Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة بلقبي
مطبوعة بلقبي
تعتبر مطبكعة مقياس منيجية البحث في عمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ بمثابة المرشد في كيفية
ممارسة البحث العممي .
بداية تـ عرض بعض المفاىيـ كالمصطمحات المتداكلة في البحث العممي ليمـ الطالب
بمصطمحات تخصص المنيجية .
كبعدىا تـ التطرؽ إلى المحكر األكؿ الخاص بخطكات البحث العممي أيف تـ تكضيح خطكة
تمك األخرل بدءا بإختيار مكضكع البحث فاإلشكالية كالفرضيات حتى آخر خطكة .
ثـ تـ االنتقاؿ إلى المحكر الثاني المتعمؽ بالمداخؿ النظرية لمدراسات اإلعبلمية كالمقصكد بيا
مجمؿ النظريات التي يمكف أف يعتمد عميي ا الباحث في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ قصد دراسة
مكضكع إعبلـ كاتصاؿ كعرض فيو المداخؿ التالية :المدخؿ المغكم ،المدخؿ الكظيفي ،المدخؿ
السمككي ،المدخؿ االجتماعي كالمدخؿ اإلعبلمي كتمت اإلشارة إلى أىـ النظريات في كؿ مدخؿ.
أما المحكر الثالث خصص ألنكاع البحكث اإلعبلمية (البحكث االستكشافية ،البحكث الكصفية،
البحكث التجريبية ) كعرض أىـ مناىجيا .
في حيف المحكر المكالي كالرابع كالذم يعتبر مف أىـ المحاكر المنيجية في عممية ربط
المنطمقات النظرية باإلجراءات التطبيقية في البحكث التحميمية كالميدانية كىك مجتمع البحث
كالعينات ،كالذم يتمثؿ ىدفو في بناء نماذج محدكدة مف مجتمع الدراسة لمحصكؿ عمى نتائج
قابمة لمتعميـ عمى المجتمع األصمي ،فتـ تقديـ تغطية معرفية حكؿ تقنيات المعاينة كالتي تـ
تقسيميا إلى المعاينة االحتمالية (العشكائية ) كالمعاينة غير االحتمالية (غير عشكائية) ،كعرضنا
نماذج عديدة لكؿ نكع كالتي تتنكع بطبيعة البحكث كطبيعة البيانات كركزنا عمى الجانب التطبيقي
بإعطاء مثاؿ عمى كؿ نكع .
أما عف المحكر األخير فعرض فيو أدكات البحث العممي كالمقصكد بيا أدكات جمع البيانات
(االستبياف ،المقابمة ،المبلحظة) كتـ التركيز عمى االستخداـ اإلمبريقي ليذه األدكات ككيفية
تطبيقيا عمى أرض الكاقع لجمع البيانات المفيدة كالتي تساعد في اإلجابة عمى التساؤال ت
المطركحة في اإلشكالية .
2
محاضرات مقياس منهجية البحث في علوم اإلعالم واالتصال
مدخل تمهيدي (مفاهيمي)
-1مفهوم المعرفة العامية
-2مفهوم المعرفة العلمية
-3مفهوم العلم
-4مفهوم البحث العلمي
-5مفهوم منهج البحث
-6مفهوم البحث اإلعالمي
-7مميزات البحث اإلعالمي
خطوات البحث العلمي:
-1مرحلة اختيار الموضوع
-2التعريف بالمشكلة العلمية وتحديدها وصياغتها
-3التساؤالت والفرضيات
-4تحديد المصطلحات والمفاهيم
المداخل النظرية للدراسات اإلعالمية:
-1المدخل اللغوي
-2المدخل الوظيفي
-3المدخل السلوكي
-4المدخل االجتماعي
-5المدخل االعالمي
البحوث االعالمية أنواعها ومناهجها:
.Iالبحوث االستطالعية (االستكشافية ،الصياغية)
.IIالبحوث الوصفية
.IIIالبحوث التجريبية (بحوث العالقات السببية)
مجتمع البحث والعينات
-1الشروط الواجب توفرها في العينة
-2مراعاة مصادر الخطأ في العينة
-3خطوات اختيار العينة
-4تصنيف العينات
-5أخطاء المعاينة
أدوات البحث العلمي (أدوات جمع البيانات)
.Iاالستبيان
.IIالمقابلة
.IIIالمالحظة
3
مدخل تمهيدي
ىناؾ معرفة عامية (عامة) يحصؿ عمييا اإلنساف عف طريؽ حياتو اليكمية كمعاشرتو األفراد اآلخريف ،كىي
معرفة بسيطة.
كما أف ىناؾ معرفة عامية يتحصؿ عمييا اإلنساف (غير العالـ) ،كيصبح مستيمكا ليا ،مثؿ المستيمؾ
لمسيارة كالطائرة ،...فيك في ىذه الحالة يستيمؾ معرفة عامة عنده ،كلكنيا أتتو في شكؿ نتائج خاصة (المعرفة
العممية) ،فيك بذلؾ يستيمؾ نتائج المعرفة العممية ،كيعد بذلؾ مستيمكا لممعارؼ ال عالما بيا.
يعرفيا أحمد بدر بأنيا "ذلؾ الفرع مف الدراسة الذم يتعمؽ بكميات مترابطة مف الحقائؽ الثابتة المصنفة،
كالتي تحكميا قكانيف عامة تحتكم عمى طرؽ كمناىج مكثكؽ ليا ،الكتشاؼ الحقائؽ الجديدة في نطاؽ ىذه
2
الدراسة".
كيعرفيا كؿ مف" كيمياـ قكد كبكؿ ىات" بأف المعرفة العممية ىي تراكـ المعرفة المنظمة.3
كيعرفيا " عبد الباسط محمد حسف" بانيا المعرفة المصنفة كالتي يتـ التكصؿ إلييا عف طريؽ تطبيؽ قكاعد
المنيج العممي الصحيح ،كأصبحت مصاغة في قكانيف عامة تحكـ الظكاىر كتفسرىا.4
كبناء عمى التعاريؼ السابقة الذكر ،فإننا نرل بأف المعرفة العممية ىي المعرفة المبنية عمى جيد فكرم منظـ
مستند عمى أساليب كخطكات كأدكات كمنيج مف مناىج البحث العممي ،كسكاء كانت في إطار فكرم استنباطي
-1رشيد زركاتي :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،ط ،1دار اليدل ،عيف مميمة ،الجزائر ،2007 ،ص .13
-2عمار بكحكش ،محمد محمكد الذنيبات ،مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث ،ط ،3ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر،
،2001ص.8
-3محمد عمي محمد :البحث االجتماعي -،دراسة في طريؽ البحث كأساليبو ،-دار المعرفة الجامعية ،مصر ،دكف ذكر السنة،
ص .13
-4عبد الباسط محمد حسف :أصكؿ البحث االجتماعي ،مكتبة األنجمك المصرية ،القاىرة ،مصر ،1975 ،ص .20
4
فقط يستند إلى التأمؿ العقمي ،أك كانت في إطار استقرائي فقط يستند إلى المبلحظة أك التجريب ،أك كانت في
إطار فكرم استنباطي في جانب كفي إطار فكرم استقرائي مف جانب آخر في الكقت نفسو.
كبصفة عامة المعرفة العممية ىي المعرفة المبنية عمى الدراسة كالتحميؿ كالتعميؿ لمختمؼ الظكاىر ،أم ال
تقكـ عمى الحدس كالتخميف ،كانما عمى أساس المنيجية في الدراسة الشاممة لممكضكع.
-3مفهوم العمم:
العمـ كما يعرفو (ت .لينيف سميث) ىك مصطمح يستخدـ لمداللة عف المعرفة المصنفة كالمنظمة المشتممة
عمى الحقيقة كالنظرية ،كفي ىذا يؤكد أيضا (ككلؼ) WOLFعمى أف العمـ ىك نكع مف المعرفة النظرية
كيختمؼ عف كؿ الميارات العقمية في أنو تحصيؿ لمحقائؽ كالمبادئ التي تستخمص مف تطبيؽ المنيج العممي.
كيتفؽ كؿ مف جكد ىكت Goode and Hottمع (سميث) في تعريفيـ لمفيكـ العمـ حيف يفرقكف بينو
1
كبيف المصطمح (المعرفة) حيث يكضحاف بأف العمـ ىك المعرفة المصنفة كالمنسقة.
كانطبلقا مما سبؽ يمكف القكؿ أف المعرفة أكسع كأشمؿ مف العمـ ،فالعمـ يقكـ عمى الدراسة كتحميؿ الظكاىر
كييدؼ إلى البحث عف العبلقات بيف الظكاىر معتمدا عمى المعرفة المصنفة لمتكصؿ إلى النتائج المدعكمة
بالحقائؽ ،فالعمـ ىك تراكـ المعرفة المنظمة.
2
-4مفهوم البحث العممي:
تعددت مفاىيـ كتعريفات البحث العممي إلى أكثر مف مائة تعريؼ كمف أبرز ىذه التعريفات :
-البحث العممي استقصاء منظـ كدقيؽ ييدؼ إلى إضافة معارؼ يمكف تكصيميا كالتحقؽ مف صحتيا عف
طريؽ االختبار العممي.
-البحث العممي جيد فكرم ،يتـ بمنيجية منظمة مدركسة كيفرز نتائجا منطقية مكضكعية يمكف تكظيفيا في
حؿ مشاكؿ المعرفة كاإلنساف كالمجتمع.
-البحث العممي :دراسة عممية منظمة لظاىرة معينة باستخداـ المنيج العممي لمكصكؿ إلى حقائؽ جديدة يمكف
تكصيميا كالتحقؽ مف صحتيا.
-1محمد منير حجاب :أساسيات البحكث اإلعبلمية ،ط ،2دار الفجر لمنشر كالتكزيع ،القاىرة ،مصر ،2003 ،ص .12
-2المرجع نفسو ،ص .14
5
استنتاج:
المعرفة العممية والبحث العممي :تعتبر المعرفة العممية ىدؼ كالبحث العممي كسيمة ،عف طريؽ البحث العممي
تتحقؽ المعرفة العممية ،بمعنى أف اإلنساف يستخدـ البحث العممي ككسيمة لمكصكؿ إلى اليدؼ كىك تحقيؽ
المعرفة العممية.
يرل عبد الباسط محمد حسف اف المنيج يشير" إلى الطريؽ المؤدم إلى الكشؼ عف الحقيقة بكاسطة طائفة
مف القكاعد التي تييمف عمى سير العقؿ كتحدد عممياتو حتى يصؿ إلى نتيجة معمكمة" ،1كيسمى العمـ الذم
يبحث في طرؽ البحث عف الحقيقة بعمـ المناىج.
كىناؾ مف الباحثيف مف ربط كممة المنيج بالمنيجية التي ىي عبارة عف مجمكع المناىج كالتقنيات التي تكجو
إلى اعداد البحث كترشد إلى الطريقة العممية.
انطبلقا مما سبؽ تكضيحو في البحث العممي يمكف تعريؼ الدراسة اإلعبلمية أك البحث في مجاؿ اإلعبلـ
بأنو " النشاط العممي المنظـ لمكشؼ عف الظاىرات اإلعبلمية كالحقائؽ المتصمة بالظاىرة اإلعبلمية ،كأطرافيا،
كالعبلقات بينيا ،كأىدافيا كالسياقات االجتماعية التي تتفاعؿ معيا مف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ ،ككصؼ ىذه
3
الحقائؽ كتفسيرىا كالتكقع باتجاىات الحركة فييا".
1
-محمد لبيب النجحي ،محمد منير مرسي :البحث التربكم -أصكلو كمناىجو ،-ط ،3عالـ الكتب القاىرة ،مصر،1994 ،
ص.185
2
-غريب محمد سيد أحمد :تصميـ كتنفيذ البحث االجتماعي ،ط ،1سمسمة عمـ االجتماع كقضايا االنساف ،الكتاب الثامف ،دار
المعرفة الجامعية االسكندرية مص ،2000 ،ص .1104
-3محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،ط ،2عالـ الكتب ،القاىرة ،مصر ،2004 ،ص .9
6
كالبحث اإلعبلمي كغيره مف بحكث االجتماعية كاالنسانية يسعى إلى تحقيؽ عدة أىداؼ كلكنو بدرجات
1
تتفاكت في دقتيا عف بحكث العمكـ الطبيعية ،كتتمثؿ في ما يمي:
أ -التفسير:
ييدؼ البحث اإلعبلمي في ىذا الجانب إلى التعرؼ عف كضعية الظاىرة محؿ البحث ،كبياف عناصرىا،
كمككناتيا كعبلقتيا بالظكاىر األخرل.
كتعتبر البحكث اإلعبلمية التاريخية ،الكصفية ،كالكصفية التفسيرية مف أنسب أنكاع البحكث التي يمكف أف
تعمؿ عمى تحقيؽ ىذا اليدؼ.
ب -الضبط:
ييدؼ البحث اإلعبلمي في ىذا الجانب إلى محاكلة التحكـ في العكامؿ المؤدية إلى الظاىرة بغرض
السيطرة عمييا أك الحد مف تأثيرىا أك تكجييييا كجية معينة.
كتسعى البحكث التجريبية كشبو التجريبية إلى تحقيؽ ىذا اليدؼ باإلضافة إلى اليدؼ السابؽ ذكره ،ذلؾ
أف تحقيؽ الضبط كيدؼ لمبحث اإلعبلمي ،قد استعاف إلى حد كبير بعناصر االستقراء العممي أىميا التحميؿ
كالتركيب ،فب التحميؿ أمكف إدراؾ الحقائؽ الجزئية الظاىرة كالتعرؼ عمى العبلقات القائمة بيف ىذه العناصر
بعضيا ببعض ،كما أمكف بالتركيب تجميع ىذه الحقائؽ الجزئية لمخركج بحقائؽ كمية كاضحة عمى الظاىرة قيد
البحث ،كبالتالي أمكف فيـ العكامؿ المؤدية إلى الظاىرة ،كمف ثـ إمكانية ضبطيما كالتحكـ فييا كعزليا عند
إجراء التصاميـ التجريبية.
ج-التنبؤ:
التنبؤ في بحكث اإلعبلـ يأتي بمعنى االحتماؿ القكم الذم يتكقع الباحث عف طريقو بما قد يحدث لمظاىرة
إذ سارت الظركؼ سي ار معينا ،كىنا يككف التنبؤ خاضعا لبلحتماؿ بدرجات مختمفة ،ذلؾ أف الظكاىر اإلعبلمية
كغيرىا مف الظكاىر االجتماعية ال تتأثر بعامؿ كاحد أك عامميف ،كانما تتأثر بعكامؿ كثيرة كمعقدة.
-1السيد أحمد مصطفى عمر :البحث العممي-مفيكمو ،إجراءاتو ،-كمناىجو ،ط ،3مكتبة الفبلح لمنشر كالتكزيع ،الككيت،
،2008ص ص .31، 30
7
ف عمى سبيؿ المثاؿ إذ درسنا ظاىرة تأثير التمفزيكف عمى سمكؾ الطفؿ ،فمف الصعب إرجاع ىذه الظاىرة الي
التمفزيكف بمفرده ،ذلؾ أف ىناؾ عكامؿ عديدة تؤثر عمى سمكؾ األطفاؿ ،كبعد إدخاؿ األساليب االحصائية،
كاستخداـ معايير الصدؽ كالثبات ،أمكف لمبحكث اإلعبلمية التنبؤ بمستقبؿ الظاىرة ،كما أمكف التكصؿ إلى
نظريات متعددةػ ،بدأت تأخذ طريقيا إلى االستقرار كخاصة تمؾ النظريات التي تتصؿ بدكر كسائؿ االتصاؿ
كتأثيراتيا.
-أنيا ذات طبيعة ديناميكية تتسـ بالتغير كالتدفؽ المستمر الرتباطيا بالعممية اإلعبلمية ذاتيا التي تتسـ بيذه
السمات.
-أنيا ذات طبيعة اجتماعية حيث ال تعمؿ بمعزؿ عف حركة السياقات كالنظـ االجتماعية األخرل ،كتتأثر بيا.
-تتسـ العبلقة بيف عناصرىا أك بينيا كبيف الظاىرات االجتماعية األخرل بالتأثير المتبادؿ ،بحيث تحتاج
ضبط العبلقة بيف ىذه العناصر أك بيف الظاىرات إلى جيد بحثي كبير لمعرفة اتجاىات أك التفرقة بيف
األسباب كالنتائج ،كعمى سبيؿ المثاؿ تحديد اتجاه األثر بيف خصائص الذكؽ لجميكر المتمقيف كخصائص
المنيج اإلعبلمي يحتاج إلى جيد بحثي كبير لمعرفة السبب كالنتيجة بيف ىذيف العنصريف كىكذا.
-كيرتبط بالسمة السابقة صعكبة التحكـ في عناصرىا الظاىرة االجتماعية كالسمككية كذلؾ لتأثير خصائص
العممية اإلعبلمية أك االتصاؿ بالجماىير ذاتيا التي تتسـ بضخامة حجـ المتمقيف كانتشارىـ كتشتتيـ كعدـ
تجانسيـ ،باإلضافة إلى التغير المستمر في اتجاىات التعرض ....كغيرىا مف األبعاد التي يصعب السيطرة
عمييا كالتحكـ فييا.
-صعكبة عزؿ الظاىرة اإلعبلمية عف مقدمات ىذا التفسير ،كبصفة خاصة تأثير ذاتية الباحث في التفسير
كاتجاىاتو ،مما يشير إلى تعدد التفسيرات الخاصة بالظاىرة اإلعبلمية الكاحدة بتعدد الباحثيف كاتجاىاتيـ،
حيث يصعب الضبط الكمي الدقيؽ في دراسة ىذه الظاىرة.
كلذلؾ فإنو يمكف كصؼ الظاىرة اإلعبلمية بأنيا شديدة التعقيد كالتركيبػ كتحتاج دراستيا إلى جيد كبير
كتكامؿ بيف أنكاع الدراسات كالتصميمات المنيجية المختمفة التي تسيـ في مجمكعيا في كصؼ الظاىرة
كتفسيرىا.
خطكات البحث العممي في مجاؿ االتصاؿ ال تختمؼ عف غيرىا مف مجاالت العمكـ األخرل ،كىي عبارة
عف مجمكعة مف المراحؿ التي تتميز بالتسمسؿ كالتتابع كالتداخؿ كالترابط مما تجعؿ الخطكة األكلى في مشركع
البحث تقرر طبيعة الخطكة األخيرة.
كقد اختمفت كجيات نظر العمماء فيما يتعمؽ بالخطكات التي يجب أف يتبعيا الباحث في إجراءات بحثو،
كعمى الرغـ مف ىذه االختبلفات إال أف ىناؾ خطكطا عريضة يكاد يككف شبو اتفاؽ حكليا كىي:
-1رشيد زركاتي :تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية ،ط ،1دار ىكمو ،الجزائر ،ص ص .16،15
9
ب -القيام بدراسة استطالعية:
إذا كاف المكضكع يتطمب دراسة ميدانية ،ألف لمدراسة االستطبلعية دكر ىاـ في تحديد كضبط عنكاف
البحث ،كما ليا دكر في تحديد كضبط عينة البحث ،كأيضا في تحديد منيج الدراسة كأدكات البحث.
كفي ىذه المرحمة يبدأ الباحث في تزكيد نفسو بالمعمكمات حكؿ مكضكع البحث ،لكي يحدد اشكالية
كأىداؼ بحثو.
كفي ىذه المرحمة يككف الباحث قد أحاط كلك نسبيا بمكضكع بحثو ،كعميو يحاكؿ إعادة النظر كمناقشة
عنكاف بحثو :ىؿ ىك كاضح ،كىؿ ىك صحيح عمى المستكل المغكم كاالصطبلحي ،كىؿ صيغة العنكاف طكيمة
أـ قصيرة ،كىؿ يعبر عمى محتكل البحث؟
في ىذه المرحمة تككف قد تكفرت بعض المعمكمات لدل الباحث ،بحيث تسمح لو أف يجسدىا في خطة
بحث كلك أنيا خطة مبدئية قابمة لمنقاش كاإلضافة كالحذؼ فيما بعد.
أوالً .عوامل ذاتية ايجابية :كيقصد بيا شعكر الباحث بأنو باحث كمكضكع بحث ،فيك جزء مف البحث ،مما
يسيؿ عميو فيـ بعض المسائؿ التي يصعب عميو فيميا إذا كاف خارج البحث.
أوالً .عامل القدرة العممية :كفييا يراعي الباحث مقدرتو العممية التي تسمح لو أف يقكـ بالبحث الذم اختاره،
كبالتالي عمى الباحث أف ال يختار مكضكعا صعبا ،لكي يقاؿ عنو أف فبلف بصدد البحث في مكضكع
صعب ،ألف ىذه الصعكبة قد تعيقو دكف الكصكؿ إلى انجاز البحث؛ كما عميو أف ال يختار بحث سيبل
جداّ إلى درجة أف يككف تحصيؿ حاصؿ ،أك أف تؤدم بو طبيعة المكضكع إلى البحث فيما ىك ليس بمفيد،
كبالتالي فالبحث يفقد طبيعتو العممية الجادة.
يجب مراعاة مدة البحث لدراسة كانجاز المكضكع ،فالمكضكع الصالح لمذكرة تخرج الميسانس الذم يتطمب
انجازه في سنة ،غير المكضكع الصالح لرسالة الماستر كالمطمكب انجازه في عاميف ،غير المكضكع الصالح
ألطركحة الدكتكراه المطمكب انجازه في ثبلث سنكات.
ثالثاً .العامل االقتصادي :يجب مراعاة قدرة التمكيؿ كالتمكيف لمبحث ،فبل يختار الباحث مكضكع بحث يتطمب
أمكاال كعتادا عمميا كىك يعجز عف ذلؾ.
رابعاً .عامل توفر المراجع :يجب مراعاة تكفر المراجع لمبحث كمصادر لجمع المادة العممية.
المشكمة ترجمة لمكممة الفرنسية ، broblèmeكلمكممة نظائرىا في مختمؼ المغات ،تترجـ أحيانا إلى كممة
"مسألة" كىك اصطبلح شائع في لغة الرياضيات ،كالى كممة قضية كىك مصطمح شائع في لغة السياسة
كالقانكف ،أما في لغة البحث االجتماعي فإف اصطبلح " مشكمة" ىك الذم يشيع استخدامو كتداكلو بيف الباحثيف.
00
كفي تعريؼ بسيط لمشكمة البحث يقكؿ " ليمياف ريبؿ lilian Rippelأف المشكمة عبارة عف مكضكع
1
يحيط بو غمكض ،كتعرؼ المشكمة أيضا ظاىرة تحتاج إلى تفسير ،قضية مكضع خبلؼ.
كتعرؼ المشكمة أيضا بأنيا" :عبارة عف مكقؼ أك قضية أك فكرة أك مفيكـ يحتاج إلي البحث كالدراسة
العممية لمكقكؼ عمى مقدماتيا كبناء العبلقات بيف عناصرىا ،كنتائجيا الحالية ،كاعادة صياغتيا مف خبلؿ نتائج
الدراسة ككضعيا في اإلطار العممي السميـ".2
ب – أهمية المشكمة:
مف المفترض أف ال تنشأ فكرة بحث مف فراغ حتى ال تنتيي أيضا الي فراغ ،فإف السمة الرئيسية التي
أصبحت تميز البحكث العممية اآلف ىي أف تككف ىناؾ مشكمة محددة كىامة كفي حاجة ماسة إلى مف يتصدل
ليا بالدراسة كالتحميؿ مف جكانبيا المتعددة حتى نستطيع أف نجد ليا نكع الحمكؿ المناسبة لمتغمب عمييا.
كمف ىنا فبلبد أف يبدأ البحث العممي بإحساس مف جانب الباحث بكجكد مشكمة معينة في إطار
المجاالت العممية التي تخصص فييا.
كفي اإلطار العاـ لممشكمة التي يبدأ الباحث في االحساس بيا كادراكيا يمكنو أف يتطرؽ إلى تحديد
المشكمة تحديد دقيقا كتفصيميا ،كىذا يتكقؼ عمى مدل عمؽ الباحث في فيـ ىذه المشكمة كسعة اطبلعو العممي
كمدل خبرتو العممية كمدل إحاط تو بما يككف قد سبؽ اجراؤه مف بحكث مماثمة في الماضي عمى نفس ىذه
المشكمة أك عمى مشكمة مشابية ،مما يساعده عمى أف يستفيد مف خبرات ىذه التجارب في تحاشي أخطائيا أك
في استكماؿ نقائصيا أك في اتماـ عناصرىا عند إجراء بحثو.
كيمكف عرض مفيكـ المشكمة العممية أك المكقؼ المشكؿ أك الظاىرة مف خبلؿ بعض األمثمة التالية ،التي
نرل أىمية دراستيا كالكصكؿ الى نتائج بشأنيا.
-حاالت ندرة البيانات أك غياب المعمكمات التي ترتبط ببداية أك نشأة العمكـ في مراحميا المبكرة ،مما يتطمب
القياـ بدراسات عديدة لكضع أسس الممارسة كالتطبيؽ فييا كذلؾ مثؿ الدراسات التاريخية التي اتسمت بيا
الدراسات المبكرة في مجاالت الصحافة حكؿ ظيكر ىذه الصحؼ ،كأسس قياميا ،كتنظيميا كعبلقاتيا،
كأنماط الممارسة المينية كغيرىا مف المكضكعات التي يمكف أف تميز فترات النشأة كبدايات التطكر.
كغير ذلؾ العديد مف المكضكعات التي تحتاج إلى البحث كالدراسة العممية كتدخؿ في إطار مفيكـ
المشكمة أك الظاىرة التي ييدؼ الباحث إلى الكشؼ عنيا.
-أف تحدد المشكمة عبلقة بيف متغيريف أك أكثر :ففي مشكمة دراسة "نشرات األخبار في التمفزيون المصري
والتنشئة السياسية لممراهقين" ،ىناؾ متغيراف أساسياف األكؿ :نشرات أخبار التميفزيكف ،كالثاني يتمثؿ في
التنشئة السياسية لممراىقيف ،كتحاكؿ الدراسة الكشؼ عمى العبلقة بيف ىذيف المتغيريف.
-أف تككف المشكمة "تطبيقية "مرتبطة بالمجتمع كقضاياه فخدمة المجتمع ىي اليدؼ األسمى لمبحث العممي،
كاذا لـ يكف لبحث المشكمة مردكد اجتماعي فيي ال تستحؽ الدراسة.
1
-محمد منير حجاب :المرجع السابؽ ،ص ص 34-32
03
-أف يتأكد الباحث مف أف مشكمة بحثو التي اختارىا ليست غامضة أك عامة بدرجة كبيرة.
-اف تقع مشكمة البحث في ميداف الباحث.
-أف يختار الباحث مشكمة تتكافر مصادرىا كمراجعيا العممية كالبيانات الخاصة بيا ،كيراعي الزمف المحدد
لمبحث.
-أف تككف مشكمة البحث في حدكد امكانيات الباحث االقتصادية كالسياسية كاالجتماعية.
-أف تككف أسئمة االشكالية تعبر عف إشكاؿ.
-أف تككف كؿ أسئمة اإلشكالية كاضحة كدقيقة كقابمة لمدراسة ،سكاء نظريا أك ميدانيا.
-أف ال تكحي أسئمة اإلشكالية بأجكبة مسبقة عف اإلشكاؿ ألنو لك حصؿ ذلؾ النتيى البحث.
لكؿ دراسة أك بحث ىدؼ أك غرض حتى تككف ذات قيمة عممية ،كباختصار فإف اليدؼ مف أم بحث ىك
تكضيح لماذا يقكـ الباحث بيذه الدراسة ؟ كما الذم ينبغي الكصكؿ إليو ؟
كيفضؿ كثير مف المشتغميف بعمـ مناىج البحث تقسيـ ىدؼ البحث إلى قسميف:
-الهدف العممي :كتككف رغبة الباحث ىنا ىي مجرد التكصؿ إلى المعرفة العممية أم بمعنى آخر الرغبة في
اثراء المعرفة العممية كاشباع الفضكؿ العممي.
-الهدف العممي أو التطبيقي :بمعنى استخداـ نتائج البحث كتطبيقاتو لمكصكؿ بيا إلى حؿ المشكمة التي قاـ
الباحث بدراستيا.
كفي الحقيقة فإف أغمب البحكث اآلف قد أصبحت تيدؼ إلى الناحيتيف معان ،الناحية العممية البحثية ،أم
العمـ لمعمـ كالناحية التطبيقية أك العممية أيضا العمـ لممجتمع.
يكاجو الباحث -بعد تحديد مشكمة بحثو -كثير مف المفيكمات أك المصطمحات الخاصة التي يجب
استخداميا في دراستو كحتى يتجنب المبس أك سكء الفيـ أك التفسير المتبايف لبعضيا ،فإف الباحث يقكـ بتحديدىا
تحديدان دقيقا ألف ذلؾ يعد جزءا مف تحديد مشكمة البحث ذاتيا.
ىؿ ىي دراسة تحميمية أـ ميدانية ؟ كىؿ ىي دراسة شاممة أـ بالعينة؟ كغيرىا مف المسائؿ األخرل.
يدرؾ كؿ باحث أف المشكمة األساسية التي يعالجيا تنطكم عمى عناصر منطقية فرعية تعرؼ باسـ
المشكبلت الفرعية ،كالكاقع أف حؿ ىذه المشكبلت الفرعية الكاحدة تمك األخرل ىك الذم يميد الطريؽ نحك حؿ
المشكمة األساسية لمبحث.
05
صياغة المشكمة:
لصياغة المشكمة صياغة عممية محددةػ يجب تحديد مجاؿ المشكمة بدقة أك أسمكب دراستيا كحميا ،كينبغي
مراعاة أال تككف الصياغة طكيمة كمممة ،كال قصيرة مخمة.
كمف أجؿ أف يصؿ الباحث إلى صياغة اشكالية بحث ممتازةػ يتطمب مف ذلؾ أف يبذؿ جيدا معتب ار في
بناء إ شكالية بحثو ،كأف يحسف البناء ،أخذا بعيف االعتبار مف أف إشكالية البحث شبيية بالجياز العصبي في
الجسـ ،إذ ليا تأثير في كؿ محاكر البحث ،كعميو فإشكالية عممية سميمة تؤدم إلى بحث عممي سميـ.
كفييا يبدأ الباحث بتمييد دكف كتابتو تحت عنكاف تمييد ،ثـ يعرؼ القارئ بالمشكؿ كخطكرتو.
كفيو يذكر الباحث كيبرىف بأف لممكضكع عدة جكانب تشترؾ في دراستو ،كأنو يحدد فقط الجكانب التي
يريد دراستيا ،كيسمى ىذا التحديد بتحديد جكانب الدراسة ،كىذا التحديد يجب كجكده في البحث كما أف ىناؾ
تحديدا ثانيا يجب أف يصحب جكانب الدراسة كىك تحديد المجاؿ الزمني كالبشرم كالجغرافي لمدراسة.
فبناءا عمى الجكانب – األبعاد-التي حددىا الباحث كالمراد دراستيا يقكـ الباحث بطرح تساؤالت تمثؿ
في محتكاىا اإلشكاؿ الذم أدل إلى كجكد المشكؿ الذم ىك بصدد دراستو.
-1رشيد زركاتي :تدريب عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص ص .76-75
06
-3التساؤالت والفرضيات
1-3التساؤالت:
ىي عبارة عف أسئمة استفيامية يضعيا الباحث ،ليثير مف خبلليا النتائج المتكقعة في البحث عمى
مستكل كؿ محكر مف محاكر الدراسة ،عف طريؽ ربط كؿ تساؤؿ بمحكر معيف ،1كتككف ىذه األسئمة بشكؿ
تسمسمي (أم كؿ سؤاؿ يربط بمحكر مف محاكر الدراسة).
فيي تفيد في تحديد المحاكر األساسية لمدراسة كعدـ خركجيا عف ىذه المحاكر ،كما تفيد في جعؿ
عممية التحميؿ لتسير نحك األىداؼ المحددة في البحث ،ليذا يجب عمى الباحث أثناء طرحو التساؤالت الفرعية
مراعاة االعتبارات التالية:
كمف خبلؿ ما سبؽ ذكره يمكف القكؿ أف طرح اإلشكالية كالتساؤالت الفرعية ،يككف مف العاـ إلى الخاص.
بعد التحديد الكاعي لمشكمة البحث ،يبدأ الباحث التفكير في كضع تفسير مبدئي لمظاىرة التي ينكم
دراستيا ،فإذا كاف بصدد دراستو مدل إقباؿ المشاىديف عمى برنامج معيف ،عندئذ يتساءؿ ىؿ سبب ذلؾ يرجع
إلى جكدة البرنامج أـ إلى قمة البرامج الجيدة أـ إلى عدـ كجكد برامج منافسة لو ....إلخ ،كىكذا يقمب الباحث
أفكاره في محاكلة لكضع تفسير مؤقت لسبب إقباؿ الناس عمى مشاىدة البرامج المعني ،كىذا التفسير المؤقت ما
ىك إال مجمكعة مف اآلراء التي يرل الباحث أنيا تمثؿ مجمكعة المتغيرات أك العكامؿ التي تؤثر في مشكمة
البحث.
كىنا تبرز الحاجة إلى صياغة ىذه اآلراء في فركض ،كفي بعض االحياف تستبدؿ الفركض بمجمكعة
مف األسئمة البحثية ،حيث أف ىناؾ بعض الدراسات ال يصمح ليا منطؽ كضع فركض لطبيعتيا االستطبلعية
1
-أحمد بف مرسمي :مناىج البحث العممي في عمكـ اإلعبلـ االتصاؿ ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص .89
07
أك الكشفية ،التي ال تحتاج إلى اختبار فركض بقدر حاجتيا إلى اإلجابة عمى األسئمة البحثية ،حيث أف ىذا
النكع مف الدراسات يرتبط بظكاىر ال يعمـ عنيا الباحث شيئا.
فبحكث كدراسات االعبلـ تجمع في كثير مف اتجاىاتيا بيف التساؤالت كالفركض حيث تغطي التساؤالت
األبعاد المختمفة لمدراسة النظرية كبعض الدراسات الكصفية كالتاريخية ،بينما تمبي الفركض متطمبات الدراسة
الميدانية ،كالتحميمية كشبو التجريبية كالتجريبية ،نظ ار لطبيعة بياناتيا الرقمية كاإلحصائية حيث يعد تجاىميا
نقيصة كبيرة تيز مكثكقية تصميميا كاجراءاتيا كنتائجيا العممية.1
كىكذا يمكف القكؿ أف المسكح الكصفية ال تحتاج إلى صياغة فركض عممية ،ألنيا تستيدؼ في
مجمكعيا اإلجابة عمى األسئمة مف .....؟ ماذا ......؟ أك كيؼ .....؟ كلماذا .....؟ ،فاإلجابة تستيدؼ
الكصؼ الكاقع الراىف دكف أف تتجاكز ىذا الكصؼ إلى بناء عبلقات بينيا أك اختبار ىذه العبلقات.
بينما في الدراسات التجريبية التي تستيدؼ كصؼ أك اختبار العبلقات السببية تتطمب صياغة فركض
عممية تضع تفسير أكليا لمعبلقات التي تستيدؼ كصفيا أك اختبارىا مف خبلؿ تعامؿ منيجي مع قاعدة كفيرة
مف المعمكمات كالحقائؽ.
كلذلؾ فإف كجكد المتغيرات ،كمبلحظة ىذه المتغيرات في حالتيا الديناميكية التي تشير إلى عبلجات
التبعية أك تأثيرات ىك الذم يفرض بداية كضع التفسيرات األكلية ليذه العبلقات ،أما كصؼ المتغيرات في حالتيا
الساكنة أم في حاالت عدـ كجكد عبلقات ليا ببعضيا أك عدـ كجكد عبلقات لمظاىرة البحثية بغيرىا مف
الظكاىر ،ىذا الكصؼ ال يحتاج إلى صياغة فركض عممية كيكتفي في ىذه الحاالت بالتساؤالت المنيجية.
أ -تعريف الفرضية:
يرل مؤلؼ قامكس التحميؿ االجتماعي ،أف الفرض ىك عرض لعبلقة متكقعة بيف متغيرات تستنبط مف
مبلحظة أك تستنتج مف نظرية أعـ منو أك أشمؿ أك يقدـ باالعتماد عمى الحدث أك التخميف.2
ويعرف د /محمد الغريب عبد الكريـ الفرض بأنو " :قضية احتمالية تقرر عبلقة بيف متغيرات ،تعطي
تفسي ار مؤقتا لمظاىرة ،كتستخدـ بعض المناىج كاألدكات الدقيقة لدراستيا".3
1
-السيد أحمد مصطفى عمر :المرجع السابؽ ،ص ،130عف :
Back storm and hursh cesar, G survey research (2 nd ed), john wiley and sons, NY, 1981.
2
-تكفيؽ فرح ،فيصؿ السالـ :قامكس التحميؿ االجتماعي ،مجمكعة أبحاث الشرؼ ،الككيت ،كالفكرنيا ،دار المثمث لمتصميـ
كالطباعة كالنشر ،لبناف ،1980 ،ص .6
3
-محمد غريب عبد الكريـ :البحث العممي -،التصميـ كالمنيج كاالجراءات ،-ط ،4المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية،
مصر ،1998 ،ص ص .66-65
08
كىي "عبارة عف فكرة مبدئية ،تربط بيف الظاىرة مكضكع الدراسة كالعكامؿ المرتبطة أك المسببة ليا" ،1كما
أنيا عبارة عف إجابة احتمال ية لسؤاؿ مطركح في إشكالية البحث ،كيخضع لبلختبار ،سكاء عف طريؽ الدراسة
النظرية ،أك عف طريؽ الدراسة الميدانية ،كلمفرضية عبلقة مباشرة بنتيجة البحث ،بمعنى أف الفرضية ىي الحؿ
إلشكالية ككنت مشكؿ.
كمف خبلؿ التعاريؼ السابقة الذكر يمكف استخبلص عدة عناصر :
ىناؾ عبلقة بنائية بيف المفاىيـ الثبلث الفرض العممي كالتعميـ كالنظرية ،كترتيب العبلقة البنائية تككف
كالتالي: 2
كلذلؾ إذا كاف تعريؼ الفرض العممي بأنو تعميـ مبدئي تظؿ صبلحيتو محؿ اختبار أك أنو حدس مؤقت
لـ يثبت بعد ،أك أنو عبلقة أكلية بيف متغيريف لـ تثبت صحتيا بعد ،فإنو عند ثبكت صحة ىذا الفرض مف خبلؿ
المبلحظة العممية كالتجريب بصكره المختمفة كعدـ كجكد فركض أخرل تخالفو أك يتعارض معو فإف الفرض
يتحكؿ بعد ذلؾ إلى تعميـ نيائي بيف ىذه المتغيرات ،كيأخذ ىذا التعميـ شكؿ القانكف الذم يحكـ العبلقة بيف
ىذه المتغيرات كحركتيا ،مما ال يحتاج إلى تجريبو مرة أخرل ،كلكف يمكف تطبيقو مباشرة بعد ذلؾ عمى الحاالت
المماثمة ،كبذلؾ تصبح العبلقة في شكميا األخير عامة كمجردة ال ترتبط بحالة ذاتيا.
فالفرض ىك تعميـ تـ صياغتو بدقة بعد اختباره في بحكث كدراسات متعددة أثبتت صحة ىذه العبلقة،
فالعبلقة بيف كثافة المشاىدة كاكتساب المعاني الرمزية لمعالـ المحيط بنا ،كلـ يعد لمبحث العممي حاجة إلعادة
-1رشيد زركاتي ،تدريبات عمى منيجية البحث لمعمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص ،49عف د .محمد الباسط محمد الحسف،
قكاعد البحث االجتماعي ،دار المعارؼ ،القاىرة ،مصر ،ص . 194
2
-محمد عبد الحميد :المرجع السابؽ ،ص ص .18،19
09
اثبات ىذا التعميـ باعتباره فرضا عمميا مرة أخرل ،ما دامت قد تكفرت نفس الظركؼ المحيطة بتجريب الفرص
في المرات السابقة كثبكتو.
أما النظرية :1ىي تحديد نيائي لمعبلقة بيف الحقائؽ كالمتغيرات ،يقدـ تفسير لمظاىرة كيتكقع اتجاىات الحركة
فييا.
فالنظرية إطا ار فكريا لعدد مف التعميمات ذات العبلقة ببعضيا ،كيقدـ ىذا االطار تفسي ار لمظكاىر العممية
كالتنبؤ بيا.
االستنتاج :
الفرض العممي :تعميـ مبدئي لـ تثبت صحتو .التعميم :ىك فرض تثبت صحتو.
ىناؾ عبلقة أخذ كعطاء متبادلة بيف الفركض كالنظريات ،يستمد الفرض قكتو مف النظرية ،كيتـ تطكير
النظرية أك اختبارىا بكاسطة الفرضيات ،فالفرض ىك األداة التي يتـ بكاسطتيا العمؿ عمى كشؼ النظرية أك
التحقؽ منيا.
-يتفؽ الفرض كالنظرية في تشابو ىدفيما ،كىك تفسير الظكاىر كاألحداث الطبيعية ،كيختمفاف في أف
النظرية أكسع كأعـ كأشمؿ.
ب -أهمية الفرضيات:
لفرضيات البحث أىمية كبيرة ،إذ تعتبر الفرضيات كمؤشراتيا الركائز األساسية في رسـ الخطكط العريضة
لمبحث في محاكر االشكالية ،كعندما يقكـ الباحث بصياغة فرضيات بحثو ،فكأنو يقكؿ " :ينبغي عمي أف أبحث
في ىذا اإلتجاه".
-1شحاتة سميماف محمد سميماف :مناىج البحث بيف النظرية كالتطبيؽ ،مركز اإلسكندرية لمكتاب ،اإلسكندرية ،مصر ،2006 ،ص
.59
21
ج -مزايا تكوين الفروض:1
تكجيو البحث كالتقصي داخؿ خطكط عريضة تمنع الباحث مف السير عمى غير ىدل. -
يساعد كضع الفركض عمى تبسيط المشكمة كتفصيميا ككضعيا عمى شكؿ سمسمة مف الفركض -
الفرعية أك الجزئية حيث يعبر كؿ فرض عف مشكمة جزئية محددة في المشكمة مكضكع البحث فتسيؿ بالتالي
ميمة دراسة العبلقات المحتممة لمتغيرات الظاىرة مكضكع الدراسة.
تساعد الفركض عمى عزؿ كاستبعاد المتغيرات كالعكامؿ التي يفترض عدـ تأثيرىا في الظاىرة -
مكضكع الدراسة مما يساعد عمى تركيز مشكمة البحث بدقة.
-تعمؿ الفركض عمى تكضيح مدل عبلقة الحقائؽ العممية بمكضكع البحث.
تساعد الفركض عمى تحديد المنيج المناسب كاألدكات المناسبة لجمع البيانات كعمى تحديد أسمكب -
التحميؿ كتحديد نكعية البيانات المراد جمعيا كتحميميا.
تساعد الفركض في االنتقاؿ مف الجانب التجريدم إلى الجانب المممكس عف طريقة دكر المؤشر. -
المالحظة :حيث يستطيع الباحث أف يستعمؿ أسمكب المبلحظة كذلؾ مف خبلؿ اتباعو لمظاىرة ككيفية
حدكثيا لتحديد مثبل :خصائصيا كالعكامؿ المؤثرة فييا كمنو ممكف الكصكؿ إلى كضع بعض االقتراحات
األكلية لحؿ المشكمة المطركحة.
التجربة :فيك أف يقكـ بالتجريب مثبل :كأف يقكـ بإدخاؿ بعض العكامؿ أك تغيير الظركؼ المحيطة بالظاىرة
قصد التعرؼ عمى الظاىرة أكثر.
الدراسات السابقة :كىي جؿ األ بحاث كالدراسات العممية التي تناكلت ظكاىر أك مكاضيع مشابية لمكضكع
الباحث فيمجأ إلييا قصد صياغة فرضيات كتتمثؿ ىذه الدراسات في رسائؿ الماستر كأطركحات الدكتكراه...
إلخ.
تخصص الباحث :كخبرتو الشخصية كقدرتو عمى تحميؿ العبلقات القائمة بيف متغيرات الدراسة.
1
-محمد منير حجاب ،المرجع السابؽ ،ص ص .56،55
- 2السيد أحمد مصطفى عمر :المرجع السابؽ ،ص ص.148-145
20
التخمين :كىي قدرة الباحث عمى تحميؿ ككضع بعض الفرضيات لدراسة البحث دراسة جيدة.
-يتضمف عبلقة بيف مفيكميف أك متغيريف ،أحدىما مستقؿ ،كاآلخر تابع كقد تككف تمؾ العبلقة مكجبة
أك سالبة.
-يمكف اختب اره ،كيقتضي ذلؾ البعد عف الفركض الفمسفية التي يصعب اختبارىا كما يقتضي ذلؾ أيضا
األخذ في االعتبار األساليب التي تستخدـ في قياس الفركض كخاصة مدل داللتيا االحصائية.
-الخمك مف التناقض ،كيقتضي ذلؾ تحديد المتغيرات التي يضميا الفرض بدقة كتحديد المفاىيـ تحديدا
كاضحا كتعريفيا إجرائيا لضماف عدـ التناقض بيف مككنات الفرض أك بيف الفرض الرئيسي كالفركض الفرعية
المككنة لو.
-الصياغة بإيجاز ككضكح كبمغة كاضحة كمحددة كمفيكمة.
-ينبغي أف تخدـ الفرضيات أغراضا متعددة ،أىميا تحديد اإلطار الفكرم كالنظرم لمباحث كرسـ
الخطكط المنيجية لمبحث كاختيار األساليب اإلحصائية التي تستخدـ في تفسير كتحميؿ البيانات.
الفرضية العامة :ىي عبارة عف تفسير احتمالي شامؿ لمظاىرة ،كعندما تثبت أماـ التجربة كتتحقؽ
صحتيا ،فإنيا تصبح في شكؿ نظرية لمبحث لتفسير الظاىرة.
الفرضية الفرعية :ىي عبارة عف عناصر فرعية لمفرضية العامة ،كعندما تثبت أماـ التجربة كتتحقؽ
صحتيا ،فإنيا تصبح قكانيف تحكيمية بغية التحكـ في الظاىرة.
أوالً :الفروض الموجهة :تقرر كجكد العبلقة كاتجاىيا كتقدرييا المفظي (أقؿ ،أكثر ،أعمى ،تتزايد ،تتناقص.)...
يكجد ارتباط طردم بيف التعرض لكسائؿ اإلتصاؿ كمستكل المعرفة باإلرىاب. -
ثانياً :الفروض غير الموجهة :التي تكتفي بتصكر كجكد العبلقة بيف المتغيرات فقط.
ثالثاً :الفروض الصفرية :عكس الفركض الغير مكجية ،ينفي الفرض الصفرم منذ البداية كجكد العبلقة بيف
المتغيرات مثؿ:
-ال تكجد عبلقة بيف المستكل االقتصادم كالكقت الذم يقضيو الشباب في قراءة الصحؼ.
-ال تكجد فركؽ بيف الذككر كاإلناث في االستماع إلى الدراما اإلذاعية.
كيبلحظ أف الفرض المكجو األكثر ثراء يحمؿ في صياغتو داللة التكقع باالتجاه كالقيمة ،فيصبح في ىذه
الحالة ذا مغزل كداللة أكلية مف صياغتو كيقكد إلى مزيد مف المعرفة كالمعمكمات الخاصة بمرجعيات بناء
الفرض كلذلؾ تسمى الفركض الدالة ،نمجأ إلى الفركض الصفرية إذا لـ تكف ىناؾ دراسات سابقة تدعـ العبلقة
بيف متغيريف أم عند ندرة البيانات أك المعمكمات أك عدـ كفاية اإلطار النظرم لمبحث.
تكجد فركؽ إحصائية دالة بيف األطفاؿ الذيف يقرأكف الصحؼ كالذيف ال يقرأكنيا في التحصيؿ الدراسي
كذلؾ لصالح مجمكعة األطفاؿ الذيف يقرأكف.
مثؿ :ىؿ ىناؾ فركؽ بيف األطفاؿ البنيف كاألطفاؿ البنات في ميميـ لمشاىدة برامج العنؼ.
ىناؾ نقطة ىامة تتعمؽ باختبار صحة الفركض ،فالفرض قد يثبت صحتو كقد يثبت خطأه ،كالفرض
الذم ثبت خطأه ال يقؿ أىمية مف الناحية العممية م ف الذم يثبت صحتو كال يقمؿ مف أىمية النتائج التي تكصؿ
23
إلييا البحث ،فالكصكؿ إلى الفرضية السمبية يعتبر مجيكد كصؿ مف خبللو الباحث إلى معرفة أف ال أثر ليذه
الفرضية في ظركؼ الظاىرة ،كىذا يعني بأف الباحث عرؼ بأنو الطريؽ مسدكد ،كعميو فمقد كفر الكقت كالجيد
عف بقية الباحثيف بعدـ البحث في عبلقة ىذه الفرضية بظركؼ الظاىرة .
كبناء عمى ىذا نصؿ إلى معرفة أف الفرضية التي ال تتحقؽ ىي مجيكد عممي مبذكؿ كمف طرؼ
الباحث ،كعدـ تحقيقيا ال ينقص شيئا مف قيمة البحث العممية ،بؿ تعتبر أيضا إحدل نتائج البحث.
مفهوم الديمقراطية :قد تعني عند كاتب الحرية بمعانييا المتنكعة كالمتعددة :حرية التعبير ،الحرية
السياسية ،حرية التنقؿ ،كقد تعني عند كاتب آخر المساكاة أماـ القانكف ،كعند كاتب آخر تكافؤ الفرص كالتكزيع
العادؿ لمثركة ،كبسبب ىذه المعاني المتباينة لممفيكـ الكاحد يحدث خمطا لدل الناس ،فيتحدث الشخص عف
معنى في ذىنو غير المعني الذم يتحدث عنو شخص آخر ،كىنا يأتي تكضيح المفاىيـ ليمثؿ ضركرة منيجية
كمعرفية.
فمرحمة تحديد المفاىيـ كالمصطمحات ىي مفتاح البحث فيي مف المراحؿ األساسية كالميمة ،لذا يجب
1
عمى الباحث تكخي الحذر أثناء القياـ بيا ،فالمصطمحات تصبح مفاىيـ عندما تمر بالجكانب التالية:
أ -الجانب المغوي :حيث يقكـ الباحث بتحديد المصطمح المراد شرحو ،فأكؿ شرح يككف لغة حيث يستعمؿ
القكاميس المغكية التي بدكرىا تشرح المصطمح شرحا دقيقا مف حيث المغة كماذا يعني داخؿ المجتمع.
ب -الجانب االصطالحي :حيث يقكـ الباحث بجمع أكبر عدد مف التعريفات الخاصة بالباحثيف كالعمماء
الذيف تطرقكا إلى ذلؾ المصطمح كشرحكه ،كمف األحسف تككف التعاريؼ متنكعة كتختمؼ مف باحث إلى
آخر لكي يككف تعريؼ شامؿ لممفيكـ يقكـ بكضعو الباحث في األخير.
ج -الجانب اإلجرائي (الميداني) :ىك عبارة عف تكييؼ مختمؼ التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية لمكضكع
البحث ،كعميو فيتـ الكصكؿ إليو عف طريؽ العمميات التالية:
-جمع عناصر التعريؼ مف مختمؼ التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية.
-إضافة كؿ ما ىك ناقص في التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية.
1
-رشيد زركاتي :تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص .86
24
-تكييؼ كؿ ما سبؽ مف تعاريؼ لغكية كاصطبلحية كما أضيؼ مع طبيعة البحث.
يكضح الباحث في الجانب اإلجرائي استخداـ المفيكـ ميدانيا كيخدـ كثي ار الباحث كالبحث في نفس
الكقت ،حيث تكمف أىيمتو في الربط بيف الجانب النظرم كالتطبيقي ،كيمكف لباحث تخصيص عنكاف
لتحديد المفاىيـ ،عمى أف يككف في الفصؿ األكؿ ،كما يمكف التعرض لمفاىيـ البحث في فصكؿ البحث،
عمى أف يتـ التطرؽ لمفاىيـ كؿ فصؿ في الفصؿ الخاص بيا ،كيرجع الباحث أساسا إلى المفاىيـ
الكاردة في عنكاف مكضكع بحث ،ثـ إلى بعض المفاىيـ الكاردة في اشكالية بحثو ،ثـ إلى بعض المفاىيـ
الكاردة في خطة بحثو كالتي تستخدـ في محتكل البحث.
1. 4التحميل المفهومي:
إف التحميؿ المفيكمي ىك سيركرة تدريجية لتجسيد ما نريد مبلحظتو في الكاقع ،يبدأ ىذا التحميؿ أثناء
شركع الباحث في استخراج المفاىيـ مف فرضيتو (أك مف ىدؼ البحث) ،كيستمر ىذا التحميؿ أثناء تفكيؾ كؿ
مفيكـ الستخراج األبعاد أك الجكانب التي ستأخذ بعيف االعتبار ثـ يتـ تشريح كؿ بعد كتحكيمو إلى المؤشرات أك
1
ظكاىر قابمة لممبلحظة.
2
2. 4المفهوم ،البعد ،المؤشر:
تقاـ عمى العمكـ العبلقة بيف المغة التجريدية كالمغة المجسدة القابمة لمقياس ) التعريؼ اإلجرائي( باالنتقاؿ مف
المفيكـ إلى األبعاد ،كمف ىذه األبعاد إلى المؤشرات ،فتصبح المؤشرات بيانات قابمة لممبلحظة لممتغير أك مفيكـ
معرؼ بطريقة إجرائية.
*المفهوم :تصكر ذىني عاـ كمجرد لظاىرة أك أكثر كلمعبلقات المكجكدة بينيما
السمطة العائمية مفيكـ ألنيا عبارة عف مختصر مجرد لظكاىر عديدة قابمة لممبلحظة
-1مكريس أنجرس ،منيجية البحث في العمكـ االنسانية ،تدريبات عممية ،ترجمة ،بكزيد صحراكم كآخركف ،ط ،2دار قصبة لمنشر،
الجزائر ،2006 ،ص .158،157
-2المرجع نفسو ،ص .163-158
25
فينا يتعمؽ األمر بتصكر ذىني نككنو حكؿ كاقع ما.
مسؤكليات جماعية
البعد :أحد مككنات أك جانب مف جكانب المفيكـ كالذم يشير إلى مستكل معيف مف كاقع ىذا األخير بكؿ
ما ىك غير مبلحظ كال يقبؿ القياس مباشرة سيبقى مف صنؼ األبعاد التي يمثؿ مستكل كسيطي بيف التصكر
التجريدم العاـ كالكاقع المبلحظ.
إذن فالبعد :ىك تقريبا مرحمة تتكسط بيف المفيكـ كالمؤشر ،ال يمثؿ البحث عف أبعاد أم مفيكـ مرحمة
ضركرية جدا لعممية إجرائية المتغيرات (المفاىيـ) ،كلكنو عمؿ يسيؿ كثي ار تعييف المؤشرات كتحديدىا.1
المؤشر :ىك مجمكع العمميات اإلمبريقية المنجزة لمكصكؿ إلى سمككات أك ظكاىر مبلحظة
كيمكف أف يككف عدد المؤشرات كبير بالنسبة إلى كؿ مفيكـ ذلؾ ألنو يمكف مبلحظة كؿ بعد مف أبعاد
مف خبلؿ عدة مظاىر مممكسة ،مما يتطمب اختيارىا كفقا لمكسط المدركس.
استنتاج:
1
-أالرامي /ب .فالي :البحث في االتصاؿ – عناصر منيجية ،-ترجمة :أد ميمكد سفارم كآخركف ،مخبر عمـ االجتماع
االتصاؿ ،قسنطينة ،الجزائر ،2004 ،ص .203
26
مثال :قياس مفيكـ – استيبلؾ كسائؿ االعبلـ
27
المداخل النظرية لمدراسات اإلعالمية:
يستخدـ مفيكـ المدخؿ لمداللة عمى المرجعية العممية أك المعرفية التي يمكف طرح مشكمة البحث كتفسير
1
نتائج دراستيا في إطاراىا.
كتعتبر المداخؿ أك األصكؿ النظرية بتعدد تسمياتيا) الخمفية النظرية لمبحث ،األساس التنظيرم لمبحث،
اإلطار المرجعي النظرم لمبحث ،األصكؿ كالجذكر الفكرية لمبحث( مجمؿ النظريات التي يعتمد عمييا
الباحث في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ قصد دراسة مكضكع إعبلـ أك اتصاؿ.
كتتمخص أىمية اختيار المدخؿ النظرم لمدراسة اإلعبلمية أك المشكمة المطركحة في تحقيؽ الكظائؼ
2
التالية:
كمع تعدد األفكار كالنظريات كالعمكـ ذات العبلقة بحركة العممية اإلعبلمية كعبلقاتيا تتعدد أيضا المداخؿ
النظرية التي يختار منيا الباحث ما يتفؽ مع طبيعة الظاىرة أك المشكمة االجتماعية ،كمع تعدد ىذه المداخؿ
يجب أف يعي الباحث بداية أف ىذه المداخؿ النظرية ال تنتمي فقط إلى نظريات اإلعبلـ أك التعميمات الخاصة
بدراستيا ،كلكنيا تنتمي إلى العمكـ اإلنسانية الطبيعية األخرل ،ألف أىـ ما يميز عمكـ االتصاؿ كاالعبلـ في
الكقت الحاضر أنيا مف العمكـ البينية التي تستفيد مف الحقائؽ كالنظريات الخاصة ببناء العمكـ األخرل كبصفة
خاصة عمكـ المغة كالنفس كاالجتماع كاالقتصاد ،باإلضافة إلى العمكـ الطبيعية المختمفة في كؿ مجاؿ
تخصصو.
-1المدخل المغوي:
ال يتـ دراسة الرسالة االعبلمية بمعزؿ عف القائـ باالتصاؿ كالمتمقي ألف الدراسة اإلعبلمية ليست مجرد
عنصر مف عناصر العممية اإلعبلمية لكنيا نقطة المقاء بيف عناصر العممية اإلعبلمية فيي التي تربط بيف
المرسؿ كالمتمقي ،كتعد عنصر فعاؿ إلكماؿ العممية االتصالية ،كىي المنبع الحقيقي لمغة قصد القياـ باالتصاؿ
باعتبارىا المنبو الرئيسي لحدكث االستجابة مف قبؿ المستقبؿ ليا.
كتظير أىمية الرسالة اإلعبلمية في أنيا كعاء المغة التي ال يقؼ دكرىا عند حدكد الكساطة بيف أطراؼ
عممية االتصاؿ في نقؿ المعمكمات ،كلكنيا تعمؿ كمثير كمنبو لمفرد لتحقيؽ استجابة معينة ،كىذا المنبو ال يتكفر
في شكؿ الرمكز المغكية سكاء كانت لفظية أك غير لفظية ،كلكف في المعنى كالداللة الخاصة بيذه الرمكز عند
أطراؼ العممية اإلعبلمية كقدرتيا عمى نقؿ المعنى المستيدؼ الى اآلخريف كاستقباليا بداللتيا حتى يحدث
التكافؽ في إدراؾ المعنى كالداللة.
قاـ الكثير مف الباحثيف كالمفكريف خاصة في مجاؿ المغة كعمـ النفس المغكم الذم يدرس السمكؾ
اإلنساني اإلتصالي (المغكم) بعدة افتراضات كنتائج قصد تفسير عممية الترميز التي تقاـ بيف المرسؿ كالمستقبؿ،
كلعؿ أىـ النظريات التي أهعتمد عمييا في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ نظريات المعرفة اإلدراكية :1كتعني مدل
1
-د .محمد عبد الحميد :نظريات كاتجاىات التأثير ،ط ،3عالـ الكتب ،القاىرة ،مصر ،ص .245
29
كعي كادراؾ الفرد بمحيطو كىذا ناتج عف التراكـ المعرفي لدينا كعف خبرات معرفية كعممية سابقة ،كلذلؾ تأتي
صياغة الفرد لمرمكز المغكية كتفسيره ليا في إطار المدركات المختزنة لدل الفرد كالتي تسقط داللتيا عمى األشياء
كالرمكز التي يتعرض ليا كيستجيب ليا كمنبيات عمى ىذا األساس .
نظرية معالجة المعمومات :كالتي تشير الى أف الفرد ال يتمسؾ بكؿ المعمكمات التي يتعرض ليا كلكنو يتجنب
البعض منيا بناءا عمى آليات التقديـ كالتقييـ ليذه المعمكمات كتجعؿ الفرد يختار منيا البعض كينسى البعض
اآلخر ،كبناء عمى ىذه النظريات نجد الفرد مدركا ككاعيا لجزء مميز مف المعمكمات المصكرة التي تتعامؿ مع ما
يسمى بالذاكرة المصكرة.1
النظريات الخاصة بالجانب الوجداني لمفرد :كاإلقناع كاالستمالة كالتشكيؽ ،كىي المداخؿ الخاصة ببناء
الرسالة اإلقناعية كما يرتبط بيا مف اتجاىات مختمفة في اختيار الرمكز كالمعاني التي تؤثر في البناء المعرفي
أك الكجداني لمفرد.2
كلعؿ مف أشير النظريات النظرية التفاعمية الرمزية 3التي جاء بيا ىاربرت بمكمر حيث اىتـ بطبيعة
العبلقة بيف المرسؿ كالمستقبؿ عف طريقة الرمكز كمدل تكاصؿ العمميات االجتماعية التفاعمية ،مما يؤدم حتما
الى نجاح العممية االتصالية االجتماعية ( كلعؿ أىـ الدراسات االجتماعية التي تعتمد عمى ىذا المدخؿ ىي
تحميؿ المضمكف ).
-2المدخل الوظيفي:4
يعتمد المدخؿ الكظيفي عمى المسممات الخاصة بالنظرية البنائية الوظيفية التي ترل أف المجتمع يتككف مف
عناصر مترابطة تتجو نحك التكازف مف خبلؿ تكزيع األنشطة بينيا التي تقكـ بدكرىا في المحافظة عمى استقرار
النظاـ .
كعمى ذلؾ اتفؽ الخبراء عمى ضركرة تحديد عدد مف الكظائؼ لكؿ نشاط مف األنشطة المتكررة في
المجتمع التي تحافظ عمى كجكده كاستق ارره ،كمف ىذه األنشطة النشاط االتصالي الذم يرتبط استم ارره بتحقيؽ
لعدد مف الكظائؼ.
1
-محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص . 46
2
-المرجع نفسو ،ص .44
3
-محمد عبد الحميد :نظريات كاتجاىات التأثير ،المرجع السابؽ ،ص ص .322-315
4
-محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص ص .33-31
31
فالمدخؿ الكظيفي يرل أف المجتمع يتككف مف العديد مف األنظمة كاألنساؽ نظاـ اجتماعي إقتصادم ،
تربكم ،إعبلمي ،فالنظاـ اإلعبلمي أحد النظـ الفرعية أك العناصر الفرعية لبناء المجتمع الذم يقكـ بتحقيؽ عدد
مف الكظائؼ االجتماعية في إطار مفيكـ البنائية الكظيفية ،كلعؿ أكؿ الباحثيف اإلعبلمييف الذم حدد كظائؼ
االتصاؿ ىك هارولد الزويل 1948ثـ جاء بعده تشارلز رايت في التحميؿ الكظيفي لمكسائؿ االجتماعية
كاالتصالية خاصة مف ناحية الترفيو مما أدل إلى ظيكر باحثيف آخريف مف بينيـ (كاتز ،ستيفنسكف ،ماككيؿ)
كميـ اعتمدكا عمى تفسير كظائؼ االتصاؿ مف الناحية النفسية اشباعات الحاجات كالتسمية لدل األفراد داخؿ
المجتمع .كلعؿ مف أىـ الدراسات اإلعبلمية التى تعتمد عمى المدخؿ الكظيفي ىي التي تطرح مشكبلت
اإلشباعات ك االستخدامات كالدكافع كاإلضاءات التي تريد تحقيقيا كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ.
-3المدخل السموكي:1
ييتـ ىذا المدخؿ ب ػ :خصائص كالسمات النفسية لجميكر المتمقيف كالتي تتمثؿ في التعرؼ عمى (الدكافع
كالحاجات الخاصة بالمتمقيف) ،ككذلؾ ييتـ بأنماط السمكؾ االتصالي مع كسائؿ االعبلـ خاصة (خصائص
التعرض كمستكيات االىتماـ كالتفضيؿ) ثـ بناء العبلقة بيف الخصائص كالسمات النفسية كأنماط السمكؾ مع
كسائؿ االعبلـ كالتي يمكف تمخيصيا في االسئمة التالية:
-1لماذا يتعرض األفراد إلى كسائؿ االعبلـ؟ كلماذا تختمؼ خصائص التعرض مف فرد إلى آخر أك مف فئة
الى أخرل مف جميكر المتمقيف.
-2لماذا ييتـ جميكر المتمقيف بكسيمة أك كسائؿ معينة مف كسائؿ االعبلـ؟ ككذلؾ لماذا ييتـ بمحتكل معيف
مف محتكل االعبلـ؟ كلماذا تتبايف مستكيات االىتماـ كالتفضيؿ مف فرد الى آخر؟ .
-3ماىي أسس بناء العبلقة بيف جميكر المتمقيف كالقائـ باالتصاؿ؟
كنظ ار الرتباط ىذه األسئمة بالسمكؾ اإلنساني لكؿ مف القائـ باالتصاؿ كجميكر المتمقيف فإف اجاباتيا
نجدىا في عمـ النفس كعمـ النفس المعرفي كعمـ النفس االجتماعي التي تعالج نظرياتيا األبعاد النفسية ليذه
العبلقات كبنائيا مثؿ نظريات التعمـ كنظريات التكازف المعرفي كنظريات المعرفة اإلدراكية كنظريات الدكافع.
كلعؿ نظريات التعمـ ىي أكؿ النظريات التي درست السمكؾ المبلحظ لدل الفرد ،كمف ىذا المنطمؽ
اعتمد الباحثكف اإلعبلميكف عمى ىذا المدخؿ خاصة المدرسة السمككية بقيادة الباحث واسطن الذم يفسر
السمكؾ عمى أنو مثير كاستجابة ،كلكف كانت ىناؾ العديد مف النظريات االعبلمية التي اعتمدت عمى المدخؿ
1
-جماؿ محمد أبك شيب :المرجع السابؽ ،ص ص .107-103
30
السمككي كأكدت عمى األنماط السمككية لممتمقي مختمفة مف كسيمة الى أخرل ،كيعكد ذلؾ الى اختبلؼ عمى
مستكل االدراؾ كالمعرفة كالعقؿ ،مما يؤدم حتما الى االختبلؼ عمى مستكل التعرض كاالستخداـ كاالشباعات
التي يمكف أف تحققيا كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ ،كمف أىـ الدراسات االعبلمية التي تعتمد عمى ىذا المدخؿ نجد
الدراسات المتمحكرة حكؿ كصؼ السمات النفسية (السمككية) لجميكر كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ.
– 4المدخل االجتماعي:
حسب دكركايـ االنساف كائف اجتماعي بطبعو كانطبلقا مف ىذه المقكلة يمكف القكؿ أف الفرد في جميكر
قرراتو في
كسائؿ االعبلـ ىك عضك في جماعة اجتماعية يخضع في عممياتو االدراكية لمفيكـ الجماعة كيتخذ ا
إطار المعايير االجتماعية ليا.
كأصبح مفيكـ البعد االجتماعي في بناء مدركات الفرد كعبلقتو بكسائؿ اإلعبلـ منذ بداية االربعينيات
مدخبل لتفسير السمكؾ كاالستجابة إلى كسائؿ اإلعبلـ ، 1كبدأت تستقر في اإلعبلـ الفركض الخاصة بتدفؽ
المعمكمات عمى مرحمتيف كتأثيرات قادة الرأم في انتقاؿ المعمكمات مف كسائؿ اإلعبلـ الى األفراد كأصبح ىذا
المدخؿ إ طا ار نظريا ،كلعؿ العديد مف الباحثيف في جؿ المجاالت خاصة االتصاؿ يعتبركف أف عبلقة المتمقي
بكسائؿ اإل عبلـ كاالتصاؿ ليا بعد اجتماعي اتصالي ينتج مف خبلؿ مختمؼ أنماط السمككيات الحاصمة لممتمقي،
كاىتمكا أ غمبيـ بالمدخؿ االجتماعي كتحديد تفسير السمكؾ االجتماعي كبالتفاعؿ االجتماعي كمف بينيـ " ويمبور
شرام وكذا ريمي وريمي ،اليكس تان ".....كميـ اىتمكا بتفسير تأثير كسائؿ االتصاؿ عمى السمكؾ االتصالي
لممتمقي في إطار إجتماعي (البيئة االجتماعية).
كمف بيف النظريات نجد النظريات االجتماعية منيا نظرية البناء االجتماعي باإلضافة إلى نظريات ثقافية
ساىمت في تفسير بعض السمككات الخاصة بالجميكر ،كلعؿ أىـ الدراسات االعبلمية التي تعتمد عمى ىذا
المدخؿ ىي جؿ الدراسات التي تطرح مشكبلت حكؿ السمات االجتماعية لمممتقي ،اك بمعنى آخر ظاىرات
إعبلمية في إطار اجتماعي.2
– 5المدخل االعالمي:
يعد مف أىـ المداخؿ التي تعتبر كخمفية معرفية لتفسير العممية االعبلمية كىذا راجع لككف الباحثيف
أصحاب المدخؿ كميـ إعبلمييف ،كلعؿ أىـ المداخؿ اإلعبلمية كبالترتيب نجد ما يمي:3
1
-بشير العبلؽ :نظريات االتصاؿ -مدخؿ متكامؿ ،-دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع ،عماف األردف ،2010 ،ص .73
2
-محمد عبد الحميد :نظريات كاتجاىات التأثير ،المرجع السابؽ ،ص ص .166-164
3
-د .محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات االعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص ص .63-50
32
أ -المدخل التاريخي لوسائل اإلعالم واالتصال:
تكاد تنفرد الدراسات الصحفية بيذا المدخؿ دكف الدراسات الخاصة بالكسائؿ اإلعبلمية األخرل ،كذلؾ لعدة
أسباب منيا:
-إف الصحؼ قد سبقت الكسائؿ اإلعبلمية األخرل في الصدكر كاالنتشار لقركف عديدة ،كأصبحت تنتمي
إلى مراحؿ تاريخية قابمة لمكتابة كالتسجيؿ بينما الكسائؿ األخرل مازالت تنتمي لمكقائع كاألحداث
المعاصرة لـ يحف الكقت بعد لكتابة تاريخيا كتسجيمو.
-إف الصحؼ في حد ذاتيا كانت في ىذه المراحؿ شاىدان عمى الكثير مف الكقائع كاألحداث ،كبالتالي
يمكف اعتبارىا مف المصادر التاريخية ،التي يمكف الرجكع إلييا في استعادة ىذه الكقائع كاألحداث كاعادة
تسجيميا.
-إف الصحؼ بما تتميز بو مف خصائص في الحفظ كاستعادة ما بيا مف معمكماتػ تعتبر أحد الكثائؽ
التاريخية كىذه الخصائص ال تتكفر لشرائط التسجيبلت في الراديك كالتمفزيكف التي تزداد تكمفة االحتفاظ
بيا.
لذا يمكف القكؿ أف جؿ النظريات في ىذا المدخؿ ركزت عمى تاريخ الصحافة كذلؾ بكصؼ الكقائع
كاألحداث التاريخية ،كاالستفادة منيا في كقتنا الحاضر لكصؼ العممية الصحفية كعبلقاتيا بالمحيط االجتماعي
المتكاجد فيو ،كلعؿ مف أىـ الباحثيف نجد نكرد كنيمسكف كغيرىـ مما ساىمكا بشكؿ كبير في تكسيع اإلطار العاـ
لبحكث الصحافة ،حيث أشاركا إلى أف البحكث الخاصة بتاريخ الصحافة تفتقد إلى التفسير االجتماعي كأقؿ
اىتماما لؤلبعاد االجتماعية لبلتصاؿ رغـ أف الظاىرة الصحفية سكاء كانت معاصرة أك حدثت في الماضي،
فرع كلكنيا تدكر في سياؽ اجتماعي ،كىكذا بدأت تتطكر الدراسات التاريخية الخاصة
فإنيا ال تحدث في ا
بالصحؼ كالكسائؿ اإلعبلمية حتى تكتسب القيمة النظرية كالعممية.
األول :ىك االتجاه الجزئي في كصؼ عناصر النظاـ أك العممية كتحديد خصائص ىذه العناصر.
33
الثالث :النظر إلى النظاـ اإلعبلمي باعتباره نظاما مفتكحا لو عبلقات متبادلة مع النظـ األخرل في المجتمع
يؤثر فييا كيتأثر بيا.
يركز ىذا المدخؿ عمى القائـ باالتصاؿ ككنو المسؤكؿ األكؿ عمى اإلعداد الفني كاالعبلمي لممكاد
اإلعبل مية لممؤسسة كالعامميف في مجاالت التنظيـ كاإلدارة الذيف يتعاكنكف معو في إطار األىداؼ ،كمف أىـ
النظريات التي تنتمي إلى ىذا المدخؿ كذلؾ كؿ الدراسات التي تتنكع عمى االتجاىات التالية.
ببحث جكانبيا المالية كاإلدارية كالفنية ،مف أجؿ كصفيا في المؤسسة اإلعبلمية أك مقارنتيا بمؤسسات
إعبلمية أخرل ،ىذا يعني :يكصؼ الممارسات المينية مف أجؿ كصفيا ككضع محدداتيا مثؿ الخط السياسي
لممؤسسة ،الخمفية الفكرية لممؤسسة كمقارنتيا بالمؤسسات اإلعبلمية األخرل.
في سبيؿ تأثيرىا عمى المنتج النيائي لممؤسسة اإلعبلمية (كصفيا مف أجؿ بحث عبلقتيا مع أىـ
العناصر اإلعبلمية).
يعد ىذا المدخؿ القاعدة األساسية لممداخؿ سالفة الذكر لككنو يجمع بيف جميع النظريات التي تناكلت
مف قبؿ الباحثيف اإلعبلمييف كعمـ النفس كالمغة كالداللة...الخ ،فالتأثيرات مف كجية نظر المتمقي ىي نفسيا
الكظائؼ كاألىداؼ مف كجية نظر المؤسسات كالقائـ باالتصاؿ.
كمف أىـ النظريات التي تنتمي إلى ىذا المدخؿ ىي نظريات حديثة خاصة بتأثير كسائؿ اإلعبلـ
كاالتصاؿ كالمرتبة كالمتمثمة فيما يمي:
34
نظرية القذيفة السحرية ،نظرية التأثير المحدكد االنتقائي ،نظرية التأثير المتكاضع المعتدؿ ،نظرية التأثير
القكم ،كىي كميا نظريات تتحدث عمى درجات أك نكعية التأثير الحاصمة مف قبؿ كسائؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ.
تتعدد كتتنكع الدراسات كالمناىج العممية في العمكـ االجتماعية بصفة عامة ،كعمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ
بصفة خاصة ،بتعدد كتنكع الظكاىر كالحاالت كالمشاكؿ في مجاؿ البحث في الماضي كالحاضر كالمستقبؿ.
كعميو فتنقسـ البحكث اإلعبلمية مف حيث النكع إلى أنكاع عديدة أىميا:
ىي بحكث تيدؼ إلى التعرؼ عمى الظكاىر ،كتجرل بغرض مساعدة الباحث عمى صياغة مشكمة البحث،
تمييدا إلجراء بحث أدؽ ليا ،أك لتنمية فركض البحث.
كىناؾ مف الباحثيف مف يرل أف الدراسات االستطبلعية ال تختمؼ في جكىرىا عمى الدراسات المسحية
الكصفية إال في أغراضيا ،فالبحث االستكشافي بحث مسحي أك كصفي مرحمي تمييدم ،يساعد عمى تحديد
الفركض العممية كاالتجاه المباشر إلى الحقائؽ العممية كالبيانات التي ينبغي البحث عنيا ،تتطمب الدراسة الكشفية
قد ار كبي ار مف المركنة كالشمكؿ ،دكف أف تتطمب تحديدا دقيقا.
كما يعنيو ذلؾ مف قراءة كؿ ما يمكف لمباحث الحصكؿ عميو مف معمكمات تتصؿ بمشكمة البحث
كبالمياديف األخرل المتصمة بالبحث لمحصكؿ عمى أفكار جديدة ليا قيمتيا كاستشارة ذكم الخبرة ،كالميتميف
بالمكضكع لمتعرؼ عمى آرائيـ كخكاطرىـ بما ال يجده في المادة المكتكبة عف المكضكع.1
1
-محمد منير حجاب :المرجع السابؽ ،ص ص .70-68
35
.IIالبحوث الوصفية ومناهجها:
.1ماهية البحث الوصفي:
يرتبط البحث الكصفي بدراسة كاقع األحداث كالظكاىر كالمكاقؼ كاآلراء كتحميميا ،كتفسيرىا بغرض الكصكؿ إلى
استنتاجات مفيدة ،إما لتصحيح ىذا الكاقع ،أك تحديثو أك تطكيره ...ىذه االستنتاجات تمثؿ فيما لمحاضر،
ليستيدؼ تكجيو المستقبؿ.1
ىناؾ فركؽ جكىرية بيف ىذيف النكعيف مف الدراسات يمكف إجماليا فيما يمي:
-تفرض الدراسات الكصفية أف ىناؾ قد ار كاف ار مف البيانات عف المشكمة محؿ البحث ،بعكس الحاؿ في
الدراسات االستطبلعية التي ينزؿ فييا الباحث إلى الميداف ،كىك يجيؿ األبعاد الحقيقية لممشكمة ،كمف
ثـ يجعؿ ىدفو األساسي جمع أكبر قدر ممكف مف البيانات عف المشكمة محؿ البحث.
-ال يستطيع الباحث حيف يجرم دراستو االستطبلعية تحديد أىداؼ الدراسة بدقة ،كمف ثـ ال يجد مف
سبيؿ سكل أف يضع أىدافا عامة غير محددة كذلؾ بخبلؼ الدراسات التي تحدد أىدافيا بدقة.
فالقدرة عمى دقة تحديد األىداؼ مشركطة في الكاقع بمدل كفاية ككفرة البيانات المكجكدة عف المشكمة
محؿ البحث ،كلذلؾ فحيف يجرم الباحث دراسة كصفية ،تككف الدراسات االستطبلعية العديدة قد ميدت لو
الطريؽ ،أمدتو بقدر كفير مف البيانات األساسية التي ترسـ صكرة عامة لممشكمة محؿ البحث ،كعمى ذلؾ
يستطيع الباحث أف ينتقي مجاالت البحث التي يراىا جديرة بالدراسة ،بؿ يستطيع أف يضع لدراستو الكصفية
أىدافا محددة ،كمف ثـ يستطيع منذ البداية أف يحدد خصائص العينة التي سيشمميا البحث.
كيمكف تمخيص الفرؽ بيف الدراسات الكصفية كالدراسات االستطبلعية فيما يمي:
الدراسات االستطالعية :تعمؿ مف أجؿ تحديد مشكمة بحث عندما تككف معالـ مشكمة غير محددة كتنتيج
الكصؼ الكيفي.
الدراسات الوصفية :تعمؿ عمى جمع بيانات عف ظاىرة تغمب عنيا سمة التحديد ،كتنتيج الكصؼ الكمي
كالكيفي لدل بياف خصائص الظاىرة.
1
-محمد زايد حمداف :البحث العممي كنظاـ ،سمسمة التربية الحديثة ،28 ،دار التربية الحديثة ،عماف ،1982 ،ص .66
2
-محمد منير حجاب :المرجع السابؽ ،ص .79
36
فيما يتعمق بتصميم البحث:
الدراسات االستطالعية :أقؿ دقة كأكثر مركنة في التصميـ ألف الباحث تغيب عنو الكثير مف معالـ البحث.
الدراسات الوصفية :أقؿ مركنة كأكثر دقة في التصميـ مف الدراسات االستطبلعية ألف المشكمة أكثر تحديدا.
الدراسات الوصفية :تتضمف معظـ الدراسات الكصفية فركضا مبدئية كالقميؿ منيا تتضمف تساؤالت غير فرعية.
البحكث الكصفية شائعة جدا في العمكـ االتصالية لككنيا تمثؿ األسمكب األكثر قابمية لبلستخداـ
لدراسات بعض المشكبلت كالظكاىر التي تتصؿ باإلنساف كمكاقفو كآرائو ككجيات نظره في عبلقتو باإلعبلـ
ككسائمو ،حيث يصعب استخداـ المنيج التجريبي كالتاريخي في دراساتيا كىك أمر جعؿ معظـ البحكث اإلعبلمية
تقع في إطار ىذا المنيج.
كتكصمنا البحكث الكصفية إلى حقائؽ دقيقة عف الظركؼ القائمة كتستنبط العبلقات اليامة القائمة بيف
الظاىرات المختمفة كتساعد عمى تفسير معنى البيانات كتمد الباحثيف بمعمكمات مفيدة كقيمة كبذلؾ تساعدنا عمى
التخطيط كاإلصبلح كرفع األسس الصحيحة لمتكجيو كالتغيير كتعيننا عمى فيـ الحاضر كأسبابو كرسـ خطط
المستقبؿ كاتجاىاتو.
كيميؿ بعض العمماء إلى اعتبار البحكث الكصفية أقؿ قيمة مف البحكث التجريبية كلعميا في بعض
األحياف كذلؾ ،كلكف مف غير الممكف االستغناء عف ىذه البحكث ،كىي تقدـ لنا خدمات نافعة كمفيدة كقد تككف
خطكة أكلية كضركرية لتسبؽ البحث التجريبي كتعينو ،كقد تككف في بعض األحياف الطريقة الممكنة الكحيدة في
دراسة المكاقؼ االجتماعية كمظاىر السمكؾ البشرم.
عالقة البحوث الوصفية بالمسح:
تستخدـ كممة الكصؼ لتدؿ عمى نفس معنى كممة المسح ،كمف ىنا يطمؽ عمى البحث الذم ييتـ بدراسة
الظكاىر الراىنة بدقة ،اسـ المسح ،أك المسح الكصفي.1
1
-المرجع نفسو ،ص .80
37
.3مناهج الدراسات الوصفية في بحوث اإلعالم:
يعتبر التقسيـ الذم أكرده ،فاف داليف 1عف البحكث الكصفية أكثر التقسيمات شيكعا ،فقد اعتمدت عميو
كثير مف المؤلفات العربية التي تناكلت طرؽ كأساليب الدراسات الكصفية.
كيقكـ التصنيؼ الذم قدمو داليف DALINعمى أساس أف مناىج البحكث الكصفية ال تخرج عف التصنيفات
التالية:
-1فاف داليف :مناىج البحث في التربية كعمـ النفس ،ترجمة :محمد نبيؿ نكفؿ كآخركف ،ط ،5األنجمك المصرية ،القاىرة،1995 ،
ص ص .333 -297
- 2منير محمد حجاب :المرجع السابؽ ،ص ص .89-85
38
أوالً :أساليب الدراسات المسحية في بحوث اإلعالم
مسح الرأي العام: أ-
كييدؼ إلى التعرؼ عمى كجيات نظر الرأم العاـ تجاه القضايا التي تيـ المجتمع كتتناكليا كسائؿ اإلعبلـ.
ب -مسح جمهور وسائل اإلعالم:
لمتعرؼ عمى سمات كخصائص الجميكر ككجيات نظره كآرائو حكؿ المكضكعات كالبرامج التي تقدميا
كسائؿ اإلعبلـ المختمفة.
ج -مسح أساليب الممارسة
بغرض دراسة الجكانب اإلدارية كالتنظيمية ألجيزة اإلعبلـ المختمفة كبحث سبؿ كأساليب تطكيرىا.
د -مسح الوسائل اإلعالمية
لمعرفة إمكانياتيا الفعمية مف حيث األجيزة كالمعدات كبرامج التدريب كالميزانيات كتحديد الكسائؿ لتطكير
إمكاناتيا كالرقي بيا.
ه -مسح المضمون:
لمتعرؼ عمى المحتكل الظاىر لبلتصاؿ ككصفو كصفا مكضكعيا كمنتظما ككميا بغرض تحديد أسس
المكضكعات كالبرامج التي تقدميا كسائؿ اإلعبلـ كبالتالي األساليب المختمفة لتحسيف خدماتيا.
ثانيا :طريقة دراسة العالقات المتبادلة :
كيتمخص الفرؽ بيف طريقة دراسة العبلقات المتبادلة كطريقة المسح في أف الدراسات المسحية تكتفي بجمع
البيانات كالمعمكمات عف الظكاىر كالقضايا كالمشكبلت كالمكاقؼ التي تقكـ بدراستيا مف أجؿ تقديـ كصؼ ليا
كمرحمة أكلى ،ثـ تفسير ىذه المعمكمات لفيـ ىذه الظكاىر أك القضايا أك المشكبلت أك المكاقؼ بصكرة أفضؿ.
أما طريقة دراسة العبلقات المتبادلة ،كاف كانت ال تستغني عف الكصؼ كالتفسير ،إال أنيا تتعداىما إلى
حيث االىتماـ بدراسة العبلقات القائمة بيف المتغيرات كتحميميا كالتعمؽ فييا لمعرفة نكع كدرجة االرتباط القائمة
بينيا.
كيصؼ داليف دراسات العبلقات المتبادلة بقكلو " ال يقنع بعض الباحثيف بمجرد الحصكؿ عمى أكصاؼ
دقيقة لمظاىرات السطحية ،كلكنيـ يسعكف أيضا إلى تعقب العبلقات بيف الحقائؽ التي حصمكا عمييا بغية
الكصكؿ إلى بعد أعمؽ بالظاىرات ،كتعتبر طريقة دراسة العبلقات المتبادلة مف أىـ الدراسات الكصفية".1
كتتضمف طريقة دراسة العبلقات المتبادلة األساليب اآلتية:
1
-المرجع نفسو ،ص .79
39
أ -دراسة الحالة.
ب -الدراسات السببية المقارنة
ج -الدراسة االرتباطية
دراسة الحالة:1 .I
تمتد دراسة الحالة إلى ما ىك أبعد مف المبلحظة العابرة أك الكصؼ السطحي ،كتتطمب نفس العناية
بالتفصيؿ كالتخطيط كالتنفيذ ،كباإلضافة إلى الكصؼ الطبيعي لحالة ،يمزـ أحيانا تعميـ مكقؼ تجريبي لتحديد
مستكل القدرة كالنضج عند الفرد مكضكع الدراسة ،كيستخدـ ليذا الغرض العديد مف األدكات كاالختبارات المقننة.
كتمتد ىذه األدكات لتتناكؿ بيانات عف الفرد في البيت كالمدرسة كالمجتمع باإلضافة إلى جكانب التفاعؿ مع
أفراد العائمة كمجمكعات الرفاؽ كغيرىا.
يستطيع الباحث أف يرسـ صكرة متكاممة لمحالة كأف يفترض الفركض عف أسبابيا كأف يشخص عبلتيا كاذا
كاف القصد ،كما ىك في األعـ األغمب ،العبلج يستطيع أف يصؼ ليا الدكاء الناجح.
كليذا ال نبالغ إذا قمنا إف معظـ دراسات الحاالت دراسات تشخيصية عبلجية أك إرشادية كتكجييية كاف
كانت في الكقت نفسو تمفى ضكءا عمى األحداث النفسية كتطكراتيا كعكامميا كبالتالي عبلجيا بعد تشخصييا.
كاذا كانت دراسة الحالة تتميز بشيء فإنما تتميز بالعمؽ ،ذلؾ ألف الحالة المدركسة تككف ضيقة المدل فردا
أك جماعة محدكدة ،بؿ إف دراسة الحالة قد تنصب عمى جانب مف الجكانب لحالة معينة محدكدة.
ككاضح أف دراسة الحالة تشبو المسح كلكنيا أضيؽ كأعمؽ كلذلؾ فكثي ار ما تتكامؿ الطريقتاف كيعمد الباحث
إلييما كمييما مف أجؿ الكصكؿ إلى الحقيقة فبعد أف يمسح أفقا كاسعا يتعمؽ في حاالت قميمة نمكذجية فيككف قد
جمع بيف السعة كالعمؽ.
2
.IIالدراسات السببية المقارنة:
يعتبر منيج السببية المقارنة نمكذجا لمبحث في العمؿ كاألسباب الكامنة كراء حدكث الظاىرة مف خبلؿ
دراستيا في كاقعيا الراىف ،كحيث يصعب التجريب العممي أك ضبط المتغيرات كالتحكـ فييا ،كبعكس مف خبلؿ
المسمى -المقارنة السببية ،أك المقارنة العمية -األساليب التي تتـ لمبحث في األسباب مف خبلؿ المقارنة،
كاإلجابة عمى السؤاؿ لماذا ...؟ في دراسة الظاىرة اإلعبلمية.
كيعتبر ىذا المنيج مف الدراسات البلحقة أك البعدية كما يسمى بالدراسات االسترجاعية التي تفسر النتائج في
ضكء ما حدث مسبقا مف خبلؿ ا سترجاع الكقائع كاألحداث التي حدثت في الماضي كليس ما يحدث بعد بتأثير
الدخؿ الذاتي أك اإلجراءات العمدية المتعددة في المعمؿ أك البيئة الدراسية.
تيدؼ الدراسات االرتباطية ) (correlational studiesإلى اكتشاؼ العبلقة بيف متغيريف أك أكثر مف حيث
نكع االرتباط المكجكد (،المكجب كالسالب) كقكة االرتباط
كتعمؿ الدراسات االرتباطية عمى تحديد قكة كاتجاه ارتباط المتغيرات بمتغيرات أخرل سكاء أكاف ىذا االرتباط
بسيطا أك متعددان.
كعمى ذلؾ فإف الدراسة االرتباطية تيدؼ إلى معرفة الحقائؽ التالية:
يتناكؿ ىذا النكع مف الدراسات الكصفية التغيرات التي تحدث في بعض المتغيرات نتيجة لمركر الزمف،
كىي إما تتـ مف خبلؿ قياس الصفة أك المتغير الذم يككف مكضكع الدراسة مرة بعد مرة في نفس المجمكعة مف
األفراد أثناء مركر فترات زمنية محددة ( كؿ ستة أشير أك كؿ سنة مثبل).
كفي الدراسات التطكرية ،يقكـ الباحث بتكرار نفس الكضع الراىف بعد مضي فترة زمنية قد تمتد لعدة
سنكات ،كذلؾ إلجراء المقارنة مع البيانات السابقة لمتعرؼ عؿ معدؿ التغير كاتجاىو.
كمف المسائؿ اليامة التطكرية التي تعتمد عمييا ىذه الطريقة المنيجية ،كالتي ال بد مف كضعيا في االعتبار عند
إجراء ىذا النكع مف الدراسات االىتماـ باألبعاد المختمفة لمتطكر كىي:
-األسباب أك المتغيرات التي أدت إلى الظاىرة.
-العبلقة الزمنية بيف الظاىرة كالمتغيرات التي أدت إلييا.
-العبلقة المكانية بيف الظاىرة كالمتغيرات التي أدت إلييا.
-كضع الظاىرة في إطار حركة التطكر كالتغير في المجتمع الذم نشأت فيو.
كتفيد الدراسات التطكرية في مجاؿ الدراسات اإلعبلمية في التعرؼ عمى طبيعة الدكر الذم تقكـ بو األجيزة
كالكسائؿ اإلعبلمية في ترسيخ القيـ كالمفاىيـ كاالتجاىات عمى مدل زمني طكيؿ نسبيا كعمى التطكرات
كالتغيرات ال تي حدثت في الكسائؿ اإلعبلمية نفسيا مف حيث االنتشار كالتكزيع الجغرافي ،كالتقنيات كنظـ
الممارسة كأساليبيا كالعامميف فييا كتخصصاتيـ كتطكرات السياسيات اإلعبلمية كالجكانب السياسية كاالقتصادية
كاالجتماعية لممجتمع كفي التعرؼ عمى التغيرات كالتطكرات التي حدثت في مضمكف الرسالة اإلعبلمية.
تعد مف أىـ البحكث العممية القريبة مف الدقة ك المكضكعية ،كىي بحكث تمثؿ مرحمة النضكج العممي ألف
الباحث ال يكتفي فييا باستكشاؼ الظاىرة أك كصفيا يذىب الى أبعد مف ذلؾ لدراسة العكامؿ التي أكجدتيا عمى
الشكؿ الذم عميو .
فالبحكث التجريبية تعتمد بالدرجة األكلى عمى القياـ بالتجربة مع استخداـ أداة المبلحظة ،فيذه البحكث
تعتمد المبلحظة كتحتكـ التجربة في تأكيد أك إثبات أم قانكف أك فكرة ،كيتيح إمكانيات التأكد مف نتائج البحث
يعتمد في البحكث التجريبية المنيج التجريبي ،كما ىك كاضح مف التسمية ،أساسا عمى التجارب باختبار
العبلقات بيف متغيرات الظاىرة الكاحدة ،في ىذا المجاؿ يقكؿ موريس أنجرس ":ييدؼ المنيج التجريبي إلى
إقامة العبلقة التي تربط السبب بالنتيجة بيف الظكاىر أك المتغيرات ،كإلقامة العبلقة بيف السبب كالنتيجة فإننا
نقكـ بإجراء التجربة التي يتـ خبلليا معالجة متغير أك أكثر بتغيير محتكاه عدة مرات ،كيسمى ىذا المتغير
بالمتغير المستقؿ ،ىذه العممية تسمح بدراسة آثار المتغير المستقؿ في المتغير الذم يتمقى تأثيره كالمسمى
يعرؼ المنيج عمى أنو :الطريقة العممية الصحيحة كالمكضكعية كاليقينية في البحث عف الحقيقة كاكتشافيا
2
كتفسيرىا كالتنبؤ بيا كضبطيا كالتحكـ فييا.
كما يعرؼ عمى أنو :الطريقة لحؿ المشكبلت بأسمكب عممي ،عف طريؽ التحكـ في جميع المتغيرات كالمؤشرات،
3
ككضعيـ تحت التجربة ،كعزؿ إحدل المتغيرات بيدؼ تحديد كضبط كقياس تأثيره في العممية.
كيعرؼ أيضا :المنيج الذم يتضمف عممية ضبط جميع العكامؿ الرئيسية التي تؤثر في المتغير أك المتغيرات
التابعة في التجربة باستثناء عامبل كاحدا يحدده الباحث كيضبط ظركفو كيغيره بصيغة معينة بغية تحديد كقياس
4
تأثيره عمى المتغير أك المتغيرات التابعة.
قبؿ التطرؽ إلى خطكات المنيج التجريبي ك شرح المثاؿ نحدد بعض المفاىيـ المتداكلة في البحكث التجريبية.
3
متغير مستقل – متغير تابع – متغير دخيل
ىك العامؿ األساسي المؤثر في الظاىرة مكضكع الدراسة ،فيقكـ الباحث بإدخاؿ تغيير عميو لمعرفة التأثير الذم
يحدث في المتغير التابع ،بمعنى أنو العامؿ الذم يسبب الظاىرة (السبب).
ىك العنصر أك العامؿ أك الجانب أك الظاىرة مكضكع المراد قياسو ،فإذا كاف لممتغير المستقؿ تأثير عمى التابع،
فالنتيجة أف المتغير التابع الظاىرة المدركسة يتغير بتغير المتغير المستقؿ ،يعني أنو العامؿ الذم يظير كنتيجة
لتأثيرات المتغير المستقؿ (النتيجة).
-1إخبلص محمد عبد الحفيظ ،د مصطفى حسيف سامي :طرؽ البحث العممي كالتحميؿ اإلحصائي في المجاالت التربكية
كالنفسية كالرياضية ،ط ،1مركز الكتاب لمنشر ،القاىرة ،مصر ،2000 ،ص .102
-2الياشمي مقراني :التجريب في عمـ االجتماع ،في مرجع :د .فضيؿ دليك كآخركف :أسس المنيجية في العمكـ االجتماعية،
منشكرات جامعة منتكرم ،قسنطينة ،الجزائر ،1999 ،ص .128 ،127
-3محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص .27 -25
44
المتغير الدخيل:
ىك نكع مف المتغيرات الضابط ة التي يضعيا الباحث في اعتباره إلدراكو بداية بتأثيرىا المتداخؿ مع المتغير
المستقؿ ،فيقكـ بعزليا أك عزؿ تأثيرىا عمى المتغير المستقؿ.
مثال :
يرل الباحث أف الرجاؿ يميمكف أكثر إلى تفضيؿ المكضكعات الصحفية الجادة ،بينما يرل النساء تميؿ أكثر إلى
تفضيؿ المكضكعات الصحفية الخفيفة.
في المثال :كاف يمكف االنتباه لمتغير الوقت المتاح في المنزؿ لدل كؿ مف المرأة ك الرجؿ ،ك تأثيره المتداخؿ
مع تأثير النكع ،كيصبح في ىذه الحالة تفسير تأثير النكع فقط عمى تفضيؿ المكضكعات الصحفية تفسي ار خاطئا
ما لـ يتـ عزؿ ىذا المتغير الوقت المتاح كضبطو مف خبلؿ اختيار متغير النكع بنفس الكقت المتاح لدل كؿ
مف الرجؿ ك المرأة في المنزؿ ،فيختار الباحث المرأة الماكثة في البيت التي يتاح ليا كقت أطكؿ في المنزؿ بدال
مف المرأة العاممة عند اجراء المقارنة مع الرجؿ مثبل.
كفي ىذه الحالة يككف الكقت المتاح متغي ار كسيطا يعمؿ عمى تأكيد العبلقة المتباينة بيف الرجؿ ك المرأة في
االىتماـ بالمكضكعات الصحفية الجادة كالحقيقية ،فيككف لدينا في ىذه الحالة:
1
-عمار بكحكش ،كمحمد محمكد الذنيبات :مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث ،ط ،1ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف
عكنكف ،الجزائر ،1999 ،ص ص .121 ،120
45
صياغة الفرضية أك الفرضيات. -
كضع تصميـ تجريبي :اختيار العينة ،تصنيؼ المفحكصيف في مجمكعات متجانسة ،تحديد الكسائؿ -
الخاصة بقياس نتائج التجربة كالتأكد مف صحتيا.
القياـ بالتجربة المطمكبة . -
تنظيـ البيانات كتحديدىا. -
تطبيؽ اختيار داللة مناسب لتحديد مدل الثقة في نتائج التجربة كالدراسة. -
ال بد مف اإلشارة إف احتراـ الخطكات السالفة الذكر غير كاؼ لكحده ألف الدراسات التجريبية يتكقؼ نجاحيا
كما يقكؿ أحمد بن مرسمي إلى حد كبير عمى كفاءة الباحث ك قدرتو عمى التحكـ السميـ في متغيرات دراستو،
مف خبلؿ التحكـ في تأثير العكامؿ المتداخمة في الظكاىر المبحكثة حتى يتسنى لو قياس التأثير الذم يحدثو
المتغير التجريبي محؿ القياس ككذا أف يككف اختيار أفراد المجمكعات التجريبية متكافئا أم أف يحرص الباحث
1
عمى تماثميـ التاـ مف حيث العكامؿ التي ىي متغيرات متداخمة.
في منيج التجريبي ينطمؽ البحث مف فكرة أك ظاىرة معينة تصاغ في شكؿ فرض محدد يقكـ الباحث
بإثباتو أك نفيو.
مثال :مكضكع البحث يتعمؽ بدراسة تأثير اإلشيار التمفزيكني عمى األطفاؿ .بإتباع الخطكات الست السابقة
الذكر فإنو يككف عمى الباحث القياـ بما يمي:
-1تحديد معالم مشكمة البحث :ما مدل إقباؿ األطفاؿ عمى شراء السمع التي تككف محؿ إشيار تمفزيكني؟
-2صياغة الفرضية " :األطفاؿ يقبمكف عمى شراء السمع التي يشاىدكنيا في الكمضات اإلشيارية في التمفزيكف
حتى كلـ يككنكا في حاجة إلييا".
مف ىذه الفرضية يستخرج الباحث أف عميو إجراء التجربة عمى مجمكعة مف األطفاؿ يعرض عمييا أفبلـ ك
رسكـ متحركة تتخمميا كمضات إشيارية لسمع معينة ( أقبلـ ،محافظ لعب )....ثـ يصطحبيـ إلى محبلت تجارية
تكجد بيا ىذه السمع ليبلحظ إف كاف األطفاؿ يعطكف عناية ليذه السمع ك رغبة في اقتنائيا أـ ال.
-3اإلعداد الدقيق لكل خطوة :اختيار العينة كالتي تككف عمى شكؿ مجمكعة متماثمة مف حيث العكامؿ
المتداخمة (عدد اإلخكة كاألخكات في البيت ،مكقع الطفؿ بيف إخكتو ،الحالة المادية لمكالديف كمستكاىـ التعميميف،
ننطمؽ مف ىذا المثاؿ مف فرضية أف المداكمة عمى قراءة الجرائد تؤثر إيجابا عمى مستكل التحصيؿ
الدراسي.
لمقياـ بالدراسة يأخذ الباحث مجمكعة مف الطمبة ،كيقيس درجة تحصيميـ الدراسي خبلؿ فترة زمنية معينة
(سداسي أك سنة) يرضخيـ لمتجربة بحيث يكفر ليـ الجرائد اليكمية كيدعكىـ لقراءتيا ،كبعد فترة زمنية (سداسي
أك سنة) يعيد قياس درجة التحصيؿ الدراسي لدل نفس المجمكعة ،كيقارف بيف نتائج القياس األكؿ كنتائج القياس
الثاني ليرل إذ كاف المتغير المستقؿ (إدخاؿ عنصر الصحؼ اليكمية) أثر إيجابيا أك سمبيا أك لـ يؤثر ،كبالتالي
نستنتج أف المتغير التجريبي أحدث تغيي ار إيجابيا أك سمبيا أك أنو لـ يحدث تغيير.
ب -التجربة عمى مجموعتين متكافئتين :حيث يختار الباحث مجمكعتيف متشابيتيف إلى أقصى درجة ممكنة،
تعتبر األكلى مجمكعة التجريب فيدخؿ عمييا المتغير المستقؿ (التجريبي) ثـ يقارف بيف ىذه المجمكعة
كالمجمكعة األخرل (الضابطة) التي لـ يدخؿ عمييا المتغير المستقؿ ليسجؿ التغييرات التي يككف قد أحدثيا
المتغير المستقؿ عمى مجمكعة التجريب ،إذا طبقنا المثاؿ السابؽ فإف الباحث يأخذ مجمكعة مف الطمبة مف نفس
السنة يقسميـ إلى مجمكعتيف يطبؽ عمى المجمكعة األكلى نفس الخطكات التي ذكرناىا في المثاؿ السابؽ بينما
-1رشيد زرداتي :مناىج أدكات البحث االجتماعي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص .142-141
47
يكتفي بقياس درجة التحصيؿ الدراسي بالنسبة لممجمكعة الثانية دكف أف يدخؿ عمييا أم متغير ،كبعد الفترة
الزمنية المحددة لمتجريب يعيد قياس التحصيؿ الدراسي لممجمكعتيف كيقارف بينيما.
1
ككخبلصة يمكف القكؿ أنو يصعب تطبيؽ الدراسات التجريبية في عمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ كذلؾ راجع إلى:
تعقد الظاهرة االتصالية :ألنيا تتناكؿ ظكاىر مرتبطة بنشاط اإلنساف كحركة المجتمع كبالتالي تعدد -
العكامؿ المتحكمة في ىذه الظكاىر كتتشعب لدرجة يصعب العثكر عمى العكامؿ المؤثرة في الظاىرة في األبحاث
السببية.
تعدد المتغيرات المؤثرة عمى الظاىرة. -
صعكبة عزؿ المتغيرات الدخيمة. -
التغير تتسـ الظاىرة بعدـ الثبات مما يؤدم إلى عدـ تعميـ النتائج كصعكبة تكرار التجربة. -
يمكف أف نستنتج في األخير مف خبلؿ مكضكع البحكث اإلعبلمية أنكاعيا كمناىجيا ما يمي:
تتجو الدراسات المسحية إلى تكضيح الطبيعة الحقيقية لؤلشياء أك المشكبلت أك األكضاع االجتماعية، -
كتحميؿ تمؾ األكضاع لمكقكؼ عمى الظركؼ المحيطة بيا أك األسباب الدافعة إلى ظيكرىا.
كيختمؼ المسح عف البحث التاريخي مف حيث عامؿ الزمف فاألخير ييتـ بالماضي في حيف األكؿ ييتـ -
بالحاضر.
كيتميز المسح عف التجريب باليدؼ مف كؿ منيما فمسح الظاىرة يقرر كصفيا كال يبيف أسبابيا مباشرة. -
كيختمؼ المسح عف دراسة الحالة بالعمؽ كالسعة فدراسة الحالة أعمؽ كالمسح أكسع ،إف المسح يزكد -
الباحث بمعمكمات تمكف مف التعميؿ كالتفسير كاتخاذ الق اررات كيكشؼ عف العبلقات ثـ أف المسح يجرل
عمى الطبيعة ،كليس في ظركؼ مخبريو.2
إف أىـ الخصائص المميزة لمدراسات اإلعبلمية أنيا تتعامؿ مع قاعدة عريضة أساسيا الجميكر كبير الحجـ أك
المحتكل المنشكر أك المذاع كىذا ما يحكؿ دكف التعامؿ مع ىذه القاعدة المعرفية بأسمكب الحصر أك الرصد
الشامؿ لكؿ مفرداتيا.
كيصبح التعامؿ مع العينات ىك األساس في الدراسات اإلعبلمية فيمجأ الباحث إلى اختيار عدد محدكد مف
المفردات يككف ممثبل في خصائصو كسماتو لممجمكع مف أفراد الجميكر أك الكثائؽ المطبكعة أك المسجمة بما
يتفؽ مع أىداؼ الدراسة في حدكد الكقت كاإلمكانيات المتاحة.
1
يتراكح األسمكب التي يتبع في دراسة مفردات مجتمع البحث ما بيف العينة كالحصر الشامؿ.
الحصر الشامل :معناه جمع البيانات مف جميع المفردات التي يتككف منيا المجتمع محؿ البحث.
العينة :ىي جمع البيانات مف جزء معيف أك نسبة معينة مف أفراد المجتمع األصمي ،ثـ تعمـ نتائج الدراسة عمى
المجتمع كمو.
كيستخدـ أسمكب البحث بالعينة عندما ال يمكف لمباحث القياـ بأسمكب المسح االجتماعي ،كعمكما الدراسات
المسحية تكثر في الدراسات السكانية.
يتمتع أسمكب العينة ببعض المزايا التي تميزه عف أسمكب الحصر الشامؿ كمف أىميا:2
التكمفة المنخفضة :عند إجراء الدراسة عمى جزء مف المجتمع ،فمف الطبيعي أف تنخفض التكمفة مما لك أجريت
الدراسة عمى كؿ المجتمع.
توفير الوقت :تساعد العينات عمى تكفير الكقت البلزـ إلجراء الدراسة كالحصكؿ عمى نتائج بشكؿ أسرع مف
أسمكب الحصر الشامؿ.
الحصول عمى معمومات متنوعة :تتيح العينة الفرصة لمباحث لمحصكؿ عمى معمكمات دقيقة كمتعمقة عف
الظاىرة مكضكع الدراسة ،كتتيح العينة أيضا الفرصة لمباحث لدراسة العبلقات بيف المتغيرات المختمفة التي يتـ
دراستيا كالتكصؿ إلى العبلقات التي تربط ببعضيا كذلؾ لصغر حجـ العينة مقارنة بالمجتمع ككؿ.
أم تككف شاممة لجمي ع خصائص المجتمع األصمي ،بمعنى أنو إذا تكررت نفس النتائج عمى العينات األخرل
كانت العينة التي تجرل عمييا البحث عينة ممثمة لممجتمع األصمي أصدؽ تمثيبل ،بحيث تككف المتكسطات
كالنسب المئكية لخصائص أعضاء العينة متقاربة أك متشابية مع متكسطات كنسب المجتمع األصمي حتى
تصبح العينات ممثمة لمكؿ الذم تنتمي إليو.
ما تجدر اإلشارة إليو ىنا ىك أف غالبا ما يكتفي الباحث بالشرط الثاني ألف فيو عادة ضماف الستفاء الشرط
1
األكؿ ،فإذا ضمنا تساكم فرص االختيار ،تحصمنا عمى عينة ممثمة لممجتمع األصمي في غالب األحكاؿ.
أوال :خطأ الصدفة :ينشأ ىذا الخطأ مف الفركؽ بيف أعضاء العينة كأعضاء مجتمع الدراسة كمو ،خاصة عندما
تككف العينة التي نختارىا محدكدة العدد ،أم أنو يمكف التقميؿ مف خطأ الصدفة باختيار عينة كبيرة الحجـ ،فكمما
اقترب حجـ العينة مف حجـ مجتمع الدراسة اقترب خطأ الصدفة مف الصفر.
ثانيا :خطأ التحيز :قد يتعرض الباحث عند اختياره لمعينة لمكقكع في خطأ التحيز ،ك ينتج ىذا الخطأ عادة
عندما ال يتـ اختيار أعضاء العينة بطريقة عشكائية ،أك أف اإلطار الذم اعتمد عميو لـ يكف كافيا بالغرض أك
لصعكبة االتصاؿ ببعض المبحكثيف كتركيـ دكف الحصكؿ عمى االستجابة المطمكبة منيـ.
-1عريب سيد أحمد :تصميـ البحث االجتماعي ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،1997،ص.226، 225
51
-عدـ كجكد كسيمة لتقدير خطأ التحيز تقدي ار دقيقا كما ىك الحاؿ في تقدير خطأ الصدفة.
-عند زيادة حجـ العينة يمكف أف يتناقص خطأ الصدفة كال يحدث ذلؾ مع خطأ التحيز ،حيث أنو ال يتناقص
1
بزيادة حجـ العينة.
2
-3خطوات اختيار العينة :يجب مراعاة الخطكات التالية:
أ-تحديد وحدة العينة :كيمكف القكؿ المفردة قد تككف عدد مف الصحيفة ،أك اليكـ في اإلذاعة ،أك الفرد مف
الجميكر المتمقيف أك طالب مف طبلب الجامعات.
ب-تحديد اإلطار الذي تؤخذ منه العينة :كيمثؿ المصدر الذم يختار منو الباحث مفردات العينة كيقصد بو
أيضا القائمة التي تحتكم عمى جميع أسماء مجتمع الدراسة مثبل عند دراسة الصحؼ فإنو اإلطار ىك جميع
األعداد الصادرة مف الصحيفة التي يقكـ الباحث بدراستيا ،كمثاؿ آخر :جميكر المستيمكيف لكسيمة إعبلمية
لقياس اتجاىات الجميكر تجاه قضية محددة فإف اإلطار ىك جميع ىؤالء األفراد ككذلؾ مثؿ سجبلت المكالية
دفاتر السجؿ المدني ...إلخ.
3
كيشترط أف يتحقؽ في إطار العينة المكاصفات التالية:
الشمول :أم يتكفر في مجمكع المفردات الذم يضمو نفس الخصائص التي يتـ كصؼ مجتمع البحث مف
خبلليا( النكع /العمر ،السف )...كغيرىا مف الخصائص التي يمكف تصنيؼ المجتمع إلى فئات مف خبلليا.
الكمال :حتى يعكس العدد الحقيقي لحجـ مجتمع البحث ،فبل يككف منقكصا يؤثر في تحديد ىذا الحجـ الحقيقي،
كلذلؾ ينبغي أف يككف اإلطار جديد كمتكامبل غير منقكص ،فبل يعتمد الباحث عمى سجبلت أك دفاتر تقادمت
تاريخيا.
الكفاية :كترتبط كفاية اإلطار بتمبيتو لحاجات كمتطمبات تطبؽ نظاـ العينات أك طرؽ االختيار ،فاإلطار الذم
يضـ المشتركيف في الصحؼ لمدة عاـ فقط ال يعكس كؿ المشتركيف أك المشتركيف مف الرجاؿ فقط ،أك دفاتر
النقابات التي ال تضـ كصفا لمعمر مف خبلؿ تسجيؿ تاريخ الميبلد ال تعتبر كافية ...كغيرىا مف المتطمبات التي
قد ال تعتبر ضركرية لبحث ما ،فبل تمبي ىذه المتطمبات لعدـ كفايتو.
-1د .طمعت ابراىيـ لطفي :أساليب كأدكات البحث االجتماعي ،دار غريب لمنشر كالتكزيع ،القاىرة ،مصر ،1990 ،ص .60،59
2
-د .رشيد زركاتي :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ،ص.340
-3د .محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص .133
50
كىذه الشركط يتأكد منيا الباحث ،ألف غياب أحدىا سيؤدم إلى ظيكر أخطاء تؤثر في اختبار العينة كصدؽ
تمثيميا.
ج -حجم العينة :ال يمكف تحديد الحجـ البلزـ لعينة مف العينات ألنو يتغير مف حالة إلى حالة حسب عدة
اعتبارات ،فيناؾ عكامؿ عديدة يتحدد عمى ضكءىا حجـ العينة كىي:
-قدر تجانس بيف مفردات المجتمع في الخصائص أك السمات ،فكمما زادت درجة التجانس بيف مفردات
المجتمع أمكف اختيار عدد أقؿ مف العينة.
-التكزيع الجغرافي لممفردات كىك ما يعكس تشتتيا كنتشارىا ،كذلؾ أنو كمما زاد انتشار المفردات أك كانت
مكزعة عمى مناطؽ جغرافية متباعدة كمما تطمب األمر زيادة حجـ العينة.
-كفاية المعمكمات التي يكفرىا إطار العينة الختيار المفردات ،فكمما كاف إطار العينة شامبل كامبل يمبي حاجة
البحث يمكف اختيار عينة أدؽ حجما ،بينما يجب زيادة الحجـ في حالة غياب بعض المعمكمات أك البيانات
أك عدـ استخداـ أطر لعينة تمبي حاجات االختيار.
-يتأثر أيضا حجـ العينة بالمنيج المستخدـ في البحث كما يتطمبو مف أدكات لجمع البيانات ،فالمسح عمى
سبيؿ المثاؿ يحتاج إلى عينة حجميا أكبر بينما يحتاج التجريب عدد أقؿ ،فالدراسات الكصفية يمكف
استخداـ حجـ %10مف مجتمع الدراسة أما البحث التجريبي عدد أفراد العينة يتراكح مف 30 -20مفردة.
-كيرتبط حجـ العينة أيضا بأىداؼ الدراسة التي تظير في تعدد المتغيرات كمنيج البحث ككذلؾ في
المعامبلت اإلحصائية ،فالتحميؿ العاممي يحتاج إلى عينات أكبر يفرضيا تعدد االستجابات ،كتعدد
المتغيرات .بينما يقؿ حجـ العينة في دراسات العامؿ الكاحد أك العكامؿ المحدكدة.
-كىناؾ اعتبارات أخرل مثؿ الكقت كاإلمكانيات المتاحة التي قد تحكؿ دكف اختيار عينات كبيرة الحجـ ،إال أنو
يجب أف ال يستسمـ الباحث ليذه الصعكبات ألف التعميـ يظؿ مرىكنا بكفاية العينة كمدل تمثيميا لممجتمع.
كيكاد يككف ىناؾ اتفاؽ بيف الخبراء بأنو ال يمكف الجزـ بنسبة معينة لحجـ العينة إال أف األفضؿ دائما ىك
اختيار الحجـ األكبر بقدر اإلمكاف.
د -تحديد طريقة اختيار العينة :يتفؽ الخبراء عمى تقسيـ العينات إلى أنكاع رئيسية تبعا لتدخؿ الباحث في
اختيار الطريقة كالمفردات كخضكعا بالتالي لقكانيف االحتماالت أك عدـ خضكعيا ليذه القكانيف ،حيث تتأثر في
الحالة األخيرة بتدخؿ العامؿ الشخصي في االختيار ،كلذلؾ نجد ىناؾ تصنيؼ لمعينات عمى أساس أنيا
52
احتمالية (عشكائية) حيث ال يتدخؿ الباحث في اختيارىا كلكف تختار بطريقة عشكائية ،أك أنيا غير احتمالية
(عشكائية) أك عمدية حيث يسمح بتدخؿ العامؿ الشخصي في االختيار.
1
النوع األول :العينات العشوائية(االحتمالية) :كتعني ما يمي:
-تعتبر أصدؽ تمثيؿ لؤلفراد المسحكبيف مف المجتمع األصمي ،ألنيا تعطي فرصة الظيكر في العينة لكؿ فرد
مف المجتمع األصمي.
أوال :العينة العشوائية البسيطة :يمكف تصميـ العينة العشكائية البسيطة بإحدل الطريقتيف ىما:
الطريقة االولى:
كتابة أسماء الكحدات (أفراد العينة) أك أرقاميا المتسمسمة عمى بطاقات متشابية تماما ،ثـ خمط ىذه
البطاقات ببعضيا حتى يختفي كؿ أثر لمترتيب ،ثـ تختار عددا مف البطاقات مف المجمكعة كميا بعدد الكحدات
2
التي تتككف منيا العينة.
-1معف خميؿ عمر :مناىج البحث في عمـ االجتماع ،دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ،عماف ،األردف ،2004،ص ص ،195
.196
-2رشيد زركاني :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص.341
53
1
الطريقة الثانية:
يمكف االعتماد في السحب العشكائي عمى جدكؿ األرقاـ العشكائية في حالة المجتمعات الكبيرة الحجـ ،الذم
يقكـ عمى إعداد جدكؿ يتـ ترقيمو بصكرة عشكائية (مبعثر األعداد) ،غير خاضعة ألم نظاـ معيف ،كما أف
كضع ىذه األعداد في الجدكؿ يأخذ نظاـ الحقكؿ األفقية كاألعمدة الرأسية.
كينصح الباحثكف تكزيع أعداد ما يحتكيو المجتمع األصمي مف مفردات عمى مجمكعات األعمدة الرسمية،
حيث يخضع مجمكع األعداد عمى مستكل كؿ عمكد إلى األرقاـ المككنة لحجـ ىذا المجتمع.
مثال :إذا كاف حجـ المجتمع األصمي 850مفردة ،أم يتككف مف ثبلث أرقاـ ،التي ىي [ ،]8 ،5 ،0فإف
مجمكعة العمكد الكاحد تتككف مف خمسة عشر ( )15عددا ،أما إذا كاف يتككف مف رقميف فإف مجمكعة العدد
الكاحد تتككف مف عشرة أعداد أم ما يعادؿ خمسة أعداد لكؿ رقـ.
أما الحقكؿ األفقية في ىذا الجدكؿ فإنيا تخضع مف حيث العدد إلى النظاـ السابؽ الذكر ليذه المجمكعات
العمكدية ،مثبل فإذا كانت مجمكعة العمكد الكاحد تتككف مف 15عددا فإف ىذه الحقكؿ األفقية بطبيعة الحاؿ
تككف .15
أما عف طريقة االختيار يضع الباحث اصبعو عشكائيا عمى إحدل خانات الجدكؿ ،فإذا كقع اصبعو عمى
رقـ مف األرقاـ عميو عندئذ أخذ الرقـ مف قائمة أسماء الكحدات االجتماعية (عمى شرط أف ال يزيد عدد االرقاـ
المأخكذة مف الجدكؿ العشكائي عمى األسماء المكجكدة في القائمة المعبرة عف المجتمع األصمي ) فإذا كاف عدد
أفراد المجتمع 100فإف ىذا الرقـ يتككف مف 3أعداد ،كيريد الباحث سحب ،%10فسكؼ تككف العينة تتألؼ
مف عشر كحدات فقط ،كفي ىذه الحالة يستعمؿ الجدكؿ العشكائي عشر مرات لسحب األرقاـ ،كقد يستطيع
الباحث أف يذىب إلى األرقاـ عمى يميف أك يسار أك أعمى أك أسفؿ الرقـ األكؿ الذم اختاره عشكائيا عمى أف ال
ينسى أف يسحب رقما ال يتعدل ثبلثة أعداد كال يتعدل الرقـ 100أم مف الممكف سحب ،99 ،19 ،3 ،2
100بيذه الطريقة يضمف الباحث مكضكعيتو كعدـ تمييزه أك تعصبو ألم كحدة اجتماعية معينة.
يختار الباحث عينة بحثو معتمدا عمى مبدأ مسافة االختيار بيف كحدات العينة ،عمى أف تختار الكحدة
األكلى عشكائيا ،كنظر لتساكم مسافة االختيار بيف أفراد العينة المنتظمة ،فإف ىذا النكع مف العينات يدعى
بالعينة ذات المسافات المتساكية.
فإذا فرضا أنو لدينا مجتمع البحث 400مفردة ،كنأخذ عينة منو بحجـ 40كحدة فالتعكيض نجد مسافة
االختيار
-في العينة العشكائية البسيطة يتـ اختيار جميع كحدات العينة عشكائيا ،في حيف في العينة المنتظمة يتـ
اختيار الكحدة األكلى فقط بطريقة عشكائية.
-في العينة العشكائية البسيطة يككف اختيار كؿ كحدة مف كحدات العينة مستقبل عف اختيار الكحدات
األخرل ،في حيف العينة المنتظمة يككف اختيار الكحدة األكلى عشكائيا ،ثـ يتحدد اختيار بقية الكحدات حسب
مسافة االختيار.
يمكف زيادة نتائج العينة بزيادة حجـ العينة ،كلكف ىذا سيزيد مف التكاليؼ في نفس الكقت ،فيناؾ طريقة
لزيادة الدقة دكف زيادة حجـ العينة كىي التقسيـ إلى طبقات حيث نضمف أف العينة تمثؿ كؿ قطاعات المجتمع.
-1رشيد زركاتي :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص .343 ،342
55
كتعتبر العينة الطبقية أكثر الطرؽ شيكعا في الدراسات اإلعبلمية كبصفة خاصة جميكر االعبلـ كالرأم
العاـ ،حيث تمثؿ ىذه الطريقة التمثيؿ النسبي لخصائص المجتمع ،فالباحث يصؼ مجتمع البحث إلى
مجمكعات كفقا لمفئات التي يتضمنيا متغير معيف أك عدة متغيرات ،ثـ يختار كحدات عينة البحث اختيار
1
عشكائيا مف كؿ مجمكعة.
2
ىناؾ 3طرؽ لمعينة الطبقية.
مثال :لك قمنا بدراسة أثر برنامج محطة تمفزيكنية عمى طمبة معيد معيف ،حيث يقسـ مجتمع طمبة ىذا
المعيد إلى فئة الطمبة كفئة الطالبات ،كلنفرض مجتمع البحث يتككف مف 2000طالب منيا 500طالبة
ك 1500طالب ،كأراد الباحث سحب عينة بنسبة % 10مف مفردات المجتمع المبحكث ،أم ما يساكم 200
مفردة ،ثـ يكزع بالتساكم مفردات ىذه العينة البالغة 200مفردة عمى فئتي الطمبة كالطالبات ،أم يسحب 100
مفردة مف فئة الطمبة البالغ عددىـ 1500طالب ك 100مفردة مف فئة الطالبات البالغ عددىف 500طالبة،
كىذا بتطبيؽ األسمكب العشكائي أك األسمكب المنتظـ.
تقكـ ىذه الطريقة في سحب مفردات العينة عمى مبدأ تحديد حصص التعييف الخاصة بكؿ فئة أك طبقة
عمى مستكل المجتمع األصمي تحديدا يتناسب مع حجـ ما تتضمنو ىذه االخيرة مف مفردات.
مثاؿ :فإذا كاف لدينا نفس مجتمع البحث السابؽ المتككف مف 1500طالب ك 500طالبة مف مجمكع
2000طالب ،كأردنا اختيار عينة تمثؿ نسبة %10منو أم سحب 200كحدة.
فإف تكزيع حصص مفردات ىذه العينة يرتبط بالعدد الكمي لمفردات كؿ فئة مف خبلؿ نسبة %10مف كؿ
طالبة بالنسبة طالب بالنسبة لحصة فئة الطمبة فئة بالطريقة التالية:
لحصة فئة الطالبات في العينة المطمكبة.
-1د .محمد عبد الحميد :البحث العممي الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص .138
-2أحمد بف مرسمي :المرجع السابؽ ،ص .191 -189
56
ج -طريقة الحصص المثالية:
إف األساس الذم يقكـ عميو تقدير حصص العينة في كؿ فئة أك طبقة عمى مستكل مجتمع البحث يتمثؿ
في الطريقة المثالية ،أم ربط ىذا التقدير لمحصص بالطبيعة التككينية لكؿ فئة أك طبقة ،مف حيث تبايف
كتجانس مفرداتيا لممعمكمات كالبيانات المستيدفة في الدراسة.
ككفؽ ذلؾ ففي حالة الفئات المتجانسة لممفردات يمكف تخفيض حصة العينة عمى مستكاىا ،ألف مفرداتيا
تحمؿ المعمكمات كالبيانات نفسيا ،كبالتالي فإف أم جزء منيا -ميما كاف حجمو -يعطي النتيجة نفسيا.
أما في حاالت الفئات المتباينة المفردات فإف الكضع يختمؼ عف حاالت تجانسيا ،ألف الباحث ىنا يضطر
إلى تكسيع حجـ حصة العينة في الفئة أك الطبقة ،حتى يكفر مجاال أكسعا ،لحصر كؿ تبايناتيا الداخمية قصد
تمثيؿ كؿ االختبلفات.
1
كتتميز العينة العشكائية الطبقة عف العينة العشكائية البسيطة بما يأتي:
-تسمح العينة العشكائية الطبقية باختيار عينة متنكعة تسحب مف كؿ مجمكعة أك طبقة مف مختمؼ
المجمكعات المصنفة.
-في العينة العشكائية الطبقية يؤخذ بعيف االعتبار المتغيرات ذات األىمية المحكرية في الدراسة ،كمتغير
النكع ،السف ،التعمـ ،الدخؿ ،المينة ،الكطف األصمي ،األقارب أك الديانة.
رابعا :العينة العنقودية (المتعددة المراحل):
ىي العينة التي يتـ اختيار مفرداتيا عمى أكثر مف مرحمة كاحدة ،بدءا بتقسيـ مجتمع إلى مستكيات متعددة،
2
نظ ار لضخامة حجمو كصعكبة حصر مفرداتو.
مثال :إذا أراد الباحث دراسة أثر برنامج األطفاؿ التمفزيكنية عؿ سمكؾ الطفؿ الجزائرم في طكر التعميـ
االبتدائي.
ىنا يكاجو الباحث صعكبة إجراء الدراسة عمى كؿ األطفاؿ المقدريف بالمبلييف ،مما تجعمو في:
مرحمة أولى :يختار كاليات معينة بطريقة عشكائية إذا أدرؾ أف الكاليات متجانسة فيما بينيا ،مف حيث
الجكانب المستيدفة بالدراسة .أما إذا كاف العكس ،أم كانت ىذه المناطؽ متباينة ،فإنو يفضؿ أسمكب االختيار
-1رشيد زركاتي :مناىج كادكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص .344
-2أحمد بف مرسمي :المرجع السابؽ ،ص ص .196 -195
57
المنتظـ ،أك أسمكب االختيار القصدم ،في حالة تعرفو المسبؽ عمى المناطؽ األكثر مبلئمة لمدراسة (عينة ذات
مرحمة أولى).
مرحمة ثانية :يقكـ الباحث باختيار مدارس ابتدائية معينة عمى كؿ منطقة مف المناطؽ المختارة ،بتطبيؽ
أسمكب االختيار نفسو المعتمد في االختيار األكؿ (عينة ذات مرحمتين).
مرحمة ثالثة :يقكـ الباحث ،باختيار طمبة معينيف مف طمبة كؿ مدرسة مف المدارس المككنة لمعينة المختارة،
بتطبيؽ أسمكب االختبار المتبع في المرحمتيف األكلى كالثانية ،فإنو يتحصؿ عمى عينة مف التبلميذ ،تعرؼ في
البحث العممي بػ (عينة ثبلث مراحؿ )....كىكذا.
فالعينة متعددة المراحؿ ىي عينة يتـ اختيارىا بعد سمسمة مف االختيارات المتداخمة ،تبدأ مف أكسع نطاؽ
المجتمع األصمي ،ثـ تضيؽ مرحميا ،حتى أصغر النطاؽ .المككف لممستكل النيائي الذم يختار منو مفردات
العينة.
مثال آخر:
إذا أراد الباحث أف يقكـ بإجراء دراسة عف التغطية اإلخبارية لحرب الخميج في الصحؼ المصرية كقرر
اختيار عينة متعددة المراحؿ ،ففي ىذه الحالة يقكـ باختيار مكضكعات العينة بإتباع المراحؿ اآلتية:
-2اختيار عينة مف أعداد ىذه الجرائد ( 52عدد مف كؿ جريدة عمى سبيؿ المثاؿ).
-3بعد ذلؾ يقكـ الباحث بدراسة كؿ المكضكعات التي تظير عمى حرب الخميج في األعداد المختارة مف
كؿ جريدة.
مالحظة :يمكف النظر إلى العينة متعددة المراحؿ عؿ أساس أنيا تعديؿ لعينة المجمكعات (العنقكدية)،
كىناؾ اختبلؼ أساسي بينيما ىك أنو في حالة العينة المتعددة المراحؿ تختمؼ المفردات التي يتـ اختيارىا في
ك ؿ مرحمة عف مفردات المرحمة السابقة ،كفي نفس الكقت فإف اليدؼ األساسي في النياية ىك الكصكؿ إلى
1
مفردات كالتعامؿ مع أفراد ،في حيف أنو في حالة العينة العنقكدية يتـ التعامؿ مع مجمكعات مف األفراد.
-1رشيد زركاتي :مناىج كأدكات البحث في العمكـ االجتماعية ،المرجع نفسو ،ص .345
-2بشير صالح الرشيدم :مناىج البحث التربكم – رؤية تطبيقية مبسطة -ط ،1دار الكتاب الحديث ،الككيت ،2000 ،ص
.159-158
59
المجال الثاني :عندما يريد الباحث دراسة المكاقؼ السياسية لجميكر في حالة مظاىرة ،فإنو يتعذر عميو
الحصكؿ عمى قائمة بأسمائيـ كسحب عينة منيا ،كلذلؾ يمكف أف يذىب إلى قادة المظاىرة كاعتبارىـ عينة
عمدية يعتمدىا كيجمع البيانات منيـ ،كتعمـ النتائج عمى الجميكر المتظاىر.
المجال الثالث :ككذلؾ في حالة اختبار كشؼ البحث كمدل تجاكب الجميكر كفيمو لؤلسػػئمة حتى يستعد الباحث
كتجرل تعديبلت عمى كشؼ األسئمة.
تستخدـ ىذه العينة عمكما في الدراسات االستطبلعية كخاصة إذا كاف مجتمع البحث غير مضبكط األبعاد
كبالتالي ال يكجد إطار دقيؽ يمكف مف اختيار العينة عشكائيا ،فبل يخضع اختيار مفرداتيا ألم معيار سكل
التعرض العابر ،أك األفراد الذيف يتصادؼ كجكدىـ في الشارع أك منطقة ما كاجراء المقاببلت معيـ ،كعادة يتـ
المقابمة مع مف يصادؼ مركرىـ كعبكرىـ دكف اعتبار خصائص أخرل مستيدفة كعادة ما تستخدـ مثؿ ىذه
العينات في مبلحظات السمكؾ العابر لكسائؿ اإلعبلف كاإلعبلـ ،مثؿ التغيير في إخراج الصفحة األكلى لجريدة
ما ،أك التعرض إلعبلف مف إعبلنات الطرؽ ...أك مبلحظة التعميقات السريعة عمى بعض األحداث الخارجية
مف الماريف في منطقة معينة كفي كقت معيف.1
2
ثالثا :العينة الحصية (الحصصية)
نظ ار ألنو قد تككف ىناؾ صعكبات في التمثيؿ النسبي لمطبقات أك الفئات في مجتمع البحث ،لعدـ كفاية إطار
البيانات أك غياب المصادر األصمية ليا أساسا ،...في ىذه الحالة يمجأ الباحث إلى تحديد عدد المفردات في
العينة بناءا عمى تقديراتو كأحكامو الذاتية أك بناء عمى خبرات سابقة.
كتستخدـ أيضا في الدراسات االستطبلعية ،كفي قياسات الرأم العاـ ،فإذا أراد الباحث معرفة رأم شرائح المجتمع
في حدث ما؛ فيقكـ باختيار عينة حصصية أم يأخذ حصة معينة مف كؿ شريحة في المجتمع ،كأف يأخذ حصة
مف شريحة الطمبة ،كثانية مف شريحة ربات البيكت ،كثالثة مف شريحة المكظفيف ،كأخرل مف شريحة كبار السف،
كعميو فمكؿ شريحة مف ىذه الشرائح ليا حصة في العينة.
ىذه العينة تبدأ بمفردة أك مفردات ذات خصائص معينة تتكلى كؿ منيا االتصاؿ بعدد آخر مف نفس الفئة ،إلى
أف ينتيي الباحث مف الكصكؿ إلى العدد المستيدؼ لمعينة ،كلذلؾ المفردة الكاحدة تتصؿ بآخريف ،كاآلخركف
يتصمكف بآخريف.
كيستخدـ ىذا النمكذج مف العينة في دراسة فئات المنحرفيف ،مثاؿ :متعاطي المخدرات الذيف مف عاداتيـ،
السرية ،كعدـ اإلباحة عف سمككيـ ،لتعارضيا مع عادات المجتمع كالقانكف ،مما يجعؿ مف الصعب عمى الباحث
إعداد قائمة بأسماء متعاطي المخدرات ،عمى أف تستخدـ ىذه القائمة كإطار الختيار العينة العشكائية منيا ،تمثؿ
مجتمع المتعاطيف ،كلذلؾ يمجأ الباحث في ىذه الدراسة إلى مقابمة شخص كاحد مف المتعاطيف لممخدرات ،كبعد
إجراء المقابمة معو ،يطمب منو أف يدلو عمى متعاطي ثاني كبعد إجراء المقابمة مع ثاني ،يطمب منو أف يدلو
عمى متعاطي ثالث ،كىكذا تكبر عينة بحثو شيئا فشيئا حتى تصير عينة تمثؿ مجتمع البحث فمثميا كمثؿ كرة
1
الثمج التي تكبر في الحجـ كمما تدحرجت مت ار بعد متر.
يعتبر خطأ المعاينة مف المفاىيـ الميمة في كؿ مجاالت البحث ،كذلؾ ألنو يشير إلى مدل الدقة المكجكدة في
نتائج البحث ،ككؿ بحث يشتمؿ عمى مجمكعة مف األخطاء ،أخطاء المعاينة كأخطاء القياس أخطاء العشكائية
.
فأخطاء المعاينة ترجع أساسا إلى عممية المعاينة ،كىذا يعني أف المقاييس التي يتـ الحصكؿ عمييا مف العينة
تختمؼ عف المقاييس التي يتـ الحصكؿ عمييا مف المجتمع األصمي الذم أخذنا منو العينة .
كيتمكف الباحث مف حساب أخطاء المعاينة فقط في حالة استخداـ العينات االحتمالية حيث أنو ال يمكف حساب
ىذه األخطاء في حالة العينات غير االحتمالية التي ال تتيح لكؿ األفراد نفس الفرصة لمظيكر في العينة ،كىذا
ىك السبب الرئيسي الذم يدفع الباحثيف إلى استخداـ العينات غير االحتمالية في مجاؿ البحكث األكلية فقط ،أك
في الراسات التي ال تؤثر فييا معدالت الخطأ عمى النتائج .2
مثال :إذا كاف ىناؾ عينة مككنة مف 700مفردة ،إذا تكصمت نتائج الدراسة إلى نسبة %10مف ىؤالء األفراد
يشاىدكف برامج معينة ،ففي ىذه الحالة يمكف حساب خطأ المعاينة كما يمي :
SE(P)=+/-
كىذا يعني نسبة %10الذيف يشاىدكف البرامج التي أجريت عمييا الدراسة كالتي تـ حسابيا مف العينة ىي
عرضة لخطأ مقداره ، 1.13-/+كمعنى ىذا أف المقابؿ ليذه النسبة مف المجتمع األصمي الذم سحبنا منو
العينة قد تنخفض إلى %8.87أك ترتفع إلى %11.13كالخطأ المعيارم يرتبط مباشرة بحجـ العينة ،كيتحسف
مع ازدياد حجـ العينة .
كالجدكؿ التالي يكضح لنا حجـ خطأ المعاينة باستخداـ معدؿ %10كما كرد في المثاؿ السابؽ
62
كحتى عندما يتزايد حجـ العينة إلى 1500مفردة ،فإف الخطأ المعيارم يتحسف بمعدؿ طفيؼ فقط عف المعدؿ
عندما كاف حجـ العينة 700مفردة ،كفي ىذه الحالة يجب عمى الباحث أف يقرر إذا كانت الزيادة في الكقت
كالتكاليؼ بإضافة 800مفردة أخرل يبرر ىذا التحسف البسيط في الخطأ.
وفي هذا الصدد يجب اإلشارة إلى مصطمحين أساسين هما: 1
مستكل الثقة إذا كاف مثبل %95فإف ىذا يشير إلى أف 95مرة مف كؿ 100مرة تتكرر النتيجة التي يتـ
الحصكؿ عمييا ،ك أف فترة الثقة إذا كانت مثبل %1-/+فإنيا تشير إلى أف معدؿ اختبلؼ قيمة معينة عف
النتائج تككف بمثابة %1بالزيادة أك النقصاف .
إف نقطة االنطبلؽ ألم بحث في التحقيؽ الميداني ،سكاء التحقيؽ الكمي أك الكيفي ،فإنو يدكر حكؿ
أسئمة مف نكع :ماذا ؟ لماذا ؟ ،أم ما الظاىرة كلماذا ىذه الظاىرة تتغير حسب الظركؼ كالكقت كالمكاف ،كلماذا
التغير يتـ ب يذه الصفة كليست بصفة أخرل مغايرة ،كمف أجؿ االحاطة بالظاىرة ميدانيا يقرر الباحث جمع المادة
العممية الميدانية عف الظاىرة.
تتـ عممية جمع المادة العممية مف ميداف مجاؿ الدراسة عف طريؽ أدكات عديدة كمتنكعة أشيرىا :
االستمارة ،المقابمة ،المبلحظة ،كيتكقؼ اختيار أداة دكف أخرل عمى ميزانية البحث كالتكزيع الجغرافي لممفردات
كالسرعة المطمكب بيا الحصكؿ عمى البيانات كاعداد نتائج البحث.
1
-المرجع نفسو ،ص .218
2
-André akonn et autres: dichounnaire de sociolofie, éd: le robert senil, paris, frace, 1999.
-3فريدريؾ معتكؽ :معجـ العمكـ االجتماعية ،انجميزم ،فرنسي ،عربي ،أكاديما ،بيركت ،لبناف.1998 ،
63
كما تعرف بأنها :نمكذج يحتكم عمى مجمكعة أسئمة تكجو إلى األفراد بيدؼ الحصكؿ عمى معمكمات -
حكؿ مكضكع أك مشكمة أك مكقؼ أك اتجاه.1
كبناء عمى التعاريؼ سابقة الذكر فإننا نخمص إلى أف مفيكـ االستمارة يعني مجمكعة أسئمة تطرح ألفراد
عينة البحث ،كالتي تعطينا اجابات قابمة لمعرض كالتحميؿ كالتفسير كالتعميؿ كالتركيب كصكال الى نتائج تجيب
عمى تساؤالت اإلشكالية كفرضيات البحث كما تخدـ ىدؼ البحث.
كيعتبر االستقصاء مف أكثر األدكات لجمع البيانات شيكعا كاستخداما في منيج المسح فإنو يعتبر أيضا
أكثر مبلئمة لدراسة جميكر المتمقيف لؤلسباب التالية: 2
-إف جميكر المتمقيف يتميز بضخامة العدد كالتشتت ،بالشكؿ الذم يحد مف امكانية استخداـ أساليب
أخرل مف المقابمة كالمبلحظة ليذا العدد الضخـ ،بينما يمكف االستقصاء أف يعطي عددا كبي ار مف األفراد –
العينة المختارة -في أماكف جغرافية متباعدة.
-إف دراسة جميكر المتمقيف تستيدؼ في حاالت كثيرة كصؼ تركيب كبناء جميكر المتمقيف ،كأنماط
السمكؾ ،سكاء ألغراض الكصؼ أك لتفسير العبلقات السببية ،كىذه الدراسات تعتمد في نسبة كبيرة في بياناتيا
عمى الحقائؽ الكصفية التي يمكف الحصكؿ عمييا مف خبلؿ االستقصاء بنسبة عالية.
-يكفر االستقصاء درجة أكبر مف الصدؽ الداخمي ،نظ ار لتجنب التحيز الناتج عف تأثيرات تدخؿ الباحث
أك مساعديو في استيفاء البيانات المطمكبة.
-يكفر االستقصاء الكقت الكافي لممبحكثيف ،لمتفكير في التقرير الذاتي لمحقائؽ كاألفكار كاآلراء المطمكبة،
مما ينعكس عمى دقة البيانات التي يقكـ بيا المبحكثيف بتسجيميا لنفسو.
-يكفر االستقصاء الكقت كالجيد كالماؿ كعدـ احتياجو إلى جياز كبير مف الباحثيف المدربيف كما أنو
يكفر لممبحكثيف الحرية التامة في اإلجابة عف األسئمة كىذا لتفسير شيكع استخدامو في البحكث العممية كبصفة
-تتميز االستمارة بسيكلة التقنيف كالتفريغ ألف اجابات المبحكثيف تككف مرتبة كمنظمة حسب كجكدىا في
االستمارة.
-1محمد عمي محمد :البحث االجتماعي -دراسة في طريؽ البحث كأساليبو ،-دار المعرفة الجامعية ،مصر ،لبناف ،بدكف سنة،
ص ص .350 ،349
-2محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص .354
64
1
مالحظة :الفرق بين االستبيان واإلستبار (سبر اآلراء) :
موضوع األسئمة :تستطيع االستمارة أف تتناكؿ أنكاع عديدة مف المكاضيع (عمكمية ،خاصة ،سرية،
الجنسية ،العصبية ،حياة الشخصيات) ،أما سبر الرأم يتقصى الرأم فقط.
مجموعة األفراد المستهدفين :تكجو االستمارة إلى مجمكعة مف األفراد محدكدة العدد أم تككف محصكرة كال
تغطي نفس المجاؿ الذم يغطيو سبر اآلراء فيك يشمؿ مجاؿ كاسع ،قد يشتمؿ عمى بمد بأكممو مثؿ سبر
اآلراء الخاص بالرأم العاـ السياسي التي غالبا ما يتـ المجكء إليو عند اقتراب المكاعيد االنتخابية.
عدد األسئمة :تتضمف االستمارة كقاعدة عامة ،عشرات األسئمة التي تتناكؿ جكانب مف حياة الفرد ،أما سبر
الرأم فيك يتميز بالقصر ،إنو ال يتجاكز عادة صفحة أك ما يزيد عنيا بقميؿ.
القسم األول :يتعمؽ بالصفحة األكلى في االستمارة كتككف عمى سبيؿ المثاؿ كاآلتي :
جامعة س
معيد ص
البيانات الكاردة في االستمارة سرية كال تستخدـ إال لؤلغراض العممية لمبحث
جكاف...
المحور األول :كيضـ البيانات العامة أك الشخصية عمكما كيشتمؿ ما يمي :
-عمر المبحكث.
-جنسو (ذكر ،أنثى).
-حالتو العائمية :أعزب ،متزكج ،مطمؽ ،أرمؿ.
-عدد أفراد أسرتو.
-مينتو.
-دخمو الشيرم.
-مستكاه التعميمي ،خمفيتو االجتماعية كانحداره الطبقي ،منطقتو السكنية.
المحور الثاني :كيضـ جميع األسئمة التي يجب أف تغطي جميع فصكؿ كفرضيات البحث المراد
تخصيص ليا االستمارة.
كما يشترط أف تككف ىذه األسئمة في عبلقة كطيدة مع عنكاف البحث كاإلشكالية كالفرضيات كالمؤشرات
كالكحدات كالعناصر.
كيمكف أف تبكب ىذه األسئمة حسب عناكيف خطة البحث ،أك حسب فرضيات البحث كما يمكف أف ال
تهبكب (ال تهعنكف) االستمارة ،كلكف فقط تصاغ األسئمة كترقـ ،كيعرؼ االنتقاؿ مف محكر آلخر حسب محتكل
االستمارة ،ثـ تصبح ىذه المحاكر مفصمة عند تفريغ االستمارة ،حيث تهفرغ كتهعنكف في جداكؿ كرسكـ بيانية
كصكر كخرائط.
إف مشكمة البحث أك التساؤالت المطركحة كالعبلقات الفرضية تحدد العناصر كالمتغيرات التي سكؼ يتـ
دراستيا ،كالتي تعتبر اإلطار العاـ لمبيانات المطمكبة ،كطبقا لنكعية ىذه البيانات يتـ تقسيـ األسئمة التي تضميا
استمارة االستقصاء إلى األنكاع التالية :
-أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى الحقائؽ (مثؿ السف ،النكع ،التعميـ ،المينة) كغيرىا مف السمات التي تميز
األفراد في فئات تصنؼ جميكر المتمقيف.
-أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى اآلراء كاالتجاىات كالمعتقدات كالمشاعر.
-أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى السمكؾ في الماضي كالحاضر (مف األسئمة التي يدكر محتكاىا حكؿ
التعرؼ عمى الدكر االتصالي لمفرد ،كسمكؾ نحك كسائؿ اإلعبلـ كمفرداتيا)...
ب -تحديد نوع االستمارة واألسئمة المستخدمة :
ىناؾ نكعاف مف استمارات االستقصاء حسب نكع البيانات كنكع األسئمة :
-1محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات االعبلمية ،المرجع السابؽ ،ص ص .390-362
-2فضيؿ دليك :دراسات في المنيجية ،ط ،3ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف عكنكف ،الجزائر ،2008 ،ص .49
67
كىك الذم يتضمف األسئمة التي تستيدؼ التعرؼ عمى الحقائؽ كالسمكؾ المحدد مف خبلؿ مجمكعة مف
األسئمة المعدة مسبقا ،ذات البدائؿ المحدكدة في استجابات المبحكثيف ،التي يمكف الكصكؿ إلييا مف خبلؿ
البيانات المتكفرة عف مكضكع البحث كأدكاتو.
كىك الذم يعطي حرية أكثر لممبحكثيف في اإلجابة عف األسئمة التي يضميا االستقصاء بالطريقة كاأللفاظ
كالتركيبات المغكية التي تناسبيـ ،بدال مف إجبارىـ عمى اختيار االستجابات مف بيف البدائؿ التي يضميا
االستقصاء المقنف ،كىذا النكع مف االستقصاء يستيدؼ التعرؼ عمى اآلراء كاالتجاىات ،كالمعتقدات ،كالمشاعر،
التي يصعب الكشؼ عنيا مف خبلؿ االستقصاء المقنف.
هيستخدـ أيضا في حالة عدـ تكفر البيانات الكافية عف مكضكع الدراسة ،ككذلؾ يؤثر نكع االستقصاء في
نكع األسئمة المقترحة التي يمكف تميزىا باألنكاع التالية: 1
-األسئمة المقترحة ذات اإلجابة الحرة :كىي التي يترؾ لمباحث حرية اإلجابة عمييا بالطريقة كاألسمكب
الذم يراه ،دكف إجباره عمى اختيار إجابة محددة ،أك بديؿ مف بيف اإلجابات المحددة مسبقا ،ىذا النكع غالبا ما
يكاجو صعكبات تصنيؼ كتبكيب اإلجابات ،بشكؿ إحصائي أك كمي.
-األسئمة المغمقة :كتعتبر أكثر األنكاع شيكعا في االستقصاء ،نظ ار لما تكفره مف كقت كجيد في
الترميز كالتبكيب ،كالتصنيؼ كالتحميؿ اإلحصائي لئلجابات.
كتعتمد ىذه األسئمة عمى مجمكعة مف اإلجابات المحددة مسبقا ،التي تعتبر البدائؿ أك الخيارات التي
يختار منيا المبحكث ما يتفؽ مع ما يرمي إليو أك يستيدفو باإلجابة.
ج -إعداد االستمارة في صورتها األولية ووضع األسئمة في أشكالها المختارة :
بعد أف يتخذ الباحث ق ارره بشأف نكع األسئمة المختارة فإنو يبدأ في إعداد االستمارة في صكرتيا األكلية،
كالتي ترتبط بداية باختيار شكؿ األسئمة.
-في شكل األسئمة المفتوحة :فيي أسئمة تبدأ عادة بأدكات االستفياـ المعركفة كيترؾ لممبحكث مساحة
كافية لتسجيؿ إجابتو باألسمكب كالطريقة التي يراىا.
-1عمارة بكحكش كمحمد محمكد الذنيبات :المرجع السابؽ ،ص ص .68 ،67
68
-أما في األسئمة المغمقة :فإف ىناؾ عددا مف األشكاؿ التي تكضع فييا األسئمة كاجاباتيا المحتممة،
يختار منيا الباحث ما يتفؽ مع طبيعة مكضكع السؤاؿ كالبدائؿ المحتممة لئلجابة كمف األشكاؿ الشائعة كما يمي:
ىي عبارة عف بديميف فقط لبلستجابات ،يختار منيا المبحكثيف كاحدة فقط كأبسطيا نعـ /ال ،أكافؽ /ال
أكافؽ ،مثؿ :
الخيارات المتعددة :كىي في ىذا النكع تتعدد االستجابات لمسؤاؿ الكاحد ،كيختار منيا المبحكث استجابة
كاحدة تتفؽ مع الحقيقة المطمكبة مثاؿ :
تفضؿ مف الجرائد الصباحية :الجريدة ( ) األىراـ ( ) ،األخبار ( ) ،أخبار اليكـ ( ) ،الجميكرية( ).
كقد يسمح لممبحكث باختيار أكثر مف استجابة مف االستجابات المتعددة ،كيظير ىذا الشكؿ في األسئمة
التي تبحث في التفضيؿ كاالىتماـ ،كاالستخداـ كاالشباع أك تحقيؽ الحاجات مثاؿ :
البرامج اإلخبارية ( ) ،البرامج الثقافية ( ) ،البرامج الدينية ( ) ،البرامج الصحية ( ) ،البرامج الرياضية ().
الخيارات المتعددة ذات العبلقة كيستخدـ ىذا الشكؿ في الحاالت التي يستدعي الباحث فييا إلى التعرؼ
عمى عبلقات التفضيؿ كاالىتماـ بيف الكسائؿ كالمفردات كبعضيا ،أك العبلقة بيف االستخداـ كاالشباع كتحقيؽ
الحاجات
مثاؿ :دراسة العبلقة بيف تفضيؿ الفرد لصحيفة معينة كمحطة إذاعية في كقت كاحد.
ضع عبلمة ) )xأماـ الجرائد التي تفضؿ قراءتيا ،كالفترات التمفزيكنية التي تفضؿ مشاىدتيا
القناة األكلى
69
القناة الثانية
الفضائية المصرية
القنكات المحمية
قناة النيؿ
مثاؿ :دراسة العبلقة بيف استخداـ الكسائؿ كالمفردات ،كالدكافع أك الحاجات التي تكفرىا مثؿ :
مف بيف كسائؿ االعبلـ اآلتية ضع ( )xأماـ األسباب التي تجعمؾ تحرص عمييا :
التركيح عف النفس
تقتؿ الكقت
الترتيب حسب األهمية :يستخدـ في الحاالت التي يرمي فييا الباحث أىمية المفاضمة بيف عناصر
متعددة ،تتفاكت درجة االىتماـ كادراؾ المبحكث ليا.
د -اختبار االستمارة :يفضؿ أف يختبر الباحث استمارة بحثو ليرل مدل مبلئمة االستمارة لمحاكر البحث
مف جية كمدل قدرتيا عمى جمع البيانات كمبلئمتيا ألعضاء عينة البحث كظركفيـ مف جية أخرل كقد يؤدم
ىذا االختبار إلى زيادة بعض األسئمة ،أك حذؼ البعض اآلخر أك إعادة صياغة البعض.
71
بعد أف ينتيي الباحث م ف اختبار كتجريب االستمارة في صكرتيا األكلية ،كيقكـ بما يراه مف اجراءات
ترتفع بمستكل صدؽ أك صبلحية االستمارة بجمع البيانات المستيدفة ،يقكـ الباحث بعد ذلؾ بإعداد االستمارة
بشكميا النيائي.
-5تقييم االستمارة :لمبحث باالستمارة ايجابيات كسمبيات فاإليجابيات تقريبا تـ ذكرىا أثناء التعريؼ،
أما بخصكص بعض السمبيات فنمخصيا كما يمي: 1
.1قد يفقد الباحث اتصالو المباشر بالمبحكثيف ،كما يحرمو مف مبلحظة ردكد فعؿ المبحكثيف اتجاه
بعض األسئمة.
.2قد يحتاج بعض المبحكثيف بعض التكضيحات ،كال يمكنيـ الحصكؿ عمييا في حالة االستمارة
البريدية.
.3قد تقؿ البيانات المجمعة عف طريؽ االستمارة كال تمثؿ مجتمع البحث تمثيبل صحيحا.
.4قد تككف بعض أسئمة االستمارة بحاجة إلى تكضيح كتفسير لكي يفيميا المبحكثيف ،كيككف الباحث
غائبا عف المبحكثيف.
.5قد تصعب العكدة إلى المبحكثيف في حالة حاجة الباحث الرجكع إلى المبحكثيف.
.6قد تتضمف االستمارة أسئمة متشابية كمتداخمة ،مما قد يتعذر عف المبحكثيف فيـ بعض األسئمة.
.7قد يككف المبحكثيف غير مباليف بكتابة اجاباتيـ عف األسئمة بقدر ميكليـ لمحديث كالمناقشة عند
االستجكاب.
.8قد يمسؾ بعض المبحكثيف بعض استمارات البحث دكف اإلجابة عمييا كارجاعيـ إلى الباحث ،مما
يؤثر سمبا بنقصاف اإلجابات عف األسئمة ،كبالتالي نقصاف في عدد أعضاء عينة البحث (النقصاف في حجـ
العينة).
غير أنو رغـ ىذه السمبيات ،فإف االستمارة ستظؿ إحدل أدكات جمع البيانات اليامة كالضركرية في كثير
مف البحكث كالحاالت ،كيستطيع الباحث المحترؼ في البحث العممي كالمتمكف مف المناىج كأدكات البحث
العممي أف ينتبو إلى بعض السمبيات كيتفاداىا.
.IIالمقابمة:
عمى الرغـ مف التكسع في بحكث المسح التي تعتمد عمى االستقصاء في نسبة كبيرة منيا ،إال أف ىذا
األسمكب في جمع البيانات ال يصمح في جميع الحاالت كبصفة خاصة عندما تككف ىناؾ حاجة ضركرية
يجتمع في أسمكب المقابمة خصائص نمكذج االتصاؿ المكاجيي ،كيمكف تعريفيا بأنيا تفاعؿ لفظي
كمباشر كمنظـ بيف الباحث كالمبحكث أك المبحكثيف لتحقيؽ ىدؼ معيف ،1كمف خبلؿ ىذا التعريؼ يمكف أف
تحدد خصائص المقابمة في الدراسات اإلعبلمية كاآلتي :
-أنيا عبارة عف تفاعؿ لفظي ،يعطي لممبحكث الحرية الكاممة في اإلجابة عمى األسئمة بالطريقة التي
يراىا كالتعبير عف آرائو كأفكاره كمعتقداتو.
-أيضا عبارة عف أسمكب منظـ ،يقكـ عمى مجمكعة مف الخطكات كاإلجراءات العممية كالمنيجية التي
ينظـ المقاء كتدير الحكار.
-أنيا ليست مج رد حديث أك حكار عادم بيف طرفيف ،كلكنيا تيدؼ إلى تحقيؽ ىدؼ معيف يرتبط
بطبيعة المشكمة أك الظاىرة محؿ الدراسة.
-2شروط المقابمة: 2
-ضبط كتحديد مكضكع كىدؼ المقابمة.
-إعبلـ المبحكث بمكضكع كىدؼ البحث.
-كضكح كتابة كلغة كمفاىيـ كمحاكر المقابمة.
-ضركرة مراعاة الظرؼ المكاني كالزماني المناسب لممقابمة.
-مركنة كفيـ أسمكب الحكار في المقابمة.
-انتباه الباحث كتركيزه في الحكار.
-ضركرة تمكف الباحث مف مكضكع بحثو كمف محاكر المقابمة.
-فطنة الباحث لعدـ احراج المبحكث.
-تسجيؿ اجابات المبحكث.
-تنظيـ كتنسيؽ كترتيب محاكر المقابمة.
-1رجاء محمكد أبك عبلـ :مناىج البحث في العمكـ النفسية التربكية ،ط ،4دار النشر لمجامعات ،القاىرة ،مصر ،2004 ،ص
.381
-2رشيد زركاتي :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،المرجع السابؽ ،ص ص .248 ،245
72
-مراعاة المنطؽ البنائي كالكظيفي لمحاكر المقابمة :عمى أف تككف محاكر المقابمة مصممة كمتماسكة
كليا كظائؼ في خدمة ىدؼ البحث.
محاور المقابمة :تككف محاكر المقابمة مقسمة تحت عناكيف تبعا لخطة كفرضيات البحث.
كيخضع اختيار المقابمة المقننة أك غير المقننة إلى طبيعة المكضكع ،فيناؾ المكضكع المحدد كغير
المتشعب الذم يستطيع الباحث فيـ جميع أبعاده ،كبالتالي حصرىا في أسئمة كعميو فيك بحاجة إلى المقابمة
المقننة ،كلكف ىناؾ المكضكع الذم ال يستطيع الباحث حصر أبعاده كذلؾ يترؾ الحديث مفتكحا ،كبالتالي فيك
بحاجة إلى مقابمة غير مقننة.
-يصمح البحث بالمقابمة في جمع البيانات كالمعمكمات التي يصعب أك يستحيؿ جمعيا بأدكات البحث
األخرل.
-أف المقابمة تتميز بالدقة في اختبار كتقييـ كتقكيـ كمعالجة المشاكؿ كاإلشكاليات اإلنسانية.
-1جازية كيراف :محاضرات في المنيجية لطبلب عمـ االجتماع ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف عكنكف ،الجزائر ،2008 ،ص
ص .52 ،51
-2رشيد زركاتي :المرجع السابؽ ،ص .250
-3المرجع نفسو ،ص ص .256-254
73
-بيانات المقابمة تككف أكثر كضكحا لككف الباحث يقابؿ المبحكث كيدكر الحديث في صيغة محاكر البحث
مما يسمح لمباحث إعادة طرح األسئمة بعدة طرؽ كمناقشتيا.
-سيكلة حصر كترتيب إجابات كتكسيعيا مع المبحكث ،لككف الباحث حاضر مع المبحكث
-يستفيد الباحث مف المقابمة في الحصكؿ عمى معمكمات إضافية تخدـ بحثو مف خبلؿ حكاره مع المبحكثيف.
-ضركرة استخداـ المقابمة في بعض الحاالت ،كأف تككف عينة البحث مف األمييف أك مف صغار السف.
أما بخصوص سمبيات المقابمة :نمخص بعضيا كما يأتي :
-ككف مصدر صدؽ معمكمات كبيانات المقابمة مرتبط برغبة المبحكث في التعاكف مع الباحث كمكضكع
البحث.
-قد يصعب مقابمة عدد كبير مف المبحكثيف ،لككف عممية المقابمة تستغرؽ كقتا طكيبل.
-ككف البحث بالمقابمة مرتبط ارتباطا كثيقا بالحالة االجتماعية كالنفسية لمباحث كالمبحكث ،مما يؤثر ذلؾ عمى
طبيعة المعمكمات كالبيانات المجمعة.
-قد يقتضي البحث بالمقابمة باحثيف مساعديف مدربيف ،كقد ال يككنكا متمكنيف مف منيجية البحث بالمقابمة.
-قد يصعب التقدير الكمي لبعض اجابات المبحكثيف ،كبخاصة االجابات المفتكحة.
-صعكبة التسجيؿ قد يقع الباحث في األخطاء ،كاألخطاء التي قد يتعرض ليا الباحث في تسجيؿ المعمكمات
كالبيانات أثناء المقابمة ،كمف أخطاء التسجيؿ التي قد يقع فييا الباحث ما يأتي:
قد ينسى الباحث أك يغفؿ عف عكامؿ ضركرية كالتقميؿ مف أىميتيا أثناء المقابمة كىذا ما يسمى بخطأ
التعرؼ.
قد يبالغ الباحث في بعض كجيات النظر لدل المبحكثيف اتجاه بعض محاكر المقابمة ،مما يؤثر سمبا
عمى صدؽ كثبات معمكمات كبيانات المقابمة ،كيسمى ىذا الخطأ بخطأ اإلضافة.
قد ال يتذكر الباحث ما قالو بعض المبحكثيف بخصكص بعض محاكر المقابمة.
قد يصعب عمى الباحث تتبع كقائع إجابات المبحكثيف.
قد يصعب عمى الباحث ربط العبلقات السببية السميمة بيف الحقائؽ ،كبالتالي فقد يغير في المادة العممية
المجمعة عف طريؽ المقابمة ،كىذا ما يسمى بخطأ التغيير.
74
المالحظة : .III
تعريفها : -1
إف المبلحظة الميدانية تقكـ عمى مبلحظة سمكؾ أفراد الجميكر في حالتو الطبيعية بناءا عمى خطة
اجرائية منظمة ترتبط بأىداؼ الدراسة.
ىناؾ العديد مف التعاريؼ لممبلحظة ،كرغـ اختبلؼ البعض عف اآلخر ،غير أف جميعيا يشترؾ في
عناصر المبلحظة العممية كتصب في مفيكـ كاحد لممبلحظة العممية لمظكاىر ،كنمخص بعضيا كما يأتي:
البعض عرفيا بأنيا المشاىدة الدقيقة كالمنظمة كاليادفة لظاىرة ما ،مع االستعانة باستخداـ االدكات
العممية التي تخدـ المبلحظة العممية لظاىرة ما.1
كما عرفيا " دوكاتمي " بأنيا :عممية المشاىدة كاالنتباه الذىني اإلرادم ،كالمكجو نحك جمع المعمكمات
المتعمقة بمكضكع بحث محدد كمضبكط األبعاد كاألىداؼ.2
كبناءا عمى ىذه التعاريؼ يمكف القكؿ أف :المبلحظة تعني تمؾ المشاىدة المباشرة المكجية كالمضبكطة
كالمحددة ا ألىداؼ كالمحككمة بإطار مرجعي نظرم كبناء منيجي ميداني لئلحاطة بمكضكع البحث ،كعف طريؽ
ىذه المشاىدة تتـ عممية جمع المعمكمات كالبيانات العممية لتزكيد كاثراء مكضكع البحث بمادة عميمة تخدـ
البحث.
-ضبط طريقة التسجيؿ ،كأف يككف التسجيؿ مع بداية المبلحظة أك الحديث مع المبحكث أك بعد
-التأكد مف صدؽ ما يبلحظ الباحث ،كذلؾ بمقارنة مبلحظتو بمبلحظات غيره في المكضكع.
-4أنواع المالحظة :تتمخص أنكاع المبلحظة كما يأتي: 2
أ -أنواع المالحظة من حيث طبيعتها:3
-المالحظة البسيطة :كىي التي تحتكم عمى صيغة بسيطة مف المبلحظة كفييا يبلحظ الباحث
الظ كاىر كالكقائع كما تجرم تمقائيا في ظركفيا الطبيعية دكف تسميط عمييا بعض الضبط كالشركط العممية،
كغالبا ما يستخدـ ىذا النكع في البحكث االستطبلعية االستكشافية.
-المالحظة المنظمة :كىي المشاىدة العممية التي تجرم في ظركؼ أعد ليا ،كىي محددة كمضبكطة
بمحاكر عممية دقيقة كغالبا ما تستخدـ المبلحظة المنظمة في البحكث الفردية أك عينات تمثؿ مجتمع الدراسة،
كتككف بحكث كصفية أك تشخيصية لمحاالت المطمكب دراستيا.
ب -أنواع المالحظة من حيث القائمين عميها (الممارسين لها ) :
-المالحظة الفردية :كىي التي يقكـ بيا شخص كاحد.
-المالحظة الجماعية :كىي التي يقكـ بيا أكثر مف شخص.
ج -أنواع المالحظة من حيث مجال البحث :
-المالحظة في الطبيعة :كتشتمؿ المبلحظة في العمكـ الطبيعية كالعمكـ اإلنسانية السمككية الفردية
كالجماعية كالمجتمعية.
-المالحظة بالمشاركة :كفييا يشارؾ الباحث حياة مجتمع البحث ،كعادة ما يعيش الباحث مع مجتمع
الدراسة كيشاركيـ في نشاطاتيـ.
كفي ىذا النكع مف المبلحظة قد يفصح الباحث لممبكحثيف عف دكره كمبلحظ ،كيتطمب ذلؾ كسب ثقة
المبحكثيف كما قد ال يفصح الباحث لممبحكثيف عف دكره كمبلحظ ،كىذا النكع مف المبلحظة أسماه "ادوارد
ليندمان " بالمبلحظة بالمشاركة المستمرة ،كفييا يجب أف ال يعرؼ المبحكثيف أنيـ مكضكع المبلحظة كفي ذلؾ
يتكجب عمى الباحث اإللماـ بمغة كاتجاىات كأىداؼ عينة البحث.
-المالحظة بدون مشاركة :كفييا يقكـ الباحث بالمبلحظة دكف أف يشارؾ حياة كنشاط مجتمع البحث،
كتجرم المبلحظة دكف عمـ المجتمع مكضكع المبلحظة ،مما يؤدم إلى أف تتـ نشاطات كسمككات مجتمع البحث
طبيعية كمف غير تكمؼ في اآلراء كاألفعاؿ.
-5تقييم المالحظة :
لمبحث بالمبلحظة إيجابيات كسمبيات ،فأما بخصكص اإليجابيات فنمخصيا كما يأتي:2
-أنيا تصمح في مراقبة السمكؾ الفعمي الذم ال يمكف اخضاعو لمكصؼ الكمي مثؿ ردكد األفعاؿ غير
المفظية التي يظيرىا المشتركف لمصحؼ عند قراءاتيـ لعناكيف الصفحات األكلى لمجرائد ،أك مبلحظة أك التعرض
لمصكر كالرسكـ في الصحؼ.
-تسا عد في دعـ الثقة عند األفراد كالجماعات ،حيث تساعدىـ ىذه الثقة بعد ذلؾ عمى االستجابة إلى
أدكات جمع المعمكمات األخرل كاالستقصاء كالمقابمة .
-إذا لـ تحتاج الدراسة إلى عدد كبير مف المبحكثيف ،فإف المبلحظة ال تعتبر مكمفة ،ألنيا ال تحتاج إال
أدكات بسيطة لتسجيؿ المعمكمات.
-قد يغير بعض المبحكثيف آرائيـ كسمككيـ عندما يشعركا بأنيـ تحت المبلحظة.
-قد تستغرؽ المبلحظة كقتا طكيبل كجيدا كأمكاال كبيرة مف الباحث ،كيككف الباحث عاجز عف ذلؾ.
-قد يتأثر الباحث بالذاتية أك التحيز بسبب تعاممو مع المبحكثيف.2
كلكف بالرغـ مف بعض السمبيات إال أنيا تظؿ أسمكب ضركرم في جمع البيانات كالمعمكمات لبعض
المكاضيع ،كخاصة جمع المعمكمات كالبيانات التي ال يستطيع الباحث الحصكؿ عمييا كأسمكب االستمارة أك
المقابمة أك أداة أخرل مف األدكات البحثية.
-1إخبلص محمد عبد الحفيظ ،د مصطفى حسيف سامي :طرؽ البحث العممي كالتحميؿ اإلحصائي في
المجاالت التربكية كالنفسية كالرياضية ،ط ،1مركز الكتاب لمنشر ،القاىرة ،مصر.2000 ،
-2أالرامي /ب .فالي :البحث في االتصاؿ – عناصر منيجية ،-ترجمة :أد ميمكد سفارم كآخركف ،مخبر عمـ
االجتماع االتصاؿ ،قسنطينة ،الجزائر. ،
-3أنجرس مكريس ،منيجية البحث في العمكـ االنسانية ،تدريبات عممية ،ترجمة ،بكزيد صحراكم كآخركف،
ط ،2دار قصبة لمنشر ،الجزائر.2006 ،
-4بف مرسمي أحمد :مناىج البحث العممي في عمكـ اإلعبلـ االتصاؿ ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر .
-5بكحكش عمار ،محمد محمكد الذنيبات ،مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث ،ط ،3ديكاف
المطبكعات الجامعية ،الجزائر.2001 ،
-6جابر عبد الحميد جابر ،أحمد خيرم كاظـ :مناىج البحث التربية كعمـ النفس ،دار النيضة العربية،
القاىرة ،مصر.2002 ،
-7رجاء محمكد أبك عبلـ :مناىج البحث في العمكـ النفسية التربكية ،ط ،4دار النشر لمجامعات ،القاىرة،
مصر.2004 ،
-8الرشيدم بشير صالح :مناىج البحث التربكم – رؤية تطبيقية مبسطة -ط ،1دار الكتاب الحديث ،الككيت،
.2000
-9زركاتي رشيد :تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية ،ط ،1دار ىكمو ،الجزائر
زركاتي رشيد :مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية ،ط ،1دار اليدل ،عيف مميمة، -11
الجزائر.2007 ،
السيد أحمد مصطفى عمر :البحث العممي-مفيكمو ،إجراءاتو ،-كمناىجو ،ط ،3مكتبة الفبلح لمنشر -11
كالتكزيع ،الككيت.2008 ،
شحاتة سميماف محمد سميماف :مناىج البحث بيف النظرية كالتطبيؽ ،مركز اإلسكندرية لمكتاب، -12
اإلسكندرية ،مصر.2006 ،
79
طايع سامي :مقدمة في مناىج البحث ،مركز جامعة القاىرة لمتعميـ المفتكح ،القاىرة ،مصر.2004، -13
طمعت ابراىيـ لطفي :أساليب كأدكات البحث االجتماعي ،دار غريب لمنشر كالتكزيع ،القاىرة ،مصر، -14
.1990
عبد الباسط محمد حسف :أصكؿ البحث االجتماعي ،مكتبة األنجمك المصرية ،القاىرة ،مصر.1975 ، -15
العبلؽ بشير :نظريات االتصاؿ -مدخؿ متكامؿ ،-دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع ،عماف -16
األردف.2010 ،
عكابدم عمار :مناىج البحث العممي كتطبيقاتو في ميداف العمكـ القانكنية كاإلدارية ،ط ،3ديكاف -17
المطبكعات الجامعية.1999 ،
غريب محمد سيد أحمد :تصميـ كتنفيذ البحث االجتماعي ،ط ،1سمسمة عمـ االجتماع كقضايا -18
االنساف ،الكتاب الثامف ،دار المعرفة الجامعية االسكندرية مصر.2000 ،
فاف داليف :مناىج البحث في التربية كعمـ النفس ،ترجمة :محمد نبيؿ نكفؿ كآخركف ،ط ،5األنجمك -19
المصرية ،القاىرة.1995 ،
فرح تكفيؽ ،السالـ فيصؿ :قامكس التحميؿ االجتماعي ،مجمكعة أبحاث الشرؼ ،الككيت ،كالفكرنيا، -21
دار المثمث لمتصميـ كالطباعة كالنشر ،لبناف.1980 ،
فريدريؾ معتكؽ :معجـ العمكـ االجتماعية ،انجميزم ،فرنسي ،عربي ،أكاديما ،بيركت ،لبناف.1998 ، -21
فضيؿ دليك :دراسات في المنيجية ،ط ،3ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف عكنكف ،الجزائر.2008 ، -22
كيراف جازية :محاضرات في المنيجية لطبلب عمـ االجتماع ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف عكنكف، -23
الجزائر.2008 ،
محمد زايد حمداف :البحث العممي كنظاـ ،سمسمة التربية الحديثة ،28 ،دار التربية الحديثة ،عماف، -24
.1982
محمد عبد الحميد :البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية ،ط ،2عالـ الكتب ،القاىرة ،مصر.2004 ، -25
محمد عبد الحميد :نظريات كاتجاىات التأثير ،ط ،3عالـ الكتب ،القاىرة ،مصر. -26
81
محمد عمي محمد :البحث االجتماعي -دراسة في طريؽ البحث كأساليبو ،-دار المعرفة الجامعية، -27
مصر ،لبناف ،بدكف سنة.
محمد عمي محمد :البحث االجتماعي -،دراسة في طريؽ البحث كأساليبو ،-دار المعرفة الجامعية، -28
مصر ،دكف ذكر السنة.
محمد غريب عبد الكريـ :البحث العممي -،التصميـ كالمنيج كاالجراءات ،-ط ،4المكتب الجامعي -29
الحديث ،االسكندرية ،مصر.1998 ،
محمد لبيب النجحي ،محمد منير مرسي :البحث التربكم -أصكلو كمناىجو ،-ط ،3عالـ الكتب -31
القاىرة ،مصر.1994 ،
محمد منير حجاب :أساسيات البحكث اإلعبلمية ،ط ،2دار الفجر لمنشر كالتكزيع ،القاىرة ،مصر، -31
.2003
معف خميؿ عمر :مناىج البحث في عمـ االجتماع ،دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ،عماف، -32
األردف. ،2004،
مقراني الياشمي :التجريب في عمـ االجتماع ،في مرجع :د .فضيؿ دليك كآخركف :أسس المنيجية في -33
العمكـ االجتماعية ،منشكرات جامعة منتكرم ،قسنطينة ،الجزائر ،1999 ،ص .127
ممحـ سامي :مناىج البحث في التربية كعمـ النفس ،ط ،1دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة ،عماف، -34
األردف.2000 ،
80