You are on page 1of 81

‫جامعة محمد بوضياف المسيمة‬

‫كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم عموم اإلعالم واالتصال‬

‫مقياس‪ :‬منهجية البحث في علوم اإلعالم واالتصال‬

‫لسانس‪ :‬السنة الثانية ل م د‬

‫األستاذة‪ :‬د‪ /‬بلقبي فطوم‬

‫مطبوعة لمحتوى مقياس منهجية البحث‬


‫في عموم اإلعالم و االتصال‬
‫ملخص المطبوعة ‪:‬‬

‫تعتبر مطبكعة مقياس منيجية البحث في عمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ بمثابة المرشد في كيفية‬
‫ممارسة البحث العممي ‪.‬‬
‫بداية تـ عرض بعض المفاىيـ كالمصطمحات المتداكلة في البحث العممي ليمـ الطالب‬
‫بمصطمحات تخصص المنيجية ‪.‬‬
‫كبعدىا تـ التطرؽ إلى المحكر األكؿ الخاص بخطكات البحث العممي أيف تـ تكضيح خطكة‬
‫تمك األخرل بدءا بإختيار مكضكع البحث فاإلشكالية كالفرضيات حتى آخر خطكة ‪.‬‬
‫ثـ تـ االنتقاؿ إلى المحكر الثاني المتعمؽ بالمداخؿ النظرية لمدراسات اإلعبلمية كالمقصكد بيا‬
‫مجمؿ النظريات التي يمكف أف يعتمد عميي ا الباحث في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ قصد دراسة‬
‫مكضكع إعبلـ كاتصاؿ كعرض فيو المداخؿ التالية ‪ :‬المدخؿ المغكم ‪ ،‬المدخؿ الكظيفي‪ ،‬المدخؿ‬
‫السمككي ‪ ،‬المدخؿ االجتماعي كالمدخؿ اإلعبلمي كتمت اإلشارة إلى أىـ النظريات في كؿ مدخؿ‪.‬‬
‫أما المحكر الثالث خصص ألنكاع البحكث اإلعبلمية (البحكث االستكشافية‪ ،‬البحكث الكصفية‪،‬‬
‫البحكث التجريبية ) كعرض أىـ مناىجيا ‪.‬‬
‫في حيف المحكر المكالي كالرابع كالذم يعتبر مف أىـ المحاكر المنيجية في عممية ربط‬
‫المنطمقات النظرية باإلجراءات التطبيقية في البحكث التحميمية كالميدانية كىك مجتمع البحث‬
‫كالعينات ‪ ،‬كالذم يتمثؿ ىدفو في بناء نماذج محدكدة مف مجتمع الدراسة لمحصكؿ عمى نتائج‬
‫قابمة لمتعميـ عمى المجتمع األصمي ‪ ،‬فتـ تقديـ تغطية معرفية حكؿ تقنيات المعاينة كالتي تـ‬
‫تقسيميا إلى المعاينة االحتمالية (العشكائية ) كالمعاينة غير االحتمالية (غير عشكائية) ‪،‬كعرضنا‬
‫نماذج عديدة لكؿ نكع كالتي تتنكع بطبيعة البحكث كطبيعة البيانات كركزنا عمى الجانب التطبيقي‬
‫بإعطاء مثاؿ عمى كؿ نكع ‪.‬‬
‫أما عف المحكر األخير فعرض فيو أدكات البحث العممي كالمقصكد بيا أدكات جمع البيانات‬
‫(االستبياف ‪ ،‬المقابمة ‪ ،‬المبلحظة) كتـ التركيز عمى االستخداـ اإلمبريقي ليذه األدكات ككيفية‬
‫تطبيقيا عمى أرض الكاقع لجمع البيانات المفيدة كالتي تساعد في اإلجابة عمى التساؤال ت‬
‫المطركحة في اإلشكالية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات مقياس منهجية البحث في علوم اإلعالم واالتصال‬
‫مدخل تمهيدي (مفاهيمي)‬
‫‪ -1‬مفهوم المعرفة العامية‬
‫‪ -2‬مفهوم المعرفة العلمية‬
‫‪ -3‬مفهوم العلم‬
‫‪ -4‬مفهوم البحث العلمي‬
‫‪ -5‬مفهوم منهج البحث‬
‫‪ -6‬مفهوم البحث اإلعالمي‬
‫‪ -7‬مميزات البحث اإلعالمي‬
‫خطوات البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة اختيار الموضوع‬
‫‪ -2‬التعريف بالمشكلة العلمية وتحديدها وصياغتها‬
‫‪ -3‬التساؤالت والفرضيات‬
‫‪ -4‬تحديد المصطلحات والمفاهيم‬
‫المداخل النظرية للدراسات اإلعالمية‪:‬‬
‫‪ -1‬المدخل اللغوي‬
‫‪ -2‬المدخل الوظيفي‬
‫‪ -3‬المدخل السلوكي‬
‫‪ -4‬المدخل االجتماعي‬
‫‪ -5‬المدخل االعالمي‬
‫البحوث االعالمية أنواعها ومناهجها‪:‬‬
‫‪ .I‬البحوث االستطالعية (االستكشافية‪ ،‬الصياغية)‬
‫‪ .II‬البحوث الوصفية‬
‫‪ .III‬البحوث التجريبية (بحوث العالقات السببية)‬
‫مجتمع البحث والعينات‬
‫‪ -1‬الشروط الواجب توفرها في العينة‬
‫‪ -2‬مراعاة مصادر الخطأ في العينة‬
‫‪ -3‬خطوات اختيار العينة‬
‫‪ -4‬تصنيف العينات‬
‫‪ -5‬أخطاء المعاينة‬
‫أدوات البحث العلمي (أدوات جمع البيانات)‬
‫‪ .I‬االستبيان‬
‫‪ .II‬المقابلة‬
‫‪.III‬المالحظة‬
‫‪3‬‬
‫مدخل تمهيدي‬

‫كفيو يتـ تحديد بعض المفاىيـ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم المعرفة العامية‪:1‬‬

‫ىناؾ معرفة عامية (عامة) يحصؿ عمييا اإلنساف عف طريؽ حياتو اليكمية كمعاشرتو األفراد اآلخريف‪ ،‬كىي‬
‫معرفة بسيطة‪.‬‬

‫كما أف ىناؾ معرفة عامية يتحصؿ عمييا اإلنساف (غير العالـ)‪ ،‬كيصبح مستيمكا ليا‪ ،‬مثؿ المستيمؾ‬
‫لمسيارة كالطائرة ‪ ،...‬فيك في ىذه الحالة يستيمؾ معرفة عامة عنده‪ ،‬كلكنيا أتتو في شكؿ نتائج خاصة (المعرفة‬
‫العممية)‪ ،‬فيك بذلؾ يستيمؾ نتائج المعرفة العممية‪ ،‬كيعد بذلؾ مستيمكا لممعارؼ ال عالما بيا‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم المعرفة العممية‪:‬‬

‫يعرفيا أحمد بدر بأنيا "ذلؾ الفرع مف الدراسة الذم يتعمؽ بكميات مترابطة مف الحقائؽ الثابتة المصنفة‪،‬‬
‫كالتي تحكميا قكانيف عامة تحتكم عمى طرؽ كمناىج مكثكؽ ليا‪ ،‬الكتشاؼ الحقائؽ الجديدة في نطاؽ ىذه‬
‫‪2‬‬
‫الدراسة"‪.‬‬

‫كيعرفيا كؿ مف" كيمياـ قكد كبكؿ ىات" بأف المعرفة العممية ىي تراكـ المعرفة المنظمة‪.3‬‬

‫كيعرفيا " عبد الباسط محمد حسف" بانيا المعرفة المصنفة كالتي يتـ التكصؿ إلييا عف طريؽ تطبيؽ قكاعد‬
‫المنيج العممي الصحيح‪ ،‬كأصبحت مصاغة في قكانيف عامة تحكـ الظكاىر كتفسرىا‪.4‬‬

‫كبناء عمى التعاريؼ السابقة الذكر‪ ،‬فإننا نرل بأف المعرفة العممية ىي المعرفة المبنية عمى جيد فكرم منظـ‬
‫مستند عمى أساليب كخطكات كأدكات كمنيج مف مناىج البحث العممي‪ ،‬كسكاء كانت في إطار فكرم استنباطي‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬عمار بكحكش‪ ،‬محمد محمكد الذنيبات‪ ،‬مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.8‬‬
‫‪ -3‬محمد عمي محمد‪ :‬البحث االجتماعي‪ -،‬دراسة في طريؽ البحث كأساليبو‪ ،-‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬دكف ذكر السنة‪،‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪ -4‬عبد الباسط محمد حسف‪ :‬أصكؿ البحث االجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجمك المصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1975 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪4‬‬
‫فقط يستند إلى التأمؿ العقمي‪ ،‬أك كانت في إطار استقرائي فقط يستند إلى المبلحظة أك التجريب‪ ،‬أك كانت في‬
‫إطار فكرم استنباطي في جانب كفي إطار فكرم استقرائي مف جانب آخر في الكقت نفسو‪.‬‬

‫كبصفة عامة المعرفة العممية ىي المعرفة المبنية عمى الدراسة كالتحميؿ كالتعميؿ لمختمؼ الظكاىر‪ ،‬أم ال‬
‫تقكـ عمى الحدس كالتخميف‪ ،‬كانما عمى أساس المنيجية في الدراسة الشاممة لممكضكع‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم العمم‪:‬‬

‫العمـ كما يعرفو (ت‪ .‬لينيف سميث) ىك مصطمح يستخدـ لمداللة عف المعرفة المصنفة كالمنظمة المشتممة‬
‫عمى الحقيقة كالنظرية‪ ،‬كفي ىذا يؤكد أيضا (ككلؼ) ‪ WOLF‬عمى أف العمـ ىك نكع مف المعرفة النظرية‬
‫كيختمؼ عف كؿ الميارات العقمية في أنو تحصيؿ لمحقائؽ كالمبادئ التي تستخمص مف تطبيؽ المنيج العممي‪.‬‬

‫كيتفؽ كؿ مف جكد ىكت ‪ Goode and Hott‬مع (سميث) في تعريفيـ لمفيكـ العمـ حيف يفرقكف بينو‬
‫‪1‬‬
‫كبيف المصطمح (المعرفة) حيث يكضحاف بأف العمـ ىك المعرفة المصنفة كالمنسقة‪.‬‬

‫كانطبلقا مما سبؽ يمكف القكؿ أف المعرفة أكسع كأشمؿ مف العمـ‪ ،‬فالعمـ يقكـ عمى الدراسة كتحميؿ الظكاىر‬
‫كييدؼ إلى البحث عف العبلقات بيف الظكاىر معتمدا عمى المعرفة المصنفة لمتكصؿ إلى النتائج المدعكمة‬
‫بالحقائؽ‪ ،‬فالعمـ ىك تراكـ المعرفة المنظمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -4‬مفهوم البحث العممي‪:‬‬

‫تعددت مفاىيـ كتعريفات البحث العممي إلى أكثر مف مائة تعريؼ كمف أبرز ىذه التعريفات ‪:‬‬

‫‪ -‬البحث العممي استقصاء منظـ كدقيؽ ييدؼ إلى إضافة معارؼ يمكف تكصيميا كالتحقؽ مف صحتيا عف‬
‫طريؽ االختبار العممي‪.‬‬
‫‪ -‬البحث العممي جيد فكرم‪ ،‬يتـ بمنيجية منظمة مدركسة كيفرز نتائجا منطقية مكضكعية يمكف تكظيفيا في‬
‫حؿ مشاكؿ المعرفة كاإلنساف كالمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬البحث العممي‪ :‬دراسة عممية منظمة لظاىرة معينة باستخداـ المنيج العممي لمكصكؿ إلى حقائؽ جديدة يمكف‬
‫تكصيميا كالتحقؽ مف صحتيا‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد منير حجاب‪ :‬أساسيات البحكث اإلعبلمية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفجر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪5‬‬
‫استنتاج‪:‬‬

‫المعرفة العممية والعمم‪ :‬العمـ ىك المعرفة العممية المصنفة كالمنظمة‪.‬‬

‫المعرفة العممية والبحث العممي‪ :‬تعتبر المعرفة العممية ىدؼ كالبحث العممي كسيمة‪ ،‬عف طريؽ البحث العممي‬
‫تتحقؽ المعرفة العممية‪ ،‬بمعنى أف اإلنساف يستخدـ البحث العممي ككسيمة لمكصكؿ إلى اليدؼ كىك تحقيؽ‬
‫المعرفة العممية‪.‬‬

‫‪ -5‬مفهوم منهج البحث العممي‪:‬‬

‫يرل عبد الباسط محمد حسف اف المنيج يشير" إلى الطريؽ المؤدم إلى الكشؼ عف الحقيقة بكاسطة طائفة‬
‫مف القكاعد التي تييمف عمى سير العقؿ كتحدد عممياتو حتى يصؿ إلى نتيجة معمكمة"‪ ،1‬كيسمى العمـ الذم‬
‫يبحث في طرؽ البحث عف الحقيقة بعمـ المناىج‪.‬‬

‫كما يقصد بالمنيج الكسيمة التي تكصؿ الباحث إلى الحقيقة‪.2‬‬

‫كىناؾ مف الباحثيف مف ربط كممة المنيج بالمنيجية التي ىي عبارة عف مجمكع المناىج كالتقنيات التي تكجو‬
‫إلى اعداد البحث كترشد إلى الطريقة العممية‪.‬‬

‫‪ -6‬مفهوم البحث اإلعالمي‪:‬‬

‫انطبلقا مما سبؽ تكضيحو في البحث العممي يمكف تعريؼ الدراسة اإلعبلمية أك البحث في مجاؿ اإلعبلـ‬
‫بأنو " النشاط العممي المنظـ لمكشؼ عف الظاىرات اإلعبلمية كالحقائؽ المتصمة بالظاىرة اإلعبلمية‪ ،‬كأطرافيا‪،‬‬
‫كالعبلقات بينيا‪ ،‬كأىدافيا كالسياقات االجتماعية التي تتفاعؿ معيا مف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ‪ ،‬ككصؼ ىذه‬
‫‪3‬‬
‫الحقائؽ كتفسيرىا كالتكقع باتجاىات الحركة فييا"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد لبيب النجحي‪ ،‬محمد منير مرسي‪ :‬البحث التربكم‪ -‬أصكلو كمناىجو‪ ،-‬ط‪ ،3‬عالـ الكتب القاىرة‪ ،‬مصر‪،1994 ،‬‬
‫ص‪.185‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬غريب محمد سيد أحمد‪ :‬تصميـ كتنفيذ البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬سمسمة عمـ االجتماع كقضايا االنساف‪ ،‬الكتاب الثامف‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية االسكندرية مص‪ ،2000 ،‬ص ‪.1104‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬ط‪ ،2‬عالـ الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪6‬‬
‫كالبحث اإلعبلمي كغيره مف بحكث االجتماعية كاالنسانية يسعى إلى تحقيؽ عدة أىداؼ كلكنو بدرجات‬
‫‪1‬‬
‫تتفاكت في دقتيا عف بحكث العمكـ الطبيعية‪ ،‬كتتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التفسير‪:‬‬

‫ييدؼ البحث اإلعبلمي في ىذا الجانب إلى التعرؼ عف كضعية الظاىرة محؿ البحث‪ ،‬كبياف عناصرىا‪،‬‬
‫كمككناتيا كعبلقتيا بالظكاىر األخرل‪.‬‬

‫كتعتبر البحكث اإلعبلمية التاريخية‪ ،‬الكصفية‪ ،‬كالكصفية التفسيرية مف أنسب أنكاع البحكث التي يمكف أف‬
‫تعمؿ عمى تحقيؽ ىذا اليدؼ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الضبط‪:‬‬

‫ييدؼ البحث اإلعبلمي في ىذا الجانب إلى محاكلة التحكـ في العكامؿ المؤدية إلى الظاىرة بغرض‬
‫السيطرة عمييا أك الحد مف تأثيرىا أك تكجييييا كجية معينة‪.‬‬

‫كتسعى البحكث التجريبية كشبو التجريبية إلى تحقيؽ ىذا اليدؼ باإلضافة إلى اليدؼ السابؽ ذكره‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف تحقيؽ الضبط كيدؼ لمبحث اإلعبلمي‪ ،‬قد استعاف إلى حد كبير بعناصر االستقراء العممي أىميا التحميؿ‬
‫كالتركيب‪ ،‬فب التحميؿ أمكف إدراؾ الحقائؽ الجزئية الظاىرة كالتعرؼ عمى العبلقات القائمة بيف ىذه العناصر‬
‫بعضيا ببعض‪ ،‬كما أمكف بالتركيب تجميع ىذه الحقائؽ الجزئية لمخركج بحقائؽ كمية كاضحة عمى الظاىرة قيد‬
‫البحث‪ ،‬كبالتالي أمكف فيـ العكامؿ المؤدية إلى الظاىرة‪ ،‬كمف ثـ إمكانية ضبطيما كالتحكـ فييا كعزليا عند‬
‫إجراء التصاميـ التجريبية‪.‬‬

‫ج‪-‬التنبؤ‪:‬‬

‫التنبؤ في بحكث اإلعبلـ يأتي بمعنى االحتماؿ القكم الذم يتكقع الباحث عف طريقو بما قد يحدث لمظاىرة‬
‫إذ سارت الظركؼ سي ار معينا‪ ،‬كىنا يككف التنبؤ خاضعا لبلحتماؿ بدرجات مختمفة‪ ،‬ذلؾ أف الظكاىر اإلعبلمية‬
‫كغيرىا مف الظكاىر االجتماعية ال تتأثر بعامؿ كاحد أك عامميف‪ ،‬كانما تتأثر بعكامؿ كثيرة كمعقدة‪.‬‬

‫‪ -1‬السيد أحمد مصطفى عمر‪ :‬البحث العممي‪-‬مفيكمو‪ ،‬إجراءاتو‪ ،-‬كمناىجو‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة الفبلح لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الككيت‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص ‪.31، 30‬‬
‫‪7‬‬
‫ف عمى سبيؿ المثاؿ إذ درسنا ظاىرة تأثير التمفزيكف عمى سمكؾ الطفؿ‪ ،‬فمف الصعب إرجاع ىذه الظاىرة الي‬
‫التمفزيكف بمفرده‪ ،‬ذلؾ أف ىناؾ عكامؿ عديدة تؤثر عمى سمكؾ األطفاؿ‪ ،‬كبعد إدخاؿ األساليب االحصائية‪،‬‬
‫كاستخداـ معايير الصدؽ كالثبات‪ ،‬أمكف لمبحكث اإلعبلمية التنبؤ بمستقبؿ الظاىرة‪ ،‬كما أمكف التكصؿ إلى‬
‫نظريات متعددةػ‪ ،‬بدأت تأخذ طريقيا إلى االستقرار كخاصة تمؾ النظريات التي تتصؿ بدكر كسائؿ االتصاؿ‬
‫كتأثيراتيا‪.‬‬

‫‪ -7‬مميزات الظاهرة اإلعالمية‪:1‬‬

‫تتصؼ الظاىرة اإلعبلمية كالحقائؽ المتصمة بيا بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬أنيا ذات طبيعة ديناميكية تتسـ بالتغير كالتدفؽ المستمر الرتباطيا بالعممية اإلعبلمية ذاتيا التي تتسـ بيذه‬
‫السمات‪.‬‬
‫‪ -‬أنيا ذات طبيعة اجتماعية حيث ال تعمؿ بمعزؿ عف حركة السياقات كالنظـ االجتماعية األخرل‪ ،‬كتتأثر بيا‪.‬‬
‫‪ -‬تتسـ العبلقة بيف عناصرىا أك بينيا كبيف الظاىرات االجتماعية األخرل بالتأثير المتبادؿ‪ ،‬بحيث تحتاج‬
‫ضبط العبلقة بيف ىذه العناصر أك بيف الظاىرات إلى جيد بحثي كبير لمعرفة اتجاىات أك التفرقة بيف‬
‫األسباب كالنتائج‪ ،‬كعمى سبيؿ المثاؿ تحديد اتجاه األثر بيف خصائص الذكؽ لجميكر المتمقيف كخصائص‬
‫المنيج اإلعبلمي يحتاج إلى جيد بحثي كبير لمعرفة السبب كالنتيجة بيف ىذيف العنصريف كىكذا‪.‬‬
‫‪ -‬كيرتبط بالسمة السابقة صعكبة التحكـ في عناصرىا الظاىرة االجتماعية كالسمككية كذلؾ لتأثير خصائص‬
‫العممية اإلعبلمية أك االتصاؿ بالجماىير ذاتيا التي تتسـ بضخامة حجـ المتمقيف كانتشارىـ كتشتتيـ كعدـ‬
‫تجانسيـ‪ ،‬باإلضافة إلى التغير المستمر في اتجاىات التعرض‪ ....‬كغيرىا مف األبعاد التي يصعب السيطرة‬
‫عمييا كالتحكـ فييا‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة عزؿ الظاىرة اإلعبلمية عف مقدمات ىذا التفسير‪ ،‬كبصفة خاصة تأثير ذاتية الباحث في التفسير‬
‫كاتجاىاتو ‪ ،‬مما يشير إلى تعدد التفسيرات الخاصة بالظاىرة اإلعبلمية الكاحدة بتعدد الباحثيف كاتجاىاتيـ‪،‬‬
‫حيث يصعب الضبط الكمي الدقيؽ في دراسة ىذه الظاىرة‪.‬‬

‫كلذلؾ فإنو يمكف كصؼ الظاىرة اإلعبلمية بأنيا شديدة التعقيد كالتركيبػ كتحتاج دراستيا إلى جيد كبير‬
‫كتكامؿ بيف أنكاع الدراسات كالتصميمات المنيجية المختمفة التي تسيـ في مجمكعيا في كصؼ الظاىرة‬
‫كتفسيرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.8،‬‬


‫‪8‬‬
‫خطوات البحث العممي‬

‫خطكات البحث العممي في مجاؿ االتصاؿ ال تختمؼ عف غيرىا مف مجاالت العمكـ األخرل‪ ،‬كىي عبارة‬
‫عف مجمكعة مف المراحؿ التي تتميز بالتسمسؿ كالتتابع كالتداخؿ كالترابط مما تجعؿ الخطكة األكلى في مشركع‬
‫البحث تقرر طبيعة الخطكة األخيرة‪.‬‬

‫كقد اختمفت كجيات نظر العمماء فيما يتعمؽ بالخطكات التي يجب أف يتبعيا الباحث في إجراءات بحثو‪،‬‬
‫كعمى الرغـ مف ىذه االختبلفات إال أف ىناؾ خطكطا عريضة يكاد يككف شبو اتفاؽ حكليا كىي‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحمة اختيار المكضكع‪.‬‬


‫‪ -2‬التعريؼ بالمشكمة العممية كتحديدىا كصياغتيا‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد الفركض لحؿ المشكمة‪.‬‬
‫‪ -4‬اختبار صحة الفركض‪.‬‬
‫‪ -5‬التكصؿ إلى النتائج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬مرحمة اختيار الموضوع‪:‬‬

‫كتتـ عف طريؽ المراحؿ التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬التفكير في عنوان البحث‪:‬‬

‫كفيو يمكف لمباحث اتباع اإلجراءات التالية إليجاد مكضكع لمبحث‪:‬‬

‫‪ -‬الرجكع إلى ما درسو مف معرفة نظرية في تخصصو‪.‬‬


‫‪ -‬االطبلع عمى مختمؼ المراجع في التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة أساتذة في التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬الرجكع إلى المجتمع عمى أف ينظر إلى بعض المؤسسات المجتمعية أك إلى الشارع فيمكف لمباحث أف يجد‬
‫مكضكعا لبحثو في تخصصو في الميداف‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ىكمو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.16،15‬‬
‫‪9‬‬
‫ب‪ -‬القيام بدراسة استطالعية‪:‬‬

‫إذا كاف المكضكع يتطمب دراسة ميدانية‪ ،‬ألف لمدراسة االستطبلعية دكر ىاـ في تحديد كضبط عنكاف‬
‫البحث‪ ،‬كما ليا دكر في تحديد كضبط عينة البحث‪ ،‬كأيضا في تحديد منيج الدراسة كأدكات البحث‪.‬‬

‫ج‪ -‬االطالع عمى المراجع‪:‬‬

‫كفي ىذه المرحمة يبدأ الباحث في تزكيد نفسو بالمعمكمات حكؿ مكضكع البحث‪ ،‬لكي يحدد اشكالية‬
‫كأىداؼ بحثو‪.‬‬

‫د‪ -‬مناقشة المشرف واالساتذة في موضوع البحث المختار‪:‬‬

‫لكي يحدد الباحث معالـ بحثو بكضكح كدقة‪.‬‬

‫ه‪ -‬ضبط عنوان البحث‪:‬‬

‫كفي ىذه المرحمة يككف الباحث قد أحاط كلك نسبيا بمكضكع بحثو‪ ،‬كعميو يحاكؿ إعادة النظر كمناقشة‬
‫عنكاف بحثو‪ :‬ىؿ ىك كاضح‪ ،‬كىؿ ىك صحيح عمى المستكل المغكم كاالصطبلحي‪ ،‬كىؿ صيغة العنكاف طكيمة‬
‫أـ قصيرة‪ ،‬كىؿ يعبر عمى محتكل البحث؟‬

‫و‪ -‬وضع خطة بحث أولية‪:‬‬

‫في ىذه المرحمة تككف قد تكفرت بعض المعمكمات لدل الباحث‪ ،‬بحيث تسمح لو أف يجسدىا في خطة‬
‫بحث كلك أنيا خطة مبدئية قابمة لمنقاش كاإلضافة كالحذؼ فيما بعد‪.‬‬

‫مرعاة العوامل المؤثرة في اختيار موضوع وسير عممية البحث‪:1‬‬


‫ز‪ -‬ا‬

‫ينصح الباحث بمراعاة العكامؿ التالية‪:‬‬

‫‪ ‬العوامل الذاتية‪ :‬كتنقسـ إلى قسميف ىما‪:‬‬

‫أوالً‪ .‬عوامل ذاتية ايجابية‪ :‬كيقصد بيا شعكر الباحث بأنو باحث كمكضكع بحث‪ ،‬فيك جزء مف البحث‪ ،‬مما‬
‫يسيؿ عميو فيـ بعض المسائؿ التي يصعب عميو فيميا إذا كاف خارج البحث‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع لنفسو‪ ،‬ص ص ‪.18.17‬‬


‫‪01‬‬
‫ثانياً‪ .‬عوامل ذاتية سمبية‪ :‬كيقصد بيا األفكار المسبقة التي يأتي بيا الباحث‪ ،‬كالتي يمكف أف تككف قيدا‬
‫تقيده‪ ،‬كال تترؾ لو الحرية كمجاؿ التفاني في البحث‪.‬‬

‫‪ ‬العوامل الموضوعية‪ :‬كتشمؿ ما يمي‪:‬‬

‫أوالً‪ .‬عامل القدرة العممية‪ :‬كفييا يراعي الباحث مقدرتو العممية التي تسمح لو أف يقكـ بالبحث الذم اختاره‪،‬‬
‫كبالتالي عمى الباحث أف ال يختار مكضكعا صعبا‪ ،‬لكي يقاؿ عنو أف فبلف بصدد البحث في مكضكع‬
‫صعب‪ ،‬ألف ىذه الصعكبة قد تعيقو دكف الكصكؿ إلى انجاز البحث؛ كما عميو أف ال يختار بحث سيبل‬
‫جداّ إلى درجة أف يككف تحصيؿ حاصؿ‪ ،‬أك أف تؤدم بو طبيعة المكضكع إلى البحث فيما ىك ليس بمفيد‪،‬‬
‫كبالتالي فالبحث يفقد طبيعتو العممية الجادة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬عامل الزمن‪:‬‬

‫يجب مراعاة مدة البحث لدراسة كانجاز المكضكع‪ ،‬فالمكضكع الصالح لمذكرة تخرج الميسانس الذم يتطمب‬
‫انجازه في سنة‪ ،‬غير المكضكع الصالح لرسالة الماستر كالمطمكب انجازه في عاميف‪ ،‬غير المكضكع الصالح‬
‫ألطركحة الدكتكراه المطمكب انجازه في ثبلث سنكات‪.‬‬

‫ثالثاً‪ .‬العامل االقتصادي‪ :‬يجب مراعاة قدرة التمكيؿ كالتمكيف لمبحث‪ ،‬فبل يختار الباحث مكضكع بحث يتطمب‬
‫أمكاال كعتادا عمميا كىك يعجز عف ذلؾ‪.‬‬

‫رابعاً‪ .‬عامل توفر المراجع‪ :‬يجب مراعاة تكفر المراجع لمبحث كمصادر لجمع المادة العممية‪.‬‬

‫‪-2‬التعريف بالمشكمة العممية وتحديدها وصياغتها‬

‫أ‪ -‬مفهوم المشكمة‪:‬‬

‫المشكمة ترجمة لمكممة الفرنسية ‪ ، broblème‬كلمكممة نظائرىا في مختمؼ المغات‪ ،‬تترجـ أحيانا إلى كممة‬
‫"مسألة" كىك اصطبلح شائع في لغة الرياضيات‪ ،‬كالى كممة قضية كىك مصطمح شائع في لغة السياسة‬
‫كالقانكف‪ ،‬أما في لغة البحث االجتماعي فإف اصطبلح " مشكمة" ىك الذم يشيع استخدامو كتداكلو بيف الباحثيف‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫كفي تعريؼ بسيط لمشكمة البحث يقكؿ " ليمياف ريبؿ ‪ lilian Rippel‬أف المشكمة عبارة عف مكضكع‬
‫‪1‬‬
‫يحيط بو غمكض‪ ،‬كتعرؼ المشكمة أيضا ظاىرة تحتاج إلى تفسير‪ ،‬قضية مكضع خبلؼ‪.‬‬

‫كتعرؼ المشكمة أيضا بأنيا‪" :‬عبارة عف مكقؼ أك قضية أك فكرة أك مفيكـ يحتاج إلي البحث كالدراسة‬
‫العممية لمكقكؼ عمى مقدماتيا كبناء العبلقات بيف عناصرىا‪ ،‬كنتائجيا الحالية‪ ،‬كاعادة صياغتيا مف خبلؿ نتائج‬
‫الدراسة ككضعيا في اإلطار العممي السميـ"‪.2‬‬

‫ب – أهمية المشكمة‪:‬‬

‫مف المفترض أف ال تنشأ فكرة بحث مف فراغ حتى ال تنتيي أيضا الي فراغ‪ ،‬فإف السمة الرئيسية التي‬
‫أصبحت تميز البحكث العممية اآلف ىي أف تككف ىناؾ مشكمة محددة كىامة كفي حاجة ماسة إلى مف يتصدل‬
‫ليا بالدراسة كالتحميؿ مف جكانبيا المتعددة حتى نستطيع أف نجد ليا نكع الحمكؿ المناسبة لمتغمب عمييا‪.‬‬

‫كمف ىنا فبلبد أف يبدأ البحث العممي بإحساس مف جانب الباحث بكجكد مشكمة معينة في إطار‬
‫المجاالت العممية التي تخصص فييا‪.‬‬

‫كفي اإلطار العاـ لممشكمة التي يبدأ الباحث في االحساس بيا كادراكيا يمكنو أف يتطرؽ إلى تحديد‬
‫المشكمة تحديد دقيقا كتفصيميا‪ ،‬كىذا يتكقؼ عمى مدل عمؽ الباحث في فيـ ىذه المشكمة كسعة اطبلعو العممي‬
‫كمدل خبرتو العممية كمدل إحاط تو بما يككف قد سبؽ اجراؤه مف بحكث مماثمة في الماضي عمى نفس ىذه‬
‫المشكمة أك عمى مشكمة مشابية‪ ،‬مما يساعده عمى أف يستفيد مف خبرات ىذه التجارب في تحاشي أخطائيا أك‬
‫في استكماؿ نقائصيا أك في اتماـ عناصرىا عند إجراء بحثو‪.‬‬

‫كيمكف عرض مفيكـ المشكمة العممية أك المكقؼ المشكؿ أك الظاىرة مف خبلؿ بعض األمثمة التالية‪ ،‬التي‬
‫نرل أىمية دراستيا كالكصكؿ الى نتائج بشأنيا‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت ندرة البيانات أك غياب المعمكمات التي ترتبط ببداية أك نشأة العمكـ في مراحميا المبكرة‪ ،‬مما يتطمب‬
‫القياـ بدراسات عديدة لكضع أسس الممارسة كالتطبيؽ فييا كذلؾ مثؿ الدراسات التاريخية التي اتسمت بيا‬
‫الدراسات المبكرة في مجاالت الصحافة حكؿ ظيكر ىذه الصحؼ‪ ،‬كأسس قياميا‪ ،‬كتنظيميا كعبلقاتيا‪،‬‬
‫كأنماط الممارسة المينية كغيرىا مف المكضكعات التي يمكف أف تميز فترات النشأة كبدايات التطكر‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪31‬‬


‫‪ -2‬محمد عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪02‬‬
‫‪ -‬كاذا كانت الحاالت السابقة تمثؿ مشكبلت غياب المعمكمات فإف ىناؾ حاالت تستحؽ البحث كالدراسة كتمثؿ‬
‫مشكمة تقكـ عمى مبلحظة الباحث لعدـ اتفاؽ المقدمات بالنتائج مثؿ انتشار الصحؼ الحزبية كالمستقمة مع‬
‫تزايد العزكؼ عف قراءة الصحؼ أك انتشار قنكات تمفزيكنية متعددة مع عزكؼ عف المشاىدة‪.‬‬
‫‪ -‬أك دراسة ظاىرة انخفاض الصحؼ أك الصفحات الدينية عمى الرغـ مف ارتفاع الكعي الديني في المجتمع‪،‬‬
‫كغيرىا مف الظاىرات أك المشكبلت التي تعكس عدـ االتفاؽ بيف األسباب كالنتائج‪.‬‬
‫أك استخداـ مستحدثات اتصالية جديدة ألكؿ مرة‪ ،‬مثؿ انتشار الفضائيات‪ ،‬كيرتبط بذلؾ الكشؼ عف أنماط‬ ‫‪-‬‬
‫االستخداـ كمستكياتو كعبلقاتو‪ ،‬كتأثير استخداـ ىذه المستحدثات عمى المتمقيف أك السياؽ االجتماعي العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬كقد يرل الباحث انتشار نظريات أك تعميمات حديثة في مجتمعات أخرل‪ ،‬كلـ يثبت بعد إمكانية تطبيقيا‬
‫عمى المجتمعات المحمية‪ ،‬فيرل الباحث دراستيا في إطار المجتمع المحمي كسياقو الثقافي‪.‬‬

‫كغير ذلؾ العديد مف المكضكعات التي تحتاج إلى البحث كالدراسة العممية كتدخؿ في إطار مفيكـ‬
‫المشكمة أك الظاىرة التي ييدؼ الباحث إلى الكشؼ عنيا‪.‬‬

‫اإلشكالية = المشكؿ ‪ +‬اإلشكاؿ‬

‫المشكؿ‪ :‬ظاىرة عامة تبلحظ مف طرؼ الجميع‬

‫االشكاؿ‪ :‬زاكية خاصة تبلحظ مف طرؼ الباحث المختص‬

‫المشكؿ‪ :‬التعريؼ باإلشكالية‬

‫اإلشكاؿ‪ :‬كجكد أسئمة اإلشكالية‬

‫ج ‪ -‬شروط اإلشكالية (خصائص المشكمة التي تصمح لمبحث)‪:1‬‬

‫‪ -‬أف تحدد المشكمة عبلقة بيف متغيريف أك أكثر‪ :‬ففي مشكمة دراسة "نشرات األخبار في التمفزيون المصري‬
‫والتنشئة السياسية لممراهقين"‪ ،‬ىناؾ متغيراف أساسياف األكؿ‪ :‬نشرات أخبار التميفزيكف‪ ،‬كالثاني يتمثؿ في‬
‫التنشئة السياسية لممراىقيف‪ ،‬كتحاكؿ الدراسة الكشؼ عمى العبلقة بيف ىذيف المتغيريف‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف المشكمة "تطبيقية "مرتبطة بالمجتمع كقضاياه فخدمة المجتمع ىي اليدؼ األسمى لمبحث العممي‪،‬‬
‫كاذا لـ يكف لبحث المشكمة مردكد اجتماعي فيي ال تستحؽ الدراسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪34-32‬‬
‫‪03‬‬
‫‪ -‬أف يتأكد الباحث مف أف مشكمة بحثو التي اختارىا ليست غامضة أك عامة بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬اف تقع مشكمة البحث في ميداف الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬أف يختار الباحث مشكمة تتكافر مصادرىا كمراجعيا العممية كالبيانات الخاصة بيا‪ ،‬كيراعي الزمف المحدد‬
‫لمبحث‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف مشكمة البحث في حدكد امكانيات الباحث االقتصادية كالسياسية كاالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف أسئمة االشكالية تعبر عف إشكاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف كؿ أسئمة اإلشكالية كاضحة كدقيقة كقابمة لمدراسة‪ ،‬سكاء نظريا أك ميدانيا‪.‬‬
‫‪ -‬أف ال تكحي أسئمة اإلشكالية بأجكبة مسبقة عف اإلشكاؿ ألنو لك حصؿ ذلؾ النتيى البحث‪.‬‬

‫د‪ -‬خطوات تحديد المشكمة‪:1‬‬

‫لتحديد المشكمة تحديدا دقيقا ينبغي أف يتبع البحث اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد هدف البحث‪:‬‬

‫لكؿ دراسة أك بحث ىدؼ أك غرض حتى تككف ذات قيمة عممية‪ ،‬كباختصار فإف اليدؼ مف أم بحث ىك‬
‫تكضيح لماذا يقكـ الباحث بيذه الدراسة ؟ كما الذم ينبغي الكصكؿ إليو ؟‬

‫كيفضؿ كثير مف المشتغميف بعمـ مناىج البحث تقسيـ ىدؼ البحث إلى قسميف‪:‬‬

‫‪ -‬الهدف العممي‪ :‬كتككف رغبة الباحث ىنا ىي مجرد التكصؿ إلى المعرفة العممية أم بمعنى آخر الرغبة في‬
‫اثراء المعرفة العممية كاشباع الفضكؿ العممي‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف العممي أو التطبيقي‪ :‬بمعنى استخداـ نتائج البحث كتطبيقاتو لمكصكؿ بيا إلى حؿ المشكمة التي قاـ‬
‫الباحث بدراستيا‪.‬‬

‫كفي الحقيقة فإف أغمب البحكث اآلف قد أصبحت تيدؼ إلى الناحيتيف معان‪ ،‬الناحية العممية البحثية‪ ،‬أم‬
‫العمـ لمعمـ كالناحية التطبيقية أك العممية أيضا العمـ لممجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬توفير اإلطار المرجعي لمدراسة‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.47-32‬‬


‫‪04‬‬
‫تشكؿ الدراسات كالبحكث السابقة تراثا ىاما كمصد ار غنيا ال بد أف يطمع عميو الباحث قبؿ البدء بالبحث‬
‫كتساعد ىذه الخطكة الباحث في بمكرة مشكمة بحثو كتحديد أبعادىا في ضماف عدـ تكرار البحث أك تخمص‬
‫الباحث مف صعكبة كقع فييا غيره مف الباحثيف‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد مفاهيم البحث ‪:‬‬

‫يكاجو الباحث‪ -‬بعد تحديد مشكمة بحثو‪ -‬كثير مف المفيكمات أك المصطمحات الخاصة التي يجب‬
‫استخداميا في دراستو كحتى يتجنب المبس أك سكء الفيـ أك التفسير المتبايف لبعضيا‪ ،‬فإف الباحث يقكـ بتحديدىا‬
‫تحديدان دقيقا ألف ذلؾ يعد جزءا مف تحديد مشكمة البحث ذاتيا‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد نوعية الدراسة‪:‬‬

‫ىؿ ىي دراسة تحميمية أـ ميدانية ؟ كىؿ ىي دراسة شاممة أـ بالعينة؟ كغيرىا مف المسائؿ األخرل‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد مجاالت الدراسة ‪:‬‬


‫‪ -‬المجال البشري‪ :‬كيعني أم فئات مف البشر سكؼ تجرل الدراسة عمييـ؟ ىؿ ىـ فئات المتزكجيف أك العزاب‬
‫أك المطمقيف؟ ىؿ ىـ فئات الذككر أك اإلناث؟ أـ ىؿ ىـ قادة الرأم العاـ أـ الجميكر العادم؟ كىكذا فعمى‬
‫الباحث تكضيح خصائص البشر الذم سكؼ يجرل عمييـ دراستو‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الجغرافي‪ :‬كيقصد بو في أم منطقة محددة جغرافيا سكؼ تجرل الدراسة؟ ىؿ قرية أـ مدينة أـ‬
‫مصنع أك إحدل المؤسسات‪ ،‬بؿ عميو أيضا تكضيح لماذا اختار ىذه المنطقة الجغرافية دكف غيرىا مف‬
‫األماكف‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الزمني‪ :‬كنعني بو أف عمى الباحث تحديد كؿ مرحمة مف الدراسة بتكقيت زمني يراعى عند كضعو‬
‫متطمبات الدراسة كظركفيا‪ ،‬كتحديد المجاؿ الزمني لمدراسة يجعمنا ننتيي مف إجراءاتيا ككتابة تقريرييا في‬
‫فترة معقكلة كحتى ال تصبح النتائج غير ذات قيمة إذا طاؿ عمييا الزمف بيف فترة إجراء البحث ككتابة‬
‫التقرير النيائي‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيم المشكمة األساسية إلى مشكالت فرعية‪:‬‬

‫يدرؾ كؿ باحث أف المشكمة األساسية التي يعالجيا تنطكم عمى عناصر منطقية فرعية تعرؼ باسـ‬
‫المشكبلت الفرعية‪ ،‬كالكاقع أف حؿ ىذه المشكبلت الفرعية الكاحدة تمك األخرل ىك الذم يميد الطريؽ نحك حؿ‬
‫المشكمة األساسية لمبحث‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫‪ ‬صياغة المشكمة‪:‬‬

‫لصياغة المشكمة صياغة عممية محددةػ يجب تحديد مجاؿ المشكمة بدقة أك أسمكب دراستيا كحميا‪ ،‬كينبغي‬
‫مراعاة أال تككف الصياغة طكيمة كمممة‪ ،‬كال قصيرة مخمة‪.‬‬

‫كمف أجؿ أف يصؿ الباحث إلى صياغة اشكالية بحث ممتازةػ يتطمب مف ذلؾ أف يبذؿ جيدا معتب ار في‬
‫بناء إ شكالية بحثو‪ ،‬كأف يحسف البناء‪ ،‬أخذا بعيف االعتبار مف أف إشكالية البحث شبيية بالجياز العصبي في‬
‫الجسـ‪ ،‬إذ ليا تأثير في كؿ محاكر البحث‪ ،‬كعميو فإشكالية عممية سميمة تؤدم إلى بحث عممي سميـ‪.‬‬

‫ه‪-‬كيفية عرض اإلشكالية‪:1‬‬

‫أوالً‪ -‬التعريف باإلشكالية‪:‬‬

‫كفييا يبدأ الباحث بتمييد دكف كتابتو تحت عنكاف تمييد‪ ،‬ثـ يعرؼ القارئ بالمشكؿ كخطكرتو‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬تحديد اإلشكالية‪:‬‬

‫كفيو يذكر الباحث كيبرىف بأف لممكضكع عدة جكانب تشترؾ في دراستو‪ ،‬كأنو يحدد فقط الجكانب التي‬
‫يريد دراستيا‪ ،‬كيسمى ىذا التحديد بتحديد جكانب الدراسة‪ ،‬كىذا التحديد يجب كجكده في البحث كما أف ىناؾ‬
‫تحديدا ثانيا يجب أف يصحب جكانب الدراسة كىك تحديد المجاؿ الزمني كالبشرم كالجغرافي لمدراسة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬صياغة اإلشكالية‪:‬‬

‫فبناءا عمى الجكانب – األبعاد‪-‬التي حددىا الباحث كالمراد دراستيا يقكـ الباحث بطرح تساؤالت تمثؿ‬
‫في محتكاىا اإلشكاؿ الذم أدل إلى كجكد المشكؿ الذم ىك بصدد دراستو‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬تدريب عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.76-75‬‬
‫‪06‬‬
‫‪ -3‬التساؤالت والفرضيات‬

‫‪ 1-3‬التساؤالت‪:‬‬

‫ىي عبارة عف أسئمة استفيامية يضعيا الباحث‪ ،‬ليثير مف خبلليا النتائج المتكقعة في البحث عمى‬
‫مستكل كؿ محكر مف محاكر الدراسة‪ ،‬عف طريؽ ربط كؿ تساؤؿ بمحكر معيف‪ ،1‬كتككف ىذه األسئمة بشكؿ‬
‫تسمسمي (أم كؿ سؤاؿ يربط بمحكر مف محاكر الدراسة)‪.‬‬

‫فيي تفيد في تحديد المحاكر األساسية لمدراسة كعدـ خركجيا عف ىذه المحاكر‪ ،‬كما تفيد في جعؿ‬
‫عممية التحميؿ لتسير نحك األىداؼ المحددة في البحث‪ ،‬ليذا يجب عمى الباحث أثناء طرحو التساؤالت الفرعية‬
‫مراعاة االعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مراعاة متغيرات الدراسة‪.‬‬


‫‪ -‬أف تندرج التساؤالت الفرعية المطركحة ضمف إطار مشكمة البحث‪.‬‬
‫‪ -‬أف تطرح التساؤالت الفرعية بدقة ككضكح في الجانب المراد دراستو‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف اليدؼ األساسي مف طرح التساؤالت ىك الكصكؿ إلى اليدؼ األكبر مشكمة البحث‪.‬‬

‫كمف خبلؿ ما سبؽ ذكره يمكف القكؿ أف طرح اإلشكالية كالتساؤالت الفرعية‪ ،‬يككف مف العاـ إلى الخاص‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الفروض في بحوث اإلعالم ‪:‬‬

‫بعد التحديد الكاعي لمشكمة البحث‪ ،‬يبدأ الباحث التفكير في كضع تفسير مبدئي لمظاىرة التي ينكم‬
‫دراستيا‪ ،‬فإذا كاف بصدد دراستو مدل إقباؿ المشاىديف عمى برنامج معيف‪ ،‬عندئذ يتساءؿ ىؿ سبب ذلؾ يرجع‬
‫إلى جكدة البرنامج أـ إلى قمة البرامج الجيدة أـ إلى عدـ كجكد برامج منافسة لو ‪....‬إلخ‪ ،‬كىكذا يقمب الباحث‬
‫أفكاره في محاكلة لكضع تفسير مؤقت لسبب إقباؿ الناس عمى مشاىدة البرامج المعني‪ ،‬كىذا التفسير المؤقت ما‬
‫ىك إال مجمكعة مف اآلراء التي يرل الباحث أنيا تمثؿ مجمكعة المتغيرات أك العكامؿ التي تؤثر في مشكمة‬
‫البحث‪.‬‬

‫كىنا تبرز الحاجة إلى صياغة ىذه اآلراء في فركض‪ ،‬كفي بعض االحياف تستبدؿ الفركض بمجمكعة‬
‫مف األسئمة البحثية‪ ،‬حيث أف ىناؾ بعض الدراسات ال يصمح ليا منطؽ كضع فركض لطبيعتيا االستطبلعية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد بف مرسمي‪ :‬مناىج البحث العممي في عمكـ اإلعبلـ االتصاؿ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪07‬‬
‫أك الكشفية‪ ،‬التي ال تحتاج إلى اختبار فركض بقدر حاجتيا إلى اإلجابة عمى األسئمة البحثية‪ ،‬حيث أف ىذا‬
‫النكع مف الدراسات يرتبط بظكاىر ال يعمـ عنيا الباحث شيئا‪.‬‬
‫فبحكث كدراسات االعبلـ تجمع في كثير مف اتجاىاتيا بيف التساؤالت كالفركض حيث تغطي التساؤالت‬
‫األبعاد المختمفة لمدراسة النظرية كبعض الدراسات الكصفية كالتاريخية‪ ،‬بينما تمبي الفركض متطمبات الدراسة‬
‫الميدانية‪ ،‬كالتحميمية كشبو التجريبية كالتجريبية‪ ،‬نظ ار لطبيعة بياناتيا الرقمية كاإلحصائية حيث يعد تجاىميا‬
‫نقيصة كبيرة تيز مكثكقية تصميميا كاجراءاتيا كنتائجيا العممية‪.1‬‬
‫كىكذا يمكف القكؿ أف المسكح الكصفية ال تحتاج إلى صياغة فركض عممية‪ ،‬ألنيا تستيدؼ في‬
‫مجمكعيا اإلجابة عمى األسئمة مف ‪.....‬؟ ماذا ‪......‬؟ أك كيؼ ‪.....‬؟ كلماذا ‪.....‬؟‪ ،‬فاإلجابة تستيدؼ‬
‫الكصؼ الكاقع الراىف دكف أف تتجاكز ىذا الكصؼ إلى بناء عبلقات بينيا أك اختبار ىذه العبلقات‪.‬‬

‫بينما في الدراسات التجريبية التي تستيدؼ كصؼ أك اختبار العبلقات السببية تتطمب صياغة فركض‬
‫عممية تضع تفسير أكليا لمعبلقات التي تستيدؼ كصفيا أك اختبارىا مف خبلؿ تعامؿ منيجي مع قاعدة كفيرة‬
‫مف المعمكمات كالحقائؽ‪.‬‬
‫كلذلؾ فإف كجكد المتغيرات‪ ،‬كمبلحظة ىذه المتغيرات في حالتيا الديناميكية التي تشير إلى عبلجات‬
‫التبعية أك تأثيرات ىك الذم يفرض بداية كضع التفسيرات األكلية ليذه العبلقات‪ ،‬أما كصؼ المتغيرات في حالتيا‬
‫الساكنة أم في حاالت عدـ كجكد عبلقات ليا ببعضيا أك عدـ كجكد عبلقات لمظاىرة البحثية بغيرىا مف‬
‫الظكاىر‪ ،‬ىذا الكصؼ ال يحتاج إلى صياغة فركض عممية كيكتفي في ىذه الحاالت بالتساؤالت المنيجية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الفرضية‪:‬‬
‫يرل مؤلؼ قامكس التحميؿ االجتماعي‪ ،‬أف الفرض ىك عرض لعبلقة متكقعة بيف متغيرات تستنبط مف‬
‫مبلحظة أك تستنتج مف نظرية أعـ منو أك أشمؿ أك يقدـ باالعتماد عمى الحدث أك التخميف‪.2‬‬
‫ويعرف د‪ /‬محمد الغريب عبد الكريـ الفرض بأنو‪ " :‬قضية احتمالية تقرر عبلقة بيف متغيرات‪ ،‬تعطي‬
‫تفسي ار مؤقتا لمظاىرة‪ ،‬كتستخدـ بعض المناىج كاألدكات الدقيقة لدراستيا"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السيد أحمد مصطفى عمر‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،130‬عف ‪:‬‬
‫‪Back storm and hursh cesar, G survey research (2 nd ed), john wiley and sons, NY, 1981.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تكفيؽ فرح‪ ،‬فيصؿ السالـ‪ :‬قامكس التحميؿ االجتماعي‪ ،‬مجمكعة أبحاث الشرؼ‪ ،‬الككيت‪ ،‬كالفكرنيا‪ ،‬دار المثمث لمتصميـ‬
‫كالطباعة كالنشر‪ ،‬لبناف‪ ،1980 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد غريب عبد الكريـ‪ :‬البحث العممي‪ -،‬التصميـ كالمنيج كاالجراءات‪ ،-‬ط ‪ ،4‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،1998 ،‬ص ص ‪.66-65‬‬
‫‪08‬‬
‫كىي "عبارة عف فكرة مبدئية‪ ،‬تربط بيف الظاىرة مكضكع الدراسة كالعكامؿ المرتبطة أك المسببة ليا"‪ ،1‬كما‬
‫أنيا عبارة عف إجابة احتمال ية لسؤاؿ مطركح في إشكالية البحث‪ ،‬كيخضع لبلختبار‪ ،‬سكاء عف طريؽ الدراسة‬
‫النظرية‪ ،‬أك عف طريؽ الدراسة الميدانية‪ ،‬كلمفرضية عبلقة مباشرة بنتيجة البحث‪ ،‬بمعنى أف الفرضية ىي الحؿ‬
‫إلشكالية ككنت مشكؿ‪.‬‬

‫كمف خبلؿ التعاريؼ السابقة الذكر يمكف استخبلص عدة عناصر ‪:‬‬

‫‪-‬أف الفرضية تفسير مؤقت أك مبدئي‪ ،‬كليس تفسي ار نيائيا لمحؿ‪.‬‬


‫‪-‬كجكد متغيرات ذات أدكار في حركة الظاىرة أك المشكمة‪.‬‬
‫‪-‬بناء عبلقات بيف ىذه المتغيرات كبعضيا عمى أساس رؤية الباحث لدكر كؿ متغير بالنسبة لآلخر مثؿ‬
‫العبلقات السببية‪ ،‬أك العبلقات االرتباطية‪ ،‬أك عبلقات التبايف كاالتفاؽ‪.‬‬

‫ىناؾ عبلقة بنائية بيف المفاىيـ الثبلث الفرض العممي كالتعميـ كالنظرية‪ ،‬كترتيب العبلقة البنائية تككف‬
‫كالتالي‪: 2‬‬

‫‪ ‬فرض عممي يتـ اختباره‪.‬‬


‫‪ ‬عند ثبكت صحة الفرض العممي يمكف اعتباره تعميما نيائيا‪.‬‬
‫‪ ‬استقرار التعميمات بعد تجريبيا ينتقؿ بيا إلى مفيكـ النظرية‪.‬‬

‫كلذلؾ إذا كاف تعريؼ الفرض العممي بأنو تعميـ مبدئي تظؿ صبلحيتو محؿ اختبار أك أنو حدس مؤقت‬
‫لـ يثبت بعد‪ ،‬أك أنو عبلقة أكلية بيف متغيريف لـ تثبت صحتيا بعد‪ ،‬فإنو عند ثبكت صحة ىذا الفرض مف خبلؿ‬
‫المبلحظة العممية كالتجريب بصكره المختمفة كعدـ كجكد فركض أخرل تخالفو أك يتعارض معو فإف الفرض‬
‫يتحكؿ بعد ذلؾ إلى تعميـ نيائي بيف ىذه المتغيرات‪ ،‬كيأخذ ىذا التعميـ شكؿ القانكف الذم يحكـ العبلقة بيف‬
‫ىذه المتغيرات كحركتيا‪ ،‬مما ال يحتاج إلى تجريبو مرة أخرل‪ ،‬كلكف يمكف تطبيقو مباشرة بعد ذلؾ عمى الحاالت‬
‫المماثمة‪ ،‬كبذلؾ تصبح العبلقة في شكميا األخير عامة كمجردة ال ترتبط بحالة ذاتيا‪.‬‬

‫فالفرض ىك تعميـ تـ صياغتو بدقة بعد اختباره في بحكث كدراسات متعددة أثبتت صحة ىذه العبلقة‪،‬‬
‫فالعبلقة بيف كثافة المشاىدة كاكتساب المعاني الرمزية لمعالـ المحيط بنا‪ ،‬كلـ يعد لمبحث العممي حاجة إلعادة‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ ،‬تدريبات عمى منيجية البحث لمعمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،49‬عف د‪ .‬محمد الباسط محمد الحسف‪،‬‬
‫قكاعد البحث االجتماعي‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪. 194‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.18،19‬‬
‫‪09‬‬
‫اثبات ىذا التعميـ باعتباره فرضا عمميا مرة أخرل‪ ،‬ما دامت قد تكفرت نفس الظركؼ المحيطة بتجريب الفرص‬
‫في المرات السابقة كثبكتو‪.‬‬

‫أما النظرية‪ :1‬ىي تحديد نيائي لمعبلقة بيف الحقائؽ كالمتغيرات‪ ،‬يقدـ تفسير لمظاىرة كيتكقع اتجاىات الحركة‬
‫فييا‪.‬‬

‫فالنظرية إطا ار فكريا لعدد مف التعميمات ذات العبلقة ببعضيا‪ ،‬كيقدـ ىذا االطار تفسي ار لمظكاىر العممية‬
‫كالتنبؤ بيا‪.‬‬

‫االستنتاج ‪:‬‬

‫فرض عممي والتعميم‬

‫الفرض العممي‪ :‬تعميـ مبدئي لـ تثبت صحتو‪ .‬التعميم‪ :‬ىك فرض تثبت صحتو‪.‬‬

‫الفرض العممي والنظرية‬

‫ىناؾ عبلقة أخذ كعطاء متبادلة بيف الفركض كالنظريات‪ ،‬يستمد الفرض قكتو مف النظرية‪ ،‬كيتـ تطكير‬
‫النظرية أك اختبارىا بكاسطة الفرضيات‪ ،‬فالفرض ىك األداة التي يتـ بكاسطتيا العمؿ عمى كشؼ النظرية أك‬
‫التحقؽ منيا‪.‬‬

‫‪ -‬يتفؽ الفرض كالنظرية في تشابو ىدفيما‪ ،‬كىك تفسير الظكاىر كاألحداث الطبيعية‪ ،‬كيختمفاف في أف‬
‫النظرية أكسع كأعـ كأشمؿ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهمية الفرضيات‪:‬‬

‫لفرضيات البحث أىمية كبيرة‪ ،‬إذ تعتبر الفرضيات كمؤشراتيا الركائز األساسية في رسـ الخطكط العريضة‬
‫لمبحث في محاكر االشكالية‪ ،‬كعندما يقكـ الباحث بصياغة فرضيات بحثو‪ ،‬فكأنو يقكؿ‪ " :‬ينبغي عمي أف أبحث‬
‫في ىذا اإلتجاه"‪.‬‬

‫‪ -1‬شحاتة سميماف محمد سميماف‪ :‬مناىج البحث بيف النظرية كالتطبيؽ‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‬
‫‪.59‬‬
‫‪21‬‬
‫ج‪ -‬مزايا تكوين الفروض‪:1‬‬

‫تكجيو البحث كالتقصي داخؿ خطكط عريضة تمنع الباحث مف السير عمى غير ىدل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يساعد كضع الفركض عمى تبسيط المشكمة كتفصيميا ككضعيا عمى شكؿ سمسمة مف الفركض‬ ‫‪-‬‬
‫الفرعية أك الجزئية حيث يعبر كؿ فرض عف مشكمة جزئية محددة في المشكمة مكضكع البحث فتسيؿ بالتالي‬
‫ميمة دراسة العبلقات المحتممة لمتغيرات الظاىرة مكضكع الدراسة‪.‬‬
‫تساعد الفركض عمى عزؿ كاستبعاد المتغيرات كالعكامؿ التي يفترض عدـ تأثيرىا في الظاىرة‬ ‫‪-‬‬
‫مكضكع الدراسة مما يساعد عمى تركيز مشكمة البحث بدقة‪.‬‬
‫‪ -‬تعمؿ الفركض عمى تكضيح مدل عبلقة الحقائؽ العممية بمكضكع البحث‪.‬‬
‫تساعد الفركض عمى تحديد المنيج المناسب كاألدكات المناسبة لجمع البيانات كعمى تحديد أسمكب‬ ‫‪-‬‬
‫التحميؿ كتحديد نكعية البيانات المراد جمعيا كتحميميا‪.‬‬
‫تساعد الفركض في االنتقاؿ مف الجانب التجريدم إلى الجانب المممكس عف طريقة دكر المؤشر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمجأ الباحث أثناء كضعو لمفرضيات إلى بعض المصادر أىميا‪:2‬‬

‫المالحظة‪ :‬حيث يستطيع الباحث أف يستعمؿ أسمكب المبلحظة كذلؾ مف خبلؿ اتباعو لمظاىرة ككيفية‬
‫حدكثيا لتحديد مثبل‪ :‬خصائصيا كالعكامؿ المؤثرة فييا كمنو ممكف الكصكؿ إلى كضع بعض االقتراحات‬
‫األكلية لحؿ المشكمة المطركحة‪.‬‬

‫التجربة‪ :‬فيك أف يقكـ بالتجريب مثبل‪ :‬كأف يقكـ بإدخاؿ بعض العكامؿ أك تغيير الظركؼ المحيطة بالظاىرة‬
‫قصد التعرؼ عمى الظاىرة أكثر‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪ :‬كىي جؿ األ بحاث كالدراسات العممية التي تناكلت ظكاىر أك مكاضيع مشابية لمكضكع‬
‫الباحث فيمجأ إلييا قصد صياغة فرضيات كتتمثؿ ىذه الدراسات في رسائؿ الماستر كأطركحات الدكتكراه‪...‬‬
‫إلخ‪.‬‬

‫تخصص الباحث‪ :‬كخبرتو الشخصية كقدرتو عمى تحميؿ العبلقات القائمة بيف متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬آراء أصحاب العمـ كاالقتراحات العممية المسمـ بصحتيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد منير حجاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.56،55‬‬
‫‪ - 2‬السيد أحمد مصطفى عمر‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.148-145‬‬
‫‪20‬‬
‫التخمين‪ :‬كىي قدرة الباحث عمى تحميؿ ككضع بعض الفرضيات لدراسة البحث دراسة جيدة‪.‬‬

‫د‪ -‬شروط الفرضيات العممية‪:1‬‬

‫تكجد مجمكعة مف الشركط البلزمة لصحة الفركض العممية ىي‪:‬‬

‫‪ -‬يتضمف عبلقة بيف مفيكميف أك متغيريف‪ ،‬أحدىما مستقؿ‪ ،‬كاآلخر تابع كقد تككف تمؾ العبلقة مكجبة‬
‫أك سالبة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف اختب اره‪ ،‬كيقتضي ذلؾ البعد عف الفركض الفمسفية التي يصعب اختبارىا كما يقتضي ذلؾ أيضا‬
‫األخذ في االعتبار األساليب التي تستخدـ في قياس الفركض كخاصة مدل داللتيا االحصائية‪.‬‬
‫‪ -‬الخمك مف التناقض‪ ،‬كيقتضي ذلؾ تحديد المتغيرات التي يضميا الفرض بدقة كتحديد المفاىيـ تحديدا‬
‫كاضحا كتعريفيا إجرائيا لضماف عدـ التناقض بيف مككنات الفرض أك بيف الفرض الرئيسي كالفركض الفرعية‬
‫المككنة لو‪.‬‬
‫‪ -‬الصياغة بإيجاز ككضكح كبمغة كاضحة كمحددة كمفيكمة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أف تخدـ الفرضيات أغراضا متعددة‪ ،‬أىميا تحديد اإلطار الفكرم كالنظرم لمباحث كرسـ‬
‫الخطكط المنيجية لمبحث كاختيار األساليب اإلحصائية التي تستخدـ في تفسير كتحميؿ البيانات‪.‬‬

‫هـ‪ -‬الفرضية العامة والفرضيات الفرعية‪:2‬‬

‫الفرضية العامة‪ :‬ىي عبارة عف تفسير احتمالي شامؿ لمظاىرة‪ ،‬كعندما تثبت أماـ التجربة كتتحقؽ‬
‫صحتيا‪ ،‬فإنيا تصبح في شكؿ نظرية لمبحث لتفسير الظاىرة‪.‬‬

‫الفرضية الفرعية‪ :‬ىي عبارة عف عناصر فرعية لمفرضية العامة‪ ،‬كعندما تثبت أماـ التجربة كتتحقؽ‬
‫صحتيا‪ ،‬فإنيا تصبح قكانيف تحكيمية بغية التحكـ في الظاىرة‪.‬‬

‫و‪ -‬أنواع الفروض‪:3‬‬

‫أوالً‪ :‬الفروض الموجهة‪ :‬تقرر كجكد العبلقة كاتجاىيا كتقدرييا المفظي (أقؿ‪ ،‬أكثر‪ ،‬أعمى‪ ،‬تتزايد‪ ،‬تتناقص‪.)...‬‬

‫يكجد ارتباط طردم بيف التعرض لكسائؿ اإلتصاؿ كمستكل المعرفة باإلرىاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.61،62‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬رشيد زكاتي‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع االسبؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الحميد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.115،116‬‬
‫‪22‬‬
‫كما أرتفع المستكل االقتصادم كاالجتماعي لؤلطفاؿ المكىكبيف قؿ االعتماد عمى التمفزيكف كمصدر‬ ‫‪-‬‬
‫لممعمكمات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الفروض غير الموجهة‪ :‬التي تكتفي بتصكر كجكد العبلقة بيف المتغيرات فقط‪.‬‬

‫‪ -‬ىناؾ عبلقة بيف كثافة المشاىدة التميفزيكنية كمستكل التعميـ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الفروض الصفرية‪ :‬عكس الفركض الغير مكجية‪ ،‬ينفي الفرض الصفرم منذ البداية كجكد العبلقة بيف‬
‫المتغيرات مثؿ‪:‬‬

‫‪ -‬ال تكجد عبلقة بيف المستكل االقتصادم كالكقت الذم يقضيو الشباب في قراءة الصحؼ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تكجد فركؽ بيف الذككر كاإلناث في االستماع إلى الدراما اإلذاعية‪.‬‬

‫كيبلحظ أف الفرض المكجو األكثر ثراء يحمؿ في صياغتو داللة التكقع باالتجاه كالقيمة‪ ،‬فيصبح في ىذه‬
‫الحالة ذا مغزل كداللة أكلية مف صياغتو كيقكد إلى مزيد مف المعرفة كالمعمكمات الخاصة بمرجعيات بناء‬
‫الفرض كلذلؾ تسمى الفركض الدالة‪ ،‬نمجأ إلى الفركض الصفرية إذا لـ تكف ىناؾ دراسات سابقة تدعـ العبلقة‬
‫بيف متغيريف أم عند ندرة البيانات أك المعمكمات أك عدـ كفاية اإلطار النظرم لمبحث‪.‬‬

‫ز‪ -‬صيغة الفرضيات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفرضيات ذات الصيغة اإلثباتية‪:‬‬

‫تكجد فركؽ إحصائية دالة بيف األطفاؿ الذيف يقرأكف الصحؼ كالذيف ال يقرأكنيا في التحصيؿ الدراسي‬
‫كذلؾ لصالح مجمكعة األطفاؿ الذيف يقرأكف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفرضيات ذات الصيغة االستفهامية‪:‬‬

‫مثؿ‪ :‬ىؿ ىناؾ فركؽ بيف األطفاؿ البنيف كاألطفاؿ البنات في ميميـ لمشاىدة برامج العنؼ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفرضيات ذات الصيغة االحتمالية‪:‬‬

‫يمكف أف تؤدم قراءة الصحؼ إلى زيادة معمكمات األطفاؿ‪.‬‬

‫ىناؾ نقطة ىامة تتعمؽ باختبار صحة الفركض‪ ،‬فالفرض قد يثبت صحتو كقد يثبت خطأه‪ ،‬كالفرض‬
‫الذم ثبت خطأه ال يقؿ أىمية مف الناحية العممية م ف الذم يثبت صحتو كال يقمؿ مف أىمية النتائج التي تكصؿ‬
‫‪23‬‬
‫إلييا البحث‪ ،‬فالكصكؿ إلى الفرضية السمبية يعتبر مجيكد كصؿ مف خبللو الباحث إلى معرفة أف ال أثر ليذه‬
‫الفرضية في ظركؼ الظاىرة‪ ،‬كىذا يعني بأف الباحث عرؼ بأنو الطريؽ مسدكد‪ ،‬كعميو فمقد كفر الكقت كالجيد‬
‫عف بقية الباحثيف بعدـ البحث في عبلقة ىذه الفرضية بظركؼ الظاىرة ‪.‬‬

‫كبناء عمى ىذا نصؿ إلى معرفة أف الفرضية التي ال تتحقؽ ىي مجيكد عممي مبذكؿ كمف طرؼ‬
‫الباحث‪ ،‬كعدـ تحقيقيا ال ينقص شيئا مف قيمة البحث العممية‪ ،‬بؿ تعتبر أيضا إحدل نتائج البحث‪.‬‬

‫‪-4‬تحديد المصطمحات والمفاهيم‪:‬‬

‫المفهوم‪ :‬ىك تفسير التسمية‬ ‫المصطمح‪ :‬التسمية‬

‫مفهوم الديمقراطية‪ :‬قد تعني عند كاتب الحرية بمعانييا المتنكعة كالمتعددة‪ :‬حرية التعبير‪ ،‬الحرية‬
‫السياسية‪ ،‬حرية التنقؿ‪ ،‬كقد تعني عند كاتب آخر المساكاة أماـ القانكف‪ ،‬كعند كاتب آخر تكافؤ الفرص كالتكزيع‬
‫العادؿ لمثركة‪ ،‬كبسبب ىذه المعاني المتباينة لممفيكـ الكاحد يحدث خمطا لدل الناس‪ ،‬فيتحدث الشخص عف‬
‫معنى في ذىنو غير المعني الذم يتحدث عنو شخص آخر‪ ،‬كىنا يأتي تكضيح المفاىيـ ليمثؿ ضركرة منيجية‬
‫كمعرفية‪.‬‬

‫فمرحمة تحديد المفاىيـ كالمصطمحات ىي مفتاح البحث فيي مف المراحؿ األساسية كالميمة‪ ،‬لذا يجب‬
‫‪1‬‬
‫عمى الباحث تكخي الحذر أثناء القياـ بيا‪ ،‬فالمصطمحات تصبح مفاىيـ عندما تمر بالجكانب التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجانب المغوي‪ :‬حيث يقكـ الباحث بتحديد المصطمح المراد شرحو‪ ،‬فأكؿ شرح يككف لغة حيث يستعمؿ‬
‫القكاميس المغكية التي بدكرىا تشرح المصطمح شرحا دقيقا مف حيث المغة كماذا يعني داخؿ المجتمع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجانب االصطالحي‪ :‬حيث يقكـ الباحث بجمع أكبر عدد مف التعريفات الخاصة بالباحثيف كالعمماء‬
‫الذيف تطرقكا إلى ذلؾ المصطمح كشرحكه‪ ،‬كمف األحسف تككف التعاريؼ متنكعة كتختمؼ مف باحث إلى‬
‫آخر لكي يككف تعريؼ شامؿ لممفيكـ يقكـ بكضعو الباحث في األخير‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجانب اإلجرائي (الميداني)‪ :‬ىك عبارة عف تكييؼ مختمؼ التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية لمكضكع‬
‫البحث‪ ،‬كعميو فيتـ الكصكؿ إليو عف طريؽ العمميات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬جمع عناصر التعريؼ مف مختمؼ التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة كؿ ما ىك ناقص في التعاريؼ المغكية كاالصطبلحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رشيد زركاتي‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬تكييؼ كؿ ما سبؽ مف تعاريؼ لغكية كاصطبلحية كما أضيؼ مع طبيعة البحث‪.‬‬

‫يكضح الباحث في الجانب اإلجرائي استخداـ المفيكـ ميدانيا كيخدـ كثي ار الباحث كالبحث في نفس‬
‫الكقت‪ ،‬حيث تكمف أىيمتو في الربط بيف الجانب النظرم كالتطبيقي‪ ،‬كيمكف لباحث تخصيص عنكاف‬
‫لتحديد المفاىيـ‪ ،‬عمى أف يككف في الفصؿ األكؿ‪ ،‬كما يمكف التعرض لمفاىيـ البحث في فصكؿ البحث‪،‬‬
‫عمى أف يتـ التطرؽ لمفاىيـ كؿ فصؿ في الفصؿ الخاص بيا‪ ،‬كيرجع الباحث أساسا إلى المفاىيـ‬
‫الكاردة في عنكاف مكضكع بحث‪ ،‬ثـ إلى بعض المفاىيـ الكاردة في اشكالية بحثو‪ ،‬ثـ إلى بعض المفاىيـ‬
‫الكاردة في خطة بحثو كالتي تستخدـ في محتكل البحث‪.‬‬

‫‪ 1. 4‬التحميل المفهومي‪:‬‬

‫إف التحميؿ المفيكمي ىك سيركرة تدريجية لتجسيد ما نريد مبلحظتو في الكاقع‪ ،‬يبدأ ىذا التحميؿ أثناء‬
‫شركع الباحث في استخراج المفاىيـ مف فرضيتو (أك مف ىدؼ البحث)‪ ،‬كيستمر ىذا التحميؿ أثناء تفكيؾ كؿ‬
‫مفيكـ الستخراج األبعاد أك الجكانب التي ستأخذ بعيف االعتبار ثـ يتـ تشريح كؿ بعد كتحكيمو إلى المؤشرات أك‬
‫‪1‬‬
‫ظكاىر قابمة لممبلحظة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 2. 4‬المفهوم‪ ،‬البعد‪ ،‬المؤشر‪:‬‬

‫تقاـ عمى العمكـ العبلقة بيف المغة التجريدية كالمغة المجسدة القابمة لمقياس ) التعريؼ اإلجرائي( باالنتقاؿ مف‬
‫المفيكـ إلى األبعاد‪ ،‬كمف ىذه األبعاد إلى المؤشرات‪ ،‬فتصبح المؤشرات بيانات قابمة لممبلحظة لممتغير أك مفيكـ‬
‫معرؼ بطريقة إجرائية‪.‬‬

‫*المفهوم‪ :‬تصكر ذىني عاـ كمجرد لظاىرة أك أكثر كلمعبلقات المكجكدة بينيما‬

‫مثال‪ :‬مكارد الزكجيف تحدد سمطتيا العائمية‪.‬‬

‫فالمفاىيـ الرئيسية ليذه الفرضية‪ :‬مكارد الزكجيف‪ ،‬السمطة العائمية‬

‫السمطة العائمية مفيكـ ألنيا عبارة عف مختصر مجرد لظكاىر عديدة قابمة لممبلحظة‬

‫‪ -1‬مكريس أنجرس‪ ،‬منيجية البحث في العمكـ االنسانية‪ ،‬تدريبات عممية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬بكزيد صحراكم كآخركف‪ ،‬ط‪ ،2‬دار قصبة لمنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.158،157‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.163-158‬‬
‫‪25‬‬
‫فينا يتعمؽ األمر بتصكر ذىني نككنو حكؿ كاقع ما‪.‬‬

‫مؤشرات‬ ‫أبعاد‬ ‫مفاهيم‬

‫مداخيؿ‬ ‫مالي‬ ‫مكارد الزكجيف‬

‫تكفير‬ ‫فكرم‬ ‫(مجمؿ االمكانيات التي‬

‫تمدرس‬ ‫اجتماعي‬ ‫يمتمكيا كؿ زكج كتميزه‬

‫شغؿ‬ ‫عف اآلخر)‬

‫مسؤكليات جماعية‬

‫البعد‪ :‬أحد مككنات أك جانب مف جكانب المفيكـ كالذم يشير إلى مستكل معيف مف كاقع ىذا األخير بكؿ‬
‫ما ىك غير مبلحظ كال يقبؿ القياس مباشرة سيبقى مف صنؼ األبعاد التي يمثؿ مستكل كسيطي بيف التصكر‬
‫التجريدم العاـ كالكاقع المبلحظ‪.‬‬

‫إذن فالبعد‪ :‬ىك تقريبا مرحمة تتكسط بيف المفيكـ كالمؤشر‪ ،‬ال يمثؿ البحث عف أبعاد أم مفيكـ مرحمة‬
‫ضركرية جدا لعممية إجرائية المتغيرات (المفاىيـ)‪ ،‬كلكنو عمؿ يسيؿ كثي ار تعييف المؤشرات كتحديدىا‪.1‬‬

‫المؤشر‪ :‬ىك مجمكع العمميات اإلمبريقية المنجزة لمكصكؿ إلى سمككات أك ظكاىر مبلحظة‬

‫كيمكف أف يككف عدد المؤشرات كبير بالنسبة إلى كؿ مفيكـ ذلؾ ألنو يمكف مبلحظة كؿ بعد مف أبعاد‬
‫مف خبلؿ عدة مظاىر مممكسة‪ ،‬مما يتطمب اختيارىا كفقا لمكسط المدركس‪.‬‬

‫استنتاج‪:‬‬

‫ترجمة‬ ‫تفكيك‬ ‫نقوم‬ ‫نستخمص‬


‫مؤشر‬ ‫أبعاد‬ ‫بتعريفها‬ ‫مفاهيم رئيسية‬ ‫التحميل المفهومي‪ :‬فرضية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أالرامي‪ /‬ب‪ .‬فالي‪ :‬البحث في االتصاؿ – عناصر منيجية‪ ،-‬ترجمة‪ :‬أد ميمكد سفارم كآخركف‪ ،‬مخبر عمـ االجتماع‬
‫االتصاؿ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪26‬‬
‫مثال‪ :‬قياس مفيكـ – استيبلؾ كسائؿ االعبلـ‬

‫المؤشرات‬ ‫أبعاد‬ ‫مفهوم‬

‫تمفاز‬ ‫نمط كسائؿ اإلعبلـ‬


‫صحافة مكتوبة‬
‫راديو‬
‫عمى انفراد‬ ‫نمط االستماع‬ ‫استيبلؾ كسائؿ‬
‫وسط العائمة‬
‫مع األصدقاء‬ ‫اإلعبلـ‬

‫االستماع المباشر‬ ‫مضمكف االستماع‬


‫االستماع بابتهاج‬
‫في النادي‪ ،‬في العمل‪،‬‬
‫في الخارج (عند‬
‫مكاف االستيبلؾ‬
‫األصدقاء)‬
‫في مكان عمومي‬

‫‪27‬‬
‫المداخل النظرية لمدراسات اإلعالمية‪:‬‬

‫يستخدـ مفيكـ المدخؿ لمداللة عمى المرجعية العممية أك المعرفية التي يمكف طرح مشكمة البحث كتفسير‬
‫‪1‬‬
‫نتائج دراستيا في إطاراىا‪.‬‬

‫كتعتبر المداخؿ أك األصكؿ النظرية بتعدد تسمياتيا) الخمفية النظرية لمبحث‪ ،‬األساس التنظيرم لمبحث‪،‬‬
‫اإلطار المرجعي النظرم لمبحث‪ ،‬األصكؿ كالجذكر الفكرية لمبحث( مجمؿ النظريات التي يعتمد عمييا‬
‫الباحث في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ قصد دراسة مكضكع إعبلـ أك اتصاؿ‪.‬‬

‫كتتمخص أىمية اختيار المدخؿ النظرم لمدراسة اإلعبلمية أك المشكمة المطركحة في تحقيؽ الكظائؼ‬
‫‪2‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االتفاؽ عمى المفاىيـ كالمصطمحات كدالالتيا المقصكدة في الدراسة محؿ البحث‪.‬‬


‫‪ -‬رد المفاىيـ كالمصطمحات المستخدمة في بناء المشكمة كتحديدىا إلى أصكليا الفكرية كالنظرية‪ ،‬كىذا‬
‫يؤكد االتفاؽ عمى المفاىيـ كالمصطمحات‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير المرجعية العممية أك المدخؿ في صياغة الفركض العممية مف خبلؿ النظريات أك التعميمات التي‬
‫تطرحيا المرجعية العممية‪.‬‬
‫‪ -‬كتتجسد اىمية المدخؿ أك المرجعية العممية أكثر في بناء إطار التفسير كاالستدالؿ لمحقائؽ التي يتكصؿ‬
‫الييا الباحث في دراستو لممشكمة‪.‬‬
‫الفرق بين األصول النظرية لمدراسة والجانب النظري لمبحث‪ :‬يعنى باألصكؿ النظرية‪ :‬الجذكر الفكرية‬ ‫‪-‬‬
‫التنظيرية لمبحث‪ ،‬بينما يعنى بالجانب النظرم لمبحث‪ ،‬بالتراث المعرفي لمبحث‪ ،‬كعميو فمكؿ جانب نظرم‬
‫‪3‬‬
‫لمبحث أصكؿ نظرية نظرت لو كأصمتو كجذرتو‪ ،‬كأصبحت لو أساسا كأصبل نظريا كمنطقيا كفكريا‪.‬‬
‫‪ -‬الفرق بين المدخل النظري والمنهجي‪ :‬يختمؼ المدخؿ النظرم عف المدخؿ المنيجي في أف المنيجي‬
‫‪4‬‬
‫ييتـ باختيار الطريقة أك األسمكب في معالجتو لممشكمة المطركحة لمكصكؿ إلى الحقائؽ الخاصة بيا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫كتتمثؿ األصكؿ النظرية لمدراسة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪29‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -3‬رشيد زركاتي‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث العممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد الحميد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -5‬رشيد زركاتي‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث العممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬التيار أك االتجاه الفكرم‬
‫‪ -‬المدرسة الفكرية‬
‫‪ -‬النظريات التنظيرية لممكضكع‪.‬‬
‫‪ -‬البحكث األكلى في المكضكع‬

‫كمع تعدد األفكار كالنظريات كالعمكـ ذات العبلقة بحركة العممية اإلعبلمية كعبلقاتيا تتعدد أيضا المداخؿ‬
‫النظرية التي يختار منيا الباحث ما يتفؽ مع طبيعة الظاىرة أك المشكمة االجتماعية‪ ،‬كمع تعدد ىذه المداخؿ‬
‫يجب أف يعي الباحث بداية أف ىذه المداخؿ النظرية ال تنتمي فقط إلى نظريات اإلعبلـ أك التعميمات الخاصة‬
‫بدراستيا‪ ،‬كلكنيا تنتمي إلى العمكـ اإلنسانية الطبيعية األخرل‪ ،‬ألف أىـ ما يميز عمكـ االتصاؿ كاالعبلـ في‬
‫الكقت الحاضر أنيا مف العمكـ البينية التي تستفيد مف الحقائؽ كالنظريات الخاصة ببناء العمكـ األخرل كبصفة‬
‫خاصة عمكـ المغة كالنفس كاالجتماع كاالقتصاد‪ ،‬باإلضافة إلى العمكـ الطبيعية المختمفة في كؿ مجاؿ‬
‫تخصصو‪.‬‬

‫‪ -1‬المدخل المغوي‪:‬‬

‫ال يتـ دراسة الرسالة االعبلمية بمعزؿ عف القائـ باالتصاؿ كالمتمقي ألف الدراسة اإلعبلمية ليست مجرد‬
‫عنصر مف عناصر العممية اإلعبلمية لكنيا نقطة المقاء بيف عناصر العممية اإلعبلمية فيي التي تربط بيف‬
‫المرسؿ كالمتمقي‪ ،‬كتعد عنصر فعاؿ إلكماؿ العممية االتصالية‪ ،‬كىي المنبع الحقيقي لمغة قصد القياـ باالتصاؿ‬
‫باعتبارىا المنبو الرئيسي لحدكث االستجابة مف قبؿ المستقبؿ ليا‪.‬‬

‫كتظير أىمية الرسالة اإلعبلمية في أنيا كعاء المغة التي ال يقؼ دكرىا عند حدكد الكساطة بيف أطراؼ‬
‫عممية االتصاؿ في نقؿ المعمكمات‪ ،‬كلكنيا تعمؿ كمثير كمنبو لمفرد لتحقيؽ استجابة معينة‪ ،‬كىذا المنبو ال يتكفر‬
‫في شكؿ الرمكز المغكية سكاء كانت لفظية أك غير لفظية‪ ،‬كلكف في المعنى كالداللة الخاصة بيذه الرمكز عند‬
‫أطراؼ العممية اإلعبلمية كقدرتيا عمى نقؿ المعنى المستيدؼ الى اآلخريف كاستقباليا بداللتيا حتى يحدث‬
‫التكافؽ في إدراؾ المعنى كالداللة‪.‬‬

‫قاـ الكثير مف الباحثيف كالمفكريف خاصة في مجاؿ المغة كعمـ النفس المغكم الذم يدرس السمكؾ‬
‫اإلنساني اإلتصالي (المغكم) بعدة افتراضات كنتائج قصد تفسير عممية الترميز التي تقاـ بيف المرسؿ كالمستقبؿ‪،‬‬
‫كلعؿ أىـ النظريات التي أهعتمد عمييا في مجاؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ نظريات المعرفة اإلدراكية‪ :1‬كتعني مدل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد عبد الحميد‪ :‬نظريات كاتجاىات التأثير‪ ،‬ط‪ ،3‬عالـ الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪29‬‬
‫كعي كادراؾ الفرد بمحيطو كىذا ناتج عف التراكـ المعرفي لدينا كعف خبرات معرفية كعممية سابقة‪ ،‬كلذلؾ تأتي‬
‫صياغة الفرد لمرمكز المغكية كتفسيره ليا في إطار المدركات المختزنة لدل الفرد كالتي تسقط داللتيا عمى األشياء‬
‫كالرمكز التي يتعرض ليا كيستجيب ليا كمنبيات عمى ىذا األساس ‪.‬‬

‫نظرية معالجة المعمومات‪ :‬كالتي تشير الى أف الفرد ال يتمسؾ بكؿ المعمكمات التي يتعرض ليا كلكنو يتجنب‬
‫البعض منيا بناءا عمى آليات التقديـ كالتقييـ ليذه المعمكمات كتجعؿ الفرد يختار منيا البعض كينسى البعض‬
‫اآلخر‪ ،‬كبناء عمى ىذه النظريات نجد الفرد مدركا ككاعيا لجزء مميز مف المعمكمات المصكرة التي تتعامؿ مع ما‬
‫يسمى بالذاكرة المصكرة‪.1‬‬

‫النظريات الخاصة بالجانب الوجداني لمفرد ‪ :‬كاإلقناع كاالستمالة كالتشكيؽ ‪ ،‬كىي المداخؿ الخاصة ببناء‬
‫الرسالة اإلقناعية كما يرتبط بيا مف اتجاىات مختمفة في اختيار الرمكز كالمعاني التي تؤثر في البناء المعرفي‬
‫أك الكجداني لمفرد‪.2‬‬

‫كلعؿ مف أشير النظريات النظرية التفاعمية الرمزية‪ 3‬التي جاء بيا ىاربرت بمكمر حيث اىتـ بطبيعة‬
‫العبلقة بيف المرسؿ كالمستقبؿ عف طريقة الرمكز كمدل تكاصؿ العمميات االجتماعية التفاعمية‪ ،‬مما يؤدم حتما‬
‫الى نجاح العممية االتصالية االجتماعية ( كلعؿ أىـ الدراسات االجتماعية التي تعتمد عمى ىذا المدخؿ ىي‬
‫تحميؿ المضمكف )‪.‬‬

‫‪ -2‬المدخل الوظيفي‪:4‬‬

‫يعتمد المدخؿ الكظيفي عمى المسممات الخاصة بالنظرية البنائية الوظيفية التي ترل أف المجتمع يتككف مف‬
‫عناصر مترابطة تتجو نحك التكازف مف خبلؿ تكزيع األنشطة بينيا التي تقكـ بدكرىا في المحافظة عمى استقرار‬
‫النظاـ ‪.‬‬

‫كعمى ذلؾ اتفؽ الخبراء عمى ضركرة تحديد عدد مف الكظائؼ لكؿ نشاط مف األنشطة المتكررة في‬
‫المجتمع التي تحافظ عمى كجكده كاستق ارره‪ ،‬كمف ىذه األنشطة النشاط االتصالي الذم يرتبط استم ارره بتحقيؽ‬
‫لعدد مف الكظائؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد‪ :‬نظريات كاتجاىات التأثير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.322-315‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.33-31‬‬
‫‪31‬‬
‫فالمدخؿ الكظيفي يرل أف المجتمع يتككف مف العديد مف األنظمة كاألنساؽ نظاـ اجتماعي إقتصادم ‪،‬‬
‫تربكم‪ ،‬إعبلمي‪ ،‬فالنظاـ اإلعبلمي أحد النظـ الفرعية أك العناصر الفرعية لبناء المجتمع الذم يقكـ بتحقيؽ عدد‬
‫مف الكظائؼ االجتماعية في إطار مفيكـ البنائية الكظيفية ‪ ،‬كلعؿ أكؿ الباحثيف اإلعبلمييف الذم حدد كظائؼ‬
‫االتصاؿ ىك هارولد الزويل ‪ 1948‬ثـ جاء بعده تشارلز رايت في التحميؿ الكظيفي لمكسائؿ االجتماعية‬
‫كاالتصالية خاصة مف ناحية الترفيو مما أدل إلى ظيكر باحثيف آخريف مف بينيـ (كاتز‪ ،‬ستيفنسكف‪ ،‬ماككيؿ)‬
‫كميـ اعتمدكا عمى تفسير كظائؼ االتصاؿ مف الناحية النفسية اشباعات الحاجات كالتسمية لدل األفراد داخؿ‬
‫المجتمع ‪ .‬كلعؿ مف أىـ الدراسات اإلعبلمية التى تعتمد عمى المدخؿ الكظيفي ىي التي تطرح مشكبلت‬
‫اإلشباعات ك االستخدامات كالدكافع كاإلضاءات التي تريد تحقيقيا كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬المدخل السموكي‪:1‬‬

‫ييتـ ىذا المدخؿ ب ػ‪ :‬خصائص كالسمات النفسية لجميكر المتمقيف كالتي تتمثؿ في التعرؼ عمى (الدكافع‬
‫كالحاجات الخاصة بالمتمقيف)‪ ،‬ككذلؾ ييتـ بأنماط السمكؾ االتصالي مع كسائؿ االعبلـ خاصة (خصائص‬
‫التعرض كمستكيات االىتماـ كالتفضيؿ) ثـ بناء العبلقة بيف الخصائص كالسمات النفسية كأنماط السمكؾ مع‬
‫كسائؿ االعبلـ كالتي يمكف تمخيصيا في االسئمة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬لماذا يتعرض األفراد إلى كسائؿ االعبلـ؟ كلماذا تختمؼ خصائص التعرض مف فرد إلى آخر أك مف فئة‬
‫الى أخرل مف جميكر المتمقيف‪.‬‬
‫‪ -2‬لماذا ييتـ جميكر المتمقيف بكسيمة أك كسائؿ معينة مف كسائؿ االعبلـ؟ ككذلؾ لماذا ييتـ بمحتكل معيف‬
‫مف محتكل االعبلـ؟ كلماذا تتبايف مستكيات االىتماـ كالتفضيؿ مف فرد الى آخر؟ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ماىي أسس بناء العبلقة بيف جميكر المتمقيف كالقائـ باالتصاؿ؟‬

‫كنظ ار الرتباط ىذه األسئمة بالسمكؾ اإلنساني لكؿ مف القائـ باالتصاؿ كجميكر المتمقيف فإف اجاباتيا‬
‫نجدىا في عمـ النفس كعمـ النفس المعرفي كعمـ النفس االجتماعي التي تعالج نظرياتيا األبعاد النفسية ليذه‬
‫العبلقات كبنائيا مثؿ نظريات التعمـ كنظريات التكازف المعرفي كنظريات المعرفة اإلدراكية كنظريات الدكافع‪.‬‬

‫كلعؿ نظريات التعمـ ىي أكؿ النظريات التي درست السمكؾ المبلحظ لدل الفرد ‪ ،‬كمف ىذا المنطمؽ‬
‫اعتمد الباحثكف اإلعبلميكف عمى ىذا المدخؿ خاصة المدرسة السمككية بقيادة الباحث واسطن الذم يفسر‬
‫السمكؾ عمى أنو مثير كاستجابة ‪ ،‬كلكف كانت ىناؾ العديد مف النظريات االعبلمية التي اعتمدت عمى المدخؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جماؿ محمد أبك شيب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.107-103‬‬
‫‪30‬‬
‫السمككي كأكدت عمى األنماط السمككية لممتمقي مختمفة مف كسيمة الى أخرل‪ ،‬كيعكد ذلؾ الى اختبلؼ عمى‬
‫مستكل االدراؾ كالمعرفة كالعقؿ‪ ،‬مما يؤدم حتما الى االختبلؼ عمى مستكل التعرض كاالستخداـ كاالشباعات‬
‫التي يمكف أف تحققيا كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ‪ ،‬كمف أىـ الدراسات االعبلمية التي تعتمد عمى ىذا المدخؿ نجد‬
‫الدراسات المتمحكرة حكؿ كصؼ السمات النفسية (السمككية) لجميكر كسائؿ االعبلـ كاالتصاؿ‪.‬‬

‫‪ – 4‬المدخل االجتماعي‪:‬‬

‫حسب دكركايـ االنساف كائف اجتماعي بطبعو كانطبلقا مف ىذه المقكلة يمكف القكؿ أف الفرد في جميكر‬
‫قرراتو في‬
‫كسائؿ االعبلـ ىك عضك في جماعة اجتماعية يخضع في عممياتو االدراكية لمفيكـ الجماعة كيتخذ ا‬
‫إطار المعايير االجتماعية ليا‪.‬‬
‫كأصبح مفيكـ البعد االجتماعي في بناء مدركات الفرد كعبلقتو بكسائؿ اإلعبلـ منذ بداية االربعينيات‬
‫مدخبل لتفسير السمكؾ كاالستجابة إلى كسائؿ اإلعبلـ‪ ، 1‬كبدأت تستقر في اإلعبلـ الفركض الخاصة بتدفؽ‬
‫المعمكمات عمى مرحمتيف كتأثيرات قادة الرأم في انتقاؿ المعمكمات مف كسائؿ اإلعبلـ الى األفراد كأصبح ىذا‬
‫المدخؿ إ طا ار نظريا ‪ ،‬كلعؿ العديد مف الباحثيف في جؿ المجاالت خاصة االتصاؿ يعتبركف أف عبلقة المتمقي‬
‫بكسائؿ اإل عبلـ كاالتصاؿ ليا بعد اجتماعي اتصالي ينتج مف خبلؿ مختمؼ أنماط السمككيات الحاصمة لممتمقي‪،‬‬
‫كاىتمكا أ غمبيـ بالمدخؿ االجتماعي كتحديد تفسير السمكؾ االجتماعي كبالتفاعؿ االجتماعي كمف بينيـ " ويمبور‬
‫شرام وكذا ريمي وريمي ‪ ،‬اليكس تان ‪ ".....‬كميـ اىتمكا بتفسير تأثير كسائؿ االتصاؿ عمى السمكؾ االتصالي‬
‫لممتمقي في إطار إجتماعي (البيئة االجتماعية)‪.‬‬
‫كمف بيف النظريات نجد النظريات االجتماعية منيا نظرية البناء االجتماعي باإلضافة إلى نظريات ثقافية‬
‫ساىمت في تفسير بعض السمككات الخاصة بالجميكر‪ ،‬كلعؿ أىـ الدراسات االعبلمية التي تعتمد عمى ىذا‬
‫المدخؿ ىي جؿ الدراسات التي تطرح مشكبلت حكؿ السمات االجتماعية لمممتقي ‪ ،‬اك بمعنى آخر ظاىرات‬
‫إعبلمية في إطار اجتماعي‪.2‬‬
‫‪ – 5‬المدخل االعالمي‪:‬‬
‫يعد مف أىـ المداخؿ التي تعتبر كخمفية معرفية لتفسير العممية االعبلمية كىذا راجع لككف الباحثيف‬
‫أصحاب المدخؿ كميـ إعبلمييف‪ ،‬كلعؿ أىـ المداخؿ اإلعبلمية كبالترتيب نجد ما يمي‪:3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بشير العبلؽ‪ :‬نظريات االتصاؿ‪ -‬مدخؿ متكامؿ‪ ،-‬دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف األردف‪ ،2010 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميد‪ :‬نظريات كاتجاىات التأثير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.166-164‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات االعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.63-50‬‬
‫‪32‬‬
‫أ‪ -‬المدخل التاريخي لوسائل اإلعالم واالتصال‪:‬‬

‫تكاد تنفرد الدراسات الصحفية بيذا المدخؿ دكف الدراسات الخاصة بالكسائؿ اإلعبلمية األخرل‪ ،‬كذلؾ لعدة‬
‫أسباب منيا‪:‬‬

‫‪ -‬إف الصحؼ قد سبقت الكسائؿ اإلعبلمية األخرل في الصدكر كاالنتشار لقركف عديدة‪ ،‬كأصبحت تنتمي‬
‫إلى مراحؿ تاريخية قابمة لمكتابة كالتسجيؿ بينما الكسائؿ األخرل مازالت تنتمي لمكقائع كاألحداث‬
‫المعاصرة لـ يحف الكقت بعد لكتابة تاريخيا كتسجيمو‪.‬‬
‫‪ -‬إف الصحؼ في حد ذاتيا كانت في ىذه المراحؿ شاىدان عمى الكثير مف الكقائع كاألحداث‪ ،‬كبالتالي‬
‫يمكف اعتبارىا مف المصادر التاريخية‪ ،‬التي يمكف الرجكع إلييا في استعادة ىذه الكقائع كاألحداث كاعادة‬
‫تسجيميا‪.‬‬
‫‪ -‬إف الصحؼ بما تتميز بو مف خصائص في الحفظ كاستعادة ما بيا مف معمكماتػ تعتبر أحد الكثائؽ‬
‫التاريخية كىذه الخصائص ال تتكفر لشرائط التسجيبلت في الراديك كالتمفزيكف التي تزداد تكمفة االحتفاظ‬
‫بيا‪.‬‬

‫لذا يمكف القكؿ أف جؿ النظريات في ىذا المدخؿ ركزت عمى تاريخ الصحافة كذلؾ بكصؼ الكقائع‬
‫كاألحداث التاريخية‪ ،‬كاالستفادة منيا في كقتنا الحاضر لكصؼ العممية الصحفية كعبلقاتيا بالمحيط االجتماعي‬
‫المتكاجد فيو‪ ،‬كلعؿ مف أىـ الباحثيف نجد نكرد كنيمسكف كغيرىـ مما ساىمكا بشكؿ كبير في تكسيع اإلطار العاـ‬
‫لبحكث الصحافة‪ ،‬حيث أشاركا إلى أف البحكث الخاصة بتاريخ الصحافة تفتقد إلى التفسير االجتماعي كأقؿ‬
‫اىتماما لؤلبعاد االجتماعية لبلتصاؿ رغـ أف الظاىرة الصحفية سكاء كانت معاصرة أك حدثت في الماضي‪،‬‬
‫فرع كلكنيا تدكر في سياؽ اجتماعي‪ ،‬كىكذا بدأت تتطكر الدراسات التاريخية الخاصة‬
‫فإنيا ال تحدث في ا‬
‫بالصحؼ كالكسائؿ اإلعبلمية حتى تكتسب القيمة النظرية كالعممية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مدخل النظم والعممية االعالمية‪:‬‬

‫ىناؾ ثبلث اتجاىات لدراسة النظـ اإلعبلمية‬

‫األول‪ :‬ىك االتجاه الجزئي في كصؼ عناصر النظاـ أك العممية كتحديد خصائص ىذه العناصر‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الذم ينتقؿ مف كصؼ العناصر إلى كصؼ النظاـ الكمي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الثالث‪ :‬النظر إلى النظاـ اإلعبلمي باعتباره نظاما مفتكحا لو عبلقات متبادلة مع النظـ األخرل في المجتمع‬
‫يؤثر فييا كيتأثر بيا‪.‬‬

‫شرـ كغيرىـ ممف ساىمكا‬


‫كلعؿ مف أىـ الباحثيف الذيف اىتمكا بالعممية اإلعبلمية ىارلكد السكيؿ كيمياـ ا‬
‫في تطكير دراسة العممية اإلعبلمية إلى عممية اتصالية في إطار اجتماعي‪ ،‬كمنو نجد أىـ الدراسات اإلعبلمية‬
‫التي تعتمد عمى ىذا المدخؿ ىي كاآلتي‪ :‬الدراسات الكصفية لمعممية اإلعبلمية خاصة في اإلطار االجتماعي‪.‬‬

‫ج‪ -‬مدخل الممارسة المهنية‪:‬‬

‫يركز ىذا المدخؿ عمى القائـ باالتصاؿ ككنو المسؤكؿ األكؿ عمى اإلعداد الفني كاالعبلمي لممكاد‬
‫اإلعبل مية لممؤسسة كالعامميف في مجاالت التنظيـ كاإلدارة الذيف يتعاكنكف معو في إطار األىداؼ‪ ،‬كمف أىـ‬
‫النظريات التي تنتمي إلى ىذا المدخؿ كذلؾ كؿ الدراسات التي تتنكع عمى االتجاىات التالية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬وصف مسار الممارسة المهنية‪:‬‬

‫ببحث جكانبيا المالية كاإلدارية كالفنية‪ ،‬مف أجؿ كصفيا في المؤسسة اإلعبلمية أك مقارنتيا بمؤسسات‬
‫إعبلمية أخرل‪ ،‬ىذا يعني‪ :‬يكصؼ الممارسات المينية مف أجؿ كصفيا ككضع محدداتيا مثؿ الخط السياسي‬
‫لممؤسسة‪ ،‬الخمفية الفكرية لممؤسسة كمقارنتيا بالمؤسسات اإلعبلمية األخرل‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬وصف مسار الممارسة المهنية‪:‬‬

‫في سبيؿ تأثيرىا عمى المنتج النيائي لممؤسسة اإلعبلمية (كصفيا مف أجؿ بحث عبلقتيا مع أىـ‬
‫العناصر اإلعبلمية)‪.‬‬

‫د‪ -‬مدخل تأثيرات وسائل اإلعالم‪:‬‬

‫يعد ىذا المدخؿ القاعدة األساسية لممداخؿ سالفة الذكر لككنو يجمع بيف جميع النظريات التي تناكلت‬
‫مف قبؿ الباحثيف اإلعبلمييف كعمـ النفس كالمغة كالداللة‪...‬الخ‪ ،‬فالتأثيرات مف كجية نظر المتمقي ىي نفسيا‬
‫الكظائؼ كاألىداؼ مف كجية نظر المؤسسات كالقائـ باالتصاؿ‪.‬‬

‫كمف أىـ النظريات التي تنتمي إلى ىذا المدخؿ ىي نظريات حديثة خاصة بتأثير كسائؿ اإلعبلـ‬
‫كاالتصاؿ كالمرتبة كالمتمثمة فيما يمي‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫نظرية القذيفة السحرية‪ ،‬نظرية التأثير المحدكد االنتقائي‪ ،‬نظرية التأثير المتكاضع المعتدؿ‪ ،‬نظرية التأثير‬
‫القكم‪ ،‬كىي كميا نظريات تتحدث عمى درجات أك نكعية التأثير الحاصمة مف قبؿ كسائؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ‪.‬‬

‫البحوث اإلعالمية أنواعها ومناهجها‪:‬‬

‫تتعدد كتتنكع الدراسات كالمناىج العممية في العمكـ االجتماعية بصفة عامة‪ ،‬كعمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬بتعدد كتنكع الظكاىر كالحاالت كالمشاكؿ في مجاؿ البحث في الماضي كالحاضر كالمستقبؿ‪.‬‬

‫كعميو فتنقسـ البحكث اإلعبلمية مف حيث النكع إلى أنكاع عديدة أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬البحكث االستكشافية أك االستطبلعية‪.‬‬


‫‪ -‬البحكث الكصفية‪.‬‬
‫‪ -‬البحكث التجريبية (العبلقات السببية)‪.‬‬
‫‪ .I‬البحوث االستطالعية أو االستكشافية (الصياغية)‪:‬‬

‫ىي بحكث تيدؼ إلى التعرؼ عمى الظكاىر‪ ،‬كتجرل بغرض مساعدة الباحث عمى صياغة مشكمة البحث‪،‬‬
‫تمييدا إلجراء بحث أدؽ ليا‪ ،‬أك لتنمية فركض البحث‪.‬‬

‫كىناؾ مف الباحثيف مف يرل أف الدراسات االستطبلعية ال تختمؼ في جكىرىا عمى الدراسات المسحية‬
‫الكصفية إال في أغراضيا‪ ،‬فالبحث االستكشافي بحث مسحي أك كصفي مرحمي تمييدم‪ ،‬يساعد عمى تحديد‬
‫الفركض العممية كاالتجاه المباشر إلى الحقائؽ العممية كالبيانات التي ينبغي البحث عنيا‪ ،‬تتطمب الدراسة الكشفية‬
‫قد ار كبي ار مف المركنة كالشمكؿ‪ ،‬دكف أف تتطمب تحديدا دقيقا‪.‬‬

‫كما يعنيو ذلؾ مف قراءة كؿ ما يمكف لمباحث الحصكؿ عميو مف معمكمات تتصؿ بمشكمة البحث‬
‫كبالمياديف األخرل المتصمة بالبحث لمحصكؿ عمى أفكار جديدة ليا قيمتيا كاستشارة ذكم الخبرة‪ ،‬كالميتميف‬
‫بالمكضكع لمتعرؼ عمى آرائيـ كخكاطرىـ بما ال يجده في المادة المكتكبة عف المكضكع‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.70-68‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ .II‬البحوث الوصفية ومناهجها‪:‬‬
‫‪ .1‬ماهية البحث الوصفي‪:‬‬

‫يرتبط البحث الكصفي بدراسة كاقع األحداث كالظكاىر كالمكاقؼ كاآلراء كتحميميا‪ ،‬كتفسيرىا بغرض الكصكؿ إلى‬
‫استنتاجات مفيدة‪ ،‬إما لتصحيح ىذا الكاقع‪ ،‬أك تحديثو أك تطكيره ‪ ...‬ىذه االستنتاجات تمثؿ فيما لمحاضر‪،‬‬
‫ليستيدؼ تكجيو المستقبؿ‪.1‬‬

‫‪ ‬الفرق بين الدراسات االستطالعية والدراسات الوصفية‪:2‬‬

‫ىناؾ فركؽ جكىرية بيف ىذيف النكعيف مف الدراسات يمكف إجماليا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تفرض الدراسات الكصفية أف ىناؾ قد ار كاف ار مف البيانات عف المشكمة محؿ البحث‪ ،‬بعكس الحاؿ في‬
‫الدراسات االستطبلعية التي ينزؿ فييا الباحث إلى الميداف‪ ،‬كىك يجيؿ األبعاد الحقيقية لممشكمة‪ ،‬كمف‬
‫ثـ يجعؿ ىدفو األساسي جمع أكبر قدر ممكف مف البيانات عف المشكمة محؿ البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ال يستطيع الباحث حيف يجرم دراستو االستطبلعية تحديد أىداؼ الدراسة بدقة‪ ،‬كمف ثـ ال يجد مف‬
‫سبيؿ سكل أف يضع أىدافا عامة غير محددة كذلؾ بخبلؼ الدراسات التي تحدد أىدافيا بدقة‪.‬‬

‫فالقدرة عمى دقة تحديد األىداؼ مشركطة في الكاقع بمدل كفاية ككفرة البيانات المكجكدة عف المشكمة‬
‫محؿ البحث‪ ،‬كلذلؾ فحيف يجرم الباحث دراسة كصفية‪ ،‬تككف الدراسات االستطبلعية العديدة قد ميدت لو‬
‫الطريؽ‪ ،‬أمدتو بقدر كفير مف البيانات األساسية التي ترسـ صكرة عامة لممشكمة محؿ البحث‪ ،‬كعمى ذلؾ‬
‫يستطيع الباحث أف ينتقي مجاالت البحث التي يراىا جديرة بالدراسة‪ ،‬بؿ يستطيع أف يضع لدراستو الكصفية‬
‫أىدافا محددة‪ ،‬كمف ثـ يستطيع منذ البداية أف يحدد خصائص العينة التي سيشمميا البحث‪.‬‬

‫كيمكف تمخيص الفرؽ بيف الدراسات الكصفية كالدراسات االستطبلعية فيما يمي‪:‬‬

‫الدراسات االستطالعية‪ :‬تعمؿ مف أجؿ تحديد مشكمة بحث عندما تككف معالـ مشكمة غير محددة كتنتيج‬
‫الكصؼ الكيفي‪.‬‬

‫الدراسات الوصفية‪ :‬تعمؿ عمى جمع بيانات عف ظاىرة تغمب عنيا سمة التحديد‪ ،‬كتنتيج الكصؼ الكمي‬
‫كالكيفي لدل بياف خصائص الظاىرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد زايد حمداف‪ :‬البحث العممي كنظاـ‪ ،‬سمسمة التربية الحديثة‪ ،28 ،‬دار التربية الحديثة‪ ،‬عماف‪ ،1982 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪36‬‬
‫فيما يتعمق بتصميم البحث‪:‬‬

‫الدراسات االستطالعية‪ :‬أقؿ دقة كأكثر مركنة في التصميـ ألف الباحث تغيب عنو الكثير مف معالـ البحث‪.‬‬

‫الدراسات الوصفية‪ :‬أقؿ مركنة كأكثر دقة في التصميـ مف الدراسات االستطبلعية ألف المشكمة أكثر تحديدا‪.‬‬

‫فيما يتعمق بالفرض‪:‬‬

‫الدراسات االستطالعية‪ :‬تتضمف مجرد تساؤالت كال تحتكم فركض‪.‬‬

‫الدراسات الوصفية‪ :‬تتضمف معظـ الدراسات الكصفية فركضا مبدئية كالقميؿ منيا تتضمف تساؤالت غير فرعية‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية البحوث الوصفية‪:‬‬

‫البحكث الكصفية شائعة جدا في العمكـ االتصالية لككنيا تمثؿ األسمكب األكثر قابمية لبلستخداـ‬
‫لدراسات بعض المشكبلت كالظكاىر التي تتصؿ باإلنساف كمكاقفو كآرائو ككجيات نظره في عبلقتو باإلعبلـ‬
‫ككسائمو‪ ،‬حيث يصعب استخداـ المنيج التجريبي كالتاريخي في دراساتيا كىك أمر جعؿ معظـ البحكث اإلعبلمية‬
‫تقع في إطار ىذا المنيج‪.‬‬

‫كتكصمنا البحكث الكصفية إلى حقائؽ دقيقة عف الظركؼ القائمة كتستنبط العبلقات اليامة القائمة بيف‬
‫الظاىرات المختمفة كتساعد عمى تفسير معنى البيانات كتمد الباحثيف بمعمكمات مفيدة كقيمة كبذلؾ تساعدنا عمى‬
‫التخطيط كاإلصبلح كرفع األسس الصحيحة لمتكجيو كالتغيير كتعيننا عمى فيـ الحاضر كأسبابو كرسـ خطط‬
‫المستقبؿ كاتجاىاتو‪.‬‬
‫كيميؿ بعض العمماء إلى اعتبار البحكث الكصفية أقؿ قيمة مف البحكث التجريبية كلعميا في بعض‬
‫األحياف كذلؾ‪ ،‬كلكف مف غير الممكف االستغناء عف ىذه البحكث‪ ،‬كىي تقدـ لنا خدمات نافعة كمفيدة كقد تككف‬
‫خطكة أكلية كضركرية لتسبؽ البحث التجريبي كتعينو‪ ،‬كقد تككف في بعض األحياف الطريقة الممكنة الكحيدة في‬
‫دراسة المكاقؼ االجتماعية كمظاىر السمكؾ البشرم‪.‬‬
‫عالقة البحوث الوصفية بالمسح‪:‬‬
‫تستخدـ كممة الكصؼ لتدؿ عمى نفس معنى كممة المسح‪ ،‬كمف ىنا يطمؽ عمى البحث الذم ييتـ بدراسة‬
‫الظكاىر الراىنة بدقة‪ ،‬اسـ المسح‪ ،‬أك المسح الكصفي‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ .3‬مناهج الدراسات الوصفية في بحوث اإلعالم‪:‬‬

‫يعتبر التقسيـ الذم أكرده‪ ،‬فاف داليف‪ 1‬عف البحكث الكصفية أكثر التقسيمات شيكعا‪ ،‬فقد اعتمدت عميو‬
‫كثير مف المؤلفات العربية التي تناكلت طرؽ كأساليب الدراسات الكصفية‪.‬‬

‫كيقكـ التصنيؼ الذم قدمو داليف ‪ DALIN‬عمى أساس أف مناىج البحكث الكصفية ال تخرج عف التصنيفات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬طريقة الدراسات المسحية‪.‬‬


‫‪ -2‬طريقة دراسة العبلقات المتبادلة‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة الدراسات التطكرية‪.‬‬
‫كفي إطار ىذا التقسيـ يصنؼ الدكتكر سمير محمد حسيف أساليب البحكث الكصفية في مجاؿ الدراسات‬
‫اإلعبلمية كذلؾ عمى النحك التالي‪:2‬‬
‫‪ -1‬طريقة الدراسات المسحية‪.‬‬
‫كتتضمف األساليب المنيجية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسمكب مسح الرأم العاـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسمكب مسح جميكر اإلعبلـ‬
‫ج‪ -‬أسمكب مسح المضمكف ( تحميؿ المضمكف)‬
‫د‪ -‬أسمكب مسح كسائؿ اإلعبلـ‪.‬‬
‫ق‪ -‬أسمكب مسح أساليب الممارسة‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة دراسة العالقات المتبادلة‪.‬‬
‫كتتضمف األساليب التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الحالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدراسات السببية المقارنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدراسة االرتباطية‬
‫‪ -3‬الدراسات التطورية‪.‬‬

‫‪ -1‬فاف داليف‪ :‬مناىج البحث في التربية كعمـ النفس‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد نبيؿ نكفؿ كآخركف‪ ،‬ط‪ ،5‬األنجمك المصرية‪ ،‬القاىرة‪،1995 ،‬‬
‫ص ص ‪.333 -297‬‬
‫‪ - 2‬منير محمد حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.89-85‬‬
‫‪38‬‬
‫أوالً‪ :‬أساليب الدراسات المسحية في بحوث اإلعالم‬
‫مسح الرأي العام‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫كييدؼ إلى التعرؼ عمى كجيات نظر الرأم العاـ تجاه القضايا التي تيـ المجتمع كتتناكليا كسائؿ اإلعبلـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسح جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫لمتعرؼ عمى سمات كخصائص الجميكر ككجيات نظره كآرائو حكؿ المكضكعات كالبرامج التي تقدميا‬
‫كسائؿ اإلعبلـ المختمفة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مسح أساليب الممارسة‬
‫بغرض دراسة الجكانب اإلدارية كالتنظيمية ألجيزة اإلعبلـ المختمفة كبحث سبؿ كأساليب تطكيرىا‪.‬‬
‫د‪ -‬مسح الوسائل اإلعالمية‬
‫لمعرفة إمكانياتيا الفعمية مف حيث األجيزة كالمعدات كبرامج التدريب كالميزانيات كتحديد الكسائؿ لتطكير‬
‫إمكاناتيا كالرقي بيا‪.‬‬
‫ه‪ -‬مسح المضمون‪:‬‬
‫لمتعرؼ عمى المحتكل الظاىر لبلتصاؿ ككصفو كصفا مكضكعيا كمنتظما ككميا بغرض تحديد أسس‬
‫المكضكعات كالبرامج التي تقدميا كسائؿ اإلعبلـ كبالتالي األساليب المختمفة لتحسيف خدماتيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة دراسة العالقات المتبادلة ‪:‬‬
‫كيتمخص الفرؽ بيف طريقة دراسة العبلقات المتبادلة كطريقة المسح في أف الدراسات المسحية تكتفي بجمع‬
‫البيانات كالمعمكمات عف الظكاىر كالقضايا كالمشكبلت كالمكاقؼ التي تقكـ بدراستيا مف أجؿ تقديـ كصؼ ليا‬
‫كمرحمة أكلى‪ ،‬ثـ تفسير ىذه المعمكمات لفيـ ىذه الظكاىر أك القضايا أك المشكبلت أك المكاقؼ بصكرة أفضؿ‪.‬‬
‫أما طريقة دراسة العبلقات المتبادلة‪ ،‬كاف كانت ال تستغني عف الكصؼ كالتفسير‪ ،‬إال أنيا تتعداىما إلى‬
‫حيث االىتماـ بدراسة العبلقات القائمة بيف المتغيرات كتحميميا كالتعمؽ فييا لمعرفة نكع كدرجة االرتباط القائمة‬
‫بينيا‪.‬‬
‫كيصؼ داليف دراسات العبلقات المتبادلة بقكلو " ال يقنع بعض الباحثيف بمجرد الحصكؿ عمى أكصاؼ‬
‫دقيقة لمظاىرات السطحية‪ ،‬كلكنيـ يسعكف أيضا إلى تعقب العبلقات بيف الحقائؽ التي حصمكا عمييا بغية‬
‫الكصكؿ إلى بعد أعمؽ بالظاىرات‪ ،‬كتعتبر طريقة دراسة العبلقات المتبادلة مف أىـ الدراسات الكصفية"‪.1‬‬
‫كتتضمف طريقة دراسة العبلقات المتبادلة األساليب اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪39‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الحالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدراسات السببية المقارنة‬
‫ج‪ -‬الدراسة االرتباطية‬
‫دراسة الحالة‪:1‬‬ ‫‪.I‬‬
‫تمتد دراسة الحالة إلى ما ىك أبعد مف المبلحظة العابرة أك الكصؼ السطحي‪ ،‬كتتطمب نفس العناية‬
‫بالتفصيؿ كالتخطيط كالتنفيذ‪ ،‬كباإلضافة إلى الكصؼ الطبيعي لحالة‪ ،‬يمزـ أحيانا تعميـ مكقؼ تجريبي لتحديد‬
‫مستكل القدرة كالنضج عند الفرد مكضكع الدراسة‪ ،‬كيستخدـ ليذا الغرض العديد مف األدكات كاالختبارات المقننة‪.‬‬
‫كتمتد ىذه األدكات لتتناكؿ بيانات عف الفرد في البيت كالمدرسة كالمجتمع باإلضافة إلى جكانب التفاعؿ مع‬
‫أفراد العائمة كمجمكعات الرفاؽ كغيرىا‪.‬‬
‫يستطيع الباحث أف يرسـ صكرة متكاممة لمحالة كأف يفترض الفركض عف أسبابيا كأف يشخص عبلتيا كاذا‬
‫كاف القصد‪ ،‬كما ىك في األعـ األغمب‪ ،‬العبلج يستطيع أف يصؼ ليا الدكاء الناجح‪.‬‬
‫كليذا ال نبالغ إذا قمنا إف معظـ دراسات الحاالت دراسات تشخيصية عبلجية أك إرشادية كتكجييية كاف‬
‫كانت في الكقت نفسو تمفى ضكءا عمى األحداث النفسية كتطكراتيا كعكامميا كبالتالي عبلجيا بعد تشخصييا‪.‬‬
‫كاذا كانت دراسة الحالة تتميز بشيء فإنما تتميز بالعمؽ‪ ،‬ذلؾ ألف الحالة المدركسة تككف ضيقة المدل فردا‬
‫أك جماعة محدكدة‪ ،‬بؿ إف دراسة الحالة قد تنصب عمى جانب مف الجكانب لحالة معينة محدكدة‪.‬‬
‫ككاضح أف دراسة الحالة تشبو المسح كلكنيا أضيؽ كأعمؽ كلذلؾ فكثي ار ما تتكامؿ الطريقتاف كيعمد الباحث‬
‫إلييما كمييما مف أجؿ الكصكؿ إلى الحقيقة فبعد أف يمسح أفقا كاسعا يتعمؽ في حاالت قميمة نمكذجية فيككف قد‬
‫جمع بيف السعة كالعمؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .II‬الدراسات السببية المقارنة‪:‬‬

‫يعتبر منيج السببية المقارنة نمكذجا لمبحث في العمؿ كاألسباب الكامنة كراء حدكث الظاىرة مف خبلؿ‬
‫دراستيا في كاقعيا الراىف‪ ،‬كحيث يصعب التجريب العممي أك ضبط المتغيرات كالتحكـ فييا‪ ،‬كبعكس مف خبلؿ‬
‫المسمى ‪-‬المقارنة السببية‪ ،‬أك المقارنة العمية‪ -‬األساليب التي تتـ لمبحث في األسباب مف خبلؿ المقارنة‪،‬‬
‫كاإلجابة عمى السؤاؿ لماذا ‪...‬؟ في دراسة الظاىرة اإلعبلمية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.91 ،90‬‬


‫‪ -2‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.191،190‬‬
‫‪41‬‬
‫فيذا المنيج يعتبر أحد مناىج الدراسة الكصفية‪ ،‬التي تتجاكز حدكد الكصؼ المجرد كاإلجابة عمى األسئمة‬
‫الراىنة م ف ‪...‬؟ كماذا ‪...‬؟ ككيؼ ‪...‬؟ إلى اإلجابة عمى السؤاؿ لماذا ‪...‬؟ كاالستدالؿ عف األسباب الكامنة‬
‫كراء حدكث الظاىرة في كاقعيا الراىف‪.‬‬

‫كيعتبر ىذا المنيج مف الدراسات البلحقة أك البعدية كما يسمى بالدراسات االسترجاعية التي تفسر النتائج في‬
‫ضكء ما حدث مسبقا مف خبلؿ ا سترجاع الكقائع كاألحداث التي حدثت في الماضي كليس ما يحدث بعد بتأثير‬
‫الدخؿ الذاتي أك اإلجراءات العمدية المتعددة في المعمؿ أك البيئة الدراسية‪.‬‬

‫ج‪ -‬الدراسات االرتباطية‬

‫تيدؼ الدراسات االرتباطية )‪ (correlational studies‬إلى اكتشاؼ العبلقة بيف متغيريف أك أكثر مف حيث‬
‫نكع االرتباط المكجكد‪ (،‬المكجب كالسالب) كقكة االرتباط‬

‫( مف الحد األدنى – ‪ 1‬إلى الحد األقصى‪.)1+‬‬

‫كتعمؿ الدراسات االرتباطية عمى تحديد قكة كاتجاه ارتباط المتغيرات بمتغيرات أخرل سكاء أكاف ىذا االرتباط‬
‫بسيطا أك متعددان‪.‬‬

‫كعمى ذلؾ فإف الدراسة االرتباطية تيدؼ إلى معرفة الحقائؽ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد العبلقة االرتباطية بيف المتغيرات محؿ البحث‪.‬‬


‫‪ -‬اتجاه ىذه العبلقة االرتباطية‪.‬‬
‫‪ -‬درجة االرتباط كقكتو‪.‬‬
‫كذلؾ بغرض التنبؤ باتجاه الظاىرة مستقببل‪ ،‬كتعتمد فكرة التفسير العبلقة بيف المتغيرات أساسا عمى تككيف‬
‫صفة رياضية بيف ىذه المتغيرات كذلؾ مف خبلؿ ما ىك متاح مف بيانات كمعمكمات عف تمؾ المتغيرات‪.‬‬
‫كالنظرية اإلحصائية " نظرية االرتباط" تعطي لمباحث طرقا متعددة لقياس ىذه العبلقة‪ ،‬كعميو أف يختار الطريقة‬
‫المناسبة لقياس العبلقة بيف المتغيرات التي تتحكـ في الظاىرة التي يقكـ بدراستيا‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪40‬‬
‫‪ .3‬الدراسات التطورية‪:1‬‬

‫يتناكؿ ىذا النكع مف الدراسات الكصفية التغيرات التي تحدث في بعض المتغيرات نتيجة لمركر الزمف‪،‬‬
‫كىي إما تتـ مف خبلؿ قياس الصفة أك المتغير الذم يككف مكضكع الدراسة مرة بعد مرة في نفس المجمكعة مف‬
‫األفراد أثناء مركر فترات زمنية محددة ( كؿ ستة أشير أك كؿ سنة مثبل)‪.‬‬
‫كفي الدراسات التطكرية‪ ،‬يقكـ الباحث بتكرار نفس الكضع الراىف بعد مضي فترة زمنية قد تمتد لعدة‬
‫سنكات‪ ،‬كذلؾ إلجراء المقارنة مع البيانات السابقة لمتعرؼ عؿ معدؿ التغير كاتجاىو‪.‬‬
‫كمف المسائؿ اليامة التطكرية التي تعتمد عمييا ىذه الطريقة المنيجية‪ ،‬كالتي ال بد مف كضعيا في االعتبار عند‬
‫إجراء ىذا النكع مف الدراسات االىتماـ باألبعاد المختمفة لمتطكر كىي‪:‬‬
‫‪ -‬األسباب أك المتغيرات التي أدت إلى الظاىرة‪.‬‬
‫‪ -‬العبلقة الزمنية بيف الظاىرة كالمتغيرات التي أدت إلييا‪.‬‬
‫‪ -‬العبلقة المكانية بيف الظاىرة كالمتغيرات التي أدت إلييا‪.‬‬
‫‪ -‬كضع الظاىرة في إطار حركة التطكر كالتغير في المجتمع الذم نشأت فيو‪.‬‬

‫كتفيد الدراسات التطكرية في مجاؿ الدراسات اإلعبلمية في التعرؼ عمى طبيعة الدكر الذم تقكـ بو األجيزة‬
‫كالكسائؿ اإلعبلمية في ترسيخ القيـ كالمفاىيـ كاالتجاىات عمى مدل زمني طكيؿ نسبيا كعمى التطكرات‬
‫كالتغيرات ال تي حدثت في الكسائؿ اإلعبلمية نفسيا مف حيث االنتشار كالتكزيع الجغرافي‪ ،‬كالتقنيات كنظـ‬
‫الممارسة كأساليبيا كالعامميف فييا كتخصصاتيـ كتطكرات السياسيات اإلعبلمية كالجكانب السياسية كاالقتصادية‬
‫كاالجتماعية لممجتمع كفي التعرؼ عمى التغيرات كالتطكرات التي حدثت في مضمكف الرسالة اإلعبلمية‪.‬‬

‫‪ .III‬البحوث التجريبية (بحوث العالقات السببية)‪:‬‬

‫تعد مف أىـ البحكث العممية القريبة مف الدقة ك المكضكعية‪ ،‬كىي بحكث تمثؿ مرحمة النضكج العممي ألف‬
‫الباحث ال يكتفي فييا باستكشاؼ الظاىرة أك كصفيا يذىب الى أبعد مف ذلؾ لدراسة العكامؿ التي أكجدتيا عمى‬
‫الشكؿ الذم عميو ‪.‬‬

‫فالبحكث التجريبية تعتمد بالدرجة األكلى عمى القياـ بالتجربة مع استخداـ أداة المبلحظة‪ ،‬فيذه البحكث‬
‫تعتمد المبلحظة كتحتكـ التجربة في تأكيد أك إثبات أم قانكف أك فكرة‪ ،‬كيتيح إمكانيات التأكد مف نتائج البحث‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ :‬ص ص ‪.94، 93‬‬


‫‪42‬‬
‫مف خبلؿ إعادة التجربة أكثر مف مرة‪ ،‬كتسمى بأبحاث العالقات السببية ألنو يقكـ ىذا النكع مف البحكث عمى‬
‫اختبار عبلقات التأثير كالتأثر بيف متغيرات الظاىرة الكاحدة أك الظكاىر المختمفة ‪.‬‬

‫يعتمد في البحكث التجريبية المنيج التجريبي‪ ،‬كما ىك كاضح مف التسمية‪ ،‬أساسا عمى التجارب باختبار‬

‫العبلقات بيف متغيرات الظاىرة الكاحدة‪ ،‬في ىذا المجاؿ يقكؿ موريس أنجرس ‪ ":‬ييدؼ المنيج التجريبي إلى‬

‫إقامة العبلقة التي تربط السبب بالنتيجة بيف الظكاىر أك المتغيرات‪ ،‬كإلقامة العبلقة بيف السبب كالنتيجة فإننا‬

‫نقكـ بإجراء التجربة التي يتـ خبلليا معالجة متغير أك أكثر بتغيير محتكاه عدة مرات‪ ،‬كيسمى ىذا المتغير‬

‫بالمتغير المستقؿ‪ ،‬ىذه العممية تسمح بدراسة آثار المتغير المستقؿ في المتغير الذم يتمقى تأثيره كالمسمى‬

‫بالمتغير التابع "‪.1‬‬

‫‪ .1‬مفهوم المنهج التجريبي‪:‬‬

‫يعرؼ المنيج عمى أنو‪ :‬الطريقة العممية الصحيحة كالمكضكعية كاليقينية في البحث عف الحقيقة كاكتشافيا‬
‫‪2‬‬
‫كتفسيرىا كالتنبؤ بيا كضبطيا كالتحكـ فييا‪.‬‬

‫كما يعرؼ عمى أنو‪ :‬الطريقة لحؿ المشكبلت بأسمكب عممي‪ ،‬عف طريؽ التحكـ في جميع المتغيرات كالمؤشرات‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ككضعيـ تحت التجربة‪ ،‬كعزؿ إحدل المتغيرات بيدؼ تحديد كضبط كقياس تأثيره في العممية‪.‬‬

‫كيعرؼ أيضا‪ :‬المنيج الذم يتضمف عممية ضبط جميع العكامؿ الرئيسية التي تؤثر في المتغير أك المتغيرات‬
‫التابعة في التجربة باستثناء عامبل كاحدا يحدده الباحث كيضبط ظركفو كيغيره بصيغة معينة بغية تحديد كقياس‬
‫‪4‬‬
‫تأثيره عمى المتغير أك المتغيرات التابعة‪.‬‬

‫‪ -1‬مكريس أنجرس‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪102‬‬


‫‪ -22‬عمار عكابدم‪ :‬مناىج البحث العممي كتطبيقاتو في ميداف العمكـ القانكنية كاإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،3‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -3‬سامي ممحـ‪ :‬مناىج البحث في التربية كعمـ النفس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪.360‬‬
‫‪ -4‬جابر عبد الحميد جابر‪ ،‬أحمد خيرم كاظـ‪ :‬مناىج البحث التربية كعمـ النفس‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.94‬‬
‫‪43‬‬
‫كما يعرؼ أيضا‪ :‬إجراء منيجي يبدأ بمبلحظة الكاقع كفرض الفرضيات كاجراء التجارب لمتأكد مف صحة‬
‫‪1‬‬
‫الفرضيات ثـ الكصكؿ إلى القكانيف في العبلقات بيف الظكاىر‪.‬‬

‫‪ .2‬مميزات المنهج التجريبي‪ :‬يتميز المنيج التجريبي بالخصائص التالية‪:‬‬


‫يقكـ الباحث في المنيج التجريبي بمبلحظة الظاىرة في الكاقع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقكـ الباحث بتحميؿ الظاىرة إلى عناصرىا األكلية التي تتككف منيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقكـ الباحث بضبط المجمكعة الضابطة ك المجمكعة التجريبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقكـ الباحث بضبط كتحديد شركط العممية التجريبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يستطيع الباحث في المنيج التجريبي القياـ بتكرار الظاىرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في متناكؿ الباحث تغيير شركط التجريب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بإمكاف الباحث عزؿ الظكاىر المترابطة ك المتداخمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫تكفر المكضكعية‪ :‬أم عدـ تحيز الباحث في البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قبؿ التطرؽ إلى خطكات المنيج التجريبي ك شرح المثاؿ نحدد بعض المفاىيـ المتداكلة في البحكث التجريبية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫متغير مستقل – متغير تابع – متغير دخيل‬

‫المتغير المستقل (المتغير التجريبي)‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ىك العامؿ األساسي المؤثر في الظاىرة مكضكع الدراسة‪ ،‬فيقكـ الباحث بإدخاؿ تغيير عميو لمعرفة التأثير الذم‬
‫يحدث في المتغير التابع‪ ،‬بمعنى أنو العامؿ الذم يسبب الظاىرة (السبب)‪.‬‬

‫المتغير التابع (المعتمد)‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ىك العنصر أك العامؿ أك الجانب أك الظاىرة مكضكع المراد قياسو‪ ،‬فإذا كاف لممتغير المستقؿ تأثير عمى التابع‪،‬‬
‫فالنتيجة أف المتغير التابع الظاىرة المدركسة يتغير بتغير المتغير المستقؿ‪ ،‬يعني أنو العامؿ الذم يظير كنتيجة‬
‫لتأثيرات المتغير المستقؿ (النتيجة)‪.‬‬

‫‪ -1‬إخبلص محمد عبد الحفيظ‪ ،‬د مصطفى حسيف سامي‪ :‬طرؽ البحث العممي كالتحميؿ اإلحصائي في المجاالت التربكية‬
‫كالنفسية كالرياضية‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الكتاب لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -2‬الياشمي مقراني‪ :‬التجريب في عمـ االجتماع‪ ،‬في مرجع‪ :‬د‪ .‬فضيؿ دليك كآخركف‪ :‬أسس المنيجية في العمكـ االجتماعية‪،‬‬
‫منشكرات جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.128 ،127‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.27 -25‬‬
‫‪44‬‬
‫المتغير الدخيل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ىك نكع مف المتغيرات الضابط ة التي يضعيا الباحث في اعتباره إلدراكو بداية بتأثيرىا المتداخؿ مع المتغير‬
‫المستقؿ‪ ،‬فيقكـ بعزليا أك عزؿ تأثيرىا عمى المتغير المستقؿ‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬

‫يرل الباحث أف الرجاؿ يميمكف أكثر إلى تفضيؿ المكضكعات الصحفية الجادة‪ ،‬بينما يرل النساء تميؿ أكثر إلى‬
‫تفضيؿ المكضكعات الصحفية الخفيفة‪.‬‬

‫في المثال ‪ :‬كاف يمكف االنتباه لمتغير الوقت المتاح في المنزؿ لدل كؿ مف المرأة ك الرجؿ‪ ،‬ك تأثيره المتداخؿ‬
‫مع تأثير النكع‪ ،‬كيصبح في ىذه الحالة تفسير تأثير النكع فقط عمى تفضيؿ المكضكعات الصحفية تفسي ار خاطئا‬
‫ما لـ يتـ عزؿ ىذا المتغير الوقت المتاح كضبطو مف خبلؿ اختيار متغير النكع بنفس الكقت المتاح لدل كؿ‬
‫مف الرجؿ ك المرأة في المنزؿ‪ ،‬فيختار الباحث المرأة الماكثة في البيت التي يتاح ليا كقت أطكؿ في المنزؿ بدال‬
‫مف المرأة العاممة عند اجراء المقارنة مع الرجؿ مثبل‪.‬‬

‫كفي ىذه الحالة يككف الكقت المتاح متغي ار كسيطا يعمؿ عمى تأكيد العبلقة المتباينة بيف الرجؿ ك المرأة في‬
‫االىتماـ بالمكضكعات الصحفية الجادة كالحقيقية‪ ،‬فيككف لدينا في ىذه الحالة‪:‬‬

‫متغير النكع (متغير مستقؿ)‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫متغير الكقت المتاح في المنزؿ (متغير كسيط)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متغير االىتماـ كالتفضيؿ لممكضكعات الصحفية (متغير تابع)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة‪:‬‬
‫المجموعة التجريبية‪ :‬ىي التي تتعرض لممعالجة التجريبية‪.‬‬
‫المجموعة الضابطة‪ :‬ىي التي يتـ تحديدىا ألغراض القياس كالمقارنة دكف أف تتعرض لممعالجة التجريبية‪.‬‬
‫‪ .3‬خطوات المنهج التجريبي ‪:‬‬
‫يحدد عمار بكحكش كمحمد محمكد الذنيبات الخطكات في ست نقاط كىي كالتالي‪:1‬‬

‫التعرؼ عمى مشكمة البحث كتحديد معالميا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار بكحكش‪ ،‬كمحمد محمكد الذنيبات‪ :‬مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث‪ ،‬ط‪ ،1‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف‬
‫عكنكف‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ص ‪.121 ،120‬‬
‫‪45‬‬
‫صياغة الفرضية أك الفرضيات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كضع تصميـ تجريبي‪ :‬اختيار العينة‪ ،‬تصنيؼ المفحكصيف في مجمكعات متجانسة‪ ،‬تحديد الكسائؿ‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة بقياس نتائج التجربة كالتأكد مف صحتيا‪.‬‬
‫القياـ بالتجربة المطمكبة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيـ البيانات كتحديدىا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيؽ اختيار داللة مناسب لتحديد مدل الثقة في نتائج التجربة كالدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال بد مف اإلشارة إف احتراـ الخطكات السالفة الذكر غير كاؼ لكحده ألف الدراسات التجريبية يتكقؼ نجاحيا‬
‫كما يقكؿ أحمد بن مرسمي إلى حد كبير عمى كفاءة الباحث ك قدرتو عمى التحكـ السميـ في متغيرات دراستو‪،‬‬
‫مف خبلؿ التحكـ في تأثير العكامؿ المتداخمة في الظكاىر المبحكثة حتى يتسنى لو قياس التأثير الذم يحدثو‬
‫المتغير التجريبي محؿ القياس ككذا أف يككف اختيار أفراد المجمكعات التجريبية متكافئا أم أف يحرص الباحث‬
‫‪1‬‬
‫عمى تماثميـ التاـ مف حيث العكامؿ التي ىي متغيرات متداخمة‪.‬‬

‫في منيج التجريبي ينطمؽ البحث مف فكرة أك ظاىرة معينة تصاغ في شكؿ فرض محدد يقكـ الباحث‬
‫بإثباتو أك نفيو‪.‬‬

‫مثال‪ :‬مكضكع البحث يتعمؽ بدراسة تأثير اإلشيار التمفزيكني عمى األطفاؿ‪ .‬بإتباع الخطكات الست السابقة‬
‫الذكر فإنو يككف عمى الباحث القياـ بما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد معالم مشكمة البحث‪ :‬ما مدل إقباؿ األطفاؿ عمى شراء السمع التي تككف محؿ إشيار تمفزيكني؟‬
‫‪ -2‬صياغة الفرضية‪ " :‬األطفاؿ يقبمكف عمى شراء السمع التي يشاىدكنيا في الكمضات اإلشيارية في التمفزيكف‬
‫حتى كلـ يككنكا في حاجة إلييا"‪.‬‬

‫مف ىذه الفرضية يستخرج الباحث أف عميو إجراء التجربة عمى مجمكعة مف األطفاؿ يعرض عمييا أفبلـ ك‬
‫رسكـ متحركة تتخمميا كمضات إشيارية لسمع معينة ( أقبلـ‪ ،‬محافظ لعب‪ )....‬ثـ يصطحبيـ إلى محبلت تجارية‬
‫تكجد بيا ىذه السمع ليبلحظ إف كاف األطفاؿ يعطكف عناية ليذه السمع ك رغبة في اقتنائيا أـ ال‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلعداد الدقيق لكل خطوة‪ :‬اختيار العينة كالتي تككف عمى شكؿ مجمكعة متماثمة مف حيث العكامؿ‬
‫المتداخمة (عدد اإلخكة كاألخكات في البيت‪ ،‬مكقع الطفؿ بيف إخكتو‪ ،‬الحالة المادية لمكالديف كمستكاىـ التعميميف‪،‬‬

‫‪ -1‬أحمد بف مرسمي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.316 ،315‬‬


‫‪46‬‬
‫الحي الذم يعيش فيو (الكسط الخ‪ )....‬تحديد مجمكعة التجريب كمجمكعة الضبط‪ ،‬تحضير الكسائؿ البلزمة‬
‫إلجراء التجربة ( أفبلـ‪ ،‬جياز تمفزيكف‪ ،‬القاعة)‪.‬‬
‫يقكـ الباحث بالتجربة بحيث يعرض عمى مجمكعة التجريب (أ) األفبلـ كاألشرطة التي تحتكم عمى‬ ‫‪-4‬‬
‫الكمضات اإلشيارية‪ ،‬كيعرض عمى مجمكعة الضبط (ب) نفس األفبلـ كاألشرطة لكف بدكف كمضات إشيارية‪،‬‬
‫بعد ذلؾ يصطحب المجمكعتيف كبلىما عمى حدل إلى نفس المحبلت التجارية لمبلحظة تصرفات كؿ مجمكعة‬
‫تجاه السمع المعركضة‪.‬‬
‫‪ -5‬يسجؿ كؿ المبلحظات في شكؿ بيانات كنسب مئكية‪.‬‬
‫‪ -6‬يستطيع تكرار نفس التجربة أكثر مف مرة لمتأكد مف نتائج الدراسة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬أنواع التصميمات التجريبية‪ :‬متعددة أىميا‪:‬‬
‫أ‪ -‬التجربة عمى مجموعة واحدة‪ :‬حيث يدخؿ الباحث المتغير المستقؿ (التجريبي) عمييا ثـ يقيس التغير عمى‬
‫المتغير التابع‪ ،‬مثال" أثر القراءة اليكمية لمصحافة عمى التحصيؿ الدراسي لدل طمبة اإلعبلـ "‬

‫ننطمؽ مف ىذا المثاؿ مف فرضية أف المداكمة عمى قراءة الجرائد تؤثر إيجابا عمى مستكل التحصيؿ‬
‫الدراسي‪.‬‬

‫لمقياـ بالدراسة يأخذ الباحث مجمكعة مف الطمبة‪ ،‬كيقيس درجة تحصيميـ الدراسي خبلؿ فترة زمنية معينة‬
‫(سداسي أك سنة) يرضخيـ لمتجربة بحيث يكفر ليـ الجرائد اليكمية كيدعكىـ لقراءتيا‪ ،‬كبعد فترة زمنية (سداسي‬
‫أك سنة) يعيد قياس درجة التحصيؿ الدراسي لدل نفس المجمكعة‪ ،‬كيقارف بيف نتائج القياس األكؿ كنتائج القياس‬
‫الثاني ليرل إذ كاف المتغير المستقؿ (إدخاؿ عنصر الصحؼ اليكمية) أثر إيجابيا أك سمبيا أك لـ يؤثر‪ ،‬كبالتالي‬
‫نستنتج أف المتغير التجريبي أحدث تغيي ار إيجابيا أك سمبيا أك أنو لـ يحدث تغيير‪.‬‬

‫ب‪ -‬التجربة عمى مجموعتين متكافئتين‪ :‬حيث يختار الباحث مجمكعتيف متشابيتيف إلى أقصى درجة ممكنة‪،‬‬
‫تعتبر األكلى مجمكعة التجريب فيدخؿ عمييا المتغير المستقؿ (التجريبي) ثـ يقارف بيف ىذه المجمكعة‬
‫كالمجمكعة األخرل (الضابطة) التي لـ يدخؿ عمييا المتغير المستقؿ ليسجؿ التغييرات التي يككف قد أحدثيا‬
‫المتغير المستقؿ عمى مجمكعة التجريب‪ ،‬إذا طبقنا المثاؿ السابؽ فإف الباحث يأخذ مجمكعة مف الطمبة مف نفس‬
‫السنة يقسميـ إلى مجمكعتيف يطبؽ عمى المجمكعة األكلى نفس الخطكات التي ذكرناىا في المثاؿ السابؽ بينما‬

‫‪ -1‬رشيد زرداتي‪ :‬مناىج أدكات البحث االجتماعي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142-141‬‬
‫‪47‬‬
‫يكتفي بقياس درجة التحصيؿ الدراسي بالنسبة لممجمكعة الثانية دكف أف يدخؿ عمييا أم متغير‪ ،‬كبعد الفترة‬
‫الزمنية المحددة لمتجريب يعيد قياس التحصيؿ الدراسي لممجمكعتيف كيقارف بينيما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ككخبلصة يمكف القكؿ أنو يصعب تطبيؽ الدراسات التجريبية في عمكـ اإلعبلـ كاالتصاؿ كذلؾ راجع إلى‪:‬‬

‫تعقد الظاهرة االتصالية ‪ :‬ألنيا تتناكؿ ظكاىر مرتبطة بنشاط اإلنساف كحركة المجتمع كبالتالي تعدد‬ ‫‪-‬‬
‫العكامؿ المتحكمة في ىذه الظكاىر كتتشعب لدرجة يصعب العثكر عمى العكامؿ المؤثرة في الظاىرة في األبحاث‬
‫السببية‪.‬‬
‫تعدد المتغيرات المؤثرة عمى الظاىرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعكبة عزؿ المتغيرات الدخيمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغير تتسـ الظاىرة بعدـ الثبات مما يؤدم إلى عدـ تعميـ النتائج كصعكبة تكرار التجربة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمكف أف نستنتج في األخير مف خبلؿ مكضكع البحكث اإلعبلمية أنكاعيا كمناىجيا ما يمي‪:‬‬

‫تتجو الدراسات المسحية إلى تكضيح الطبيعة الحقيقية لؤلشياء أك المشكبلت أك األكضاع االجتماعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتحميؿ تمؾ األكضاع لمكقكؼ عمى الظركؼ المحيطة بيا أك األسباب الدافعة إلى ظيكرىا‪.‬‬
‫كيختمؼ المسح عف البحث التاريخي مف حيث عامؿ الزمف فاألخير ييتـ بالماضي في حيف األكؿ ييتـ‬ ‫‪-‬‬
‫بالحاضر‪.‬‬
‫كيتميز المسح عف التجريب باليدؼ مف كؿ منيما فمسح الظاىرة يقرر كصفيا كال يبيف أسبابيا مباشرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيختمؼ المسح عف دراسة الحالة بالعمؽ كالسعة فدراسة الحالة أعمؽ كالمسح أكسع‪ ،‬إف المسح يزكد‬ ‫‪-‬‬
‫الباحث بمعمكمات تمكف مف التعميؿ كالتفسير كاتخاذ الق اررات كيكشؼ عف العبلقات ثـ أف المسح يجرل‬
‫عمى الطبيعة‪ ،‬كليس في ظركؼ مخبريو‪.2‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪48‬‬
‫مجتمع البحث والعينات‬

‫إف أىـ الخصائص المميزة لمدراسات اإلعبلمية أنيا تتعامؿ مع قاعدة عريضة أساسيا الجميكر كبير الحجـ أك‬
‫المحتكل المنشكر أك المذاع كىذا ما يحكؿ دكف التعامؿ مع ىذه القاعدة المعرفية بأسمكب الحصر أك الرصد‬
‫الشامؿ لكؿ مفرداتيا‪.‬‬

‫كيصبح التعامؿ مع العينات ىك األساس في الدراسات اإلعبلمية فيمجأ الباحث إلى اختيار عدد محدكد مف‬
‫المفردات يككف ممثبل في خصائصو كسماتو لممجمكع مف أفراد الجميكر أك الكثائؽ المطبكعة أك المسجمة بما‬
‫يتفؽ مع أىداؼ الدراسة في حدكد الكقت كاإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يتراكح األسمكب التي يتبع في دراسة مفردات مجتمع البحث ما بيف العينة كالحصر الشامؿ‪.‬‬

‫الحصر الشامل‪ :‬معناه جمع البيانات مف جميع المفردات التي يتككف منيا المجتمع محؿ البحث‪.‬‬

‫العينة‪ :‬ىي جمع البيانات مف جزء معيف أك نسبة معينة مف أفراد المجتمع األصمي‪ ،‬ثـ تعمـ نتائج الدراسة عمى‬
‫المجتمع كمو‪.‬‬

‫كيستخدـ أسمكب البحث بالعينة عندما ال يمكف لمباحث القياـ بأسمكب المسح االجتماعي‪ ،‬كعمكما الدراسات‬
‫المسحية تكثر في الدراسات السكانية‪.‬‬

‫يتمتع أسمكب العينة ببعض المزايا التي تميزه عف أسمكب الحصر الشامؿ كمف أىميا‪:2‬‬

‫التكمفة المنخفضة‪ :‬عند إجراء الدراسة عمى جزء مف المجتمع‪ ،‬فمف الطبيعي أف تنخفض التكمفة مما لك أجريت‬
‫الدراسة عمى كؿ المجتمع‪.‬‬

‫توفير الوقت‪ :‬تساعد العينات عمى تكفير الكقت البلزـ إلجراء الدراسة كالحصكؿ عمى نتائج بشكؿ أسرع مف‬
‫أسمكب الحصر الشامؿ‪.‬‬

‫الحصول عمى معمومات متنوعة‪ :‬تتيح العينة الفرصة لمباحث لمحصكؿ عمى معمكمات دقيقة كمتعمقة عف‬
‫الظاىرة مكضكع الدراسة‪ ،‬كتتيح العينة أيضا الفرصة لمباحث لدراسة العبلقات بيف المتغيرات المختمفة التي يتـ‬
‫دراستيا كالتكصؿ إلى العبلقات التي تربط ببعضيا كذلؾ لصغر حجـ العينة مقارنة بالمجتمع ككؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد منير حجاب‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫‪ -2‬سامي طايع‪ :‬مقدمة في مناىج البحث‪ ،‬مركز جامعة القاىرة لمتعميـ المفتكح‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،2004،‬ص ‪.197، 196‬‬
‫‪49‬‬
‫دقة النتائج‪ :‬تساعد العينة الباحث عمى إجراء دراسة محكمة كدقيقة لسيكلة التحكـ الجيد في عممية جمع‬
‫البيانات كتحميميا‪ ،‬كمف ىنا يمكف القكؿ بأف االعتماد عمى العينة يساعد الحصكؿ عمى نتائج أكثر دقة كأفضؿ‬
‫مف نتائج الحصر الشامؿ ‪.‬‬

‫‪.1‬الشروط الواجب توفرها في العينة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن تكون العينة ممثمة لممجتمع األصمي‪:‬‬

‫أم تككف شاممة لجمي ع خصائص المجتمع األصمي‪ ،‬بمعنى أنو إذا تكررت نفس النتائج عمى العينات األخرل‬
‫كانت العينة التي تجرل عمييا البحث عينة ممثمة لممجتمع األصمي أصدؽ تمثيبل‪ ،‬بحيث تككف المتكسطات‬
‫كالنسب المئكية لخصائص أعضاء العينة متقاربة أك متشابية مع متكسطات كنسب المجتمع األصمي حتى‬
‫تصبح العينات ممثمة لمكؿ الذم تنتمي إليو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون لوحدات المجتمع األصمي فرص في االختيار‪:‬‬

‫ما تجدر اإلشارة إليو ىنا ىك أف غالبا ما يكتفي الباحث بالشرط الثاني ألف فيو عادة ضماف الستفاء الشرط‬
‫‪1‬‬
‫األكؿ‪ ،‬فإذا ضمنا تساكم فرص االختيار‪ ،‬تحصمنا عمى عينة ممثمة لممجتمع األصمي في غالب األحكاؿ‪.‬‬

‫‪.2‬مرعاة مصادر الخطأ في العينة‪:‬‬

‫قد تتعرض نتائج البحث بطريقة العينة لنكعيف مف األخطاء ىما‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خطأ الصدفة‪ :‬ينشأ ىذا الخطأ مف الفركؽ بيف أعضاء العينة كأعضاء مجتمع الدراسة كمو‪ ،‬خاصة عندما‬
‫تككف العينة التي نختارىا محدكدة العدد‪ ،‬أم أنو يمكف التقميؿ مف خطأ الصدفة باختيار عينة كبيرة الحجـ‪ ،‬فكمما‬
‫اقترب حجـ العينة مف حجـ مجتمع الدراسة اقترب خطأ الصدفة مف الصفر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خطأ التحيز‪ :‬قد يتعرض الباحث عند اختياره لمعينة لمكقكع في خطأ التحيز‪ ،‬ك ينتج ىذا الخطأ عادة‬
‫عندما ال يتـ اختيار أعضاء العينة بطريقة عشكائية‪ ،‬أك أف اإلطار الذم اعتمد عميو لـ يكف كافيا بالغرض أك‬
‫لصعكبة االتصاؿ ببعض المبحكثيف كتركيـ دكف الحصكؿ عمى االستجابة المطمكبة منيـ‪.‬‬

‫كيختمؼ خطأ التحيز عف خطأ الصدفة فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عريب سيد أحمد‪ :‬تصميـ البحث االجتماعي ‪،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1997،‬ص‪.226، 225‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬عدـ كجكد كسيمة لتقدير خطأ التحيز تقدي ار دقيقا كما ىك الحاؿ في تقدير خطأ الصدفة‪.‬‬

‫‪ -‬عند زيادة حجـ العينة يمكف أف يتناقص خطأ الصدفة كال يحدث ذلؾ مع خطأ التحيز‪ ،‬حيث أنو ال يتناقص‬
‫‪1‬‬
‫بزيادة حجـ العينة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-3‬خطوات اختيار العينة‪ :‬يجب مراعاة الخطكات التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬تحديد وحدة العينة‪ :‬كيمكف القكؿ المفردة قد تككف عدد مف الصحيفة‪ ،‬أك اليكـ في اإلذاعة‪ ،‬أك الفرد مف‬
‫الجميكر المتمقيف أك طالب مف طبلب الجامعات‪.‬‬

‫ب‪-‬تحديد اإلطار الذي تؤخذ منه العينة‪ :‬كيمثؿ المصدر الذم يختار منو الباحث مفردات العينة كيقصد بو‬
‫أيضا القائمة التي تحتكم عمى جميع أسماء مجتمع الدراسة مثبل عند دراسة الصحؼ فإنو اإلطار ىك جميع‬
‫األعداد الصادرة مف الصحيفة التي يقكـ الباحث بدراستيا‪ ،‬كمثاؿ آخر‪ :‬جميكر المستيمكيف لكسيمة إعبلمية‬
‫لقياس اتجاىات الجميكر تجاه قضية محددة فإف اإلطار ىك جميع ىؤالء األفراد ككذلؾ مثؿ سجبلت المكالية‬
‫دفاتر السجؿ المدني ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كيشترط أف يتحقؽ في إطار العينة المكاصفات التالية‪:‬‬

‫الشمول‪ :‬أم يتكفر في مجمكع المفردات الذم يضمو نفس الخصائص التي يتـ كصؼ مجتمع البحث مف‬
‫خبلليا( النكع‪ /‬العمر‪ ،‬السف ‪ )...‬كغيرىا مف الخصائص التي يمكف تصنيؼ المجتمع إلى فئات مف خبلليا‪.‬‬

‫الكمال‪ :‬حتى يعكس العدد الحقيقي لحجـ مجتمع البحث‪ ،‬فبل يككف منقكصا يؤثر في تحديد ىذا الحجـ الحقيقي‪،‬‬
‫كلذلؾ ينبغي أف يككف اإلطار جديد كمتكامبل غير منقكص‪ ،‬فبل يعتمد الباحث عمى سجبلت أك دفاتر تقادمت‬
‫تاريخيا‪.‬‬

‫الكفاية‪ :‬كترتبط كفاية اإلطار بتمبيتو لحاجات كمتطمبات تطبؽ نظاـ العينات أك طرؽ االختيار‪ ،‬فاإلطار الذم‬
‫يضـ المشتركيف في الصحؼ لمدة عاـ فقط ال يعكس كؿ المشتركيف أك المشتركيف مف الرجاؿ فقط‪ ،‬أك دفاتر‬
‫النقابات التي ال تضـ كصفا لمعمر مف خبلؿ تسجيؿ تاريخ الميبلد ال تعتبر كافية‪ ...‬كغيرىا مف المتطمبات التي‬
‫قد ال تعتبر ضركرية لبحث ما‪ ،‬فبل تمبي ىذه المتطمبات لعدـ كفايتو‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬طمعت ابراىيـ لطفي‪ :‬أساليب كأدكات البحث االجتماعي‪ ،‬دار غريب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1990 ،‬ص ‪.60،59‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.340‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪50‬‬
‫كىذه الشركط يتأكد منيا الباحث‪ ،‬ألف غياب أحدىا سيؤدم إلى ظيكر أخطاء تؤثر في اختبار العينة كصدؽ‬
‫تمثيميا‪.‬‬

‫ج‪ -‬حجم العينة‪ :‬ال يمكف تحديد الحجـ البلزـ لعينة مف العينات ألنو يتغير مف حالة إلى حالة حسب عدة‬
‫اعتبارات‪ ،‬فيناؾ عكامؿ عديدة يتحدد عمى ضكءىا حجـ العينة كىي‪:‬‬

‫‪ -‬قدر تجانس بيف مفردات المجتمع في الخصائص أك السمات‪ ،‬فكمما زادت درجة التجانس بيف مفردات‬
‫المجتمع أمكف اختيار عدد أقؿ مف العينة‪.‬‬
‫‪ -‬التكزيع الجغرافي لممفردات كىك ما يعكس تشتتيا كنتشارىا‪ ،‬كذلؾ أنو كمما زاد انتشار المفردات أك كانت‬
‫مكزعة عمى مناطؽ جغرافية متباعدة كمما تطمب األمر زيادة حجـ العينة‪.‬‬
‫‪ -‬كفاية المعمكمات التي يكفرىا إطار العينة الختيار المفردات‪ ،‬فكمما كاف إطار العينة شامبل كامبل يمبي حاجة‬
‫البحث يمكف اختيار عينة أدؽ حجما‪ ،‬بينما يجب زيادة الحجـ في حالة غياب بعض المعمكمات أك البيانات‬
‫أك عدـ استخداـ أطر لعينة تمبي حاجات االختيار‪.‬‬
‫‪ -‬يتأثر أيضا حجـ العينة بالمنيج المستخدـ في البحث كما يتطمبو مف أدكات لجمع البيانات‪ ،‬فالمسح عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ يحتاج إلى عينة حجميا أكبر بينما يحتاج التجريب عدد أقؿ‪ ،‬فالدراسات الكصفية يمكف‬
‫استخداـ حجـ ‪ %10‬مف مجتمع الدراسة أما البحث التجريبي عدد أفراد العينة يتراكح مف ‪ 30 -20‬مفردة‪.‬‬
‫‪ -‬كيرتبط حجـ العينة أيضا بأىداؼ الدراسة التي تظير في تعدد المتغيرات كمنيج البحث ككذلؾ في‬
‫المعامبلت اإلحصائية‪ ،‬فالتحميؿ العاممي يحتاج إلى عينات أكبر يفرضيا تعدد االستجابات‪ ،‬كتعدد‬
‫المتغيرات‪ .‬بينما يقؿ حجـ العينة في دراسات العامؿ الكاحد أك العكامؿ المحدكدة‪.‬‬

‫‪ -‬كىناؾ اعتبارات أخرل مثؿ الكقت كاإلمكانيات المتاحة التي قد تحكؿ دكف اختيار عينات كبيرة الحجـ‪ ،‬إال أنو‬
‫يجب أف ال يستسمـ الباحث ليذه الصعكبات ألف التعميـ يظؿ مرىكنا بكفاية العينة كمدل تمثيميا لممجتمع‪.‬‬

‫كيكاد يككف ىناؾ اتفاؽ بيف الخبراء بأنو ال يمكف الجزـ بنسبة معينة لحجـ العينة إال أف األفضؿ دائما ىك‬
‫اختيار الحجـ األكبر بقدر اإلمكاف‪.‬‬

‫د ‪ -‬تحديد طريقة اختيار العينة‪ :‬يتفؽ الخبراء عمى تقسيـ العينات إلى أنكاع رئيسية تبعا لتدخؿ الباحث في‬
‫اختيار الطريقة كالمفردات كخضكعا بالتالي لقكانيف االحتماالت أك عدـ خضكعيا ليذه القكانيف‪ ،‬حيث تتأثر في‬
‫الحالة األخيرة بتدخؿ العامؿ الشخصي في االختيار‪ ،‬كلذلؾ نجد ىناؾ تصنيؼ لمعينات عمى أساس أنيا‬

‫‪52‬‬
‫احتمالية (عشكائية) حيث ال يتدخؿ الباحث في اختيارىا كلكف تختار بطريقة عشكائية‪ ،‬أك أنيا غير احتمالية‬
‫(عشكائية) أك عمدية حيث يسمح بتدخؿ العامؿ الشخصي في االختيار‪.‬‬

‫‪ -4‬تصنيف العينات‪ :‬ىناؾ نكعاف مف العينات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العينات العشكائية(االحتمالية)‬

‫ثانيا‪ :‬العينات غير العشكائية (غير االحتمالية)‬

‫‪1‬‬
‫النوع األول‪ :‬العينات العشوائية(االحتمالية)‪ :‬كتعني ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ تدخؿ إرادة الباحث في اختيار أفراد عينة بحثو‬

‫‪ -‬تعتبر أصدؽ تمثيؿ لؤلفراد المسحكبيف مف المجتمع األصمي‪ ،‬ألنيا تعطي فرصة الظيكر في العينة لكؿ فرد‬
‫مف المجتمع األصمي‪.‬‬

‫‪ -‬تساعد الباحث عمى تحديد حجـ عينة بحثو‪.‬‬

‫‪ -‬تساعد الباحث عمى تحديد كحدات الدراسة االحتمالية‪.‬‬

‫كالعينات العشكائية تحتكم بدكرىا عمى عدة أنكاع أك نماذج‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العينة العشوائية البسيطة‪ :‬يمكف تصميـ العينة العشكائية البسيطة بإحدل الطريقتيف ىما‪:‬‬

‫الطريقة االولى‪:‬‬

‫كتابة أسماء الكحدات (أفراد العينة) أك أرقاميا المتسمسمة عمى بطاقات متشابية تماما‪ ،‬ثـ خمط ىذه‬
‫البطاقات ببعضيا حتى يختفي كؿ أثر لمترتيب‪ ،‬ثـ تختار عددا مف البطاقات مف المجمكعة كميا بعدد الكحدات‬
‫‪2‬‬
‫التي تتككف منيا العينة‪.‬‬

‫‪ -1‬معف خميؿ عمر‪ :‬مناىج البحث في عمـ االجتماع‪ ،‬دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ‪،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2004،‬ص ص ‪،195‬‬
‫‪.196‬‬
‫‪ -2‬رشيد زركاني‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪53‬‬
‫‪1‬‬
‫الطريقة الثانية‪:‬‬

‫يمكف االعتماد في السحب العشكائي عمى جدكؿ األرقاـ العشكائية في حالة المجتمعات الكبيرة الحجـ‪ ،‬الذم‬
‫يقكـ عمى إعداد جدكؿ يتـ ترقيمو بصكرة عشكائية (مبعثر األعداد)‪ ،‬غير خاضعة ألم نظاـ معيف‪ ،‬كما أف‬
‫كضع ىذه األعداد في الجدكؿ يأخذ نظاـ الحقكؿ األفقية كاألعمدة الرأسية‪.‬‬

‫كينصح الباحثكف تكزيع أعداد ما يحتكيو المجتمع األصمي مف مفردات عمى مجمكعات األعمدة الرسمية‪،‬‬
‫حيث يخضع مجمكع األعداد عمى مستكل كؿ عمكد إلى األرقاـ المككنة لحجـ ىذا المجتمع‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا كاف حجـ المجتمع األصمي ‪ 850‬مفردة‪ ،‬أم يتككف مف ثبلث أرقاـ‪ ،‬التي ىي [‪ ،]8 ،5 ،0‬فإف‬
‫مجمكعة العمكد الكاحد تتككف مف خمسة عشر (‪ )15‬عددا‪ ،‬أما إذا كاف يتككف مف رقميف فإف مجمكعة العدد‬
‫الكاحد تتككف مف عشرة أعداد أم ما يعادؿ خمسة أعداد لكؿ رقـ‪.‬‬

‫أما الحقكؿ األفقية في ىذا الجدكؿ فإنيا تخضع مف حيث العدد إلى النظاـ السابؽ الذكر ليذه المجمكعات‬
‫العمكدية‪ ،‬مثبل فإذا كانت مجمكعة العمكد الكاحد تتككف مف ‪ 15‬عددا فإف ىذه الحقكؿ األفقية بطبيعة الحاؿ‬
‫تككف ‪.15‬‬

‫أما عف طريقة االختيار يضع الباحث اصبعو عشكائيا عمى إحدل خانات الجدكؿ‪ ،‬فإذا كقع اصبعو عمى‬
‫رقـ مف األرقاـ عميو عندئذ أخذ الرقـ مف قائمة أسماء الكحدات االجتماعية (عمى شرط أف ال يزيد عدد االرقاـ‬
‫المأخكذة مف الجدكؿ العشكائي عمى األسماء المكجكدة في القائمة المعبرة عف المجتمع األصمي ) فإذا كاف عدد‬
‫أفراد المجتمع ‪ 100‬فإف ىذا الرقـ يتككف مف ‪ 3‬أعداد‪ ،‬كيريد الباحث سحب ‪ ،%10‬فسكؼ تككف العينة تتألؼ‬
‫مف عشر كحدات فقط‪ ،‬كفي ىذه الحالة يستعمؿ الجدكؿ العشكائي عشر مرات لسحب األرقاـ‪ ،‬كقد يستطيع‬
‫الباحث أف يذىب إلى األرقاـ عمى يميف أك يسار أك أعمى أك أسفؿ الرقـ األكؿ الذم اختاره عشكائيا عمى أف ال‬
‫ينسى أف يسحب رقما ال يتعدل ثبلثة أعداد كال يتعدل الرقـ ‪ 100‬أم مف الممكف سحب ‪،99 ،19 ،3 ،2‬‬
‫‪ 100‬بيذه الطريقة يضمف الباحث مكضكعيتو كعدـ تمييزه أك تعصبو ألم كحدة اجتماعية معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد بف مرسمي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.185-181‬‬


‫‪54‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬العينة المنتظمة‪:‬‬

‫يختار الباحث عينة بحثو معتمدا عمى مبدأ مسافة االختيار بيف كحدات العينة‪ ،‬عمى أف تختار الكحدة‬
‫األكلى عشكائيا‪ ،‬كنظر لتساكم مسافة االختيار بيف أفراد العينة المنتظمة‪ ،‬فإف ىذا النكع مف العينات يدعى‬
‫بالعينة ذات المسافات المتساكية‪.‬‬

‫حجـ مجتمع البحث‬


‫مسافة االختيار (طكؿ الفترة) =‬
‫حجـ العينة المختارة‬

‫فإذا فرضا أنو لدينا مجتمع البحث ‪ 400‬مفردة‪ ،‬كنأخذ عينة منو بحجـ ‪ 40‬كحدة فالتعكيض نجد مسافة‬
‫االختيار‬

‫‪ -‬بمعنى الفرؽ بيف كؿ كحدة كرقـ الكحدة التي تمييا ‪.10‬‬


‫‪ -‬يتطمب إعداد قائمة بأسماء كحدات المجتمع‪ ،‬كيعطي لكؿ كحدة رقـ يدؿ عمى اسـ الكحدة ثـ نختار الرقـ‬
‫األكؿ عشكائيا كليكف رقـ ‪ 4‬مثبل‪ ،‬فيصبح ىذا الرقـ ىك الكحدة األكلى‪ ،‬ثـ يعمؿ برقـ مسافة االختيار‪،‬‬
‫كبالتالي فاختيار كحدات العينة تككف كالتالي‪... 24 -14 -4 :‬إلخ‪ .‬كىكذا حتى يصؿ إلى الكحدة األخيرة‬
‫‪.394‬‬

‫كتختمؼ العينة العشكائية عف العينة المنتظمة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬في العينة العشكائية البسيطة يتـ اختيار جميع كحدات العينة عشكائيا‪ ،‬في حيف في العينة المنتظمة يتـ‬
‫اختيار الكحدة األكلى فقط بطريقة عشكائية‪.‬‬
‫‪ -‬في العينة العشكائية البسيطة يككف اختيار كؿ كحدة مف كحدات العينة مستقبل عف اختيار الكحدات‬
‫األخرل‪ ،‬في حيف العينة المنتظمة يككف اختيار الكحدة األكلى عشكائيا‪ ،‬ثـ يتحدد اختيار بقية الكحدات حسب‬
‫مسافة االختيار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العينة الطبقية‪:‬‬

‫يمكف زيادة نتائج العينة بزيادة حجـ العينة‪ ،‬كلكف ىذا سيزيد مف التكاليؼ في نفس الكقت‪ ،‬فيناؾ طريقة‬
‫لزيادة الدقة دكف زيادة حجـ العينة كىي التقسيـ إلى طبقات حيث نضمف أف العينة تمثؿ كؿ قطاعات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.343 ،342‬‬
‫‪55‬‬
‫كتعتبر العينة الطبقية أكثر الطرؽ شيكعا في الدراسات اإلعبلمية كبصفة خاصة جميكر االعبلـ كالرأم‬
‫العاـ‪ ،‬حيث تمثؿ ىذه الطريقة التمثيؿ النسبي لخصائص المجتمع‪ ،‬فالباحث يصؼ مجتمع البحث إلى‬
‫مجمكعات كفقا لمفئات التي يتضمنيا متغير معيف أك عدة متغيرات‪ ،‬ثـ يختار كحدات عينة البحث اختيار‬
‫‪1‬‬
‫عشكائيا مف كؿ مجمكعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ىناؾ ‪ 3‬طرؽ لمعينة الطبقية‪.‬‬

‫أ‪ -‬طريقة الحصص المتساوية‪:‬‬

‫مثال‪ :‬لك قمنا بدراسة أثر برنامج محطة تمفزيكنية عمى طمبة معيد معيف‪ ،‬حيث يقسـ مجتمع طمبة ىذا‬
‫المعيد إلى فئة الطمبة كفئة الطالبات‪ ،‬كلنفرض مجتمع البحث يتككف مف ‪ 2000‬طالب منيا ‪ 500‬طالبة‬
‫ك‪ 1500‬طالب‪ ،‬كأراد الباحث سحب عينة بنسبة ‪% 10‬مف مفردات المجتمع المبحكث‪ ،‬أم ما يساكم ‪200‬‬
‫مفردة‪ ،‬ثـ يكزع بالتساكم مفردات ىذه العينة البالغة ‪ 200‬مفردة عمى فئتي الطمبة كالطالبات‪ ،‬أم يسحب ‪100‬‬
‫مفردة مف فئة الطمبة البالغ عددىـ ‪ 1500‬طالب ك‪ 100‬مفردة مف فئة الطالبات البالغ عددىف ‪ 500‬طالبة‪،‬‬
‫كىذا بتطبيؽ األسمكب العشكائي أك األسمكب المنتظـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬طريقة الحصص المتناسبة‪:‬‬

‫تقكـ ىذه الطريقة في سحب مفردات العينة عمى مبدأ تحديد حصص التعييف الخاصة بكؿ فئة أك طبقة‬
‫عمى مستكل المجتمع األصمي تحديدا يتناسب مع حجـ ما تتضمنو ىذه االخيرة مف مفردات‪.‬‬

‫مثاؿ‪ :‬فإذا كاف لدينا نفس مجتمع البحث السابؽ المتككف مف ‪ 1500‬طالب ك‪ 500‬طالبة مف مجمكع‬
‫‪ 2000‬طالب‪ ،‬كأردنا اختيار عينة تمثؿ نسبة ‪ %10‬منو أم سحب ‪ 200‬كحدة‪.‬‬

‫فإف تكزيع حصص مفردات ىذه العينة يرتبط بالعدد الكمي لمفردات كؿ فئة مف خبلؿ نسبة ‪ %10‬مف كؿ‬
‫طالبة بالنسبة‬ ‫طالب بالنسبة لحصة فئة الطمبة‬ ‫فئة بالطريقة التالية‪:‬‬
‫لحصة فئة الطالبات في العينة المطمكبة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -2‬أحمد بف مرسمي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.191 -189‬‬
‫‪56‬‬
‫ج‪ -‬طريقة الحصص المثالية‪:‬‬

‫إف األساس الذم يقكـ عميو تقدير حصص العينة في كؿ فئة أك طبقة عمى مستكل مجتمع البحث يتمثؿ‬
‫في الطريقة المثالية‪ ،‬أم ربط ىذا التقدير لمحصص بالطبيعة التككينية لكؿ فئة أك طبقة‪ ،‬مف حيث تبايف‬
‫كتجانس مفرداتيا لممعمكمات كالبيانات المستيدفة في الدراسة‪.‬‬

‫ككفؽ ذلؾ ففي حالة الفئات المتجانسة لممفردات يمكف تخفيض حصة العينة عمى مستكاىا‪ ،‬ألف مفرداتيا‬
‫تحمؿ المعمكمات كالبيانات نفسيا‪ ،‬كبالتالي فإف أم جزء منيا‪ -‬ميما كاف حجمو‪ -‬يعطي النتيجة نفسيا‪.‬‬

‫أما في حاالت الفئات المتباينة المفردات فإف الكضع يختمؼ عف حاالت تجانسيا‪ ،‬ألف الباحث ىنا يضطر‬
‫إلى تكسيع حجـ حصة العينة في الفئة أك الطبقة‪ ،‬حتى يكفر مجاال أكسعا‪ ،‬لحصر كؿ تبايناتيا الداخمية قصد‬
‫تمثيؿ كؿ االختبلفات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كتتميز العينة العشكائية الطبقة عف العينة العشكائية البسيطة بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬تسمح العينة العشكائية الطبقية باختيار عينة متنكعة تسحب مف كؿ مجمكعة أك طبقة مف مختمؼ‬
‫المجمكعات المصنفة‪.‬‬
‫‪ -‬في العينة العشكائية الطبقية يؤخذ بعيف االعتبار المتغيرات ذات األىمية المحكرية في الدراسة‪ ،‬كمتغير‬
‫النكع‪ ،‬السف‪ ،‬التعمـ‪ ،‬الدخؿ‪ ،‬المينة‪ ،‬الكطف األصمي‪ ،‬األقارب أك الديانة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العينة العنقودية (المتعددة المراحل)‪:‬‬
‫ىي العينة التي يتـ اختيار مفرداتيا عمى أكثر مف مرحمة كاحدة‪ ،‬بدءا بتقسيـ مجتمع إلى مستكيات متعددة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫نظ ار لضخامة حجمو كصعكبة حصر مفرداتو‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا أراد الباحث دراسة أثر برنامج األطفاؿ التمفزيكنية عؿ سمكؾ الطفؿ الجزائرم في طكر التعميـ‬
‫االبتدائي‪.‬‬

‫ىنا يكاجو الباحث صعكبة إجراء الدراسة عمى كؿ األطفاؿ المقدريف بالمبلييف‪ ،‬مما تجعمو في‪:‬‬

‫مرحمة أولى‪ :‬يختار كاليات معينة بطريقة عشكائية إذا أدرؾ أف الكاليات متجانسة فيما بينيا‪ ،‬مف حيث‬
‫الجكانب المستيدفة بالدراسة‪ .‬أما إذا كاف العكس‪ ،‬أم كانت ىذه المناطؽ متباينة‪ ،‬فإنو يفضؿ أسمكب االختيار‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كادكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -2‬أحمد بف مرسمي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.196 -195‬‬
‫‪57‬‬
‫المنتظـ‪ ،‬أك أسمكب االختيار القصدم‪ ،‬في حالة تعرفو المسبؽ عمى المناطؽ األكثر مبلئمة لمدراسة (عينة ذات‬
‫مرحمة أولى)‪.‬‬

‫مرحمة ثانية‪ :‬يقكـ الباحث باختيار مدارس ابتدائية معينة عمى كؿ منطقة مف المناطؽ المختارة‪ ،‬بتطبيؽ‬
‫أسمكب االختيار نفسو المعتمد في االختيار األكؿ (عينة ذات مرحمتين)‪.‬‬

‫مرحمة ثالثة‪ :‬يقكـ الباحث‪ ،‬باختيار طمبة معينيف مف طمبة كؿ مدرسة مف المدارس المككنة لمعينة المختارة‪،‬‬
‫بتطبيؽ أسمكب االختبار المتبع في المرحمتيف األكلى كالثانية‪ ،‬فإنو يتحصؿ عمى عينة مف التبلميذ‪ ،‬تعرؼ في‬
‫البحث العممي بػ (عينة ثبلث مراحؿ‪ )....‬كىكذا‪.‬‬

‫فالعينة متعددة المراحؿ ىي عينة يتـ اختيارىا بعد سمسمة مف االختيارات المتداخمة‪ ،‬تبدأ مف أكسع نطاؽ‬
‫المجتمع األصمي‪ ،‬ثـ تضيؽ مرحميا‪ ،‬حتى أصغر النطاؽ‪ .‬المككف لممستكل النيائي الذم يختار منو مفردات‬
‫العينة‪.‬‬

‫مثال آخر‪:‬‬

‫إذا أراد الباحث أف يقكـ بإجراء دراسة عف التغطية اإلخبارية لحرب الخميج في الصحؼ المصرية كقرر‬
‫اختيار عينة متعددة المراحؿ‪ ،‬ففي ىذه الحالة يقكـ باختيار مكضكعات العينة بإتباع المراحؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬اختيار عينة مف الجرائد المصرية (األىراـ كاألخبار مثبل)‪.‬‬

‫‪ -2‬اختيار عينة مف أعداد ىذه الجرائد (‪ 52‬عدد مف كؿ جريدة عمى سبيؿ المثاؿ)‪.‬‬

‫‪ -3‬بعد ذلؾ يقكـ الباحث بدراسة كؿ المكضكعات التي تظير عمى حرب الخميج في األعداد المختارة مف‬
‫كؿ جريدة‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬يمكف النظر إلى العينة متعددة المراحؿ عؿ أساس أنيا تعديؿ لعينة المجمكعات (العنقكدية)‪،‬‬
‫كىناؾ اختبلؼ أساسي بينيما ىك أنو في حالة العينة المتعددة المراحؿ تختمؼ المفردات التي يتـ اختيارىا في‬
‫ك ؿ مرحمة عف مفردات المرحمة السابقة‪ ،‬كفي نفس الكقت فإف اليدؼ األساسي في النياية ىك الكصكؿ إلى‬
‫‪1‬‬
‫مفردات كالتعامؿ مع أفراد‪ ،‬في حيف أنو في حالة العينة العنقكدية يتـ التعامؿ مع مجمكعات مف األفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬سامي طايع‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬


‫‪58‬‬
‫مثال‪ :‬الباحث الذم يقكـ بإجراء دراسة لمتعرؼ عمى مدل مكاظبة الجميكر المصرم عمى مشاىدة نشرة‬
‫أخبار التاسعة مساءا‪ ،‬قد يقرر االعتماد عمى العينة متعددة المراحؿ‪ ،‬كفي ىذه الحالة فإف اختيار العينة متعددة‬
‫المراحؿ سكؼ يمر بالخطكات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اختيار عينة ممثمة مف المحافظات المصرية‪.‬‬


‫‪ -2‬اختيار عينة مف األحياء داخؿ كؿ محافظة‪.‬‬
‫‪ -3‬اختيار عينة مف الشكارع داخؿ كؿ حي‪.‬‬
‫‪ -4‬اختيار كؿ األفراد الذيف يسكنكف في ىذه الشكارع‪.‬‬
‫نبلحظ مف المثاؿ اختبلؼ المفردات في كؿ مرحمة‪ ،‬فالمفردات في المرحمة األكلى عبارة عف محافظات‪،‬‬
‫كفي المرحمة الثانية أحياء‪ ،‬ثـ شكارع في المرحمة الثالثة كأخي ار أفراد في المرحمة الرابعة‪ ،‬كنبلحظ أيضا تضييؽ‬
‫المجاؿ في كؿ مرحمة‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬العينات غير العشوائية (غير االحتمالية )‪:‬‬
‫كىذه العينات ال تتـ حسب األسس االحتمالية‪ ،‬كلكف يتـ اختيارىا بمعايير تحكيمية يضعيا الباحث طبقا لما‬
‫يراه مؤديا إلى تمثيؿ العينة لممجتمع أم يضبط صفات كخصائص معينة يجب تكفرىا في المبحكث‪ ،‬كعمييا‬
‫يرتكز في اختياره لكحدات عينة بحثو‪ ،1‬كليذه النكع نماذج مف العينات‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العينة القصدية (الغرضية‪ ،‬العمدية‪ ،‬النمطية)‬
‫أم أف يعتمد الباحث إجراء الدراسة عمى فئة معينة‪ ،‬كقد يككف ىذه التعمد العتبارات عممية كجكد أدلة أك‬
‫براىيف مقبكلة أك منطقية تؤكد أف ىذه العينة تمثؿ المجتمع‪ ،‬فالباحث يقكـ باختيار المفردات بطريقة تحكيمية ال‬
‫‪2‬‬
‫مجاؿ فييا لمصدفة‪.‬‬
‫كيستخدـ ىذا النكع مف العينات في المجاالت اآلتية‪:‬‬
‫المجال األول‪ :‬بحوث في الرأي العام‪.‬‬
‫ألف القائميف عمى االستفتاء يعتقدكف أف بعض المناطؽ تعطي نتائج قريبة جدا لنتائج المجتمع األصمي‪ ،‬كلذلؾ‬
‫يعتمد كثير مف الباحثيف أف تككف العينة مككنة مف ىذه الكحدات طالما أنيـ يعممكف بخبرتيـ السابقة أنيا تعطي‬
‫صكرة صحيحة لممجتمع بأكممو‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ -2‬بشير صالح الرشيدم‪ :‬مناىج البحث التربكم – رؤية تطبيقية مبسطة‪ -‬ط‪ ،1‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الككيت‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪.159-158‬‬
‫‪59‬‬
‫المجال الثاني‪ :‬عندما يريد الباحث دراسة المكاقؼ السياسية لجميكر في حالة مظاىرة‪ ،‬فإنو يتعذر عميو‬
‫الحصكؿ عمى قائمة بأسمائيـ كسحب عينة منيا‪ ،‬كلذلؾ يمكف أف يذىب إلى قادة المظاىرة كاعتبارىـ عينة‬
‫عمدية يعتمدىا كيجمع البيانات منيـ‪ ،‬كتعمـ النتائج عمى الجميكر المتظاىر‪.‬‬

‫المجال الثالث‪ :‬ككذلؾ في حالة اختبار كشؼ البحث كمدل تجاكب الجميكر كفيمو لؤلسػػئمة حتى يستعد الباحث‬
‫كتجرل تعديبلت عمى كشؼ األسئمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عينة الصدفة‪:‬‬

‫تستخدـ ىذه العينة عمكما في الدراسات االستطبلعية كخاصة إذا كاف مجتمع البحث غير مضبكط األبعاد‬
‫كبالتالي ال يكجد إطار دقيؽ يمكف مف اختيار العينة عشكائيا‪ ،‬فبل يخضع اختيار مفرداتيا ألم معيار سكل‬
‫التعرض العابر‪ ،‬أك األفراد الذيف يتصادؼ كجكدىـ في الشارع أك منطقة ما كاجراء المقاببلت معيـ‪ ،‬كعادة يتـ‬
‫المقابمة مع مف يصادؼ مركرىـ كعبكرىـ دكف اعتبار خصائص أخرل مستيدفة كعادة ما تستخدـ مثؿ ىذه‬
‫العينات في مبلحظات السمكؾ العابر لكسائؿ اإلعبلف كاإلعبلـ‪ ،‬مثؿ التغيير في إخراج الصفحة األكلى لجريدة‬
‫ما‪ ،‬أك التعرض إلعبلف مف إعبلنات الطرؽ‪ ...‬أك مبلحظة التعميقات السريعة عمى بعض األحداث الخارجية‬
‫مف الماريف في منطقة معينة كفي كقت معيف‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬العينة الحصية (الحصصية)‬

‫نظ ار ألنو قد تككف ىناؾ صعكبات في التمثيؿ النسبي لمطبقات أك الفئات في مجتمع البحث‪ ،‬لعدـ كفاية إطار‬
‫البيانات أك غياب المصادر األصمية ليا أساسا‪ ،...‬في ىذه الحالة يمجأ الباحث إلى تحديد عدد المفردات في‬
‫العينة بناءا عمى تقديراتو كأحكامو الذاتية أك بناء عمى خبرات سابقة‪.‬‬

‫كتستخدـ أيضا في الدراسات االستطبلعية‪ ،‬كفي قياسات الرأم العاـ‪ ،‬فإذا أراد الباحث معرفة رأم شرائح المجتمع‬
‫في حدث ما؛ فيقكـ باختيار عينة حصصية أم يأخذ حصة معينة مف كؿ شريحة في المجتمع‪ ،‬كأف يأخذ حصة‬
‫مف شريحة الطمبة‪ ،‬كثانية مف شريحة ربات البيكت‪ ،‬كثالثة مف شريحة المكظفيف‪ ،‬كأخرل مف شريحة كبار السف‪،‬‬
‫كعميو فمكؿ شريحة مف ىذه الشرائح ليا حصة في العينة‪.‬‬

‫كتختمؼ ىذه العينة عف العشكائية الطبقية في أف األخيرة يتـ اختيارىا عشكائيا‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ -2‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫‪61‬‬
‫رابعا‪ :‬العينة المتكاثرة( المتضاعفة‪ ،‬عينة كرة الثمج‪ ،‬عينة السمسمة‪ ،‬عينة الدورية)‪:‬‬

‫ىذه العينة تبدأ بمفردة أك مفردات ذات خصائص معينة تتكلى كؿ منيا االتصاؿ بعدد آخر مف نفس الفئة‪ ،‬إلى‬
‫أف ينتيي الباحث مف الكصكؿ إلى العدد المستيدؼ لمعينة‪ ،‬كلذلؾ المفردة الكاحدة تتصؿ بآخريف‪ ،‬كاآلخركف‬
‫يتصمكف بآخريف‪.‬‬

‫كيستخدـ ىذا النمكذج مف العينة في دراسة فئات المنحرفيف‪ ،‬مثاؿ‪ :‬متعاطي المخدرات الذيف مف عاداتيـ‪،‬‬
‫السرية‪ ،‬كعدـ اإلباحة عف سمككيـ‪ ،‬لتعارضيا مع عادات المجتمع كالقانكف‪ ،‬مما يجعؿ مف الصعب عمى الباحث‬
‫إعداد قائمة بأسماء متعاطي المخدرات‪ ،‬عمى أف تستخدـ ىذه القائمة كإطار الختيار العينة العشكائية منيا‪ ،‬تمثؿ‬
‫مجتمع المتعاطيف‪ ،‬كلذلؾ يمجأ الباحث في ىذه الدراسة إلى مقابمة شخص كاحد مف المتعاطيف لممخدرات‪ ،‬كبعد‬
‫إجراء المقابمة معو‪ ،‬يطمب منو أف يدلو عمى متعاطي ثاني كبعد إجراء المقابمة مع ثاني‪ ،‬يطمب منو أف يدلو‬
‫عمى متعاطي ثالث‪ ،‬كىكذا تكبر عينة بحثو شيئا فشيئا حتى تصير عينة تمثؿ مجتمع البحث فمثميا كمثؿ كرة‬
‫‪1‬‬
‫الثمج التي تكبر في الحجـ كمما تدحرجت مت ار بعد متر‪.‬‬

‫‪ .5‬أخطاء المعاينة ‪:‬‬

‫يعتبر خطأ المعاينة مف المفاىيـ الميمة في كؿ مجاالت البحث ‪ ،‬كذلؾ ألنو يشير إلى مدل الدقة المكجكدة في‬
‫نتائج البحث ‪ ،‬ككؿ بحث يشتمؿ عمى مجمكعة مف األخطاء ‪ ،‬أخطاء المعاينة كأخطاء القياس أخطاء العشكائية‬
‫‪.‬‬

‫فأخطاء المعاينة ترجع أساسا إلى عممية المعاينة ‪ ،‬كىذا يعني أف المقاييس التي يتـ الحصكؿ عمييا مف العينة‬
‫تختمؼ عف المقاييس التي يتـ الحصكؿ عمييا مف المجتمع األصمي الذم أخذنا منو العينة ‪.‬‬

‫كيتمكف الباحث مف حساب أخطاء المعاينة فقط في حالة استخداـ العينات االحتمالية حيث أنو ال يمكف حساب‬
‫ىذه األخطاء في حالة العينات غير االحتمالية التي ال تتيح لكؿ األفراد نفس الفرصة لمظيكر في العينة ‪ ،‬كىذا‬
‫ىك السبب الرئيسي الذم يدفع الباحثيف إلى استخداـ العينات غير االحتمالية في مجاؿ البحكث األكلية فقط ‪ ،‬أك‬
‫في الراسات التي ال تؤثر فييا معدالت الخطأ عمى النتائج ‪.2‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.348 ،347‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬سامي طايع ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪. 215، 214‬‬
‫‪60‬‬
‫(‬ ‫)‬
‫) (‬ ‫√‬

‫‪ : P‬ترمز لنسبة العينة ‪.‬‬

‫‪ : n‬ترمز لحجـ العينة ‪.‬‬

‫‪ : SE‬الخطأ المعيارم ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬إذا كاف ىناؾ عينة مككنة مف ‪ 700‬مفردة ‪ ،‬إذا تكصمت نتائج الدراسة إلى نسبة ‪ %10‬مف ىؤالء األفراد‬
‫يشاىدكف برامج معينة ‪ ،‬ففي ىذه الحالة يمكف حساب خطأ المعاينة كما يمي ‪:‬‬

‫(‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫)‬


‫) (‬ ‫√‬ ‫√‬ ‫√‬

‫‪SE(P)=+/-‬‬

‫كىذا يعني نسبة ‪ %10‬الذيف يشاىدكف البرامج التي أجريت عمييا الدراسة كالتي تـ حسابيا مف العينة ىي‬
‫عرضة لخطأ مقداره ‪ ، 1.13-/+‬كمعنى ىذا أف المقابؿ ليذه النسبة مف المجتمع األصمي الذم سحبنا منو‬
‫العينة قد تنخفض إلى ‪ %8.87‬أك ترتفع إلى ‪ %11.13‬كالخطأ المعيارم يرتبط مباشرة بحجـ العينة ‪ ،‬كيتحسف‬
‫مع ازدياد حجـ العينة ‪.‬‬

‫كالجدكؿ التالي يكضح لنا حجـ خطأ المعاينة باستخداـ معدؿ ‪ %10‬كما كرد في المثاؿ السابؽ‬

‫الحد األعمى‬ ‫الحد األدنى‬ ‫الخ ػػطأ‬ ‫حجـ العينة‬


‫‪11.60‬‬ ‫‪8.93‬‬ ‫‪1.60‬‬ ‫‪800‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪900‬‬
‫‪10.94‬‬ ‫‪9.60‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪10.86‬‬ ‫‪9.14‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪1200‬‬
‫‪10.77‬‬ ‫‪9.23‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪1500‬‬

‫‪62‬‬
‫كحتى عندما يتزايد حجـ العينة إلى ‪ 1500‬مفردة ‪ ،‬فإف الخطأ المعيارم يتحسف بمعدؿ طفيؼ فقط عف المعدؿ‬
‫عندما كاف حجـ العينة ‪ 700‬مفردة ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يجب عمى الباحث أف يقرر إذا كانت الزيادة في الكقت‬
‫كالتكاليؼ بإضافة ‪ 800‬مفردة أخرل يبرر ىذا التحسف البسيط في الخطأ‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يجب اإلشارة إلى مصطمحين أساسين هما‪: 1‬‬

‫مستوى الثقة– فترة الثقة‪:‬‬

‫مستكل الثقة إذا كاف مثبل ‪ %95‬فإف ىذا يشير إلى أف ‪ 95‬مرة مف كؿ ‪ 100‬مرة تتكرر النتيجة التي يتـ‬
‫الحصكؿ عمييا ‪ ،‬ك أف فترة الثقة إذا كانت مثبل ‪ %1-/+‬فإنيا تشير إلى أف معدؿ اختبلؼ قيمة معينة عف‬
‫النتائج تككف بمثابة ‪ %1‬بالزيادة أك النقصاف ‪.‬‬

‫أدوات البحث العممي (أدوات جمع البيانات)‪:‬‬

‫إف نقطة االنطبلؽ ألم بحث في التحقيؽ الميداني‪ ،‬سكاء التحقيؽ الكمي أك الكيفي‪ ،‬فإنو يدكر حكؿ‬
‫أسئمة مف نكع ‪ :‬ماذا ؟ لماذا ؟‪ ،‬أم ما الظاىرة كلماذا ىذه الظاىرة تتغير حسب الظركؼ كالكقت كالمكاف‪ ،‬كلماذا‬
‫التغير يتـ ب يذه الصفة كليست بصفة أخرل مغايرة‪ ،‬كمف أجؿ االحاطة بالظاىرة ميدانيا يقرر الباحث جمع المادة‬
‫العممية الميدانية عف الظاىرة‪.‬‬

‫تتـ عممية جمع المادة العممية مف ميداف مجاؿ الدراسة عف طريؽ أدكات عديدة كمتنكعة أشيرىا ‪:‬‬
‫االستمارة‪ ،‬المقابمة‪ ،‬المبلحظة‪ ،‬كيتكقؼ اختيار أداة دكف أخرل عمى ميزانية البحث كالتكزيع الجغرافي لممفردات‬
‫كالسرعة المطمكب بيا الحصكؿ عمى البيانات كاعداد نتائج البحث‪.‬‬

‫‪ .I‬االستمارة (االستقصاء) االستبيان‪ ،‬االستفتاء ‪Questionnaire‬‬


‫‪ -1‬مفهوم االستمارة ‪ :‬تعرؼ االستمارة عمى أنيا ‪:‬‬
‫مجمكع أسئمة تطرح عمى أف ارد عينة البحث كالتي تعطييا اجابات لتفسير مكضكع البحث‪.2‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتعرؼ ايضا بأنيا أداة ككسيمة الستكشاؼ إجابات محددة كمضبكطة كمباشرة لمجتمع الدراسة‪.3‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-André akonn et autres: dichounnaire de sociolofie, éd: le robert senil, paris, frace, 1999.‬‬
‫‪ -3‬فريدريؾ معتكؽ‪ :‬معجـ العمكـ االجتماعية‪ ،‬انجميزم‪ ،‬فرنسي‪ ،‬عربي‪ ،‬أكاديما‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.1998 ،‬‬
‫‪63‬‬
‫كما تعرف بأنها ‪ :‬نمكذج يحتكم عمى مجمكعة أسئمة تكجو إلى األفراد بيدؼ الحصكؿ عمى معمكمات‬ ‫‪-‬‬
‫حكؿ مكضكع أك مشكمة أك مكقؼ أك اتجاه‪.1‬‬

‫كبناء عمى التعاريؼ سابقة الذكر فإننا نخمص إلى أف مفيكـ االستمارة يعني مجمكعة أسئمة تطرح ألفراد‬
‫عينة البحث‪ ،‬كالتي تعطينا اجابات قابمة لمعرض كالتحميؿ كالتفسير كالتعميؿ كالتركيب كصكال الى نتائج تجيب‬
‫عمى تساؤالت اإلشكالية كفرضيات البحث كما تخدـ ىدؼ البحث‪.‬‬

‫كيعتبر االستقصاء مف أكثر األدكات لجمع البيانات شيكعا كاستخداما في منيج المسح فإنو يعتبر أيضا‬
‫أكثر مبلئمة لدراسة جميكر المتمقيف لؤلسباب التالية‪: 2‬‬

‫‪ -‬إف جميكر المتمقيف يتميز بضخامة العدد كالتشتت‪ ،‬بالشكؿ الذم يحد مف امكانية استخداـ أساليب‬
‫أخرل مف المقابمة كالمبلحظة ليذا العدد الضخـ‪ ،‬بينما يمكف االستقصاء أف يعطي عددا كبي ار مف األفراد –‬
‫العينة المختارة ‪ -‬في أماكف جغرافية متباعدة‪.‬‬
‫‪ -‬إف دراسة جميكر المتمقيف تستيدؼ في حاالت كثيرة كصؼ تركيب كبناء جميكر المتمقيف‪ ،‬كأنماط‬
‫السمكؾ‪ ،‬سكاء ألغراض الكصؼ أك لتفسير العبلقات السببية‪ ،‬كىذه الدراسات تعتمد في نسبة كبيرة في بياناتيا‬
‫عمى الحقائؽ الكصفية التي يمكف الحصكؿ عمييا مف خبلؿ االستقصاء بنسبة عالية‪.‬‬
‫‪ -‬يكفر االستقصاء درجة أكبر مف الصدؽ الداخمي‪ ،‬نظ ار لتجنب التحيز الناتج عف تأثيرات تدخؿ الباحث‬
‫أك مساعديو في استيفاء البيانات المطمكبة‪.‬‬
‫‪ -‬يكفر االستقصاء الكقت الكافي لممبحكثيف‪ ،‬لمتفكير في التقرير الذاتي لمحقائؽ كاألفكار كاآلراء المطمكبة‪،‬‬
‫مما ينعكس عمى دقة البيانات التي يقكـ بيا المبحكثيف بتسجيميا لنفسو‪.‬‬
‫‪ -‬يكفر االستقصاء الكقت كالجيد كالماؿ كعدـ احتياجو إلى جياز كبير مف الباحثيف المدربيف كما أنو‬

‫يكفر لممبحكثيف الحرية التامة في اإلجابة عف األسئمة كىذا لتفسير شيكع استخدامو في البحكث العممية كبصفة‬

‫خاصة في الدراسات الخاصة بالجميكر‪.‬‬

‫‪ -‬تتميز االستمارة بسيكلة التقنيف كالتفريغ ألف اجابات المبحكثيف تككف مرتبة كمنظمة حسب كجكدىا في‬
‫االستمارة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عمي محمد‪ :‬البحث االجتماعي‪ -‬دراسة في طريؽ البحث كأساليبو‪ ،-‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬لبناف‪ ،‬بدكف سنة‪،‬‬
‫ص ص ‪.350 ،349‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪64‬‬
‫‪1‬‬
‫مالحظة‪ :‬الفرق بين االستبيان واإلستبار (سبر اآلراء) ‪:‬‬

‫ىناؾ ثبلثة فركؽ ىي‪:‬‬

‫موضوع األسئمة‪ :‬تستطيع االستمارة أف تتناكؿ أنكاع عديدة مف المكاضيع (عمكمية‪ ،‬خاصة‪ ،‬سرية‪،‬‬
‫الجنسية‪ ،‬العصبية‪ ،‬حياة الشخصيات)‪ ،‬أما سبر الرأم يتقصى الرأم فقط‪.‬‬

‫مجموعة األفراد المستهدفين ‪ :‬تكجو االستمارة إلى مجمكعة مف األفراد محدكدة العدد أم تككف محصكرة كال‬
‫تغطي نفس المجاؿ الذم يغطيو سبر اآلراء فيك يشمؿ مجاؿ كاسع‪ ،‬قد يشتمؿ عمى بمد بأكممو مثؿ سبر‬
‫اآلراء الخاص بالرأم العاـ السياسي التي غالبا ما يتـ المجكء إليو عند اقتراب المكاعيد االنتخابية‪.‬‬

‫عدد األسئمة ‪ :‬تتضمف االستمارة كقاعدة عامة‪ ،‬عشرات األسئمة التي تتناكؿ جكانب مف حياة الفرد‪ ،‬أما سبر‬
‫الرأم فيك يتميز بالقصر‪ ،‬إنو ال يتجاكز عادة صفحة أك ما يزيد عنيا بقميؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬أقسام االستمارة ‪:‬‬

‫تنقسـ االستمارة إلى قسميف ‪:2‬‬

‫القسم األول ‪ :‬يتعمؽ بالصفحة األكلى في االستمارة كتككف عمى سبيؿ المثاؿ كاآلتي ‪:‬‬

‫جامعة س‬

‫معيد ص‬

‫عنكاف البحث ‪...............................:‬‬

‫رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في ع‬

‫إشراؼ الدكتكر‪:‬ؾ‬ ‫إعداد الطالب‪ :‬ؿ‬

‫البيانات الكاردة في االستمارة سرية كال تستخدـ إال لؤلغراض العممية لمبحث‬

‫جكاف‪...‬‬

‫‪ -1‬مكريس أنجرس‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.205 ،204‬‬


‫‪ -2‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.223 ،222‬‬
‫‪65‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬محاكر االستمارة‬

‫المحور األول ‪ :‬كيضـ البيانات العامة أك الشخصية عمكما كيشتمؿ ما يمي ‪:‬‬

‫‪-‬عمر المبحكث‪.‬‬
‫‪-‬جنسو (ذكر‪ ،‬أنثى)‪.‬‬
‫‪-‬حالتو العائمية ‪ :‬أعزب‪ ،‬متزكج‪ ،‬مطمؽ‪ ،‬أرمؿ‪.‬‬
‫‪-‬عدد أفراد أسرتو‪.‬‬
‫‪-‬مينتو‪.‬‬
‫‪-‬دخمو الشيرم‪.‬‬
‫‪ -‬مستكاه التعميمي‪ ،‬خمفيتو االجتماعية كانحداره الطبقي‪ ،‬منطقتو السكنية‪.‬‬

‫كلمبيانات العامة أىمية كبيرة في تكثيؽ مكاصفات العينة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬كيضـ جميع األسئمة التي يجب أف تغطي جميع فصكؿ كفرضيات البحث المراد‬
‫تخصيص ليا االستمارة‪.‬‬

‫كما يشترط أف تككف ىذه األسئمة في عبلقة كطيدة مع عنكاف البحث كاإلشكالية كالفرضيات كالمؤشرات‬
‫كالكحدات كالعناصر‪.‬‬

‫كيمكف أف تبكب ىذه األسئمة حسب عناكيف خطة البحث‪ ،‬أك حسب فرضيات البحث كما يمكف أف ال‬
‫تهبكب (ال تهعنكف) االستمارة‪ ،‬كلكف فقط تصاغ األسئمة كترقـ‪ ،‬كيعرؼ االنتقاؿ مف محكر آلخر حسب محتكل‬
‫االستمارة‪ ،‬ثـ تصبح ىذه المحاكر مفصمة عند تفريغ االستمارة‪ ،‬حيث تهفرغ كتهعنكف في جداكؿ كرسكـ بيانية‬
‫كصكر كخرائط‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع االستمارة ‪ :‬تتعدد أنكاع االستمارة‪ ،‬مف بينيا‪.1‬‬


‫أ‪ -‬االستمارة بالمقابمة ‪ :‬كيقكـ الباحث بمقابمة المبحكثيف كبمؿء االستمارة معيـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستمارة البريدية ‪ :‬يرسؿ الباحث االستمارة عبر البريد لممبحكث فيمؤلىا المبحكث كيرجعيا لمباحث‬
‫عبر البريد‬
‫ج‪ -‬االستمارة عن طريق الهاتف ‪ :‬يتصؿ الباحث بالمبحكث عف طريؽ الياتؼ فيقكـ بمؿء االستمارة‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.224 ،223‬‬


‫‪66‬‬
‫د‪ -‬االستمارة عن طريق الشبكة اإلعالمية العالمية (األنترنت) ‪ :‬إذ يقكـ الباحث باالتصاؿ بالمبحكثيف عف‬
‫طريؽ الشبكة اإلعبلمية العالمية كيمؤل استمارة بحثو‪.‬‬
‫‪ -4‬خطوات تصميم استمارة االستقصاء ‪:‬‬

‫تمر مراحؿ أك خطكات تصميـ استمارة االستقصاء بالمراحؿ التالية‪:1‬‬

‫تحديد إطار البيانات المطمكبة كنكعيا‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫ب‪ -‬تحديد نكع االستمارة‪ ،‬كنكع األسئمة المطمكبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اعداد االستمارة في صكرتيا األكلية‪ ،‬ككضع األسئمة في أشكاليا المختارة‪.‬‬
‫اختبار االستمارة‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫ق‪ -‬إعداد االستمارة في صكرتيا النيائية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحديد اطار البيانات المطموبة ونوعها‪: 2‬‬

‫إف مشكمة البحث أك التساؤالت المطركحة كالعبلقات الفرضية تحدد العناصر كالمتغيرات التي سكؼ يتـ‬
‫دراستيا‪ ،‬كالتي تعتبر اإلطار العاـ لمبيانات المطمكبة‪ ،‬كطبقا لنكعية ىذه البيانات يتـ تقسيـ األسئمة التي تضميا‬
‫استمارة االستقصاء إلى األنكاع التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى الحقائؽ (مثؿ السف‪ ،‬النكع‪ ،‬التعميـ‪ ،‬المينة) كغيرىا مف السمات التي تميز‬
‫األفراد في فئات تصنؼ جميكر المتمقيف‪.‬‬
‫‪ -‬أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى اآلراء كاالتجاىات كالمعتقدات كالمشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬أسئمة تستيدؼ التعرؼ عمى السمكؾ في الماضي كالحاضر (مف األسئمة التي يدكر محتكاىا حكؿ‬
‫التعرؼ عمى الدكر االتصالي لمفرد‪ ،‬كسمكؾ نحك كسائؿ اإلعبلـ كمفرداتيا‪)...‬‬
‫ب‪ -‬تحديد نوع االستمارة واألسئمة المستخدمة ‪:‬‬

‫ىناؾ نكعاف مف استمارات االستقصاء حسب نكع البيانات كنكع األسئمة ‪:‬‬

‫االستقصاء المقنن ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات االعبلمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.390-362‬‬
‫‪ -2‬فضيؿ دليك‪ :‬دراسات في المنيجية‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪67‬‬
‫كىك الذم يتضمف األسئمة التي تستيدؼ التعرؼ عمى الحقائؽ كالسمكؾ المحدد مف خبلؿ مجمكعة مف‬
‫األسئمة المعدة مسبقا‪ ،‬ذات البدائؿ المحدكدة في استجابات المبحكثيف‪ ،‬التي يمكف الكصكؿ إلييا مف خبلؿ‬
‫البيانات المتكفرة عف مكضكع البحث كأدكاتو‪.‬‬

‫االستقصاء غير مقنن ‪:‬‬

‫كىك الذم يعطي حرية أكثر لممبحكثيف في اإلجابة عف األسئمة التي يضميا االستقصاء بالطريقة كاأللفاظ‬
‫كالتركيبات المغكية التي تناسبيـ‪ ،‬بدال مف إجبارىـ عمى اختيار االستجابات مف بيف البدائؿ التي يضميا‬
‫االستقصاء المقنف‪ ،‬كىذا النكع مف االستقصاء يستيدؼ التعرؼ عمى اآلراء كاالتجاىات‪ ،‬كالمعتقدات‪ ،‬كالمشاعر‪،‬‬
‫التي يصعب الكشؼ عنيا مف خبلؿ االستقصاء المقنف‪.‬‬

‫هيستخدـ أيضا في حالة عدـ تكفر البيانات الكافية عف مكضكع الدراسة‪ ،‬ككذلؾ يؤثر نكع االستقصاء في‬
‫نكع األسئمة المقترحة التي يمكف تميزىا باألنكاع التالية‪: 1‬‬

‫‪ -‬األسئمة المقترحة ذات اإلجابة الحرة ‪ :‬كىي التي يترؾ لمباحث حرية اإلجابة عمييا بالطريقة كاألسمكب‬
‫الذم يراه‪ ،‬دكف إجباره عمى اختيار إجابة محددة‪ ،‬أك بديؿ مف بيف اإلجابات المحددة مسبقا‪ ،‬ىذا النكع غالبا ما‬
‫يكاجو صعكبات تصنيؼ كتبكيب اإلجابات‪ ،‬بشكؿ إحصائي أك كمي‪.‬‬
‫‪ -‬األسئمة المغمقة ‪ :‬كتعتبر أكثر األنكاع شيكعا في االستقصاء‪ ،‬نظ ار لما تكفره مف كقت كجيد في‬
‫الترميز كالتبكيب‪ ،‬كالتصنيؼ كالتحميؿ اإلحصائي لئلجابات‪.‬‬

‫كتعتمد ىذه األسئمة عمى مجمكعة مف اإلجابات المحددة مسبقا‪ ،‬التي تعتبر البدائؿ أك الخيارات التي‬
‫يختار منيا المبحكث ما يتفؽ مع ما يرمي إليو أك يستيدفو باإلجابة‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعداد االستمارة في صورتها األولية ووضع األسئمة في أشكالها المختارة ‪:‬‬

‫بعد أف يتخذ الباحث ق ارره بشأف نكع األسئمة المختارة فإنو يبدأ في إعداد االستمارة في صكرتيا األكلية‪،‬‬
‫كالتي ترتبط بداية باختيار شكؿ األسئمة‪.‬‬

‫‪ -‬في شكل األسئمة المفتوحة ‪ :‬فيي أسئمة تبدأ عادة بأدكات االستفياـ المعركفة كيترؾ لممبحكث مساحة‬
‫كافية لتسجيؿ إجابتو باألسمكب كالطريقة التي يراىا‪.‬‬

‫‪ -1‬عمارة بكحكش كمحمد محمكد الذنيبات‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.68 ،67‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ -‬أما في األسئمة المغمقة‪ :‬فإف ىناؾ عددا مف األشكاؿ التي تكضع فييا األسئمة كاجاباتيا المحتممة‪،‬‬
‫يختار منيا الباحث ما يتفؽ مع طبيعة مكضكع السؤاؿ كالبدائؿ المحتممة لئلجابة كمف األشكاؿ الشائعة كما يمي‪:‬‬

‫االستجابات الثنائية ‪:‬‬

‫ىي عبارة عف بديميف فقط لبلستجابات‪ ،‬يختار منيا المبحكثيف كاحدة فقط كأبسطيا نعـ ‪ /‬ال‪ ،‬أكافؽ ‪ /‬ال‬
‫أكافؽ‪ ،‬مثؿ ‪:‬‬

‫ال ( )‬ ‫‪ -‬تشاىد البرامج الثقافية في التمفزيكف ‪ :‬نعـ ( )‬


‫ال أكافؽ ( )‬ ‫‪ -‬يجب زيادة الكقت المخصص لمبرامج الثقافية ‪ :‬أكافؽ ( )‬

‫الخيارات المتعددة ‪ :‬كىي في ىذا النكع تتعدد االستجابات لمسؤاؿ الكاحد‪ ،‬كيختار منيا المبحكث استجابة‬
‫كاحدة تتفؽ مع الحقيقة المطمكبة مثاؿ ‪:‬‬

‫تفضؿ مف الجرائد الصباحية‪ :‬الجريدة ( ) األىراـ ( )‪ ،‬األخبار ( )‪ ،‬أخبار اليكـ ( )‪ ،‬الجميكرية( )‪.‬‬

‫كقد يسمح لممبحكث باختيار أكثر مف استجابة مف االستجابات المتعددة‪ ،‬كيظير ىذا الشكؿ في األسئمة‬
‫التي تبحث في التفضيؿ كاالىتماـ‪ ،‬كاالستخداـ كاالشباع أك تحقيؽ الحاجات مثاؿ ‪:‬‬

‫البرامج التي تفضؿ مشاىدتيا القنة األكلى بالتمفزيكف ‪:‬‬

‫البرامج اإلخبارية ( )‪ ،‬البرامج الثقافية ( )‪ ،‬البرامج الدينية ( )‪ ،‬البرامج الصحية ( )‪ ،‬البرامج الرياضية ()‪.‬‬

‫الخيارات المتعددة ذات العبلقة كيستخدـ ىذا الشكؿ في الحاالت التي يستدعي الباحث فييا إلى التعرؼ‬
‫عمى عبلقات التفضيؿ كاالىتماـ بيف الكسائؿ كالمفردات كبعضيا‪ ،‬أك العبلقة بيف االستخداـ كاالشباع كتحقيؽ‬
‫الحاجات‬

‫مثاؿ‪ :‬دراسة العبلقة بيف تفضيؿ الفرد لصحيفة معينة كمحطة إذاعية في كقت كاحد‪.‬‬

‫ضع عبلمة )‪ )x‬أماـ الجرائد التي تفضؿ قراءتيا ‪،‬كالفترات التمفزيكنية التي تفضؿ مشاىدتيا‬

‫الجمهورية‬ ‫األخبار‬ ‫األهرام‬

‫القناة األكلى‬

‫‪69‬‬
‫القناة الثانية‬

‫الفضائية المصرية‬

‫القنكات المحمية‬

‫قناة النيؿ‬

‫مثاؿ ‪ :‬دراسة العبلقة بيف استخداـ الكسائؿ كالمفردات‪ ،‬كالدكافع أك الحاجات التي تكفرىا مثؿ ‪:‬‬

‫مف بيف كسائؿ االعبلـ اآلتية ضع (‪ )x‬أماـ األسباب التي تجعمؾ تحرص عمييا ‪:‬‬

‫التمفزيون‬ ‫الراديو‬ ‫الصحف‬

‫أكتسب معارؼ جديدة‬

‫تعالج مشكبلت المجتمع‬

‫التركيح عف النفس‬

‫تقتؿ الكقت‬

‫الترتيب حسب األهمية ‪ :‬يستخدـ في الحاالت التي يرمي فييا الباحث أىمية المفاضمة بيف عناصر‬
‫متعددة‪ ،‬تتفاكت درجة االىتماـ كادراؾ المبحكث ليا‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬رتب البرامج التالية حسب درجة اىتمامؾ بيا‬

‫البرامج اإلخبارية‪ ،‬البرامج الثقافية‪ ،‬البرامج الدينية‪ ،‬البرامج الرياضية ‪ ...‬الخ‬

‫‪-4‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-1‬‬

‫د‪ -‬اختبار االستمارة ‪ :‬يفضؿ أف يختبر الباحث استمارة بحثو ليرل مدل مبلئمة االستمارة لمحاكر البحث‬
‫مف جية كمدل قدرتيا عمى جمع البيانات كمبلئمتيا ألعضاء عينة البحث كظركفيـ مف جية أخرل كقد يؤدم‬
‫ىذا االختبار إلى زيادة بعض األسئمة‪ ،‬أك حذؼ البعض اآلخر أك إعادة صياغة البعض‪.‬‬

‫ه‪ -‬اإلعداد النهائي الستمارة االستقصاء ‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫بعد أف ينتيي الباحث م ف اختبار كتجريب االستمارة في صكرتيا األكلية‪ ،‬كيقكـ بما يراه مف اجراءات‬
‫ترتفع بمستكل صدؽ أك صبلحية االستمارة بجمع البيانات المستيدفة‪ ،‬يقكـ الباحث بعد ذلؾ بإعداد االستمارة‬
‫بشكميا النيائي‪.‬‬

‫‪ -5‬تقييم االستمارة ‪ :‬لمبحث باالستمارة ايجابيات كسمبيات فاإليجابيات تقريبا تـ ذكرىا أثناء التعريؼ‪،‬‬
‫أما بخصكص بعض السمبيات فنمخصيا كما يمي‪: 1‬‬
‫‪ .1‬قد يفقد الباحث اتصالو المباشر بالمبحكثيف‪ ،‬كما يحرمو مف مبلحظة ردكد فعؿ المبحكثيف اتجاه‬
‫بعض األسئمة‪.‬‬
‫‪ .2‬قد يحتاج بعض المبحكثيف بعض التكضيحات‪ ،‬كال يمكنيـ الحصكؿ عمييا في حالة االستمارة‬
‫البريدية‪.‬‬
‫‪ .3‬قد تقؿ البيانات المجمعة عف طريؽ االستمارة كال تمثؿ مجتمع البحث تمثيبل صحيحا‪.‬‬
‫‪ .4‬قد تككف بعض أسئمة االستمارة بحاجة إلى تكضيح كتفسير لكي يفيميا المبحكثيف‪ ،‬كيككف الباحث‬
‫غائبا عف المبحكثيف‪.‬‬
‫‪ .5‬قد تصعب العكدة إلى المبحكثيف في حالة حاجة الباحث الرجكع إلى المبحكثيف‪.‬‬
‫‪ .6‬قد تتضمف االستمارة أسئمة متشابية كمتداخمة‪ ،‬مما قد يتعذر عف المبحكثيف فيـ بعض األسئمة‪.‬‬
‫‪ .7‬قد يككف المبحكثيف غير مباليف بكتابة اجاباتيـ عف األسئمة بقدر ميكليـ لمحديث كالمناقشة عند‬
‫االستجكاب‪.‬‬
‫‪ .8‬قد يمسؾ بعض المبحكثيف بعض استمارات البحث دكف اإلجابة عمييا كارجاعيـ إلى الباحث‪ ،‬مما‬
‫يؤثر سمبا بنقصاف اإلجابات عف األسئمة‪ ،‬كبالتالي نقصاف في عدد أعضاء عينة البحث (النقصاف في حجـ‬
‫العينة)‪.‬‬
‫غير أنو رغـ ىذه السمبيات‪ ،‬فإف االستمارة ستظؿ إحدل أدكات جمع البيانات اليامة كالضركرية في كثير‬
‫مف البحكث كالحاالت‪ ،‬كيستطيع الباحث المحترؼ في البحث العممي كالمتمكف مف المناىج كأدكات البحث‬
‫العممي أف ينتبو إلى بعض السمبيات كيتفاداىا‪.‬‬
‫‪ .II‬المقابمة‪:‬‬
‫عمى الرغـ مف التكسع في بحكث المسح التي تعتمد عمى االستقصاء في نسبة كبيرة منيا‪ ،‬إال أف ىذا‬
‫األسمكب في جمع البيانات ال يصمح في جميع الحاالت كبصفة خاصة عندما تككف ىناؾ حاجة ضركرية‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪70‬‬
‫لمتكاصؿ المباشر مع المبحكثيف سكاء بسبب األمية أك انخفاض مستكل التعميـ‪ ،‬أك بسبب الحاجة إلى المنيجية‬
‫إلى مبلحظة السمكؾ الفعمي كما يحدث في الكاقع‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم المقابمة ‪:‬‬

‫يجتمع في أسمكب المقابمة خصائص نمكذج االتصاؿ المكاجيي‪ ،‬كيمكف تعريفيا بأنيا تفاعؿ لفظي‬
‫كمباشر كمنظـ بيف الباحث كالمبحكث أك المبحكثيف لتحقيؽ ىدؼ معيف‪ ،1‬كمف خبلؿ ىذا التعريؼ يمكف أف‬
‫تحدد خصائص المقابمة في الدراسات اإلعبلمية كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬أنيا عبارة عف تفاعؿ لفظي‪ ،‬يعطي لممبحكث الحرية الكاممة في اإلجابة عمى األسئمة بالطريقة التي‬
‫يراىا كالتعبير عف آرائو كأفكاره كمعتقداتو‪.‬‬
‫‪ -‬أيضا عبارة عف أسمكب منظـ‪ ،‬يقكـ عمى مجمكعة مف الخطكات كاإلجراءات العممية كالمنيجية التي‬
‫ينظـ المقاء كتدير الحكار‪.‬‬
‫‪ -‬أنيا ليست مج رد حديث أك حكار عادم بيف طرفيف‪ ،‬كلكنيا تيدؼ إلى تحقيؽ ىدؼ معيف يرتبط‬
‫بطبيعة المشكمة أك الظاىرة محؿ الدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط المقابمة‪: 2‬‬
‫‪ -‬ضبط كتحديد مكضكع كىدؼ المقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬إعبلـ المبحكث بمكضكع كىدؼ البحث‪.‬‬
‫‪ -‬كضكح كتابة كلغة كمفاىيـ كمحاكر المقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة مراعاة الظرؼ المكاني كالزماني المناسب لممقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬مركنة كفيـ أسمكب الحكار في المقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬انتباه الباحث كتركيزه في الحكار‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة تمكف الباحث مف مكضكع بحثو كمف محاكر المقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬فطنة الباحث لعدـ احراج المبحكث‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيؿ اجابات المبحكث‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيـ كتنسيؽ كترتيب محاكر المقابمة‪.‬‬

‫‪ -1‬رجاء محمكد أبك عبلـ‪ :‬مناىج البحث في العمكـ النفسية التربكية‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النشر لمجامعات‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.381‬‬
‫‪ -2‬رشيد زركاتي‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.248 ،245‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -‬مراعاة المنطؽ البنائي كالكظيفي لمحاكر المقابمة ‪ :‬عمى أف تككف محاكر المقابمة مصممة كمتماسكة‬
‫كليا كظائؼ في خدمة ىدؼ البحث‪.‬‬

‫محاور المقابمة ‪ :‬تككف محاكر المقابمة مقسمة تحت عناكيف تبعا لخطة كفرضيات البحث‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع المقابمة‪: 1‬‬


‫أ‪ -‬المقابمة المقننة ‪ :‬كفييا يضع الباحث أسئمة كؿ محكر في المقابمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابمة غير مقننة ‪ :‬كفييا ال يضع الباحث أسئمة المحاكر‪ ،‬إذ ال يحدد الحديث كلكف فقط يحدد محاكر‬
‫الحديث عف المكضكع‪.‬‬

‫كيخضع اختيار المقابمة المقننة أك غير المقننة إلى طبيعة المكضكع‪ ،‬فيناؾ المكضكع المحدد كغير‬
‫المتشعب الذم يستطيع الباحث فيـ جميع أبعاده‪ ،‬كبالتالي حصرىا في أسئمة كعميو فيك بحاجة إلى المقابمة‬
‫المقننة‪ ،‬كلكف ىناؾ المكضكع الذم ال يستطيع الباحث حصر أبعاده كذلؾ يترؾ الحديث مفتكحا‪ ،‬كبالتالي فيك‬
‫بحاجة إلى مقابمة غير مقننة‪.‬‬

‫‪ -4‬طرق المقابمة‪: 2‬‬


‫أ‪ -‬المقابمة غير المباشرة ‪ :‬كفييا يجرم الباحث مقابمتو مع المبحكثيف عف طريؽ الياتؼ أك االتصاؿ عبر‬
‫الشبكة االعبلمية (االنترنت) أك عف طريؽ التمفزة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابمة غير المباشرة ‪ :‬كفييا يمتقي الباحث مع المبحكث مباشرة‪ ،‬كيتـ الحكار المباشر‪.‬‬
‫‪ -5‬تقييم المقابمة‪:3‬‬

‫لمبحث بالمقابمة إيجابيات كسمبيات‪ ،‬كمف إيجابيات المقابمة ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬يصمح البحث بالمقابمة في جمع البيانات كالمعمكمات التي يصعب أك يستحيؿ جمعيا بأدكات البحث‬
‫األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬أف المقابمة تتميز بالدقة في اختبار كتقييـ كتقكيـ كمعالجة المشاكؿ كاإلشكاليات اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -1‬جازية كيراف‪ :‬محاضرات في المنيجية لطبلب عمـ االجتماع‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‬
‫ص ‪.52 ،51‬‬
‫‪ -2‬رشيد زركاتي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.256-254‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬بيانات المقابمة تككف أكثر كضكحا لككف الباحث يقابؿ المبحكث كيدكر الحديث في صيغة محاكر البحث‬
‫مما يسمح لمباحث إعادة طرح األسئمة بعدة طرؽ كمناقشتيا‪.‬‬
‫‪ -‬سيكلة حصر كترتيب إجابات كتكسيعيا مع المبحكث‪ ،‬لككف الباحث حاضر مع المبحكث‬
‫‪ -‬يستفيد الباحث مف المقابمة في الحصكؿ عمى معمكمات إضافية تخدـ بحثو مف خبلؿ حكاره مع المبحكثيف‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة استخداـ المقابمة في بعض الحاالت‪ ،‬كأف تككف عينة البحث مف األمييف أك مف صغار السف‪.‬‬
‫أما بخصوص سمبيات المقابمة ‪ :‬نمخص بعضيا كما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬ككف مصدر صدؽ معمكمات كبيانات المقابمة مرتبط برغبة المبحكث في التعاكف مع الباحث كمكضكع‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪ -‬قد يصعب مقابمة عدد كبير مف المبحكثيف‪ ،‬لككف عممية المقابمة تستغرؽ كقتا طكيبل‪.‬‬
‫‪ -‬ككف البحث بالمقابمة مرتبط ارتباطا كثيقا بالحالة االجتماعية كالنفسية لمباحث كالمبحكث‪ ،‬مما يؤثر ذلؾ عمى‬
‫طبيعة المعمكمات كالبيانات المجمعة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يقتضي البحث بالمقابمة باحثيف مساعديف مدربيف‪ ،‬كقد ال يككنكا متمكنيف مف منيجية البحث بالمقابمة‪.‬‬
‫‪ -‬قد يصعب التقدير الكمي لبعض اجابات المبحكثيف‪ ،‬كبخاصة االجابات المفتكحة‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة التسجيؿ قد يقع الباحث في األخطاء‪ ،‬كاألخطاء التي قد يتعرض ليا الباحث في تسجيؿ المعمكمات‬
‫كالبيانات أثناء المقابمة‪ ،‬كمف أخطاء التسجيؿ التي قد يقع فييا الباحث ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬قد ينسى الباحث أك يغفؿ عف عكامؿ ضركرية كالتقميؿ مف أىميتيا أثناء المقابمة كىذا ما يسمى بخطأ‬
‫التعرؼ‪.‬‬
‫‪ ‬قد يبالغ الباحث في بعض كجيات النظر لدل المبحكثيف اتجاه بعض محاكر المقابمة‪ ،‬مما يؤثر سمبا‬
‫عمى صدؽ كثبات معمكمات كبيانات المقابمة‪ ،‬كيسمى ىذا الخطأ بخطأ اإلضافة‪.‬‬
‫‪ ‬قد ال يتذكر الباحث ما قالو بعض المبحكثيف بخصكص بعض محاكر المقابمة‪.‬‬
‫‪ ‬قد يصعب عمى الباحث تتبع كقائع إجابات المبحكثيف‪.‬‬
‫‪ ‬قد يصعب عمى الباحث ربط العبلقات السببية السميمة بيف الحقائؽ‪ ،‬كبالتالي فقد يغير في المادة العممية‬
‫المجمعة عف طريؽ المقابمة‪ ،‬كىذا ما يسمى بخطأ التغيير‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المالحظة ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫تعريفها ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إف المبلحظة الميدانية تقكـ عمى مبلحظة سمكؾ أفراد الجميكر في حالتو الطبيعية بناءا عمى خطة‬
‫اجرائية منظمة ترتبط بأىداؼ الدراسة‪.‬‬

‫ىناؾ العديد مف التعاريؼ لممبلحظة‪ ،‬كرغـ اختبلؼ البعض عف اآلخر‪ ،‬غير أف جميعيا يشترؾ في‬
‫عناصر المبلحظة العممية كتصب في مفيكـ كاحد لممبلحظة العممية لمظكاىر‪ ،‬كنمخص بعضيا كما يأتي‪:‬‬

‫البعض عرفيا بأنيا المشاىدة الدقيقة كالمنظمة كاليادفة لظاىرة ما‪ ،‬مع االستعانة باستخداـ االدكات‬
‫العممية التي تخدـ المبلحظة العممية لظاىرة ما‪.1‬‬

‫كما عرفيا " دوكاتمي " بأنيا ‪ :‬عممية المشاىدة كاالنتباه الذىني اإلرادم‪ ،‬كالمكجو نحك جمع المعمكمات‬
‫المتعمقة بمكضكع بحث محدد كمضبكط األبعاد كاألىداؼ‪.2‬‬

‫كبناءا عمى ىذه التعاريؼ يمكف القكؿ أف‪ :‬المبلحظة تعني تمؾ المشاىدة المباشرة المكجية كالمضبكطة‬
‫كالمحددة ا ألىداؼ كالمحككمة بإطار مرجعي نظرم كبناء منيجي ميداني لئلحاطة بمكضكع البحث‪ ،‬كعف طريؽ‬
‫ىذه المشاىدة تتـ عممية جمع المعمكمات كالبيانات العممية لتزكيد كاثراء مكضكع البحث بمادة عميمة تخدـ‬
‫البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط المالحظة ‪:‬‬

‫يشترط في المبلحظة العممية عدة شركط منيا‪: 3‬‬

‫‪ -‬أف تككف منظمة كمحددة كمضبكطة بدقة‪.‬‬


‫‪ -‬أف تككف مرتبطة ارتباطا كثيقا بمكضكع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف مكضكعية كبعيدة عف الذاتية كالتحيز‪.‬‬
‫‪ -‬أف تككف دقيقة في جمع المعمكمات كالبيانات كما ككيفا‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف المبلحظ مدربا كعارفا كمتمكنا مف المبلحظة‪ ،‬كأداة لجمع المعمكمات كالبيانات‪.‬‬

‫‪ -1‬غريب سيد أحمد‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Deketele, J.M: observer pour éduquer, peter long, Berne, sons citr pays d'edihon, 1990, p. 27.‬‬
‫‪ -3‬رشيد زركاتي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬أف يسجؿ الباحث مبلحظتو بسرعة‪ ،‬خيفة النسياف‪.‬‬
‫خطوات المالحظة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تتمخص خطكات المبلحظة فيما يمي‪: 1‬‬

‫‪ -‬تحديد بدقة مكضكع كمحاكر المبلحظة‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد كضبط الفرد أك الجماعة أك العينة التي تجرل عمييا المبلحظة‪.‬‬

‫‪ -‬ضبط طريقة التسجيؿ‪ ،‬كأف يككف التسجيؿ مع بداية المبلحظة أك الحديث مع المبحكث أك بعد‬

‫االنتياء مف المبلحظة‪ ،‬كقد تككف بعمـ المبحكث أك بغير عممو‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد مف صدؽ ما يبلحظ الباحث‪ ،‬كذلؾ بمقارنة مبلحظتو بمبلحظات غيره في المكضكع‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع المالحظة ‪ :‬تتمخص أنكاع المبلحظة كما يأتي‪: 2‬‬
‫أ‪ -‬أنواع المالحظة من حيث طبيعتها‪:3‬‬
‫‪ -‬المالحظة البسيطة ‪ :‬كىي التي تحتكم عمى صيغة بسيطة مف المبلحظة كفييا يبلحظ الباحث‬
‫الظ كاىر كالكقائع كما تجرم تمقائيا في ظركفيا الطبيعية دكف تسميط عمييا بعض الضبط كالشركط العممية‪،‬‬
‫كغالبا ما يستخدـ ىذا النكع في البحكث االستطبلعية االستكشافية‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة المنظمة ‪ :‬كىي المشاىدة العممية التي تجرم في ظركؼ أعد ليا‪ ،‬كىي محددة كمضبكطة‬
‫بمحاكر عممية دقيقة كغالبا ما تستخدـ المبلحظة المنظمة في البحكث الفردية أك عينات تمثؿ مجتمع الدراسة‪،‬‬
‫كتككف بحكث كصفية أك تشخيصية لمحاالت المطمكب دراستيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع المالحظة من حيث القائمين عميها (الممارسين لها ) ‪:‬‬
‫‪ -‬المالحظة الفردية ‪ :‬كىي التي يقكـ بيا شخص كاحد‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة الجماعية ‪ :‬كىي التي يقكـ بيا أكثر مف شخص‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع المالحظة من حيث مجال البحث ‪:‬‬
‫‪-‬المالحظة في الطبيعة‪ :‬كتشتمؿ المبلحظة في العمكـ الطبيعية كالعمكـ اإلنسانية السمككية الفردية‬
‫كالجماعية كالمجتمعية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.260‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.262 ،261‬‬
‫‪ -3‬جازية كيراف‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬المالحظة في المخبر‪ :‬كىي التي تصاحب مبلحظة التجارب كاختبار فرضيات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬المالحظة في العيادة‪ :‬كيمجأ إلييا األطباء كأخصائيك عمـ النفس كالمربكف‪.‬‬

‫د‪ -‬أنواع المالحظة من حيث دور الباحث فيها‪: 1‬‬

‫‪ -‬المالحظة بالمشاركة‪ :‬كفييا يشارؾ الباحث حياة مجتمع البحث‪ ،‬كعادة ما يعيش الباحث مع مجتمع‬
‫الدراسة كيشاركيـ في نشاطاتيـ‪.‬‬

‫كفي ىذا النكع مف المبلحظة قد يفصح الباحث لممبكحثيف عف دكره كمبلحظ‪ ،‬كيتطمب ذلؾ كسب ثقة‬
‫المبحكثيف كما قد ال يفصح الباحث لممبحكثيف عف دكره كمبلحظ‪ ،‬كىذا النكع مف المبلحظة أسماه "ادوارد‬
‫ليندمان " بالمبلحظة بالمشاركة المستمرة‪ ،‬كفييا يجب أف ال يعرؼ المبحكثيف أنيـ مكضكع المبلحظة كفي ذلؾ‬
‫يتكجب عمى الباحث اإللماـ بمغة كاتجاىات كأىداؼ عينة البحث‪.‬‬

‫‪ -‬المالحظة بدون مشاركة ‪ :‬كفييا يقكـ الباحث بالمبلحظة دكف أف يشارؾ حياة كنشاط مجتمع البحث‪،‬‬
‫كتجرم المبلحظة دكف عمـ المجتمع مكضكع المبلحظة‪ ،‬مما يؤدم إلى أف تتـ نشاطات كسمككات مجتمع البحث‬
‫طبيعية كمف غير تكمؼ في اآلراء كاألفعاؿ‪.‬‬
‫‪ -5‬تقييم المالحظة ‪:‬‬

‫لمبحث بالمبلحظة إيجابيات كسمبيات‪ ،‬فأما بخصكص اإليجابيات فنمخصيا كما يأتي‪:2‬‬

‫‪ -‬أنيا تصمح في مراقبة السمكؾ الفعمي الذم ال يمكف اخضاعو لمكصؼ الكمي مثؿ ردكد األفعاؿ غير‬
‫المفظية التي يظيرىا المشتركف لمصحؼ عند قراءاتيـ لعناكيف الصفحات األكلى لمجرائد‪ ،‬أك مبلحظة أك التعرض‬
‫لمصكر كالرسكـ في الصحؼ‪.‬‬
‫‪ -‬تسا عد في دعـ الثقة عند األفراد كالجماعات‪ ،‬حيث تساعدىـ ىذه الثقة بعد ذلؾ عمى االستجابة إلى‬
‫أدكات جمع المعمكمات األخرل كاالستقصاء كالمقابمة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لـ تحتاج الدراسة إلى عدد كبير مف المبحكثيف‪ ،‬فإف المبلحظة ال تعتبر مكمفة‪ ،‬ألنيا ال تحتاج إال‬
‫أدكات بسيطة لتسجيؿ المعمكمات‪.‬‬

‫‪ -1‬مكريس أجرس‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.189 -185‬‬


‫‪ -2‬عمار بكحكش كمحمد محمكد الذنيبات‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬إنيا تكفر مبلحظة المكاقؼ في ظركفيا الطبيعية أك التمقائية‪ ،‬التي تسمح لمباحث عف التعرؼ عمى كؿ‬
‫المتغيرات المجيكلة‪.‬‬
‫‪ -‬التسجيؿ في المبلحظة يككف دقيقا بإجرائو أثناء فترة المبلحظة‪.‬‬

‫أما بخصكص سمبيات المبلحظة فنكرد بعضيا كما يأتي‪:1‬‬

‫‪ -‬قد يغير بعض المبحكثيف آرائيـ كسمككيـ عندما يشعركا بأنيـ تحت المبلحظة‪.‬‬
‫‪ -‬قد تستغرؽ المبلحظة كقتا طكيبل كجيدا كأمكاال كبيرة مف الباحث‪ ،‬كيككف الباحث عاجز عف ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتأثر الباحث بالذاتية أك التحيز بسبب تعاممو مع المبحكثيف‪.2‬‬

‫كلكف بالرغـ مف بعض السمبيات إال أنيا تظؿ أسمكب ضركرم في جمع البيانات كالمعمكمات لبعض‬
‫المكاضيع‪ ،‬كخاصة جمع المعمكمات كالبيانات التي ال يستطيع الباحث الحصكؿ عمييا كأسمكب االستمارة أك‬
‫المقابمة أك أداة أخرل مف األدكات البحثية‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد زركاتي‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.266‬‬


‫‪ -2‬رجاء كحيد دكدرم‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪78‬‬
‫أوال‪ :‬المراجع العربية‬

‫‪ -1‬إخبلص محمد عبد الحفيظ‪ ،‬د مصطفى حسيف سامي‪ :‬طرؽ البحث العممي كالتحميؿ اإلحصائي في‬
‫المجاالت التربكية كالنفسية كالرياضية‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الكتاب لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪ -2‬أالرامي‪ /‬ب‪ .‬فالي‪ :‬البحث في االتصاؿ – عناصر منيجية‪ ،-‬ترجمة‪ :‬أد ميمكد سفارم كآخركف‪ ،‬مخبر عمـ‬
‫االجتماع االتصاؿ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪. ،‬‬

‫‪ -3‬أنجرس مكريس ‪ ،‬منيجية البحث في العمكـ االنسانية‪ ،‬تدريبات عممية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬بكزيد صحراكم كآخركف‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دار قصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ -4‬بف مرسمي أحمد‪ :‬مناىج البحث العممي في عمكـ اإلعبلـ االتصاؿ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -5‬بكحكش عمار‪ ،‬محمد محمكد الذنيبات‪ ،‬مناىج البحث العممي كطرؽ إعداد البحكث‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -6‬جابر عبد الحميد جابر‪ ،‬أحمد خيرم كاظـ‪ :‬مناىج البحث التربية كعمـ النفس‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -7‬رجاء محمكد أبك عبلـ‪ :‬مناىج البحث في العمكـ النفسية التربكية‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النشر لمجامعات‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -8‬الرشيدم بشير صالح‪ :‬مناىج البحث التربكم – رؤية تطبيقية مبسطة‪ -‬ط‪ ،1‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الككيت‪،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ -9‬زركاتي رشيد‪ :‬تدريبات عمى منيجية البحث في العمكـ االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ىكمو‪ ،‬الجزائر‬

‫زركاتي رشيد‪ :‬مناىج كأدكات البحث العممي في العمكـ االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫السيد أحمد مصطفى عمر‪ :‬البحث العممي‪-‬مفيكمو‪ ،‬إجراءاتو‪ ،-‬كمناىجو‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة الفبلح لمنشر‬ ‫‪-11‬‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الككيت‪.2008 ،‬‬

‫شحاتة سميماف محمد سميماف‪ :‬مناىج البحث بيف النظرية كالتطبيؽ‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫طايع سامي‪ :‬مقدمة في مناىج البحث‪ ،‬مركز جامعة القاىرة لمتعميـ المفتكح‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2004،‬‬ ‫‪-13‬‬

‫طمعت ابراىيـ لطفي‪ :‬أساليب كأدكات البحث االجتماعي‪ ،‬دار غريب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪.1990‬‬

‫عبد الباسط محمد حسف‪ :‬أصكؿ البحث االجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجمك المصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1975 ،‬‬ ‫‪-15‬‬

‫العبلؽ بشير‪ :‬نظريات االتصاؿ‪ -‬مدخؿ متكامؿ‪ ،-‬دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‬ ‫‪-16‬‬
‫األردف‪.2010 ،‬‬

‫عكابدم عمار‪ :‬مناىج البحث العممي كتطبيقاتو في ميداف العمكـ القانكنية كاإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،3‬ديكاف‬ ‫‪-17‬‬
‫المطبكعات الجامعية‪.1999 ،‬‬

‫غريب محمد سيد أحمد‪ :‬تصميـ كتنفيذ البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬سمسمة عمـ االجتماع كقضايا‬ ‫‪-18‬‬
‫االنساف‪ ،‬الكتاب الثامف‪ ،‬دار المعرفة الجامعية االسكندرية مصر‪.2000 ،‬‬

‫فاف داليف‪ :‬مناىج البحث في التربية كعمـ النفس‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد نبيؿ نكفؿ كآخركف‪ ،‬ط‪ ،5‬األنجمك‬ ‫‪-19‬‬
‫المصرية‪ ،‬القاىرة‪.1995 ،‬‬

‫فرح تكفيؽ‪ ،‬السالـ فيصؿ‪ :‬قامكس التحميؿ االجتماعي‪ ،‬مجمكعة أبحاث الشرؼ‪ ،‬الككيت‪ ،‬كالفكرنيا‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫دار المثمث لمتصميـ كالطباعة كالنشر‪ ،‬لبناف‪.1980 ،‬‬

‫فريدريؾ معتكؽ‪ :‬معجـ العمكـ االجتماعية‪ ،‬انجميزم‪ ،‬فرنسي‪ ،‬عربي‪ ،‬أكاديما‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.1998 ،‬‬ ‫‪-21‬‬

‫فضيؿ دليك‪ :‬دراسات في المنيجية‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬ ‫‪-22‬‬

‫كيراف جازية‪ :‬محاضرات في المنيجية لطبلب عمـ االجتماع‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪،‬‬ ‫‪-23‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫محمد زايد حمداف‪ :‬البحث العممي كنظاـ‪ ،‬سمسمة التربية الحديثة‪ ،28 ،‬دار التربية الحديثة‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫‪.1982‬‬

‫محمد عبد الحميد‪ :‬البحث العممي في الدراسات اإلعبلمية‪ ،‬ط‪ ،2‬عالـ الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬ ‫‪-25‬‬

‫محمد عبد الحميد‪ :‬نظريات كاتجاىات التأثير‪ ،‬ط‪ ،3‬عالـ الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪-26‬‬

‫‪81‬‬
‫محمد عمي محمد‪ :‬البحث االجتماعي‪ -‬دراسة في طريؽ البحث كأساليبو‪ ،-‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬ ‫‪-27‬‬
‫مصر‪ ،‬لبناف‪ ،‬بدكف سنة‪.‬‬

‫محمد عمي محمد‪ :‬البحث االجتماعي‪ -،‬دراسة في طريؽ البحث كأساليبو‪ ،-‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬ ‫‪-28‬‬
‫مصر‪ ،‬دكف ذكر السنة‪.‬‬

‫محمد غريب عبد الكريـ‪ :‬البحث العممي‪ -،‬التصميـ كالمنيج كاالجراءات‪ ،-‬ط ‪ ،4‬المكتب الجامعي‬ ‫‪-29‬‬
‫الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬

‫محمد لبيب النجحي‪ ،‬محمد منير مرسي‪ :‬البحث التربكم‪ -‬أصكلو كمناىجو‪ ،-‬ط‪ ،3‬عالـ الكتب‬ ‫‪-31‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬

‫محمد منير حجاب‪ :‬أساسيات البحكث اإلعبلمية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفجر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪.2003‬‬

‫معف خميؿ عمر‪ :‬مناىج البحث في عمـ االجتماع‪ ،‬دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ‪،‬عماف‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫األردف‪. ،2004،‬‬

‫مقراني الياشمي‪ :‬التجريب في عمـ االجتماع‪ ،‬في مرجع‪ :‬د‪ .‬فضيؿ دليك كآخركف‪ :‬أسس المنيجية في‬ ‫‪-33‬‬
‫العمكـ االجتماعية‪ ،‬منشكرات جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.127‬‬

‫ممحـ سامي‪ :‬مناىج البحث في التربية كعمـ النفس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫‪-34‬‬
‫األردف‪.2000 ،‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراجع بالفرنسية‬

‫‪AKOUN André et autres: dictionnaire de sociologie, éd: le robert seuil, paris,‬‬


‫‪France‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪DEKETELE, J.M: observer pour éduquer, peter long, Berne, 1990.‬‬

‫‪80‬‬

You might also like