Professional Documents
Culture Documents
655-رعاية الضعفاء في الدولة الفاطمية -986-1-10-20190510 PDF
655-رعاية الضعفاء في الدولة الفاطمية -986-1-10-20190510 PDF
م.د.ىحودرىمزهرىصسكر/ىقسمىالتاروخ/ىكلوةىالتربوة/ىجامعةىواسط ى
ادلـقذمـت :
ّللا ُ أَن ٌ َُخ ِّف َ
قال تعالىُِ ٌ{ :رٌ ُد ّ
(ٔ)
اهتم اإلسبلم اهتماما ً كبٌراً بكل فئات المجتمع وحرص ضعٌِفاً} ؼ َعن ُك ْم َو ُخلِقَ ِ
اإلن َسانُ َ
المسلمون على الرعاٌة الكاملة للضعفاء ،وعلٌه جاءت اآلٌات الكرٌمة فً كتاب ّللا تعالى لتؤكد للجمٌع على إن ّللا تعالى ٌحث
على نصر الضعٌؼ وإعانته قدر االستطاعة ،والمتأمل فً آٌات ّللا تعالى ٌجد نفسه أمام آٌات كثٌرة توصً بهذا المعنى قال تعالى
ٌِن مِن صحُواْ ِ ّ ِ
لِل َو َرسُولِ ِه َما َعلَى ْالمُحْ سِ ن َ ون َح َر ٌج إِ َذا َن َ
ون َما ٌُن ِفقُ َ ْس َعلَى الض َُّع َفاء َوالَ َعلَى ْال َمرْ َ
ضى َوالَ َعلَى الَّذ َ
ٌِن الَ ٌَ ِج ُد َ { :لٌَّ َ
ٌل َو ّ
ّللا ُ َغفُو ٌر رَّ حٌِ ٌم }(ٕ) . َس ِب ٍ
ولقد اهتمت شرٌعة اإلسبلم بحال الضعفاء وعظمت قٌمتهم وطاقاتهم ،كما عظمت ثواب الذي ٌعٌن ضعٌفا ً من هؤالء
وال ٌنتظر ثوابا ً من البشر بقدر ما تكون نٌته وغاٌته رضا ّللا تعالى ومعاملته بالمثل فً اآلخرة ال سٌما وهً دار الضعؼ ،وال
ٌقوى فٌها إال من قواه ّللا تعالى وثبته وأٌده ووفقه لجنته ورضوانه ففً الحدٌث الشرٌؼ(( :المسلم أخو المسلم ال ٌظلمه وال
ٌسلمه ،ومن كان فً حاجة أخٌه كان ّللا فً حاجته ،ومن فرج عن مسلم كربه فرج ّللا عنه كربه من كربات ٌوم القٌامة ،ومن
ستر مسلما ً ستره ّللا ٌوم القٌامة))(ٖ) .ومما ٌبٌن عظمة الضعفاء فً اإلسبلم أن الخٌر والبركة ال تحل إال بسبب مراعاتهم والقٌام
(ٗ)
فمن أرضاهم وعمل على خدمتهم ورفع بقضاء حوائجهم ففً الحدٌث الشرٌؼ(( :هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم))
الحرج والظلم عنهم رزقه ّللا وأعانه ونصره وأٌده فً الدنٌا قبل اآلخرة.
وانطبلقا ً من هذه المب ادئ اإلسبلمٌة اتجهت الدولة الفاطمٌة إلى االهتمام بالضعفاء ورعاٌتهم والمساهمة فً رفع الضر
عنهم والتخفٌؼ من معاناتهم ،واتبعت العدٌد من الوسائل فً تحقٌق أهدافها ،لذلك كانت السباقة فً هذا المجال ،فأعدت هذه
الدراسة لتوضٌح الطرق والوسائل فً رعاٌة الفاطمٌٌن للفئات المحرومة خاصة وان تلك العصور لم تعرؼ وسائل منظمة
لتحقٌق هذه الػاٌة .
متهيذ :
كانت سٌاسة الفاطمٌٌن الداخلٌة تقوم على إغراق رعاٌاهم بجودهم بهدؼ كسب قلوبهم واالحتفاظ بوالئهم ،فالخلٌفة
المعز لدٌن ّللا (ٖٖٔٗٙ٘-ه97٘-9ٕ٘/م) كان ٌسوؤه أن ٌرى أحد رعاٌاه فً فاقة(( :وّللا لقد ساءنً من رأٌته ٌمر بً من أهل
وكان (٘)
الفقر والمسكنة ،وان كانوا قلٌبلً فً كثٌر ألنهم رعٌتنا وممن نحب إن ٌكونوا أغنٌاء تظهر علٌهم نعمة ّللا علٌهم بنا))
ٌحث عماله إن ٌأخذوا من أموال األغنٌاء ما ٌسد حاجة الفقراء وٌحسنوا إلى الرعٌة وٌأمرهم بتوخً العدل واإلنصاؼ وحسن
()ٙ
فقال المعز(( :وقد حضر عامة أولٌائنا ومن قد نستعمله على رعاٌانا ونتوخى فٌه من السٌرة فً الرعٌة والرفق واإلحسان
الخٌر ما نظن به أن ٌمثل أمرنا ،فٌوفً بحسن سٌرته فٌهم أموال أغنٌائهم ٌنعش بذلك فقراؤهم كما ٌجب أن ٌجري ذلك فٌهم
وٌمتثل الحق فً صػٌرهم وكبٌرهم وٌعمل بأمرنا فٌهم فرحم ّللا من فعل ذلك وامتثل وال ٌرحم من تعداه أو تجاوزه وال غفر له
()7
واستدعى المعز لدٌن ّللا رجال دولته فً ٌوم شات بارد وقال(( :ال تظهروا التكبر والتجبر فٌنزع ّللا وحرمه شفاعتنا عنده))
النعمة عنكم وٌنقلها إلى غٌركم وتحننوا على من وراءكم ممن ال ٌصل إلً كتحننً علٌكم لٌصل فً الناس الجمٌل وٌكثر الخٌر
وٌنتشر العدل)) (. )8
أمااا الخلٌفااة العزٌااز بااالِل (ٖ٘8ٙ-ٖٙه99ٙ-97٘/م) فٌصاارب بقولااه(( :أحااب أن أرى الاانعم عنااد الناااس ظاااهرة ،وأرى
علٌهم الذهب والفضة والجوهر ولهم الخٌل واللباس والضٌاع والعقار ،وأن ٌكون ذلاك كلاه مان عنادي)) ( .)9وعنادما عارع علاى
-505-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
(ٓٔ)
وابتدئ فٌها بمصروؼ مؤونته ومطابخه وموائاده فخدماه لعان الخلٌفة العزٌز بالِل مٌزانٌة الدولة وتعرؼ عندهم ب (االستٌمار)
من عمله وقال (( :أشبع أنا وتجوع الناس ،أطلقوا أرزاق الناس على األدوار ،فقد كدت أن أعطل المائدة)) (ٔٔ) .
وعرؼ عن الخلٌفة الحاكم بأمر ّللا (ٗٔٔ-ٖ8ٙهٕٔٓٓ-99ٙ/م) العطؼ على الفقراء والتسامح مع عامة النااس وكثٌاراً
ما حاول رفع المعاناة عنهم بتعقب المفسدٌن(ٕٔ) والمػالٌن من التجار(ٖٔ) وإجازال العطااء فكاان (( :جاواداً كرٌماا ً ،مخوفاا ً مهٌباا ً ،
دانٌا ً من الناس ٌسمع الشكاٌا وٌنصؼ فً القضاٌا ،ال تأخذه بالِل لومة الئم))(ٗٔ) .
وشهد له التارٌخ أٌضا ً بأنه خفع الضرائب من رعاٌاه وسهر على راحتهم ومنع الظلم عنهم وكان ٌردد فً كل مناسبة:
ووجااه الخلٌفااة الظاااهر إلعاازاز دٌاان ّللا (ٕٔٔٗٗ7-هٖٔٓ٘-ٕٔٓٓ/م) وزٌااره الجرجرائااً( )ٔٙوأوصاااه برعاٌااا الدولااة
وضرورة إختٌار الاوالة الصاالحٌن لهام وصارؼ المساًء مانهم وانصااؼ المظلاوم (( :وكاذلك الرعاٌاا بالحضارة وأعماال الدولاة
فأمرهم المعنً بهم والمسؤول عنه وأمٌر المؤمنٌن ٌأمرك بأن تستشؼ خٌرة الوالٌة فٌهم فمان ألفٌتاه مان الرعٌاة مظلوماا ً أوعازت
بنصفته ومن صادفته من الوالة ظلوما ً تقدمت بصرفه وحسم مضرته ومعرته))(. )ٔ7
واشتهر الخلٌفة المستنصر بالِل (ٗ87-ٕٗ7هٔٓ9ٗ-ٖٔٓ٘/م) بكرماه وساخائه حتاى فاً حالاة األزماات اإلقتصاادٌة وال
ٌلجأ الى الرعٌة لسد النقص الحاصل فاً أماوال الدولاة فوصافه الاداعً إدرٌاس بأناه(( :وال أدر مناه عطااء لمان ٌساتحق ومان ال
ٌستحق ،وال ٌحمله تضاٌق األموال على ظلم أحد من الرعٌة وٌلجئه تقاصر االرتفاعات على مخالفة نفسه عن ما إلفهاا مان حسان
السجٌة ،بل ٌأمر بالتشدٌد وٌخاؼ سوء المعاملاة))( .)ٔ8وساار الخلٌفاة الحاافظ لادٌن ّللا (ٕٗ٘٘ٗٗ-هٔٔٗ9-ٖٔٔٓ/م) علاى نها
آبائه فٌؤكد المقرٌزي إن صدقاته(( :ال تتبع بااألذى والمان( ... )ٔ9وعمابلً بماا أخبار باه عاز وجال فاً قولاه تعاالى { :إِ َّن َماا ُن ْط ِع ُم ُكا ْم
ش ُكوراً} (ٕٓ) . ل َِوجْ ِه َّ ِ
ّللا َال ُن ِرٌ ُد مِن ُك ْم َج َزاء َو َال ُ
وعمل الفاطمٌون على إشعار عمالهم وحكام األقالٌم والموظفٌن الكبار فً الدولة بالقوة واللاٌن فاً آن واحاد وادخلاوا فاً
روعهم أنهم ٌرقبون أعمالهم وجعلهم ٌؤمنون بأنهم هم والخلٌفة إنما ٌعٌشون إلساعاد العاماة وحمااٌتهم(ٕٔ) فاذكر القلقشاندي أن أحاد
الخلفاء الفااطمٌٌن (لام ٌاذكر اسامه) وجاه إلاى أحاد الاوالة عناد تعٌناه أن ٌ (( :اأمر حجاباه ونواباه باٌصاال الخاصاة والعاماة إلٌاه ،
وتمكٌنهم من عرع حوائجهم ومظالمهم علٌه ،لٌعلموا الاوالة والعماال ،أن رعٌتاه علاى ذكار مناه وباال ،فٌتحااموا التثقٌال علاٌهم
واإلضرار بهم ))(ٕٕ) .
وأكدت المصادر التارٌخٌ ة على حب الفاطمٌٌن لرعٌتهم واهتمامهم بالضاعفاء مانهم باإلشاارة إلاى عادل خلفاائهم وخاصاة
المعز لدٌن ّللا ،فقد وصفه ابن إٌاس رغم عدائه للدولة الفاطمٌة بأنه كانٌ(( :حاب العادل واإلنصااؼ باٌن الرعٌاة ))(ٖٕ) ووصاؼ
الخلٌفة العزٌز بالِل ب (( :وكان العزٌز ٌحاب العادل فاً الرعٌاة وٌنصاؼ المظلاوم مان الظاالم وكاان كرٌماا ً جاواداً ممادوحا ً فأحبتاه
(ٕٗ)
. الرعٌة وصفا له الوقت بالدٌار المصرٌة))
وأشار الرحالة المقدسً الذي زار مصر أٌام الخلٌفة العزٌز بالِل الى أحوال الوالٌاات المصارٌة بقولاه (( :وأماا الوالٌاات
فللفاطمً وهم فً عدل وأمن ألنه سلطان قوي غنً والرعٌة فً راحة وثم سٌاسة ونفاذ أمار وكال ساامع مطٌاع مان األركاان ساراً
(ٕ٘)
.ووصفه ابان ساعٌد(( :باالجود وحسان الخلاق والعادل وأن المثال ٌضارب بأٌاام وعبلنٌة ال ٌخطب إال ألمٌر المؤمنٌن حسب))
العزٌز فً مصر ألنها كانت كلها كأنها أعٌاد وأعراس ))( )ٕٙوأكد ذلك ابان اآلباار(( :وكانات أٌاام العزٌاز بمصار أعٌااداً ورفاهٌاة
ودعة وتمهداً))( )ٕ7وبوفاته سنة (ٖ8ٙه99ٙ/م) كثر بكاء الناس على العزٌز بالِل(. )ٕ8
-505-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
وله من الحكاٌات المشهورة فً ذلك حسب وصاؼ المقرٌازي(ٖٓ) حتاى (( :كاان ()ٕ9
وكذلك عدل الخلٌفة الحاكم بأمر ّللا
الحاكم ٌواصل الركوب لٌبلً ونهاراً ،وٌتصدى له الناس على طبقاتهم ،فٌقؼ علٌهم وٌسمع منهم ،فمن أراد قضاء حاجته قضااها
(ٖٔ)
.فٌما أشار ابن سعٌد إلى ذلك بقولاه(( :وأظهار بمصار مان العادل واإلنصااؼ فً وقته ومن منعه سقطت المراجعة فً أمره))
واألمر بالمعروؼ والنهً عن المنكر ما سارت به الركبان))(ٕٖ) .أما الخلٌفة الظاهر إلعازاز دٌان ّللا فوصافه ابان األثٌار بقولاه:
((كان جمٌل السٌرة حسن السٌاسة منصفا ً مع الرعٌة))(ٖٖ) وقال عنه ابن تػري بردي (( :وعدل فً الرعٌة وأحسن السٌرة))(ٖٗ).
فساعت الدولاة الفاطمٌااة إلاى تاوفٌر الحٌاااة الكرٌماة لماان ٌنضاوي تحات لوائهااا ،فنجادها تلاتمس حاجااات األفاراد فتساادها،
وتسعى جاهدة على إدخال البهجة والسارور علاى رعٌاتهم خاصاة تلاك الفئاات التاً عجازت لضاٌق ذات الٌاد عان تاوفٌر متطلباات
الحٌاة ،لذلك تنوعت وسائلها فً تحقٌق ذلك منها :
ً
أوال :تىزيع انصذقاث عهى انفقراء وادلساكني :
ك َسا َكنٌ لَّهُا ْم صا ِّل َعلَاٌ ِْه ْم إِنَّ َ
صابلَ َت َ ٌهم ِب َهاا َو َ قال تعالى فً محكم كتابه الكرٌم ُ { :خ ْذ ِمنْ أَم َْوال ِِه ْم َ
صادَ َق ًة ُت َطهِّا ُر ُه ْم َو ُت َاز ِّك ِ
ّللاُ َسمٌِ ٌع َعلٌِ ٌم }(ٖ٘) وأشار القاضً النعمان الى بٌان الصدقة فً هذه اآلٌة بقوله (( :الصدقة فٌما اتفق علٌه أهل القبلة هً صدقة َو ّ
البل والبقر والػنم ،وما ٌجب فً األموال وما أخرجت األرع وصدقة الفطر ٌؤخذ ذلك من أهله فً كل عام وسمٌت أٌضاا ً زكااة
()ٖٙ
. لقول ّللا عز وجل ((تزكٌهم بها))
فالزكاااة واجبااة بحكاام القاارآن ومعنااى قولااه تعااالى ((تطهااركم وتاازكٌهم بهااا )) أي تطهاار ذنااوبهم وتزكااً أعمااالهم وٌقااول
الرسول (ص)(( :أن ّللا فرع على أغنٌاء ا لناس فً أموالهم قدر الذي ٌسع فقراؤهم فأن ضاع الفقاراء أو أجهادوا أو أعاروا فٌماا
()ٖ8 ()ٖ7
و(( :أدوا زكااة أماوالكم فانهاا طهاور لكام)) ٌمنع أغنٌاؤهم فأن ّللا محاسبهم بذلك ٌاوم القٌاماة ومعاذبهم باه عاذابا ً ألٌماا ً ))
()ٖ9
وقال رسول ّللا (ص) (( :ما هلك مال فً بر وال بحر إال بمنع الزكاة فحصنوا أماوالكم بالزكااة وداووا مرضااكم بالصادقة ))
وقال أمٌر المؤمنٌن اإلمام علً بن أبً طالب ( )فً وصٌته(( :أوصً ولدي وأهل بٌتً وجمٌع المؤمنٌن بتقوى ربهم وّللا ّللا
فً الزكاة فانها تطفئ غضب ربكم))(ٓٗ) .
وبعد كل هذا التأكٌد من جانب المصادر اإلسماعٌلٌة على الزكااة ٌقاول المقرٌازي (( :وأماا الزكااة فاأن السالطان صابلب
(ٕٗ)
وٌقصد هنا بعد موت الخلٌفة العاضد لادٌن ّللا آخار الخلفااء الفااطمٌٌن (٘٘٘- الدٌن ٌوسؼ بن أٌوب أول من جباها بمصر ))
٘ٙ7ه ٔٔ7ٔ-ٔٔٙٓ/م) ،فعلق أحد الباحثٌن على ذلك بقوله (( :ونرى هذا القول ما هو إال مان الصاور القاتماة التاً دسات علاى
الخلفاء الفاطمٌٌن نتٌجة إلختبلؼ المذهب وكانت الزكوات تفرق بعد جمعها على مستحقٌها من الفقراء وغٌارهم بعاد أن ترفاع إلاى
(ٖٗ)
الن االمتنااع عان إداء الزكااة عناد الشاٌعة االساماعٌلٌة تعناً عنادهم كماا نقلاوا عان بٌت المال السهام الثمانٌة المفروضة لاه))
(٘ٗ) (ٗٗ)
ٌضااؼ وقاال ( (( :)ماا خاان ّللا زكااة مالاه إال مشارك )) اإلمام الصادق ((( :)من لم ٌؤد زكاته لم تقبل صبلته))
إلى ذلك النص الذي أورده القاضً النعمان حول توجٌه المعز لوالته بأخذ الزكاة من األغنٌااء وإعطاءهاا للفقاراء (( :وقاد حضار
عامة أولٌائنا ومن قد نستعمله على رعاٌانا ونتوخى فٌه من الخٌار ماا نظان باه أن ٌمثال أمرناا ،فٌاوفً بحسان ساٌرته فاٌهم أماوال
أغنٌائهم ٌنعش بذلك فقراؤهم كما ٌجب أن ٌجري ذلك فٌهم )) (. )ٗٙ
وكان ف ً مصر أٌام الدولاة الفاطمٌاة دٌاوان للزكااة ٌرأساه موظاؼ كبٌار ٌادعى ( متاولً الزكااة ) وٌعاوناه مجموعاة مان
األعااوان ،وكاناات الزكاااة تحسااب علااى أساااس شااهور الساانة الهبللٌااة وتفاارع علااى المساالم البااالع العاقاال ماان مالااه الااذي دار علٌااه
الحول( )ٗ7وان من وجبت علٌه الزكاة كان مخٌراً بٌن أن ٌدفعها إلى اإلمام أو نائبه أو ٌفرقها بنفسه ،وقاد جارت العاادة فاً مصار
-505-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
اإلسبلمٌة عامة والفاطمٌة خ اصة ان أرباب الزكاة المؤٌدٌن لهاا ٌفرقونهاا بأنفساهم ولام ٌباق منهاا ماا ٌؤخاذ علاى صاورة الزكااة إال
شٌئٌن أحدهما ما ٌؤخذ من التجار وغٌرهم على ماا ٌادخلون باه إلاى البلاد مان ذهاب أو فضاة فاانهم ٌأخاذون عان كال ماائتً درهام
خمسة دراهم فاذا اشترى بها شٌئا ً وخرج به وعاد ال تؤخذ علٌه حتى ٌجاوز سنته إال أنهم جعلوها عشرة أشهر ،والثانً ماا ٌؤخاذ
من مواشً أهل برقة من الػنم واإلبل عند وصولهم إلى البلاد بسابب المرعاى والػالاب كاان ٌقطاع لابعع األماراء ( )ٗ8وبعاد جماع
األموال وحملها إلى بٌت المال توزع بالوصوالت على مستحقٌها وفق األسهم الثمانٌة المفروضة فً القرآن(. )ٗ9
(ٓ٘)
وخاصاة فاً المواسام واألعٌااد وأثنااء وكان الخلفاء الفاطمٌون ٌػدقون بسخاء فً التصدق علاى الفقاراء والمحتااجٌن
فكانات أٌاام خٌار علاى الرعٌاة(( :تتساع بهاا أحاوال الرعٌاة وتكثار نعمهام)) (ٕ٘) . (ٔ٘)
خروجهم فً المواكب العظاام أو المختصارة
وكان من عادة الخلفاء عند ركوبهم للنزهة فً ضواحً القاهرة ٌاومً السابت والثبلثااء مان كال أسابوع توزٌاع الصادقات والهباات
على طول الطرٌق التً ٌسلكونها على المساجد وقراء القارآن والفقاراء والمسااكٌن الاذٌن ٌقفاون فاً طرٌاق الموكاب ،وكاان لاذلك
ر سااوم مقااررة ماان األمااوال تخاارج مااع الموكااب فٌحماال (متااولً خاازائن الخاااص وصاانادٌق اإلنفاااق) حقٌبااة دٌباااج تساامى (خرٌطااة
الموكب) فٌها ألؼ دٌنار لتكون رهن تصرؼ الخلٌفة إذا رغب فً اإلنعام أو التصدق على أحد (ٖ٘) .
وبالػاات الدولااة الفاطمٌااة فااً الكاارم فااً رمضااان إذ كااان شااهراً مبارك اا ً علٌهااا كرٌم اا ً بهااا فانااه لاام ٌسااتهل رمضااان ساانة
(ٖ٘8ه 9ٙ9/م) حتااى كااان ّللا قااد ماان علااى الفاااطمٌٌن بفااتح مصاار بعااد أن هزماات جٌوشااهم مااراراً عناادما حاااولوا فتحهااا فااً ماادى
خمسٌن سنة قبل هذا التارٌخ ،وفً رمضان سنة (ٕٖٙه97ٖ/م) أصبحت مركزاً للدولة الفاطمٌة المترامٌة األطراؼ عنادما انتقال
إلٌها فً ذلك الشهر رابع خلفائهم فً المػرب وأولهم فً مصر المعز لدٌن ّللا واستقر فً القاهرة فً السابع مان ذلاك الشاهر وفاً
منتصفه بدأ ٌباشر أمور خبلفته الواسعة من مركزها الجدٌد لذلك كان لرمضان مركز خاص فً مواسمهم وأٌامهم ،فكانوا ٌحٌاون
كل لٌلة من لٌالٌه ال تفوتهم أحداها بدون إحٌاء ،وكانوا ٌأتون من ضروب البر والخٌر الشًء الكثٌر مما كان ٌعم الرعٌاة جمٌعهاا
ال فرق باٌن األغنٌااء والفقاراء(ٗ٘) فكاان الفااطمٌون ٌنفقاون أماواالً طائلاة خابلل هاذا الشاهر علاى الصادقات التاً تعام أهال الحاجاة
والفقراء(٘٘) وٌخطبون فً رمضان ثبلث خطب وٌسترٌحون فٌه جمعة ٌسمونها (جمعة الراحة) وكاان ركاوب الخلٌفاة مان القصار
إلى الجامع فً هذه الجمع الثبلث تعم الصدقات الناس فً ذهابه وفً طرٌق عودتاه(ٌ )٘ٙضااؼ إلاى الخٌارات التاً تعام النااس فاً
عٌد الفطر ومنها الفطرة والكسوة وغٌر ذلك(. )٘7
وٌقوم الخلفاء بتفرٌق المال على الفقاراء والمحتااجٌن مان أها ل القرافاة وذلاك أٌاام األعٌااد الخاصاة بهام مثال مولاد اإلماام
علااً ( ) والساااٌدة فاطماااة الزهاااراء (علٌهاااا السااابلم) واإلماااامٌن الحسااان والحساااٌن (علٌهماااا السااابلم) ومولاااد الخلٌفاااة الفااااطمً
وتااوزع الصاادقات علااى الفقااراء والمتعففااٌن وأهاال الااربط فااً لٌااالً الوقٌااد( )٘9كااذلك وعلااى الفقااراء والااربط بالقرافااة ()٘8
الحاضاار
(ٔ)ٙ (ٓ)ٙ
. .أما فً عٌد األضحى فٌجري توزٌع أموال الصدقة على األطفال واألٌتام والفقراء من أهل القاهرة والفسطاط وفقرائها
واتبعت الدولة الفاطمٌة طرق أخرى فً التصدق على الفقراء والمساكٌن ومنهاا تخصاٌص الرواتاب لمان ٌاأوي المسااجد
من الفقراء والقراء والػرباء وأبناء السبٌل(ٕ )ٙوخصصت جزءاً من نفقات موسم الح للصادقات (ٖ .)ٙواتخاذ الاوزٌر األفضال بان
بادر الاادٌن الجماالً مجلساا ً فاً دار الملااك التاً بناهااا فاً القاااهرة سانة (ٔٓ٘هٔٔٓ7/م) ونقاال إلٌهاا دواوٌاان الدولاة سااماه (مجلاس
العطاٌااا) خصااص إلعطاااء الصاادقات للفقااراء واإلنعااام علااى رجااال الدولااة والشااعراء(ٗ .)ٙوعماال الٌااازروي(٘ )ٙوزٌاار الخلٌفااة
المستنصر بالِل عظٌم الصدقة ألهل البٌوتات المتعففة والفقراء وأهل الستر بالقرافة ،وكاان ٌواصالهم باالبر والكساى وٌاتم ذلاك عان
طرٌق ابن عصفور أحد الشهود العدول(. )ٙٙ
()ٙ7
تبعث بالصدقات إلى البٌوت الفقٌرة وفً ذلاك ٌقاول المقرٌازي(( :وكاان لهاا صادقات وبار وخٌار وكانت علم اآلمرٌة
وفضاال وعناادها خااوؼ ماان ّللا وكاناات تبعااث إلااى اإلشااراؼ بصاابلت جزٌلااة ،وترساال الااى أرباااب البٌااوت والمسااتورٌن أمااواالً
-510-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
كثٌرة))( . )ٙ8وبذلك لم تقتصر الدولة الفاطمٌة على دٌوان الزكاة فً توزٌع الصدقات وإنما تنوعات طرقهاا فاً ذلاك رغباة فاً ساد
احتٌاجات الناس .
ً
ثاويا :إقامت األمسطت نهفقراء :
المتتبع لتارٌخ الدولة الفاطمٌة االجتماعً والحضاري ٌكتشؼ إن أٌامهم كانت كلهاا أعٌااد واحتفااالت واستعراضاات تماد
فٌهااا األساامطة الراقٌااة المعبااأة بااأنواع المااأكوالت التااً تقاادم لكبااار رجااال الدولااة ،وكااذلك ٌعاام هااذا الخٌاار طبقااات المجتمااع الفقٌاارة
وٌخصص لها أسمطة خاصة بهاا ،فقاد بلػات أعٌاادهم ومناساباتهم مئتاان وواحاد وثماانون عٌاداً فاً السانة الواحادة والبالػاة ثلمائاة
وأربعة وخمسون ٌوما ً حسب التقوٌم الهجري ،وبالتالً شكلت تلك األعٌاد والمواسم حوالً ٘ %7من أٌام السنة(. )ٙ9
وتعددت االسمطة الرسمٌة التً كانت ٌحضرها الخلٌفة بنفساه فاً العصار الفااطمً وسنقتصار علاى الموائاد المخصصاة
للضعفاء والفقراء فً الدولة الفاطمٌة .ففً شهر رمضان خصص الفاطمٌون ومنذ عهد الخلٌفة العزٌز بالِل أسمطة تمد على مادى
أٌام الشهر الكرٌم لٌفطر علٌها الفقراء والمحتاجٌن ،فكان السماط ٌمد فً مقر الشرطة بمدٌنة الفسطاط لرواد الجاامع العتٌاق ،أماا
الجامع األزهر فً مدٌنة القاهرة فقد خصصت له الدولة سماطا ً ٌماد ٌومٌاا ً ولمادة ثبلثاة أشاهر (رجاب وشاعبان ورمضاان ) لٌفطار
(ٓ)7
ولنا ان نتصور كما تبلع مصرفات دار الفطرة التً أنشأها الخلٌفاة العزٌاز باالِل علٌه الضٌوؼ والطارئٌن على الدولة والػرباء
خارج القصر مقابل المشهد الحسٌنً ،وكانت وكانت وظٌفتها تفرقة ما ٌعمل وٌشترى فٌها مان الطعاام والساكر والحلاوى وغٌرهاا
فً األعٌاد والمواسم على جمٌع الناس من الخاصة والعامة(ٔ. )7
فٌما أشار المقرٌزي الى أن الخلٌفة المعز لدٌن ّللا عمل داراً للفطرة تاؤدي نفاس الػارع(ٕ )7وٌبادو إن هاذه الادار كانات
داخل القصر ألنه ذكر قبل ذلك إلى إن الخلٌفة العزٌز بالِل هو أول من بناى دار الفطارة خاارج القصار(ٖ )7وٌظهار إن توساع عمال
الدار وكثرة مخزونها من األطعمة وغٌرها وحاجاتها المتزاٌدة إلى المطاابخ والعماال جعال العزٌاز باالِل ٌتجاه إلاى تخصاٌص بناٌاة
للدار خارج القصار ،فضابلً عان ساهولة الادخول والخاروج إلٌهاا لتأدٌاة أعمالهاا عماا إذا كانات خاارج القصار ٌ ،ضااؼ إلاى ذلاك
الدوافع األمنٌة للقصر .
وعد عٌد الفطر عند الفاطمٌٌن مناسبة إلقامة الموائد الضخمة ومد األسمطة الفاخرة وتحاوي أصاناؼ كثٌارة مان الحلاوى
الفائقة واألطعمة الشهٌة ٌ ،قام فً القصر الخبلفً فً هذا العٌد سماطان األول فً اإلٌوان الكبٌر لعاماة الشاعب ،أماا الثاانً فكاان
ٌقام فً قاعة الذهب لكبار رجال الدولة ٌ ،بدأ إعداد السماط األول منذ لٌلة العٌد فٌفرش فً اإلٌوان الكبٌر المطل على الشباك الذي
ٌجلس عند الخلٌفة لٌنظار إلاى النااس وقاد عباأ باألطعماة والحلوٌاات كالجبال الشااهق والتاً صانعت بادار الفطارة ،فبعاد أن ٌاؤدي
الخلٌفة صبلة الف جر ٌجلس فً الشباك المطل على على اإلٌوان وبحضور الوزٌر ثم ٌصدر أوامره بان ٌسمح للناس بالطعاام فٌقبال
الجمٌع على ذلك السماط المسمى بالفطرة وقاد عباأ باأنواع الحلاوى فٌاأكلون كفااٌتهم وٌسامح لهام بحمال ماا ٌساتطٌعون حملاه فٌقاوم
الفقراء بادخار الحلوى فً أكمامهم لٌتم بٌعها فٌما بعاد لٌرتزقاوا منهاا(ٗ )7وٌبلاع طاول هاذا الساماط ثلثمائاة ذراع فاً عارع سابعة
أذرع(٘. )7
أما ما ٌتعلق بأسمطة عٌد األضحى فبعد أداء صبلة العٌد ٌعود الخلٌفة الى قصره لبلستراحة قلٌبلً ثم ٌتأهب للخروج مرة
ثانٌة لنحر األضاحً فٌخرج الموكب الخبلفً من الفرج أحد أباواب القصار فٌجاد الاوزٌر وكباار رجاال الدولاة فاً انتظااره فٌتجاه
()7ٙ
ومعه المؤذنون ٌجهارون باالتكبٌر ،فعناد وصاول الموكاب الخبلفاً إلاى المنحار ٌكاون فاً اساتقباله أكاابر الموكب إلى المنحر
الدولة فٌبدأ الخلٌفة بنحر األضاحً التً قدر عددها فً هذا العٌد وعٌاد الػادٌر ألفاان وخمسامائة وواحاد وساتون ٌاذبح الخلٌفاة بٌاده
منهاا علااى ماادى األٌااام الث بلثاة أكثاار ماان مائااة رأس ماا بااٌن ناقااة وبقاارة وجااموس وغاانم وٌقااوم الجاازارون بنحار مااا تبقااى ماان هااذا
العدد( )77وٌبلع ثمن هذه األضاحً ما ٌقرب من ألفً دٌنار(. )78
-511-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
وأشار ابن المأمون إن مجموع ما نحره الخلٌفة اآلمر بأحكام ّللا فً هذا العٌاد مان عاام (٘ٔ٘هٕٔٔٔ/م) إلاؼ وتساعمائة
()79
ثم ٌتم توزٌع بقٌة لحوم األضاحً على كبار ماوظفً الدولاة ابتاداء وستة وأربعون رأسا ً عدا ما ٌذبحه الوزٌر وإخوته وأوالده
ماان الااوزٌر إذ ٌحماال اللحاام إلٌااه فااً أطباااق مااع الفراشااٌن ،فض ابلً عاان ذلااك كاناات تااوزع هااذه اللحااوم علااى الطلبااة باادار العلاام
والمتصدرٌن للتدرٌس لجوامع القاهرة ،إذ ٌقوم قاضً القضاة توزٌاع اللحاوم علاٌهم وكاذلك تاوزع علاى أتبااع الدولاة مان معتنقاً
المذهب اإلسماعٌلً ،أم ا سقط ما ٌذبح فكان ٌتصدق به علاى المحتااجٌن ،كماا كانات الدولاة تتصادق بناقاة كال ٌاوم إلاى الضاعفاء
والمساكٌن(ٓ )8وفً الٌوم الثالث ٌتم التصدق بناقة مذبوحة لتوزع على الفقراء بالقرافة(ٔ. )8
أما األعٌاد الخاصة بالفاطمٌٌن أو ما تعرؼ بالموالد األربعة وهً المولد النبوي الشرٌؼ ومولد اإلمام علً ( )ومولد
السااٌدة فاطمااة الزهااراء (علٌهااا الساابلم) ومولااد الخلٌفااة الحاضاار فكاناات الدولااة التمااد االساامطة ال تمااد وإنمااا تقااوم بتوزٌااع الطعااام
(ٕ)8
والحلوى على أرباب الدولة وكذلك على المتصدرٌن للتدرٌس بالجوامع وعلى طلباة العلام والقاراء وكاذلك الفقاراء والمحتااجٌن
فكانت الحلوى الممنوحة للمدرسٌن وطلبة العلم والفقراء وتوضع أطباق ال ترد أما الطعام والحلوى التً تعطى للفقراء والمحتاجٌن
فكانت توضع على األرغفة وتعطى إلٌهم(ٖ. )8
فقد بلػت ما صرفته دار الفطرة بمناسبة المولد اآلمري (مولد الخلٌفة اآلمر بأحكاام ّللا) لعاام (٘ٔٙهٕٕٔٔ/م) ماا مقادار
خمسمائة رطل حلوى أما ما صرفته دار الفطرة بمناسبة المولد اآلماري عاام (٘ٔ7هٕٖٔٔ/م) ماا مقادار مان ساكر وعسال ودقٌاق
وغٌرهااا ومااا ٌصاانع ممااا ٌفاارق علااى المساااكٌن بالجااامعٌن األزهاار والعتٌااق بمصاار وبالقرافااة خمسااة قناااطٌر حلااوى وألااؼ رطاال
(ٗ)8
.وهناك األسمطة التً كانات تماد فاً لٌاالً الوقاود وجارت العاادة فٌهاا علاى مادها فاً أروقاة الجاامع األزهار والمسااجد دقٌق
األخرى لعامة الناس وقد عبئت بأصناؼ الطعاام والحلاوى وٌتارك لمان حضار الساماط اخاذ ماا ٌشااء(٘ . )8وفاً عٌاد الػادٌر دأبات
الدولااة الفاطمٌااة علااى نحاار كثٌاار ماان النااوق والبقاار والجاااموس واألغنااام وقااد أشااار المقرٌاازي الااى ان مجمااوع مااا ٌنحاار فااً عٌااد
األضااحى والػاادٌر بلػاات ألفااان وخمساامائة وواحااد وسااتون ٌااتم توزٌااع لحومهااا علااى الخاصااة ماان المتشااٌعٌن وأنصااار المااذهب
اإلسماعٌلً ،وكذلك على الفقراء والمساكٌن وكان المؤذنون ٌكبرون مثل تكبٌر العٌد ٌبدأ من قبل صبلة الصبح(. )8ٙ
ومن العادات المتبعة فً ٌوم عاشوراء أن تقوم الدولة بهذه المناسبة األلٌمة ٌنحر عدد من األبل والبقر والػنم عند المشهد
الحسٌنً وتوزٌع لحومها على الناس ،وقد أشار المقرٌزي إلى ذلك قائبلً (( :وكانوا ٌنحارون فاً ٌاوم عاشاوراء عناد القبار اإلبال
()87
. والبقر والػنم وٌكثرون النوب والبكاء وٌسبون من قتل الحسٌن ولم ٌزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم ))
ً
ثانثا :تىزيع انكسىة :
من أهم مظاهر رعاٌة الفاطمٌٌن للضعفاء من رعٌتهم هو إنشائهم دار الكسوة ،ففور وصاول الخلٌفاة الماز لادٌن ّللا إلاى
مصر سنة (ٕٖٙه )/أمر ببناء دار وسماها (( :دار الكسوة كان ٌفصل فٌها نمن جمٌع أنواع الثٌاب والبز ،وٌكسو فٌها الناس على
اختبلؼ أصنافهم كسوة الشتاء والصٌؼ وكانت ألوالد الناس ونسائهم وجعل ذلك رسما ً ٌتوارثوناه فاً األعقااب )) ( )88وباإلضاافة
إلى دار الكسوة أنشأ الفاطمٌون دوراً للطراز وهً مصانع للنسٌ تشرؼ علٌها الدولة ،ونمٌز منهاا ناوعٌن طاراز الخاصاة وكاان
ال ٌشتػل إال للخلٌفة ورجال ببلطه وخاصته ،وطراز العامة الذي كان ٌشتػل لحساب ماا ٌخلعاه الخلٌفاة علاى كباار رجاال الدولاة
وأفراد الشعب(. )89
وكاانواٌ(( :خرجااون ماان خازائن الكسااوة إلااى جمٌاع خاادمهم وحواشااٌهم وماان ٌلاوذ بهاام ماان صاػٌر وكبٌاار ورفٌااع وحقٌاار
كسوات الصٌؼ والشتاء من العمامة إلى السراوٌل ،وما دونه من المبلبس والمندٌل من فاخر الثٌاب ونفاس الملباوس )) (ٓ )9وبلاع
(ٔ)9
وبذلك أكد المعز لدٌن ّللا على مبدأ التكافل االجتماعً مقدار ما أنتجته هذه الدار فً إحدى السنوات أكثر من ستمائة ألؼ دٌنار
-512-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
الذي حرص على االلتزام به والمضً قدما ً باتجاه إسناده حتى غدا هذا العمل سنة توارثها من جاء من بعده مان الخلفااء الفااطمٌٌن
(ٕ. )9
حقٌقة كان توزٌع الكسى على الناس عادة عند الخلفاء العباسٌٌن ولهذا لم ٌبتدع الفاطمٌون سٌاسة جدٌدة كنهم توسعوا فاً
هذا العمل إلى حد كبٌر ،وال رٌب إن الحكومة الفاطمٌة ما كانت لتنفق هذا المبلع الضخم إال إذا كانت ترجاوا مان ذلاك كسابا ً أدبٌاا ً
ومادٌا ً كبٌراً من حٌث استمالة الناس واجتذاب قلوبهم بمظااهر اإلنعاام والعطاؼ ،إذ أن الماادة ذات أثار كبٌار فاً حٌااة الكثٌار مان
(ٖ)9
.أماا الموسام الكبٌار لتوزٌاع الكساوة عناد الفااطمٌٌن هاو عٌاد الفطار الناس تفعل فً نفوسهم أكثر ما تفعله المثل العلٌا وغٌرها
وٌسمى لذلك (عٌد الحلل ) ألن الحلل تعم فٌه الجماعة وفً غٌره تكون لؤلعٌان خاصة ،وبلػت قٌمة الكسوة التً وزعت فً عٌاد
(ٗ)9
.ولام تقتصار توزٌاع الحلال علاى الضاعفاء فاً عٌاد الفطار فقاد أمار الفطر سانة (٘ٔٙهٕٖٔٔ/م) حاوالً عشارٌن ألاؼ دٌناار
الخلٌفة اآلمر بأحكام ّللا فً سنة (ٕٓ٘هٕٔٔٙ/م) باكساء الصوفٌة وفقراء القرافة بألؼ بدلة(٘. )9
ً
رابعا :تكفم وفقاث احلج :
نظمت الدولة الفاطمٌة شؤون الح بشاكل لام ٌحادث قاببلً فاً أي دولاة مان دول اإلسابلم ،فكاان الخلٌفاة المستنصار باالِل
(ٗ87-ٕٗ7هٔٓ9ٗ-ٖٔٓ٘/م) ٌرسل كسوة الكعبة مرتٌن كل سنة مع انها كانت ترسل مرة فً السنة قبال ذلاك( )9ٙوذكار الرحالاة
ناصر خسرو ان الفاطمٌٌن كانوا ٌقومون بدعوة واسعة الى الح ،فاذا أهل موسم الح قرئت فً المسااجد مراساٌمه وٌكاون ذلاك
فً منتصؼ رجب وٌنادى بذلك فً شهر رمضان أٌضاا ً وهاو ٌ (( :اا معشار المسالمٌن حال موسام الحا وساٌجهز ركاب السالطان
كالمعتاد وسٌكون معه الجنود والجمال والزاد )) ( )97وٌنفق سنوٌا ً مبالع كبٌرة على قافلة الحجااج ،وبلػات النفقاة فاً عهاد الخلٌفاة
المستنصر بالِل مائتً ألؼ دٌنار مع إنها كانت قبل ذلك مائة ألاؼ وعشارٌن ألاؼ دٌناار فوصافها المقرٌازي(( :لام تبلاع النفقاة علاى
موسم الح مثل ذلك فً دولة من دول اإلسبلم قط)) ( )98وكانت مخصصة (( :منها عن الطٌب والخلوق والشمع راتبا ً فً كل سنة
عشرة آالؼ دٌنار ،ونفقة الوفد الواصلٌن إلى الحضرة أربعون ألؼ دٌنار ،وعن الجراٌات والصدقات وأجرة العمال ومعونة من
ٌسٌر من العسكرٌة وأمٌر الموسم وخدم القافلة والضعفاء وحفر اآلبار ونفقاات العرباان ساتون ألاؼ دٌناار)) ( . )99فضابلً عان ذلاك
كانت الخبلفة الفاطمٌة تزود مكة المكرمة والمدٌناة المناورة باالقمح والشاعٌر لحاجتهاا الماساة إلٌهاا وٌخصاص جازء منهاا لفقرائهاا
وضعفائها(ٓٓٔ) .
ٌتضح لنا من خبلل النصوص الساابقة حارص الفااطمٌٌن علاى دعاوة النااس للحا واالساتعداد لاذلك مبكاراً فاً منتصاؼ
رجب والسفر فً أول ذي القعدة وتهٌئة كل المستلزمات البلزمة من حراسة ومٌاه وطٌب وشمع وغٌر ذلك.
وخصصت الدولة الفاطمٌاة حصاة مان نفقاات الحا المالٌاة للضاعفاء كماا فاً الانص الساابق ،فضابلً عان نفقاات الطعاام
والشراب واجرة الجمال وغٌر ذلك ،وبالتالً سمحت للفئات الضعٌفة والػٌر قادرة علاى دفاع نفقاات الحا فاً اداء هاذه الفرٌضاة
وال تنحصر على القادرٌن علٌها فقط ،فكان جانبا ً مهما ً من جوانب رعاٌة الضعفاء واالهتمام بهم فً الدولة الفاطمٌة .
ً
خامسا :رعايت ادلرضى وكبار انسه :
اهتمت الدولاة الفاطمٌاة برعاٌاة المرضاى وخاصاة الضاعفاء الحاال مانهم ،وتعاددت األوجاه فاً ذلاك ،فكاان المارساتان
(ٔٓٔ)
وال شاك أن الدولاة الفاطمٌاة كانات تعاٌن األطبااء للقٌاام موضع رعاٌاة الخلفااء وكاانوا ٌحبساون علٌاه األوقااؼ لئلنفااق علٌاه
بمعالجة المرضى وتمنح لهم المرتبات نظٌر ذلك ،ورغم إننا ال نملك معلومات محددة عن هذا الموضاوع إال أن أباا الصالت أمٌاة
الذي زار مصر فً عهد الخلٌفة اآلمر بأحكام ّللا (ٕ٘٘ٗ-ٗ9هٖٔٔٓ-ٔٔٓٔ/م) ذكر رواٌة طرٌفة توضح إن المارستان فً عهد
الدولة الفاطمٌة كان عامراً باألطباء وكان المرضى موضع رعاٌة من الدولة فٌقول (( :ومن ظرٌؼ ما سمعته أنه كان بمصر مناذ
عهد قرٌب رجل مبلزم للمارستان ٌستدعى للمرضى كما تستدعى األطباء ،فٌدخل علاى المارٌع فٌحكاً لاه حكاٌاات مضاحكة ،
-513-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
وخرافات مسلٌة ،وٌخرج له وجوها ً مضحكة ،وكان مع ذلك لطٌفا ً فً إضحاكه خبٌراً وعلٌاه قادٌراً فااذا انشارب صادر المارٌع
عاده إلى أن ٌبرأ ،أو ان ٌكون منه ما شاء ّللا))(ٕٓٔ) .
وٌتضح أٌضا ً من الرواٌة السابقة االهتمام بالحالة النفسٌة للمرٌع كجزء أساسً فً العبلج ،وهو ما ٌتبعه الكثٌر من
األطباء فً الوقت الحاضر وخاصة فً مجال الطب النفسً .وجاء تكرٌم األطباء من جملاة األعماال التاً أراد الخلفااء الفااطمٌون
من ورائها تحفٌزهم على تقدٌم أفضل الخدمات للمرضى ودافعا ً لتطور الطب واالهتمام بدراسته من قبل المصارٌٌن(ٖٓٔ) .ومثلات
الزٌارات المٌدانٌة للبٌمارستانات وسٌلة أخرى لرعاٌاة المرضاى واالطابلع علاى أحاوالهم واحتٌاجااتهم ،فقاد زار الخلٌفاة الظااهر
إلعزاز دٌن ّللا فً سنة (ٗٔٗهٕٖٔٓ/م) البٌمارستان الخاص بالمجانٌن متنكراً وشاهد المقٌمٌن فٌه(ٗٓٔ) حٌث أشار المسبحً إلاى
ذلك بقوله (( :نزل أمٌر المؤمنٌن – علٌاه السابلم – الاى البٌمارساتان متنكاراً فاً عبٌاد فطافاه وشااهد المقٌماٌن فٌاه مان المجاانٌن
وأطلق لكل رجل منهم خمسٌن درهما ً وللقٌم علٌهم خمس مائة درهم ،وأمر بأن ٌعمر البٌمارستان وٌجري الماء إلٌه على رسمه ،
وأن ٌطبخ للمجانٌن فً كل ٌوم ما ٌأكلونه بعد ما ٌنفق علٌهم فٌماا ٌساتعملونه مان األدوٌاة واألشاربة )) (٘ٓٔ) وبالتاالً كاان خاروج
الخلٌفة الظاهر متخفٌا ً من أجل وضعه فً الصورة الحقٌقٌة لما ٌقدم من خدمات للمرضى وخاصة المجانٌن .
وكانت خزانة الشاراب المخصصاة للقصار الفااطمً وبهاا الادواء ٌعطاى لمان ٌطلباه مان العاماة ،وكاذلك بعاع الزٌاوت
()ٔٓٙ
فٌقول ناصر خسرو (( :وجارت العاادة فاً مصار أن ٌحمال إلاى دار الشاراب السالطانٌة (شارابخانة) كال ٌاوم النادرة للعبلج
أربعة عشر حمبلً من الثل وكان لمعظم األمراء والخواص راتب ٌومً من هذا الثل وٌصارؼ لمان ٌطلباه مان مرضاى المدٌناة ،
()ٔٓ7
وكذلك كل من ٌطلب من أهلها مشاروبا ً أو دواء مان الحارم السالطانً فاناه ٌعطااه كماا أن هنااك زٌوتاا ً أخارى كزٌات البلساان
وغٌره كان للناس كافة أن ٌطلبوها فبل تمنع عنهم )) ( . )ٔٓ8واهتم الوزراء الفاطمٌون برعاٌة المرضى فخصص ٌعقوب بان كلاس
وزٌاار الخلٌفااة العزٌااز بااالِل الفاااطمً (ٖ7ٖ-ٖٙ7ه98ٖ-977/م) فااً قصااره جناح اا ً ٌتااردد إلٌااه العاادد الكااافً ماان األطباااء لمااداواة
المرضى ،ووصؼ ما ٌلزمهم من األدوٌة التً غالبا ً ما كانت تعطى لهؤالء مجانا ً ( . )ٔٓ9وكانت النساء العجائز واألرامال موضاع
رعاٌة وعطؼ الدولة الفاطمٌاة وخاصاة مان جاناب نسااء القصار وزوجاات الخلفااء ،وكانات النسااء الثرٌاات ٌشاعرن بحاجاة بناً
جنسااهن إلااى تااأمٌن حٌاااتهن ومسااتقبلهن خاصااة بعااد وفاااة الاازوج فبناات زوجااة الخلٌفااة اآلماار بأحكااام ّللا علاام اآلمرٌااة فااً ساانة
(ٕ٘ٙهٖٔٔٔ/م) رباطا ً للعجائز واألرامل ٌجدن فٌها كافة حاجتهن وتجنبهن مذلة الساؤال(ٓٔٔ) كماا كاان ٌخصاص لعجاائز القصار
(ٔٔٔ)
.كما كان بالقرافاة الكبارى عادة دور ٌقاال لهاا الرباطاات أعادت وأقارب األشراؼ مقر خاص للسكنى ٌعرؼ بالقصر النافعً
للعجااائز واألراماال العاباادات وكاناات لهااا الجراٌااات والفتوحااات المشااهورة ماان مجااالس الااوعظ وأغلااب هااذه الرباطااات ماان بناااء
الفاطمٌٌن(ٕٔٔ) .
ً
سادسا :بىاء ادلساكه انشعبيت :
قامت الدولة الفاطمٌة ببناء البٌوت الشعبٌة لتؤجرها إلى أصحاب الحاجات وٌسكن فٌها النااس بأثماان زهٌادة ،وبنٌات فاً
(ٖٔٔ)
فكانات أول خطاوة خطتهاا الدولاة الفاطمٌاة فاً العاالم القاهرة ومصر ثمانٌة آالؼ بٌت وٌحصل الخلٌفة على أجرتها كل شاهر
(٘ٔٔ) (ٗٔٔ)
.ولام تكتاؼِ الفااطمٌون بل عدها عبد المنعم ماجد (( :أول ماا حادث فاً تاارٌخ الادول)) اإلسبلمً ببناء الوحدات السكنٌة
بذلك بل كانوا أول من بنى مساكن للطلبة الدارساٌن فاً الجاامع األزهار بجاوار الجاامع لئلقاماة فٌهاا( )ٔٔٙوباذلك ٌكاون الفااطمٌون
أسبق الدول اإلسبلمٌة فً بناء مراكز التعلٌم المحتوٌة على األقسام الداخلٌة للطلبة(. )ٔٔ7
ً
سابعا :مىع استغالل انضعفاء يف أعمال انسخرة :
حاربت الدولة الفاطمٌة تسخٌر الرعٌة ومنعت رجالها من ذلك وكان حال الصناع والعمال على عهدها فً مصار أحسان
()ٔٔ8
فعناادما رفعاات ظبلماااة إلااى الماااأمون البطااائحً وزٌاار الخلٌفاااة اآلماار بأحكاااام ّللا (٘ٔ٘- ماان حااالتهم فاااً الااببلد األخااارى
-514-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
٘ٔ9هٕٔٔ٘-ٕٔٔٔ/م) فااً ساانة (٘ٔ7هٕٖٔٔ/م) مفادهااا (( :أن والااً القاااهرة ومصاار ٌأخااذان جمٌااع السااقائٌن أرباااب الجمااال
()ٔٔ9
فأصادر الماأمون أواماره بابطبلن ذلاك وأن ٌصارؼ للساقائٌن أجاورهم عان والدواب لرش مابٌن البلدٌن سخرة بػٌر أجرة ))
هذا العمل (ٕٓٔ) .وعوقب البعع ضربا ً بالعصً واالعتقال ألنه ٌسخر الضاعفاء والمسااكٌن وال ٌادفع إلاٌهم أجاورهم (ٕٔٔ) ونات
عن هذه السٌاسة التطور الكبٌر الذي شهدته مصر على ٌد الفاطمٌٌن وخاصة فً مجال الصناعة (ٕٕٔ) .
ً
ثامىا :اخلتان اجلماعي :
كان الفاطمٌون ٌقٌمون حفبلت عامة للختان (التطهٌر) ففً سنة (ٖٓٗه9٘ٔ/م) أمر الخلٌفة المنصور بنصار ّللا (ٖٖٗ-
ٖٔٗه 9ٕ٘-9ٗ٘/م) (( :أن ٌكتااب لااه أوالد القااواد ووجااه رجالااه ماان كتامااة ،والعبٌااد والجنااد وضااعفاء الناااس ماان أهاال القٌااروان
وغٌرها ،لٌختنوا وٌحسن إلاٌهم بالكساى والصابلت فبلػاوا أكثار مان عشارة آالؼ .فأبتادأ فاً ختاانهم وعمال والئام وأطعام خاصاة
الناس وعامتهم ،وأعطً الصبٌان على قدر مراتبهم من مائة دٌنار لكل واحد إلى مائة درهم وأقل مان ذلاك ،فكاان ٌخاتن فاً كال
ٌوم من خمسمائة الى ألؼ وثبلثمائة ،فأقام على هذا سبعة عشر ٌوما ً )) (ٖٕٔ) حتى قال (( :فسمعت من ٌقول من أهل الخدماة اناه
أحصً ما أنفق فً هذا الختان ،فكان مائتً ألؼ دٌنار ،وحدث فً البلد عند ذلك من اإلنفاق واللهو ما لم ٌر مثله )) (ٕٗٔ) .
وعندما أراد الخلٌفة المعز لدٌن ّللا(( :أن ٌطهر عبدّللا ونزاراً وعقٌل بنٌه تقدم إلى خاصته وأولٌائه وسائر جناده وعبٌاده
وجمٌع رج اله وكافاة مان بالحضارة مان ساائر التجاار والصاناع وعاماة الرعٌاة بالمنصاورٌة والقٌاروان وجمٌاع أهال مادن إفرٌقٌاة
وكورها من حاضر وباد ،وأمر بالكتب إلى العمال من لدن برقة وأعمالها الى سجلماسة وحدودها وما بٌن ذلك وما حوتاه مملكتاه
والى جزٌرة صقلٌة ومن بها من طبقات الناس فً حضر وبدو أن ٌتقدموا فً طهور أبناائهم ٌاوم الثبلثااء أول ٌاوم مان شاهر ربٌاع
األول من سنة أحدى وخمسٌن وثبلثمائة الى انقضاء هذا الشهر ،وأمر أن ٌحمل الى كل بلاد مان هاذه البلادان مان الحضارة أماوال
وخلع تفرق على كل من طهر من أبناء المسلمٌن من خاص وعام )) (ٕ٘ٔ) وجلس المعز لدٌن ّللا بنفسه للطهور بعدما أمر بضارب
سرادقات فً ساحة القصر حول الماء وأمر بادخال الصبٌان مع مان أراد الادخول معهام مان آباائهم وأمااتهم ،فٌطهارون وٌمارون
()ٕٔٙ
فٌااروي المقرٌاازي (( :فكااان المعااز ٌطهاار فااً الٌااوم ماان أٌااام الشااهر بااٌن ٌدٌااه فٌكسااون وٌوصاالون بالعطاااء وال ٌتاارك أحااد
بحضرته اثنا عشر ألؼ صبً فوقها ودونها ،وختن من أهل صقلٌة وحدها خمسة عشر ألؼ صبً))(. )ٕٔ7
وقد بالع المقرٌزي بالعدد الذي كان ٌختن فً حضور المعز لدٌن ّللا ،وإنما هذا العدد ٌختن فً كل أرجاء دولته وهاو
ما أشار إلٌه القاضً النعمان بقوله (( :وجرى على ذلك جمٌع أهل الكور والبلدان بكل وجه )) ( )ٕٔ8حتى(( :وأخرج فً ذلك مان
األموال والخلع والنفقات ما ال ٌحصٌه إال من وقؼ علٌه )) ( . )ٕٔ9وأشار القاضً النعمان إلى هاذا العمال الجلٌال الاذي أقادم علٌاه
المعز لدٌن ّللا بقوله(( :كانت أٌام هذا الشهر أٌام أعٌاد ومسرات وأفراب وهبات بكل وجه وجهه من مملكة أمٌر المؤمنٌن من بادو
وحضر ،وعمهم من فضله وتبٌن علٌهم أثره وارتفق به أغنٌاؤهم وانتعش له فقراؤهم ودخلت المسارة علاى أهال كال بٌات مانهم ،
وكان أثر جمٌل لم ٌسبقه إلٌه أحد قبله ،وال أظن أن أحداً ٌتسع له مثله))(ٖٓٔ) .
ً
تاسعا :تسويج انفقراء وادلساكني :
إتجهت الدولة الفاطمٌة إلى توفٌر نفقات الزواج والظهور باالمظهر المناساب فاً هاذه المناسابة الهاماة للعروساٌن خاصاة
لتلك الفئات التً عجزت عن ذلك لضٌق ذات الٌاد ،فكاان عٌاد الػادٌر مناسابة لتازوٌ أكبار عادد مان الفقاراء والمسااكٌن ،فعنادما
أشااار المقرٌاازي إلااى مواساام الفاااطمٌٌن فااً مصاار ومنهااا عٌااد الػاادٌر قااال(( :عٌااد الػاادٌر فٌااه تاازوٌ األٌااامى))(ٖٔٔ) .وذكاار اباان
المأمون(( :واستهل عٌد الػدٌر ٌ ،عنً من سنة سات عشارة وخمسامائة وهااجر إلاى األجال – ٌعناً الاوزٌر الماأمون البطاائحً –
الضعفاء والمساكٌن من الببلد ومن انضم إلٌهم من الموالً واألدوان على عادتهم فً طلب الحبلل وتزوٌ األٌامى وصاار موساما ً
-515-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
(ٕٖٔ)
فقااال المقرٌاازي(( :فجاارى فااً معروفااه علااى رساامه وبااالع الشااعراء فااً مدحااه ٌرصااده كاال أحااد وٌرتقبااه كاال غنااً وفقٌاار))
بذلك))(ٖٖٔ) .
اخلامتت :
فً نهاٌة بحثنا هذا البد من تسجٌل أهم النتائ التً توصلنا إلٌها ومنها :
ٔ -عرؼ عن أغلب الخلفاء الفاطمٌون العدل وحبهم لرعٌتهم لذلك حاولوا تأمٌن العناصر المادٌة لراحة رعٌتهم وخاصة الضاعفاء
والمساكٌن منهم .
ٕ -أظهر البحث عطؼ الخلفااء الفااطمٌون ورغباتهم فاً ساد احتٌاجاات الضاعفاء ،ولكان تلاك العصاور لام تعارؼ وساائل منظماة
لتحقٌق هذا الهدؼ ،لذلك تنوعت أسالٌبهم فً ذلك ومنها :إقامة األسمطة ورعاٌاة المرضاى وكباار السان وبنااء المسااكن الشاعبٌة
ومنع السخرة والختان الجماعً وغٌر ذلك من المجاالت األخرى .
ٖ -االهتمام بالصادقات ومحاولاة إٌصاالها ألكبار عادد ممكان مان الضاعفاء وخاصاة المقٌماٌن مانهم فاً الاربط والقرافاة وإشاعارهم
بالفرحة فً المناسبات الدٌنٌة واألعٌاد .
ٗ -أولى الفاطمٌون رعاٌة خاصة للضعفاء فً شهر رمضان من خبلل إقامة األسمطة ٌومٌاا ً طاوال شاهر رمضاان وقبال ذلاك فاً
رجب وشعبان وإنشاء دار الفطرة لتنظٌم ذلك وإضفاء االبتسامة فً عٌد الفطر من خابلل توزٌاع الكساوة علاى العاماة حتاى عارؼ
بعٌد الحلل .
٘ -التوسع الكبٌار مان قبال الفااطمٌٌن فاً نحار األضااحً خابلل عٌادي األضاحى والػادٌر حتاى قاربات الثبلثاة آالؼ رأس لتشامل
الفرحة كافة الرعٌة وخاصة الضعفاء منهم .
( )134
مهحق جذول بأمساء اخلهفاء انفاطميىن وسىىاث حكمهم
( 322-255هـ534-505 /م) الخلٌفة المهدي :عبٌد هللا أبو محمد
(544-524هـ1145-1130 /م) الخلٌفة الحافظ لدٌن هللا :عبد المجٌد أبو المٌمون
-516-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
هىامش انبحث
-515-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-515-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
(٘ )ٙاىذعِ ثِ عي ٜثِ عجد اىسدَِ أث٘ ٍذَد اىٞبشٗز ٛاى٘شٝس ا،جو اٗ،دد اىَن ، ِٞظٞد اىز٘شزاء ٗرزبج ا،صزفٞبء بضز ٜاىقضزبح ٗواعز ٜاىزدعبح ٗىزد فزٜ
ٝبشٗز ٍِ س ٙفيعطٗ ِٞاىٖٞب ّعجزٔ ٗر٘ى ٚاىقضبء ٗاى٘شازح ظْخ (ٕ449ـ ٕ٘ٗ )ً9141/اىر ٛارصو ثبىجعبظٞسٗ ٛأثبزٓ عي ٚاىعجبظٗ ِٞٞاظزَس فز ٜاىز٘شازح
إىزز ٚأُ ززجض عيٞززٔ ظززْخ (ٕ451ززـّٗ )ً9152/فزز ٜإىزز ٚرْززٞط ٗ زززو ْٕززبك .اثززِ اىصززٞسف ، ٜاالشززبزح ،صٍٗ 41ززب ثعززدٕب ؛ اىززدٗاواز ، ٛمْززص اىززدزز ،ج/6
ص351؛ اىَقسٝص ، ٛاىخطظ ،ص 915-914؛ اىَقف ٚاىنجٞس ،ج/3صٍٗ 366ب ثعدٕب .
( )ٙٙاىَقسٝص ، ٛاىَقف ٚاىنجٞس ،ج/3ص. 418
( )ٙ7شٗجخ اىخيٞفخ اٍٟس ثأدنبً هللا (ٕ584-415زـٝ )ً9931-9919/قزبه ىٖزب جَعزخ ٍٗنْزُ٘ اٍٟسٝزخ ٗ زد ٗىزدد ىزٔ اثْزخ ظزَبعب ظزذ اىقصز٘ز ٗ ،ىزٌ رزرمس
اىَصبوز اى ٚأصو ٕرٓ اىصٗجخ ٗىنِ ٍِ اىَسجخ أّٖب مبّذ ٍِ اىجٞذ اىفبطَٗ ٜزثَب رنُ٘ إدد ٙثْبد أعَبً اىخيٞفخ الُ ٍقدً صزدا ٖب مزبُ مجٞزسا جزدا ٗٝزده
عي ٚاّٖب ٍِ اىطجقخ اىذبمَخ .اىَقسٝص ، ٛارعبظ اىذْفب ،ج/3ص 983؛ ّسَٝبُ عجد اىنس ٌٝأدَد ،اىَسأح فٍ ٜصس ف ٜاىعصس اىفبطَ ، ٜص. 49
( )ٙ8اىَقسٝص ، ٛاىخطظ ،ج/4ص 333؛ ّسَٝبُ عجد اىنس ٌٝأدَد ،اىَسجع ّفعٔ ،ص. 49
(ٕٞ )ٙ9فبء عبصٌ ٍذَد ٗ دٞدز ٍصٕس ععنس ،اظَطخ اىخالفخ اىفبطَٞخ فٍ ٜصس (ٕ565-352ـ) ،ص. 69
(ٓ )7اىَقسٝص ، ٛارعبظ اىذْفب ،ج/9ص. 814
(ٔ )7اثززِ ظززبفس ،أخجززبز اىززدٗه اىَْقطعززخ ،ص 994؛ اثززِ عجززد اىعززبٕس ،اىسٗضززخ اىجٖٞززخ اىصإززسح ،ص 85-86؛ اثززِ ر ززس ٛثززسو ، ٛاىْجززً٘ اىصإززسح ،
ج/4ص 988؛ ٍبجد ّ ،عٌ اىفبطَ ، ِٞٞج/9ص. 82-85
(ٕ )7اىخطظ ،ج/8ص. 388
(ٖ )7اىَصدز ّفعٔ ،ج/8ص. 381
(ٗ )7اثززِ اىطزز٘ٝس ّ ،صٕززخ اىَقيززز ، ِٞص 893-898؛ اىَقسٝززص ، ٛاىخطززظ ،ج/8ص 853-858؛ اثززِ ر ززس ٛثززسو ، ٛاىْجززً٘ اىصإززسح ،ج/4ص 15-16؛
ٍبجد ّ ،عٌ اىفبطَ ، ِٞٞج/8ص. 919-911
(٘ )7اباان الطااوٌر ،نزه اة المقلتااٌن ،صٖٕٔ ؛ المقرٌاازي ،الخطااط ،جٕ/صٕٕ٘ ٕٖ٘-؛ محمااود عبااد الفتاااب شاارؼ الاادٌن ،األوراق الندٌااة فااً تااارٌخ
اإلسبلمٌة ،صٕ٘ٔ .
( ٕ٘ٗ )7ٙاىَنبُ اىر ٛارخرٓ اىخيفبء اىفبطَ ِٞٞىْذس ا،ضبد ٜف ٜعٞد اىْذس ٗعٞد اى دٝس ٗمبُ رجبٓ زدجخ ثبة اىعٞد ٗثجز٘از اىقصزس .اىَقسٝزص ، ٛاىَصزدز
ّفعٔ ،ج/8ص. 332
( )77اثِ اىط٘ٝس ّ ،صٕخ اىَقيز ، ِٞصٍٗ 928ب ثعدٕب ؛ اىَقسٝص ، ٛاىَصدز ّفعٔ ،ج/8ص. 332
( )78اثِ اىط٘ٝس ،اىَصدز ّفعٔ ،ص. 925
(ّ )79ص٘ص ٍِ أخجبز ٍصس ،ص. 49
(ٓ )8اثِ اىط٘ٝسّ ،صٕخ اىَقيز ، ِٞص925-924؛ اىقيقشْد ، ٛصزجخ ا،عشز ،ٚج/3ص595؛ اىَقسٝزص ،ٛاىخطزظ ،ج/8ص 349؛ ٍبجزد ،االٍزبً اىَعزْصزس
ثبهلل اىفبطَ ،ٜص45
(ٔ )8اثِ اىَأٍُ٘ ّ ،ص٘ص ٍِ أخجبز ٍصس ،ص 48؛ ظيطبُ ،اىذٞبح االجزَبعٞخ ،ص. 942
(ٕ )8اثِ اىط٘ٝس ّ ،صٕخ اىَقيز ، ِٞص 895؛ اىَقسٝص ، ٛاىخطظ ،ج/8ص. 333-338
(ٖ )8اثِ اىَأٍُ٘ ّ،ص٘ص ٍِ أخجبز ٍصس ،ص. 36
(ٗ )8اثِ اىَأٍُ٘ ّ،ص٘ص ٍِ أخجبز ٍصس ،ص 36؛ اىَقسٝص ، ٛاىخطظ ،ج/8ص. 338
(٘ )8المقرٌزي ،المصدر نفسه ،جٕ/صٕ. ٕ9ٖ-ٕ9
( )8ٙالمقرٌزي ،الخطط ،جٕ/ص ٖٖ9؛ حسن محمد صالح ،التشٌع المصري الفاطمً ،جٖ/ص. ٕٔ8
( )87اىَقسٝص ، ٛاىَصدز ّفعٔ ،ج/8ص. 383
( )88المقرٌزي ،الخطط ،جٕ/صٕ.ٕ9
( )89اثِ اىط٘ٝس ّ ،صٕخ اىَقيز ، ِٞص 981-982؛ أ َِٝفداو ظٞد ،اىدٗىخ اىفبطَٞخ فٍ ٜصس ،صٍ ، 563شسفخ ّ ،عٌ اىفبطَ ، ِٞٞص. 911
(ٓ )9اىَقسٝص ، ٛارعبظ اىذْفب ،ج/3ص 343؛ اىخطظ ،ج/8ص. 818
(ٔ )9اىَقسٝص ، ٛاىخطظ ،ج/8ص 818؛ ظٞد ،اىدٗىخ اىفبطَٞخ ،ص 568؛ اىجساٗ ، ٛدبىخ ٍصس اال زصبوٝخ ،ص. 985
(ٕ )9حٌدر لفته سعٌد مال ّللا ،المعز لدٌن ّللا وأثره فً المػرب ومصر ،ص.ٔٔ7
(ٖ )9اىجساٗ ، ٛدبىخ ٍصس اال زصبوٝخ ،ص. 985
(ٗ )9اثززِ اىَززأٍُ٘ ّ ،صزز٘ص ٍززِ أخجززبز ٍصززس ،ص 32؛ اىَقسٝززص ، ٛارعززبظ اىذْفززب ،ج/3ص 23؛ اىخطززظ ،ج/8ص 362؛ أٝزز٘ة ،اىزززبزٝخ اىفززبطَٜ
االجزَبع ، ٜص. 12
-515-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-520-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-521-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-ٔ7أخبار الدول المنقطعة ،تحقٌق :علً عمر ،طٔ ،مكتبة الثقافة الدٌنٌة ( ،بور سعٌد ٕٔٓٓم ) ٓ
-ابن عبد الظاهر ،محً الدٌن أبو الفضل أبو عبدّللا ( ،تٕٙ9ه ٕٔ9ٖ /م) ٓ
-ٔ8الروضة البهٌة الزاهرة فً خطط المعزٌة القاهرة ،تحقٌق :أٌمن فؤاد سٌد ،طٔ ،مكتبة الدار العربٌة للطباعة ( ،القاهرة ٔ99ٙم ) ٓ
-ابن الفرات ،ناصر الدٌن محمد بن عبد الرحٌم ( ،ت8ٓ7ه ٔٗٓٗ/م) ٓ
-ٔ9تارٌخ ابن الفرات ،عنً بتصحٌحه :حسن محمد الشماع ،مطبعة حداد( ،البصرة ٔ9ٙ7م ) ٓ
القٌروانً ( ،تٖٖٙه 97ٖ/م) ٓ -القاضً النعمان ،ابو حنٌفة محمد بن منصور بن احمد بن حٌون
ٕٓ -دعائم االسبلم ،تحقٌق :آصؼ بن علً بن اصػر فٌضً ،دار المعارؼ ( ،بٌروت ٖٔ9ٙم ) ٓ
ٕٔ -المجالس والمساٌرات ،تحقٌق :الحبٌب الفقً و إبراهٌم شبوب و محمد الٌعبلوي ،طٔ ،دار المنتظر ( ،بٌروت ٔ99ٙم ) ٓ
ٕٕ -الهمة فً آداب إتباع االئمة ،تحقٌق :محمد كامل حسٌن ،دار الفكر العربً ( ،بٌروت دت ) ٓ
-ابن القبلنسً ،ابو ٌعلى حمزه بن أسد بن علً التمٌمً ( ،ت٘٘٘ه ٔٔٙٓ/م) ٓ
ٖٕ -ذٌل تارٌخ دمشق ،تحقٌق :ه ٓ ؼ آمدروز ،مطبعة اآلباء الٌسوعٌٌن ( ،بٌروت ٔ9ٓ8م ) ٓ
-القلقشندي ،شهاب الدٌن ابو العباس احمد بن علً ( ،تٕٔ8ه ٔٗٔ8 /م) ٓ
ٕٗ -صبح األعشى فً صناعة اإلنشا ،مطبعة دار الكتب المصرٌة ( ،القاهرة ٕٕٔ9م ) ٓ
-الكندي ،أبو عمر محمد بن ٌوسؼ بن ٌعقوب المصري ( ،تٖٓ٘ه 9ٔٙ/م) ٓ
ٕ٘ -كتاب الوالة وكتاب القضاة ،تهذٌب وتصحٌح :رڤن ﮔست ،مطبعة اآلباء الٌسوعٌٌن ( ،بٌروت ٔ9ٓ8م ) ٓ
-ابن المأمون ،األمٌر جمال الدٌن أبو علً موسى البطائحً ( ،ت٘88ه ٔٔ9ٕ/م) ٓ
-ٕٙنصوص من أخبار مصر ،تحقٌق :أٌمن فؤاد سٌد ،المعهد العلمً الفرنسً لآلثار الشرقٌة ( ،القاهرة دت ) ٓ
-المخزومً ،أبً الحسن علً بن عثمان ( ،ت٘٘8ه ٔٔ89/م) ٓ
-ٕ7المنتقى من كتاب المنه اج فً علم خراج مصر ،تحقٌق :كلود كاهن ،مراجعة ٌ :وسؼ راغب ،مكتبة الكتب العربٌة المهداة ( ،القاهرة ٓ )ٔ98ٙ
-المسبحً ،األمٌر المختار عز الملك محمد بن عبٌدّللا ( ،تٕٓٗه ٕٔٓ9/م) ٓ
-ٕ8أخبار مصر فً سنتٌن (ٗٔٗٗٔ٘-ه ) ،تحقٌق :ولٌم ٓ ج ٓ مٌلورد ،الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ( ،القاهرة ٓٔ98م ) ٓ
-المقدسً ،ابو عبدّللا محمد بن احمد بن أبً بكر البشاري ( ،تٖ87ه 997/م) ٓ
-ٕ9أحسن التقاسٌم فً معرفة األقالٌم ،طٕ ،مطبعة برٌل ( ،لٌدن ٔ9ٓ9م ) ٓ
-المقرٌزي ،تقً الدٌن أبو العباس احمد بن علً ( ،ت٘ٗ8ه ٔٗٗٔ/م) ٓ
ٖٓ -اتعااظ الحنفااا بأخبااار األئماة الفاااطمٌٌن الخلفااا ،الجازء األول ،تحقٌااق :جمااال الادٌن الشااٌال ،طٖ ،لجنااة إحٌااء التااراث ( ،القاااهرة ٕ٘ٓٓم) ،الجاازء
الثانً والثالث ،تحقٌق :محمد حلمً محمد أحمد ،لجنة إحٌاء التراث ( ،القاهرة ٔ99ٙم ) ٓ
ٖٔ -إغاثااة األمااة بكشااؼ الػمااة ،قااام علااى نشااره :محمااد مصااطفى زٌااادة وجمااال الاادٌن الشااٌال ،طٕ ،مطبعااة لجنااة التااألٌؼ والترجمااة والنشاار ( ،القاااهرة
ٔ9٘7م ) ٓ
ٕٖ -الخطط المقرٌزٌة – المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار ،وضع حواشٌه :خلٌل المنصور ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة ( ،بٌروت ٔ998م ) ٓ
ٖٖ -المقفى الكبٌر ،تحقٌق :محمد الٌعبلوي ،طٔ ،دار الػرب اإلسبلمً ( ،بٌروت ٔٔ99م ) ٓ
-ناصر خسرو ،علوي ( ،تٓٗ7ه ٔٓ77/م) ٓ
ٖٗ -سفرنامه – رحلة ناصر خسرو الى لبنان وفلسطٌن ومصر والجزٌرة العربٌة فً القرن الخاامس الهجاري ،ترجماة ٌ :حٌاى الخشااب ،الهٌئاة المصارٌة
العامة للكتاب ( ،القاهرة ٖٔ99م) ٓ
ثانٌا ً :المراجع العربٌة والمعربة :
-أحمد ،نرٌمان عبد الكرٌم ٓ
ٖ٘ -المرأة فً مصر فً العصر الفاطمً ،الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ( ،القاهرة ٖٔ99م ) ٓ
-األعظمً ،محمد حسن ٓ
-ٖٙعبقرٌة الفاطمٌٌن – أضواء على الفكر والتارٌخ الفاطمً ،مكتبة الحٌاة ( ،بٌروت ٓٔ9ٙم ) ٓ
-أٌوب ،ابراهٌم رزق ّللا ٓ
-ٖ7التارٌخ الفاطمً االجتماعً ،طٔ ،الشركة العالمٌة للكتاب ( ،بٌروت ٔ997م ) ٓ
-ٖ8التارٌخ الفاطمً السٌاسً ،طٔ ،الشركة العالمٌة للكتاب ( ،بٌروت ٔ997م ) ٓ
-522-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-البراوي ،راشد ٓ
-ٖ9حالة مصر االقتصادٌة فً عهد الفاطمٌٌن ،طٔ ،مكتبة النهضة المصرٌة ،مطبعة السعادة ( ،القاهرة ٔ9ٗ8م ) ٓ
-تامر ،عارؼ ٓ
ٓٗ -تارٌخ اإلسماعٌلٌة ،طٔ ،منشورات رٌاع الرٌس للكتب والنشر ( ،لندن ٔٔ99م ) ٓ
ٔٗ -الخلٌفة الفاطمً الخامس العزٌز بالِل قاهر القرامطة وافتكٌن ،طٔ ،دار اآلفاق الجدٌدة ( ،بٌروت ٕٔ98م) .
ٕٗ -الموسوعة التارٌخٌة للخلفاء الفاطمٌٌن – الخلٌفة السادس :الحاكم بأمر ّللا ،طٔ ،دار الجٌل ( ،بٌروت ٓٔ98م ) ٓ
ٖٗ -الموسوعة التارٌخٌة للخلفاء الفاطمٌٌن – الخلٌفة الثانً :القائم بأمر ّللا ،طٔ ،دار الجٌل ( ،بٌروت ٓٔ98م ) ٓ
-حسن ،علً إبراهٌم ٓ
ٗٗ -مصر فً العصور الوسطى من الفتح العربً الى الفتح العثمانً ،مطبعة االعتماد ( ،القاهرة ٔ9ٗ7م) ٓ
-دخٌل ،محمد حسن ٓ
٘ٗ -الدولة الفاطمٌة – الدور السٌاسً والحضاري لؤلسرة الجمالٌة ،طٔ ،مؤسسة االنتشار العربً ( ،بٌروت ٕٓٓ9م ) ٓ
-الزركلً ،خٌر الدٌن ٓ
-ٗٙاألعبلم قاموس تراجم ،ط٘ ،دار العلم للمبلٌٌن ( ،بٌروت دت ) ٓ
-سبلم ،حورٌة عبدة ٓ
-ٗ7الدولة الفاطمٌة – التارٌخ السٌاسً وبعع مظاهر الحضارة (٘ٙ7-ٕ9ٙه ٔٔ7ٔ-9ٓ9/م) ،دار النهضة العربٌة ( ،القاهرة ٕٔٓٓم)ٓ
-سلطان ،عبد المنعم عبد الحمٌد ٓ
-ٗ8الحٌاة االجتماعٌة فً العصر الفاطمً – دراسة تارٌخٌة وثائقٌة ،دار الثقافة العلمٌة ( ،اإلسكندرٌة ٔ999م ) ٓ
-سلٌمان ،سمٌر عبدّللا ٓ
-ٗ9الدواوٌن فً مصر خبلل العصر الفاطمً (٘ٙ7-ٖ٘8هٔٔ7ٔ-9ٙ9/م) ،الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب ( ،القاهرة ٕٓٓٙم ) ٓ
سٌد ،أٌمن فؤاد ٓ
ٓ٘ -الدولة الفاطمٌة فً مصر تفسٌر جدٌد ،طٕ ،الدار المصرٌة اللبنانٌة ( ،القاهرة ٕٓٓٓم ) ٓ
-سٌمٌنوفا ،ل ٓ أ ٓ
ٔ٘ -تارٌخ مصر الفاطمٌة – أبحاث ودراسات ،ترجمة وتحقٌق :حسن بٌومً ،المجلس األعلى للثقافة ( ،القاهرة ٕٔٓٓم ) ٓ
-شرؼ الدٌن ،محمود عبد الفتاب ٓ
ٕ٘ -األوراق الندٌة فً تارٌخ مصر اإلسبلمٌة من قبٌل الفتح حتى نهاٌة الدولة االٌوبٌة ،طٔ ،مكتبة اآلداب ( ،القاهرة ٖٕٓٓم ) ٓ
-الشٌال ،جمال الدٌن ٓ
ٖ٘ -مجمل تارٌخ دمٌاط ،طٔ ،مكتبة الثقافة الدٌنٌة ( ،بور سعٌد ٕٓٓٓم )ٓ
ٗ٘ -مجموعة الوثائق الفاطمٌة ،طٔ ،مكتبة الثقافة الدٌنٌة ( ،بور سعٌد ٕٕٓٓم ) ٓ
-صالح ،حسن محمد ٓ
٘٘ -التشٌع المصري الفاطمً اشعاع حضاري مئتان وعشر سنوات من االبداع االنسانً ،دار الجمان للطباعة والنشر والتوزٌع ( ،بٌروت ٖٕٓٓم ) ٓ
-عبد المنعم ،صبحً ٓ
-٘ٙتارٌخ مصر السٌاسً والحضاري من الفتح االسبلمً حتى عهد االٌوبٌٌن (ٕٔٙٗ8-ه ) ،العربً للنشر والتوزٌع ( ،القاهرة دت ) ٓ
-ماجد ،عبد المنعم ٓ
-٘7االمام المستنصر بالِل الفاطمً ،مكتبة االنجلو المصرٌة ( ،القاهرة ٓٔ9ٙم ) ٓ
-٘8ظهور خبلفة الفاطمٌٌن وسقوطها فً مصر ،دار المعارؼ بمصر ( ،اإلسكندرٌة ٔ9ٙ8م ) ٓ
-٘9نظم الفاطمٌٌن ورسومهم فً مصر ،طٖ ،مكتبة األنجلو المصرٌة ( ،القاهرة ٘ٔ98م ) ٓ
-متز ،آدم ٓ
ٓ -ٙالحضارة اإلسبلمٌة فً القرن الرابع الهجري أو عصر نهضة اإلسبلم ،ترجمة :محمد عبد الهادي أبو رٌدة ،طٖ ،مطبعاة التاألٌؼ والترجماة والنشار
( ،القاهرة ٔ9٘7م ) ٓ
-مشرفه ،عطٌة مصطفى ٓ
ٔ -ٙنظم الحكم بمصر فً عصر الفاطمٌٌن (٘ٙ7-ٖ٘8ه ٔٔ7ٔ-9ٙ8/م) ،طٔ ،مطبعة االعتماد ( ،القاهرة ٔ9ٗ8م ) ٓ
-523-
(حبوث علوم التاريخ واجلغرافية) الركىللفلسفةىواللسانواتىوالعلومىاالجتماصوة/ىىالعددىىالحاديىوالعشرون/ىسنةى2012م
-524-