You are on page 1of 9

‫العهد أو ما يسمى بالبيعة عند الصوفية‬

‫حورية بن قادة‪ :‬باحثة مساعدة بمركز المام الججنيد للدراسصصات والبحصصوث الصصصوفية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫لشاك أن الممارسة العملية أو التجربة الصوفية تعد من أهم العوامل الصصتي سصصاعدت‬
‫على بقاء التصوف واستمراريته‪ ،‬فالدين يبعث القصصوى فصصي النإسصصان وينظصصم سصصلوكه‬
‫عن طريق الممارسات أو الفعال التي يكررهصصا علصصى الصصدوام‪ ،‬والصصتي هصصي بصصدورها‬
‫بمثابة الحافظ لهذا الدين من الخاتفاء أو الزوال‪ ،‬وعلصصى ذلصصك فالممارسصصات العمليصصة‬
‫تقوي باطن المتدين أو الصوفي وظاهر سلوكه‪ ،‬وتجعل الفكرة الدينية حقيقصصة قابلصصة‬
‫للنمو وللتأثر والتأثير في البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬وهي إذ تنبصصع مصصن العتقصصاد الصصديني‬
‫فهي أيضا مؤثرة فيه ومتأثرة به من الناحية الخارى‪.‬‬
‫وقد اهتم الصوفية بصفة خااصة بهصصذه الممارسصصات أو الشصصعائر الدينيصة لمصصا لهصصا مصصن‬
‫أهمية في ترقي المريد والوصول به لسمى مقامصصات اليقيصصن‪ ،‬كمصصا تمصصد المشصصتركين‬
‫فيها ببعض أساليب ووسائل الضصصبط حيصصث إنإهصصا تحصصدد طبيعصصة علقصصاتهم بصصالخارين‬
‫وبالعالم المحيط بهم‪ ،‬ومصصن جأولصصى هصصذه الشصصعائر والممارسصصات‪ :‬العهصصد أو مصصا يسصصمى‬
‫بالبيعة‪.‬‬
‫فإذا كان الطريق الصوفي يتشكل ويتكون من شايخ ومريد‪ ،‬فإن الذي يربط‬
‫بينهما‪ :‬العهد والبيعة‪ ،‬فإن العهد هو أوثق رباط بين رجلين تحاببا في ا وتعاهدا‬
‫على طاعته‪ ،‬إنإها بيعة ل‪ ،‬وفي ا‪ ،‬ول‪ ،‬وبال‪ .‬قال تعالى‪﴿ :‬لقد رضي ا عن‬
‫المؤمنين إذ يبايعونإك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم‪ ،‬فأنإزل السكينة عليهم‬
‫وأثابهم فتحا قريب﴾‪[1] .‬‬

‫وقال سبحانإه وتعالى أيضا‪﴿ :‬إن الذين يبايعونإك إنإما يبايعون ا يد ا فوق‬
‫أيديهم﴾‪ [2].‬والعهد أو ما يسمى بالمبايعة للشيخ معناه‪ :‬الخاذ والتلقي‪ ،‬ومبايعة الشيخ‬
‫هي تجديد لمبايعة رسول ا صلى ا عليه وسلم‪ .‬إذ المشيخة في الدين وراثة‬
‫النبوة‪ .‬والبيعة عقد إلزامي يلزم المتعاقدين بالوفاء بالعهد لقوله تعالى‪﴿ :‬وأوفوا‬
‫بعهد ا إذا عاهدتم ول تنقضوا اليمان بعد توكيدها وقد جعلتم ا عليكم كفيل﴾‪[3].‬‬
‫والمناط العملي للبيعة الصوفية هو السلوك والخالق‪ ،‬وما يجب على المريد عمله‬
‫تجاه ربه‪ ،‬وما ينبغي أن يكون عليه حيال البشر أو الخليقة بوجه عام‪...‬‬
‫وهذا المعنى متحقق في العهد عند الصوفية‪ ،‬حيصصث يقصصصد بأخاصصذ العهصصد علصصى‬
‫المريد أن يحافظ على الواجبات والداب الشرعية‪ ،‬ويراعي ما يلقنه له شاصصيخه مصصن‬
‫الذكصصار والوراد والمجاهصصدات حصصال بعصصد حصصال‪ ،‬ول يهملهصصا ول يغفصصل عنهصصا‪،‬‬
‫فالمقصود بالعهد عند الصوفية هو التأكيد على السالك والمريد بالنإتقصصال مصصن حيصصاة‬
‫الغفلة وغلبة الشهوات إلى حياة التوبصصة والمراجعصصة للنفصصس‪ ،‬والبحصصث عصصن عيوبهصصا‪،‬‬
‫والقبال على ا‪ ،‬فيتحقق بهذا العهد التأكيصصد علصصى النإتقصصال مصصن حصصال إلصصى أخاصصرى‪،‬‬
‫ومصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصن مرحلصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة إلصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصى مرحلصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة‬
‫جديدة‪.‬‬
‫يقول المام البسهروردي في ذلك‪" :‬لبس الخرقصصة‪ -‬والمصصراد بهصصا العهصصد والمبايعصصة‪-‬‬
‫ارتباط بين الشيخ وبين المريد‪ ،‬وتحكيم من المريد للشيخ في نإفسه‪ ،‬والتحكيم سصصائغ‬
‫في الشرع لمصالح دنإيوية‪ ،‬فماذا ينكر المنكر للبس الخرقة على طالب صصصادق فصصي‬
‫طلبه‪ ،‬يتقصد شايخا بحسن ظصصن وعقيصصدة‪ ،‬يحكمصصه فصصي نإفسصصه لمصصصالح دينصصه‪ ،‬يرشاصصده‬
‫ويهصصديه‪ ،‬ويعرفصصه طريصصق المواجيصصد‪ ،‬ويبصصصره بآفصصات النفصصوس‪ ،‬وفسصصاد العمصصال‪،‬‬
‫ومداخال العدو"‪[4].‬‬

‫وبالتالي فإن العهد الصصوفي بيصن الشصيخ والمريصد معاهصدة يلصتزم بمقتضصاها المريصد‬
‫بفعل المصصأمورات )العبصصادات(‪ ،‬وتصصرك المعاصصصي‪ ،‬والتتلمصصذ للشصصيخ واتبصصاع طريقتصصه‬
‫واللصصتزام بقواعصصد وآداب الطريصصق‪ ،‬والمداومصصة علصصى الذكصصار والوراد‪ ،‬والحقيقصصة‬
‫الراسخة عند الصوفية أن هذا العهد يمثل رمزا للمعاهصصدة بيصن اص سصبحانإه وتعصصالى‬
‫وبين المريد‪ ،‬لن يد الشيخ في المصافحة أثناء العهصصد هصصي رمصصز لبيعصصة رسصصول اصص‬
‫صلى ا عليه وسلم التي قال فيها سبحانإه وتعالى‪﴿ :‬إن الذين يبايعونإك إنإما يبايعون‬
‫ا﴾‪ [5].‬فالعهد رباط مقدس ل يستطيع المريد أن يتحلل منه‪ ،‬لذلك يتوخاى المشصصايخ‬
‫عدم التسرع في إعطاء العهود للمريدين ليتأكدوا من عزمهم وصدقهم وإخالصصصهم‬
‫ومدى جديتهم في الطريق‪ ،‬وطاعتهم للشيخ الذي يعتبر مرشادا لهم كممثل للطريقصصة‬
‫المنتمي إليها‪ ،‬والعهد هو وصلة دنإيوية رمزية بين المريد والشيخ الذي يعلوه‪[6]...‬‬

‫وما بيعة المشايخ إل تذكير بذلك العهد‪ -‬بيعصصة رسصصول اصص صصصلى اصص عليصصه وسصصلم‪،-‬‬
‫وح ب‬
‫ث على العمل بمقتضصصاه‪ ،‬وزيصصادة علصصى الربصصط الروحصصي الصصذي يقصصع بيصصن المريصصد‬
‫والشيخ الذي يأخاذ على يده البيعة‪ ،‬فيصصتزبكى علصصى يصصد ذلصصك الشصصيخ‪ ،‬وتصصصفى روحصصه‬
‫وقلبه‪ ،‬حتى يراعي ذلك العهد‪ ،‬وإنإما مراعاة ذلك العهد بالتمسك بالشصصريعة والعمصصل‬
‫بها‪.‬‬
‫والحاصل أن تزكي الروح وتصفيتها وسلمة القلب من كدورات الدنإيا كل ذلك مصصا‬
‫أحبه ا تعالى لعباده وأمر به‪ ،‬فإذا وقع ذلصصك للعبصد‪ ،‬وقصع لصه القصصرب مصن الحضصصرة‬
‫اللهية‪ ،‬وذلك يقتضي أن يكون المؤمن عندئصصذ يبصصصر بصصال‪ ،‬وينطصصق بصصال‪ ،‬ويسصصمع‬
‫بال‪ ،‬فيكون سمعه من سمع ا‪ ،‬وبصصصره مصن بصصصر اصص‪ ،‬وبطشصصه مصصن بطصصش اصص‪،‬‬
‫فتخرق له العادة‪ ،‬وليس ببعيد أن يسمع خاطاب ﴿ألسصصت بربكصصم﴾‪ .‬عيانإصصا كمصصا يسصصمعه‬
‫الولياء‪ ،‬وكما سمعته ذرية آدم‪ -‬عليه السلم‪ -‬عندما أشاهدهم ا تعالى على أنإفسهم‬
‫في عالم الذر‪ ،‬فسماعه لهذا النصصداء مقصصام عظيصصم‪ ،‬لكنصصه ل يقصصع إل بعصصد تزكيصصة القلصصب‬
‫والنفصصس‪ ،‬وهمصصا ل يأتيصصان إل ببيعصصة شاصصيخ عصصارف بصصال‪ ،‬لصصه خاصصبرة بتزكيصصة القلصصوب‬
‫وتطهيرها‪[7].‬‬

‫فلبد لكل مسلم من البيعة ليسصير مصصع شاصصيخ يزكيصصه ويرشاصصده حصصتى وإن كصصان عالمصصا‪،‬‬
‫)وذلك لنإه ل يكفي عند الصوفية في سلوكهم إلى طريق ا سبحانإه وتعالى مجبرد‬
‫العلم‪ ،‬فمجرد قراءة كتب التصوف عندهم‪ -‬بل معانإصصاة لتهصصذيب النفصصس ومجاهصصدتها‪-‬‬
‫إنإما تعد متعة ذهنية‪ ،‬وثقافة عقلية‪ ،‬قد تشارك فيها النفصصس المصصارة بالسصصوء‪ ،‬فتكصصون‬
‫طريقا إلى الضللة‪ ،‬أما المنح الروحية من ا تعالى فهي نإتيجة الجهود والعمال‪،‬‬
‫فالصوفية أرباب أحوال‪ ،‬ل أصحاب أقصصوال‪ ،‬وعنصصدهم لصصم ينصصل المشصصاهدة مصصن تصصرك‬
‫المجاهصصدة(‪ ،‬فصصالعلم يحتصصاج إلصصى عمصصل‪ ،‬والسصصلوك هصصو العمصصل‪ ،‬ويحتصصاج إلصصى تزكيصصة‬
‫وتهذيب القلوب وأمراض النفوس‪ ،‬ولذا نإجصصد أن أخاصصذ العهصصد لصصم يكصصن قصصد حصصدث فصصي‬
‫زمننا هذا أو قبل مائة سنة أو أكثر‪ ،‬بل اتصل سند البيعة من رسول اصص صصصلى اصص‬
‫عليه وسلم إلى زمننا هذا‪ ،‬يأخاذها لعللم عن لعللم‪ ،‬وكبير عن كبير‪ ،‬من ذلصصك مصصا ورد‬
‫في فضل أبي حنيفة‪ -‬رضي ا عنه‪ -‬أن الستاذ أبا علي الدقاق قصصال‪" :‬أخاصصذت هصصذه‬
‫الطريقة من أبي القاسم النصراباذي‪ ،‬وقال أبو القاسم‪ :‬أنإا أخاذتها من الشصصبلي‪ ،‬وهصصو‬
‫أخاذها من السري السقطي‪ ،‬وهو من معصصروف الكرخاصصي‪ ،‬وهصو مصصن داوود الطصصائي‪،‬‬
‫ر بفضله"‪[8].‬‬‫وهو أخاذ العلم والطريقة من أبي حنيفة‪ ،‬وكل منهم أثنى عليه وأق ب‬
‫إذن فلم يكن يستغني عن أخاذ الطريقة أحد من المتقدمين مصن أولصي الفضصصل‪ ،‬فكيصصف‬
‫بنا نإحن في زمان تكثر فيه الفتنة والفساد؟!‬
‫وقد درج أئمة الصوفية يأخاذون العهد على المريد بصصالتزام الصصدين والخاصصذ بصصالعزائم‪،‬‬
‫ومجانإبة الرخاص والتأويلت‪ ،‬قال المام الشعرانإي في ذلك‪" :‬ثم ل يخفى عليك يصصا‬
‫أخاي أن من شاأن أهل ا عز وجل كونإهم يأخاذون العهد على المريد بصصتركه المبصصاح‬
‫زيادة على المر والنهي طلبا لترقيه‪ ،‬إذ المباح ل ترقى فيه من حيصصث ذاتصصه‪ ،‬وإنإمصصا‬
‫هو أمر برزخاي بين المر والنهي‪ ،‬جعله ا تعالى مرتبة تنفيس للمكلفين يتنفسصصون‬
‫به من مشقة التكليف‪ ،‬إذ القبال على ا تعصالى فصي امتثصال المصر واجتنصاب النهصي‬
‫على الدوام ليس من مقدور البشر‪[9]."...‬‬
‫فالناس مع تقادم العهد يتدرجون إلى السوأ‪ ،‬فيحتاجون مصصن يحيصصي اصص بصصه قلصصوبهم‪،‬‬
‫ويجدد به إيمانإهم‪ ،‬فصصإذا جصصاءهم الشصصيخ المرشاصصد الكامصصل وأخاصصذ عليهصصم البيعصصة تراهصصم‬
‫ينهضون وتتغير أحوالهم‪...‬‬
‫وفي ذلك يقول المام السهروردي‪" :‬فالمريد الصصصادق إذا دخاصصل تحصصت حكصصم الشصصيخ‬
‫وصحبته‪ ،‬وتأدب بآدابه‪ ،‬يسري من باطن الشيخ حصصال إلصصى بصصاطن المريصصد‪ ،‬كسصصراج‬
‫يقتبس من سراج‪ ،‬وكلم الشيخ إلى المريصصد بواسصصطة الصصصحبة وسصصماع المقصصال‪ ،‬ول‬
‫يكون هذا إل لمريد حصصصر نإفسصصه مصصع الشصصيخ‪ ،‬وانإسصصلخ مصصن إرادة نإفسصصه‪ ،‬وفنصصى فصصي‬
‫الشصصيخ بصصترك اخاتيصصار نإفسصصه‪ ،‬فبالتصصآلف اللهصصي يصصصير بيصصن الصصصاحب والمصصصحوب‬
‫امتزاج وارتباط بالنسبة الروحية‪ ،‬والطهارة الفطرية‪ ،‬ثم ل يزال المريد مع الشصصيخ‬
‫كذلك متأدبا بترك الخاتيار‪ ،‬وحتى يرتقي من ترك الخاتيار مصع اص تعصالى‪ ،‬ويفهصم‬
‫مصن اص كمصا كصان يفهصصم مصن الشصيخ‪ ،‬ومبصدأ هصصذا كلصه الصصحبة والملزمصة للشصصيوخ‬
‫والخرقة )العهد( مقدمة ذلك"‪[10].‬‬

‫مما سبق نإخلص إلى أنإه ينبغصصي لمريصصد الكمصصال أن يلتحصصق بمرشاصصد يتعهصصده بصصالتوجيه‬
‫ويرشاده إلى الطريق الحق‪ ،‬ويضيء له ما أظلم من جصصوانإب نإفسصصه‪ ،‬حصصتى يعبصصد اصص‬
‫تعالى على بصيرة وهدى ويقين؛ يبايع المرشاد ويعاهده على السير معه في طريصصق‬
‫التخلي عن العيوب والتحلي بالصفات الحسنة‪ ،‬والتحقصصق بركصصن الحسصصان والصصترقي‬
‫في مقاماته‪...‬‬
‫وأخاذ العهد ليس أمرا مبتدعا من لدن الصوفية‪ -‬كما يدعي البعض‪ -‬بل إنإه ثابت في‬
‫القرآن والسنة وسيرة الصحابة‪:‬‬
‫فمن القرآن‪ :‬سبق وأن ذكرنإا قول ا تعالى‪﴿ :‬إن الذين يبايعونإك إنإما يبايعون ا يد اصص‬
‫فوق أيديهم فمن نإكث فإنإما ينكث على نإفسه ومن أوفى بما عاهد عليه اصص فسصصيؤتيه‬
‫أجرا عظيما﴾‪[11].‬‬

‫وقال تعالى أيضا‪﴿ :‬وأوفوا بعهد ا إذا عاهصصدتم ول تنقضصصوا اليمصصان بعصصد توكيصصدها‬
‫وقد جعلتم ا عليكم كفيل﴾‪[12].‬‬

‫]‪[13‬‬ ‫وقال عز وجل‪﴿:‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئول﴾‪.‬‬


‫ومن السنة‪ :‬فقد أخارج البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت‪ -‬رضصصي اصص عنصصه‪-‬‬
‫وكان شاهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبصة‪ ،‬أن رسصول اص صصلى ا عليصه وسصلم‬
‫قال‪ -‬وحوله عصابة من أصصصحابه‪" :-‬بصصايعونإي علصصى أن ل تشصصركوا بصصال شاصصيئا‪ ،‬ول‬
‫تسصصرقوا‪ ،‬ول تزنإصصوا‪ ،‬ول تقتلصصوا أولدكصصم‪ ،‬ول تصصأتوا ببهتصصان تفصصترونإه بيصصن أيصصديكم‬
‫وأرجلكم‪ ،‬ول تعصوا في معروف‪ ،‬فمن وفى منكم فأجره علصصى اصص‪ ،‬ومصصن أصصصاب‬
‫من ذلك شايئا فعوقب في الدنإيا فهو كفارة له‪ ،‬ومن أصاب من ذلك شايئا ثم ستره ا‬
‫فهو إلى ا‪ ،‬إن شااء عفا عنه‪ ،‬وإن شااء عاقبه‪ .‬فبايعناه على ذلك"‪[14].‬‬

‫وعن يعلى بن شاداد قال‪" :‬حبدثني أبي شاداد بن أوس‪ -‬رضي ا عنصصه‪ -‬وعبصصادة بصصن‬
‫الصامت حاضر يصدقه‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند النبي صلى ا عليه وسلم فقال‪" :‬هصصل فيكصصم‬
‫غريب؟"‪ -‬يعني من أهل الكتاب‪ -‬فقلنا‪ :‬ل يا رسول ا‪ ،‬فصصأمر بغلصصق البصصاب‪ ،‬وقصصال‪:‬‬
‫"ارفعوا أيديكم وقولوا‪ :‬ل إله إل ا"‪ ،‬فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا‪ :‬ل إلصصه إل اصص‪ ،‬ثصصم‬
‫وضع رسول ا صلى ا عليه وسلم يده ثم قال‪" :‬الحمد ل‪ ،‬اللهم إنإك بعثتني بهذه‬
‫الكلمة‪ ،‬وأمرتني بها‪ ،‬ووعدتني عليها الجنة‪ ،‬وإنإك ل تخلف الميعاد"‪ ،‬ثم قصصال عليصصه‬
‫الصلة والسلم‪" :‬أبشروا فإن ا قد غفر لكم"‪[15].‬‬

‫وقد سأل علي‪ -‬كرم ا وجهه‪ -‬النبي صلى ا عليصصه وسصصلم بقصصوله‪" :‬يصصا رسصصول اصص‬
‫دلني على أقرب الطرق إلى ا‪ ،‬وأسهلها على عباده‪ ،‬وأفضلها عنده تعالى"‪ ،‬فقصصال‬
‫النبي صلى ا عليه وسلم‪" :‬عليك بمداومة ذكر ا سرا وجهرا"‪ ،‬فقال علي‪" :‬كل‬
‫الناس ذاكرون فخصني بشيء"‪ ،‬قال رسول ا صلى ا عليه وسصصلم‪" :‬أفضصصل مصصا‬
‫قلته أنإا والنبيون من قبلي‪ :‬ل إله إل ا‪ ،‬ولو أن السموات والرضصصين فصصي كفصصة ول‬
‫إله إل ا في كفة لرجحت بهم‪ ،‬ول تقوم القيامة وعلى وجه الرض مصصن يقصصول‪ :‬ل‬
‫إله إل ا"‪ .‬ثم قال علي‪" :‬فكيف أذكر؟" قال النبي صلى ا عليه وسصصلم‪" :‬غبمصصض‬
‫عينيك واسمع مني ل إله إل ا ثلث مرات‪ ،‬ثم قلها ثلثا وأنإا أسمع‪ ،‬ثم فعصصل ذلصصك‬
‫برفع الصوت"‪[16].‬‬

‫وجروي عن جرير بن عبد ا أنإه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ا‪ ،‬اشاترط علصصبي فصصأنإت أعلصصم‬
‫بالشرط‪ .‬قال‪" :‬أبايعك على أن تعبد ا وحده‪ ،‬ول تشرك به شاصصيئا‪ ،‬وتقيصصم الصصصلة‪،‬‬
‫وتؤتي الزكاة‪ ،‬وتنصح المسلم‪ ،‬وتبرأ من الشرك"‪[17].‬‬

‫وعن جرير أيضا أنإه قال‪" :‬بصصايعت رسصصول اص صصلى اص عليصه وسصلم علصى إقامصصة‬
‫الصلة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬والنصح لكل مسلم"‪[18].‬‬

‫وعن سلمى بنت قيس‪ -‬رضي ا عنها‪ -‬وكانإت إحدى خاالت رسول ا صلى اصص‬
‫عليه وسلم وقد صبلت معه القبلتين‪ ،‬وكانإت إحدى نإساء بني عدي بن النجار‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫"جئت رسول ا صلى ا عليه وسلم فبايعته في نإسصوة مصن النإصصصار‪ ،‬فلمصصا شاصرط‬
‫علينا على أل نإشرك بال شايئا‪ ،‬ول نإسرق‪ ،‬ول نإزنإي‪ ،‬ول نإقتصصل أولدنإصصا‪ ،‬ول نإصصأتي‬
‫ببهتصصان نإفصتريه بيصن أيصدينا وأرجلنصا ول نإعصصصيه فصي معصصروف‪ ،‬قصال‪" :‬ول تغششصن‬
‫أزواجكن" قالت‪ :‬فبايعناه ثم انإصرفنا‪ ،‬فقلت لمرأة منهن ارجعي فسلي رسول اصص‬
‫صلى ا عليه وسلم ما حبرم علينا من مال أزواجنا؟ قالت‪ :‬فسألته فقال‪" :‬تأخاذ ماله‬
‫فجتحابي به غيره"‪[19].‬‬

‫وعن أميمة بنت رقيقة قالت‪" :‬بايعت رسول ا صصلى اص عليصه وسصصلم فصي نإسصوة‪،‬‬
‫فقال لنا‪" :‬فيما استطعتن وأطقتن"‪ ،‬قلت‪ :‬ا ورسوله أرحم بنا منا بأنإفسنا‪ ،‬قلت‪ :‬يصصا‬
‫رسول ا بافيعنا‪ ،‬قال سفيان‪ :‬تعني صاففحنا‪ ،‬فقال رسول ا صلى ا عليه وسصصلم‪:‬‬
‫"إنإما قولي لمائة امرأة كقولي لمرأة واحدة"‪[20].‬‬

‫بل إن النبي صلى ا عليه وسلم قد بايع من هم صغار لم يبلغوا الحلصصم؛ فقصد أخاصرج‬
‫الطبرانإي عن محمد بن علي بن الحسين رضي ا عنهم‪" :‬أن النبي صلى ا عليه‬
‫وسلم بايع الحسن والحسين وعبد ا بصصن عبصصاس وعبصصد اصص بصصن جعفصصر‪ -‬رضصصي اصص‬
‫عنهم‪ -‬وهم صغار ولم جيبفقلوا )من أبقل وجهه إذا نإبتت لحيته(‪ ،‬ولم يبلغوا ولم يبصصايع‬
‫مبنا"‪[21].‬‬
‫صغيرا إل ف‬
‫وأخارج الطبرانإي أيضا عن عبد اص بصن الزبيصصر وعبصد اص بصن جعفصصر‪ -‬رضصصي اص‬
‫عنهما‪" -‬أنإهما بايعا رسول ا صلى اصص عليصصه وسصصلم وهمصصا ابنصصا سصصبع سصصنين‪ ،‬فلمصصا‬
‫سم وبسط يده‪ ،‬فبايعهما"‪[22].‬‬ ‫رآهما رسول ا صلى ا عليه وسلم تب ب‬
‫وأما بيعة الصحابة رضوان ا عليهم لخلفاء رسول ا صلى ا عليه‪ ،‬فقد أخاصصرج‬
‫ابن شااهين في الصحابة عن إبراهيم بن المنتشصر عصن أبيصه عصن جصصده قصال‪" :‬كصانإت‬
‫بيعة النبي صلى ا عليه وسلم حين أنإزل عليه‪﴿ :‬إن الذين يبايعونإصصك إنإمصصا يبصصايعون‬
‫ا﴾‪ [23]،‬التي بايع الناس عليها البيع ة ل والطاع ة للح ق‪ ،‬وك انإت بيع ة أب ي بك ر‬
‫رضي ا عنه‪" :‬تبايعونإي ما أطعت ا"‪ ،‬وكانإت بيعة عمر رضي اصص عنصصه ومصصن‬
‫بعده كبيعة النبي صلى ا عليه وسلم‪[24].‬‬

‫وخالصة القول فإن الصحابة رضوان ا عليهم كانإوا يبايعون رسول ا صلى ا‬
‫عليه وسلم على حالت مختلفة‪ ،‬منها بيعتهصصم علصصى السصصلم‪ ،‬وبيعتهصصم علصصى أعمصصال‬
‫السلم‪ ،‬وبيعتهم علصى الهجصصرة‪ ،‬وعلصصى النصصرة والجهصاد‪ ،‬وبيعتهصم علصى المصصوت‪،‬‬
‫وبيعتهم على السمع والطاعة‪...‬‬
‫ومن أجل هذا المعنى‪ ،‬كان البحصصث عصصن القصصدوة والنمصصوذج المثصصل للخاصصذ عنصصه منصصذ‬
‫الصصصدر الول للسصصلم؛ مصن ذلصصك مصصا رواه المصصام البخصصاري فصصي صصصحيحه أبن عبصد‬
‫الرحمن بن يزيد‪ ،‬وهو من أئمة وفقهاء التابعين‪ ،‬قال‪" :‬سألنا حذيفة بن اليمصصان عصصن‬
‫رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى ا عليه وسلم حتى تأخاذ عنه‪[25]."...‬‬
‫وهكذا فمسألة الخاذ والتلقي مسلسلة من النصصبي صصصلى اصص عليصصه وسصصلم إلصصى مشصصايخ‬
‫زمانإنا هذا‪،‬‬
‫فقد نإهج الجوبراث من مرشادي الصوفية منهج الرسول صلى ا عليه وسلم فصصي أخاصصذ‬
‫البيعة في كل عصر‪ ،‬فقد ذكر الستاذ الندوي في كتابه‪" :‬رجال الفكر والدعوة فصصي‬
‫السلم"‪" :‬أن الشيخ عبد القادر الجيلنإي فتح باب البيعة والتوبة على مصصصراعيه‪،‬‬
‫يدخال فيه المسلمون من كصصل نإاحيصصة مصصن نإصصواحي العصصالم السصصلمي‪ ،‬يجصصددون العهصصد‬
‫والميثصصاق مصصع اصص‪ ،‬ويعاهصصدون علصصى أن ل يشصصركوا ول يكفصصروا‪ ،‬ول يفسصصقوا‪ ،‬ول‬
‫يبتدعوا‪ ،‬ول يظلمصوا‪ ،‬ول يسصتحبلوا مصا حصرم اص‪ ،‬ول يصتركوا مصا فصرض اص‪ ،‬ول‬
‫يتفانإوا في الدنإيا‪ ،‬ول يتناسوا الخارة‪ ،‬وقد دخال في هذا الباب‪ -‬وقصد فتحصه ا علصى‬
‫يد الشيخ عبد القادر‪ -‬خالق ل يحصيهم إل ا‪ ،‬وصلحت أحوالهم‪ ،‬وحسن إسلمهم‪،‬‬
‫وظل الشصيخ يربيه م ويحاسصبهم‪ ،‬ويشصرف عليهصم‪ ،‬وعلصى تقصدمهم‪ ،‬فأصصبح هصؤلء‬
‫التلميذ الروحيون يشعرون بالمسؤولية بعد البيعة والتوبة وتجديد اليمان على يصصد‬
‫عبد مخلص‪ ،‬وعالم ربانإي‪ ،‬وظل بينهم وبين الشيخ رباط وثيصصق عميصصق‪ ،‬أقصصوى مصصن‬
‫رباط التلميذ بالساتذة والشصصيوخ‪ ،‬ومصصن ربصصاط الجنصصد بالقائصصد‪ ،‬ومصصن ربصصاط الرعيصصة‬
‫بالراعي‪ ،‬إنإما هو رباط روحي ديني‪ ،‬ل يهن ول ينحبل‪ ،‬وإنإما هو ميثصصاق ل ينقصصض‬
‫ول ينكث"‪[26].‬‬

‫وعليصصه‪ ،‬فليصصس فصصي العهصصد الصصصوفي بهصصذا العتبصصار مصصن مخالفصصة شاصصرعية‪ ،‬ول يعصصد‬
‫متعارضا مع أصصصول الشصصريعة‪ ،‬ونإصصصوص الكتصصاب والسصصنة تشصصهد لصصه‪ ،‬بصصل إن تلصصك‬
‫المعاهدات والبيعات قد كان لها من الثر في الصلح والتزكية أقوى شاأن وأوفصصر‬
‫نإصيب‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫]‪ -[1‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.18 :‬‬


‫]‪ -[2‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.10 :‬‬
‫]‪ -[3‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.91 :‬‬
‫]‪ -[4‬عوارف‪.1/108 ،‬‬
‫]‪ -[5‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.10 :‬‬
‫]‪ -[6‬أثر الطريقة الصوفية في الحياة الجتماعيصصة‪ :‬دراسصة أنإثروبولوجيصة فصصي مصصر‬
‫والمغرب‪ ،‬بحصصث لنيصصل شاصصهادة الصصدكتوراه‪ ،‬جامعصصة السصصكندرية‪ ،‬كليصصة الداب‪ ،‬سصصنة‬
‫‪1990‬م‪ ،‬ص‪.213 :‬‬
‫]‪ -[7‬العهد والبيعة عنصد السصادة الصصوفية‪ ،‬فلح حس ن سصالم الجبصوري‪ ،‬دار الكتصب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1427 ،1‬ه‪2006-‬م‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫]‪ -[8‬الصصدر المختصصار‪ ،‬عبصد الرحمصن الحنفصي الحصصصكفي‪ ،‬تحقيصصق‪ :‬عبصصد المنعصم خاليصصل‬
‫إبراهيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1423 ،1‬ه‪2002-‬م‪.1/14 ،‬‬
‫]‪ -[9‬لواقح النإوار القدسية في بيان العهود المحمدية‪ ،‬عبد الوهصصاب الشصصعرانإي‪ ،‬دار‬
‫القلم العربي بحلب‪ ،‬ط‪1413 :‬ه‪1993-‬م‪ ،‬ص‪.5 :‬‬
‫]‪ -[10‬عصصوارف المعصصارف‪ ،‬السصصهروردي )ت ‪632‬ه(‪ ،‬تحقيصصق‪ :‬أحمصصد عبصصد الرحيصصم‬
‫السايح‪ ،‬وتوفيق علي وهبه‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1428 ،1‬ه‪2006-‬م‪،‬‬
‫‪.1/109‬‬
‫]‪ -[11‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.10 :‬‬
‫]‪ -[12‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.91 :‬‬
‫]‪ -[13‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.34 :‬‬
‫]‪ -[14‬صحيح البخاري‪ ،‬كت اب اليم ان‪ ،‬ب اب علم ة اليم ان ح ب النإص ار‪ ،‬رق م‬
‫الحديث‪.18 :‬‬
‫]‪ -[15‬مسند أحمد بن حنبل‪ ،‬من مسند الشاميين‪ ،‬حديث شاداد بن أوس‪ ،‬رقم الحديث‪:‬‬
‫‪.17057‬‬
‫]‪ -[16‬الموطأ‪ ،‬مالك بن أنإس‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪1426 :‬ه‪2005-‬م‪ ،‬كتاب القرآن‪ ،‬باب ما جاء في الدعاء‪ ،‬رقم الحديث‪.32 :‬‬
‫]‪ -[17‬مسند أحمد بن حنبل‪ ،‬أول مسند الكوفيين‪ ،‬من حديث جرير بن عبصصد اصص عصصن‬
‫النبي صلى ا عليه وسلم‪ ،‬رقم الحديث‪.19054 :‬‬
‫]‪ -[18‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب قول النبي صلى ا عليه وسلم ‪" :‬الدين‬
‫النصيحة ل ولرسوله ولئمة المسلمين وعامتهم"‪ ،‬رقم الحديث‪.57 :‬‬
‫]‪ -[19‬مسند أحمد بن حنبصصل‪ ،‬بصصاقي مسصند النإصصار‪ ،‬مصن حصديث سصلمى بنصصت قيصصس‪-‬‬
‫رضي ا عنها‪ ،-‬رقم الحديث‪.27248 :‬‬
‫]‪ -[20‬سنن الترمذي‪ ،‬كت اب الس ير‪ ،‬ب اب م ا ج اء ف ي بيع ة النس اء‪ ،‬رق م الح ديث‪:‬‬
‫‪.1597‬‬
‫]‪ -[21‬المعجم الكبير‪ ،‬الطبرانإي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو محمد السيوطي‪ ،‬دار الكتصصب العلميصصة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1428 ،1‬ه‪2007-‬م‪ ،2/239 ،‬رقم الحديث‪.2774 :‬‬
‫]‪ - [22‬مجمع الزوائد‪ ،‬أبو بكر بن سليمان الهيثمي المصصري‪ ،‬تحقيصق‪ :‬عب د القصادر‬
‫أحمد عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيصصروت‪ ،‬لبنصصان‪ ،‬ط ‪،1‬صص ‪1422‬ه‪2001-‬م‪،9/342 ،‬‬
‫رقم الحديث‪ ،15538 :‬باب في عبد ا بن جعفر‪ -‬رضي ا عنه وغيره‪.‬‬
‫]‪ -[23‬سورة الفتح‪ ،‬الية‪.10 :‬‬
‫]‪ -[24‬الصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬ابن حجر العسقلنإي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبصصد اص بصصن عبصصد‬
‫المحسن التركي‪ ،‬ط ‪1429 ،1‬ه‪2008-‬م‪.10/320 ،‬‬
‫]‪ -[25‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب فضائل أصحاب النصصبي صصلى اص عليصه وسصصلم‪ ،‬بصصاب‬
‫مناقب عبد ا بن مسعود‪ ،‬رقم الحديث‪.3762 :‬‬
‫]‪ -[26‬رجال الفكر والدعوة في السلم‪ ،‬أبو الحس ن الن دوي‪ ،‬دار القل م‪ ،‬دمش ق‪ ،‬ط‬
‫‪1431 ،2‬ه‪2010-‬م‪.350-1/349 ،‬‬

You might also like