You are on page 1of 3

‫نحو بناء وحدة‬

‫وقفة صدق ‪ ..‬نقطة تحول ‪..‬بداية جديدة لتاريخ عميق ‪ ..‬رؤية نحتاج اليها في زمن غابر ‪ ..‬يجب في البدء أن نعلم أن ورقتنا هذه‬
‫ليس هدفها توحيد المنظومة فحسب ‪ ،‬وأن توحيد المنظومة هو وسيلة لتحقيق غايتنا في خلق استقرار سياسي لبالدنا ‪ ..‬يبدأ باسقاط‬
‫الطغمة وتامين النظام الجديد ووضع لبناته على الطريق الصحيح ‪.‬‬
‫هذه الورقة هي خطوة اولى في طريقنا الستالم السلطة نحن وليس غيرنا " من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر‬
‫" أهي االحزاب الطائفية ام العقائدية ام الجهوية ‪ ..‬ام نحن ؟ طال انتظار شعبنا لنا ونحن غارقون في خالفاتنا الداخلية وانقساماتنا‬
‫غير المبررة ‪.‬‬
‫لقد عانت البالد كثيرا من عدم االستقرار السياسي ‪ ..‬الذي لم يعد مجرد ظاهرة بل نفق استعصى الخروج منه رغم ايماننا بأنه ليس‬
‫هناك مستحيل وأن كل مستحيل ممكن ‪ ..‬وهذه المعاناة التي وصلت بشعبنا نهاية المطاف الن يكون على راسه هذا النظام الغشم ‪..‬‬
‫والذي نرغب في فنائه كبداية لالنطالقة الجديدة ولكن هذا النظام يتشبث بعوامل بقاء زائفة واهم عامل يجعل هذا النظام باقياً هو‬
‫تفرقنا في شتات ون اتفاق على برنامج موحد ‪،‬وعامل فناء هذا النظام يكمن في وحدتنا واستعدادنا لالنقضاض عليه وجاهزية‬
‫برامجنا التي ستقود بالدما لالمام ‪.‬‬
‫اننا النريد ثورة تغيير هذا النظام فحسب بل ثورة مفاهيمية تضع شعارات توثر على التنشئة السياسية لالجيال القادمة ‪ ..‬شعارات‬
‫تدعو للديمقراطية واالنتقال السلمي للسلطة وقيم الحرية والعدالة والمساواة ورفاهية المجتمع وان نعتمد على جذورنا الثورية في‬
‫المستقبل من أجل تامين التغيير السلمي ‪.‬‬
‫وهذا اليمكن الوصول اليه اال بالعمل بكثافة في مجال نشر الوعي حتى نسهم في تفكيك مصادر المساندة التاريخيية لالحزاب‬
‫الطائفية والعقائدية ‪ .‬والعمل على صنع رموز قيادية جديدة في المسرح السياسي لكي يتفاعل معها الجماهير وخاصة القوى‬
‫الصامتة اليائسة من الرموز التقليدية ‪.‬‬
‫والبد أن نستدرك اننا سنواجهة بمشكلة أخرى أدحلتنا فيها كل النظم السابقة بغبائها ومحاوالتها لفرض اتساق ثقافي احادي في‬
‫دولة متعددة الثقافات مما ادى بالثقافات المقهورة أن تثور ضد االنظمة حميعها وتورثها ارتبطت بمفاخيم واراء تعمل في تكريس‬
‫مفاهيم االنفصال ومابدر عنه وماسينتج عنه في المستقبل القريب اذا وقفنا مكتوفي االيدي ‪ .‬كل دورنا أن نشاهد ما يدور من حولنا‬
‫من أحداث ‪.‬‬
‫فعلينا أن نفكر جليا في الكيفية التي تمكننا من النجاح في فك طالسم التناقض الكبير الذي يحمله مفهوم القومية وأن نستفيد من‬
‫الجزء االيجابي في التناقض والذي يتمثل في نجاحها في ربط ابناء القومية ببعضهم البعض ووجود خصوصية لهم وأن نتالفى‬
‫ماهو سلبي في الوجه المعاكس المتمثل في تكثيف شعور أهل القومية باالنفصال عن اولئك الموجودين في القوميات االخرى‬
‫والذين حتما ً يكون من ضمنهم أحدى القوميات المسيطرة والمستعلية على االخرين ‪ ..‬وهنا يلتقي مفهوم القومية مع الثقافة التي‬
‫تحملها القومية ‪،‬‬
‫فنجاحنا في بناء حزب جماهيري سيفك طالسم التناقض الذي تحمله القومية في بلد متعدد القوميات ‪ ..‬وبقودنا الى الطريق‬
‫الصحيح لتشكيل الوحدة الحقيقية والوقوف في وجه التوجهات االنفصالية ‪.‬‬
‫ورغم ذلك فأن واقعنا يحتم علينا التعامل بموضوعية واعترافنا بان هنالك مجموعات من أبناء البالد اتجهت للعمل العسكري من‬
‫أجل نفس غايتنا أو على االقل نتفق معها على حد أدنى ‪ .‬فوجودنا بقوة على مسرح التغيير يضع مرحلة مابعد التغيير في بر‬
‫اآلمان ‪ ..‬اذا كون المجموعات العسكرية قد تجبرها بعض الظروف للقبول ببعض االمالءات الخارجية نتيجة حوجتها للدعم‬
‫المادي واللوجستي ‪ ..‬فوجودنا بكثافة على مسرح االحداث يجعلنا نحفظ التوازن الموضوعي لفترة مابعد الثورة حتى النضع البالد‬
‫في وضع التبعية ا لخارجية ‪.‬ز وعلينا أن نخرج البالد من استخدام فرض الوحدة بقوة السالح الطريقة التي تحمل بداخلها عوامل‬
‫فناء البالد‬
‫فالبد من حل أزمة الصراع الثقافي الذي يشهده السودان منذ عهود طويلة ‪ .‬وعلينا أن نكون على ثقة بأن الوحدة الطوعية هي‬
‫المخرج الحقيقي الزمة البالد ‪ ،‬وال بد من االخذ في االعتبار أثر التداخالت السكانية بين المناطق المختلفة في السودان ودوره‬
‫االيجابي في دعم الوحدة أكثر من دعمه لالنفصال ‪.‬‬
‫وهنا يجب أن نقف وهلة لنفكر جليا ً في التنظيمات العسكرية المسلحة في السودان ونتعامل معها بواقعية وتجرد ‪.‬‬
‫يجب علينا أن نتذكر قول الفيلسوف الفرنسي جوستاف لوبون " أن الورة اليمكن القيام بها دون مساعدة من الجيش أو باالقل دون‬
‫حياده أزائها " الن الجيش يمثل مصدر قوة الحكومة وسندها وفي حالتنا هذه نقصد بالجيش كل المؤسسات العسكرية واالمنية‬
‫والشرطية وبما أنها تم تفريغها من الكوادر الوطنية فأن صناعة الثورة تحتاج الن نمتلك القوة والقدرة التي تمكننا أن نواجهة‬
‫النظام بكل سنده من هذه القوة العسكرية ‪ .‬وتصبح محاوالت اضعاف الته العسكرية وتفكيكها ضروري لصناعة الثورة القادمة‬
‫وهو أمر يجد من الصعوبة مايجد ‪ .‬وال ينبغي أن نثق في أن جزءاً من كوادرهم ستنشق عنهم ‪ ،‬الن المنشقين في وجهة نظرنا‬
‫اليختلفون كثيرا عنهم فهم ابناء مدرستهم الفكرية الذين لم ولن يتفقوا معنا ولن يعملوا لمصلحة هذا الوطن ‪.‬‬
‫ومعادلة صناعة الثورة في هذا الوضع معادلة صعبة يجب أخذ عواملها في االعتبار ‪ ..‬ويصبح المخرج من كل ذلك بناء حزبا‬
‫جماهيري ا قويا واعيا مدركا للمعركة القادمة يستطيع أن يخرج بالبالد لبر االمان ‪ ،‬حزب يعمل من أجل دولة تضع أولوياتها تحقيق‬
‫الرفاهية واالمن واالستقرار لمواطنيها ‪.‬‬
‫فلو تسألنا كيف يمكن لنا أن نبني حزبا قويا ؟ فحتى نضمن وجود حزب قوي علينا أن ننظر الى الكيفية التي يلتحق بها االعضاء‬
‫في الحزب فيجب أن نأخذ في االعتبار ‪:‬‬
‫‪ / 1‬أن االنتماء يجب أن يكون فرديا وليس جماعيا ( عائليا كان ام عقائديا ) حتى يكون هناك ثمة التزاما شخصيا سياسيا بين الفرد‬
‫والحزب التزاما سعى أو مال اليه وليس التزاما فرض عليه الن االنتماء الجماعي اما أن ياتي بافراد غير فاعلين في العمل‬
‫السياسي واما أن ياتي بافراد بعد دخولهم الحزب يكتشفون الفجوة واالختالف بين مرتكزات ورؤى الحزب وافكارهم الشخصية‬
‫مما يدعوهم للتململ ومحاوالت االنشقاق ‪.‬‬
‫‪ / 2‬عدم ممارسة الضغوط المالية واالقتصادية على االفراد من آجل انتمائهم للحزب الن هذا يقود الفرد الى التذبذب في االنتماء‬
‫واالنتقال من حزب الخر ‪.‬‬
‫‪/3‬ايجاد قيادة قدوة التقع في محظورات تهز ثقة القواعد الجماهيرية فيهم مما يصيب الحزب بالحراك العكسي واالتجاه لبعض‬
‫القواعد الجماهيرية للخروج من الحزب ‪.‬‬
‫وعلينا االخذ في االعتبار أن كينونة تركيبة االحزاب الكبرى في ظل واقع متعدد الثقافات التنشأ اال بتحالف ووحدة استراتيجية‬
‫لتنظيمات واحزاب صغرى لتتكاتف سويا وتتحد في حزب رئيسي كبير ‪ " .‬انظروا كل التجارب العالمية المشابهة " وأن هذه‬
‫الوحدة هي المخرج الحقيقي الذي يجب أن نعمل من اجله ‪ ،‬فعلينا أن نتمعن فيها ‪ ،‬فضرورة تحديد المرتكزات التي تقوم عليها‬
‫الوحدة بين المجموعات يجب اال تكون وحدة اي مجموعة مع االخرى مجرد عملية براجماتية تتبعها المجموعة من أجل اقلمة‬
‫نفسها مع البيئة الجديدة ‪ ،‬بل يجب النظر اليها من خالل انها خليط من االهداف والمصالح التي تسعى المجموعة الى تحققها وان‬
‫هذه االهداف والمصالح ليست أهداف ومصالح ذاتية وانما هي مصالح عليا لكل ابناء الشعب السوداني ‪،‬‬
‫فهذا المنطلق يسهم في حراك التفاعل النشط للوحدة دون اي تكتالت داخل الوحدة بعد اجراء عملية الوحدة الشكلية االجرائية ‪.‬‬
‫وعلينا أن نأخذ في االعتبار دور الع وامل التاريخية والفكرية واسهامها في جعل الودة ممكنة ومن اهم هذه العوامل ان المجموعات‬
‫المختلفة انطلقت من كيان واحد هو م‪ .‬ط‪ .‬م‪ .‬ذلك الكيان الذي اشاد به االعداء قبل االصدقاء ولكن دمره الخالفات الشخصية الذاتية‬
‫قبل ان تدمره الخالفات الفكرية ‪ ،‬فالخالفات الفكرية من وجهة نظرنا مقدور على تداركها وفق النهج الديمقراطي الذي يكفل من‬
‫خالل الحوار واحترام الراي والراي االخر وتبادل وجهات النظر الى احتوائه والوصول فيه الى ملتقى طرق وحد اعلى من‬
‫االتفاق يتفق عليه الجميع ‪ ،‬اما الخالفات الشخصية فتظل هي بمثابة عامل مدمر للوحدة اال اذا احتكمنا للمؤسسية والنهج‬
‫الديمقراطي ‪.‬‬
‫وال شك أن الوحدة تسهم في زيادة الموارد المالية وبالتالي تتحقق المقدرة على االنجاز وال بد من االهتمام بتطوير القوى‬
‫االقتصادية للتنظيم لكي يلعب دورا بارزا على مستوى االقتصاد وبالتالي يسهم هذا الدور في صناعة القرار السياسي للدولة‬
‫والتاثير عليه ‪.‬‬
‫ً‬
‫وعلينا أن نفهم جيدا أن وضع التنظيم في الخارطة السياسية يحدده في المقام االول قوته ومقدرته في اتخاذ القرارات الصحيحة ‪،‬‬
‫وهذا له اثر كبير في ممارسة الضغط لتحقيق هدف منشود ‪ .‬وان التنظيم الصغير يجمع دائما مظهرا سلوكيا سياسيا متناقضا مابين‬
‫محاوالت االبتعاد عن التورط في صراعات التنظيمات الكبرى والطموح الى أن يعترف به ندا سياسيا للتنظيمات الكبرى ‪ ،‬وهذا‬
‫التناقض يجعل مواقفنا فيها نوع من الضبابية وعدم االفصاح باي تصريح في مختلف المواضيع التي تهم المواطن مما يسهم بشكل‬
‫كبير في زيادة ال فجوة والتباعد بين التنظيم وشرائح المجتمع المختلفة ‪ ،‬فعلينا أن نبني تنظيما كبيرا ومؤثرا في الساحة السياسية وال‬
‫يتم ذلك اال بالوحدة المنشودة ‪.‬‬
‫أن هدف ومصالح الوحدة يجب أن نشير فيها دائما الى قضية صامتة ‪ ،‬من الذي يحدد االهداف والمصالح للوحدة ؟ وماهي القضية‬
‫االساسية ؟ وهل هناك ثبات في وحدتنا ؟ ولماذا الوحدة ؟‬
‫لذلك نتسأل ماذا نريد ؟ سؤال يطرح نفسه دائما ً ‪ ،‬وما يجعل مآخذنا على تنظيم المؤتمر السوداني ان كل تحالفاته باستثناء التحالف‬
‫المكون له في العام ‪ 1986‬م هي تحالفات تكتيكية محضة وال يوجد طوال تاريخه اي نوع من التحالف االستراتيجي مع القوى التي‬
‫تشابهه الى حد بعيد ‪.‬‬
‫فلو تسألنا أفتراضيا لو سلمت السلطة ( اقصد الشق الحومي المكون للسلطة ) اآلن للمؤتمر السوداني فهل هو جاهز ببرامجه‬
‫وخططه التي سينفذها للخروج بالبالد من أزمتها الحالية ؟ ‪ ..‬لو كابرنا وتحدثنا بال عقالنية سنقول نعم ‪ ،‬ولكن لو تمعنا في حجم‬
‫المسئولية انذاك سنقف كثي را لنرى اين نحن االن من اجتهاداتنا على المستوى الفكري والنظري واجتهاداتنا العملية من تدريب‬
‫كوادر قادرة على ادارة كفة الحكم في بلد متعدد في تركيبته الثقافية ومعقد في تركيبته السياسية ‪ .‬وأن نجاح برنامجنا يسهم في‬
‫تغيير مفاهيم سالبة علقت بالذهن ‪ .‬فقليلوا المعر فة يتسالون دوما عن ان الشعب لماذا وقف مكتوف االيدي في صبيحة ‪ 30‬يونيو‬
‫‪ 1989‬م ولم تنجح التنظيمات في صناعة العصيان المدني المتفق عليه مسبقا فاالجابة باستبساط هي فشل الحكومة الديمقراطية‬
‫الثالثة في أن تفي بطموحات الشعب الفشل الذي تسبب فيه صانعوا ‪ 6‬أبريل ‪ 1985‬م بعدم طرحهم لبرامج تفي بتطلعات الشعب‬
‫انذاك فسرق ماسرق من مجد عظيم ‪.‬‬
‫فيجب علينا هنا ان نميز بين من هو محدد للوحدة المنشودة ومن هو منفذ الوحدة المنشودة فقد يكون محدد الوحدة نحن الموجودون‬
‫هنا او اخرون ولكن يقع عب تنفيذ الوحدة على الهياكل التنفيذية والقيادية المكلفة بالعمل االن واخرون ‪ .‬وكل اسهامنا نحن اننا‬
‫نحدد لهم االطر ونساهم في دعمهم نحو التحرك لوحدة مبنية على اسس استراتيجية سليمة تخدم المصلحة العليا لشعبنا ‪ .‬وال يقف‬
‫دورنا في ذلك فحسب فنحن من جيل يستطيع أن يلعب دورا جوهريا اذا فهمنا الديناميكية النفسية لنا ولالخرين وكلنا من بيئة ثقافية‬
‫تؤثر فيها الشخصية المتقلدة للسلطة ‪ -‬اينما كانت ‪ -‬في لعب دور جوهري في االنحراف بالخط العام وفق االهواء الشخصية ‪.‬‬
‫فعلينا االنتباه لذلك جيدا وان النترك للنخبة وحدها الدور الكبير في صنع القرار التاريخي الن اسلوب تفكيرها قد يكون نتيجة‬
‫النعكاسات ما عاشته من صراعات في مراحلها المختلفة فقد يضعف او يقوى نضجها بالقضية نتيجة لما عاشته من صراعات‬
‫ي فترات سابقة‬
‫ثم ينطرح دوما تساؤل عن الكيفية التي يمكن من خاللها يمكننا أن نحافظ بها على هذه الوحدة بعد تحقيقها دون وجود انشقاقات ؟‬
‫والجواب حتما ‪ .‬أن ذلك يكمن في مزايا الديمقراطية الداخلية والهيكلة المرنة فالديمقراطية الداخلية تتيح للجميع من التعبير عن‬
‫ارائهم وحقهم في المشاركة وفق االلية الديمقراطية ووصولهم الى قناعات براي االغلبية ‪ .‬والهيكلة المرنة تتيح نقل االاء بصورة‬
‫سريعة تتسم مع عصرنا هذا وتوصل االراء االكثر نضجا الى مرحلة اتخاذ القرار المستشف من القواعد ويعبر عنه في القيادة‬
‫االقرب الى مايبتغيه الجميع او االغلبية‬
‫والبد من االهتمام بدور التنشئة السياسية ومدارس الكادر في تاهيل الجميع حتى نحارب نشوة السلطة التي تلعب بالروؤس كما‬
‫تلعب بها الخمر فعلي نا ان نضع سكرتارية استشارية متخصصة لقيادة التنظيم تتابع دراسة القرارات قبل اتخاذها حتى نصل الى‬
‫مرحلة التحول التدريجي من العمل بصورة منهجية عقالنية تمكننا من قيادة البالد في المستقبل القريب باذن هللا ‪.‬‬
‫اما عن كيفية تطبيق الوحدة فلو اتفق الجميع على ان تكون الوحدة بالدخول في المؤتمر السوداني ليس هنالك مانع ولو راى الجميع‬
‫ان الوحدة تكون وحدة كيانات ليس هناك مانع ‪ ،‬فاذا نظرنا لكالهما يختلف في الشكليات والمسائل االجرائية التي ستترتب عليها‬
‫الوحدة ولكن كالهما يصل بنا الى نفس الغاية وهي وحدة القواعد الجماهيرية ‪ ،‬ويصبح مربط الفرس المهم الي من الوحدتين ‪..‬‬
‫ماهو البرنامج المتفق عليه ؟ فهذا البرنامج يجب ان يحقق لنا اهدافنا حيث ان اي مجموعة ترغب في الوصول لسدة الحكم تهدف‬
‫بسياستها التي تتبعها الى تحقيق احدى امرين اما االقناع واما االخضاع ‪ .‬ومن ثم فأن وسائل تحقيق هذه السياسة تتشكل طبقا‬
‫للهدف الذي تسعى المجموعة الى تحقيقه فان كانت تبقي االقناع فوسيلتها الى ذلك المفاوضات مع الحزب الحاكم القناعه بضرورة‬
‫مشاركتنا اياه للسلطة او استخدام الدعاية القناع الشعب بضرورة وجودنا على راس السلطة ( وهذا يتطلب جو ديمقراطي‬
‫وانتخابات نزيهة )‬
‫و ان كانت المجموعة تبقى االخضاع فطريقها الى ذلك هو القوة ‪ ،‬والقوة تبدأ من المظاهرات والعصيان المدني حتى اقصى‬
‫صورها وهو الحرب ‪.‬‬
‫وعلينا ان نحدد ماهو مقدار القوة المناسبة لحالة السودان حيث تسهم في خلع النظام الحاكم والحفاظ على ماتبقى من السودان‬
‫موحدا ‪.‬‬
‫ومن خال ل التجارب تبين انه في مثل هذا الوضع التفي وسيلة االقناع كثيرا بتحقيق الهدف المنشود مما اسهم في ان يتبنى‬
‫الكثيرون وسيلة االخضاع ‪ .‬ولكن ما يؤخر ثورتنا حقيقة هو تذبذب القيادات التاريخية بين الوسيلتين االقناع واالخضاع ‪،‬‬
‫والمصيبة الكبرى ان النظام الحاكم يتالعب بهم فيجعلهم يستخدمون وسيلة االقناع في وقت تتاح فيه العوامل لصناعة الثورة‬
‫بوسيلة االخضاع والعكس مما جعل سعيهم يذهب جفاء ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫خالصة يجب علينا من اجل انقاذ ماتبقى من بالدنا العزيزة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة الموحدة االسراع بالوحدة ثم‬
‫البدء في عملية صناعة الثورة بوسائل نتفق عليها جميعا مدركين اهمية الحفاظ على البالد والشعب‬

You might also like