Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة1
مدخل إلى نظريات المؤسسة
لقد تضارب المتخصصكف في االقتصاد كالتسيير حكؿ تحديد محتكل المادة فتحديده
االفتراضات األربع التي يقكـ عمييا ىذا يدخؿ اقتصاد السكؽ في إطار النمكذج التنافسي ،كتتمخص
مضمكف النمكذج في :التكافؤ ،استقبللية السمكؾ ،شفافية المعمكمة ،كالعقبلنية االقتصادية .كيترادؼ
االفتراض األكؿ مع حرية المنظمة في تصريح حقكؽ الفرد المعني بمستكل التنظيـ االجتماعي لتحكيؿ
المكارد إلى سمع كخدمات في تقسيـ معمؽ لمعمؿ بيف المؤسسات التي ال تريد أف تأخذ عمى عاتقيا سكل
جزء مف عممية التحكيؿ .أما االفتراض الثاني ؼمىتـ بالق اررات المستقمة بما يتناسب مع االفتراض األكؿ.
كمختص االفتراض الثالث بشفافية المعمكمة أم أنيا كاممة مف أجؿ أف تساعد في اتخاذ الق اررات كىي
متماثمة بالنسبة لكؿ المتعامميف .كبالنسبة لبلفتراض الرابع فمفاده أف المتعامؿ يتخذ أحسف قرار مف الناحية
االقتصادية.
كإذا كانت النظرية الكبلسيكية تعتبر أف النمك يحدث مف خبلؿ العمؿ كرأس الماؿ كالتكنكلكجيا ،فإف
السكؽ كفيؿ بتكجيو ىذه العناصر إلى استخداماتيا المثمى .كلـ تكؿ النظرية االقتصادية اىتماما لممؤسسة
ككحدة فاعمة في االقتصاد ،ككاف االقتصاديكف يركزكف عمى السكؽ فقط ،أما نظرتيـ إلى المؤسسة فمـ
تتجاكز اعتبارىا "كحدة أك خمية" ،كظؿ السكؽ جكىر االقتصاد كىك المكاف الذم تحدد فيو األسعار .إف
المحافظة عمى التكازف لدل الكبلسيؾ (بيف العرض كالطمب) يتـ بكاسطة آلية السكؽ ،ألف سعر السكؽ
ىك العامؿ الكحيد الذم يحقؽ التكازف في المدل الؽصير عندما يتساكل العرض مع الطمب ،كفي المدل
الطكيؿ عندما يككف سعر السكؽ مساكيا لسعر التكمفة أيف تككف القكل االقتصادية في حالة سككف.
إف النظرية االقتصادية بنت أفكارىا عمى الكحدات الصغيرة ،كاعتبرت أف المؤسسة ىي دالة إنتاج
تتغير حسب تغير األسعار في السكؽ .فإذا كانت األسعار منخفضة ،فإف المقاكؿ سيبحث عف كيفية
تخفيض اإلنتاج .بينما حصرت دكر المؤسسة في زاكية معينة ،كىي زاكية تكنكلكجية تعنى بتحكؿ
المدخبلت إلى مخرجات ،تيدؼ إلى تحقيؽ التكازف مف خبلؿ تقاطع العرض كالطمب .كما ترل بأف
ككؿ المؤسسة ككحدة تتميز بنفس خصائص الفرد العقبلنية كىذه العقبلنية تتكقؼ عمى تكفر المعمكمة.
متعامؿ مع السكؽ يعرؼ خصائص المنتجات ،كتسمح لو ىذه المعمكمات بأف يككف رشيدا في سمككو
(باعتباره مستيمؾ رشيد).
1
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
االنتقادات:
إف دراسة كتحميؿ ىذه المشاكؿ بينت مجمكعة مف األمكر:
-إف مبدأ الذرية تـ إثبات عجزه ،طالما أف ىناؾ مؤسسات صغيرة كأخرل كبيرة ،كمؤسسات ذات
رؤكس أمكاؿ ضخمة كأخرل ذات رؤكس أمكاؿ ضئيمة ،كمؤسسات تكصؼ بأنيا إستراتيجية ألنيا
تفتمي إلى قطاعات إستراتيجية حساسة .فالمؤسسات القكية كالكبيرة كالمتكاجدة في القطاعات
اإلستراتيجية الحساسة تفرض سياستيا كأسعارىا عمى السكؽ مما يمغي شرط الذرية في ظؿ ىذه
الظركؼ.
-إف جعؿ المؤسسة كحدة تكتفي برد الفعؿ لتقمبات األسعار في السكؽ يعني عدـ االعتراؼ بقدرة
المقاكؿ عمى اإلبداع كالتفكير (المسير ليس لو القدرة عمى اإلبداع).
إف اعتبار المؤسسة كحدة بسيطة في شكؿ دالة إنتاج أدل إلى تجاىؿ ما يدكر داخؿ المؤسسة، -
كيقصد بذلؾ العبلقات التي تربط بيف األفراد الذيف يمكنكف دالة اإلنتاج مف القياـ بدكرىا ،كىذا يقكد
بالضركرة إلى الحديث عف النزاعات التي تحدث بيف ىؤالء العماؿ ألف أىدافيـ تختمؼ كتتعارض
فيما بينيـ.
-أف كجكد المؤسسة في السكؽ يجعميا في مكاجية مع مؤسسات تمتمؾ منتجات كليا أسرار إنتاج
كمعمكمات سرية ،خاصة فيما يتعمؽ بالتكاليؼ .كعميو ،فإف المعمكمات غير متكفرة بالدقة كالحجـ
2
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
كالتكقيت المناسبيف .ككاقع المؤسسات يحتاج ،في معظـ الحاالت ،إلى اتخاذ ق اررات مستعجمة كفي
غياب المعمكمة أك ندرتيا يككف القرار مشكىا كمكمفا.
إف تجانس المنتجات أمر يصعب تجسيده ،كما أف شرط قابمية المنتجات لمتقاسـ ينتفي لكجكد -
منتجات قابمة لمتقاسـ (مثبل مشاىدة فيمـ في التمفاز أك السينما).
المطالبون بالتغيير:
،1929أد ت إلى المطالبة بإعادة إف المظاىر التي سادت منذ القرف التاسع عشر إلى غاية
النظر في النظرية االقتصادية التقميدية (الكبلسيكية القديمة) .كما لكحظ أف بعض المؤسسات كانت
تكبر كتنمك كأخرل تصغر كتتضاءؿ ،كأخرل تظير كأخرل تختفي ،كىذا يتجاكز النظرية االقتصادية
التقميدية التي لـ تأخذ ذلؾ بعيف االعتبار .كتعالت األصكات المطالبة بإعادة النظر في النظرية
التقميدية مف طرؼ مفكريف اقتصادييف بعدما الحظكا النقص فييا ،فطالبكا بتغيير بعض األمكر فييا
عمى األقؿ .غير أف مساعييـ لـ تمؽ القبكؿ ،ألف أغمب ركادىا كانكا في مراكز قكية .كمف بيف
المطالبيف بالتغيير Joseph David Shumpeterك Piero Sraffaك Joan Robinsonك
.John M. Keynes
لقد كانت القفزة الشكمبترية ىي مجاؿ اىتماـ شكمبتر بالمقاكؿ ،كيعد مؤسس النظرية االقتصادية
التطكرية .l'évolutionnisme économiqueكركز شكمبتر في انتقاده لمنظرية الكبلسيكية أنيا ال
تعترؼ بقدرة المقاكؿ عمى اإلبداع .كبيف شكمبتر بأف المقاكؿ قادر عمى اإلبداع كىك األساس في
التطكر التكنكلكجي كالتقني .كيرل بأف المؤسسة لف تبؽ في حركة محدكدة كسكؼ تحدث قفزة كتخرج
مف الحمقة المفرغة حتى يبدع المقاكؿ كيخرج منيا .فالمقاكؿ في تفكير مستمر بإبداع جديد أك تقنية
جديدة أك تحسيف كانتاج منتكج جديد ،مما يعني أف المؤسسة تتطكر (تطكر التقنية) فتكسر الحمقة
Théorie de كتنتقؿ إلى مستكل أعمى في التقنية كالتكنكلكجيا كالتنظيـ .كاشتير شكمبتر بكتابو
l'évolution économiqueسنة .1912
أما P. Sraffaفقد بيف أف ىناؾ تناقض في داخؿ المؤسسة مف خبلؿ تناقص الغمة .كبالنسبة
لػ Joan Robinsonفقد رفضت تماما المنافسة الكاممة (الحرة) في أعماؿ كثيرة ،أىميا كتاب
المنافسة االحتكارية 1933حيث انتقدت أسس كقكاعد النظرية االقتصادية التقميدية .كفي نفس ىذه
المرحمة ،أم ما بعد 1929كتحديدا سنة 1936ظيرت نظرية كينز (النظرية العامة) حيث فصؿ
االقتصاد إلى جزأيف :اقتصاد جزئي كاقتصاد كمي كأجاز تدخؿ الدكلة مف خبلؿ خمؽ سياسة استثمار
عامة لمتخمص مف البطالة كخمؽ الطمب الفعاؿ.
3
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
ىؤالء كقكبمت أراء ىؤالء المطالبيف بالتغيير برفض مف أصحاب النظرية .كبدال مف ذلؾ كجو
اىتماميـ إلى داخؿ المؤسسة التي لطالما اعتبرت عمبة سكداء في النظرية االقتصادية.
كحسب ىذه المدرسة فإف اإلنساف ذك شعكر كليس كفراغ كاعتباره عنصر داخؿ
المؤسسة كيؤخذ عمى ىذه النظرية أنيا تنظر إليو عمى أنو يجب أخذه ليس كعنصر في
مجمكعة كغنما كمخ كعقؿ.
فقد حدثت قطيعة في األفكار فبعدما كاف ينظر لمفرد عمى أنو آلة تحكؿ إلى استثمار
يبقى في نفس المستكل استثمار كيأتي بعائد مع بقاء رأس الماؿ ثابت تحكؿ الفرد مف جديد
Capital Humain إلى رأس ماؿ (أم أف رأس الماؿ ينمك) كظيكر رأس الماؿ البشرم
بعدىا ظير مجاؿ جديد يسمى باقتصاد المعارؼ économie des connaissancesثـ
gestion du جاء تسيير المعارؼ gestion des connaissancesكتسيير المعرفة
savoirباإلنجميزية .Knowledge management
ظيرت الكثير مف المؤسسات التي ترل أف خركج األفراد دكف تخصص يؤثر عمى
المؤسسة بشكؿ كبير أكثر مف عامؿ متخصص ألنيـ اكتسبكا الكثير مف المعرفة كالتي
.capitalisation du savoir تعتبر بمثابة رأس الماؿ كىذا ما يسمى برسممة المعرفة
explicite Taciteكتشكيميا في شكؿ معرفة ظاىرة كتتمثؿ في إخراج المعرفة الضمنية
(نظاـ القيـ لؤلفراد يأتي مف كؿ ما يعرفو كيتعرض لو اإلنساف مف عبلقات كاعتقادات
كاختبلط كاحتكاؾ بما يحيط بو ،...يؤثر في السمكؾ لمفرد لذا يختمؼ مف فرد إلى آخر
كاالستيعاب يختمؼ كبالتالي التطبيؽ يختمؼ).
كانت المؤسسات أماـ مشاكؿ كثيرة مف تدني اإلنتاجية كانكماش المشاريع كتسريح
اؿعماؿ خبلؿ أزمة السبعينيات .فيذه األزمة جاءت بعد ىيمنة النظرة الكمية لكينز في
االقتصاد كبينت أف ىذه النظرة غير قادرة عمى فيـ كشرح الكاقع االقتصادم .كما كانت
تدعي كىذا ما أدل إلى ظيكر ردكد فعؿ مف طرؼ بعض االقتصادييف (المؤسسة) حيث بدأ
التفكير في أشياء جديدة كمجاالت كثيرة بسبب ىذه المشاكؿ كىذا طرح مشكؿ لممناقشة كىك:
4
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
؟ حجـ المؤسسة :تطرح مسألة ما ىك الحجـ المبلئـ لممؤسسة؟ كالى أم مدل يسرح األفراد
ىؿ تتراجع بػ %50أك %30؟ىؿ تتكقؼ عف االستثمارات الجديدة ؟ .عند الحديث عف
حجـ المؤسسة نتكمـ عف حدكد المؤسسة .les limites ou frontièresأم ما ىي حدكدىا
المالية ما ىك عدد الكحدات المنتجة ،ما ىك حجـ الكحدات .كبطرح مشكمة حجـ المؤسسة
أدل إلى طرح مشكمة إعادة ىيكمة المؤسسات .فيجب عمى المؤسسة أف تتأقمـ حسب نظرية
النظـ .فالمؤسسة يجب أف تتأقمـ مع المحيط .ككيؼ يجب أف تقكـ بإعادة ىيكمة المؤسسة
كفقا لمتغيرات الجديدة لممحيط.
عرفت مرحمة السبعينات حركة فكرية مكثفة لبلقتصادييف فيما يخص المؤسسة
(كاالىتماـ بالمؤسسة) ظيرت عدة ندكات كلقاءات كاجتماعات في أماكف مختمفة مف العالـ
تدكر حكؿ المؤسسة ،لكف عندما كاف التكمـ عف حجـ المؤسسة كجدكا أنو ال يكجد تعريؼ
لممؤسسة .كقبؿ الحديث عف الحجـ مف الضركرم فيـ المؤسسة كبما أف المؤسسة ليس ليا
تعريؼ دقيؽ كالمفاىيـ تختمؼ .فقد سيطرت آنذاؾ العمكـ الدقيقة كالتجريبية كالتي كانت تضع
تعاريؼ دقيقة جدا لمصطمحاتيا ،فاالقتصاديكف حاكلكا أف يسمككا نفس المسمؾ بكضع تعريؼ
دقيؽ لممؤسسة لكف ىذا يختمؼ بالنسبة لبلقتصاد كالتسيير...ألنو:
-عمـ غير حيادم :بمعنى أف الباحث ال يمكف أف يككف حياديا في طرحو لمبحث ألنو
ىك نفسو مكضكع البحث أم عدـ ابتعاد الباحث عف المكضكع.
-االقتصاد متشبع بأفكار أخرل غير األفكار االقتصادية (قضية الربح ،رفاىية المجتمع،
تكزيع الدخؿ ،المقابؿ كاألجر أك الريع ، )...كبالتالي ىنا تدخؿ قضية اعتقاد اإلنساف
فاإلنساف ال يستطيع التجرد مف اعتقاداتو سكاء اعتقاد ديني أك سياسي .فمثبل نجد
المدرسة الماركسية ترل بأف الربح ىك استغبلؿ لميد العاممة ،ككذلؾ مكافأة العمؿ ،فبل
يستطيع الباحث أف يبتعد عف المكضكع كال أف يتجرد مف اعتقاداتو فبل يكجد تعر مؼ
كاحد متفؽ عميو .فمثبل نجد الشيكعية كالرأسمالية كالميبرالية كؿ تعرؼ المؤسسة حسب
منظكر باحثييا كانطبلقاتيـ كحسب أفكارىـ كفمسفتيـ .فمثبل ىناؾ مف يرل أىمية
العنصر البشرم أكثر مف العنصر الرأسمالي ،كىناؾ مف ينطمؽ مف الفكر باعتبار
المؤسسة مجمكعة مف األفراد كمثبل المقاكؿ يختمؼ تعريفو ليا عف العامؿ ،ىذا يعني
5
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
عدـ كجكد تعريؼ متفؽ عميو .إذف فاإلشكاؿ في التعريؼ مرتبط بطبيعة العمـ كبذلؾ
اختبلؼ المفاىيـ يؤدم إلى اختبلؼ التعاريؼ.
ىناؾ سمسمة مف النشاطات كالحركات الفكرية تدعك إلى إعادة االىتماـ بالمؤسسة.
في 1970عرؼ ،O. Williamsonفيك اقتصادم اشتير بالعكدة إلى أفكار
ؼ
الثبلثينات حسب Sraffaك Chamberlinحيث دعا إلى الرجكع إلى Coase
( ،)1937كتحديدا إلى مقالو حكؿ طبيعة المؤسسة The nature of firmكالسؤاؿ
األىـ الذم كاف يطرحو ىك لماذا تتكاجد المؤسسة؟
6
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 2
محيط المؤسسة ىك مجمكعة القكل الديناميكية التي ينتج عنيا ظاىرة عدـ التأكد أم مخاطر
كفرص لممؤسسة.
7
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
كما أف ىناؾ عكامؿ اقتصادية تؤثر حتما عمى استراتيجية المؤسسة ،سعر
الصرؼ ،التضخـ ،استراتيجيات التمكيؿ.
)3تحميل المحيط االجتماعي والثقافي :كيشمؿ نمط حياة المستيمكيف ،أذكاقيـ
كحاجياتيـ كمف العكامؿ الكاجب أخذىا بعيف االعتبار في تحميؿ المحيط
االجتماعي كالثقافي:
-االستقرار االجتماعي؛
-التطكر االجتماعي (السكاف ،أعمارىـ ،المستكل المعيشي ،مستكل البطالة،
المستكل التعميمي)...؛
-عادات كثقافة المجتمع.
)4تحميل المحيط التكنولوجي :تعتبر التكنكلكجيا مف دعائـ نمك كتطكر المؤسسات،
فسرعة التطكر التكنكلكجي كارتفاع ميزانيات البحث كالتطكير تؤثر عمى معظـ
األسكاؽ لذا يجب مراقبة المحيط التكنكلكجي باستمرار ،فاإلبداع أصبح أساس
تنافسية المؤسسات بحيث قد تؤدم إلى اختفاء العديد منيا.
)5تحميل المحيط البيئي :إف االحتباس الحرارم كالتمكث يؤثر بصكرة كبيرة عمى
االنساف كبالتالي عمى المستيمؾ كاألسكاؽ .كأصبحت الجكدة ضركرة حتمية
مفركضة عمى المؤسسات .كالمحافظة عمى البيئة تمعب دك ار ىاما في
استراتيجياتيا .فعمى المؤسسة الحرص كاالىتماـ بمصدر المنتجات كالمكاد األكلية
كذلؾ ألف المستيمؾ أصبح كاعيا بضركرة الربط بيف الجكدة كالمحافظة عمى
البيئة.
)6تحميل المحيط القانوني :تضع الحككمات قكانيف لتسيير النشاطات االقتصادية
كتطكير العمالة كالمنافسة ،ككذلؾ معايير صحية لمحرص عمى جكدة المنتجات
كمراقبة األسعار ,فعمى المؤسسة معرفة القكانيف التس تسيرىا ،كتسير القطاع
كاالقتصاد بصفة عامة .فبل بد مف االطبلع عمى الكثائؽ القانكنية المطبكعة
كالقانكف التجارم ،القكانيف المالية... ،الكثائؽ االدارية التابعة لمقر الكاليات
كالك ازرات ،القكانيف المتعمقة بالمنافسة كحماية المستيمؾ كسياسات التسعير
كغيرىا.
8
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
9
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
أ -لممؤسسة امكانية أف تتجاىؿ تغيرات المحيط كىي في ىذه الحالة تككف في حالة
غياب االستراتيجية.
لممؤسسة القدرة عمى رد الفعؿ فتككف ليا في ىذه الحالة استراتيجية دفاعية. ب -
لممؤسسة القدرة عمى أف تسبؽ تطكرات المحيط كتككف ليا في ىذه الحالة ت -
استراتيجية ىجكمية.
قاـ مايكؿ بكرتر مف جامعة ىارفارد بتطكير إطار عمؿ ،متأث ار بأعػماؿ ،K. Ohmaeمػف
،Customersالمنافسيف ،Corporateالزبائف خبلؿ مثمث اإلستراتيجية (المنظمة
،)Competitorsيساعد المديريف في تحميؿ قكل المنافسة في بيئة صناعية بغرض التعرؼ
أدناه إطار عمؿ بكرتر عمى الفرص كالتيديدات التي تكاجو الشركة .كيعرض الشكؿ
المعركؼ بنمكذج العكامؿ الخمسة التي تشكؿ أسس لعبة المنافسة داخؿ صناعة مف
الصناعات .كىذه القكل ىي:
قد يبدك تحديد مجاؿ التنافس سيبل فمنافس كككا ككال ىك بيبسي ككال كمنافس سكني
ىك ماتسيشيتا ،Matsuchitaلكف المنافسة الحقيقية أكسع بكثير إذ تضـ المنافسة الكامنة،
10
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
إف نمكذج القكل الخمسة يفترض أنو كمما ازدادت قكة عامؿ مف ىذه العكامؿ ،كمما
تقمصت بدرجة أكبر قكة الشركات القائمة عمى رفع األسعار كتحقيؽ األرباح ،كبالتالي فإف
العامؿ القكم يشكؿ تيديدا عمى الشركة حيث أنو يؤدم إلى تقميص األرباح .أما عامؿ
المنافسة الضعيؼ فيمكف النظر إليو كفرصة لمشركة ،طالما أنو يتيح ليذه األخيرة تحقيؽ
أرباح أكبر .فمثبل تزداد قكة المساكمة لممشتريف عندما يقكـ ىؤالء بشراء كميات كبيرة أك
عندما يككف المشتركف قميمي العدد كلكنيـ كبيرك الحػجـ .كتزداد قكة المساكمة لدل المكرديف
عندما ال تمثؿ الشركة عميبل ميما ليـ أك عندما تككف تكاليؼ التحكؿ إلى مكرد آخر مرتفعة
جدا.
التهدٌد من قبل
المنتجات البدٌلة
11
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
إف األمر غير مكتمؿ بتحديد القكل التنافسية ،ألنو يجب التعمؽ أكثر في التحميؿ
بشكؿ يم ّكف مف التمييز بيف الشركات العاممة في مجاؿ عمؿ كاحد .كمف ىنا تصنؼ
نشاط) إلى مجمكعات استراتيجية. المنظمات التي تنتمي إلى نفس القطاع (مجاؿ اؿ
كيتطمب ذلؾ فيـ كايضاح األبعاد التالية :درجة التخصص ،االىتماـ المكجو لمعبلمة،
نكعية المنتكج ،التكنكلكجيا المستعممة ،درجة التكامؿ العمكدم ،كضعية المنظمة مف
حيث التكاليؼ ،طبيعة الخدمات المقدمة لمعمبلء ،سياسة األسعار ،عبلقة الشركة
بسمطات البمد الذم تتكاجد فيو أك تتعامؿ معو كطبيعة المنظمة ذاتيا (مؤسسة مستقمة أـ
فرع تابع لمؤسسة أخرل) .كبيذا فإف كضعية أم مؤسسة متكاجدة في القطاع مف حيث
األبعاد السابقة (ليست كميا بؿ تختار األكثر برك از في الصناعة المعنية) يسمح بتصنيفيا
إلى مجمكعة معينة .كيجب اإلشارة إلى أف ىذه العممية تسمح بالتعرؼ عمى نكعية
االستراتيجية التي يجب إتباعيا كالتي تمنح ليا القدرة عمى مقاكمة ضغكط القكل
التنافسية.
12
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المجموعة العامة
منخفض
كيمكف القكؿ أف القطاع عادة ما يتككف مف عدد قميؿ مف المجمكعات االستراتيجية تتميز باختبلفات
جكىرية مف حيث االستراتيجيات المتبعة ،كىذا التحميؿ يفرض نكعيف مف المنافسة التي تكاجييا المنظمة
مستكل كطريقة التعامؿ ستختمؼ حسب تككيف حافظة المنافسيف لممنظمة .إذ ىناؾ إجراءات تتخذ عمى
مستكل اإلدارة العممية كيكجو إلى المنظمات التي تنتمي إلى نفس المجمكعة االستراتيجية ،كأخرل عمى
اتيجي مكجو إلى المنظمات التي تنتمي إلى مجمكعات استراتيجية أخرل .كيفترض بذلؾ أف
اإلدارة اإلستر ة
المنافسة تقع عمى مستكييف :بيف المؤسسات كبيف المجمكعات .كىنا تندرج فرضية ،K. Cool & I. Dierickx
كمحتكاىا أف المؤسسة التي تنتمي إلى نفس المجمكعة اإلستراتيجية تككف المنافسة بينيا أقؿ حدة مما ىي
عميو بيف المجمكعات .كفي ىذا االتجاه فإف المجمكعات معرفة بطريقة كبلسيكية كمؤسسات تتقاسـ نفس
األسمحة التنافسية ،بمعنى نفس المزيج التسكيقي كمف ثـ فإنو داخؿ المجمكعة اإلستراتيجية تككف األرباح
محفكظة.
اإلستراتيجية أساليب مفيدة لمتفكير كتحميؿ طبيعة قد يمثؿ نمكذجا العكامؿ الخمسة كالمجمكعات
المنافسة في أحد المجاالت الصناعية لمتعرؼ عمى الفرص كالتيديدات داخؿ ذلؾ المجاؿ ،إذ يحتاج
المديركف إلى إدراؾ مكاطف ضعفيـ لكف يؤخذ عمى النمكذجيف أنيما:
13
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
-كيقمبلف أك يخففاف مف التركيز عمى أىمية االختبلفات الفردية لمشركة ،بينما يؤكداف بقكة عمى أىمية
المجاؿ الصناعي كىيكؿ المجمكعة االستراتيجي لمعدالت أرباح الشركة.
كقد اعترؼ بكرتر ،كاضع النمكذجيف ،في أحد أعمالو بدكر التجديد كاالبتكار في إحداث ثكرة في
ىيكؿ الصناعة ،إذ يعتقد أف ىيكؿ الصناعة غالبا ما يعكد إلى حالة الثبات كاالستقرار النسبي بعد ىدكء
ثكرة التجديد كاالبتكار ،كعند ىذه الحالة يمكف تطبيؽ النمكذجيف مرة أخرل .كالكاقع أف البيئة الصناعية
الديناميكية مف البيئات سريعة التغير ،بمعنى أف دكرات حياة المنتجات عادة ما تككف قصيرة كالمزايا
التنافسية يمكف أف تككف مؤقتة .كتميؿ معظـ ىذه الصناعات إلى االستحكاذ عمى معدالت عالية جدا مف
تجديد المنتكج.
كيشيد العالـ حاليا تغيرات جذرية سمتيا األساسية عكلمة اإلنتاج كعكلمة األسكاؽ .كليذا االتجاه
تداعيات ميمة بالنسبة لممنافسة داخؿ صناعة ما .كيتضح ذلؾ جميا مف خبلؿ أف حدكد الصناعة ال
تتكقؼ عند الحدكد الكطنية ،كأف زدياة حدة المنافسة أثرت سمبا عمى الصناعات المحمية ،ككمما ازدادت
المنافسة ازداد معيا معدؿ التجديد كاالبتكار ،خبلؼ ما كرد في نمكذج بكرتر الستاتيكي.
14
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 3
نظريات المؤسسة
إف النظرية النيككبلسيكية ىي قمب النظرية االقتصادية .ىذه النظرية التي تبحث أساسا
في فيـ عمؿ نظاـ األسعار كأسمكب لتخصيص المكارد ىك أيضا نمكذج بسيط لممؤسسة.
كلكف لماذا تكجد المؤسسة في ىذه النظرم؟ كما الذم يعرؼ المؤسسة في ىذه النظرية؟
إف المعالجات الحديثة ال تفرؽ كال تفصؿ بيف تنظيـ المؤسسة كتكاجدىا .كقد استنتج
Demsetzأف الخمط بينيما ىك أساس األخطاء التي كقعت في تفسير كجكد المؤسسة.
فمثبل فإف نظرية تكاجد الذرة l’existence de l’atomeال تحتاج إلى عبلقة مع نظرية
العمؿ الداخمي لنظاـ االلكتركنيات فييا.
عندما أظير االقتصاديكف األىمية لمسألة كجكد المؤسسة ،لـ يركزكا عمى األحداث
النسبية لممؤسسات .بؿ عمى العكس حاكلكا إيجاد نظرية منطقية صالحة لشرح كجكد
المؤسسة في نظاـ األسعار إف ىذا األمر نظرم بحت كىك نتيجة أف المؤسسة كتككيف نظرم
تمشي عرجاء في النظرية النيككبلسيكية لؤلسعار.
إف F.H. Knightلـ يطرح مباشرة مسألة تكاجد المؤسسة ،كال تنظيميا بؿ حاكؿ فيـ
F.H. Knightأنو حتى بإسقاط فرضية المعمكمة الكاممة كجكد الربح ،كقاؿ
( ،)l’information complèteأم بفرض كجكد الخطر ،فإف الخطر ال يشرح كجكد الربح
ألنو مرتبط بتكزيع احتماالت لمختمؼ األحداث .فبالنسبة لشركة تأميف مثبل فإنيا تحسب
السعر المناسب الذم يقابؿ خطر الحريؽ ،فيي تحكؿ الخطر إلى تكمفة عادية إلى نشاط أم
مؤسسة .كمف ثـ فإف المنافسة يجب أف تعالج الخطر كأم تكمفة إنتاج .كبيذا فإف الخطر ال
يؤدم إلى الربح .إف النتائج recettesالتي تتجاكز التكاليؼ .بما في ذلؾ الخطر ال يمكف
15
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
أف تتحقؽ في اقتصاد المنافسة في كضعية التكازف ،كحتى في غير التكازف فيناؾ إمكانية
لدخكؿ منافسيف كمف ثـ زكاؿ الربح مف جديد.
يركز F.H. Knightعمى عدـ كماؿ المعمكمة ،إذ أف ذلؾ يشرح شيء آخر غير
الخطر الذم يفسر الربح كالخسارة .فاألحداث ال يجب أف تككف قابمة لمتنبؤ بالشكؿ الذم
F.H. يتيح تحكيؿ البليقيف إلى تكاليؼ إنتاج معينة .فئلجابة عمى ىذه االنشغاالت ،قاـ
connaissance imparfaite Knightبإنشاء صنؼ جديد مف المعارؼ غير الكاممة
.l’incertitudeفعدـ اليقيف يختمؼ عف الخطر في مجمكعة التي تؤسس عدـ اليقيف
األحداث الممكنة التي ال يمكف التعرؼ عمييا بالشكؿ الذم يسمح بحساب حالي .إف أحداث
البليقيف ىي التي تحدث األرباح أك الخسارة ،ألف الدخكؿ إلى السكؽ أك الخركج منو ال تبنى
عمى أساس السبؽ العقبلني ليذه األحداث.
عند عرض تحميمو الشيير لكجكد المؤسسة ركز Coaseعمى تكمفة التعاقد (كاف كاف
الخطر أحد العكامؿ المؤثرة عمى تكمفة التعاقد) .إف تسيير المكارد يككف ذك معنى إذا كانت
تكاليؼ تنسيؽ المكارد بكاسطة تسكية تعاقدية أكثر مف تكاليؼ تسييرىا داخؿ المؤسسة .إف
تخفيض تكمفة التنسيؽ المحققة بكاسطة التنسيؽ المسير تعني شرح إنتاجي لممؤسسة حسب
.Coase
Knight يرل Coaseأف الخطر مقبكؿ دكف تمريره كتعكيض لسمطة الرقابة .أما
فيرل أنو ضركرم .كيبلحظ أف المؤسسات عندما تشترم سمع مف مؤسسات أخرل فيي تقكـ
بدفع محدد في العقد دكف الخطر .بنفس الشكؿ عندما تقكـ بدفع األجكر لمعماؿ المحددة في
عقد العمؿ .بمعنى أنو في أغمب الحاالت ،فإف المؤسسات ال تطمب مراقبة عمى المكرديف.
إف الدليؿ المعاكس contre exempleلػ Coaseليس نقد جذاب ألنو يمكف القكؿ
أنو حسب نايت ىناؾ اختبلؼ في قدرة تحمؿ الخطر بيف األطراؼ التي تساىـ في اإلنتاج
كىك ما يفسر تككيف المؤسسة .كحسب ؼكرة نايت فإف االختبلؼ يختفي عندما يتعمؽ األمر
16
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
بمؤسستيف .فبل تكجد استفادة مف خبلؿ إعادة تكزيع الخطر بيف مؤسستيف تقكماف بتنظيـ
عبلقاتيا التعاقدية عمى أساس مستخدـ/مستخدميف ،إال إذا كاف المبلؾ في المؤسستيف ليس
ليـ مكانات مختمفة في مكاجية الخطر.
كبذلؾ فإف شرح ككز لكجكد المؤسسة يركز عمة تخفيض تكاليؼ التعاقد .كيمكف أف ال
تتكاجد في حالة كفاءة نظاـ األسعار .كيمكف تعريؼ المؤسسة بذلؾ التنسيؽ المسير .كتعتبر
المؤسسة ىي المكاف الذم يتـ فيو ىذا التنسيؽ .فعندما ترتفع تكمفة العقد تعكض بالمؤسسة
إذا كانت تكاليؼ ىذه األخيرة أقؿ.
17
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 4
إف تطبيؽ المقاربة النظامية في تحميؿ المنظمة (المؤسسة) قاد إلى تقدير الدكر
)pouvoirىي مؤسسة الضركرم لسمطة مؤسسة كمنظمة في نفس الكقت .ىذه السمطة (
ألنيا تحدد المشركع اإلنتاجي لممؤسسة ،كىي منظمة ألف إنجاز ىذا المشركع يمزمو ىيكمة
مناسبة .كبذلؾ يجب تعميؽ معرفة ىذه السمطة .لقد اىتـ ىذا التحميؿ االقتصادم بذلؾ منذ
زمف بعيد .كيمكف إيجاز ىذه المساىمات فيما يمي:
-فيك رأسمالي أم ذلؾ الشخص الذم يجمب األمكاؿ كينتظر تعظيـ تكظيفيا.
-كىك ميندس أم ذلؾ الشخص الذم يمزج عكامؿ اإلنتاج.
18
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
1932أشار إلى كيجب مبلحظة حداثة تحميؿ شمبيتر في الكقت الحالي كالذم منذ
ثبلث أنكاع مف التجديد :التقني (سمع جديدة ،طرؽ إنتاج جديدة) التجارم (سكؽ جديد ،إلى
األماـ كالى الخمؼ à l’amont et à l’avalكالتنظيمي (تنظيـ جديد) .كلؤلسؼ لـ تمؽ
ىذه المساىمة التفعيؿ إال بعد مركر أكثر مف 50سنة.
ظيرت النظرية التسييرية (اإلدارية) سنة 1932في الكاليات المتحدة عمى يد الباحثاف
l’organisation du A.A. Berle et G.R. Meansالمذاف اىتما بتنظيـ السمطة (
)pouvoirفي المؤسسات الكبيرة .كقد اعتمدا عمى دراسة لػ 200شركة غير مالية ،كتبيف
أف %45منيا السمطة فييا في يد أجراء مستقميف عف المساىميف كعددىـ كبير .كفي %30
Berle et Meansبالفصؿ بيف الممكية فقط يممؾ المسير أغمبية رأس الماؿ .فقد قاـ
كاإلدارة ،la propriété et la directionككاف ليذا التمييز تداعيات ميمة في التحميؿ
االقتصادم لممؤسسة .غير أف تفكيرىما لـ يقدىما إلى إعادة تعريؼ دكر المقاكؿ .كلكف ذلؾ
قادىما إلى القمؽ عمى نياية المراقبة ألصحاب الثركة مف خبلؿ السمطة المتزايدة لممسير.
كما قمقا عمى الكزف المتزايد لممؤسسات الكبيرة كمستقبؿ ىذه المؤسسات الذم أصبح في يد
المسيريف الذيف يسعكف إلى تحقيؽ أىدافيـ الخاصة.
19
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
James في سنكات األربعينات كاف مكضكع السمطة التسييرية األكثر تداكال كنشر
Burnhamسنة 1941كتابا بعنكاف ،the managerial revolutionحيث أثار إشكالية
أف الرأسمالي ال يقكد اإلنتاج كالرأسمالية ىي فكرة قديمة ،dépasséكقد حاف كقت التقنييف.
كانتشرت آنذاؾ فكرة التكنكقراطييف كأكثر عيكب التسيير التكنكقراطي ،ىي:
لذلؾ كتب J.K. Galbraithفي 1967أف الييكمة التقنية أدت إلى دحض فرضية
حرية المعب لمممكية كأف السكؽ كافي لضماف التنظيـ الفعاؿ لمنشاطات االقتصادية.
كيمكف استخبلص نتيجتيف :األكلى ىي يجب إعطاء المساىـ قدر أكبر مف السمطة؛
كالثانية ىي يجب إيجاد كسيمة لمراقبة المنفعة الجماعية حسب اختيارات المسير.
كقد اتجو جيمبرت إلى ىذا االتجاه الثاني ،كعرض معالجتو بالتكنكقراطية السياسية بدؿ
.Burnhamكفي التكنكقراطية الصناعية .ككانت نتائج جيمبرت ليست بعيدة عف نتائج
منتصؼ الستينات انتيت النظرة التسييرية في المؤسسة إلى نتائج سمبية يمكف اختصارىا
في:
20
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
21
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 5
ثالثا :المدرسة السموكية l’école behaviouriste
إف مشكؿ قرار معيف يمكف أف تتكاجد متغيرة أك عدة متغيرات تمثؿ حاالت ميمة
لممحيط .كالحكادث عادة ال يمكف مراقبتيا ،كبالتالي فأحد مشاكؿ اتخاذ القرار ىي إذف
تقديرىا كتقدير قيمتيا .كاذا كانت قيمة محيط معركفة جيدا ،فنحف بصدد اتخاذ قرار في
كضعية تأكد .كاذا كانت الحكادث معمكمة في شكؿ احتماالت فنحف نتكمـ عف اتخاذ قرار مع
مخاطرة .كفي ىذه الحالة يعطي لكؿ حادثة احتماؿ كيستعمؿ في عممية اتخاذ القرار .كعند
عدـ إمكانية تقدير التنفيذ المستقبمي لمحكادث فيك اتخاذ قرار في حالة عدـ تأكد.
كما أف عممية االختيار بيف مختمؼ البدائؿ التي يتـ إعدادىا ال يتـ مباشرة ،بؿ يعتمد
مؤشر كفاءة يقيس كيفية تمبية كؿ بديؿ لميدؼ األصمي ،كتميز غالبا لممؤشرات األىمية
بمقياس قيمي كقابمة لمتحديد .كالتي يمكف تدنيتيا أك تعظيميا (تكاليؼ ،أرباح ،مجاالت،
زمف) كمؤشرات كظيفية لؤلىداؼ الكظيفية ككفاءات غالبا قابمة لمقياس .كتعكض بدكاؿ منفعة
تقيس أحسف الرضا الذم تعطيو بعض النتائج لمف يتخذ القرار.
خصائص القرار لدل الكبلسيؾ:
-العقبلنية عالية لدل متخذ القرار.
-انحصار العممية لدل المسيريف في أعمى اليرـ اإلدارم المنظـ حسب المبادئ
البيركقراطية الجد معقدة.
-مختمؼ األفراد عقبلنييف ،كىـ في معزؿ عف تأثيرات المحيط.
-العمؿ عمى تحقيؽ أقصى ربح.
مدرسة العالقات اإلنسانية والسموكيين في اتخاذ القرار
كانت مدرسة العبلقات اإلنسانية بمثابة الناقد ألفكار االتجاه الكبلسيكي في اإلدارة .كقد
دعت إلى االىتماـ باالتصاؿ في المؤسسة كاالستفادة منو كمف الجماعات غير الرسمية فييا،
التي تمعب دك ار ميما في تكجيو الرأم العاـ فييا.
22
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
كعمى الرغـ مف ذلؾ فقد تمقت ىذه المدرسة عدة انتقادات منيا عمى كجو الخصكص
اعتبارىا لممؤسسة كمجمكعات مف األفراد ،كاىتمت بيـ كميداف لمدراسة أساسا كأىممت
جكانب أخرل في المؤسسة .كما أنيا اعتبرت المؤسسة كنظاـ مغمؽ ،كىذا يعني ضعؼ
تأثيره كتفاعمو مع المحيط أك انعداـ ذلؾ ،مثؿ ما كاف عند الكبلسيؾ ،إال أف الكاقع
كالمنطؽ ،كمدارس أخرل كخاصة االتجاه النظامي في الدراسة لممؤسسة قد أثبتت خطا ىذه
الفكرة ،كأيضا فكرة اعتبار جماعات األفراد داخؿ المؤسسة ذات اتجاىات كأىداؼ متشابية.
كىك شيء غير مثبت في عدة كضعيات كدراسات بعد ذلؾ .بؿ العكس ثبت كجكد جماعات،
كحتى أفراد ضمف الجماعة الكاحدة في المؤسسة ،ليا اتجاه كأىداؼ ليست متطابقة مع
األىداؼ األخرل لممجمكعة كالمؤسسة.
كفي الخير فإف اىتماـ ىذه المدرسة بالدراسات عمى المستكيات السفمى في المؤسسة
يجعميا غير متكاممة في نظرتيا كتحميميا لممؤسسة ،كىك نفس االنتقاد الذم يمكف تكجييو
إلى أفكار تايمكر ،أب الفكر اإلدارم الكبلسيكي ،الذم اتجو أساسا إلى المستكل التنفيذم أك
الكرشة كقد جاءت بدائؿ أخرل لنظرية اتخاذ القرار العقبلني ضمف االتجاىات الحديثة
لئلدارة ،مثؿ نظرية H. Simonكأفكار .March et Cyiert
من أسطورة الرشاد أو العقالنية المطمقة إلى واقع العقالنية المحدودية Du mythe
de la rationalité absolue à la réalité de la rationalité limitée
تعتبر العقبلنية إحدل الفرضيات األساسية لممدرسة الكبلسيكية كيقصد بيا قدرة
المنتجيف كالمستيمكيف عمى اتخاذ الق اررات أمثمية الرضا منذ فكر سميث إلى كلراس .كاتخاذ
قرار عقبلني يعني المركر بخمس مراحؿ:
-تحديد المشكمة
-إعداد قائمة عف كؿ الحمكؿ الممكنة
-تحديد كؿ النتائج الممكنة المحددة في المكاف كالزماف
-تقييـ مقارف لكؿ البدائؿ ،بنفس المعايير كمف نفس كجية النظر
23
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
24
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
مبادئ التنظيـ التي جاء بيا الكبلسيؾ كاعتبرىا غامضة كمتناقضة فيما بينيا غالبا ،كال
تصح إال بتكفر شركط معينة.
كحسب H. Simonفالمقرر ال يأخذ بشكؿ إجمالي مشكمة معقدة ،كلكف يحمؿ بالتتابع
مختمؼ جكانبيا ،كيعد حمكال بالعكدة إلى تجارب أك أعماؿ ماضية يعمميا .كانطبلقا منيا يقكـ
بتكييفات متتابعة ،كفي األخير يتكقؼ عند أكؿ حؿ مرض يصادفو ،كالحؿ الذم يتكقؼ
عنده ليس تعظيما مطمقا لممنفعة ،كلكف ببساطة أك حؿ مرض يصادفو.
كينظر إلى كؿ شخص يشارؾ في العممية كعنصر متحرؾ كليس كمتحمؿ لمسؤكلية
القرار ،كىذه المشاركة تككف بإضافة معمكمات ثـ بالتدخؿ في تنفيذه .كأنظمة المعمكمات
كالمراقبة تكضع كقنكات لممعطيات كمؤشرات التقييـ ،كىناؾ ذاكرة المؤسسة ،يعني تجميع
الحمكؿ النمكذجية المشركعة بالتجربة كالعادة كالتي بدكرىا تقيد عدد اإلمكانيات .كبذلؾ فإف
حدكد عممية القرار كالعقبلنيتيا مرتبطة بػ:
-قدرات ككفاءات األفراد مف خبلؿ ردكد فعمية،
-القيـ كاألىداؼ الشخصية كالحكافز،
-المعرفة الشخصية لمكضعية كالمعمكمات المتكفرة.
25
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
)2تحميؿ الحمكؿ القابمة لمتطبيؽ ،Modelisationكالتي تفرض معرفة كاممة ليذه الحمكؿ
كنتائجيا.
)3مرحمة االختيار ،بداللة الكسائؿ المتاحة كاألىداؼ المحددة .Choice
كخمص سيمكف إلى أف أغمب المسيريف يكتفكف بحؿ مرض بغض النظر فيما كاف
أفضؿ حؿ ألنيـ:
-أماـ معمكمات غير كاممة Information imparfaite
-محدكدية قدراتيـ الخاصة،
-تداخؿ بيف المؤسسات ،خاصة في المنافسة االحتكارية ،إذ تقكـ المنافسة بتغيير
معطيات المشكمة.
إف ىذه النظرية قريبة مف الكاقع خاصة بالنسبة لممشاكؿ المستعجمة .كحسب Simon
ىناؾ نكعيف مف الق اررات:
)1الق اررات المبرمجة ،les décisions programméesمثؿ برنامج عمؿ ،عطؿ ،يتـ
إعدادىا مسبقا كىي متكررة.
)2الق اررات غير المبرمجة ،les décisions structuréesيمكف االستعانة بنماذج اتخاذ
القرار.
-الق اررات المييكمة ،les d. structuréesفيمكف االستعانة بنماذج اتخاذ القرار.
-الق اررات غير المييكمة les d. non structuréesتعتمد عمى التجربة ،الحدس/القدرة
اإلبداعية.
26
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرتين 7-6
النظريات الحديثة:
لـ تكف المؤسسة مكضكع اىتماـ في النظرية الكبلسيكية ،فالسكؽ كحده كاف األىـ
كالسكؽ حسب ىذه النظرية ىك نظاـ أسعار الذم يعني إعطاء اإلشارات لممؤسسات لتعديؿ
مستكيات اإلنتاج .إذف المؤسسة ىي كأساس لعرض فيي ليست سكل كحدة إنتاجية .كطمب
الزبائف يعبر عف المفاضمة بيف عركض المنافسة حسب المنفعة التي تكجو اختياراتيـ بيف
السمع المتنافسة .كالتكازف بيف العرض كالطمب يحدث عندما تمتقي الكميات المنتجة مع
المطمكبة .كاالستراتيجية ليست ذات معنى في النظرية النيككبلسيكية ،مادامت المؤسسة تحدد
مستكل إنتاجيا بطريقة آلية بداللة نظاـ األسعار.
27
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
PIBفي USAأصبح حجـ األول :زيادة حجـ المبادالت في الناتج الكطني الخاـ
المعامبلت %45مف PIBفي 1970بعد أف كانت ال تتجاكز %25سنة .1870كفي
االقتصاديات الحديثة أصبح اإلنتاج أقؿ مف نصؼ القيمة المضافة ،كىذه النتيجة تزداد
تدريجيا.
الثاني :ىك انشغاالت المسيريف ففي القرف التاسع عشر ،عند نشأة االقتصاد الصناعي كاف
كؿ ما ينتج يباع ،فالمسيركف يركزكف اىتماميـ عمى مسألة اإلنتاج .حاليا الميمة تغيرت
كميا ،فيـ ال يسيركف كحدات إنتاج كبائعيف .فيـ ييتمكف بالتسيير االستراتيجي.
إف نظرية تكاليؼ التعاقد التي كلدت مع )1937 ( Coaseكالتي أعيدت مف طرؼ
،1985كانت تمؾ مرحمة )1975 ( O.E. Williamsonثـ عرفت تغييرات كثيفة سنة
إعادة النظر في مبادئ قديمة لمتسيير المكركثة عف تايمكر كفايكؿ مثؿ التنظيـ العممي لمعمؿ
Planningالتي بدأت تدخؿ في متحؼ كالمراقبة المفصؿ لممياـ كبرنامج لكؿ العمميات
تقنيات التسيير .كيعتبر نمكذج إعادة اليندسة Reengineeringىك دليؿ قاطع.
28
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
3 remises en إف أىمية المؤسسة ترتكز عمى ثبلث أمكر أعيد النظر فييا
:cause
الثاني :ىك إعادة النظر في مبادئ التسيير التي أدرجت االنشغاالت الجديدة لمعمميات
الدكلية لممؤسسات
الثالث :المجاؿ الثالث الذم أعيد النظر فيو ىك التايمكريزـ ،أم التقسيـ العممي لمعمؿ ،الذم
أدل إلى زيادة البيركقراطية.
يكضح كليامسكف في نظريتو حكؿ تكاليؼ التعاقد نكعيف مف التكاليؼ :عكس coase
الذم كضع ثبلثة أنكاع مف التكاليؼ.
29
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
)1التخطيط Planification
)2الثقة Promesse
)3المنافسة Concurrence
)4التسيير (الحككمة) Gouvernance
)1الخطة :نقكـ بتعاقد مع الطرؼ اآلخر بمنطؽ الخطة أم المؤسسة تحاكؿ أف تحصؿ
عمى كؿ المعمكمات خاصة أف الطرؼ الثاني يفترض فيو االنتيازية .فاإلشكاؿ أف المؤسسة
تبحث في تخفيض تكاليؼ مف خبلؿ تخفيض تكاليؼ العقكد.
)2الثقة (أو الوعد) :ىك نكع مف العقكد فالثقة تمعب دكر ألف الطرفاف يعترفف بمحدكدية
العقبلنية ،كاالنتيازية ليست كاردة ابتداء (أم كجكد حسف النية في البداية) ،فالطرفاف يتفقاف
عمى أف كؿ كاحد منيما يحاكؿ بذؿ أقصى جيد ممكف مف أجؿ تنفيذ العقد.
)3المنافسة :خصكصية األصكؿ منخفضة تككف متكاجدة في السكؽ كممكف لممؤسسة
أف تتكجو إلى غير ىذا الطرؼ فيي تحاكؿ أف تستغؿ ما يعطييا ليا السكؽ فيي ليا العديد
مف العركض مف قبؿ المكرديف كتعمؿ عمى اختبار العرض المناسب.
)4التسيير (الحكمية) :محاكلة تقميص الفجكة بيف مصمحة المسير كمصمحة المالؾ .أم
أف في ىذا النكع مف التعاقد نجد أف ىناؾ عقبلنية محدكدة كانتيازية كخصكصية ،كبالتالي
حالة صعبة لممؤسسة كبالتالي يجب تسيير العقد بدقة.
30
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
31
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرتين 9-8
إذا كانت الصياغة ليذه النظرية حديثة فإف جذكرىا أعمؽ كمحتكاىا تطكر ككانت ليا
تطبيقات عمى المؤسسة.
إف أصكؿ ىذه النظرية قديمة كليا جذكر أكركبية كأخرل أمريكية .غير أف صياغتيا
فعميا كانت منذ الستينات.
قد يبدك تحديد تاريخ معيف لظيكر نظرية ما شيء ال يمكف أف يتصؼ بالدقة .لكف
يمكف اإلشارة إلى بعض النقاط التي أحدثت انقبلبا في الفترة التي ساد فييا .كفي ىذا المجاؿ
يمكف الرجكع إلى مداخمة .)1320 ( Occamفقد كضع Occamمفيكـ لمحؽ du droit
le la propriétéبالسمطة الذم يمنح القكة لؤلفراد نسبة إلى األشياء .فقد ربط الممكية
،pouvoirكأكد أف كؿ حؽ يتخصص بمحتكل السمطة .فيناؾ فرؽ بيف الحؽ عمى الشيء
le droit sur bienكاستعماؿ الشيء .l’usageكمف ثـ فإف المفيكـ الحديث لمممكية ذك
أصكؿ دينية.
كبعده جاء )1690 ( Lockeبأسسو الفيمسكفية حكؿ حرية الممكية .فحقكؽ الممكية
لؤلفراد حسب Lockeتشمؿ حياتيـ ،حريتيـ ،أفكارىـ كأشياءىـ .ثـ استنتج أف الفرد مالؾ
لعممو كنتائج عممو ككمما قاـ شخص بتحكيؿ شيء عف طبيعتو أصبح ممكو .إف ىذا المفيكـ
أصبح أكثر اتساعا .كلكنو عمى األقؿ أعطت حؽ الممكية لمفرد عمى نفسو مما يترتب عمى
32
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
ذلؾ حدكد اتجاه اآلخريف .كبذلؾ فإف حقكؽ الممكية كانت أساس النظاـ االجتماعي l’ordre
.socialeفعف طريؽ العقد االجتماعي يكفؿ األفراد االستمتاع بممكياتيـ.
)1776 كقد أثار الفكر االقتصادم إشكالية الممكية عبر أفكار كؿ مف آدـ سميث (
ك .)1841 ( Jean Baptiste sayفبالنسبة لسميث كاف ينظر إلى تدخؿ الدكلة بأنو غير
مقبكؿ كبأنو مساس بحقكؽ الممكية الفردية .ككذلؾ بالنسبة لسام ،إذ كاف حكمو شديدا
violationلحقكؽ كاعتبر أف أم تحديد لبلستعماؿ الحر لمممكية ىك اغتصاب أك مساس
الممكية الفردية .إف تحميؿ سام أكد عمى أف لحقكؽ الممكية الخاصة مكانة أكلية كسمح
بتحقيؽ أرباح عف طريؽ رفع اإلنتاج ،كىك يتفؽ مع التحميؿ الحديث لحقكؽ الممكية.
كمع نياية القرف ،19كاف )1891 ( Gustave Molunariمف بيف المدافعيف عمى
أصكؿ الممكية الخاصة .كيعتقد Molunariأف الصعكبات االقتصادية ناتجة عف التداخبلت
في حقكؽ الممكية في القرف .19كقد أثريت كاشتيرت الممكية الخاصة عمى يد عدة مؤلفيف
أمثاؿ )1896 ( Leroy-Beaulieu ،Frédéric ،Bastiatكأيضا )1848 ( Troplong
)1893 ( Cauwés Paulأعمنت الخطكط العريضة ك .)1848 ( Thiersكلكف عند
l’intérêt لنظرية حقكؽ الممكية ،عندما كتب أف "المجتمع يضمف المصالح الفردية
،personnelفمف المصمحة الفردية يأتي العمؿ كاالستعماؿ الجيد لمممكية" .كقد حاكؿ
Cauwésتحديد الخصائص األساسية لممكية فعالة :الممكية يجب أف تككف مطمقة
،absolueأبدية ،perpétuelleمكرثة .héréditaire
33
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
أنيا تحث incitatifعمى تثميف الممكية باالستفادة مف ىذه الممكية ،عف الحركة،
اإلنتاج ،البحث..
مف أنيا تمكف مف اإلدخاؿ internalisationمف خبلؿ شراء مؤسسة أخرل ،نشاط
آخر.
.2فرضيات النظرية:
إف نظرية حقكؽ الممكية كانت بمثابة تجديد لمنظرية الكبلسيكية ،إذ تـ إعادة النظر في
بعض مف خصائصيا .كقد اعتمدت ىذه النظرية عمى خمس فرضيات:
)1إف المتعامميف االقتصادييف يعظمكف دكاؿ المنفعة كىـ مدفكعيف بالبحث عف المصمحة
الفردية l’intérêt individuelميما كاف النظاـ االقتصادم الذم يعممكف بو كميما
كانت حقكؽ الممكية التي يتمكنكف بيا.
)2تفضيبلت الفرد يتـ إظيارىا بسمكؾ في السكؽ.
)3المعمكمة ليست كاممة كتكاليؼ التعاقد ال تساكم الصفر ،ىذه التكاليؼ ميمة لذا يستبعد
إىماليا ،كىك ما يشكؿ عنصر مفسر لمسمكؾ االقتصادم لؤلفراد.
)4يخضع المتعاممكف لقيكد تفرضيا ىيكمة النظاـ الذم يحكميـ أك يعممكف بو .فتاريخ
المنظمات أظير ذلؾ.
فالمتعامؿ داخؿ المؤسسة ليس عضكا منفعبل بؿ ىك متعامؿ يعمؿ عمى تعظيـ منفعتو
في الحدكد التي تفرضيا الييكمة .كفي ىذا المعنى تبني النظرية معالجتيا عمى الفردانية
34
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
)5إف دالة المنفعة لمفرد يمكف أف تحكم أمك ار أخرل غير تعظيـ الربح أك الثركة كالتي
ليست الكحيدة الدالة عمى دالة منفعة المتعامميف االقتصادييف .كىذا الرفض لتعظيـ الربح
le temps ىك أساسي في النظرية .إذ يضاؼ لمربح عكامؿ أخرل مثؿ الكقت الحر
libreفي أكقات العمؿ ،اليدكء ،la tranquillitéاألماف ،la sécuritéالترفيو le
loisirكحتى ظركؼ العمؿ أيضا.
.3وظيفة وتعريف حقوق الممكية
إف اليدؼ األكؿ ليذه النظرية ىك إدراؾ كيؼ يؤثر نمط معيف مف حقكؽ الممكية عمى
متعامؿ أك آخر .كمف ثـ كيؼ أثر نظاـ حؽ ممكية معيف عمى نظاـ اقتصادم ما ،أم عمى
كفاءتو كسير عممو .كبذلؾ فإف الكظيفة لحقكؽ الممكية ىي إمداد المتعامميف بمحفزات مف
أجؿ خمؽ كالحفاظ كتقييـ األصكؿ .أك باختصار عمى استعماؿ أكثر فعالية لممكارد.
كبذلؾ فغف الباحث بإمكانو االستيبلء عمى أرباح اكتشافو ،كبصفة أعـ عمى تجديده
مما يحثو عمى التجديد أكثر .كىذه المبلحظة يمكف أف تمتد إلى كؿ نشاط خالؽ لمقيمة .كمف
ثـ فإف ىذه النظرية تكلي ذلؾ أىمية كبيرة .فإذا كاف محتكل حقكؽ الممكية يعمؿ عمى
تخصيص كاستعماؿ المكارد فإف ذلؾ في إطار خصكصي كقابؿ لمتكقع.
مف ىذه المحفزات تنتج كظيفة أساسية لحقكؽ الممكية كىي إدخاؿ اآلثار الخارجية
.l’internalisation des externalitésإف إنشاء نظرية حقكؽ الممكية ىي السبب األكؿ
في صعكد حقكؽ الممكية كما يؤكد ذلؾ .)1967( Demsetz
35
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
إف اآلثار الخارجية ىي األثر الثانكم لبلستمتاع بالحؽ كالذم يتـ تحكيمو لآلخريف .ىذه
اآلثار يمكف أف تككف إيجابية (فرد يستفيد مف االستمتاع بحؽ ىك الكحيد أم المالؾ المستفيد
مف ذلؾ) أك سمبية (فرد بأدائو لنشاطو يجعؿ مف حكلو يتحممكف تكاليؼ غير راضيف عنيا).
إف كممة اإلدخاؿ تعني أف كؿ كاحد يستعمؿ تكاليؼ أفعالو كيستمتع بيذه األخيرة.
اإلدخاؿ لو تكاليؼ كحسب Demsetzفإف حقكؽ الممكية تظير أك تككف ذات أثر محفز
عندما تككف األرباح أك الثمار الناتجة أك المتكقعة عف اإلدخاؿ أكبر مف تكاليؼ ىذا
اإلدخاؿ .مما سبؽ ينتج أيضا أف كظيفة أخرل لحقكؽ الممكية ىي السماح لؤلفراد بالمعرفة
المسبقة ألعماليـ في إطار المعقكؿ في عبلقتيـ مع أعضاء آخريف مف المجمكعة التي
ينتمكف إلييا.
إف التعريؼ المقترح لػ " Demsetzأن حقوق الممكية تسمح لألفراد بالمعرفة المسبقة
لما يأممون حدوثو وفي حدود المعقول في عالقتيم مع اآلخرين أي األعضاء الذين
ينتمون إلى نفس المجموعة".
كتعريؼ آخر " حقوق الممكية ىي اتفاق بين أعضاء المجموعة بالتصرف بطريقة
معينة ينتظرون من المجتمع أن يمنع اآلخرين من التدخل في أنشطة كل فرد من
المجموعة ،بشرط أن ال تكون ممنوعة".
إف ىذا مرتبط بالكظيفة االجتماعية لحقكؽ الممكية .ففي الجماعات المحمية مف
األفضؿ مراقبة المكرد (النادر) بجعمو يذىب ألكلئؾ الذيف ىـ مستعدكف الستعمالو بالطريقة
الكفؤة .كفي الكضعية المعاكسة أم إذا لـ يذىب المكرد إلى المتعامؿ الذم يقدره ،فإنو يسجؿ
خسارة مضاعفة:
-بالنسبة لممالؾ
-كبالنسبة لممجتمع الذم ال يستفيد مف استغبلؿ ىذه المكرد.
كعمى صعيد أكثر شمكلية فإف حقكؽ الممكية تحرؾ سمكؾ المتعامميف كتؤثر عمى كفاءة كؿ
النظاـ االقتصادم.
36
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
مف ىنا فإف أم نشاط تجارم يترتب عميو تسكية تعاقدية .إف ذلؾ يسمح بمبادلة حقكؽ
الممكية أكثر مف السماح بتبادؿ البضائع أك الخدمات .غف قيمة البضائع كالخدمات ترتبط
بمجمكع حقكؽ الممكية المتبادلة .كفي الكاقع فما تـ تبادلو ليس سمع بؿ حقكؽ االستعماؿ .إف
النتائج الميمة أف أم تغيير في نظاـ حقكؽ الممكية يؤثر عمى السمككات الفردية كمف خبلؿ
ىذا التغيير تنتج ميكانيزمات تخصيص المكارد كتكزيع الدخكؿ...
كمف ثـ فإف الكظيفة االجتماعية لحقكؽ الممكية مركزة عمى كفاءة النظاـ االقتصادم
بصفة عامة .كأحد المسائؿ الميمة ىي التكمفة أك األرباح االجتماعية ،كمركزة عمى التكازف
االجتماعي األمثؿ .إف المسألة ىي معرفة إلى أم مدل يجب أف يذىب فرد أك مجمكعة في
تصحيحو لآلثار الخارجية.
في المدل القصير (كىي تمؾ الفترة التي ال يمكف التدخؿ لتخفيض اآلثار السمبية
بسبب التطكر التقني ،أك االبتكارات) .فأم محاكلة لمتأثير عمى اآلثار الخارجية يترتب عمييا
تكمفة اجتماعية فبل يجب إقصاء كؿ اآلثار الخارجية .كالحؿ األمثؿ يعني كضع تكازف حذر
بيف التكمفة/الربح االجتماعي اليامشي كتخفيض ىذه اآلثار.
إف حقكؽ الممكية يجب أف تغطي شرطيف :مف جية يجب أف تككف حصرية ،كمف
جية أخرل يجب أف تككف قابمة لمتحكيؿ .ككما سبؽ اإلشارة ،فإف كجكد حؽ عمى سمعة ىي
37
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
إمكانية استعماليا بتغيير شكميا ،أك جكىرىا عف طريؽ تحكيؿ كؿ الحقكؽ بالبيع أك جزء
منيا مثؿ اإليجار.
إف ىذه الخاصية لحقكؽ الممكية تتضح مع كاحدة مف الكظائؼ الكبرل لحقكؽ الممكية
المكضحة سابقا أال كىي أثر التحفيز l’effet diffusifباإلضافة إلى ككف حؽ الممكية يجب
أف يككف قابؿ لمتحكيؿ cessibleكحصرم ،exclusifsفغف أحد شركط الفعالية تأتي مف
صفتيا القابمة لمتقسيـ أك التجزئة أك المشاركة ،فعدة أفراد متمايزيف بإمكانيـ أف يتممككا
جكانب مختمفة مف نفس الشيء.
إف األمر يعني تحديد (حدكد) قانكني أـ ال ،سبب الحصرية أك القابمية لمتحكيؿ لشيء
ما قد يؤثر عمى قيمتو بالنسبة لممالؾ كلآلخريف كذلؾ .فإذا كانت ىذه القيكد تحد مف
استعماؿ الشيء ،فإف تحكـ المالؾ ليس كميا .إف نظرية حقكؽ الممكية ىي عادة نظرية نزع
dégradationلحقكؽ الممكية .كفي نفس الكقت فعف قيمة الحؽ تنخفض إذا تـ تحكيمو،
ألف المالؾ غير حر في ترؾ الشيء مقابؿ آخر (مقابؿ الشيء) يككف أكثر منفعة لو.
في الكاقع فإف أغمب ىذه الحدكد فرضيا القانكف كأم تغيير في محتكل ىذه النظرية
يرجع لمتغير في تخصيص المكارد كالتي ترتبط بدكرىا بالجانب القانكني .إذف فنظرية حقكؽ
الممكية ىي نظرية لمدكلة .une théorie de l’état
38
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
39
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 10
تنسب ىذه النظرية إلى )1976( M.C. Jensen et W.H. Mecklingإذف فتكجد
Principal, عبلقة الككالة relation d’agenceعندما يقكـ شخص يسمى األصيؿ (
Mandataire, )Mandantبتفكيض جزء مف سمطة القرار لطرؼ ثاف يدعى ككيؿ (
.)Agentكبذلؾ فإف Jensen et Mecklingيعرفاف عبلقة الككالة بأنيا " عقد يقوم من
خاللو شخص أو عدة أشخاص (األصيل) بتوكيل شخص آخر (الوكيل) بإنجاز ميمة
(خدمة) باسميم .مما يعني تفويض الوكيل سمطة قرارية ".
لقدت امتدت فكرة الككالة إلى مختمؼ صيغ التعاكف التي يمكف أف تربط متعامميف.
كنتيجة ىذه العبلقات تظير تكاليؼ تسمى بتكاليؼ الككالة .les coûts d’agenceكىي
نتيجة االنتيازية l’opportunismeكعدـ اليقيف .l’incertitudeكعدـ كماؿ مبلحظة
جيكد كؿ طرؼ لآلخر imparfaite observabilitéكعدـ تناظر المعمكمة l’asymétrie
.de l’information
كما يبلحظ أف نظرية الككالة ترفض العقبلنية الجكىرية la rationalité substantive
التي يؤمف بيا النيككبلسيؾ كال يكجد سكل العقبلنية المحدكدة .إف عبلقات الككالة تميز كؿ
المنظمات ال سيما اإلنتاجية منيا .كتقترح نظرية الككالة نظرة تعاقدية لممؤسسة ألف العبلقات
التي تككنيا يمكف اعتبارىا كعبلقات ككالة مثؿ :العبلقات بيف المبلؾ كالمسيريف ،المقرضيف
employeur- كالمقترضيف ،les prêteurs-emprunteursالمسؤكؿ كاألجراء
،salariésكحتى العبلقات بيف المتعامميف االقتصادييف .إذف فتكاليؼ الككالة تؤثر عمى
سعر التكمفة le coût de revientلكؿ المخرجات .كىذه اآلثار ستتضح في العقكد
المبرمة ،كمف خبلؿ المزايا كالتكاليؼ المتأتية.
40
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
كتبقى المنظمات اإلنتاجية أفرزت ىياكؿ تمكنيا مف تخفيض تكاليؼ الككالة .إف المبدأ
األساسي لمنظرية ىك قبؿ كؿ شيء اقتصادم .كيقصد بو أف تككف المؤسسة أكثر فعالية
كبأقؿ تكمفة .إذف اإلنتاج ليس فقط بالمعنى التقني بؿ التنظيمي .فنظرية الككالة ىي األكلى
مف تطرؽ إلى تكاليؼ التنظيـ .فالتنافسية تصبح حسب نظرية الككالة تنظيمية.
تقكـ الفكرة األصمية لنظرية الككالة عمى أف ىناؾ طرفاف يقكماف بعمؿ مشترؾ ،كميما
كاف الميداف كميما كانت طبيعتو يككف ىناؾ دائما اختبلؼ ناتج عف أمكر كثيرة مثؿ
اختبلؼ في التصكر أك اختبلؼ في المصالح أك اختبلؼ القدرة ،...بما أف العمؿ المشترؾ
دائما فيو خبلؼ كبما أف الفرد يبحث عف تعظيـ منفعتو يحدث تصادـ بيف األصيؿ كالككيؿ
.conflitكىذا النزاع يطغى عمى عبلقة الككالة أم اختبلؼ المصالح يصؿ إلى نزاع
relation conflictuelleكاال فنظرية الككالة جعمت مكضكعيا بالنسبة ليا يكمف في دراسة
النزاعات التي تخص الككالة كحميا.
41
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
األصيؿ (صاحب الممكية) :يكمؼ غيره ليتصرؼ في ممكيتو كبتمكيف الككيؿ يجب أف
يفكض لو سمطة التصرؼ في غيابو كسمطة التصرؼ ىي ما يعرؼ عف التنازؿ عف حؽ
االستعماؿ.
إف المبلؾ ال يتكاجدكف بالمؤسسة .أما المسير فمو مسؤكلية المؤسسة إذا فشمت فيذا
يعني فشؿ المسير كبالتالي العكائد تنخفض .فالمبلؾ يبحثكف عف أسيـ أخرل ،كمف ىنا فإف
عمؿ المسير ميـ فمكال فشمو لما ذىبت المؤسسة .كاألصيؿ بعيد عف المؤسسة حتى تنتيي
أك تبقى لمدة طكيمة.
حسب نظرية الككالة فإف المسير ليس لديو الحؽ عمى الرغـ مف أف المؤسسة يتكاجد
فييا المسير كيسيرىا دائما كباستمرار .فعند تفكيض السمطة مف المسير مثبل إلى ميندسيف
فيي عبلقة أجر كليست عبلقة ككالة.
إف نظرية الككالة بيذا المفيكـ أرادت أف تعالج األثر االقتصادم لمعبلقات بيف
المساىميف actionnairesكالمديريف .فيي تصؼ أىـ العقكد المييكمة لممنظمة .كبمعنى
تكزيع السمطات كالمياـ ( )pouvoir et tachesحسب تعريؼ B. Lussatoكتحدد ما
ىي الصيغ التي تسمح بالحصكؿ عمى أقصى مزايا مف تخفيض تكاليؼ الككالة المرتبطة
بمختمؼ ىذه العقكد.
يعتبر Fama et Jensenأف العقكد الميمة (المركزية) ىي تمؾ التي تحدد مراحؿ
عممية اتخاذ القرار كتميز بيف طبيعة الخطر الذم يكاجو كؿ األطراؼ .كبذلؾ فإف باقي
الخطر ( )le risque résiduelمضمكف عف طريؽ المساىميف ،كىـ كعامميف لباقي
التحقيقات .créance résiduelleكفي ىذه الشركات فإف عممية اتخاذ القرار تظير ثبلث
مستكيات مف العبلقات مبلؾ – مسيريف:
42
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
الجمعية العامة تقكـ باختيار رئيس مف بيف أعضائيا ،كيفرؽ بيف الممكية كالقرار
كالمراقبة .في حيف في الشركة مف نمط النيككبلسيؾ فالمالؾ – المقاكؿ ىك نفسو المتحمؿ
لمخطر كىك الذم يتخذ الق اررات كىك مف يحكـ بمدل مناسبة الق اررات كالنتائج لتكقعاتو.
كيمكف اإلشارة إلى حالة التعاكنية التي ينتج عنيا المستكيات التالية:
-جمعية المتعاكنيف
-مدير مكضكع التعاكف
كتختمؼ ىذه الحالة عف األكلى في ككف كؿ فرد لو صكت كاحد كميما كاف شكؿ
المنظمة ،فإف طبيعة الفصؿ بيف الكظائؼ ينتج عنيا تكاليؼ الككالة كالمتمثمة في:
فعندما ال يكجد الفصؿ بيف الكظائؼ فإف ىذه التكاليؼ تختفي كتختفي معيا أيضا
المزايا المرتبطة بيا .كمف ثـ فإذا كاف الفصؿ في الكظائؼ ىك مصدر تكمفة ،فيي أيضا
مصدر لعدة مزايا كىي حسب G. Charreauxكما يمي:
)1إف مثؿ ىذه اليياكؿ تسمح بتكزيع الخطر بيف عدة متعامميف كىذه الظاىرة ليا ثبلث
آثار ميمة:
-فيي تسمح بتكسيع التمكيؿ.
43
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
-كتعمؿ عمى تخفيض الخطر لكؿ مساىـ الذم يستطيع تنكيع حافظتو كبالتالي يككف أقؿ
عرضة لمتغيرات ،كما يمكف أف يتكبد أحد األطراؼ خطر أكبر.
-إف تكزيع التحقيقات الباقية تفيد في تغذية سير السكؽ المالي كتصبح ىي نفسيا أسمكب
لمراقبة المسيريف.
)2ىذه اليياكؿ تككف الدعـ المثالي لجمع أمكاؿ لتدعيـ تمكيؿ األصكؿ الخصكصية
لممؤسسة .مثؿ ىذه األصكؿ ليست ذات قيمة كبيرة بالنسبة لمنظمات أخرل .كىي طريقة
تقميدية عندما تكجو رأس الماؿ االجتماعي لتمكيؿ االستثمارات (كىي القمب التقني
لممؤسسة ،عمى األقؿ الصناعية).
)3إف أيضا سبب الفصؿ بيف الكظائؼ كىي إذف سبب التخصص الفعاؿ .كيمكف القكؿ أنو
بدكف ذلؾ لما نمت المؤسسات.
إف منطؽ الككالة يقكد إلى اعتبار التكاليؼ الخاصة المرتبطة بفصؿ الكظائؼ إلى
المخاطرة كالمراقبة كاإلدارة .إف نمك ىذه األنماط الييكمية يفسر ليس بجاذبية السمطة مف
طرؼ المسيريف ،بؿ ألنيا تسمح بتطبيؽ التسيير بكفاءة .كيمكف اعتبار أف ىذه النظرية ىي
اجتياد نظرم كبير ،لكف األسئمة تطرح حكؿ مجاالت التطبيؽ.
كما في اقتصاد المعامبلت أك التعاقدات يجب التأكد أكال مف أف تكاليؼ الككالة قابمة
لمقياس ،كإلجابة أجؿ .فعدا الخسائر ىناؾ التكاليؼ الناتجة عف مجمس اإلدارة كىي ما يسمى
تكاليؼ التبرئة .كعمى عكس تكاليؼ التعاقد فإف تكاليؼ الككالة عمى األقؿ فيما يخص
العبلقة مبلؾ – مسيريف ال تظير حتى في حالة زيادة عمؽ التحقيؽ .audit
إذف في منطؽ الككالة ،يمكف أف يككف فرصة عند البحث في قياس التكاليؼ مف أجؿ
مقارنتيا بالكفكرات أك المزايا المتحققة عف فصؿ الكظائؼ ،كالعكس صحيح .إف تقييـ مثؿ
ىذه الكفكرات أك المزايا تككف صعبة اإلنجاز مقارنة بالتكاليؼ .فكيؼ يمكف أف تقيـ ميزة
خصكصية الكظائؼ؟ ككيؼ يمكف إدراؾ الميزة المرتبطة بتكزيع الخطر؟
44
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
كقد حاكؿ الباحثيف الذيف أرادكا إعطاء دعـ لصالح النظرية تبياف أف الشركات التي
تككف الكظائؼ فييا منفصمة ىي الشركات األكثر كفاءة عف تمؾ التي ال تنفصؿ فييا
الكظائؼ بالقياـ بعدة دراسات حالة في النكعيف.
غف نظرية الككالة تيتـ بالعبلقة التي تربط األصيؿ بالككيؿ .فيي تحاكؿ إظيار
األشكاؿ التي تضمف أف أىداؼ األصيؿ يتبعيا الككيؿ .أم أف المسير يعمؿ في صالح
المساىـ .كتشرح النظرية أنو إذا قاـ المقاكؿ – المالؾ باالستعانة بمتخصص ،ىناؾ تماثؿ
في المعمكمات بينو كبيف المسير األجير .بمعنى أف األطراؼ لدييـ مصمحة في كضع عدد
مف الكسائؿ بصفة مشتركة .المقاكؿ يجب أف يزكد المسير بكؿ العناصر البلزمة لتسيير
المؤسسة كبالمقابؿ عمى المسير تبرير منفعتو بتعظيـ ثركة المساىـ دكف االكتفاء بمصمحتو
الشخصية.
كمف ثـ فإنو انتقمت إدارة المؤسسة إلى األجير .فالرأسمالي فقد المعمكمة ،بينما المسير
تتراكـ لديو .فاألكؿ بإمكانو أف يقرر الذىاب إلى الصيد لبلستمتاع بدخمو .بينما الثاني يجب
أف يعمؿ لتبرير أجرتو .بينما كؿ شخص عقبلني يتصرؼ لمنفعتو كمصمحتو .فالمسير
األجير يمكف أف يحيد عف اليدؼ المسطر في البداية (تعظيـ ثركة المساىـ) لصالح تعظيـ
منفعتو الخاصة .فمنذ أف كجد تفكيض ىناؾ خطر باف يبتعد المسير عف اليدؼ األصمي،
كعممية المراقبة بإمكانيا تعديؿ ىذه العبلقة.
فالمسير يتحمؿ تكمفة استعماؿ مدير .كخسارة ىذه الثركة يمكف أف تككف ميمة مما
يحتـ مراقبتو .كميمة الرقابة ىي كضع حد النحراؼ األىداؼ في ظركؼ تحكـ المدير
بالمعمكمة .فالرأسمالي يجد نفسو أماـ متعارضتيف:
كمف ثـ يتحتـ أف تككف تكاليؼ المراقبة (جزء مف تكاليؼ الككالة) أقؿ مف المزايا
المرتبطة بكظيفة متخصص في التسيير .إف ىذا الشكؿ النظرم يفسر كجكد كظيفة المراقبة
45
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
التي يجب أف تككف منفصمة عف اإلدارة العامة في أغمب الشركات الحديثة .كىذا ما يفسر
ضركرة االستعانة بطرؼ ثالث لمعاينة المعمكمات المحكلة لممساىميف.
بصفة عامة ،فغف االستعانة بمستثمريف آخريف يعتبر رد فعؿ لميكانيزمات التنكيع
كعقبلنية استغبلؿ المكارد .كفي ظؿ ىذه الفرضية فإف سمطة التسيير يجب أف تمارس مف
طرؼ مديريف أك مسيريف يعممكف في إطار عبلقة ككالة .كىذا قد يككف لو ميزة عدـ إرضاء
معيار أمثمية العقكد.
إف ىذا الميكانيزـ يكضح عبلقة الككالة التي مف خبلليا يككف األصيؿ كالككيؿ مصالح
مختمفة .كىذه العبلقة تعمؿ عمى تخفيض تكاليؼ الككالة المترتبة عمى ال أمثمية الق اررات
المتخذة مف طرؼ المديريف في غياب ميكانيزـ التعديؿ .mécanisme régulateur
46
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
اآلليات المناسبة حتى تتمكف مف الحد مف ىامش تصرفات المسيريف .ىذه النظرية أخذت
األىمية بعد كثرة الفضائح المالية كأصبحت رقابة المسيريف ضركرية في نياية المطاؼ كأدت
إلى تككيف محاسبة بمعايير عالمية Comptabilité normes internationalesكىدؼ
المحاسبة الجديدة أنيا تكجو المعمكمات بكيفية تختمؼ عف المعمكمات السابقة (في السابؽ
كانت تخدـ جية الضرائب) أما المعايير الجديدة تكجو المعمكمات ألصحاب المبلؾ
كاألطراؼ األخرل اآلخذة بالمؤسسة كالدكلة.
47
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 11
في كتابيا بعنكاف " )1959 ( "The theory of the growth of the firmالذم
Penroseالمؤسسة عمى أنيا مجمكع المكارد المادية كرستو لنمك المؤسسة ،تعرؼ
كالبشرية .فيي تقحـ العالـ الداخمي أم أف لو القدرة عمى دفع النمك .عمى األقؿ بنفس القدر
الذم تدفع بو الجكانب الخارجية مثؿ متطمبات الزبائف أك الضغط التنافسي.
كعبر االىتماـ بالجانب الكمي لمنمك تقدر Penroseعدـ تجزمء المكارد ألف ذلؾ قد
يككف أصؿ عدـ التكازف .فإذا استثنينا إمكانيات النمك التعاقدية ،فإف قرار تكظيؼ أك شراء
أم عتاد يعتمد عمى كحدات كاممة لممكارد .كمف ثـ فإف المؤسسة تتكفر عمى مكارد جزء منيا
غير مستغؿ كيظير عندما تتمكف المؤسسة مف استغبللو.
Penroseبيف المكارد كالخدمات التي أما بالنسبة لمجكانب النكعية (الكيفية) ،تفرؽ
تتكفر لدل المؤسسة .كتبيف أف عدـ تجانس الخدمات ىك ما يصنع الصفات الفريدة لكؿ
مؤسسة .un caractère unique
48
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
إف ىذا اإلرث تـ إعادة استعمالو في المجاؿ االقتصادم عبر المدرسة التطكرية
l’école évolutionnisteالتي تنسب لػ ،)1982 ( Nelson et Winterثـ في التسيير
االستراتيجي عبر المقاربة المبنية عمى المكارد Resource_Based Viewالتي تنسب لػ
.)1984 ( Wernerfeltإف نظرية المكارد تحكم تيارات أخرل غير التي تـ اإلشارة إلييا،
compétences la théorie des فيناؾ نظرية الكفاءات المركزية (األساسية)
centralesكنظرية الطاقات الديناميكية .la théorie des capacités dynamique
إف الجدكؿ التالي يقارف بيف عدة أبعاد مختمؼ التيارات التي تنتمي إلى نظرية المكارد.
49
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
تحقيؽ مردكدية مرضية في المدل الطكيؿ .كبذلؾ أكدكا عمى الفرضية الضمنية التي تقكؿ
بأف المؤسسات التي تنتمي لقطاع كاحد أك لنفس المجمكعة االستراتيجية ىي متماثمة .فمثبل
بدخكؿ منافس جديد لمقطاع تظير حاالت عدـ التجانس في المكارد لكف لفترة قصيرة حتى
تتكيؼ المؤسسات األخرل ألف المكارد ذات طبيعة متحركة.
كأخذت RBVمكانيا كسط ىذه النظريات بكضع بصمتيا الخاصة التي أكدت اختبلؼ
المكارد يبقى بصفة دائمة عكس التحميؿ القطاعي السائد ( .)porterلـ يطمح ركاد المدرسة
أف يحمكا محؿ Porterبؿ كاف طمكحيـ أف يكضحكا بطريقة مكممة نفس الحقيقة التي تعتبر
أنو داخؿ المؤسسة مكارد كمنتجات ىما كجييف لعممة كاحدة ( .)wernerfeltبما يعني أف
المنتجات ىي تحكيؿ لممكارد .كىذا ال يعني أف RBVتختمؼ عف CCكعف .CD
كقبؿ الكصكؿ إلى الميـ فإف ىناؾ اختبلؼ في تعريؼ المصطمحات حسب نمكذج
SWOTكحسب RBVكحسب ،SWOTفإف االستراتيجيات المرضية يجب أف تحسف مف
50
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
نقاط الضعؼ كتستغؿ نقاط القكة الداخمية .مف أجؿ اقتناص الفرص كتخص التيديدات .أما
بالنسبة لػ RBVفيي ال تيتـ بنقاط الضعؼ ،كيذىبكف إلى جعؿ (المكارد) تشبو نقاط القكة
( .Barney )91فيعتبركف أف الخاصية األساسية لمكرد تتعيف في قدرة استغبللو لفرصة أك
التعامؿ مع تيديد .ىذا ال يعني أف ىذا االختبلؼ يغطي عمى النمكذج التقميدم لػ Harvard
ك RBVلكنيما يتفقاف في أمر ميـ.
إف ىذا التكاطؤ يركز عمى نفس الكضعيات االستراتيجية :تمييز بيف المكارد فيما بينيا
أم بيف ما ىك جيد كسيء كمف ما ىك داخمي كخارجي.
مف ىـ ضحايا ىذه اإلشكالية؟ إنيا غمكض خصائص الكضعيات االستراتيجية مف
جية ،كتعقد نمك نظاـ المكارد مف جية أخرل كىك ما أشارت إليو .Penrose
كبأخذ المكضكعيف :فبالنسبة لمتعقيد ،لقد رأينا أف Penroseتعتبر نظاـ المكارد ىك
تككيف متطكر (كفاءات يمكف أف تغير مف طبيعتيا) كينتج عنيا خدمات كتمكف المؤسسة
مف خاصية فريدة RBV .ال تأخذ بيذه الفكرة بنظاـ ديناميكي.
فيناؾ فرؽ أساسي بيف RBVكتفكير ،)59 ( Penroseفما فقد بسبب RBVىي
فكرة أف مصير مكرد معيف مرتبط بنظاـ المكارد الذم يستقبمو ،كأف استغبلؿ طاقاتو يرتبط
بالمكارد التي ىي في عبلقة معو .كبمعنى آخر فإف اعتبار المؤسسة كحافظة مكارد نادرة
كصعبة التقميد أك التعكيض تقصي الفكرة :فػ RBVتسمح بإدخاؿ فكرة اقتصاد الحقؿ ،أكثر
مف العبلقة الديناميكية .كمف ثـ فإف المكرد الجديد يمكف أف يحكؿ النظاـ الذم يستقبمو كأف
يككف أيضا محكال بو ،كيصبح صعب الفيـ.
51
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
األحكاـ تختمؼ حسب األفراد .كبالنسبة لتعارض بيف الداخؿ كالخارج ىك ما يرفض قضية
حدكد المؤسسة .فالمؤكد أف RBVال تنتيي عند المكارد التي تممكيا المؤسسة ،فيي تسمح
)partenairesأك المشاركيف .أما مسألة أيضا بأخذ بعيف االعتبار مكارد المتعاكنيف (
مراقبة المكارد فمـ يتـ مناقشتو.
إف أم نظرية ال تعرؼ بدكف نية ،فالنظرية المبلئمة ليست بالضركرة كذلؾ حسب
اليدؼ .ىذه المبلحظة يمكف تطبيقيا عمى نظريات المكارد .فإذا كانت ىذه النظريات ترل
مشركعيتيا في تحميؿ استراتيجيات النمك الناجحة ،سياسات التقميد أك باألحرل مصادر
المزايا التنافسية .فيي ليست كذلؾ عندما يتعمؽ األمر بكجكد حدكد المؤسسة .بالنظر إلى
ىذه االنشغاالت فقد دعميا K.R. Connerكاالنتقادات التي كجييا .)95( N.J. FOSS
كاإلجابات أك التكضيحات التي تمقاىا مف .)96( Conner et Prahalad
،)91 ( Connerأف ما قبؿ التعرض إلى ىذه االنشغاالت ،فيجب التذكير عمى أثر
يعطي الخصكصية لمنظرية المبنية عمى المكارد نسبة إلى المؤشرات التي تقاس بيا.
أكال :إذا تتبعنا منكاؿ النظرية النيككبلسيكية ،التحميؿ المبني عمى المكارد يأخذ عف المؤسسة
قدرتيا عمى تكليؼ مدخبلتيا ( ،)intrantكىي تتميز بالتأكيد عمى أنو ال تكجد خكارزميات
إنتاج مسبقة ،كأف تعريفيا يرجع إلى المكارد التي تعتبر تكليفتيا محؿ تفكير.
ثانيا :إذا استرجعنا اقتراح Bainأيف تككف المردكدية أكثر مف عادية Supra-normale
يمكف أف يتـ الكصكؿ إلييا بصفة دائمة .فإف تحميؿ مبني عمى المكارد ال تخصص (أك
تميز) الشركحات لمسمككات االحتكارية أك االتفاقية .بدال مف التمكقع عمى مستكل القطاع،
فيي ترل باف المؤسسة ككحدة تحميؿ مناسبة كتعتبر أف تنظيميا الداخمي ىك األىـ.
52
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
Coaseككليامسكف فكرة خصكصية األصكؿ كعدد ثالث :كاذا كانت تأخذ مف أعماؿ
األصكؿ كأنيا عكامؿ استراتيجية ذات أىمية كبيرة ،فإف التحميؿ المبني عمى المكارد يبدأ مف
نقطة أساسية ،في حيف أف االنتيازية تسيطر عمى اقتصاد التعاقدات ،فإف الطاقات الناتجة
عف بعض المكارد التي يترتب عنيا قيمة عندما تستغؿ كتمزج بطرؽ خاصة ىي ما يمفت
انتباه .conner
كمف أجؿ تقدير قدرة نظرية المكارد عمى النقاش حكؿ تكاجد كتكسع المؤسسة ،فإنو
يجب إثارة ثبلثة أسئمة:
-ما ىي العبلقات التي يجب إقامتيا بيف مجمكعة مككنة مف المكارد كأخرل ضركرية
إلنجاز مشركع .بصفة أخرل ،فيما تساىـ جكدة العبلقات الكاجب تككينيا بيف الخدمات
الناتجة عمى مجمكعة منظمة لممكارد كأخرل مساىمة تؤثر عمى تخصيص المشركع؟
-ما ىي العكامؿ التي تدفع إلى كحدة القيادة في مجمكعة منظمة لممكارد؟
-بفرض كجكد مجمكعة منظمة لممكارد فما ىي العكامؿ الدافعة لتسجيؿ ىذه المجمكعة في
عقد مؤسسة؟
53
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
54
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
المحاضرة 12
.1تعريف التنظيم:
تعريؼ " Iflammeالتنظيـ يسيؿ تجسيد األىداؼ التي كضعيا التخطيط كذلؾ
بالتكزيع الكظيفي كالعادؿ لممسؤكؤليات بيف األشخاص".
تعريؼ " Bergeronالتنظيـ ىك العممية التي تسمح بإنشاء ىياكؿ تنظيمية تمكف
األشخاص مف العمؿ مع بعضيـ البعض بفعالية قصد تحقيؽ نفس اليدؼ".
كعمكما يمكف تعريؼ التنظيـ بصفة عامة بأنو "العممية التي تتمثؿ في تكزيع األنشطة
الضركرية لتحقيؽ اليدؼ الذم تـ تحديده مف طرؼ الخطة .كتكزيع المسؤكليات الضركرية
بالنسبة ليذه األنشطة كتحديد السمطة البلزمة لتحقيؽ ىذا اليدؼ".
.2مبادئ التنظيم:
)1مبدأ وحدة اليدف :إف أىداؼ المؤسسة متكاممة ،حيث نجد أنو يحدد لكؿ فرد كلكؿ
إدارة مصمحة ىدؼ محدد .لكف ىذه األىداؼ يجب أف تنصب في اليدؼ العاـ لممؤسسة
كتخدمو .كعممية التنظيـ تسمح بالتفرقة بيف ىذه األىداؼ كاظيار االختبلؼ بيف أىداؼ
المصالح لكف مع الحفاظ عمى كحدة اليدؼ العاـ.
55
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
)2مبدأ تقسيم العمل :كترجع أىمية ىذه المبدأ إلى تعقد نشاط المؤسسة الذم يحتاج إلى
تخصصات معينة كالى أفراد ذكم تخصصات عالية كمختمفة المر الذم يستكجب تقسيـ
العمؿ حسب التخصصات .كتحتاج عممية تقسيـ العمؿ إلى:
-كصؼ المنصب :يسمح بمعرفة مختمؼ الكظائؼ كالمياـ التي تحتاج إلييا المؤسسة.
-كصؼ المؤىبلت :فبعد تحديد المنصب تحدد المؤىبلت.
)3مبدأ المسؤولية :المسؤكلية ىي إلزاـ أك التزاـ شخص أك مجمكعة أشخاص بتنفيذ ميمة
معينة كقبكؿ المحاسبة أك المساءلة .فكؿ فرد تحدد لو ميمة فيك مسؤكؿ عنيا كتحديد
المسؤكلية بدقة يسمح بػ:
-القضاء عمى ظاىرة االتكاؿ أك المسافر الخفي كاالعتماد عمى الغير مما يؤدم إلى
اإلىماؿ كعدـ تنفيذ المياـ.
-تسييؿ عممية الرقابة ألف تحديد المسؤكلية يسمح بمعرفة المسؤكؿ عف الخطأ أك الخمؿ
إذا ظير ،كبالتالي تحديد الجزاء كالعقاب ،كالمسؤكلية مرتبطة بالسمطة إذ ال معنى ليا
إذا لـ تمنح لمفرد سمطة.
)4مبدأ السمطة :السمطة ىي حؽ استعماؿ المكارد لتحقيؽ أىداؼ معينة سكاء أكانت مكارد
بشرية أك غيرىا ،أك بعبارة أخرل السمطة ىي الصبلحيات المخكلة إلطارات اإلدارة
كالمشرفيف في اتخاذ اإلجراءات كاعطاء األكامر مف أجؿ تنفيذ مختمؼ الخطط
االستراتيجية كالبرامج العممية التي تنبثؽ عف الخطة.
فالمسؤكؿ عمى قسـ معيف يجب أف يعطى سمطة تسيير ىذه المصمحة بإعطائو الحؽ
في استعماؿ كؿ المكارد داخؿ قسمو كمف ىنا يمكف محاسبتو في حالة الخمؿ .كفي بعض
الحاالت ال يستطيع الفرد القياـ بجميع المياـ لكحده فيقكـ بمنح شخص آخر جزء مف
.la délégation d’autoritéكىي ال تعني سمطتو .كىذا ما يسمى بتفكيض السمطة
التخمي عف السمطة ،إنما تككف نتيجة لظركؼ معينة ،كيمكف لمفرد استرجاع سمطتو في أم
كقت .فالسمطة ىي التي تفكض كليست المسؤكلية.
.3مراحل التنظيم:
56
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
يتـ الحصكؿ عمى شكؿ التنظيـ بتقسيـ مزدكج كىك التقسيـ األفقي كالتقسيـ العمكدم.
57
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
مستويات التسيير
N1
N2
N3
N4
الوظائف
الشكؿ أعبله يكضح أف مستكيات التسيير أربعة فقط لكف في التنظيـ ىناؾ أكثر ،فمثبل
المستكل االستراتيجي تسييريا يمثؿ بمستكل كاحد كيشمؿ اإلطارات العميا كالمدير أما مف
الناحية التنظيمية فيك يمثؿ أكثر مف مستكل.
58
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
أ .الييكمة الوظيفية :la structure fonctionnelleتعتمد المؤسسات عمى ىذا النكع
في حالة تجانس منتجاتيا كتجانس أسكاقيا فتظير كؿ كظيفة كاضحة كمنفصمة كتسمى
بالييكمة الكظيفية ألنيا تتـ عمى أساس الكظائؼ الفعمية لممؤسسة.
مزاياىا:
عيوبيا:
مثال:
D.G.
مراقبة صيانة محاسبة مالية تسيير نقل شراء الشؤون رواتب تكوين
النوعية المخزونات االجتماعية
59
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسليم إشهار دراسة
ومتابعة السوق
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
60
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
تستعمؿ في حالة عدـ تجانس المنتجات كاألسكاؽ لذلؾ يستعمؿ في المؤسسات التي
تنتج أكثر مف منتكج ،كىي ىيكمة تظير فييا األقساـ ،كداخؿ كؿ قسـ يمكف إظيار
الكظائؼ .كما تستعمؿ في حالة كجكد عدة فركع أك زبائف في عدة مناطؽ كمنو فالييكمة
حسب األقساـ أك اإلقميمية أك حسب الزبائف تدخؿ في ىذا النكع مف الييكمة.
مثال:
D.G.
عيكبيا :ال تصمح لممؤسسات الصغيرة كانما تصمح لممؤسسات الكبيرة كالمتكسطة كالتي تنتج
أكثر مف منتكج.
ىي ىيكمة حديثة نكعا ما ظيرت في السبعينات كىي تجمع بيف الييكمة القسمية
كالكظيفية في نفس الكقت ،حيث تظير الكظائؼ كاألقساـ كالمنتجات معا.
62
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
D.G.
Z1
Z2
Z3
كتتميز ىذه الييكمة بالمركنة ،فإلغاء أك إضافة قسـ (منتكج) ال يغير الييكؿ التنظيمي.
كعيكبيا:
ىذا النكع مف الييكمة يكضح العبلقات في المؤسسة ككذلؾ حركة المعمكمات كمنيا:
أ .السمم الخطي :la hiérarchie linéaireتمارس السمطة عمى األفراد كتأخذ شرعيتيا
مف المكانة السممية .ىذا النكع مف الييكمة العمكدية يبرر العبلقات العمكدية كالتي تجمع
بيف مستكييف مختمفيف مف السمطة .كتقسـ السمطة عمى أساس التخصصات كمف ميزاتيا
كعيكبيا ما يمي:
المميزات:
63
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
-سيكلة الرقابة.
العيوب:
D.G.
X Y
كسمطة كؿ فرد في ىذه الييكمة تحدد انطبلقا مف المكانة التي يحتميا الفرد في السمـ
اليرمي.
تمارس السمطة عمى المياـ المتخصصة كامتداد السمطة مرتبط بالتخصص .كخرجت
تفويض السمطة أيف يضطر المسير إلى مف أعماؿ تايمكر .يظير ىذا النكع كفقا لمبدأ
تحكيؿ جزء مف سمطتو إلى أفراد أك ىيئات أخرل كذلؾ عندما يحتاجكف إلى تدخؿ بعض
الييئات األكثر قدرة .كتتميز ىذه الييكمة بعدة مزايا منيا:
64
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
ىي مزج بيف ىيكمة السمطة الكظيفية كىيكمة السمـ الخطي ،كفي ىذا النكع مف الييكمة
يظير نكعيف مف اإلطارات ،إطارات متخصصة لئلشراؼ عمى الكظائؼ الفعمية بشكؿ
مستمر كىـ العممييف ،les opérationnelsكاطارات استشارية تساعد المستكيات األخرل
.les fonctionnelsكما يظير ىذا النكع مف التنظيـ نكعيف مف العبلقات:
مميزاتيا:
عيوبيا:
65
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
D.G.
تخطيط المحاسبة
أ .التنظيم الرسمي :formelleىك التنظيـ الذم يظير في الييكؿ التنظيمي لممؤسسة
كىك رسمي ألنو مرتبط بالسمطة كالتكظيؼ كقرار التعييف كبقكانيف المؤسسة.
ب .التنظيم غير الرسمي :informelleىك كؿ تنظيـ ال يظير في الييكؿ التنظيمي
لممؤسسة كىك يجمع بيف األفراد حسب مجمكعة مف العناصر منيا المصالح أك القيـ أك
المعتقدات أك المغة...الخ .كىي قد تككف خطيرة عمى المؤسسة كتسمى أيضا الجماعات،
فيي تعطي لمفرد مكانة غير التي يحتميا في التنظيـ الرسمي كتسمح باستمرار قيـ األفراد
كتقكـ بالرقابة عمييـ إال أنيا قد تؤدم إلى خمؽ النزاعات في المؤسسة .كما أنيا قد
تؤدم إلى ازدكاجية الدكر .فالفرد قد يككف لو في التنظيـ الرسمي دكر مخالؼ لدكره في
التنظيـ غير الرسمي ،كالقضاء عمى ىذه الجماعات مستحيؿ كلكف عمى المسير أف
يكظفيا لصالح المؤسسة.
66
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
ىناؾ ارتباط كبير بيف المركزية كتفكيض السمطة فكمما كانت السمطة مفكضة أكثر
كمما كانت الق اررات ال مركزية كالعكس صحيح ،لكف عمى الرغـ مف ىذا االرتباط فإف
تفكيض السمطة ليست ىي البلمركزية.
67
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
-لما تككف في مرحمة النشأة أك المكت يمكف أف تتجمع مع مؤسسات أخرل ،إما
بامتصاص مؤسسات أخرل أك االندماج مع بعض.
فنمك المؤسسة مف الخارج عامؿ مشجع لبلمركزية القرار نتيجة لتقسيـ المياـ كالسمطة
كالمسؤكليات ،كاذا كانت تنمك مف الداخؿ فيككف االتجاه نحك المركزية في اتخاذ القرار.
)1البلمركزية حسب الجيات :المؤسسة ليا مركز ،كالبلمركزية حسب الجيات تعني أف
المركز يقكـ بأىـ الق اررات .كتبقى الف اررات األخرل تتخذ عمى أساس الجية ،أم أف كؿ
جية تتخذ القرار الخاص بيا .فكؿ كحدة ليا مختمؼ الق اررات ،كاإلطارات االستشارية
تكجد في المركز.
)2البلمركزية الكظيفية :حيث أف كؿ كحدة ليا استقبللية القرار كاإلطارات االستشارية تكجد
في كؿ كحدة.
.4مزايا المركزية:
-عدـ تكرار العمميات (كؿ عممية تظير مرة كاحدة).
-إمكانية تكحيد السياسات.
-الرقابة غير مكمفة.
.5عيوب المركزية:
-البعد بيف المقرر كالمنفذ.
-بطء القرار يشجع عمى تفكيض السمطة.
.6مزايا الالمركزية:
68
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
-سرعة القرار.
-تشجيع تفكيض السمطة.
-اإلطارات العمية عمى عمـ بما يجرم في المؤسسة.
.7عيوب الالمركزية:
-تكرار العمميات.
-الرقابة مكمفة.
-السياسات غير مكحدة.
ميما كانت طبيعة المؤسسة كحجميا فإنيا ال تخمك مف التنظيمات غير الرسمية
كالمكازية لمتنظيمات الرسمية كالتي كجكدىا يؤدم إلى ظيكر النزاعات في المؤسسة كالتي
تختمؼ حدتيا ،كميما كانت كفاءة المسير فإنو ال يستطيع القضاء عمى كؿ النزاعات كىناؾ
نكعيف مف النزاعات.
أ .ظيكر األزمة :ىناؾ عدة مؤشرات تدؿ عمى كجكد خبلؼ بيف األفراد كالجماعات.
ب .تطكر الخبلؼ كمدل تداكلو في المؤسسة.
ج .المكاجية بيف أطراؼ النزاع.
69
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري
تسٌٌر المؤسسات ماستر1 نظرٌة المنظمات
أسباب النزاعات:
.1اختبلؼ كجيات النظر (االختبلؼ في التصكر) فكؿ فرد لو شخصيتو الخاصة كأفكاره،
كتككيف خاص كبالتالي إدراؾ كفيـ خاص في معظـ الحاالت يختمؼ عف األفراد
اآلخريف مما قد يتحكؿ إلى نزاع سكاء بيف األفراد أك بيف الجماعات كاإلدارة.
.2اختبلؼ في األىداؼ.
.3تداخؿ الجماعات.
.4تغيير التنظيـ ،بتغيير النشاط أك تغيير المؤسسة أك المسيريف.
.5مقاكمة التغيير :كيقصد بيا ردكد الفعؿ لدل األفراد أك الجماعات ضد التغيير كتككف
ىذه المقاكمة نتيجة لعدة أسباب:
-الخكؼ مف المجيكؿ.
-الخكؼ عمى المصالح الشخصية.
-العادة كالتعكد.
-نقص الثقة في المسير.
-التخكؼ مف ضياع السمعة الشخصية (المدير).
70
جامعة باتنة كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر د .زكٌة مقري