقتصاد العاملي اليوم يعيش مجلة من التحوالت‬
‫‪ -‬الربط القابل للتعديل الذي ميكن يف إطاره للبلدان أن‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وعلى رأسها أنظمة الصرف الدولية اليت‬
‫أصبحت تتجه حنو إعطاء قدر كبري من املرونة‪ ،‬بعد أن‬
‫تعدل دورياً عمليات الربط اخلاصة بها ؛ إىل‬
‫أثبتت األنظمة الوسيطة فشلها ملواجهة حتديات العوملة‬
‫‪ -‬الربط املتحرك الذي يعدل فيه الربط بانتظام يف‬
‫االقتصادية وخاصة التوسع اهلائل والضخم حلركة‬
‫جمموعة من عمليات ختفيض القيمة ؛ إىل‬
‫رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ -‬الربط بسلة عمالت الذي حيدد فيه سعر الصرف حسب‬
‫سلة مرجحة من العمالت األجنبية‪ ،‬إىل‬ ‫والدينار اجلزائري سلك هو اآلخر مسلك هذه الظاهرة من‬
‫‪ -‬املناطق أو النطاقات املستهدفة اليت تتدخل فيها‬ ‫خالل تدخل السلطة النقدية اجلزائرية بداية بإحداث مجلة‬
‫السلطات عندما يصل سعر الصرف إىل هوامش معلن عنها‬ ‫من االنزالقات التدرجيية يف سنة ‪ ،1987‬وتبعتها مجلة من‬
‫من قبل‪ ،‬على أي من جانيب سعر التعادل املركزي ومتتاز‬ ‫اإلصالحات والتعديالت التدرجيية إىل أن أصبحت العملة‬
‫هذه الرتتيبات بضيق التقلب‪.‬‬ ‫الوطنية تعيش حالياً حتت كنف ما يسمى بنظام التعويم‬
‫وأسعار الصرف العائمة اليت تنقسم إىل‪:‬‬ ‫املدار‪ ،‬وهذا كله قصد تقريب الدينار اجلزائري من قيمته‬
‫‪ -‬أسعار الصرف العائمة احلرة اليت ال تتدخل فيها السلطات‬ ‫احلقيقية وجعله متغري يلعب دوره املهم يف التأثري على‬
‫وتسمح فيها لسعر الصرف بأن حتدده قوى السوق؛‬ ‫خمتلف املتغريات االقتصادية الكلية واجلزئية‪.‬‬
‫‪ -‬وأسعار الصرف العائمة املوجهة اليت يتم التدخل فيها‬ ‫دفعنا هذا االهتمام إىل طرح إشكالية البحث التالية‪“ :‬ما‬
‫للمساندة‪.‬‬ ‫مدى تكيف الدينار اجلزائري مع التوجه احلالي ألنظمة‬
‫واخلط الفاصل بني الرتتيبات الثابتة والرتتيبات الوسيطة‬ ‫الصرف”‪ .‬وقصد اإلملام جبوانب هذا املوضوع قسمنا هذا‬
‫هو ما إذا كانت السياسة إلزامية إىل التثبيت متثل التزام‬ ‫البحث إىل حموريني رئيسني هما ‪:‬‬
‫مؤسسياً‪ ،‬واخلط الفاصل بني الرتتيبات الوسيطة وترتيبات‬ ‫‪ 1-‬التوجه احلديث ألنظمة الصرف احلديثة‪.‬‬
‫التعويم هو ما إذا كان هناك نطاق مستهدف حمدد تتدخل‬ ‫‪ 2-‬واقع الدينار اجلزائري أمام التوجه احلديث ألنظمة‬
‫السلطة يف إطاره‪ .‬ويف العموم جند يف األخري أن أنظمة‬ ‫الصرف الدولية‪.‬‬
‫الصرف تنقسم يف جمملها إىل نظامني‪ :‬نظام الصرف‬
‫الثابت‪ ،‬ونظام الصرف املرن‪ .‬حبيث أن النظام األول يتم‬ ‫‪- 1‬التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية‬
‫فيه تثبيت قيمة العملة إىل قاعدة نقدية معينة‪ ،‬على غرار‬ ‫عقب انهيار نظام “بريتون وودز” عرف النظام النقدي‬
‫النظام اآلخر ترتك قيمة العملة حتددها قوى السوق‪ .‬مع أن‬ ‫الدولي عدة أنظمة للصرف‪ ،‬كانت تصب بني طريف نظام‬
‫النظامني يتعرضان إىل شيء من التعديل من قبل السلطات‬ ‫الصرف الثابت ونظام الصرف العائم الذي يعترب مبثابة حتور‬
‫النقدية‪ ،‬حمدثة يف ذلك تغيرياً يف ميكانيزم النظامني‬ ‫حاصل يف األنظمة املتبعة على امتداد التطور التارخيي له‪.‬‬
‫ووجهة حركة قيمة العملة الوطنية‪ ،‬هذا ما جعل النظام‬
‫النقدي الدولي يعيش نوع من األنظمة املختلفة سالفة‬ ‫‪ - 1 -1‬ترتيبات أنظمة الصرف احلديثة ‪:‬‬
‫الذكر‪ .‬إن املفاضلة بني نظامي الصرف املرن والصرف‬ ‫يتضمن اجلدول رقم (‪ )01‬قائمة حتتوي على تسعة‬
‫الثابت غري ممكن بشكل عام‪ ،‬ولكن يرتكز االختيار على عدد‬ ‫ترتيبات سائدة اليوم‪ ،1‬خلصها العامل االقتصادي ‪Frankel‬‬
‫من العوامل تتمثل يف األهداف االقتصادية اليت يسعى إىل‬ ‫سنة ‪ ،1999‬وهي ُمرتبة من األعلى إىل األسفل حسب درجة‬
‫حتقيقها مصممو السياسات االقتصادية‪ ،‬ومصدر الصدمات‬ ‫الثبات‪ .‬وتتضمن‪:‬‬
‫اليت يتعرض هلا االقتصاد‪ ،‬باإلضافة إىل مساته اهليكلية‪،‬‬ ‫الرتتيبات احلديثة‪:‬‬
‫ويف ضوء ذلك فإن تغري األهداف ومصادر الصدمات وهيكل‬ ‫‪ -‬الرتتيبات الثابتة حبق‪ ،‬مثل منطقة الفرنك للجماعة‬
‫االقتصاد كلها أمور تستدعي تغيرياً يف نظام الصرف‬ ‫املالية اإلفريقية ؛‬
‫األنسب واألمثل لالقتصاد املعين‪.‬‬
‫‪ -‬وجمالس إدارة العملة اليت تستحوذ فيها السلطة‬
‫ويتفق كل من ‪ Friedman‬و ‪ Mundell-fleming‬و‬ ‫النقدية على مائة يف املائة من االحتياطات بالعملة األجنبية‬
‫‪ S.Fisher‬وصندوق النقد الدولي على أن سعر الصرف‬ ‫مقابل القاعدة النقدية‪ ،‬ويتغري فيها عرض األموال تلقائياً‬
‫العائم يوفر إلقتصاد البلد احلماية من الصدمات احلقيقية‬ ‫مع حالة ميزان املدفوعات‪ ،‬وال يكون فيها دور للسياسة‬
‫مثل التغري يف الطلب على الصادرات أو يف معدالت التبادل‬ ‫النقدية االستنسابية مبا يف ذلك املقرض األخري؛ والدولرة‬
‫التجاري‪ ،‬يف حني يكون سعر الصرف الثابت مرغوباً يف حالة‬ ‫اليت تذهب خطوة أخرى إىل األمام وتقضي على العملة‬
‫التصدي للصدمات االمسية مثل حدوث حتول يف الطلب‬ ‫الوطنية متاماً (أو بشكل أكثر عمومية‪ ،‬اختاذ عملة أجنبية‬
‫على النقد‪ ،‬وبالتالي فإن اخليار السليم يتوقف على قدرت‬ ‫أخرى كعملة إبراء قانونية) ؛‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬ ‫‪72‬‬
‫مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية ‪ -‬دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري ‪-‬‬
‫يف إطار نظام بريتون وودز‪ ،‬الذي انهار أمام هجمات املضاربة‬ ‫السلطات ( النقدية واملالية ) على حتديد مصدر وطبيعة‬
‫واألزمات اآلسيوية األخرية‪ ،‬اليت انطوت يف معظمها على‬ ‫الصدمات ( إمسية أو حقيقية ) إن كانت مؤقتة أو دائمة‬
‫ترتيبات الربط املتحرك‪ .‬وما نالحظه اليوم أن العامل‬ ‫وميكن أن نلخص هاته احلاالت يف اجلدول رقم (‪.)02‬‬
‫يتحرك حنو نظام سعر الصرف العائم هذا التوجه أطلق‬
‫عليه صندوق النقد الدولي إسم ظاهرة التفريغ‪ ،‬ولعل أبرز‬
‫‪ - 1-2‬ظاهرة التفريغ اليت تعيشها أنظمة الصرف‬
‫دراسة استخدمت خمطط التصنيف على أساس قانوني‬
‫هي تلك اليت أجراها (‪ ،Fisher (2001‬الذي يقدم دلي ً‬ ‫الدولية ‪:‬‬
‫ال على‬
‫حدوث عملية تفريغ‪ .‬ففي الفرتة املمتدة من سنة ‪ 1991‬إىل‬ ‫إن الكثري من اقتصاديات الدول وأمام العوملة االقتصادية‬
‫‪ ،1999‬اخنفضت نسبة البلدان األعضاء يف صندوق النقد‬ ‫تبنت يف السنوات األخرية نظم لسعر صرف عمالتها مبتعدة‬
‫الدولي اليت تتبع نظام وسيط من ‪ 98 ( % 62‬بلداً) إىل‬ ‫عن نظم الربط املرنة بعمالت أخرى‪ ،‬اليت أصبحت أحد‬
‫‪ 63( % 34‬بلداً)‪ ،‬وارتفعت نسبة البلدان األعضاء اليت تأخذ‬ ‫العوامل يف كل أزمة مالية كربى ابتدءاً من أزمة املكسيك‬
‫بالربط اجلامد من ‪ 25( % 16‬بلد) إىل ‪ 45( % 24‬بلد)‪ ،‬يف‬ ‫يف نهاية عام ‪ ،1994‬وأزمة تايلندا واندونيسيا وكوريا يف‬
‫حني ازدادت نسبة البلدان اليت تأخذ بالتعويم من ‪36( % 23‬‬ ‫عام ‪ ،1997‬ثم روسيا والربازيل يف عام ‪ ،1998‬واألرجنتني‬
‫بلد) إىل ‪ 77( % 42‬بلداً )‪.‬‬ ‫وتركيا يف عام ‪ ،2000‬وتركيا مرة أخرى يف عام ‪.2001‬‬
‫وليس من املستغرب اآلن‪ ،‬أن يقوم كثري من واضعي‬
‫ومع ذلك فإن (‪ Frankel (2002‬يذهب يف آخر نظرة‬
‫السياسات بالتحذير من استخدام أسعار الصرف املربوطة‬
‫له على البيانات ذات الصلة‪ ،‬إال أن عدداً أكرب من البلدان‬
‫النامية اختارت يف العقد املاضي‪ ،‬أسعار الصرف املرنة بد ً‬ ‫القابلة للتعديل ( الربط املرن) يف الدول املنفتحة أمام‬
‫ال‬
‫تدفقات رؤوس األموال‪ ،‬وهذا االعتقاد بأن النظم الوسيطة‬
‫من الربط اجلامد‪ ،‬كما وصل (‪larain et velasco (2001‬‬
‫فيما بني الربط اجلامد والتعويم احلر غري قابلة للصمود‬
‫أيضاً إىل نتيجة مماثلة‪ ،‬حيث أن ‪ % 36‬من البلدان النامية‬ ‫واليت يطلق عليها بـ “ النظرة ثنائية القطب أو احلل املعتمد‬
‫كان هلا يف عام ‪ 1976‬ترتيبات للربط‪ ،‬ويف عام ‪ 1996‬كان‬ ‫على ركنيني”‪ ،‬وقد قبل عدد متزايد من الدول هذا احلل‬
‫‪ % 45‬فقط من البلدان لديها نوع من الربط و ‪ % 52‬لديها‬ ‫سواء راضية أو كارهة‪ ،‬ونقصت نسبة الدول األعضاء يف‬
‫ترتيبات مرنة ألسعار الصرف‪ .‬إن التوجه احلالي حنو‬ ‫صندوق النقد الدولي اليت اتبعت الرتتيبات الوسطية خالل‬
‫التعويم يرجعه الكثري من االقتصاديني ومن بينهم ‪bordo‬‬ ‫تسعينات القرن املاضي‪ ،‬بينما ازدادت نسبة الدول اليت اتبعت‬
‫‪ ( et flandreau‬يف سنة ‪ ،)2003‬أن البلدان اليت استطاعت‬ ‫نظم الربط اجلامد والرتتيبات األكثر مرونة‪.‬‬
‫أن تأخذ بالتعويم احملض‪ ،‬كانت أكثر تقدماً مالياً من‬
‫تلك اليت مل تستطع (باستثناء االقتصاديات الصغرية اليت‬ ‫كما نالحظ أن الكثري من الدول فتحت أبوابها أمام‬
‫يوجد فيها انفتاح كبري أو لديها عالقات جتارية وثيقة‬ ‫حركة رؤوس األموال‪ ،‬هذا ما أجربها على أن تعمل‬
‫ال من‬‫ببلد كبري اختار أن ال يلجأ للتعويم وأن يتقيد بد ً‬ ‫حسابات دقيقة فيما خيص االختيار األحسن لنظام سعر‬
‫ذلك بالربط اجلامد)‪ .‬فالتعويم اليوم هو نتاج للنضج املالي‬ ‫صرف عملتها متاشياً مع ظروفها االقتصادية ومسريتها‬
‫( ويتجلى ذلك النضج يف األسواق املالية املفتوحة والعميقة‪،‬‬ ‫املستقبلية‪ ،‬يف هذا السياق يدعوا االقتصادي “ستانلي‬
‫والعمالت املستقرة والسالمة املالية‪ ،‬ويتضح هذا من خالل‬ ‫فيشر” ‪ ،Stanley Fischer‬هذه الدول أن نظم الربط ال‬
‫القدرة على إصدار أوراق مالية دولية بالعملة احمللية)‪،‬‬ ‫ميكنها الصمود أمام الصدمات اخلارجية‪ ،‬إال إذا كانت من‬
‫وتطور اهلياكل التكنولوجية واملؤسسية‪ ،‬والقيود اليت تسمح‬ ‫نظم الربط اجلامد‪ ،‬واليت تدعمها التزامات سياسية مثل‪:‬‬
‫لرامسي السياسة بإتباع سياسة نقدية ومالية مستقرة‪ ،‬دون‬ ‫إنشاء جمالس العملة‪ ،‬الدولرة‪ ،‬اليوروة ( أو بشكل أكثر‬
‫التقيد مبحور ارتكاز امسي خارجي‪ .‬كما أضاف االقتصادي‬ ‫عمومية اختاذ عملة أجنبية أخرى كعملة إبراء قانونية )‪،‬‬
‫‪ Reinhardt et Rogoff‬إىل ذلك أن التعويم يتالءم مع النمو‬ ‫أو العضوية يف احتاد نقدي‪ .‬ويستبعد هذا القول نظم الربط‬
‫الثابتة أو الربط القابل للتعديل‪ ،‬أو النظم اليت تتسم بنطاق‬
‫االقتصادي والتضخم املتدني(‪ ،)3‬وهكذا كانت ديناميكية‬
‫ضيق للتقلب تؤدي إىل أن تلتزم احلكومة مبوجبها الدفاع‬
‫النظام النقدي الدولي وتطور نظام سعر الصرف حيركها‬
‫عن قيمة معينة ( أو نطاق من القيم ) لسعر الصرف‪ ،‬ولكنها‬
‫التطور املالي والتكامل املالي الدولي واألزمات املالية‪ ،‬كتلك‬
‫ال تلتزم بتخصيص سياسة نقدية ( وأحياناً سياسة مالية )‬
‫اليت حدثت يف مثانينات وتسعينات القرن املاضي‪ ،‬هي النقاط‬
‫جملرد الدفاع عن السعر الرمسي‪ ،‬كما ميكنها إتباع تشكيلة‬
‫احلامسة اليت تبني اخلطوط الفاصلة من حيث النظام بني‬
‫كبرية من ترتيبات أسعار الصرف املرنة ابتداءاً من التعويم‬
‫البلدان املتقدمة والبلدان النامية‪ ،‬هذه األخرية ليس لديها‬
‫احلر إىل تشكيلة من نظم أسعار الصرف املتحركة اليت‬
‫بعد نضج مالي كايف لكي تأخذ بالتعويم‪ ،‬مثة نوع من هذه‬
‫تتسم بنطاق واسع التقلب(‪.)2‬‬
‫الرتتيبات يبدو أنه طريق واعد ميكن أن تسلكه البلدان يف‬
‫أثناء توجهها حنو التعويم واملسمى “ التعويم املوجه أو‬ ‫كما أن العامل الذي يقف ضد نظم الربط‪ ،‬هو بطبيعة‬
‫املدار”‪.‬‬ ‫احلال التجربة املريرة فيما يتعلق بالربط القابل للتعديل‬

‫‪73‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬


‫بربري حممد أمني‬

‫‪ -‬التدخالت الرمسية ‪:‬‬ ‫‪ - 1-3-‬ظروف االنتقال من نظام الصرف الثابت إىل نظام‬
‫إن الدولة أمامها مسؤولية رسم سياساتها اليت ختدم‬ ‫الصرف املرن ‪:‬‬
‫أهدافها مع مراعاة الوقت ودرجة التدخل يف سوق الصرف‪،‬‬ ‫إن الكثري من الدول‪ ،‬ختلت عن نظام الصرف الثابت‬
‫فيما خيص الدولة ذات نظام الصرف الثابت فإن البنك‬ ‫وتبنت نظام الصرف املرن ( الشيلي‪ ،‬الربازيل‪ ،‬املكسيك‪،‬‬
‫املركزي يكون ُحر يف تدخالته‪ ،‬أما يف نظام الصرف املرن‬ ‫إسرائيل‪ ،‬بولونيا‪ ،‬لبنان‪ ،‬اليمن‪...‬اخل )‪ ،‬واملالحظ أن وجهة‬
‫يتدخل البنك املركزي فقط من أجل تعديل تلك االحنرافات‬ ‫أنظمة الصرف الدولية اجتاه تبين شكل من أشكال التعويم‬
‫الكبرية يف سعر صرف عمالتها‪ ،‬إن هذا التدخل يواجه عدة‬ ‫هي يف ارتفاع كبري‪ .‬والسبب يرجع يف ذلك إىل زيادة حجم‬
‫صعوبات بسبب‪:‬‬ ‫العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬والتحركات الكبرية لرؤوس‬
‫ ‪ -‬إن التقلبات احلادثة يف سعر الصرف على املدى القصري‬ ‫األموال‪ ،‬ويف العموم يُعترب نظام الصرف املرن أحسن طريقة‬
‫ال تعكس دائماً إلزامية التدخل‪ ،‬فالبد من معرفة انعكاسات‬ ‫للتصدي إىل الصدمات اخلارجية‪ ،‬كما أنه يساهم يف‬
‫هذا التقلب على خمتلف املتغريات االقتصادية؛‬ ‫توسيع درجة استقاللية السياسة النقدية‪ ،‬كما يبقى أمام‬
‫ ‪ -‬إن التدخل ال يثبت دائماً جناعته كما حدث هذا مع‬ ‫السلطات النقدية مسؤولية تبين سياسة اقتصادية كلية‬
‫الشيلي واملكسيك وتركيا؛‬ ‫قوية ومستقرة قصد التقليل من تكاليف هذا التوجه‪.‬‬
‫‪ -‬شروط االنتقال من سعر الصرف الثابت إىل املرن ‪:‬‬
‫ ‪ -‬إن التدخالت الفعالة ختتلف باختالف اآلثار اليت ميكن‬
‫أن تشكلها تقلبات سعر الصرف‪ ،‬اليت تهدف كلها إىل تقوية‬ ‫كيف على اقتصاد بلد ما أن يقلص من حتمل التكاليف‬
‫الثقة يف سوق الصرف؛‬ ‫عند املرحلة االنتقالية؟ وبأي وترية تكون عملية االنتقال؟‬
‫ويف أي وقت البد من حترير التدفقات الرأمسالية‪ :‬قبل‬
‫ ‪ -‬إن التذبذبات الكبرية احلادثة يف سعر الصرف ال متكننا‬ ‫أو بعد التخلي عن نظام الصرف الثابت ؟ ومن هذا سوف‬
‫من التقيد بطريقة واحدة لقياس سعر الصرف التوازني‪.‬‬ ‫حناول اإلجابة على هذه املشاكل يف شأن الدول اليت تود‬
‫‪ -‬تطور نظام الضبط والسياسة النقدية ‪:‬‬ ‫أن ترتك عملتها ختضع آلليات السوق‪ ،‬كما حناول تقديم‬
‫اقرتاحات بشأن هذه العملية اليت تعترب جمازفة‪ :‬حبيث‬
‫إن الدولة مطالبة برسم نظام جيد للضبط االقتصادي‬
‫تعترب الوضعية االقتصادية ( الكلية واجلزئية ) واهلياكل‬
‫وصياغة جيدة للسياسة النقدية مع تقديم النتائج‬
‫املؤسساتية اجليدة للبلد قادرة على أن تضمن جناح العملية‬
‫التقديرية ُمسبقاً‪ .‬إن هذين النقطتني أساسيتني يف منهج‬
‫االنتقالية‪ ،‬كما يعترب سوق الصرف دور مهم وحمدد‬
‫االنتقال لنظام الصرف‪ ،‬ومن أجل إجياد طريقة مثلى‬
‫أساسي يف جناح هذه العملية‪.‬‬
‫للضبط االمسي ( أي احلد من التضخم )‪ ،‬قامت الكثري‬
‫من الدول برتك هذه املهمة لسعر الصرف‪ ،‬حبيث هو الذي‬ ‫‪ -‬سوق الصرف‪ :‬جيب على الدولة أن يكون هلا سوق‬
‫يستطيع أن يلعب هذا الدور‪ ،‬ومن هذا املنطلق كانت البداية‬ ‫صرف عميقة وتتمتع بسيولة كافية وقادر على حتديد‬
‫بتوسيع جمال تقلب العملة كمرحلة متهيدية للوصول‬ ‫سعر العملة الوطنية بشفافية‪ ،‬وما نشاهده على مستوى‬
‫إىل التعويم‪.‬‬ ‫الدول النامية أن هلا أسواق صرف ضعيفة وضيقة النشاط‪،‬‬
‫ومن أجل النهوض بهذه األسواق إىل املستوى املطلوب البد‬
‫إن مدة االنتقال تبقى مرهونة بطبيعة ودرجة هيكلة‬
‫من(‪ - :)4‬احلد من الدور الذي تلعبه البنوك املركزية يف‬
‫املؤسسات واالقتصاد الوطين‪ ،‬والسهر على تقوية وتفعيل‬
‫السياسة النقدية اليت يعترب هدفها األساسي هو استقرار‬ ‫التأثري على نشاط العملة؛‬
‫األسعار‪.‬‬ ‫ومصب العمالت‬ ‫ ‪ -‬تطوير املعلومات فيما خيص منبع َ‬
‫األجنبية‪ ،‬من خالل توفري معلومات حول الوضعية‬
‫‪ -‬تسيري خماطر الصرف ‪:‬‬ ‫االقتصادية وتطور املؤشرات االقتصادية من أجل املساعدة‬
‫إن الكثري من الدول تعاني من خماطر الصرف على مستوى‬ ‫يف التنبؤ؛‬
‫العديد من القطاعات االقتصادية‪ ،‬لذا البد عليها أن تساهم‬ ‫ ‪ -‬اإللغاء التدرجيي للقيود اليت تقف أمام حركة العمالت‬
‫يف تطوير الوسائل الكفيلة بتسيري هذه املخاطر ومراقبتها‬ ‫األجنبية؛‬
‫قصد التخفيف من حدتها‪ ،‬إال أن الكثري من االقتصاديني‬ ‫ ‪ -‬تنسيق وتبسيط التشريعات القانونية املتعلقة بتنظيم‬
‫يرجعون سبب الزوبعة املالية اليت ضربت املكسيك وشرق‬ ‫الصرف‪ ،‬والعمل على حتديدها بشكل حمكم من أجل تفادي‬
‫آسيا إىل سوء تسيري السيولة من العملة الصعبة‪ .‬ومن هذا‬ ‫إدخال تعديل يف كل مرة قصد تعزيز الثقة واملصداقية يف‬
‫املنطلق جيب أن يكون موضوع احلماية من خماطر الصرف‬ ‫السوق؛‬
‫ثقافة يكتسبها مجيع املتعاملني االقتصاديني‪.‬‬ ‫ ‪ -‬إعادة النظر يف التعليمات اخلاصة مبخاطر الصرف‬
‫وهلذا يُنصح الدولة اليت تريد مغادرة نظام الصرف الثابت‬ ‫وتوكيل املؤسسات املالية يف تسيريها بشكل جيد‪.‬‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬ ‫‪74‬‬
‫مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية ‪ -‬دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري ‪-‬‬
‫أما عن الدول اليت بدأت بتحرير حركة تدفقات رؤوس‬ ‫أن تراعي أصوهلا وخصومها من العملة الصعبة‪ ،‬وخاصة أن‬
‫األموال ( السماح املطلق لتحرك رؤوس األموال من وإىل‬ ‫نظام الصرف املرن هو األكثر عرضة للكثري من املخاطر‪،‬‬
‫اخلارج أو العكس من دون قيود ) قبل تبين نظام الصرف‬ ‫فالبد من فرض رقابة وتسيري دائم هلذه املوارد‪ ،‬فيمكن‬
‫املرن‪ ،‬جيب عليها أن تكون تتمتع مبا يلي‪ :5‬استقاللية‬ ‫أن تكون االنطالقة من تكليف املؤسسات املالية األخذ بهذه‬
‫البنك املركزي‪ ،‬تطوير وسائل التنبؤ بالتضخم‪ ،‬العمل على‬ ‫احلماية عن طريق االهتمام أكثر باملعلومة املتاحة‪ ،‬وتبين‬
‫جتسيد الشفافية يف السياسة النقدية‪ ،‬تطوير نظام املعلومات‬ ‫طرق حسابية وتقنية متكنهم من التحكم والتنبؤ بهذه‬
‫اخلاصة مبخاطر الصرف‪ .‬ثم القيام بإدخال مرونة يف نظام‬ ‫األخطار‪ ،‬كما جيب عليها أن تقوم بإعداد سياسة وإجراءات‬
‫الضبط قصد تفعيل نشاط سوق الصرف والعمل على‬ ‫داخلية احرتازية للتصدي لآلثار السلبية‪.‬‬
‫تطوير ميكانيزمات عملياته‪.‬‬
‫واحلقيقة أن الشروط الواجب توفرها لكي نكون متفائلني‬ ‫‪ -‬متى يتم حترير تدفقات رؤوس األموال‬
‫بنجاح سياسة التعويم من دون مشاكل كبرية‪ ،‬هي أن‬ ‫يبقى املشكل املطروح هو‪ :‬هل الدولة تقوم بتحرير‬
‫يكون لدى الدولة مركزاً مالياً متطوراً سليماً‪ ،‬ودرجة‬ ‫تدفقات رؤوس األموال قبل أو بعد تبين نظام الصرف املرن‪.‬‬
‫عالية من تنسيق السياسات املالية والنقدية‪ ،‬ونظاماً مالياً‬
‫إن جتربة الكثري من الدول النامية خالل عشر سنوات‬
‫متطوراً جداً‪ ،‬واستقالل البنك املركزي يف إدارة السياسة‬ ‫األخرية سجلت األخطار اليت ميكن أن يشكلها االختيار األول‬
‫االقتصادية وتفويضاً لتحقيق استقرار األسعار‪ ،‬قنوات نقل‬ ‫(املكسيك يف نهاية ‪ ،1994‬تايلندا يف جويلية ‪ ،1997‬برازيل يف‬
‫مفهومة جيداً إىل حد كبري بني أدوات السياسة النقدية‬ ‫بداية ‪ ،)1999‬إن التدفقات الكبرية لرؤوس األموال بشكل‬
‫والتضخم‪ ،‬وجدارة بالثقة مبنية على سجل اجنازات متني‬ ‫مرتفع سوف جيرب حتماً السلطات النقدية على أن ُتدخل‬
‫من املسؤولية والشفافية(‪.)6‬‬ ‫مرونة يف سعر صرف عملتها من أجل تفادي حدوث توتر‬
‫يف االقتصاد احمللي ( مثل ما حدث مع الشيلي وبولونيا يف‬
‫‪-‬ج‪ -‬دواعي تعويم العملة‬
‫سنة ‪ .)1990‬حتى بالنسبة للدول اليت تقوم بتحرير تدفقات‬
‫إن اجلدل الدائر حول مزايا نظم التعويم باملقارنة بنظم‬ ‫رؤوس األموال قبل ضمان مرونة يف سعر العملة ميكن أن‬
‫أخرى لتحديد السعر أو اختاذ ركيزة ليس جبديد‪ ،‬وما‬ ‫حيدث حالة الالتوازن يف وضعية السيولة الداخلية‪ ،‬وتدهور‬
‫يالحظ على مستوى النظام النقدي الدولي ظاهرة التفريغ‬ ‫وضعية االقتصاد الكلي وتكون عرضة هلجمات املضاربة‪ .‬أما‬
‫املتوجهة إىل التعويم بشكل كبري وخاصة عقب األزمات‬ ‫إذا كان االنتقال إىل نظام الصرف املرن مرفوق بتحرير‬
‫املالية والصرف اليت مست العديد من الدول‪ ،‬كما مت تعزيز‬ ‫حسابات رأس املال وحترير تدفقات رؤوس األموال لن‬
‫النداء بالتعويم‬ ‫يشكل هذا خطر على وضعية االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫من قبل االقتصادي “ميلتون فريدمان”(‪ ،)7‬ومن دواعي هذا‬
‫التوجه إىل هذا الشكل من أشكال نظم الصرف اليت يرجعها‬ ‫‪ -‬ب ‪ -‬وترية االنتقال إىل نظام الصرف املرن‬
‫الكثري من االقتصاديني إىل(‪:)8‬‬ ‫من األحسن للدولة أن تنتهج خطوات تدرجيية قصد‬
‫الوصول إىل التعويم احلر لعملتها‪ ،‬كأن تقوم يف البداية‬
‫‪ -‬االحتياطات غري كافية ‪:‬‬ ‫بتبين نظام الربط إىل عملة معينة (على حسب درجة‬
‫كان هذا هو أوضح األسباب‪ ،‬فبدون احتياطات كافية‬ ‫املبادالت التجارية) ثم االنتقال إىل سلة من العمالت‪ ،‬ثم‬
‫يكون أي التزام بالدفاع عن سعر صرف ثابت‪ ،‬التزاماً ما ال‬ ‫بعد ذلك القيام بتوسيع جمال تقلب سعر العملة بشكل‬
‫يدعو إىل املصداقية‪ ،‬وهذا ما اختربته أسواق الصرف األجنيب‬ ‫تدرجيي‪ ،‬أما إذا كان االنتقال سريع فإن الدولة بإمكانها أن‬
‫على وجه السرعة‪ ،‬حبيث تصل عمليات الصرف األجنيب إىل‬ ‫تتحمل عواقب وخيمة نتيجة هذا االنتقال‪.‬‬
‫‪ 2.5‬تريليون دوالر يف اليوم يف العامل أمجع‪ ،‬وبالتالي األمر‬ ‫كما يعترب تطور املؤسسات واألسواق من بني احملددات‬
‫يتعقد بكثري مع عمليات املضاربة واملراجحة اليت ميارسها‬ ‫األساسية لنجاح عملية االنتقال‪ ،‬إن الوجهة التدرجيية‬
‫مساسرة الصرف‪ ،‬ما يكفي السلطات النقدية أن تتدخل‬ ‫من دون شك هي أحسن سبيل وأجنع طريقة للوصول‬
‫يومياً من أجل احلفاظ على استقرار سعر عملتها‪.‬‬ ‫إىل اهلدف بأقل التكاليف‪ .‬كما يشرتط أن يكون هذا‬
‫االنتقال التدرجيي يتماشى مع الوضعية االقتصادية للبلد‬
‫‪ -‬احلاجة إىل املعلومات ‪:‬‬ ‫حمل الدراسة‪ ،‬والقيام برتشيد جمال تقلب العملة تفادياً‬
‫من العسري بالنسبة ألي بلد أن حياول تقرير سعر صرف‬ ‫للتعديالت املتوالية‪ ،‬اليت تؤثر على املصداقية والثقة يف‬
‫متوازن مستدام يف ظل أنظمة الصرف الثابت‪ ،‬وتغدوا‬ ‫السياسة النقدية والعملة‪.‬‬
‫املهمة أشد تعقيداً إذا كان البلد يقوم بإصالحات واسعة‬ ‫ومن جهة أخرى فإن على البلد الذي ميتلك اقتصاد‬
‫هيكلية‪ ،‬وعلى صعيد االقتصاد الكلي (مثل اخلصخصة‬ ‫مستقر وسياسة نقدية قوية فيمكن له أن يتبنى نظام‬
‫وتقليص حجم تدخل الدولة‪ ،‬وحترير التجارة اخلارجية‬ ‫التعويم من دون احلاجة إىل االنتقال التدرجيي‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬
‫بربري حممد أمني‬
‫بداية من سنة ‪ ،1987‬وأُعتربت كمرحلة للعودة بالدينار‬ ‫واملبادالت األجنبية) فإذا كان حتديد سعر الصرف على‬
‫اجلزائري إىل قيمته احلقيقية‪ ،‬ثم تلتها بعد ذلك سلسلة‬ ‫مستوى بعيد عن التوازن يرتتب على ذلك ما يدعو السلطات‬
‫من التخفيضات اليت انتهت بالتخلي عن نظام الربط يف‬ ‫إىل إعادة حتديد سعر الصرف لتصحيح هذا اخلطأ‪ ،‬وهذا‬
‫أفريل ‪ 1994‬معلنة بذلك عن إعطاء الدينار اجلزائري شيء‬ ‫بدوره من شأنه أن يقوض الثقة‪ ،‬كما يقلل من وضوح‬
‫من املرونة‪ ،‬من خالل جملس إدارة العملة (‪ )le fixing‬واليت‬ ‫اإلشارات املتعلقة باجتاه سياسات احلكومة يف املراحل املبكرة‬
‫اعتربت على أنها مرحلة متهيدية لنظام التعويم املدار‪ ،‬الذي‬ ‫لإلصالح‪.‬‬
‫تبنته اجلزائر بداية من الفاتح جانفي ‪ 1996‬من خالل إنشاء‬
‫سوق ما بني البنوك إىل يومنا هذا‪.‬‬ ‫‪ -‬االفتقار إىل االستقرار على صعيد االقتصاد الكلي‪:‬‬
‫كما يتبني لنا من هذا التحرير الذي شهده الدينار‬ ‫كان هذا االفتقار واضحاً يف معظم البلدان اليت اختارت‬
‫اجلزائري‪ ،‬كان املقصود من ورائه حتقيق العديد من‬ ‫التعويم (مثل الربازيل والبريو وروسيا ورومانيا‪ ،‬والزايري)‬
‫األبعاد االقتصادية جبانب الغرض الرئيسي‪ ،‬الذي يتمثل يف‬ ‫وكان يعاني من ارتفاع الضغوط التضخمية يف املراحل‬
‫تقريب الدينار اجلزائري من قيمته احلقيقية باإلضافة إىل‬ ‫األوىل لإلصالح‪ ،‬أو عدم وجود برامج قوية بالقدر الكايف‪،‬‬
‫حتسني وضعية امليزان التجاري‪.‬‬ ‫ويف مثل هذه الظروف ال يكون يف الوسع تصحيح أسعار‬
‫الصرف احملددة بالسرعة الكافية ل ُتالحق موائمات األسعار‬
‫‪ - 2-1‬اخلطوات املُنتهجة للوصول إىل التعويم املُدار‬ ‫أو لتقوم بتحديد اإلمكانيات الكبرية لعمليات املراجحة يف‬
‫للدينار اجلزائري‪.‬‬ ‫مواجهة سعر الصرف يف السوق املوازي‪ .‬ومن هنا مل يكن أمام‬
‫لقد تبنت السلطة النقدية خطوات تدرجيية للوصول‬ ‫السلطات إال اختيار واحد هو السماح للسوق بأن حتدد سعر‬
‫بالدينار اجلزائري إىل اختاذه شكل من أشكال التعويم‪،‬‬ ‫الصرف مباشرة‪ ،‬إذا ما أريد اجتناب حتول عمليات الصرف‬
‫فكانت البداية الفعلية النطالق خطوات حترير سعر صرف‬ ‫األجنيب إىل السوق املوازية‪ ،‬مع ما هلذا من آثار عكسية من‬
‫الدينار مباشرة بعد األزمة البرتولية اليت مست االقتصاد‬ ‫حيث التهرب من الضرائب واخلروج على القانون وفقدان‬
‫اجلزائري‪ ،‬وتركته يف نفس الوقت يستفيد من األخطاء‬ ‫السيطرة االقتصادية‪ ،‬والواقع أن رغبة “التفيا وليتوانيا” يف‬
‫والفراغات املوجودة على مستواه‪ .‬فكان للدينار اجلزائري‬ ‫الكف عن استرياد التضخم من روسيا قد أدت بهما إىل تعويم‬
‫نصيب ال بأس به من جممل اإلصالحات اليت أُختذت يف‬ ‫عمالتهما‪ ،‬ومن الناحية األخرى اختارت استونيا‪ ،‬مبا عندها‬
‫شأن االقتصاد الوطين‪.‬‬ ‫من احتياطات دولية وفرية أن تربط عملتها باملارك األملاني‪،‬‬
‫وذلك يف اطار جمالس العملة وميثل ترتيب جملس العملة‬
‫‌أ‪ -‬مرحلة ثبات الدينار إىل الفرنك الفرنسي‪:‬‬ ‫الكامل ضرب من ضروب نظم الصرف احملدد الذي من شأنه‬
‫إن االقتصاد اجلزائري وجد نفسه ضعيفاً بعد خروج‬ ‫النهوض مبصداقية السياسات االقتصادية على الصعيد‬
‫االستعمار الفرنسي‪ ،‬هذا ما أجرب األطراف الفاعلة بذل‬ ‫الكلي‪ .‬ولكن حتى يف هذه احلالة البد أن يلقى اجمللس تعزيزاً‬
‫اجملهود قصد النهوض به وإعادة هيكلة أسسه من جديد‪،‬‬ ‫من سياسات مالية ونقدية قوية ومستمرة‪ ،‬وأن يكون اجلزاء‬
‫فتم تأسيس البنك املركزي يف نهاية ‪ ،1962‬يف حني كان‬ ‫عن انزالق السياسة من حيث املصداقية جزءاً شديداً‪.‬‬
‫يشهد نظام التجارة اخلارجية واملدفوعات حرية تامة يف ظل‬
‫التعاون االقتصادي واملالي مع الدولة املستعمرة‪ ،‬إىل أن قررت‬ ‫‪ -‬االعتبارات السياسية ‪:‬‬
‫اجلزائر اخلروج من منطقة الفرنك الفرنسي وفرض نظام‬ ‫وأخرياً‪ ،‬فإنه ال ميكن الفصل بني اختيار نظام لسعر‬
‫الرقابة يف أكتوبر ‪ ،1963‬بسبب السلبيات اليت كشفها‬ ‫الصرف وبني هذه االعتبارات‪ ،‬ويف معظم احلاالت كانت‬
‫هذا االنفتاح‪ ،‬ثم بعدها مت إنشاء الدينار اجلزائري يف أفريل‬ ‫البلدان اليت اختريت كعينة على درجة من العسر املالي‬
‫‪ 1964‬الذي كان ثابتاً مقابل الفرنك الفرنسي إىل غاية‬ ‫الشديد‪ ،‬حبيث بينت السلطات أن هناك أسباباً قوية تدعو‬
‫تاريخ ختفيض قيمة الفرنك الفرنسي مقابل الدوالر‬ ‫إىل ترك السوق مسؤول عن تصحيح سعر الصرف‪ ،‬وهو‬
‫األمريكي بعد تعرضه ألحداث ‪ 1968‬الذي عرف فيها‬ ‫يقلل تلقائياً من التأثري على املصاحل الراسخة‪ ،‬يضاف إىل‬
‫الدينار اجلزائري اخنفاض طفيف‪ ،‬وتزامنت كذلك هذه‬ ‫هذا أنه فيما يتعلق باقتصادات التخطيط املركزي السابقة‪،‬‬
‫الفرتة مع تطبيق املخطط الثالثي األول (‪)1969-1967‬‬ ‫كان االنتقال إىل ترتيبات للصرف تقررها السوق دلي ً‬
‫ال‬
‫الذي تطلب استقرار سعر صرف الدينار‪ ،‬هذا ما جعل الدينار‬ ‫على إجراء تغيري جوهري يف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫ال يتبع اخنفاض الفرنك الفرنسي رغم استمرار العالقة بني‬
‫العملتني خالل فرتة ما بني أوت ‪ - 1969‬ديسمرب ‪.1973‬‬ ‫‪ - 2-‬واقع الدينار اجلزائري أمام التوجه احلديث ألنظمة‬
‫الصرف الدولية‪.‬‬
‫‌ب ‪ -‬مرحلة الربط إىل سلة من العمالت ‪:‬‬ ‫لقد قامت السلطات النقدية اجلزائرية باختاذ العديد‬
‫وأمام انهيار نظام بريتون وودز وإقرار مبدأ تعويم‬ ‫من اإلصالحات‪ ،‬اليت مست سعر صرف الدينار اجلزائري‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬ ‫‪76‬‬


‫مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية ‪ -‬دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري ‪-‬‬

‫‌د‪ -‬سوق الصرف البينية ‪:‬‬ ‫العمالت يف سنة ‪ ،1971‬جلأت السلطات النقدية اجلزائرية‬
‫منذ بداية جانفي ‪ 1974‬إىل استعمال نظام صرف يربط‬
‫إمياناً بأهمية سوق الصرف األجنيب يف حتديد أسعار‬
‫الدينار اجلزائري بسلة مكونة من ‪ 14‬عملة‪ ،‬قصد االحتفاظ‬
‫الصرف‪ ،‬مت تأسيس سوق ما بني البنوك الذي انطلق نشاطه‬
‫على استقراره وكذا استقالليته عن أية عملة من العمالت‬
‫رمسياً يف ‪ 1996/01/02‬واإلعالن عن تبين نظام التعويم‬
‫القوية‪ ،‬واستمر هذا النظام لفرتة طويلة إىل غاية سنة‬
‫املدار‪ ،‬الذي أصبح من خالله الدينار يتحدد وفق العرض‬
‫‪ .1994‬مع العلم أنها فرتة شهدت جمموعة من اإلصالحات‬
‫والطلب‪ ،‬الذي متارسه يومياً مجيع البنوك التجارية مبا‬
‫اليت مست سعر صرف الدينار‪ ،‬فكانت البداية بعد األزمة‬
‫فيها البنك املركزي واملؤسسات املالية مع إجبارية تدخل‬
‫البرتولية اليت هزت االقتصاد الوطين يف سنة ‪ ،1986‬الذي‬
‫البنك املركزي من أجل محاية الدينار من تدهور قيمته‪.‬‬
‫أرغمها على تبين خطى سريعة من أجل تغيري وجهة النظام‬
‫وهكذا أصبح الدينار اجلزائري بفضل املراحل التمهيدية‬ ‫فأخذ موضوع استعادة‬ ‫االقتصادي إىل اقتصاد السوق‪ُ ،‬‬
‫اليت كانت قبل نظام جلسات التثبيت اليت ساهمت بدورها‬ ‫الدينار اجلزائري لقيمته احلقيقية حصة األسد من‬
‫يف رسم اخلطط العريضة اليت يود الدينار الوصول إليها‪،‬‬ ‫الربامج اإلصالحية‪ ،‬فتم إدخال تعديل على معدل الصرف‬
‫إىل غاية الوصول به اآلن إىل تبنيه شكل من أشكال التعويم‬ ‫الرمسي بغية إيصاله إىل مستوى توازن الطلب الوطين على‬
‫( التعويم املدار ) ومتكينه من أن حيظى باالهتمام‪ ،‬بوضعيته‬ ‫السلع واخلدمات األجنبية مع املتاح من العملة الصعبة‬
‫ومستقبله يف رسم كل السياسات االقتصادية‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫وإلجراء عملية التعديل‪ ،‬تبنت السلطة النقدية سياسة‬
‫أن استطاع نظام التعويم املدار أن يقلص الفارق الذي كان‬ ‫االنزالق التدرجيي للدينار من نهاية ‪ 1987‬إىل بداية ‪،1991‬‬
‫موجود بني السعر الرمسي وسعر السوق املوازي حبوالي‬
‫اليت رافقتها جهود من أجل إعادة النظر يف حترير التجارة‬
‫(‪ .) 9-12.5%‬ويف نفس الوقت السوق الرمسي هو اآلخر‬
‫اخلارجية وتدفقات رؤوس األموال‪ ،‬وبتاريخ ‪1991/09/30‬‬
‫اسرتجع عافيته وتوسع بسبب اإلصالحات والتحفيزات اليت‬
‫وفقاً ملا مت االتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي مت اختاذ‬
‫مست خاصة نظام املدفوعات والتجارة اخلارجية‪ ،‬باإلضافة‬
‫قرار التخفيض بنسبة ‪ %22‬للدينار‪ ،‬ثم استمر بعده‬
‫إىل دخول العديد من البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة‪.‬‬
‫التخفيض الضعيف خالل الفرتة ‪ ،1994-1991‬ومبوجب‬
‫‌ه‪ -‬قابلية حتويل الدينار اجلزائري ‪:‬‬ ‫اتفاق آخر مع صندوق النقد الدولي يف ‪ 1994/04/16‬الذي‬
‫مع بداية حترير التجارة اخلارجية اليت كانت يف سنة‬ ‫اقتضى ختفيضاً آخر مبقدار ‪ ،%40.17‬لتصل عدد الوحدات‬
‫‪ 1990‬مت كذلك تعزيز قابلية حتويل الدينار فيما خيص‬ ‫املقابلة للدوالر األمريكي إىل ‪ 36‬دينار للدوالر الواحد‪،‬‬
‫عمليات التحويل اجلارية‪ ،‬إىل غاية سنة ‪ 1991‬الذي مت من‬ ‫واليت كانت كذلك مرفوقة جبهود كبرية قصد حترير‬
‫خالهلا تعزيز قابلية حتويل الدينار على عمليات التجارة‬ ‫االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫اخلارجية‪ ،‬ويف ظل تبين نظام الصرف املرن يف غضون سنة‬ ‫‌ج‪ -‬مرحلة جمالس العملة ‪:‬‬
‫‪ 1994‬مت حترير املدفوعات على مجيع عمليات االسترياد‪،‬‬
‫ويف جوان ‪ 1995‬مت السماح للمقيمني بتحويل الدينار إىل‬ ‫ويف أواخر سبتمرب ‪ 1994‬مت اختاذ قرار التخلي عن نظام‬
‫عمالت أجنبية‪ ،‬إذا تعلق األمر باملعاجلة الطبية يف اخلارج‬ ‫الربط إىل سلة من العمالت‪ ،‬ليعوض بنظام جلسات التثبيت‬
‫أو مواصلة الدراسة بشرط أن يكون امللف مرفوق ببيانات‬ ‫“‪ ”Fixing‬بداية من ‪ .1994/10/01‬تضم جلسات التثبيت‬
‫تثبت الوجهة والغرض‪ ،‬مع وضع سقوف للتحويل ال ميكن‬ ‫ممثلي املصارف التجارية حتت إشراف بنك اجلزائر واليت‬
‫للمستفيد أن يتجاوزها‪ .‬وكذلك يف ‪ 28‬أوت ‪ 1997‬رخص‬ ‫كانت تنظم أسبوعياً‪ ،‬لكن سرعان ما أصبحت يومية‪.9‬‬
‫البنك املركزي للمسافرين إىل اخلارج القيام بعملية‬ ‫ويتم من خالهلا عرض املبلغ املتاح من العمالت الصعبة‬
‫التحويل يف حدود مبلغ سنوي معني والذي مت تنفيذه يف ‪15‬‬ ‫معرباً عنها بداللة العملة احملورية (الدوالر األمريكي) على‬
‫سبتمرب ‪ 1997‬على مستوى كل البنوك التجارية واملؤسسات‬ ‫أساس سعر صرف أدنى‪ ،‬ثم تقوم املصارف بطلب املبلغ املراد‬
‫املالية‪ ،‬كما رخص البنك املركزي للطالبني على العمالت‬ ‫احلصول عليه‪ ،‬ويتم تعديل سعر صرف الدينار تدرجيياً من‬
‫األجنبية من أجل الدفع أو التحويل فيما خيص املعامالت‬ ‫خالل عرض بنك اجلزائر للعمالت الصعبة وطلب املصارف‬
‫اجلارية‪ ،‬ما عدا حتويالت رؤوس األموال(‪.)10‬‬ ‫التجارية عليها عن طريق املناقصة‪ ،‬وبهذا يتم حتديد سعر‬
‫صرف الدينار عند أقل عرض‪ ،‬الذي كان مرفوق بربنامج‬
‫‪ - 2-2‬البعد االقتصادي لتحرير سعر صرف الدينار‬ ‫التعديل اهليكلي‪ ،‬الذي جاء من أجل تعزيز اإلصالحات‬
‫اجلزائري‬ ‫والنهوض باالقتصاد الوطين‪ ،‬وهكذا استمر هذا النظام إىل‬
‫إن خمتلف التعديالت واإلجراءات املتخذة من قبل السلطات‬ ‫غاية ‪ ،1995/12/31‬كما ساهمت برامج االستقرار وحتسن‬
‫النقدية اجتاه سعر صرف الدينار اجلزائري والنظام املصريف‪،‬‬ ‫مستوى االحتياطي الصرف إىل إنشاء سوق صرف مابني‬
‫واليت كانت بداية انطالقها ُمتزامنة مع أزمة ‪ ،1986‬ويف‬ ‫البنوك بهدف تعزيز قابلية حتويل الدينار اجلزائري‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬


‫بربري حممد أمني‬
‫يف هذا السوق فيما خيص شؤون إدارة معرفة أسرار آليات‬ ‫إطار الرتكيز على وضعية الدينار اجلزائري كانت تهدف‬
‫السوق؛‬ ‫يف جمملها هذه اإلصالحات‪ ،‬إىل اسرتجاع القيمة احلقيقية‬
‫‪ -‬له دور كبري يف ختفيض الضغوط التضخمية وتقليص‬ ‫للعملة الوطنية بشكل تدرجيي ويف نفس الوقت إعطاء‬
‫ضغوط املضاربة‪12‬؛‬ ‫فرصة للحكومة واملؤسسات االقتصادية اجلزائرية بأن‬
‫تتجاوب مع هذا التغيري بالشكل التدرجيي كذلك‪ ،‬طمعاً يف‬
‫ ‪ -‬يعزز قدرة الدولة على التكيف مع الصدمات وأن‬ ‫انتعاش وضعية العديد من املؤشرات االقتصادية‪ .‬مع العلم‬
‫تتفاعل معها‪ ،‬فسعر الصرف املرن ميّكنه امتصاص بعض‬ ‫أن اخلطوات التحريرية اليت مست نظام صرف الدينار‪،‬‬
‫آثار الصدمات اخلارجية اليت لواله إلنتقلت بكاملها إىل‬ ‫انتهت بالتعويم املدار للدينار اجلزائري‪ ،‬واليت كانت ترمي‬
‫االقتصاد احلقيقي أو إىل بعض قطاعاته؛‬ ‫إىل عدة أبعاد اقتصادية‪ ،‬منها(‪:)11‬‬
‫ ‪ -‬حيد من هروب وحتويل رؤوس األموال إىل اخلارج‬ ‫ ‪ -‬هو تقريب قيمة الدينار اجلزائري من قيمته احلقيقية‪،‬‬
‫وبالتالي احتمال إعادة متويل أشكال خمتلفة من‬ ‫وتقليص الفارق املوجود بني السعر الرمسي والسعر املوازي؛‬
‫االستثمارات بطريقة مباشرة أو غري مباشرة؛‬
‫ ‪ -‬احلد من نشاط وتوسع سوق الصرف املوازي‪ ،‬وهذا‬
‫ ‪ -‬يساهم يف تنشيط وتفعيل السوق املالي والنهوض به إىل‬ ‫عن طريق حتسني وتكثيف العمليات اليت متارسها البنوك‬
‫مستوى األسواق الدولية؛‬ ‫اخلاصة بالتحويل والصرف بأقل تكلفة‪ ،‬هذا ما يزيد من‬
‫ ‪ -‬تسمح للدينار اجلزائري بأن يلعب دوره يف التأثري والتأ ُثر‬ ‫تشجيع األعوان االقتصاديني للتقرب أكثر إىل هذه السوق‬
‫على‪ /‬من كل التغريات اليت متس االقتصاد الوطين؛‬ ‫اليت أصبح فيها سعر الصرف الرمسي غري بعيد عن سعر‬
‫الصرف املوازي؛‬
‫ ‪ -‬يساهم يف تقليص هوامش الربح الكبرية واالنتهازية اليت‬
‫ميارسها بعض التجار واملنتجني‪ ،‬وعليه تنعكس باإلجياب‬ ‫ ‪ -‬يساهم يف جلب االستثمار األجنيب املباشر وأشكال أخرى‬
‫على القدرة الشرائية للمواطن اجلزائري؛‬ ‫من االستثمار إىل الداخل حبكم اخنفاض تكلفة إقامة‬
‫املشاريع االستثمارية بالنسبة لألجنيب مع مراعاة مناخ‬
‫ ‪ -‬تعمل على تعزيز وتسهيل خطى أشكال االندماج‬
‫والشراكة مع األطراف اخلارجية؛‬ ‫االستثمار؛‬

‫‪ -‬تساهم يف حتفيز املؤسسات الصغرية واملتوسطة على‬ ‫ ‪ -‬يساهم يف تنشيط وتفعيل قطاع السياحة حبكم‬
‫النمو وتشجعها على تنمية قدرتها التنافسية‪ ،‬وتشجيعها‬ ‫اخنفاض تكلفتها مع األخذ بعني االعتبار حتسني وترقية‬
‫على اللجوء إىل اإلنتاج االحاللي للواردات‪13‬؛‬ ‫مناخ السياحة؛‬

‫ ‪ -‬تساهم كذلك يف تغيري نظرة املستهلك إىل املنتوج‬ ‫ ‪ -‬يعمل على ترشيد االستهالك بسبب أنه يساهم يف‬
‫احمللي؛‬ ‫ارتفاع أسعار املواد املستوردة وعليه ينمي جانب العقالنية يف‬
‫االستهالك ومنه اخنفاض الواردات غري األساسية؛‬
‫ ‪ -‬يلزم املؤسسات االقتصادية وخاصة البنوك واملؤسسات‬
‫املالية على اختاذ تدابري يف شأن تعزيز الرقابة الداخلية‬ ‫ ‪ -‬يعمل على ختفيض الواردات وزيادة الصادرات ومنه‬
‫واخلارجية اجتاه خمتلف املخاطر املرتقبة (كمخاطر‬ ‫حتسني وضعية امليزان التجاري؛‬
‫الصرف)؛‬ ‫ ‪ -‬يساهم يف تنشيط وتفعيل اجلهاز اإلنتاجي بسبب منو‬
‫ ‪ -‬يشجع على املنافسة بني البنوك من جانب حتسني‬ ‫الطلب اخلارجي املتزايد ومنه حتسني وضعية العديد من‬
‫وترقية اجلودة وسرعة أداء اخلدمات‪.‬‬ ‫املتغريات االقتصادية ( كتقليص البطالة ‪...‬اخل )؛‬
‫ ‪ -‬يساهم يف تعزيز استقاللية البنك املركزي‪ ،‬وكذلك‬
‫‪ - 2-3-‬التعويم الشكلي واحلقيقي للدينار اجلزائري‪:‬‬ ‫منو حجم احتياطي الصرف بسبب تقلص تدخالت البنك‬
‫من خالل تتبع مسرية الدينار اجلزائري نكتشف أنه‬ ‫املركزي يف سوق الصرف‪ ،‬وبالتالي يعطي فسحة للسلطات‬
‫سلك هو اآلخر مسلك الظاهرة اليت تكلم عليها صندوق‬ ‫العمومية بأن تستغلها يف إعادة بناء وهيكلة النقص املوجود‬
‫النقد الدولي وهي التوجه حنو إعطاء قدر كبري من املرونة‬ ‫يف اقتصاد البلد؛‬
‫لسعر صرف عمالت الكثري من الدول واخلروج عن دائرة‬
‫نظم الصرف الثابتة‪ ،‬يف هذا اإلطار استطاعت السلطة‬ ‫ ‪ -‬من شأنه أن يكشف عن الوضعية احلقيقية للقدرة‬
‫النقدية اجلزائرية بفضل سياسة التحرير التدرجيي اليت‬ ‫التنافسية ومنطق القبول بالنسبة للمنتوج احمللي بالنسبة‬
‫تبنتها منذ سنة ‪ 1987‬إىل غاية تبنيها شكل من أشكال‬ ‫لألجنيب؛‬
‫التعويم وهو التعويم املدار‪ ،‬وتقليص ذلك الفارق الذي كان‬ ‫ ‪ -‬يساهم يف تنشيط وتفعيل السوق النقدي اجلزائري من‬
‫موجود بني سعر الصرف الرمسي واملوازي‪ ،‬وأصبح للعملة‬ ‫خالل اخلربة وتعزيز الكفاءة اليت يستفيد منها املتدخلني‬

‫‪81-71‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص‬ ‫‪78‬‬


‫مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية ‪ -‬دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري ‪-‬‬
‫يف سنة ‪ 1997‬بنسبة ‪ 155.5%‬مقارنة بالسنة الفارطة‪ ،‬يف‬ ‫الوطنية اجلزائرية دور كبري يف التأثري والتأثر على‪/‬من‬
‫املقابل نالحظ أن الدينار اجلزائري اخنفضت قيمته بنسبة‬ ‫تطور الكثري من املتغريات االقتصادية‪ ،‬ومن أجل اكتشاف‬
‫‪ %5.48‬كدليل منايف ملبدأ النظرية االقتصادية‪ ،‬وما يفهم‬ ‫حقيقة جوانب هذه اخلطوات ومقارنتها بالواقع االقتصادي‪،‬‬
‫عند مقارنة هذه النسب أن السلطة النقدية قامت ببيع‬ ‫يف الوقت الذي يتكلم الكثري من االقتصاديني على حقيقة‬
‫العملة احمللية قدر ذلك الفارق املوجود بني النسبتني‪ ،‬وهذا‬ ‫وشكلية نظام الصرف اجلزائري املتبنى‪ .‬أمام هذه املعطيات‬
‫ثقيل جداً على السلطة النقدية من باب الواقع‪ ،‬وتكررت‬ ‫حناول أن جنعل انطالقتنا تكون بعرض مبدأ التعويم والذي‬
‫هذه املالحظات يف العديد من املواقع مثل ما حدث يف سنة‬ ‫ينص على أن العملة الوطنية تتحدد على أساس آليات‬
‫‪ 2000‬حبيث تطور رصيد ميزان املدفوعات بنسبة ‪%441.22‬‬ ‫السوق ( العرض والطلب على العملة )‪ ،‬كما يُعترب جانيب‬
‫مقارنة بسنة ‪ 1999‬إال أنه يف املقابل إخنفضت قيمة الدينار‬ ‫ميزان املدفوعات أحسن تعبري عن هذه اآللية‪ ،‬حبيث اجلانب‬
‫اجلزائري بنسبة ‪ ،%13.06‬وتكررت هذه املالحظة يف‬ ‫الدائن يعرب عن الطلب على العملة الوطنية واجلانب املدين‬
‫كل السنوات املوالية‪ .‬هذا دليل على أن السلطة النقدية ال‬ ‫يعرب عن عرض العملة الوطنية‪ ،‬وعليه إذا كان الرصيد‬
‫حترتم مبدأ التعويم املدار بل تتدعي أنها تتبنى هذا الشكل‬ ‫موجب معناه يوجد فيه زيادة الطلب مقارنة بالعرض على‬
‫من أشكال التعويم (وهو التعويم املدار ) بكل جوانبه إال أن‬ ‫العملة احمللية‪ ،‬هذا ما جيعل قيمة العملة الوطنية ترتفع‬
‫التطبيق خمالف متاماً لذلك‪ ،‬إال أنه يف احلقيقة مازال‬ ‫وحيدث العكس يف حالة العجز‪.‬‬
‫الدينار اجلزائري يعيش حتت كنف نظام الصرف الثابت‬ ‫وقصد إلقاء الضوء على وضعية وحقيقة هذه اآللية يف‬
‫واملتحكم يف وضعيته هو السلطة النقدية ما دام أن قيمة‬ ‫االقتصاد اجلزائري حناول عرض تطور وضعية ميزان‬
‫الدينار ال تتأثر جبوانب العرض والطلب عليه‪ ،‬وهذا ما أشار‬ ‫املدفوعات والدينار اجلزائري خالل الفرتة ‪.2004/1990‬‬
‫إليه ‪ Reinhardt et Rogoff‬الذي تكلم يف العديد من املرات‪،‬‬ ‫نالحظ من خالل اجلدول رقم ‪ 03‬أن الفرتة املمتدة ما‬
‫على وجود الكثري من الدول تنتهج شكل من أشكال التعويم‬ ‫بني سنة ‪ 1993-1990‬اليت سادها نظام الربط إىل سلة من‬
‫إال أنها يف احلقيقة تطبق خالف ذلك‪.‬‬ ‫العمالت باالضافة إىل االصالحات اليت قامت بها السلطة‬
‫النقدية حماولة ادخال اصالحات على سياسة سعر الصرف‬
‫خالصة‬ ‫الدينار اجلزائري قصد تقريبه من قيمته احلقيقية وهذا‬
‫إن اخلطوات واإلصالحات التدرجيية اليت مست نظام‬ ‫بفضل التخفيضات التدرجيية اليت كانت بداية تطبيقها‬
‫الصرف اجلزائري قصد التوجه به حنو إعطاء قدر كبري‬ ‫من سنة ‪ 1987‬كما رأينا سابقاً‪ ،‬وعلى هذا االساس نالحظ‬
‫من املرونة للدينار دليل على استجابة الدينار اجلزائري‬ ‫أن الدينار اجلزائري فقد من قيمته نسبة ‪ ،%160‬إال أن‬
‫لظاهرة التفريغ اليت تعيشها أنظمة الصرف الدولية‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا االخنفاض الذي مس سعر صرف الدينار اجلزائر مل‬
‫هذا األساس إستطاعت السلطة النقدية أن تقرب الدينار‬ ‫يشكل تأثري على وضعية العديد من املؤشرات االقتصادية‬
‫اجلزائري من قيمته احلقيقية وتقليص الفارق املوجود‬ ‫وعلى رأسهم ميزان املدفوعات الذي عرف تذبذب تبعاً‬
‫بني السعر الرمسي واملوازي بفضل التوجه السليم ملختلف‬ ‫لوضعية أسعار البرتول رغم أن ميزان املدفوعات ميثل‬
‫التعديالت واإلصالحات اليت استطاعت أن متنح الوقت‬ ‫طريف العرض والطلب على عملة البلد‪ ،‬ويف أكتوبر ‪1994‬‬
‫الالزم والسامح للمتغريات االقتصادية الكلية واجلزئية أن‬ ‫أعلنت السلطة النقدية اجلزائرية عن بداية تطبيق نظام‬
‫تتأقلم بشكل جيد مع هذا التوجه بأقل التكاليف‪ ،‬وتزامن هذا‬ ‫الصرف املرن يف إطار نظام جلسات التثبيت الذي استمر‬
‫التحرير التدرجيي مع اتفاق الشراكة األورو املتوسطية‬ ‫إىل غاية ديسمرب ‪ ،1995‬هذه الفرتة هي االخرى مل يشكل‬
‫والدخول املرتقب للجزائر يف املنظمة العاملية للتجارة‪،‬‬ ‫هذا االجراء أو السياسة املتبعة من طرف السلطة النقدية‬
‫هذا ما جيعل احلكومة اجلزائرية أمام مسؤولية االجتهاد‬ ‫اجلزائرية أي تأثري على خمتلف املؤشرات االقتصادية‬
‫أكثر لتعزيز قابلية حتويل الدينار اجلزائري والعمل على‬ ‫بسبب الوضع االمين السائد يف ذلك الوقت‪ ،‬ما دفع احلكومة‬
‫حتسني من نوعية وكفاءة خدمات املنظومة املصرفية‬ ‫عن جتميد العديد من املشاريع االقتصادية التنموية هذا‬
‫خاصة سرعة عمليات الصرف والتحويل‪ ،‬مع السهر على‬ ‫كان سبب رئيسي للوضعية السيئة اليت آلت إليها املؤشرات‬
‫تقليص ظاهرة جلوء العمالت األجنبية إىل السوق املوازي‪،‬‬ ‫االقتصادية الكلية واجلزئية‪ ،‬لكن ما يعترب اجيابي من وراء‬
‫واملطلوب الرئيسي من احلكومة اجلزائرية هو أن تعزز‬ ‫هذا اإلجراء هو زيادة تقريب الدينار اجلزائري إىل قيمته‬
‫وحتسن من وضعية االقتصاد احلقيقي مستغلة اإليرادات‬ ‫احلقيقية وتقليص الفجوة القائمة بني سعر الصرف‬
‫الكبرية اليت جتنيها من اقتصاد الريع واحتياطاتها اليت‬ ‫االمسي واحلقيقي‪ ،‬وبداية من تاريخ ‪ 1996/01/02‬الذي‬
‫جتاوزت ‪ 137‬مليار دوالر أمريكي وخاصة ما زاد أهمية فكرة‬ ‫تزامن مع تطبيق نظام التعويم املدار والذي ما زال إال يومنا‬
‫االهتمام باالقتصاد احلقيقي (اقتصاد خارج احملروقات) هي‬ ‫هذا مطبقاً يف اجلزائر‪ ،‬ومالحظ يف هذه الفرتة أن الدينار‬
‫االخنفاض احلاد ألسعار احملروقات الذي سجلته األسواق‬ ‫اجلزائري فقد من قيمته ‪ % 26‬ومن جهة أخرى نالحظ‬
‫العاملية يف غضون األزمة املالية الراهنة‪.‬‬ ‫أن رصيد ميزان املدفوعات سجل تطور إجيابي ملحوظ‬
‫‪79‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬
‫بربري حممد أمني‬
‫ملحق اجلداول واألشكال البيانيةملحق اجلداول واألشكال البيانية‬
‫اجلدول رقم ‪ :1‬نظم أسعار الصرف املختلفة ( التقسيم احلديث )‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التـــــــــرتيبــات الثـــــابتة ‪ - 1 :‬احتادات العملة ‪ -2 ،‬جمالس العملة ( الدولرة)‪ -3 ،‬أسعار الصرف الثابتة حبق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التـــــرتيبات الوســــــيطة ‪ -1 :‬الربط القابل للتعديل‪ -2 ،‬الربط املتحرك‪ 3- ،‬الربط بسلة عمالت‪ - 4 ،‬املناطق أو النطاقات املستهدفة‪.‬‬
‫‪ -1‬أسعار الصرف العائمة املوجهة‪ -2 ،‬أسعار الصرف العائمة احلرة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أسعار الصرف العائمة‪:‬‬
‫املصدر‪ :‬د‪.‬مايكل بوردو‪« ،‬املنظور التارخيي الختيار نظام سعر الصرف» ‪ ،‬مداخلة يف ندوة نظمت من قبل «معهد السياسات االقتصادية» ‪ -‬صندوق‬
‫النقد العربي‪ -‬بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي يف ‪ 17-16‬ديسمرب‪ ، 2002‬حتت عنوان “ نظم وسياسات سعر الصرف “‪ ،‬ص ص‪24-23:‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :2‬وصف عام لنظم سعر الصرف األجنيب‪.‬‬


‫املالحظات‬ ‫الوصف‬ ‫النظام‬
‫رغم إمكانية تطبيقه من الناحية النظرية إال أنه عملياً من النادر إستمراره‬
‫لفرتة طويلة حيث يرغب البنك املركزي يف العادة يف التدخل بدرجة‬ ‫حرية كاملة لقوى السوق‬ ‫التعويم احلر‬
‫حمدودة‬ ‫‪free float‬‬
‫يتدخل البنك املركزي ولكن شائع الوجود‪ ،‬املشكلة أن البنك املركزي ال يعرف ما إذا كانت حركة سعر‬ ‫التعويم املدار‬
‫الصرف هي تقلب قصري األجل أم عالمة على وجود اجتاه أساسي‬ ‫عادة للحد من التقلبات فقط‬ ‫‪managed float‬‬
‫يتدخل البنك املركزي يف موجود بصورة أكثر شيوعاً ولكن مستمر فقط يف حالة اتفاق السوق مع رؤية‬ ‫الربط مع الزحف‬
‫حتقيق تعديل خاضع للسيطرة البنك املركزي لتعديل مسار املعدل‪ ،‬وميكن أن تكون اإلصالحات وفقا لصيغة‬ ‫‪crawling peg‬‬
‫يف سعر الصرف وعادة ما يكون ما (مثال‪ :‬للتأثري على الربط بسلة من العمالت أو لتعكس إختالف معدالت‬
‫التضخم مع الدول املنافسة‪ ،‬وعادة ما يتم نشر صيغة أو قواعد التعديل األخرى‬ ‫ذلك بصورة مستمرة‬
‫ثابت مع هامش أو يسمح له بالتقلب يف حدود هذا مثل نظام النقد األوروبي الذي يعمل يف ظل هامش يرتاوح بني حدي ‪%10.5‬‬
‫منطقة مستهدفة اهلامش ولكن يتدخل البنك و ‪ %15‬فإذا ما اقرتب املعدل أو وصل للحد فان البنك املركزي يواجه اختيارات‬
‫‪ fixed with margin‬املركزي ملنع املعدل من تعدي أو حتديات كما هو احلال يف نظام الصرف الثابت‪.‬‬
‫‪ or target zone‬هذا اهلامش‬
‫ثابت‪ ( ،‬ويتدخل البنك املركزي نظام ‪ bretton woods‬حيث كان احلد األقصى هلامش التقلبات ‪% 1‬على‬ ‫ثابت ولكن قابل‬
‫إذا لزم ذلك ) لفرتات ممتدة‪ ،‬أي من جانيب النسبة املعلنة مقابل الدوالر‪ ،‬وقد شاع استخدام هذا النظام يف‬ ‫للتعديل‬
‫وهو وإن كان يف حدود هوامش الفرتة ‪.1972-1945‬‬ ‫‪fixed but‬‬
‫ضيقة إال أنه قابل للتعديل يف‬ ‫‪adjustable‬‬
‫حالة عدم التوازن أو يف حالة‬
‫وجود ضغوط ال ميكن حتملها‬
‫يقصد الثبات الدائم ‪ indefinite fixity‬ولكن ال ميكن ضمانه‪ ،‬قد يكون االصالح‬ ‫يعد نسخة أكثر صرامة‬ ‫ثابت من قبل البنك‬
‫وشدة من نظام ثابت ولكن قابل ضرورياً حتى وإن يتم صراحة االعرتاف بإمكانية قياسه‪ ،‬خالفاً لذلك حيظر‬ ‫املركزي‬
‫التدخل نادراً هذه األيام ولكن قد يظهر كمقدمة لالحتاد النقدي األوروبي‪.‬‬ ‫للتعديل‬ ‫‪fixed by central‬‬
‫بعض األمثلة التارخيية إلرجاء الثبات إذا ما كانت هناك تعبئة منخفضة أو‬ ‫‪fixed but adjustable‬‬ ‫‪bank‬‬
‫قيود على رأس املال (مثال‪ :‬اجلنيه الربيطاني واجلنيه االيرلندي حتى ‪)1979‬‬
‫ثابت مبجلس النقد النقود األساسية (= العملة ‪ +‬نظام آلي وصارم يضمن حتول النقود األساسية عند معدل ثابت ومن ثم‬
‫ميزانية البنوك لدى البنك باملراجعة أو املوازنة ‪ arbitrage‬يتضمن سعر قريب من معدل السوق‪ ،‬إال‬ ‫(معيار الذهب)‬
‫‪ fixed by currency‬املركزي ) والبد من تغطيتها أن الضغط على مكان آخر داخل االقتصاد ( مثال‪ :‬على البنوك‪ ،‬األنشطة أو‬
‫األسعار ) قد يزيد الضغوط السياسية لتغيري املعدل أو للتنازل عن نظام‬ ‫‪ board or a gold‬بالكامل بالعملة األجنبية‬
‫جملس النقد‬ ‫( الذهب ) عند معدل ثابت‬ ‫‪standard‬‬
‫التنازل عن العملة املستقلة وهنا يظهر تساؤل حول ما إذا كانت الدولة تابعة بالكامل لدولة أخرى يف‬ ‫عملة موحدة‬
‫حتديد السياسة النقدية ونيل الرسوم أو يسمح هلا حبصة‬ ‫‪ unified currency‬وإتباع عملة أخرى‬

‫املصدر‪ :‬حممود حمي الدين وأمحد كجوك‪« ،‬سياسات سعر الصرف يف مصر» ‪ ،‬مداخلة يف ندوة قام بتنظيمها «معهد السياسات االقتصادية» ‪-‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ -‬بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي يف ‪ 16-17‬ديسمرب‪ ، 2002‬حتت عنوان «نظم وسياسات سعر الصرف» ‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬ ‫‪80‬‬
‫مربرات ودوافع التوجه احلديث ألنظمة الصرف الدولية ‪ -‬دراسة حالة سعر صرف الدينار اجلزائري ‪-‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :3‬تطور رصيد ميزان املدفوعات وسعر صرف الدينار اجلزائري (‪)2008 - 1990‬‬

‫‪1999‬‬ ‫‪ 1998‬‬ ‫‪ 1997‬‬ ‫‪ 1996‬‬ ‫‪ 1995‬‬ ‫‪ 1994‬‬ ‫‪ 1993‬‬ ‫‪ 1992‬‬ ‫‪ 1991‬‬ ‫‪ 1990‬‬
‫‪-2,38‬‬ ‫‪ -1,74‬‬ ‫‪ 1,16‬‬ ‫‪ -2,09‬‬ ‫‪ -6,32‬‬ ‫‪ -4,38‬‬ ‫‪ -0,01‬‬ ‫‪ 0,23‬‬ ‫‪ 0,53 -0,21‬‬ ‫رصيد امليزان الكلي‬

‫‪66,6‬‬ ‫‪ 58,8‬‬ ‫‪ 57,7‬‬ ‫‪ 54,7‬‬ ‫‪ 47,6‬‬ ‫‪ 35,1‬‬ ‫‪ 23,4‬‬ ‫‪ 21,8‬‬ ‫‪ 18,5‬‬ ‫‪ 9,0‬‬ ‫سعر صرف الدينار مقابل ‪ 1‬دوالر‬

‫ف‪2008 /1‬‬ ‫‪ 2007‬‬ ‫‪ 2006‬‬ ‫‪ 2005‬‬ ‫‪ 2004‬‬ ‫‪ 2003‬‬ ‫‪ 2002‬‬ ‫‪ 2001‬‬ ‫‪ 2000‬‬

‫‪19,69 29,55‬‬ ‫‪ 17,73‬‬ ‫‪ 16,94‬‬ ‫‪ 9,25‬‬ ‫‪ 7,47‬‬ ‫‪ 3,66‬‬ ‫‪ 6,19‬‬ ‫‪ 7,57‬‬ ‫رصيد امليزان الكلي‬

‫‪61,8851 69,30‬‬ ‫‪ 72,64‬‬ ‫‪ 73,36‬‬ ‫‪ 72,06‬‬ ‫‪ 77,4‬‬ ‫‪ 79,7‬‬ ‫‪ 77,3‬‬ ‫‪ 75,3‬‬ ‫سعر صرف الدينار مقابل ‪ 1‬دوالر‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دوالر‬
‫املصدر‪ :‬بنك اجلزائر‪.‬‬

‫اإلحاالت واملراجع‬
‫‪A. Hiouani, « le marché interbancaire des changes‬‬ ‫‪ -1‬د‪.‬مايكل بوردو‪ « ،‬املنظور التارخيي الختيار نظام سعر الصرف»‪،‬‬
‫‪en algerie «, média-bank, n°24 juin-juillet 1996. p:5.‬‬ ‫مداخلة يف ندوة نظمت من قبل «معهد السياسات االقتصادية» ‪-‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ -‬بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي يف ‪16-17‬‬
‫‪La banque d'algerie, « La convertibilité du dinar «,‬‬ ‫ديسمرب ‪ ،2002‬حتت عنوان « نظم وسياسات سعر الصرف» ‪.‬مرجع‬
‫‪média bank, août/ septembre 1996, n°53, p: 16.‬‬ ‫سبق ذكره ص‪23:‬‬
‫‪ -2‬ستانلي فيشر‪« ،‬أنظمة سعر الصرف»‪ ،‬جملة التمويل والتنمية‪،‬‬
‫بربري حممد أمني‪ « ،‬سياسة التحرير التدرجيي للدينار‬
‫يونيه ‪ .2001‬ص‪.18 :‬‬
‫وإنعكاساتها على تطور وضعية عناصر ميزان املدفوعات اجلزائري‬
‫خالل الفرتة ‪ ،« 1990-2003‬مذكرة ماجستري علوم اقتصادية‬ ‫‪ 3‬د‪.‬ناصر السعيدي‪ « ،‬خيارات نظم سعر الصرف من املنظور‬
‫جامعة الشلف‪ ،‬سنة ‪ .2006‬ص ص‪.120-122 :‬‬ ‫التارخيي ودروس للبلدان العربية»‪ ،‬ندوة نظمها صندوق النقد العربي‬
‫بعنوان « نظم وسياسات الصرف»‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.64:‬‬
‫‪Peter j.quirk, « quel régime de change pour ancrer‬‬
‫‪l'inflation «, revue du finances et développement,‬‬ ‫‪“Revue of finance and development, march 2003.‬‬
‫‪mars 1996. pp: 42-44.‬‬ ‫‪p :33.‬‬
‫‪7 Résumé de colloque, « les taux de change‬‬
‫دين دي روزا وجوشوا غرين‪ « ،‬اخنفاض املتزامن ألسعار العملة‪،‬‬ ‫‪flottants: une nouvelle analyse “, a la banque du‬‬
‫هل يضر بالصادرات من إفريقيا جنوب الصحراء؟ «‪ ،‬جملة التمويل‬ ‫‪canada en novembre 2000. www.banqueducanada.‬‬
‫والتنمية‪ ،‬مارس ‪ .1991‬ص‪.34 :‬‬ ‫‪ca/fr/conference/cn2000-nov-f.htm,12/01/2005.‬‬
‫‪ 8‬هرنان كورتي‪،‬ودوغالس وبيرت‪.‬ج‪ 13.‬دين دي روزا وجوشوا‬
‫غرين‪ « ،‬اخنفاض املتزامن ألسعار العملة‪ ،‬هل يضر بالصادرات من‬
‫إفريقيا جنوب الصحراء؟»‪ ،‬جملة التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪.1991‬‬
‫ص‪.34 :‬‬

‫‪81‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ 2010 - 4 .‬ص ‪81 -71‬‬

You might also like