You are on page 1of 70

‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة‪1‬‬
‫مدخل إلى نظريات المؤسسة‬

‫مفيوم المؤسسة وتطورىا‬

‫لقد تضارب المتخصصكف في االقتصاد كالتسيير حكؿ تحديد محتكل المادة فتحديده‬
‫االفتراضات األربع التي يقكـ عمييا ىذا‬ ‫يدخؿ اقتصاد السكؽ في إطار النمكذج التنافسي‪ ،‬كتتمخص‬
‫مضمكف‬ ‫النمكذج في‪ :‬التكافؤ‪ ،‬استقبللية السمكؾ‪ ،‬شفافية المعمكمة‪ ،‬كالعقبلنية االقتصادية‪ .‬كيترادؼ‬
‫االفتراض األكؿ مع حرية المنظمة في تصريح حقكؽ الفرد المعني بمستكل التنظيـ االجتماعي لتحكيؿ‬
‫المكارد إلى سمع كخدمات في تقسيـ معمؽ لمعمؿ بيف المؤسسات التي ال تريد أف تأخذ عمى عاتقيا سكل‬
‫جزء مف عممية التحكيؿ‪ .‬أما االفتراض الثاني ؼمىتـ بالق اررات المستقمة بما يتناسب مع االفتراض األكؿ‪.‬‬
‫كمختص االفتراض الثالث بشفافية المعمكمة أم أنيا كاممة مف أجؿ أف تساعد في اتخاذ الق اررات كىي‬
‫متماثمة بالنسبة لكؿ المتعامميف‪ .‬كبالنسبة لبلفتراض الرابع فمفاده أف المتعامؿ يتخذ أحسف قرار مف الناحية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫كإذا كانت النظرية الكبلسيكية تعتبر أف النمك يحدث مف خبلؿ العمؿ كرأس الماؿ كالتكنكلكجيا‪ ،‬فإف‬
‫السكؽ كفيؿ بتكجيو ىذه العناصر إلى استخداماتيا المثمى‪ .‬كلـ تكؿ النظرية االقتصادية اىتماما لممؤسسة‬
‫ككحدة فاعمة في االقتصاد‪ ،‬ككاف االقتصاديكف يركزكف عمى السكؽ فقط‪ ،‬أما نظرتيـ إلى المؤسسة فمـ‬
‫تتجاكز اعتبارىا "كحدة أك خمية"‪ ،‬كظؿ السكؽ جكىر االقتصاد كىك المكاف الذم تحدد فيو األسعار‪ .‬إف‬
‫المحافظة عمى التكازف لدل الكبلسيؾ (بيف العرض كالطمب) يتـ بكاسطة آلية السكؽ‪ ،‬ألف سعر السكؽ‬
‫ىك العامؿ الكحيد الذم يحقؽ التكازف في المدل الؽصير عندما يتساكل العرض مع الطمب‪ ،‬كفي المدل‬
‫الطكيؿ عندما يككف سعر السكؽ مساكيا لسعر التكمفة أيف تككف القكل االقتصادية في حالة سككف‪.‬‬
‫إف النظرية االقتصادية بنت أفكارىا عمى الكحدات الصغيرة‪ ،‬كاعتبرت أف المؤسسة ىي دالة إنتاج‬
‫تتغير حسب تغير األسعار في السكؽ‪ .‬فإذا كانت األسعار منخفضة‪ ،‬فإف المقاكؿ سيبحث عف كيفية‬
‫تخفيض اإلنتاج‪ .‬بينما حصرت دكر المؤسسة في زاكية معينة‪ ،‬كىي زاكية تكنكلكجية تعنى بتحكؿ‬
‫المدخبلت إلى مخرجات‪ ،‬تيدؼ إلى تحقيؽ التكازف مف خبلؿ تقاطع العرض كالطمب‪ .‬كما ترل بأف‬
‫ككؿ‬ ‫المؤسسة ككحدة تتميز بنفس خصائص الفرد العقبلنية كىذه العقبلنية تتكقؼ عمى تكفر المعمكمة‪.‬‬
‫متعامؿ مع السكؽ يعرؼ خصائص المنتجات‪ ،‬كتسمح لو ىذه المعمكمات بأف يككف رشيدا في سمككو‬
‫(باعتباره مستيمؾ رشيد)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫شروط المنافسة الكاممة‬


‫بالنسبة لممؤسسة كلبلقتصاد ككؿ‪ ،‬فإف النظرية االقتصادية التقميدية تقكـ عمى مبدأ المنافسة الحرة‬
‫(الكاممة)‪ ،‬كىذا يتحقؽ بمجمكعة مف الشركط‪:‬‬
‫تكفر عدد كبير مف األعكاف االقتصادييف (مستيمكيف كمنتجيف)‪ ،‬أك ما يسمى بمبدأ الذرية‬ ‫‪)1‬‬
‫‪ ،Atomicité‬أم اعتبار العكف االقتصادم بمثابة الذرة في السكؽ ال يمكنو التأثير كحده في‬
‫السكؽ‪.‬‬
‫حرية الدخكؿ كالخركج إلى األسكاؽ (مبدأ الحرية)‪ :‬عدـ كجكد أم شكؿ مف أشكاؿ المنع‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الشفافية في المعمكمات (تكفر المعمكمات كمجانيتيا)‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫تجانس السمع‪ :‬كؿ المؤسسات تنتج سمعا متشابية (الكحدة المشتراة مطابقة لكؿ الكحدات)‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫قابمية المنتجات لمتقسيـ‪ :‬أم ال يكجد استيبلؾ مشترؾ ألم سمعة‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫االنتقادات‪:‬‬
‫إف دراسة كتحميؿ ىذه المشاكؿ بينت مجمكعة مف األمكر‪:‬‬

‫‪ -‬إف مبدأ الذرية تـ إثبات عجزه‪ ،‬طالما أف ىناؾ مؤسسات صغيرة كأخرل كبيرة‪ ،‬كمؤسسات ذات‬
‫رؤكس أمكاؿ ضخمة كأخرل ذات رؤكس أمكاؿ ضئيمة‪ ،‬كمؤسسات تكصؼ بأنيا إستراتيجية ألنيا‬
‫تفتمي إلى قطاعات إستراتيجية حساسة‪ .‬فالمؤسسات القكية كالكبيرة كالمتكاجدة في القطاعات‬
‫اإلستراتيجية الحساسة تفرض سياستيا كأسعارىا عمى السكؽ مما يمغي شرط الذرية في ظؿ ىذه‬
‫الظركؼ‪.‬‬
‫‪ -‬إف جعؿ المؤسسة كحدة تكتفي برد الفعؿ لتقمبات األسعار في السكؽ يعني عدـ االعتراؼ بقدرة‬
‫المقاكؿ عمى اإلبداع كالتفكير (المسير ليس لو القدرة عمى اإلبداع)‪.‬‬
‫إف اعتبار المؤسسة كحدة بسيطة في شكؿ دالة إنتاج أدل إلى تجاىؿ ما يدكر داخؿ المؤسسة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيقصد بذلؾ العبلقات التي تربط بيف األفراد الذيف يمكنكف دالة اإلنتاج مف القياـ بدكرىا‪ ،‬كىذا يقكد‬
‫بالضركرة إلى الحديث عف النزاعات التي تحدث بيف ىؤالء العماؿ ألف أىدافيـ تختمؼ كتتعارض‬
‫فيما بينيـ‪.‬‬
‫‪ -‬أف كجكد المؤسسة في السكؽ يجعميا في مكاجية مع مؤسسات تمتمؾ منتجات كليا أسرار إنتاج‬
‫كمعمكمات سرية ‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بالتكاليؼ‪ .‬كعميو‪ ،‬فإف المعمكمات غير متكفرة بالدقة كالحجـ‬

‫‪2‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كالتكقيت المناسبيف‪ .‬ككاقع المؤسسات يحتاج‪ ،‬في معظـ الحاالت‪ ،‬إلى اتخاذ ق اررات مستعجمة كفي‬
‫غياب المعمكمة أك ندرتيا يككف القرار مشكىا كمكمفا‪.‬‬
‫إف تجانس المنتجات أمر يصعب تجسيده‪ ،‬كما أف شرط قابمية المنتجات لمتقاسـ ينتفي لكجكد‬ ‫‪-‬‬
‫منتجات قابمة لمتقاسـ (مثبل مشاىدة فيمـ في التمفاز أك السينما)‪.‬‬

‫المطالبون بالتغيير‪:‬‬

‫‪ ،1929‬أد ت إلى المطالبة بإعادة‬ ‫إف المظاىر التي سادت منذ القرف التاسع عشر إلى غاية‬
‫النظر في النظرية االقتصادية التقميدية (الكبلسيكية القديمة)‪ .‬كما لكحظ أف بعض المؤسسات كانت‬
‫تكبر كتنمك كأخرل تصغر كتتضاءؿ‪ ،‬كأخرل تظير كأخرل تختفي‪ ،‬كىذا يتجاكز النظرية االقتصادية‬
‫التقميدية التي لـ تأخذ ذلؾ بعيف االعتبار‪ .‬كتعالت األصكات المطالبة بإعادة النظر في النظرية‬
‫التقميدية مف طرؼ مفكريف اقتصادييف بعدما الحظكا النقص فييا‪ ،‬فطالبكا بتغيير بعض األمكر فييا‬
‫عمى األقؿ‪ .‬غير أف مساعييـ لـ تمؽ القبكؿ‪ ،‬ألف أغمب ركادىا كانكا في مراكز قكية‪ .‬كمف بيف‬
‫المطالبيف بالتغيير ‪ Joseph David Shumpeter‬ك ‪ Piero Sraffa‬ك‪ Joan Robinson‬ك‬
‫‪.John M. Keynes‬‬

‫لقد كانت القفزة الشكمبترية ىي مجاؿ اىتماـ شكمبتر بالمقاكؿ‪ ،‬كيعد مؤسس النظرية االقتصادية‬
‫التطكرية ‪ .l'évolutionnisme économique‬كركز شكمبتر في انتقاده لمنظرية الكبلسيكية أنيا ال‬
‫تعترؼ بقدرة المقاكؿ عمى اإلبداع‪ .‬كبيف شكمبتر بأف المقاكؿ قادر عمى اإلبداع كىك األساس في‬
‫التطكر التكنكلكجي كالتقني‪ .‬كيرل بأف المؤسسة لف تبؽ في حركة محدكدة كسكؼ تحدث قفزة كتخرج‬
‫مف الحمقة المفرغة حتى يبدع المقاكؿ كيخرج منيا‪ .‬فالمقاكؿ في تفكير مستمر بإبداع جديد أك تقنية‬
‫جديدة أك تحسيف كانتاج منتكج جديد‪ ،‬مما يعني أف المؤسسة تتطكر (تطكر التقنية) فتكسر الحمقة‬
‫‪Théorie de‬‬ ‫كتنتقؿ إلى مستكل أعمى في التقنية كالتكنكلكجيا كالتنظيـ‪ .‬كاشتير شكمبتر بكتابو‬
‫‪ l'évolution économique‬سنة ‪.1912‬‬

‫أما ‪ P. Sraffa‬فقد بيف أف ىناؾ تناقض في داخؿ المؤسسة مف خبلؿ تناقص الغمة‪ .‬كبالنسبة‬
‫لػ‪ Joan Robinson‬فقد رفضت تماما المنافسة الكاممة (الحرة) في أعماؿ كثيرة‪ ،‬أىميا كتاب‬
‫المنافسة االحتكارية ‪ 1933‬حيث انتقدت أسس كقكاعد النظرية االقتصادية التقميدية‪ .‬كفي نفس ىذه‬
‫المرحمة‪ ،‬أم ما بعد ‪ 1929‬كتحديدا سنة ‪ 1936‬ظيرت نظرية كينز (النظرية العامة) حيث فصؿ‬
‫االقتصاد إلى جزأيف‪ :‬اقتصاد جزئي كاقتصاد كمي كأجاز تدخؿ الدكلة مف خبلؿ خمؽ سياسة استثمار‬
‫عامة لمتخمص مف البطالة كخمؽ الطمب الفعاؿ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ىؤالء‬ ‫كقكبمت أراء ىؤالء المطالبيف بالتغيير برفض مف أصحاب النظرية‪ .‬كبدال مف ذلؾ كجو‬
‫اىتماميـ إلى داخؿ المؤسسة التي لطالما اعتبرت عمبة سكداء في النظرية االقتصادية‪.‬‬

‫كحسب ىذه المدرسة فإف اإلنساف ذك شعكر كليس كفراغ كاعتباره عنصر داخؿ‬
‫المؤسسة كيؤخذ عمى ىذه النظرية أنيا تنظر إليو عمى أنو يجب أخذه ليس كعنصر في‬
‫مجمكعة كغنما كمخ كعقؿ‪.‬‬

‫فقد حدثت قطيعة في األفكار فبعدما كاف ينظر لمفرد عمى أنو آلة تحكؿ إلى استثمار‬
‫يبقى في نفس المستكل استثمار كيأتي بعائد مع بقاء رأس الماؿ ثابت تحكؿ الفرد مف جديد‬
‫‪Capital Humain‬‬ ‫إلى رأس ماؿ (أم أف رأس الماؿ ينمك) كظيكر رأس الماؿ البشرم‬
‫بعدىا ظير مجاؿ جديد يسمى باقتصاد المعارؼ ‪ économie des connaissances‬ثـ‬
‫‪gestion du‬‬ ‫جاء تسيير المعارؼ ‪ gestion des connaissances‬كتسيير المعرفة‬
‫‪ savoir‬باإلنجميزية ‪.Knowledge management‬‬

‫طرح اإلشكاؿ في المؤسسة في مف يسرح كمف يبقى؟‬

‫ظيرت الكثير مف المؤسسات التي ترل أف خركج األفراد دكف تخصص يؤثر عمى‬
‫المؤسسة بشكؿ كبير أكثر مف عامؿ متخصص ألنيـ اكتسبكا الكثير مف المعرفة كالتي‬
‫‪.capitalisation du savoir‬‬ ‫تعتبر بمثابة رأس الماؿ كىذا ما يسمى برسممة المعرفة‬
‫‪explicite‬‬ ‫‪ Tacite‬كتشكيميا في شكؿ معرفة ظاىرة‬ ‫كتتمثؿ في إخراج المعرفة الضمنية‬
‫(نظاـ القيـ لؤلفراد يأتي مف كؿ ما يعرفو كيتعرض لو اإلنساف مف عبلقات كاعتقادات‬
‫كاختبلط كاحتكاؾ بما يحيط بو‪ ،...‬يؤثر في السمكؾ لمفرد لذا يختمؼ مف فرد إلى آخر‬
‫كاالستيعاب يختمؼ كبالتالي التطبيؽ يختمؼ)‪.‬‬

‫كانت المؤسسات أماـ مشاكؿ كثيرة مف تدني اإلنتاجية كانكماش المشاريع كتسريح‬
‫اؿعماؿ خبلؿ أزمة السبعينيات‪ .‬فيذه األزمة جاءت بعد ىيمنة النظرة الكمية لكينز في‬
‫االقتصاد كبينت أف ىذه النظرة غير قادرة عمى فيـ كشرح الكاقع االقتصادم‪ .‬كما كانت‬
‫تدعي كىذا ما أدل إلى ظيكر ردكد فعؿ مف طرؼ بعض االقتصادييف (المؤسسة) حيث بدأ‬
‫التفكير في أشياء جديدة كمجاالت كثيرة بسبب ىذه المشاكؿ كىذا طرح مشكؿ لممناقشة كىك‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫؟‬ ‫حجـ المؤسسة‪ :‬تطرح مسألة ما ىك الحجـ المبلئـ لممؤسسة؟ كالى أم مدل يسرح األفراد‬
‫ىؿ تتراجع بػ ‪ %50‬أك ‪ %30‬؟ىؿ تتكقؼ عف االستثمارات الجديدة ؟‪ .‬عند الحديث عف‬
‫حجـ المؤسسة نتكمـ عف حدكد المؤسسة ‪ .les limites ou frontières‬أم ما ىي حدكدىا‬
‫المالية ما ىك عدد الكحدات المنتجة‪ ،‬ما ىك حجـ الكحدات‪ .‬كبطرح مشكمة حجـ المؤسسة‬
‫أدل إلى طرح مشكمة إعادة ىيكمة المؤسسات‪ .‬فيجب عمى المؤسسة أف تتأقمـ حسب نظرية‬
‫النظـ‪ .‬فالمؤسسة يجب أف تتأقمـ مع المحيط‪ .‬ككيؼ يجب أف تقكـ بإعادة ىيكمة المؤسسة‬
‫كفقا لمتغيرات الجديدة لممحيط‪.‬‬

‫عرفت مرحمة السبعينات حركة فكرية مكثفة لبلقتصادييف فيما يخص المؤسسة‬
‫(كاالىتماـ بالمؤسسة) ظيرت عدة ندكات كلقاءات كاجتماعات في أماكف مختمفة مف العالـ‬
‫تدكر حكؿ المؤسسة‪ ،‬لكف عندما كاف التكمـ عف حجـ المؤسسة كجدكا أنو ال يكجد تعريؼ‬
‫لممؤسسة‪ .‬كقبؿ الحديث عف الحجـ مف الضركرم فيـ المؤسسة كبما أف المؤسسة ليس ليا‬
‫تعريؼ دقيؽ كالمفاىيـ تختمؼ ‪ .‬فقد سيطرت آنذاؾ العمكـ الدقيقة كالتجريبية كالتي كانت تضع‬
‫تعاريؼ دقيقة جدا لمصطمحاتيا‪ ،‬فاالقتصاديكف حاكلكا أف يسمككا نفس المسمؾ بكضع تعريؼ‬
‫دقيؽ لممؤسسة لكف ىذا يختمؼ بالنسبة لبلقتصاد كالتسيير‪...‬ألنو‪:‬‬

‫‪ -‬عمـ غير حيادم‪ :‬بمعنى أف الباحث ال يمكف أف يككف حياديا في طرحو لمبحث ألنو‬
‫ىك نفسو مكضكع البحث أم عدـ ابتعاد الباحث عف المكضكع‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصاد متشبع بأفكار أخرل غير األفكار االقتصادية (قضية الربح‪ ،‬رفاىية المجتمع‪،‬‬
‫تكزيع الدخؿ‪ ،‬المقابؿ كاألجر أك الريع‪ ، )...‬كبالتالي ىنا تدخؿ قضية اعتقاد اإلنساف‬
‫فاإلنساف ال يستطيع التجرد مف اعتقاداتو سكاء اعتقاد ديني أك سياسي‪ .‬فمثبل نجد‬
‫المدرسة الماركسية ترل بأف الربح ىك استغبلؿ لميد العاممة‪ ،‬ككذلؾ مكافأة العمؿ‪ ،‬فبل‬
‫يستطيع الباحث أف يبتعد عف المكضكع كال أف يتجرد مف اعتقاداتو فبل يكجد تعر مؼ‬
‫كاحد متفؽ عميو ‪ .‬فمثبل نجد الشيكعية كالرأسمالية كالميبرالية كؿ تعرؼ المؤسسة حسب‬
‫منظكر باحثييا كانطبلقاتيـ كحسب أفكارىـ كفمسفتيـ‪ .‬فمثبل ىناؾ مف يرل أىمية‬
‫العنصر البشرم أكثر مف العنصر الرأسمالي ‪ ،‬كىناؾ مف ينطمؽ مف الفكر باعتبار‬
‫المؤسسة مجمكعة مف األفراد كمثبل المقاكؿ يختمؼ تعريفو ليا عف العامؿ‪ ،‬ىذا يعني‬

‫‪5‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫عدـ كجكد تعريؼ متفؽ عميو‪ .‬إذف فاإلشكاؿ في التعريؼ مرتبط بطبيعة العمـ كبذلؾ‬
‫اختبلؼ المفاىيـ يؤدم إلى اختبلؼ التعاريؼ‪.‬‬

‫ىناؾ سمسمة مف النشاطات كالحركات الفكرية تدعك إلى إعادة االىتماـ بالمؤسسة‪.‬‬
‫في ‪ 1970‬عرؼ ‪ ،O. Williamson‬فيك اقتصادم اشتير بالعكدة إلى أفكار‬
‫ؼ‬
‫الثبلثينات حسب ‪ Sraffa‬ك ‪ Chamberlin‬حيث دعا إلى الرجكع إلى ‪Coase‬‬
‫(‪ ،)1937‬كتحديدا إلى مقالو حكؿ طبيعة المؤسسة ‪ The nature of firm‬كالسؤاؿ‬
‫األىـ الذم كاف يطرحو ىك لماذا تتكاجد المؤسسة؟‬

‫في ‪ 1975‬قدـ ‪ Williamson‬كتاب بعنكاف السكؽ كالسمطة ‪ ،‬كىك عبارة عف ىيكمة‬


‫ألفكار ‪ ،Coase‬حيث انطمؽ مف فكرة بسيطة كىي ما دامت السكؽ ىي التي تحدد‬
‫األسعار (آلية األسعار) أم أف التكازف يتـ في السكؽ فمماذا المؤسسة؟ لماذا تظير‬
‫المؤسسة أصبل؟‬

‫‪6‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪2‬‬

‫المؤسسة وعالقتيا بالمحيط‬

‫متى ظيرت عبلقة المؤسسة بالمحيط ‪ :‬المحيط الجزئي كالكمي لممؤسسة‬

‫محيط المؤسسة ىك مجمكعة القكل الديناميكية التي ينتج عنيا ظاىرة عدـ التأكد أم مخاطر‬
‫كفرص لممؤسسة‪.‬‬

‫نموذج ‪ PESTEL‬لدراسة البيئة الخارجية الكمية ‪:‬‬


‫‪- 1‬‬
‫تمثؿ البيئة الكمية مجمكعة المعطيات الخارجية التي تؤثر عمى المؤسسة‪ ،‬كىي‬
‫تشمؿ‪ :‬جميع العكامؿ االقتصادية (االستثمارات‪ ،‬فكائد البنكؾ‪ ،‬العكلمة‪ ،)...‬القانكنية‬
‫(القكانيف‪ ،‬المعايير‪ ،‬قكانيف العمؿ‪ ،)...‬الديمغرافية (تقدـ سف الشعكب)‪ ،‬االجتماعية‬
‫كالثقافية (المحافظة عمى المحيط‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬الجكدة‪ ،)..‬كيمكف تمثيؿ‬
‫المحيط الكمي في نمكذج ‪ PESTEL‬الذم يمثؿ التأثيرات المحيطية في ست فئات‪:‬‬
‫‪ -‬السياسية؛‬
‫‪ -‬االقتصادية؛‬
‫‪ -‬االجتماعية (السكسيكلكجية كالثقافية)؛‬
‫‪ -‬التكنكلكجية؛‬
‫‪ -‬البيئية؛‬
‫‪ -‬القانكنية‪.‬‬
‫‪ )1‬تحميل المحيط السياسي ‪ :‬عمى المؤسسة معرفة القكانيف التي تسيير المؤسسات‪،‬‬
‫القطاع كاالقتصاد بصفة عامة‪ .‬كما يجب قياس المخاطر كالعكائؽ كالتسييبلت‬
‫في المجاؿ السياسي الناتجة مثبل عف تغيير في الحككمة‪ ،‬التأميمات‪،‬‬
‫الخكصصة‪...‬‬
‫‪ )2‬تحميل المحيط االقتصادي ‪ :‬إف اإلقتصاد كتطكراتو تؤثر حتما عمى المؤسسات‬
‫فمثبل‪ :‬المؤسة المتكاجدة في اقتصاد السكؽ التي تتميز بالمنافسة‪ ،‬االبداع كتطكير‬
‫الخدمات ليست ليا نفس االستراتيجية كالمؤسسة المتكاجدة في االقتصاد المكجو‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كما أف ىناؾ عكامؿ اقتصادية تؤثر حتما عمى استراتيجية المؤسسة‪ ،‬سعر‬
‫الصرؼ‪ ،‬التضخـ‪ ،‬استراتيجيات التمكيؿ‪.‬‬
‫‪ )3‬تحميل المحيط االجتماعي والثقافي ‪ :‬كيشمؿ نمط حياة المستيمكيف‪ ،‬أذكاقيـ‬
‫كحاجياتيـ كمف العكامؿ الكاجب أخذىا بعيف االعتبار في تحميؿ المحيط‬
‫االجتماعي كالثقافي‪:‬‬
‫‪ -‬االستقرار االجتماعي؛‬
‫‪ -‬التطكر االجتماعي (السكاف‪ ،‬أعمارىـ‪ ،‬المستكل المعيشي‪ ،‬مستكل البطالة‪،‬‬
‫المستكل التعميمي‪)...‬؛‬
‫‪ -‬عادات كثقافة المجتمع‪.‬‬
‫‪ )4‬تحميل المحيط التكنولوجي ‪ :‬تعتبر التكنكلكجيا مف دعائـ نمك كتطكر المؤسسات‪،‬‬
‫فسرعة التطكر التكنكلكجي كارتفاع ميزانيات البحث كالتطكير تؤثر عمى معظـ‬
‫األسكاؽ لذا يجب مراقبة المحيط التكنكلكجي باستمرار‪ ،‬فاإلبداع أصبح أساس‬
‫تنافسية المؤسسات بحيث قد تؤدم إلى اختفاء العديد منيا‪.‬‬
‫‪ )5‬تحميل المحيط البيئي ‪ :‬إف االحتباس الحرارم كالتمكث يؤثر بصكرة كبيرة عمى‬
‫االنساف كبالتالي عمى المستيمؾ كاألسكاؽ‪ .‬كأصبحت الجكدة ضركرة حتمية‬
‫مفركضة عمى المؤسسات‪ .‬كالمحافظة عمى البيئة تمعب دك ار ىاما في‬
‫استراتيجياتيا‪ .‬فعمى المؤسسة الحرص كاالىتماـ بمصدر المنتجات كالمكاد األكلية‬
‫كذلؾ ألف المستيمؾ أصبح كاعيا بضركرة الربط بيف الجكدة كالمحافظة عمى‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪ )6‬تحميل المحيط القانوني ‪ :‬تضع الحككمات قكانيف لتسيير النشاطات االقتصادية‬
‫كتطكير العمالة كالمنافسة‪ ،‬ككذلؾ معايير صحية لمحرص عمى جكدة المنتجات‬
‫كمراقبة األسعار‪ ,‬فعمى المؤسسة معرفة القكانيف التس تسيرىا‪ ،‬كتسير القطاع‬
‫كاالقتصاد بصفة عامة‪ .‬فبل بد مف االطبلع عمى الكثائؽ القانكنية المطبكعة‬
‫كالقانكف التجارم‪ ،‬القكانيف المالية‪... ،‬الكثائؽ االدارية التابعة لمقر الكاليات‬
‫كالك ازرات‪ ،‬القكانيف المتعمقة بالمنافسة كحماية المستيمؾ كسياسات التسعير‬
‫كغيرىا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬المخاطر المتعمقة بالبيئة الكمية‪:‬‬


‫المخاطر السياسية‪:‬‬
‫‪- 1‬‬
‫‪-‬اجراءات حككمية مثؿ التصدير‪ ،‬التأميـ‪ ،‬تعييف أشخاص عمى رأس المؤسسات‬
‫تختارىـ الحككمة‪.‬‬
‫‪ -‬قيكد قانكنية ضريبية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬مالية‪.‬‬
‫‪ -‬غمؽ الحدكد‪.‬‬
‫‪ -‬فرض قيكد ضريبية خاصة باألجانب‪.‬‬
‫المخاطر االقتصادية‪:‬‬
‫‪- 2‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أسعار المكاد األكلية‪ ،‬اليد العاممة‪.‬‬
‫‪ -‬األزمات‪.‬‬
‫المخاطر التكنكلكجية‪ :‬مثؿ االبتكارات‬
‫‪- 3‬‬
‫المخاطر القانكنية‪ :‬عمى المؤسسة التعرؼ عمى القكانيف الدكلية كالخاصة بالدكؿ‬
‫‪- 4‬‬
‫التي تريد االقامة بيا‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫‪ -‬قكانيف تحكيؿ التكنكلكجيا‪،‬‬
‫‪ -‬القانكف الجبائي‪،‬‬
‫‪ -‬القانكف التجارم في حاؿ االتحاد مع مؤسسة محمية‪ ،‬تكظيؼ مدراء محمييف‪،‬‬
‫العقكد التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬القانكف االقتصادم‪ ،‬قكانيف الصحة‪ ،‬قكانيف تقديـ المنتجات (المعمكمات‪،‬‬
‫التعبئة‪ ،‬خدمة ما بعد البيع‪)...‬‬
‫‪ -‬قكانيف الممكية الصناعية‪ ،‬اجراءات العبلمات التجارية‪ ،‬االجراءات الخاصة‬
‫بالدكلة المراد التدكيؿ الييا كعمى المؤسسة مراقبة إذا ما كانت ىناؾ اجراءات‬
‫أخرل ناتجة عف انتماء الدكلة إلى شراكة دكلية أك مجمكعة دكؿ‪.‬‬

‫‪ -6‬تأقمم المؤسسة مع البيئة الكمية‪:‬‬


‫لممؤسسة ثبلث خيارات استراتيجية لمتعامؿ مع البيئة الكمية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫أ ‪-‬لممؤسسة امكانية أف تتجاىؿ تغيرات المحيط كىي في ىذه الحالة تككف في حالة‬
‫غياب االستراتيجية‪.‬‬
‫لممؤسسة القدرة عمى رد الفعؿ فتككف ليا في ىذه الحالة استراتيجية دفاعية‪.‬‬ ‫ب ‪-‬‬
‫لممؤسسة القدرة عمى أف تسبؽ تطكرات المحيط كتككف ليا في ىذه الحالة‬ ‫ت ‪-‬‬
‫استراتيجية ىجكمية‪.‬‬

‫تحميل البيئة الجزئية‪:‬‬

‫نموذج بورتر لتحميل البيئة التنافسية الساكنة‪:‬‬


‫‪- 2‬‬
‫أ ‪-‬نموذج القوى الخمس‬

‫قاـ مايكؿ بكرتر مف جامعة ىارفارد بتطكير إطار عمؿ‪ ،‬متأث ار بأعػماؿ ‪ ،K. Ohmae‬مػف‬
‫‪ ،Customers‬المنافسيف‬ ‫‪ ،Corporate‬الزبائف‬ ‫خبلؿ مثمث اإلستراتيجية (المنظمة‬
‫‪ ،)Competitors‬يساعد المديريف في تحميؿ قكل المنافسة في بيئة صناعية بغرض التعرؼ‬
‫أدناه إطار عمؿ بكرتر‬ ‫عمى الفرص كالتيديدات التي تكاجو الشركة‪ .‬كيعرض الشكؿ‬
‫المعركؼ بنمكذج العكامؿ الخمسة التي تشكؿ أسس لعبة المنافسة داخؿ صناعة مف‬
‫الصناعات‪ .‬كىذه القكل ىي‪:‬‬

‫‪ -‬الخطر مف احتماؿ دخكؿ منافسيف جدد إلى الصناعة؛‬

‫‪ -‬درجة المنافسة بيف الشركات العاممة في مجاؿ صناعي كاحد؛‬

‫‪ -‬قكة المساكمة عند المشتريف؛‬

‫‪ -‬قكة المساكمة عند المكرديف؛‬

‫‪ -‬التيديد الذم تمثمو المنتجات البديمة‪.‬‬

‫قد يبدك تحديد مجاؿ التنافس سيبل فمنافس كككا ككال ىك بيبسي ككال كمنافس سكني‬
‫ىك ماتسيشيتا ‪ ،Matsuchita‬لكف المنافسة الحقيقية أكسع بكثير إذ تضـ المنافسة الكامنة‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كالتكنكلكجيات الجديدة كمنتجات اإلحبلؿ‪ .‬كيمكف استنتاج أف ىناؾ نكعيف مف المنافسة‬


‫(كيمكف أف يككف نمكذج بكرتر غير كاؼ لكحده لتحديد النكعيف)‪ :‬المؤسسات التي تعمؿ في‬
‫نفس مجاؿ العمؿ كالمؤسسات التي تعمؿ في مجاالت نشاط أخرل كالتي تمثؿ عادة بدائؿ‬
‫لمنتكج الشركة‪ .‬كما يبلحظ أيضا بأف الصعكبة ال تكمف في تحديد المنافسيف الحالييف‪ ،‬الذيف‬
‫تزداد قكتيـ بارتفاع قكة عكائؽ الخركج مف الصناعة كىيكؿ المنافسة في الصناعة المعنية‬
‫كأحكاؿ الطمب‪ ،‬بؿ في تحديد المنافسيف المرتقبيف‪ ،‬كىؤالء تزداد قكة تيديدىـ كمما انخفضت‬
‫قكة عكائؽ الدخكؿ مثؿ الكالء لمماركة كامكانية التحكـ في التكاليؼ كاقتصاديات الحجـ‬
‫كالمكائح الحككمية‪.‬‬

‫إف نمكذج القكل الخمسة يفترض أنو كمما ازدادت قكة عامؿ مف ىذه العكامؿ‪ ،‬كمما‬
‫تقمصت بدرجة أكبر قكة الشركات القائمة عمى رفع األسعار كتحقيؽ األرباح‪ ،‬كبالتالي فإف‬
‫العامؿ القكم يشكؿ تيديدا عمى الشركة حيث أنو يؤدم إلى تقميص األرباح‪ .‬أما عامؿ‬
‫المنافسة الضعيؼ فيمكف النظر إليو كفرصة لمشركة‪ ،‬طالما أنو يتيح ليذه األخيرة تحقيؽ‬
‫أرباح أكبر‪ .‬فمثبل تزداد قكة المساكمة لممشتريف عندما يقكـ ىؤالء بشراء كميات كبيرة أك‬
‫عندما يككف المشتركف قميمي العدد كلكنيـ كبيرك الحػجـ‪ .‬كتزداد قكة المساكمة لدل المكرديف‬
‫عندما ال تمثؿ الشركة عميبل ميما ليـ أك عندما تككف تكاليؼ التحكؿ إلى مكرد آخر مرتفعة‬
‫جدا‪.‬‬

‫خطر دخول شركات‬


‫جدٌدة منافسة‬

‫قدرة المشترٌن على‬ ‫المنافسة بٌن الشركات‬ ‫قدرة الموردٌن على‬


‫المساومة والتفاوض‬ ‫القائمة‬ ‫المنافسة والتفاوض‬

‫التهدٌد من قبل‬
‫المنتجات البدٌلة‬
‫‪11‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ب ‪ -‬نموذج ىيكمة القطاع‬

‫إف األمر غير مكتمؿ بتحديد القكل التنافسية‪ ،‬ألنو يجب التعمؽ أكثر في التحميؿ‬
‫بشكؿ يم ّكف مف التمييز بيف الشركات العاممة في مجاؿ عمؿ كاحد‪ .‬كمف ىنا تصنؼ‬
‫نشاط) إلى مجمكعات استراتيجية‪.‬‬ ‫المنظمات التي تنتمي إلى نفس القطاع (مجاؿ اؿ‬
‫كيتطمب ذلؾ فيـ كايضاح األبعاد التالية‪ :‬درجة التخصص‪ ،‬االىتماـ المكجو لمعبلمة‪،‬‬
‫نكعية المنتكج‪ ،‬التكنكلكجيا المستعممة‪ ،‬درجة التكامؿ العمكدم‪ ،‬كضعية المنظمة مف‬
‫حيث التكاليؼ‪ ،‬طبيعة الخدمات المقدمة لمعمبلء‪ ،‬سياسة األسعار‪ ،‬عبلقة الشركة‬
‫بسمطات البمد الذم تتكاجد فيو أك تتعامؿ معو كطبيعة المنظمة ذاتيا (مؤسسة مستقمة أـ‬
‫فرع تابع لمؤسسة أخرل)‪ .‬كبيذا فإف كضعية أم مؤسسة متكاجدة في القطاع مف حيث‬
‫األبعاد السابقة (ليست كميا بؿ تختار األكثر برك از في الصناعة المعنية) يسمح بتصنيفيا‬
‫إلى مجمكعة معينة‪ .‬كيجب اإلشارة إلى أف ىذه العممية تسمح بالتعرؼ عمى نكعية‬
‫االستراتيجية التي يجب إتباعيا كالتي تمنح ليا القدرة عمى مقاكمة ضغكط القكل‬
‫التنافسية‪.‬‬

‫كعمى سبيؿ المثاؿ تبرز مجمكعتاف استراتيجيتاف في مجاؿ الصناعات الصيدالنية‬


‫(انظر الشكؿ)‪ ،‬إحدل المجمكعات تضـ الشركات مثؿ ميرؾ كفايزر كايمي ليمي‪ ،‬كتتميز‬
‫تمؾ الشركات بحجـ اإلنفاؽ الكبير عمى البحث كالتطكير كالتركيز عمى إنتاج أدكية‬
‫كعقاقير جديدة تمتمؾ كحدىا حؽ تصنيعيا‪ .‬أما المجمكعة الثانية فتتميز بأنيا المجمكعة الشاممة‬
‫كتشمؿ شركات ماريكف البي ككارتر كاالس كأم سي اف‪ ،‬كىي تركز عمى تصنيع العقاقير كاألدكية‬
‫العامة أك أنكاع منخفضة التكمفة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المجموعات اإلستراتيجية في الصناعة الصيدالنية‬


‫األسعار المطلوبة‬
‫عالً‬

‫المجموعة التً تمتلك حق‬


‫الصنٌع وحدها‬

‫مٌرٌك‪ ،‬فاٌزر‪ ،‬إٌلً لٌلً‬

‫المجموعة العامة‬
‫منخفض‬

‫مارٌون البً‪ ،‬كارتر واالس‪،‬‬


‫أي سً إن للصٌدالنٌات‬

‫منخفض‬ ‫اإلنفاق على البحث والتطوٌر‬ ‫عالً‬

‫كيمكف القكؿ أف القطاع عادة ما يتككف مف عدد قميؿ مف المجمكعات االستراتيجية تتميز باختبلفات‬
‫جكىرية مف حيث االستراتيجيات المتبعة‪ ،‬كىذا التحميؿ يفرض نكعيف مف المنافسة التي تكاجييا المنظمة‬
‫مستكل‬ ‫كطريقة التعامؿ ستختمؼ حسب تككيف حافظة المنافسيف لممنظمة‪ .‬إذ ىناؾ إجراءات تتخذ عمى‬
‫مستكل‬ ‫اإلدارة العممية كيكجو إلى المنظمات التي تنتمي إلى نفس المجمكعة االستراتيجية‪ ،‬كأخرل عمى‬
‫اتيجي مكجو إلى المنظمات التي تنتمي إلى مجمكعات استراتيجية أخرل‪ .‬كيفترض بذلؾ أف‬
‫اإلدارة اإلستر ة‬
‫المنافسة تقع عمى مستكييف‪ :‬بيف المؤسسات كبيف المجمكعات‪ .‬كىنا تندرج فرضية ‪،K. Cool & I. Dierickx‬‬
‫كمحتكاىا أف المؤسسة التي تنتمي إلى نفس المجمكعة اإلستراتيجية تككف المنافسة بينيا أقؿ حدة مما ىي‬
‫عميو بيف المجمكعات‪ .‬كفي ىذا االتجاه فإف المجمكعات معرفة بطريقة كبلسيكية كمؤسسات تتقاسـ نفس‬
‫األسمحة التنافسية‪ ،‬بمعنى نفس المزيج التسكيقي كمف ثـ فإنو داخؿ المجمكعة اإلستراتيجية تككف األرباح‬
‫محفكظة‪.‬‬

‫اإلستراتيجية أساليب مفيدة لمتفكير كتحميؿ طبيعة‬ ‫قد يمثؿ نمكذجا العكامؿ الخمسة كالمجمكعات‬
‫المنافسة في أحد المجاالت الصناعية لمتعرؼ عمى الفرص كالتيديدات داخؿ ذلؾ المجاؿ‪ ،‬إذ يحتاج‬
‫المديركف إلى إدراؾ مكاطف ضعفيـ لكف يؤخذ عمى النمكذجيف أنيما‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬يعرضاف صكرة ساكنة لممنافسة تتجاىؿ دكر االبتكار كالتجديد‪.‬‬

‫‪ -‬كيقمبلف أك يخففاف مف التركيز عمى أىمية االختبلفات الفردية لمشركة‪ ،‬بينما يؤكداف بقكة عمى أىمية‬
‫المجاؿ الصناعي كىيكؿ المجمكعة االستراتيجي لمعدالت أرباح الشركة‪.‬‬

‫كقد اعترؼ بكرتر‪ ،‬كاضع النمكذجيف‪ ،‬في أحد أعمالو بدكر التجديد كاالبتكار في إحداث ثكرة في‬
‫ىيكؿ الصناعة‪ ،‬إذ يعتقد أف ىيكؿ الصناعة غالبا ما يعكد إلى حالة الثبات كاالستقرار النسبي بعد ىدكء‬
‫ثكرة التجديد كاالبتكار‪ ،‬كعند ىذه الحالة يمكف تطبيؽ النمكذجيف مرة أخرل‪ .‬كالكاقع أف البيئة الصناعية‬
‫الديناميكية مف البيئات سريعة التغير‪ ،‬بمعنى أف دكرات حياة المنتجات عادة ما تككف قصيرة كالمزايا‬
‫التنافسية يمكف أف تككف مؤقتة‪ .‬كتميؿ معظـ ىذه الصناعات إلى االستحكاذ عمى معدالت عالية جدا مف‬
‫تجديد المنتكج‪.‬‬

‫كيشيد العالـ حاليا تغيرات جذرية سمتيا األساسية عكلمة اإلنتاج كعكلمة األسكاؽ‪ .‬كليذا االتجاه‬
‫تداعيات ميمة بالنسبة لممنافسة داخؿ صناعة ما‪ .‬كيتضح ذلؾ جميا مف خبلؿ أف حدكد الصناعة ال‬
‫تتكقؼ عند الحدكد الكطنية‪ ،‬كأف زدياة حدة المنافسة أثرت سمبا عمى الصناعات المحمية‪ ،‬ككمما ازدادت‬
‫المنافسة ازداد معيا معدؿ التجديد كاالبتكار‪ ،‬خبلؼ ما كرد في نمكذج بكرتر الستاتيكي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪3‬‬

‫نظريات المؤسسة‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة في النظرية النيوكالسيكية‬

‫إف النظرية النيككبلسيكية ىي قمب النظرية االقتصادية‪ .‬ىذه النظرية التي تبحث أساسا‬
‫في فيـ عمؿ نظاـ األسعار كأسمكب لتخصيص المكارد ىك أيضا نمكذج بسيط لممؤسسة‪.‬‬
‫كلكف لماذا تكجد المؤسسة في ىذه النظرم؟ كما الذم يعرؼ المؤسسة في ىذه النظرية؟‬

‫إف المعالجات الحديثة ال تفرؽ كال تفصؿ بيف تنظيـ المؤسسة كتكاجدىا‪ .‬كقد استنتج‬
‫‪ Demsetz‬أف الخمط بينيما ىك أساس األخطاء التي كقعت في تفسير كجكد المؤسسة‪.‬‬
‫فمثبل فإف نظرية تكاجد الذرة ‪ l’existence de l’atome‬ال تحتاج إلى عبلقة مع نظرية‬
‫العمؿ الداخمي لنظاـ االلكتركنيات فييا‪.‬‬

‫عندما أظير االقتصاديكف األىمية لمسألة كجكد المؤسسة‪ ،‬لـ يركزكا عمى األحداث‬
‫النسبية لممؤسسات‪ .‬بؿ عمى العكس حاكلكا إيجاد نظرية منطقية صالحة لشرح كجكد‬
‫المؤسسة في نظاـ األسعار إف ىذا األمر نظرم بحت كىك نتيجة أف المؤسسة كتككيف نظرم‬
‫تمشي عرجاء في النظرية النيككبلسيكية لؤلسعار‪.‬‬

‫‪- 1‬طرح نايت ‪explication de Knight‬‬

‫إف ‪ F.H. Knight‬لـ يطرح مباشرة مسألة تكاجد المؤسسة‪ ،‬كال تنظيميا بؿ حاكؿ فيـ‬
‫‪ F.H. Knight‬أنو حتى بإسقاط فرضية المعمكمة الكاممة‬ ‫كجكد الربح‪ ،‬كقاؿ‬
‫(‪ ،)l’information complète‬أم بفرض كجكد الخطر‪ ،‬فإف الخطر ال يشرح كجكد الربح‬
‫ألنو مرتبط بتكزيع احتماالت لمختمؼ األحداث‪ .‬فبالنسبة لشركة تأميف مثبل فإنيا تحسب‬
‫السعر المناسب الذم يقابؿ خطر الحريؽ‪ ،‬فيي تحكؿ الخطر إلى تكمفة عادية إلى نشاط أم‬
‫مؤسسة‪ .‬كمف ثـ فإف المنافسة يجب أف تعالج الخطر كأم تكمفة إنتاج‪ .‬كبيذا فإف الخطر ال‬
‫يؤدم إلى الربح‪ .‬إف النتائج ‪ recettes‬التي تتجاكز التكاليؼ‪ .‬بما في ذلؾ الخطر ال يمكف‬

‫‪15‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫أف تتحقؽ في اقتصاد المنافسة في كضعية التكازف‪ ،‬كحتى في غير التكازف فيناؾ إمكانية‬
‫لدخكؿ منافسيف كمف ثـ زكاؿ الربح مف جديد‪.‬‬

‫يركز ‪ F.H. Knight‬عمى عدـ كماؿ المعمكمة‪ ،‬إذ أف ذلؾ يشرح شيء آخر غير‬
‫الخطر الذم يفسر الربح كالخسارة‪ .‬فاألحداث ال يجب أف تككف قابمة لمتنبؤ بالشكؿ الذم‬
‫‪F.H.‬‬ ‫يتيح تحكيؿ البليقيف إلى تكاليؼ إنتاج معينة‪ .‬فئلجابة عمى ىذه االنشغاالت‪ ،‬قاـ‬
‫‪connaissance imparfaite‬‬ ‫‪ Knight‬بإنشاء صنؼ جديد مف المعارؼ غير الكاممة‬
‫‪ .l’incertitude‬فعدـ اليقيف يختمؼ عف الخطر في مجمكعة‬ ‫التي تؤسس عدـ اليقيف‬
‫األحداث الممكنة التي ال يمكف التعرؼ عمييا بالشكؿ الذم يسمح بحساب حالي‪ .‬إف أحداث‬
‫البليقيف ىي التي تحدث األرباح أك الخسارة‪ ،‬ألف الدخكؿ إلى السكؽ أك الخركج منو ال تبنى‬
‫عمى أساس السبؽ العقبلني ليذه األحداث‪.‬‬

‫طرح ‪L’explication de Coase‬‬


‫‪- 2‬‬

‫عند عرض تحميمو الشيير لكجكد المؤسسة ركز ‪ Coase‬عمى تكمفة التعاقد (كاف كاف‬
‫الخطر أحد العكامؿ المؤثرة عمى تكمفة التعاقد)‪ .‬إف تسيير المكارد يككف ذك معنى إذا كانت‬
‫تكاليؼ تنسيؽ المكارد بكاسطة تسكية تعاقدية أكثر مف تكاليؼ تسييرىا داخؿ المؤسسة‪ .‬إف‬
‫تخفيض تكمفة التنسيؽ المحققة بكاسطة التنسيؽ المسير تعني شرح إنتاجي لممؤسسة حسب‬
‫‪.Coase‬‬

‫‪Knight‬‬ ‫يرل ‪ Coase‬أف الخطر مقبكؿ دكف تمريره كتعكيض لسمطة الرقابة‪ .‬أما‬
‫فيرل أنو ضركرم‪ .‬كيبلحظ أف المؤسسات عندما تشترم سمع مف مؤسسات أخرل فيي تقكـ‬
‫بدفع محدد في العقد دكف الخطر‪ .‬بنفس الشكؿ عندما تقكـ بدفع األجكر لمعماؿ المحددة في‬
‫عقد العمؿ‪ .‬بمعنى أنو في أغمب الحاالت‪ ،‬فإف المؤسسات ال تطمب مراقبة عمى المكرديف‪.‬‬

‫إف الدليؿ المعاكس ‪ contre exemple‬لػ ‪ Coase‬ليس نقد جذاب ألنو يمكف القكؿ‬
‫أنو حسب نايت ىناؾ اختبلؼ في قدرة تحمؿ الخطر بيف األطراؼ التي تساىـ في اإلنتاج‬
‫كىك ما يفسر تككيف المؤسسة‪ .‬كحسب ؼكرة نايت فإف االختبلؼ يختفي عندما يتعمؽ األمر‬

‫‪16‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫بمؤسستيف‪ .‬فبل تكجد استفادة مف خبلؿ إعادة تكزيع الخطر بيف مؤسستيف تقكماف بتنظيـ‬
‫عبلقاتيا التعاقدية عمى أساس مستخدـ‪/‬مستخدميف‪ ،‬إال إذا كاف المبلؾ في المؤسستيف ليس‬
‫ليـ مكانات مختمفة في مكاجية الخطر‪.‬‬

‫كبذلؾ فإف شرح ككز لكجكد المؤسسة يركز عمة تخفيض تكاليؼ التعاقد‪ .‬كيمكف أف ال‬
‫تتكاجد في حالة كفاءة نظاـ األسعار‪ .‬كيمكف تعريؼ المؤسسة بذلؾ التنسيؽ المسير‪ .‬كتعتبر‬
‫المؤسسة ىي المكاف الذم يتـ فيو ىذا التنسيؽ‪ .‬فعندما ترتفع تكمفة العقد تعكض بالمؤسسة‬
‫إذا كانت تكاليؼ ىذه األخيرة أقؿ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪4‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقاربة اإلدارية ‪:l’approche managériale‬‬

‫إف تطبيؽ المقاربة النظامية في تحميؿ المنظمة (المؤسسة) قاد إلى تقدير الدكر‬
‫‪ )pouvoir‬ىي مؤسسة‬ ‫الضركرم لسمطة مؤسسة كمنظمة في نفس الكقت‪ .‬ىذه السمطة (‬
‫ألنيا تحدد المشركع اإلنتاجي لممؤسسة‪ ،‬كىي منظمة ألف إنجاز ىذا المشركع يمزمو ىيكمة‬
‫مناسبة‪ .‬كبذلؾ يجب تعميؽ معرفة ىذه السمطة‪ .‬لقد اىتـ ىذا التحميؿ االقتصادم بذلؾ منذ‬
‫زمف بعيد‪ .‬كيمكف إيجاز ىذه المساىمات فيما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬سمطة المالك ‪le pouvoir du propriétaire‬‬

‫لقد كضح ‪ Jean-Paul Betbéze‬التعارض القائـ بيف المقاربة الكبلسيكية الفرنسية‬


‫‪ .l’entrepreneur‬ففي األكلى يؤكد المؤلفيف عمى الدكر‬ ‫كالنظرة اإلنجميزية لممقاكؿ‬
‫األساسي لممقاكؿ المتعامؿ ‪ entrepreneur –acteur‬كمف أجؿ ذلؾ فإف ‪Jean-Paul‬‬
‫‪ invention‬بمعنى مكىبة‬ ‫‪ Betbéze‬كتب كقاؿ أف مينة المقاكؿ أف يككف لديو ابتكار‬
‫‪ 19‬كاف‬ ‫تخيؿ أفضؿ األفكار (المجردة) ثـ أفضؿ الكسائؿ إلنجازىا‪ .‬كمنذ منتصؼ القرف‬
‫يشترط الخصائص المزدكجة لممقاكؿ الذم يجب أف يتكفر عمى االبتكار كمعرفة إنجازه‪ .‬كفي‬
‫نفس الكقت كاف اإلنجميز يركزكف عمى كظيفة المقاكؿ بدؿ التركيز عمى كظائفو األساسية‪.‬‬
‫إف عجمة االقتصاد ىي التي أكدت تكاممية عكامؿ اإلنتاج مع ضماف أكلكية رأس الماؿ‪ .‬إف‬
‫ىذه النظرية تتعارض مع المدرسة النيككبلسيكية‪ ،‬كلـ تفرؽ فييا بيف المقاكؿ كالمؤسسة‬
‫(‪ .)l’entreprise – l’entrepreneur‬فالمؤسسة ىي المكاف الذم تندمج فيو عكامؿ‬
‫اإلنتاج بحيث تؤدم إلى تعظيـ ربح المقاكؿ – المالؾ؛ فالمقاكؿ ىك قبؿ كؿ شيء مالؾ‪ ،‬أم‬
‫رأسمالي أك صاحب رأس الماؿ ‪.apporteur de capitaux‬‬

‫إذف فمممقاكؿ عند النيككبلسيؾ ثبلث مزايا‪:‬‬

‫‪ -‬فيك رأسمالي أم ذلؾ الشخص الذم يجمب األمكاؿ كينتظر تعظيـ تكظيفيا‪.‬‬
‫‪ -‬كىك ميندس أم ذلؾ الشخص الذم يمزج عكامؿ اإلنتاج‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬كىك تاجر كبائع يعمؿ عمى تصريؼ منتجاتو‪.‬‬

‫كبالنسبة لػ ‪ Shumpeter‬فإف التجديد متاح بكاسطة االستثمار ىك سبب النمك كليس‬


‫التكفير (االدخار)‪ .‬كبذلؾ فإف عامؿ معيف سيمعب دكر محدد‪ ،‬أم أف ذلؾ الذم ينجز‬
‫التجديد كىك‪ :‬المقاكؿ‪ .‬بالنسبة لشكـ فإف خصكصية المقاكؿ تستمد مف ككنو يغامر في‬
‫االستثمار عف طريؽ التجديد‪ .‬كالسمطة تظير مف خبلؿ الممكية ( ‪ ،)propriété‬كىي أيضا‬
‫مف جية أخرل تستمد مف المغامرة في التجديد‪.‬‬

‫‪ 1932‬أشار إلى‬ ‫كيجب مبلحظة حداثة تحميؿ شمبيتر في الكقت الحالي كالذم منذ‬
‫ثبلث أنكاع مف التجديد‪ :‬التقني (سمع جديدة‪ ،‬طرؽ إنتاج جديدة) التجارم (سكؽ جديد‪ ،‬إلى‬
‫األماـ كالى الخمؼ ‪ à l’amont et à l’aval‬كالتنظيمي (تنظيـ جديد)‪ .‬كلؤلسؼ لـ تمؽ‬
‫ىذه المساىمة التفعيؿ إال بعد مركر أكثر مف ‪ 50‬سنة‪.‬‬

‫‪-2‬المؤسسة اإلدارية ‪l’entreprise managériale‬‬

‫ظيرت النظرية التسييرية (اإلدارية) سنة ‪ 1932‬في الكاليات المتحدة عمى يد الباحثاف‬
‫‪l’organisation du‬‬ ‫‪ A.A. Berle et G.R. Means‬المذاف اىتما بتنظيـ السمطة (‬
‫‪ )pouvoir‬في المؤسسات الكبيرة‪ .‬كقد اعتمدا عمى دراسة لػ ‪ 200‬شركة غير مالية‪ ،‬كتبيف‬
‫أف ‪ %45‬منيا السمطة فييا في يد أجراء مستقميف عف المساىميف كعددىـ كبير‪ .‬كفي ‪%30‬‬
‫‪ Berle et Means‬بالفصؿ بيف الممكية‬ ‫فقط يممؾ المسير أغمبية رأس الماؿ‪ .‬فقد قاـ‬
‫كاإلدارة ‪ ،la propriété et la direction‬ككاف ليذا التمييز تداعيات ميمة في التحميؿ‬
‫االقتصادم لممؤسسة‪ .‬غير أف تفكيرىما لـ يقدىما إلى إعادة تعريؼ دكر المقاكؿ‪ .‬كلكف ذلؾ‬
‫قادىما إلى القمؽ عمى نياية المراقبة ألصحاب الثركة مف خبلؿ السمطة المتزايدة لممسير‪.‬‬
‫كما قمقا عمى الكزف المتزايد لممؤسسات الكبيرة كمستقبؿ ىذه المؤسسات الذم أصبح في يد‬
‫المسيريف الذيف يسعكف إلى تحقيؽ أىدافيـ الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬سمطة المسير الحرجة ‪la critique du pouvoir du dirigeant‬‬

‫‪19‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪James‬‬ ‫في سنكات األربعينات كاف مكضكع السمطة التسييرية األكثر تداكال كنشر‬
‫‪ Burnham‬سنة ‪ 1941‬كتابا بعنكاف ‪ ،the managerial revolution‬حيث أثار إشكالية‬
‫أف الرأسمالي ال يقكد اإلنتاج كالرأسمالية ىي فكرة قديمة ‪ ،dépassé‬كقد حاف كقت التقنييف‪.‬‬
‫كانتشرت آنذاؾ فكرة التكنكقراطييف كأكثر عيكب التسيير التكنكقراطي‪ ،‬ىي‪:‬‬

‫‪ -‬المسيركف يبحثكف عف مصالحيـ الشخصية‬


‫‪ -‬كيتمثؿ ذلؾ في زيادة أجكرىـ‪،‬‬
‫‪ -‬أك زيادة سمطتيـ‪ ،‬كذلؾ ال يتكقؼ عند خسارة المساىميف فقط بؿ يتعداه إلى‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫لذلؾ كتب ‪ J.K. Galbraith‬في ‪ 1967‬أف الييكمة التقنية أدت إلى دحض فرضية‬
‫حرية المعب لمممكية كأف السكؽ كافي لضماف التنظيـ الفعاؿ لمنشاطات االقتصادية‪.‬‬

‫كيمكف استخبلص نتيجتيف‪ :‬األكلى ىي يجب إعطاء المساىـ قدر أكبر مف السمطة؛‬
‫كالثانية ىي يجب إيجاد كسيمة لمراقبة المنفعة الجماعية حسب اختيارات المسير‪.‬‬

‫كقد اتجو جيمبرت إلى ىذا االتجاه الثاني‪ ،‬كعرض معالجتو بالتكنكقراطية السياسية بدؿ‬
‫‪ .Burnham‬كفي‬ ‫التكنكقراطية الصناعية‪ .‬ككانت نتائج جيمبرت ليست بعيدة عف نتائج‬
‫منتصؼ الستينات انتيت النظرة التسييرية في المؤسسة إلى نتائج سمبية يمكف اختصارىا‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬نقطة انطبلؽ التحميؿ‪ ،‬أم كجكب الفصؿ بيف الممكية كالتسيير‬


‫‪ -‬في ظؿ ىذه الظركؼ‪ ،‬فإذا كاف عدد المساىميف كبير فإف القرار ينتيي إلى المديريف‬
‫الذيف يبحثكف عمى تحقيؽ أىدافيـ الخاصة‪،‬‬
‫‪ -‬إف أىـ المؤشرات التي تحقؽ رضا المسيريف خاضعة لدكرىـ اإلدارم‪،‬‬
‫‪ -‬إف مثؿ ىذه األىداؼ تؤدم إلى خسارة الممكية الجماعية‪ ،‬ألنيا مصدر التبذير كسكء‬
‫تخصيص المكارد‪ .‬كألف السكؽ ال تعمؿ فيجب تدخؿ الدكلة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪21‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪5‬‬
‫ثالثا‪ :‬المدرسة السموكية ‪l’école behaviouriste‬‬
‫إف مشكؿ قرار معيف يمكف أف تتكاجد متغيرة أك عدة متغيرات تمثؿ حاالت ميمة‬
‫لممحيط‪ .‬كالحكادث عادة ال يمكف مراقبتيا‪ ،‬كبالتالي فأحد مشاكؿ اتخاذ القرار ىي إذف‬
‫تقديرىا كتقدير قيمتيا‪ .‬كاذا كانت قيمة محيط معركفة جيدا‪ ،‬فنحف بصدد اتخاذ قرار في‬
‫كضعية تأكد‪ .‬كاذا كانت الحكادث معمكمة في شكؿ احتماالت فنحف نتكمـ عف اتخاذ قرار مع‬
‫مخاطرة‪ .‬كفي ىذه الحالة يعطي لكؿ حادثة احتماؿ كيستعمؿ في عممية اتخاذ القرار‪ .‬كعند‬
‫عدـ إمكانية تقدير التنفيذ المستقبمي لمحكادث فيك اتخاذ قرار في حالة عدـ تأكد‪.‬‬
‫كما أف عممية االختيار بيف مختمؼ البدائؿ التي يتـ إعدادىا ال يتـ مباشرة‪ ،‬بؿ يعتمد‬
‫مؤشر كفاءة يقيس كيفية تمبية كؿ بديؿ لميدؼ األصمي‪ ،‬كتميز غالبا لممؤشرات األىمية‬
‫بمقياس قيمي كقابمة لمتحديد‪ .‬كالتي يمكف تدنيتيا أك تعظيميا (تكاليؼ‪ ،‬أرباح‪ ،‬مجاالت‪،‬‬
‫زمف) كمؤشرات كظيفية لؤلىداؼ الكظيفية ككفاءات غالبا قابمة لمقياس‪ .‬كتعكض بدكاؿ منفعة‬
‫تقيس أحسف الرضا الذم تعطيو بعض النتائج لمف يتخذ القرار‪.‬‬
‫خصائص القرار لدل الكبلسيؾ‪:‬‬
‫‪ -‬العقبلنية عالية لدل متخذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬انحصار العممية لدل المسيريف في أعمى اليرـ اإلدارم المنظـ حسب المبادئ‬
‫البيركقراطية الجد معقدة‪.‬‬
‫‪ -‬مختمؼ األفراد عقبلنييف‪ ،‬كىـ في معزؿ عف تأثيرات المحيط‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى تحقيؽ أقصى ربح‪.‬‬
‫مدرسة العالقات اإلنسانية والسموكيين في اتخاذ القرار‬
‫كانت مدرسة العبلقات اإلنسانية بمثابة الناقد ألفكار االتجاه الكبلسيكي في اإلدارة‪ .‬كقد‬
‫دعت إلى االىتماـ باالتصاؿ في المؤسسة كاالستفادة منو كمف الجماعات غير الرسمية فييا‪،‬‬
‫التي تمعب دك ار ميما في تكجيو الرأم العاـ فييا‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كعمى الرغـ مف ذلؾ فقد تمقت ىذه المدرسة عدة انتقادات منيا عمى كجو الخصكص‬
‫اعتبارىا لممؤسسة كمجمكعات مف األفراد‪ ،‬كاىتمت بيـ كميداف لمدراسة أساسا كأىممت‬
‫جكانب أخرل في المؤسسة‪ .‬كما أنيا اعتبرت المؤسسة كنظاـ مغمؽ‪ ،‬كىذا يعني ضعؼ‬
‫تأثيره كتفاعمو مع المحيط أك انعداـ ذلؾ‪ ،‬مثؿ ما كاف عند الكبلسيؾ‪ ،‬إال أف الكاقع‬
‫كالمنطؽ‪ ،‬كمدارس أخرل كخاصة االتجاه النظامي في الدراسة لممؤسسة قد أثبتت خطا ىذه‬
‫الفكرة‪ ،‬كأيضا فكرة اعتبار جماعات األفراد داخؿ المؤسسة ذات اتجاىات كأىداؼ متشابية‪.‬‬
‫كىك شيء غير مثبت في عدة كضعيات كدراسات بعد ذلؾ‪ .‬بؿ العكس ثبت كجكد جماعات‪،‬‬
‫كحتى أفراد ضمف الجماعة الكاحدة في المؤسسة‪ ،‬ليا اتجاه كأىداؼ ليست متطابقة مع‬
‫األىداؼ األخرل لممجمكعة كالمؤسسة‪.‬‬
‫كفي الخير فإف اىتماـ ىذه المدرسة بالدراسات عمى المستكيات السفمى في المؤسسة‬
‫يجعميا غير متكاممة في نظرتيا كتحميميا لممؤسسة‪ ،‬كىك نفس االنتقاد الذم يمكف تكجييو‬
‫إلى أفكار تايمكر‪ ،‬أب الفكر اإلدارم الكبلسيكي‪ ،‬الذم اتجو أساسا إلى المستكل التنفيذم أك‬
‫الكرشة كقد جاءت بدائؿ أخرل لنظرية اتخاذ القرار العقبلني ضمف االتجاىات الحديثة‬
‫لئلدارة‪ ،‬مثؿ نظرية ‪ H. Simon‬كأفكار ‪.March et Cyiert‬‬
‫من أسطورة الرشاد أو العقالنية المطمقة إلى واقع العقالنية المحدودية ‪Du mythe‬‬
‫‪de la rationalité absolue à la réalité de la rationalité limitée‬‬
‫تعتبر العقبلنية إحدل الفرضيات األساسية لممدرسة الكبلسيكية كيقصد بيا قدرة‬
‫المنتجيف كالمستيمكيف عمى اتخاذ الق اررات أمثمية الرضا منذ فكر سميث إلى كلراس‪ .‬كاتخاذ‬
‫قرار عقبلني يعني المركر بخمس مراحؿ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المشكمة‬
‫‪ -‬إعداد قائمة عف كؿ الحمكؿ الممكنة‬
‫‪ -‬تحديد كؿ النتائج الممكنة المحددة في المكاف كالزماف‬
‫‪ -‬تقييـ مقارف لكؿ البدائؿ‪ ،‬بنفس المعايير كمف نفس كجية النظر‬
‫‪23‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬اختيار البديؿ األمثؿ‬


‫كاف ‪ Herbert Simon‬أكؿ مف أشار إلى عدـ كاقعية ىذه المنيجية‪ .‬كأسماىا‬
‫العقبلنية المطمقة‪ ،‬أك العقبلنية النظرية كأيضا العقبلنية األسطكرية‪ .‬كأم أحد يستطيع‬
‫أف يستنتج أف حياتو ال كجكد ليذه العقبلنية كليس ليا ارتباط بالكاقع‪ ،‬كالق اررات في‬
‫العادة ال تتبع دائما ىذا السمـ الرسمي‪ .‬كعكضيا بعقبلنية محدكدة ‪la rationalité‬‬
‫‪ H. Simon‬فيك " ‪ "bounded rationality‬أم‬ ‫‪ limitée‬أما مصطمح‬
‫"‪ ."rationalité bornée‬كحسب رأيو فإف ذلؾ ال يعني أف الفرد يتخذ ق اررات ال‬
‫عقبلنية‪ ،‬بؿ ق اررات ليست بتمؾ الدقة الرياضية‪ ،‬أم بمنيج الفيزياء التطبيقية؛ كذلؾ‬
‫لعدة أسباب‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلدراك االنتقائي ‪La perception sélective‬‬
‫ب‪ .‬االنحراف المعرفي ‪les biais cognitifs‬‬
‫ج‪ .‬الالتناسب والالخطية بين األحداث وأسبابيا ‪La non-proportionnalité et‬‬
‫‪la non-linéarité des causes et des effets‬‬
‫‪l’interdépendance des critères et des‬‬ ‫د‪ .‬تداخل المعايير والحمول‬
‫‪solutions‬‬
‫نموذج الرشادة النسبية أو العقالنية المحدودة لـ ‪Herbert Alexander Simon‬‬
‫)‪.(né 1916‬‬
‫مف خبلؿ تطبيؽ نظرية "بسيككلكجيا السمكؾ" كاعتبار المؤسسة كنظاـ مفتكح عمى‬
‫محيط مؤثر كغير مستقر‪ ،‬أنشأ ‪ H. Simon‬نظريتو في اتخاذ القرار بعممية تتميز بعقبلنية‬
‫محدكدة‪ .‬كفييا يعتبر أف اإلنساف ليس رشيدا بشكؿ مفرط‪ .‬كما لدل الكبلسيؾ كفكرة الرجؿ‬
‫االقتصادم‪ ،‬كغير متأثر بإفراط المحيط كما لدل السمككييف‪ ،‬فمديو اإلنساف في كؿ نظاـ‬
‫يرغب في تحقيؽ أىداؼ النظاـ‪ ،‬كلو سمكؾ عقبلني كلكنو محدد كمقيد بالمحيط‪ .‬كقد خطأ‬

‫‪24‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫مبادئ التنظيـ التي جاء بيا الكبلسيؾ كاعتبرىا غامضة كمتناقضة فيما بينيا غالبا‪ ،‬كال‬
‫تصح إال بتكفر شركط معينة‪.‬‬
‫كحسب ‪ H. Simon‬فالمقرر ال يأخذ بشكؿ إجمالي مشكمة معقدة‪ ،‬كلكف يحمؿ بالتتابع‬
‫مختمؼ جكانبيا‪ ،‬كيعد حمكال بالعكدة إلى تجارب أك أعماؿ ماضية يعمميا‪ .‬كانطبلقا منيا يقكـ‬
‫بتكييفات متتابعة‪ ،‬كفي األخير يتكقؼ عند أكؿ حؿ مرض يصادفو‪ ،‬كالحؿ الذم يتكقؼ‬
‫عنده ليس تعظيما مطمقا لممنفعة‪ ،‬كلكف ببساطة أك حؿ مرض يصادفو‪.‬‬
‫كينظر إلى كؿ شخص يشارؾ في العممية كعنصر متحرؾ كليس كمتحمؿ لمسؤكلية‬
‫القرار‪ ،‬كىذه المشاركة تككف بإضافة معمكمات ثـ بالتدخؿ في تنفيذه‪ .‬كأنظمة المعمكمات‬
‫كالمراقبة تكضع كقنكات لممعطيات كمؤشرات التقييـ‪ ،‬كىناؾ ذاكرة المؤسسة‪ ،‬يعني تجميع‬
‫الحمكؿ النمكذجية المشركعة بالتجربة كالعادة كالتي بدكرىا تقيد عدد اإلمكانيات‪ .‬كبذلؾ فإف‬
‫حدكد عممية القرار كالعقبلنيتيا مرتبطة بػ‪:‬‬
‫‪ -‬قدرات ككفاءات األفراد مف خبلؿ ردكد فعمية‪،‬‬
‫‪ -‬القيـ كاألىداؼ الشخصية كالحكافز‪،‬‬
‫‪ -‬المعرفة الشخصية لمكضعية كالمعمكمات المتكفرة‪.‬‬

‫فتظير المؤسسة كمجمكعة متنكعة مف المنطؽ أك الرشادات الجزئية‪ ،‬كمتنازعة غالبا‪،‬‬


‫كالمرتبطة بالنظرة لدل مسؤكليف لمختمؼ الكظائؼ ألحسف طريقة لمقياـ بمينتو‪ .‬كىذه‬
‫الرشادات ال تناقض مع اليدؼ العاـ لربح المؤسسة‪.‬‬

‫‪ H. Simon‬مكضحة في‬ ‫إف النمكذج النيككبلسيكي يصؼ القرار العقبلني حسب‬


‫نمكذجو الشيير ‪ ،)Intelligency, Modelisation, Choice ( IMC‬حيث يتبع القرار‬
‫بثبلث خطكات‪:‬‬
‫‪ )1‬فيـ كتحديد المشكمة ‪ ،Intelligency‬كالتي تؤدم إلى التشخيص‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ )2‬تحميؿ الحمكؿ القابمة لمتطبيؽ ‪ ،Modelisation‬كالتي تفرض معرفة كاممة ليذه الحمكؿ‬
‫كنتائجيا‪.‬‬
‫‪ )3‬مرحمة االختيار‪ ،‬بداللة الكسائؿ المتاحة كاألىداؼ المحددة ‪.Choice‬‬
‫كخمص سيمكف إلى أف أغمب المسيريف يكتفكف بحؿ مرض بغض النظر فيما كاف‬
‫أفضؿ حؿ ألنيـ‪:‬‬
‫‪ -‬أماـ معمكمات غير كاممة ‪Information imparfaite‬‬
‫‪ -‬محدكدية قدراتيـ الخاصة‪،‬‬
‫‪ -‬تداخؿ بيف المؤسسات‪ ،‬خاصة في المنافسة االحتكارية‪ ،‬إذ تقكـ المنافسة بتغيير‬
‫معطيات المشكمة‪.‬‬
‫إف ىذه النظرية قريبة مف الكاقع خاصة بالنسبة لممشاكؿ المستعجمة‪ .‬كحسب ‪Simon‬‬
‫ىناؾ نكعيف مف الق اررات‪:‬‬
‫‪ )1‬الق اررات المبرمجة ‪ ،les décisions programmées‬مثؿ برنامج عمؿ‪ ،‬عطؿ‪ ،‬يتـ‬
‫إعدادىا مسبقا كىي متكررة‪.‬‬
‫‪ )2‬الق اررات غير المبرمجة ‪ ،les décisions structurées‬يمكف االستعانة بنماذج اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات المييكمة ‪ ،les d. structurées‬فيمكف االستعانة بنماذج اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات غير المييكمة ‪ les d. non structurées‬تعتمد عمى التجربة‪ ،‬الحدس‪/‬القدرة‬
‫اإلبداعية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرتين ‪7-6‬‬

‫النظريات الحديثة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية تكاليف التعاقد ‪la théorie des coûts de transactions‬‬

‫‪ .1‬أسباب وجود ىذه النظرية‪:‬‬

‫إف البحث عف أسباب ىذه النظرية يعطينا ثبلث أسئمة كىي‪:‬‬

‫‪ -‬لماذا المؤسسة مكضكع ىذه النظرية؟‬


‫‪ -‬لماذا كجدت مف طرؼ االقتصادييف؟‬
‫‪ -‬لماذا ييتـ ليا المسيركف؟‬
‫أ‪ .‬المؤسسة موضوع النظرية‪:‬‬

‫لـ تكف المؤسسة مكضكع اىتماـ في النظرية الكبلسيكية‪ ،‬فالسكؽ كحده كاف األىـ‬
‫كالسكؽ حسب ىذه النظرية ىك نظاـ أسعار الذم يعني إعطاء اإلشارات لممؤسسات لتعديؿ‬
‫مستكيات اإلنتاج‪ .‬إذف المؤسسة ىي كأساس لعرض فيي ليست سكل كحدة إنتاجية‪ .‬كطمب‬
‫الزبائف يعبر عف المفاضمة بيف عركض المنافسة حسب المنفعة التي تكجو اختياراتيـ بيف‬
‫السمع المتنافسة‪ .‬كالتكازف بيف العرض كالطمب يحدث عندما تمتقي الكميات المنتجة مع‬
‫المطمكبة‪ .‬كاالستراتيجية ليست ذات معنى في النظرية النيككبلسيكية‪ ،‬مادامت المؤسسة تحدد‬
‫مستكل إنتاجيا بطريقة آلية بداللة نظاـ األسعار‪.‬‬

‫ككاف ‪ Ronald Coase‬األكؿ ( ‪ )1937‬مف أسس مشركعية المؤسسة عف طريؽ‬


‫قدرتيا عمى إجراء معامبلت داخؿ المؤسسة أقؿ مف تكمفة السكؽ‪ .‬ككاف ذلؾ التفسير أساس‬
‫ىذه الشرعية‪ .‬كأخذت بذلؾ المؤسسة تؤخذ كمكضكع لمنظرية‪ .‬فسابقا كاف االقتصاديكف‬
‫‪ Coase‬أصبحت المعامبلت جزء مف مكضكع التحميؿ‬ ‫ييتمكف باإلنتاج فقط‪ .‬كمنذ‬
‫االقتصادم‪ .‬ىذا التغيير لمجاؿ التطبيؽ في االقتصاد ميـ لسببيف‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ PIB‬في ‪ USA‬أصبح حجـ‬ ‫األول‪ :‬زيادة حجـ المبادالت في الناتج الكطني الخاـ‬
‫المعامبلت ‪ %45‬مف ‪ PIB‬في ‪ 1970‬بعد أف كانت ال تتجاكز ‪ %25‬سنة ‪ .1870‬كفي‬
‫االقتصاديات الحديثة أصبح اإلنتاج أقؿ مف نصؼ القيمة المضافة‪ ،‬كىذه النتيجة تزداد‬
‫تدريجيا‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ىك انشغاالت المسيريف ففي القرف التاسع عشر‪ ،‬عند نشأة االقتصاد الصناعي كاف‬
‫كؿ ما ينتج يباع‪ ،‬فالمسيركف يركزكف اىتماميـ عمى مسألة اإلنتاج‪ .‬حاليا الميمة تغيرت‬
‫كميا‪ ،‬فيـ ال يسيركف كحدات إنتاج كبائعيف‪ .‬فيـ ييتمكف بالتسيير االستراتيجي‪.‬‬

‫ب‪ .‬لماذا وجدت النظرية من طرف االقتصاديين؟‬

‫إنيـ االقتصاديكف الذيف طكركا النظرية االقتصادية النيككبلسيكية‪ ،‬كلتبياف نقصانيا‬


‫كاف يجب أيضا الرجكع لبلقتصادييف الذيف يتحكمكف في النظرية القديمة لمتعرؼ عمى‬
‫حدكدىا ثـ إعداد أخرل لتكممتيا‪ .‬إف الباحثيف في التسيير كانكا مشغكليف بأشياء أخرل‪ ،‬فيـ‬
‫كانكا مشغكليف بالتسيير الداخمي لممؤسسات إلنشاء نظريات جديدة‪ .‬فكاف اىتماميـ منصب‬
‫‪ ،1911‬بارنار ‪ ،1938‬منتزبارغ ‪،)1986‬‬ ‫بإعداد أطر مفاىيمية كمبادئ لمتسيير (تايمكر‬
‫كحاليا فإف التسييريكف الذيف فيمكا أىمية نظرية تكاليؼ التعاقد ىـ قمة‪ .‬غير أنيـ تككف تيار‬
‫تحالؼ بيف االقتصادييف كالتسييرييف‪ ،‬ككذلؾ مع رجاؿ القانكف كذلؾ مف أجؿ إثراء نظرية‬
‫ليا تطبيقات كاسعة في مجاؿ التسيير‪.‬‬

‫ج‪ .‬لماذا جمبت اىتمام مديري المؤسسات؟‬

‫إف نظرية تكاليؼ التعاقد التي كلدت مع ‪ )1937 ( Coase‬كالتي أعيدت مف طرؼ‬
‫‪ ،1985‬كانت تمؾ مرحمة‬ ‫‪ )1975 ( O.E. Williamson‬ثـ عرفت تغييرات كثيفة سنة‬
‫إعادة النظر في مبادئ قديمة لمتسيير المكركثة عف تايمكر كفايكؿ مثؿ التنظيـ العممي لمعمؿ‬
‫‪ Planning‬التي بدأت تدخؿ في متحؼ‬ ‫كالمراقبة المفصؿ لممياـ كبرنامج لكؿ العمميات‬
‫تقنيات التسيير‪ .‬كيعتبر نمكذج إعادة اليندسة ‪ Reengineering‬ىك دليؿ قاطع‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪3 remises en‬‬ ‫إف أىمية المؤسسة ترتكز عمى ثبلث أمكر أعيد النظر فييا‬
‫‪:cause‬‬

‫األول‪ :‬ىي التكامؿ العمكدم ‪،l’intégration verticale‬‬

‫الثاني‪ :‬ىك إعادة النظر في مبادئ التسيير التي أدرجت االنشغاالت الجديدة لمعمميات‬
‫الدكلية لممؤسسات‬

‫الثالث‪ :‬المجاؿ الثالث الذم أعيد النظر فيو ىك التايمكريزـ‪ ،‬أم التقسيـ العممي لمعمؿ‪ ،‬الذم‬
‫أدل إلى زيادة البيركقراطية‪.‬‬

‫‪ .2‬نظرية تكاليف التعاقد حسب وليامسون‬


‫‪ .1.3‬الخصائص المؤلفة لمتعاقد‪ :‬كىي ثبلث أنكاع‪:‬‬
‫أ‪ .‬الفرضيات السموكية ‪:les hypothèse comportementales‬‬
‫ب‪ .‬العقالنية المحدودة ‪:la rationalité limitée‬‬
‫ج‪ .‬االنتيازية ‪:opportunisme‬‬
‫د‪ .‬خصائص التعاقد ‪:les attributs des transactions‬‬

‫تحديد طبيعة العقد‪:‬‬

‫كتشمؿ خصكصية األصكؿ مكضكع التعاقد كعدـ اليقيف كالتكرار‪.‬‬

‫‪)1‬خصوصية األصول موضوع التعاقد ‪la spécificité des actifs‬‬


‫‪)2‬عدم اليقين ‪:l’incertitude‬‬
‫‪)3‬التكرار ‪:la fréquence‬‬
‫ج‪ .‬وسائل التسيير ‪:Instruments de management‬‬
‫‪ .2.3‬ماىية تكاليف التعاقد‬

‫يكضح كليامسكف في نظريتو حكؿ تكاليؼ التعاقد نكعيف مف التكاليؼ‪ :‬عكس ‪coase‬‬
‫الذم كضع ثبلثة أنكاع مف التكاليؼ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ )1‬التكاليف القبمية‪ :‬تكاليؼ قبؿ إبراـ العقد ‪coûts ex-ante‬‬


‫‪ )2‬التكاليف البعدية‪ :‬تكاليؼ بعد إبراـ العقد ‪coûts ex-post‬‬
‫‪ .2.3‬تنظيم العقد‬
‫أ‪ .‬أنواع التعاقدات‪:‬‬

‫بالنسبة لكليامسكف ىناؾ أربع أنكاع مف العقكد‪:‬‬

‫‪ )1‬التخطيط ‪Planification‬‬
‫‪ )2‬الثقة ‪Promesse‬‬
‫‪ )3‬المنافسة ‪Concurrence‬‬
‫‪ )4‬التسيير (الحككمة) ‪Gouvernance‬‬

‫أربع أنواع من العقود‪:‬‬

‫‪)1‬الخطة‪ :‬نقكـ بتعاقد مع الطرؼ اآلخر بمنطؽ الخطة أم المؤسسة تحاكؿ أف تحصؿ‬
‫عمى كؿ المعمكمات خاصة أف الطرؼ الثاني يفترض فيو االنتيازية‪ .‬فاإلشكاؿ أف المؤسسة‬
‫تبحث في تخفيض تكاليؼ مف خبلؿ تخفيض تكاليؼ العقكد‪.‬‬
‫‪)2‬الثقة (أو الوعد)‪ :‬ىك نكع مف العقكد فالثقة تمعب دكر ألف الطرفاف يعترفف بمحدكدية‬
‫العقبلنية‪ ،‬كاالنتيازية ليست كاردة ابتداء (أم كجكد حسف النية في البداية)‪ ،‬فالطرفاف يتفقاف‬
‫عمى أف كؿ كاحد منيما يحاكؿ بذؿ أقصى جيد ممكف مف أجؿ تنفيذ العقد‪.‬‬
‫‪)3‬المنافسة‪ :‬خصكصية األصكؿ منخفضة تككف متكاجدة في السكؽ كممكف لممؤسسة‬
‫أف تتكجو إلى غير ىذا الطرؼ فيي تحاكؿ أف تستغؿ ما يعطييا ليا السكؽ فيي ليا العديد‬
‫مف العركض مف قبؿ المكرديف كتعمؿ عمى اختبار العرض المناسب‪.‬‬
‫‪)4‬التسيير (الحكمية)‪ :‬محاكلة تقميص الفجكة بيف مصمحة المسير كمصمحة المالؾ‪ .‬أم‬
‫أف في ىذا النكع مف التعاقد نجد أف ىناؾ عقبلنية محدكدة كانتيازية كخصكصية‪ ،‬كبالتالي‬
‫حالة صعبة لممؤسسة كبالتالي يجب تسيير العقد بدقة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ب‪ .‬أساليب تسيير العقود‪les modes de gouvernance :‬‬


‫‪)1‬السوق ‪:le marché‬‬
‫‪)2‬المؤسسة ‪Hiérarchie‬‬
‫‪)3‬اليجين ‪:la forme hybride‬‬

‫‪31‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرتين ‪9-8‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية حقوق الممكية‬

‫‪La théorie des droits de propriété‬‬

‫‪ .1‬األسس النظرية ‪les bases conceptuelles‬‬

‫إذا كانت الصياغة ليذه النظرية حديثة فإف جذكرىا أعمؽ كمحتكاىا تطكر ككانت ليا‬
‫تطبيقات عمى المؤسسة‪.‬‬

‫أ‪ .‬أصول النظرية ‪les origines de la théorie‬‬

‫إف أصكؿ ىذه النظرية قديمة كليا جذكر أكركبية كأخرل أمريكية‪ .‬غير أف صياغتيا‬
‫فعميا كانت منذ الستينات‪.‬‬

‫‪ )1‬األصول األوروبية لمنظرية‪:‬‬

‫قد يبدك تحديد تاريخ معيف لظيكر نظرية ما شيء ال يمكف أف يتصؼ بالدقة‪ .‬لكف‬
‫يمكف اإلشارة إلى بعض النقاط التي أحدثت انقبلبا في الفترة التي ساد فييا‪ .‬كفي ىذا المجاؿ‬
‫يمكف الرجكع إلى مداخمة ‪ .)1320 ( Occam‬فقد كضع ‪ Occam‬مفيكـ لمحؽ ‪du droit‬‬
‫‪le‬‬ ‫‪ la propriété‬بالسمطة‬ ‫الذم يمنح القكة لؤلفراد نسبة إلى األشياء‪ .‬فقد ربط الممكية‬
‫‪ ،pouvoir‬كأكد أف كؿ حؽ يتخصص بمحتكل السمطة‪ .‬فيناؾ فرؽ بيف الحؽ عمى الشيء‬
‫‪ le droit sur bien‬كاستعماؿ الشيء ‪ .l’usage‬كمف ثـ فإف المفيكـ الحديث لمممكية ذك‬
‫أصكؿ دينية‪.‬‬

‫كبعده جاء ‪ )1690 ( Locke‬بأسسو الفيمسكفية حكؿ حرية الممكية‪ .‬فحقكؽ الممكية‬
‫لؤلفراد حسب ‪ Locke‬تشمؿ حياتيـ‪ ،‬حريتيـ‪ ،‬أفكارىـ كأشياءىـ‪ .‬ثـ استنتج أف الفرد مالؾ‬
‫لعممو كنتائج عممو ككمما قاـ شخص بتحكيؿ شيء عف طبيعتو أصبح ممكو‪ .‬إف ىذا المفيكـ‬
‫أصبح أكثر اتساعا‪ .‬كلكنو عمى األقؿ أعطت حؽ الممكية لمفرد عمى نفسو مما يترتب عمى‬

‫‪32‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ذلؾ حدكد اتجاه اآلخريف‪ .‬كبذلؾ فإف حقكؽ الممكية كانت أساس النظاـ االجتماعي ‪l’ordre‬‬
‫‪ .sociale‬فعف طريؽ العقد االجتماعي يكفؿ األفراد االستمتاع بممكياتيـ‪.‬‬

‫‪)1776‬‬ ‫كقد أثار الفكر االقتصادم إشكالية الممكية عبر أفكار كؿ مف آدـ سميث (‬
‫ك‪ .)1841 ( Jean Baptiste say‬فبالنسبة لسميث كاف ينظر إلى تدخؿ الدكلة بأنو غير‬
‫مقبكؿ كبأنو مساس بحقكؽ الممكية الفردية‪ .‬ككذلؾ بالنسبة لسام‪ ،‬إذ كاف حكمو شديدا‬
‫‪ violation‬لحقكؽ‬ ‫كاعتبر أف أم تحديد لبلستعماؿ الحر لمممكية ىك اغتصاب أك مساس‬
‫الممكية الفردية‪ .‬إف تحميؿ سام أكد عمى أف لحقكؽ الممكية الخاصة مكانة أكلية كسمح‬
‫بتحقيؽ أرباح عف طريؽ رفع اإلنتاج‪ ،‬كىك يتفؽ مع التحميؿ الحديث لحقكؽ الممكية‪.‬‬

‫كمع نياية القرف ‪ ،19‬كاف ‪ )1891 ( Gustave Molunari‬مف بيف المدافعيف عمى‬
‫أصكؿ الممكية الخاصة‪ .‬كيعتقد ‪ Molunari‬أف الصعكبات االقتصادية ناتجة عف التداخبلت‬
‫في حقكؽ الممكية في القرف ‪ .19‬كقد أثريت كاشتيرت الممكية الخاصة عمى يد عدة مؤلفيف‬
‫أمثاؿ ‪ )1896 ( Leroy-Beaulieu ،Frédéric ،Bastiat‬كأيضا ‪)1848 ( Troplong‬‬
‫‪ )1893 ( Cauwés Paul‬أعمنت الخطكط العريضة‬ ‫ك‪ .)1848 ( Thiers‬كلكف عند‬
‫‪l’intérêt‬‬ ‫لنظرية حقكؽ الممكية‪ ،‬عندما كتب أف "المجتمع يضمف المصالح الفردية‬
‫‪ ،personnel‬فمف المصمحة الفردية يأتي العمؿ كاالستعماؿ الجيد لمممكية"‪ .‬كقد حاكؿ‬
‫‪ Cauwés‬تحديد الخصائص األساسية لممكية فعالة‪ :‬الممكية يجب أف تككف مطمقة‬
‫‪ ،absolue‬أبدية ‪ ،perpétuelle‬مكرثة ‪.héréditaire‬‬

‫‪ )2‬الصياغة األمريكية لسنوات الستينات ‪la formulation nord-américaine‬‬


‫‪des années soixante‬‬

‫كاف ‪ Armen Alchian‬ىك مف درس حقكؽ الممكية‪ ،‬حيث استخمصيا مف ارثو‬


‫الماركسي‪ .‬ك ‪ Harold Demsetz‬ىك مف أعد بعض المعاني لحقكؽ الممكية‪ .‬ك ‪Ronald‬‬
‫‪ Coase‬ىك مف سعى إلقناع االقتصادييف أنو بتكاليؼ التعاقد اإليجابية تككف لحقكؽ‬
‫الممكية أثر عمى األداء االقتصادم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ Alchian et Demsetz‬سنة ‪ .1960‬انطمقكا في‬ ‫مف أصحاب ىذه النظرية ىـ‬


‫أعماليـ مف نقد أعماؿ كارؿ ماركس‪ ،‬فعناصر الممكية كانت في شكؿ آخر كرأس الماؿ‬
‫الذم يبرر الممكية بالنظاـ االشتراكي كالنظاـ الشيكعي‪ ،‬حيث قاما بالمقارنة بيف الممكية‬
‫الخاصة كمتمؼ أنكاع الممكية األخرل‪ .‬كظيرت ىذه النظرية نتيجة لظيكر ىشاشة النظاـ‬
‫الشيكعي الذم يقكـ عمى الممكية العامة كلبيف أف الممكية العامة ليست بالنمط الصحيح‬
‫لبلقتصاد‪ .‬فالممكية الخاصة ىي أكبر فعالية بالنسبة ليـ ألف ىذه الممكية فييا نكعيف مف‬
‫الخصائص كىما‪:‬‬

‫‪ ‬أنيا تحث ‪ incitatif‬عمى تثميف الممكية باالستفادة مف ىذه الممكية‪ ،‬عف الحركة‪،‬‬
‫اإلنتاج‪ ،‬البحث‪..‬‬
‫‪ ‬مف أنيا تمكف مف اإلدخاؿ ‪ internalisation‬مف خبلؿ شراء مؤسسة أخرل‪ ،‬نشاط‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ .2‬فرضيات النظرية‪:‬‬

‫إف نظرية حقكؽ الممكية كانت بمثابة تجديد لمنظرية الكبلسيكية‪ ،‬إذ تـ إعادة النظر في‬
‫بعض مف خصائصيا‪ .‬كقد اعتمدت ىذه النظرية عمى خمس فرضيات‪:‬‬

‫‪ )1‬إف المتعامميف االقتصادييف يعظمكف دكاؿ المنفعة كىـ مدفكعيف بالبحث عف المصمحة‬
‫الفردية ‪ l’intérêt individuel‬ميما كاف النظاـ االقتصادم الذم يعممكف بو كميما‬
‫كانت حقكؽ الممكية التي يتمكنكف بيا‪.‬‬
‫‪ )2‬تفضيبلت الفرد يتـ إظيارىا بسمكؾ في السكؽ‪.‬‬
‫‪ )3‬المعمكمة ليست كاممة كتكاليؼ التعاقد ال تساكم الصفر‪ ،‬ىذه التكاليؼ ميمة لذا يستبعد‬
‫إىماليا‪ ،‬كىك ما يشكؿ عنصر مفسر لمسمكؾ االقتصادم لؤلفراد‪.‬‬
‫‪ )4‬يخضع المتعاممكف لقيكد تفرضيا ىيكمة النظاـ الذم يحكميـ أك يعممكف بو‪ .‬فتاريخ‬
‫المنظمات أظير ذلؾ‪.‬‬

‫فالمتعامؿ داخؿ المؤسسة ليس عضكا منفعبل بؿ ىك متعامؿ يعمؿ عمى تعظيـ منفعتو‬
‫في الحدكد التي تفرضيا الييكمة‪ .‬كفي ىذا المعنى تبني النظرية معالجتيا عمى الفردانية‬

‫‪34‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المنيجية ‪ l’individualisme méthodologique‬مع رفض المؤسسة ككحدة متكاممة غير‬


‫قابمة لمتجزئة‪ .‬فالمؤسسة ليست كحدة التحميؿ‪ ،‬بؿ التعديبلت الفردية لقيكد المحيط ىي محؿ‬
‫المبلحظة‪ ،‬كما أف التصرفات الفردية داخؿ المنظمة ىي القادرة عمى تفسير أك شرح‬
‫السمكؾ‪.‬‬

‫‪ )5‬إف دالة المنفعة لمفرد يمكف أف تحكم أمك ار أخرل غير تعظيـ الربح أك الثركة كالتي‬
‫ليست الكحيدة الدالة عمى دالة منفعة المتعامميف االقتصادييف‪ .‬كىذا الرفض لتعظيـ الربح‬
‫‪le temps‬‬ ‫ىك أساسي في النظرية‪ .‬إذ يضاؼ لمربح عكامؿ أخرل مثؿ الكقت الحر‬
‫‪ libre‬في أكقات العمؿ‪ ،‬اليدكء ‪ ،la tranquillité‬األماف ‪ ،la sécurité‬الترفيو ‪le‬‬
‫‪ loisir‬كحتى ظركؼ العمؿ أيضا‪.‬‬
‫‪ .3‬وظيفة وتعريف حقوق الممكية‬

‫إف اليدؼ األكؿ ليذه النظرية ىك إدراؾ كيؼ يؤثر نمط معيف مف حقكؽ الممكية عمى‬
‫متعامؿ أك آخر‪ .‬كمف ثـ كيؼ أثر نظاـ حؽ ممكية معيف عمى نظاـ اقتصادم ما‪ ،‬أم عمى‬
‫كفاءتو كسير عممو‪ .‬كبذلؾ فإف الكظيفة لحقكؽ الممكية ىي إمداد المتعامميف بمحفزات مف‬
‫أجؿ خمؽ كالحفاظ كتقييـ األصكؿ‪ .‬أك باختصار عمى استعماؿ أكثر فعالية لممكارد‪.‬‬

‫كبذلؾ فغف الباحث بإمكانو االستيبلء عمى أرباح اكتشافو‪ ،‬كبصفة أعـ عمى تجديده‬
‫مما يحثو عمى التجديد أكثر‪ .‬كىذه المبلحظة يمكف أف تمتد إلى كؿ نشاط خالؽ لمقيمة‪ .‬كمف‬
‫ثـ فإف ىذه النظرية تكلي ذلؾ أىمية كبيرة‪ .‬فإذا كاف محتكل حقكؽ الممكية يعمؿ عمى‬
‫تخصيص كاستعماؿ المكارد فإف ذلؾ في إطار خصكصي كقابؿ لمتكقع‪.‬‬

‫مف ىذه المحفزات تنتج كظيفة أساسية لحقكؽ الممكية كىي إدخاؿ اآلثار الخارجية‬
‫‪ .l’internalisation des externalités‬إف إنشاء نظرية حقكؽ الممكية ىي السبب األكؿ‬
‫في صعكد حقكؽ الممكية كما يؤكد ذلؾ ‪.)1967( Demsetz‬‬

‫أثر االنتشار ‪l’effet diffusif‬‬

‫‪35‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫إف اآلثار الخارجية ىي األثر الثانكم لبلستمتاع بالحؽ كالذم يتـ تحكيمو لآلخريف‪ .‬ىذه‬
‫اآلثار يمكف أف تككف إيجابية (فرد يستفيد مف االستمتاع بحؽ ىك الكحيد أم المالؾ المستفيد‬
‫مف ذلؾ) أك سمبية (فرد بأدائو لنشاطو يجعؿ مف حكلو يتحممكف تكاليؼ غير راضيف عنيا)‪.‬‬

‫إف كممة اإلدخاؿ تعني أف كؿ كاحد يستعمؿ تكاليؼ أفعالو كيستمتع بيذه األخيرة‪.‬‬
‫اإلدخاؿ لو تكاليؼ كحسب ‪ Demsetz‬فإف حقكؽ الممكية تظير أك تككف ذات أثر محفز‬
‫عندما تككف األرباح أك الثمار الناتجة أك المتكقعة عف اإلدخاؿ أكبر مف تكاليؼ ىذا‬
‫اإلدخاؿ‪ .‬مما سبؽ ينتج أيضا أف كظيفة أخرل لحقكؽ الممكية ىي السماح لؤلفراد بالمعرفة‬
‫المسبقة ألعماليـ في إطار المعقكؿ في عبلقتيـ مع أعضاء آخريف مف المجمكعة التي‬
‫ينتمكف إلييا‪.‬‬

‫إف التعريؼ المقترح لػ ‪ " Demsetz‬أن حقوق الممكية تسمح لألفراد بالمعرفة المسبقة‬
‫لما يأممون حدوثو وفي حدود المعقول في عالقتيم مع اآلخرين أي األعضاء الذين‬
‫ينتمون إلى نفس المجموعة"‪.‬‬

‫كتعريؼ آخر " حقوق الممكية ىي اتفاق بين أعضاء المجموعة بالتصرف بطريقة‬
‫معينة ينتظرون من المجتمع أن يمنع اآلخرين من التدخل في أنشطة كل فرد من‬
‫المجموعة‪ ،‬بشرط أن ال تكون ممنوعة"‪.‬‬

‫إف ىذا مرتبط بالكظيفة االجتماعية لحقكؽ الممكية‪ .‬ففي الجماعات المحمية مف‬
‫األفضؿ مراقبة المكرد (النادر) بجعمو يذىب ألكلئؾ الذيف ىـ مستعدكف الستعمالو بالطريقة‬
‫الكفؤة‪ .‬كفي الكضعية المعاكسة أم إذا لـ يذىب المكرد إلى المتعامؿ الذم يقدره‪ ،‬فإنو يسجؿ‬
‫خسارة مضاعفة‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لممالؾ‬
‫‪ -‬كبالنسبة لممجتمع الذم ال يستفيد مف استغبلؿ ىذه المكرد‪.‬‬

‫كعمى صعيد أكثر شمكلية فإف حقكؽ الممكية تحرؾ سمكؾ المتعامميف كتؤثر عمى كفاءة كؿ‬
‫النظاـ االقتصادم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫إف التعريؼ الذم أعطاه ‪ )1969 ( S. Pejovich‬ك ‪S. Pejovich et Furubotn‬‬


‫‪" l’usage‬حقكؽ الممكية ىي ليست عبلقة بيف‬ ‫(‪ )1972‬مركز أكثر حكؿ االستعماؿ‬
‫األشخاص كاألشياء‪ ،‬بؿ ىي العبلقات المقننة بيف األشخاص الذيف تربطيـ عبلقة أثناء‬
‫استعماليـ لؤلشياء‪ ."...‬إف مصطمح شيء ‪ chose‬المستعمؿ ىنا ال يعني األشياء المادية‬
‫فقط‪ ،‬كلكف يشمؿ كؿ ما يحقؽ منفعة أك رضا لفرد ما‪ .‬إف شبح حقكؽ الممكية يمتد مف‬
‫األشياء المادية إلى الحقكؽ األساسية لئلنساف‪.‬‬

‫مف ىنا فإف أم نشاط تجارم يترتب عميو تسكية تعاقدية‪ .‬إف ذلؾ يسمح بمبادلة حقكؽ‬
‫الممكية أكثر مف السماح بتبادؿ البضائع أك الخدمات‪ .‬غف قيمة البضائع كالخدمات ترتبط‬
‫بمجمكع حقكؽ الممكية المتبادلة‪ .‬كفي الكاقع فما تـ تبادلو ليس سمع بؿ حقكؽ االستعماؿ‪ .‬إف‬
‫النتائج الميمة أف أم تغيير في نظاـ حقكؽ الممكية يؤثر عمى السمككات الفردية كمف خبلؿ‬
‫ىذا التغيير تنتج ميكانيزمات تخصيص المكارد كتكزيع الدخكؿ‪...‬‬

‫كمف ثـ فإف الكظيفة االجتماعية لحقكؽ الممكية مركزة عمى كفاءة النظاـ االقتصادم‬
‫بصفة عامة‪ .‬كأحد المسائؿ الميمة ىي التكمفة أك األرباح االجتماعية‪ ،‬كمركزة عمى التكازف‬
‫االجتماعي األمثؿ‪ .‬إف المسألة ىي معرفة إلى أم مدل يجب أف يذىب فرد أك مجمكعة في‬
‫تصحيحو لآلثار الخارجية‪.‬‬

‫في المدل القصير (كىي تمؾ الفترة التي ال يمكف التدخؿ لتخفيض اآلثار السمبية‬
‫بسبب التطكر التقني‪ ،‬أك االبتكارات)‪ .‬فأم محاكلة لمتأثير عمى اآلثار الخارجية يترتب عمييا‬
‫تكمفة اجتماعية فبل يجب إقصاء كؿ اآلثار الخارجية‪ .‬كالحؿ األمثؿ يعني كضع تكازف حذر‬
‫بيف التكمفة‪/‬الربح االجتماعي اليامشي كتخفيض ىذه اآلثار‪.‬‬

‫‪ .4‬محتوى حقوق الممكية ‪le contenu des droits de propriété‬‬

‫إف حقكؽ الممكية يجب أف تغطي شرطيف‪ :‬مف جية يجب أف تككف حصرية‪ ،‬كمف‬
‫جية أخرل يجب أف تككف قابمة لمتحكيؿ‪ .‬ككما سبؽ اإلشارة‪ ،‬فإف كجكد حؽ عمى سمعة ىي‬

‫‪37‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫إمكانية استعماليا بتغيير شكميا‪ ،‬أك جكىرىا عف طريؽ تحكيؿ كؿ الحقكؽ بالبيع أك جزء‬
‫منيا مثؿ اإليجار‪.‬‬

‫الحصرية ‪l’exclusivité‬ىي خاصية لحقكؽ الممكية أك عامؿ مؤثر إذ يعكد إلى‬


‫الصفة المطمقة لمحؽ‪ .‬فالمالؾ بإمكانو االستمتاع بحرية بسمعو‪ .‬فحيازة حؽ ‪la détention‬‬
‫يعني أف الجماعة تعترؼ بحؽ الحائز كاقصاء اآلخريف مف أم تدخؿ في ممارسة حقو‪.‬‬
‫حصرية الحؽ ال تعني أف الممكية تككف بدكف قيكد ‪ restriction‬أك حدكد‪ .‬فيجب معرفة أف‬
‫حؽ الممكية غير محدكد إال بفرضيات محددة مسبقا في إطار قانكني‪ ،‬ىذه الحدكد قد تككف‬
‫كبيرة أك قميمة األىمية‪.‬‬

‫إف ىذه الخاصية لحقكؽ الممكية تتضح مع كاحدة مف الكظائؼ الكبرل لحقكؽ الممكية‬
‫المكضحة سابقا أال كىي أثر التحفيز ‪ l’effet diffusif‬باإلضافة إلى ككف حؽ الممكية يجب‬
‫أف يككف قابؿ لمتحكيؿ ‪ cessible‬كحصرم ‪ ،exclusifs‬فغف أحد شركط الفعالية تأتي مف‬
‫صفتيا القابمة لمتقسيـ أك التجزئة أك المشاركة‪ ،‬فعدة أفراد متمايزيف بإمكانيـ أف يتممككا‬
‫جكانب مختمفة مف نفس الشيء‪.‬‬

‫إف األمر يعني تحديد (حدكد) قانكني أـ ال‪ ،‬سبب الحصرية أك القابمية لمتحكيؿ لشيء‬
‫ما قد يؤثر عمى قيمتو بالنسبة لممالؾ كلآلخريف كذلؾ‪ .‬فإذا كانت ىذه القيكد تحد مف‬
‫استعماؿ الشيء‪ ،‬فإف تحكـ المالؾ ليس كميا‪ .‬إف نظرية حقكؽ الممكية ىي عادة نظرية نزع‬
‫‪ dégradation‬لحقكؽ الممكية‪ .‬كفي نفس الكقت فعف قيمة الحؽ تنخفض إذا تـ تحكيمو‪،‬‬
‫ألف المالؾ غير حر في ترؾ الشيء مقابؿ آخر (مقابؿ الشيء) يككف أكثر منفعة لو‪.‬‬

‫في الكاقع فإف أغمب ىذه الحدكد فرضيا القانكف كأم تغيير في محتكل ىذه النظرية‬
‫يرجع لمتغير في تخصيص المكارد كالتي ترتبط بدكرىا بالجانب القانكني‪ .‬إذف فنظرية حقكؽ‬
‫الممكية ىي نظرية لمدكلة ‪.une théorie de l’état‬‬

‫‪38‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ l’atténuation‬لحقكؽ الممكية ىك مصطمح ميـ حسب‬ ‫إف مصطمح التخفيؼ‬


‫‪ .)1972( Furubotn et Pejovich‬فيك يعني كجكد درجة أكثر أك أقؿ مف حدكد الممكية‬
‫لممالؾ مف أجؿ‪:‬‬

‫‪ -‬تغيير الشكؿ‪ ،‬اإلحبلؿ أك مكاف األصؿ‪.‬‬


‫‪ -‬تحكيؿ مجمكع الحقكؽ عمى أصؿ معيف آلخر بعد االتفاؽ عمى سعر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪10‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية الوكالة‬

‫‪La théorie de l’agence‬‬

‫‪ .1‬أسس نظرية الوكالة‬

‫تنسب ىذه النظرية إلى ‪ )1976( M.C. Jensen et W.H. Meckling‬إذف فتكجد‬
‫‪Principal,‬‬ ‫عبلقة الككالة ‪ relation d’agence‬عندما يقكـ شخص يسمى األصيؿ (‬
‫‪Mandataire,‬‬ ‫‪ )Mandant‬بتفكيض جزء مف سمطة القرار لطرؼ ثاف يدعى ككيؿ (‬
‫‪ .)Agent‬كبذلؾ فإف ‪ Jensen et Meckling‬يعرفاف عبلقة الككالة بأنيا " عقد يقوم من‬
‫خاللو شخص أو عدة أشخاص (األصيل) بتوكيل شخص آخر (الوكيل) بإنجاز ميمة‬
‫(خدمة) باسميم‪ .‬مما يعني تفويض الوكيل سمطة قرارية "‪.‬‬

‫لقدت امتدت فكرة الككالة إلى مختمؼ صيغ التعاكف التي يمكف أف تربط متعامميف‪.‬‬
‫كنتيجة ىذه العبلقات تظير تكاليؼ تسمى بتكاليؼ الككالة ‪ .les coûts d’agence‬كىي‬
‫نتيجة االنتيازية ‪ l’opportunisme‬كعدـ اليقيف ‪ .l’incertitude‬كعدـ كماؿ مبلحظة‬
‫جيكد كؿ طرؼ لآلخر ‪ imparfaite observabilité‬كعدـ تناظر المعمكمة ‪l’asymétrie‬‬
‫‪.de l’information‬‬

‫كما يبلحظ أف نظرية الككالة ترفض العقبلنية الجكىرية ‪la rationalité substantive‬‬
‫التي يؤمف بيا النيككبلسيؾ كال يكجد سكل العقبلنية المحدكدة‪ .‬إف عبلقات الككالة تميز كؿ‬
‫المنظمات ال سيما اإلنتاجية منيا‪ .‬كتقترح نظرية الككالة نظرة تعاقدية لممؤسسة ألف العبلقات‬
‫التي تككنيا يمكف اعتبارىا كعبلقات ككالة مثؿ‪ :‬العبلقات بيف المبلؾ كالمسيريف‪ ،‬المقرضيف‬
‫‪employeur-‬‬ ‫كالمقترضيف ‪ ،les prêteurs-emprunteurs‬المسؤكؿ كاألجراء‬
‫‪ ،salariés‬كحتى العبلقات بيف المتعامميف االقتصادييف‪ .‬إذف فتكاليؼ الككالة تؤثر عمى‬
‫سعر التكمفة ‪ le coût de revient‬لكؿ المخرجات‪ .‬كىذه اآلثار ستتضح في العقكد‬
‫المبرمة‪ ،‬كمف خبلؿ المزايا كالتكاليؼ المتأتية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كتبقى المنظمات اإلنتاجية أفرزت ىياكؿ تمكنيا مف تخفيض تكاليؼ الككالة‪ .‬إف المبدأ‬
‫األساسي لمنظرية ىك قبؿ كؿ شيء اقتصادم‪ .‬كيقصد بو أف تككف المؤسسة أكثر فعالية‬
‫كبأقؿ تكمفة‪ .‬إذف اإلنتاج ليس فقط بالمعنى التقني بؿ التنظيمي‪ .‬فنظرية الككالة ىي األكلى‬
‫مف تطرؽ إلى تكاليؼ التنظيـ‪ .‬فالتنافسية تصبح حسب نظرية الككالة تنظيمية‪.‬‬

‫‪ .2‬مصطمحات نظرية الوكالة‬

‫مف بيف المصطمحات اليامة في نظرية الككالة ما يمي‪:‬‬

‫‪-‬عالقة الوكالة‪:Relation de l’agence‬‬


‫‪Asymétrie‬‬ ‫‪-‬مصطمح آخر وىو عدم تناظر المعمومات‬
‫‪d’information‬‬
‫‪ -‬تكاليف الوكالة ‪:les coûts d’agence‬‬
‫فرضيات النظرية‬
‫‪ )1‬فرضية التعظيم ‪ Maximisation‬خاصة بالسموك‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم اليقين ‪( L’incertitude‬فرضية محيطية)‪.‬‬
‫‪ )3‬المحدودية‪.‬‬

‫تسمى الفرضية األكلى كالثالثة فرضيات السمكؾ‪.‬‬

‫تقكـ الفكرة األصمية لنظرية الككالة عمى أف ىناؾ طرفاف يقكماف بعمؿ مشترؾ‪ ،‬كميما‬
‫كاف الميداف كميما كانت طبيعتو يككف ىناؾ دائما اختبلؼ ناتج عف أمكر كثيرة مثؿ‬
‫اختبلؼ في التصكر أك اختبلؼ في المصالح أك اختبلؼ القدرة‪ ،...‬بما أف العمؿ المشترؾ‬
‫دائما فيو خبلؼ كبما أف الفرد يبحث عف تعظيـ منفعتو يحدث تصادـ بيف األصيؿ كالككيؿ‬
‫‪ .conflit‬كىذا النزاع يطغى عمى عبلقة الككالة‬ ‫أم اختبلؼ المصالح يصؿ إلى نزاع‬
‫‪ relation conflictuelle‬كاال فنظرية الككالة جعمت مكضكعيا بالنسبة ليا يكمف في دراسة‬
‫النزاعات التي تخص الككالة كحميا‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫األصيؿ (صاحب الممكية)‪ :‬يكمؼ غيره ليتصرؼ في ممكيتو كبتمكيف الككيؿ يجب أف‬
‫يفكض لو سمطة التصرؼ في غيابو كسمطة التصرؼ ىي ما يعرؼ عف التنازؿ عف حؽ‬
‫االستعماؿ‪.‬‬

‫ىل لممسير الحق في نظرة غير نظرة المالك؟‬

‫إف المبلؾ ال يتكاجدكف بالمؤسسة‪ .‬أما المسير فمو مسؤكلية المؤسسة إذا فشمت فيذا‬
‫يعني فشؿ المسير كبالتالي العكائد تنخفض‪ .‬فالمبلؾ يبحثكف عف أسيـ أخرل‪ ،‬كمف ىنا فإف‬
‫عمؿ المسير ميـ فمكال فشمو لما ذىبت المؤسسة‪ .‬كاألصيؿ بعيد عف المؤسسة حتى تنتيي‬
‫أك تبقى لمدة طكيمة‪.‬‬

‫حسب نظرية الككالة فإف المسير ليس لديو الحؽ عمى الرغـ مف أف المؤسسة يتكاجد‬
‫فييا المسير كيسيرىا دائما كباستمرار‪ .‬فعند تفكيض السمطة مف المسير مثبل إلى ميندسيف‬
‫فيي عبلقة أجر كليست عبلقة ككالة‪.‬‬

‫‪ .4‬العالقات مالك – مسيرين ‪:les relations propriétaires – dirigeants‬‬

‫إف نظرية الككالة بيذا المفيكـ أرادت أف تعالج األثر االقتصادم لمعبلقات بيف‬
‫المساىميف ‪ actionnaires‬كالمديريف‪ .‬فيي تصؼ أىـ العقكد المييكمة لممنظمة‪ .‬كبمعنى‬
‫تكزيع السمطات كالمياـ ( ‪ )pouvoir et taches‬حسب تعريؼ ‪ B. Lussato‬كتحدد ما‬
‫ىي الصيغ التي تسمح بالحصكؿ عمى أقصى مزايا مف تخفيض تكاليؼ الككالة المرتبطة‬
‫بمختمؼ ىذه العقكد‪.‬‬

‫يعتبر ‪ Fama et Jensen‬أف العقكد الميمة (المركزية) ىي تمؾ التي تحدد مراحؿ‬
‫عممية اتخاذ القرار كتميز بيف طبيعة الخطر الذم يكاجو كؿ األطراؼ‪ .‬كبذلؾ فإف باقي‬
‫الخطر ( ‪ )le risque résiduel‬مضمكف عف طريؽ المساىميف‪ ،‬كىـ كعامميف لباقي‬
‫التحقيقات ‪ .créance résiduelle‬كفي ىذه الشركات فإف عممية اتخاذ القرار تظير ثبلث‬
‫مستكيات مف العبلقات مبلؾ – مسيريف‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪l’assemblée générales des créances‬‬ ‫‪ -‬الجمعية العامة لممساىميف‬


‫‪résiduelles‬‬
‫‪ -‬مجمس اإلدارة ‪le conseil d’administration‬‬
‫‪ -‬المدير العاـ ‪le directeur général‬‬

‫الجمعية العامة تقكـ باختيار رئيس مف بيف أعضائيا‪ ،‬كيفرؽ بيف الممكية كالقرار‬
‫كالمراقبة‪ .‬في حيف في الشركة مف نمط النيككبلسيؾ فالمالؾ – المقاكؿ ىك نفسو المتحمؿ‬
‫لمخطر كىك الذم يتخذ الق اررات كىك مف يحكـ بمدل مناسبة الق اررات كالنتائج لتكقعاتو‪.‬‬

‫كيمكف اإلشارة إلى حالة التعاكنية التي ينتج عنيا المستكيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جمعية المتعاكنيف‬
‫‪ -‬مدير مكضكع التعاكف‬

‫كتختمؼ ىذه الحالة عف األكلى في ككف كؿ فرد لو صكت كاحد كميما كاف شكؿ‬
‫المنظمة‪ ،‬فإف طبيعة الفصؿ بيف الكظائؼ ينتج عنيا تكاليؼ الككالة كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -‬تكاليؼ الحراسة ‪:coûts du surveillance‬‬


‫‪ -‬تكاليؼ التبرئة‪،‬‬
‫‪ -‬تكاليؼ البكاقي‪ ،‬حيث أنو في حالة ما إذا لـ تكف الق اررات المتخذة لـ ترض المساىميف‬
‫يمكف حسابيا بالفرؽ بيف معدؿ النمك الفعمي كمعدؿ النمك المرغكب مف المساىميف‪.‬‬

‫فعندما ال يكجد الفصؿ بيف الكظائؼ فإف ىذه التكاليؼ تختفي كتختفي معيا أيضا‬
‫المزايا المرتبطة بيا‪ .‬كمف ثـ فإذا كاف الفصؿ في الكظائؼ ىك مصدر تكمفة‪ ،‬فيي أيضا‬
‫مصدر لعدة مزايا كىي حسب ‪ G. Charreaux‬كما يمي‪:‬‬

‫‪ )1‬إف مثؿ ىذه اليياكؿ تسمح بتكزيع الخطر بيف عدة متعامميف كىذه الظاىرة ليا ثبلث‬
‫آثار ميمة‪:‬‬
‫‪ -‬فيي تسمح بتكسيع التمكيؿ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬كتعمؿ عمى تخفيض الخطر لكؿ مساىـ الذم يستطيع تنكيع حافظتو كبالتالي يككف أقؿ‬
‫عرضة لمتغيرات‪ ،‬كما يمكف أف يتكبد أحد األطراؼ خطر أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬إف تكزيع التحقيقات الباقية تفيد في تغذية سير السكؽ المالي كتصبح ىي نفسيا أسمكب‬
‫لمراقبة المسيريف‪.‬‬
‫‪ )2‬ىذه اليياكؿ تككف الدعـ المثالي لجمع أمكاؿ لتدعيـ تمكيؿ األصكؿ الخصكصية‬
‫لممؤسسة‪ .‬مثؿ ىذه األصكؿ ليست ذات قيمة كبيرة بالنسبة لمنظمات أخرل‪ .‬كىي طريقة‬
‫تقميدية عندما تكجو رأس الماؿ االجتماعي لتمكيؿ االستثمارات (كىي القمب التقني‬
‫لممؤسسة‪ ،‬عمى األقؿ الصناعية)‪.‬‬
‫‪ )3‬إف أيضا سبب الفصؿ بيف الكظائؼ كىي إذف سبب التخصص الفعاؿ‪ .‬كيمكف القكؿ أنو‬
‫بدكف ذلؾ لما نمت المؤسسات‪.‬‬

‫إف منطؽ الككالة يقكد إلى اعتبار التكاليؼ الخاصة المرتبطة بفصؿ الكظائؼ إلى‬
‫المخاطرة كالمراقبة كاإلدارة‪ .‬إف نمك ىذه األنماط الييكمية يفسر ليس بجاذبية السمطة مف‬
‫طرؼ المسيريف‪ ،‬بؿ ألنيا تسمح بتطبيؽ التسيير بكفاءة‪ .‬كيمكف اعتبار أف ىذه النظرية ىي‬
‫اجتياد نظرم كبير‪ ،‬لكف األسئمة تطرح حكؿ مجاالت التطبيؽ‪.‬‬

‫‪ .5‬الوكالة والتسيير ‪Agence et gestion‬‬

‫كما في اقتصاد المعامبلت أك التعاقدات يجب التأكد أكال مف أف تكاليؼ الككالة قابمة‬
‫لمقياس‪ ،‬كإلجابة أجؿ‪ .‬فعدا الخسائر ىناؾ التكاليؼ الناتجة عف مجمس اإلدارة كىي ما يسمى‬
‫تكاليؼ التبرئة‪ .‬كعمى عكس تكاليؼ التعاقد فإف تكاليؼ الككالة عمى األقؿ فيما يخص‬
‫العبلقة مبلؾ – مسيريف ال تظير حتى في حالة زيادة عمؽ التحقيؽ ‪.audit‬‬

‫إذف في منطؽ الككالة‪ ،‬يمكف أف يككف فرصة عند البحث في قياس التكاليؼ مف أجؿ‬
‫مقارنتيا بالكفكرات أك المزايا المتحققة عف فصؿ الكظائؼ‪ ،‬كالعكس صحيح‪ .‬إف تقييـ مثؿ‬
‫ىذه الكفكرات أك المزايا تككف صعبة اإلنجاز مقارنة بالتكاليؼ‪ .‬فكيؼ يمكف أف تقيـ ميزة‬
‫خصكصية الكظائؼ؟ ككيؼ يمكف إدراؾ الميزة المرتبطة بتكزيع الخطر؟‬

‫‪44‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫كقد حاكؿ الباحثيف الذيف أرادكا إعطاء دعـ لصالح النظرية تبياف أف الشركات التي‬
‫تككف الكظائؼ فييا منفصمة ىي الشركات األكثر كفاءة عف تمؾ التي ال تنفصؿ فييا‬
‫الكظائؼ بالقياـ بعدة دراسات حالة في النكعيف‪.‬‬

‫غف نظرية الككالة تيتـ بالعبلقة التي تربط األصيؿ بالككيؿ‪ .‬فيي تحاكؿ إظيار‬
‫األشكاؿ التي تضمف أف أىداؼ األصيؿ يتبعيا الككيؿ‪ .‬أم أف المسير يعمؿ في صالح‬
‫المساىـ‪ .‬كتشرح النظرية أنو إذا قاـ المقاكؿ – المالؾ باالستعانة بمتخصص‪ ،‬ىناؾ تماثؿ‬
‫في المعمكمات بينو كبيف المسير األجير‪ .‬بمعنى أف األطراؼ لدييـ مصمحة في كضع عدد‬
‫مف الكسائؿ بصفة مشتركة‪ .‬المقاكؿ يجب أف يزكد المسير بكؿ العناصر البلزمة لتسيير‬
‫المؤسسة كبالمقابؿ عمى المسير تبرير منفعتو بتعظيـ ثركة المساىـ دكف االكتفاء بمصمحتو‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫كمف ثـ فإنو انتقمت إدارة المؤسسة إلى األجير‪ .‬فالرأسمالي فقد المعمكمة‪ ،‬بينما المسير‬
‫تتراكـ لديو‪ .‬فاألكؿ بإمكانو أف يقرر الذىاب إلى الصيد لبلستمتاع بدخمو‪ .‬بينما الثاني يجب‬
‫أف يعمؿ لتبرير أجرتو‪ .‬بينما كؿ شخص عقبلني يتصرؼ لمنفعتو كمصمحتو‪ .‬فالمسير‬
‫األجير يمكف أف يحيد عف اليدؼ المسطر في البداية (تعظيـ ثركة المساىـ) لصالح تعظيـ‬
‫منفعتو الخاصة‪ .‬فمنذ أف كجد تفكيض ىناؾ خطر باف يبتعد المسير عف اليدؼ األصمي‪،‬‬
‫كعممية المراقبة بإمكانيا تعديؿ ىذه العبلقة‪.‬‬

‫فالمسير يتحمؿ تكمفة استعماؿ مدير‪ .‬كخسارة ىذه الثركة يمكف أف تككف ميمة مما‬
‫يحتـ مراقبتو‪ .‬كميمة الرقابة ىي كضع حد النحراؼ األىداؼ في ظركؼ تحكـ المدير‬
‫بالمعمكمة‪ .‬فالرأسمالي يجد نفسو أماـ متعارضتيف‪:‬‬

‫‪ -‬إما أف يستعيف بخبير (متخصص) كتخسر المؤسسة فعاليتيا‪.‬‬


‫‪ -‬أك يكضع مدير محترؼ كيتحمؿ فقداف ثركتو (أجر المدير)‪.‬‬

‫كمف ثـ يتحتـ أف تككف تكاليؼ المراقبة (جزء مف تكاليؼ الككالة) أقؿ مف المزايا‬
‫المرتبطة بكظيفة متخصص في التسيير‪ .‬إف ىذا الشكؿ النظرم يفسر كجكد كظيفة المراقبة‬

‫‪45‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫التي يجب أف تككف منفصمة عف اإلدارة العامة في أغمب الشركات الحديثة‪ .‬كىذا ما يفسر‬
‫ضركرة االستعانة بطرؼ ثالث لمعاينة المعمكمات المحكلة لممساىميف‪.‬‬

‫بصفة عامة‪ ،‬فغف االستعانة بمستثمريف آخريف يعتبر رد فعؿ لميكانيزمات التنكيع‬
‫كعقبلنية استغبلؿ المكارد‪ .‬كفي ظؿ ىذه الفرضية فإف سمطة التسيير يجب أف تمارس مف‬
‫طرؼ مديريف أك مسيريف يعممكف في إطار عبلقة ككالة‪ .‬كىذا قد يككف لو ميزة عدـ إرضاء‬
‫معيار أمثمية العقكد‪.‬‬

‫إف ىذا الميكانيزـ يكضح عبلقة الككالة التي مف خبلليا يككف األصيؿ كالككيؿ مصالح‬
‫مختمفة‪ .‬كىذه العبلقة تعمؿ عمى تخفيض تكاليؼ الككالة المترتبة عمى ال أمثمية الق اررات‬
‫المتخذة مف طرؼ المديريف في غياب ميكانيزـ التعديؿ ‪.mécanisme régulateur‬‬

‫‪ .6‬انتقادات ىذه النظرية‪:‬‬


‫‪ -‬ىذه النظرية تريد أف تككف نظرية عامة ال تشمؿ فقط المؤسسة لكف لدييا عائؽ السمطة‬
‫في العبلقة بيف األصيؿ كالككيؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكف أف تككف عامة فيي مكقؼ مبدئي أكثر منيا نظرية جاءت مف قضية المبلؾ‬
‫كىذا ما أدل إلى رفض النظرية أصبل‪.‬‬
‫‪ -‬كطرح ‪ AGLIETTA‬سؤاؿ‪ :‬لماذا يجب أف تسير المؤسسة في صالح األصيؿ فقط؟‬
‫كمف ىنا جاءت مجمكعة مف النظريات سميت بالنظريات التنظيمية ‪Regulatignniste‬‬
‫كفييا تنظيـ العبلقة بيف المسير كالمبلؾ كتنظيـ العبلقة بيف المؤسسة كاألطراؼ‬
‫األخرل‪ .‬كأما النظريات التعميمية فيي تنطمؽ مف شكمبتر ‪.les théories cognitives‬‬
‫‪ -‬مف بيف مقترحات نظرية الككالة أف المسير يجب أف يحث أكثر كفي ىذا االقتراح يجب‬
‫أف يككف المسير طرؼ كيجب أف تمنح لو أسيـ لكي يككف معني مباشرة‪ .‬لكف اإلشكاؿ‬
‫بالنسبة ليذا االقتراح فالمسير يصبح بيف كضعيتيف‪ :‬أجير كمالؾ في نفس الكقت كىذا‬
‫غير مقبكؿ ستككف لو ميزة مقارنة بالمبلؾ كمقارنة بالعماؿ‪.‬‬

‫الحكمية أك الحككمة أك الحكـ الراشد كىي نظرية ‪la théorie de gouvernance‬‬


‫كمف أصحابيا ‪ Gérard Charreaux‬كيتبيف بأنيا ىي تسيير المسيريف‪ .‬فكيؼ نضع‬

‫‪46‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫اآلليات المناسبة حتى تتمكف مف الحد مف ىامش تصرفات المسيريف‪ .‬ىذه النظرية أخذت‬
‫األىمية بعد كثرة الفضائح المالية كأصبحت رقابة المسيريف ضركرية في نياية المطاؼ كأدت‬
‫إلى تككيف محاسبة بمعايير عالمية ‪ Comptabilité normes internationales‬كىدؼ‬
‫المحاسبة الجديدة أنيا تكجو المعمكمات بكيفية تختمؼ عف المعمكمات السابقة (في السابؽ‬
‫كانت تخدـ جية الضرائب) أما المعايير الجديدة تكجو المعمكمات ألصحاب المبلؾ‬
‫كاألطراؼ األخرل اآلخذة بالمؤسسة كالدكلة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪11‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية الموارد‪L’approche fondée sur les ressources‬‬

‫‪ .1‬جذور النظرية حسب ‪:Edith Penrose‬‬

‫في كتابيا بعنكاف " ‪ )1959 ( "The theory of the growth of the firm‬الذم‬
‫‪ Penrose‬المؤسسة عمى أنيا مجمكع المكارد المادية‬ ‫كرستو لنمك المؤسسة‪ ،‬تعرؼ‬
‫كالبشرية‪ .‬فيي تقحـ العالـ الداخمي أم أف لو القدرة عمى دفع النمك‪ .‬عمى األقؿ بنفس القدر‬
‫الذم تدفع بو الجكانب الخارجية مثؿ متطمبات الزبائف أك الضغط التنافسي‪.‬‬

‫كعبر االىتماـ بالجانب الكمي لمنمك تقدر ‪ Penrose‬عدـ تجزمء المكارد ألف ذلؾ قد‬
‫يككف أصؿ عدـ التكازف‪ .‬فإذا استثنينا إمكانيات النمك التعاقدية‪ ،‬فإف قرار تكظيؼ أك شراء‬
‫أم عتاد يعتمد عمى كحدات كاممة لممكارد‪ .‬كمف ثـ فإف المؤسسة تتكفر عمى مكارد جزء منيا‬
‫غير مستغؿ كيظير عندما تتمكف المؤسسة مف استغبللو‪.‬‬

‫‪ Penrose‬بيف المكارد كالخدمات التي‬ ‫أما بالنسبة لمجكانب النكعية (الكيفية)‪ ،‬تفرؽ‬
‫تتكفر لدل المؤسسة‪ .‬كتبيف أف عدـ تجانس الخدمات ىك ما يصنع الصفات الفريدة لكؿ‬
‫مؤسسة ‪.un caractère unique‬‬

‫ككممخص ألعماؿ ‪ ،Penrose‬فإف نظاـ المكارد ىك تركيب يتطكر أك قابؿ لمتطكر‬


‫(الكفاءات يمكف أف تتغير طبيعتيا) تنتج عنو خدمات ذات صفات ذاتية (حيث أف طبيعتو‬
‫محددة بمككنات خاصة لمنظاـ) كالتي تمنح ألم مؤسسة صفة فريدة‪ .‬إف نظاـ المكارد‬
‫كديناميكيتو يحرؾ المؤسسة لتكسب رىانات المحيط‪ ،‬فيك عامؿ تنمية المؤسسة‪ .‬إف تزاكج‬
‫ىذه العكامؿ ىك ليس فقط أثر لمتسيير أم ناتج عف التسيير ىك أيضا مسألة حظ‪ .‬ففي زمف‬
‫معيف يمكف اعتبار المؤسسة نظاـ عممياتي مغمؽ قادر عمى التجاكب فقط مع بعض‬
‫التغيرات البيئية كىي في الغالب غير قابمة لمتنبؤ بيا مسبقا‪.‬‬

‫‪ .2‬نظرية الموارد المتداد أعمال ‪Penrose‬‬

‫‪48‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫إف ىذا اإلرث تـ إعادة استعمالو في المجاؿ االقتصادم عبر المدرسة التطكرية‬
‫‪ l’école évolutionniste‬التي تنسب لػ ‪ ،)1982 ( Nelson et Winter‬ثـ في التسيير‬
‫االستراتيجي عبر المقاربة المبنية عمى المكارد ‪ Resource_Based View‬التي تنسب لػ‬
‫‪ .)1984 ( Wernerfelt‬إف نظرية المكارد تحكم تيارات أخرل غير التي تـ اإلشارة إلييا‪،‬‬
‫‪compétences‬‬ ‫‪la théorie des‬‬ ‫فيناؾ نظرية الكفاءات المركزية (األساسية)‬
‫‪ centrales‬كنظرية الطاقات الديناميكية ‪.la théorie des capacités dynamique‬‬

‫إف الجدكؿ التالي يقارف بيف عدة أبعاد مختمؼ التيارات التي تنتمي إلى نظرية المكارد‪.‬‬

‫‪ )RBV( Resource_Based View )1‬التي تنسب لكؿ مف ‪Wernerfelt (1984) et‬‬


‫)‪Barney (86-91‬‬
‫‪ )2‬نظرية الكفاءات األساسية ( ‪la T. des Compétences Fondamentales )CF‬‬
‫كتنسب لكؿ مف ‪.)1990( C.K. Prahalad et G. Hamel‬‬
‫‪ )3‬نظرية الطاقات الديناميكية ( ‪ la T. des Capacités Dynamique )CD‬كتنسب‬
‫لكؿ مف )‪.D.J. TEECE et G. Pisano et A. Shuen (1997‬‬
‫‪Nelson et‬‬ ‫‪ )4‬المدرسة التطكرية )‪ l’école évolutionniste (EE‬التي تنسب لػ‬
‫‪.)1982( Winter‬‬
‫‪ )5‬تسجيل ‪ RBV‬ضمن أعمال ‪:Harvard‬‬

‫‪)59‬‬ ‫‪ 80‬تأخذ ىذه النظرية أصكليا مف أعماؿ (‬ ‫ظيرت ‪ RBV‬في منتصؼ‬


‫‪ Penrose‬كفي نمكذج ‪ LCAG )65 ( Harvard‬مف طرؼ ‪Learned et Cristensen‬‬
‫‪ .et Andrew et Guth‬ىذا المصدر الثاني ليس بغريب طالما أف ىدؼ ‪ RBV‬ىك البحث‬
‫عف ميزة تنافسية مستدامة‪.‬‬

‫‪ ،LCAG‬كيعتبر ىك أصؿ فكرة‬ ‫كقد قاـ الكثيركف في الماضي باالىتماـ بنمكذج‬


‫الكفاءات المميزة ‪ .les compétences distinctive‬كفي نياية سنكات ‪ 70‬كبداية ‪80‬‬
‫طرح بكرتر نمكذجو مف نفس المدرسة‪ .‬حيث آثار إشكالية األداء الذم يعكد إلى تحميؿ‬
‫الظركؼ الخارجية‪ .‬كحسبيـ فيي السبب في جاذبية القطاع‪ ،‬كمف ثـ تستطيع المؤسسة‬

‫‪49‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫تحقيؽ مردكدية مرضية في المدل الطكيؿ‪ .‬كبذلؾ أكدكا عمى الفرضية الضمنية التي تقكؿ‬
‫بأف المؤسسات التي تنتمي لقطاع كاحد أك لنفس المجمكعة االستراتيجية ىي متماثمة‪ .‬فمثبل‬
‫بدخكؿ منافس جديد لمقطاع تظير حاالت عدـ التجانس في المكارد لكف لفترة قصيرة حتى‬
‫تتكيؼ المؤسسات األخرل ألف المكارد ذات طبيعة متحركة‪.‬‬

‫كأخذت ‪ RBV‬مكانيا كسط ىذه النظريات بكضع بصمتيا الخاصة التي أكدت اختبلؼ‬
‫المكارد يبقى بصفة دائمة عكس التحميؿ القطاعي السائد ( ‪ .)porter‬لـ يطمح ركاد المدرسة‬
‫أف يحمكا محؿ ‪ Porter‬بؿ كاف طمكحيـ أف يكضحكا بطريقة مكممة نفس الحقيقة التي تعتبر‬
‫أنو داخؿ المؤسسة مكارد كمنتجات ىما كجييف لعممة كاحدة ( ‪ .)wernerfelt‬بما يعني أف‬
‫المنتجات ىي تحكيؿ لممكارد‪ .‬كىذا ال يعني أف ‪ RBV‬تختمؼ عف ‪ CC‬كعف ‪.CD‬‬

‫‪ RBV‬عمى إشكالية ‪ Harvard‬كتساىـ (بالجانب‬ ‫كعمى عكس بقية التيارات تعمؿ‬


‫الداخمي) في تعميؽ نمكذج ‪ ،LCAG‬فمكقعيـ يمكف التعبير عنو كما يمي‪ :‬اليياكؿ القطاعية‬
‫(الخارج) ىي ذات أىمية كبيرة لمتحميؿ‪ .‬كلكف التشخيص االستراتيجي ال يمكف أف يغفؿ أف‬
‫‪ RBV‬تحاكؿ تنمية فجكة‬ ‫لكؿ مؤسسة شخصيتيا تتجمى في مكاردىا بصفة خاصة‪ .‬فػ‬
‫‪ RBV‬بإعادة إحياء التكازف بيف‬ ‫المعرفة بإعطاء كزف مقابؿ لمتحميؿ القطاعي‪ .‬فقد قامت‬
‫المؤسسة كالمحيط التي بدأىا نمكذج ‪ .LCAG‬كالذم يعتبر تعميؽ لنمكذج بكرتر‪ ،‬كبإيجاد‬
‫مكانة في ىارفارد‪ ،‬فإف مساندم ‪ RBV‬تبنكا مصطمح ‪Strengh, Weakness, ( SWOT‬‬
‫‪ )Opportunity, Threat‬كالفرضية الضمنية لو‪ .‬كىك ما قامت الدراسات البلحقة بشرحو‪.‬‬

‫إف طريقة ‪ SWOT‬تعمؿ عمى تصنيؼ العكامؿ االستراتيجية في تناقضيف ميميف‬


‫كىما‪ :‬داخمي‪/‬خارجي‪ ،‬جيد‪/‬سيء‪.‬‬

‫الظاهرة ‪phénomène‬‬ ‫داخلية ‪interne‬‬ ‫خارجية ‪externe‬‬

‫جيد ‪bon‬‬ ‫‪force‬‬ ‫‪Occasion‬‬


‫سيء ‪mauvais‬‬ ‫‪faiblesse‬‬ ‫‪Menace‬‬

‫كقبؿ الكصكؿ إلى الميـ فإف ىناؾ اختبلؼ في تعريؼ المصطمحات حسب نمكذج‬
‫‪ SWOT‬كحسب ‪ RBV‬كحسب ‪ ،SWOT‬فإف االستراتيجيات المرضية يجب أف تحسف مف‬

‫‪50‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫نقاط الضعؼ كتستغؿ نقاط القكة الداخمية‪ .‬مف أجؿ اقتناص الفرص كتخص التيديدات‪ .‬أما‬
‫بالنسبة لػ ‪ RBV‬فيي ال تيتـ بنقاط الضعؼ‪ ،‬كيذىبكف إلى جعؿ (المكارد) تشبو نقاط القكة‬
‫(‪ .Barney )91‬فيعتبركف أف الخاصية األساسية لمكرد تتعيف في قدرة استغبللو لفرصة أك‬
‫التعامؿ مع تيديد‪ .‬ىذا ال يعني أف ىذا االختبلؼ يغطي عمى النمكذج التقميدم لػ ‪Harvard‬‬
‫ك‪ RBV‬لكنيما يتفقاف في أمر ميـ‪.‬‬

‫إف ىذا التكاطؤ يركز عمى نفس الكضعيات االستراتيجية‪ :‬تمييز بيف المكارد فيما بينيا‬
‫أم بيف ما ىك جيد كسيء كمف ما ىك داخمي كخارجي‪.‬‬

‫مف ىـ ضحايا ىذه اإلشكالية؟ إنيا غمكض خصائص الكضعيات االستراتيجية مف‬
‫جية‪ ،‬كتعقد نمك نظاـ المكارد مف جية أخرل كىك ما أشارت إليو ‪.Penrose‬‬

‫كبأخذ المكضكعيف‪ :‬فبالنسبة لمتعقيد‪ ،‬لقد رأينا أف ‪ Penrose‬تعتبر نظاـ المكارد ىك‬
‫تككيف متطكر (كفاءات يمكف أف تغير مف طبيعتيا) كينتج عنيا خدمات كتمكف المؤسسة‬
‫مف خاصية فريدة‪ RBV .‬ال تأخذ بيذه الفكرة بنظاـ ديناميكي‪.‬‬

‫فيناؾ فرؽ أساسي بيف ‪ RBV‬كتفكير ‪ ،)59 ( Penrose‬فما فقد بسبب ‪ RBV‬ىي‬
‫فكرة أف مصير مكرد معيف مرتبط بنظاـ المكارد الذم يستقبمو‪ ،‬كأف استغبلؿ طاقاتو يرتبط‬
‫بالمكارد التي ىي في عبلقة معو‪ .‬كبمعنى آخر فإف اعتبار المؤسسة كحافظة مكارد نادرة‬
‫كصعبة التقميد أك التعكيض تقصي الفكرة‪ :‬فػ ‪ RBV‬تسمح بإدخاؿ فكرة اقتصاد الحقؿ‪ ،‬أكثر‬
‫مف العبلقة الديناميكية‪ .‬كمف ثـ فإف المكرد الجديد يمكف أف يحكؿ النظاـ الذم يستقبمو كأف‬
‫يككف أيضا محكال بو‪ ،‬كيصبح صعب الفيـ‪.‬‬

‫االنتقاد الثاني لػ ‪ ،RBV‬يتعمؽ بمسألة معالجة الكضعيات االستراتيجية‪ .‬ففي ىذه‬


‫المقاربة‪ ،‬كما في نمكذج ‪ LCAG‬الذم تؤمف بو‪ ،‬األشياء غامضة كاقتساـ األشياء صعب‪.‬‬
‫‪ SWOT‬تقكد إلى أشياء خطيرة‪ .‬فاقتساـ‬ ‫كبالنظر عف كثب فإف التعارضات التي تعرؼ‬
‫نقاط قكة كضعؼ تسمح بمقارنة المكارد بالقكة‪ .‬كلكف فقط حسب ىذه المدرسة التي ترل‬
‫المكرد بنظرة أحادية‪ .‬فغالب األحكاـ المعطاة لممكارد تعتبرىا مزايا أك عيكب‪ ،‬كما أف ىذه‬

‫‪51‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫األحكاـ تختمؼ حسب األفراد‪ .‬كبالنسبة لتعارض بيف الداخؿ كالخارج ىك ما يرفض قضية‬
‫حدكد المؤسسة‪ .‬فالمؤكد أف ‪ RBV‬ال تنتيي عند المكارد التي تممكيا المؤسسة‪ ،‬فيي تسمح‬
‫‪ )partenaires‬أك المشاركيف‪ .‬أما مسألة‬ ‫أيضا بأخذ بعيف االعتبار مكارد المتعاكنيف (‬
‫مراقبة المكارد فمـ يتـ مناقشتو‪.‬‬

‫‪ .3‬كيف تؤسس نظرية الموارد لنظرية لممؤسسة‪:‬‬

‫إف أم نظرية ال تعرؼ بدكف نية‪ ،‬فالنظرية المبلئمة ليست بالضركرة كذلؾ حسب‬
‫اليدؼ‪ .‬ىذه المبلحظة يمكف تطبيقيا عمى نظريات المكارد‪ .‬فإذا كانت ىذه النظريات ترل‬
‫مشركعيتيا في تحميؿ استراتيجيات النمك الناجحة‪ ،‬سياسات التقميد أك باألحرل مصادر‬
‫المزايا التنافسية‪ .‬فيي ليست كذلؾ عندما يتعمؽ األمر بكجكد حدكد المؤسسة‪ .‬بالنظر إلى‬
‫ىذه االنشغاالت فقد دعميا ‪ K.R. Conner‬كاالنتقادات التي كجييا ‪.)95( N.J. FOSS‬‬
‫كاإلجابات أك التكضيحات التي تمقاىا مف ‪.)96( Conner et Prahalad‬‬

‫أ‪ .‬المدعون أو الزاعمون ‪:des prétendant‬‬

‫‪ ،)91 ( Conner‬أف ما‬ ‫قبؿ التعرض إلى ىذه االنشغاالت‪ ،‬فيجب التذكير عمى أثر‬
‫يعطي الخصكصية لمنظرية المبنية عمى المكارد نسبة إلى المؤشرات التي تقاس بيا‪.‬‬

‫أكال‪ :‬إذا تتبعنا منكاؿ النظرية النيككبلسيكية‪ ،‬التحميؿ المبني عمى المكارد يأخذ عف المؤسسة‬
‫قدرتيا عمى تكليؼ مدخبلتيا ( ‪ ،)intrant‬كىي تتميز بالتأكيد عمى أنو ال تكجد خكارزميات‬
‫إنتاج مسبقة‪ ،‬كأف تعريفيا يرجع إلى المكارد التي تعتبر تكليفتيا محؿ تفكير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إذا استرجعنا اقتراح ‪ Bain‬أيف تككف المردكدية أكثر مف عادية ‪Supra-normale‬‬
‫يمكف أف يتـ الكصكؿ إلييا بصفة دائمة‪ .‬فإف تحميؿ مبني عمى المكارد ال تخصص (أك‬
‫تميز) الشركحات لمسمككات االحتكارية أك االتفاقية‪ .‬بدال مف التمكقع عمى مستكل القطاع‪،‬‬
‫فيي ترل باف المؤسسة ككحدة تحميؿ مناسبة كتعتبر أف تنظيميا الداخمي ىك األىـ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ Coase‬ككليامسكف فكرة خصكصية األصكؿ كعدد‬ ‫ثالث‪ :‬كاذا كانت تأخذ مف أعماؿ‬
‫األصكؿ كأنيا عكامؿ استراتيجية ذات أىمية كبيرة‪ ،‬فإف التحميؿ المبني عمى المكارد يبدأ مف‬
‫نقطة أساسية‪ ،‬في حيف أف االنتيازية تسيطر عمى اقتصاد التعاقدات‪ ،‬فإف الطاقات الناتجة‬
‫عف بعض المكارد التي يترتب عنيا قيمة عندما تستغؿ كتمزج بطرؽ خاصة ىي ما يمفت‬
‫انتباه ‪.conner‬‬

‫ب‪ .‬األسئمة المطروحة عمى الزاعمين‪:‬‬

‫‪l’îlots‬‬ ‫‪ coase‬بشرح بركز المجمكعات أك الجزر المنظمة‬ ‫منذ ‪ 30‬اىتـ‬


‫‪ organisés‬لممكارد في اقتصاد التبادالت بطرح مصطمحات مثؿ تكاليؼ التعاقد‪ .‬في حيف‬
‫نظريات أخرل تناكلت الحجـ كالقرار لتدرؾ تكسع المؤسسة‪.‬‬

‫كمف أجؿ تقدير قدرة نظرية المكارد عمى النقاش حكؿ تكاجد كتكسع المؤسسة‪ ،‬فإنو‬
‫يجب إثارة ثبلثة أسئمة‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىي العبلقات التي يجب إقامتيا بيف مجمكعة مككنة مف المكارد كأخرل ضركرية‬
‫إلنجاز مشركع‪ .‬بصفة أخرل‪ ،‬فيما تساىـ جكدة العبلقات الكاجب تككينيا بيف الخدمات‬
‫الناتجة عمى مجمكعة منظمة لممكارد كأخرل مساىمة تؤثر عمى تخصيص المشركع؟‬
‫‪ -‬ما ىي العكامؿ التي تدفع إلى كحدة القيادة في مجمكعة منظمة لممكارد؟‬
‫‪ -‬بفرض كجكد مجمكعة منظمة لممكارد فما ىي العكامؿ الدافعة لتسجيؿ ىذه المجمكعة في‬
‫عقد مؤسسة؟‬

‫أوال‪ :‬من التكامل إلى التفكك أو الالتكامل ‪:de l’intégration et de interface‬‬

‫ثانيا‪ :‬وحدة القيادة ‪:l’unité de commandement‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقد مع المجتمع‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪54‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫المحاضرة ‪12‬‬

‫التنظيم وىيكمة المؤسسة‬

‫‪Organisation et structure de firme‬‬

‫أوال‪ :‬التنظيم ‪L’organisation‬‬

‫‪ .1‬تعريف التنظيم‪:‬‬

‫تعريؼ ‪" Iflamme‬التنظيـ يسيؿ تجسيد األىداؼ التي كضعيا التخطيط كذلؾ‬
‫بالتكزيع الكظيفي كالعادؿ لممسؤكؤليات بيف األشخاص"‪.‬‬

‫تعريؼ ‪" Bergeron‬التنظيـ ىك العممية التي تسمح بإنشاء ىياكؿ تنظيمية تمكف‬
‫األشخاص مف العمؿ مع بعضيـ البعض بفعالية قصد تحقيؽ نفس اليدؼ"‪.‬‬

‫كعمكما يمكف تعريؼ التنظيـ بصفة عامة بأنو "العممية التي تتمثؿ في تكزيع األنشطة‬
‫الضركرية لتحقيؽ اليدؼ الذم تـ تحديده مف طرؼ الخطة‪ .‬كتكزيع المسؤكليات الضركرية‬
‫بالنسبة ليذه األنشطة كتحديد السمطة البلزمة لتحقيؽ ىذا اليدؼ"‪.‬‬

‫فالتنظيـ ىك عممية أساسية لنجاح تنفيذ الخطة أم أف اليدؼ مف التنظيـ ىك تحقيؽ‬


‫الخطة كىك عممية يكمية تمارس عمى جميع مستكيات المؤسسة كجميع كظائفيا‪.‬‬

‫‪ .2‬مبادئ التنظيم‪:‬‬

‫إف المبادئ األساسية لمتنظيـ كالتي يتفؽ عمييا األغمبية ىي‪:‬‬

‫‪ )1‬مبدأ وحدة اليدف‪ :‬إف أىداؼ المؤسسة متكاممة‪ ،‬حيث نجد أنو يحدد لكؿ فرد كلكؿ‬
‫إدارة مصمحة ىدؼ محدد‪ .‬لكف ىذه األىداؼ يجب أف تنصب في اليدؼ العاـ لممؤسسة‬
‫كتخدمو‪ .‬كعممية التنظيـ تسمح بالتفرقة بيف ىذه األىداؼ كاظيار االختبلؼ بيف أىداؼ‬
‫المصالح لكف مع الحفاظ عمى كحدة اليدؼ العاـ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ )2‬مبدأ تقسيم العمل‪ :‬كترجع أىمية ىذه المبدأ إلى تعقد نشاط المؤسسة الذم يحتاج إلى‬
‫تخصصات معينة كالى أفراد ذكم تخصصات عالية كمختمفة المر الذم يستكجب تقسيـ‬
‫العمؿ حسب التخصصات‪ .‬كتحتاج عممية تقسيـ العمؿ إلى‪:‬‬
‫‪ -‬كصؼ المنصب‪ :‬يسمح بمعرفة مختمؼ الكظائؼ كالمياـ التي تحتاج إلييا المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬كصؼ المؤىبلت‪ :‬فبعد تحديد المنصب تحدد المؤىبلت‪.‬‬
‫‪ )3‬مبدأ المسؤولية‪ :‬المسؤكلية ىي إلزاـ أك التزاـ شخص أك مجمكعة أشخاص بتنفيذ ميمة‬
‫معينة كقبكؿ المحاسبة أك المساءلة‪ .‬فكؿ فرد تحدد لو ميمة فيك مسؤكؿ عنيا كتحديد‬
‫المسؤكلية بدقة يسمح بػ‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء عمى ظاىرة االتكاؿ أك المسافر الخفي كاالعتماد عمى الغير مما يؤدم إلى‬
‫اإلىماؿ كعدـ تنفيذ المياـ‪.‬‬
‫‪ -‬تسييؿ عممية الرقابة ألف تحديد المسؤكلية يسمح بمعرفة المسؤكؿ عف الخطأ أك الخمؿ‬
‫إذا ظير‪ ،‬كبالتالي تحديد الجزاء كالعقاب‪ ،‬كالمسؤكلية مرتبطة بالسمطة إذ ال معنى ليا‬
‫إذا لـ تمنح لمفرد سمطة‪.‬‬
‫‪ )4‬مبدأ السمطة‪ :‬السمطة ىي حؽ استعماؿ المكارد لتحقيؽ أىداؼ معينة سكاء أكانت مكارد‬
‫بشرية أك غيرىا‪ ،‬أك بعبارة أخرل السمطة ىي الصبلحيات المخكلة إلطارات اإلدارة‬
‫كالمشرفيف في اتخاذ اإلجراءات كاعطاء األكامر مف أجؿ تنفيذ مختمؼ الخطط‬
‫االستراتيجية كالبرامج العممية التي تنبثؽ عف الخطة‪.‬‬

‫فالمسؤكؿ عمى قسـ معيف يجب أف يعطى سمطة تسيير ىذه المصمحة بإعطائو الحؽ‬
‫في استعماؿ كؿ المكارد داخؿ قسمو كمف ىنا يمكف محاسبتو في حالة الخمؿ‪ .‬كفي بعض‬
‫الحاالت ال يستطيع الفرد القياـ بجميع المياـ لكحده فيقكـ بمنح شخص آخر جزء مف‬
‫‪ .la délégation d’autorité‬كىي ال تعني‬ ‫سمطتو‪ .‬كىذا ما يسمى بتفكيض السمطة‬
‫التخمي عف السمطة‪ ،‬إنما تككف نتيجة لظركؼ معينة‪ ،‬كيمكف لمفرد استرجاع سمطتو في أم‬
‫كقت‪ .‬فالسمطة ىي التي تفكض كليست المسؤكلية‪.‬‬

‫‪ .3‬مراحل التنظيم‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫يمر التنظيـ بعدة مراحؿ أىماه‪:‬‬

‫‪ )1‬اإلعالن عن األىداف‪ :‬يعمف عف األىداؼ التي حددىا التخطيط في كؿ قسـ حتى‬


‫يتسنى لؤلفراد إنجازىا بسيكلة‪.‬‬
‫‪ )2‬تقسيم البرامج إلى أنشطة‪ :‬تقسـ البرامج إلى مجمكعة األنشطة المككنة ليا كالمحددة‬
‫مف طرؼ الخطة‪ ،‬كيجب أف تككف األنشطة كاضحة حتى يسيؿ إنجازىا‪.‬‬
‫‪ )3‬تجميع األنشطة في ىيئات‪ :‬تجمع النشطة المتشابية كالتي تتطمب نفس المكارد في‬
‫ىيئات حتى يضمف تفادم التداخؿ في العمؿ‪.‬‬
‫‪ )4‬تحديد المسؤولية لكل ىيئة‪ :‬بعد كضع األنشطة في ىيئات تحدد المسؤكليات كالسمطات‬
‫لكؿ ىيئة ألنو باتضاح المسؤكليات يسكد العمؿ الجماعي كيقمؿ االتكاؿ في األداء‪.‬‬
‫‪ )5‬تخصيص الوسائل المادية والمالية الالزمة‪ :‬يقكـ مسؤكؿ التنظيـ بتخصيص المكارد‬
‫كتكزيعيا عمى متمؼ األنشطة كالعمميات بشكؿ يقمؿ مف التكاليؼ إلى أدنى حد ممكف‪.‬‬
‫‪ )6‬تعيين األشخاص لمختمف المناصب‪ :‬يقكـ مسؤكؿ التنظيـ بتعييف األفراد في المناصب‬
‫بعد اختيارىـ عمى أساس مؤىبلتيـ ككفقا لما يتطمبو كؿ منصب‪.‬‬
‫‪ .4‬شكل التنظيم أو الييكل التنظيمي ‪:schéma de l’organisation‬‬

‫يتـ الحصكؿ عمى شكؿ التنظيـ بتقسيـ مزدكج كىك التقسيـ األفقي كالتقسيـ العمكدم‪.‬‬

‫‪ )1‬التقسيم األفقي ‪ :décomposition horizontale‬يعني تكزيع المياـ عمى أساس‬


‫التجانس كدرجة التعقيد كيتـ عمى أساس التخصصات كيككف بالكيفيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حسب الكظائؼ الفعمية لممؤسسة‪ ،‬كيعتمد عمى ىذه الكيفية في حالة التجانس في‬
‫المنتجات كالتجانس في األسكاؽ‪ ،‬أم المؤسسة تنتج منتكجا كاحدا أك عدة منتجات مف‬
‫نفس الفصيمة‪.‬‬
‫‪ -‬حسب المنتجات ‪ :couple produit marché‬كيظير في حالة عدـ تجانس المنتجات‬
‫(إنتاج المؤسسة لعدة منتجات مختمفة)‪ ،‬كليا أسكاؽ أيضا غير متجانسة‪ ،‬فيتـ التنظيـ‬
‫حسب المنتجات مع إظيار الكظائؼ الفعمية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ )2‬التقسيم العمودي ‪ :décomposition verticale‬يتـ عمى أساس اتخاذ القرار‪،‬‬


‫استراتيجي‪ ،‬تكتيكي‪ ،‬عممي‪ ،‬كتشغيمي كيمثؿ ىذا التقسيـ نظاـ التحكـ في المؤسسة‪،‬‬
‫كيسمح بإظيار السمطة كالسمـ‪ ،‬كفقا ليذا يككف شكؿ المنظمة بالكيفية التالية‪:‬‬

‫مستويات التسيير‬

‫‪N1‬‬

‫‪N2‬‬

‫‪N3‬‬

‫‪N4‬‬
‫الوظائف‬

‫‪F1‬‬ ‫‪F2‬‬ ‫‪F3‬‬ ‫‪F4‬‬ ‫‪F5‬‬


‫شكل التنظيم‬

‫الشكؿ أعبله يكضح أف مستكيات التسيير أربعة فقط لكف في التنظيـ ىناؾ أكثر‪ ،‬فمثبل‬
‫المستكل االستراتيجي تسييريا يمثؿ بمستكل كاحد كيشمؿ اإلطارات العميا كالمدير أما مف‬
‫الناحية التنظيمية فيك يمثؿ أكثر مف مستكل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ىيكمة المؤسسة ‪La structure‬ك‬

‫ىيكمة المؤسسة تعد بمثابة الييكؿ العظمي لمتنظيـ ‪ la squelette‬فيي تبيف‪:‬‬

‫‪ -‬كيفية تكزيع المياـ في المنظمة‪.‬‬


‫‪ -‬كيفية ممارسة السمطة كذلؾ بتحديد سمطة كؿ فرد حسب مكانتيا في التنظيـ‪.‬‬
‫‪ -‬العبلقات التي تربط بيف مختمؼ األفراد في المنظمة‪.‬‬
‫‪ .1‬توزيع الميام (الييكمة األفقية) ‪la répartition des taches (organisation‬‬
‫)‪ :horizontale‬تكجد عدة كيفيات لمييكمة األفقية‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫أ‪ .‬الييكمة الوظيفية ‪ :la structure fonctionnelle‬تعتمد المؤسسات عمى ىذا النكع‬
‫في حالة تجانس منتجاتيا كتجانس أسكاقيا فتظير كؿ كظيفة كاضحة كمنفصمة كتسمى‬
‫بالييكمة الكظيفية ألنيا تتـ عمى أساس الكظائؼ الفعمية لممؤسسة‪.‬‬

‫مزاياىا‪:‬‬

‫‪ -‬أنيا تقكـ عمى التخصصات‪.‬‬


‫‪ -‬تشجع اإلنتاجية كالمردكدية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجع تحديد المسؤكليات‪.‬‬
‫‪ -‬تسييؿ الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز بالمركنة‪.‬‬

‫عيوبيا‪:‬‬

‫‪ -‬جمع النشاطات في ىيئات‪.‬‬


‫‪ -‬ال تسمح بالتنسيؽ ألف المدير ىك الذم يقكـ بعممية التنسيؽ مما يتطمب منو كقت‬
‫كجيد‪ ،‬كالمشكؿ األساسي في حالة ظيكر النزاعات فيككف المدير ىك المسؤكؿ عمى‬
‫حميا ميما كاف مستكاىا‪.‬‬
‫‪ -‬تصمح لممؤسسات الصغيرة ذات المنتجات كاألسكاؽ المتجانسة‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫‪D.G.‬‬

‫التسويق‬ ‫اإلنتاج‬ ‫المحاسبة‬ ‫التموين‬ ‫إدارة الموارد‬


‫والمالية‬ ‫البشرية‬

‫مراقبة‬ ‫صيانة‬ ‫محاسبة‬ ‫مالية‬ ‫تسيير‬ ‫نقل‬ ‫شراء‬ ‫الشؤون‬ ‫رواتب‬ ‫تكوين‬
‫النوعية‬ ‫المخزونات‬ ‫االجتماعية‬

‫‪59‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسليم‬ ‫إشهار‬ ‫دراسة‬
‫ومتابعة‬ ‫السوق‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪60‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ب‪ .‬الييكمة القسمية ‪:la structure divisionnelle‬‬

‫تستعمؿ في حالة عدـ تجانس المنتجات كاألسكاؽ لذلؾ يستعمؿ في المؤسسات التي‬
‫تنتج أكثر مف منتكج‪ ،‬كىي ىيكمة تظير فييا األقساـ‪ ،‬كداخؿ كؿ قسـ يمكف إظيار‬
‫الكظائؼ‪ .‬كما تستعمؿ في حالة كجكد عدة فركع أك زبائف في عدة مناطؽ كمنو فالييكمة‬
‫حسب األقساـ أك اإلقميمية أك حسب الزبائف تدخؿ في ىذا النكع مف الييكمة‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫‪D.G.‬‬

‫إقليم ج‬ ‫إقليم ب‬ ‫إقليم أ‬

‫إدارة‬ ‫محاسبة‬ ‫تموين‬ ‫تسويق‬ ‫إنتاج‬


‫الموارد‬ ‫ومالية‬
‫البشرية‬

‫كتتميز ىذه الييكمة بػ‪:‬‬

‫‪ -‬المركنة ألف إلغاء أم قسـ لف يغير الييكؿ التنظيمي‪.‬‬


‫‪ -‬تشجع اإلنتاج كرفع اإلنتاجية مف خبلؿ فصؿ األقساـ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد السمطة كالمسؤكلية‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح بالتنسيؽ‪ ،‬فكؿ مشكؿ يحؿ عمى مستكل مسؤكؿ القسـ‪.‬‬

‫عيكبيا‪ :‬ال تصمح لممؤسسات الصغيرة كانما تصمح لممؤسسات الكبيرة كالمتكسطة كالتي تنتج‬
‫أكثر مف منتكج‪.‬‬

‫ج‪ .‬الييكمة المصفكفية ‪:la structure matricielle‬‬


‫‪61‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ىي ىيكمة حديثة نكعا ما ظيرت في السبعينات كىي تجمع بيف الييكمة القسمية‬
‫كالكظيفية في نفس الكقت‪ ،‬حيث تظير الكظائؼ كاألقساـ كالمنتجات معا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪D.G.‬‬

‫‪F1‬‬ ‫‪F2‬‬ ‫‪F3‬‬ ‫‪F4‬‬ ‫‪F5‬‬

‫‪Z1‬‬

‫‪Z2‬‬

‫‪Z3‬‬

‫كتتميز ىذه الييكمة بالمركنة‪ ،‬فإلغاء أك إضافة قسـ (منتكج) ال يغير الييكؿ التنظيمي‪.‬‬

‫كعيكبيا‪:‬‬

‫‪ -‬اإلخبلؿ بمبدأ كحدة القيادة كذلؾ لكثرة المسؤكليف عمى الفرد‪.‬‬


‫‪ -‬صعكبة الرقابة لفقداف مبدأ كحدة القيادة‪ ،‬فيؿ يراقب مسؤكؿ الكظيفة أـ مسؤكؿ القسـ‪.‬‬
‫‪ -‬التداخؿ في المسؤكليات كالسمطات‪.‬‬
‫‪ .2‬ممارسة السمطة (الييكمة العمودية) ‪l’exercice du pouvoir (organisation‬‬
‫)‪verticale‬‬

‫ىذا النكع مف الييكمة يكضح العبلقات في المؤسسة ككذلؾ حركة المعمكمات كمنيا‪:‬‬

‫أ‪ .‬السمم الخطي ‪ :la hiérarchie linéaire‬تمارس السمطة عمى األفراد كتأخذ شرعيتيا‬
‫مف المكانة السممية‪ .‬ىذا النكع مف الييكمة العمكدية يبرر العبلقات العمكدية كالتي تجمع‬
‫بيف مستكييف مختمفيف مف السمطة‪ .‬كتقسـ السمطة عمى أساس التخصصات كمف ميزاتيا‬
‫كعيكبيا ما يمي‪:‬‬

‫المميزات‪:‬‬

‫‪ -‬تسمح بتحديد المسؤكليات‪.‬‬


‫‪ -‬احتراـ مبدأ كحدة القيادة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬سيكلة الرقابة‪.‬‬

‫العيوب‪:‬‬

‫‪ -‬تنقؿ بطيء في المعمكمات مما يجعميا ال تصؿ في أكانيا‪.‬‬


‫‪ -‬تحتاج إلى إطارات متخصصة ألف السمطة تقسـ عمى أساس التخصصات‪.‬‬
‫‪ -‬تراكـ المياـ لدل اإلطارات العميا لممؤسسة‪.‬‬

‫‪D.G.‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪X‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪X1‬‬ ‫‪X2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬

‫كسمطة كؿ فرد في ىذه الييكمة تحدد انطبلقا مف المكانة التي يحتميا الفرد في السمـ‬
‫اليرمي‪.‬‬

‫ب‪ .‬السمطة الوظيفية ‪:la hiérarchie fonctionnelle‬‬

‫تمارس السمطة عمى المياـ المتخصصة كامتداد السمطة مرتبط بالتخصص‪ .‬كخرجت‬
‫تفويض السمطة أيف يضطر المسير إلى‬ ‫مف أعماؿ تايمكر‪ .‬يظير ىذا النكع كفقا لمبدأ‬
‫تحكيؿ جزء مف سمطتو إلى أفراد أك ىيئات أخرل كذلؾ عندما يحتاجكف إلى تدخؿ بعض‬
‫الييئات األكثر قدرة‪ .‬كتتميز ىذه الييكمة بعدة مزايا منيا‪:‬‬

‫‪ -‬إعفاء اإلطارات العميا مف بعض العمميات‪ ،‬فيتفرغ بذلؾ لعممو‪.‬‬


‫‪ -‬تقميص مسؤكلية اإلطارات اإلدارية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫أما عيكبيا فيمكف أف نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -‬التداخؿ بيف اإلطارات العميا أك األركاف العامة أك الييئات المفكضة في المسؤكليات‬


‫فيصبح العامؿ بيف سمطتيف فيككف غير ممتزـ فتظير ظاىرة التبلعب أم أنيا ال تحترـ‬
‫مبدأ كحدة القيادة‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة تحمؿ المسؤكلية ألف الفرد خائؼ مف المسؤكلية‪ ،‬ألف اإلمكانيات تبقى في يد‬
‫شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -‬ظيكر النزاعات في المؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الييكمة باألركان العامة ‪la structure hiérarchie-fonctionnelle (le staff‬‬
‫)‪:and line‬‬

‫ىي مزج بيف ىيكمة السمطة الكظيفية كىيكمة السمـ الخطي‪ ،‬كفي ىذا النكع مف الييكمة‬
‫يظير نكعيف مف اإلطارات‪ ،‬إطارات متخصصة لئلشراؼ عمى الكظائؼ الفعمية بشكؿ‬
‫مستمر كىـ العممييف ‪ ،les opérationnels‬كاطارات استشارية تساعد المستكيات األخرل‬
‫‪ .les fonctionnels‬كما يظير ىذا النكع مف التنظيـ نكعيف مف العبلقات‪:‬‬

‫‪ -‬العالقات العمودية ‪:les relations hiérarchique de commandement‬‬


‫كىي عبلقات تربط بيف مستكيات مختمفة مف السمطة كتتضمف السمطة‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات المائمة ‪ :les relations de conseil‬تربط بيف مستكيات مختمفة لكف‬
‫بدكف سمطة‪.‬‬

‫مميزاتيا‪:‬‬

‫‪ -‬احتراـ مبدأ كحدة القيادة نظ ار الحتراميا في السمـ الخطي‪.‬‬


‫‪ -‬التخصص‪ ،‬فيي تتطمب إطارات متخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬ال مركزية القرار لكجكد إطارات استشارية‪.‬‬

‫عيوبيا‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬قد يؤدم كجكد اإلطارات االستشارية إلى ظيكر النزاعات‪.‬‬

‫‪D.G.‬‬

‫تخطيط‬ ‫المحاسبة‬

‫إدارة الموارد‬ ‫مراقبة التسيير‬

‫‪A‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪C‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬

‫أ‪ .‬التنظيم الرسمي ‪ :formelle‬ىك التنظيـ الذم يظير في الييكؿ التنظيمي لممؤسسة‬
‫كىك رسمي ألنو مرتبط بالسمطة كالتكظيؼ كقرار التعييف كبقكانيف المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التنظيم غير الرسمي ‪ :informelle‬ىك كؿ تنظيـ ال يظير في الييكؿ التنظيمي‬
‫لممؤسسة كىك يجمع بيف األفراد حسب مجمكعة مف العناصر منيا المصالح أك القيـ أك‬
‫المعتقدات أك المغة‪...‬الخ‪ .‬كىي قد تككف خطيرة عمى المؤسسة كتسمى أيضا الجماعات‪،‬‬
‫فيي تعطي لمفرد مكانة غير التي يحتميا في التنظيـ الرسمي كتسمح باستمرار قيـ األفراد‬
‫كتقكـ بالرقابة عمييـ إال أنيا قد تؤدم إلى خمؽ النزاعات في المؤسسة‪ .‬كما أنيا قد‬
‫تؤدم إلى ازدكاجية الدكر‪ .‬فالفرد قد يككف لو في التنظيـ الرسمي دكر مخالؼ لدكره في‬
‫التنظيـ غير الرسمي‪ ،‬كالقضاء عمى ىذه الجماعات مستحيؿ كلكف عمى المسير أف‬
‫يكظفيا لصالح المؤسسة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المركزية والالمركزية ‪:la centralisation et la non centralisation‬‬

‫‪66‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫ىناؾ ارتباط كبير بيف المركزية كتفكيض السمطة فكمما كانت السمطة مفكضة أكثر‬
‫كمما كانت الق اررات ال مركزية كالعكس صحيح‪ ،‬لكف عمى الرغـ مف ىذا االرتباط فإف‬
‫تفكيض السمطة ليست ىي البلمركزية‪.‬‬

‫طرق تحقيق المركزية والالمركزية‪:‬‬

‫‪ .1‬طرق تحقيق الالمركزية‪ :‬تتحقؽ البلمركزية بإحدل الطرؽ التالية‪:‬‬


‫أ‪ .‬تفويض السمطة‪ :‬يتـ ذلؾ بتفكيض السمطة كالصبلحيات مف طرؼ المركز إلى الكحدات‬
‫أك الكظائؼ األدنى مع بقاء ىذه الكحدات كالكظائؼ في كياف المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ .‬منح بعض الكحدات التنظيمية استقبلال إداريا كتنظيميا كماليا كمنحيا الشخصية‬
‫االعتبارية‪.‬‬
‫‪ .2‬طرق تحقيق الالمركزية‪ :‬تتحقؽ بإحدل الطرؽ التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬عندما يتـ تصعيد كؿ مكقؼ يتطمب اتخاذ القرار أك كؿ مشكمة تتطمب حبل‪ ...‬الخ إلى‬
‫السمطة العميا‪.‬‬
‫ب‪ .‬عند إصدار السمطة العميا مجمكعة مف القكاعد كالضكابط المحددة لمتصرفات المتمفة‬
‫الكاجب القياـ بيا مف قبؿ الكحدات كالكظائؼ المختمفة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الدمج بيف الطريقتيف السابقتيف إذ قد يصدر المركز لكائح تفصيمية منظمة لمعمؿ في‬
‫األجيزة عمى أف تعرض عميو فضبل عف ذلؾ الحاالت كالمشكبلت التي يككف ليا طابع‬
‫مميز‪.‬‬
‫‪ .3‬العوامل المؤثرة في المركزية والالمركزية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تكمفة القرار‪ :‬إذا كاف القرار مكمؼ يككف ممركز‪ ،‬فتكمفة القرار عامؿ لصالح المركزية‬
‫كالعكس إذا كاف غير مكمؼ‪.‬‬
‫ب‪ .‬حجـ المؤسسة‪ :‬عامؿ لصالح البلمركزية‪ ،‬فكمما كبرت المؤسسة كاف تفكيض لمسمطة‬
‫كحجـ المؤسسة ينمك إما مف الداخؿ أك الخارج‪.‬‬

‫فنمك المؤسسة مف الخارج يككف‪:‬‬

‫‪ -‬عف طريؽ ابتبلعيا لمؤسسات ضعيفة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬لما تككف في مرحمة النشأة أك المكت يمكف أف تتجمع مع مؤسسات أخرل‪ ،‬إما‬
‫بامتصاص مؤسسات أخرل أك االندماج مع بعض‪.‬‬

‫فنمك المؤسسة مف الخارج عامؿ مشجع لبلمركزية القرار نتيجة لتقسيـ المياـ كالسمطة‬
‫كالمسؤكليات‪ ،‬كاذا كانت تنمك مف الداخؿ فيككف االتجاه نحك المركزية في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ج‪ .‬تكجيو السياسات التي تحث عمى مركزية القرار‪.‬‬


‫د‪ .‬المنطؽ الفمسفي لممسير الناتج عف مختمؼ القيـ كالمعتقدات حسب المنطؽ الفمسفي‬
‫لممسير ألنو قد يميؿ لممركزية أك البلمركزية‪.‬‬
‫ق‪ .‬فمسفة األفراد اآلخريف في المؤسسة‪ ،‬فإذا كاف األفراد يتميزكف بركح االستقبللية فيذا‬
‫يشجع عمى البلمركزية كالعكس صحيح إذا لـ تكف ليـ ركح االستقبللية‪.‬‬

‫كعمكما فالمركزية كالبلمركزية قضية ظرفية كالتنظيـ البلمركزم لو كيفيات أىميا‪:‬‬

‫‪ )1‬البلمركزية حسب الجيات‪ :‬المؤسسة ليا مركز‪ ،‬كالبلمركزية حسب الجيات تعني أف‬
‫المركز يقكـ بأىـ الق اررات‪ .‬كتبقى الف اررات األخرل تتخذ عمى أساس الجية‪ ،‬أم أف كؿ‬
‫جية تتخذ القرار الخاص بيا‪ .‬فكؿ كحدة ليا مختمؼ الق اررات‪ ،‬كاإلطارات االستشارية‬
‫تكجد في المركز‪.‬‬
‫‪ )2‬البلمركزية الكظيفية‪ :‬حيث أف كؿ كحدة ليا استقبللية القرار كاإلطارات االستشارية تكجد‬
‫في كؿ كحدة‪.‬‬
‫‪ .4‬مزايا المركزية‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ تكرار العمميات (كؿ عممية تظير مرة كاحدة)‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تكحيد السياسات‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة غير مكمفة‪.‬‬
‫‪ .5‬عيوب المركزية‪:‬‬
‫‪ -‬البعد بيف المقرر كالمنفذ‪.‬‬
‫‪ -‬بطء القرار يشجع عمى تفكيض السمطة‪.‬‬
‫‪ .6‬مزايا الالمركزية‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫‪ -‬سرعة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع تفكيض السمطة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطارات العمية عمى عمـ بما يجرم في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .7‬عيوب الالمركزية‪:‬‬
‫‪ -‬تكرار العمميات‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة مكمفة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات غير مكحدة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬النزاعات ‪:les conflits‬‬

‫ميما كانت طبيعة المؤسسة كحجميا فإنيا ال تخمك مف التنظيمات غير الرسمية‬
‫كالمكازية لمتنظيمات الرسمية كالتي كجكدىا يؤدم إلى ظيكر النزاعات في المؤسسة كالتي‬
‫تختمؼ حدتيا‪ ،‬كميما كانت كفاءة المسير فإنو ال يستطيع القضاء عمى كؿ النزاعات كىناؾ‬
‫نكعيف مف النزاعات‪.‬‬

‫‪ .1‬نزاعات محركة ‪ :les conflits fonctionnelles‬كتعرؼ أيضا بالنزاعات المساعدة‬


‫كىي نزاعات مفيدة عمى المسير تنميتيا ألنيا تأتي في صالح المؤسسة‪ ،‬كىي تظير في‬
‫الغالب التنافس بيف الجماعات‪.‬‬
‫‪ .2‬نزاعات معرقمة ‪ :les conflits dysfonctionnelles‬كىي تعرقؿ المؤسسة في‬
‫تحقيؽ اليدؼ ألف النزاع بيف طرفيف يؤدم إلى تكقؼ المؤسسة كعمى المسير أف يحاكؿ‬
‫التقميص منيا عف طريؽ التفاكض أك تحكيميا إلى نزاعات مساعدة‪ .‬كالنزاعات تككف إما‬
‫بيف األفراد أك بيف الجماعات‪ ،‬كحميا حسب ‪.TERRY‬‬

‫يمر بالمراحؿ التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬ظيكر األزمة‪ :‬ىناؾ عدة مؤشرات تدؿ عمى كجكد خبلؼ بيف األفراد كالجماعات‪.‬‬
‫ب‪ .‬تطكر الخبلؼ كمدل تداكلو في المؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ .‬المكاجية بيف أطراؼ النزاع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬
‫تسٌٌر المؤسسات‬ ‫ماستر‪1‬‬ ‫نظرٌة المنظمات‬

‫د‪ .‬إعادة ظيكر األزمة في حالة عدـ التراضي‪.‬‬

‫حؿ األزمة‪ ،‬حؿ مكفؽ‪.‬‬

‫أسباب النزاعات‪:‬‬

‫‪ .1‬اختبلؼ كجيات النظر (االختبلؼ في التصكر) فكؿ فرد لو شخصيتو الخاصة كأفكاره‪،‬‬
‫كتككيف خاص كبالتالي إدراؾ كفيـ خاص في معظـ الحاالت يختمؼ عف األفراد‬
‫اآلخريف مما قد يتحكؿ إلى نزاع سكاء بيف األفراد أك بيف الجماعات كاإلدارة‪.‬‬
‫‪ .2‬اختبلؼ في األىداؼ‪.‬‬
‫‪ .3‬تداخؿ الجماعات‪.‬‬
‫‪ .4‬تغيير التنظيـ‪ ،‬بتغيير النشاط أك تغيير المؤسسة أك المسيريف‪.‬‬
‫‪ .5‬مقاكمة التغيير‪ :‬كيقصد بيا ردكد الفعؿ لدل األفراد أك الجماعات ضد التغيير كتككف‬
‫ىذه المقاكمة نتيجة لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ -‬الخكؼ مف المجيكؿ‪.‬‬
‫‪ -‬الخكؼ عمى المصالح الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬العادة كالتعكد‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الثقة في المسير‪.‬‬
‫‪ -‬التخكؼ مف ضياع السمعة الشخصية (المدير)‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫جامعة باتنة‬ ‫كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‬ ‫د‪ .‬زكٌة مقري‬

You might also like