Professional Documents
Culture Documents
مناقب
السيدة
خديجة
الكبرى
رضي هللا
عنها
بقلم
صاحب الفضيلة السيد
محمد بن علوى
المالكى الحسنى
من علماء المسجد
الحرام
] [ 2
] [ 3
] [ 4
الحج و ضرورة توسعة المسجد الحرام( .و
غريب) ان تتخذ هذه الذرائع لهدم االثار
النبوية فان من الممكن التوسعة من دون
عرض هذه االثار للهدم و االبادة .مع ان
امنية كل حاج مسلم ان يتعرف علي االثار
استهانة اال هدمها في ليس و النبوية
بقيمتها التاريخية و باهدافها الرسالية
مع ان االمم تحتفظ باالثار التي هي اقل
إليه وانا هلل انا و اصالة. و شانا
راجعون .وبهذه المناسبة المؤلمة قدمت
صاحب كتبها التي الرسالة هذه للطبع
الفضيلة من
] [ 5
] [ 3
] [ 4
] [ 5
] [ 6
] [ 7
] [ 8
] [ 9
] [ 10
روى أنه كان يرى ملكين * يظلالن سيد
الكونين * * * .و لما أتم صلى هللا عليه
وسلم مهمته * و باع سلعته * رجع الى
مكة و قد اكتسب خيرات كثيرة * و جاء
السيدة بذلك فسرت * وفيرة باح بأر
خديجة ايما سرور * و حمدت فعله المشكور
* و نظرت إليه بعين االكبار و االحترام *
تأثرت و * االكرام غاية أكرمته و
في له فأكنت * التأثير كل بشخصيته
نفسها عظيم التقدير * و زاد ذلك عندها
بعد ما حدثها ميسرة بما شاهده من اآليات
العادات. خوارق و االحوال عجائب و *
التي هي للنبوة دالئل واضجات * حدثها عن
السحابة التي صحبته في سفره فكانت نعم
الصاحب * و عن كالم ذلك الراهب * و عن
طاعة االبل و طي األرض له * و التوفيق
الذى الزمه في سفره كل المالزمة * و تلك
الرمال و الحجارة التى النت
] [ 11
تحت مواطئ قدميه * و كل ذلك وعاه بقلبه
و رآه بعينيه * و حدثها بما رآه من حسن
سيرته * في خلقه و معاملته * مع ما سبق
لها معرفته عنه من صدق حديثه * و عظيم
* ديانته و أخالقه كريم و * أمانته
فأصبحت هذه الصفات و األخالق العلية *
مثبتة متيقنة لديها جلية * فأحست بعارض
غريب * عن صورة و حقيقة ذلك الحبيب * و
تحيرت من أمر نفسها * و أصبحت قلقة بين
باألمس رفضت فقد * عواطفها و قلبها
ذوي من * الرجال من الكثير القريب
خائبين ردتهم و * المال و الوجاهة
متحسرين * لرفضها طلبهم المتين* * * .
و لما أراد هللا تعالى لها السعادة األبدية
* و الشرف و الفضل على نساء البرية *
الفرصة هذه تفوت ال أن عندها ترجح
الذهبية.
] [ 12
واستبانت خديجة أنه الكنز الذي حاولته
الزكي لنفسها فاختارت الكيمياء و
األمين ،سيد ولد آدم أجمعين * و من الحت
و * الجمال و النبل عالمات وجهه في
تكاملت فيه خصال الكمال و الجالل * و
بدت عليه امارات السيادة * و ظهرت منه
اشارات النجابة و القيادة * فما كان
منها اال أن أرسلت إليه * و عرضت نفسها
عليه * فخطبت الرسول االعظم * و النبي
االكرم * صلى هللا عليه و سلم * و قالت له:
يابن العم * اني قد رغبت فيك لقرابتك و
شرفك * و سامي منزلتك و قدرك * و في
بنت نفيسة له أرسلت انها ()1 رواية
أمية دسيسا إليه فقالت له :ما يمنعك أن
تتزوج ؟ فقال :ما في يدي شئ * فقالت
له :فان
] [ 14
] [ 15
الناس فخركم و شرفكم و قد رغبنا في
معشر يا علي فاشهدوا بحبلكم االتصال
قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من
محمد بن عبد هللا على أربعمائة دينار) ثم
سكت ،فقال أبو طالب :قد أحببت أن يشركك
عمها ،فقال عمها :اشهدوا يا معشر قريش
انى قد أنكحت محمد بن عبد هللا خديجة بنت
خويلد ،و شهد على ذلك صناديد قريش* * .
* و قد جاء في سيرة ابن هشام * انه
أصدقها * السالم و الصالة أفضل عليه
عشر اثنا قيل و * سنية بكرة عشرين
أوقية من مذهب و نصف أوقية * و كل هذا
ال يعارض ما جاء في خطبة ورقة بن نوفل
السابقة من أن الصداق أربعمائة درهم إذ
يمكن الجمع بينهما بتقويم الثمن بذلك
أو أن أحد االشياء مهر و االخر هدية من
عمه أبى طالب للسيدة خديجة أو
] [ 16
انه صلى هللا عليه وسلم زاد ذلك في صداقها
على صداق عمه فكان الكل صداقا* * * .
أم سيدتنا * االمين نبينا وتزوج
المؤمنين * و قد أتم خمسا و عشرين * و
أتمت هي االربعين .قال صاحب قرة االبصار:
واذ الى مكة عاد و افتت ح ستا و عشرين
من العمر نكح خديجة من بعد أربعينا مضت
لها من عمرها سنينا وقد نحر صلى هللا عليه
وسلم جزورا أو جزورين * و قرت بذلك من
المحبين العين * و انشرحت منهم الصدور
* و عم الفرح و السرور * و طلع سعد
السعود * و انكمد الفؤاد المفؤد * و
غدا الحسود ال يسود و هو مهموم * و قال
أبو طالب :الحمد هلل الذي
] [ 17
] [ 18
] [ 19
] [ 20
] [ 21
] [ 22
] [ 23
] [ 24
] [ 25
] [ 26
] [ 27
ذات الدول فاتح * البلد و القبيلة
المجد و العدد * فكثر العدل و انتشر
النور * و قل الجدل و فقدت شهادة الزور
* و تبدلت األحوال * الى احسن حال *
فالتاجر أمين صدوق * و الغني سخى مرزوق
* و الفقير شريف كادح * و العامل مجتهد
و * رحيم متواضع الرئيس و * ناصح
الخازن حفيظ عليم و القاضي عادل فهيم *
و التاجر صدق المجتمع ذلك في فظهر
امانته * و تعفف الفقير و كدحه * و
اجتهاد العامل و نصحه * و سخاوة الغنى
و مواساته * و عدل القاضى و حكمته * و
اخالص الوالى و شفقته * و تواضع الرئيس
و رحمته * و قوة الخادم و حراسته *
و * ربيعا للعالم البعثة تلك فكانت
لالنسانية خصبا و ريعا * * * .و قد اختص
هللا هذه الجوهرة المصونة*
] [ 28
و عديدة بمزايا * المكنونة الدرة و
خصال حميدة .فمنها انها هي التي طلبته
* و الى الزواج بها دعته * و انها أول
امرأة يتزوجها * و وليمتها أول وليمة
يصنعها * و عاشت معه بقية عمرها * و لم
يتزوج بغيرها * حتى ماتت بعد أن رأى
خالص برها * و دفنها بمكة و نزل هو
بنفسه في قبرها * و قد عاشرته اربعا و
ع شرين سنة احسن عشرة * و رافقته أفضل
رفقة * و آلفته اعظم الفة * و صادقته
أوفي محبة * و كا نت ال ترى منه ميال الى
شئ اال بادرت به إليه * و قدمته هدية
بين يديه .و قد رأت منه قبل البعثة
النبوية * رغبة في موالها زيد بن حارثة
قوية * فما كان منها اال أن وهبته له
بنفس راضية سخية ،فكان الى حضرته من
المنسوبين ،و كتب في ديوان المسعودين *
و فاز باالولوية مع السابقين * و تشرف
بمحبوبية سيد المرسلين.
] [ 29
] [ 30
وكان جبريل قد علم النبي صلى هللا عليه
وسلم تلك الصالة * قبل أن تفرض الخمس
الصلوات ليلة المناجاة * و كان يصلى
صالتين مرة في العشية و مرة في الغداة.
* * * و قد روى عن يحيى بن عفيف انه
قال :جئت زمن الجاهلية الى مكة فقدمت
منى أيام الحج و نزلت على العباس بن
عبد المطلب فلما طلعت الشمس خرج رجل من
خباء قريب منا * فاستقبل الكعبة و قام
يصلى * فلم يلبث حتى جاء عالم فقام عن
فقامت جاءت حتى يلبث فلم * يمينه
خلفهما * فركع الرجل * فركع الغالم و
المرأة * فرفع ،فرفعا فسجد فسجدا فقلت:
يا عباس أمر عظيم * فقال :أمر عظيم *
أتدرى من هذا ؟ قلت :ال * فقال :هذا
من أتدري * أخى ابن هللا عبد بن محمد
الغالم ؟ قلت :ال .قال :هذا علي بن أبى
طالب * أتدري من هذ ه المرأة ؟ قلت:
] [ 31
ال .فقال :هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن
أخي .و هذا حدثنى ان ربك رب السماء و
األرض أمرهم بهذا الذى تراهم عليه و ايم
هللا ما أعلم على ظهر األرض كلها أحدا على
هذا الدين غير هؤالء الثالثة * قال عفيف
فكنت يؤمئذ آمنت كنت فليتني الراوى:
أكون ثانيآ * * * ومن خصائصها عليها
نساء أفضل أنها * االكرام و الرحمة
المصطفى بالتمام * كما جاء في الحديث
عن سيد األنام * انه قال( :سيدة نساء
العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم
آسية امرأة فرعون) و في رواية عن أنس
مرفوعة( :حسبك من نساء العالمين مريم
بنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة
بنت محمد و آسية) .و هو حديث ثابت بال
مراء * و قد حكم بصحته أجلة العلماء
().1
] [ 33
عنها * بل عن مارية القبطية * التى
أهداها له مقوقس مصر و االسكندرية * و
قد ولدت لخير البرية * ستة من الذرية.
األول :القاسم ،و هو أكبر االوالد * و به
كان صلى هللا عليه يتكنى بين العباد * و
هو أول من مات من ولده * و دفن في بعض
األقوال بمكة بلده و الثاني عبد هللا و
يقال له الطاهر و الطيب ألنه ولد في
االسالم * و مات صغيرا بالبلد الحرام .و
الثالثة زينب و هي أكبر بناته و قد
ولدت قبل بعثته * و تزوجها أبو العاص
بن الربيع و كان اسالمها و هجرتها قبل
اسالمه و هجرته * و توفيت في أول عام
ثمانية من هجرة المصطفى * و دفنت في
جنة البقيع و قبرها هناك ال يخفى .و
الرابعة رقية و الخامسة أم كلثوم * و
قد
] [ 34
كانتا تحت أبي لهب * الشقي المحروم *
غضب * لهب أبي يدا تبت نزلت فلما
أبوهما أشد الغضب * و قال لولديه :رأسي
من رأسكما حرام * ان لم تفارقا ابنتي
بذلك يقصد * الكالم هذا صاحب محمد
ايذاءه عليه الصالة و السالم * ففارقاهما
قبل الدخول عليهما * و لم يصال بفضل هللا
اليهما .و قد تزوجت رقية بسيدنا عثمان
الحبشة الى معه هاجرت و * عفان بن
فرارا بااليمان * ثم رجعت و هاجرت معه
الى مدينة الشفيع * و ماتت عنده و دفنت
في جنة البقيع * ثم تزوج بعدها أختها و
و أيضا عنده ماتت و * كلثوم أم هي
قبرها في البقيع معلوم * فيكون قد تزوج
من بنات النبي اثنتين * و لذلك اشتهر
بين االنا م بذي النورين * و لو كانت
هناك ثالثة لمن بها عليه سيد الكونين.
] [ 35
المعروفة * الغراء فاطمة السادسة و
بالبتول و الزهراء .أم الحسن و الحسين
أهل الرضا * و زوج االمام علي المرتضى *
الذي أحسن عشرتها و أخلص لها حبها * و
لم يتزوج عليها حتى قضت عنده نحبها * و
كانت و فاتها سنة احدى عشرة من الهجرة
النبوية * بعد أن عمرت ثالثين سنة قمرية
االقوال أصح على بالبقيع دفنت و *
الذي ببيتها دفنت قيل و * المروية
بجانب الحجرة النبوية * و هو في المسجد
اآلن و ليس في ذلك رواية مرضية * و بهذا
تعلم أن بناته دخلن في االسالم * و هاجرن
الحرام. البلد من المدينة الى معه
عنهم هللا رضى منها أوالده جملة فهؤالء
أجمعين * و حشرنا في زمرتهم مع رسول رب
العالمين * آمين* * * .
] [ 36
] [ 37
] [ 38
] [ 39
] [ 40
فاستبدلت حياة العز و الرفاهية * بتلك
ذاقت كم و * القاسية الخشنة الحياة
معهم مرارة العطش و الجوع * إذ كان
* ممنوع الجميع عن الشراب و الطعام
فيحق للتاريخ أن يحنى رأسه أمام جاللها
و فعالها. بكريم صحائفه يتوج و *
الحاصل أن فضائلها ال تعد * و مناقبها ال
تحد * و ما عسى أن يقال فيمن وصفها سيد
ولد عدنان * و أشاد بذكرها على رؤوس
االعيان * و رفع شأنها بين النساء على
كل شأن * و ذكر فضلها و شرفها الثابت
بالتحقيق * و شكر لها مواقفها معه في
أخالقها أعظم فما التصديق. و االيمان
القويمة * و سيرتها المستقيمة * النى
هي عين أوصاف المؤمن الكريم * كما أخبر
عنها الرسول العظيم * عليه أفضل الصالة
و أتم التسليم * إذ قال:
] [ 41
(ان المؤمن تراه * قوة في دين * و حزما
في لين * و ايمانا في يقين * و حرصا في
علم * و علما في حلم * و شفقة في محبة
* و برا في استقامة * و قصدا في غنى *
و تجمال * في فاقه * و تحرجا عن طمع * و
كسبا في حالل * و نشاطا في هدى * و نهيا
عن شهوة * و رحمة للمجهود * ان المؤمن
ال يظلم من يبغض * و ال يأثم فيمن يحب *
و ال يضيع ما استودع * و ال يحسد و ال
يطعن * في الزالزل وقورا * و في الرخاء
* االخالق و االوصاف هذه فكأن شكورا)
منطبقة على السيدة خديجة تمام االنطباق.
* * * وفاتها و لما تمت لها الكماالت
السامية الرتبة توطنت و * الباهرة
العلية الفاخرة * و ا متدت أنوارها و
آياتها لمتكاثرة * توفيت رضى هللا
] [ 42
] [ 43
] [ 44
] [ 45
] [ 46
] [ 47
] [ 48
] [ 49